You are on page 1of 48

‫ب�سم الله الرحمن الرحيم‬

‫احلمد لله وال�صالة و ال�سالم على ر�سول الله‬

‫هالل العدد‬

‫العدد ‪150‬‬
‫�شوال ‪ 1430 -‬هـ‬ ‫ُشحنة رمضان‪ ...‬ومسؤولية املسجد األقصى‬
‫لق ��د مضى رمض ��ان بخيراته وكثرة فضائله‪ ...‬ولم يبق لكل مس ��لم منه إال ما‬
‫َب� �ذَل في ��ه ‪ -‬وج ��زاؤه عند الل ��ه س ��بحانه وتعالى ي ��وم القيامة ‪ -‬وإال م ��ا تركه فيه‬
‫منرب الداعيات‬ ‫م ��ن عواط ��ف وذكري ��ات وما أم � ّ�ده به م ��ن مش ��اعر وإرادات‪ ...‬ومن أفكار ومش ��اعر‬

‫واملؤمنون املخلصون ا ُمل ْخبتون لربهم َي ْخ ُرجون مع انتهاء كل طاعة مبا أخبر‬
‫وشحنات‪.‬‬ ‫ُ‬

‫عن ��ه ربهم س ��بحانه وتعالى في س ��ورة املؤمن ��ون {والذين ُيؤتون ما آ َت� � ْوا وقلو ُبهم‬
‫و�سيلة �إعالم ّية‬ ‫خوف أن ال يتق ّبل س ��بحانه وتعالى منهم ملا‬ ‫َو ِجل � ٌ�ة أنه ��م إل ��ى ربهم راجعون} من ِ‬
‫عساهم أن يكونوا قد وقعوا فيه من هنات أو اعترى ن ّي ِات ِهم من ُمحبطات‪.‬‬
‫لر�سالة دعو ّية‬ ‫وش ��حنات تتناس ��ب م ��ع موض ��وع كل طاعة‬ ‫كم ��ا يخرج ��ون بأف ��كار ومش ��اعر ُ‬
‫ويق ّويان عزائم‬ ‫وقيامه ُيق ِّربان م ��ن الله س ��بحانه ُ‬ ‫�ام رمض ��ان‬
‫وثمراته ��ا‪ ...‬فصي � ُ‬
‫متم ّيزة‬ ‫أمة مجاهدة محتس ��بة‬ ‫ّ‬ ‫يان‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ير‬ ‫كما‬ ‫اإلرادة‪،‬‬
‫ُ‬
‫�وة‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫الصبر‬ ‫على‬ ‫املؤمن�ي�ن وير ِّبي ��ان‬
‫وع� �زّة‬‫عازم ��ة عل ��ى مواجه ��ة التحدي ��ات بيق�ي�ن املؤمن�ي�ن‪ ،‬وصب ��ر احملتس ��بني‪ِ ،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العابدين‪...‬‬
‫ُ‬
‫وال شك في أن ما دلت عليه األحداث في بيت املقدس قبل رمضان وتفاقمها‬
‫وتقدمهم خط ��وات عملية خطيرة في إجراءات تهويد‬ ‫أثن ��اءه من َص َلف اليهود ُّ‬

‫جملّة املر�أة‬ ‫تهدد‬


‫احلد أنها باتت ِّ‬ ‫ّ‬ ‫القدس والتوغّ ل في احلفريات حتت املسجد األقصى إلى‬
‫تهديد ًا ِج ّدي ًا س ��ريع ًا أساس ��اته باالنهيار مما اس ��تدعى عدة مؤسس ��ات مهتمة‬
‫وتتبع مؤمرات الدول ��ة الصهيونية وع ��دة مرجعيات‬ ‫باحلف ��اظ عل ��ى األقص ��ى ُّ‬

‫والأ�سرة‬ ‫إس�ل�امية َم ْقدس ��ية إلطالق عدة نداءات استصراخ لضمير املسلمني ون َْخوتهم‬

‫�توح ْينا منه من أفكار على رأس ��ها أن‬


‫حماية ملقدساتهم‪...‬‬
‫فهل نس ��تثمر رصيد رمضان وما اس � َ‬
‫ً‬ ‫للتحرك‬

‫يف �إطار‬ ‫املسلمني كاجلسد الواحد‪ ..‬ومن شحنات إميانية من أعظمها شحنة التفاعل‬
‫مع قضايا اإلس�ل�ام وهموم املس ��لمني‪ ،‬وشحنة التحدي لألخطار والصبر على‬
‫املنهج الإ�سالمي‬ ‫بتحرك جا ّد س ��ريع يع ِّبر عن ش ��عورنا‬ ‫ُّ‬ ‫أ َواء‪ ...‬ه ��ل نس ��تثمر هذا الرصي ��د‬
‫مبسؤولية األمة اخلامتة عن املسجد األقصى وعن استنقاذه من عبث اليهود‬
‫ال�ل� ْ‬

‫وكفره ��م وطغيانه ��م ليع ��ود رم ��ز ًا لتوحي ��د الل ��ه رب العامل�ي�ن وس � ً‬
‫�احة لعباده‬
‫املوحدين؟!‪l‬‬
‫ِّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫فهر�س العدد‬

‫االفتتاحية‪َ :‬من سيربح املليون؟!‬ ‫‪4‬‬ ‫جملة �إ�سالمية ن�سائية �شهرية‬


‫العدد ‪� -150‬شوال‪1430/‬هــ ‪-‬ت�شرين الأول‪2009 /‬م‬

‫واقع املرأة املعاصر‪:‬‬


‫الطالق‪ ...‬ظاهرة تستحق الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو‬
‫للتربع للمجلة‪:‬‬
‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان‬
‫معالم الشخصية اليهودية‪:‬‬
‫شخصية عدوانية شريرة‬
‫‪8‬‬ ‫رقم احل�ساب ‪.‬‬
‫بالدوالر‬
‫‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار)‬
‫‪.‬‬
‫‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬

‫ملف العدد‪ :‬الزواج املبكر بني العزوف والظروف‬


‫‪11‬‬ ‫�أو بنك الربكة‪-‬لبنان ‪ -‬منربالداعيات‬
‫رقم احل�ساب بالدوالر‬
‫‪1795‬‬
‫حوار‪ :‬مع د‪َ .‬س َمر السقّ اف‬
‫حول املرأة القيادية‬ ‫ ‬‫‪18‬‬ ‫‪BANK OF NEW YORK N.Y‬‬
‫‪A/C NO.. 8900067675‬‬

‫مع الشعر‪ :‬العيد جائزة السماء‬


‫‪22‬‬ ‫ثمن العدد يف لبنان ‪ 2000‬ل‪.‬ل‪.‬‬
‫فاك�س‪+961 /1/652880 :‬‬
‫روضة الزهرات‬
‫‪23‬‬ ‫هاتف‪+961/1/651990 :‬‬
‫‪+961/1/664634‬‬
‫‪+961/1/644660‬‬
‫كنوز تربوية‪ُ :‬‬
‫رباط العقيدة أَ ْولى بالرعاية‬
‫‪32‬‬ ‫للمرا�سالت‪:‬‬
‫لبنان ‪ -‬بريوت‬
‫�ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪2‬‬
‫�صــاحــــــ��ب االمتـــيــــــ��از‪:‬‬
‫جميــــــ��ل ّ‬
‫نخــــــــــ��ال‬ ‫‪35‬‬ ‫دوحة األسرة‬
‫املديـــــــــ��ر امل�ســــــــــ���ؤول‪:‬‬
‫حممــــــــ��د احللـــــــــــو‬
‫‪41‬‬ ‫شباب‪ ...‬بنات‬

‫مــــديـــ��رة التـــــحريــــــ��ر‪:‬‬
‫�س��هــــــــاد ِّ‬
‫عكيلـــــــــ��ة‬
‫‪45‬‬ ‫أوراق أدبية‪ :‬األدب واإلنترنت في حوار‬
‫مع األديبة صباح الضامن‬

‫�سكـرتيـ��رة التحريـــــــــ��ر‪:‬‬
‫مــنــــ��ال املـــغــربـــــ��ي‬
‫‪48‬‬‫‪ ...‬و قالت الشريعة‬

‫مـــــديـــ��رة الــعــالقــــــ��ات‪:‬‬
‫هن��ادي ال�ش��يخ جنيب‬
‫‪50‬‬‫تهانينا‬

‫الربيد على الإنرتنت‪:‬‬


‫‪51‬‬‫من هنا وهناك‬

‫‪minbar@itihad.org‬‬
‫‪52‬‬
‫أنشطة‬

‫مركـز ال�صـف والإخـراج‪:‬‬

‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬
‫‪56‬‬ ‫على أمل اللقاء‪:‬‬
‫بل لإلرهاب دين‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫االفتتاحية‬
‫جائزة مليون دوالر!!!‬
‫لأف�ضل م�سل�سل عربي يف رم�ضان‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬
‫أربع ��ة ماليني دره ��م (نحو ‪ 1.09‬ملي ��ون دوالر أميركي)‬ ‫بشرى سارة‪:‬‬
‫ألفضل مسلسل عربي في (رمضان ‪)1430‬؛ وقال مستشار‬ ‫�ط الفَقر م ��ن خارطة العالم اإلس�ل�امي؛ إذ‬ ‫�أُزيل خَ � ّ‬
‫ذل ��ك احلاك ��م اإلعالمي ف ��ي بيان وص ��ل وكال ��ة األنباء‬ ‫ص ��ار جمي ��ع املس ��لمني فوق ��ه‪ ،‬ولم تع ��د هن ��اك بطالة‪،‬‬
‫األملاني ��ة‪« :‬إن املؤسس ��ة ‪ -‬الراعي ��ة للجائ ��زة ‪ -‬س ��تُ جري‬ ‫وتط� � ّورت وس ��ائل التعلي ��م‪ ،‬ومت القض ��اء عل ��ى األمي ��ة‪،‬‬
‫�تفتاء جماهيري� � ًا ح ��ول برامجها ومسلس�ل�اتها في‬ ‫ً‬ ‫اس �‬ ‫وتر ّك ��ز االهتم ��ام عل ��ى دع ��م عملي ��ات البح ��ث العلمي‪،‬‬
‫ش ��هر رمضان ملعرفة أفضل عمل درام ��ي تابعه اجلمهور‬ ‫وأصبح ��ت اخلدم ��ة الطبية ف ��ي مستش ��فياتنا ممتازة؛‬
‫العربي ليحصل على اجلائزة»‪.‬‬ ‫فل ��م يعد هناك مرض ��ى ميوتون عند أعتابه ��ا‪ ،‬و ُأتيحت‬
‫يأتي هذا القرار في الوقت الذي تصدر فيه التقارير‬ ‫نطاق واس ��ع‪ ،‬أما‬ ‫ف ��رص تزويج الش ��باب احملرومني على‬
‫ٍ‬
‫اإلقليمي ��ة واألممي ��ة لتص ��ف واقع حال ش ��عوب العالم‬ ‫أعداؤن ��ا فقد ولَّوا صاغرين ولم تعد هناك حاجة لدعم‬
‫العربي التي اعتبرها تقرير التنمية البشرية لعام ‪2009‬‬ ‫ح ��ركات اجله ��اد ف ��ي س ��بيل الله‪ ،‬وأه ��ل غزة ل ��م يعودوا‬
‫من أكثر شعوب األرض َفقراً؛ حيث ال يزيد متوسط دخل‬ ‫محاصري ��ن؛ فقد َر ِحمته ��م الش ��قيقة املصرية وفتحت‬
‫الفرد السنوي على ألف دوالر لنسبة تزيد على ‪ ٪70‬من‬ ‫لهم القل ��وب واملعابر‪ ...‬واكتفت األم ��ة لدرجة أنّ أموال‬
‫س ��كان العال ��م العربي‪ .‬وتقول مجلة «اإليكونوميس ��ت»‪:‬‬ ‫مكدسة في ُخزُ ن حكومات بالد املسلمني‬ ‫الزكاة أصبحت ّ‬
‫إنّ ف ��ي العال ��م العربي بع ��ض احلكوم ��ات الغنية‪ ،‬ولكن‬ ‫ال متت ��د إليها األيدي األثيم ��ة‪ ،‬وال جتد َمن يأخذها‪...‬‬
‫غالبية شعوبها فقيرة‪ ،‬واألم ّية – كما تؤكد تقارير األمم‬ ‫متام� � ًا كم ��ا حصل في عه ��د اخلليفة الراش ��د اخلامس‬
‫املتحدة للتنمية البش ��رية منذ ع ��ام ‪ 2002‬وحتى اآلن ‪-‬‬ ‫عم ��ر بن عبد العزي ��ز الذي حكم أم ��ة «متتد حدودها‬
‫تصل نسبتها إلى ‪ ٪55‬من عدد السكان العرب(‪ ،)2‬ووصلت‬ ‫من الصني ش ��رق ًا إلى باريس غرب ًا‪ ،‬ومن حدود سيبيريا‬
‫البطالة ف ��ي املنطقة العربية إلى ‪ ،)3(٪40‬في حني تصل‬ ‫شما ًال‪ ،‬إلى احمليط الهندي جنوب ًا‪ ،‬ومع ذلك فقد جمع‬
‫نس ��بة اإلنفاق على عمليات البح ��ث العلمي في العالم‬ ‫ال ��زكاة فل ��م يجد مس ��كين ًا واحد ًا يأخذه ��ا‪ ،‬وفاض املال‬
‫العربي إلى ‪ ٪0,3‬مقابل ‪ ٪3‬في الدول الكبرى!‬ ‫في بيت مال املس ��لمني‪ ،‬فأصدر أمر ًا بأداء الديون وقال‪:‬‬
‫إن نكبة الشعوب العربية تكمن في حكامها؛‬ ‫إذاً‪ّ ،‬‬ ‫َض ��ى دي ��ون الناس وم ��ا زال‬ ‫«اقض ��وا ع ��ن الغارم�ي�ن» فق َ‬
‫فم ��ا يزي ��د ع ��ن ملي ��ون دوالر ألفض ��ل مسلس ��ل عرب ��ي‬ ‫امل ��ال فائض� � ًا‪ ،‬فأصدر أمر ًا بإعت ��اق العبيد من بيت مال‬
‫والش ��عوب العربية واإلس�ل�امية تعاني الفق ��ر والبطالة‬ ‫املسلمني‪ ،‬ف ُأعتق العبيد وما زال املال فائض ًا في خزينة‬
‫واألمية‪ ...‬أفال يحق لها أن حتاكم هؤالء على التصرف‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬فأصدر أمر ًا بتزويج الش ��باب وقال‪« :‬أميا ش ��اب‬
‫بأموالها كما يحلو لهم؟‬ ‫أراد أن يتزوج فزواجه على حس ��اب بيت مال املس ��لمني»‬
‫فه ��ذه امللي ��ون مقتطع ��ة م ��ن أم ��وال املس ��لمني‬ ‫تزوج الشباب وبقي املال»(‪. )1‬‬
‫وأقواته ��م‪ ،‬والل ��ه تعال ��ى يق ��ول‪{ :‬وقفوهـــ ��م إنهـــ ��م‬ ‫يبددها الواقع األليم‪...‬‬ ‫كانت تلك أحالم يقظة ِّ‬
‫مسؤولون}؛ فإنه عز وجل سائل كل َمن مكّ نه الله إلقامة‬ ‫فعه ��د اخلليف ��ة الراش ��د اخلام ��س يختل ��ف ع ��ن عهود‬
‫شرعه‪ ،‬وجعله أمين ًا على أحوال العباد وأرزاقهم عما فعل‬ ‫النكبات والنكس ��ات؛ إذ يصرف حكّ امنا أموالنا ليس في‬
‫فيما اس ��ترعاه علي ��ه‪ ،‬يقول تعالى‪{ :‬ال َِّذي ��نَ ِإن َّمكَّ ن ُ‬
‫َّاه ْم‬ ‫فك الرق ��اب‪ ،‬وال في تزويج‬ ‫قض ��اء ديون الن ��اس‪ ،‬وال في ّ‬
‫وف‬ ‫الصال َة َوآ َت ُوا ال ��زَّ َكا َة َوأَ َم ُروا ِبالمْ َ ْع ُر ِ‬
‫اموا َّ‬ ‫األ ْر ِض أَ َق ُ‬ ‫ِف ��ي َ‬
‫َو َن َه ْوا َع � ِ�ن ا ُملن َك ِر َو ِل َّل ِه َع ِاق َب ُة ُ‬ ‫املعسرين من الشباب‪ ...‬وإمنا في أشيا َء ُأخَ ر‪...‬‬
‫األ ُم ِور} (احلج‪ ،)41:‬فليس‬ ‫خصص حاك ��م إمارة في دول ��ة خليجية جائزة‬ ‫فق ��د ّ‬
‫للحكام حق التصرف وتبديد أموال الدولة في الباطل‪،‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪4‬‬
‫ب ��ل واجبهم الس ��عي للنه ��وض باملجتمعات اإلس�ل�امية‬
‫ولتوفي ��ر ُف� � َرص احلياة الكرمية لإلنس ��ان املس ��لم الذي‬
‫ُخ ِّطط له أن ينشغل في تأمني لقمة عيشه عن املطالبة‬
‫بسائر حقوقه اإلنسانية‪.‬‬
‫فليع � ِّ�دل ه ��ؤالء م ��ن مس ��ار اإلنف ��اق ف ��ي خططهم‬
‫االقتصادي ��ة‪ ،‬وال يحتكروا خيرات البالد التي س ��خرها‬
‫الله لعباده كافة وليس لفئة دون أخرى‪ ،‬وال للحاكم دون‬
‫احملكومني‪ ...‬وال يس ��تعملوها ف ��ي إنعاش معاصي الله‪،‬‬
‫أن يدخل ��وا ضم ��ن التحذير اإلله ��ي للكفار‪:‬‬ ‫َ‬
‫وليخش� � ْوا ْ‬
‫نفقُ ونَ أَ ْم َوا َل ُه ْم ِل َي ُص ُّدو ْا َعن َس � ِ�ب ِ‬
‫يل‬ ‫{إنَّ ال َِّذي ��نَ َك َف � ُ�رو ْا ُي ِ‬ ‫ِ‬
‫نفقُ و َن َها ُث َّم َت ُكونُ َع َل ْي ِه ْم َح ْس� � َر ًة ُث َّم ُيغْ َل ُبونَ}‬ ‫ال ّل � ِ�ه َف َس � ُ�ي ِ‬
‫(األنفال‪.)36:‬‬
‫يخطط‬ ‫َّ‬ ‫ولتكن الش ��عوب اإلس�ل�امية أكثر وعي� � ًا مبا‬
‫حل َمالت‬ ‫ويد ّب ��ر ف ��ي اللي ��ل والنه ��ار‪ ،‬وال تنخدع بتل ��ك ا َ‬
‫املخدرة؛ فمش ��اركتها في ه ��ذا اإلثم تعني املزيد‬ ‫ِّ‬ ‫ا ُمل ِلهي ��ة‬
‫م ��ن الغفل ��ة والتراج ��ع والتس ��اقط والرضوخ للس ��كني‬
‫املس� �لّطة دوم� � ًا على رق ��اب أبنائه ��ا‪ .‬فال تقب ��ل أن يكون‬
‫حكامه ��ا‪ :‬دع � ٌ�م للفس ��اد مبختل ��ف ص ��وره وأش ��كاله‪، ،‬‬ ‫له ��ا نصي � ٌ�ب من ِصف ��ات قوم فرع ��ون حيث ق ��ال تعالى‪:‬‬
‫ٌ‬
‫إغراق لها في املزيد‬ ‫�يق مع األعداء على حس ��ابها‪،‬‬ ‫تنس � ٌ‬ ‫اس� �تَخَ َّف َق ْو َم ��هُ َفأَ َط ُ‬
‫اس � ِ�قنيَ}‬ ‫اعو ُه ِإن َُّه ْم َكانُوا َق ْو ًما َف ِ‬ ‫{ َف ْ‬
‫من ال َفق ��ر واجلهل وانعدام االس ��تقرار واألمن‪ ،‬تنش ��ئة‬ ‫(الزخرف‪!)54 :‬‬
‫لألجي ��ال عل ��ى االهتم ��ام بسفاس ��ف األم ��ور وقش ��ورها‬ ‫ُ‬
‫فه ��ذه امللي ��ون ل ��و أرس ��لت – مث�ل�ا ‪ -‬ألبن ��اء غ ��زة‬
‫ً‬
‫دون معاليه ��ا‪ ،‬وإغف ��ال كل م ��ا من ش ��أنه أن يكفل س ��بل‬ ‫احملاصري ��ن ل َك َف ْته ��م‪ ...‬ولع ��ل م ��ن أس ��وأ م ��ا ق ��رأت في‬
‫النه ��وض والتق ��دم؛ إذ ليس م ��ن أولوي ��ات احلكومات‬ ‫أخبار احلصار مما ُيش � ِ�عل الصدور غيظ ًا ويفتِّت األكباد‬
‫العربي ��ة نهضة اإلنس ��ان‪ ...‬وإمنا إغراق ��ه في املزيد‬ ‫َك َمد ًا وحس ��رة خبر ًا يحمل عن ��وان‪« :‬هدية رمضان من‬
‫هم له‬‫من الش ��هوات‪ ،‬وحتويل ��ه إلى متلقٍّ مس ��تهلك ال َّ‬ ‫الس ��لطات املصرية للمحاصرين في غزة»‪ ،‬ومفاده أن‬
‫س ��وى الله ��و وال َع َب ��ث وقت ��ل األوق ��ات‪ !...‬وصدق رس ��ول‬ ‫األمن املصري عثر على ما وصفه بأكبر مخزن للبضائع‬
‫الل ��ه [ حني ق ��ال‪« :‬إن مما أدرك الناس من كالم النبوة‬ ‫املع � ّ�دة للتهري ��ب بالق ��رب م ��ن احل ��دود مع قط ��اع غزة‪.‬‬
‫تستح فاصنع ما شئت»‪l‬‬ ‫ِ‬ ‫األولى‪ :‬إذا لم‬ ‫وقالت الس ��لطات املصرية‪ :‬إنها «أحبط ��ت» أكبر «عملية‬
‫تهري ��ب» لكميات من البضائع تق � ّ�در مباليني الدوالرات‬
‫‪ .1‬من مقالة بعنوان‪« :‬وآتوا الزكاة» للشيخ ناصر بن‬ ‫عب ��ر األنفاق من مص ��ر إلى قطاع غزة بعد عثورها على‬
‫محمد األحمد‪ ،‬من موقعه (األحمد)‪ ،‬بتصرف يسير‪.‬‬ ‫مخ ��زن لتخزي ��ن البضائ ��ع عل ��ى ح ��دود غ ��زة باجلانب‬
‫‪« .2‬املصي ��ر العرب ��ي ب�ي�ن لغ ��ة األرقام ولغ ��و الكالم»‪،‬‬ ‫املصري‪ .‬وعثرت السلطات املصرية على مخزن آخر على‬
‫ش ��اكر النابلس ��ي‪ ،‬جريدة الوطن الس ��عودية‪ ،‬ف ��ي العدد‬ ‫احلدود بداخله مستلزمات حفر وتشييد األنفاق(‪.)4‬‬
‫‪ 3270‬الصادر بتاريخ‪ 12 :‬أيلول ‪.2009‬‬ ‫لقد اس ��تكثرت الش ��قيقة الكبرى عل ��ى أهل القطاع‬
‫‪ .3‬تقري ��ر التنمي ��ة اإلنس ��انية العربي ��ة للع ��ام ‪2009‬‬ ‫بع ��ض االنفراج‪ ،‬ف ��ي الوقت ال ��ذي تز ّود في ��ه الصهاينة‬
‫حت ��ت عن ��وان‪( :‬حتدي ��ات أم ��ن اإلنس ��ان ف ��ي البل ��دان‬ ‫بالغاز الطبيعي بأسعار زهيدة جداً‪ُ ،‬مفسحة لهم املجال‬
‫العربية)‪ ،‬اجلزيرة نت‪.‬‬ ‫ليزاحموا الشعب املصري في رزقه ولقمة عيشه!‬
‫‪ .4‬موقع «فلسطني احلرة»‪.‬‬ ‫ه ��ذا م ��ا تلق ��اه الش ��عوب العربي ��ة واإلس�ل�امية من‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫واقع املر�أة املعا�صر‬

‫الطالق‪ ...‬ظاهرة تستحق الدراسة‬


‫بقلم‪ :‬األستاذة إباء محمد الدريعي‬
‫قبل قرون عديدة كان الناس يعيش ��ون في‬
‫بيوت مصنوعة من القش أو الطني أو اجللد‪،‬‬
‫وكان مظهره ��ا يوحي بالوه ��ن والضعف‪ ،‬إال‬
‫أن داخلها كان مبني ًا باحلب واملودة والرحمة‪،‬‬
‫راس ��خ ًا رس ��وخ اجلبال‪ ،‬عميق ًا عم ��ق البحار‪،‬‬
‫شامخ ًا شموخ النخيل في الواحات‪ ،‬متماسك ًا‬
‫متاسك تربة األرض‪ .‬أما اليوم فالبيوت تبنى‬
‫باحلديد واإلس ��منت‪ ،‬وتلفّ ه ��ا األحجار منع ًا‬
‫حلر‪ ،‬وحذر ًا من عوامل الزمن‪ ،‬ولكن‬ ‫للبرد وا َ‬
‫كرماد في يوم عاصف ما له من‬ ‫ٍ‬ ‫داخلها هش‪،‬‬
‫قرار‪ ،‬يهتز من النسيم وينهار أمام أول ريح‪.‬‬
‫إنها لظاهرة تس ��تحق الدراس ��ة؛ فالبيوت‬
‫م ��ا ع ��ادت آمنة وم ��ا ع ��ادت تعطي الس ��كينة‬
‫والهدوء ألهلها‪ ،‬وعلى رأس القائمة الزوجان‬
‫اللذان أعطاهما املولى تبارك وتعالى رخصة‬
‫أبدية أن يس ��تمتعا مع ًا ويعيش ��ا مع� � ًا ويبنيا‬
‫بنيان� � ًا راس ��خ ًا مجبو ًال بأس ��مى املش ��اعر من‬
‫ُيطلّق الرجل متى أراد الطالق؟ وهل أصبحت قوة املرأة‬
‫احلب والتقدير واالحترام ليخرج من صلب هذا البنيان‬
‫س ��يف ًا مس� �لّط ًا على رقبة ال ��زوج يح ��اول التخلص منه‬
‫أس ��رة متماس ��كة تس ��تطيع أن تك ��ون َل ِب َن � ً�ة ف ��ي مجتمع‬
‫بالطالق؟‬
‫بعيد عن املفاسد واملعاصي واآلفات‪.‬‬ ‫صالح مصلح ٍ‬
‫تس ��اؤالت كثي ��رة‪ ،‬وهي ليس ��ت جديدة‪ ،‬فقد ناقش ��ها‬
‫ولك ��ن ما ن ��راه اليوم ف ��ي املجتمعات املس ��لمة تدمع‬
‫الكثير من املفكرين والعلماء‪ ،‬ولكن يبقى الس ��ؤال‪ :‬هل‬
‫ل ��ه العني ويحزن له القلب‪ ،‬فقد ارتفعت نس ��بة الطالق‬
‫تلعب املرأة دور ًا في زيادة نسبة الطالق؟‬
‫ب�ي�ن املتزوجني في بع ��ض مجتمعاتنا إلى ‪ ،٪30‬ورغم أن‬
‫ال شك أن التغييرات االجتماعية واالقتصادية التي‬
‫الط�ل�اق مش ��روع ف ��ي الدين إال أنه أبغ ��ض احلالل عند‬
‫حدثت في العقود األربعة األخيرة بالتحديد في أنحاء‬
‫الل ��ه ملا قد يس� � ّببه‪َ ،‬ب � ْ�دء ًا بإفش ��اء أس ��رار الزوجية التي‬
‫العال ��م كاف ��ة قد غ ّي ��رت من ال ��دور االجتماع ��ي للمرأة‬ ‫�اء بتدمير البيوت ُ‬
‫واأل َس ��ر‬ ‫يجب احلف ��اظ عليها وانته � ً‬
‫بحي ��ث أصبح ��ت أكثر قوة داخل األس ��رة‪ ،‬وهذا ال يعتبر‬
‫الصالت بني الناس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتقطع ِّ‬ ‫وتشتُّ ت األطفال‬
‫أمر ًا سلبي ًا‪ ،‬ولكن قد يشعر الرجل أن هذا التغيير ّ‬
‫يهدد‬
‫والط�ل�اق يتع ��دى تأثيره الفرد أو الزوجني ليش ��مل‬
‫مكانته داخل بيته‪.‬‬
‫املجتم ��ع‪ ،‬وأط ��راف العالق ��ة املتض ��ررون م ��ن الط�ل�اق‬
‫وفي الواقع إنّ قوة املرأة داخل بيتها وفي إدارة شؤونه‬
‫يلحقهم األذى النفسي واملعنوي لفترات طويلة‪.‬‬
‫تزيد من متاسك األسرة إذا كان ذلك بالتفاهم والتناغم‬
‫والغري ��ب في املوض ��وع أن كثير ًا م ��ن حاالت الطالق‬
‫مع الزوج‪ ،‬وهذا ال يلزم منه أن حتتل املرأة مركز القيادة‬
‫تكون ألس ��باب ميكن معاجلتها‪ ،‬وفي أحيان كثيرة يكون‬
‫وتأخ ��ذ دور زوجه ��ا‪ ،‬بل على العكس‪ :‬تعتز به وتش ��د من‬
‫مر ّده ��ا إل ��ى الغض ��ب واالنتص ��ار لل ��ذات‪ ،‬فه ��ل الطالق‬
‫َع ُض ��ده وتؤيد مواقفه وتدعم أقواله أمام أفراد األس ��رة‪،‬‬
‫س�ل�اح ُيبرزه الرجل ل َبس ��ط نفوذه وإثبات رجولته؟ وهل‬
‫وال ب ��أس من النق ��اش خارج هذا اإلط ��ار ملراجعة بعض‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪6‬‬
‫التصرف ��ات والوق ��وف عل ��ى أس ��بابها‪ .‬إال أن كثيرات من‬
‫النس ��اء ال ُي ْح ِس � ّ�ن القي ��ام ب ��دور نائب الرئي ��س‪ ،‬فتقوم‬
‫ال�س َّنة‬
‫احل�صن من الطالق هو العودة �إىل ُّ‬ ‫بتوبيخ زوجها أمام أوالدها مما يهز صورة الوالد ويدفع‬
‫وال�شريعة ال�سمحاء التي �أ�س�ست البيوت على‬ ‫األبناء لالكتفاء مبش ��اورة الوالدة واألخذ بآرائها فقط‬
‫تقوى الله‪.‬‬ ‫واعتباره ��ا املرج ��ع ف ��ي كل األمور الت ��ي تتعلق مبصالح‬
‫العائلة بشكل عا ّم‪ ،‬مما يزيد األمر سوء ًا نظر ًا ألن األب‬
‫ع ��ام إلى الش ��راء والبح ��ث عن طرق إلرض ��اء الذات من‬ ‫هو ركن املنزل الش ��ديد وهو املس ��ؤول ع ��ن توفير األمان‬
‫وم ْلب ��س وأث ��اث‪ ،‬مم ��ا َح ّم ��ل امل ��رأة والرج ��ل على‬
‫م ��أكل َ‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫للزوجة ولألبناء على ٍّ‬
‫السواء أعباء جسيمة ال يستطيعان الصمود في وجهها‬ ‫نفصل في أس ��باب الطالق ودراس ��ة هذه‬ ‫ولو أردنا أن ِّ‬
‫كثيراً‪.‬‬ ‫الظاهرة دراسة متأنية وموضوعية الحتجنا إلى حلقات‬
‫ويظن ��ان أن احل ��ل ه ��و االنفصال بحي ��ث يحقق كل‬ ‫متتالي ��ة‪ ،‬ولكن باإلمكان اإلضاءة على بعض األس ��باب‬
‫منهم ��ا أحالمه على طريقت ��ه‪ ،‬قبل أن يدركا أن األحالم‬ ‫التي زادت من نس ��بة الطالق ف ��ي اآلونة األخيرة‪ ،‬وعلى‬
‫ُدفنت في مقبرة الطالق‪.‬‬ ‫رأسها‪:‬‬
‫‪ l‬عدم الرضا والقناعة‪ :‬ويعتبر عدم الرضا والقناعة‬ ‫‪ l‬وس ��ائل اإلعالم‪ :‬حي ��ث ينقل اإلع�ل�ام املرئي في‬
‫نتيجة لالنفتاح بني الشعوب واحلضارات‪ ،‬وكذا للترويج‬ ‫كثي ��ر م ��ن األحوال ص ��ور ًا خيالي ��ة غير واقعي ��ة للحياة‬
‫للدور والقصور التي يعيش فيها األزواج‪،‬‬ ‫الزوجي ��ة؛ فال ��زوج ش ��اب وس ��يم‪ ،‬أني ��ق‪ ،‬ومت ��رف‪ُ ،‬يغدق‬
‫للصورة الالمعة ُّ‬
‫على ش ��ريكة حياته الهدايا مبناسبة وبغيرها‪ ،‬والزوجة‬
‫فض�ل ً�ا عن املقارنة الت ��ي حتصل لدى الرجال والنس ��اء‬
‫جميلة «جمال احلور العني»‪ ،‬متفرغة لزوجها وملناسباته‬
‫على الس ��واء بني ما ي� � َر ْون على الشاش ��ات وبني واقعهم‬
‫وسهراته‪ ،‬ال شأن لها مبا ُيرهقها داخل بيتها‪ ،‬وهي غير‬
‫ال ��ذي يكون في بعض األحيان متعب ًا وأليم ًا‪ ،‬مما يحدو‬
‫مس ��ؤولة عن أي أمر؛ فالطباخ موج ��ود واخلادمة أيض ًا‬
‫بالش ��ريكني إلى محاول ��ة التغيير بحث ًا عن حياة أفضل‬
‫ومربي ��ة األطف ��ال وغي ��ر ذلك مم ��ا نراه في املسلس�ل�ات‬
‫الغنى‬‫ومال أوفر‪ .‬وفي بعض األحيان يكون ِ‬ ‫وجمال أكثر ٍ‬
‫والبرامج‪.‬‬
‫وكثرة املال س ��بب ًا لعدم القناعة بحيث يستش ��عر الرجل‬
‫وس ��رعان ما يصطدم اخليال بالواقع‪ ،‬وينهار الواقع‬
‫ويبدل النساء ملجرد‬ ‫بالذات أنه مباله يستطيع أن يغ ّير ِّ‬
‫أمام قوة اخلي ��ال‪ ،‬ويفضل الكثيرون العيش في اخليال‬
‫التغيير دون وجود األسباب املقنعة لذلك‪.‬‬
‫ال ��ذي أح ّب ��وه ويب َق� � ْون في رحل ��ة البحث ع ��ن أحالمهم‬
‫وال يخفى على أحد أن حاالت الطالق زادت ِن َس ��بها‬
‫وخياله ��م‪ ،‬ضارب�ي�ن باحلي ��اة الزوجية واألس ��رية عرض‬
‫بشكل غير مقبول في بعض الدول العربية واإلسالمية‪،‬‬
‫احلائط‪.‬‬
‫وتعتب ��ر تون ��س األعلى في نس ��ب الط�ل�اق بحيث يوجد‬
‫مطلقة كل ست دقائق!!!‬
‫ولع � َّ�ل احلص ��ن من الط�ل�اق هو الع ��ودة إلى ُّ‬
‫الس ��نة‬ ‫� ّإن قوة املر�أة داخل بيتها ويف �إدارة �ش�ؤونه‬
‫والش ��ريعة الس ��محاء الت ��ي أسس ��ت البيوت عل ��ى تقوى‬
‫تزيد من متا�سك الأ�سرة �إذا كان ذلك بالتفاهم‬
‫الل ��ه‪ ،‬ق ��ال[ مخاطب� � ًا الرج ��ل‪« :‬فاظف ��ر ب ��ذات الدين‬
‫َتربت يداك» وأش ��اد بالرجل صاحب الدين وش � ّ�جع على‬
‫والتناغم مع الزوج‪ ،‬وهذا ال يلزم منه �أن حتتل‬
‫تزويجه ألنه‪« :‬إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها»‬ ‫املر�أة مركز القيادة وت�أخذ دور زوجها‪.‬‬
‫كما قال [‪.‬‬
‫ورح ��م الله أجدادن ��ا الذين ما عرف ��وا غير زوجاتهم‬
‫وم ��ا نظ ��روا لغيره ��ن‪ ،‬فاس ��تكانت البي ��وت واس ��تقرت‪،‬‬ ‫‪ l‬املداخي ��ل املادي ��ة‪ :‬حيث َكث ��رت املتطلبات املادية‬
‫وأثمرت حياتهم حب ًا وألفة‪ ...‬ال طالق ًا‪ ...‬وانهيار ًا‪l‬‬
‫في هذا العصر وكثرت املغريات التي تدفع الناس بشكل‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫معامل الـ�شـخـ�صية اليهودية‬
‫�شريرة‬
‫�شخ�صية ُعدوانية ِّ‬
‫بقلم‪ :‬محمد علي دولة‬
‫سوريا ‪ -‬دمشق‬

‫ولق ��د آ َذ ْوا نب َّيه ��م العظي ��م موس ��ى عليه الس�ل�ام وأخاه‬ ‫العدوان جزء أصيل من نس ��يج الشخصية اليهودية‬
‫ال‬‫ه ��ارون عليه الس�ل�ام حتى اش ��تكيا من ذل ��ك‪َ { :‬و ِإذ َق َ‬ ‫وحاج ��ة نفس� � ّية عن ��د اليه ��ود ال ب � ّ�د لهم أن ميارس ��وها‬
‫ول‬ ‫وسى ِل َق ْو ِم ِه َيا َق ْو ِم ِل َم ُتؤ ُْذون َِني َو َق ْد َت ْع َل ُمو َن أَنِّي َر ُس ُ‬‫ُم َ‬ ‫قصروا في واجب أصيل‪ ،‬يتوجب عليهم‬ ‫يومي ًا‪ ،‬وإ ّال فقد َّ‬
‫ال َّل � ِ�ه ِإ َل ْي ُك � ْ�م؟}!! (الص ��ف‪ .)5:‬ولق ��د قال ه ��ارون ألخيه‬ ‫أن يقوم ��وا ب ��ه ف ��ي كل ي ��وم م ��ن حياته ��م جت ��اه العالم‪،‬‬
‫أذى‬ ‫موسى عليهما السالم يصف له ما أصابه منهم من ً‬ ‫قصروا ف ��ي أدائه ول ��م يفعلوه فقد‬ ‫ويعتق ��دون أ ّنه ��م إن ّ‬
‫ح�ي�ن حاول نهيهم عن عبادة العجل‪{ :‬ا ْب ��نَ ُأ َّم ِإنَّ ا ْل َق ْو َم‬ ‫ارتكبوا إثم ًا كبيراً!‬
‫األع َداء‬ ‫ال ُت ْش � ِ�م ْت ِب َي ْ‬ ‫اس� �ت َْض َعفُ ِوني َو َك ُادو ْا َي ْقتُ ُلون َِن ��ي َف َ‬
‫ْ‬ ‫كان العدوان ِسمة بارزة من ِسماتهم الشخصية منذ‬
‫الظالمِ ِ نيَ} (األعراف‪.)150:‬‬ ‫ال تجَ ْ َعل ِْني َم َع ا ْل َق ْو ِم َّ‬ ‫َو َ‬ ‫أن ظهروا على مسرح التاريخ‪ ،‬فإذا ما جوبهوا بعد ٍّو أقوى‬
‫]]]‬ ‫منهم خَ َنس ��وا في ِذلّة وانكسار‪ ،‬حتى إذا واتتهم الفرصة‬
‫املقدسة بأنّهم جماعة ش ِّريرة في‬
‫وصفتهم أسفا ُرهم َّ‬ ‫اخل ُلق فيها نهضوا من جديد ملمارسته‪.‬‬ ‫إلبراز هذا ُ‬
‫أكثر من موضع‪ .‬جاء في ِسفر الع َدد ‪ -‬وهو أحد األسفار‬ ‫الضعفاء منه ��م وغيرهم منذ القدمي‪،‬‬ ‫اعت� � َد ْوا على ّ‬
‫اخلمسة التي ينسبونها إلى موسى عليه السالم‪« :‬وك َّلم‬ ‫ودأب ��وا على ذلك‪ ،‬ولن ي َدع ��وا األذى والعدوان حتّى تدع‬
‫�رب موس ��ى وه ��ارون قائ�ل ً�ا‪ :‬إل ��ى متى ه ��ذه اجلماعة‬
‫ال � ُّ‬ ‫الوحوش املفترسة َت ْوقها إلى اقتناص فرائسها‪.‬‬
‫علي؟!!»‪.‬‬
‫الش ِّريرة املتذمرة ّ‬ ‫هانت عليهم دماء ال ّن ��اس وأموالهم وأعراضهم وكل‬
‫الش ��ريرة في تعاملهم‬ ‫ش ��يء لهم‪ ،‬واتخذوا هذه القاعدة ِّ‬
‫ني َس ِ��ب ٌ‬
‫يل َو َيقُ و ُلونَ‬ ‫س َع َل ْينَا ِفي ُ‬
‫األ ِّم ِّي َ‬ ‫مع اآلخرين‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫كان العدوان ِ�سمة بارزة من ِ�سمات‬ ‫َع َلى ال َّل ِه ا ْل َك ِذ َب َو ُه ْم َي ْع َل ُمو َن} (آل عمران‪.)75 :‬‬
‫اليـهـود ال�شخ�صية منذ �أن ظهروا على‬ ‫ويري ��دون أنّه ال إثم عليه ��م وال َحر َج فيما ُيلحقونه‬
‫م�سرح التاريخ‪ ،‬ف�إذا ما جوبهوا بعد ّو �أقوى‬ ‫بغيره ��م م ��ن القت ��ل وال َبغْ ��ي والزن ��ى وأكل املال وس ��وء‬
‫منهم َخنَ�سوا يف ِذلّة وانك�سار‪ ،‬حتى �إذا‬ ‫املعاملة!!‬
‫واحلقيق ��ة أ ّنه ��م ل ��م يتح ّرج ��وا م ��ن ِفع ��ل كثير من‬
‫واتتهم الفر�صة لإبراز هذا ا ُخل ُلق نه�ضوا‬ ‫ه ��ذه األمور حتى مع الضعف ��اء من بني جلدتهم‪ ،‬وهذا‬
‫من جديد ملمار�سته‪...‬‬ ‫ه ��و نبيه ��م هوش ��ع ‪ -‬وه ��و م ��ن أنبي ��اء مملكة الش ��مال‬
‫(إس ��رائيل) وق ��د عاص ��ر س ��قوطها س ��نة ‪722‬م ‪ -‬ين َع ��ى‬
‫وبعد موسى بأكثر من سبعة قرون جاء النبي حزقيال‬ ‫عليه ��ا كث ��رة املوبقات وألوان الع ��دوان التي كان ميتلىء‬
‫عليه الس�ل�ام‪ ،‬وس � َّ�جل ِس ��فْ ُره أنَّ بني إس ��رائيل استمروا‬ ‫حق وال َر ْحمة‪،‬‬ ‫بها مجتمعهم‪ ،‬فيقول (ليس في األرض ٌّ‬
‫السفْ ر‪:‬‬
‫يعملون الشر ولم ينفكوا عنه أبداً‪ .‬جاء في هذا ِّ‬ ‫وال معرف ��ة لل ��ه!! لق ��د فاض ��ت الَّلعنة والك ��ذب والقتل‬
‫واخ ِبط برجلك وقل‪ :‬آه‬ ‫الرب‪ِ :‬ا ْصفق‪ْ ،‬‬ ‫«هكذا قال الس ِّيد ُّ‬ ‫والزنى‪ ،‬والدماء تالمس الدماء)!‬
‫من جميع قبائح بيت إسرائيل الش ِّريرة!!»‪.‬‬ ‫خللْق عل ��ى الله عز‬ ‫ب ��ل لق ��د اعت� � َد ْوا عل ��ى أك ��رم ا َ‬
‫لقد كان ملوكهم ُق ْدوة س ��وء لشعوبهم في فعل الشر‬ ‫الكرام‪ ،‬فقتلوا بعضه ��م وكذبوا البعض‪،‬‬ ‫وج ��ل؛ األنبياء ِ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪8‬‬
‫والع ��دوان‪ ،‬ولق ��د أخ� �زَى الل ��ه‬
‫معظمه ��م ف ��ي احلي ��اة الدنيا‬
‫قبل اآلخ ��رة‪ ،‬فقُ تلوا‪ُ ،‬‬
‫وس ��لبوا‬
‫احلكم‪ ،‬وكان ��ت نهايتهم نهاية‬
‫مأساوية‪.‬‬
‫وصفت األسفار كل ملوكهم‬
‫تقريب ًا به ��ذا الوصف القبيح‪:‬‬
‫الرب»‪.‬‬
‫الشر في عيني ّ‬ ‫َّ‬ ‫« َو َصنَع‬
‫لق ��د وردت ه ��ذه العب ��ارة‬
‫ث�ل�اث وأربعني م ��رة في وصف‬
‫حوال ��ي أربع�ي�ن َم ِل ��ك ًا حكموا‬
‫في اململكتني املنقسمتني بعد‬
‫سليمان عليه السالم!!‬
‫]]]‬

‫توحش ��ون‪ ،‬فهم ال‬


‫همجي ��ون ُم ِّ‬
‫ُّ‬ ‫إ َّنه ��م ف ��ي عدوانه ��م‬ ‫أم ��ا ُع ْدوانه ��م املس ��تمر‬
‫يكتفون بالعدوان‪ ،‬بل يوقعونه في أبش ��ع صورة‪ ،‬وأقسى‬ ‫وش ��رورهم القبيح ��ة ف ��ي مملكته ��م الثالث ��ة املعاص ��رة‬
‫بصد الناس عن دينهم الذي‬ ‫ِّ‬ ‫طريق ��ة‪ ،‬تراهم ال يكتفون‬ ‫فحدث عن ذلك وال َح� � َرج‪ ،‬لقد أجمع على‬ ‫(إس ��رائيل)‪ِّ ،‬‬
‫يعادون ��ه‪ ،‬ومبنعه ��م م ��ن أداء عباداته ��م‪ ،‬ب ��ل يحرقونهم‬ ‫والض ��رر بعب ��اد الل ��ه املس ��تضعفني من أهل‬ ‫فع ��ل الش� � ّر َّ‬
‫مر معن ��ا في حادثة‬
‫ويبي ��دون خضراءهم!! كما َّ‬ ‫بالن ��ار‪ُ ،‬‬ ‫جميع رجاالت هذه اململكة املعتدية املجرمة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فلس ��طني‬
‫األخدود‪.‬‬ ‫م ��ن قادة العصاب ��ات‪ ،‬واجلنراالت وال ��وزراء وا ُملدراء‪ ،‬إلى‬
‫]]]‬
‫احلاخام ��ات واملتدين�ي�ن‪ ،‬الذين دفع ��وا املجرم الذي كان‬
‫م ��ن أج ��ل كفره ��م بالل ��ه ورس ��له وآياته‪ ،‬وم ��ن أجل‬ ‫ّدي ��ن (ب ��اروخ غولدش ��تاين) إلى قتل عش ��رات‬ ‫يزع ��م الت ُّ‬
‫ارتكابهم سائر املعاصي‪ ،‬ومن أجل العدوان الدائم على‬ ‫املص ِّل�ي�ن في املس ��جد اإلبراهيمي في مدينة اخلليل في‬
‫عب ��اد الله ال ��ذي جعلوه منهج حياته ��م‪ ...‬من أجل كل‬ ‫الناس وهم س ��اجدون‬ ‫َ‬ ‫املجرم‬
‫ُ‬ ‫ع ��ام ‪1994‬م‪ ،‬لقد َقتَل هذا‬
‫لل ��ه عز وج ��لّ في ص�ل�اة الفج ��ر‪ ،‬ومنحه املعت ��دون من‬
‫احلخامات بعد قتله لقب‪« :‬شهيد حرب» من أجل أرض‬
‫إسرائيل!!‬
‫اعـتــ َد ْوا على ّ‬
‫ال�ضــعــفـــاء مـنـهــم‬ ‫ب ��ل إنّ العدوان الذي هو ِس � َ�مة بارزة في الش ��خصية‬
‫وغريهم منذ القدمي‪ ،‬ود�أبوا على ذلك‪ ،‬ولن‬ ‫اليهود َّي ��ة َع ْب ��ر الق ��رون‪ ،‬ق ��د تس � َّ�رب إل ��ى قل ��وب الناس‬
‫ي َدعوا الأذى والعدوان ح ّتى تدع الوحو�ش‬ ‫الذين ته ّودوا‪ ،‬وليس لهم ن ََس ��ب يصلهم بأسباط اليهود‬
‫املفرت�سة تَ ْو َقها �إىل اقتنا�ص فرائ�سها‪...‬‬ ‫قدمي� � ًا‪ ،‬لقد س ��رى هذا العدوان إلى قل ��ب امللك اليمني‬
‫احل ْم َي ��ري‪( :‬يوس ��ف ذو ن ��واس) ال ��ذي ته � َّ�ود ف ��ي القرن‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫اخلام ��س امليالدي‪ ،‬وكان من أعماله القبيحة جدا التي‬
‫ذلك جازاهم الله اجلزاء الذي يس ��تحقونه في احلياة‬ ‫أنكره ��ا عليه القرآن الكرمي َح ْرقُ املؤمنني من النصارى‬
‫الدنيا‪ ،‬بأن ضرب عليهم الذِّ لة وامل َ ْسكنة‪ ،‬وغضب عليهم‬ ‫وإيق ��اد الن ��ار به ��م بعد أن ُحف ��رت لهم األخادي ��د!! قال‬
‫{ضرب ��ت عليهم الذل َُّة‬ ‫غضب� � ًا دائم ًا؛ قال الل ��ه تعالى‪ُ :‬‬ ‫�اب ُ‬
‫األ ْخ ُدود ِ ]ال َّن � ِ�ار َذ ِات ا ْل َو ُق ِ‬
‫ود] ِإ ْذ‬ ‫{ق ِت َل أَ ْص َح � ُ‬ ‫تعال ��ى‪ُ :‬‬
‫الناس وباؤوا‬
‫ِ‬ ‫وحبل من‬
‫ٍ‬ ‫الله‬
‫بح ْب ٍل من ِ‬‫أينما ُثقفوا إال ً‬ ‫شهود]‬ ‫ُه ْم َعل ْيها ُقعود ٌ ] َو ُه ْم َع َلى َما َيفْ َع ُلو َن ِبا ُملؤ ِْم ِن َ‬
‫ني ُ‬
‫املس ��كنة ذلك بأنهم‬ ‫وضرب ��ت عليهم ْ‬ ‫بغض � ٍ�ب من الل � ِ�ه ُ‬ ‫حل ِميد}‬ ‫العزيز ا َ‬
‫ِ‬ ‫َو َم ��ا َنقَموا ِمن ُْه � ْ�م ِإ َّال أَن ُيؤ ِْمنُوا بالل � ِ�ه‬
‫بغير حقٍّ‬
‫كان ��وا يكفرون بآيات الل ��ه ويقتلون األنبي ��ا َء ِ‬ ‫(البروج‪!!)8-4 :‬‬
‫ص ْوا وكانوا يعتدون} (آل عمران‪l )112:‬‬ ‫ذلك مبا َع َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫ما هكذا تكون حرية التعبري!‬
‫بقلم‪ُ :‬لبنى شرف‬
‫عمان ‪ -‬األردن‬
‫الش ��رعية‪ ،‬أصبح الكل ُيدلي برأيه فيها‪ ،‬حتى َمن ليس‬ ‫«حري ��ة التعبي ��ر»‪ ..‬مصطل ��ح يرنّ ف ��ي اآلذان صباح‬
‫لدي ��ه أدن ��ى درجة من العلم! أَإلى هذه الدرجة س ��قطت‬ ‫مس ��اء‪ ،‬فال ��كل يري ��د أن ُيفتح أمام ��ه الباب لك ��ي ُيدلي‬
‫َه ْيبة الدين من القلوب؟!!‬ ‫برأي ��ه ويذك ��ر وجهة نظ ��ره‪ ،‬ولكن الذي يغي ��ب عن ذهن‬
‫الكثيرين أن حرية التعبير لها حدود وضوابط ش ��رعية‬
‫وخ ُلقية وذوقية؛ فنحن محاسبون على كل كلمة نقولها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫�إن حرية التعبري ال تعني �أن يقول َمن �شاء‬ ‫حد اللياقة واألدب‪ ،‬وال تعني‬ ‫وه ��ي ال تعني اخلروج عن ّ‬
‫ما �شاء يف الذي يعنيه والذي ال يعنيه‪ ،‬فق�ضايا‬ ‫اإلساءة والتجريح والتشهير‪.‬‬
‫الدين مثالً والأحكام ال�شرعية مردّها �إىل �أهل‬ ‫إن املجتم ��ع الفاضل الذي يقيمه اإلس�ل�ام مجتمع‬
‫العلم واالخت�صا�ص‪...‬‬ ‫ل ��ه أدب رفي ��ع‪ ،‬وهذا ينبغي أن يع َيه كل مس ��لم‪ ،‬وإال فما‬
‫الفرق بيننا وبني املجتمعات التي ال تقيم وزن ًا ال للدين‬
‫وال لألخالق؟!‬
‫�ض منه إال‬ ‫وحت ��ى بع ��ض َم ��ن لديه عل ��م أو بع � ٌ‬
‫أنّ عقل ��ه لم يس ��تنر به ��ذا العلم‪ ،‬وقلب ��ه لم يتطهر‬
‫مم ��ا فيه من آف ��ات‪ :‬من كبر وحقد وري ��اء‪ ...‬تراه ال‬
‫يتورع عن جتريح العلماء‪ ،‬وغيرهم ممن يخالفونه‬
‫ال ��رأي واالجتهاد‪ ،‬فهل هذه حري ��ة تعبير؟! وصدق‬
‫اب ��ن املبارك عندما ق ��ال‪« :‬نحن إلى قليل من األدب‬
‫أحوج منا إلى كثير من العلم»‪.‬‬
‫إن الغاية من التعبير عن اآلراء تختلف باختالف‬
‫قصده‪ ،‬بل إن‬ ‫وم ِ‬
‫األش ��خاص‪ ،‬وكل واحد أدرى بنيته َ‬
‫يعمد إلى‬
‫الله أعلم بنياتنا من أنفسنا؛ فهناك من َ‬
‫جتري ��ح األش ��خاص واإلس ��اءة إليهم‪ ،‬لي ��س بهدف‬
‫نقد الفكرة والسلوك مبا يرتقي بهما‪ ،‬وإمنا بقصد‬
‫االنتقاص من ذات الش ��خص الذي يخالفه الرأي!‬
‫وهن ��اك َم ��ن يريد أن ُيظهر األس ��تاذية والتف ّوق في‬
‫املعرف ��ة‪ ..‬والغاي ��ات غيره ��ا كثيرة‪ ،‬ولك ��ن َمن كانت‬
‫غايته إرضاء الله تعالى وإظهار احلق فإنه ال بد أن‬
‫يسلك طريق ًا آخر‪ ،‬فالغاية السامية النبيلة حتتاج‬
‫إل ��ى وس ��يلة تعبي ��ر وتغيي ��ر راقي ��ة نظيفة‪ ،‬س ��واء كانت‬ ‫ث ��م إن حري ��ة التعبي ��ر ال تعن ��ي أن يق ��ول َم ��ن ش ��اء‬
‫بالقول أم بالفعل‪ ،‬وهذا شأن الصادقني الذين استنارت‬ ‫م ��ا ش ��اء في ال ��ذي يعني ��ه وال ��ذي ال يعنيه‪ ،‬وف ��ي الذي‬
‫وط ُه ��رت قلوبهم‪ ،‬وارتقى َفهمه ��م‪ ،‬وهكذا كان‬ ‫عقوله ��م‪َ ،‬‬ ‫يفهم ��ه والذي ال يفهمه‪ ،‬فقضايا الدين مث ًال واألحكام‬
‫ش ��أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وسلفنا الصالح‬ ‫الش ��رعية مر ّدها إل ��ى أهل العل ��م واالختصاص‪ ،‬وليس‬
‫يرحمهم الله‪.‬‬ ‫للع ��وا ّم أن يخوضوا فيها‪ ،‬وال أن ُتس ��تطلع آراؤهم فيها‪،‬‬
‫الله ��م ارح ��م أس�ل�افنا‪ ،‬واغفر لن ��ا ضعفن ��ا‪ ،‬وارزقنا‬ ‫وإال ألصبح ��ت األم ��ور فوض ��ى! ولكن من املؤس ��ف حقّ ًا‬
‫التواضع‪ ...‬آمني ‪l‬‬ ‫أنن ��ا ن ��رى أن كل املجاالت لها خصوصيته ��ا إال األحكام‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪10‬‬
‫الزواج ِّ‬
‫املبكر‬
‫بني العزوف والظروف‬
‫خاص‪ :‬منبر الداعيات‬
‫ال � ��زواج ُس� �نّة ِمن س�ن�ن الله ف ��ي خَ لْقه‪ .‬وق ��د رغّ ب‬
‫�ف تخدم‬ ‫وحض علي ��ه لمِ ا يؤدي ��ه ِمن وظائ � َ‬
‫ّ‬ ‫اإلس�ل�ام ب ��ه‬
‫�داف ومقاص ��د للحي ��اة‬ ‫اإلنس ��ان‪ ،‬ولمِ ��ا يحق ��ق ِم ��ن أه � ِ‬
‫البشرية‪.‬‬
‫هواجس لدى‬
‫َ‬ ‫لك � ّ�ن تعقيدات احلي ��اة اآلنية رس ��مت‬
‫ً‬
‫حاجة‬ ‫الش ��باب حول ال ��زواج‪ ،‬حتى أصبح عن ��د البعض‬
‫يتعس ��ر قضاؤها‪ .‬وبينما كنّا باألمس القريب نسمع ِمن‬ ‫ّ‬
‫آبائن ��ا وأمهاتن ��ا أخبار زواجهم في س ��نٍّ مبكّ رة‪ ،‬وطريقة‬
‫ميس ��رة‪ ،‬ليحقِّ ق ��وا ه ��ذا اله ��دف الس ��امي؛ صرن ��ا نرى‬ ‫ّ‬
‫�راع بني حاجته ورغبته ف ��ي الزواج‪ ،‬وبني‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫في‬ ‫�بابنا‬ ‫ش�‬
‫تعقيدات احلياة االجتماعية‪ .‬ولعلّ أبرز ما يعقّ د الزواج‬
‫خاص ��ة معايير جدي ��دة لزواج لم‬ ‫عام ��ة‪ ،‬وال ��زواج املبكر ّ‬
‫عان منها‪..‬‬‫يعهدها اجليل السابق‪ ،‬ولم ُي ِ‬

‫الزواج �أ�صبح �أ�صعب من قبل ب�سبب كرثة‬


‫الف�ساد وكرثة طلبات �أهل الفتاة وارتفاع �أ�سعار‬
‫ال�شقق ال�سكنية مقارنة مع قلة الدخل‪....‬‬

‫ب�ي�ن مؤي � ٍ�د ومع ��ارض تتف ��اوت اآلراء ح ��ول ال ��زواج‬
‫املبكّ ر‪ .‬وقد رصدنا مجموعة ِمن اآلراء حوله‪ ،‬من ش� � ّب ٍان‬
‫يوجد‬ ‫وأمهات وآباء‪ ،‬وغيرهم مم ��ن يحاول أن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وش ��ابات‪،‬‬
‫ال لش ��باب اإلس�ل�ام وش ��ا ّباته‪ ،‬ليوازنوا ب�ي�ن متطلّبات‬‫ح ًّ‬
‫وحاجات إنس ��ان اليوم‪ ،‬وبني أهمية حتقيق الزواج املبكر‬
‫إبراهي ��م أن ال ��زواج أصب ��ح أصعب من قبل بس ��بب كثرة‬ ‫حض عليه اإلس�ل�ام‪ ،‬ليحقق أمن املجتمع‪ ،‬نقاءه‪،‬‬ ‫الذي ّ‬
‫وعفافه‪.‬‬
‫الفس ��اد وكثرة طلبات أهل الفتاة وارتفاع أس ��عار الشقق‬
‫الس ��كنية مقارنة مع قلة الدخل‪ .‬في حني يعتبر أحمد‬ ‫ثقافة الزواج املبكر عند الشباب‬
‫أم�ي�ن (كهربائ ��ي) أن م ��ن األس ��باب الت ��ي ال تش ��جعه‬ ‫للشاب إبراهيم حلواني ليس هناك ما ال‬ ‫ّ‬ ‫بالنس ��بة‬
‫عل ��ى الزواج املبكر أن ��ه ال يجد املواصف ��ات املطلوبة في‬ ‫يش ��جع على الزواج املبكر‪ ،‬واملطلوب كما يقول‪« :‬التوكّل‬
‫«فجل اهتمامات البنات تافهة‪ ،‬تتمثل في احلب‬ ‫الفتاة؛ ُ‬ ‫عل ��ى الل ��ه وبع ��د ذل ��ك ُت َذل ��ل كل العقب ��ات»‪ ،‬واعت ��رف‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫والتلفاز»‪ ،‬ويؤيده محمد ذكري (إدارة وتس ��ويق) قائ ًال‪:‬‬
‫«باإلضاف ��ة إل ��ى ع ��دم ّ‬
‫توفر الق ��درة املادية التي تس ��اعد‬
‫فرح �شحادة‪�( :‬إجازة يف علوم خمتربات‬
‫الش ��اب عل ��ى ال ��زواج‪ ،‬هناك مش ��كلة ف ��ي قل ��ة الفتيات‬
‫الأ�سنان) فتقول‪« :‬الزواج املبكر له �سيئاته‬ ‫املناسبات واملخلصات الالتي من املمكن أن ُتختار واحدة‬ ‫ِ‬
‫وح�سناته‪� ،‬أنا ال �أ�ؤيده متاما ً ولكني ال �أ�ؤيد الزواج‬ ‫منهن شريكة حياة‪ ،‬باإلضافة إلى التبرج الزائد»‪ ،‬ورغم‬
‫املت�أخر كذلك؛ ففي ت�أخري الزواج خطر االنحراف‬ ‫أنّ ف ��ارس أحم ��د الع ��رب (مراجعة وخبرة باحملاس ��بة)‬
‫لل�شاب‪ ،‬وخطر العنو�سة على الفتاة‬ ‫من مؤيدي الزواج املبكر إال أنه ليس متش ��جع ًا لإلقدام‬
‫عل ��ى هذه اخلط ��وة كونه يتاب ��ع دراس ��ته‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫وس ��ام (هندس ��ة)‪« :‬ال أحب ��ذه ألن ��ي أود إكمال دراس ��تي؛‬ ‫الوض ��ع االقتص ��ادي الصعب‪ ،‬كما أنه يج ��د صعوبة في‬
‫فدراس ��ة الهندس ��ة حتتاج للتفرغ‪ ،‬وال ��زواج قد يعيقني‬ ‫اختي ��ار رفيق ��ة ال ��درب‪ ،‬ويعزو إيهاب عويضة (هندس ��ة)‬
‫ع ��ن حتصي ��ل االمتي ��از‪ ،‬وبعد ذل ��ك أفكر ف ��ي احلصول‬ ‫أسباب عدم إقدامه بشجاعة على الزواج إلى عدم تق ّبل‬
‫فل َم‬ ‫األه ��ل خلط ��وة كه ��ذه في مث ��ل ه ��ذه الس ��ن‪ ،‬واعتبارها‬
‫يأت فارس أحالم ��ي‪ِ ،‬‬
‫عل ��ى وظيف ��ة‪ ،‬وحتى اآلن ل ��م ِ‬
‫تفضل‬ ‫العجلة؟»‪ ،‬أما سارة بركات (صيدلة) فرغم أنها ّ‬ ‫خطوة مبكرة‪ ،‬وس ��بب آخ ��ر‪ :‬الع ��ادات االجتماعية التي‬
‫الزواج املبكر ألنه ثبت علمي ًا أنه أفضل للش ��اب والشابة‬ ‫أصبح ��ت عرف� � ًا ف ��ي عصرن ��ا احلال ��ي كالع ��رس الكبي ��ر‬
‫إال أنه ��ا غير متش ��جعة لإلقدام عليه اآلن والس ��بب كما‬ ‫وتكاليفه الباهظة‪ .‬واعتبر عفيف دمش ��قية (إدارة) أن‬
‫تقول‪« :‬إكمال دراس ��تي‪ ،‬إذ أنّ الزواج يتطلب مس ��ؤوليات‬ ‫تصد الش ��اب ع ��ن الزواج املبكر مثل‬‫ّ‬ ‫هناك عوائق أخرى‬
‫خصوص ًا في حال إجناب األوالد‪ ،‬كما أني أريد أن أمتكّ ن‬ ‫مقول ��ة (بدي عيش حياتي) وقضاء بعض الس ��نوات في‬
‫م ��ن الدي ��ن وأن أحفظ القرآن الك ��رمي قبل الزواج حتى‬ ‫ارتكاب املعاصي والذنوب واتباع الهوى ونس ��يان اآلخرة‪،‬‬
‫أمتكّ ��ن م ��ن تربي ��ة أوالدي تربية صاحلة‪ ،‬ث � ّ�م إن إجناب‬ ‫وأض ��اف إبراهي ��م حلوان ��ي س ��بب ًا آخر‪« :‬ضع ��ف الثقة‬
‫األوالد يعي ��ق دراس ��تي»‪ ،‬وتؤي ��د هاني ��ة س ��الم (أدب‬ ‫عن ��د الش ��باب بقدرتهم على تكوين أس ��رة وعدم اكتمال‬
‫عربي) الزواج املبكر‪« :‬ففيه التحصني للش ��اب‪ ،‬والس ��تر‬ ‫ش ��خصية الكثيرين منهم»‪ ،‬أما ع ��ن رأيه في اجلمعيات‬
‫والعف ��اف للفت ��اة‪ ،‬وكذل ��ك املس ��ارعة في تكوين األس ��رة‬ ‫الت ��ي ترعى الزواج فقال‪« :‬إن كان َهم هذه اجلمعيات أن‬
‫املس ��لمة وإمكاني ��ة إجن ��اب األوالد األصح ��اء; فكلم ��ا‬ ‫ُتنش ��ىء ُأ َس ��ر ًا تعيش عل ��ى تقوى الله فنح ��ن معها‪ ،‬أما‬
‫تأخر س ��ن ال ��زواج ازدادت مش ��كالت املجتم ��ع واختلفت‬ ‫إن كان هدفهم تزويج الش ��باب عشوائي ًا فهذا يؤثّ ر سلب ًا‬
‫معايير اختيار الزوج أو الزوجة وأصبحت الشروط أكثر‬ ‫على املجتمع»‪.‬‬
‫تعقي ��داً»؛ أما فرح ش ��حادة (إجازة في عل ��وم مختبرات‬
‫األس ��نان) فتق ��ول‪« :‬الزواج املبكر له س ��يئاته وحس ��ناته‪،‬‬ ‫الشابات‬
‫ّ‬ ‫‪ ...‬و عند‬
‫أن ��ا ال أؤيده متام ًا ولكن ��ي ال أؤيد الزواج املتأخر كذلك؛‬ ‫وعندما اس ��تطلعنا آراء الشا ّبات حول مدى رغبتهن‬
‫ففي تأخير الزواج خطر االنحراف على الش ��اب‪ ،‬وخطر‬ ‫ف ��ي ال ��زواج املبك ��ر أجاب ��ت ريان فرس ��كوري‪:‬‬
‫العنوس ��ة عل ��ى الفتاة‪ ،‬أم ��ا الزواج املبك ��ر ‪ -‬أي حتت ‪17‬‬ ‫«لست مستعدة اآلن لتكوين‬ ‫ُ‬
‫س ��نة ‪ -‬فإن ��ه ي ��ؤدي إل ��ى خالف ��ات كثي ��رة بس ��بب تفكير‬ ‫أس ��رة ملتزم ��ة‪ ،‬كم ��ا‬
‫الفتاة الطفولي‪ ،‬وكذلك بسبب جهل الطرفني بطبيعة‬ ‫أنني أفكر في إكمال‬
‫احلي ��اة الزوجية‪ ،‬ل ��ذا قد أتردد في اإلق ��دام على الزواج‬ ‫دراس ��تي وتأم�ي�ن‬
‫وذلك بسبب الدراسة‪ ،‬وبسبب عدم وجود اإلنسان الذي‬ ‫نفس ��ي قب ��ل‬
‫ولصغَر سني»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلق ��دام عل ��ى‬
‫تتوفر فيه آمالي‪ِ ،‬‬
‫وحول إن كانت املادة هي العائق الوحيد الذي َي ُحول‬ ‫خط ��وة كبيرة‬
‫بني ش ��باب اليوم وبني الزواج تقول س ��ارة بركات‪« :‬كال‪،‬‬ ‫ف ��ي حيات ��ي»‪،‬‬
‫هناك عوائق أخرى‪ ،‬فالش ��اب في زماننا ضائع في حياة‬ ‫وأ ضــــــــا فـــــ ��ت‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪12‬‬
‫الله ��و غالب ًا‪ ،‬وبعي ��د كل البعد عن إمكانية‬
‫حتم ��ل املس ��ؤولية وإدارة حيات ��ه بنفس ��ه»‪،‬‬
‫ّ‬
‫ووافقته ��ا هاني ��ة س ��الم بالق ��ول‪« :‬هن ��اك‬
‫أسباب أخرى‪ ،‬منها بعض األفكار املستوردة‬
‫م ��ن الغ ��رب التي يس ��مونها حترري ��ة‪ ،‬التي‬
‫تراود بعض الش ��باب م ��ن الطرفني‪ ،‬حيث‬
‫يعتب ��رون أنّ الزواج يق ّي ��د احلريات ويعيق‬
‫إثب ��ات الوج ��ود وحتقيق الطم ��وح‪ ،‬فيهرب‬
‫حتمل املس ��ؤولية بالعزوف عن‬ ‫البعض من ّ‬
‫الزواج»‪.‬‬
‫واعتب ��رت ف ��رح ش ��حادة أنّ اجلمعيات‬
‫الت ��ي ترعى الزواج مفي ��دة في أي بلد كان‪،‬‬
‫في ح�ي�ن خالفتها س ��ارة ب ��ركات بالقول‪:‬‬
‫«أرى أنّ دوره ��ا ف ��ي لبنان مح ��دود‪ ،‬فهناك‬
‫الكثير من الش ��بان الذي ��ن يرفضون تلقي‬
‫املس ��اعدة م ��ن أحد‪ ،‬باإلضاف ��ة إلى أنّ هذه‬
‫تؤم ��ن كل حاج ��ات ال ��زواج‪،‬‬
‫اجلمعي ��ات ال ِّ‬
‫منك ��م الب ��اءة فليت ��زوج»‪ .‬وبالنس ��بة للفت ��اة‪ :‬التدي ��ن‬ ‫خصوص ًا ما بعد الزواج»‪.‬‬
‫احلقيق ��ي ظاه ��ر ًا وباطن� � ًا مصداق� � ًا لقول الرس ��ول [‪:‬‬
‫«فاظف ��ر ب ��ذات الدي ��ن»‪ ،‬وأن تكون على درج ��ة من العلم‬ ‫نظرة األهل‬
‫الديني والفقهي للتمييز بني احلالل واحلرام‪ ،‬وأن تكون‬ ‫وكان للداعي ��ة خول ��ة عابدي ��ن م ��ن األردن ‪ -‬وه ��ي‬
‫بفن الطبخ وتعلم‬ ‫مؤهلة للحياة الزوجية‪ ،‬أي على دراية ّ‬ ‫أم لثالث ��ة أوالد وابنت�ي�ن ‪ -‬رأي في ه ��ذا املوضوع فقالت‪:‬‬
‫حق الزوج وحقوقها أيض ًا‪.‬‬ ‫«بحكم عملي الدعوي وسماعي ملشاكل النساء والفتيات‬
‫أما عن دور األهل في تيسير الزواج ألبنائهم فتقول‪:‬‬ ‫في هذا الوقت أرى أن التحصني والعفة سبيلهما الزواج‬
‫«دور األهل كبير‪ ،‬س ��واء أه ��ل الزوج أو أهل الزوجة‪ ،‬فأهل‬ ‫املبك ��ر‪ ،‬كما ال يخف ��ى على أحد ظاهرة عقود الزواج غير‬
‫كل يس ��اعد ابنه قدر اس ��تطاعته حتى يعفّ ه‪ ،‬وأهل‬ ‫الزوج ٌّ‬ ‫الش ��رعية اخلطي ��رة التي تت ��م بني اجلنس�ي�ن بعيد ًا عن‬
‫السنة في التزويج وهي تقليل املهر‬ ‫الزوجة عليهم ا ِّتباع ُّ‬ ‫األه ��ل»‪ .‬أم ��ا عن الش ��روط الت ��ي يج ��ب أن تتوافر في‬
‫لزي ��ادة البركة ف ��ي الزواج‪ ،‬وال بأس مبس ��اعدة اخلاطب؛‬ ‫الش ��اب والفتاة قبل اإلقدام عل ��ى هذه اخلطوة فتقول‪:‬‬
‫فقد أصبح ابنهم‪ ،‬وهم يساعدون ابنتهم في هذه احلالة‪،‬‬ ‫بالنسبة للشاب‪ :‬الدين ُ‬
‫واخل ُلق‪ ،‬مصداق ًا لقول الرسول‬
‫وأن ��ا أقترح الرجوع للبيوت إلقام ��ة احلفالت واالقتصار‬ ‫وخ ُلقه فز ِّوجوه‪ ،‬إن لم‬ ‫[‪« :‬إن جاءك ��م من َ‬
‫ترض� � ْون دينه ُ‬
‫على األهل واملق ّربني»‪.‬‬ ‫تفعلوا تكن فتنة في األرض وفساد عريض»‪ ،‬وأن ميتلك‬
‫ويعلّق الش ��يخ ع ��ز الدين‬ ‫القدرة اجلسدية واملالية‪« :‬يا معشر الشباب من استطاع‬
‫حلوان ��ي (مــ ��د ّرس لـلــتــربــيــة‬
‫الديني ��ة والقرآن الك ��رمي‪ ،‬وأب‬ ‫الداعية خولة عابدين‪ :‬بحكم عملي الدعوي‬
‫ألربع ��ة أوالد) عل ��ى املوض ��وع‬ ‫و�سماعي مل�شاكل الن�ساء والفتيات يف هذا‬
‫قائ�ل ً�ا‪« :‬ف ��ي األص ��ل ينبغي أن‬ ‫الوقت �أرى �أن التح�صني والعفة �سبيلهما‬
‫يك ��ون الزواج مبك ��ر ًا دعم ًا ملبدأ‬
‫الزواج املبكر‬
‫العفاف‪ ،‬ومس ��اهمة في نظافة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫املجتم ��ع م ��ن االخت�ل�اط والفس ��اد‪ ،‬وحتقيق� � ًا لإلجناب‬
‫ال�شيخ عز الدين حلواين‪ :‬ينبغي �أن يكون‬ ‫وبناء األسرة الصاحلة التي تربي ذريتها على ما أمر الله‬
‫الزواج مبكراً دعما ً ملبد�أ العفاف‪ ،‬وم�ساهمة يف‬ ‫تعال ��ى ب ��ه وما جاء في ُس ��نة النبي محم ��د [‪ ،‬وحفاظ ًا‬
‫نظافة املجتمع من االختالط والف�ساد‪ ،‬وحتقيقا ً‬ ‫عل ��ى طاق ��ات الش ��باب وحفظها م ��ن االنح�ل�ال‪ .‬أما ما‬
‫يتقدم خلطبة الفتاة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ينبغي أن يتوفر في الشاب عندما‬
‫للإجناب وبناء الأ�سرة ال�صاحلة ‪ ،‬وحفاظا ً على‬
‫يق ��ول الش ��يخ عز الدين حلوان ��ي‪« :‬أن يكون صادقا في‬
‫ً‬
‫طاقات ال�شباب وحفظها من االنحالل‬ ‫طلب ��ه دون قص ��د مصلحة أو غاية س ��وى العف ��اف وبناء‬
‫أس ��رة مس ��لمة‪ ،‬وأن يتم ّي ��ز بدين ��ه وأخالقه وش ��خصيته‬
‫والتيسير للزواج من األهل ألبنائهم»‪.‬‬ ‫وطريق ��ة تفكيره بش ��كل يتوافق مع ح ��ال الفتاة وأهلها‪،‬‬
‫نظرة شرعية للموضوع‬ ‫وأن يحص ��ل االنس ��جام والرض ��ا بينه وب�ي�ن الفتاة وبني‬
‫في ظل طغيان الفنت والش ��هوات والظروف املعيشية‬ ‫حتمل املسؤولية‬ ‫أسرته وعائلتها‪ ،‬وأن يتميز بخبرته في ّ‬
‫الصعب ��ة الت ��ي تحَ ُ ��ول دون تيس ��ير ال ��زواج‪ :‬كيف ميكن‬ ‫وأعب ��اء نفقات ال ��زواج وملحقاته‪ ،‬وأن يك ��ون رج ًال تليق‬
‫�ف نفس ��ه؟ وما ه ��ي احلل ��ول املقترحة‬ ‫للش ��اب أن يع � ّ‬ ‫ل ��ه القوام ��ة بطباع ��ه وأخالق ��ه وس ��لوكه أثن ��اء الرض ��ا‬
‫التي تخف ��ف من ضغط هذه‬ ‫والغضب»‪.‬‬
‫املعاناة عند الشباب؟‬ ‫وح ��ول ما ينبغ ��ي أن يتوفر في الفت ��اة حتى تكون‬
‫يجي ��ب الداعي ��ة محمود‬ ‫مؤهل ��ة للخطب ��ة يضي ��ف الش ��يخ حلوان ��ي‪« :‬أن تك ��ون‬ ‫َّ‬
‫القلع ��اوي (إج ��ازة ف ��ي أص ��ول‬ ‫مس ��تعدة ل َقب ��ول وموافقة ولي أمرها على الش ��اب الذي‬
‫الدين من جامعة األزهر‪ -‬دبلوم‬ ‫يقدمها لها أهلها‬ ‫يتقدم لها‪ ،‬و َقبول كل املالحظات التي ّ‬ ‫ّ‬
‫ف ��ي الش ��ريعة اإلس�ل�امية م ��ن‬ ‫لتحمل أعباء‬ ‫ّ‬ ‫ليرش ��دوها في اختيارها‪ ،‬وأن تكون مه َّيئة‬
‫معهد الدراس ��ات اإلس�ل�امية)‪:‬‬ ‫ومس ��ؤوليات الزواج واعية حلقوق ال ��زوج عليها وطاعته‬
‫التب ��رج‪ ..‬االخت�ل�اط‪ ..‬املواق ��ع‬ ‫يتقدم‬
‫ّ‬ ‫فيم ��ا ُيرض ��ي الل ��ه تعال ��ى‪ ،‬وأن تتق ّبل أس ��رة م ��ن‬
‫اإلباحية على شبكة اإلنترنت‪..‬‬ ‫خلطبته ��ا‪ ،‬وأن تك ��ون مس ��تعدة للتعام ��ل م ��ع خطيبه ��ا‬
‫القن ��وات الهابط ��ة‪ ..‬الكليب ��ات العاري ��ة‪ ..‬كل ه ��ذا يثير‬ ‫املؤه ��ل ليك ��ون زوجها ب ��كل ل�ي�ن وعف ��اف أي ُتعينه على‬
‫الش ��هوات لدى ش ��بابنا‪ ..‬ويو ِّلد ضغوط� � ًا عنيفة عليهم‪،‬‬ ‫العيش وال تعني العيش عليه»‪.‬‬
‫ل ��ذا نقترح بعض الوس ��ائل للتخفيف م ��ن ضغوط هذه‬ ‫وتوقف ف ��ي ختام; حديثنا معه عن ��د دور األهل في‬
‫الش ��هوة املجنون ��ة على َمن لم يس ��تطع ال ��زواج‪ :‬اللجوء‬ ‫«كل حس ��ب قدرته‪ ،‬فقد‬ ‫تيس ��ير الزواج ألبنائهم فقال‪ٌّ :‬‬
‫إل ��ى ال ��ذي يجي ��ب َمن دع ��اه ‪ -‬الصحب ��ة الصاحلة التي‬ ‫يك ��ون توجيه ًا ونصح ًا‪ ،‬وقد يكون مادي ًا‪ ،‬وقد يكون دعم ًا‬
‫وتنمي مراقب ��ة الله وتأخذ باليد ‪ -‬جتنّب‬ ‫تذ ّك ��ر باخلير ّ‬ ‫معنوي� � ًا‪ ،‬وق ��د يكون إقناع� � ًا بأن البداية في بناء األس ��رة‬
‫رفقة الس ��وء الذين جترؤوا على محارم الله ‪ -‬ال ُبعد عن‬ ‫ليس ��ت ه ��ي النهاية؛ فلي ��س الواجب الوص ��ول إلى غاية‬
‫َمواطن النساء وجتنُّ ب اخللوة ألن الشيطان هو الثالث‪:‬‬ ‫الـرفـــاهيــ ��ة والـــراحــ ��ة وإنّــمــا‬
‫ف ��ي الش ��ارع‪ ،‬في العمل‪ ،‬ف ��ي املواصالت‪ ،‬ف ��ي كل مكان‪...‬‬ ‫الواجب الوصول بالزواج‬
‫فف ��ي ه ��ذا النج ��اة ‪ -‬جتنُّ ��ب القن ��وات الهابط ��ة واملواقع‬ ‫إل ��ى غاي ��ة العف ��اف‬
‫الس ��اقطة واملج�ل�ات العاه ��رة ‪ُ -‬ش ��غل النف ��س باخلي ��ر‪:‬‬ ‫والس ��تر والقناع ��ة‬
‫فالنف ��س إن لم تش ��غلها باحل ��ق ش ��غلتك بالباطل‪ ،‬وما‬ ‫برزق الل ��ه تعالى‬
‫أكثر س ��بل اخلير‪ :‬كزيارة املريض‪ ،‬صلة الرحم‪ ،‬املطالعة‪،‬‬ ‫وعطائ ��ه‪ ،‬وم ��ن‬
‫مجالس ��ة األصح ��اب‪ ،‬االعت ��كاف ف ��ي املس ��جد‪ ،‬الترويح‬ ‫خــــ�ل�ال هـــذه‬
‫ع ��ن النف ��س مبا أب ��اح الله‪ ..‬املهم ش ��غل النف ��س مبا هو‬ ‫األدوار يــــتــ ��م‬
‫ناف ��ع مفيد ‪ -‬ع ��دم الذهاب إلى الفراش إ ّال عند النعاس‬ ‫ا لــــتـــو فـــيــــــ ��ق‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪14‬‬
‫الش ��ديد‪ ،‬واحلرص على الوضوء وأذكار النوم ‪ -‬الصوم‪:‬‬
‫إنه العالج الذي وصفه الرسول [ ملن عجز عن الزواج‪،‬‬
‫اس� �ت ََطا َع ِمن ُْك � ُ�م ال َبا َء َة‬
‫اب َم ِن ْ‬ ‫قال [‪َ « :‬يا َم ْع َش� � َر َّ‬
‫الش� � َب ِ‬
‫َرج‪َ ،‬و َم ْن َل ْم‬‫ض ِل ْل َب َص ِر‪َ ،‬وأَ ْح َص ��نُ ِل ْلف ِ‬ ‫َف ْل َي َت� � َز َّو ْج‪َ ،‬ف ِإ َّن ��هُ أَ َغ ُّ‬
‫الص ْو ِم‪َ ،‬ف ِإنَّهُ َلهُ ِو َج ٌاء» متفق عليه‪.‬‬ ‫َي ْست َِط ْع َف َع َل ْي ِه ِب َّ‬
‫أما عن دور األهل في تيسير الزواج املبكر للشاب‬
‫والفت ��اة‪ ،‬والتزام حدود الله ف ��ي هذا األمر فيقول‪ :‬دور‬
‫األه ��ل كبي ��ر ج ��د ًا بالطب ��ع؛ فاأله ��ل يأخ ��ذون بأي ��دي‬
‫الصغَر وير ّبونهم على طاعة الله‪ ،‬والس ��ير‬ ‫أبنائهم منذ ِّ‬
‫توجد‬ ‫على نهج الس ��ماء؛ فالتربي ��ة اإلميانية الصاحلة ِ‬
‫لنا جي ًال منتصر ًا على شهواته‪ ،‬ثم بعد هذا جند تيسير‬
‫ال ��زواج‪ ،‬وع ��دم املغ ��االة في امله ��ور‪ ،‬وعدم التعس ��ير على‬
‫الش ��باب بكمالي ��ات يعج ��ز عنه ��ا‪ ،‬فل ��و أنّ كل أب وكل أم‬
‫جزء كبير ًا من هذه املشكلة‬ ‫تس ��اهال مع الش ��باب حللّوا ً‬
‫الت ��ي نعيش ويالته ��ا وندفع ضريب ��ة وجودها بيننا من‬
‫دنيانا وأخرانا‪.‬‬
‫أساسي للمجتمع املسلم واألمة‬ ‫ٌّ‬ ‫مطلب‬
‫ٌ‬ ‫إن العفاف‬ ‫ّ‬
‫النقي ��ة‪ ،‬ولتحقيقه ال ب ��د أن تتضافر اجلهود‬ ‫ّ‬ ‫التقي ��ة‬ ‫ّ‬
‫على عدة أصعدة ودون استثناء‪ ،‬فهناك مسؤولية األهل‬
‫في تيس ��ير زواج أبنائهم وبناتهم‪ ،‬والوقوف إلى جانبهم‬
‫في تقدمي النُّ صح والتوعية‪ ،‬ومساندتهم معنوي ًا ومادي ًا‬
‫للحل هو االهتداء‬ ‫ّ‬ ‫إن أيس ��ر سبيل وأقصر طريق‬ ‫ّ‬ ‫إذا استطاعوا؛ ومس ��ؤولية اجلمعيات اإلسالمية في‬
‫باله � ْ�دي النب ��وي في الن ��كاح‪ ،‬وعدم تخلّي ِّ‬
‫أي مس ��ؤول‬ ‫َ‬ ‫لتحمل املسؤوليات وفتح‬ ‫توعية الشباب‪ ،‬وتهيئة الفتيات‬
‫ّ‬
‫عن مس ��ؤوليته في حتقيق أمن املجتمع املس ��لم وأمانه‪،‬‬ ‫األ َس ��ر الناجح ��ة؛ ومس ��ؤولية أصح ��اب‬ ‫البي ��وت وبن ��اء ُ‬
‫وت ��وازن الش ��باب وس ��عادته‪ ،‬وفي س � ّ�د فج ��وات االنحالل‬ ‫العلم والرأي واملرابطني على ثغور األمة اإلس�ل�امية‬
‫«التحضر»‬
‫ّ‬ ‫اخل ُلقي‪ ،‬ورقع ما مزّقته أيادي اجلاهلية باسم‬ ‫ُ‬ ‫ويحضوا عل ��ى حتقيق الزواج‬ ‫ّ‬ ‫ليوجدوا حلو ًال للش ��باب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و«العصرنة»‪.‬‬ ‫اإلس�ل�امي مبفهومه وش ��كله وأهداف ��ه‪ ،‬للعمل على دحر‬
‫]]]‬

‫في ختام هذا التحقيق‪ ،‬نش ��كر كل املشاركني فيه من‬ ‫الفس ��اد الذي اس ��تفحل في مجتماعتنا اإلسالمية بعد‬
‫املتخصصني والش ��بان والفتي ��ات‪ ،‬وندعو جميع املعنيني‬ ‫ِّ‬ ‫خلنا‬ ‫أن ط ��ال ِضعاف النفوس ممن جلؤوا إلى الرذيلة وا َ‬
‫باألمر إلى السعي لتعديل األوضاع االجتماعية القائمة‬ ‫بعد أن ضاقت بهم ُسبل الزواج‪.‬‬
‫املتعلقة مبؤسس ��ة الزواج‪ ،‬س ��ائلني الله تعالى أن يحمي‬
‫ش ��باب املس ��لمني وبناته ��م م ��ن الف�ت�ن‪ ،‬وأن يعينهم على‬ ‫الداعية حممود القلعاوي‪ :‬الرتبية الإميانية‬
‫األ َسر القائمة على منهاج الله ورسوله‪.‬‬ ‫تأسيس ُ‬
‫وف ��ي الع ��دد املقب ��ل – إن ش ��اء الل ��ه تعالى ‪ -‬نس� �لّط‬
‫توجد لنا جيالً منت�صراً على �شهواته‪،‬‬‫ال�صاحلة ِ‬
‫الضوء على االنعكاس ��ات االجتماعي ��ة للزواج املبكر‪،‬‬ ‫ثم بعد هذا جند تي�سري الزواج‪ ،‬فلو � ّأن كل �أب‬
‫حي ��ث نس ��تضيف املتخصص ��ة ف ��ي اإلرش ��اد األس ��ري‬ ‫وكل �أم ت�ساهلوا مع ال�شباب حل ّلوا جزءاً كبرياً‬
‫األستاذة سحر املصري‪l‬‬ ‫من هذه امل�شكلة التي نعي�ش ويالتها‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫ُحوت �أم حورية؟!‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬دمية طارق طهبوب‬
‫األردن ‪ -‬عمان‬
‫والعفّ ة‪ ،‬وكم ��ال العقل‬
‫النس ��ب والعائل ��ة ِ‬
‫الع ��رب بش ��رف َ‬ ‫�شغلت مس ��ألة البحث ع ��ن اجلمال عقول البشر منذ‬
‫عدونها س ��بب ًا‬
‫وي ّ‬ ‫واخل ُل ��ق‪ ،‬وكانوا يكره ��ون املرأة ا َ‬
‫خل ْرقاء ُ‬ ‫ُ‬ ‫فعني بها الفالس ��فة والعلم ��اء واألدباء‪ ،‬ووضعوا‬ ‫الق َدم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫في خراب البيت وضياع الولد‪.‬‬ ‫له ��ا نظريات وتصورات؛ منها م ��ا ير ِّكز على جمال الروح‬
‫ولك ��ن العص ��ر العرب ��ي احلديث يش ��هد ف ��ي معظمه‬ ‫حل ْظ ��وة جلم ��ال الوج ��ه‬ ‫والباط ��ن‪ ،‬ومنه ��ا م ��ا يجع ��ل ا َ‬
‫والظاهر‪ ،‬وهذه االختالفات تؤكد على أمر‬
‫واح ��د‪ :‬هو نس ��بية اجلم ��ال‪ ،‬أو كم ��ا يقول‬
‫املثل اإلجنلي ��زي «اجلمال في عني الناظر‬
‫‪Beauty is in the eyes of the‬‬
‫‪»beholder‬؛ فمقاييس اجلمال تختلف‬
‫بني الناس والثقافات‪ ،‬إال أنّ طغيان وسائل‬
‫اإلع�ل�ام‪ ،‬ومش ��هد الصورة امللون ��ة وثالثية‬
‫األبع ��اد‪ ،‬واخلي ��ال االفتراض ��ي‪ ،‬وبرام ��ج‬
‫ومختب ��رات حتس�ي�ن الص ��ورة‪ ...‬جعل ��ت‬
‫واحل ْس ��ن صورة واحدة ومقياس� � ًا‬ ‫للجمال ُ‬
‫ح ��ا ّد ًا ال يقبل التَزحزُ ح أو االختالف‪ ،‬فمن‬
‫كان ضم ��ن حدود املقياس يحظى بالقَبول‬
‫االجتماعي والوظيفي والسعادة‪ ،‬ومن شَ ذَّ‬
‫ُع َّد من املنبوذين‪.‬‬
‫وبالنسبة للنساء كانت صفات اجلمال‬
‫العربي بعيدة كل ال ُبعد عن اجلمال الغربي‬
‫ال ��ذي يس� � ِّوقه اإلع�ل�ام بالش ��عر األش ��قر‪،‬‬
‫خل ْص ��ر الناحل‪ ،‬والعي ��ون املل ّونة؛ فاملرأة‬ ‫وا َ‬
‫حل ْوراء‪ ،‬وهي‬ ‫العربية كان جمالها بالعيون ا َ‬
‫العيون الس ��وداء الكحيلة التي يحيط بها‬
‫صاف‪ ،‬وفي ه ��ذه العيون قيل أغزل‬ ‫بي ��اض ٍ‬
‫بيت مصنّف في شعر العرب جلرير‪:‬‬
‫ابتع ��اد ًا ع ��ن ه ��ذه الثقافة الوس ��طية في االغت ��راف من‬ ‫إنّ العيونَ التي في َط ْرفها َح َو ُر‬
‫احلس ��ي واملعن ��وي‪ ،‬فأصبحت مقاييس‬ ‫ّ‬ ‫معين َِي اجلمال‪:‬‬ ‫ثم لـم ُي ْح ِـيني قـتـالنا‬ ‫ق َت ْلنَنا ّ‬ ‫ ‬
‫اجلم ��ال العاملي ��ة الغربي ��ة ه ��ي املعتم ��دة واملتبع ��ة‪،‬‬ ‫َي ْص َر ْعن ذا ال ُّلب حتى ال ِحراك له‬
‫وأصبحت العربيات ُينفقن على صناعة اجلمال وش ��راء‬ ‫وه ّن أضعف خَ لْق الله إنسانا‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫مس ��تحضراته أكثر من مثيالته ��ن الغربيات‪ ،‬وقد حت ّول‬ ‫احلسي أن تكون‬‫ّ‬ ‫أن جعلوا من جمال املرأة‬ ‫وزاد العرب ْ‬
‫األمر عند بعض النس ��اء ش ��رق ًا وغرب ًا إلى درجة ال َه َوس‪،‬‬ ‫طويل ��ة بيضاء ِم ْبدان� � ًا (أي ممتلئة) ‪ -‬فقد كان االمتالء‬
‫ف ُأص�ب�ن باألم ��راض النفس ��ية واجلس ��دية للمحافظ ��ة‬ ‫عالمة صحة وخصوبة ‪ -‬بش ��عر أسود طويل‪ ،‬وإلى جانب‬
‫عل ��ى الوزن باالمتناع ع ��ن الطعام‪ ،‬كاإلصاب ��ة بالنحافة‬ ‫اجلم ��ال احلس ��ي كان هن ��اك اجلم ��ال املعن ��وي‪ ،‬فاعتنى‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪16‬‬
‫ويسافرون إلى أجمل بقاع العالم‪ ،‬ولديهم أصوات رائعة‪،‬‬ ‫امل َرضي ��ة ‪ anorexia‬أو التقي ��ؤ ال�ل�اإرادي بع ��د تن ��اول‬
‫وليس لديهم أعداء سوى البشر الذين يريدون صيدهم‪،‬‬ ‫الطعام ‪ bulimia‬وكانت من أشهر املصابات به الراحلة‬
‫والعالم كله يح ّبهم ويحاول احلفاظ عليهم‪.‬‬ ‫األميرة ديانا‪.‬‬
‫للتشبه بالفنانني‪،‬‬‫ُّ‬ ‫وقد راجت سوق عمليات التجميل‬
‫لهن وج ��ود‪ ،‬ولو ُوج ��دن َل ُك ّن‬‫أم ��ا احلوري ��ات فليس ّ‬
‫وي ��ا ليت األم ��ر توقّ ف عند إصالح خلل أو مرض أو َع ْيب‬
‫واقف ��ات بالطوابير أمام عيادات الطب النفس ��ي ملعاجلة‬
‫ِخلق ��ي مل ��رة أو مرت�ي�ن‪ ،‬ولكن ��ه حت� � ّول لدى البع ��ض إلى‬
‫هن س ��مك أم بش ��ر؟‬ ‫أزم ��ة الهوي ��ة والش ��كل لديهن‪ :‬هل ّ‬ ‫إدم ��ان بالرغم مما ينطوي عليه م ��ن مخاطر ما انفكت‬
‫وليس لدى احلوريات حياة زوجية ألنهن يقتلن الرجال‬ ‫وس ��ائل اإلع�ل�ام األمريكية حتذر‬
‫الذين يقترب ��ون منهن‪ ،‬وحتى لو لم يفعلن ذلك‪ ،‬فكيف‬ ‫من نتائجه اخلطيرة ومن انتشار‬
‫وين ِْجنب‬ ‫س ��يتزوجن وكيف سيمارس ��ن احلي ��اة الزوجي ��ة ُ‬ ‫هذه املوضة وال َه َوس اجلديد‪.‬‬
‫األطف ��ال؟ ث ��م َم ��ن يريد االقت ��راب من فتاة تف ��وح منها‬ ‫وللرج ��ال دور كبي ��ر ف ��ي ع ��دم‬
‫رضــ ��ا النس� �ـــاء عــ ��ن أنفس� �ــــهـن؛‬
‫رائح ��ة الس ��مك؟ وله ��ذا الس ��بب أن ��ا أخت ��ار وب ��كل‬
‫فمعظ ��م الرج ��ال أصب ��ح يركض‬
‫عقالنية وذكاء أن أكون حوت ًا»‪.‬‬ ‫وراء القش ��رة ويطل ��ب مثل عيون‬
‫ثم أرفقت مالحظة قالت فيها‪« :‬نحن في عصر َم َسخَ‬ ‫وق ��وام هيف ��ا‪ ..‬إل ��خ‪ ،‬وال‬ ‫نانس ��ي ِ‬
‫في ��ه اإلع�ل�ام عقولنا لالعتق ��اد أنّ اجلميل�ي�ن هم فقط‬ ‫ُيعط ��ي أدن ��ى اهتم ��ام إل ��ى عق ��ل‬
‫أفضل االستمتاع‬ ‫األشخاص النحيلون‪ ،‬ولكني شخصي ًا ِّ‬ ‫هذه أو تلك‪ .‬وقلّة من النس ��اء من‬
‫مع أطفالي بأَكل البوظة من غير خوف‪ ،‬وبوجبة عش ��اء‬ ‫تستطيع فرض شخصيتها شك ًال‬
‫م ��ع زوجي احلبيب بعد عناء يوم ش ��اق‪ ،‬وبكوب قهوة مع‬ ‫ومضمون ًا ف ��ي واقع احلياة برضا‬
‫اخللق ��ة التي خلقها الله‬ ‫تام عن ِ‬
‫أصدقائي عند التنزه‪.‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬مع مرور األيام تزيد أوزاننا ألننا نكتسب الكثير‬ ‫نش ��ر أحد مراكز الرياضة في‬
‫من املعلومات واخلبرات التي تزيد على مساحة عقولنا‪،‬‬ ‫العاصمة الفرنسية باريس إعالن ًا‬
‫وعندم ��ا ال جت ��د لها مكان ًا في رؤوس ��نا فإنها تتوزع على‬ ‫يص ِّور ام ��رأة نحيلة فارعة الطول‬
‫بقية أجسامنا‪ ،‬فنحن إذن لسنا َبدينني‪ ،‬نحن أكثر ثقافة‬ ‫قد ل ّوحت الش ��مس بشرتها وكتب‬
‫وعلم ًا وسعادة‪ .‬وبدء ًا من اليوم عندما سأنظر إلى نفسي‬ ‫حتت الصورة‪ :‬م ��اذا تريدين أن‬
‫في املرآة من اخللف سأقول‪ :‬يا للروعة‪ ..‬انظري كم أنت‬ ‫تكوني هذا الصي ��ف‪ :‬حوت ًا أم‬
‫حورية؟‬
‫ذكية وصاحبة خبرة»‪.‬‬
‫فبعث ��ت س ��يدة ف ��ي منتص ��ف‬
‫يأخذهن ال َه َوس ‪ -‬ال‬
‫ّ‬ ‫هذه رس ��الة إلى النساء اللواتي‬ ‫الثالثيني ��ات م ��ن عمرها‪ ،‬ل ��م ت َر‬
‫الصحة ‪ -‬من امرأة عايش ��ت التجربة الغربية الفرنسية‬ ‫في نفس ��ها أي تش ��ابه بينه ��ا وبني فتاة اإلع�ل�ان‪ ،‬ر ّد ًا إلى‬
‫ودور أزيائها فلم جتد الس ��عادة‬ ‫ب ��كل أناقته ��ا وعطوره ��ا ُ‬ ‫املركز قالت فيه‪:‬‬
‫فيها‪ ،‬وإمنا وجدتها في احلياة الطبيعية واألس ��رية التي‬ ‫«ملن يهمه األمر‪:‬‬
‫تأخ ��ذ من كل ش ��يء بقدر يحقِّ ق لها الهن ��اء‪ ،‬وتر ِّكز على‬ ‫إنّ احليتان دائم ًا محاطون باألصدقاء من الدالفني‬
‫دفء الروح والقلب بقدر جمال الصورة واملنظر‪.‬‬ ‫و ُأس ��ود البحر والبش ��ر الذين يرغب ��ون برؤيتهم‪ ،‬ولديهم‬
‫حياة ُأس ��رية وجنسية ممتازة و َي ِلدون حيتان ًا في منتهى‬
‫وهي رسالة للرجال أيض ًا أنّ من يرتبط بامرأة جلمال‬
‫اجلم ��ال‪ ،‬كم ��ا أنّ احليت ��ان يس ��بحون ويلعبون ف ��ي املاء‬
‫شكلها فقط كمن يشتري بيت ًا جلمال ِطالء واجهته‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫حوار‬
‫املر�أة القيادية‬
‫يف حوار مع د‪� .‬سمر ال�سقاف‬
‫حاورتها‪ :‬سهاد عكيلة‬
‫أثبت ��ت امل ��رأة جدارته ��ا ف ��ي عدد م ��ن امليادي ��ن التي‬
‫تناس ��ب تكوينها وطبيعتها وش ��غلت فيها مواقع قيادية‪،‬‬
‫ضيفتنا يف سطور‬
‫وبأنه ��ا قادرة على توظي ��ف قدراتها بتم ّيز إن هي ربطت‬ ‫‪l‬طبيب ��ة ُأ ّم البن ��ة طبيب ��ة وأربع ��ة أوالد أحدهم يكمل‬
‫تفوقها مبنهج الله ومنحته الصبغة اإلسالمية الكفيلة‬ ‫دراسة الطب‪.‬‬
‫ب ��أن حت ّوله م ��ن جناح ف ��ي الدنيا فقط إلى ف ��وز وفالح‬ ‫‪ l‬حاصل ��ة عل ��ى درج ��ة الدكت ��وراه في علم التش ��ريح‬
‫في الدنيا واآلخرة‪ .‬ورغم ذلك ثمة َمن يش ��كّ ك بقدرتها‬ ‫واألجن ��ة ‪ -‬بتقدي ��ر امتي ��از ‪ -‬من جامعة امللك س ��عود‬
‫عل ��ى القي ��ادة‪ ،‬وله ��ذه النظ ��رة أس ��باب‪ :‬فه ��ل ه ��ي فكرة‬ ‫(‪1417‬هـ‪1996/‬م)‪.‬‬
‫الرج ��ل الذي يخاف من تفوق املرأة عليه؟ أم إنها نابعة‬ ‫ابتداء من ‪1428/11‬هـ‬‫ً‬ ‫‪ l‬مش ��رفة على قسم التش ��ريح‬
‫م ��ن منط في التفكي ��ر تتحكّ م بعقليات أبن ��اء املجتمع‬ ‫وحتى تاريخه‪.‬‬
‫وعجز عن‬
‫ٍ‬ ‫�ور في أدائها‬‫الش ��رقي؟ أم إن ذلك يعود لقص � ٍ‬ ‫‪ l‬أس ��تاذة مش ��اركة بقس ��م التش ��ريح بكلي ��ة الطب –‬
‫القي ��ام بت َِبع ��ات هذه املهم ��ة؟‪ ...‬فهل القي ��ادة حكر على‬ ‫جامعة امللك عبد العزيز‪.‬‬
‫الرج ��ال؟ وهل اس ��تطاعت املرأة أن تثب ��ت أهليتها لهذا‬ ‫‪ l‬عمي ��دة قس ��م الطالبات بجامعة املل ��ك عبد العزيز‬
‫املوق ��ع؟ وما هي الصفات التي تؤهلها لذلك؟ والعقبات‬ ‫من (‪1424‬هـ ‪1428 -‬هـ)‪.‬‬
‫التي تواجهها؟ وملاذا ال يكون احلديث عن األم القيادية؟‬ ‫‪ l‬وكيلة كلية الطب (‪1420‬هـ ‪1424 -‬هـ)‪.‬‬
‫والداعي ��ة القيادي ��ة؟ وه ��ل تس ��تطيع امل ��رأة اجلمع بني‬ ‫‪ l‬رئيس ��ة اللجنة النس ��ائية للعام (‪1426‬هـ ‪1428 -‬هـ)‬
‫متطلّبات القيادة وواجباتها الزوجية واألس ��رية؟ أسئلة‬ ‫بالنادي العلمي السعودي‪.‬‬
‫كثيرة‪ ...‬اإلجابة عنها جاءت في س ��ياق حوارنا الش ��ائق‬ ‫‪ l‬رئيسة وأمينة املجلس االستشاري النسائي للتوطني‬
‫مع الدكتورة سمر السقاف‪ ،‬فإلى احلوار‪:‬‬ ‫والتوظيف مبنطقة مكة املكرمة (‪1425‬هـ)‪.‬‬
‫‪ l‬عضو في العديد من اللجان االجتماعية‪.‬‬
‫‪ l‬انتُ دب ��ت مؤخ ��ر ًا ملهم ��ة اإلش ��راف عل ��ى األطب ��اء‬
‫هن يف موقع القيادة من داء‬ ‫و�أح ِّذر َمن ّ‬ ‫السعوديني في أمريكا‪.‬‬
‫ِالكبرْ �أو الغرور الذي يقتل �صاحبه‪ ،‬واالعتقاد � ّأن‬ ‫‪ l‬لها عدة مؤلفات منفردة وباالشتراك مع غيرها‪.‬‬
‫أيديهن‪ ...‬بل عليهن االعتقاد‬
‫النجاح �صنيعة � ّ‬ ‫‪ l‬اجلوائز احلاصلة عليها‪:‬‬
‫ب� ّأن النجاح �صنعه فريق العمل بعد توفيق الله‬ ‫‪ -‬حصل مكتب العميد في فترة عمادتها على ش ��هادة‬
‫األيزو‪.‬‬
‫‪ -‬مت ترش ��يحها جلائ ��زة الش ��يخ محم ��د بن راش ��د آل‬
‫مكتوم لإلدارة العربية في فئة‪« :‬املرأة اإلدارية العربية‬
‫‪« .1‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬امل ��رأة القيادي ��ة‪ :‬ما الذي‬
‫املم َّيزة» لعام ‪2007‬م‪.‬‬
‫يؤهلها لهذا‬
‫مييز ش ��خصيتها عن غيرها؟ وما الذي ِّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬حصلت ثالث مرات على جائزة أحسن طبيب مقيم‬
‫املوقع؟‬
‫من جامعة امللك س ��عود للتفوق العلمي عن السنوات‬
‫‪ l‬أن تع ��رف أهمي ��ة العم ��ل اجلماع ��ي‪ ،‬وأن تق ��ود‬
‫(‪1412‬هـ‪1415 ،‬هـ‪1416 ،‬هـ)‪.‬‬
‫فريقه ��ا إل ��ى النجاح؛ حت ��ب لغيرها ما حتب لنفس ��ها‪،‬‬
‫تك ��ون جريئ ��ة وق ��ادرة عل ��ى اتخ ��اذ الق ��رار الصائب في‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪18‬‬
‫الوقت املناس ��ب‪ ,‬لديها روح املب ��ادرة ألنّ املبادرين يدركون ووع ��وده‪ ...‬وهناك قي ��د مهم‪ :‬أن تك ��ون أهدافه وأجندته‬
‫أهمي ��ة الفرص ويقتنصونها‪ .‬أما عن مؤهالتها‪ ،‬فينبغي متفقة مع فريق عمله‪ ،‬أما إذا كانت له أجندته اخلاصة‬
‫أن تك ��ون‪ :‬متعلمة‪ ،‬مثقفة‪ ،‬تدرك املتغيرات التي حولها‪ ،‬به فالفشل سيكون حليفه‪.‬‬
‫لديه ��ا خب ��رات في مه ��ارات االتصال وفهم الش ��خصيات‬
‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ا أب ��رز املش ��كالت‬
‫ومم‬
‫ّدتها؟ ّ‬ ‫واجهتك في املناص ��ب التي تقل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الت ��ي‬
‫حتذرين بنات جنسك في املواقع القيادية؟‬ ‫ّ‬
‫‪ l‬احلم ��د الل ��ه أنن ��ي كن � ُ�ت أج ��د احلل ��ول‬
‫للمع ِّوق ��ات والصعوب ��ات الت ��ي كان ��ت تواجهن ��ي‪،‬‬
‫فالتخطي ��ط اجليد وبناء األه ��داف بجودة عالية‬
‫يق ِّل ��ل م ��ن األخط ��اء‪ ،‬وأيض� � ًا اس ��تمرارية القياس‬
‫والتق ��ومي والتحليل جلميع املؤش ��رات واخلدمات‬
‫يعطيك ص ��ورة واضحة للوض ��ع احلالي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫املقدم ��ة‬
‫توق ��ع مؤش ��رات النج ��اح‬ ‫وأيض� � ًا يس ��هل علي � ِ�ك ُّ‬
‫للمس ��تقبل‪ .‬امله ��م أن نفهم َم ��ن حولنا ونحاول أن‬
‫نحقق املس ��اواة والع ��دل بني موظفين ��ا من ناحية‬
‫األج ��ور واملس ��تحقات والترقي ��ات‪ ،‬وأيض� � ًا نحق ��ق‬
‫للمس ��تفيدين أفض ��ل خدم ��ة يتوقعونه ��ا‪ ،‬وه ��ذه‬
‫املعادل ��ة صعبة ولكنها ليس ��ت مس ��تحيلة إن ُوجد‬
‫الت ��وكل عل ��ى الله والثق ��ة به والعزمي ��ة واإلصرار‪.‬‬
‫الك ْبر أو‬
‫هن في موقع القيادة م ��ن داء ِ‬ ‫وأح ��ذِّ ر َم ��ن ّ‬
‫الغ ��رور الذي يقتل صاحب ��ه‪ ،‬واالعتقاد أنّ النجاح‬ ‫الت ��ي تتعام ��ل معها‪ ،‬تدي ��ر الوقت بفعالي ��ة‪ ،‬وأيض ًا على‬
‫أيديهن‪ ...‬بل عليهن االعتقاد بأنّ النجاح صنعه‬ ‫ّ‬ ‫معرف ��ة بالتخطي ��ط االس ��تراتيجي ومفاهي ��م اجل ��ودة صنيعة‬
‫فريق العمل بعد توفيق الله‪.‬‬ ‫الشاملة وإدارة املشاريع‪.‬‬
‫وهناك شخصيات قيادية بطبيعتها َصقَلتها اخلبرة‬
‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف نرب ��ي البن ��ات على‬ ‫ومواق ��ف احلي ��اة املختلف ��ة‪ ،‬ولك ��ن أؤم ��ن بأهمي ��ة ربط‬
‫ومن يأخذ هذه املهمة على عاتقه؟‬ ‫القيادة؟ َ‬ ‫اخلبرة واملعرفة بالعلم املتخصص‪.‬‬
‫‪ l‬الش ��خصية القيادية‬
‫ّيك للعديد ه ��ي حصيل ��ة قي ��م ومبادئ‬ ‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬من خ�ل�ال تول ِ‬
‫من املواق ��ع القيادية‪ ،‬برأيك‪ :‬ما الذي يتطلّبه موقع ُت ��زرع ف ��ي اإلنس ��ان ويحص ��ل‬
‫القي ��ادة من صفات ش ��خصية واجتماعي ��ة ينبغي أن عليه ��ا خ�ل�ال حيات ��ه ث ��م َي ْصقله ��ا‬
‫باملعرفة واملهارات التي يكتسبها‪،‬‬ ‫تتوافر في املرأة القائدة؟‬
‫‪ l‬ال تختل ��ف صف ��ات القي ��ادة ب�ي�ن الرج ��ل وامل ��رأة؛ وأيض ًا اخلبرات والتجارب التي‬
‫القي ��ادة حتت ��اج لش ��خص مس ��ؤول يتمت ��ع باإلنس ��انية م� � ّر بها‪ .‬فاملهمة مش ��تركة‬
‫والرحم ��ة‪ ،‬لدي ��ه ذكاء اجتماع ��ي‪ ،‬وهذا عل ��م يد َّرس اآلن ب�ي�ن األس� �ـــــرة واملدرس� �ـــة‬
‫وتجُ رى له االختبارات والتدريبات الالزمة‪ .‬وعلى القائد وأيض ًا املجتمع‪ ،‬وهناك دول‬
‫أن يس ��تعمل عالقات ��ه االجتماعي ��ة ملصلحة املؤسس ��ة أو حرص ��ت على هذه املس ��ئولية‬
‫املصلح ��ة الت ��ي يقودها‪ .‬وأيض� � ًا من أهم صفات ��ه‪ :‬الكرم املش ��تركة وتبنت برامج إلعداد‬
‫واملصداقي ��ة‪ ،‬فل ��ن يتبعه أح ��د إن لم َي ْص � ُ�دق في أهدافه القادة مثل سنغافورة ودبي‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪« .5‬منبر الداعيات»‪ :‬عن ��دي إجن ��از العمل بدق ��ة وس ��رعة وحتقي ��ق األهداف‬
‫وكي ��ف ُت َع � ّ�د امل ��رأة القائ ��دة الت ��ي ُحددت من قبل؛ والقائد بأخالقه والتزامه يفرض‬
‫بش� �ــكــل عـ ��ام والــــداعــيـة احترامه على اآلخرين‪.‬‬
‫القيادية بش ��كل أخص؟‬
‫‪« .8‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ه ��ل تعتقدي ��ن أن امل ��رأة‬ ‫ومــا التــوصيــ ��ات التــي‬
‫تقدمينها للمؤسس ��ات املس ��لمة قادرة عل ��ى اجلمع بني التزامه ��ا بالضوابط‬ ‫ِّ‬
‫الشرعية وبني حتقيق النجاحات الباهرة في املوقع‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫واجلمع‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫الدعو‬
‫القيادي الذي تتواله؟‬ ‫اإلسالمية بهذا الصدد؟‬
‫‪ l‬الشرع اإلسالمي ليس عائق ًا‪ ،‬العوائق موجودة في‬ ‫‪ l‬أرج ��و أن ترك ��ز املؤسس ��ات الدعوي ��ة واجلمعي ��ات‬
‫اإلس�ل�امية عل ��ى إع ��داد أمه ��ات واعي ��ات ومثقف ��ات املفاهي ��م واملعتقدات‪ ،‬وقص ��ص التاريخ حتفل بالنس ��اء‬
‫ومس ��لحات بالدي ��ن والعل ��م‪ ،‬وأن نبني أس ��رة متماس ��كة القياديات اللواتي خضن املعارك ووقفن إلى جنب الرجل‬
‫مساندات ومستَشارات؛ فالشفاء بنت عبد الرحمن كانت‬ ‫ِ‬ ‫منفتح ��ة متس ��لحة بالعلم الش ��رعي والدني ��وي‪ ،‬وأيض ًا‬
‫احلس ��بة‪ ،‬املهم‬ ‫اخلطاب على ِ‬‫ّ‬ ‫ينصبها عمر بن‬ ‫نخطط ألكادمييات للقادة ُم َع ّدة بش ��كل علمي أول امرأة ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫آنَ لنا أن‬
‫السمات القيادية ليس فقط أن نضع اإلنس ��ان املناس ��ب في املكان املناس ��ب س ��واء كان‬ ‫مدروس لتأهيل َمن لديهم ِّ‬
‫لنَقود مؤسساتنا بل لنقود العالم‪ ،‬وأن تتخصص إلعداد رج�ل ً�ا أو امرأة‪ ،‬ونه ِّيئ البيئة ونعطي الفرص بتكافؤ؛ أي‬
‫أن حتص ��ل امل ��رأة على ف ��رص التعليم والترقي ��ة بالعدل‬ ‫قادة شرعيني أو اجتماعيني أو سياسيني أو علماء‪...‬‬
‫واملساواة مع زميلها الرجل‪.‬‬
‫هن في‬ ‫‪« .6‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬بعض النس ��اء ممن ّ‬
‫مواق ��ع قيادي ��ة يرفض ��ن تدري ��ب غيره ��ن خوف ًا من‬
‫أماكنهن‪ :‬فما النصيحة‬ ‫ّ‬ ‫التفوق عليهن أو «احت�ل�ال»‬
‫�آ َن لنا �أن نخ ِّطط لأكادمييات للقادة ُم َع ّدة‬ ‫التي تتوجهني بها إليهن؟‬
‫ال�سمات‬ ‫ب�شكل علمي مدرو�س لت�أهيل َمن لديهم ِّ‬ ‫‪ l‬زكاة العلم نش ��ره‪ ..‬إذا وعينا جميع ًا أنّ العلم يجب‬
‫القيادية لي�س فقط لنَقود م�ؤ�س�ساتنا بل لنقود‬ ‫أن ُينش ��ر وأن التدريب هو أداة من أدوات نش ��ر العلم فال‬
‫العامل‪.‬‬ ‫يج ��وز ألح ��د أن يكت ��م علم� � ًا علّمه الل ��ه إ ّي ��اه‪ ،‬واملناصب‬
‫واألماك ��ن ليس ��ت حكر ًا على أحد‪ ،‬فكم ��ا جاءني املنصب‬
‫تعم الفائدة واخلبرة األمة كلها‪،‬‬ ‫سيأتي لغيري‪ ،‬املهم أن ّ‬
‫بل اإلنسانية جمعاء ألن ديننا دين اإلنسانية‪.‬‬
‫‪« .9‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف جتم ��ع امل ��رأة ب�ي�ن‬
‫‪« .7‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ن خ�ل�ال جتربتك‪ :‬هل واجباته ��ا جتاه أس ��رتها وب�ي�ن واجباته ��ا الوظيفية؟‬
‫تفوق املرأة عليه؟ وما سياس ��تك وه ��ل تنصح�ي�ن امل ��رأة ‪ -‬ذات األطف ��ال ف ��ي مرحل ��ة‬ ‫يخش ��ى الرجل م ��ن ُّ‬
‫التربي ��ة وبناء الش ��خصية ‪ -‬أن تقتحم س ��وق العمل‬ ‫في التعامل مع هذا األمر؟‬
‫‪ l‬املسألة باعتقادي مسألة عادات وتقاليد‪ ،‬لم يتع ّود وتتقلد املناصب؟‬
‫‪ l‬بع ��د توفيق م ��ن الل ��ه وتنظيم للوق ��ت واألولويات‬ ‫الرج ��ل م ��ن املرأة أن تكون رئيس ��ته‪ ،‬وتع� � ّود من صغره أن‬
‫�دي أطفال َع َل ّي‬ ‫�ك له عن املرأة نس ��تطيع حتقيق ذلك؛ فمث ًال لو كان ل � ّ‬ ‫امل ��رأة ف ��ي خدمته‪ ،‬ول ��م ي َر أو رمبا لم ُي ْح � َ‬
‫أن أجع ��ل أولويات ��ي بيت ��ي وعمل ��ي‪ ،‬ومعن ��ى ذل ��ك أنن ��ي‬ ‫اإلنسانة واملرأة احلكيمة‪.‬‬
‫بكل صراحة‪ :‬كان االحترام املتبادل يس ��ود بيني وبني س ��أتغيب عن كثير من املناس ��بات وااللتزام ��ات العائلية‬
‫تعاملت معهم‪ ،‬وإذا ما جت ��اوز أحدهم حدود أو االجتماعي ��ة إلى أن يكب ��ر أوالدي‪ .‬إذا كانت لدى املرأة‬ ‫ُ‬ ‫جمي ��ع َم ��ن‬
‫اللياقة واألدب أجلأ دائم ًا لرئيس ��ه املباش ��ر‪ ،‬وفي الغالب الق ��درة على ذلك فما املانع أن تخوض التجربة وخاصة‬
‫ولدي قدرة على التس ��امح‪ ،‬املهم إذا وجدت زوج ًا داعم ًا لها؟‬ ‫ّ‬ ‫أتغاضى ع ��ن الهفوات‪،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪20‬‬
‫واإلب ��داع يحت ��اج إل ��ى بيئ ��ة غني ��ة باحلري ��ة الفكري ��ة‪،‬‬
‫باإلضافة لتأهيل املع ِّلمني الكتشاف وتبنّي املبدعني‪.‬‬

‫‪« .13‬منب ��ر الداعي ��ات»‪َ :‬ك ُث ��ر التركيز ف ��ي العالم‬
‫العربي على تنظيم الدورات التدريبية في مختلف‬
‫ميادي ��ن التنمي ��ة البش ��رية‪ :‬باعتق ��ادك‪ ،‬م ��ا نس ��بة‬
‫االستفادة العملية التي حتققها هذه الدورات؟‬
‫‪ l‬تأخرن ��ا كثي ��ر ًا بإمياننا بأهمية التنمية البش ��رية‪،‬‬
‫توج ��ه إال لبن ��اء‬
‫حت ��ى إن صدقاتن ��ا وأعم ��ال اخلي ��ر ال َّ‬
‫وحف ��ر اآلب ��ار ومعون ��ة الفق ��راء‪ ،‬م ��ع العلم أنّ‬
‫املس ��اجد َ‬
‫تنمي ��ة اإلنس ��ان وقدرات ��ه املهاري ��ة والفكرية عل ��ى درجة‬
‫كبي ��رة من األهمية ألن اإلنس ��ان مك ّرم من عند الرحمن‬
‫وهو مسؤول عن عمارة األرض‪ ،‬ولكي نحقق ذلك نحتاج‬
‫لتنميته وبنائه بشكل ينافس األمم‪.‬‬

‫‪« .14‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬نصيح ��ة تقدمينه ��ا‬


‫للقيادات النسائية اإلسالمية في العالم العربي‪.‬‬
‫‪« .10‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ه ��ل املجتم ��ع يحت ��اج‬
‫‪ l‬أن جنع ��ل كل عمل نقوم به خالص ًا لوجه الله‪ ،‬وأن‬ ‫حقيق � ً�ة للم ��رأة القيادي ��ة؟ ث ��م أليس م ��ن َ‬
‫األ ْولى أن‬
‫نؤم ��ن ب ��أنّ التوفيق والنجاح بيده س ��بحانه وتعالى‪ ،‬وأن‬
‫نركز على إعداد «األم القيادية» داخل أسرتها؟‬
‫نُثب ��ت أن دينن ��ا عظيم ونؤم ��ن بأنه لوال توفي ��ق الله ثم‬
‫نركز على األم واألسرة‪ ،‬ولكن ال‬‫ذكرت أننا يجب أن ِّ‬‫ُ‬ ‫‪l‬‬
‫دعم ُأسرنا ملا وصلنا إلى ما وصلنا إليه‪ ،‬ونتسلح بديننا‬
‫أجد ما مينع املرأة من تولّي املناصب القيادية ألنها كفؤ‬
‫ثم بعلمنا‪ ،‬ونر ّبي أجيا ًال لتقود العالم مستقب ًال كما كان‬
‫لها وليس فقط ألنها امرأة‪.‬‬
‫املسلمون األوائل‪.‬‬
‫]]]‬ ‫‪« .11‬منبر الداعيات»‪ :‬كيف يس ��تطيع القائد أن‬
‫ختام ًا‪ ،‬نش ��كر القيادية د‪ .‬س ��مر الس ��قاف على ما‬ ‫ويسع ْون‬
‫َ‬ ‫جيال من القادة يكملون عنه املسيرة‬ ‫ً‬ ‫يخرج‬‫ّ‬
‫أفادت به من خبرتها في هذا املجال‪ ،‬ونس ��أل الله تعالى‬ ‫إلى املزيد من التطوير؟‬
‫لنس ��اء ه ��ذه األم ��ة ُح ْس ��نَ‬ ‫‪ l‬بالتطوير والتدريب املستمر‪ ،‬ومبتابعتهم وتزويدهم‬
‫التدبيرـ ووضــــع األمـــور في‬ ‫باملش ��ورة واخلب ��رة باس ��تمرار حت ��ى ل ��و ت ��رك امل ��كان أو‬
‫كن‪،‬‬‫أي املواق ��ع ّ‬ ‫مواضعه ��ا ف ��ي ِّ‬
‫ِ‬ ‫املنصب‪.‬‬
‫أفهامهن أن التربية‬
‫ّ‬ ‫عن‬ ‫يغيب‬ ‫ال‬ ‫وأن‬
‫الت ��ي ُين َِّش ��ئن عليه ��ا أبناءه ��ن‬ ‫‪« .12‬منبر الداعي ��ات»‪ :‬ما العوامل التي ترفع من‬
‫ذكور ًا وإناث ًا عليها املع ّول ‪ -‬بعد‬ ‫إنتاجي ��ة الف ��رد وتنقل ��ه من خان ��ة املق ِّلد إل ��ى خانة‬
‫توفي ��ق الله ‪ -‬ف ��ي صناعة‬ ‫املبدع؟‬
‫جي ��ل رجاله ونس ��اؤه قادة‪،‬‬ ‫‪ l‬اإلحس ��ان ف ��ي العم ��ل؛ أي اإلتق ��ان‪ ،‬فكثي ��رة ه ��ي‬
‫كل بحس ��ب ما خلقه الله له‬ ‫ٌّ‬ ‫امل ��رات الت ��ي ذكر الق ��رآن فيها ح ��ب الله تعال ��ى ومع ّيته‬
‫وباخت�ل�اف الواجبات املنوطة‬ ‫يحب احملسنني}‪ ،‬كما أنّ الرسول‬ ‫للمحس ��نني‪ ..{ :‬والله ُّ‬
‫به‪l‬‬ ‫[ بينّ أنّ اإلتقان في العمل مما يحبه الله تعالى فقال‬
‫[‪« :‬إنّ الل ��ه يح � ُّ�ب إذا َع ِم � َ�ل أحدك ��م عم�ل ً�ا أن ُيتقن ��ه»‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫مع ال�شعر‬
‫ُ‬
‫جائزة ال�سماء‬ ‫ُ‬
‫العيد‬
‫الصديق‬
‫ّ‬ ‫نظم‪ :‬الشاعر أحمد محمد‬
‫قطر ‪ -‬الدوحة‬
‫ـنــــني‬
‫يزهــــو بعـيــ ��د املـــؤم ْ‬ ‫�اح ا ُمل ْس � ْ‬
‫�تبني‬ ‫الصب � ُ‬
‫ُه� � َوذا َّ‬
‫ـــن‬ ‫ــــ َعتُ ـــ ��هُ َت ُس� � ُّـــر النّاظري ْ‬ ‫َض‪ ..‬طلَْ‬ ‫عاع الغ ُّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُه َوذا ُّ‬
‫رين‬ ‫ـدح بال َبش � ِ�ائر في ال َع ْ‬ ‫ُ‬ ‫التكبير‪َ ...‬ي ْصـ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وي َجل ِْج ��ل‬ ‫ُ‬
‫�عني‬
‫اخلاش � ْ‬ ‫ِ‬ ‫خَ ْط� � َو َر ْك � ُ�ب‬ ‫وإلى ا ُمل َصلّى َي ْس� �ت َِح ُّث الـ‬
‫لني‬‫َم َر ٍح‪ ..‬وفي خَ فْ ٍض‪َ ..‬و ْ‬ ‫والصـِّ ْبـ َيــ � ُ�ة األغــ ��را ُر فــ ��ي‬
‫�ن‬ ‫الطليق � ِ�ة‪ ..‬آمن�ي ْ‬ ‫في � ِ�ر ّ‬ ‫كأس� �ـــراب ال َعـصــا‬ ‫طاــروا ْ‬
‫ـــن‬ ‫ــــاهري ْ‬ ‫لأل ْبريـــــــ ��اءِ ّ‬
‫الط ِ‬ ‫و ُتـصـفــِّ ��قُ ال ُّـدنـيـــا ِرضــــ ًا‬
‫ِّئني‬
‫الصحا ِـب ُم َهن ْ‬ ‫شَ � ْ�م ُل ِّ‬ ‫وعلـــ ��ى ال َـمحـ ّبـ � ِ�ة َيلْتقــي‬
‫]]]‬

‫ءِ وم ِـنـْحــــ َ� ٌ�ة ِللـ ْ ُمـ ّتقـــــ�ي ْ‬


‫�ن‬ ‫الس� �ـــما‬ ‫الـعــيـــ � ُ�د جائــــ َز ُة َّ‬
‫�ن‬‫�ن القائمــــ�ي ْ‬ ‫للصائمـــــ�ي َ‬ ‫�وم الهنـــ ��اءِ ‪َ ..‬و ِغ ْب َطـ � ٌ�ة‬
‫يــــ � ُ‬
‫تني‬
‫العب ��ا َد ِة ُم ْخ ِب ْ‬ ‫توا ف ��ي ِ‬ ‫�مائ ُل ُه ْم‪ ..‬فب ��ا‬ ‫طا َب � ْ�ت شَ � ِ‬
‫ْحم � ِ�ن‪ ..‬ف ��ي ُد ْني ��ا َودي � ْ�ن‬ ‫يتنا َفس ��و َن بطاع � ِ�ة ال � َّ�ر‬
‫]]]‬

‫لني‬
‫الوج ��وه‪ُ ..‬م َح َّج ْ‬ ‫ُغ � َّ�ر ُ‬ ‫إخوت ��ي‪ ..‬طوب ��ى َل ُك ْم‬ ‫ي ��ا ْ‬
‫�ن‬ ‫جلب�ي ْ‬ ‫َيكْ س ��و املحُ َّي ��ا وا َ‬ ‫الهدا َي � ِ�ة‪ ...‬نو ُرها‬ ‫�مس ِ‬ ‫ش� ُ‬
‫�ن‬ ‫زاده ��ا ن ��و ُر ال َيق�ي ْ‬ ‫ٌب‪ُ ..‬‬ ‫جاع � ْ�ت ُقلو‬ ‫ُج ْعتُ � ْ�م‪ ..‬وما َ‬
‫الظـــــامـئــــــيـ � ْ�ن‬ ‫َد ْو ِس ِر ُّي ّ‬ ‫الف ْر‬‫وهناك في ِ‬ ‫وظ ِم ْئتُ ْم‪ُ ..‬‬ ‫َ‬
‫طني‬
‫راب ْ‬ ‫احلص � ِ�ار ُم ِ‬ ‫ْف ِ‬ ‫خل َ‬ ‫هـــــــــ�ل ّ�ا رأَ ْيتُ ـــــــ � ْ�م إخـــــــــ َو ًة‬
‫�ن‬ ‫�رام ُمح ِّلقـــ�ي ْ‬
‫ئكــ � ِ�ة الكـــ ِ � ِ‬ ‫اجلب � ِ�اه‪ ..‬م ��ع امل�ل�ا‬ ‫ُش � َّ�م ِ‬
‫الكافرين‬
‫ْ‬ ‫�ظ‬ ‫ُأ ْخ ��رى َتغي � ُ‬ ‫ِللـعــيــــ � ِ�د فـيـهــ � ْ�م َنــكْ َهـــ � ٌ�ة‬
‫�وه ا ُمل ْعتَدي � ْ�ن‬ ‫ـ� � َدة ف ��ي ُوج � ِ‬ ‫َو َقفــــوا ُجنــــ ��ود ًا للعــَقيــــ‬
‫�ن‬ ‫ِن ْع� � َم ا ُمل َه ْي ِمـــ ��نُ وا ُملعـــ�ي ْ‬ ‫هوره � ْ�م‬ ‫�ف ُظ ِ‬ ‫والل ��هُ خَ ْل � َ‬
‫ُّـب‪ ..‬وع� � ّز ُة «ال َفتْح» ا ُمل ْ‬
‫بني‬ ‫�ات « َبـــ � ْ�د ٍر» إ ْذ ُت َهــ� �ـ‬ ‫َن َفحــــــ � ُ‬
‫�ن‬ ‫وع ْزم� � ًا ال َيل�ي ْ‬ ‫ُروح� � ًا‪َ ..‬‬ ‫مد ُه ��م‬ ‫َت ْس ��ري به � ْ�م‪َ ..‬فتُ ُّ‬
‫]]]‬

‫�ن‬
‫رب العامل�ي ْ‬
‫ـ َه � ُ�د عن� � َد ِّ‬ ‫الصيام غد ًا َس َيش� �ـ‬ ‫�هر ِّ‬
‫ش� ُ‬
‫�ن‬
‫العامل�ي ْ‬
‫ِ‬ ‫أج � ُ�ر‬
‫ي ��ا ِن ْع� � َم ْ‬ ‫�ادق‪:‬‬ ‫ويقــ � ُ‬
‫�ول َق ْو َلــــ� � َة صـــ � ٍ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪22‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬

‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬


‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪)0110174520‬‬
‫(يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫كنوز تربوية‬

‫رباط العقيدة َأ ْولى بالرعاية‬


‫بقلم‪ :‬محمد عادل فارس‬
‫عمان‬
‫األردن ‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫فكي ��ف إذا انض � ّ�م إلى هذه القاعدة قاع ��دة أخرى أو‬ ‫بنص كتاب الله ع ّز وجلّ ‪ ،‬وهذه قاعدة‬ ‫امل�ؤمنون إخوة ّ‬
‫اكثر تؤكّد العمل مبقتضى األخ ّوة؟ قال تعالى‪:‬‬ ‫ً‬
‫إميان ّي ��ة يجب اإلقرار بها أوال والعمل مبقتضاها ثاني ًا‪.‬‬
‫َات َب ْع ُض ُه ْم أَ ْو ِل َي ُاء َب ْع ٍض َي ْأ ُم ُرونَ‬
‫{ َوالمْ ُؤ ِْم ُن ��ونَ َوالمْ ُؤ ِْمن ُ‬ ‫ثم ل ��م يكن تعامله مع غيره‬ ‫فمن أق ّر بها من املس ��لمني ّ‬
‫وف َو َي ْن َه� � ْو َن َع ِن المْ ُن َك ِر)} (التوب ��ة‪ .)71 :‬فهي إذن‬ ‫ِبالمْ َ ْع � ُ�ر ِ‬ ‫إما أنّ‬ ‫م ��ن املؤمنني منس ��جم ًا معها فه ��و أحد رجل�ي�ن‪ّ :‬‬
‫معاضدة ومؤازرة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُأخ ّوة تستدعي والية ونُصرة‪ ،‬وتتطلّب‬ ‫إميانه بها غير عميق‪ ،‬وأنّها لم تأخذ أبعادها في نفسه‪،‬‬
‫وتعاون ًا على اخلير‪ ،‬مصداق قوله تعالى‪َ { :‬و َت َعا َونُوا َع َلى‬ ‫أو أنّ معناه ��ا غي ��ر واضح لديه‪ ،‬وأنّ كثي ��ر ًا من جوانبها‬
‫ال ِْب� � ِّر َوالت َّْق َوى} (املائدة‪ .)2:‬وهذه أيض ًا قاعدة كبرى من‬ ‫غامض عنده‪.‬‬
‫قواعد ديننا العظيم‪.‬‬ ‫حال فإنّ على هذا املسلم أن يراجع نفسه‪،‬‬ ‫وعلى كلّ ٍ‬
‫لك ��ن قد ُيز ّي ��ن الش ��يطان لبعض املس ��لمني النُّ فرة‬ ‫وأن يق ��ف طوي�ل ً�ا أم ��ام ه ��ذا اخلط ��اب اإلله � ّ�ي قاص ��د ًا‬
‫بح ّجة املخالفة في الرأي‪،‬‬ ‫عن إخوانهم واالبتعاد عنهم ُ‬ ‫استيعابه ومتثّله في حياته‪.‬‬
‫وهذا مدخل خطير للشيطان‪ ،‬يف ّرق به املؤمنني‪ ،‬و َي ُحول‬ ‫�لم‪ ،‬رض ��ي بالل ��ه تعال ��ى ر ّب� � ًا‬‫وكي ��ف ُيق َب ��ل م ��ن مس � ٍ‬
‫دون تعاونهم ودون اجتماع كلمتهم‪.‬‬ ‫وباإلسالم دين ًا وبس ّيدنا محمد [ نب ّيا ورسو ًال‪ ،‬أن َيغْ فُ ل‬
‫واحلقّ أنّ اختالف الرأي ال يجوز أن ُيفس ��د الو ّد وال‬ ‫ع ��ن ه ��ذه القاع ��دة العظيمة الت ��ي ال يقوم للمس ��لمني‬
‫ينسف القواعد‪ .‬ولقد اختلف أصحاب س ّيدنا محمد‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫قوي‪ ،‬بدونها؟!‬ ‫مجتمع سليم‪ ،‬وال كيان ّ‬ ‫ٌ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪32‬‬
‫[‪ ،‬فلم يقاطع أحدهم اآلخر‪،‬‬
‫ول ��م ينت ��ج ع ��ن اخل�ل�اف ف ��ي‬
‫الرأي خصومة‪.‬‬
‫ثم كيف تس ��تطيع أن تؤكّد‬ ‫ّ‬
‫أنّ رأي ��ك هو الص ��واب وأنّ رأي‬
‫غي ��رك م ��ن املس ��لمني خط ��أ؟‬
‫ألي ��س م ��ن املمك ��ن أن يك ��ون‬
‫العكس هو الصحيح؟‬
‫ث � ّ�م إنّ بع ��ض تغاي � ُ�ر اآلراء‬
‫واختالفه ��ا ب�ي�ن املس ��لمني‬
‫والعامل�ي�ن ف ��ي احلق ��ل‬
‫اإلسالمي في أ ّيامنا هو بسبب‬ ‫ّ‬
‫االجته ��ادات السياس� � ّية ف ��ي‬
‫صع ��ب أن جت� � َد فيها‬ ‫قضاي ��ا َي ُ‬
‫آي ��ة أو حديث� � ًا‪ ،‬ب ��ل يصع ��ب أن‬
‫جتد فيه ��ا رأي ًا فقه ّي� � ًا واضح ًا‬
‫وأقوال كثير حتكم بكفره بسبب رأي من اآلراء‪ ،‬فاألسلم‬
‫عند علمائنا األقدم�ي�ن رحمهم الله تعالى‪ .‬ومعنى هذا‬
‫أن نأخذ بالقول الذي ال يحكم بالكفر‪.‬‬ ‫أنّ مجال الرأي فيها واس ��ع‪ ،‬ول � ِّ‬
‫�كل مجتهد نصيب‪ .‬فهل‬
‫تستبد بهم احلماسة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مما يفعله بعض َمن‬ ‫فأين هذا ّ‬ ‫ملسلم أن يبتع َد عن غيره من املسلمني؟ وهل يسوغ‬ ‫ٍ‬ ‫يسوغ‬
‫فيس ��رعون ف ��ي تكفير‬ ‫ويس ��تخفّ هم االنفع ��ال واجله ��ل‪ُ ،‬‬ ‫�امي أن تقاطع جماعة‬
‫جلماع ��ة تعمل في احلقل اإلس�ل ّ‬
‫املسلمني ورجال الفكر والدعوة‪ ،‬بحجج هي أَ ْوهى وأَ ْوهن‬
‫أخ ��رى ألنّها تخالفها ال ��رأي في قض ّية اجتهد كلّ طرف‬
‫م ��ن بي ��ت العنكب ��وت‪ ،‬لو كان ��وا يعلم ��ون‪ ،‬فيف ّرق ��ون بني‬
‫فيها مبتغي ًا مصلحة املسلمني فأ ّداه اجتهاده إلى غير ما‬
‫املسلمني‪ ،‬ويزرعون العداوة والبغضاء في وقت نحن أح َوج‬
‫وصلت إليه اجلماعة األخرى أو املسلم اآلخر؟!‬
‫ص الصفوف؟‬ ‫ما نكون فيه إلى اللقاء والتعاون و َر ّ‬
‫إنّ على اجلماعات اإلسالم ّية في هذه األ ّيام الصعبة‬
‫أن تلتق ��ي وتتع ��اون؛ فه ��ؤالء أعداؤنا ق ��د اجتمعوا على‬ ‫�شك �أن احل��وار الهادئ املن�ضبط ب�آداب الإ�سالم هو‬ ‫ال ّ‬
‫تداع� � ْوا علين ��ا كم ��ا تداع ��ى َ‬
‫األ َك َلة إلى‬ ‫الباط ��ل بع ��د أن َ‬ ‫�سبي��ل عظي��م �إىل اللقاء‪ .‬و َم�� ْن �أَ ْوىل م��ن اجلماعات‬
‫القصع ��ة‪ ،‬فكي ��ف نواج ��ه ه ��ذا الس ��يل اجل ��ارف األهوج‬
‫الإ�سالم ّية باحلوار املثمر؟!‬
‫متفرقني مشتّتني؟!‬
‫�ك أن احلوار الهادئ املنضبط بآداب اإلس�ل�ام‬ ‫وال ش � ّ‬
‫وم ْن أَ ْول ��ى من اجلماعات‬ ‫هو س ��بيل عظيم إل ��ى اللقاء‪َ .‬‬ ‫وكيف يقع املسلمون أو اجلماعات اإلسالم ّية في هذا‬
‫اإلس�ل�ام ّية باحل ��وار املثم ��ر؟! فلقد حاور الرس � ُ�ل الكرام‬ ‫امل َ َط ّب أو في هذه ُ‬
‫احلفرة‪ ،‬ونحن نعيش في عصر احلوار‬
‫ووضحوا‬ ‫الناس أصدقاء وأعداء‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وعلى رأسهم رسولنا [‬
‫وتعدد اآلراء؟‬
‫ُّ‬
‫أثر ط ّي ٌب‬
‫لهم احلقّ ‪ ،‬وأجابوا على أس ��ئلتهم‪ ،‬وكان لذلك ٌ‬ ‫وأخط ��ر م ��ا ميك ��ن أن يحدث ه ��و إخ ��راج املؤمن عن‬
‫في الناس‪ ،‬وفي انتشار دعواتهم واإلميان بهم‪.‬‬
‫إميان ��ه ووضع ��ه في دائرة الكفر بس ��بب اخت�ل�اف الرأي‪.‬‬
‫وق ��د ُت ْلق ��ي كلّ جماعة اللوم على غيره ��ا‪ ،‬وترى أنّها‬
‫وهذا األمر اخلطير يقع فيه بعض املس ��لمني ناس�ي�ن أو‬
‫س ��بب ال ُبعد‪ ،‬وع ��دم اللقاء‪ ،‬وأنّ اآلخر ه ��و الذي يرفض‬
‫جاهل�ي�ن معنى حديث رس ��ول الل ��ه [‪« :‬إذا قال املس ��لم‬
‫احل ��وار أو يرفض التعاون‪ ،‬ولك ��ن هل ُتنجي هذه ُ‬
‫احل ّجة‬
‫ألخي ��ه يا كاف ��ر فقد با َء بها أحدهما»‪ .‬ولقد ق ّرر س ��لفُ نا‬
‫صاحبه ��ا عند الله تعالى يوم القيامة يوم ُيجمع الناس‬
‫رضي الله عنهم أنّه إذا كان هناك قول بإسالم إنسان ما‪،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫كنوز تربوية‬
‫جوانب ��ه‪ ،‬ما دام ال ينكر اجلوانب األخرى‪ ،‬وال ُيعادي من‬
‫كلمة إلى املس ��لمني جميع ًا يدعوهم‬ ‫يعم ��ل فيه ��ا‪ .‬و َو َّجه ً‬
‫فيه ��ا إل ��ى أن يتعاون ��وا عل ��ى م ��ا اتفق ��وا علي ��ه؛ و َي ْع ��ذُ ر‬
‫�شخ���ص ما من‬
‫ٌ‬ ‫بل��غ الأم��ر ببع�ض امل�سلم�ين �أن يكون‬
‫بعضه ��م بعض ًا فيما اختلفوا فيه‪ .‬ومعنى هذا أنّ نبحث‬ ‫جماعة �أو حزب بعيد عن الإ�سالم �أقرب �إليه من بع�ض‬
‫عن القواسم املشتركة‪ ،‬وعن مؤ ّيدات اللقاء‪ ،‬ال أن نبحث‬ ‫امل�سلمني‪� ،‬أو كثري من امل�سلمني‪.‬‬
‫والشقاق‪.‬‬‫عن أسباب اخلالف ِّ‬
‫وال ري ��ب أنّه ال ب � ّ�د من وجود االختالف‪ ،‬وه ��و ُي َعا َلج‬ ‫احل ّجة صاحبها في‬ ‫لي ��وم ال ري ��ب فيه؟! هل ُتنجي ه ��ذه ُ‬
‫‪ -‬كم ��ا َم ّر ‪ -‬باحل ��وار‪ ،‬في لقاءات إس�ل�ام ّية أخو ّية تق ّرب‬ ‫ه ��ذه األ ّي ��ام الت ��ي يأخذنا فيه ��ا األع ��داء مجموعة بعد‬
‫وجهات النظر‪ ،‬وتزيد أسباب املو ّدة والتعاون‪.‬‬ ‫أخ ��رى‪ ،‬وكلّ فري ��ق ينظ ��ر ويش ��اهد م ��ن غي ��ر أن يح ّرك‬
‫وأخير ًا فلنتذكر أننا مسلمون‪ ،‬وأن رسولنا [ يقول‪:‬‬ ‫س ��اكن ًا‪ ،‬أو يفكّ ��ر ف ��ي جم ��ع املس ��لمني وتوحيده ��م أمام‬
‫وتراح ِمهم كمثل اجلس ��د‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫«مث ��ل املؤمن�ي�ن ف ��ي توا ّده ��م‬
‫َ‬ ‫الهجمات الشرسة الظاملة على اإلسالم؟!‬
‫باحل ّمى‬ ‫عضو تداعى له س ��ائر اجلس ��د ُ‬ ‫ٌ‬ ‫إذا اش ��تكى منه‬ ‫�وم يعيش ��ون ف ��ي‬ ‫إنّ ح ��ال املس ��لمني الي ��وم كح ��ال ق � ٍ‬
‫والس ��هر»‪ ،‬ويق ��ول [‪« :‬املؤم ��ن للمؤم ��ن كالبنيان يش � ّ�د‬ ‫بيت أح ��اط به األعداء‪ ،‬وراحوا يحف ��رون حوله ليزرعوا‬
‫بعضه بعض ًا»‪l‬‬ ‫املتفج ��رات وينس ��فوه مبن في ��ه‪ .‬وأهل البي ��ت مختلفون‬
‫متداب ��رون ال يرض ��ى أحدهم أن يك ّل ��م اآلخر!! وما‬
‫�كل منه ��م رأي� � ًا ف ��ي الل ��ون ال ��ذي يو ّد‬ ‫ذاك إ ّال ألنّ ل � ٍّ‬
‫أن يصب ��غ ب ��ه اجلدران‪ ،‬ونس ��ي كل منه ��م أن جدران‬
‫البي ��ت س ��وف تتطاير بع ��د قليل إن ل ��م ينزعوا عن‬
‫هذا املوقف السخيف!!‬
‫شخص‬ ‫ٌ‬ ‫ولقد بلغ األمر ببعض املسلمني أن يكون‬
‫ما من جماعة أو حزب بعيد عن اإلسالم أقرب إليه‬
‫من بعض املسلمني‪ ،‬أو كثير من املسلمني‪.‬‬
‫وبتن ��ا ن ��رى جماع ��ة إس�ل�ام ّية تقي ��م عالق ��ات‬
‫علماني وتأب ��ى أن تقيم عالقة‬ ‫ّ‬ ‫�زب‬
‫واتفاق ��ات مع ح � ٍ‬
‫وضع يقبله عقل س ��ليم‪ ،‬أو‬ ‫ٌ‬ ‫مع املس ��لمني‪ .‬فهل هذا‬
‫إنسان يفهم دينه الفَهم الصحيح القومي؟!‬
‫بحال من األحوال أن يكون أحد ما‬ ‫ٍ‬ ‫يصح‬
‫ّ‬ ‫إنّه ال‬
‫إسالمي‬
‫ّ‬ ‫من جماعة غير إس�ل�ام ّية أو من حزب غير‬
‫إسالمي أو من‬
‫ّ‬ ‫�ان‬
‫أقرب إلينا وإلى نفوس ��نا من إنس � ٍ‬
‫جماعة إسالم ّية مهما كانت الذرائع واألسباب‪.‬‬
‫وعلى اجلماعة اإلس�ل�امية األكثر وعي ًا‪ ،‬واألكثر‬
‫العام ��ة‪ ،‬أن تك ��ون ه ��ي األ ّم‬
‫ّ‬ ‫حرص� � ًا عل ��ى املصلح ��ة‬
‫احلقيق ّية‪ ،‬فتح � ّ�ث اخلطى على هذا الدرب‪ ،‬وتدأب‬
‫في جمع املس ��لمني وتوحيده ��م‪ .‬ولقد وضع اإلمام‬
‫الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى مبادئ اللقاء‪،‬‬
‫وأمر إخوانه أن يتعاونوا مع كلّ من يعمل لإلسالم‪،‬‬
‫ول ��و كان عم ُل ��ه مقتص ��ر ًا عل ��ى جان � ٍ�ب واح ��د م ��ن‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪34‬‬
‫دوحة األسرة‬
‫لست منهم!‬
‫َ‬ ‫زهور وأشواك ‪:‬‬
‫األزواج احملترمون‪ :‬لم يفقد الذاكرة‪ ...‬لكنه‬

‫قـــــلـــــــب أم‪ :‬تاج َ‬


‫الوقار‬

‫املِ زاج والطعام‬ ‫احلياة الصحية‪:‬‬


‫املطبخ الصحي‪ :‬طبق الكواج‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫زهور و�أ�شواك‬

‫ل�ست ِم ْنهُم!!‬
‫َ‬
‫بقلم‪ :‬أسماء عبد الرحمن الباني‬
‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬أبها‬
‫التقت رؤى بصديقتها ‪ -‬منذ أيام الدراسة اجلامعية‬
‫‪ -‬هيف ��اء‪ ..‬وبع ��د تب ��ادل الس�ل�ام والقُ ُب�ل�ات جلس ��تا‬
‫تتجاذب ��ان أطراف احلديث؛ فأخبرتها هيفاء أن زوجها‬
‫التق ��ى بهش ��ام زوج رؤى و ُأعج ��ب ب ��ه وبدماث ��ة أخالق ��ه‬
‫وقالت‪ :‬إنّ لطف امل َ ْعشر أصبح عملة نادرة في هذه األيام‬
‫يا رؤى‪ ..‬أهنئك من قلبي على هذا الزوج‪ .‬وحانت منها‬
‫التفات ��ة إلى عينيه ��ا فوجدتها تطفر بالدم ��وع‪ُ ..‬ذهلت‬
‫هيف ��اء وهي ت ��رى صديقتها الرقيق ��ة تبكي في صمت‬
‫وحتاول إخفاء ُّ‬
‫تأثرها‪...‬‬
‫إل ��ى رس ��ول الل ��ه [‪ ،‬فاجت ��ه إليها ففوجئ مب ��ن مينعه‬ ‫دمث لطيف املعش ��ر َح َسن‬ ‫كانت رؤى تعاني من زوج ٍ‬
‫ويج� � ّره بعي ��د ًا ويقول له‪« :‬لس ��تَ منهم‪ ..‬لس ��تَ منهم‪..‬‬ ‫اخل ُلق مع الناس‪ ..‬ولكنه في بيته س ��ليط اللس ��ان‪ ..‬وال‬ ‫ُ‬
‫وصح ��ا م ��ن نومه وصدى ذل ��ك الصوت‬ ‫لس ��تَ منه ��م»‪َ ..‬‬ ‫يدخر وس ��ع ًا في اإليذاء النفسي بالتحقير واالنتقاص‬ ‫ّ‬
‫يتردد في َس � ْ�معه‪ ..‬وقلبه يكاد ينخلع من ش ��دة الهلع‪..‬‬ ‫من زوجته رؤى ألنها تلتزم الصمت وال تر ّد له الشتائم‬
‫اس ��تبد بهش ��ام القل ��ق‪ ..‬وفي صب ��اح اليوم التال ��ي أص ّر‬ ‫مبثلها‪..‬‬
‫‪ -‬قب ��ل الذه ��اب إلى عمل ��ه ‪ -‬أن مير على ش ��يخ معروف‬ ‫وكان هشام لألسف متدين ًا‪ ،‬ولكن باملفهوم الناقص‬
‫ليفس ��ر ل ��ه احللم‪ ..‬فق ��ال له كلمة‬
‫ِّ‬ ‫بالتق ��وى والص�ل�اح‬ ‫للدي ��ن؛ ال ��ذي ي ��رى الدي ��ن ص�ل�اة وصيام� � ًا فق ��ط‪ ،‬ال‬
‫ً‬
‫واح ��دة‪ :‬يقول نبي ��ك [‪« :‬أقربكم مني مجلس� �ا يوم‬ ‫باملفهوم الصحيح للدين أنه أس ��لوب حياة كامل يش ��مل‬
‫القيامة أحاس ��نكم أخالق� � ًا»‪ ..‬وهذا يعني أن زوجتك‬ ‫األخالق واملعامالت واحلياة بأسرها‪...‬‬
‫حتس ��ن‬
‫م ��ن هؤالء‪ ..‬أما أن ��ت‪ ...‬فأنت على خطر إن لم ِّ‬ ‫ُذهل ��ت هيف ��اء من ه ��ذا التناقض الص ��ارخ في زوج‬
‫ُخ ُلقك معها‪ ..‬فوجئ هش ��ام من معرفة الش ��يخ بحاله‬ ‫رؤى‪ ،‬ولكنه ��ا قال ��ت‪ :‬علي ��ك بهذه الدع ��وة‪« :‬اللهم اهده‬
‫مع زوجته‪ ..‬ولكنه عزم على األخذ بالنصيحة‪.‬‬ ‫ألحس ��ن األخ�ل�اق فإن ��ه ال يه ��دي ألحس ��نها إال أن ��ت‪،‬‬
‫إليك يا هشام‪ ..‬وإلى كل هشام مع زوجته‪...‬‬ ‫واصرف عنه سيئها فإنه ال يصرف عنه سيئها إال أنت»‪..‬‬
‫يقول خبراء احلياة الزوجية‪:‬‬ ‫فإنها دعوة النبي [‪...‬‬
‫ الكلمة الس ��يئة س ��هم مس ��موم يظل ُس � ُّ�مه يسري‬ ‫انصرف ��ت رؤى إل ��ى بيتها كس ��يرة القل ��ب‪ ..‬وعندما‬
‫مهما م ّرت األيام‪...‬‬ ‫حان ��ت عودة زوجه ��ا من عمل ��ه‪ ..‬وتذكرت الدع ��وة التي‬
‫ الكلمات تنطلق من لس ��انك إل ��ى القلوب فإما أن‬ ‫أوصته ��ا به ��ا صديقتها هيفاء فاجته ��دت أن تدعو بها‬
‫تغرس س ��يف ًا حا ّد النص ��ل يدميها‪ ..‬أو تغرس فيها زهرة‬ ‫في كل سجود‪...‬‬
‫ف ��ي كل آن يف ��وح عبيرها‪ ...‬فانظر لش ��ريكة عمرك‪ :‬كم‬ ‫وفي الليل عندما أوى كل منهما إلى فراشه‪ ..‬دمعت‬
‫سيف ًا حا ّد النصل أغمد َته في فؤادها؟!‬ ‫عيناها وابتهلت إلى الله مرة أخرى‪ ..‬غفا هش ��ام ورأى‬
‫كل َم ��ن هم على ش ��اكلة هش ��ام‪ :‬ال تنتظر أن‬ ‫ إل ��ى ِّ‬ ‫في نومه كأنّ رس ��ول الل ��ه [ جالس وحوله حلقات من‬
‫ت ��رى مثل هذا احللم‪ ،‬واغمس لس ��انك في نهر التفاهم‬ ‫اصطف فيها رجال ونس ��اء كثيرون‪ .‬وفيما هو‬ ‫ّ‬ ‫ن ��ور‪ ،‬وقد‬
‫واحلب قبل أن ُتطرد من مجلس نبيك [‪l‬‬ ‫مذه ��ول رأى زوجت ��ه رؤى جتل ��س هن ��اك معه ��م وتنظر‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪36‬‬
‫الأزواج املحرتمون‬

‫مل يفقد الذاكرة‪َ ...‬ل ِك َّنه‪...‬‬


‫بقلم‪ :‬د‪ .‬بسام الطراس‬
‫جتددوا أيها األزواج‪ ،‬أحس ��نوا اختيار الكلمات‪ ،‬وال‬ ‫َّ‬ ‫ا�ست�أذن � ��ت صديقتَها التي كانت تتبادل معها أطراف‬
‫تتذ َّرع ��وا بأنكم ال تعرفون‪ ،‬فأبلغ الكالم أصدقه‪ ،‬وأعذب‬ ‫احلدي ��ث لتجي ��ب عل ��ى هاتفه ��ا ال ��ذي اختارت ل ��ه رنَّة‬
‫الكلمات ما كان عفوي ًا نابع ًا من أعماق النفوس‪.‬‬ ‫صدق في الوفاء‪ ،‬ومودة‬ ‫ٍ‬ ‫تنم عن‬
‫هادئة‪ ،‬وكلم ��ات ُمتَّ زنة‪ّ ،‬‬
‫الكلم ��ة مفت ��اح القل ��وب‪ ،‬ودواء األح ��زان‪ ،‬ودافع َّي ��ة‬ ‫في التواصل واالشتياق‪.‬‬
‫ثق ��ل كواه َلكم‪ ،‬كما أنَّها‬‫العط ��اء؛ احرصوا عليها‪ ،‬فلن ُت ِ‬ ‫احمرت ال َو َجنات‪ ،‬وتلعثمت الكلمات‪ ،‬وزادت النبضات‪،‬‬ ‫َّ‬
‫لن تقف بوجه أعمالكم‪.‬‬ ‫ثوان غالية غالية‪.‬‬‫واسترخى اجلسد‪ ،‬وكانت ٍ‬
‫حب‬ ‫اإلنس ��ان مخبوء بلس ��انه‪ ،‬وامل ��رأة مجبولة على ِّ‬ ‫أقفلت هاتفها‪ ،‬وضمته إلى صدرها‪ ،‬وقالت‪« :‬احلمد‬
‫السماع وعذوبة التقدير واإلطراء‪.‬‬ ‫لله على نعمة السعادة والعفاف»‪.‬‬
‫طأط ��أت الصديق ��ة رأس ��ها‪ ،‬واغرورق ��ت بالدم ��وع‬ ‫وأخ ��ذت تهم ��س لصديقته ��ا الت ��ي س ��معت وق ��ع‬
‫عيناه ��ا‪ ،‬وط ��ار بها اخلي ��ال إلى البداي ��ات‪ ،‬وكأنها تقول‬ ‫كل‬ ‫الكلم ��ات‪ ،‬وإن ل ��م تس ��مع األص ��وات‪« ،‬هو كذل ��ك في ِّ‬
‫بلس ��ان حاله ��ا‪« :‬لم يفق ��د زوجي الذاك ��رة‪ ...‬ولكنه َف َق َد‬ ‫يوم‪َّ ،‬إما أن يرس ��ل رس ��الة تذيب همومي وترفع هامتي‪،‬‬
‫الكالم»‪.‬‬ ‫تبث األمل و ُتزيل َّ‬
‫الهم‬ ‫أو أن ينط ��ق بكلم ��ات ُ‬
‫احل ِّب التي ُّ‬
‫األزواج احملترمون‪ ،‬خلق الله نس ��اءكم من أنفسكم‬ ‫وحتدو لعطاء أفضل»‪.‬‬
‫فمن أس ��اء لزوجه فقد أس ��اء لنفس ��ه‪،‬‬
‫ومن رغب في ش ��يء فش ��ريكه له كذلك‬
‫رغبة‪ ،‬وقد تعجزون عن ش ��راء هد َّية كل‬
‫ي ��وم‪ ،‬ولكنك ��م س ��تجدون نب ��ع الكلمات‬
‫ومداد ًا‬ ‫الفوار باملشاعر نعمة ال تنضب‪ِ ،‬‬‫َّ‬
‫ال ينتهي‪ ،‬طاملا في اجلسد قلب ينبض‪،‬‬
‫عشها‬ ‫وفي القلب محبة تعشعش‪ ،‬وفي ِّ‬
‫يقيم الصدق والوفاء‪.‬‬
‫األزواج احملترم ��ون‪ :‬جت � َّ�ددوا ف ��ي‬
‫كلماتكم احمل َّببة‪ ،‬وفي طريقة تواصلكم‬
‫وفي ملسات احلنان‪ ،‬وفي أسلوب حياتكم‬
‫وبرامجك ��م اليومية‪ ،‬حت ��ى في طريقة‬
‫ح ِّلك ��م للمش ��كالت واتخ ��اذ الق ��رارات‪،‬‬
‫وعليكم بأس ��لوب املفاجآت السارة‪ ،‬فله‬
‫وقع ف ��ي قلوب النس ��اء وطع ��م تتلقَّ ون‬
‫علي ��ه الش ��كر كذلك بطريق ��ة مفاجئة‬
‫س ��ارة‪ .‬أدام الل ��ه الس ��رور بينك ��م‪ ،‬ولكم‬
‫وملرض ��ى الس ��كري ش ��فاهم الل ��ه‪ُ ،‬حل َو‬
‫احلياة‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫احلياة ال�صحية‬

‫املزاج والطعام‬
‫املتخصصة في التغذية‬
‫ّ‬ ‫بقلم‪:‬‬
‫عزيزة ياسني‬
‫اعتب ��ار ًا على املدى البعي ��د لصحتهم عبر تناول أطعمة‬
‫غنية بالقيم الغذائية‪ .‬في حني أن الناس الذين يشعرون‬
‫باحلزن واالكتئاب ُيريدون فقط التخلص واخلروج من‬
‫حالة الهبوط النفس ��ي ول ��و كان ذلك عبر تناول وجبات‬
‫ذات طعم لذيذ ومحبب للنفس‪ ،‬دون النظر إلى قيمتها‬
‫الغذائي ��ة‪ ،‬ك ��ي ينالوا م ��ن وراء تناولها ش ��عور ًا بالبهجة‬
‫املجردة‪.‬‬
‫ولك ��ن الس ��ؤال ال ��ذي يط ��رح نفس ��ه‪ :‬ه ��ل احلال ��ة‬
‫أن نوع‬‫تؤثر على تناول الطعام أم ّ‬ ‫النفسية هي التي ِّ‬ ‫َمن منّا لم يلحظ تغ ّير منط تناوله للطعام مقارنة‬
‫الطعام أيض ًا يؤثر على املزاج؟‬ ‫مع مزاجه وحالته النفسية؟ ولكن هل هناك أي تفسير‬
‫تؤك � ّ�د إح ��دى الباحثات ف ��ي علم التغذي ��ة أن بعض‬ ‫علمي لذلك؟‬
‫ّ‬
‫األطعمة تؤثر إيجابي ًا على إفراز بعض الكيماويات باملخ‪،‬‬ ‫دراس ��ة ُنش ��رت على اإلنترنت تناول ��ت مجموعة من‬
‫التي تؤثر بدورها مباشرة على حتديد حالتنا النفسية‬ ‫اإلداريني ُطلب منهم مش ��اهدة أح ��د األفالم الكوميدية‬
‫وطاقتنا الذهنية وبالتالي على أدائنا وتصرفاتنا‪.‬‬ ‫الت ��ي تعط ��ي ش ��عور ًا بالبهج ��ة والس ��رور‪ ،‬ف ��ي ح�ي�ن أن‬
‫ومن األمثلة التي ميكن ضربها في هذا املجال‪ :‬تأثير‬ ‫مجموع ��ة أخ ��رى ش ��اهدت فيلم� � ًا درامي ًا يعطي ش ��عور ًا‬
‫نق ��ص احلديد على إحس ��اس الفرد بالتع ��ب واإلرهاق;‬ ‫باحلزن واإلحباط النفس ��ي‪ .‬وأثناء مشاهدة الفيلمينْ ‪،‬‬
‫فاحلدي ��د يس ��اعد خالي ��ا اجلس ��م عل ��ى بقائه ��ا غني ��ة‬ ‫متّ تق ��دمي كمي ��ة م ��ن الفُ ش ��ار الس ��اخن املم ّل ��ح وا ُملنَكَّ ه‬
‫باألوكس ��جني‪ ،‬وبالتال ��ي تظل محتفظ ��ة بطاقة جيدة‪.‬‬ ‫بالزب ��دة م ��ع طبق آخر م ��ن العنب اخلالي م ��ن البذور‪.‬‬
‫لذل ��ك من املهم تن ��اول األطعمة الغني ��ة باحلديد مثل‬ ‫وقال البروفيس ��ور املشرف على هذه الدراسة‪ ،‬إنّه حينما‬
‫اللح ��وم وال ُبقولي ��ات‪ .‬واجلدير بالذك ��ر أن َفقر األغذية‬ ‫الفيلمينْ تبني أن الذين شاهدوا‬ ‫َ‬ ‫متّ الفراغ من مشاهدة‬
‫التي حتتوي على فيتامني (‪ )C‬تق ِّلل من قدرة اجلس ��م‬ ‫الفيل ��م الدرامي وتفاعلوا مع أحداث ��ه الدرامية تناولوا‬
‫عل ��ى امتص ��اص احلدي ��د ال ��ذي يحتاجه ف ��ي محاربة‬ ‫كمية أكبر من الفشار بنسبة تفوق ‪ %36‬مقارنة مع الذين‬
‫اإلره ��اق‪ .‬لذلك من املفيد إضافة عصير احلامض عند‬ ‫شاهدوا الفيلم الكوميدي واستمتعوا باملرح والفكاهة‪.‬‬
‫تناول األطعمة الغنية باحلديد‪.‬‬ ‫ولك ��ن املالحظ أيض ًا ‪ -‬على حد قول البروفيس ��ور ‪-‬‬
‫وتناول الكافيني املوجود في القهوة والشوكوالته قد‬ ‫أن الذي ��ن ش ��اهدوا الفيل ��م الكوميدي كان ��وا أقل إقبا ًال‬
‫يزي ��د من مس ��توى التركيز‪ .‬ولكن علين ��ا أن نراعي عدم‬ ‫على تناول الفش ��ار املليء بامللح والزبدة‪ ،‬وهو طعام من‬
‫اإلكثار من شرب القهوة ألنّه قد يسبب التوتر‪.‬‬ ‫أمض ْوا‬
‫املع ��روف أنه غير صحي ف ��ي محتوياته‪ ،‬بل إنهم َ‬
‫مد الفرد بالنش ��اط‪،‬‬ ‫وش ��رب كمية م ��ن املاء مهم في ّ‬ ‫أكث ��ر الوقت ف ��ي تناول العنب الصح ��ي الغني باملكونات‬
‫ف ��ي حني أن عدم ش ��رب كمية كافية قد يس ��بب اخلمول‬ ‫والعناصر الغذائية املفيدة أثناء نوبات الضحك‪.‬‬
‫والكسل‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع البروفيس ��ور أن س ��بب ذلك يع ��ود إلى رغبة‬
‫وهك ��ذا تتض ��ح لن ��ا ازدواجي ��ة العالق ��ة ب�ي�ن احلالة‬ ‫الس ��عداء من الناس ف ��ي احملافظة على مزاجهم اجليد‬
‫النفسية والطعام‪ ،‬فكالهما يؤثر على اآلخر‪l‬‬ ‫عل ��ى امل ��دى القصير‪ ،‬لكنه ��م في الوقت نفس ��ه ُيقيمون‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬ ‫‪38‬‬
‫املطبخ ال�صحي‬

‫طبق الكواج‬

‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬

‫‪ l‬املكونات‪:‬‬
‫‪ -‬كيلو من الكوسا‪.‬‬
‫‪ -‬كيلو من الباذجنان‪.‬‬
‫‪ -‬نصف كيلو من البطاطا‪.‬‬
‫‪ -‬بصلتان‪.‬‬
‫‪ 4 -‬حبات من البندورة‪.‬‬
‫‪ 7 -‬فص ��وص م ��ن الث ��وم‬
‫املدقوق‪.‬‬
‫‪ -‬فنجان من زيت الزيتون‪.‬‬
‫‪ -‬ملح‪.‬‬
‫‪ -‬رشة من البهار األسود‪.‬‬

‫‪ l‬طريقة التحضير‪:‬‬
‫قطع ��ي الكوس ��ا والبطاطا‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫والبطاط ��ا‪ ،‬فيكف ��ي تقطيعهم ��ا إلى قطع رقيق ��ة واتباع‬
‫والباذجنان ‪ -‬بعد تقش ��يره ‪ -‬إلى قطع كبيرة‪ .‬ثم ّ‬
‫قطعي‬
‫تخففي من كمية الدهون والسعرات‬ ‫بقية الوصفة حتى ِّ‬
‫البندورة والبصل إلى شرائح‪.‬‬
‫احلرارية املوجودة في الطبق‪.‬‬
‫‪ .2‬اقل ��ي البص ��ل والث ��وم بزي ��ت الزيتون ث ��م أضيفي‬
‫إن إع ��داده به ��ذه الطريق ��ة يق ��دم للف ��رد م ��ا يعادل‬
‫البندورة والكوس ��ا‪ ،‬وق ِّلبي املك ِّونات على نار خفيفة حتى‬
‫‪ 275‬وح ��دة حراري ��ة و‪21‬غ من الده ��ون معظمها من زيت‬
‫تنضج‪.‬‬
‫الزيت ��ون الذي يعتبر من أفضل الزيوت النباتية‪ .‬كما أنّ‬
‫وصفّ يه جيداً‪.‬‬
‫‪ .3‬اقلي الباذجنان َ‬
‫الباذجنان املوجود في هذه الوصفة يحتوي على األلياف‬
‫وصفّ يها جيداً‪ ،‬ثم ضعي الباذجنان‬ ‫‪ .4‬اقلي البطاطا َ‬
‫التي تساعد في عملية الهضم وإخراج الفضالت‪l‬‬
‫والبطاطا فوق اخلضار املطبوخة وأضيفي امللح والقليل‬
‫ميكنك إضافة ق ��رن صغير من ا َ‬
‫حلر‬ ‫من البهار األس ��ود‪ِ ،‬‬
‫إلى هذا الطبق (حسب الرغبة)‪.‬‬
‫] اإلش ��راف الصح ��ي للمتخصص ��ة ف ��ي التغذي ��ة‬ ‫‪ l‬هذا الطبق يكفي ‪ 6‬أشخاص‪.‬‬
‫عزيزة ياسني‪.‬‬ ‫‪ l‬ه ��ذا الطب ��ق ميك ��ن إعداده ب ��دون قل ��ي الباذجنان‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫قلب �أم‬ ‫قلب �أم‬

‫بقلم‪ :‬الداعية أم حسان احللو‬ ‫تاج الوقار‬


‫عمان‬
‫األردن ‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫َم � ��ن منا ال يداع ��ب أجفانه حفظ كت ��اب الله الكرمي‬
‫وم ��ن منا ال يفكر‬ ‫طمع� � ًا بأن يحظ ��ى بكنوزه العظيمة؟ َ‬
‫قدم للصغير كنز ًا‬ ‫بإرشاد صغاره إلى حفظه فيكون كمن ّ‬
‫نفيس ًا يغرف منه متى يشاء؟‬
‫رمب ��ا َي ُح ��ول ب�ي�ن امل ��رء وحلمه ه ��ذا حواج ��ز وأوهام‬
‫جتعله يش ��عر بالعجز عن محاولة القفز لتحقيق أغلى‬
‫األمنيات‪.‬‬
‫ولكن اختلف الواقع والتصور في (منتدى مهارتي)‬
‫العدد الكلي ÷ عدد س ��اعات احلفظ اليومية‪ ،‬ولتكن‬ ‫حيث أعلن عن دورة حلفظ كتاب الله في عش ��رين يوم ًا‬
‫س ��اعتني يومي� � ًا مث�ل ً�ا‪ 50= 2 ÷ 100 :‬يوم� � ًا‪ .‬فاألمر ليس‬ ‫أو أقل‪.‬‬
‫ب ��دا األمر وهم� � ًا مس ��تحي ًال‪ ،‬لكن مع تدري ��ب املد ِّرب‬
‫صعب� � ًا وال مس ��تحي ًال‪ .‬علم� � ًا ب ��أن املدة الزمني ��ة الالزمة‬
‫الفاض ��ل غ ��دا األم ��ر واقع� � ًا مش ��رق ًا‪ ،‬وتخ ّرج ف ��ي الوقت‬
‫حلفظ صفحة واحدة ِتقلّ مع التدريب‪ ،‬وقد كان املد ِّرب‬
‫احمل � ّ�دد حوال ��ي اثن�ي�ن وثالث�ي�ن حافظ� � ًا وحافظ ��ة م ��ن‬
‫يعتم ��د عل ��ى نظرية أنّ كثافة املعلومات تزيد في س ��رعة‬
‫مجموع اثنني وأربعني مشارك ًا‪ .‬ورمبا أمتّ غيرهم احلفظ‬
‫جد هامة‪.‬‬‫االستيعاب‪ ،‬وهذه نظرية تربوية ّ‬
‫بعد مدة وجيزة‪.‬‬
‫‪ l‬إذن علينا معرفة التالي‪:‬‬
‫بالتأكيد س ��وف يتس ��اءل كل َمن علم عن تلك الدورة‬
‫ ‪ .1‬متوس ��ط امل ��دة الزمني ��ة الالزم ��ة حلفظ صفحة‬
‫كيف حدث هذا؟‬
‫واحدة (بالدقائق)‪.‬‬
‫‪ l‬لذا سأشير لبعض النقاط‪:‬‬
‫‪ .2‬امل ��دة الزمني ��ة (بالس ��اعات) التي ميك ��ن قضاؤها‬ ‫س ��عى امل ��د ِّرب إل ��ى تغيي ��ر فكرة اإلنس ��ان عن نفس ��ه‪،‬‬
‫يومي ًا مع كتاب الله‪.‬‬ ‫وأثبت أن عباقرة العالم وجهابذته ال يس ��تعملون س ��وى‬
‫فنس ��تنتج امل ��دة الزمني ��ة الت ��ي تلزم حلف ��ظ القرآن‬ ‫نس ��بة ضيئل ��ة جد ًا م ��ن املواه ��ب والقدرات الت ��ي حباها‬
‫كام ًال‪ .‬وفي أصعب حاالت احلفظ قد تستغرق الصفحة‬ ‫الله تعالى لإلنس ��ان‪ ،‬وش ّبه نس ��بة ما يستثمر من العقل‬
‫الواح ��دة ثالث�ي�ن دقيق ��ة‪ .‬ولنفترض أن س ��اعات التفرغ‬ ‫البش ��ري إل ��ى م ��ا ال ُيس ��تثمر من ��ه كنس ��بة حج ��م علبة‬
‫الدراسية ساعتان‪ ،‬فتكون املعادلة كالتالي‪:‬‬ ‫كبري ��ت موضوعة في ش ��احنة كبيرة‪ ،‬وه ��ذا انعكس على‬
‫‪ 150= 2 ÷ 30 × 10‬يوم ًا‪ ،‬أي أقل من أربعة أشهر‪ ،‬وهي‬ ‫مقدار احلفظ لدى املشتركني‪.‬‬
‫مدة قياسية أيض ًا‪.‬‬ ‫‪ l‬وإليضاح الفكرة نذكر اآلتي‪:‬‬
‫لكن رمبا يتس ��اءل البعض عن كيفية تركيز وتثبيت‬ ‫لو ُس ��ئل ش ��خص ما كم تس ��تغرق من الوقت حلفظ‬
‫احلفظ‪ ،‬وهذا ما سنذكره الحق ًا‪.‬‬ ‫صفح ��ة واحدة ألج ��اب‪ :‬ما بني عش ��ر دقائق إلى س ��اعة‬
‫‪ l‬واملطلوب اآلن هو‪:‬‬ ‫مث ًال‪ ،‬وبإجراء عملية حسابية دقيقة كالتالي‪:‬‬
‫والقدرات‪.‬‬‫ُ‬ ‫أ‌‪ .‬معرفة النفس‬ ‫الذي يستغرق عشر دقائق حلفظ الصفحة الواحدة‬
‫ب‌‪ .‬حف ��ظ صفح ��ات الق ��رآن الك ��رمي م ��ع رب ��ط كل‬ ‫يحتاج إلى‪:‬‬
‫صفح ��ة مع س ��ابقتها‪ ،‬باعتبار الصفح ��ة الالحقة جزء ًا‬ ‫الزمن الكلّي بالساعات لكل الصحفات = ثابت احلفظ‬
‫من الصفحة السابقة‪.‬‬ ‫(‪ × )10‬املدة الزمنية حلفظ الصفحة الواحدة‪:‬‬
‫ونسأل الله أن يتقبل من اجلميع جهدهم‪l‬‬ ‫= ‪ 100 =10×10‬ساعة حفظ‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪40‬‬
‫حتدِّيات‬

‫و«ح ّب ��ة»‬
‫�أتباع «ال ّدين» اجلديد!‬
‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬
‫و«رش ��ة» إس�ل�ام َ‬‫ّ‬ ‫إمي ��ان‬
‫دي ��ن س ��تضمن لألم ��ة ع� � ّز ًا جديد ًا‬ ‫‪hanadiminbar@hotmail.com‬‬
‫ومستقب ًال مجيد ًا بزعمهم!‪...‬‬ ‫عر َفتْه � ��ا عاملة ف ��ي مجال الدعوة إل ��ى الله تعالى‪،‬‬ ‫َ‬
‫وأ ّن ��ى س ��يتحقق ذل ��ك ‪ -‬ش ��بابنا ‪-‬‬ ‫فما بالها اليوم تسمعها تخوض في اللعبة الدائرة على‬
‫امتدت إلى وس ��ائل‬ ‫وأي ��دي «القياصرة» ق ��د ّ‬ ‫املستوى السياسي؟!‬
‫اإلع�ل�ام؛ فبغ ��ت وطغت‪ ،‬وفس ��دت وأفس ��دت؟!‬ ‫أن إف ��راد الل ��ه تعال ��ى‬ ‫إنه ��ا تس ��مع ‪ -‬وألول م ��رة ‪ّ -‬‬
‫ث ��م تناول ��ت مناه ��ج التعليم؛ فم ّزق ��ت صفحات‬ ‫وأن احلكم‬ ‫باحلاكمي ��ة هو ركن م ��ن أركان التوحيد‪ّ ،‬‬
‫املج ��د والريادة‪ ،‬وح ّرفت أحداث التاريخ‪ ،‬وش ��كّ كت‬ ‫في املنهج اإلس�ل�امي هو عبادة لله!!! ها هي تستمع‬
‫وسمت الكتب‬‫وكتُ به و ُر ُسله واليوم اآلخر‪ّ ...‬‬ ‫باخلالق ُ‬ ‫آلي ��ات من القرآن الكرمي وكأنها لم متر عليها من قبل؛‬
‫السماوية بالكتب التراثية الصفراء!!‬ ‫احلكم إال لله}‪{ ،‬فال ور ِّبك‬ ‫ُ‬ ‫{إن‬
‫واأل ْمر}‪ِ ،‬‬ ‫خللْق َ‬ ‫{أال له ا َ‬
‫يكتف «قياصرة العلمانية» بكل ذلك‪ ،‬بل ساس ��وا‬ ‫ِ‬ ‫ل ��م‬ ‫موك فيما شَ َج َر بينهم}‪.‬‬ ‫يحك َ‬ ‫ال يؤمنون حتى ِّ‬
‫�اس بقوان�ي�ن وأنظم ��ة فيه ��ا م ��ن اله ��وى واملصلح ��ة‬ ‫الن � َ‬ ‫احلاضرة أن تتصدى لقريناتها‬ ‫ِ‬ ‫لق ��د كان َد ْيدن تلك‬
‫الش ��خصية والتغري ��ب الكثي ��ر الكثي ��ر‪ ،‬حت ��ى وصل بهم‬ ‫سكتهن كلما شرعنَ باحلديث عن السياسة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املتد ِّينات و ُت‬
‫األمر أن أحلّوا احلرام‪ ،‬وح ّرموا احلالل‪...‬‬ ‫�ماعهن عبارات مش ��حونة باالش ��مئزاز‬ ‫ّ‬ ‫و ُتلق ��ي عل ��ى أس �‬
‫أما في االقتص ��اد‪ ،‬فقد أداروا َع َجلته بالربا‪ ،‬وبارزوا‬ ‫تتدخلن في السياس ��ة‪ ،‬ما‬ ‫ّ‬ ‫والك ْب ��ر؛ كأن تقول له � ّ�ن‪« :‬ال‬ ‫ِ‬
‫ر ّبه ��م بترك ش ��ريعته؛ حي ��ث أرادوا الرب ��ح الوفير واملال‬ ‫حتش ْ��رن الدين في السياس ��ة»‪...‬‬ ‫لكن ولها»‪ ،‬أو تر ِّدد‪« :‬ال ُ‬ ‫ّ‬
‫بالعجلة تدوس‬‫َ‬ ‫الغزي ��ر‪ ،‬وإذ بالدائ ��رة تدور عليه ��م وإذا‬ ‫مب س ��تر ّد‬ ‫�كت اآلن ه ��ذه املتكلمة؟! بل َ‬ ‫لك ��ن كيف ستُ س � ُ‬
‫رقابهم التي تطاولت على منهج الله تعالى!‬ ‫عل ��ى ُح ّجته ��ا القرآني ��ة؟! ثم م ��ا لبثت أن اس ��تجمعت‬
‫ق ّوته ��ا ورفعت صوتها ليس ��مع اجلميع وقالت‪« :‬دعوا ما‬
‫املتحدثة إال‬
‫ّ‬ ‫لقيص ��ر لقيصر‪ ،‬وما لله لله»‪ ،‬فما كان من‬
‫أن التفت َْت إليها مبتس ��مة وقالت‪« :‬ليس في اإلس�ل�ام‬
‫قياصرة‪ ،‬وكل شيء عندنا لله»‪.‬‬
‫إن ��ه موق ��ف يتكرر آالف امل ��رات بني داعي ��ة إلى قوله‬
‫ياي ومماتي‬ ‫وم ْح َ‬ ‫تعالى‪{ :‬قل إنّ صالتي ون ُُس ��كي َ‬
‫لله رب العاملني}‪ ،‬وبني جاهل بحقيقة اإلسالم‪،‬‬
‫مناد إلى جعل «قيصر»‬ ‫متأثر بالفكر الغربي‪ٍ ،‬‬
‫آمر ًا وحاكم ًا بني الناس‪...‬‬
‫نع ��م‪ ...‬إنه من أصع ��ب التحديات التي تواجه أمتنا‬ ‫أج ��ل ‪ -‬ش ��بابنا األع ��زاء ‪ -‬تل ��ك‬
‫اإلسالمية؛ أن تدين بـ «العلمانية» وتتبع شريعتها وتثق‬ ‫الس ��م‬‫ه ��ي حقيق ��ة العلماني ��ة؛ إنه ��ا ُّ‬
‫بصالحيته ��ا‪ ،‬بينم ��ا تلقي خلف ظهرها كت ��اب ر ّبها عز‬ ‫الزُّ ع ��اف الذي جت ّرعت ��ه األمة أفراد ًا‬
‫وسنّة نب ّيها [ ومفتاح من ّوها وحضارتها‪...‬‬ ‫وجل ُ‬ ‫ومجتمع ��ات ظ ّن� � ًا منه ��ا ‪ -‬إال من‬
‫غير أنّ العالج ليس مستحي ًال‪ ،‬شرط أن نتوكل على‬ ‫رح ��م الله ‪ -‬أنها وصفة احلياة‬
‫ر ِّبنا‪ ،‬ونؤمن بواجب التغيير‪ ،‬ونس ��عى إليه ما أوتينا من‬ ‫الس ��عيدة األمث ��ل؛ فكثي � ٌ�ر‬
‫ق ��وة وجهد‪ ،‬وهذا ما س ��نعرض له في الع ��دد القادم‪ ،‬إن‬ ‫من العلمانية مضاف‬
‫شاء الله‪ ،‬فتابعونا‪l...‬‬ ‫«بخ ��ة»‬ ‫ّ‬ ‫إليه ��ا‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫فن �صناعة احلياة‬
‫بقلم‪ :‬وفاء مصطفى‬
‫بي‬
‫ُد ّ‬
‫َمن منا ال يريد أن يبلغ أمله‪ ،‬ويحقق حلمه‪ ،‬ويصل‬
‫إلى هدفه‪ ،‬ويحيا حياة طيبة مفعمة بالنشاط واحليوية‬
‫والسعادة والنجاح؟‬
‫ملاذا جند ‪ ٪2‬من البشر يكتبون التاريخ مباء الذهب‪،‬‬
‫ويش ��ار إليهم بالبن ��ان عبر العصور وأزمن ��ة التاريخ‪ ،‬في‬
‫حني جند ‪ ٪98‬متفرجني يش َ��غـلون وظائف روتينية؛ فال‬
‫ابت ��كار‪ ،‬وال إبداع‪ ،‬يأتون إل ��ى الدنيا ويرحلون‪ ،‬دون أدنى‬
‫إجن ��از‪ ...‬مع أن الل ��ه تبارك وتعالى ق ��د حباهم بقُ ُدرات‬
‫هائل ��ة‪ ،‬وطاق ��ات مدهش ��ة‪ ،‬ومواه ��ب متف ��ردة‪ ،‬وإب ��داع‬
‫ش ��امخة‪ ،‬وطموح ��ات كبي ��رة؛ يحقِّ ق ��ون النجاح ��ات‬ ‫متميز؟!‬
‫العمالق ��ة‪ ،‬يعمل ��ون لي ��ل نه ��ار ال يعرف ��ون الكل ��ل‪ ،‬وال‬ ‫جند الواحد من هؤالء ‪ -‬على سبيل املثال ‪ -‬قد أقنع‬
‫يش ��عرون بامللل‪ ،‬وال يأبهون بقيظ الصيف‪ ،‬وال بزمهرير‬ ‫ألناس آخرين‬ ‫ٍ‬ ‫نفس ��ه أنّ طريق النجاح وعر وش ��اق‪ُ ،‬م ِّهد‬
‫الش ��تاء‪ ،‬ليحقِّ ق ��وا أهدافه ��م الن ِّيرة ويضع ��وا َب َصماتهم‬ ‫دون ��ه‪ ،‬م ��ر ِّدد ًا بس ��لب ّية‪ :‬أنا ضعيف‪ ،‬ال أس ��تطيع مواصلة‬
‫عل ��ى الدني ��ا قبل مغادرتها‪ ،‬ال يس� � َع ْون إل ��ى حتقيق َلذّ ة‬ ‫الطريق ألني غير مؤهل‪ ،‬أنا غير قادر‪ ،‬والنجاح بالنسبة‬
‫بأج ِّل‬
‫همهم األكبر العطاء َ‬ ‫ذاتية أو مصلحة دنيوية‪ ،‬بل ّ‬ ‫ضرب من اخليال!!‬
‫ٌ‬ ‫إلي‬
‫ّ‬
‫تقرب� � ًا لله‪ ،‬يحملون على عاتقهم‬ ‫ُص َو ِره وأس ��مى معانيه ُّ‬ ‫أال َف ْلن َْع َل ��م أن النج ��اح ف ��ي احلي ��اة مطل ��ب عزيز‪،‬‬
‫َه � ّ�م أمة بكاملها ليقدموا عم ًال عظيم ًا يخدم البش ��رية‬ ‫غال‪ ،‬ألنه مس ��يرة حياة مملوءة بال َك ِّد واجلهد‬ ‫ثمنه ٍ‬
‫ويجعل ��وا من العالم مكان ًا أفضل‪ ...‬فهل تس ��تطيع أنت‬ ‫والتعب والصبر واملثابرة واإلصرار واحتساب األجر‬
‫أن تحُ دث فرق ًا في هذا الكون العظيم؟‬ ‫عن ��د الل ��ه‪ ،‬ق ��ال تعال ��ى‪{ :‬قد أفل ��ح َم ��ن زكّاها}‬
‫علين ��ا أن نس ��ير وال نق ��ف‪ ،‬وأن نعل ��و بتطلعاتن ��ا‬ ‫(الشمس‪.)9 :‬‬
‫وال ننظ ��ر إل ��ى أس ��فل‪ ،‬فلنش � ّ�د الهمة‪ ،‬وال نرض ��ى بغير‬ ‫ك ��م من ��ا َم ��ن يظ ��ل طيل ��ة حيات ��ه ُيطلق‬
‫واحلج ��ج العقيم ��ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األع ��ذار الواهي ��ة‪،‬‬
‫واألس ��باب القدمي ��ة‪ ،‬ول ��م يتخ ��ذ أدنى‬
‫الناجحون �صامدون ال ين�سحبون‪ ،‬واملن�سحبون‬ ‫خط ��وات ُتذكر حت ��ى يغ ِّير من واقعه‬
‫ال ينجحون‪ :‬فمن �أيِّ احلزبني تريدين �أن تكوين؟‬ ‫األليم؟ إن الناجحني من حولك‬
‫أصحاب همم عالية‪ ،‬وإرادات‬
‫فـــــوالذيـــ ��ة‪ ،‬وعـــزائــــــ ��م‬

‫حكمة �أب‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪42‬‬
‫مهارات‬

‫أمرن ��ا الل ��ه ب ��ه‪ ،‬ق ��ال تعالى‪:‬‬ ‫�أجمع الباحثون � ّأن عادات املرء هي التي ت�صنع‬
‫وربك األك ��رم الذي علم‬ ‫{اق ��رأ ُّ‬ ‫جناحه �أو ف�شله‪ ،‬لذا فنحن الذين ن�صنع الفرق بيننا‬
‫بالقلم} (العلق‪.)3 :‬‬ ‫وبني الآخرين!!‬
‫وينبغ ��ي أن نش ��حن بطاري ��ة ه ��ذا‬
‫وه َبن ��ا الل ��ه إي ��اه بالتمت ��ع‬
‫الب ��دن ال ��ذي َ‬
‫مب ��ا رزقن ��ا الل ��ه م ��ن الطيب ��ات م ��ن ال ��رزق‪،‬‬ ‫الع�ل�ا من اجلن ��ة بدي ًال‪ ،‬وقد ص ��دق من قال‪:‬‬
‫الدرج ��ات ُ‬
‫وبالعم ��ل الدؤوب ال بالكس ��ل‪ ،‬وبتزكية النفس‬ ‫«من ال يتقدم يتقادم»‪.‬‬
‫ال باالنحالل‪ ،‬وبتهذيب الشهوات ال باتباعها‪.‬‬ ‫نوج ��ه دف ��ة س ��فينتنا‪ ،‬ونحف ��ظ ت ��وازن‬
‫وعلين ��ا أن ِّ‬
‫نحد من‬‫وينبغ ��ي أيض ًا أن نك ��ون َطموحني فال ّ‬ ‫طاقاتن ��ا األرب ��ع‪ :‬الروحاني ��ة‪ ،‬العقلي ��ة‪ ،‬العاطفي ��ة‪،‬‬
‫ُق ُدراتن ��ا‪ ،‬ب ��ل نضع أهداف� � ًا مكتوبة ذكي ��ة وحقيقية‬ ‫واجلسدية حتى نكون بصحة نفسية وجسدية سليمة‪.‬‬
‫ميك ��ن أن نحقِّ قه ��ا حت ��ى نَع َيه ��ا ونحفظه ��ا جي ��د ًا‬ ‫ل ��ذا يجب ش ��حن الطاقة الروحانية بالتق ��رب إلى الله‬
‫ونتوج ��ه تلقائي ًا لتحقيق جزء منها كل يوم‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫ّ‬ ‫عن طريق االجتهاد في الطاعات‪ ،‬والصالة في أوقاتها؛‬
‫االستمرارية‪.‬‬ ‫وس � ِ�كينة الفؤاد؛‬
‫فه ��ي غ ��ذاء الروح‪ ،‬وطمأنين ��ة النفس َ‬
‫نخطط‪ ،‬ونعرف أولوياتن ��ا‪ ،‬ونقاط ق ّوتنا‬ ‫ِّ‬ ‫ينبغ ��ي أن‬ ‫فيق ��وى إمياننا‪ ،‬ونس ��تعني بالله ونت ��وكل عليه‪ ،‬فإذا لم‬
‫فنؤكدها وأس ��باب َضعفنا لنتخطاها‪ ،‬وأس ��باب تخ ُّلفنا‬ ‫ِّ‬ ‫نفعل كان اخلواء الروحي والتعاس ��ة والش ��قاء‪ .‬وعلينا‬
‫والتقدم فنتغ ّل ��ب عليها‪ ،‬كما ينبغي‬ ‫ُّ‬ ‫عن َر ْك ��ب احلضارة‬ ‫أن نش ��حن طاقاتن ��ا العقلية؛ فنُثري عقولن ��ا بالثقافة‬
‫أن نغ ِّير من سلوكياتنا‪ ،‬وأسلوبنا‪ ،‬ونضبط ردود أفعالنا‪،‬‬ ‫والفك ��ر‪ ،‬ووجدانن ��ا بالق ��راءة والعل ��م‪ ،‬حت ��ى نحقق ما‬
‫وأن نبدأ بتغيير أنفسنا‪ ،‬وقد وضع الله لنا القانون في‬
‫بقوم حتى يغ ِّيروا ما‬ ‫محك ��م كتابه‪{ :‬إن الله ال يغ ِّير ما ٍ‬
‫بأنفسهم} (الرعد‪.)11 :‬‬
‫فل� � َم ال نغتنمه ��ا‬ ‫جع ��ل الل ��ه لن ��ا أس ��باب ًا للنج ��اح‪ِ :‬‬
‫فل َم نرضى‬ ‫ونأخذ بها؟ وحبانا الله بقُ ُدرات عقلية فذّ ة‪ِ :‬‬
‫باإلعاقة؟ ووهب لنا أجساد ًا سليمة خالية من األمراض‬
‫فل َم نقبل بالقعود عن العمل؟ أجمع الباحثون‬ ‫والعلل‪ِ :‬‬
‫أنّ ع ��ادات امل ��رء ه ��ي التي تصن ��ع جناحه أو فش ��له‪ ،‬لذا‬
‫فنحن الذين نصنع الفرق بيننا وبني اآلخرين!!‬
‫ويسطر النجاح‬ ‫ِّ‬ ‫كل منا يس ��تطيع أن يصنع التاريخ‪،‬‬ ‫ٌّ‬
‫مب ��اء الذهب؛ فصناعة التاريخ ليس ��ت حكر ًا على أحد‪،‬‬
‫والنجاح أيض ًا ح ��قّ متاح ملن يدفع الثمن؛ فالناجحون‬
‫صامدون ال ينس ��حبون‪ ،‬واملنسحبون ال ينجحون‪ :‬فمن‬
‫أي احلزب�ي�ن تريدين أن تكون ��ي؟ يقول الرافعي‪ :‬إن لم‬ ‫ِّ‬
‫تزد شيئ ًا على الدنيا كنت أنت زائد ًا عليها‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫�أريد �أن �أكون طبيبة‪ ،‬ولكن‪...‬‬
‫‪ l‬امل�شكل � ��ة‪ :‬أن ��ا طالب ��ة أبل ��غ م ��ن العم ��ر ‪ 17‬عام ًا‪،‬‬
‫أنهي � ُ�ت دراس ��تي الثانوي ��ة هذا الع ��ام بتقدي ��ر جيد في‬
‫الف ��رع العلم ��ي‪ ،‬ول ��م يع ��د يفصلن ��ي ع ��ن اجلامعة إال‬
‫خطوة واحدة‪.‬‬
‫ومعدلي في الش ��هادة‬‫ّ‬ ‫طموح ��ي أن أصب ��ح طبيب ��ة‪،‬‬
‫ميكنن ��ي م ��ن ذل ��ك‪ ،‬إال أنّ حلمي ه ��ذا الذي‬ ‫الرس ��مية ِّ‬
‫�دأت‬
‫نس ��جته ف ��ي مخيلت ��ي ع ��ن مس ��تقبلي العلم ��ي ب � ْ‬
‫صور ُته تهتز أمام نصح أهلي وزميالتي لي أن أتخصص‬
‫‪ .2‬بالنس ��بة لط ��ول فترة الدراس ��ة‪ ،‬الت ��ي قد تزيد‬ ‫مجال ال يك ِّلفني اجلهد‪ ،‬وال أنفق فيه سنني ِطوا ًال‬ ‫ٍ‬ ‫في‬
‫على عش ��ر س ��نوات‪ ،‬إذا حس ��بنا فت ��رة التخص ��ص‪ ،‬فإنّ‬ ‫من عمري‪ ،‬ويس ��اعدني على االنخراط في سوق العمل‬
‫ه ��ذه الفت ��رة قد تك ��ون طويل ��ة صحيح‪ ،‬ولك ��ن إذا كنت‬ ‫مباش ��رة‪ ...‬وعندم ��ا رح ��ت أبح ��ث عن البدائ ��ل لم أجد‬
‫تس ��تمتعني بها فإنها س ��تمر بس ��رعة‪ .‬ولكن مش ��كلتك‬ ‫منه ��ا م ��ا ُيرض ��ي طموح ��ي‪ .‬أنا ف ��ي َح ْيرة ش ��ديدة من‬
‫قد تأتي عند مجيء اخلاطب املناسب‪ ،‬فهل سينتظرك‬ ‫أمري‪ ،‬أرشدوني لو سمحتم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ l‬احل ��ل‪ :‬تقت ��رح د‪ .‬نه ��ى قاطرج ��ي ح�ل ّ�ا له ��ذه‬
‫حت ��ى تكمل ��ي دراس ��تك‪ ،‬وق ��د أصبح � ِ�ت عل ��ى مش ��ارف‬
‫الثالثني من العمر؟ هذا التس ��اؤل مهم جداً‪ ،‬ولكن من‬ ‫املشكلة‪:‬‬
‫املؤك ��د أن َم ��ن يري ��د أن يرتبط بطبيبة يج ��ب أن يدرك‬ ‫عزيزت ��ي‪ ،‬إنّ العقب ��ات الت ��ي ذكره ��ا ل ��ك األه ��ل‬
‫أن مش ��كلته مع االنتظار لن تنتهي‪ ،‬ألن الطب س ��يأخذ‬ ‫واألصدق ��اء ومتثل ��ت في اجله ��د الذي حتتاجه دراس ��ة‬
‫متفهم لهذا‬
‫ِّ‬ ‫الكثي ��ر م ��ن وقتها‪ ،‬وه ��ي حتتاج إلى رج ��ل‬ ‫الطب‪ ,‬وفي طول س ��نوات الدراس ��ة‪ ،‬وف ��ي عقبات إيجاد‬
‫املوضوع يقدم لها الدعم بأنواعه كافة‪...‬‬ ‫الوظيفة‪ ،‬جاءت لتفرض عليك إعادة حساباتك من‬
‫وجن ��ي املال;‬ ‫جديد‪...‬‬
‫‪ .3‬أم ��ا بش ��أن س ��رعة َب ��دء اإلنت ��اج َ‬
‫تؤمن لك هذا األمر ِبشكل‬ ‫عال‪:‬‬
‫فاسمحي لي أن أحتدث معك بصوت ٍ‬
‫صحيح أن املهن األخرى قد ِّ‬
‫أس ��رع بعد ِس ��ني اجله ��د والتعب‪ ،‬ولكن ه ��ذا غير مؤكد‬ ‫‪ .1‬بالنس ��بة للجهد الذي حتتاجه دراسة‬
‫ف ��ي هذه األيام‪ ،‬مع وج ��ود البطالة التي تتفاقم و َتطال‬ ‫الط ��ب‪ :‬الواقع يش ��هد على صدق م ��ا جاء به‬
‫كل امله ��ن والتخصص ��ات‪ ،‬كما أن بعض املهن قد ال تأتي‬ ‫أهل ��ك وزميالتك‪ ،‬فإنّ التخصص الطبي ال‬
‫لك الطب في‬ ‫يحتاج فقط للدراسة املتواصلة‪ ،‬بل أيض ًا‬
‫لك باملردود الكافي الذي ميكن أن يقدمه ِ‬
‫جنحت وتفوقت فيه‪...‬‬ ‫حال‬ ‫لسهر الليالي في طبقات املستشفيات‬
‫ِ‬
‫أخي ��راً‪ ،‬يا عزيزتي‪ ،‬وازن ��ي بني خياراتك واعلمي أن‬ ‫وف ��ي أقس ��ام الطوارئ‪ ،‬كم ��ا أن هذا‬
‫أح ��د ًا ال يس ��تطيع أن يتحمل مس ��ؤولية االختيار عنك‪،‬‬ ‫اجله ��د ق ��د ال يقتص ��ر عل ��ى‬
‫قد ينصحك نعم‪ ،‬ولكن اخليار األول واألخير يبقى لك‪.‬‬ ‫مرحلة الدراس ��ة فقط‪ ،‬بل‬
‫وأنصح ��ك عن ��د اختي ��ار التخص ��ص أن تراع ��ي حاجات‬ ‫يس ��تمر م ��ع الطبيب‬
‫املجتم ��ع اإلس�ل�امي‪ ،‬وأن جتعل ��ي أكبر أهدافك تس ��خير‬ ‫طوال حياته‪.‬‬
‫وفـقك الله‪l‬‬‫اختصاصك خلدمة دين الله تعالى‪ّ .‬‬
‫م�شكلتك لها حل‬
‫حكمة �أب‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪44‬‬
‫�أوراق‬
‫�أدبية‬
‫الأدب وعامل الإنرتنت‬
‫يف حوا ٍر مع الأديبة �صباح ال�ضامن‬
‫حاورتها‪ :‬منال املغربي‬
‫ال ّطفرة احلالية في عالم اإلنترنت جعلت نواقيس اخلطر تدق؛ فهذه التقنيات أعطت القدرة على االنتشار ملن‬
‫كان عاجز ًا عن نيلها في املاضي؛ كما أنّ القراءة على صفحات اإلنترنت منت بسرعة فائقة وازداد عدد املتصفحني‬
‫للمواقع األدبية وظهر في عالم األدب والنقد مبدعون ودارسون ونقّ اد جدد وغير ذلك‪.‬‬
‫وحول واقع األدب على صفحات اإلنترنت كان للمجلة لقاء مع األستاذة صباح الضامن‪:‬‬

‫منوط بصاحب ��ة القلم ومثابرته ��ا وتقبلها‬ ‫ٌ‬ ‫األم ��ر أيض� � ًا‬
‫�ضيفتنا يف �سطور‬
‫للنقد‪.‬‬
‫وال ش ��ك أن املواق ��ع النس ��ائية تطورت كثي ��ر ًا بتوافد‬ ‫‪ l‬من مواليد مدينة نابلس عام ‪.1953‬‬
‫األديب ��ات والداعي ��ات ذوات القل ��م ورعايته ��ن لبع ��ض‬ ‫‪ l‬حاصلة على اإلجازة في األدب اإلنكليزي‪.‬‬
‫اجلوان ��ب فيه ��ا‪ .‬إال أن ��ي أعتق ��د أن املواق ��ع النس ��ائية‬ ‫‪ l‬دورات ف ��ي الصحاف ��ة م ��ن مدرس ��ة الصحاف ��ة في‬
‫جد ّية أكثر في حمل هذه الرس ��الة‪( :‬رس ��الة‬ ‫لندن‪.‬‬
‫حتت ��اج إلى ّ‬
‫بن ��اء الش ��خصية الدعوي ��ة واألدبي ��ة)‪ ،‬وهناك ِّ‬
‫مبش ��رات‬ ‫‪ l‬خبرة عشرة أعوام في التدريس ومثلهم في اإلدارة‪.‬‬
‫‪ l‬عضوة في رابطة األدب اإلسالمي العاملية‪.‬‬
‫عل ��ى الطريق ولل ��ه احلمد وهمة عالي ��ة أراها ملن حتمل‬
‫‪ l‬عضوة في رابطة بيت املقدس‪.‬‬
‫هذا ال َهم واملهمة‪ .‬فقياس� � ًا لس ��نوات خل ��ت كنت أرى عدد‬
‫‪ l‬عضوة في ملتقى احملترفني واملبدعني العرب‪.‬‬
‫الواف ��دات م ��ن األديبات والداعي ��ات قلي�ل ً�ا‪ ،‬ولكن بحكم‬
‫‪ l‬أسس ��ت موقع ش ��بكة امل ِْسك اإلس�ل�امية النسائية‬
‫وجودي الطويل في الشبكة؛ فاحلق يقال إنه برزت مواقع‬
‫‪www.almeske.net‬‬
‫رائعة من حيث بناء الشخصية الدعوية ذات القلم‪.‬‬
‫‪ l‬له ��ا العدي ��د من املق ��االت في الصح ��ف واجلرايد‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬هناك مقولة ُتنس ��ب لبيل‬
‫ومواقع اإلنترنت‪.‬‬
‫(إن كل ت ��راث ل ��م تت � ّ�م «رقمنت ��ه» س ��يصبح‬ ‫غيت ��س‪ّ :‬‬
‫تراث ًا منسي ًا)؛ فهل هذا الكالم صحيح؟‬ ‫قدم ��ت‬
‫‪« .1‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬برأي � ِ�ك م ��اذا ّ‬
‫‪ l‬التنبؤ باكتس ��اح «الرقمنة» للكتاب وللتراث بش ��كل‬ ‫املواق ��ع واملنتديات النس ��ائية للمرأة املس ��لمة على‬
‫ع ��ام ال ميكن إال أن نأخذه على محمل اجلد؛ فلو أخذنا‬ ‫تقوم�ي�ن‬
‫الصعيدي ��ن األدب ��ي والدع ��وي؟ وكي ��ف ّ‬
‫مقول ��ة «بيل غيتس» على أنه يريد حف ��ظ التراث رقمي ًا‬ ‫أداءها؟‬
‫دون إلغ ��اء أو إقص ��اء للكت ��اب الورق ��ي ف�ل�ا ح ��رج‪ ،‬ولكن‬ ‫‪ l‬املواقع النسائية املوجودة على الشبكة العنكبوتية‬
‫إن كان اله ��دف ه ��و أن يح ��ل واح ��د مح ��ل اآلخ ��ر فه ��و‬ ‫كثيرة‪ ،‬وهي تتنوع بحسب اجتاه مؤسسيها وأهدافهم‪.‬‬
‫أم ��ر خطير ج ��داً‪ .‬حقيق ��ة إن الكتاب املطب ��وع ورقي ًا قد‬ ‫وأرى أن املوقع الذي اتخذ على عاتقه إعانة املبتدئات‬
‫يتناقص تداوله‪ ،‬خصوص ًا املوسوعات والقواميس وتاريخ‬ ‫حد ما ف ��ي إبراز‬
‫وصـقلها جن ��ح إلى ٍّ‬ ‫وتق ��ومي األق�ل�ام َ‬
‫األمم‪ ،‬وسيصبح رقمي ًا‪ ،‬إال أن هذا ال مينع وجوده ورقي ًا‪،‬‬ ‫املواهب األدبية ونش ��ر إنتاجها‪ .‬وهناك مواقع ساعدت‬
‫وحفظه رقمي ًا أمر مطلوب إلى جانب الورق‪ ،‬فنحن رأينا‬ ‫ف ��ي تصويب اللغة بعق ��د دورات لغوي ��ة وتوجيهية في‬
‫أنّ االختراع ��ات احلديثة أكمل ��ت مهمة الكلمة املطبوعة‬ ‫فنون الكتابة‪ ،‬وال ش ��ك أنها تس ��اعد كثي ��راً‪ ،‬ويبقى أن‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫�أوراق‬
‫�أدبية‬
‫يعلو مبفرداته كثير ًا فوق َفهم العامة وبس ��طاء الثقافة‬
‫اللغوية‪ ،‬فتحديهم ال يؤدي الس ��تقطابهم بل ُيقصيهم‬
‫بعيد ًا ويرميهم في أحضان تفاهة اللغة وسطحيتها‪.‬‬
‫ول ��م تأخذ مكانه ��ا‪ ،‬وأصبح احلاس ��وب األداة التي تعني‬
‫برأيك‪ ،‬إلى أي مدى ُتراعي‬ ‫ِ‬ ‫‪« .4‬منبر الداعيات»‪:‬‬
‫املواقع واملنتدي ��ات احلفاظ على لغة القرآن الكرمي‬ ‫في صف احلروف وإدخال البيانات لألعمال املكتوبة‪.‬‬
‫سليمة من اللحن؟‬
‫رمب ��ا كان م ��ن الس ��ابق ألوان ��ه احلدي ��ث ع ��ن اندثار‬
‫‪ l‬برأي ��ي إن الن ��اس الذي ��ن يهتمون باللغ ��ة العربية‬ ‫الكت ��اب الورق ��ي أو أن تصب ��ح «الرقمن ��ة» ه ��ي الوس ��يلة‬
‫ويحرصون على احملافظ ��ة عليها ويعون متام ًا أنها لغة‬ ‫الوحيدة التي س ��تحفظ التراث؛ فاملس ��تجدات التقنية‬
‫الق ��رآن الك ��رمي‪ ،‬ه ��م فقط َم ��ن يحافظ عل ��ى أن تبقى‬ ‫في تطور وال ندري ما يخبئه املستقبل‪.‬‬
‫منتدياته ��م ‪ -‬وم ��ا ُيكت ��ب فيه ��ا ‪ -‬بعي ��دة كل البع ��د عن‬
‫اللحن‪ ،‬مشرقة بلغة القرآن الثَّرة‪.‬‬ ‫الإنرتنت يعر�ض الثقافة احل�سنة وال�سيئة على‬
‫وال ننك ��ر بع ��ض اجله ��ود للك ّت ��اب ف ��ي ش ��تى املواقع‬ ‫ح ٍّد �سواء يف مكان واحد مما ي�ستدعي رقابة ذاتية‬
‫املد كبير‬
‫الذين ينادون بهذا ويس� � َع ْون للتصحيح‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫ووعياً‪ ،‬ف�إن غابا �ض ّل املت�صفح وتاه عرب �أفكار و ُت ّرهات‬
‫والهج ��رة إل ��ى ألفاظ ما أنزل الله بها من س ��لطان أكبر‬
‫م ��ن التخيل‪ ،‬وكأن لغتنا في بحر هائج‪ ،‬س ��فينتها تقاد‬ ‫إن ش ��عبية اإلنترن ��ت في‬ ‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ّ :‬‬
‫بهمة عالية للحفاظ‬ ‫س ��اعة بشراع أبيض ناصع م َو ّشى ّ‬ ‫ازدي ��اد‪ ،‬وه ��ذا ل ��ه تأثيره عل ��ى لغتنا‪ ،‬حي ��ث ظهرت‬
‫عليه ��ا س ��ليمة م ��ن اخل ��دش وعب ��ث األمواج‪ ،‬وس ��اعات‬ ‫لغة جديدة ُتناس ��ب هذا الواقع وهي «لغة الشات»‪،‬‬
‫نراه ��ا مم ّزق ��ة األوصال‪ ،‬وثق ��ب كبير ف ��ي عمقها يعمل‬ ‫أي مدى تش ��كّ ل ه ��ذه الظاهرة خطر ًا على لغتنا‬ ‫إلى ِّ‬
‫أعداء الدين والفكر فيه توسيع ًا! وأكثر ما نرى ذلك في‬ ‫وعل ��ى طريق ��ة تعاطي وتفاع ��ل املتلقي م ��ع األدب؟‬
‫منتديات الشباب وغرف الشات‪.‬‬ ‫التصدي لها؟‬
‫ّ‬ ‫وكيف ميكن‬
‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف الس ��بيل إل ��ى‬ ‫‪ l‬اإلنترن ��ت أحد األس ��باب التي أدت إلى ُبعد اجليل‬
‫رف ��ع املس ��توى األدب ��ي اإلس�ل�امي عل ��ى الش ��بكة‬ ‫اجلدي ��د ع ��ن اللغ ��ة الصحيح ��ة واس ��تعمالها؛ فمرت ��اد‬
‫العنكبوتية؟‬ ‫اإلنترن ��ت يري ��د التح ��دث بأق ��ل وق ��ت‬
‫فيستعمل هذه االختصارات املمجوجة‪،‬‬
‫ع ��دا تناقل املف ��ردات األجنبية املكتوبة‬
‫بح ��روف عربي ��ة ال عالق ��ة له ��ا بلغتنا‪،‬‬
‫وأخطاء في اإلمالء والنحو‪.‬‬
‫واحلقيق ��ة أن مواجه ��ة مث ��ل ه ��ذه‬
‫الظاهرة مضنية وحتتاج لنفَس طويل‬
‫وصبر؛ فعلى املس ��تنيرين في املواقع أن‬
‫يك ِّثف ��وا احلم�ل�ات لتطهي ��ر املواقع من‬
‫ه ��ذه املفردات الت ��ي أصبحت كأنها من‬
‫اللغ ��ة‪ ،‬فاجله ��ود الفردي ��ة ال تكفي بل‬
‫يج ��ب على اجلمي ��ع عق ��د محاضرات‬
‫ودورات للتنبي ��ه واإلحل ��اح عل ��ى‬
‫التصحيح‪.‬‬
‫ويبق ��ى أيض� � ًا دور األدي ��ب في أن ال‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ l‬رفع املس ��توى األدبي اإلسالمي على الشبكة‬
‫يحتاج لكثير من األمور منها‪:‬‬
‫‪ -‬اإلخ�ل�اص م ��ن ِق َبل الك ّت ��اب الكبار‪ ،‬ألنه في‬
‫حقيق ��ة األمر أمل ��س تهاون ًا من البع ��ض‪ ،‬فبعد أن‬
‫يكت ��ب األديب الكثير الكثير ويصبح معروف ًا يبدأ‬
‫بالتقوقع على ذاته!‬
‫‪ -‬برام ��ج مكثفة للتعريف به ��ذا األدب النبيل‬
‫بالرق � ّ�ي واجلمال إذا امتل ��ك كاتبه‬ ‫ال ��ذي يتم َّي ��ز ُّ‬
‫الصنع ��ة اجلي ��دة واألس ��لوب اجل ��ذاب؛ فهو بديل‬
‫وحتد كبير أمام ما نرى من أدب «الس ��رير»‬ ‫ٍّ‬ ‫نظيف‬
‫واجلدل عقيم فيتيه القارىء ويضيع املنطق‪.‬‬ ‫واحللم الضائع وهمسات وأنّات العشق املريض‪.‬‬
‫حد س ��واء‬‫‪ -‬يعرض الثقافة احلس ��نة والس ��يئة على ٍّ‬ ‫‪ -‬تبن ��ي املواه ��ب اجلدي ��دة والعم ��ل بصمت وس ��رية‬
‫ف ��ي مكان واح ��د مما يس ��تدعي رقابة ذاتي ��ة ووعي ًا‪ ،‬فإن‬ ‫لدفعه ��ا‪ ،‬فال يق ��وم الكاتب الكبير به ��ذه املهمة اجلليلة‬
‫غابا ضلّ املتصفح وتاه عبر أفكار و ُت ّرهات‪.‬‬ ‫ُبغية جمع الشباب حوله ليصبح أمير ًا مت ّوج ًا بخدمته‬
‫بلباس من ُط ْه ٍر‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬يعرض املواقع التي ُتلبس القبيح‬ ‫لهم‪ ،‬بل هم َمن يخدموه بأن أكس ��بوه من احلس ��نات ما‬
‫وتقبل‬‫زائ ��ف وتس ��تدرج قلي ��ل اخلب ��رة لثقافة اجلن ��س ُّ‬ ‫ال يعل ��م‪ ،‬فلينفق من وقته زكاته في تعليم غيره فهو لم‬
‫األم ��ور اخلاطئ ��ة‪ ،‬فيتعود عليها لتصب ��ح عادة ال ميكن‬ ‫يصبح هكذا إال بفضل الله عليه‪.‬‬
‫تخطيها إال بصعوبة‪.‬‬ ‫‪ -‬ال أح ��د يول ��د أديب� � ًا والطري ��ق طوي ��ل‪ ،‬فنح ��ن ال‬
‫فاحل ��ذر كل احلذر من الغوص في عالم ال تحُ س ��نوا‬ ‫منس ��ك َس� � ْوط ج�ل�اد‪ ،‬ب ��ل قلم� � ًا معلم� � ًا رفيق� � ًا كمعل ��م‬
‫فيه السباحة؛ فكم من مواقع عرضت خدمات ومعلومات‬ ‫البش ��رية رس ��ولنا [؛ فنحن نري ��د أن ُنس ��لم الراية ملن‬
‫وثقاف ��ات وأخذت بيد هذا وذاك لتج ّره إلى ما ال ُيحمد‬ ‫بعدنا‪ ،‬فلتكن بقوة وحزم وحب خلير األمة وليس ملنافع‬
‫شخصية‪.‬‬
‫املغرضة‬ ‫عقباه من تع ّود ملمارس ��ة اخلطأ ودخول املواقع ِ‬
‫‪ -‬ع ��دم اليأس أب ��د ًا مهما طال الوق ��ت‪{ :‬فأما الز َب ُد‬
‫املدمرة لعقيدة املس ��لم وثقافته وا ُمل َع� � ِّودة له على ثقافة‬
‫فيمكث في األرض}‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الناس‬
‫َ‬ ‫فيذهب ُجفاء وأما ما ينفع‬
‫غربي ��ة ُم ْن َك ��رة بحجة «االنفت ��اح» واالس ��تفادة والتبادل‬
‫متاع قليل‪...}..‬‬ ‫{ال يغرنّك تق ُّلب الذين كفروا في البالد ٌ‬
‫الثقاف ��ي‪ .‬وعلى املتصف ��ح أن يعلم أن هناك أناس ثقات‬ ‫نح ��ن نريد أن نزرع اليقني ب ��أنّ احلق واخلير في تعليم‬
‫ف ��ي مواقع محترمة فليس ��أل أهل اإلمي ��ان من العلماء‬ ‫راق سام‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫سبيل ٍ‬ ‫الناس اخلير بشتى السبل‪ ،‬واألدب‬
‫والتربوي�ي�ن عنه ��ا‪ ،‬وليعلم أنه محاس ��ب على كل دقيقة‬ ‫يقرب الثقافات‬ ‫‪« .6‬منبر الداعي ��ات»‪ :‬اإلنترنت ّ‬
‫يقضيه ��ا ف ��ي غي ��ر مرضاة الل ��ه‪ ،‬فقد ميوت فج ��أة وهو‬ ‫واإلبداع ��ات األدبي ��ة للجمه ��ور‪ ،‬ولك ��ن ف ��ي الوق ��ت‬
‫يعصي ربه‪.‬‬ ‫نفسه له سلبيات شتّ ى‪ ،‬فما هي؟‬
‫]]]‬
‫‪ l‬سلبياته تكمن في عرض الغث والسمني دون رقابة‬
‫ختام� � ًا‪ :‬نش ��كر األديب ��ة صب ��اح الضام ��ن على هذا‬ ‫وال ضابط‪ ،‬فهو‪:‬‬
‫احل ��وار‪ ،‬مؤ ِّكدي ��ن على ض ��رورة أن ُيس ��اهم اإلنترنت في‬ ‫‪ -‬يع ��رض األف ��كار واملعتق ��دات بش ��كل الف ��ت ويز ّين‬
‫ً‬
‫وكتابة‪ ،‬وهن ��اك العديد من املواقع‬ ‫تطوي ��ر األدب ق ��راء ًة‬ ‫لها ويس ��تجلب الصغير قب ��ل الكبير‪ ،‬وهذا أمر في غاية‬
‫الت ��ي ُينص ��ح بها في هذا املجال منه ��ا‪ :‬موقع األلوكة –‬ ‫اخلطورة‪.‬‬
‫رابط ��ة ( ُرواء) لألدب اإلس�ل�امي – رابطة أدباء الش ��ام ‪-‬‬ ‫‪َ -‬يذْ ك ��ر الكلم ��ة ض ��د الكلم ��ة وال ��رأي ض ��د ال ��رأي‬
‫موقع القصة السورية – ديوان العرب ‪ -‬وغيرها‪l...‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪ ...‬وقالت ال�شريعة‬
‫فتاوى‬
‫للعالّمة الفقيه د‪ .‬أمحد احلَجِّي الكردي‬

‫الغرة؟ وم ��ا مقدارها؟ وملن ُتدفع؟‬


‫ذلك؟ وعل ��ى من جتب ّ‬ ‫الصالة بعد األذان مباشرة‬
‫الغرة على الزوجني أو على الزوجة وحدها؟‬
‫وهل جتب ّ‬ ‫‪ .1‬هل جتوز الصالة بعد االنتهاء من األذان مباش ��رة‬
‫‪ l‬األص ��ل في اإلجهاض املنع منه ش ��رع ًا إال حلاجة‬ ‫وانتظار اإلقامة؟‬
‫املاسة يجوز عند بعض الفقهاء‬ ‫ماسة‪ ،‬وفي حال احلاجة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ l‬ال مانع من صالة املرأة بعد األذان‪ ،‬فالصالة عقب‬
‫ً‬
‫قبل أن يتم احلمل أربعني يوما من يوم ُعلوقه‪ ،‬وبعضهم‬ ‫دخول الوقت مباش ��رة صحيحة‪ ،‬وغالب ًا ما يترافق ذلك‬
‫املاس ��ة قبل أن ُيتم أربعة أشهر‪ ،‬وبعضهم‬ ‫أجازه للحاجة ّ‬ ‫مع أول األذان‪ .‬لكن األفضل للرجال الصالة في املسجد‬
‫منع ��ه مطلق� � ًا ِّ‬
‫ألي س ��بب كان‪ .‬أم ��ا بع ��د نهاي ��ة الش ��هر‬ ‫جماعة بعد اإلقامة‪ ،‬واألفضل للنس ��اء االنتظار إلى ما‬
‫الرابع فتُ نفخ فيه الروح‪ ،‬ويصبح إنسان ًا كامل اإلنسانية‬ ‫بعد انتهاء األذان‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫ألي س ��بب كان‪ .‬ثم إذا كان‬ ‫والكرامة‪ ،‬فال يجوز إس ��قاطه ِّ‬
‫إجهاض ��ه بع ��د الش ��هر الرابع ففي ��ه الغ� � ّرة (وهي نصف‬
‫استراحة العامل أثناء العمل‬
‫ُع ْش ��ر دي ��ة الرج ��ل) ودية الرج ��ل هي ما يس ��اوي تقريب ًا‬
‫أحس شخص بتعب خالل العمل أو خشي على‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬إذا‬
‫(‪ 4.25‬ك ��غ) م ��ن الذهب اخلال ��ص‪ ،‬فتك ��ون دية اجلنني‬
‫ً‬
‫قليال ويستريح؟‬ ‫نفسه الهالك‪ ،‬هل يجوز له أن يرتاح‬
‫حوال ��ي(‪ 212.5‬غ) م ��ن الذه ��ب اخلالص و ُتدف ��ع الدية‬
‫�وع من‬
‫‪ l‬العم ��ل عن ��د اآلخري ��ن (أو عن ��د الدولة) ن � ٌ‬
‫ل َو َرث ��ة اجلنني‪ ،‬وفيه أيض ًا الكفّ ��ارة عند بعض الفقهاء‪،‬‬
‫اإلج ��ارة‪ ،‬وعلى األجي ��ر أن ينتظم بأح ��كام ال َعقد الذي‬
‫وهي صيام س ��تني يوم� � ًا متتابعة‪ ،‬وبع ��ض الفقهاء يرى‬
‫تعاقد به مع الشركة أو املؤسسة التي يعمل فيها بحسب‬
‫الكفارة مندوبة ال واجبة‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫ش ��روط العق ��د‪ ،‬فإن تع ��ب في العمل فل ��ه أن يرتاح بإذن‬
‫الشهادة على شيء لم يشهده‬ ‫مالك الشركة التي يعمل فيها‪ ،‬فيتفق معه أثناء العقد‬
‫‪ -4‬ذهب � ُ�ت إل ��ى محكم ��ة الع ��دل‪ ،‬وكن ��ت أحت ��اج إل ��ى‬ ‫على ذلك‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫ش ��اهد‪ ،‬فاقترح عل � ّ�ي كاتب العدل في احملكمة أن أش ��هد‬
‫ألي ش ��خص موج ��ود ف ��ي احملكم ��ة‪ ،‬ويش ��هد ل ��ي ه ��و‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫املشوه‬
‫ّ‬ ‫إسقاط اجلنني‬
‫فوافقنا‪ ،‬وشهد أحدنا لآلخر‪ ،‬ولم يعلم أحدنا على ماذا‬ ‫حرم االعتداء على‬ ‫‪ -3‬من املعلوم أن الش ��رع احلنيف ّ‬
‫شهد‪ ،‬فهل تعتبر ش ��هادتي شهادة زور؟ وإذا كانت كذلك‪،‬‬ ‫زوج يق ��ول‪ :‬ق ��رر عدد‬ ‫اجلن�ي�ن بإس ��قاطه‪ ،‬والس ��ؤال م ��ن ٍ‬
‫فماذا أفعل؟ وبارك الله فيكم‪.‬‬ ‫كبير من األطباء أن اجلنني مش ّ ��وه تش � ُّ�وه ًا كبير ًا (سبق‬
‫‪ l‬الش ��هادة تك ��ون ع ��ن عل ��م‪ ،‬أو عن معاينة الش ��اهد‬ ‫أن ُولد لهما مولود بالتشوه نفسه ومات الحق ًا)‪ ،‬وهذان‬
‫للش ��يء املش ��هود به بنفس ��ه‪ ،‬حلدي ��ث ابن ع ّب ��اس رضي‬ ‫ّ‬ ‫الزوجان ملتزمان ويخش ��يان إس ��قاط اجلن�ي�ن‪ ،‬لكن األم‬
‫الله عنهما قال‪«ُ :‬ذكر عند رس ��ول اللّه [ ال ّرجل يش ��هد‬ ‫في حالة نفس ��ية صعبة (اجلنني في الشهر الرابع)؛ فما‬
‫بش ��هادة‪ ،‬فق ��ال لي‪ :‬ي ��ا ابن ع ّباس‪ ،‬ال تش ��هد إ ّال على ما‬ ‫العمل؟ وإن قاما باإلجهاض‪ :‬فما هي اآلثار املترتبة على‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪48‬‬
‫هل تعرفني؟‬
‫يحررها‬
‫ِّ‬ ‫زاوية حديثية‬
‫الشيخ حسن قاطرجي‬

‫حديث ‪« :145‬أليس قد صا َم بعده رمضان»؟ ‪ -‬أي بعد الذي س ��بقه‬


‫بالوفاة ‪.-‬‬
‫ه ��ذا حديث حس ��ن‪ ،‬وس ��ببه قص ��ة رؤيا من ��ام رأى فيه ��ا الصحابي‬
‫طلحة بن ُع َبيد الله رضي الله عنه رجلني كانا َق ِدما على رسول الله [‬
‫أحدهما أكثر اجتهاد ًا في الدين من اآلخر‪ ،‬ثم استُ ش ��هد‬ ‫وأس ��لما ثم كان ُ‬
‫وتوف ��ي الثاني بعده بس ��نة ومع ذلك رأى في املن ��ام أن الثاني دخل اجلنة‬ ‫الش ��مس‪،‬‬ ‫يض ��يء ل ��ك كضي ��اء ه ��ذه ّ‬
‫قبل األول‪ ،‬فعجب ملا رآه‪ ،‬فأزال النبي [ عجبه مبا فسره له‪.‬‬ ‫وأوم ��أ رس ��ول ال ّل ��ه [ بي ��ده إل ��ى‬
‫واحلديث رواه اإلمام أحمد في املس ��ند عن أبي هريرة رضي الله عنه‬ ‫الش ��مس»‪ .‬أخرجه احلاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(‪ ،)8399‬وقال احلافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» ‪ :204 :10‬رواه أحمد‬
‫وإسناده حسن‪.‬‬ ‫أم ��ا الش ��هادة عل ��ى أمر مجه ��ول غير‬
‫نف ِس ��ه رضي الله عنه (‪ 1389‬و‪ )1403‬وأشار‬ ‫كما رواه في مس ��ند طلحة ِ‬ ‫معلوم للش ��اهد فال يجوز شرع ًا‪ ،‬وهي‬
‫إلي ��ه عق ��ب حديث أبي هري ��رة من دون امل�ت�ن (‪ ،)8400‬ولك � ْ�ن فيه انقطاع‬ ‫من ش ��هادة الزور‪ .‬فعليك بالتوبة إلى‬
‫(يرجع‬ ‫ينج ِب � ُ�ر بحدي ��ث أب ��ي هري ��رة وبش ��واهد عن عدد م ��ن الصحاب ��ة ُ‬
‫َ‬ ‫الل ��ه تعال ��ى‪ ،‬واإلكث ��ار من االس ��تغفار‬
‫للتوسع إلى طبعة مؤسسة الرسالة للمسند ‪ ،13 -12 :3‬احلاشية)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫واألعم ��ال الصاحل ��ة‪ ،‬وع ��دم ال َع� � ْود‬
‫فائدة من احلديث‬
‫من عليه بإدراك رمضان وصيامه;‬ ‫عظيم فضل الله عز وجل على َم ْن ّ‬ ‫ملث ��ل ذل ��ك ف ��ي املس ��تقبل‪ ،‬وإذا حصل‬
‫الس� � ْبق ف ��ي نيل فضل الل ��ه واالرتقاء في‬
‫ف ��إن ذلك قد يكون من أس ��باب َ‬ ‫بش ��هادتك هذه ضرر ألحد من الناس‬
‫ظن أنه هو السابق بطاعة عظيمة‪.‬‬ ‫الدرجات والتفوق على من ُي ّ‬ ‫ف�ل�ا بد من تعويضه ع ��ن ضرره‪ .‬والله‬
‫فرج الله‬ ‫حدي ��ث ‪« :146‬دع ��وة أخي ذي النُّ ون ما دع ��ا بها مكروب إال َّ‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬
‫عنه ‪ -‬ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظاملني‪.»-‬‬
‫هذا حديث صحيح‪ ،‬رواه اإلمام أحمد في املسند عن الصحابي سعد‬ ‫األكل في مطاعم تقدم‬
‫وصححه احلاكم في «املستدرك» ‪:2‬‬ ‫ّ‬ ‫بن أبي وقَّ اص رضي الله عنه (‪)1462‬‬ ‫اخلمور‬
‫«ش� � َعب‬‫‪ 382‬ووافقه اإلمام الذهبي‪ ،‬ورواه اإلمام ال َب ْيهقي في كتابه الق ّيم ُ‬
‫اإلمي ��ان» ف ��ي باب محبة الل ��ه‪ ،‬فصل في إدامة ذكر الل ��ه (‪ )432 :1‬بلفظ‪:‬‬ ‫‪ -5‬ه ��ل يج ��وز اجللوس ف ��ي مطعم‬
‫يدع بها مس ��لم في ُك ْ َربة إال اس ��تجاب الله له»‪ ،‬ورواه اإلمام الترمذي‬ ‫«لم ُ‬ ‫يوج ��د في ��ه اخلمر؟ م ��ع العل ��م أننا ال‬
‫رجل مس ��لم في ش ��يء قط إال‬ ‫يدع بها ٌ‬ ‫ُ‬ ‫«لم‬ ‫بلفظ‪:‬‬ ‫(‪)3813‬‬ ‫�وات‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫الد‬ ‫ف ��ي‬ ‫جنال ��س أش ��خاص ًا يتناولون ��ه عل ��ى‬
‫استجاب الله له»‪ .‬وذو النون هو لقب نبي الله يونس عليه السالم‪.‬‬ ‫طاولتنا‪ ،‬وإمنا على الطاوالت األخرى‪،‬‬
‫�ن على الناس زمان ال ينجو فيه إال الذي يدعو‬ ‫حدي ��ث ‪ِ :147‬‬
‫«ليأت�ي َ َّ‬ ‫ولكن ال ننظر إليهم‪.‬‬
‫بدعاءٍ كدعاء الغريق»‪.‬‬
‫ه ��ذا حديث صحيح‪ ،‬وق ��د ورد مرفوع ًا وموقوف ًا من كالم الصحابي‬ ‫‪ l‬اجلل ��وس ف ��ي املطاع ��م الت ��ي‬
‫حذيف ��ة ولك ��ن له حكم الرفع ألنه ليس من قبيل الرأي الش ��خصي‪ .‬رواه‬ ‫تقدم اخلم ��رة ال يجوز إال للضرورة أو‬
‫وصححه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫احلاكم في «املس ��تدرك» مرفوع ًا ف ��ي موضعني ‪ 507 :1‬و‪425 :4‬‬ ‫املاس ��ة‪ ،‬وعليكم التفتيش عن‬ ‫احلاجة ّ‬
‫(ينظر كالمه في‬ ‫�يخنا محمد ع ّوامة ُ‬‫احملدث ش � ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ومن املعاصرين صححه‬ ‫مطاعم أخ ��رى ال تقدم احمل ّرمات‪ ،‬ولو‬
‫تعليق ��ه عل ��ى املصنَّف الب ��ن أبي شَ � � ْيبة ‪ ،)91 :15‬ورواه ابنُ أبي شَ � � ْيبة في‬
‫املصنّف (‪ 29783‬والذي يليه و‪ )38300‬موقوف ًا بس ��ند صحيح عن حذيفة‬ ‫كان ��ت أقل في املس ��توى‪ ،‬أو أغلى ثمن ًا‪،‬‬
‫بن اليمان رضي الله عنه‪.‬‬ ‫وم ��ن ت ��رك ش ��يئ ًا لله‬
‫أو أبع ��د مكان� � ًا‪َ ،‬‬
‫فوائد من احلديثني‬ ‫ع ّوض ��ه الل ��ه تعالى خير ًا من ��ه‪ .‬والله‬
‫أهمي ��ة الدع ��اء‪ ،‬وفضل الدعاء ال ��ذي دعا به نبي الل ��ه يونس‪ ،‬واحلالة‬ ‫تعالى أعلم‪l‬‬
‫القلبي ��ة ‪ -‬مث ��ل حالة ال َغ� � َرق ‪ -‬التي ينبغ ��ي أن يكون عليه ��ا الداعي أثناء‬
‫الدعاء‪l‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫ابك وجلب‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫تهانينا‬
‫ابك‬
‫يبار‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ويب� ك قسم ال‬
‫للط‬
‫أيض ًا ل� �كل من‪ :‬ع فلة جنان‬
‫�ارك‬
‫م‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ريدل‬ ‫ك‬ ‫ائش� �‬ ‫طفران‬
‫مليسا مبناسبة ارتدائهن ا ة األيوبي ومنى ط ي حجابها‪،‬‬
‫ق� �و‬ ‫حل‬ ‫ء‬
‫ش وغرام‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫وتب � جانة حجابها‪ ،‬وكذ جاب‪ .‬وتبا‬
‫فيق‬ ‫لك ت‬ ‫ارك‬
‫بارك مينى ميوت مل حاسبيني‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫إمي� �ان ع‬ ‫أ‬
‫ا طقوش‪،‬‬
‫يرن‬
‫ق‬ ‫زا‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫اف عب� �‬ ‫ف‬
‫ت‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫س� �عد مبنا‬
‫رض� �ا عبا‬
‫و‬ ‫دا‬
‫ئهن اجللب‬ ‫من فضله‪.‬‬
‫اب؛ نس� �أل الله تعا س وهدى‬
‫لى أ‬
‫ن يزيدهن‬

‫�‬ ‫و‬ ‫ر‬


‫جمعي س‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫رك القس� �‬
‫يبا‬
‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ة‬ ‫ئي في‬ ‫ا‬ ‫مب‬ ‫عويض‬
‫ال‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫محم� �د الناج� �ي‪ .‬وتفبا� �فه� �ا‪ ،‬ويبارك أيض ًا لوالحتءاد الإ�سالم‬
‫ز‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫�‬
‫ي لش� �ماء‬
‫زي� �دان ز‬ ‫ارك حن� �‬ ‫وبس� �ام ا‬
‫ش � ري لس� �يد زواجهم� �ا‪ .‬ك ان أبو حوس� �ة لهب واجها من‬
‫ة أب‬ ‫عب ة ومحم� �د الزغ� �ر ا يب� �ارك ا‬
‫م‬ ‫ف‬
‫و حوس� �ة‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫مل‬
‫الطال‬ ‫ة زفاف‬ ‫ا س وابتس� �ا‬
‫� �ا‬
‫هما؛ وتب� �ارك إميان ب� �ي لروان‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫عب� �‬ ‫س زوا‬ ‫جلمي‬
‫اس لعلي‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫ع حياة زوجية مبارك جهم� �ا‪ ،‬نس�‬
‫تعال� �‬ ‫ة‪.‬‬
‫ى أن ي� �رزق‬

‫يف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ب‬


‫املولود‬
‫زوجه� �ا‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫محمود‬
‫� �ائ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫أ رك مليادة ش� �نان و ي لعبي� �دة‬
‫م‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫يبارك الق‬
‫ويب� �ا‬
‫يض ًا ل ُن‬
‫كما ت جود جنيب والش� �ي مرع� �ي مولودتهم� �ا مولودهما‪،‬‬
‫رو‬ ‫خي‬ ‫بار‬
‫إبراه ك صفاء فاهمة لشا حيى كريدية مول ى‪ ،‬ويبارك‬
‫وده‬ ‫د‬ ‫يم‪،‬‬
‫ويبارك آل العاصي ي فاهمة وجيهان ع ما ُعبادة‪،‬‬ ‫س� �ي‬
‫مولودهما‬
‫د‬ ‫ي‬
‫ا‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ناصر و‬ ‫ل‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫لني‪ ،‬وتب � ار‬
‫لعاصي‬ ‫أبو حو‬ ‫حوسة ب‬
‫توأمهما زينة وزيا س� �ة لبارعة مي� �زار مولودتهما‬
‫يو‬ ‫د‪ .‬ب‬
‫ارك الله لك ّل منكم طارق أبو‬
‫في ولده‪.‬‬
‫حك‬ ‫ا‬ ‫جن‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫رك املنتد‬
‫يب� �ا‬
‫س‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫بي لدر‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫م� �ن اجلام‬
‫��‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫�‬
‫ى مبناس� �ب‬
‫ر‬
‫ك آلمن� �ة‬ ‫البكالوري�‬
‫�ا‪ .‬كما يب� �ارك لكل وبالل أب� �و حوس� �ة ة تخرجها‬
‫احهما في‬
‫جن‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ني‬ ‫ح‬ ‫الناج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫؛‬ ‫الرسمية‬
‫ا‬ ‫له‬
‫حجات في‬ ‫تعالى لهم‬
‫الش� �هادات‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫آلخرة‪l‬‬
‫ي الدنيا وا‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة‬

‫لقاء �إمياين ن�سائي‬


‫وس ��حب تمُ ب ��وال‪ ،‬باإلضاف ��ة إل ��ى طاق ��ة من األناش ��يد‬ ‫مع نس ��ائم ش ��هر رمضان املب ��ارك ونفحاته العطرة‬
‫الشابة املنشدة ريان الزعبي‪.‬‬ ‫املن ّوعة أدتها ّ‬ ‫أقام القس ��م النس ��ائي في جمعية االحتاد الإ�سالمي ً‬
‫لقاء‬
‫إمياني� � ًا في فن ��دق س ��فير بتاريخ ‪ 22‬ش ��عبان ‪1430‬هـ =‬
‫‪ 14‬آب ‪2009‬م‪ ،‬بعن ��وان‪ ...« :‬وع ��اد رمض ��ان»‪ ،‬اس ��تُ هلت‬
‫اجللس ��ة بت�ل�اوة آي ��ات م ��ن الذك ��ر احلكيم ودع ��اء من‬
‫األخت أم عثمان األزّ از‪ ،‬بعدها ألقت األخت أم عالء‬
‫قاطرج ��ي كلم ��ة املناس ��بة‪ ،‬ث ��م ألق ��ى الناش ��ئ فاروق‬
‫الوت ��ار ُخطب ��ة اخلليفة الراش ��د عمر بن عب ��د العزيز‪،‬‬
‫وتخل ��ل البرنامج تناول طعام الفطور وعروض مص ّورة‬

‫و�ص ْد ُق �إخاء‬ ‫ٌ‬


‫متعة ونقاء‪ِ ...‬‬
‫نظمتها‬ ‫تاله الفقرات التالية‪ :‬س ��باحة‪ ،‬مسابقات مائية ّ‬
‫الطالبة عال عب�ل�ا‪ ،‬ألعاب رياضية ح ّرة‪ ،‬تناول الغداء‪،‬‬
‫ث ��م كلم ��ة رمضاني ��ة م ��ن األخت س ��هاد عكّ يل ��ة وحوار‬
‫أض ��اءت في ��ه على أهمية االس ��تعداد الروح ��ي واملعنوي‬
‫ّتهن على‬
‫والعبادي الستقبال شهر رمضان املبارك‪ ،‬وحث ّ‬
‫ض ��رورة اغتنام فرص الطاعة‪ ،‬وعدم تضييعها ومتييعها‬
‫ذهب األجر والثواب‪.‬‬ ‫وي ِ‬‫سخط الله‪ُ ،‬‬ ‫فيما ُي ِ‬
‫ومتّ تق ��دمي فق ��رة «عرض مواهب» م ��ن قبل األخت‬ ‫حت ��ت عن ��وان‪« :‬متع � ٌ�ة ونق ��اء‪ِ ...‬‬
‫وص � ْ�د ُق إخ ��اء»‬
‫بحماس واهتمام‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رميا حلواني‪ ،‬شاركت فيها الطالبات‬ ‫انطلقت رحلة الطالبات التي نظمها املنتدى الطالبي‬
‫وقد ُق ِّس ��مت إلى ثالث مس ��ابقات (إنش ��اد‪ ،‬إلقاء الش ��عر‬ ‫ال ومس ��بح في ق ��ب إلياس ‪-‬‬ ‫‪ -‬قس ��م الطالب ��ات إلى في ّ‬
‫والنث ��ر‪ ،‬فك ��رة مش ��روع طالب ��ي)‪ ..‬واختُ تم ��ت الرحل ��ة‬ ‫البقاع‪ ،‬وذلك يوم السبت في ‪ 25‬شعبان ‪1430‬هـ = ‪ 15‬آب‬
‫بالس ��باحة احل� � ّرة‪ ،‬ث ��م اإلع�ل�ان ع ��ن نتائج املس ��ابقات‬ ‫‪2009‬م‪ .‬افتُ ت ��ح برنامج الرحلة بصالة الضحى وجلس ��ة‬
‫وتوزيع اجلوائز‪.‬‬ ‫ذكر في مسجد الفيال أدارتها الطالبة منى زعرورة‪ ،‬ثم‬

‫اختتام دورات الفرقان الإ�سالمية ال�صيفية‪ -‬الذكور‬


‫مت بفض ��ل الل ��ه تعال ��ى اختت ��ام دورات الفرق ��ان‬
‫كل م ��ن بيروت‬ ‫اإلس�ل�امية الصيفي ��ة ‪ -‬الذك ��ور ‪ -‬ف ��ي ٍ‬
‫وطرابل ��س وط ��اران‪ ،‬ف ��ي احتفاالت حضره ��ا األهالي‪،‬‬
‫وق ��د مت فيها توزيع الش ��هادات واجلوائ ��ز على الطالب‪،‬‬
‫كم ��ا ُختمت ال ��دورات املدعومة من قب ��ل اجلمعية منها‬
‫دورت ��ا البيرة والس ��فينة في عكار‪ .‬وق ��د زاد عدد الطالب‬
‫في هذه الدورات على اخلمسمائة طالب‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫أنشطة‬

‫�إفطارات ق�سم الطالبات الرم�ضانية ال�سنوية‬


‫«رم�ضان �شهر الإميان واالحت�ساب»‬
‫نظم املنت ��دى الطالبي في جمعية االحتاد الإ�سالمي–‬ ‫ّ‬
‫قسم الطالبات سلس ��لة من اإلفطارات الرمضانية في‬
‫العدي ��د م ��ن املناط ��ق اللبنانية‪ ،‬حتت عن ��وان‪« :‬رمضان‬
‫شهر اإلميان واالحتساب»‪:‬‬
‫‪ l‬في بيروت‪ :‬دار الدعوة‪ :‬مساء االثنني‪ 10 :‬رمضان‬
‫‪1430‬هـ = ‪ 31‬أيلول ‪2009‬م‪.‬‬

‫طرابلس‬ ‫بيروت‬

‫وضرورة احتس ��اب األجر وهو أساس الطاعة وجوهرها‪،‬‬


‫ٌ‬
‫وعروض‬ ‫وح ��ول معاني اإلمي ��ان والتطبيق العمل ��ي له)‬
‫�دد ِمن بلدان العالم‪،‬‬
‫مص� � ّورة حول أجواء رمضان في ع � ٍ‬
‫وح ��وارات مع الطالبات‪ ،‬ومس ��ابقات وجوائز‪ ،‬وأناش ��يد‪،‬‬
‫باإلضافة إلى االجتماع على صالة املغرب وحول موائد‬
‫اإلفطار‪.‬‬ ‫الصديق‪ 13 :‬رمضان ‪1430‬هـ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ l‬في طرابلس‪ :‬مطعم‬
‫صيدا‬ ‫= ‪ 3‬أيلول ‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ l‬في صيدا‪ :‬مركز الرحمة‪ 16 :‬رمضان ‪1430‬هـ = ‪6‬‬
‫أيلول ‪2009‬م‪.‬‬
‫تخلل اإلفطارات تالوة مباركة من آيات الذكر احلكيم‪،‬‬
‫وأدعي ��ة وكلم ��ات م ��ن وحي املناس ��بة (مت التوق ��ف فيها‬
‫عن ��د دور رمضان في تعزيز معنى اإلميان واالحتس ��اب‪،‬‬

‫�إفطار جلنة الدعوة يف ال�شمال‬


‫ونظم ��ت جلن ��ة الدعوة في جمعية االحتاد الإ�سالمي سلس ��لة من‬
‫اإلفط ��ارات وكان م ��ن أبرزها اإلفطار الدعوي في الش ��مال الذي‬
‫ضم الدعاة واملشايخ والعلماء وحضره لفيف من طالّب العلم‪ ،‬وقد‬
‫بل ��غ عدد احلضور حوالي ‪ 300‬مدع ��و‪ ،‬وكانت هناك كلمة لرئيس‬
‫اجلمعية الش ��يخ حسن قاطرجي أ ّكد فيها على ضرورة معاجلة‬
‫عدة ظواهر َم َرضية خطيرة في مناخات الصحوة اإلسالمية‪ ،‬وأن‬
‫والعالم من االرتهان ألحد إال لش ��رع الله عز‬
‫ِ‬ ‫يتحرر طالب العلم‬
‫وجل‪ ،‬وأكد على أن الدعوة إلى الله طريق طويل يحتاج إلى صبر‪،‬‬
‫وأن الي ��د مم ��دودة للجميع من أجل التعاون ألنن ��ا ننبذ احلزبية‬
‫ونؤمن بأنّ األخ ّوة في الله جتمع وال تف ِّرق‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪52‬‬
‫أنشطة‬

‫�إفطارات اجلمعية لعالقاتها يف رم�ضان‬

‫كم ��ا نظم ��ت جلن ��ة‬


‫بيروت‬ ‫طرابلس‬ ‫العالق ��ات العام ��ة ف ��ي‬
‫اجلمعي � ��ة حف ��ل إفطاره ��ا‬
‫الس ��نوي ف ��ي بي ��روت ف ��ي‬
‫فن ��دق الروي ��ال ب�ل�ازا‪ ،‬وف ��ي‬
‫الشمال في فندق الكوالتي‬
‫إن حضرهم ��ا حوال ��ي ‪250‬‬ ‫ّْ‬
‫تاج ��ر ورج ��ل أعم ��ال وع ��دد‬
‫م ��ن األطب ��اء واملهندس�ي�ن‬
‫واحملام�ي�ن‪ .‬وتخل ��ل اإلفطا َر ْي ��ن كلمة لرئيس اجلمعية ر ّك ��ز فيها على أهمية التعاون وب ��ذل الطاقات وضمها ضمن‬
‫السنة واجلماعة بالفعل‬
‫وتدين «املوضة»‪ ،‬وركّز على االنتماء احلقيقي إلى أهل ُّ‬
‫التدين الطائفي ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫عمل جماعي ونبذ‬
‫وحث احلاضرين على دعم مسيرة الدعوة إلى الله ببذل املال الستمرار املؤسسات‬ ‫ال باالدعاءات الطائفية الفارغة‪ّ ،‬‬
‫الد ْولية – آفاق‪.‬‬
‫اإلسالمية ومتيزها وجناحها‪ .‬وقد ُختم إفطار بيروت ب َع ْرض مص ّور عن مشروع املدرسة َّ‬

‫�إفطارات ق�سم النا�شئة ‪ -‬الذكور‬

‫ونظم قس ��م الناش ��ئة في اجلمعية سلس ��لة م ��ن اإلفطارات في‬
‫بيروت‬ ‫العديد من املناطق اللبنانية‪:‬‬
‫‪ .1‬في بيروت‪ :‬دار الدعوة‪ 12 ،‬رمضان؛ حيث بلغ عدد املشاركني‬
‫‪ 50‬ناشئ ًا‪.‬‬
‫‪ .2‬ف ��ي عرم ��ون‪ :‬دار القرآن الكرمي‪ 17 ،‬رمض ��ان؛ وقد فاق عدد‬
‫املشاركني ‪ 60‬ناشئ ًا من طالب دورات الفرقان‪.‬‬
‫‪ .3‬في طرابلس‪ :‬ش ��ارك ‪ 60‬ناش ��ئ ًا أيض ًا في اإلفطار الذي دعا‬
‫إليه القس ��م في مرك ��ز اجلمعية بتاريخ ‪ 19‬رمض ��ان تضمن برنامج‬
‫اإلفطار‪ :‬مسابقة ثقافية‪ ،‬تالها كلمة توجيهية عن ضرورة االستفادة‬
‫من العشر األواخر‬
‫عرمون‬ ‫طرابلس‬ ‫من ش ��هر رمضان‪،‬‬
‫ث ��م ص�ل�اة املغ ��رب‬
‫ف ��ي جماعة بعدها‬
‫دع ��ي األوالد إل ��ى‬
‫مائدة اإلفطار‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫واحة القارئات‬
‫ثقافة إعالمية‬
‫ترشيد الصحوة اإلسالمية‬
‫احلس ��ني الندوي الذي اختار موضوعه موائم ًا‬ ‫َ‬ ‫هذا الكتاب للش ��يخ أبي احلس ��ن علي‬
‫حلاج ��ة العصر؛ فقد َك ُثر احلديث عن الصحوة اإلس�ل�امية في ب�ل�اد مختلفة‪ ،‬و َكثر التفاؤل‬
‫به ��ا واالعتم ��اد عليه ��ا‪ ،‬ولكنها كانت وال تزال في حاجة إلى توجيه ��ات عميقة مخلصة‪ .‬فيه‬
‫اس ��تعراض أمني دقيق في ضوء دراس ��ة واس ��عة هادفة للتاريخ وجتارب الدعوات والصحوات‬
‫واحل ��ركات واالنتفاض ��ات قدمي� � ًا وحديث ًا‪ ،‬وفي ��ه تعريف بواقع احلي ��اة واحمليط واالجتاهات‬
‫واحل ��ركات ذات األه ��داف العميق ��ة البعيدة وذات اخلطر واألثر في املاضي واملس ��تقبل‪ ،‬التي‬
‫تعاص ��ر ه ��ذه الصح ��وة بق ��وة ونش ��اط‪ ،‬وتعري ��ف بمِ َ ا تعيش ��ه هذه األم ��ة من مح ��ن وأزمات‪،‬‬
‫ومخططات دقيقة رهيبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومؤامرات‬
‫‪ l‬جتدونه في مكتبة الرسالة‪.01/313793 :‬‬

‫األرقام تتحدث‪:‬‬
‫دخل يومي‪ ...‬دوالر واحد‬
‫اليومي عن‬
‫ّ‬ ‫ِطبق� � ًا لتقاري ��ر البنك الدولي‪ ،‬فإنّ األفراد الذي ��نَ ِ‬
‫يقلّ دخلهم‬
‫دوالر واح ��د ف ��ي مص ��ر ‪ -‬أي ما يوازي ‪ 5.8‬جني ��ه يومي ًا أو ‪ ١٧٤‬جنيه ًا ش ��هري ًا‬
‫‪ -‬ويعيش ��ون حتت خط الفقر‪ ،‬بلغ عددهم ‪ 2.5‬مليون ش ��خص‪ ،‬وأما َمن يقل‬
‫دخله ��م اليوم ��ي ع ��ن ‪ ٢‬دوالر ‪ -‬وهو ما يوازي ‪ 11.6‬جني ��ه يومي ًا أو ‪ ٣٤٨‬جنيه ًا‬
‫شهري ًا ‪ -‬ويط َلق عليهم الفقراء‪ ،‬فبلغ عددهم نحو ‪ 35.8‬مليون شخص!!!‬

‫روائع األخبار‪:‬‬
‫السلف وطلب العلم‬
‫علم ��اء األمص ��ار‪ ،‬أجلس‬ ‫ذك ��ر اخلطي ��ب البغ ��دادي ع ��ن أحمد ب ��ن النضر‬
‫بينهم كاملسمار‪ ،‬محبرتي‬ ‫الهالل ��ي ق ��ال‪ :‬س ��معت أبي يق ��ول‪ :‬كنت ف ��ي مجلس‬
‫جل ْوزة‪ ،‬ومقلمتي كامل َ ْوزة‪،‬‬ ‫كا َ‬ ‫س ��فيان ب ��ن ُعيين ��ة‪ ،‬إذ دخل علينا صب � ّ�ي صغير ذلك‬
‫وقــلمــ ��ي كــال َّلــ� � ْوزة‪ ،‬فــ ��إذا‬ ‫لصغَر س� �نّه‪،‬‬
‫املجل ��س‪ ،‬ف ��كأنّ أهل احلديث تهاونوا به ِ‬
‫دخل � ُ�ت املجلس قالوا لي‪:‬‬ ‫فقال س ��فيان ُمغْ َضب ًا من أه ��ل احلديث‪ :‬كذلك كنتم‬
‫أَ ْو ِسعوا للش ��يخ الصغير‪.‬‬ ‫فمن الله عليكم‪ .‬ثم قال سفيان‪ :‬يا نصر‪ ،‬لو‬ ‫من قبل‪َّ ،‬‬
‫ل ��و رأيتن ��ي ي ��ا نصر حني‬ ‫رأَيتَني ولي عش ��ر س ��نني‪ ،‬طولي خمسة أشبار‪ ،‬وجهي‬
‫ذاك لمَ َا احتقرتَ ما رأيتَ ‪..‬‬ ‫كالدينار‪ ،‬وأنا كشعلة نار‪ ،‬ثيابي صغار‪ ،‬أكمامي قصار‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم تبس ��م ابن ُع َي ْينة‬ ‫َذ ْيل ��ي مبقدار‪ ،‬نعل ��ي كآذان الفار‪ ،‬أختل ��ف إلى علماء‬
‫وضحك‪.‬‬ ‫األنص ��ار كعم ��رو ب ��ن دين ��ار والزه ��ري وأمثالهما من‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪54‬‬
‫قالوا عن اللغة العربية‬

‫قال املستشرق الفرنسي رينان‪« :‬من أغرب ا ُمل ْد ِهشات‬


‫أن تنب ��تَ تل ��ك اللغ � ُ�ة القوم ّي ُة وتصل إل ��ى درجة الكمال‬
‫الر ّح ��ل‪ ،‬تلك اللغة التي‬ ‫أم ٍة من ُ‬ ‫وس ��ط الصح ��ارى عند ّ‬
‫�رة مفرداته ��ا ودقّ ِة معانيها ُ‬
‫وح ْس � ِ�ن‬ ‫فاق ��ت أخواته ��ا بكث � ِ‬
‫نظ � ِ�ام مبانيه ��ا‪ ،‬ول ��م ُيع ��رف لها ف ��ي كلّ أط ��وار حياتها‬
‫�يخوخة‪ ،‬وال ن ��كاد نعل ��م م ��ن ش ��أنها إ ّال‬
‫ٌ‬ ‫طفول � ٌ�ة وال ش �‬
‫فتوحاته ��ا وانتصاراتها التي ال ُتبارى‪ ،‬وال نعرف ش ��بيه ًا‬
‫كاملة من غير تد ّرج‪،‬‬‫ً‬ ‫به ��ذه اللغة التي ظه ��رت للباحثني‬
‫حافظة لكيانها من كلّ ش ��ائبة»‪ ،‬مجلة (اللس ��ان‬ ‫ً‬ ‫وبقيت‬
‫العربي)‪.‬‬

‫ألعاب‬
‫اجلوال‬
‫ّ‬ ‫شفرات‬

‫حاول اكتشاف الكلمات املشفّ رة باالستعانة بأرقام اجل ّوال املب َّينة في الشكل على اليسار‪:‬‬

‫‪  73453‬‬ ‫ ‬
‫مثال ‪ :‬أرسان‬

‫جوال‬ ‫‪87858‬‬
‫‪ 548‬‬
‫ ‬
‫‪ -1‬مدينة عراقية‬
‫ ‬
‫‪ -2‬دولة عربية‬
‫‪ 8485‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬عاصمة عربية‬
‫‪53775‬‬ ‫‪ -4‬عملة عربية ‬
‫‪25335‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬شكل هندسي‬
‫‪3774   723‬‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬عالم عربي‬
‫‪53978‬‬ ‫‪ -7‬بالون طائر ‬
‫‪74‬‬ ‫‪ -8‬عضو في جسم اإلنسان ‬
‫‪578‬‬ ‫ ‬‫‪ -9‬فاكهة لذيذة‬
‫‪34758‬‬ ‫ ‬‫‪ -10‬دولة أوربية‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫على أمل اللقاء‬
‫بل لإلرهاب دين‪...‬‬
‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬

‫متعص ��ب‪ ،‬وغ ��رز ف ��ي صدره ��ا س ��كني احلقد واحلس ��د‪،‬‬ ‫حرب تدور رحاها فوق كل أرض‪ ،‬وحتت كل سماء‪...‬‬
‫وأزه ��ق روح محس ��نة كرمية‪ ،‬جريرتها أنه ��ا رضيت بالله‬ ‫ويضرم نارها‬ ‫حرب يقود جيوش ��ها «مجرمو ح ��رب»‪ُ ،‬‬
‫رب ًا وباإلسالم دين ًا!‬ ‫«نازيو» القرن الواحد والعشرين!‬
‫‪ l‬اخلب ��ر التال ��ي م ��ن بلد يص � ّ�در احلري ��ات‪ ،‬ويرعى‬ ‫ح ��رب قي ��ل إنه ��ا ض ��د اإلره ��اب! واحلقيق ��ة أننا لو‬
‫مس ��يرة الس�ل�ام واحلوارات‪ ،‬ويرأس جي ��ش احلرب على‬ ‫حذفنا كلمة «اإلرهاب» ووضعنا مكانها كلمة «اإلسالم»؛‬
‫«العصابات»‪ ،‬من أمريكا‪ ...‬فقد ُوجدت جثة إمام مسجد‬ ‫لشهد على صحة العبارة ألف ألف ألف دليل!!‬
‫متفحم ��ة أمام منزله‪ ،‬في ظ ��روف غامضة جداً‪ ،‬بعد أن‬ ‫إعالن معنوي ُيعرض على إحدى الفضائيات‪ ،‬يرفع‬
‫ُأضرمت في منزل ��ه النيران وكتبت على جدرانه عبارات‬ ‫ويقلق املشاهدين بشأن أداء‬ ‫شعار‪« :‬اإلرهاب ال دين له»‪ُ ،‬‬
‫مسيئة لإلسالم‪...‬‬ ‫فريضة الزكاة ملؤسسة خيرية ‪ -‬دار أيتام – ألن مديرها‬
‫‪ l‬اخلب ��ر األخي ��ر م ��ن الص�ي�ن‪ ...‬وم ��ن تركس ��تان‬ ‫ُيؤوي ويدعم «أصحاب اللحى» املفسدين في األرض!‬
‫الش ��رقية بالتحديد‪...‬حي ��ث ُذب ��ح – مؤخ ��ر ًا ‪ -‬آالف‬ ‫وحتى لو أحسنّا الظن والتأويل؛ فإن محاور اإلعالن‬
‫املس ��لمني بدم بارد على يد امللحدين من ورثة الطاغية‬ ‫معقّ ��دة ومتش ��ابكة بطريق ��ة يصع ��ب تفس ��يرها دون أن‬
‫«م ��او تس ��ي تونغ» الذي قتل خالل م ��دة حكمه أكثر من‬ ‫يضرب بعضها بعض ًا‪...‬‬
‫سبعة ماليني مسلم من األوريغون!‪...‬‬ ‫ودعونا نقف ‪ -‬قراءنا األكارم – عند الشعار الدامي‪:‬‬
‫وم ��ع أن احملطات أكثر من أن ُتعد‪ ،‬وتكاد تغطي دول‬ ‫«اإلرهاب ال دين له»‪...‬‬
‫العال ��م أجم ��ع‪ ،‬بني ذب ��ح وقت ��ل وطعن وخط ��ف وإهانة‬ ‫واس ��محوا لي أن أس ��رد لكم غيض ًا من فيض أحداث‬
‫وتهديد وترويع‪ ،‬لكنني س ��أكتفي به ��ذا القدر من أخبار‬ ‫دامية اختر ُتها لكم من صفحة أخبار العالم اإلسالمي‪،‬‬
‫احلرب على « اإلرهاب» ألعود إلى الشعار‪..‬‬ ‫باحلجة الدامغة أن لإلره ��اب عقيد ًة ودين ًا‬ ‫ألثبت لك ��م ُ‬
‫فق ��د ب ��دا واضح ًا أن اإلره ��اب العاملي يس ��ير باجتاه‬ ‫وحاج‬
‫ّ‬ ‫ومنهج� � ًا؛ يتب� � ّرأ منه ��ا كل ُم َص � ٍّ�ل ُ‬
‫ومز ٍَّك وصائ ��م‬
‫اإلرهاب ضد املسلمني‪...‬‬ ‫ومجاهد في سبيل الله‪...‬‬
‫إرهاب نفسي وجس ��دي وفكري واجتماعي وسياسي‬ ‫‪ l‬محطتن ��ا األول ��ى ف ��ي أملانيا‪ ،‬حيث قضت ش ��هيدة‬
‫وعسكري‪...‬‬ ‫احلج ��اب «الدكت ��ورة م ��روة الش ��ربيني» عل ��ى ي ��د ن ��ازي‬
‫«إره ��اب» عقيدت ��ه‪ :‬العداوة والبغض ��اء‪ ،‬دينه‪َ :‬من‬ ‫مج ��رم‪ ،‬بع ��د أن طعنه ��ا بخنج ��ر اإلرهاب‪ ،‬حت ��ت قوس‬
‫ل ��م يك ��ن معن ��ا فهو ضدن ��ا‪ ،‬منهج ��ه‪ :‬االنتق ��ام والقتل‬ ‫يدع ��ون الع ��دل‬ ‫احملكم ��ة‪ ،‬وعل ��ى م ��رأى ومس ��مع مم ��ن ّ‬
‫والتهويل‪..‬‬ ‫واملس ��اواة واحلري ��ة! ُقتلت بوحش ��ية‪ ،‬ال لذن ��ب ارتكبته‪،‬‬
‫فيا أيها املس ��لمون في أرجاء املعم ��ورة‪ :‬ال تخافوا‪...‬‬ ‫وال ل � ِ�وزر اقترفته‪ ،‬إال ألنها قال ��ت‪ :‬ربي الله‪ ،‬وأبت إال أن‬
‫وال جتزع ��وا‪ ...‬واثبت ��وا‪ ...‬ف ��إنّ الل ��ه ق ��د وعدكم إحدى‬ ‫تطبق شريعته!‬
‫وأع � ّ�دوا له ��م م ��ا‬ ‫ُ‬
‫احلس� � َن َيينْ ‪ :‬النص ��ر أو الش ��هادة‪ِ ...‬‬ ‫‪ l‬ننتقل بكم إلى هولندا‪ :‬بلد «الفتنة»‪ ...‬وما أدراكم‬
‫استطعتم من قوة لتوقفوا إرهابهم‪ ،‬وليكن شعاركم‪:‬‬ ‫ما الفيلم «فتنة»؟!‬
‫«اإلس�ل�ام ‪ ...‬س ��يقضي عل ��ى اإلرهاب» إن ش ��اء‬ ‫هناك‪ ،‬استُ شهدت شابة مسلمة محجبة ‪ -‬هي مديرة‬
‫الله‪l‬‬ ‫مرك ��ز خي ��ري اجتماع ��ي ‪ -‬بعد أن تع ��رض لها هولندي‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪� -150‬شوال ‪1430‬‬
‫‪56‬‬

You might also like