‫الصكوك وتمويل التنمية‬

‫د‪ .‬عبد الفتاح محمد فرح‬

‫مستشار اقتصادي‬

‫بدأت بواكير السهامات الكاديمية المتخصصة من الفقهاء في أعضاء هيئات الرقابة‬

‫الشرعية في مختلف البنوك السلمية ومن بالكتابققة حققول الصققكوك فققي أوائل العقققد‬
‫الخير من القرن العشرين‪ ،‬ومنها الفتاوى الشرعية و كتابات الساتذة محمققد عققارف‬
‫ومحمد عبد المنققان فققي العققام ‪1990‬م وفهيققم خققان فققي العققام ‪1991‬م ومنققذر قحققف‪،‬‬
‫وأوصاف أحمد وخان وطارقوله خان في العققام ‪1997‬م‪ .‬وسققامي السققويلم فققي العققام‬
‫‪2000‬م و معبد علي الجارحي ومنور إقبال في العام ‪2001‬م وعمققر شققابرا وحققبيب‬
‫أحمد وكل من رفعت أحمد عبد الكريم وسايمون آرشر في العام ‪2002‬م وغيرهم من‬
‫الفقهاء و الباحثين والمؤلفين‪.‬‬
‫والصكوك صيحة تمويلية جديدة مبعثها فقه المعاملت فققي الشققريعة السققلمية وهققي‬
‫آلية تمويلية تتجه نحو ما افتقدته البنوك السلمية مقن الشقراكة الحقيقيقة بيقن عوامقل‬
‫النتاج في تمويل التنمية بصيغ المضاربة والمشاركة والتحول عن التمويل بالمرابحة‬
‫والتي اعتمدت عليه أكثر من البنوك السلمية‪.‬‬
‫وتنبع فكرة استصدار الصكوك من صققيغ المعققاملت الشققرعية المعهققودة مققن إجققارة‬
‫وسلم واستصققناع ومضققاربة وغيرهققا كتطققوير مققواكب لمتطلبققات العصققر التمويليققة‬
‫كبديل عن السندات التي تتعامل بالفوائد المصرفية‪.‬‬
‫ومققا أن ظهققرت الصققكوك حققتى اشققتهرت وانتشققرت كققأداة معاصققرة يقبققل عليهققا‬
‫المسلمون وغير المسلمين حتى انتشرت في كل أنحاء العالم‪ ،‬بمعدلت سريعة‪.‬‬

‫أنواع الصكوك‪:‬‬
‫والصكوك لها أنواع عديدة‪ ،‬ويمكن توليف مختلف الصيغ لبتكار صيغ جديققدة بمققا ل‬
‫تتعارض مع أحكام الشريعة السلمية؛ وقد ذكرت هيئة المراجعة للمؤسسات الماليققة‬
‫السلمية منها أربعة عشر نوعا‪ .‬ومن أنواع الصكوك ما يلي‪:‬‬

‫صكوك الجارة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫صكوك الجارة تتعلق بالعيان والصول المؤجرة‪ ،‬وتحمل قيما متساوية‪ ،‬ويصدرها‬
‫مالك العين المؤجرة أو وكيله‪ .‬ومقصود المعاملة هو بيع العيققن المققؤجرة عققن طريققق‬
‫الصكوك ليصبح حاملوها هم ملك الصل وكذلك المستفيدون من ريع تأجيره‪ ،‬بقققدر‬
‫أنصبة الصكوك التي يحملها كل واحد في الصل المؤجر‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال يمكقن أن تكقون هنالقك بنايقة مقؤجرة‪ ،‬ويكقون دخلهقا الشقهري أو‬
‫السنوي هو عائد حملة الصكوك الذين يعتبرون شركاء في ملكيققة البنايققة‪ ،‬وبالضققافة‬
‫إلى عائد اليجار فإن حامل الصك يمكنه بيع الصك‪.‬‬
‫وفي حالة بيع الصك فإن قيمة الصك تتوقف على عوامل سوقية كثيرة منها ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
 ‫قوى العرض والطلب‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تتأثر قيمة خدمة الصل المستأجر ارتفاعا وانخفاضا بقققوى العققرض والطلققب‬
‫على تلك الخدمة في السوق‪ .‬فإذا كان معقدل الزيقادة فقي الطلقب علقى الخدمقة‬
‫موضوع الصك أكبر عققن معققدل الزيققادة فققي عرضققها‪ ،‬فققإن ذلققك يققؤدي إلققى‬
‫ارتفاع قيمة الصك‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫عمر الخدمة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تتققأثر قيمققة الصققل بققالعمر الفتراضققي للصققل أو المققدة اليجاريققة المتبقيققة‬
‫للخدمققة المسققتأجرة‪ .‬فمققن المتوقققع أن تتنققاقص قيمققة الصققك بتنققاقص العمققر‬
‫الفتراضي للصل‪ ،‬والققذي يتققأثر بمجموعققة العوامققل الققتي تققؤثر علققى قيمققة‬
‫الصل سلبا وإيجابا‪.‬‬
‫إن طول أو قصر المدة الزمنية المتبقيقة للصققل المعققاد اسققتئجاره يقؤثر علقى‬
‫قيمة الصك؛ فإذا كان معدل الزيادة في قيمة الخدمة أكثر عن معدل النقص في‬
‫القيمة من جراء انقضاء جزء من عمر الصل فإن من المتوقع أن ترتفع قيمققة‬
‫الخدمة باعتبار باقي المؤثرات ثابتة‪.‬‬
‫‪ .3‬كفاءة أداء الصل‪:‬‬
‫إن كفاءة أداء الصل يؤثر على قيمة الصك وسعره السوقي‪ .‬فإذا كانت الكفاءة‬
‫أعلى زادت قيمة الصك والعكس صحيح‪ .‬ومما يزيد من الكفاءة توفر الصققيانة‬
‫اللزمة للصل‪ ،‬وتوفر الخدمات المصاحبة وفعاليتها‪ .‬وعلى سبيل المثال فإن‬
‫حسن صيانة المبنى تزيد من قيمة الصل بحسب مققا يضققيف إلققى العقققار مققن‬
‫القيمة‪ .‬فالعقار المصان يؤجر بقيمة أعلى من غير المصققان غيققر أن التكققاليف‬
‫الناجمققة عققن الصققيانة تخفققض مققن قيمققة الصققك بمقققدار المنصققرفات علققى‬
‫الصيانة‪ .‬ومن الخدمات المصاحبة التي تؤثر على قيمة العقار تققوفر الكهربققاء‬
‫والماء أو الققرب مققن السقواق أو مققن وسقائل النتقققال أو تققوفر خقط الهققاتف‬
‫الرضي أو خط النترنت وغير ذلك من الخقدمات‪ .‬وتختلقف طبيعقة الصقيانة‬
‫ونوعيققة الخققدمات المصققاحبة بحسققب طبيعققة الصققل الققذي قققد يكققون عقققارا‬
‫يستخدم كفندق أو كمسكن أو كمتجر أو كمستودع‪...‬إلخ‪ ..‬أو يكون وسققيلة نقققل‬
‫كسيارة أو باخرة أو طائرة‪...‬إلخ‪ .‬فكل منها لها مققن الخققدمات المصققاحبة الققتي‬
‫تزيد من قيمتها‪ ،‬وما يزيد من قيمة شيء قد يخفض من قيمة آخققر‪ ..‬فالمخققازن‬
‫البعيدة من البحر أفضل مققن القريبققة منهققا مققن ناحيققة تعققرض المخققزون إلققى‬
‫الرطوبة والفنادق التي على البحر أفضل من تلك البعيدة عنها‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ويتأثر اليجار بما يحيطه من البيئة القانونيققة والقتصققادية وغيرهققا‪ ،‬ومققن ثققم يمكققن‬
‫لليجار أن يرتفع أو ينخفض بتلك البيئة‪ .‬ومققن مجققالت صققكوك الجققارة كققل أنققواع‬
‫المنقولت القابلة لليجار كالسيارة أو الطائرة أو البيت‪.‬‬

‫صكوك المنافع‪-:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها المالك لعين موجودة‪ ،‬أو معيققد السققتئجار‬
‫مقن البقاطن برضقا المالقك‪ ،‬خلل فقترة اليجقار‪ ،‬أو وكيلهمقا‪ ،‬وذلقك بغقرض تمليقك‬
‫المنفعة –دون العين‪ -‬لحاملي الصكوك من خلل تأجير الخدمة لهم خلل فققترة معينققة‬
‫هي فترة صلحية الصك‪ .‬فيحق لهم ريع الصل‪.‬‬
‫ويمكن أن يقوم مستأجر الصل بموجب عقد اليجققار الول بإصقدار الصققكوك خلل‬
‫فترة اليجار المحددة لعادة التأجير من الباطن لحاملي الصكوك‪ ،‬طالما أن المالققك ل‬
‫يمانع من ذلك‪ .‬أو في ملكية المنفعة للصل المؤجر‪.‬‬

‫‪ .3‬صكوك منافع العيان الموعودة )الموصوفة في الذمة(‪..‬‬

‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها المالك أو المستأجر أو وكيلهمققا عققن عيققن‬
‫موصوفة في الذمة موعودة بإيجارها وذلك بغرض تمليققك المنفعققة لحققاملي الصققكوك‬
‫من خلل تأجير الخدمة لهم خلل فترة صلحية الصك‪..‬‬
‫ويتم إصدار الصكوك للصول غير المستأجرة ‪-‬في لحظة إصدار الصكوك‪ -‬باعتبققار‬
‫الوعد بإيجارها في وقت مستقبلي يشار إليققه فققي العقققد‪ .‬ويكققون ذلققك بنققاء علققى مبققدأ‬
‫المؤمنون عند شروطهم ما لقم يحلقل حرامقا أو يحقرم حلل‪ ،‬وقياسقا علقى السقلم مقع‬
‫تقديم الثمن في التعاقد على موصوف في الذمة وعلى ظرف مستقبل من الزمان‪.‬‬

‫‪ .4‬صكوك الخدمات من المتعهد‪-:‬‬

‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها متعهد بتوفير أو بيع خدمات موصوفة فققي‬
‫الذمة ويتم بيع تلك الخدمات في شكل صكوك ليصبح حاملوها هم ملك تلك الخدمات‬
‫ويحصلون على عوائد بيعها في السواق‪ .‬والمثال على ذلك هو توفير برامج تعليميققة‬
‫أو صحية في الجامعات أو المستشفيات‪ .‬ويسققهم حملققة الصقكوك فققي تمويقل البرامقج‬
‫التعليميققة أو الصققحية ومتطلباتهققا حققتى تكققون جققاهزة لطالبيهققا مققن طلب العلققم أو‬
‫المرضى‪ .‬وتكون حصيلة بيع تلك البرامقج للمسقتفيدين منهقا هقو الريقع العقائد لحملقة‬
‫الصكوك‪.‬‬

‫‪ .5‬صكوك الخدمات المتاحة‪-:‬‬

‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها متعهد أو وكيققل تتققوفر لققديه خقدمات تبققاع‬
‫لحاملي الصكوك ويصبح من حق مالكيها بيعها‪..‬‬

‫‪ .6‬صكوك السلم‪-:‬‬
‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها بائع منتجات السلم أو وكيله ويحصل بذلك‬
‫على رأس مال السلم فتصبح سققلعة السققلم مملوكققة لحققاملي الصققكوك‪ .‬ويكققون بتقققديم‬
‫كامل قيمة السلعة المتفق عليها لستلمها مستقبل وفقا لوقت ومواصفات متفق عليها‪.‬‬
‫ويسققاعد تقققديم التمويققل بكققامله المنتققج علققى تققوفير المققال اللزم لتمويققل العمليققات‬
‫النتاجية وتوفير المنتج في جانب العرض‪ ،‬وتقليل السققعر فققي جققانب الطلققب‪ .‬فيسققهم‬

‫‪3‬‬
‫بذلك في توفير أسباب الرخاء القتصادي بزيقادة النتقاج وتخيقض السقعر بمقا يحققق‬
‫الربح للمشتري والبائع‪.‬‬
‫وهنالك ما يسمى بالسلم المتوازي وهو اتفقاق المشقتري مقع جهقة أخقرى علقى بيعهقا‬
‫المنتج المتفق عليه في اتفاقية السلم الول‪.‬‬

‫‪ .7‬صكوك الستصناع‪:‬‬
‫هذه الصكوك تحمل قيمققا متسققاوية يصققدرها الصققانع أو المتعهققد أو وكيققل أي منهمققا‬
‫كمنتج موصوف في الذمقة ويحصقل علقى قيمقة الصقكوك ثقم يباشقر بتصقنيع المنتقج‬
‫بحسب المواصفات ويقوم بتسليمها خلل المدة المتفق عليها‪ ،‬ويمكن للمتعهد أن ينفققق‬
‫مع الصانع على صيغة تمويلية مختلفة مثل الدفع بالقساط‪..‬ويصبح حققاملو الصققكوك‬
‫هم ملك المنتج المستصنع‪.‬‬
‫وينطبق الستصناع على تشييد المباني وبناء السققفن والطققائرات والجسققور والطققرق‬
‫ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والماء وغيرهققا وفقققا لمواصققفات محققددة فققي العقققد‬
‫وتاريخ للستلم وقيمة محددة يتم التفاق حولهقا‪ .‬ويمكققن توليققف صققيغ أخققرى معهقا‬
‫للستجابة لمتطلبات العمل والتمويل‪ .‬وهي من الصيغ النشطة في عالم الصكوك‪.‬‬
‫وهناك ما يسمى بالستصناع الموازي‪ ،‬وهو تعاقققد المتعهققد مققع جهققة مققا لستصققناع‬
‫سلعة لها ثم يقوم المتعهد بالتعاقد مققع جهققة أخققرى لتقققوم تلققك الجهققة بتصققنيع المنتققج‬
‫المطلوب له ليقوم بتقديمه إلى طالب السلعة في الوقت المطلوب‪.‬‬

‫‪ .8‬صكوك المرابحة‪:‬‬
‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها التاجر أو وكيله بغرض شراء سلعة ما ثققم‬
‫بيعها بمرابحة معلومقة مثقل معقدات مطلوبقة ضقمن عققد استصقناع مثل فيتقم شقراء‬
‫المعدات مرابحة ويكون حاملو الصكوك هم ملك المعدات وثمن بيعها بالمرابحة‪..‬‬

‫‪ .9‬صكوك المشاركة‪-:‬‬
‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصدرها المتعهد أو وكيله بغققرض تمويققل مشققروع‬
‫أو مشاريع يكون حاملو الصكوك هم أصحاب تلك المشقاريع وهقي مشقابهة لشقركات‬
‫المساهمة وقد يختلف عنها إذا تم تفويض مصدر الصكوك باختيار المشاريع التي يتققم‬
‫تحويلها وإنشائها‪..‬‬

‫‪ .10‬صكوك المضاربة‪-:‬‬
‫هذه الصكوك تحمل قيما متساوية يصققدرها المتعهققد بتقققديم التنظيققم وإدارة المشققروع‬
‫المقققترح بغققرض تمويققل ذلققك المشققروع أو مجموعققة مققن المشققروعات المفصققلة أو‬
‫المفوض لققه فيهققا بالعمققل وبمققوجبه يكققون حققاملو الصققكوك هققم أصققحاب رأس مققال‬
‫المشروع ويبقى المشروع مشاركة بينهم وبين المنظم بنسققبة متفققق عليهققا مققن الربققح‬
‫ويتحملون الخسائر المتوقعة في رأس المال‪..‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪ .11‬صكوك المزارعة‪-:‬‬
‫هذه صكوك تحمققل قيمقا متسقاوية يصقدرها مالققك الرض الزراعيققة بغقرض تمويققل‬
‫تكاليف الزراعية بموجب عقققد المزارعققة ويتشققارك حملققة الصققكوك فققي المحاصققيل‬
‫المنتجة بحسب التفاق المنصوص عليه في العقد‪..‬‬

‫‪ .12‬صكوك المساقاة‪-:‬‬
‫هذه صكوك تحمل قيما متساوية يصدرها مالك الشجار محل التعاقد من أجققل تمويققل‬
‫السقققاية والرعايققة ويتشققارك حملققة الصققكوك فققي المحاصققيل المنتجققة بمققوجب عقققد‬
‫المساقات‪.‬‬

‫‪ .13‬صكوك المشاركة في الوكالة الستثمارية‪-:‬‬

‫هذه صكوك تحمل قيما متساوية يصدرها وكيل استثماري وتمثققل مشققاريع أو أنشققطة‬
‫يتققم تعييققن الوكيققل السققتثماري كمضققارب يقققدم بققإدارة السققتثمار نيابققة عققن حملققة‬
‫الصكوك مقابل الحصول على نسبة من الربح‪..‬‬

‫‪ .14‬صكوك المغارسة‪-:‬‬
‫هذه صكوك تحمل قيما متساوية يصدرها مالك الرض محل التعاقققد لتمويققل تكققاليف‬
‫الغرس بموجب عقد المغارسة ويتشارك حملة الصكوك في الشجار التي تم غرسققها‬
‫وفي الرض التي تم الغرس عليها وفقا للعقد‪.‬‬
‫‪ .15‬صكوك أعيان وخدمات التمليك المتناقص‪:‬‬
‫هذه صكوك تحمل قيما متساوية يصدرها صاحب الفكرة محل التعاقد لتمويل مشروع‬
‫بموجب عقد النشاء وينتهي المر بتمليك العيان أو الخدمات إلققى أصققحاب الفكققرة‪،‬‬
‫أو الشركاء المؤسسين بعد فققترة زمنيققة محققددة‪ .‬يكققون أصققحاب الفكققرة شققركاء فققي‬
‫المشروع بالعمل أو برأس المال أو بالثنين معا‪ .‬أي أن يكون الشريك عققامل يسققتحق‬
‫بموجب عمله الجر‪ .‬أو شريكا بالعمل ويبدأ في سداد قيمة المشروع لحملة الصققكوك‬
‫من نصيبه في الربح بطريقة تقلل مققن نسققب حملققة الصققكوك وتجعلققه شققريكا متزايققد‬
‫النصيب كلما تمكققن مققن السققداد مققن نصققيبه‪ .‬وبهققذه الطريقققة تتنققاقص نصققيب حملققة‬
‫الصكوك ويتزايد نصيب الشريك العامل حتى ينتهي المققر بتمليققك العيققن وخققدمته أو‬
‫العين لوحدها أو الخدمة لوحدها لصالح الشركاء‪ .‬وهذه صققيغة تجمققع بيقن المضقاربة‬
‫والمشاركة المتناقصة أو المنتهية بالتمليك‪ .‬وتجمع بين صكوك التأجير محققددة الفققترة‬
‫للعيان أو الخدمات‪.‬‬
‫يعتمققد إصققدار الصققكوك علققى دراسققات الجققدوى المعتمققدة والققتي توضققح التكققاليف‬
‫والعوائد المتوقعة وفترة سداد تكاليف الصل‪ ،‬وتقييمها وتصققنيفها مققن جهققات التقييققم‬
‫والتصنيف المعنية بالضافة إلى غيرها مقن المتطلبقات القتي يشقكل توافرهققا شققروط‬
‫التصديق على إصدارها من الجهققات المختصققة وتقققوم بتنظيققم إدارة الصققدار بنققوك‬

‫‪5‬‬
‫وبيوت التمويل والخبرة ومن البنوك المتصدرة لهذا النشاط بنك دبي السققلمي الققذي‬
‫بلغت جملة إصداراته في النصف الول من العام ‪2008‬م‪.‬‬
‫والصكوك صيحة تمويلية جديدة مبعثها فقه المعاملت فققي الشققريعة السققلمية وهققي‬
‫آلية تمويلية تتجه نحو ما افتقدته البنوك السلمية مقن الشقراكة الحقيقيقة بيقن عوامقل‬
‫النتاج في تمويل التنمية بصيغ المضاربة والمشاركة والتحول عن التمويل بالمرابحة‬
‫والتي اعتمدت عليه أكثر من البنوك السلمية‪.‬‬
‫وتسهم الصكوك بصورة فعالة في تمويل مشاريع البنية التحتيقة مققن الكهربققاء والمققاء‬
‫والطرق والسكك الحديدية‪ ،‬وعليه فهي في حاجة ماسة إلى دراسات الجدوى والتقييققم‬
‫والتصنيف وصياغة العقود بما يحقق مصلحة الطرفين الممول والمتمول مع اعتبار‬
‫أن تحقيق نتائج استثمار مربحة لحاملي الصكوك يعطققي المصققداقية لصققدار غيرهققا‬
‫ويبنققي الثقققة فققي الجهققات المصققدقة لهققا ومققن ثققم فققي تحقيققق المققن القتصققادي‬
‫والجتمقققاعي ويشقققجع رؤوس المقققوال الصقققغيرة نحقققو اللتققققاء والتعقققاون لبنقققاء‬
‫القتصادات النامية بقوة‪.‬‬
‫التوسع في الصكوك‪:‬‬
‫وقد تطور سوق الصكوك من ‪ 500‬مليون دولر في العام ‪ 2001‬حتى بلغققت حققوالي‬
‫‪ 31‬مليار دولر بنهاية العام ‪2006‬م‪ ،‬بحسب سوق دبي المالي‪.‬‬
‫وترى وكالة موديز العالمية للتقييم الئتماني حجم النمققو فققي إصققدارات الصققكوك قققد‬
‫تتراوح ما بين ‪ % 35 -30‬سنويا‪.‬‬

‫إصدارات الصكوك في دول مجلس التعاون ‪:2006/2007‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫الدولة ‪ /‬السنة‬
‫‪51%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫المارات‬
‫‪37%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫السعودية‬
‫‪4%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫البحرين‬
‫‪6%‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫الكويت‬
‫‪2%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫قطر‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫المجموع‬

‫ويلحظ أن دولة المارات لها قصب السققبق فققي إصققدارات الصققكوك خلل العققامين‬
‫الماضقققيين )‪2007 -2006‬م( بمعقققدل ‪ 58‬و ‪ %51‬علقققى التقققوالي‪ .‬وققققد أخقققذت‬
‫الصققدارات السققعودية تنطلققق بمعققدل متزايققد مققن ‪ 30‬إلققى ‪ %37‬ممققا يتوقققع معققه‬
‫الزديققاد المسققتمر فققي حصققيلة الصققدارات الخليجيققة بعامققة ول سققيما الماراتيققة‬
‫والسعودية خلل السنوات القادمة‪ .‬ومن المتوقع أن يعمل حجققم الصققدارات الصققكية‬
‫ماقيمته مع ترليون دولر في العام ‪2015‬م‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫اصدارات الصكوك في دول مجلس التعاون‬

‫‪60%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪ 30%‬النسبة‬
‫السنة ‪2006‬‬
‫‪20%‬‬ ‫السنة ‪2007‬‬
‫‪10%‬‬

‫‪0%‬‬
‫الكويت البحرين السعودية المارات‬ ‫قطر‬
‫الدول‬

‫اتساع سوق الصكوك‪:‬‬

‫هنالك أسباب كثيرة لتساع سوق الصكوك منها مايلى‪:‬‬
‫القناعة المتولدة عند المدخرين بعدم التعارض مع أحكام الشريعة وأداء‬ ‫‪.1‬‬
‫الصكوك وهيكلتها‪.‬‬
‫ظهور أسواق الوراق المالية و التداول الصكوك فيها وتوسع نطاقها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .3‬البدء في وضع التشريعات الكفيلة بتنظيمها‪.‬‬
‫الحاجة المستمرة إلى التوسع في مشققاريع البنيققة التحتيققة بققدول الخليققج‬ ‫‪.4‬‬
‫مع توفير السيولة اللزمة لتمويل الصكوك‪.‬‬
‫قدراتها على توفير التحويل المستقر طويل الجل‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫قدرة الصكوك على الوفاء بتغطية العجز المالي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫وقد أصدرت صكوك في عدة دول إسلمية منها ماليزيا ودول مجلس التعاون وإيران‬
‫وباكستان والسودان وفي دول غير إسقلمية منهقا بريطانيققا واليابقان وألمانيقا ووليققة‬
‫تكساس المريكية‪ .‬وتقدر الحتياجات التمويلية للمشروعات في دول مجلققس التعققاون‬
‫بمبلغ ‪ 800‬مليار دولر حتى العام ‪2017‬م‪ .‬ويقدر اجمالي الصكوك في العام ‪2015‬م‬
‫بمبلغ ‪ 3‬ترليون دولر‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫حجم اصدار الصكوك بالنوع ‪2007‬م‬
‫النسبة المئوية‬ ‫النوع‬
‫‪40.2%‬‬ ‫المضاربة‬
‫‪4.2%‬‬ ‫المنفعة‬
‫‪45.9%‬‬ ‫إجارة‬
‫‪0.7%‬‬ ‫السلم‬
‫‪9%‬‬ ‫المشاركة‬
‫‪100%‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬القبس الكويتية‬

‫النسبة المئوية‬

‫‪9%‬‬
‫‪0.70%‬‬
‫ضاربة‬‫الم‬
‫‪40.20%‬‬ ‫المنفعة‬
‫إجارة‬
‫السلم‬
‫المشاركة‬
‫‪45.90%‬‬

‫‪4.20%‬‬

‫فقد تم إصققدار صققكوك فققي دولققة المققارات بقيمققة ‪ 7‬مليققار دولر فققي العققام ‪2006‬م‬
‫وبقيمة ‪ 12‬مليار دولر خلل العام ‪2007‬م‪ .‬ومن المشروعات الضخمة في أبو ظققبي‬
‫والتي ينتظر أن يتم تمويلها عبر إصدارات الصكوك مشقروع مينقاء خليفقة والمنطققة‬
‫الحرة بحوالي ‪ 10‬مليار دولر‪.‬‬

‫القطاعات الممولة بالصكوك في المارات‬

‫‪ %‬المئوية‬ ‫القطاع‬
‫‪31‬‬ ‫الخدمات المالية‬
‫‪25‬‬ ‫العقارات‬
‫‪12‬‬ ‫الطاقة‬
‫‪32‬‬ ‫أخرى‬
‫‪100%‬‬ ‫الجملة‬
‫وفي غضون العام ‪2007‬م كان نصيب المارات وماليزيا يزيد عققن ‪ 25‬مليققار دولر‬
‫ويشكل أكثر من ‪ %75‬من أجمالي الصكوك المصدرة حول العالم‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫ت‬‫ي المارا‬‫تالممولةف‬‫طاعا‬
‫الق‬

‫;‬
‫ت المالية ;‬‫خدما‬
‫ال‬
‫ت المالية‬‫الخدما‬
‫‪%3‬‬
‫ى; ‪2‬‬‫ر‬
‫خ‬‫أ‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪1‬‬
‫ت‬‫العقارا‬
‫طاقة‬‫ال‬
‫ى‬
‫أخر‬
‫‪%1‬‬
‫طاقة ; ‪2‬‬
‫ال‬
‫‪%2‬‬
‫ت; ‪5‬‬
‫العقارا‬

‫المصدر‪ :‬وكالة التصنيف العالمية موديز‬

‫مصرف عجمان‪:‬‬
‫تشهد دولة المارات باعتبارها بلققد المنشققأ لول بنققك تجققاري فققي العققالم يتعامققل مققع‬
‫الجمهور بما يتوافق مع أحكام الشريعة السلمية‪- ،‬وهو بنك دبي السققلمي‪ -‬وذلققك‬
‫في العام ‪1975‬م‪ ،‬زيادة مستمرة في عداد بنوكها السلمية البالغة ثمانية بنكا إسلميا‬
‫بانضمام مصرف عجمان السلمي وبنك الهلل فققي أبوظققبي‪ ،‬والققتي مققن شققأنها أن‬
‫تسهم إسهاما مباشرا في ارتفاع إصدارات وقيقم الصقكوك فيهقا ممقا يسقارع فقي دفقع‬
‫عجلة التنمية القتصادية من خلل تمويل المشاريع الكققبرى ومشققاريع البنيققة التحتيققة‬
‫فيها‪ .‬إن إنشاء بنك عجمان السلمي يمكن له أن يلعب دورا مهما فققي تنميققة المققارة‬
‫من خلل التمويل المصرفي السلمي وكذلك بالسهام في إصققدار الصققكوك لتمويققل‬
‫مشاريع البنى التحتية في المارة‪.‬‬

‫‪9‬‬