You are on page 1of 58

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫المقـــدمــــــة‪:‬‬

‫إن أول ما يلفت انتباه النسان في أي بلد هو‬


‫النظام ‪ ،‬وهذا ل يتحقق إل بتحقيق العدالة وتوفر‬
‫الضمانات ‪ ،‬وما يترتب على هذه الضمانات من حقوق‬
‫وواجبات ومسؤوليات تجاه الخرين وذلك لنة عندما‬
‫تبداء الحرية العامة تنتهي بالتالي الحرية الفردية‬
‫فتقف عند هذا الحد ل تتجاوزه و إل ترتبت عليك‬
‫المسؤولية التي كفلها القانون ‪.‬‬
‫وفي بحثي هذا وهو الستجواب والمواجهة في‬
‫التحقيق البتدائي سأتطرق لعدة مواضيع وقد‬
‫قسمتها إلى ثلث مباحث رئيسة وهي‪:‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬المتهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬الشاهد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الستجواب والمواجهة في‬ ‫‪-‬‬
‫التحقيق البتدائي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحــث الول‬
‫المـتهــــــــم ‪:‬‬
‫المطلب الول‪:‬‬
‫• تعريف المتهم ‪:‬‬

‫* هــو الشــخص الــذي يــوجه إليــه التهــام بواســطة‬


‫تحريك الــدعوى الجنائيــة قبلــه فهــو الطــرف الول‬
‫في الدعوى الجنائية‪.‬‬
‫ولم يميز القانون بين المتهم في كافة مراحل‬
‫الدعوى الجنائية فهو يحمل هذه الصفة أيا كانت‬
‫‪((1‬‬
‫المرحلة التي تمر بها الدعوى ‪.‬‬
‫وقد قضت محكمة النقض المصرية بأن القانون لم‬
‫عتبر مُتهما‬
‫عرف المتهم في أي نص من نصوصه ‪ ،‬في ُ‬
‫ي ٌ‬
‫‪((2‬‬
‫ه جريمة معينة ‪.‬‬
‫كل من وجهة إليه التهام بارتكاب ِ‬

‫)‪ (1‬انظر خليل‪ -‬مستشار عدلي استجواب المتهم فقها وقضاء‪ -‬دار الكتب القانونية سنة ‪ 2004‬ص ‪9‬‬
‫)‪ (2‬انظر ذات الكتاب صـ ‪ . 10‬ص ‪10‬‬

‫‪2‬‬
‫ه بعض ال ُ‬
‫شراح للقانون وذكروا نفس التعريف‬ ‫وعرف ُ‬
‫ومنهم المستشار عدلي خليل في كتابة اعتراف‬
‫‪((3‬‬
‫المتهم ‪.‬‬

‫وقد ذكر الدكتور محمد زكي أبو عامر في كتابة‬


‫وعرف فيه المتهم وقال أن العقوبة شخصية ‪ ،‬فل‬
‫يجوز – في التنظيم الجنائي – توقيعها إل على من‬
‫وقعت منه الجريمة ‪ ،‬ول يجوز مطالبة القضاء بأعمال‬
‫أحكام القانون الجنائي وتوقيع العقوبة إل على من‬
‫وقعت منه الجريمة سواء باعتباره فاعل أو شريك ‪،‬‬
‫ولن تحديد مرتكب الجريمة ل يكون مجرما ً مدانا ً إل‬
‫بعد صدور الحكم النهائي علية ‪ ،‬فإن سلطة التحقيق‬
‫جح لديها وفقا للدلة التي أسفرت‬
‫إنما تقدم من ر ُ‬
‫عنها الجراءات بوقوع الجريمة منه ‪ .‬وعلى هذا‬
‫الساس فإن النيابة العامة حين ترفع الدعوى‬
‫الجنائية أو حين ت ُ‬
‫قدمها أمام القضاء ‪ ،‬فهي ل تقدم‬
‫ه بارتكاب‬
‫إليه مرتكب الجريمة وإنما تقدم من تتهم ُ‬
‫الجريمة وعليه فالقضاء هوة الفيصل في إدانة هذا‬
‫الشخص أو تبرئته بما يوافق قناعتها من خلل ما‬
‫ُ‬
‫قدم لها وما دار بجلسات المحكمة من أحداث ‪.‬‬

‫وقد كان المنطق يثبت قصر صفة المتهم على‬


‫الشخص الذي رفعت سلطة التحقيق الدعوى الجنائية‬
‫)‪(3‬‬
‫انظر خليل‪ -‬المستشار عدلي كتاب اعتراف المتهم فقها وقضاء‪ -‬دار الكتب القانونية سنة ‪ 2004‬ص ‪7‬‬

‫‪3‬‬
‫ضده أمام قضاء الحكم لن الواقع أن سلطة التحقيق‬
‫برفعها الدعوى تكون بالفعل قد أتهمة شخصا ً‬
‫لوقوع الجريمة منه ‪ ،‬إذ أنها هنا تتقدم للقضاء‬
‫هذا هو‬ ‫بجريمة مكتملة بحسب اجتهادها ‪.‬‬
‫المفهوم الضيق " للمتهم " وهو ما ترجح لدى سلطة‬
‫التحقيق وقوع الجريمة منه سواء بوصفه فاعل لها‬
‫أم شريكا فيها – برفع الدعوى الجنائية ضده أمام‬
‫قضاء الحكم ‪.‬‬
‫ول يتبنى قانون الجراءات المصري هذا المفهوم‬
‫الضيق " للمتهم " بل أنه على العكس يتبنى مفهوما‬
‫واسعا " للمتهم " تكاد تتساوى فيه فكرة التهام‬
‫‪((1‬‬
‫وفكرة التشبيه ‪.‬‬
‫وعلى هذا الساس يمكن تعريف " المتهم " بالمعنى‬
‫الواسع بأنه } كل شخص اتخذت سلطة التحقيق ‪-‬‬
‫النيابة العامة ‪ ،‬قاضي التحقيق ‪ -‬إجراء من إجراءات‬
‫سلطة التحقيق أو من جهات القضاء أو من المدعي‬
‫المدني أو أوجد نفسه في حالة أجازت قانونا‬
‫التحفظ عليه أو القبض عليه أو تفتيشه‪.‬‬
‫أما الشخص الذي قدم عليه بلغا فليس متهما بل‬
‫مُبلغ ضده ‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر أبو عامر‪ -‬للدكتور محمد زكي ‪-‬الطبعة السابعة ‪-‬دار الجامعة الجديدة سنة ‪ 2005‬ص ‪248-237‬‬

‫‪4‬‬
‫• شروط المتهم ‪:‬‬
‫لكي تخضع صفة المتهم على شخص ينبغي أن‬
‫تتوافر فيه شروط ‪:‬‬
‫‪ :‬ينبغي أن يكون المتهم في الدعوى الجنائية‬ ‫أول‬
‫شخصا على قيد الحياة فل توجه إجراءات الدعوى‬
‫ضد شخص ميت ‪ ،‬فإن حصلت الوفاة بعد رفع‬
‫الدعوى يتعين إصدار قرار بحفظ الوراق وإن كانت‬
‫الوفاة أثناء سيرها أمام المحكمة فإنه يتعين الحكم‬
‫بانقضائها ول تصلح أن تحرك الدعوى على شخص‬
‫معنوي لن هذا الشخص ل يصلح أن يكون متهما وفي‬
‫هذه الحالة تحرك الدعوى على ممثل الشخص‬
‫المعنوي بصفته ل بشخصه ‪.‬‬
‫ًًًًً‬
‫ًًًًً ً ‪ًً ًًًًً ًًًًًًً ًًًًً ًًًً ًً :‬‬
‫ًًً ًً ًًًً ًًً ًًًًًًً ‪:‬‬
‫)أ( جمع الستدللت وهذه المرحلة يكون فيها‬
‫الشخص غير معروف أي يُبحث عنه ‪.‬‬
‫)ب( مرحلة المحاكمة فل ُيتصور وصول الجراءات‬
‫‪((1‬‬
‫لهذه المرحلة دون تعيين شخص متهم بعينة ‪.‬‬
‫عزى إليه‬ ‫ثالثا ‪ :‬ي ُ‬
‫شترط في المتهم أن يكون شخص ي ُ‬
‫ه يدا في ارتكاب الجريمة سواء بصفته فاعل أم‬
‫أن ل ُ‬
‫شريكا فالمسؤولية الجنائية ل تترتب على أفعال‬

‫)‪ (1‬انظر خليل‪ -‬المستشار عدلي كتاب اعتراف المتهم فقها وقضاء عدلي المستشار خليل صــ ‪. 13‬‬

‫‪5‬‬
‫الغير ‪ ،‬وإن أمكن أن تترتب عليها مسؤولية مدنية‬
‫ه‬
‫كالجريمة التي يقترفها عديم الهليه فيتكبد ولي ُ‬
‫الداء عنه ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬جميع الشخاص إل من صدر بشأنه قانون‬
‫خاص} المتمتعون بالحصانات { فهنالك شروط يجب‬
‫توافرها حتى يمثلون أمام القضاء الوطني‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬أن يكون المتهم كامل الهلية ‪.‬‬

‫*حقوق المتهم وواجباته ‪:‬‬

‫يترتب على ثبوت صفة المتهم في شخص معين‬


‫عدة حقوق وعددا من الواجبات فقد أشار قانون‬
‫‪ -1‬أن‬ ‫الجراءات الجنائية المصري في مواده‬
‫للمتهم الحق في حضور جميع إجراءات التحقيق إل‬
‫إذا دعت الضرورة إلى اتخاذها في غيبته بشرط‬
‫إطلعه على ما جرى فيها فور انتهاء تلك الضرورة‬
‫) مادة ‪.(77‬‬
‫‪-2‬ل يجـوز الفصل بينه وبين محامية الحاضر معه‬
‫إثناء التحقيق)مادة ‪.(125/2‬‬
‫‪ -3‬ويندب النائب العام من تلقاء نفسه محاميا إذا‬
‫كان متهما بجناية وصدر أمر بإحالته إلى محكمة‬

‫‪6‬‬
‫الجنايات إذا لم يكن قادر على توكيل محاميا للدفاع‬
‫عنه )مادة ‪. (214‬‬
‫‪-4‬ل يمكن للمحقق في الجنايات أن يستجوب‬
‫المتهم أو يواجهه بغيره من المتهمين أو الشهود إل‬
‫بعد دعوة محاميه للحضور إن وجد)مادة ‪.(124‬‬
‫‪ -5‬وله الحق في الستعانة بخبير استشاري )مادة‬
‫‪. (88‬‬
‫‪ -6‬ويجوز له طلب ندب قاضي للتحقيق معه )مادة‬
‫‪.(64/2‬‬
‫‪ -7‬ول يجوز إبعاده عن الجلسة أثناء نظر الدعوى إل‬
‫إذا وقع منه تشويش يؤثر على سير الدعوى‪.‬‬

‫وقد أشار قانون الجراءات الجزائية العماني‬


‫بخصوص هذه الحقوق حيث ذكر في) المادة ‪(49‬‬
‫ه ‪ " :‬يجب أن يكون أمر القبض مكتوبا ً ومؤرخا ً‬
‫ان ُ‬
‫وموقعا ً ممن أصدره مع بيان صفته ‪ ،‬ويبين فيه اسم‬
‫المطلوب القبض عليه ومحل أقامته وكل ما يلزم‬
‫تعيينه ‪،‬وسبب المر بالقبض وإذا لم ينفذ المر خلل‬
‫ه يسقط ول يجوز‬
‫ثلثة أشهر من تاريخ صدوره فان ُ‬
‫تنفيذه بعد ذلك إل بأمر كتابي جديد‪.‬‬
‫ه لكل من المتهم‬
‫وذكرأيضا في )المادة ‪ (74‬أن ُ‬
‫والمجني عليه والمدعي بالحق المدني والمسئول‬
‫عنه ومن يدافع عن أي منهم الحق في حضور‬

‫‪7‬‬
‫إجراءات التحقيق ‪،‬وللمتهم في جناية أن يصطحب‬
‫معه محاميا يدافع عنه ‪،‬ول يجوز لهذا المدافع أن‬
‫يتكلم إل بإذن عضو الدعاء العام ‪،‬وإذا لم يأذن له‬
‫وجب إثبات ذلك في محضر التحقيق" ‪ .‬وأيضا نصت‬
‫ه‪" :‬يجب السماح‬
‫)المادة ‪ (115‬من ذات القانون ان ُ‬
‫للمحامي بالطلع على التحقيق في اليوم السابق‬
‫على الستجواب والمواجهة ‪ ،‬وفي جميع الحوال ل‬
‫يمكن الفصل بين المتهم ومحاميه الحاضر معه أثناء‬
‫التحقيق"‪.‬‬
‫تلك هي أهم الحقوق التي قررها قانون الجراءات‬
‫الجزائية للمتهمين وهو من الجهة الخرى ملتزم‬
‫بطبيعة الحال لمتطلبات التحقيق معه ومحاكمته‬
‫وإنفاذ العقوبة علية فهو ملتزم للخضوع للوامر‬
‫الصادرة إليه في النطاق وفي الحدود المقررة‬
‫بالقبض عليه أو ضبطه وإحضاره أو بالتحفظ عليه أو‬
‫باقتياده أو بتفتيشه أو تفتيش مسكنه أو بحبسه‬
‫احتياطيا كما يلتزم بالمثول أمام المحكمة بمجرد‬
‫اتصال علمه قانونا ً برفع الدعوى ومتابعة سير‬
‫الدعوى ويلتزم للخضوع للثار القانونية التي رتبها‬
‫‪((1‬‬
‫الحكم الصادر ضده ‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر كتاب الجراءات الجنائية أبو عامر ‪ -‬للدكتور محمد زكي الطبعة السابعة ‪ -‬دار الجامعة الجديدة ‪ 2005‬صــ‬
‫‪. 242‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫*إثبات شخصية المتهم ‪:‬‬


‫أوجبت) المادة ‪ (123‬من قانون الجراءات‬
‫المصري على المحقق عند حضور المتهم أمامه لول‬
‫مرة أن يتحقق من شخصيته ‪ ،‬بأن يثبت اسمه ولقبه‬
‫وسنه وما إذا كان ذكر أو أنثى ‪ ،‬ومكان مولده‬
‫ومركزه الجتماعي ‪ ،‬فمن شأن هذا أن يحمل‬
‫المحقق على أن هذا الشخص الماثل أمامه هو‬
‫المتهم حتى ل يتخذ أي إجراء ضد شخص برئ ‪ ،‬فضل‬
‫على أن معرفة شخصية المتهم لها أهمية في تقدير‬
‫العقوبة المناسبة له وكفيلة بإصلحه وإعادته إلى‬
‫البيئة الصالحة في المجتمع ‪.‬‬
‫وقد نص قانون الجراءات العماني في )المادة ‪(114‬‬
‫أنة‪" :‬على عضو الدعاء عند حضور المتهم للتحقيق‬
‫لول مرة أن يتثبت من شخصيته وأن يدون جميع‬
‫البيانات الخاصة بإثبات شخصيته ويحيطه علما‬
‫بالتهمة المنسوبة إليه ويثبت أقواله في المحضر " ‪.‬‬
‫وقد أوجبت) المادة ‪ ( 28‬من قانون الحداث رقم ‪31‬‬
‫لسنة ‪1974‬م قبل صدور الحكم على المتهم الحدث‬
‫التحقق من حالته الجتماعية والبيئة التي نشأ فيها‬
‫‪((1‬‬
‫والسباب التي دفعته لرتكاب الجريمة ‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر خليل ‪ -‬الدكتور عدلي كتاب اعتراف المتهم فقها وقضاء ‪ -‬دار الكتب القانونية ‪2004‬صــ ‪. 15‬‬

‫‪9‬‬
‫وعلى المحقق إحاطة المتهم بالتهمة المنسوبة إليه‬
‫وهو إجراء جوهري يترتب على مخالفته البطلن‬
‫‪((2‬‬
‫ولكنه بطلن نسبي م )‪ (331‬إجراءات ‪.‬‬

‫*زوال صفة المتهم ‪:‬‬


‫من المؤكد أن صفة المتهم تزول بعد صدور‬
‫حكم بالبراءة في الدعوى الجنائية ‪ ،‬أما إذا كان الحكم‬
‫بالدانة فُتستبدل صفة المتهم بصفة " المحكوم عليه‬
‫" والمقصود بالحكم هو الحكم النهائي بطبيعة‬
‫الحال ‪.‬‬
‫كما أن صفة المتهم تزول إذا أصدرت سلطة التحقيق‬
‫أمرا بأن ل وجه لقامة الدعوة الجنائية أو صرفت‬
‫النظر عن اتهام شخص معين بإقامتها الدعوى‬
‫الجنائية بالنسبة لغيره من المتهمين‪.‬‬
‫وقد نص المشرع العماني في قانون الجراءات‬
‫الجزائية انه " يسمع عضو الدعاء العام شهادة‬
‫الشهود الذين يطلب الخصوم سماعهم ما لم يرى‬
‫عدم الفائدة من سماعهم ‪ ،‬وله أن يسمع شهادة من‬
‫يرى لزوم سماعه من الشهود عن الوقائع التي تثبت‬
‫أو تؤدي إلى ثبوت الجريمة وظروفها وإسنادها إلى‬
‫المتهم أو براءته منها "‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر نفس الكاتب كتاب استجواب المتهم فقها وقضاء ‪ -‬دار الكتب القانونية صـــ ‪. 21‬‬

‫‪10‬‬
‫ومع ذلك فإن صفة المتهم قابلة أحيانا لكي تعود‬
‫للظهور من جديد رغم سبق زوالها‪ ،‬في حالت قبول‬
‫إعادة النظر في الحكم وكذلك في حالة إلغاء قرار‬
‫بأن ل وجه لقامة الدعوى‪ .‬ولكن هذه الصفة إن‬
‫زالت فل تعود من جديد بشأن نفس الواقعة إذا كان‬
‫‪((1‬‬
‫الحكم فيها بالبراءة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫انظر الكتاب الجراءات الجنائية أبو عامر ‪ -‬للدكتور محمد زكي ‪ -‬دار الجامعة الجديدة الطبعة السابعة صــ ‪. 243‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الشاهد ‪:‬‬
‫المطلب الول‪:‬‬

‫*تعريف الشهادة ومن هو الشاهد ‪:‬‬


‫هي التعبير عن مضمون الدراك الحسي للشاهد‬
‫للواقعة التي يشهد عليها ‪ ،‬ولذلك فالشهادة قد تكون‬
‫شهادة رؤيا أو شهادة سماعية أو حسية لدراك‬
‫الشاهد‪.‬‬
‫وشهادة الشهود من الدلة الهامة أمام المحكمة‬
‫من حيث الواقع العملي وإن كانت من حيث التأثير‬
‫على عقيدة المحكمة وتكوين إقتناعها قد تأتي في‬
‫‪((1‬‬
‫مرحلة تالية للدلة ‪.‬‬
‫وُيقصد أيضا بالشاهد في القانون الوضعي ‪ ):‬كل‬
‫شخص تم تكليفه بالحضور أمام المحكمة أو سلطة‬
‫التحقيق لكي ُيدلي بما لديه من معلومات في شأن‬
‫واقعة ذات أهمية في الدعوى الجنائية(‪.‬‬
‫ويقترب هذا التعريف من مفهوم الشاهد في الفقه‬
‫ث ُيطلق فقهاء الشريعة السلمية‬
‫السلمي ‪ ،‬حي ٌ‬
‫لفظ الشاهد على من قام بأدائها في مجلس القضاء‬
‫‪((2‬‬
‫كما يطلقونها على من تحمل الشهادة ‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر الجراءات الجنائية في التشريع المصري سلمه ‪ -‬للدكتور مأمون محمد دار النهضة العربية ‪2002‬صــ‬
‫‪. 242‬‬
‫)‪ (2‬انظر استجواب الشهود في المسائل الجنائية العدالي ‪ -‬للدكتور محمود صالح دار الفكر الجامعية ‪2004‬صــ ‪. 17‬‬

‫‪12‬‬
‫والصل أن يشهد الشاهد بما أدركه بحواسه ويصح أن‬
‫يشهد بما سمعه من غيره وإن كانت شهادة النقل‬
‫ليست موضع ثقة تامه لن القوال تتعرض دائما‬
‫‪((3‬‬
‫للتحريف بانتقالها من شخص لخر ‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫انظر ضوابط الثبات الجنائي‪ -‬الفقهي ‪ -‬للمستشار عمر وعيسى منشأة المعارف ‪ 1999‬صـــ ‪. 56‬‬

‫‪13‬‬
‫]الشروط الواجب توافرها في الشاهد لصحة‬
‫شهادته[‪:‬‬
‫أل يكون الشاهد له صفة في تشكيل المحاكم أو‬
‫يقوم بمساعدة المحكمة في أداء مهمتها وبذلك ُيمنع‬
‫سماع أحد أعضاء المحكمة كشاهد أو عضو النيابة‬
‫العامة الحاضر الجلسة أو كاتب التحقيق أو المترجم ‪.‬‬
‫‪((1‬‬

‫الشهادة في الصل تقرير الشخص لما يكون‬ ‫‪-1‬‬

‫قد رآه أو سمعه بنفسه أو إدراكه على وجه‬


‫العموم بحواسه وهي تقتضي بداهة فيمن يؤديها‬
‫العقل والتميز إذ أن مناط التكليف فيها هو‬
‫القدرة على أدائها ومن ثم فل يمكن أن تقبل‬
‫‪((2‬‬
‫الشهادة من غير المميز عديم الهلية ‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى ذلك ذكرت كتب المذهب الحنفي أن شرط‬
‫تحمل الشهادة هي( ‪ :‬العقل ‪ ،‬الضبط ‪ ،‬اليقظة‬
‫والعلم بالمشهود له والمشهود عليه والمشهود‬
‫ه ( ‪ ،‬وأجمع الفقهاء على أن أهلية تحمل الشهادة‬
‫ب ِ‬
‫‪ ،‬تثبت بالعقل مع الحواس الخمس ‪ ،‬لنه يشترط‬
‫فيمن تحمل الشهادة أهل بها وأن يكون قادرا‬
‫عليها والقدرة على تحمل الشهادة ‪ ،‬تثبت بعلم‬

‫)‪ (1‬انظر الجراءات الجنائية في التشريع المصري ‪ -‬سلمه ‪ -‬للدكتور مأمون محمد‪ -‬دار النهضة العربية ‪ .2002‬صـــ‬
‫‪. 247‬‬
‫)‪ (2‬انظر ضوابط الثبات الجنائي‪ -‬الفقهي ‪ -‬للمستشار عمر وعيسى ‪-‬منشأة المعارف ‪1999‬صــ ‪. 64‬‬

‫‪14‬‬
‫الشاهد ‪ ،‬أي العلم بما يقع حوله من وقائع لكي‬
‫ه ذلك‪.‬‬ ‫يشهد عليها إذا ُ‬
‫طلب من ُ‬
‫‪ -‬فالعلم يرتب عليه سببه وهو العقل والحواس‬
‫‪((1‬‬
‫معا ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة توافر ضوابط معينة تفيد أن هذا‬
‫الشاهد سينطق بالحقيقة الواقعية ‪ ،‬أو بالحرى‬
‫تدفعه إلى ذلك ‪.‬‬
‫ه الشاهد له‬
‫‪ -‬وهناك مقترحات تجعل ما ٌيدلي ب ِ‬
‫وزنه من الناحية القانونية أو الشرعية ‪ ،‬بمعنى‬
‫أن شهادة هذا الشخص سيتم تقديمها من قبل‬
‫‪((2‬‬
‫الجهة المختصه بالنزاع المطروح عليها ‪.‬‬
‫أنواع الشهود ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬الشاهد المقصود ‪:‬‬
‫)ويقصد بالشاهد كما سبق اللماح هو كل شخص‬
‫يتم تكليفه بالحضور أمام القضاء أو سلطة‬
‫التحقيق لكي يدلي بما لديه من معلومات في شأن‬
‫واقعة ذات أهمية في الدعوى الجنائية ( ‪.‬‬
‫‪ -2‬الشاهد القانوني‪:‬‬
‫والشاهد القانوني الذي اكتسب هذه الصفة وفقا‬
‫للجراءات المتطلبة لذلك قانونا يقطع النظر عن‬
‫إدراكه للواقعة محل الشهادة من عدمه‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر مناقشة الشهود واستجوابهم في الشريعة السلمية والقانون الوضعي الزيني ‪ -‬للدكتور محمود محمد عبد العزيز ‪-‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر صــ ‪.122‬‬
‫)‪ (2‬انظر استجواب الشهود في المسائل الجنائية العدالي ‪ -‬للدكتور محمود صالح ‪ -‬دار الفكر الجامعي ‪ 2004‬صــ ‪. 18‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-3‬الشاهد الواقعي أو الفعلي ‪:‬‬
‫ويقصد به ذلك الشخص الذي أدرك الواقعة موضوع‬
‫الشهادة بحاسة من حواسه حتى ولو لم يكتسب‬
‫هذا الوصف من الناحية القانونية‪.‬‬
‫وفي جميع الحوال فالشهادة أما أن تكون شهادة‬
‫حقيقية أو زور ‪.‬‬
‫وإذا ركزنا على الشهود من ناحية السن فهناك‬
‫شهادة الطفل وشهادة المسن ‪.‬‬
‫وأيضا من ناحية نوع الشاهد فقد يكون ذكر أو أنثى‬
‫‪.‬‬
‫كما أن هناك تقسيما يركز على مدى تدعيمهم‬
‫لجانب من جوانب الدعوى أو الخصومة محل البحث‬
‫(‬
‫يتم تقسيم الشهود إلى شهود إثبات وشهود نفي‪.‬‬
‫‪(1‬‬

‫وأيضا هناك شهادة أخرى من أنواعها ‪:‬‬

‫أ‪-‬الشهادة بالمشاهدة‪:‬‬
‫ومضمون هذه الشهادة هي أن يشهد الشاهد بما‬
‫رآه أمام عينيه مباشرة فيقول ما وقع تحت سمعه‬

‫)‪(1‬‬
‫انظر استجواب الشهود واستجوابهم الزيني ‪ -‬للدكتور محمود محمد عبد العزيز دار الفكر الجامعي ‪2004‬صــ ‪. 146‬‬

‫‪16‬‬
‫وبصره مباشرة وهي أقوى أنواع الشهادة وأسماها‬
‫المشاهدة والمناظرة وهي تتسم بالجزم واليقين‬
‫والبعد عن الظن والحتمال ‪.‬‬
‫ب‪-‬الشهادة بالسماع ‪:‬‬
‫أي أن يسمع الشاهد الواقعة سماعيا أو بأية حاسة‬
‫من حواسه فقد يحدث أن الشاهد ل يستطيع أن‬
‫يدلي بشهادته أمام المحقق أو المحكمة فتقبل‬
‫شهادته بواسطة شخص آخر‪ .‬مثال ) في جريمة‬
‫القتل قد ل ينجو منها فينطق أثناء خروج روحه‬
‫ه فلن ثم يموت وهنا يتقدم‬
‫باسم شخص أي قاتل ُ‬
‫شخص أو أكثر بنقل هذه الشهادة ( ‪.‬‬
‫ج‪-‬الشهادة بالتسامع‪:‬‬
‫أي أن يتقدم شخص بقول أنا سمعت أي عن لسان‬
‫الجميع دون تحديد‪.‬‬
‫السلطة التقديرية للمحقق في سماع الشهود ‪:‬‬
‫خول الشارع المحقق سلطة تقديرية في سماع‬
‫الشهود ‪ ،‬وقد هدف بذلك إلى تمكينه من انتقاء‬
‫الشهود الذين يرجح أن تكون لشهادتهم أهمية‬
‫وتمكينه بعد ذلك من سؤالهم على النحو الذي يكفل‬
‫استخلص المعلومات ذات الهمية في التحقيق‬
‫والصل أن يطلب الخصوم وخاصة المتهم سماع‬
‫شهود معينين ولكن طلب الخصم ليس شرطا لسماع‬
‫الشهادة فللمحقق أن يستدعي من يقدّر أهمية‬

‫‪17‬‬
‫شهادته وله أن يسمع شهادة أي شخص كشاهد يحضر‬
‫من تلقاء نفسه وهذا ما نصت عليه المادة)‪ (104‬من‬
‫قانون الجرءات الجزائية العماني )يسمع عضو الدعاء‬
‫العام شهادة الشهود الذين يطلب الخصوم سماعهم‬
‫ما لم يرى عدم الفائدة من سماعهم ‪ ،‬وله أن يسمع‬
‫شهادة من يرى لزوم سماعه من الشهود عن الوقائع‬
‫التي تثبت أو تؤدي إلى ثبوت الجريمة وظروفها‬
‫وإسنادها إلى المتهم أو براءته منها( ونصت المادة)‬
‫‪ (110‬من ذات القانون انه"للخصوم بعد النتهاء من‬
‫سماع أقـــــوال الشهــــادة إبداء ملحظاتهم‬
‫عليها‪،‬ولهم أن يطلبوا من عضو الدعاء العام سماع‬
‫أقواله عن نقاط أخرى يبينونها‪،‬ولعضو الدعاء العام‬
‫‪((1‬‬
‫أن يرفض توجيه أي سؤال ل يتعلق بالواقعة" ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬

‫كيفية أداء الشهادة ‪:‬‬


‫أوجب القانون على المحقق أن يسمع كل شاهد‬
‫على انفراد فنص في مادته)‪ (112‬من قانون‬
‫الجراءات الجنائيةالمصري انه ‪ ":‬فل يصح سماع‬
‫شاهد في حضور غيره حتى ل تكون هناك شبهه‬
‫في التأثير أو التأثر لكن يجوز للمحقق أن يواجه‬
‫بعضهم ببعض وبالمتهم ولم يرسم القانون لتلك‬
‫المواجهة صورة معينة ‪.‬وعلى المحقق أن يتأكد‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر محمود نجيب حسني في شرح قانون الجراءات الجنائية صـــ ‪. 534‬‬

‫‪18‬‬
‫أول من شخصية الشاهد بأن يطلب منه بيان اسمه‬
‫ولقبه وسنه وصفاته وسكنه وعلقته بالمتهم قبل‬
‫‪((1‬‬
‫سماع شهادته ‪.‬‬
‫وقد نص قانون الجراءات الجزائية العماني في‬
‫المادة)‪ (107‬على انه )يسمع عضو الدعاء العام كل‬
‫شاهد على انفراد وله أن يواجه الشهود بعضهم‬
‫ببعض وبالمتهم(‪.‬‬
‫*أحوال المتناع عن الشهادةأوالعفاء منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الشاهد تربطه بالمتهم صلة‬
‫الصول أو الفروع أو القرابة أو المصاهرة إلى‬
‫الدرجة الثانية أو الزوجية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل تكون الجريمة واقعة على الشاهد أو‬
‫أحد أقاربه ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون هناك أدلة إثبات أخرى ‪.‬‬
‫وإذا أختلف الشاهد عن أداء شهادته في غيرها‬
‫‪((1‬‬
‫تطبق عليه المتناع عن الشهادة ‪.‬‬
‫وقد نص قانون الجراءات الجزائية العماني في‬
‫المادة )‪ (105‬على انه) يجوز المتناع عن الشهادة‬
‫ضد المهتم من أصوله وفروعه وأقاربه وأصهاره إلى‬
‫الدرجة الرابعة وزوجه ولو بعد انتهاء رابطة الزوجية‬
‫إل إذا كانت الجريمة قد وقعت على أحدهم أو لم‬
‫تكن هناك أدلة إثبات أخرى(‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر الجراءات الجنائية ‪-‬أبو عامر‪ -‬دكتور محمد زكي ‪-‬دار الجامعة الجديدة صــ ‪. 558‬‬
‫)‪ (1‬انظر الجراءات الجنائية في التشريع المصري – سلمه‪ -‬دكتور مأمون محمد ‪ -‬دار النهضة العربية ‪ .2002‬صـ‬
‫‪. 250‬‬

‫‪19‬‬
‫حلف المتهم لليمين ‪:‬‬
‫يجب على الشاهد الذي بلغ سن )‪ (18‬حلف اليمين‬
‫القانونية وفق ما جاءت به التشريعات ليطمأن‬
‫المحقق من سلمة أقواله ويشهد بما شاهده أو‬
‫سمعه عن الواقعة على أنه إذا لم يبلغ الشاهد سن‬
‫البلوغ فإن شهادته تأخذ على سبيل الستأناس‬
‫وتعتبر قرينة على المتهم وأن حلف الشاهد يعتبر‬
‫من ضمانات التي شرعت لصالح المتهم لتذكير‬
‫‪.‬‬ ‫‪((2‬‬
‫الشاهد بالله من سخطه‬
‫ضمانات إدلء الشاهد بشهادته أمام سلطة‬
‫التحقيق ‪:‬‬
‫وهناك ضمانات كفلها القانون لكي تكون شهادة‬
‫الشاهد سليمة خالية من أي عيب قد يصيبها وترد‬
‫شهادته على البطلن ومن هذه الضمانات أثناء‬
‫التحقيق البتدائي أن يعرف المحقق الشاهد أن‬
‫السلطة التي تحقق معه هي الدعاء العام وهذه‬
‫تعطي إطمئنان للشاهد بان يدلي بشهادته بكل‬
‫ارتياح دون أن يكون تحت أي ضغط أو إكراه مادي أو‬
‫معنوي ‪.‬‬
‫أيضا أن يكون أسلوب المحقق معه محترما يعطيه‬
‫قدر من الهمية لكسب ثقته ويعبر عن ما في خالجه‬
‫بما رآه عن الواقعة ‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫انظر مناقشة الشهود واستجوابهم الزيني ‪ -‬دكتور محمود محمد عبد العزيز – دار الجامعة الجديدة للنشر صــ ‪.189‬‬

‫‪20‬‬
‫أيضا ل يقوم بالضغط عليه أو تهديده بإيقاع فعل ما‬
‫عليه إذا لم يقوم بالشهادة مما يؤدي إلى أن يشهد‬
‫بما لم يرى أو يسمع ‪.‬‬
‫وعند سماع الشهادة من الشاهد العاقل المميز البالغ‬
‫الكامل الهلية وبعد تحليفه اليمين القانونية في كل‬
‫مرة يسمع أمام سلطة التحقيق وعدم تحليفه يترتب‬
‫عليه البطلن وأيضا يجب أن يدون هذه الشهادة في‬
‫محضر يدون فيه شهادته وشخصيته دون شطب أو‬
‫حشر إل إذا صادق عليه المحقق كما يضع بعد ذلك‬
‫المحقق والكاتب والشاهد شهادته على المحضر‬
‫‪((1‬‬
‫إمضاءه على كل صفحة في المحضر ‪.‬‬
‫بطلن الشهادة ‪:‬‬
‫تبطل الشهادة إذا تمت بطريق غير مشروعة إذا‬
‫خالف ما أمر به الدستور أو القانون أو الحوال‬
‫العامة ‪ .‬وعلى ذلك إذا صدرت أقوال من الشاهد‬
‫بطريقة الكراه سواء كان بالوعد أو الغراء على أقل‬
‫درجة وهو من النظام العام يجب على المحكمة أن‬
‫تحكم به من تلقاء نفسها كما يجوز التمسك به من‬
‫أي شخص ولو لم يكن هو من وقع عليه الكراه كما‬
‫نصت الـمادة )‪ . 2/ (302‬من قانون الجراءات‬
‫الجنائيـة المصري ))كل قول يثبت من أنه صدر من‬
‫أحد المتهمين أو الشهود تحت وطأة الكراه أو‬
‫التهديد به يهدر ول يعول عليه((‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر الجراءات الجنائية ‪ -‬أبو عامر ‪ -‬الدكتور محمد زكي – دار الجامعة الجديدة صـ ‪. 560‬‬

‫‪21‬‬
‫أيضا تبطل شهادة الشاهد إذا لم يحلف اليمين‬
‫القانونية بأن يقول الحق وهذا ما نصت عليه المادة )‬
‫‪ (283‬من قانون الجراءات الجنائية المصري وأيضا‬
‫ًتبطل شهادة الشاهد إذا شهد على إجراء باطل قام‬
‫به كالتفتيش وجود مضبوط أشياء غير المصرح بها‬
‫في إذن التفتيش ‪.‬‬
‫كما تبطل شهادة الشاهد الذي ل يسمع في حضور‬
‫المتهم والمدافع عنه وذلك حتى يتمكن المدافع من‬
‫سؤال الشاهد عن شهادته ‪.‬‬
‫وتبطل الشهادة أيضا إذا قامت بالشهادة صفه من‬
‫الصفات التي تتعارض مع صفة الشاهد مثل ذلك‬
‫القاضي نفسه أو أحد العاملين فيها أو وكيل النيابة‬
‫‪((1‬‬
‫أو المحقق ‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر الكتاب العامة للجراءات الجنائية – مهدي ‪ -‬الدكتور عبد الرؤوف ‪ -‬مكتبة رجال القضاء صــ ‪. 1356‬‬

‫‪22‬‬
‫المبــحث الثالث‬
‫الستجواب والمواجهة‬
‫المطلب الول‬
‫تعريف الستجواب والمواجهة‪:‬‬
‫وقد أشارت التعليمات القضائية للدعاء العام في‬
‫المادة )‪ (64‬وعرفت الستجواب في معناه القانوني‬
‫يتضمن فضل على توجيه التهمة للمتهم ومواجهته‬
‫بالدلئل والقرائن ‪ ،‬بمختلف أنواعها القائمة قبله‪،‬‬
‫ومناقشته تفصيليا وصول إلى كشف الحقيقة ‪ ،‬سواء‬
‫بإثبات أركان الجريمة التي ارتكبها ‪ ،‬أم تفنيد المتهم‬
‫لما يثار ضده من دلئل وقرائن‪.‬‬
‫ويأتي تعريف الستجواب على أنه "إجراء من‬
‫إجراءات التحقيق بل هو أهمها وبمقتضاه يتثبت‬
‫المحقق من شخصية المتهم ويناقشه في التهمة‬
‫المنسوبة إليه على وجه مفصل للوصول إلى اعتراف‬
‫منه مؤيدها أو دفاعا ً ينفيها" أي هو إجراء من‬
‫إجراءات التحقيق وفي نفس الوقت إجراء من‬
‫‪((1‬‬
‫إجراءات الدفاع‪.‬‬
‫وقد نص قانون الجراءات الجزائية العماني في‬
‫مادته )‪(114‬انه" على عضو الدعاء العام عند حضور‬
‫المتهم للتحقيق لول مرة إن يتثبت من شخصيته‬
‫وان يدون جميع البيانات الخاصة بإثبات شخصيته‬

‫)‪ (1‬انظر ذلك كتاب – عدلي ‪ -‬المستشار خليل‪ -‬استجواب المتهم فقهًا و قضاء ص ‪41‬‬

‫‪23‬‬
‫ويحيطه علما بالتهمة المنسوبة إليه ويثبت أقواله‬
‫في المحضر"‪.‬‬
‫وجاء أيضا أن الستجواب هو إجراء هام من إجراءات‬
‫التحقيق يهدف إلى الوقوف على حقيقة التهمة من‬
‫نفس المتهم والوصول إلى اعتراف منه مؤيدها أو‬
‫إلى دفاع ينفيها‪ .‬فهو على هذا الساس إجراء من‬
‫إجراءات الثبات له طبيعة مزدوجة الولى هي كونه‬
‫من إجراءات التحقيق والثانية هي اعتباره من‬
‫إجراءات الدفاع‪.‬‬
‫والستجواب إما أن يكون حقيقيا آو حكميا ‪.‬‬
‫الستجواب الحقيقي‪:‬‬
‫ويتحقق هذا الستجواب بتوجيه التهمة ومناقشة‬
‫المتهم تفصيليا عنها ومواجهته بالدلة القائمة ضده ‪.‬‬
‫فل يتحقق الستجواب بمجرد سؤال المتهم عما هو‬
‫منسوب إليه أو أحاطته علما بنتائج التحقيق إذا لم‬
‫يتضمن ذلك مناقشته تفصيليا في الدلة المسندة‬
‫إليه أي أن الستجواب يقتضي توافر عنصرين ل قيام‬
‫بدونهما‪:‬‬
‫أ( توجيه التهمة ومناقشة المتهم تفصيليا‬
‫عنها‪.‬‬
‫ب( مواجهة المتهمين بالدلة القائمة ضده ‪.‬‬
‫‪ -‬ول يلتزم المحقق بترتيب معين في استيفاء هذين‬
‫العنصرين فقد يكون من الفضل تأخير توجيه التهمة‬

‫‪24‬‬
‫ومناقشته تفصيليا عنها إلى ما بعد مواجهته بالدلة‬
‫القائمة ضده‪.‬‬
‫الستجواب الحكمي )المواجهة(‪:‬‬
‫ويعتبر القانون في حكم الستجواب مواجهة المتهم‬
‫بغيره من الشهود أو المتهمين فهذه المواجهة‬
‫تنطوي على إحراجه ومواجهته بما هو قائم ضده‪.‬‬
‫وتقتضي هذه المواجهة أن تقترن بمناقشة المحقق‬
‫للمتهم تفصيليا في الموقف الحرج الذي تعرض له‬
‫‪((1‬‬
‫حتى يعتبر في حكم الستجواب‪.‬‬
‫وقد نص قانون الجراءات الجزائية العماني في‬
‫مادته )‪ (107‬على انه " يسمع عضو الدعاء العام كل‬
‫شاهد على انفراد وله إن يواجه الشهود بعضهم‬
‫ببعض وبالمتهم "‬
‫يثبت المحقق هذه المواجهة وما أدلى به كل منهما‬
‫اثر المواجهة وهذه المواجهة الشخصية تختلف عن‬
‫المواجهة القولية التي يواجه المحقق فيها المتهم‬
‫بشخص متهم آخر أو شاهد آخر و بالتحقيق في هذه‬
‫المواجهة الخيرة فهي ليست إجراء مستقل من‬
‫إجراءات التحقيق وإنما تعتبر جزءا مكمل للستجواب‬
‫باعتباره إن الستجواب يتضمن مواجهة المتهم بأدلة‬
‫‪((2‬‬
‫الثبوت ضده‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫انظر الكتاب ‪-‬عبد المطلب ‪ -‬المستشار إيهاب في شرح قانون الجراءات الجنائية ص ‪. 3‬‬
‫)‪(2‬‬
‫انظر الكتاب ‪ -‬عدلي المستشار ‪ -‬خليل استجواب المتهم فقها وقضاء ص ‪. 43 – 42‬‬

‫‪25‬‬
‫ويلحظ إن المواجهة الشخصية هي إجراء من‬
‫إجراءات التحقيق وتسري عليها إحكامها وقد تكون‬
‫المواجهة الشخصية إجراء مستقل يقوم به المحقق‬
‫في لحظة مستقلة من الجراءات الخرى وقد يقوم‬
‫به بمناسبة قيامه بإجراءات التحقيق الخاصة‬
‫بالستجواب أو المعاينة أو سماع الشهود‪.‬‬
‫ولما كانت مواجهة المتهم بغيره من المتهمين أو‬
‫الشهود هي مواجهة بأدلة الثبوت مما قد يدفع‬
‫المتهم إلى العتراف أو إلى تقرير ما ليس في‬
‫صالحه إن كان صدقا أو كذبا فهي بذلك تأخذ حكم‬
‫الستجواب ويتعين إن يراعي في إجرائها كافة‬
‫الضمانات المنصوص عليها بالنسبة للستجواب والتي‬
‫سنشير إليها فيما بعد‪.‬‬
‫والستجواب الحقيقي أو الحكمي ل تجريه سوى‬
‫سلطة التحقيق‪ -‬الدعاء العام أو قاضي التحقيق – أو‬
‫المحكمة على النحو الذي سنشير إليه في موضعه‪.‬‬
‫وجدير بالذكر إن حضور المتهم إثناء سماع شاهد أو‬
‫متهم أخر غيره ل يعد مواجهة حتى لو سأله المحقق‬
‫عما إذا كان لديه ملحظات على أحوال هذا الخير ما‬
‫دام ذلك في حدود الستفهام الجمالي وبدون ما‬
‫استرسال في المجابهة في الدلة ومناقشته فيها و‬
‫وفي الواقع ل‬ ‫‪((1‬‬
‫إل لصبح المر استجوابا صريحا‪.‬‬
‫توجد حدود فاصله بين الستجواب الحقيقي وبين‬
‫)‪ (1‬انظر ذات الكتاب ص ‪. 43‬‬

‫‪26‬‬
‫الستجواب الحكمي ولعل هذا العتبار الذي حدا‬
‫بالمشرع إلى الجمع بينهما في ضمانات مشتركة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫حضور المتهم التحقيق لول مرة‪:‬‬
‫أوجب القانون عند حضور المتهم التحقيق لول‬
‫مرة أن يتثبت المحقق من شخصيته ثم يحيطه علما‬
‫بالتهمة المنسوبة إليه ويثبت أقواله في المحضر‬
‫وهذا ما نص عليه قانون الجراءات الجزائية العماني‬
‫في مادته )‪(114‬انه " على عضو الدعاء العام عند‬
‫حضور المتهم للتحقيق لول مرة أن يتثبت من‬
‫شخصيته وان يدون البيانات الخاصة بإثبات شخصيته‬
‫ويحيطه علما بالتهمة المنسوبة إليه ويثبت أقواله‬
‫في المحضر" وهو ما نصت عليه )‪ (123‬من قانون‬
‫الجراءات الجنائية المصري وهذا الجراء ليس هو‬
‫الستجواب لنه ل يتضمن مناقشة تفصيلية في‬
‫التهمة‪.‬‬
‫والتثبت من شخصية المتهم يتم بإثبات البيانات‬
‫الخاصة به من حيث السم والسن والصنعة ومحل‬
‫القامة وهو إجراء له أهميته إذ من شانه أن يحمل‬
‫المحقق على التأكد من إن الشخص الماثل أمامه هو‬
‫بذاته المتهم حتى ل يتخذ أي إجراء ضد شخص برئ‪.‬‬
‫وفضل على أن معرفة شخصية المتهم لها أهميتها‬
‫في تقرير العقوبة المناسبة والكفيلة بإصلحه‪ ،‬ول‬
‫يشترط عند التثبت من شخصية المتهم وأحاطته علما‬
‫بالتهمة المنسوبة إليه إن يفصح المحقق عن‬
‫شخصيته وإنما يجب إن يحاط علما بسلطة المحقق‬

‫‪28‬‬
‫وهل هو من مأموري الضبط القضائي أم من أعضاء‬
‫النيابة العامة أم من قضاة التحقيق ول يترتب على‬
‫إغفال هذه الحاطه بطلن الستجواب ولكن قد يؤثر‬
‫في اقتناع المحكمة بأقوال المتهم عند إبداء أقواله‬
‫وثقته في حيادة المحقق ‪.((1‬‬
‫ِ‬ ‫ومدى هدوء روعهِ‬

‫الستجوابات الجنائية أمام سلطة الضبط‬


‫القضائي ‪:‬‬
‫ويلحظ أن الستجوابات أمام سلطة الضبط القضائي‬
‫تخضع لقواعد معينة؛ قد توصل – في الغالب العم‪-‬‬
‫إلى معرفة الحقيقة التي يسعى إليها النظام‬
‫القانوني برمته‪.‬‬
‫ومن أهم القواعد‪ :‬النتظار؛ والمناورة؛ والمفاجأة؛‬
‫والوعد بمكافأة‪.‬‬
‫)‪ (1‬النتظار‪:‬وينصرف النتظار‪ -‬بوصفة أحد‬
‫الدوات الهامة في مجال الستجوابات‬
‫الجنائية‪ -‬إلى عدم البدء في الستجواب بمجرد‬
‫وصول الشخص المطلوب استجوبه‪ ،‬بل يتم‬
‫تكليفه بالنتظار في مكان معين بعيدا ً عن‬
‫غرفة الستجواب؛ وذلك لمدة زمنية يقدرها‬

‫)‪ (1‬انظر استجواب المتهم عدلي ‪ -‬المستشار خليل ‪ -‬دار الكتب القانونية ‪ 2004‬ص ‪.44‬‬

‫‪29‬‬
‫رئيس فريق الستجوابات بهدف تحقيق ما‬
‫يرمى إلية من غايات ‪.‬‬
‫)‪ (2‬المناورة ‪ :‬ويقصد بالمناورة‪ -‬فيما يخص‬
‫دراستنا‪ -‬قيام مأمور الضبط القضائي المكلف‬
‫برئاسته بإجراء بعض التصرفات التي يفهم‬
‫منها الوصول إلى كشف حقيقة الحادث محل‬
‫الفحص دون أن يحاول الضغط على الشخص‬
‫المستجوب‪.‬‬
‫)‪ (3‬المفاجأة‪ :‬ويلحظ أن المفاجأة قد تكون‬
‫بمعلومة أو بشخص أو بواقعة معينة أو‬
‫بموضوع معين أو بمستندات أو بدليل ‪.‬‬
‫)‪ (4‬الوعد بمكافأة ‪ :‬ويقصد بالوعد بمكافأة أن‬
‫يصدر من مأمور الضبط القضائي المختص‬
‫بالستجواب – محل البحث‪ -‬ما يفيد أنه سيقدم‬
‫للمستجوب فائدة مادية أو معنوية‪ ،‬نتيجة إدلئه‬
‫بمعلومات‪ ،‬إذ أن المكافأة تعتبر أحد أدوات‬
‫الستجواب الهامة التي يجيد رجال الضبط‬
‫القضائي استخدامها‪ ،‬والتي من شأنها إحداث‬
‫تأثيرا ً فوريًا‪ ،‬على المستجوب‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫مفهوم الستجواب‪:‬‬
‫فرق المشرع بين سؤال المتهم واستجوابه‬
‫كما نصت المادة )‪ (123‬من قانون الجراءات‬
‫انظر العدلي‪ -‬الدكتور صالح كتاب ) استجواب الشهود في المسائل الجنائية ( دار الفكر الجامعي ‪2004‬ص ‪.172‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫الجنائية المصري عن سؤال المتهم‪ .‬أي أن سؤال‬
‫المتهم مجرد مواجهته بالتهمة المنسوبة إليه‬
‫ومطالبته بالرد عليها وهذا الجراء جائز لمأموري‬
‫الضبط القضائي كما انه جائز لسلطة التحقيق لنه‬
‫من إجراءات الستدلل أما الستجواب فهو‬
‫مناقشة المتهم تفصيليا في التهمة الموجهة إليه‬
‫ومواجهته بالدلة القائمة ضده دليلا دليل ومطالبته‬
‫بالرد عليها‪ .‬وهذا الستجواب إجراء خطير لنه قد‬
‫يفضي إلى اعتراف المتهم ولذلك ل يكون إل إجراء‬
‫تحقيق ول يمكن إن يكون إجراء استدلل في أية‬
‫صورة ويبطل إذا أجراه مأموري الضبط القضائي‬
‫وهذا الجراء ضروري في التحقيق البتدائي وان‬
‫كان خلو التحقيق منه ل يبطل التحقيق ولذلك‬
‫ذهب البعض إلى إن الستجواب رهن بمشيئة‬
‫المتهم ولكن القانون أوجب استجواب المتهم في‬
‫حالة القبض عليه وحبسه احتياطيا مادة )‪ (131‬من‬
‫قانون الجراءات الجنائية المصري ويقع الحبس‬
‫الحتياطي باطل إذا لم يسبقه استجواب مادة )‬
‫‪(134‬من ذات القانون‪.‬‬
‫والستجواب في نفس الوقت وسيلة دفاع مكّن‬
‫للمتهم بموجبه إن ينفي التهام عن نفسه بتفنيد‬
‫الدلة القائمة ضده‪ .‬وقد نص قانون الجراءات‬
‫الجزائية العماني في مادته )‪ (75‬على انه " لعضو‬

‫‪31‬‬
‫الدعاء العام إن يكلف أحد مأموري الضبط‬
‫القضائي القيام بعمل معين أو أكثر من أعمال‬
‫التحقيق عدا استجواب المتهم ويكون للمكلف في‬
‫حدود تكليفه سلطة الدعاء العام إذا دعت الحاجة‬
‫لتخاذ إجراء خارج دائرة اختصاصه إن يكلف عضو‬
‫‪((1‬‬
‫الدعاء العام من جهة"‪.‬‬
‫مفهوم المواجهة وعلقتها بالستجواب‬
‫وعرض المتهم‪:‬‬
‫المواجهة أما إن تكون بين متهم ومتهم أو بين‬
‫متهم وشاهد أو بأقوال كل منهم للرد عليها وهي‬
‫تتماثل مع الستجواب في أنها مواجهة بدليل أو‬
‫أكثر من أدلة الدانة ولكنها تتميز عن الستجواب‬
‫في إن الخير يشمل جميع أدلة التهام ولذلك‬
‫فالمواجهة تأخذ حكم الستجواب ‪ ،‬فهي محظورة‬
‫على مأموري الضبط القضائي ولكن عدم مواجهة‬
‫المتهم بغيره من المتهمين أو الشهود ل يترتب‬
‫عليه بطلن التحقيق ول يعتبر من قبيل المواجهة‬
‫‪((2‬‬
‫عملية عرض المتهم على الشهود للتعرف عليه‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة )‪ (107‬من قانون‬
‫الجراءات الجزائية العمانـي التي سبق الشارة‬
‫إليها‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهدي – الدكتور عبد الرءوف كتاب القواعد العام للجراءات الجنائية ص ‪504‬‬
‫)‪ (2‬انظر كتاب شرح القواعد العامة للجراءات الجنائية ص ‪ – 504‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفرق بين سؤال المتهم أو سماع أقواله وبين‬
‫الستجواب ‪:‬‬
‫سؤال المتــــهم عن التهمــــــة أو سماع‬
‫أقوالـــه عنها أجراء من إجراءات جمع الستدللت‬
‫وليس إجراء من إجراءات التحقيق ومن ثم فهو‬
‫إجراء جائز من مأموري الضبط القضائي وهذا ل‬
‫يعني أكثر من توجيه التهمة إليه واثبات أقواله‬
‫بشأنها دون مناقشته فيها أو مواجهته بالدلة‬
‫القائمة ضد المتهم‪ ،‬هذا وقد أوجب القانون على‬
‫المحقق عند حضور المتهم لول مرة في التحقيق إن‬
‫يتثبت من شخصيته ثم يحيطه علما بالتهمة المنسوبة‬
‫إليه ويثبت أقواله في المحضر م )‪ (123‬من قانون‬
‫الجراءات مصري‪.‬‬
‫أما الستجواب فهو إجراء حظره القانون على غير‬
‫سلطة التحقيق ويعني مجابهة المتهم بالدلة‬
‫المختلفة قبله ومناقشته مناقشة تفصيلية فيما‬
‫يفندها إن كان منكرا لها أو يعترف بها إذا شاء‬
‫العتراف ويأخذ الستجواب عادة طابع مناقشة‬
‫تفصيلية حول الواقعة بدقائقها والدلة بتفصيلتها‬
‫على نحو قد يدفع المتهم إلى العتراف أو يظهر‬
‫على القل القيمة الحقيقية للدلة في ذهن المحقق‬
‫وهو بهذا إجراء من إجراءات التحقيق يستهدفها‬
‫التحقق من أدلة الدعوى كما يستهدف تحقيق دفاع‬

‫‪33‬‬
‫المتهم لكي ما يستطيع تفنيد الدلة التي تحوم ضده‬
‫ومن هنا فان هذا الجراء كما قد يسفر عن تدعيم‬
‫أدلة التهام قد ينتهي إلى تفنيد تلك الدلة‬
‫‪((1‬‬
‫وانهيارها‪.‬‬
‫الفرق بين الستجواب والمواجهة‪:‬‬
‫إذا كان الستجواب يعني مجابهة المتهم بالدلة‬
‫القائمة ضده ومناقشته فيها تفصيليا فان المواجهة‬
‫هي إجراء يواجه فيها المتهم متهم آخر أو شاهد آخر‬
‫أو أكثر‪ ،‬بالقوال التي أدلو بها بشأن الواقعة أو‬
‫ظروفها حتى يتمكن من تاييدها أو نفيها والمواجهة‬
‫بهذا المعنى كالستجواب يعني مواجهة المتهم‬
‫بالدلة القائمة ضده ل تتميز عنه إل في أن تلك‬
‫المواجهة ل تكون بين المتهم والدلة فحسب وإنما‬
‫بين المتهم وبين دليل معين أو أكثر وشخص قائله‪،‬‬
‫سواء أكان متهما أخر أو كان شاهدا وهي لهذا‬
‫السبب تأخذ حكم الستجواب من حيث شروط‬
‫‪((1‬‬
‫سلمتها‪.‬‬
‫الشروط اللزمة لكي يعد الجراء استجوابا ‪:‬‬
‫الستجواب هو إجراء من إجراءات التحقيق ولكي‬
‫يمكن أن نطلق على هذا الجراء لفظ استجواب يجب‬
‫أن يتضمن عدة عناصر‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر كتاب الجراءات الجنائية أبو عامر ‪ -‬الدكتور محمد زكي ‪ -‬دار الجامعة الجديدة ص ‪563‬‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر كتاب الجراءات الجنائية ص ‪ – 564‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫)‪ (1‬أن يكون القائم به محققا نظرا لخطورته‪،‬‬
‫وهذا ما نص قانون الجراءات الجزائية العماني‬
‫في مادته )‪ (75‬انه" لعضو الدعاء العام إن‬
‫يكلف أحد مأموري الضبط القضائي القيام‬
‫بعمل معين أو أكثر من أعمال التحقيق عدا‬
‫استجواب المتهم ويكون للمكلف في حدود‬
‫تكليفه سلطة الدعاء العام إذا دعت الحاجة‬
‫لتخاذ إجراء خارج دائرة اختصاصه إن يكلف‬
‫عضو الدعاء العام في الجهة " ‪.‬‬
‫ينبغي التثبت من شخصية المتهم واثبات‬ ‫)‪(2‬‬
‫بياناته الخاصة عند استجوابه لول مرة في‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫)‪ (3‬ينبغي إن يكون الستجواب بمواجهة المتهم‬
‫ول يعني ذلك إن كل متهم يجب استجوابه‬
‫ولكن المشرع قد يتطرق في بعض الحيان‬
‫إلى استجواب المتهم قبل اتخاذ بعض‬
‫الجراءات كالحبس الحتياطي أو عقب القبض‬
‫عليه في أحوال التلبس ويجب إن يتم بمواجهة‬
‫المتهم بالدلة ومناقشته تفصيليا فيها‪.‬‬
‫يحق للمتهم أن يعلم بالوقائع المنسوبة‬ ‫)‪(4‬‬
‫إليه لكي يتسنى للمحقق سؤاله عنها و للمتهم‬
‫تفنيدها ‪ ،‬لذا يجب تحديد الوقائع المنسوبة إليه‬
‫تحديدا صريحا وتحديد وصفها القانوني‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫)‪ (5‬يترتب على ما سبق إن يبدي المتهم دفاعه‬
‫والتيان بأدلة مثبتة لبراءته بعد إخطاره‬
‫بالوقائع المنسوبة إليه وهذا الخطار يكون‬
‫عام بأن يبين المتهم للمحقق جريمته دون إن‬
‫نحدد له نص المادة التي تحكم الواقعة فتكيف‬
‫الواقعة وتحديد وصفها يتعذر في بداية‬
‫التحقيق قبل طرح جميع الوقائع أمام‬
‫المحقق‪.‬‬
‫متى يكون الستجواب وجوبي ومتى يكون‬
‫جوازي‪:‬‬
‫الستجواب إجراء خطير وقد يدفع المتهم عند توجيه‬
‫السئلة إليه إن يدلي بأقوال ليست في صالحه‪ ،‬لذا‬
‫منعه المشرع في حالة الستدلل من إجراءه وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة )‪ (75‬من قانون الجراءات الجزائية‬
‫العماني "و نصت المادة )‪ (35‬من ذات القانون على‬
‫انه " يثبت مأمور الضبط القضائي في المحضر‬
‫أقوال المتهم وما يقدمه من دفاع وإذا تضمنت‬
‫أقوال المتهم اعترافا بارتكاب الجريمة فعليه إثباتها‬
‫في المحضر وإحالة المتهم إلى عضو الدعاء العام‬
‫للتثبت من صحة اعترافه"‪ .‬ول يجوز ندب مأموري‬
‫الضبط القضائي لكي يجريه‪ ،‬كذلك ل يجوز في‬
‫مرحلة المحاكمة استجواب المتهم إل إذا قبل ذلك م‬
‫)‪ (274‬من قانون الجراءات الجنائية المصري إما في‬

‫‪36‬‬
‫مرحلة التحقيق البتدائي فالستجواب متروك لتقدير‬
‫المحقق فله أن يجريه حتى إذا لم يقبل المتهم ذلك‬
‫فأنه ل يلتزم بإجراءاته ولو طلبه المتهم‪ ،‬ويرجع عدم‬
‫وجوب الستجواب بطريقة حتمية إلى كونه وسيلة‬
‫لذلك فهو أمر جوازي‬ ‫‪((1‬‬
‫لجمع الدلة ل وسيلة دفاع‪.‬‬
‫ولكن هناك حالتان أوجب المشرع الستجواب فيهما‪:‬‬
‫)‪ (1‬في حالة القبض على المتهم أوجب المشرع‬
‫ذلك فيجب استجواب المتهم بمجرد إلقاء‬
‫القبض عليه وقد نص قانون الجراءات‬
‫الجزائية العماني في مادته )‪ (53‬انه " إذا‬
‫اقتضت مصلحة التحقيق البتدائي بعد‬
‫استجواب المتهم منعه من الفرار أو من‬
‫التأثير في سير التحقيق جاز لعضو الدعاء‬
‫العام أن يصدر أمرا بحبسه احتياطيا‪ ،‬ول يجوز‬
‫المر بالحبس الحتياطي إل إذا كانت الواقعة‬
‫جناية آو جنحة معاقبا عليها بالسجن مدة تزيد‬
‫على ثلثة أشهر ويجوز حبس المتهم احتياطيا‬
‫إذا لم يكن له محل إقامة معروف في‬
‫السلطنة إذا كانت الجريمة معاقبا عليها‬
‫بالسجن‪ ،‬ويجب إن يشتمل أمر الحبس إضافة‬
‫إلى البيانات الواردة في المادة )‪ (49‬من هذا‬
‫القانون على تكليف القائم على إدارة المكان‬
‫)‪(1‬‬
‫راجع التحقيق الجنائي البتدائي وضمانات المتهمين – مهدي وكيل أحمد – الشافعي أشرف ص ‪83-82‬‬

‫‪37‬‬
‫المخصص للحبس قبول المتهم ووضعه فيه مع‬
‫بيان مادة القانون المنطبقة على الواقعة‪.‬‬
‫)‪ (2‬المتهم المحبوس احتياطيا أوجب المشرع‬
‫استجوابه وجعله شرط لصدار المر لحبسه‬
‫احتياطيـــا ونـصت علـى ذلك‬
‫‪((1‬‬
‫المادة)‪ (134‬إجراءات مصري‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫فالقاعدة العامة هي إن الستجواب غير مقيد‬


‫بميعاد معين إل أنه يراعى أن المشرع أوجب‬
‫إجرائه خلل أربعة وعشرين ساعة إذا كان المتهم‬
‫مقبوضا عليه كما نصت المادة )‪ (131‬إجراءات‬
‫جنائية مصري ‪ ،‬فإذا مضت هذه المدة وجب على‬
‫مأموري السجن أن يتم تسليمه إلى النيابة العامة‬
‫وقد نص قانون الجراءات‬ ‫‪((1‬‬
‫فيتم استجوابه فورا‪.‬‬
‫الجزائية العماني في مادته )‪ (58‬على انه " يجب‬
‫أن تسمع أقوال المتهم قبل إصدار أي أمر بالحبس‬
‫الحتياطي أو بمدة ‪ ،‬وإذا صدر المر ضد متهم فار‬
‫يجب إن تسمع أقواله خلل أربع وعشرين ساعة‬
‫من وقت القبض عليه " وأيضا نص قانون‬
‫الجراءات الجزائية العماني في مادته )‪ (51‬أنه"‬
‫على الدعاء العام أن يستجوب المتهم المقبوض‬
‫عليه خلل أربع وعشرين ساعة ثم يأمر بحبسه‬
‫احتياطيا أو بإطلق سراحه "‪ .‬والحالة الوحيدة التي‬

‫)‬

‫)‪ (1‬راجع استجواب المتهم – عدلي‪ -‬المستشار خليل ‪ -‬دار الكتب القانونية ص ‪580‬‬

‫‪38‬‬
‫يجوز فيها حبس المتهم احتياطيا دون استجوابه‬
‫هي حالة هربه أن يجوز لسلطة التحقيق إصدار‬
‫المر بحبسه احتياطيا بدون استجواب بعد القبض‬
‫‪((2‬‬
‫عليه وهذا الحل محل نظر‬

‫المطلب الثالث‬
‫ضمانات الستجواب والمواجهة‪:‬‬
‫بينا أن الستجواب أخطر إجراء من إجراءات‬
‫التحقيق يتعرض له المتهم لما قد يفضي إليه من‬
‫اعتراف وهذا العتراف ل يهدم أصل البراءة في‬
‫النسان لذلك أحاطه المشرع بضمانات كافية حتى‬
‫يكون معبرا عن الحقيقة فضل على انه وسيلة‬
‫المتهم لتفنيد الدلة المقامة ضده بنفسه ويمكن أن‬
‫ترد هذه الضمانات كالتالي ‪:‬‬
‫)‪ (1‬حق المتهم في أن يجري استجوابه بمعرفة‬
‫جهة قضائية ‪:‬‬
‫تمسك المشرع بضرورة أن الستجواب ل يتم إل‬
‫بمعرفة جهة التحقيق الصلية )الدعاء العام( وقد‬
‫نص قانون الجراءات الجزائية العماني في مادته )‬
‫‪ (75‬على أن )) لعضو الدعاء العام إن يكلف أحد‬

‫)‪ (2‬راجع كتاب المركز القانوني للمتهم ‪ -‬احمد ‪ -‬الدكتور هللي عبد آله ‪ -‬دار النهضة العربية ص ‪738‬‬

‫‪39‬‬
‫مأموري الضبط القضائي القيام بعمل معين أو‬
‫أكثر من أعمال التحقيق عدا استجواب المتهم‬
‫ويكون للمكلف في حدود تكليفه سلطة الدعاء‬
‫العام ولعضو الدعاء العام إذا دعت الحاجة لتخاذ‬
‫إجراء خارج دائرة اختصاصه أن يكلف عضو الدعاء‬
‫العام في الجهة((‪ .‬ونجد أن المشرع المصري في‬
‫المادة )‪ (71‬استثنى حالة الضرورة التي أوجب‬
‫غير جهات التحقيق الصلية وهي النيابة العامة أو‬
‫غيرها استجواب المتهم وذلك خوفا من ضياع‬
‫الحقيقة فأعطى الحق لمأمور الضبط أن يستجوب‬
‫المتهم التي يخشى فيها ضياع الوقت وكشف‬
‫‪((1‬‬
‫الحقيقة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع كتاب قواعد الجراءات الجنائية – مهدي‪ -‬الدكتور عبد الرؤوف ‪ -‬مكتبة رجال القضاء ‪ 2003‬ص ‪505‬‬

‫‪40‬‬
‫كفالة حق المتهم في إن يدلي‬ ‫)‪(2‬‬
‫بأقواله بحرية تامة ‪:‬‬
‫كفل المشرع الضمانات للمتهم كي يدلي بأقواله في‬
‫الستجواب بحرية تامة دون خضوعه لي تأثير على‬
‫إرادته مهما قل شأن التأثير‪:‬‬
‫)‪ (1‬عدم جواز تحليف المتهم اليمين‬
‫القانونية ‪:‬‬
‫أول الضمانات التي كفلها القانون للمتهم لكي يدلي‬
‫بأقواله بعيدا عن أي تأثير منها التأثير الدبي على‬
‫إرادته‪ ،‬انه حظر على المحقق الذي يقوم باستجوابه‬
‫تحليفه اليمين القانونية فقد نصت المادة )‪(189‬‬
‫الجراءات الجزائية عماني على انه " ل يجوز تحليف‬
‫المتهم اليمين ول إكراهه أو إغرائه على الجابة أو‬
‫إبداء أقول معينة بأية وسيلة من الوسائل" كي ل‬
‫يكون هناك أي ضغط نفسي أو أدبي عليه في أن‬
‫يدلي بإجابته في الستجواب بحرية تامة مراعاة‬
‫للطبيعة النسانية وهذه الضمانة ل تشير إلى نص‬
‫في قانون الجراءات الجنائية المصري ولكن قررها‬
‫القضاء واستقر عليها بل ورتب البطلن على‬
‫مخالفتها بطلنا يتعلق بالنظام العام تقضي به‬
‫المحكمة من تلقاء نفسها حتى لو تنازل عنه المتهم‬
‫وهذا هو مذهب القضاء الفرنسي أيضا وقد يحدث‬
‫أحيانا أن يسأل شخص بصفته شاهد فيحلف اليمين‬

‫‪41‬‬
‫ثم يسأل بصفته متهما فل يحلف اليمين‪ .‬فهنا ل‬
‫تبطل أقواله التي سمع فيها بوصفه شاهد حيث ل‬
‫يوجد ما يعيبها‪.‬‬
‫حماية المتهم من الكراه‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫تتمثل هذه الحماية في تحريم تعذيب المتهم لكراهه‬
‫في إبداء أقوال معينة فإذا ما كان الغرض من‬
‫التعذيب هو حمل المتهم على العتراف كان الفعل‬
‫جريمة يعاقب عليها القانون وقد نص قانون‬
‫الجراءات العماني في مادته )‪ " (41‬ل يجوز القبض‬
‫على أي إنسان أو حبسه إل بأمر من السلطة‬
‫المختصة بذلك قانونا ويجب معاملة المقبوض عليه‬
‫بما يحفظ عليه كرامته ويحظر على مأموري الضبط‬
‫القضائي أو أي شخص ذي سلطة عامة إن يلجأ إلى‬
‫التعذيب أو الكراه أو الغراء أو المعاملة الحاطة‬
‫بالكرامة للحصول على أقوال أو منع الدلء بها أثناء‬
‫جمع الستدللت أو التحقيق البتدائي أو المحاكمة"‪.‬‬
‫)ج( إحداث إجهاد نفسي للمتهم ‪:‬‬
‫قد يعمد المحقق إلى إطالة وقت الستجواب لحداث‬
‫إجهاد نفسي للمستجوب وينتج عن ذلك التأثير في‬
‫إرادته لعدم قدرته الذهنية على متابعة المناقشة‬
‫التفصيلية لوقت طويل فإذا حدث هذا فيعد‬
‫الستجواب باطل ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫)د( اثر الوسائل العلمية الحديثة على استجواب‬
‫المتهم‪:‬‬
‫ومن هذه الوسائل التنويم المغناطيسي وعقار‬
‫كشف الحقيقة وهذه المعلومات تنتزع من نفس‬
‫المتهم نزعا أي تكون تغير إرادته ورضاه ويكاد ينعقد‬
‫الجماع على رفضه كوسيلة لستجواب المتهم حتى‬
‫ولو لم يوجد نص تشريعي يقضي بتحريمه من‬
‫الضمانات المقررة ‪.‬‬
‫‪ -3‬كفالة حق الدفاع ‪:‬‬
‫من الضمانات المقررة للمتهم في الستجواب توفير‬
‫حق الدفاع له ومن ذلك التسليم بحقه في الصمت‬
‫كوسيلة للدفاع وحق محاميه في أن يدعى للحضور‬
‫وقت الستجواب وحق هذا الخير في الطلع على‬
‫الوراق قبل الستجواب وقد نص قانون الجراءات‬
‫الجزائية العماني في المادة )‪(115‬انه " يجب السماح‬
‫للمحامي بالطلع على التحقيق في اليوم السابق‬
‫على الستجواب أو المواجهة وفي جميع الحوال ل‬
‫يجوز الفصل بين المتهم ومحاميه الحاضر معه أثناء‬
‫التحقيق"‪ ،‬ومن ضماناته أن ل يجوز حبسه احتياطيا‬
‫قبل أن يستجوب وهذه من الضمانات التي يضمنها‬
‫المشرع للمتهم في فترة التحقيق وقد نص أيضا في‬
‫مادته )‪ ( 51‬أنه " على الدعاء العام أن يستجوب‬
‫المتهم المقبوض عليه خلل أربع وعشرين ساعة ثم‬

‫‪43‬‬
‫يأمر بحبسه احتياطيا أو بإطلق سراحه" وأيضا قد‬
‫نص قانون الجراءات العماني في مادته)‪ (58‬انه"‬
‫يجب أن تسمع أقوال المتهم قبل إصدار أي أمر‬
‫بالحبس الحتياطي أو بمدة وإذا صدر المر ضد متهم‬
‫فار يجب إن تسمع أقواله خلل أربع وعشرين ساعة‬
‫من وقت القبض عليه "‬
‫طريقة الستجواب ومضمونه‪:‬‬
‫قبل استجواب المتهم يجب أن يبدأ المحقق بالتثبت‬
‫من شخصيته واثبات البيانات الخاصة به من حيث‬
‫السم والسن والصنعة ومحل القامة واثبات أوصافه‬
‫وما يشاهده على جسمه وملبسه من علمات أو أثار‬
‫ثم يبدأ بسؤاله شفويا عما اسند إليه ول يشترط أن‬
‫يوجه للمتهم في صدر الستجواب التهمة بشكل‬
‫محدد بل يكفي إن يحيطه بها بوجه عام بشرط أن‬
‫يبين أي تهمة وجهها إليه‪ ،‬ول يكفي في هذا المقام‬
‫أن يثبت المحقق في محضره ) سألنا المتهم شفويا‬
‫عن التهمة فأنكرها ( إذ أن مثل هذا القول يكون‬
‫‪.‬‬ ‫‪((1‬‬
‫غامضا وقاصرا‬
‫وإذا أنكر المتهم التهمه عند مواجهته بها شفويا‬
‫فيكتفي المحقق بإنكاره ويسأله عما إذا كان لديه‬
‫شهود نفي يريد الستشهاد بهم من عدمه فإذا ذكر‬
‫المتهم شهود نفي فعلى المحقق إثبات أسمائهم‬

‫) )‪ (1‬انظر كتاب استجواب المتهم فقها وقضاء عدلي ‪ -‬المستشار خليل – دار الكتب القانونية ‪2004‬ص ‪50‬‬

‫‪44‬‬
‫بالمحضر ويأمر باستحضارهم فورا لما عساه أن‬
‫يحصل من أن يلقن إليهم شهادات مزيفة تصادق‬
‫أقوال المتهم وإذا حضروا شهود النفي فيجب‬
‫وضعهم منعزلين حتى ل يؤثر أحدا عليهم ويشرع‬
‫المحقق في التحقيق بسؤال شهود الثبات ثم يقوم‬
‫باستجواب المتهم فيوجه إليه الدلة التي نهضت‬
‫ضده ويسأله عما إذا كان عنده ما يفندها ويحقق‬
‫دفاعه‪.‬‬
‫ويجب على المحقق مراعاة ما يلي ‪:‬‬
‫إتباع الطرق التي يقتضيها حيال وظيفته‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫فل يجوز له في سبيل الوصول إلى الحقيقة إن‬


‫يعمد إلى خداع المتهم بالكذب أو استعمال الطرق‬
‫الحتيالية‪ ،‬لما يترتب على ذلك من تضليل المتهم‬
‫على نحو يمس حريته في إبداء أقواله وهذا ما نص‬
‫عليه المشرع العماني في مادته )‪ (189‬انه " ل‬
‫يجوز تحليف المتهم اليمين ول إكراهه أو إغراؤه‬
‫على الجابة أو إبداء أقوال معينة بأية وسيلة من‬
‫الوسائل ول يفسر سكوته في أي وقت أو امتناعه‬
‫عن الجابة بانه إقرار بشي ول يجوز إن يعاقب‬
‫على شهادة الزور بالنسبة إلى القوال التي ينفي‬
‫بها التهمة عن نفسه"‬

‫‪45‬‬
‫إن يلم بشخصية المتهم بكافة مقوماتها‬ ‫‪-2‬‬
‫والحاطة بماضيه الجرامي لن ذلك يساعده في‬
‫كيفية إدارة الستجواب‪.‬‬
‫يجب على المحقق أن يعامل المتهم بأدب‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫واحترام حقوقه النسانية حتى يستحوذ على ثقته‬
‫ويصل بذلك إلى الحقيقة‪.‬‬
‫يجب على المحقق أن يسيطر على الموقف‬ ‫‪-4‬‬

‫أثناء استجواب المتهم فيقود ببراعة أسئلته‬


‫ويسلك الطريق الذي يراه مؤديا إلى الوصول‬
‫للحقيقة ‪،‬فل يترك نفسه أسيرا لمحاولة المتهم‬
‫تثبيت اتجاه التحقيق في مسالك متشعبة ل علقة‬
‫لها بالتهمة الصلية‪.‬‬
‫يجب على المحقق إن يخلو مع المتهم عند‬ ‫‪-5‬‬

‫استجوابه لن هذه الخلوة تشجعه على الثقة به‬


‫والعتراف له‪ ،‬أما استجواب المتهم أمام الغير‬
‫فانه ينتج اثر سيئا في نفسيته ويشعره بان‬
‫السئلة الموجهة إليه هي من اجل اتهامه ل من‬
‫اجل تمكينه من الدفاع عن نفسه ‪.‬‬
‫يجب إل يبدأ المحقق في تناول موضوع‬ ‫‪-6‬‬

‫التهمة مباشرة وإنما يمكن أن يتحدث معه أول في‬


‫أشياء ل علقة لها بالتهمة‪.‬‬
‫يجب أن تكون السئلة التي يوجهها المحقق‬ ‫‪-7‬‬

‫بسيطة وواضحة ودقيقة وأل يوجهها باللغة‬

‫‪46‬‬
‫الفصحى إذا كان المتهم ل يعرفها بل يختار‬
‫العبارات المألوفة له‪.‬‬
‫ل يجوز للمحقق أن يعد جميع السئلة بل‬ ‫‪-8‬‬

‫استجواب المتهم في السئلة المجدية للتحقيق‬


‫فهي التي تظهر من إجابات المتهم التي يدلى‬
‫فيها بأقواله كما ل يجوز للمحقق أن يوجه أسئلة‬
‫إيقاعية أو إيحائية للمتهم ‪.‬‬
‫إذا لحظ المحقق إن المتهم قد عمد إلى‬ ‫‪-9‬‬

‫الكذب في البيانات التي يدلى بها فيجب أل يشعره‬


‫بذلك بل يسايره رغم اقتناعه بالكذب‪.‬‬
‫مجابهة المتهم بالدلة المثبتة للتهام دليل دليل ًَ‬ ‫‪-10‬‬

‫ويناقشه في كل منها على حدة‪ ،‬ول يوجد ما يمنع‬


‫من مواجهة المتهم‪.‬‬
‫دعوة المتهم إلى إبداء دفاعه والتيان بالدلة‬ ‫‪-11‬‬

‫المثبتة لبراءته‪.‬‬
‫الصل أن يجري الستجواب باللغة الرسمية‬ ‫‪-12‬‬

‫للدولة وهي اللغة العربية فان تعذر فيجب‬


‫الستعانة بوسيط يجيد لغة المتهم واللغة العربية‪.‬‬
‫إذا كان المتهم أبكم ل يستطيع التحدث فيكون‬ ‫‪-13‬‬

‫الستجواب بطريق الشارة وان تعذر ذلك فعلى‬


‫المحقق الستعانة بوسيط‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫إذا طرأ على المتهم عاهة عقلية أو جنون‬ ‫‪-14‬‬
‫أثناء الستجواب فيتعين أن يوقف الستجواب حتى‬
‫يعود إلى رشده وليتمكن من الدفاع عن نفسه‪.‬‬
‫إذا جمع المحقق أدلة الثبات الكافية للدانه‬ ‫‪-15‬‬
‫المتهم وجب عليه توجيه التهمة إليه بصورة‬
‫واضحة مفصلة حتى يستطيع المتهم أن يحدد مركز‬
‫دفاعه‪.‬‬
‫استجواب المتهم الذي يتكلم بلغة أجنبية أو‬
‫بلهجة غير معروفة‪:‬‬
‫من المتفق عليه أن القاضي أو المحقق يجوز له‬
‫الستعانة بمترجم إذا تبين أن المتهم يتكلم بلغة‬
‫أجنبية أو بلهجة غير معروفة وبالتالي يصعب التفاهم‬
‫معه باللغة الرسمية‪ ،‬كما أن القاضي أو المحقق له‬
‫هذا الحق أيضا إذا قدم مستند في الدعوى محرر بلغة‬
‫أجنبية‪ ،‬ولم يتناول قانون الجراءات الجنائية‬
‫المصري بيان الصفة الجرائية للمترجم‪ ،‬ولذلك ثار‬
‫خلف فقهي مصدره التساؤل حول ما إذا كان‬
‫المترجم يعد شاهدا على ما يقره المتهم بلغته أم انه‬
‫(‬
‫يعد خبير في مدلول تلك اللغة إل أن المستقر عليه‬
‫إن الترجمة هي نوع من الخبرة فالمترجم ليس إل‬ ‫‪(1‬‬

‫مساعدا للقاضي أو المحقق تتوافر لديه كفاءة خاصة‬


‫هي معرفة اللغة المطلوب ترجمتها لنقل مضمون‬
‫)‪ (1‬راجع كتاب المبادئ الساسية للجراءات الجنائية ‪ -‬مهدي الدكتور عبد الرءوف – مكتبة رجال القضاء ‪ 2003‬ص‬
‫‪690‬‬

‫‪48‬‬
‫القوال أو الكتابة المقدمة إلى اللغة العربية‪ ،‬وما‬
‫دام عمل المترجم هو نوع من الخبرة فل بد من‬
‫تحليفه اليمين القانونية قبل مباشرته مأموريته‬
‫والتأكد من إجادته للغة المتهم واللغة العربية‪ ،‬وقد‬
‫)‬ ‫نص قانون الجراءات الجزائية العماني في مادته‬
‫‪ (118‬انه " إذا كان الخبير من غير المقيدين في‬
‫الجدول وجب أن يحلف أمام عضو الدعاء العام يمينا‬
‫بان يؤدي عمله بالذمة والصدق" وتترتب على ما‬
‫تقدم إذا كان المتهم في مرحلة الستجواب يتكلم‬
‫بلغة أجنبية أو بلهجة غير معروفة فيتعين على‬
‫القاضي أو المحقق الستعانة بمترجم قبل مباشرة‬
‫مأموريته‪ ،‬وعلى المحقق أن يثبت كل هذه الجراءات‬
‫في صدر محضره قبل أن يباشر التحقيق ثم يقوم‬
‫بتوجيه السؤال إلى المترجم الذي يقوم بدوره‬
‫بتوصيله إلى المحقق وكل سؤال وإجابته يتعين أن‬
‫يثبت باللغة العربية في محضر التحقيق‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المطـلب الرابع‪:‬‬
‫بطلن الستجواب أو المواجهة ‪:‬‬
‫لقد نص قانون الجراءات الجزائية العماني في مادته‬
‫)‪ (208‬انه " يترتب البطلن على عدم مراعاة أحكام‬
‫القانون المتعلقة بأي إجراء جوهري"‪ .‬وقد نص أيضا‬
‫في مادته )‪ (209‬انه " إذا كان البطلن راجعا لعدم‬
‫مراعاة أحكام القانون المتعلقة بتشكيل المحكمة أو‬
‫بولية الحكم في الدعوى أو باختصاصها من حيث نوع‬
‫الجريمة أو غير ذلك مما يتعلق بالنظام العام جاز‬
‫التمسك به في أية حالة كانت عليها الدعوى وتقضي‬
‫به المحكمة من تلقاء ذاتها " وأيضا نص في مادته)‬
‫‪ (210‬انه " في غير الحوال المنصوص عليها في‬
‫المادة )‪ (209‬من هذا القانون يسقط الحق في‬
‫الدفع ببطلن الجراءات الخاصة بجمع الستدللت أو‬
‫التحقيق البتدائي بالجلسة في الجنح والجنايات إذا‬
‫كان للمتهم محام وحصل الجراء بحضوره دون‬
‫اعتراض منه " وأيضا نص في مادته )‪ (192‬انه " كل‬
‫قول أو اعتراف صدر نتيجة تعذيب أو إكراه مادي أو‬
‫معنوي يقع باطل ول قيمة له في الثبات " نص أيضا‬
‫في مادته )‪ (115‬انه " ‪ ...‬ل يجوز الفصل بين المتهم‬
‫ومحاميه الحاضر معه أثناء التحقيق " ويكون بطلن‬
‫الستجواب نسبيا ل مطلقا يسقط الحق في التمسك‬
‫به بالتنازل عنه صراحة أو ضمنا كما ل يجوز للمحكمة‬

‫‪50‬‬
‫أن تقضي به إل بناء على طلب الخصم إذا كان هذا‬
‫‪((1‬‬
‫البطلن راجعا لعدم دعوة المحامي المتهم للحضور‬
‫أو لعدم تمكينه من الطلع على التحقيق باعتبار أن‬
‫البطلن ناتج من مخالفة لقاعدة جوهرية مقرة‬
‫لمصلحة الخصوم‪ .‬ويترتب على بطلن الستجواب‬
‫بطلن كل ما يترتب عليه من أثار فيكون العتراف‬
‫المترتب على الستجواب باطل هو الخر ويكون المر‬
‫بالحبس الحتياطي أو بمده باطل على أساس أن‬
‫القانون ل يجيز حبس المتهم احتياطيا إل بعد‬
‫استجوابه من قبل سلطة التحقيق استجوابا صحيحا‬
‫بطبيعة الحال وللمحقق أن يصحح الستجواب الباطل‬
‫بإعادته مطابقا ً لشروط صحته وهنا يجوز الستناد‬
‫إليه كدليل‪.‬‬
‫لن من قواعد الستجواب ما يتعلق بالنظام العام‬
‫فيترتب على مخالفة هذه القواعد بطلنه ‪،‬‬
‫والمقصود بمخالفة هذه القواعد عدم مراعاة‬
‫الضمانات الخاصة بالستجواب مما يؤدي لبطلنه ما‬
‫يترتب عليه من إجراءات‪.‬‬
‫فيبطل الستجواب إذا خولفت في إجرائه قاعدة‬
‫جوهرية ويكون البطلن مطلق إذا كانت هذه القاعدة‬
‫الجوهرية التي خولفت تحمي مصلحة عامة وفيما عدا‬
‫ذلك يكون البطلن نسبي ومتعلق بالنظام العام في‬
‫حالة انعدام الولية بإجراء الستجواب كما لو كان‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر كتاب الجراءات الجنائية ‪ -‬أبو عامر ‪ -‬الدكتور محمد زكي – دار الجامعة الجديدة ص ‪569‬‬

‫‪51‬‬
‫باشر الستجواب مأمور الضبط القضائي بناء على‬
‫انتداب من قاضي التحقيق أو النيابة العامة‪.‬‬
‫كما يكون معلقا بالنظام العام أيضا إذا كان هناك‬
‫تأثير على إرادة المتهم ماديا ً أو معنويا ً أما مخالفة‬
‫بعض القواعد المتعلقة بمصلحة المتهم في الدفاع‬
‫)كدعوة محاميه وإطلعه على الوراق( فيترتب عليها‬
‫بطلن متعلق بمصلحة الخصوم وليس متعلق بالنظام‬
‫العام وبطلن الستجواب يرتب عليه بطلن كل ما‬
‫‪((1‬‬
‫يترتب عليه من الثار‪.‬‬

‫الخاتــمـة‪:‬‬
‫إن للستجواب أهمية كبيرة حيث أنه يهدف للوصول‬
‫إلى الحقيقة ‪ ،‬وهذه الحقيقة ل تتأتى بتلك السهولة‬
‫التي نتصورها وإنما هي تأتي من الممارسة‬
‫والدراسة في نفس الوقت‪ ،‬ولو نظرنا إلى هذا‬
‫المستجوب لوجدنا في نفسه الحب والكره والحلم‬
‫والغضب والعقل والجنون والنانية والحقد والخير‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر كتاب التحقيق الجنائي المهدي – احمد ‪ ،‬شافعي ‪ -‬اشرف ص ‪86-85‬‬

‫‪52‬‬
‫فهو مزيج من هذه المؤثرات‪ .‬وهي تعتمد أيضا على‬
‫ظروف ووضع هذا النسان والبيئة المحيطة به سواء‬
‫الجغرافية أو البشرية فأقول انه ل يوجد إنسان‬
‫مجرم ولد بالفطرة ولكن هناك عوامل أدت إلى‬
‫ظهورها في حياته‪.‬‬
‫ومن خلل بحثي هذا سأحاول أن آخذ نبذه سريعة‬
‫ومختصرة عن ما توصلت إليه‪ ،‬وهي تتمثل في‬
‫النقاط التيه ‪:‬‬
‫‪-1‬أن المتهم يبقى متهما منذ بداية مرحلة جمع‬
‫الستدللت والتحقيق البتدائي‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫المحقق يتصرف بالقضية سواء بالحالة بعد‬
‫ثبوت التهمه عليه سواء بالتلبس أو بالعتراف‬
‫الصريح أو بالدلة القائمة عليه ‪ ،‬أو بحفظ‬
‫الدعوى عنه لعدم كفاية الدلة أو إن المحقق‬
‫استبعده عن دائرة التهام‪.‬‬
‫‪ -2‬أما من ناحية الشهادة والشهود فان على‬
‫المحقق التأكد من صدق أقوالهم في القضية‪،‬‬
‫وهنا نقول إن تبرأت المتهم خير من إدانة بريء‬
‫وذلك تجنبا ً للشهادة الكيدية أو شهادة الزور‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن ناحية الستجواب فانه ضمانة أعطاها‬
‫القانون لعضاء الدعاء العام لنها السلطة‬
‫المحايدة ول يهمها إل للوصول إلى الحقيقة‬

‫‪53‬‬
‫ولنهم أكثر خبرة من الناحية القانونية وهم في‬
‫الصل قضاة همهم العدالة‪.‬‬
‫تم بحمد الله‬

‫المراجــع ‪:‬‬
‫‪ -1‬استجواب المتهم فقهاء وقضاء للمستشار خليل‬
‫– عدلي دار الكتب القانونية مصر ‪2004‬م ‪.‬‬
‫اعتراف المتهم فقهاء وقضاء – المستشار خليل‬ ‫‪-2‬‬
‫– عدلي دار الكتب القانونية مصر ‪.2004‬‬
‫الجراءات الجنائية الدكتور أبو عامر – محمد زكي‬ ‫‪-3‬‬
‫دار الجامعة الجديدة ‪.2005‬‬
‫التحقيق الجنائي البتدائي أحمد المهدي ‪ ،‬أشرف‬ ‫‪-4‬‬
‫الشافعي ‪.‬‬
‫الجراءات الجنائية في التشريع المصري الدكتور‬ ‫‪-5‬‬
‫سلمه – مأمون محمد دار النهضة العربية ‪.2002‬‬
‫استجواب الشهود في المسائل الجنائية الدكتور‬ ‫‪-6‬‬
‫العدالي – محمد صالح دار الفكر الجامعي ‪.2004‬‬
‫ضوابط الثبات الجنائي – مستشار الفقي عمر‬ ‫‪-7‬‬

‫عيسى منشأة المعارف‪.‬‬


‫مناقشة الشهود واستجوابهم في الشريعة‬ ‫‪-8‬‬
‫السلمية والقانون الوضعي الدكتور الزيني محمود‬
‫محمد عبد العزيز دار الكتاب الجديدة للنشر ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫قانون الجراءات الجنائية حسني – محمود نجيب دار‬ ‫‪-9‬‬

‫النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ -10‬القواعد العامة للجراءات الجنائية مهدي ‪ -‬عبد‬
‫الرءوف مكتبة رجال القضاء ‪. 2003‬‬
‫‪ -11‬الموسوعة الجنائية الجديدة في شرح قانون‬
‫الجراءات الجنائية المستشار عبد المطلب ‪ ،‬إيهاب‬
‫المركز القومي للصدارات القانونية ‪.‬‬
‫‪ -12‬المركز القانوني للمتهم الدكتور أحمد ‪ ،‬هللي‬
‫عبد الله دار النهضة العربية ‪.‬‬

‫المحتويات‬
‫الموضوع‬ ‫م‬
‫الصفحة‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬المتهم‬ ‫‪2‬‬
‫‪6-2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫ًًًًًً ًًًًً‬
‫‪2‬‬ ‫تعريف المتهم‬ ‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫شروط المتهم‬ ‫‪5‬‬
‫‪6 -5‬‬ ‫حقوق المتهم وواجباته‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫ًًًًًً ًًًًًً‬
‫‪7‬‬ ‫إثبات شخصية المتهم‬ ‫‪8‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬
‫ًًًً ًًً ًًًًًً‬
‫‪16 -9‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الشاهد‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬
‫ًًًًًً ًًًًً‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫تعريف الشهادة ومن هو الشاهد‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪11- 10‬‬ ‫الشروط الواجب توافرها في الشاهد لصحة‬ ‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫شاهدته‬ ‫‪3‬‬
‫‪12 -11‬‬ ‫‪1‬‬
‫أنواع الشهود‬ ‫‪4‬‬
‫‪12‬‬ ‫أنواع الشهادة‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪1‬‬
‫ًًًًًً ًًًًًً‬ ‫‪6‬‬
‫‪13‬‬ ‫كيفية أداء الشهادة‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫‪13-14‬‬ ‫أحوال المتناع عن الشهادة والعفاء منها‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫‪14‬‬ ‫حلف المتهم لليمين‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫‪14-15‬‬ ‫ضمانات أداء الشاهد بشهادته أمام سلطة‬ ‫‪1‬‬
‫التحقيق‬ ‫‪8‬‬
‫‪15-16‬‬ ‫بطلن الشهادة‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬
‫‪17-36‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الستجواب والمواجهة‬ ‫‪2‬‬
‫‪0‬‬

‫تابع المحتويات‬

‫‪56‬‬
‫الموضوع‬ ‫م‬
‫الصفحة‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الول‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪2‬‬
‫ًًًًً ًًًًًًًًً ًًًًًًًًً‬ ‫‪2‬‬
‫‪18‬‬ ‫الستجواب الحقيقي‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪18-19‬‬ ‫استجواب الحكمي ) المواجهة (‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪20‬‬ ‫حضور المتهم التحقيق لول مرة‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫‪21‬‬ ‫الستجوابات الجنائية أمام سلطة الضبط‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫القضائي‬
‫‪22-28‬‬ ‫المطلب الثاني‬ ‫‪2‬‬
‫‪7‬‬
‫‪22‬‬ ‫مفهوم الستجواب‬ ‫‪2‬‬
‫‪8‬‬
‫‪23‬‬ ‫مفهوم المواجهة وعلقتها بالستجواب‬ ‫‪2‬‬
‫وعرض المتهم‬ ‫‪9‬‬
‫‪23-24‬‬ ‫الفرق بين سؤال المتهم أم سماع أقواله‬ ‫‪3‬‬
‫وبين الستجواب‬ ‫‪0‬‬
‫‪24‬‬ ‫الفرق بين الستجواب والمواجهة‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪24-25‬‬ ‫الشروط اللزمة لكي يعد الجراء استجوابا‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪25-27‬‬ ‫متى يكون الستجواب وجوبي ومتى يكون‬ ‫‪3‬‬
‫جوازي‬ ‫‪3‬‬
‫‪28-35‬‬ ‫‪3‬‬
‫ًًًًًً ًًًًًً‬ ‫‪4‬‬
‫‪28-31‬‬ ‫ضمانات الستجواب والمواجهة‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬
‫‪31-33‬‬ ‫طريقة الستجواب ومضمونه‬ ‫‪3‬‬
‫‪6‬‬
‫‪33-34‬‬ ‫استجواب المتهم الذي يتكلم بلغة أجنبية أو‬ ‫‪3‬‬
‫بلهجة غير معروفة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪35-36‬‬ ‫‪3‬‬
‫ًًًًًً ًًًًًً‬ ‫‪8‬‬
‫‪35-36‬‬ ‫بطلن الستجواب أو المواجهة‬ ‫‪3‬‬
‫‪9‬‬
‫‪37‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪57‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
58

You might also like