Professional Documents
Culture Documents
1
-صققار كغيققره مققن الدلققة يخضققع لتقققدير كما ل يصح الدعاء بأن هذا المبققدأ ل يجققد
محكمة الموضوع التي لها مطلق الحريققة له قيمققة حيققن تكققون الجريمققة فققي حالققة
في تقدير صحته وقيمته القانونية ،بحيققث تلبس ،أو عنققدما يققدلي المتهققم بققاعتراف
يكون لها أن تطرحه كدليل مقققدرة بققراءة تفصقيلي ،ذلقك أن مبقدأ أصقل القبراءة ل
المتهم.7 يقتصر أثره على إلزام هيئة التهام بإثبات
وقوع الجريمة ونسبتها إلى فاعلها فقط ،
ويكفينققا ردا ً علققى قققول أنصققار المدرسققة وإنمققا يفققرض عليهققا ،إلققى جققانب ذلققك ،
الوضعية أن الواقع العملي يكشف عن أن معاملته على أساس أنه برئ طوال فققترة
معظم من يتقرر اتهامهم تتأكققد إدانتهققم ، التهام حققتى تثبققت إدانتققه ثبوت قا ً قطعي قا ً ل
أن هذا القول بذاته حجققة عليهققم ،إذ هققم شك فيه .وبدللة أخرى ،فإن هققذا المبققدأ
يقرون هكذا أن بعض من يتقققرر اتهققامهم ل يهيمن فقط علققى مشققكلة توزيققع عققبئ
يقضى ببراءتهم ،المر الذي يؤكد ضرورة الثبات ،وإنما يهيمن أيض قا ً علققى مشققكلة
تمتع كافققة المتهميققن بأصققل الققبراءة منققذ أخققرى ،لهققا النصققيب الكققبر فققي مقققام
توجيه التهام .فما دام أن العمل قد أثبت الجققراءات الجنائيققة ،أل وهققى مشققكلة
أن كققثيرين قققد ثبتققت براءتهققم بعققض أن ضمان الحرية الفردية لمن تعرض لتهام.
تعرضوا للتهام وللحبس الحتياطي ،فإنه
من الحوط ،إن لم يكن مققن الضققرورة ، حق قا ُ إن ضققبط المتهققم فققي حالققة تلبققس
معاملة جميع المتهمين على أساس أنهققم يشققكك فققي بققراءة المتهققم ،المققر الققذي
أبريقققاء إلقققى أن يقضقققى نحقققوهم بإدانقققة يبرر الخروج علققى بعققض الصققول الكليققة
قاطعة .8ول يخشققى حققال ذلققك أن يفلققت للجققراءات الجنائيققة فيمققا يتعلققق بعمققل
بعض المذنبين من قبضة العدالققة ،فتلققك مأموري الضبط القضائي كي يتمكنوا مققن
الخيققرة ل يؤذيهققا هققذا الفلت بقققدر مققا الحفاظ على أدلة الجريمة وهى سققاخنة ،
يؤذيها إدانة ظالمة لققبرئ واحققد .9والقققول غير أن ذلك ل يمكن لقه أن يقدحض أصقل
بغير ذلققك يققدفع بققالمجتمع نحققو التضققحية البراءة المفققترض ،الققذي يظققل محتفظقا ً
بالبرياء في سبيل إدانة المققذنبين ،المققر بقيمته كاملة ،سواء من حيققث دوره فققي
الذي يمثل انتهاك للحرية وامتهان لكرامة صققيانة الحريققة الشخصققية ،أو مققن حيققث
النسققان ،وفققرض طققابع تسققلطي علققى إلقققاء عبققء الثبققات علققى عققاتق سققلطة
مجمل الجراءات الجنائية بحجة ،هى في التهققام .فل يعققدو التلبققس إل أن يكققون
مبدأها ومبناها واهية ،تسمى الدفاع عققن قرينة بسيطة على صققحة المققر المققدعى
المجتمع ضد الجرام. بققه مققن قبققل تلققك الخيققرة ،الققذي قققد
يدحضها وجود سبب مققن أسققباب الباحققة
-3ب :أصل البراءة في الفقه المعاصر : في حق من زعم نحوه بحالة التلبس ،أو
وجه بعض الفقهاء المعاصققرين سققهام تأكيققد الخيققر أن سققبب ضققبطه فققي تلققك
النقققد لمبققدأ أصققل الققبراءة ،حققتى أنهققم الحالققة إنمققا محققاولته إنقققاذ الجنققي عليققه
وصققفوه بالمبققدأ ذو الطبيعققة الخياليققة أو الققذي اسققتغاث بققه ،أو مجققرد تصققادف
المثالية Caractère fictif utopique ouفلدى هؤلء وجوده في مكان الحادث.6
أنه إذا كان هناك ما يدعم هذا المبققدأ فققي
الماضي ،إل أنه ليس هناك ما يدعمه في وإذا كنا ل نجادل في أن اعققتراف المتهققم
الققوقت الحاضققر ،فميققزان العدالققة كققان يمثقققل رأس الدلقققة فقققي مققققام الثبقققات
يميققل فققي الماضققي إلققى جققانب سققلطة الجنائي متى صدر عن إرادة حققرة ،ومققن
التهام على حساب مصلحة المتهم ،إلققى شخص كامل الهلية ،وكان واضح الدللة
أن تحسن مركز الخيققر ونققال الكققثير مققن على ارتكاب الجريمة أو المساهمة فيها ،
حقوقه ،حقتى غقدت مقدونات الجقراءات إل أن ذلك ل ينال من قيمة أصل الققبراءة
الجنائية تنهض على أساس محاباة المتهم المفققترض فققي المتهققم ،إذ تظققل سققلطة
علقققى حسقققاب حققققوق المجنقققي عليقققه التهام مكلفة بعبققء إثبققات أن العققتراف
والمضرور من الجريمة ،المر الذي أخققل قققد صققدر مسققتكمل ً عناصققر مشققروعيته
في النهاية بققالتوازن الققواجب بيققن حقققوق كققدليل للدانققة ،فضقل ً عققن تمتققع المتهققم
المتهققم ومققا يتققوجب للمجنققي عليققه مققن بكامل الحماية التي يضفيها عليه افقتراض
حقوق .10وينتهي هؤلء للقول بضرورة أن براءتقققه .وهققققذا كلققققه ل يقققدعمه إل لن
يفسققر الشققك لصققالح المجنققي عليققه أو العتراف – مع سيادة مذهب الثبات الحر
2
الجنائية بالمحاكمة العادلة ،وعققى رأسققها المضرور من الجريمة ل لصققالح المتهققم ،
مبدأ حيققاد القاضققي الجنققائي .فلققو فققرض فمن الخيال ،بل مققن السققخرية ،القققول
وققققام شقققاهد بقققالتعبير عقققن رأي يضقققير ببراءة هذا الخيققر ثققم إحققالته للمحاكمققة ،
بالمتهم ،أو أطلقق العنققان للسققانه لسقب فأي برئ هذا الذي تجققري محققاكمته!؟ ول
المتهم ولم تنه المحكمة عقن ذلققك ،فققإن يخشى – في رأي هققؤلء – التعسققف نحققو
الخيققرة تكققون قققد فقققدت حيادهققا بققأن المتهم ،طالما أن التهققام ل يسققعى إلققى
شاركت الشاهد عداوته للمتهم ،وافتأتت الدانققة بققل يسققعى إلققى الحقيقيققة سققواء
من ثققم علققى مبققدأ أصققل الققبراءة ،الققذي جاءت في صالح المتهم أم ضده ،وطالما
يظهر كمكمل لمبدأ حياد القاضي.13 تقققرر حققق الطعققن فققي أحكققام المحققاكم
الققدنيا لقدى رجقات قضقائية أعلقى تسقمح
بل إننا ل نشطت في الحديث إذا قلنققا أن بتجنب الدانة الظالمة.
النص على هذا المبدأ فقي صقلب الوثققائق
الدستورية يعني تققوجهه بالخطققاب كققذلك والواقققع أننققا نجققد لهققذا النقققد صققدى فققي
للسقققلطة القائمقققة علقققى أمقققر التشقققريع الفقه المصري ، 11وذلك حين قال البعض
الجنائي ،بما يضع على عاتقها قيدا ً يوجب بعدم دقة افققتراض الققبراءة لتعارضققه مققع
مراعققاة قيققم هققذا المبققدأ ونتققائجه حققال واقعة التهام ذاتها ومع الجراءات الماسة
تنظيققم الجققراءات الجنائيققة الققتي يمكققن بالحريقققة كقققالقبض والتفقققتيش والمقققر
اتخاذها إذا تم توجيه التهام للحد الفراد. بققالحبس الحتيققاطي ،وهققى إجققراءات ل
ولعل كل ذلك يؤكد ضققرورة البقققاء علققى يتسنى اتخاذها إل قبل من تققوافرت دلئل
قيم هذا المبققدأ فققي وقتنققا الحاضققر ،هققذا قويققة فققي حقققه علققى التهققام بارتكققاب
الوقت الذي تتوجه فيه النظار نحو تعزيققز الجريمققة ،فققإذا قيققل بققافتراض الققبراءة
واحترام حقوق النسان. لصققبحت تلققك الجققراءات بغيققر أسققاس
ققققانوني سقققليم .هقققذا فضقققل ً عقققن أن
كما أن هذا الرأي يتغافل عن الخصوصققية الضمانات التي تقررت للمتهم فققي كافققة
التي تتمتع بها الدعوى العمومية ،وكونهققا مراحل الدعوى الجنائية لققم تتقققرر لكققونه
دعوى تهم المجتمع بأسره ،ومن ثم فإن بققرئ وإنمققا لمجققرد كققونه متهققم .كمققا أن
تحديد مواقققف الخصققوم تمليققه المصققلحة تفسققير الشققك لمصققلحة المتهققم ل يعققود
العامة ل مصلحة الجنقي عليقه .والمجتمقع لكونه بققريئا ً ،بققل لن القاعققدة أن الدانققة
كما تهمه معاقبة المتهم حال ثبوت الجرم الجنائية تبنققى علققى الجققزم واليقيققن .وأن
في حقه ،تهمه أيضا ً براءة من وجققه إليققه قاعدة أن عبء الثبققات يقققع علققى عققاتق
اتهام ظالم .وهكذا فققإن المجنققي عليققه ل التهام فهى الخرى ليست تطبيقا ً لقاعدة
يظهقققر بحسقققبانه خصقققما ً فقققي القققدعوى افتراض البراءة ،وإنما نابعققة مققن طبيعققة
العمومية ،ول تبدو الخيرة – علققى خلف الخصومة الجنائية ذاتها .وينهى هذا الققرأي
الدعوى المدنية – أنها تسققتهدف الوصققول بضرورة استبدال عبارة افققتراض الققبراءة
إلى تسققوية عادلققة بيققن المتهققم والمجنققي بالعبققارة الققتي تبناهققا الدسققتور اليطققالي
عليه ،ول يمكن والحال كذلك القول بققأن القائلققة بققأن "المتهققم ل يعققد مققذنبا ً حققتى
المجتمع يرى خيره في أن يسققارع بإدانققة صدور الحكم النهائي بإدانته" )م، (27/2.
شخص قد تظهر براءته فيما بعد .فالحرية أو بالنص على اعتبار المتهم مجرد مشتبه
ليست منحة من المجتمع ،بققل هققى حققق فيققه Simplement suspectبققدل ً مققن اعتبققاره
طبيعي يتقرر لكل فققرد ،ومصققلحة الفققرد بريئا ً.Innocent 12
في الدفاع عن حريته تعلققو علققى مصققلحة
الجماعة في مواجهة الجريمة ،وذلك لمققا والحق أن تلققك الحجققج ليققس مققن شققأنها
يترتب على الجققزاء الجنققائي مقن مخقاطر القناع بعدم مقبولية مبققدأ أصققل الققبراءة.
يتعذر في كثير من الحيان تجاوزها. فليس صحيحا ً أنه ل يوجد في الحاضر مققا
يبرر هذا المبدأ ،إذ أن افتراض الققبراءة ل
يضاف إلى ذلك أن مبققدأ أصققل الققبراءة ل يتققوجه بالخطققاب فقققط لرجققال السققلطة
يتعققارض بحققال مققع الجققراءات الماسققة العامققة ،بققل يتققوجه للقضققاء كققذلك فققي
بالحرية التي يمكققن اتخاذهققا قبققل المتهققم مرحلة المحاكمة .فالواقع أن هققذا المبققدأ
فققي مرحلققة التحقيققق البتققدائي أو فققي يبدو في كثير مققن الحيققان كمكمققل لعققدد
مرحلة المحاكمة ،فكما سققبق القققول أن من المبادئ التي تلزم لوصققف المحاكمققة
3
عبققء الثبققات دائم قا ً علققى عققاتق التهققام عنصر الدفاع عن حرية الفرد يتصادم منذ
وسلطة الدعاء ،ول يرتفع عن كاهلهققا إل البداية مع مصققلحة المجتمققع فققي الققدفاع
إذا نص القانون على ذلك صققراحة ،فققإذا عن نفسه ضد خطر الجريمة ،وللتنسققيق
فشققلت تلققك الخيققرة فققي هققدم قرينققة بين المصلحتين يتوجب السماح – بموجب
البراءة بإقامة الدليل القاطع علققى ذلققك ، غطاء شرعي من نص دستوري أو قانوني
ظقل المتهقم علقى براءتقه ،ول يكفقي أن – بالمساس بالحريققة الفرديققة بمققا يمكققن
يبنققى التهققام علققى قققول دون دليققل ،ول من الوصول للحقيقة حول جريمة ما ،مع
يكلققف المتهققم بإثبققات براءتققه .أمققا فققي وجققوب افققتراض بققراءة مققن خضققع لتلققك
الخصققومة المدنيققة ،فققإن عبققء الثبققات الجققراءات ،بحيققث ل تتقققرر إدانتققه فققي
يمكن أن ينتقل إلى عققاتق المققدعي عليققه النهاية إل بأدلة قاطعة تبرر في النهاية مققا
الذي يصبح مدعيا ً يقع عليققه عبققء إثبققات عسققاه يكققون اتخققذ قبلققه مققن إجققراءات
ما يدعيه إذا مققا أثققار دفع قا ً ،ولققم يقتصققر ماسة بشخصه .ولم يكققن يمكققن التوصققل
مققوقفه علققى مجققر النكققار .هققذا كلققه ل إلى قدر من التوازن بين مصققلحة المتهققم
يسقققري بحقققال فقققي المجقققال الجنقققائي ، ومصققلحة المجتمققع إل بتقريققر ضققمانات
فالمققدعى عليققه ل ينقلققب بمرافعتققه أو وحقوق للمتهم ،ل بحسبانه متهما ً ،ولكن
بدفعه مدعيا ً ،وذلك استبقاًء للبراءة التي بحسبان أن مققا يتخققذ قبلققه مققن إجققراءات
تهيمققن علققى كافققة إجققراءات الققدعوى ماسقققة بالحريقققة إنمقققا يزيقققل القققبراءة
الجنائيققة ،بمققا فيهققا توزيققع عبققء الثبققات المفترضقققة فيقققه .ولقققو قيقققل أن تلقققك
الجنائي.15 الضمانات تعود فقط لكققونه متهم قا ً ،فلنققا
أن نتساءل ،لماذا لم تتضمن التشققريعات
ثانيققا ً :التكريققس الشققرعي لمبققدأ افققتراض -4 القديمقققة مثقققل تلقققك الضقققمانات حمايقققة
البراءة:
لحقوق المتهققم الققذي كققانت تفققترض فيققه
آيا ما بدا من نشأة وضققعية غربيققة
الدانققة وقققتئذ ؟ ول شققك أن المققبرر فققي
لصل البراءة ،إل أنه من الثققابت أن هققذا
ذلك يعود إلى أن النسانية لققم تكققن إلققى
الخيققر مبققدأ إسققلمي النسققب .فالقاعققدة
ذاك الققوقت لقم تكقن ققد تلمسقت فكقرة
الشرعية توجب أن الصل بققراءة الذمققة ،
افتراض الققبراءة بعققد ،فالمبققدأ آنققذاك أن
تلك القاعققدة الققتي يتسققع مجققال تطبيقهققا يسققمح بالمسققاس بحريققة الفققرد ،قبض قا ً
ليشمل ليس فقط المجال الجنققائي ،بققل
وتفتيش قا ً وحبس قا ً احتياطي قا ً دون أن يكققون
كافققة فققروع القققانون المختلفققة .16وفققي
لذلك أي مبرر مققن ضققرورات تحقيقققي أو
مقام التهام تفقترض بققراءة مققن تققوافرت
أمن مجتمع .14أما حين عرف مبققدأ أصققل
في حقه دلئل على ارتكاب جريمة ،ذلك
الققبراءة مققع تعققاظم صققيحات الفلسققفة
أنه إن لم تفترض تلققك الققبراءة ،فسققوف
والمفكرين منتصف القرن الثامن عشققر ،
يكون المتهم مطالبا ً بإثبات موقف سققلبي
وحيققن تققم تسققجيل هققذا المبققدأ كأصققل
يتمثل فققي عققدم ارتكققابه للجريمققة ،وهققو
دسققققتوري وإنسققققاني ،فقققققد جققققاءت
أمر يتعذر في كثير من الحققول تحقيقققه ،
التشريعات مقررة لضمانات حال خضققوع
ويوصل إلققى انعقققاد المسققئولية فققي حققق
شخص لتهام بارتكاب جريمة.
شخص على أساس الظن ، 17بما يعققارض
م إ ِل ّهق ْ مقا ي َت ِّبقعُ أ َك ْث َُر ُ قول ربنا عز وجققل "وَ َ وإلى جانب ضمانة تفسير الشك لمصلحة
ن شققي ًْئا إ ِ ّ حقققّ َ ْ
ن ال َ م َ ن ل َ ي ُغِْني ِ ن الظ ّ ّ ظ َّنا إ َ ّ المتهم استصحابا ً للبراءة فيه ،فإن إلقققاء
ن " ،وقوله عز مققن 18
فعَُلو َ ما ي َ ْم بِ َ ه ع ََلي ٌ الل ّ َ عبء الثبات علققى عققاتق سققلطة التهققام
ن إ ِلّ عل قم ٍ ِإن ي َت ّب ُِعققو َ ْ ن ِ م ْما لُهم ب ِهِ ِ َ قائل "وَ َ تظل أهم نتائج مبدأ أصققل الققبراءة .فهققذه
ق
َ ّ قق
ق ح ْ ل ا نَ قق
ق م
ِ ققي قِ ن ْ غ ُ ي لَ نّ قق
قّ ظ ال ن
ن وَ ِ ّ
إ الظ ّققق ّ القاعقققدة ل يبررهقققا – علقققى حقققد ققققول
شققي ًْئا" .ويتفققرع عققن ذلققك أن الققبراءة 19
َ المعارضين -طبيعة الخصققومة الجنائيققة ،
شققرعا ً ل تققزول بالشققك ول عقققاب عنققد إذ لققو صققح قققول هققؤلء أن مققن طبيعققة
الظن ، 20مصداقا ً لقول الرسققول الكريققم الخصومة الجنائيققة أن يقققع عبققء الثبققات
"ادرءوا الحقققدود عقققن المسقققلمين مقققا على عاتق التهقام ،فكقذلك يصقح الققول
اسققتطعتم فققإن وجققدتم للمسققلم مخرج قا ً بأن من طبيعة الخصومة المدنية أن عبء
فخلوا سبيله فإن المام يخطئ في العفو الثبات يقع علققى عققاتق المققدعي .بيققد أن
خير من أن يخطئ في العقوبة".21 عبققء الثبققات يختلققف كققثيرا ً فققي كلتققا
الخصومتين .ففي الخصومة الجنائية يظل
4
يأتيها ،فل ينفصل عنها باتهققام جنققائي أي قا ً ولقد أسس الفقه السلمي أصل الققبراءة
كان أو الدلققة الققتي يؤسققس عليهققا...هققذا على قاعدة استصققحاب الحققال ،أي بقققاء
الصققل كامن قا ً فققي كققل فققرد سققواء كققان كل شققيء علققى مققا كققان حققتى يوجققد مققا
مشتبها ً فيه أم متهمًا". يغيققققره أو يثبققققت خلفه .22فالصققققل إذا ً
استدامة إثبات ما كققان منفي قا ً أو نفققي مققا
اللهم اجعل هذا العمل خالصا ً كان منفي قا ً ،أي بقققاء الحكققم إثباتققا ونفي قا ً
لوجهك الكريم ، حتى ينهققض الققدليل المغيققر .23وفققي ذلققك
والله من وراء القصد وهو يهدي يقققول العلمققة الشققيخ محمققد أبققو زهققرة
السبيل رحمه الله" 24الستصققحاب يؤخققذ بققه فققي
قققانون العقوبققات ،وهققو أصققل فيققه ،لن
المور على الباحة ما لم يقققم نققص يثبققت
التجريم والعقوبة ،وأن قضية المتهم برئ
حتى يقوم دليل على ثبققوت التهمقة...هقى
مبنية على الستصحاب ،وهو استصققحاب
الققبراءة الصققلية" .واعتمققادا ً علققى هققذا
التأسيس استنبط الفقه السلمي قاعققدة
أن ما يثبت باليقين ل يزول إل بيقين مثله
،ول يزول بالشك.25
5
*1كلية النظمة والعلوم السياسية – جامعة الملك سعود – قسم القانون الجنائي.
لمزيد من التفصيل حول هققذا التققوجه ،راجققع مؤلفنققا ،الظققاهرة الجراميققة ،الشققكاليات البحثيققة – النظريققات التفسققيرية –
العوامل الجرامية ، 2004-2003 ،ص 102وما بعدها.
2
E. Ferri, La sociologie criminelle, 2ème éd. Paris, 1914, p. 492 et s ; M. J. Essaid, M. J. Essaid, La présomption d’innocence, th. Paris,
1969, p. 51 et s.
3
G. Tarde, Philosophie pénale, Paris, 1905, p. 451 et s.
4د .أحمد فتحي سرور ،الشرعية الدستورية وحقققوق النسققان فققي الجققراءات الجنائيققة ،دار النهضققة العربيققة ، 1993 ،ص
.185ولذات المؤلف ،الحماية الدستورية للحقوق والحريات ،الحماية الدستورية للحقوق والحريات ،دار الشروق ،القاهرة
، 2000 ،ص .559
5
M. J. Essaid, op. cit., p. 53 et s.
قريب من ذات المعنققى ،د .محمققود مصققطفى ،الثبققات فققي المققواد الجنائيققة فققي القققانون المقققارن ،ج ، 1مطبعققة جامعققة
القاهرة ، 1977 ،ص 60وما بعدها ،د .سامي صادق المل ،اعتراف المتهم ،ط ، 3المطبعة العالمية ، 1986 ،ص 77وما
بعدها ،د .أحمد إدريس أحمد ،افتراض براءة المتهم ،رسالة دكتوراه ،القاهرة ، 1984 ،ص .252-251
6د .أحمد إدريس أحمد ،المرجع السابق ،ص 253وما بعدها.
7د .أحمد فتحي سرور ،الحماية الدستورية للحقوق والحريات ،المرجع السابق ،ص ، 559د .سامي صققادق المل ،المرجققع
السابق ،ص .77
8د .محمود مصطفى ،الثبات في المواد الجنائية ،المرجع السابق ،ص .56
G. Stéfani, Quelques aspects de l’autonomie du droit pénal, Etudes de droit criminel, Dalloz, 1956, p. 19 et s.
9وهنا يردد قضاء النقض قوله "ل يضير العدالة إفلت مجرم من العقاب بقدر ما يضيرها الفتئات على حريات الناس والقبض
عليهم بدون حققق" ،نقققض 21أكتققوبر ، 1958مجموعققة أحكققام النقققض ،س ، 9رقققم ، 206ص ، 839نقققض 15 ،فققبراير
، 1984مجموعة أحكام النقض ،س ، 35رقم ، 31ص .153
10
Cl. Lombois, Droit pénal et sociologie criminelle, T. II, Paris, 1978-1979, p. 48 ; S. Plawaski, Les droits de l’homme dans le procès
pénal, RIDP. 1979, p. 473 et s ; L. Rajapakse, Is a presumption of gulit or of innocence of an accused in a criminal case necessary ? The
Ceylon Law Society Journal, Vol. 10, n°2, 1972, p. 13.
مشار إليه لدى د .أحمد إدريس أحمد ،المرجع السابق ،ص .261
11د .آمال عثمان ،الثبات الجنائي ووسائل التحقيق العلمية ،مطبعة دار الهنا ، 1975 ،ص 76وما بعدها.
12د .علء الصاوي ،حق المتهم في محاكمقة عادلقة ،دراسقة مقارنقة بيقن الققانون المصققري والفرنسققي ،رسققالة دكتقوراه ،
القاهرة ، 2001 ،ص .505قريب من ذات المعنى :
Vu Shutong, La preuve en procédure pénal comparée, RIDP. 1992, p. 323.
13د .علء الصاوي ،حق المتهم في محاكمة عادلة ،المرجققع السققابق ،ص .506فققي ذات المعنققى د .أحمققد حامققد البققدري ،
الضمانات الدستورية للمتهم في مرحلة المحاكمة الجنائية ،دراسة مقارنة بين الشريعة السلمية والقوانين الوضعية ،رسالة
دكتوراه ،طنطا ، 2002 ،ص .146
14د .محمود مصطفى ،الثبات في المواد الجنائية ،المرجع السابق ،ص .57
15
G. Stéfani, Quelques aspects de l’autonomie du droit pénal, op. cit., p. 17 et s.
د .أحمد إدريس أحمد ،المرجع السابق ،ص .305-304
16الشيخ محمد أبو زهرة ،أصول الفقه ،دار الفكر العربي ، 1957 ،ص 291وما بعدها ،أ .محمد الحسيني حنفي ،أسققاس
حق العقاب في الفكر السلمي والفقه الغربي ،مجلة العلوم القانونية والقتصادية ،يوليققو ، 1971ص 404ومققا بعققدها ،د.
زكريا البري ،أصول الفقه السلمي ،دار النهضة العربية ، 1977 ،ص 169وما بعدها.
17د .عبد القادر عودة ،التشريع الجنائي السلمي مقارنا ً بالفقه الوضعي ،ج ، 2دار الطباعة الحديثة ، 1984 ،ص 515وما
بعدها ،د .عبد المجيد مطلوب ،الصل براءة المتهم ،بحققث مقققدم إلققى نققدوة "المتهققم وحققوقه فققي الشققريعة السققلمية" ،
المركز لعربي للدراسات المنية بالرياض ،السعودية ،يونيو ، 1982 ،ص 229وما بعدها.
18سورة يونس ،الية .36
19سورة النجم ،الية .28
20د .محمد محي الدين عوض ،درء الحدود بالشقبهات ،مجلقة قضقايا الحكومقة ،س ، 27ع ، 33يوليقو-ديسقمبر ، 1978د.
مأمون سلمة ،المبادئ العامة للثبات الجنائي في الفقه السلمي ،مقال فققي دراسققات فققي حققوق النسقان فققي الشقريعة
السلمية ،مجلة القانون والقتصاد ،عدد خاص ،س ، 1980 ، 50ص 152وما بعدها.
21رواه الترمذي ،راجقع الجققامع الصقحيح المشققتهر بسققنن الترمقذي ،دار الفكققر للطباعقة ،بيقروت ،ص .133نيققل الوطقار
للشوكاني ،ج ، 7ص .271
22الحكام في أصول الحكام ،المام الحافظ أبو محمد على بن حزم الندلسي الظاهري ،ج ، 5ط 1347 ، 1هق 1927 -م ،
مطبعة ومكتبة الخانجي ،ص 3وما بعدها ،د .زكريا البري ،المرجع السققابق ،ص ، 164الشققيخ محمققد أبققو زهققرة ،المرجققع
السابق ،ص .283
23أعلم الموقعين عن رب العالمين ،ابن قيم الجوزية ،ج ، 1مطبعة ومكتبة عبد السلم بن محمد بن شعرون ، 1968 ،ص
339وما بعدها.
24الشيخ محمد أبو زهرة ،المرجع السابق ،ص .291
25في ذات المعنى ،د .زكريا البري ،المرجع السابق ،ص .169
26المحكمة الدستورية العليا ،جلسة 15يونيو ، 1996القضية رقققم 49لسققنة 17ق دسققتورية ،مجموعققة أحكققام المحكمققة
الدستورية العليا ،ج ، 7رقم ، 48ص .739تؤمن على ذلك المحكمة الدستورية العليا في حكم أخر بقولها أن "أصل البراءة
مفترض في كل متهم ،فقد ولد النسان حرا ً ،مطهرا ً من الخطيئة ودنس المعصية ،لم تنزلق قدماه إلققى شققر ،ولققم تتصققل
يده بجور أو بهتان ،ويفترض وقد كان سويا ً حين ولد حيا ً أنه ظل كقذلك متجنبقا ً الثقام علقى تبيانهقا ،نائيقا ً عقن القرذائل علقى
اختلفها ،ملتزما ً طريقا ً مستقيما ً ل يتبدل اعوجاجا ً ،وهو افتراض ل يجوز أن يهدم توهما ً ،بل يتعين أن ينقض بدليل مسققتنبط
من عيون الوراق وبموازين الحق ،وعن بصر وبصيرة ،ول يكون ذلك إل إذا أدين بحكققم انقطققع الطريققق إلققى الطعققن فيققه ،
فصار باتًا" .المحكمة الدستورية العليا ،جلسة 5أكتوبر ، 1996القضية رقم 26لسنة 12ق دسققتورية ،الجريققدة الرسققمية ،
17أكتوبر ، 1996ع 41ق دستورية.