Professional Documents
Culture Documents
جزئي أم كلي
وتأخذ ظاهرة تحول البنوك التقليدية إلى إسلمية أحد أسلوبين
رئيسيين ،الول :هو التحول الكلي ،ويعني قيام البنك باللتزام
في جميع عملياته المالية بأحكام الشريعة السلمية بشكل كامل.
وفي هذه الحالة ،يختلف نمط العمال تماما عن أعمال البنوك
التقليدية ،فيتعامل وفقا لمبدأ المشاركة في المخاطر والتركيز
على تمويل المشروعات والصول والسلع والخدمات ،بدل من
التعامل في القروض النقدية.
والثاني :هو التحول بشكل جزئي ،بأن ينشأ البنك التقليدي فرعا
أو أكثر للمعاملت السلمية ،ويكتفي البنك ـ بالضافة إلى أعماله
التقليدية ـ بطرح بعض صيغ التمويل والستثمار السلمية.
متطلبات التحول
وتحتاج عملية التحول إلى بنك يقدم خدمات مصرفية وفقا
لسس الشريعة السلمية لعدة خطوات جوهرية ،أهمها تشكيل
هيئة للفتوى والرقابة الشرعية تقوم بالفتاء الشرعي بشأن كل
أعمال البنك وعملياته ،ويكون لها حق منع أي معاملة تتعارض
وأحكام الشريعة السلمية .ويقوم البنك كذلك بمواءمة نظام
الحاسب اللي ليعمل وفق الخدمات المصرفية السلمية،
وتحضير نماذج الحسابات والعقود حسب أسس الشريعة
السلمية ،بناء على اتفاق يبرم بين البنك وعملئه بعد موافقتهم.
ومن الخطوات الرئيسة أيضا ،تدريب الموظفين على أساليب
العمل الجديدة ،وقد يلجأ البنك إلى تغيير اسمه إلى اسم آخر
يعّبر عن هويته الجديدة.
ول يمكن تحديد مدة زمنية محددة لسلمة كامل عمليات البنك
التقليدي ،فهي تختلف بالنسبة لكل بنك حسب ظروفه المالية
وبيئته القانونية ،ولكنها تستغرق في العادة مدة ل تقل عن ثلث
سنوات ،نظرا للجراءات الفنية والقانونية التي ل يمكن للبنك
التقليدي أن يتخطاها إل خلل عدة سنوات ،بل إن محاولة
التحول السريع والمفاجئ قد يترتب عليه انهيار البنك.
وقد نص المعيار الشرعي السادس الصادر عن المجلس
الشرعي بهيئة المحاسبة والمراجعة السلمية على "ضرورة
الخذ بمبادئ وقواعد السياسة الشرعية في التحول ،بما ل يؤدي
إلى انهيار البنك بالكامل".
اعتراضات
وتتعرض البنوك السلمية للنتقاد بسبب تركز معظم أعمالها
على أنشطة المرابحة والمضاربة ،التي تعتبر توظيفات قصيرة
الجل لموال المودعين ،في حين أنها بنوك استثمارية في المقام
الول.
كما تواجه البنوك السلمية "مشكلة فنية" بسبب طبيعة الودائع
التي تستثمرها لصالح المودعين ،وهي أنها "قصيرة الجل" .في
حين أن تمويل المشاريع في حاجة إلى موارد "طويلة الجل"،
مما ينتج عنه صعوبات كبيرة للتوفيق بين آجال اللتزامات
واحتياجات التمويل ،وهو ما أدى إلى تعرض البنوك السلمية
للعديد من الزمات.
مخاطر العمل
ويقتضي مبدأ "الغنم والغرم" في الشرعية السلمية أنه عند
الستثمار والمضاربة يتحمل الشركاء الخسارة كما يستحقون
الربح ،وهو ما يعّرض البنوك السلمية لمخاطر كبيرة ويجعل
ودائع المستثمرين عرضة للضياع عند وقوع الخسارة.
ول بمنطقة الخليج ،أن جميع ولكن الملحظ من خلل تجارب التح ّ
البنوك التقليدية التي تحولت إلى إسلمية استطاعت ـ بأدواتها
التمويلية القائمة على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة ـ أن
تلبي حاجات المستثمرين والمشروعات الجادة ،مقابل أخطار
متدنية مقارنة بأخطار التمويل التقليدي الذي ل يراعي ظروف
المستثمر فيما لو تعثر مشروعه لظروف خارجة عن إرادته ،وهو
ما عزز مصداقية البنوك المتحولة ومكنها من تقديم المنتجات
والخدمات المالية بأنواعها.
معوقات
تتعرض البنوك السلمية إلى معوقات تحد من نموها وتطورها،
ومنها سيطرة البنوك التقليدية على النشاط المصرفي في غالبية
البلد العربية والسلمية ،واعتماد معظم المؤسسات القتصادية
الكبيرة والحكومات على البنوك التقليدية في معاملتها المالية.
كما أن القوانين واللوائح المصرفية ل تستمد أحكامها من
الشريعة السلمية ،إضافة إلى ندرة الكوادر الفنية المؤهلة
للعمل بالبنوك السلمية.
وتواجه البنوك السلمية معوقات فنية تؤثر عليها بالسلب ،منها
إلزام البنوك السلمية بالحتفاظ بنسبة من ودائعها لدى البنوك
المركزية يتم دفع فائدة عنها ،وهو ما ل يتفق مع منهجها .وكذلك
ل تستطيع البنوك السلمية القتراض من البنوك المركزية ،رغم
حاجتها لهذا الدعم الذي يتوافر لغيرها من البنوك.
مخاطر الئتمان
وتقدم البنوك السلمية العديد من الخدمات ،مثل المشاركة،
والمضاربة ،والتأجير التمويلي ،والوراق المالية السلمية
للتشغيل قصير الجل ،وأوراق الصكوك التي يتم تداولها في
أسواق الوراق المالية.
ولكي تتمكن البنوك السلمية من مواجهة الخطار القتصادية،
وبخاصة مخاطر الئتمان ،يرى المراقبون ضرورة قيام وكالة
إسلمية عالمية متخصصة في تقييم المخاطر وإدارتها فيما بين
البنوك السلمية .إضافة إلى توفير مصادر تمويل طويلة الجل
بدخول أسواق السهم ،وتوسيع قاعدة المساهمين وتحديث
أنظمتها ،وتقديم خدمات مالية متطورة ،وإعادة هيكلة الشركات
التابعة ،الندماج لمواجهة المنافسة الدولية الشرسة.