You are on page 1of 7

‫الحكم الذاتي‬

‫في ‪ 28‬فبراير ‪ 2007‬الساعة‪ 16:38 :‬م ‪abdelhak dahbi ،‬كتبها‬

‫]آفاق تطبيق نظام الحكم الذاتي في القاليم الجنوبية]‪1‬‬


‫بقلم الباحث ‪ :‬عبد الحق دهبي‬
‫‪saharadahbi@yahoo.fr‬‬
‫‪:‬الصول النظرية لمفهوم الحكم الذاتي‬
‫يثير مفهوم الحكم الذاتي عدد من التساؤلت بخصوص طبيعته القانونية والسياسية‪ ،‬فهو غامض ومتشعب ويتضمن قدرا كبيرا من المرونة‪ ،‬تقترب أحيانا من الدارة والقانون‪ ،‬أي يمكن أن‬
‫يكون حكما ذاتيا إداريا باعتباره أحد أشكال اللمركزية الدارية‪ ،‬ويقترب أحيانا أخرى من السياسة‪ ،‬وفي بعض التطبيقات قد يجمع بين الطابع الداري والقانوني والطابع السياسي في آن‬
‫‪.‬واحد‬
‫‪:‬مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي العام ‪1-‬‬
‫يعرف الحكم الذاتي في إطار القانون الدولي العام بأنه "صيغة قانونية لمفهوم سياسي يتضمن منح نوع من الستقلل الذاتي للقاليم المستعمرة لنها أصبحت من الوجهتين السياسية‬
‫والقتصادية جديرة بأن تقف وحدها مع ممارسة الدولة المستعمرة السيادة عليها"‪ ،‬ويعرف أيضا بأنه "ينشأ بواسطة وثيقة دولية‪ ،‬سواء كانت معاهدة دولية تعقد بين دولتين بشأن إقليم خاضع‬
‫لسيطرتها‪ ،‬أو عن طريق اتفاقيات تبرمها منظمة المم المتحدة ومن قبلها عصبة المم مع الدول العضاء القامة بإدارة القاليم الخاضعة لها‪ ،‬فإن هناك علقات توصف من الوجهة القانونية‬
‫‪.‬بأنها دولية‪ ،‬وتخضع لقواعد القانون الدولي العام‪ ،‬فهو نموذج للعلقات الدولية‬
‫‪:‬الحكم الذاتي في المواثيق الدولية ‪2-‬‬
‫انتقل الحكم الذاتي من نطاقه الضيق باعتباره مسألة داخلية تنظم عن طريق قانون صادر من الهيئة التشريعية للدولة الستعمارية‪ ،‬إلى نطاق القانون الدولي العام‪ ،‬فأصبح مسؤولية من‬
‫مسؤوليات المجتمع الدولي‪ ،‬ممثل في الدول الستعمارية القائمة على إدارة هذه القاليم‪ ،‬وفي المنظمات الدولية التي تتلقى التقارير السنوية عن أوضاع هذه القاليم وتراقب مدى تطورها‬
‫وتقدمها نحو الستقلل‪ ،‬وبهذا التطور خرج الحكم الذاتي في ظل السياسة الدولية من كونه علقة تنشأ بين الدول المستعمرة والقاليم المستعمرة إلى نطاق الشرعية الدولية‪ ،‬وترتب على ذلك‬
‫اعتبار كل انتهاك للمبادىء والقواعد التي تقررت بشأن هذا المفهوم‪ ،‬انتهاكا للميثاق نفسه‪ ،‬وأي مخالفات لللتزامات المحددة التي يفرضها الميثاق على الدول الستعمارية التي تدير القاليم‬
‫‪.‬المستعمرة مخالفة لحكامه تستتبع تطبيق ما يرتبه من جزاءات وفق قواعد القانون الدولي العام‬
‫وقد ارتبط الحكم الذاتي في القانون الدولي العام بعدد من المفاهيم والمبادئ منها حق تقرير المصير والستقلل الوطني‪ ،‬غير أنه استخدم في الواقع كفكرة سياسية وصيغة للحكم ل لصالح‬
‫‪.‬الشعوب المستضعفة التي تقرر من أجلها الحكم الذاتي‪ ،‬بل استخدم كوسيلة لتحديد العلقة بينها وبين مستعمراتها‬
‫‪ :‬وباستقراء عدد من المواثيق الدولية‪ ،‬نجد أن مفهوم الحكم الذاتي قد ضمن في عدد منها كما هو الشأن بالنسبة ل‬
‫‪.‬أي الحكومة الذاتية ‪ self gouvernement ،‬ميثاق منظمة حلف شمال الطلسي في ‪ 14‬غشت ‪ 1941‬تحت مسمى ‪-‬‬
‫‪ .‬الفصل الحادي عشر من ميثاق المم المتحدة والمادتين ‪ 73‬و‪- 76‬‬
‫غير أن الدول الكبرى‪ ،‬آنذاك أصرت على ضرورة أن يكون الحكم الذاتي‪ ،‬وليس الستقلل هدف هذه الشعوب والقاليم التابعة والمستعمرة‪ ،‬سواء أكان في مناقشات مؤتمر سان فرانسيسكو‪،‬‬
‫أو في مناقشات اللجان الفرعية فيما بعد‪ ،‬على الرغم من اعتراض بعض ممثلي الدول على عبارة "الحكم الذاتي" إذ كانوا يرون فيها ذريعة لتهرب الدول المستعمرة من منح الستقلل‬
‫‪.‬السياسي الكامل للبلدان المستعمرة‪ ،‬وفي مقابل ذلك رأوا ضرورة النص على الستقلل السياسي الكامل‪ ،‬كهدف للدول التي لم تكن تمتع بالستقلل آنذاك‬
‫وهكذا قامت الجمعية العامة للمم المتحدة بتشكيل لجنة في عام ‪ 1946‬عرفت فيما بعد بلجنة العلم عن القاليم غير المحكومة ذاتيا‪ ،‬وشغل تعريف هذه القاليم حيزا كبيرا من المناقشات‪،‬‬
‫‪.‬وذلك في ضوء المادتين ‪ 73‬و‪ 76‬من الميثاق وشارك في هذه المناقشات دول عديدة‪ ،‬في مقدمتها الوليات المتحدة المريكية وبريطانيا وفرنسا ومصر‪ ،‬والهند والفلبين وغيرها‬
‫‪:‬وأفضت هذه المناقشات إلى تبني عدد من المعايير العامة التي ل بد من توافرها في القليم‪ ،‬حتى يمكن انطباق صفة الحكم الذاتي عليه وهي‬
‫ضرورة وفر سلطة تشريعية في القليم تولى سن القوانين‪ ،‬ويتم انتخاب العضاء بحرية‪ ،‬في إطار عملية ديموقراطية أو أن تشكل بطريقة تتوافق مع القانون‪ ،‬وتجعلها موضع اتفاق – ‪1‬‬
‫‪.‬السكان‬
‫‪.‬سلطة تنفيذية يتم اختيار العضاء في جهاز له هذه الصلحية ويحظى بموافقة الشعب‪2-‬‬
‫سلطة قضائية يناط بها تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم‪،‬كما تضمنت هذه المعايير ضرورة التحقق من مشاركة السكان في اختيار حكومة القليم من دون أية ضغوط خارجية‪3-‬‬
‫مباشرة‪،‬أو غير مباشرة‪ ،‬من طريق أقليات محلية مرتبطة بقوى خارج القليم‪ ،‬تريد فرض إرادتها على الغلبية‪ ،‬وبالمثل توفر درجة من الستقلل الذاتي على الصعيد القتصادي‬
‫‪.‬والجتماعي والثقافي‪ ،‬والتحرر من الضغوط الخارجية‪ ،‬وتحقيق المساواة بين مواطني القليم في التشريعات الجتماعية وغيرها‬
‫‪ :‬مفهوم الحكم الذاتي في القانون العام الداخلي ‪3-‬‬
‫اقتنعت أكثر الحركات القومية والتنظيمات السياسية في الدول متعددة القوميات بأن الحكم الذاتي يمثل أحد أشكال التعبير السياسي القومي التي يمكن بواسطتها تنمية التراث الحضاري‬
‫والثقافي‪ ،‬وقيام الجماعات القومية بإدارة شؤونها الداخلية في إقليمها القومي‪ ،‬وانطلقا من هذا التصور للحكم الذاتي‪ ،‬اتجهت هذه المجموعات إلى تبني هذا النظام دون رفع شعار المطالبة‬
‫‪.‬بالنفصال والستقلل التام‪ ،‬حفاظا على وحدة الوطن وصيانة الوحدة الوطنية‬
‫ويقصد بالحكم الذاتي الداخلي نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري‪ ،‬وبتعبير آخر هو نظام ل مركزي مبني على أساس العتراف لقليم مميز قوميا أو عرقيا داخل‬
‫‪.‬الدولة بالستقلل في إدارة شؤونه تحت إشراف ورقابة السلطة المركزية‪ ،‬ولهذا فهو في نطاق القانون الداخلي أسلوب للحكم والدارة في إطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة‬
‫وهو بهذا المفهوم نظام خاص تلجأ إليه السلطة السياسية في الدول التي لها مشاكل التعدد القومي والعرقي‪ ،‬فهو نظام ل يرتقي إلى درجة الفدرالية ول يهبط إلى مستوى اللمركزية القليمية‪،‬‬
‫‪.‬فهو صيغة للحكم والدارة‬
‫بعد هذه التوطئة المختصرة للطار القانوني والنظري لمفهوم الحكم الذاتي في القانون العام الدولي والداخلي يجذر بنا الشارة أول إلى أن هذا المشروع حظي بإعجاب عدد من المتتبعين‬
‫لملف الصحراء المغربية‪ ،‬ذلك أنه يشكل بحق مساهمة فعلية وعملية تثبت حسن النية في تسوية قضية الصحراء‪ ،‬ويتطابق في الن ذاته مع مبادئ الديمقراطية المعترف بهاعالميا‪ ،‬خاصة أنه‬
‫يولي اهتماما خاصا لمعاناة السكان المحتجزين ويتبنى قضيتهم‪ ،‬ويسعى في أهدافه ومراميه إلى لم شمل العائلت وعودة الطفال إلى آبائهم وإطلق سراح المحتجزين حتى يتمكنوا من العودة‬
‫‪.‬إلى المغرب‬
‫لقد أصبح في حكم المؤكد أن المقترح المغربي لمنح أبناء الصحراء حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية "فرصة ذهبية" لطي مرحلة وقفت لوقت طويل أمام تنمية المنطقة وبناء اتحاد‬
‫‪.‬المغرب العربي وإزاحة العراقيل أمام تواصل أبنائه‬
‫‪ :‬كما أثار مخطط الحكم الذاتي في القاليم الجنوبية للمملكة‪،‬اهتمام جل دول العالم‪ ،‬من ذلك يمكن أن نذكر‬
‫حظي هذا المخطط باهتمام مسؤولين ودبلوماسيين وأعضاء بالكونغرس الميركي‪ ،‬الذين وصفوا هذا المقترح بـ "المقاربة المبتكرة التي يتعين دعمها" و بـ "المساهمة الكبيرة" لتسوية قضية ‪-‬‬
‫الصحراء‪ .‬وقد أعرب المسؤولون الميركيون‪ ،‬من بينهم كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية‪،‬كونداليزا رايس‪ ،‬وستيف هادلي‪ ،‬مستشار الرئيس جورج بوش في المن القومي‪ ،‬عن هذاالهتمام‪،‬‬
‫‪.‬خلل مختلف اللقاءات التي عقدوها مع المسؤولين المغاربة الذين قاموابزيارة للعاصمة الميركية‬

‫أثار مشروع الحكم الذاتي الذي يعتزم المغرب تقديمه إلى المم المتحدة لوضع حد لنزاع الصحراء "اهتماما كبيرا" داخل الجمعية العامة للمم المتحدة‪ ،‬حيث أعربت عدد من الدول أنه ‪-‬‬
‫‪.‬يشكل خيارا واقعيا لتسوية سياسية نهائية لقضية الصحراء‬
‫أكدت ممثلة المملكة المتحدة بأن هذه الخيرة تنتظر باهتمام‪ ،‬مبادرات جديدةمن شأنها أن تساعد في إحراز تقدم وتجاوز المأزق الحالي‪ ،‬ومنها تقديم المغرب لخرمقترحاته" بخصوص حكم ‪-‬‬
‫‪.‬ذاتي موسع بالصحراء‬
‫‪".‬وفي السياق نفسه‪ ،‬أبرز المندوب اليطالي أن بلده"تتابع باهتمام عزم المغرب تقديم مقترح بمخطط للحكم الذاتي ‪-‬‬
‫‪".‬أكد ممثل ألمانيا بأن بلده "تسجل باهتمام أن المغرب بصدد وضع مقترحاتجديدة لحكم ذاتي موسع بالصحراء‪ ،‬مشيرا إلى أن بلده "ستستقبل بإيجاب تقديم هذا المخطط ‪-‬‬
‫وقد سار في نفس التجاه مندوبي عدد كبير من الدول التي أعربت كلها أن حق تقرير المصير ل يمكناختزاله فقط في الحق في الستقلل‪ ،‬بل إن هناك أشكال مختلفة للحكم الذاتي والتسيير ‪-‬‬
‫‪.‬الذاتي يمكن تطبيقها حسب الحالت‬
‫كما حظي مشروع الحكم الذاتي أيضا بنفس الجماع في الوساط السياسية والفكرية‪ ،‬حيث أكد رئيس الحكومة السبانية السبق "فليبي غونزاليث"‪ ،‬أن مبدأ الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب‬
‫‪".‬للخروج من الوضع المتأزم الذي تتردى فيه المنطقة‪ ،‬يعد "أفضل الحلول لجميعالطراف المعنية بهذا النزاع‬
‫وفي هذا الصدد قال جللة الملك في الخطاب الذي وجهه إلى المة بمناسبة الذكرى السابعة لعتلء جللته العرش "إنه لمن دواعي اعتزازنا‪ ،‬أن نسجل التفهم والتجاوب الذي لقيته المبادرة‬
‫المغربية‪ ،‬لدى البلدان والهيئات الفاعلة في المنتظم الدولي‪ ،‬التي باتت مقتنعة بمصداقية مطلبنا‪ ،‬وتوازن موقفنا‪ ،‬في نهج حل سياسي تفاوضي ونهائي لهذه القضية"‪ ،‬مؤكدا جللته "أننا سنظل‬
‫معبئين لبلورة هذه المبادرة‪ ،‬في إطار تشاركي وموسع وذي مصداقية‪ .‬كما لن نتوانى لحظة‪ ،‬في مد اليد إلى ذوي النيات الحسنة‪ ،‬وفي الدعوة الصادقة إلى تحرير المستقبل المشترك مع‬
‫‪".‬جيراننا‬
‫‪:‬مشكلت الحكم الذاتي في التطبيق‬
‫‪:‬مشكلة الشخصية الدولية ‪1-‬‬
‫إن الدولة كوحدة للقانون الدولي تتمتع بالشخصية الدولية‪ ،‬مع مراعاة ما يرافق ذلك من حقوق والتزامات‪ ،‬فهي تتمتع بالسيادة على إقليمها‪ ،‬وتشارك في النشطة التي تهم الجماعة الدولية‬
‫‪.‬ككل‪ ،‬ولها الحق في تقرير سياستها الخارجية‬
‫غير أن مختلف تطبيقات الحكم الذاتي سواء كان داخليا أم خارجيا‪ ،‬لم تتمتع القاليم الخاضعة له بالشخصية الدولية‪ ،‬فمثل تونس في الطار الستعماري و بورتوريكو وغرينلند ‪ ،‬لم تحظ‪،‬‬
‫طبقا للحكم الذاتي‪ ،‬الممنوح لها‪ ،‬بحق تقرير الشؤون الخارجية والدفاع‪.‬فبورتوريكو ترتبط بالوليات المتحدة المريكية باتحاد حر‪ ،‬وتقوم هذه الخيرة بتقرير شؤون الدفاع والخارجية‪ .‬وفي‬
‫غرينلند تقوم حكومة الدانمرك بتقرير سياستها الخارجية‪ ،‬مع استشارة غرينلند عندما يتعلق المر بقضايا تخصها كالعلقة مع دول التحاد الوربي‪ ،‬أما تونس‪ ،‬فكانت فرنسا هي التي‬
‫تتولى إدارة شؤونها الخارجية وتمثيلها على المستوى الدولي‪ ،‬أما اسبانيا‪ ،‬فل يختلف المر‪،‬إذ تتمتع المناطق المحكومة ذاتيا بصلحيات تشريعية وتنفيذية محدودة بنطاق القليم‪ ،‬بينما‬
‫احتفظت السلطة المركزية في مدريد بتقرير السياسة الخارجية‪ ،،‬وشؤون الدفاع والمن والخارجية‪ ،‬وتقرير السياسات المالية العامة والنظمة المصرفية المعمول بها في البلد‪ ،‬وكذلك عقد‬
‫‪.‬المعاهدات‪ ،‬سواء كانت اقتصادية أو عسكرية أو سياسية‬
‫والنتيجة المترتبة على ذلك‪ ،‬أن وحدات الحكم الذاتي‪ ،‬سواء كانت في الطار الداخلي أو الدولي‪ ،‬وسواء تعلق المر بالقاليم أو الجماعات القومية‪ ،‬ل تحظى بالشخصية الدولية‪ ،‬ومن ثم‬
‫‪.‬فليست موضوعا للقانون الدولي وإنما موضوعا للقانون الداخلي وشخصا له‬
‫‪:‬مشكلة توزيع الصلحيات ‪2-‬‬
‫تتوسط هذه المشكلة كافة نظم الحكم الذاتي‪ ،‬وتتلخص في كيفية توزيع الصلحيات التنفيذية‪ ،‬والتشريعية‪ ،‬بين القاليم المحكومة ذاتيا‪ ،‬وبين السلطة المركزية‪ ،‬وهناك ثلثة طرق لتوزيع هذه‬
‫الصلحيات‪ ،‬هي‪ :‬أول‪ ،‬تعيين الصلحيات التشريعية والتنفيذية بين الوحدات الذاتية والسلطة المركزية‪ ،‬وتتمثل عيوب هذا الحل في وجود فجوات في الممارسة‪ ،‬نظرا إلى تداخل العديد من‬
‫الصلحيات والمجالت في التطبيق‪ ،‬فضل عن أنه نظري أكثر منه عملي‪ ،‬ثانيا‪،‬القتصار على توزيع وتعيين صلحيات الوحدات الذاتية في مجالت محددة‪ ،‬كما في إسبانيا وإيطاليا‬
‫‪.‬وكندا‪،‬ثالثا‪ ،‬الكتفاء بتعيين الصلحيات والمجالت التي تقتصر على الدولة والسلطة المركزية ذات السيادة‬
‫‪:‬المسائل المنية ‪3-‬‬
‫تقتصر المسائل المنية في تطبيقات الحكم الذاتي على المن الداخلي المحدود بنطاق القليم المتمتع بالحكم الذاتي‪ ،‬ذلك أن قضايا المن القومي تدخل في عداد صلحيات الجهزة المركزية‬
‫للدولة‪ ،‬وطبقا لذلك فأن معظم الوحدات المتمتعة بالحكم الذاتي لها صلحية تشكيل قوة شرطة محلية‪ .‬وحتى في المجالت التي ل ينص فيها على ذلك فإن القليم المتمتع بالحكم الذاتي بإمكانه‬
‫‪.‬تشكيل قوة شرطة محلية تضمن تنفيذ التشريعات في مجال الضرائب والتجارة‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬كما هو الحال في جزيرة غرينلند وفي إقليم الباسك‬
‫‪:‬السياسة القتصادية والمالية العامة ‪4-‬‬
‫تمثل وحدات الحكم الذاتي ‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪ ،‬جزءا من اقتصاد قومي موحد وسياسة مالية موحدة على الصعيد القومي‪ ،‬إذ تحتفظ الحكومة المركزية بحقوق وصلحيات ل تقبل المنازعة في‬
‫تقرير السياسة المالية‪ ،‬وسك النقود‪ ،‬وتحديد معدلت الصرف‪ ،‬والشراف على نظام قومي للجمارك والضرائب‪،‬كذلك في وضع خطط التنمية القتصادية‪ ،‬وعقد التفاقيات المالية‪ ،‬والقروض‬
‫‪.‬مع الدول الجنبية ومع ذلك‪ ،‬فقد تسمح الدولة في بعض الحالت للحكومات الذاتية‪ ،‬بفرض وتجميع بعض الضرائب المحلية‪ ،‬أو تفويضها في ذلك‬
‫وخلصة القول‪ ،‬أن الحكم الذاتي ‪-‬سواء كان دوليا أو داخليا‪ -‬له طبيعة خاصة من المرونة وعدم الستقرار‪ ،‬فهو ل يأخذ شكل صالحا للتطبيق في أي من الدول على اختلف ظروفها‬
‫‪.‬وأوضاعها‬
‫كما يكون للقواعد القانونية التي تنظم الحكم الذاتي دور هام في تحديد مساره‪ ،‬ومما يؤكد ذلك‪ ،‬أن مفهوم الحكم الذاتي في نطاق العلقات الدولية والسياسة انقلب من علقة داخلية بحثة بين‬
‫الدول الستعمارية ومستعمراتها إلى علقة دولية‪ ،‬فهو تحول من وسيلة استعمارية غير مرغوب فيها إلى فكرة قانونية مشروعة وجد النص عليها في العديد من الوثائق والتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪.‬وفي نطاق القانون العام الداخلي‪ ،‬لم يأخذ وضعا ثابتا رغم تطبيقات عديدة له‬
‫‪:‬الحكم الذاتي كحل سياسي توافقي ونهائي لنزاع الصحراء‬
‫إن هذا الحل السياسي التوافقي يتجاوز مفهوم الغالب والمغلوب‪ ،‬وصيغة هذا الحل هو بقاء الصحراء تحت السيادة المغربية لكن في نطاق نوع من الستقلل الذاتي وقائم على الوحدة الوطنية‬
‫‪.‬والمشروعية الدولية واحترام خصوصيات المنطقة وفي إطار جهوية موسعة‬
‫لكن في حالة تذليل كافة الصعاب ودخول هذا التفاق إلى حيز التطبيق هل يعني ذلك أن مقتضياته المتعلقة بالستقلل الذاتي ستبقى مقتصرة على هذه الجهة التي ستشكل نظاما خاصا‬
‫بالمقارنة مع باقي الجهات‪ ،‬أم أن المر يستدعي تعميق الجهوية وتعميمها بنفس الكيفية‪ ،‬المر الذي يتطلب مراجعة دستورية خاصة فيما يتعلق باختصاصات الجهات؟‬
‫‪:‬إن الديبلوماسية المغربية أمام خيارين‬
‫‪:‬تمتيع منطقة النزاع بنظام خاص ‪1-‬‬
‫‪.‬إن الحل السياسي لقضية الصحراء ل يمكن أن يكون إل نهائيا ولهذا السبب ل تستطيع المملكة المغربية أن توافق على فترة انتقالية يطبعها عدم اليقين بشأن الوضع النهائي للقليم‬
‫إن هذا الحكم الذاتي النهائي يتمثل في إقامة جهوية خاصة بالمنطقة المتنازع حولها‪ ،‬كاستثناء على المجال الترابي الوطني‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة إلى إسبانيا‪ ،‬حيث نجد هناك ما يسمى بـ"‬
‫‪.‬المجموعات المستقلة" التي تتمتع باختصاصات تشريعية وتنفيذية في الميادين المحددة دستوريا‬
‫ومن هذا المنطلق يستدعي تطبيق هذا الخيار إجراء تعديل دستوري يمنح الجهة موضوع الخلف حكما ذاتيا خاصا بها‪ ،‬بمعنى أن المناطق الصحراوية ستتمتع باستقلل ذاتي‪ ،‬يفوق نظام‬
‫‪.‬اللمركزية المعمول بها حاليا والتي تتوفر فيها الجهة على مواردها التي تمكنها من ممارسة اختصاصاتها المحددة من قبل السلطة المركزية‬
‫وتبعا لذلك فإن تطبيق الحكم الذاتي على جهة الصحراء يقتضي منح سكان القاليم الصحراوية صلحيات واختصاصات واسعة في الميادين التشريعية والتنفيذية والقضائية لتدبير شؤونهم‬
‫‪.‬المحلية آخذا بعين العتبار خصوصيات المنطقة طبعا في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة واحترام مبادئ الديموقراطية واللمركزية‬
‫إن هذا الحل ل يمكن أن يكون إل في إطار بناء الديموقراطية بالمغرب وبناء الجهة وفتح المجال لبناء القاليم الصحراوية للمبادرة الحرة والمشاركة في استغلل خيرات جهتهم اقتصاديا‬
‫‪.‬واجتماعيا و خدماتيا‪ ،‬وكذلك على مستوى المؤسسات المنتخبة‪ ،‬وكذا تضامن المجمع المدني بهدف إدماج المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وبوثيرة موازنة‬
‫إن الستقلل الذاتي يجب أن يشكل وضعا نهائيا وليس حلقة تؤدي إلى انفصال هذا القليم‪ ،‬داخل هذا الطار يبقى المغرب منفتحا على كافة المقترحات التي تستلهم التجارب المتنوعة‬
‫‪.‬الممارسة في العالم‪ ،‬وتأخذ بعين العتبار الخصوصيات الجيوسياسية للمنطقة‬
‫نخلص إلى القول بأن تمتيع منطقة الصحراء بنظام خاص‪ ،‬إذا كان سيؤدي إلى إنهاء النزاع لكنه قد سيشكل قاعدة دستورية بمكن أن توظف لتأسيس خطاب احتجاجي على الدولة والمطالبة‬
‫بوضع قانوني من ذات القبيل خصوصا في المناطق المازيغية التي تشكو تاريخيا من اللتنمية القتصادية والجتماعية ووجود سوابق تاريخية تصعب من التقارب بين المركز والمحيط‪ ،‬كما‬
‫أن هذا السيناريو يفترض نظاما أساسيا ووضعا مستقل داخل الوثيقة الدستورية وفلسفة جديدة للصك الدستوري المغربي‪ ،‬فل يمكن والحالة هذه أن يتعايش داخل النص الدستوري منطقين‬
‫متباينين يتأسسان على التعددية والجتماعية‪ ،‬فالنص الدستوري المغربي قد اشتغل وفق ثابت الجماعية‪ ،‬وانغلق النسق الدستوري بالرغم من الترميمات المتتالية وظيفتي الضبط والتنظيم‬
‫‪.‬مما يجعل من الفكرة السياسية لدستور ‪ ،1996‬تظهر كعائق أمام انفتاح الدولة على البنيات تحت دولية‬
‫‪):‬النتقال إلى دولة الجهات )الدولة الجهوية ‪2-‬‬
‫على إثر التطورات التي عرفتها كل من قضية الصحراء والمسألة الديموقراطية‪ ،‬هل يمكن تأسيس رابط بين هذين المعطيين؟ وهل يمكن القول بأن الديموقراطية المحلية في معناها الواسع‬
‫أي في إطار الحكم الذاتي سيهب ريحها من الجنوب؟‬
‫أن دافع عنها‪ ،‬لنقول إن أمكن أن قضية الصحراء مثلث أو حلت محل ‪ Javier Ruperz‬إن مسألة الستقلل الذاتي والجهوية هي فكرة سبق لحد برلمانيي الحزب الشعبي السباني السيد‬
‫المشروع المجتمعي الذي كان الدولة المغربية في حاجة ماسة إليه لتعبئة الشعب المغربي من أجل تجديد الشرعية والحماسة الوطنية وربطها بنوع من النفراج السياسي لضمان حد أدنى من‬
‫السلم والستقرار السياسي والجتماعي ل سيما إذا تم مزج تطور المسألة الديموقراطية الراهنة بتطور قضية الصحراء‪ ،‬وتلقحهما‪ ،‬وانفتاح النظام السياسي عن طريق تحديث بنياته‬
‫القتصادية والجتماعية والسياسية والثقافية‪ ،‬ومن م المرور إلى الدولة الجهوية‪ ،‬ومن المؤكد أن السمو بالديموقراطية المحلية وباللمركزية نحو الرقي‪ ،‬سيساعد المغرب على مواجهة‬
‫‪.‬الطوفان العولمة والمحافظة على هويتنا وعلى وحدتنا الترابية‬
‫وإذا كان المل هو أن تطبع جهات المغرب كلها بطابع خصوصيتها دون أن يمس ذلك باللتحام والوحدة‪ ،‬والبداية بالقاليم الصحراوية‪ ،‬وجعل منها جهة وإعطائها الولوية على أخواتها‬
‫بالمغرب وستتلوها جهات أخرى‪ ،‬فأن ذلك يدل على أن ربط الصحراء بالجهوية مسألة أخذ حيزا هاما في الفكر الحسني‪ ،‬وذلك لترابطها بمسألة السيادة‪ ،‬والوحدة الوطنية‪ ،‬وأضحى لذلك أحد‬
‫‪.‬أبعاد النظام الجهوي هو حل القضية الوطنية في إطار توسيع اللمركزية‪ ،‬بتمكين السكان المحليين من بناء جهتهم والمشاركة في القرارات السياسية على الصعيد المحلي والوطني‬
‫إن الحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة والوحدة الترابية للمغرب وفي إطار جهوي موسع جعل مسألة الجهوية مطلبا وطنيا استعجاليا‪ ،‬بهدف إعطاء الجهات هامشا أوسع في التسيير الذاتي‬
‫‪.‬والتخلص من المركزية الضيقة‬
‫إن النتقال إلى دولة الجهات يعني إقامة مجموعة من الجهات تتمتع باستقللية عن المركز في بعض المجالت المحددة‪ ،‬أو تلك المفوضة لها من قبل السلطة المركزية‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يستدعي المر إجراء تعديل دستوري للرتقاء بنظام الجهة في مستوى متقدم من اللمركزية في إطار الدولة الموحدة‪ ،‬بمعنى النتقال من الجهوية الدارية المعمول بها في المغرب إلى‬
‫‪.‬الجهوية السياسية المحددة دستوريا‬
‫إن تطبيق الدولة الجهوية يستدعي إعادة النظر في وظيفة المؤسسات المحلية وأساس تشكيل المؤسسات الوطنية التي ستصبح ذات أساس ترابي جهوي إضافة إلى ضرورة رسم حدود‬
‫للختصاص بين المستويين وطبيعة نازلت المركز والجانب الموكول له مهام الدفاع والخارجية‪ ،‬إنه منطق ينظر إلى الصحراء باعتبارها وحدة رابية منزوع عنها طابع الخصوصية قياسا‬
‫‪.‬إلى الوحدات الجهوية الخرى‬
‫إن خيار الجهوية ليس خيارا تقنيا ول تعديل بإمكانه أن يمس مستوى محدودا داخل البنية الدستورية‪ ،‬بل يمتد ليشمل رأس التنظيم السياسي‪ ،‬سؤال فصل السلط‪ ،‬أساس التمثيل السياسي وشكل‬
‫الدولة‪ ،‬وهي أبعاد ل يمكن لتعديل دستوري محدود أن يجيب عنها‪ .‬إن القدرة الحتوائية لسياسة التعديل الدستوري لسنوات ‪ 96-95-92‬ل يمكن أن يعاد إنتاجها‪ ،‬فالمر هنا ل يتعلق بالبحث‬
‫‪.‬عن التوافق مع أحزاب المعارضة‪ ،‬ول إلى امتصاص الحركات الحتجاجية الحقوقية‬
‫وإذا كان هناك تخوف من إقرار جهوية سياسية يمكن أن تتسبب في ظهور نزعات انفصالية داخل البلد‪ ،‬فإن هذا التخوف ل مبررله‪ ،‬مادامت الجهات مرتبطة بملك البلد‪ ،‬وكما قال الملك‬
‫الراحل الحسن الثاني‪":‬يمكن أن نسير في اللمركزية إلى أبعد الحدود ما دمنا ممسكين برابطة البيعة‪ ".‬وكان رحمه ال يمنى أن يترك لخلفه مغربا مبنيا على شاكلة المقاطعات اللمانية‬
‫‪".‬المسماة " اللندر‬

‫مقترحات بشأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية‬


‫يندرج هذا المشروع في إطار المسلسل الذي أطلقته المملكة‪ ،‬لبناء مجتمع ديمقراطي وحداثي‪ ،‬مرتبط بقوة بهويته الوطنية‪ ،‬غني بتقارب روافده المتعددة‪ ،‬والتي تشكل الثقافة الصحراوية‬
‫‪ :‬إحدى أهم مكوناتها‪ .‬ويمكن أن يتصور أن يرتكز المشروع المغربي على العناصر التالية‬
‫سيخضع مشروع هذا القانون لستشارة حرة من خلل استفتاء للسكان المعنيين‪ ،‬وذلك بعد مراجعة الدستور المغربي في هذا التجاه‪ .‬وسيتم ضمه إلى الدستور المغربي‪ ،‬الضامن لستقراره ‪-‬‬
‫‪.‬ولطبيعته الخاصة في سياق الترتيب القانوني الداخلي‬
‫وفي انتظار تنظيم استشارة استفتائية ووضع الهيئات التي ستتمخض عنها‪ ،‬سيتم اتخاذ عدة إجراءات انتقالية‪ ،‬بما فيها عفو عام‪ ،‬وذلك على الخصوص من أجل تسهيل عودة وإعادة اندماج ‪6-‬‬
‫‪.‬الشخاص الذين يعيشون خارج الراضي‬
‫سيخلق هذا الطار الظروف الضرورية للعودة الحرة الموافق عليها‪ ،‬ولعادة الندماج الجتماعي والقتصادي لكل المنحدرين من الصحراء‪ ،‬وأينما كانوا‪ ،‬لوضع حد لمعاناتهم ولتاحة ‪-‬‬
‫‪.‬جمع وتوحيد السر داخل مغرب ديمقراطي موحد ومتضامن‬
‫إن الهدف من مشروع قانون الحكم الذاتي بمنطقة الصحراء هو إتاحة الفرصة لسكان هذه المنطقة لممارسة‪ ،‬عن طريق مجلس تشريعي جهوي‪ ،‬وجهاز تنفيذي وقضائي محلي‪ ،‬صلحيات ‪-‬‬
‫مهمة‪ ،‬واسعة‪ ،‬ومتنوعة في المجالت التالية‪ :‬الدارة المحلية‪ ،‬الميزانية‪ ،‬الضريبة المحلية‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬الرعاية الجتماعية‪ ،‬الشغل‪ ،‬الثقافة‪ ،‬تنمية الرث الثقافي الحساني‪ ،‬رعاية‬
‫الرياضة‪ ،‬التكوين المهني‪ ،‬تنمية النشاط التجاري والصناعي‪ ،‬تشجيع الستثمارات‪ ،‬السياحة‪ ،‬الصناعة التقليدية‪ ،‬الفلحة والرعي‪ ،‬أشغال التجهيز ذات المصلحة الجهوية‪ ،‬السكن وإعداد‬
‫التراب الحضري‪ ،‬النقل‪ ،‬الطرق الموجودة داخل أراضي منطقة الحكم الذاتي بالصحراء‪ ،‬الماء‪ ،‬التجهيزات الهيدرولية‪ ،‬قنوات وأنظمة الري التي تخدم منطقة الحكم الذاتي بالصحراء‪،‬‬
‫‪.‬المعارض والسواق‪ ،‬المحاجر‪ ،‬البيئة‬
‫المجلس التشريعي سيتم انتخابه من خلل القتراع العام المباشر‪ ،‬حسب نظام يضمن تمثيل متوازنا داخل أرض منطقة الحكم الذاتي للصحراء ولسكانها‪ ،‬بما في ذلك تمثيل نسوي مناسب‪- .‬‬
‫‪:‬وسيكون الجسم النتخابي الذي سينتخب أول مجلس تشريعي محلي مكونا مما يلي‬
‫‪.‬أ ‪ -‬الشخاص الذين أعلن عن قبولهم للتصويت من قبل لجنة تحديد الهوية التابعة للمينورسو‪ ،‬وذلك حسب اللئحة المؤقتة ليوم ‪ 30‬ديسمبر ‪1999‬‬
‫ب‪ -‬الشخاص البالغين ‪ 18‬سنة على القل‪ ،‬والذين توجد أسماؤهم على لئحة العائدين التي ستتولى المفوضية العليا للجئين التابعة للمم المتحدة وضعها حسب الصول‪ ،‬وطبقا‬
‫‪).‬لصلحياتها‪ ،‬وأيضا الشخاص الذين يعيشون داخل الراضي البالغين ‪ 18‬سنة منذ سنة ‪ 1993‬المنحدرين من الشخاص المشار إليهم في الفقرة )أ‬
‫‪.‬وسيكون الجسم النتخابي الذي سينتخب المجلس التشريعي المحلي‪ ،‬خلل الستشارات النتخابية المقبلة‪ ،‬مكونا من كل القاطنين البالغين من العمر ‪ 18‬سنة على القل عند تاريخ القتراع‬
‫رئيس تنفيذي ينتخب داخل المجلس التشريعي المحلي‪ ،‬ويعين بعد ذلك من قبل الملك‪ .‬وستكون له مهمة تطبيق القوانين والنظمة التي تنص عليها الجهزة التشريعية والتنفيذية للمنطقة‪- ،‬‬
‫‪.‬والمندرجة في إطار الصلحيات المخولة لهذه الجهزة من قبل مشروع القانون‬
‫كما سيتكلف‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬بتنفيذ ميزانية منطقة الحكم الذاتي بالصحراء‪ ،‬والتي ستكون مصادرها مكونة بالساس من الضرائب‪ ،‬والرسوم والمساهمات الترابية المنصوص عليها من قبل‬
‫‪.‬الجهزة المختصة في المنطقة‪ .‬وستتولى محكمة الحسابات والمحكمة المحلية للحسابات مراقبة تنفيذ ميزانية المنطقة‬
‫ستكون للسلطات القضائية المحلية صلحية البت في النزاعات الناتجة عن تطبيق القوانين الصادرة عن الجهزة المحلية‪ .‬والقضاة الذين يشكلون هذه السلطات سيتم تعيينهم طبقا للتشريع ‪-‬‬
‫‪.‬الوطني أو سينتخبون حسب اختصاصاتهم وصلحياتهم الترابية‪ ،‬وستنطق أحكامهم باسم الملك‪ ،‬الذي يمارس حق العفو‬
‫ستمارس الدولة الصلحيات التي لن تنتقل إلى منطقة الحكم الذاتي بالصحراء‪ ،‬والمتعلقة ب‪ :‬الصفات الرمزية للسيادة‪ ،‬الشؤون الدينية‪ ،‬العلم والنشيد الوطنيين‪ ،‬العملة‪ ،‬الدفاع الوطني‪- ،‬‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬إدارة العلقات الخارجية‪ ،‬الجنسية‪ ،‬قانون السرة والحوال الشخصية‪ ،‬المن‪ ،‬النظام العام وحماية السكان المدنيين‪ ،‬تحديد المخالفات والعقوبات‪ ،‬خلق قضاء غير ذلك‬
‫الذي يمكن أن يخلق من قبل منطقة الحكم الذاتي بالصحراء‪ ،‬القوانين الجنائية‪ ،‬وخاصة المساطر المتعلقة بالشرطة القضائية وصلحياتها‪ ،‬تحديد الحدود البحرية‪ ،‬والرضية والجوية للبلد‬
‫وحمايتها بكل الوسائل المتاحة‪ ،‬النتاج‪ ،‬التجارة‪ ،‬امتلك واستعمال السلح والمتفجرات‪ ،‬الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة ضد محاولة انفصالية من داخل أو من خارج البلد‪ ،‬إدارة العدل‪،‬‬
‫‪.‬النظام الجمركي والتعريفي‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬نظام التنقيب واستغلل المصادر الطبيعية الستراتيجية‪ ،‬البريد والمواصلت ونظام الصحافة والذاعة والتلفزيون‬
‫هذه الصلحيات ستتم ممارستها من قبل ممثل سام للدولة داخل منطقة الحكم الذاتي بالصحراء‪ ،‬وسيتم تعيينه من قبل الملك‪ .‬وسيقوم بالتنسيق من وجهة بين سلطات وأجهزة الدولة ‪-‬‬
‫‪.‬والجماعات الترابية‪ ،‬ومن جهة أخرى بين سلطات وأجهزة منطقة الحكم الذاتي للصحراء‬
‫وفي حالة تنازع الختصاصات بين الدولة ومنطقة الحكم الذاتي للصحراء‪ ،‬يتم تقديم الشكاوى أمام المجلس الدستوري‪ ،‬سواء من قبل رئيس المجلس التشريعي المحلي أو من قبل الرئيس‬
‫‪.‬التنفيذي أو من قبل الممثل السمى للدولة‬
‫‪:‬في انتظار إحداث الجهزة التشريعية والتنفيذية لمنطقة الحكم الذاتي للصحراء‪ ،‬وخلل المرحلة النتقالية‪ ،‬سيتم اتخاذ الجراءات التالية ‪-‬‬
‫‪.‬المصادقة على عفو عام *‬
‫‪.‬إعادة الشخاص القاطنين خارج الراضي‪ ،‬وذلك بواسطة المفوضية العليا للجئين *‬
‫إنشاء من قبل السلطات الدستورية المختصة لمجلس انتقالي يتكون‪ ،‬وبتواز‪ ،‬من ممثلين عن السكان القاطنين بالراضي‪ ،‬خاصة المنتخبين وأعيان قبائل الصحراء وممثلي السكان العائدين‪* .‬‬
‫وسيساعد هذا المجلس على أداء مهامه موظفون من الدولة ويمكن أن يستفيد من مساهمة ممثلي المفوضية العليا للجئين وللمم المتحدة‪ ،‬في إطار الصلحيات المخولة لهم‪ .‬وستكون للمجلس‬
‫‪.‬النتقالي صلحية لقتراح وإبداء رأيه حول الجراءات ذات الطبيعة المسهلة لعمليات عودة وإعادة إدماج الشخاص العائدين‬
‫‪:‬من جهة أخرى‪ ،‬سيتم خلل الفترة النتقالية التسجيل على اللوائح النتخابية لكل الشخاص الذين عليهم أن يصوتوا على قانون منطقة الحكم الذاتي للصحراء‪ ،‬ويتعلق المر ب‬
‫‪.‬أ ‪ -‬الشخاص الذين أعلن عن قبولهم للتصويت من قبل لجنة تحديد الهوية التابعة للمينورسو حسب اللئحة المؤقتة ليوم ‪ 30‬ديسمبر ‪1999‬‬
‫ب‪ -‬الشخاص البالغين ‪ 18‬سنة على القل والمسجلة أسماؤهم على لئحة العائدين التي سيتم وضعها حسب الصول من قبل المفوضية العليا للجئين التابعة للمم المتحدة‪ ،‬بالضافة الى‬
‫‪).‬الشخاص الذين يعيشون داخل الراضي‪ ،‬والذين بلغوا ‪ 18‬سنة منذ عام ‪ 1993،‬والمنحدرين من الشخاص المشار إليهم في الفقرة )أ‬
‫‪.‬ج الشخاص الذين تربطهم علقات شرعية أو الذين ارتبطوا بالراضي بوثائق ثابتة مثل القامة أو الولدة أو النحدار‬
‫‪.‬أخيرا‪ ،‬فإن نتيجة الستفتاء حول قانون الحكم الذاتي لمنطقة الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء سيعلن من قبل المجلس الدستوري‬
‫ل يمكن فصل هذا القانون عن نظرة جيوستراتيجية لتنمية منطقة الحكم الذاتي للصحراء‪ .‬وسيكون منسجما ومنفتحا لكل فرص الشراكة مع الدول الجارة ولكل شركاء المملكة‪ .‬وهكذا يمكن ‪-‬‬
‫‪.‬تجسيد القدر التاريخي لهذه المنطقة التي تعتبر بمثابة نقطة التقاء المبادلت النسانية والقتصادية‪ ،‬داخل محيط مستقر‪ ،‬يضمن المن وتنمية المشاريع ذات المصالح المشتركة‬
‫إن التنمية الجتماعية والقتصادية لمنطقة الحكم الذاتي للصحراء تندرج في إطار تصور للندماج المغاربي وللنفتاح الستراتيجي على الشراكات الدولية‪ ،‬تسمح بتسريع إعادة تأهيل‬
‫‪.‬المؤهلت القتصادية للمنطقة وتطوير تلبية حاجياتها الخاصة ورفاهية سكانها‬
‫إن هذا الجراء يمكن تدعيمه بوضع أجهزة أو آليات للتنمية وللستثمارات الخاصة‪ ،‬ذات البعد البين إقليمي وأيضا وضع نظام خاص للتسهيلت‪ ،‬في خدمة الجميع‪ ،‬وموجهة لتشجيع ضم‬
‫‪.‬مصالح الشخاص المعنويين في القانون العام والخاص‪ ،‬الوطنيين والجانب‪ ،‬للمشاريع المجددة والجامعة‬
‫إن قضاء التنمية هذا والستقرار في الحرية‪ ،‬والتطور والشراكة‪ ،‬سيفتح الباب للبناء المؤمل لتحاد المغرب العربي على أسس صحيحة‪ ،‬قوية ومبشرة‪ ،‬ومن ثم المساهمة الفعالة لتحاد‬
‫‪.‬المغرب العربي لقامة شراكة أورومتوسطية وتطوير علقات التعاون مع باقي المنظمات القليمية‪ ،‬خاصة الفريقية‬
‫بتسليم هذا المقترح للمين العام للمم المتحدة ولمبعوثه الخاص ولباقي الطراف‪ ،‬الذي يترجم إرادتها الصادقة لجعل من الصحراء منطقة حكم ذاتي فعلية‪ ،‬تراهن المملكة المغربية على ‪-‬‬
‫‪.‬المستقبل وتتمنى أن تجد لدى الطراف الخرى نفس الرادة السياسية للوصول الى تسوية عادلة واقعية ونهائية لهذا النزاع‬
‫الشكاليات المرتبطة بتطبيق المبادرة المغربية للحكم الذاتي‬
‫محمد بوبوش‪:‬باحث في العلقات الدولية والقانون الدولي‪-‬جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‬
‫يثير مفهوم الحكم الذاتي‪ ،‬في التطبيق‪ ،‬مشكلت عديدة‪ ،‬نظرا إلى غموضه وعدم تحدده‪ ،‬ونسبية مفهومه وافتقار نص واضح بشأنه يمكن الحتكام إليه‬
‫‪.‬عند الضرورة‪ ،‬المر الذي يجعل من المفهوم موضوعا للتأثر بعلقات القوى والرؤى اليديولوجية‬
‫ومن خلل تتبع بعض أنماطه‪ ،‬وتطبيقاته المتعددة‪ ،‬يمكننا استخلص بعض المشكلت الهيكلية التي تصاحب تطبيقاته على أرض الواقع مع إسقاط ذلك‬
‫‪.‬على مشكل الصحراء‬
‫‪:‬صراع المصالح ‪1-‬‬
‫كثيرا ما ينشب نزاع في المصالح بين الوحدات المتمتعة بالحكم الذاتي‪ ،‬سواء أكانت أقاليم أم مناطق وبين الدول صاحبة السيادة‪ ،‬أو بين هذه القاليم‬
‫وبين الدول المستعمرة‪ .‬ففي حالة القاليم والمناطق والصراع بينها وبين الدارة المركزية والدولة صاحبة السيادة‪ ،‬ينصب الصراع على تعارض‬
‫المصالح الخاصة بالقليم مع المصالح الوطنية العليا التي تحظى برعاية الدولة‪ .‬وفي حالة القاليم الخاضعة للستعمار ينصب هذا الصراع حول‬
‫‪:‬الستقلل والمن والعلقات الخارجية وغيرها من القضايا ذات التأثير المباشر في مصالح الطرفين كما يراها كل منهما على حدة‬
‫‪:‬وتتخذ معالجة هذا الصراع أشكال ثلثة‬
‫حل سياسي‪ :‬ويتم اللجوء على هذا الحل في حالة أن تكون الوحدة المتمتعة بالحكم الذاتي ذات وضعية دولية وتخضع لنظام دولي ‪ ،‬كما هو الحال *‬
‫بالنسبة إلى إقليم "السار" الذي منحته المعاهدة اللمانية‪ -‬الفرنسية حكما ذاتيا مضمونا من ثماني دول‪ ،‬وهي اتحاد أوربا الغربية والوليات المتحدة‬
‫المريكية‪ ،‬وكان اتحاد دول أوربا الغربية أصدر قرارا في ‪ 11‬ماي ‪ 1955‬ينص على أنه في حالة خرق وضع القليم من أية جهة‪ ،‬فإن للمفوض‬
‫الوربي أن يدعو إلى عقد جلسة طارئة لتحاد دول غرب أوربا‪ ،‬وعليه اتخاذ القرارات والجراءات اللزمة‪ ،‬لمعالجة الموقف وبالمثل حالة إقليم‬
‫‪.‬تريست‪ ،‬حيث نص على تسوية من طريق مجلس المن التابع للمم المتحدة‬
‫حل قانوني‪ :‬ويتم استخدام هذا الحل بكثرة في إطار الدولة التحادية‪ ،‬إذا ما نشب نزاع بين بعض الوليات التحادية‪ ،‬إذ إن المحكمة التحادية هي*‬
‫‪.‬الجهة المختصة في الفصل في هذا النزاع‬
‫التحكيم‪ :‬يقوم على أساس تشكيل مجلس تحكيم للبت في المشكلت المثارة على غرار المعاهدة الفرنسية التونسية التي أنشأت مجلس تحكيم من سبعة *‬
‫‪.‬أعضاءه لتخاذ القرارات اللزمة‬
‫‪:‬مشكلة الشخصية الدولية ‪2-‬‬
‫إن الدولة كوحدة للقانون الدولي تتمتع بالشخصية الدولية‪ ،‬مع مراعاة ما يرافق ذلك من حقوق والتزامات‪ ،‬فهي تتمتع بالسيادة على إقليمها‪ ،‬وتشارك في‬
‫‪ Sujet‬النشطة التي تهم الجماعة الدولية ككل‪ ،‬ولها الحق في تقرير سياستها الخارجية ‪.‬ويقصد بالشخصية القانونية الدولية التمتع بصفة شخص للقانون‬
‫فهي الفكرة التي تدل على الوضعية القانونية التي يتمتع بها أشخاص ‪l’ordre juridique international‬في نطاق القانون الدولي ‪de droit‬‬
‫‪ .‬القانون الدولي‪ ،‬والتي تؤهلهم لكتساب الحقوق واللتزامات الدولية‬
‫ويترتب عن العتراف للدولة بالشخصية القانونية كل الثار القانونية المرتبطة بالدولة من زاوية حقوقها والتزاماتها ومسؤولياتها عن الفعال‬
‫‪.‬والتصرفات التي تقوم بها على المستوى الدولي‬
‫غير أن مختلف تطبيقات الحكم الذاتي سواء كان داخليا أم خارجيا‪ ،‬لم تتمتع القاليم الخاضعة له بالشخصية الدولية‪ ،‬فمثل تونس في الطار الستعماري‬
‫و"بورتوريكو" و"غرينلند" ‪،‬وكوسوفو لم تحظ‪ ،‬طبقا للحكم الذاتي‪ ،‬الممنوح لها‪ ،‬بحق تقرير الشؤون الخارجية والدفاع‪.‬فبورتوريكو ترتبط بالوليات‬
‫المتحدة المريكية باتحاد حر‪ ،‬وتقوم هذه الخيرة بتقرير شؤون الدفاع والخارجية‪،‬أما كوسوفو فكانت تحت الدارة الدولية للمم المتحدة قبل إعلنها‬
‫‪.‬الستقلل من جانب واحد في فبراير ‪2008‬‬
‫وفي "غرينلند" تقوم حكومة الدانمرك بتقرير سياستها الخارجية‪ ،‬مع استشارة "غرينلند" عندما يتعلق المر بقضايا تخصها كالعلقة مع دول التحاد‬
‫الوربي‪ ،‬أما تونس‪ ،‬فكانت فرنسا هي التي تتولى إدارة شؤونها الخارجية وتمثيلها على المستوى الدولي‪ ،‬أما اسبانيا‪ ،‬فل يختلف المر‪،‬إذ تتمتع المناطق‬
‫المحكومة ذاتيا بصلحيات تشريعية وتنفيذية محدودة بنطاق القليم‪ ،‬بينما احتفظت السلطة المركزية في مدريد بتقرير السياسة الخارجية‪ ،،‬وشؤون‬
‫الدفاع والمن والخارجية‪ ،‬وتقرير السياسات المالية العامة والنظمة المصرفية المعمول بها في البلد‪ ،‬وكذلك عقد المعاهدات‪ ،‬سواء كانت اقتصادية أو‬
‫‪.‬عسكرية أو سياسية‬
‫والنتيجة المترتبة على ذلك‪ ،‬أن وحدات الحكم الذاتي‪ ،‬سواء كانت في الطار الداخلي أو الدولي‪ ،‬وسواء تعلق المر بالقاليم أو الجماعات القومية‪ ،‬ل‬
‫‪.‬تحظى بالشخصية الدولية‪ ،‬ومن ثم فليست موضوعا للقانون الدولي وإنما موضوعا للقانون الداخلي وشخصا له‬
‫وبالتالي يمكن القول أن منطقة الصحراء لن تتمتع بشخصية دولية على المستوى الدولي‪ ،‬كما لن صلحيات الرئيس التنفيذي لمنطقة الصحراء ستكون‬
‫صلحياته الدبلوماسية محدودة بنطاق خطة الحكم الذاتي‪ ،‬فهو لن يستطيع إقامة علقات دبلوماسية مع الخارج أو توقيع اتفاقيات ومعاهدات سياسية‪،‬‬
‫فهذه من صلحيات السلطة المركزية في الرباط‪ ،‬اللهم بعض التفاقيات ذات الطابع القتصادي والثقافي حيث يتم توقيعها باستشارة مع الحكومة‬
‫‪.‬المركزية في العاصمة‬
‫ويمكن للحكومة المركزية في الرباط استشارة سلطة الحكم الذاتي في المسائل والقضايا القتصادية التي تهمها على المستوى الخارجي كالعلقات مع‬
‫‪.‬التحاد الوربي في مجال الصيد البحري او اتفاقيات الستثمار الجنبية مثل‬
‫وإذا كانت الحكومة المغربية احتفظت بصلحيات سيادية مقومات السيادة‪ ،‬لسيما العلم والنشيد الوطني والعملة‪ ،‬والمقومات المرتبطة بالختصاصات‬
‫الدستورية والدينية للملك‪ ،‬بصفته أمير المؤمنين والضامن لحرية ممارسة الشعائر الدينية وللحريات الفردية والجماعية‪،‬المن الوطني والدفاع الخارجي‬
‫‪.‬والوحدة الترابية‪،‬العلقات الخارجية‪،‬النظام القضائي للمملكة‪،‬إل أن المبادرة لم نشر إلى نظام البريد)الطابع البريدي( الذي يعد رمزا للسيادة المغربية‬
‫‪:‬استغلل الموارد الطبيعية ‪3-‬‬
‫تتفاوت سلطة الحكومات الذاتية على مواردها الطبيعية واستغللها بتفاوت طبيعة ونوعية الحكم الذاتي ودرجته التي تتمتع بها ففي الحكومات الفيدرالية‬
‫القوية نجد أنها تنزع إلى السيطرة على هذه الموارد واستغللها‪ ،‬خصوصا في قطاع المناجم والمعادن‪ ،‬وتحظى كثير من الوحدات الذاتية بالسيطرة على‬
‫مواردها الطبيعية‪ ،‬كإريتريا و"غرينلند" نظرا لهمية هذه الموارد الطبيعية في هذه الخيرة‪ ،‬فقد تشكل مجلس مشترك بين حكومة القليم والحكومة‬
‫الدانمركية للشراف على هذه الموارد واستغللها اقتسام الثروة أحد أكبر الملفات التي تطرح العديد من التحديات على مستوى تدبيرها بين السلطة‬
‫المركزية وسلطة منطقة الحكم الذاتي بإقليم الصحراء‪ ،‬وفي هذا الطار يميز الدكتور "لحسن الداودي" بين النفط والغاز الطبيعي كثروتين مهمتين ثم‬
‫باقي الثروات الخرى‪ ،‬ويرى في غضون ذلك تقسيم الثروات الطبيعية دون النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬إلى ‪ % 90‬لفائدة منطقة الحكم الذاتي‪ ،‬و‪% 10‬‬
‫للدارة المركزية في سياق دعم مسلسل التنمية بهذه المناطق‪ ،‬أما النفط والغاز الطبيعي فإنه في حال العثور عليهما فإنه يجب أن يقسم بين ‪ % 30‬محليا‬
‫‪.‬و‪ % 70‬للدولة المركزية‪ ،‬حتى تكون هذه الخيرات من نصيب جميع المغاربة‬
‫إن الحكومة المركزية في الرباط لها الصلحية المطلقة فيما يتعلق بحق إصدار التشريعات الساسية الخاصة في الميادين التالية التنمية القتصادية‬
‫والتخطيط الجهوي وتشجيع الستثمارات والتجارة والصناعة والسياحة والفلحة‪،‬ميزانية الجهة ونظامها الجبائي‪،‬البنى التحتية‪ :‬الماء والمنشآت المائية‬
‫والكهربائية والشغال العمومية والنقل‪،‬السكن والتربية والصحة والتشغيل والرياضة والضمان الجتماعي والرعاية الجتماعية‪ :‬بما في ذلك النهوض‬
‫‪.‬بالتراث الثقافي الصحراوي الحساني‪ ،‬والبيئة‬
‫‪:‬مشكلة توزيع الصلحيات ‪4-‬‬
‫تسود هذه المشكلة في كافة نظم الحكم الذاتي‪ ،‬وتتلخص في كيفية توزيع الصلحيات التنفيذية‪ ،‬والتشريعية‪ ،‬بين القاليم المحكومة ذاتيا‪ ،‬وبين السلطة‬
‫‪:‬المركزية‪ ،‬وهناك ثلثة طرق لتوزيع هذه الصلحيات‪ ،‬هي‬
‫أول‪ ،‬تعيين الصلحيات التشريعية والتنفيذية بين الوحدات الذاتية والسلطة المركزية‪ ،‬وتتمثل عيوب هذا الحل في وجود فجوات في الممارسة‪ ،‬نظرا إلى‬
‫تداخل العديد من الصلحيات والمجالت في التطبيق‪ ،‬فضل عن أنه نظري أكثر منه عملي‪ ،‬ثانيا‪،‬القتصار على توزيع وتعيين صلحيات الوحدات‬
‫‪.‬الذاتية في مجالت محددة‪ ،‬كما في إسبانيا وإيطاليا وكندا‬
‫‪.‬ثالثا‪ ،‬الكتفاء بتعيين الصلحيات والمجالت التي تقتصر على الدولة والسلطة المركزية ذات السيادة‬
‫‪.‬وهذا الشكال يجب أن يتم حله بواسطة الدستور عند تعديله‬
‫‪:‬مشكلــة القليـم ‪5-‬‬
‫تتوقف إثارة مشكلة الراضي في القليم المتمتع بالحكم الذاتي وفقا لطبيعة المشكلت المنوط به معالجتها‪ ،‬وكذلك طبقا للسياق التاريخي‪ ،‬بجوانبه القومية‬
‫والثقافية‪ .‬ففي حالت عديدة ل تمثل الراضي مشكلة محورية‪ ،‬إذ غالبا ما يتقرر وضع الراضي طبقا لما كانت عليه في السابق‪ ،‬أي قبل قيام سلطة‬
‫الحكم الذاتي )تمثل الحالة الفلسطينية استثناء من ذلك(‪ ،‬أي أنها تمثل جزءًا ل تجزأ من إقليم الدولة‪ ،‬وإذا ما أثيرت فإنها تثار تحت صيغة تحويل أو‬
‫‪.‬تفويض سلطة الحكم الذاتي إدارة الراضي الداخلة في نطاق الخدمات والنشاطات التي تمارسها‬
‫وعلوة على ذلك‪ ،‬غالبا ما يتم الشارة أو النص في تقرير صيغة الحكم الذاتي حول المساواة بين مواطني إقليم المتمتع بالحكم الذاتي والمواطنين‬
‫الخرين في القاليم المختلفة للدولة المعنية في تملكها وشرائها والنتقال من القليم وإليه من دون حواجز ثقافية أو لغوية أو عنصرية‪ ،‬وذلك إعمال‬
‫‪.‬للمساواة بين المواطنين التي تكفلها الدولة وتدخل ضمن صلحياتها‪ ،‬وكذلك تأكيدا لسيادة الدولة على الراضي والقاليم كافة الخاضعة لها‬
‫وهذا يعني أن المواطنين المغاربة المقيمين خارج حدود إقليم الصحراء متساوون في الحقوق والواجبات ويشكلون المة المغربية الواحدة تحت علم واحد‬
‫‪.‬وجنسية واحدة‪ ،‬وتجمعهم بأمير المؤمنين رابطة البيعة والتقاليد السلمية المغربية الضامنة لوحدة المة المغربية وتماسكها في الداخل والخارج‬
‫‪:‬المسائل المنية ‪6-‬‬
‫تقتصر المسائل المنية في تطبيقات الحكم الذاتي على المن الداخلي المحدود بنطاق القليم المتمتع بالحكم الذاتي‪ ،‬ذلك أن قضايا المن القومي تدخل في‬
‫عداد صلحيات الجهزة المركزية للدولة‪ ،‬وطبقا لذلك فإن معظم الوحدات المتمتعة بالحكم الذاتي لها صلحية تشكيل قوة شرطة محلية‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫القوة جزءا من سلطات الحكومة الذاتية‪ .‬وحتى في المجالت التي ل ينص فيها على ذلك فإن القليم المتمتع بالحكم الذاتي بإمكانه تشكيل قوة شرطة‬
‫‪ .‬محلية تضمن تنفيذ التشريعات في مجال الضرائب والتجارة‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬كما هو الحال في جزيرة غرينلند وفي إقليم الباسك‬
‫‪.‬وبالتالي يمكن لسلطة الصحراء تشكيل قوة شرطة محلية لحفظ المن والنظامبالتنسيقمع القوات المنية المغربية‬

‫‪:‬السياسة القتصادية والمالية العامة ‪7-‬‬


‫تمثل وحدات الحكم الذاتي ‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪ ،‬جزءا من اقتصاد قومي موحد وسياسة مالية موحدة على الصعيد القومي‪ ،‬إذ تحتفظ الحكومة المركزية‬
‫بحقوق وصلحيات ل تقبل المنازعة في تقرير السياسة المالية‪ ،‬وسك النقود‪ ،‬وتحديد معدلت الصرف‪ ،‬والشراف على نظام قومي للجمارك‬
‫والضرائب‪،‬كذلك في وضع خطط التنمية القتصادية‪ ،‬وعقد التفاقيات المالية‪ ،‬والقروض مع الدول الجنبية ومع ذلك‪ ،‬فقد تسمح الدولة في بعض‬
‫‪.‬الحالت للحكومات الذاتية‪ ،‬بفرض وتجميع بعض الضرائب المحلية‪ ،‬أو تفويضها في ذلك‬
‫إن قيام هيئات الحكم الذاتي بإدارة الشؤون الخاصة للقليم‪ ،‬وتحقيق أهدافها في تطويره وتقدمه‪ ،‬لبد أن يكون معتمدا على موازنة مستقلة لها‪ ،‬من حيث‬
‫‪:‬التمويل والنفاق الذاتي‪ ،‬غير أن هذا الستقلل المالي ليس مطلقا‪ ،‬بل ترد عليه عدة قيود تحد منه‬
‫إن قيام هيئات الحكم الذاتي بإعداد وتنظيم الموازنة الخاصة بها‪ ،‬تكون ملزمة بالتقيد بالقواعد الدستورية‪ ،‬فل يستطيع مخالفة المبادئ التي قررتها ‪1-‬‬
‫‪.‬التشريعات المركزية في هذا الشأن‬
‫تنص الدساتير التي أخذت بفكرة الحكم الذاتي على منع هيئات الحكم من فرض الرسوم الجمركية على دخول أو خروج للبضائع التي تمر في حدود ‪2-‬‬
‫‪.‬القليم‪ ،‬كما تنص على عدم حرمان أي مواطن في الدولة من القامة في أراضيه ‪ ،‬وهذا الوضع يتفق مع فكرة الوحدة السياسية للدولة‬
‫القيد الثالث يقضي بأن الحكومة المركزية هي التي تحدد أسعار الضريبة‪ ،‬لكن هذا ل يمنع هيئات الحكم الذاتي حقها في مباشرة بعض ‪3-‬‬
‫‪ :‬الختصاصات المالية‪ ،‬وذلك على السس التية‬
‫‪.‬اشتراك هيئات الحكم الذاتي مع الحكومة في إدارة وتحديد وتحصيل موارد الضرائب وفقا للتشريعات المرعية ‪-‬‬
‫‪.‬سلطة فرض ضرائب ورسوم إقليمية‪ ،‬مع تخويلها حق إصدار تشريعات لزمة لتحصيل الموال العامة في حدود ما يتقرر لها من اختصاصات ‪-‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن الموازنة المخصصة لقليم الحكم الذاتي‪ ،‬قد ل تكفيه لسد حاجاته‪ ،‬وهو المر الذي قد يضطره إلى طلب العانات والقروض من‬
‫‪.‬الحكومة المركزية‪ ،‬وقد تقرر هذه الخيرة من تلقاء ذاتها منح مساعدات للقليم‬
‫‪:‬وليس هناك ما يخشى من تقديم هذه العانات من الحكومة المركزية وذلك لسببين‬
‫أ‪ -‬نلحظ أن اختصاصات هيئات الحكم الذاتي محددة على سبيل الحصر في كل الحوال‪ ،‬سواء أشار الدستور المركزي إلى اختصاصات الحكومة‬
‫المركزية أم لم يشر‪ ،‬فإزاء الختصاص المقيد لهيئات الحكم الذاتي تكون الحكومة المركزية هي المختصة في جميع ما لم يرد به النص‪ ،‬وترتيبا على‬
‫‪.‬ذلك فهي منطقيا ليست في حاجة إلى توسيع اختصاصاتها على حساب إقليم الحكم الذاتي‬
‫ب‪ -‬الغرض من هذه العانات محدد‪ ،‬لن المشرع يحدد الغاية والغرض من تلك العانات التي تمنح لتكون في صالح القليم‪ ،‬ولتغطية ميزانيته التي بها‬
‫‪.‬ينمو ويتطور ليتساوى مع بقية أقاليم الدولة‪ ،‬وبناء على ذلك فل تعتبر هذه العانات وسيلة للتدخل في شؤون القاليم‪ ،‬بل لصالحه‬
‫‪:‬أصل السلطة في الوحدة المتمتعة بالحكم الذاتي ‪8-‬‬
‫إن الصل في سلطة الحكم الذاتي أي المنشئ لها‪ ،‬ل يصدر عن الوحدة المتمتعة بالحكم الذاتي‪ ،‬بل عن سلطة خارجة عنها تنتمي لها‪ ،‬ويتميز هذا العمل‬
‫بإنكار الحرية الدستورية للوحدة الذاتية‪ ،‬فسلطتها ليست ناشئة عن إرادتها‪ .‬وتتفاوت أنماط هذا الوضع المفروض من حالة لخرى‪ ،‬ففي بعض الحالت‪،‬‬
‫الحرة والتي حددت وضعيتها معاهدة "فرساي" ‪ ،‬وإقليم "السار" الذي ‪ Dantzig"،‬قد يكون معاهدة دولية‪ ،‬والمثلة على ذلك عديدة‪ ،‬كمدينة "دانزيغ‬
‫طبقا لمعاهدة السلم مع إيطاليا ‪ Treiste‬لمعاهدة فيينا ‪ ،‬وإقليم تريست "‪ Cracovie‬حددت وضعيته المعاهدة اللمانية الفرنسية‪ ،‬ومدينة "كرا سوفي‬
‫‪.‬في ‪ 10‬فبراير عام ‪ 1947‬وتوصف هذه المدن والقاليم في إطار أنماط الحكم الذاتي بأنها ذات نظام دولي‬
‫إن سلطة الحكم الذاتي ليست سلطة ذات سيادة‪ ،‬وتتميز عن سلطة الدولة إذ هي سلطة أصلية‪ ،‬بينما تتميز سلطة الحكم الذاتي عن السلطة في الوحدة‬
‫‪.‬اللمركزية‪ ،‬فالولى يمكنها إدارة شؤونها بنفسها‪ ،‬وتعتمد على صلحياتها الخاصة‪ ،‬بينما ل تستطيع ذلك الثانية‪ ،‬بل ل تملك هذه السلطة‬
‫وفضل عن ذلك‪ ،‬فإن النظام القانوني في الوحدة المحكومة ذاتيا هو نظام تابع لنظام قانوني آخر‪ ،‬قد تشارك الوحدة الذاتية في السلطة صاحبة السيادة‬
‫والمنشئة لصلحياتها‪ ،‬ولكنها ليست سيدا مطلقا لوضعها‪ ،‬فالوحدة الذاتية تختلف عن الدولة‪ ،‬فهي ليست جهاز سيطرة وردع‪ ،‬ول تملك قدرة على‬
‫الستقلل‪ ،‬في حين أن الدولة هي قوة رادعة وجهاز له القدرة على التنظيم الذاتي والسيطرة‪ ،‬وتملك الستقلل ول يغير من واقع وحدة الحكم الذاتي‬
‫ممارستها للوظيفة التشريعية وذلك حتى لو امتلكت نظاما قانونيا مستقل وقدرة قانونية منشأة ومستقلة‪ ،‬وإذا امتلكت هذه القدرة فإنها تفتقد لكامل الحرية‬
‫‪.‬الدستورية ذلك لن وضعها ينبغي أن يتلءم مع القاعدة العامة للنظام القانوني المعمول به في إقليم الدولة‬
‫وإذا كان الفعل المنشئ للوحدة الذاتية في بعض الحالت يمكن أن يكون معاهدة دولية كالحالت التي أشرنا إليها وحالة تونس‪ ،‬فإن هذا الفعل في بعضها‬
‫الخر يكون قانونا كما في حالة إسبانيا وإيطاليا خاص بإنشاء أقاليم ومناطق محكومة ذاتيا وفي حالت أخرى يمكن أن يكون هذا الفعل تعديل دستوريا‬
‫‪.‬تشارك الوحدة الذاتية في المطالبة به وصياغته‬
‫‪:‬معضلة المجال الترابي لتطبيق الحكم الذاتي ‪9-‬‬
‫عندما شرع في تطبيق الجهوية بالمغرب سنة ‪ ،1997‬عملت وزارة الداخلية في عهد إدريسالبصري على تكريس التزييف على الصعيد الجهوي بعد أن‬
‫أحكمته على صعيد الجماعاتالمحلية‪ ،‬حيث وضعت تقطيعا ترابيا خاصا بها‪ ،‬فبدل توحيد المدن الصحراوية ضمن جهةواحدة قادرة على مساندة جهود‬
‫التوحيد المجالي‪ ،‬ومن شأنها مساندة حل التدبير الجهويالموسع‪ ،‬عمد خبراء المقاربة المنية بوزارة الداخلية إلى تقسيم منطقة الصحراء إلىثلث جهات‪:‬‬
‫‪.‬جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء‪ ،‬جهة وادي الذهب لكويرة‪ ،‬جهة كلميمالسمارة‬
‫من هنا تبرز معضلة المجال الترابي لتطبيق الحكم الذاتي‪ ،‬نظرا لكونالتقطيع الحالي غير منسجم مع التحديدات الدولية لمنطقة النـزاع ومن هنا يمكن‬
‫طرحعدة أسئلة جوهرية من بينها‪ :‬هل سيتم تطبيق الحكم الجهوي الموسع أو الحكم الذاتي علىالصحراء الممتدة من "لكويرة" إلى مرتفعات "واركزيز"‬
‫ب"أسا الزاك" وواحات النخيل بمدينة "طاطا"و"سهل كلميم" بما في ذلك مدينة بوزكارن على مشارف منعرجات "أكني مغارن"‪ ،‬مع إدخال منطقةسيدي‬
‫افني باعتبارها مستعمرة إسبانية سابقة على حدود ‪1969‬؟ أم أننا سوف نكون أمامسيناريو آخر يقودنا إلى العودة إلى المثلث الصحراوي الموروث عن‬
‫الستعمار السبانيوالممتد من "الطاح" إلى "السمارة" ثم "العيون" و"بوجدور" و"الداخلة" إلى "لكويرة" التي ليس لنامنها إل السم‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫‪".‬لكويرة" الحقيقية تقع تحت سيادة الجمهورية السلميةالموريتانية الشقيقة‬
‫إن تطبيق الحكم الذاتي على المجال الترابي الحالي قد يكونمفيدا في حالة عدم إجراء أي استفتاء‪ ،‬وفي حالة العكس فإننا سنكون قد جازفنا بجزء‬
‫‪.‬منالتراب المغربي الذي لم يكن في أي يوم من اليام محل نزاع‬
‫من جهة أخرى تؤشرضبابية توظيف الدولة المجالي لمنطقة الحكم الذاتي وهي تقدم معطى طبيعيا تاريخيايميز بين بلد "الساقية الحمراء ووادي الذهب"‬
‫ومنطقة "وادي نون"‪ ،‬وهو ما يفضي إلى معضلةتقسيم قبلي بين كتلتي قبائل ثكنة المتمركزة بمنطقة وادي نون وكتلة قبائل منطقةالساقية الحمراء ووادي‬
‫الذهب‪ ،‬وهو تقسيم يجعل من منطقة وادي نون‪ ،‬بحمولتهاالسوسيولوجي الدقيقة خارج النـزاع ما دامت مستبعدة مجاليا من إقليم الصحراء المزمعمنحه‬
‫‪.‬حكما ذاتيا أو تدبيرا جهويا موسعا‬
‫لكن في نفس الن للمعادلة وجهآخر‪ ،‬وهو كون قبائل منطقة "وادي نون" تشكل عنصرا حاسما ضمن مسلسل التسوية خاصةالمتعلق بالقاعدة النتخابية‬
‫…المفترضة أو المشتغل عليها ضمن عملية تحديد الهويةبشوائبها المختلفة‬
‫إن هذا الواقع يطرح إشكال في غاية الدقة‪ :‬كيف يمكن إنجاح مخطط للحكم الذاتيبالقاليم الصحراوية مع وجود قوى قبلية ونخب سياسية مطالبة‬
‫بالمساهمة في الحلوإبداء المشورة في مشروع حكم ذاتي قد ل يسري عليها عمليا… وكيف يمكن لقبائللقاليم الصحراوية ببلد الساقية الحمراء ووادي‬
‫الذهب أن تستسيغ وتقبل مشاركةقبائل ل تتقاسم معها النتماء ل المجالي أو السوسيولوجي‪ ،‬كما تنتج ذلك مقاربةالدولة السوسيولوجية والترابية الغامضة‬
‫والمحتشمة جدا؟ فكيف سنواجه غدا ساكنةأقاليم "طانطان" و"كلميم" و"أسا الزاك" إذا أقصيناهم وقلنا لهم بأن الحكم الذاتي سيطبقعلى المنطقة التي كانت‬
‫خاضعة للستعمار السباني محل النـزاع وهي منطقتي الساقيةالحمراء ووادي الذهب‪ …،‬وكيف سننجح في إقناع سكان"طاطا" الذين عانوا وضحوا‬
‫حتىبأرواحهم لصد هجومات النفصاليين ونأتي اليوم لقصائهم إقصاء ممنهجا وتراب عمالتهمتابع إداريا إلى جهة "كلميم السمارة"… إنه الرتجال في‬
‫…اتخاذ القرارات بطرق غيرمدروسة وغير محمودة العواقب‬
‫‪:‬معضلة الساكنةالمعنية مباشرة بالحكم الذاتي ‪10-‬‬
‫لمن سيمنح الحكم الذاتي في القاليم الجنوبية؟ هل سيمنح للسكان الصليين لتلكالقاليم المسجلين في الحصاء السباني لسنة ‪ 1974‬وهو الطرح الذي‬
‫تبنته الممالمتحدة في مسلسل تحديد الهوية الذي فشل لنه لم يستطع إيجاد حل توافقي لهذهالمشكلة بفعل إصرار المغرب على إضافة أزيد من ‪165‬‬
‫ألف نسمة ينحدرون من القاليمالصحراوية وقد قام الطرفان بالطعن في آلف الحالت مما يجعل الحسم في مشكل الهويةأمرا صعبا إذا لم نقل‬
‫مستحيل… وهل سيقبل المغرب تجزيء سكان المنطقة إلى أصليينووافدين؟ وكيف سيتعامل مع مئات اللف ممن يحمل رسم الزدياد في تلك القاليم‬
‫مندسنة ‪ 1975‬وقد بلغوا الن سن التصويت؟ وهل سيقدم المغرب على منح حق التقرير في الحكمالذاتي بمنح حق التصويت لكل من يقطن بالقاليم‬
‫الجنوبية؟ كلها ملمح معضلة الهويةالتي تطرح نفسها بإلحاح لن أغلب سكان القاليم الصحراوية يصرون على أنهم صحراويونحتى النخاع ول يمكن‬
‫بأي حال من الحوال حرمانهم من هوية يعتزون بها وهم مستعدونللدفاع عنها بالغالي والنفيس لن الصحراء بالنسبة لهم في مغربها والمغرب في‬
‫‪.‬صحرائهكما قال صاحب الجللة‬
‫إن السكان الصليين للقاليم الصحراوية والذين تم قبولهممن طرف المم المتحدة ل يشكلون في أغلب الحوال إل حوالي ‪ 11‬في المائة من‬
‫السكانالقاطنين في القاليم المعنية بالنـزاع وإن تطبيق الحكم الذاتي على فئة قليلة فيهإجحاف وغبن لساكنة قطنت بتلك الربوع أزيد من ثلثين سنة‬
‫‪. ..‬وساهمت في تنميته وتطبعتبطباعه وتقاليده وأصبحت جزءا منه‬
‫وبما أن الجزائر وربيبتها البوليساريو رفضتا مند البداية وحتى قبل عرضها من طرفالمغرب‪ ،‬فكرة الحكم الذاتي وتشبثتا بحق »الشعب الصحراوي«‬
‫حسب زعمهم في تقرير مصيره‪،‬فإن على المغرب أن يبادر إلى منح سكان القاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا مستمدامن المخطط الممي باختصاصات‬
‫واضحة وبطريقة ديمقراطية ل لبس فيها… وأن يكونالمجلس الملكي الستشاري للشؤون الصحراوية النواة الصلبة لهذا الحكم الذاتي وأنيكون المخاطب‬
‫الرسمي في تنفيذ المشروع حتى يكون الصحراوي هو المخاطب الوحيد فيتحقيق الحكم الذاتي والضامن لشراك كل من اقتنع بالفكرة في المستقبل بما‬
‫في ذلكالصحراويين المحتجزين في مخيمات "تيندوف"‪ ،‬لكن هل تتوفر لدى الدولة النية الصادقةلتطبيق حكم ذاتي على أسس ديمقراطية صرفة؟ إن‬
‫‪.‬تبادل المصالح ورغبة بعض المسؤولينالمغاربة في الحفاظ عليها هو الذي يمكن أن يحول دون حل القضية‬
‫بالنسبة للمشكل المتعلق بأحقية التصويت لنتخاب ممثلي سكان مناطق الحكم الذاتي‪،‬هذه النتخابات التي ينبغي لها أن تخلق دينامكية ديمقراطية حقيقية‪،‬‬
‫‪:‬أعتقد أنه يجبأن تجري استنادا إلى هيئتين ناخبتين مختلفتين‬
‫‪.‬انتخاب المجالس البلديةوالقروية‪ :‬يصوت فيها السكان القاطنون بتراب الحكم الذاتي‪ ،‬لنهم جميعا معنيون بشؤونالتدبير اليومي للمنطقة ‪-‬‬
‫انتخاب البرلمان المحلي‪ :‬يتم فيها التصويت استناداإلى لوائح المسجلين‪-‬مقبولين وغير مقبولين‪-‬في تحديد الهوية لدى الممالمتحدة ‪-‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪،‬ومن أجل إنجاح مفاوضات الصحراء في الجولة المقبلة‪ ،‬فإنه يتعين على الوفد المفاوض أن يتقن فن التفاوض الدبلوماسي‪،‬‬
‫‪.‬واللمام بطرق تسوية النزاعات الدولية المعروفة في أدبيات القانون الدولي العام‬
‫غير أن الملحظ أن الوفد المفاوض المغربي يغلب عليه الطابع المني) الداخلية‪ ،‬المخابرات…(‪،‬ول يضم في عضويته رجال قانون‬
‫‪.‬متخصصين في القانون الدولي العام‪،‬يمكنهم الدلء بآرائهم وملحظاتهم وهو دور ل يستهان به في ترجيح وجهة النظر المغربية خلل المفاوضات‬
‫وعلى سبيل المثال فإن الوفد المصري خلل مفاوضات استرجاع طابا ‪ 19‬مارس ‪ 1989‬تشكل من أساتذة القانون الدولي المصريين منهم الستاذ‬
‫مفيد شهاب‪،‬والستاذ صلح الدين عامر‪،‬والستاذ حامد سلطان الذي كان في فريق التحكيم‪،‬وقد استمات هؤلء الخبراء القانونيين في الدفاع عن وجهة‬
‫النظر المصرية كان أداء فريق الدفاع المصرى على أعلى مستوى من الكفاءة والمقدرة ‪ ،‬ونجح فى أنأصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها فى ‪27‬‬
‫سبتمبر ‪ 1988‬بأحقية مصر فى ممارسة السيادةعلى كامل ترابها وأمتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغة اسرائيل فىالتنفيذ الى‬
‫جولت أخرى من الجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشأتها الىمصر حتى وصلت الملحمة الى المشهد الخير بتسليم طابا فى ‪ 15‬مارس‬
‫‪ 1989.‬ورفع العلم فى‪19‬مارس ‪1989‬‬
‫هذه بعض الشكاليات التي قد تصاحب تطبيق الحكم الذاتي على أرض الواقع‪ ،‬و على المغرب توخي الحذر والحيطة عند تطبيق مشروع الحكم الذاتي‪،‬‬
‫فقد علمتنا التجارب السابقة لبعض البلدان العربية )ذات النظام العسكري والغير ديمقراطية( التي سبقتنا في هذا المجال أن الحكم الذاتي لم يكن سوى‬
‫مجرد جرعة مسكنة قليلة الفعالية‪ ،‬ذاك أنه ثبت عمليا قصور هذا النظام على تحقيق الستقرار السياسي والقضاء على مشكلة عدم التكامل كالسودان‬
‫الذي عانى طوال ‪ 30‬سنة من حرب أهلية انتهت بتوقيع اتفاقية مع الجنوب لتوزيع السلطة والثروة‪ ،‬والعراق الذي عانى فيه اقليم كردستان من طغيان‬
‫النظام السابق والتدخل التركي من الشمال‪ ،‬والفلبين الذي عانى فيه المسلمون من تراجع حكومة مانيل من تطبيق بعض بنود الحكم الذاتي‪ .‬لكن في‬
‫)‪..‬المقابل تبث نجاح هذا النظام في الدول الغربية الديمقراطية )إيطاليا‪-‬جرينلند)الدانمرك(‪ -‬اسبانيا‪ -‬اسكتلندا‬

You might also like