Professional Documents
Culture Documents
يعود المر إلى ما تشييرعه ميين مطلييب ،وبغييض النظيير عيين مييا
نطلبه نحن ،وما ننتظره منها ،فما يكسب الفلسفة قيمتها ،ويييبرر
بالتالي الهتمام بها ،ليس غير رهانها على تكريس مطلب التفكييير
مطلبا يجييد صييداه فييي مجمييل تجربتنييا وعمييق ممارسيياتنا بجميييع
وجوهها .يعود هذا القرار إلى طبعة وخصوصية الفلسفة ذاتها وهو
1الحكمة هي خاصية الحكيم الذي بلغ درجة الكمال المعرفي بمعرفته العلل الولى
والقصوى للشياء ،فتكون بذلك حكمته نظرية ،و الحكمة النظرية تتجلى في سلوكه و أفعاله
فيبتعد عن كل ما يربطه بالفساد الخلقي الذي سببه الجهل المعرفي فتكون حكمته كذلك
حكمة عملية.
2الفلسفة أو فيلو -صوفيا تفيد حب الحكمة ويجب أن ننتبه هنا إلى أن المسألة ل تتعلق
بامتلك الحكمة وإنما بالبحث والتعلق بطلب الحكمة بما يستلزمه ذلك من "وعي بالجهل"
وممارسة للتفكير الحر والشخصي الذي هو خاصية إنسانية فالفيلسوف أي محب الحكمة
في منزلة متوسطة بين الحكيم الذي يمتلك الحكمة فعليا فل يكون في حاجة للتفكير
والعامي الذي ل يعنيه مطلب الحكمة لعتقاده توهما امتلكها بما يمتلكه من معارف جاهزة
وأحكام مسبقة .فالفلسفة إذن هي بذل الجهد و العتماد على الذات من أجل بلوغ اليقين.
ما تبينه قاعدة التفكير الولى كما دشن " سقراط " ،انطلقا منها،
ميلد الفلسفة "اعرف نفسك بنفسك" ،والييى عبييارة "كييانط"
الشهيرة ،التي يتجلى فيها نضج واكتمال الفلسفة الحديثة من جهة
تحديد رهانها في رسالته "ما النوار؟" ،إذ في إجابة "كانط" علييى
السؤال " ما النوار.؟" يجيب مباشرة بكونها " خسسروج النسسسان
عن قصوره الذاتي" .3ليس للفلسفة إذن من تعريييف آخيير ،ول
من فائدة ،غير ربطها لحقيقة النسان ،وقوامه ،بممارسة التفكير،
تفكيرا عقلنيا حرا وشخصيا .أن نفكر هييو فييي نهاييية المطيياف أن
نضييطلع وبصييورة شخصييية بمهميية تحديييد معنييى ودلليية لوجودنييا
بشييكل حيير ومسييئول يتلزم فييي إطيياره حرييية النسييان الفردييية
بالحساس بالمسؤولية تجاه النسانية جمعاء.
14فلسفة ما بعد الحداثة يشار بها إلىالتطورات الهاميية الييتي وقعييت فييي أسييس النظيير
الفلسفي كانقلب على المبادئ و المفاهيم الفلسفية الحديثة كما صاغها ديكارت خاصة ميين
جهة خلخلة مفاهيم العقل والوعي والحرية و الحقيقة اليقينية ليعاد التأكيد على أهمية الجسد
والختلف و اللوعي كمبادئ أولى للتفكير في القضايا الفلسفية.
15يحيل معنى المعقولية على جملة المبادئ التي تيسر تنظيم البحث في أحد المجالت
المعرفية ،بذلك نتحدث عن معقولية فلسفية بمعنى جملة السس و المبادئ التي تعتمدها
الفلسفة في البرهنة والتفكير في قضية ما و المعقولية الفلسفية تختلف عن المعقولية
العلمية مثل من جهة كون العلم يتوفر على مبادئ وأسس مغايرة في النظر والتفكير في
المسائل التي يبحث فيها مقارنة بمبادئ و أسس المعقولية الفلسفية .وهو ما يعني أن
للعقل النساني إمكانيات متعددة ومتنوعة لمقاربة قضاياه.
16المحايث ما هو مقابل المتعالي و يفهم المحايث في هذا المستوى ما يرتبط بالوجود
الواقعي و الفعلي للبشر حيث يمكن إدراكه في إطار تجربة مباشرة.
17الريبية هي الموقف الذي يرى تعذر إمكان بلوغ اليقين حول أي من القضايا التي يبحثها
العقل نتيجة تساوي قيمة الحجج التي تثبت موقف ما مع تلك التي يمكن أن تدحضه و
بالتالي ل يكون هناك من سبيل غير تعليق الحكم و نفي إمكان إصدار أي حكم.
حصره وتحديده ،وبالتالي ل يمكن معرفته ول قول أي شيء يقيني
بخصوصه.
قد ل يتعلق المر بتجاوز مفهييوم الكلييي ذاتييه إذا مييا فهمنييا ميين
الكلييي أسيياس و مبييدأ التعقييل معرفيييا ،وأسيياس ومبييدأ وحييدة
النسانية قيميا ،وإنما إعادة صياغة لهذا الكلي في إطار مراجعة
تعييييد تيييوجيه وصيييياغة دللييية الكليييي باسيييتفراغه مييين شيييحنته
النطولوجييية والمعرفييية وإعييادة ترسيييم حييدوده ضييمن "الفييق
اليتيقي" .21يرتبط هذا التحول بالبحث عن تأسيس لمبييادئ وجييود
مشترك مع الخر يضييمن العيييش المشييترك وفييق حييد أدنييى ميين
التوافق .ليقييع مييد مجييال اشييتغال الكلييي إلييى مييا يتجيياوز مييا هييو
معرفي منطقي أنطولوجي ،نحو مجال أرحب هو مجييال الوجييود
الفعلي والواقعي للبشر كما ترسم معالمه اليتيقييا بمييا هييو وجييود
علئقي.
إذا كانت القيم الثقافية المعيارية غير قادرة على ضمان توافييق
كوني بين الثقافات أفل يمكن أن نطمع في العلم ،وخاصة مع مييا
حققه من نجاحات ،وما وسم به حضارتنا المعاصرة ميين خاصيييات
حتى نضمن تحقق هذا التوافق الكوني بين البشر؟
أسئلة تقويمية:
خطاطة الباب:
المشكل العام:
"النساني بين الوحدة والكثرة"
-النسيياني * :موضييوع البحييث والنظيير ،ميا يتعلييق بييه
المشكل :تحديد وتعريف ومسائلة "النساني" هو موضيوع
الباب الول ومدار انشغالنا خلله.
* :ما يتحدد بييه النسييان كانسييان ،مييا يعييين
فرادته وتميزه عن بقية الموجودات " ،ما يقيم خطا فاصل
بييين الوجييود النسيياني والوجييود الحيييواني" ).ملحظيية:
"الحيواني" ل يهمنا في ذاته ،وكل إشييارة أو اسييتدعاء لييه
إنما هو مجرد وسيلة لتدقيق النظر في النساني من خلل
فعل المقارنة(.
-بين :يتعلق المر بتقرير علقة بين حييدين ،إمكييانيتين،
مييوقفين ،أطروحييتين ممكنييتين حييول تحديييد وتعريييف
"النساني" لكن دون إحالة مباشرة علييى شييكل العلقيية:
التسليم بوجود علقة دون تحديد طبيعتها ،هل هييي علقيية
تقابل وتنابذ أم علقة تكامل و تلزم.
-الوحدة :مييا هييو مقابييل للكييثرة ،البسيييط الييذي ل يقبييل
القسمة لنه ل يشتمل على أجزاء وإنما هو واحد .مييا هييو ثييابت،
مطلق ،يقيني ،متعالي .ربط "النساني" بالوحدة هو ربييط
لحقيقة النسييان بجمليية المعيياني السييابقة ،فنكييون بييذلك
أمام تحديد ميتافيزيقي للنسان.
-الكثرة :تقال على الذي يقبل القسمة بما هييو مركييب
ميين أجييزاء وعناصيير وان كييانت متمييايزة فييان اجتماعهييا
يشكل وحدة فيما بينها .والكثرة في إطار الشأن النساني
تتعلق بافتراض الوجود النساني هو وجود علئقييي يرفييض
اختزال النسان في بعد واحييد أو انغلقييه علييى ذاتييه ضييدا
على ما هو خارج الذات.
ماالنسان؟
ليس سؤال النسان عيين ذاتييه بالسييؤال المسييتحدث أو بالسييؤال
المصطنع.
أمام هذا القرار بكثافيية حضييور سييؤال مييا النسييان داخييل كييل
أشكال الوعي البشييري ،وعلييى امتييداد كامييل تاريييخ هييذا الييوعي،
يفترض بنا أن نتساءل عن وجاهة وخصوصييية المقاربيية الفلسييفية
لهذا السؤال؟ إن إقرارنا منييذ البداييية بكييون سييؤال النسييان عيين
نفسه ليس بالسييؤال المسييتحدث أو المصييطنع فييي تأكيييد بتعلييق
السؤال بكامل التجربة النسانية فييي مختلييف أشييكالها وتجلياتهييا،
يفترض أن السؤال ليس سؤال فلسفيا خالصا ،تتميز بييه الفلسييفة
وتحتكره ،غير أن ما يجب النتباه إليه كذلك أن هييذا الشييتراك مييا
بييين الفلسييفة ومختلييف أشييكال الييوعي البشييري ،ل يفيييد مطلقيا
تماثل حيثيات طرح السؤال ما بين الفلسفة وبقية أشييكال الييوعي
الخرى.
ضمن أية حدود يتشكل الكلي كمبدأ ومطلب ورهييان فييي إطييار
التفكير في النسان؟
أما من جهة ثانية فالمغالطة الثانية التي يقييوم عليهييا مثييل هييذا
التحديييد فتتعلييق بالتناقضييات الييتي تحكييم هييذا الموقييف ذاتييه .إن
النظر إلى النسان بما هو ذات متعينة في فرد بعينه ،مع افتراض
وحدة وثبات أنيياه ،وفييي نفييس الييوقت ربييط هييذا الوجييود بتجربيية
اليومي مع ما تفترضه من تقاطعات وعلقات وثيقة بالعالم والخر
والجسد ،يغفل عن تحديد مقومات هذه النا من جهة علقتها بهذه
المحددات التي يرتبط وجود الفرد بها.
يتعين الحييراج فييي نهاييية الميير ،إن عمييدنا إلييى إعييادة صييياغة
العتراضات السابقة صياغة فلسفية ،بالتسيياؤل عيين حقيقيية هييذه
النا بين حدي" الوحدة والكثرة"؛ وحدة تتجلى فيما أستشعره ميين
وحدة أنايا واستمرارها وثباتها رغم تغير أحوالها ،وكثرة تتجلى فييي
ارتباط وجود هذه النا بأكثر من مجال ومستوى وعلقة ..ل يتعلييق
السؤال عن حقيقيية النييا بييين الوحييدة والكييثرة بالسييؤال عيين أنييا
فردية وعينية ،ولكن بالبحث عن مقومات الوجييود النسيياني ذاتييه.
وبعبارة أكثر دقة ومباشرة يتعلق السؤال بتحديد ما يشكل حقيقيية
النسان من جهة تعيين مييا يتمييايز/يختلييف بييه بشييكل مطلييق عيين
الوجييود الحيييواني ،فيكييون هييذا التمييايز هييو أسيياس وضييع الخييط
الفاصل بين الوجود النساني من جهة والوجود الحيواني من جهيية
ثانية .ل يتعلق السؤال ،بالسؤال إذن عن أنييا فردييية وعينييية وإنمييا
يتعلق بالسؤال عن " النساني" .يجب أن ننتبه في هييذا المسييتوى
إلى وقوع تحول أساسي في مستوى صياغة السؤال عن النسييان
من التفكير في مسألة النسان إلى التفكير في "النسيياني" .فمييا
هو مبرر هذا التحول في الصياغة؟ وماهي استتباعات هذا التحييول
في تحديد خصوصييية ورهييان الستشييكال الفلسييفي للتفكييير فييي
النسان؟
ارتبط السؤال الفلسفي تقليديا عن النسان بصياغة مخصوصيية
تسأل عن النسان اعتمادا على صيغة " ما هو النسان؟" ،صييياغة
سييتجد تعبيرهييا النهييائي فييي التحديييد الكييانطي لرهييان الفلسييفة
وسؤالها الساسي الذي ترجع إليه بقييية السييئلة فييي سييؤال " مييا
النسان؟" .تفترض هييذه الصيييغة التفكييير فييي النسييان ميين جهيية
الماهية واثبييات ماهييية مطلقيية ومتعالييية للنسييان .غييير أنييه ومنييذ
لحظة هيقل المرتبطية بيالتفكير فيي النسيان فيي علقية بالعيالم
والخيير سيصييبح هييذا التحديييد الميياهوي القييائم علييى الصييياغة
الميتافيزيقية لسؤال " ما هو النسان؟" صياغة ل شرعية من جهة
كونها ل تقبل التفكير في النسييان ككييثرة ايجابييية ،و كلييية تييدمجه
ضمن الوجود البشري بما هو وجود مخصوص يكتسييب وحييدة فييي
ذاتييه بتمييايزه عيين الوجييود الحيييواني أساسييا .بييذلك ستسييتعيض
الفلسفة عيين الصييياغة الكانطييية للسييؤال عيين النسييان " مييا هييو
النسان؟" إلى صياغة مسييتحدثة للسييؤال هييي صييياغة " ميين هييو
النسان؟" صياغة ،كما سنرى ،ستسمح بالتفكير في النسييان ميين
جهة الكثرة المنفتحة وليس الوحدة المنغلقيية ،ميين جهيية شييروط
وكيفيات تحقق الوجود النساني فعليا وواقعيا وليس النظر إلى ما
يجب أن يكون عليه النسان .على هذا الساس فان اعتماد مفهوم
النساني عوضا عن صياغة أولى ،تسأل عن النسان بإطلق ،إنمييا
يحيل إلى هذا الوعي بما يكتنف المسألة من غموض وتعقيد .وهي
محاولة لتشريع البحث فييي النسييان انطلقييا ميين صييياغة محايييدة
تحاول استشكال كل المقاربتين للتفكير في النسان والتثبييت ميين
إمكييان الرتقيياء بييالوجود النسيياني إلييى مسييتوى الكييوني وتحديييد
صعوبات واحراجات هذا المطلب.
إن ربط مطلب الكلي بالنساني ،وإن بدا إنه يتقييدم بنييا خطييوة
حاسمة في اتجيياه مقاربيية سييؤال مييا النسييان ،فييانه ل يخلييو ميين
استشييكال حييين يكييون حييدي "النسيياني" تقابييل مفييترض بييين
"الوحدة" و"الكثرة".
إذا كان معنى" النسيياني" يمكننييا أن نتجيياوز ،لحظيية ،تعقيييدات
التردد بين صيييغتين مختلفييتين للسييؤال عيين النسييان ؛بييين صيييغة
22
"ميياهو النسييان؟" ذات الطييابع الميياهوي والفييق الميتييافيزيقي
الكلسيكي،وصيغة "ميين هييو النسييان؟"الكييثر معاصييرة وارتباطييا
بالمعيش ،فان ربط النساني بحدين يفترض فيهما التقابييل وليييس
22الميتافيزيقا :انظر ملحق المعاني الساسية
التقاطع؛"الوحدة" من جهة و"الكثرة" من جهيية ثانييية ،يحيلنييا إلييى
مزالق ل تقل حدة نظرا لما يترتب عن استتباع هييذا التقابييل علييى
تحديد دللة الكلي/الكوني سواء تعلق المر باستتباعات معرفية أو
خاصة ايتيقية قيمية تتعلق بما سبق وان حددناه من رهان مركييزي
لمقاربة الفلسفة لمسالة النسان ،وتحديدا تعيين شييروط العيييش
المشترك.
هذا الربط بين " الوحدة" و " الكييثرة" فييي تعيييين "النسيياني "
يستلزم النظر إلى الحدين ل على أساس التباعد والتنابذ والتقابييل
وإنما التجاذب و التكامييل والتفاعييل ايجابيييا بمييا يثبييت أن الإنييية ل
تكون إل "هوية مركبة".
إن اشتراط تحقق النية بضرورة خروج الييذات عيين ذاتهييا ،عيين
عزلتها وانغلقهييا ،وانفتاحهييا علييى " الخيير"؛ "عالمييا" و "إنسييانا"،
بقدر ما يقيم وصل بين "النا" و "الغير" ورفعه لدرجة الخيير الييذي
ل أكييون إل بييه ،يسييتوجب النظيير فييي تحديييد شييروط وآليييات
ومقتضيات التواصل الييتي تجعييل ميين تأسيييس النسيياني تأسيسييا
يراهن ويحقق مطلب العيش المشترك.
رد الوحدة إلى كييثرة ل يعنييي تلشييي النييا و ضييياعه فييي كييثرة
تطمس وحدته وتنفي تمايزه وخصوصيته ،وإنما يعود هذا الرد إلييى
تأسيس وضع هذا النا في إطار ما ينسجه من علقات تواصلية مع
الخر .يتعلق المر إذن بجدلييية فصييل ووصييل؛ فصييل يثبييت للنييية
وحدتها وتفردها ،ووصل يشرط هذه الوحدة والتمايز بالتواصل مييع
الخيير .إن الوحييدة ذاتهييا ل يمكيين ادراكهييا ال فييي ضييل التمييايز
والختلف.
يتحدد مفهوم التواصل بداية باعتباره المقتضييى الييذي بقييدر مييا
يستبطن ويفترض الفصييل وتمييايز النييا ،يمثييل فييي نفييس الييوقت
شرط إمكان تحقق الوصل؛ إنه بهييذا المعنييى " وسيياطة" وجسيير.
التواصل النساني هو "وساطة" ل من جهة النظر إليه كأداة ،وإنما
باعتباره ،في نفس الييوقت ،التجلييي والمقتضييى لتحقييق النسيياني
على وجه كوني .فالتواصل هييو تواصييل إنسيياني ميين جهييتين :ميين
جهة أنه يقيييم خطيا فاصييل بييين الوجييود النسيياني و "الطبيعيية" إذ
تشييكل وسييائط التواصييل قطعييا وتعاليييا علييى مسييتوى الوجييود
الطبيعي الخام من خلل ما يضمنه ميين علقيية غييير مباشييرة بييين
النسان والطبيعة .فالتواصل بميا هيو خاصيية إنسيانية هيو خاصيية
ينفرد بها النسان وتهبه نمط وجود يختلف جذريا عن نمط الوجييود
الحيواني .وهو تواصل إنساني ميين جهيية مييا يضييمنه ميين إمكانييات
تحقق تواصل كوني بين النسييان والنسييان .إن التواصييل ل يلغييي
التمايز والختلف والتفييرد ،بييل لعلييه ل يكييون ممكنييا أصييل ،ول ذا
معنى ،دون القرار بهذا التمايز بين النا والخر ،تميايزا يجعييل مين
التواصل ،في نفس الوقت ممكنا ومطلبا .إننا ،وكما تبرز لنا ذلك
تجربتنييا الخاصيية ،ل نتواصييل مييع الغريييب بييإطلق لنعييدام إمكييان
التواصل معه أصل ،ول نتواصل ميع الشيبيه بيإطلق لعيدم الحاجية
للتواصل معه كذلك أصل ،فالتواصل ل يكون ،إذن ،إل مع المختلف
والذي يحوز منزلة بييين منزلييتين؛ مييا بييين منزليية الغريييب ومنزليية
المماثل.
قد ل تكون مسألة التواصل علييى هييذا القييدر ميين الوضييوح ،ول
على هذا القدر من البساطة .إذا كان مفهوم التواصل يحيلنا بداييية
إلييى عملييية ثلثييية البعيياد تييتركب وتقتضييي تييوفر ثلثيية معطيييات
مرسل و رسالة والمرسل إليه.
غير أن ما يجب النتباه إليه هييو مييدى التعقيييد الييذي يلييف هييذه
العملية في كل أجزائها ،ذلك أننا وسواء تعلييق الميير بالمرسييل أو
المرسل إليه فإننا في الحالتين أمام ذات واعية أمام ذوات واعية.
الذات المرسلة ل يتعلق فعلها بمجرد الخبار المحايد وإنمييا تبحييث
ميين رسييالتها علييى إحييداث تييأثير محييدد فييي المتلقييي تتحقييق بييه
مصلحة ما ،بغض النظر عن طبيعة هذه المصلحة إن كييانت مادييية
أو معنوية .والذات المتقبلة ذاتها ل تقبل الرسالة على أساس ميين
الشفافية المطلقة وإما من خلل عمل تأويلي يسبغ على الرسييالة
،عن قصد أو دونه ،معطيات ذاتية تبتعد قليل أو كثيرا عيين مقصييد
المرسل .والرسالة ذاتها غالبا ما ل تكون واضحة و أحادية المعنى،
ل من جهة اللتباس التي يحكمها فيي علقيية بمقاصييد المرسييل أو
تأويل المرسل إليه ،وإنما فيي علقيية بطبيعيية قنيياة التصييال الييتي
تحمل الرسالة ،و التي تؤثر في مضمون الرسالة حسب خصوصية
قناة التصال ذاتها .
إن تحقق النساني على نحو كوني مشييروط إذا بامتحييان مييدى
قابلية التحديييد الييذي يمكيين إن نظفيييه علييى دلليية هييذا النسيياني
بضمان العيش المشترك بشكل يتوافق مع رهان الكلييي أي فضييح
جميع الوضعيات التي ل تجعل من النسان قيمة مقدسة ول تجعل
مين قييم الحيق والعيدل و الجمييال والخييير قيميا مطلقية تؤسيس
الوجود النساني وتضفي عليه المعقولية.
الفصل الول :النية والغيرية
تمهيد:
رغم يقينية ومباشرة هذا الحساس ب"النا" فان التفكييير فييي مييا
يمكن أن يكون عليييه هييذا" النييا" ومييا حقيقتييه ،يضييل موضييوعا ل
مفكر فيه بالنسبة لنا داخل الحياة اليومية .يضل موضوعا ل مفكر
فيه من جهة اعتقادنا ببداهة حضور هذا النييا ،بداهيية تجييد أساسييها
في تجربة مباشرة يستشعر من خللها أنه موجود.
إذا كان رهان ربط حقيقة النسان بإنية منغلقة ومكتفية بذاتها ،
إثبات وحدة وشرف ورفعيية المنزليية النسييانية ميين جهيية ،وتحديييد
شروط إمكان تعقلها من جهة ثانية ،فان ربط "الجسد" و"العييالم"
و"التاريخ" بمجال الغيرية ووسمها بما هييو عرضييي وهامشييي إنمييا
ينتهي بنا إلى مأزق متعدد الطبقات ينغلق معه إمكان فهم حقيقيية
الوجود النساني .فإدراك حقيقة هذا الوجود على نحو كلي يراهيين
على مطلييب العيييش المشييترك يضييعنا أمييام تحييد حقيقييي يتعلييق
بإمكان النفتاح على الخر والعتراف والتعايش مع غيريته دون أن
نفقد هويتنا الخاصة وإنيتنا.
ل يتعلق البحث في هييذه المسييألة بييترف فكييري ،ول بتعقيييدات
نظرية ،وإنما يرتبط المر بالبحث في وجودنا ومصيرنا ،سواء على
نحو فردي خالص ،أو في أفق جماعي حضاري ،به تتحدد وتتشييكل
القيم التي تضمن إضفاء معنى ودللة على وجودنا وتحقق شييروط
تحررنا.
المكتسبات:
* سؤال النسان عن نفسه ليس سؤال خاصا بالفلسفة وإنما ما
يميز مقاربة الفلسفة له هو الوعي بالحراجييات الييتي ترتبييط بهييذا
السؤال.
* يتعلق الحرج الساسي الذي يثيره السؤال عن النسان هييو
الحساس والتمسك بوحدة النا واستقللها وتمايزها عن الخر كما
الخرين من جهة ،وارتباط وجود النا الفعلي والواقعي بالخر.
* عملييت الفلسييفة الميتافيزيقييية علييى ربييط النييية بالوحييدة
والثبييات علييى أسيياس اعتبييار أن للنسييان ماهييية مقابييل عرضييية
وهامشية الجسد والغير والتاريخ بماهي تنتمي لمجال الغيرية .
* يحيل مفهوم الغيرية على ما هيو عرضيي وهامشيي ل ييدخل
في تحديييد النسيياني فييي النسييان ول يمنييع التظنيين عليهييا إثبييات
النية.
* يتأسييس تحديييد النسيياني مين أفلطيون إليى ديكيارت عليى
أساس منطقييي يجعييل ميين الماهييية حييامل منطقيييا وميين الغيرييية
محمولت منطقية.
* اسييتبدلت الفلسييفة المعاصييرة سييؤال "مييا هييو النسييان؟"
بصياغة جديدة هي "من هو النسان؟"
* يقوم هذا التحول في صياغة السؤال عن النسان من تحويييل
مقاربة السؤال من المجال الميتييافيزيقي /النطولييوجي المتعييالي
إلى مجال المعيش اليتيقي و النثروبولوجيا.
* يؤسس هذا التحول إلى نفي غيرية الجسد والتاريييخ والعييالم
والغير واعتبارهم مقومات النساني في النسان.
السئلة التقويمية:
قد يبدو من المفاجئ ،رغم كل مييا سييبق وأن أشييرنا إليييه ،ميين
ارتباط الفلسفة بالتفكير في النسييان ،أن نقييرر أن السييؤال ذاتييه
عن النسان ليس إل اختراعا حديثا ،ومتييأخرا جييدا مقارنيية بظهييور
وصييياغة بقييية السييئلة الفلسييفية الساسييية .إن الصييياغة الولييى
للسؤال عن النسان كسؤال صريح ومباشر ترجع فقط إلى كييانط
حييين رد مختلييف أسييئلة الفلسييفة سييواء تلييك المتعلقيية بحييدود
المعرفة) ماذا يمكنني أن أعرف؟( أو السؤال عن القيييم والخلق
) ما يجب علي أن أفعل ،أو السؤال الغائي /الروحي) مييا يمكننييي
أن آمل( إلى سؤال واحد يختزلها جميعييا ويمثييل مقصييدها النهييائي
أي سؤال "ما النسان؟".
إن ما أقررناه من حداثة السؤال ،ل تعني كما بينا حداثة التفكير
في مسألته ،وإنما ما نريد إبرازه فييي هييذا المسييتوى ،فييي علقيية
بهذه الملحظة ،أننا منذ بداية الفلسفة ،فييي علقيية بتفكيرهييا فييي
النسان ،وإلى حدود نضييج السييؤال ذاتييه وصييياغته صييياغة نهائييية،
ضل التفكير الفلسفي في النسان موسوما بخصييائص ومسييلمات
هي ذاتها بما يسمح لنييا ،فييي نهاييية الميير ،أن نتحييدث عيين تصييور
ميتافيزيقي للنية يمتد من لحظة نشأة الفلسفة مع سييقراط إلييى
الحداثة.
منذ أفلطون وأرسطو ،ومرورا بالفارابي وابن سينا ،وصول إلى
ديكارت وكانط ،فإننا أمام تصور واحد ،تقريبا ،للنسان ،عبر تحديد
النساني في النسان في إنية أساسييها الوحييدة واسييتبعاد الكييثرة،
استبعادا هو الذي يؤسس تصورا كليا للنسان يتوفر على معقولييية
تتجلى في معرفة يقينية ووجود أسمى .ذلييك أننييا ومييع كييل هييؤلء
الفلسفة أمام تصور للنسان يقوم على إثبات ماهية له تتجلى من
خللها وحدته ،وتتحقق بها إنيته .فما يكون بييه النسييان إنسييانا هييو
توفره على ماهية تتحدد بداية منطقيا؛ ذلك أن ماهية النسان هييي
بمثابة الحامل؛ سواء تعييين هييذا الحامييل فييي"النفييس")أفلطييون(
أو"الحيييوان العاقييل")أرسييطو( أو الييذات" )ديكييارت( ،وعلييى هييذا
الحامل تحديدا تحمل صفات و أعراض مختلفة.
وبعبارة أخرى فان الماهييية الييتي تتحييدد بهييا إنييية النسييان هييي
الحقيقية والمعطيى الثيابت والجييوهري الييذي يمكيين ،ويجعيل مين
الممكن ،أن نلحق بهذه الماهية جملة من الخصائص الثانوية .بذلك
تكييون الماهييية هييي قييوام وجييود النسييان ،وبغييض النظيير عيين
المضمون الذي ستتحدد به هذه الماهية ) نفسييا أو عقل أو ذاتييا أو
أنا متعالية( باعتبار أن هذه الماهية هي ما هو ثييابت ويقينييي ،يقينييا
مطلقا ل يتغير ول يتبدل ،فيما تكون الصفات الثانوييية الييتي يمكيين
إلحاقها بهذه الماهية كالجسد والعالم والخر مجرد أعراض بمعنييى
أنها ل تقوم ول يمكن أن تحمل على النسييان إل ميين جهيية ربطهييا
بالماهية ،فهي ل تقوم ول تكون بذاتها ،ومن جهة كون حضور هذه
العراض ،كمييا غيابهييا ،ل يييؤثر فييي حقيقيية ول فييي ثبييات ويقينييية
الماهية.
المكتسبات:
المقاربيية الميتافيزيقييية للنسييان هييي المقاربيية الييتي تعتييبر
للنسان ماهية واحدة وثابتة وبسيطة ومتعاليية عين كيل ميا هييو
محايث.
تتحدد هذه الماهية المتعالييية والمطلقيية فييي الفلسييفة القديميية
في العقل وفي الفلسفة الحديثة مع ديكارت في الذات.
ينتمي الجسد والعالم في إطار هذه المقاربة إلى مجال الغيرييية
أي إلى ما هو محايث ونسبي.
أسئلة تقويمية:
بأي معنى نسم صياغة السؤال عن النسان فييي سييؤال مييا هييو
النسان بالمقاربة الميتافيزيقية؟
ما الذي يجيز أن نجمع بين أفلطييون وديكييارت فييي تقليييد
واحد؟
بم تتحدد النية في التصور الميتافيزيقي للنسان؟
ما مبرر ربييط الجسييد والعييالم والتاريييخ والغييير بمجييال الغيرييية
داخل هذا التحديد الميتافيزيقي؟
المكتسبات:
-
يقوم تصور أفلطون للنسييان علييى أسيياس اعتبيياره يتشييكل ميين
ثنائية "النفس والجسد".
-يتطابق القول بالثنائية داخل النسان مع تقسيييم العييالم إلييى
عالمين :عيالم الفكيار والمثيل المتعاليية والخاليدة وعيالم الحيس
عالم الضلل والوهام.
-تنتمي النفس بما هي عقييل خييالص إلييى مجييال عييالم المثييل
وبالتالي فهي ذاتها خالدة .بينما ينتمييي الجسييد إلييى عييالم الحييس
والضلل فهو زائل .
-تمثل النفس بما هي عاقلة وخالدة ماهية النسان فيما ينتمي
الجسد إلى مجال الغيرية.
أسئلة تقويمية:
ما دللة القول بالثنائية؟
بم تتقوم النية عند أفلطون؟
على ماذا يتأسس هذا التصور الثنائي للوجود النساني؟
كيف يتصور أفلطون الوجود؟
ما الذي يبرر ربط الجسد بمجال الغيرية في فلسفة أفلطون؟
25تنتظم الجمهورية في اطار تنظيم سياسي اجتماعي يتوافق مع تنظيم النفس النسانية
ذاتها فكما أن النفس تتشكل من ثلثة قوى هي النفس العاقلة أو "النوس" والنفس الغاضبة
والنفس الشهوانية فان الجمهورية تتشكل من ثلثة طبقات نجد في أعلى هرمها طبقة
الفلسفة الذين يجب أن يحكموا لتوفرهم على خاصية التفكير/العقل وطبقة الحراس التي
توازي في النفس النفس الغاضبة وطبقة الحرفيين التي توجد قاعدة الهرم وتوازي النفس
الشهوانية في النفس.
ب /النية بما هي وعي متعال:ديكارت
يرتبط تحدييد النيية فيي سيياق الفلسيفة الحديثية ميع ديكيارت
بمفهوم" الذاتية" أي إن "النساني" ل يتحدد بالعقل بما هو جييوهر
مفارق يجد يقينه في حقيقة مطلقة و مفارقة ،وإنما فييي النسييان
ذاته ،ل كفكرة مجردة أو مفهوم تصوري ،وإنما في النسان كذات
فرديسسة تتمييييز بهيييذه القيييدرة اليييتي يتيييوفر عليهيييا ،دون سيييائر
الموجودات ،المتمثلة في إمكان تحقيييق "الييوعي بالييذات" .بييذلك
يخط ديكارت فاصل عميقييا داخييل تاريييخ الفلسييفة ،وداخييل تاريييخ
التفكير في الفلسفي في النسان.
إن خوض تجربة الشك وان انتهييى بييديكارت فييي مرحليية أولييى
إلى وضعية يأس وريبية و تعليق للحكم؛ ذلك أن إخضاع ما تحملييه
الذات من أفكار تعتقد أنها حقيقية ،لتجربة الشك بييين لنييا بوضييوح
عدم ثباتها وعدم صمودها أمام عملية التثبت .فانه من خضم حاليية
الريبية هذه أي فقدان كل يقين انبجست له حقيقة ساطعة:حييدس
أول 27انه يفكر وبالتالي فهو موجود".أنييا أفكيير أنييا موجييود"،إذ أن
التفكير هو الحقيقة السياطعة اليتي ل يمكين للشيك إل أن يزييدها
إثباتا .التفكير هو حييد النسيياني فييي النسييان بمييا إن التفكييير هييو
الحقيقة الوحيدة التي تصمد أمام تجربيية الشييك فحقيقيية النسييان
وماهيته ":النا أفكر" يمثل جوهر النسان.
إن هذا التحديد للنية الذي يجعل من الذات قوامها ،يقييوم علييى
اعتبار الوحدة واستبعاد الكثرة شييرط إمكييان تأسيييس تمثييل كلييي
للنساني .فتجربة الشك استهدفت "استفراغ" الذات ميين كييل مييا
هو عرضي بما هو ضني ل يرتقي إلى مستوى اليقييين معرفيييا ،ول
إلى مستوى الوجود المتحقق أنطولوجيا .أما الكثرة؛ كثرة الجسييد
والعالم والغير فهي كثرة عرضية تحمل على
28
الذات عرضا ،بمعنى إن كان وجودنا في بعييض أبعيياده هييو وجييد
جسمي ل يمكن إنكاره ،وان كان وجودنا هييو وجييود داخييل العييالم،
وموثوق إلى ما تصوغه الييذات ميين علقييات مييع الخيير فييإن هييذه
الكثرة ل تجد معقوليتها بمعنى إثبات وجودهييا وإمكيان معرفتهيا إل
بما هي محمولت تحمل علييى الييذات فتكييون الييذات هييي القييوام
الذي يتقوم به الوجود نظرا لميا تتقيوم بيه هيذه اليذات مين تعيال
معرفيا و أنطولوجيا.
المكتسبات:
أسئلة تقويمية:
–كيف تتحدد النية في فلسفة ديكارت؟
–ما هو السبيل لكتشاف حقيقة النسان عند ديكارت؟
–كيف نفهييم كييون تصييور ديكييارت للنسييان هييو تصييور
ميتافيزيقي؟
–ما الذي يبرر اسييتبعاد الجسييد ميين تحديييد النييية عنييد
ديكارت؟
ج /النية بما هي وحدة مركبة:
30
على علقة داخليية منفصيلة ومسيتقلة عين وجيود النسيان داخيل
العالم.
في هذا الطار يمكن أن نؤسس لهمية الفروقات الييتي تفصييل
المقاربيية الفينومولوجييية للجسييد ،ومنييه للنسيياني ،مييع التصييور
الفرويييدي لهييذا النسيياني .فمرلوبنييتي ،مثل ،حييين يعتييبر الوجييود
النساني وجودا جسديا إنما يحدده كذلك في إطييار تصييور علئقييي
للوجود النساني يؤصله داخل العالم وفي إطار علقات بيين ذاتيية
أساسها نفي غيرية الخر وجعل العتراف بيياختلفه شييرط إمكييان
بناء علقات بينذاتية هي التي تؤصل في نهاية المر النسيياني فييي
النسان وتسمو به.
المكتسبات:
أسئلة تقويمية:
ما الذي يبرر استبدال مفهوم النفس بمفهوم الجهاز النفسي؟
أين يبرز قصور مفهوم اللوعي على إدراك حقيقة النسان؟
كيف نفهم حضور الجسد في تشكيل مفهوم اللوعي؟
ما الذي يوجه الهو؟ وما الذي يوجه النا العلى؟
فيم تتمثل مهمة النا؟
ما هي الليات التي يستعملها النا فييي إدارة الصييراع بييين الهييو
والنييا العلييى؟ مييا هييو مضييمون اللوعييي؟ كيييف يمكيين معرفيية
اللوعي؟
أسئلة تقويمية:
المكتسبات:
تمهيد:
ما ينبغي النتباه إليه بداية؛ إن هذا القرار الييذي يربييط التفكييير
في "الغير" بالفلسفة المعاصييرة ل يعنييي مطلقييا أن القييدامى لييم
يفكروا في هذه المسألة ،ب يل علييى العكييس ميين ذلييك ،لق يد كييان
السؤال عن" الغير" سؤال مركزيا داخل فلسفة القديميية .غييير أن
التفكييير فييي" الغييير"لييم يكيين مييع ذلييك داخييل الفلسييفة القديميية
مستقل بذاته وكبناء إشكالي قائم الذات على النحو نفكر فيه نحن
اليوم في مسألة .لقد ارتبط التفكير فيي" الغييير" داخييل الفلسييفة
اليونانييية بمسييألة الغيرييية حيييث يقييام التقابييل بييين" الوحييدة"
و"الكييثرة" ،و"التماثييل" و"الختلف" ،و بييين "الكلييي" و"الجييزئي"
كما بين "الضروري و"العرضي"...بحيث يكييون مطلييوب الفلسييفة
الوحدة والنظيام والثيابت .بيذلك فيان " الغيير" بميا هيو المختليف
والمغاير يكون دائما العدو الذي تطارده الفلسفة وتسييعى لطييرده
وإقصائه سواء من مجال المعرفيية أو مجييال الوجييود .يمثييل الغييير
داخل هذا الفق "اللمفكر فيه" إذ ل وجود لنا فردي مستقل بذاته
أانطولوجيا ومعرفيا.
أسئلة تقويمية:
المكتسبات:
*اقترن التفكير في الغير بفلسفة هيقل.
*تحقييق "النسياني " فيي النسيان عليى نحيو كييوني يسييتوجب
الوعي بالذات.
*ل يتحقق الوعي النساني دفعة واحدة وإنمييا يخضييع لصيييرورة
جدلية لحظتها الولى الوحي بالحاجيية البيولوجييية ولحظتهييا الثانييية
الوعي بالرغبة ولحظتها الثالثة انتزاع اعتراف الخر بالنا كسيد.
* انتزاع اعتراف الخر يستوجب خوض صراع مميت ضده ،غييير
أن هييذا الصييراع ل ينتهييي بمييوت أحييد الطرفييين وإنمييا استسييلم
أحدهما و قبوله بخضوعه للنا الخر.
* تتحدد علقة النا بييالخر فييي ضييل علقيية الصييراع هييذه الييتي
يسميها هيقل ب "جدلية السيد والعبد".
أسئلة تقويمية:
أييية قطيعيية أحييدثها هيقييل فييي إطييار تحديييد "النسيياني" مييع
ديكارت؟
ما هو مضمون الوعي بالذات عند هيقل؟
ما الذي يسييتوجبه تحقييق الييوعي بالييذات علييى نحييو كلييي عنييد
هيقل؟
*
سارتر:
*
ليفيناس
أسئلة تقويمية:
كيف يمثل التحديد الماهوي للنسان تكريسا للعنف والقصيياء ضييد
الخر؟
ما هي استتباعات ربط الذات بقيمة الحرية؟
على أية قيمة يجب تأسيس مفهوم الذات حسب ليفيناس؟
كيييف يمكيين لقيميية المسييؤولية أن تكييون قيميية كونييية مؤسسيية
"للنساني"؟
المكتسبات
* المشكل الرئيسي
ما الذي يحدد مضمون النسيياني فييي النسييان؟ هييل فييي ربييط
إنسانيته بإنية يتقوم ميين خللهييا النسيياني بالعقييل والييوعي و فييي
تخارج مطلق مع الغيرية؟ أم في اقتضاء انفتيياح هييذه النييية علييى
غيرية تجعل من الغير والعالم والتاريييخ مكونييا حاسييما فييي تحديييد
حقيقة النا؟
* الشكالت الفرعية:
-ما دللة النية؟
-بأي معنى تتحدد النية ماهويييا؟ ومييا اسييتتباعات هييذا التحديييد
على علقة النسان بالخر؟
-أية مراجعات يقودنا اليها ربط النسياني بيالكثرة فيي تحديييدنا
لحقيقة النسان؟
-ما الغير وضمن أية شروط ،يجب توفرهييا ،لبنيياء تصييور كييوني
عن النسان؟
* الرهانات:
-تأسيس تصور للنساني ينهييض بمقتضيييات العيييش المشييترك
الخالي من العنف.
المعاني الرئيسية
*
مواضيع للتفكير:
"لست جسدي"
"ليس التسليم باللوعي موتا للذات وإنما كشفا لحقيقتها"
هل يجوز الحديث عن الخر بما هو عدو؟
هل من مفارقة في تأسيس الوحدة على الكثرة؟
ما مدى وجاهة العتراض على الوعي في تحديد النية؟