Professional Documents
Culture Documents
التنمية القتصادية
سياسيا ً
في الوطن العربي
Economic development
politically
.In the Arab world
تقدم بها
فارس رشيد البياتي
إشراف الدكتور
عبد المنعم صالح مصطفى
مان 2008
ع ّ
))))))))الهــــــــداء
2
أسفا ً يا عراق..أن َ
ت
حبيبي................وسروري عندَ السى َ
خطوب وال ُ
ضماديء...........و َدوائـي إذا تعاظــم دا ٌ
و َ
إذا تداعت ندوبـــي
ي
عشق َ محطات ِ و ُ
غلمتي وك ّ
ل خطى ُ المتناهـي..............و ُ
دروبـــي
فلماذا غيُر العراق
يداوي؟...............ولماذا غيُر العراق
طبيبـــي؟
د.مقداد رحيم
:إلى
سلما ً
نخيل العراق ونهيراتهَ .......
أسرتي وأحبتي .....وفــــــاًء
ق أرضًا .........،ل ُيـَرى عـ ّ
ش َ ن َتـ َ
م ْ
ل َوإلى ك ُ
بعها كالغري ِ في ربـو ِ
فارس
18-1-2008
شكر وتقدير
3
المحتـــــوى
الهـــــــــــــداء
شكر وتقديــــــــــر
المحتـــــوى
فهرس الجــداول
4
القتصادية..............................................................
207_150..
السلطة والتشريع151.......................................................
أثر أسلوب انتقال السلطة على الحياة القتصاديـــة157..................
الستثمارات العربيـــة159.............................................
قوانين الستثمار العربية وأثرها في العمليـــة التنمويــــة159.....
موقع الدول العربية في المؤشرات الدولية لمناخ الستثمار.............
161
مؤشر الحريــــة القتصادية162......................................
المؤشر الثلثي المركب لقياس ثروة المم للقتصادات الناهضة........
163
مؤشر التنافسية العالمـــــي164......................................
مؤشر التنمية البشرية164....................................................
مؤشر المركب للمخاطر القطرية166..........................................
7
والتكامل القتصادي
العربي275..............................................
الباب الول
الوطن العربـــــي
اجتماعيا ً واقتصاديا ً وسياسيا ً
الفصل الول
11
خطــــة البحــــث
المقدمــــة
لم يكن المجتمع النساني في بدئه غير طبقة واحدة ،هي والطبيعة
في صراع ،حتى وجد النسان وسائل العيش المن ،وبلغ سّر وجوده ،من
خلل التآلف مع الطبيعة ،واستغلل مواردها واستكشاف طاقاتها،
12
دخر حيث خاف النضوب والجفاف، ليضمن عيش يومه ،وعيش غده ،في ّ
ويبحث عن البدائل حيث توقع النفاد ،ليستمر في الحياة ،فكان ذلك
المبتدأ في التفكير القتصادي ،والخوض في النظريات ،وانبثق علم
القتصاد عن علمي الجتماع والسياسة ،مرتبطا ً بالسياسة ارتباطا ً وثيقاً،
وكانت للمجتمع مستويات وطبقات ،وأصبح مليئا ً بالمتناقضات ،حيث
الفقر والغنى ،والقوة والضعف ،والكثرة والقلة ،والسلب والستعمار،
والستغلل والستثمار ،واستحواذ ربع الرض سكانًا ،على ثلثة أرباعها
ثروات.
اختيار الموضوع:
إن المشاكل القتصادية في الوطن العربي قد تجتمع أو ينفرد بها بلد
دون آخر ،على وفق ما تفرزه البيئة السياسية من آثار وأبعاد ،فيما يتعلق
بانخفاض النتاجية وعدم كفاءتها ،وهو مما يؤدي إلى انخفاض الدخل
القومي ،أو وجود ثروات غير مستغلة ،أو سوء توزيع الدخل ،وكذلك
الزيادة الكبيرة في السكان وضعف التكنولوجيا الصناعية ومشكلة
البطالة ،وسيادة الثقافات غير القتصادية ،وتخلف البنيان الجتماعي
كارتفاع نسبة المية وانخفاض مستوى التعليم وتأخر المرأة وظاهرة
.عمل الطفال ،وغير ذلك
13
وتبرز قضية ذات خطورة وأهمية كبيرة ،وهي ضعف الفلسفة أو ضعف
الفكـــر القتصـــادي العربــي الـــذي يمكـــن أن يحـــدد الطـــار القـــانوني
والتشريعي ،ويضع أصول السياسات القتصادية وقواعدها ،ويمنع مخاطر
عدم الستقرار السياسي ،والميل إلــى تغليــب المصــلحة القطريــة علــى
المصــلحة القوميــة ،وضــعف العلقــات العربيــة ،وعــدم وجــود تشــريعات
اقتصاية قومية نافذة ،وغيــاب الديمقراطيــة ،ووجــود حالــة مــن التخــوف
والتحسب في العلقات بين الدول العربية ،فضل ً عن التأثيرات الخارجيــة
التي تمنع بعض أصحاب القرار من أن يكونوا أسياد قرارهم.
كما إن عدم التشديد على تنمية القطاعات الستراتيجية ،ومجموعة
الشركات والتعاون القليمي ،وضعف استخدام أسلوب البحث العلمي
الحديث من أجل التطوير بسبب إهمال التشريعات من قبل البيئة
السياسية له أثره البالغ في عملية التنمية القتصادية ،فضل ً عن أن لهذه
.البيئة أثرها البالغ في الفراد والمجتمعات
كل جانبـا ً مــن الســباب الــتي تمهــد للبــاحث الرضــية إن كل هذا شـ ّ
الواسعة التي يمكن النطلق منها إلى بحث هذه القضية ،والتوصــل إلــى
الحلول المناسبة لها ،ومن هنا جاء اختياري لهــذا الموضــوع عنوان ـا ً لهــذه
الطروحة ،وقد وسمتها بـ "التنميــة القتصــادية سياســيًا" ،وتنــاولت فيهــا
جملة من الفرضيات لها علقة وطيدة بفلسفة الدولة السياســية والفكــر
القتصادي والتشريعات والقوانين التي أطرت تلك الفلسفات أو الفكار،
كذلك علقة القرار السياســي والمحــددات السياســية بنتــائج المؤشــرات
القتصادية والجتماعيــة فــي الــوطن العربــي وعلقــة التنميــة بــالتخطيط
والبحث العلمي للدولة.
منهج البحث:
وقد تطلب منهج البحث تقسيمه على بابين وخاتمة ،اهتم الباب الول
)الوطن العربي اجتماعيا ً واقتصــاديا ً وسياســيًا( بالســس النظريــة لعلــوم
الجتماع والقتصاد والسياسة في الوطن العربي ،وقد تضـمن إحصـائيات
وتحليلت للمؤشرات والرقام الواردة فيه ،كما تضمن جملة تعريفات لما
ســيرد بحثــه فــي فصــول الطروحــة اللحقــة ،وخاصــة مــا يتعلــق منهــا
بالمفاهيم القتصــادية والسياســية ،حيــث تطــرق الفصــل الول منــه إلــى
ســكان الــوطن العربــي ومعــدلت النمــو والتعليــم والبطالــة والمــرأة
وتكنولوجيا التصالت ومشكلة الفقر اجتماعيًا ،أما في الجانب القتصادي
فقد تـم بحـث الناتـج المحلـي الجمـالي للبلـدان العربيـة ،ونسـب النمـو
ومتوســط دخــل الفــرد والفــائض والعجــز فــي الموازنــات العربيــة مــع
تحليلتها ،وأما الجــانب السياســي فقـد تضــمن نبــذة ســريعة عـن التريــخ
السياسي للبلدان العربية منذ دخول الســتعمار الحــديث وحــتى تأســيس
جامعة الدول العربية ،واســتعرض بشــكل مبســط مســيرة تطــور أنظمــة
14
الحكم العربية بما يفيد القارئ لتكوين فكرة تاريخية علمية عــن أصــحاب
القرار السياسي العربي.
أما الفصل الثاني فقد تم فيه بحث موضوع التنمية والتخلف ،مــرورا ً
بنظريات التنمية الكلسيكية والمعاصرة ،كما تــم تحليــل تلــك النظريــات
القتصادية وربطها بخصوصيات الدول النامية ومنها الــدول العربيــة ،كمــا
عالج مشاكل التخلف ،بينما تضمن الفصل الخير من هــذا البــاب مفهــوم
البيئة السياسية وأسس الدولــة والســلطات وبعــض المفــاهيم السياســية
وأسس الحكم الصالح وعلقته بالتنمية القتصادية.
أما الفصل الخير من هــذا البحــث فقــد انصــب علــى موضــوع القــرار
السياســي والتكامــل القتصــادي العربــي ،وتطــرق إلــى ميثــاق العمــل
القتصادي العربي والقمم العربية ،ومعالجــة الهمــوم القتصــادية ،وواقــع
الســتثمارات العربيــة ،وآليــات تنشــيطها والعلقــات القتصــادية العربيــة
بالرقام ،ومعوقات العمل المشترك .وقد تمخض البحث بفصــوله جميع ـا ً
عــن جملــة مــن النتــائج المهمــة الــتي جــاءت لتشــكل مجموعــة مــن
الستنتاجات والتوصيات اشتملت عليها الخاتمة.
كما تم إرفاق عدد من الوثائق ممـا اعتمــد عليـه البحـث فـي الـدرس
والتحليــل واســتخلص المعلومــات الموثقــة ممــا يهــم موضــوع البحــث،
ويشكل قسما ً مهما ً من مصادره.
عنوان الطروحة:
إن البيئة السياسية صاحبة القرار الــتي طالمــا تضــع المحــددات أمــام
الباحث القتصادي الذي يمتلــك القــدرات الخلقـة فـي دراســة مشــكلت
المجتمع القتصادية ويقترح الحلول المناســبة لهــا دون أن يمتلــك القــرار
الخير في التشريع ووضع أفكاره موضع التنفيذ ،هــي الــتي تشــكل ســببا ً
من أهم اسباب التخلف القتصادي.
فهنــاك مشــاكل اقتصــادية قــد تجتمــع او تنفــرد بهــا البلــدان العربيــة
وتساهم بها البيئة السياسية ،كانخفاض النتاج وعــدم كفــاءته ممــا يــؤدي
إلى انخفاض الــدخل القــومي ،ووجــود ثــروات غيــر مســتغلة وفــي حالــة
استغللها ل تستغل الستغلل المثل ،وسوء توزيع الدخل ،وكذلك الزيادة
الكبيرة في السكان ،وضــعف التكنولوجيــا الصــناعية ،ومشــكلة البطالــة،
وسيادة الثقافــات غيــر القتصــادية ،وتخلــف البنيــان الجتمــاعي كارتفــاع
نســبة الميــة وانخفــاض مســتوى التعليــم وتــأخر المــرأة وظــاهرة عمــل
الطفال.
وممــا يزيــد البحــث اهميــة هــو ضــعف او غيــاب الفلســفة او الفكــر
القتصادي الذي يحدد الطار القانوني والتشريعي ،ويضع اصــول وقواعــد
السياسات القتصــادية اضــافة إلــى مخــاطر عــدم الســتقرار السياســي،
والميــل لتغليــب المصــلحة القطريــة علــى المصــلحة القوميــة وضــعف
العلقات العربية ،وعدم وجود تشــريعات اقتصــاية قوميــة نافــذة ،وغيــاب
الديمقراطية ،وقد ادى كل ذلك إلى وجود حالة مــن التخــوف والتحســب
بين الـدول العربيـة ،علوة علـى التـأثيرات الخارجيـة الـتي منعــت بعـض
أصحاب القرارمن ان يكون سيد قراره.
كمــا نــرى ان عــدم التشــديد علــى تنميــة القطاعــات الســتراتيجية،
ومجموعة الشركات والتعاون القليمي ،وضعف استخدام اسلوب البحث
والتطوير العلمي بسبب اهمال التشريعات من قبل الــبيئة السياســية لــه
اثره البالغ على عملية التنمية القتصادية العربيــة ....ممــا تطلــب دراســة
المشكلة من زاويتها المفعلة لها وهي التأثير السياسي في عملية التنمية
القتصادي ،ومن هنا جاء اقتراح هذا البحث.
حدود البحث:
لقد كان الوطن العربي حدا للبحــث ،وركــز علــى الــوطن العربــي كــدول
ومجموع تمثل أوضاع جغرافية وفلســفات سياســية واقتصــادية متفاوتــة،
خلل المــدة مــن نهايــات القــرن العشــرين لغايــة بــدايات القــرن الواحــد
والعشرين ،حيث ليس هناك دولة عربية تصــلح لن تكــون نموذج ـا ً كافي ـا ً
16
فرضيات البحث:
يرى البــاحث أن هنــاك جملــة مــن الفرضــيات ذات علقــة بموضــوع هــذا
البحــث ،ولــذلك تــم اقتراحهــا لتكــون مــدارا ً للبحــث والــدرس والتحليــل
واستخلص النتائج الضرورية .وما دامت هي مجرد فرضــيات فهــي قابلــة
للنفي أو الثبات ،وسيكون ذلك من مهام هذا البحث ،وهي:
هناك علقة بين فلسفة الفكر القتصادي الذي تتبنــاه الدولــة -
وبين التشريعات الدارية والسياســية المــؤثرة فــي عمليــة التنميــة
القتصادية.
هناك علقة بين البيئة السياسية المتمثلــة بالســلطة صــاحبة -
القرار وبين قراءة نتــائج المؤشــرات القتصــادية والجتماعيــة فــي
الوطن العربي.
هنـــاك علقـــة بيـــن القـــرار السياســـي ومشـــاريع التكتلت -
القليمية والعالمية والسواق المشتركة وانعكاساتها على القتصاد
العربي.
هناك علقة بين البيئة السياسية وحركة الستثمارات وتــدفق -
رؤوس الموال في الوطن العربي.
هنــاك علقــة بيــن التخطيــط والبحــث العلمــي للدولــة وبيــن -
التنمية القتصادية.
هناك علقــة بيــن ســيادة الثقافــات غيــر القتصــادية وتخلــف -
البنيان الجتماعي وارتفاع مستوى المية وانخفاض التعليــم وتــاخر
المرأة والنفاق البذخي وبين التخلف القتصادي وصعوبات التنميــة
القتصادية.
هناك علقة بيـن المـن السياسـي والقـومي للـدول العربيـة -
وعملية التنمية القتصادية.
هنــاك علقــة بيــن الديكتاتوريـة فـي الحكـم والتبعيـة للقـرار -
وعدم الستقرار السياسي وبين التنمية القتصادية.
17
التنمية القتصادية
توفير فرص العمل زيادة الدخل الحقيقي
اشباع الحاجات المادية وغير المادية للمجتمع
تحسين المستوى الصحي والتعليمي والثقافي
تحسين ميزان المدفوعات تحقيق المن القومي
تقليل الفواق الجتماعية بين طبقات المجتمع
المحافظة على بيئة انقى مساواة وحرية شخصية
لتخلف القتصادي
الزيادة السكانية ضعف النتاج وعدم كفاءته
انخفاض الفن النتاجي –التكنولوجيا انخفاض الدخل القومي
التخلف الجتماعي البطالة
انخفاض مستوى التعليم ارتفاع نسبة المية
عمل الطفال تأخر المرأة
النفاق البذخي
الدراسات السابقة:
الفصل الثاني
19
واقع
الوطن العربي اجتماعيا ً
واقتصاديا ً وسياسيا ً
The reality of the Arab
world socially,
economically and
politically
وهناك ثنائية لغوية وفي الوطن العربي ثنائية لغوية هي أن يتكلــم النــاس
في البلد لغتين الولى العربية ،والثانية لغة أخرى أجنبية كما هوالحال في
السودان وموريتانيا ،أومحلية كمــا هــو الحــال فــي العــراق ،ومــن الــدول
العربية ما خل من التعدد اللغوي كالعربية السعودية والكــويت والمــارات
والردن ،وفي كل بلد عربي لهجة خاصــة بــه أو عــدة لهجــات يســتخدمها
المواطنون للتواصل اليومي فيما بينهم.
يمتد الوطن العربي جغرافيا ً في أهـم منـاطق العـالم سـتراتيجية ،مــن
المحيط الطلسي غربا ً حيث يقــع المغــرب العربــي إلــى الخليــج العربــي
شرقًا ،ومن بحر العرب جنوبا ً حتى تركيا والبحر إلبيض المتوسط شمإل،
وتبلــغ مســاحته حــوالي 13،487،814كيلومــتر مربــع )كمــا سيفصــل
بالكشف لحقًا( ،ومن هذه المســاحة %22يقــع فــي آســيا ،و %78فــي
أفريقيا ،وتبلــغ الســواحل العربيــة حــوالي 22.828كيلومــتر .ويبلــغ عــدد
السكان حوالي 312.364.392مليون نسمة ،ويبلغ معدل النموالسكاني
في الوطن العربي %2.3ويسجل أعلــى نمــوفي ســلطنة عمــان إذ يبلــغ
%3.48وأقل نسبة نموفي تونس .%1.38
أما الفئات العمرية فإنها تبلغ %38لغاية عمر الـ 18سنة ،و %58.4
من 18سنة لغاية الـ 65سنة ،و %3.5من 65سنة فما فوق…ويبلغ
معدل الولدات 29.38لكل ألف نسمة بينما معدل الوفيات 7.17لكل
ألف نسمة ،أعلى معدل وفيات للطفال يسجل في الصومال 123.97
لكل ألف مولود حي وفي جيبوتي 101.5حالة وفاة لكل ألف طفل يولد
حيًا ،أما أقل معدل فهوفي الكويت حيث يبلغ 11.82حالة وفاة لكل
ألف مولود حي ثم المارات حيث تبلغ 16.68حالة لكل ألف مولود حي.
تبلغ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة بيــن ســكان الــوطن العربــي
%54.82وتأتي الردن في المرتبة الولى بين الدول العربية بنسبة تصل
إلى %86.6تليها لبنان .أما أقل معدل قيأتي في الصــومال ويبلــغ %24
فقط واليمن .%38
تشكل نسبة القوى العاملــة فــي الــوطن العربــي %28إذ يبلــغ العــدد
حوالي 82.51مليون ـًا ،وتبلــغ نســبة إلراضــي الصــالحة للزراعــة حــوالي
%3.63من مساحته حيث تقع %30منها في حوض النيــل و %44منهــا
فــي المغــرب العربــي و %22فــي الهلل الخصــيب والبقيــة فــي شــبه
الجزيرة العربية .وفي أدناه كشف يبين عدد السكان ومسـاحة كـل دولــة
من دول الوطن العربي*:
_________________________________________________________
*الموسوعة الحرة -ويكبيديا /factbook /حسب تقديرات العــام 2006مــن صــفحة
/ world
د.نوزاد عبد الرحمن الهيتي/مستقبل التنمية في الوطن العربــي فــي ظــل التغييــرات
العالمية المعاصرة/مجلة علوم إنسانية/العدد 31/2006
ويؤشر هذا العنصر معدل النمو السكاني للسنة ويعبر عنــه كنســبة
مئوية..يلحظ أن معدل النمو السكاني العربي خلل الســنوات 1994
– 2004بنحــو %2.4مــتراجع مــن حــوالي %2.6خلل المــدة مــن
،1994 - 1985ورغم هذا التراجع يبقى الوطن العربي العلى فــي
معلت النمو السكاني بين دول العالم )ما عدا جنوب افريقيا( ،إذ يبلغ
معدل النموفي الدول المتقدمــة %0.8والــدول الناميــة %1.9ومــن
المتوقع أن يستمر اتجاه معدل النمو وفقـا ً لتقــديرات إلمــم المتحــدة
بنحو %2.1خلل المدة من 2015 – 2002وهو أيضا ً يفــوق نظيــره
العالمي البالغ %1.1والدول النامية %1.3للمدة نفسها وبالتقديرات
ذاتها.
ً
يلحظ من الكشف رقم) (3لحقا أن دولة المارات العربية المتحدة
تأخذ الصدارة في قائمة الدول العربية بارتفــاع معــدل النموالســكاني
الذي يساوي ضعف معدلت الدول الخرى حيــث يبلــغ أكــثر مــن ،%8
ويزيد هذا المعدل عن %3في بعض الدول الخرى ،بينما ينخفض إلى
26
إن نسبة زيادة سكان المناطق الحضرية تتماشــى إيجابيـا ً مـع نســبة
الزيادة السكانية العامة حيث بلغت نسبة ســكان الحضــر ســنة 2000
إلى أكثر من %53مـن إجمـالي سـكان الـوطن العربـي بينمـا كـانت
النسبة %40خلل العام 1975ويتوقع أن تصل النسبة إلى أكثر مــن
%75عام ،2015علما ً بأن تلك النسبة تتفــاوت بيــن الــدول العربيــة
ففي الوقت الذي تبلغ أكثر مـن %90فـي الكـويت وقطـر والبحريـن
ولبنان ،تصل إلى حوالي %30في الصومال والسودان وجــزر القمــر
واليمن ،وأن الزيادة هذه بلغــت ذروتهــا خلل الربعيــن ســنة الماضــية
خاصة في دول الخليج العربي وليبيا وببطء ملحوظ في باقي إلقطــار
العربيــة وهــذا مــا تطلــب التوســع الكــبير فــي المــدن الكــبرى بكــل
احتياجاتها ومتطلباتها حيث بلغت عــدد مــن المــدن لكــثر مــن مليــون
نسمة*.
- 5البطالةUNEMPLOYMENT :
تعد البطالة من الظواهر المتفشية في الوطن العربي خاصة خلل
العقــدين الماضــيين بســبب فشــل أو ضــعف النموالقتصــادي وتراجــع
النتاج ،ممــا أدى إلــى تراجــع معــدلت التشــغيل ،خاصــة وإن الحاجــة
لدخول ســوق العمــل فــي تزايــد مســتمر مــع ازديــاد معــدل الســكان
بصورة خاصة أعمار الشباب التي يتكون منها معظم الســكان العــرب
وبالخصـوص منهـم إلنـاث حيـث تصـل معـدلت البطالـة إلـى ضـعف
مستواها بين الذكور ،ذلك على الرغم من معــدلت النمــو فــي فــرص
التشــغيل العربــي تفــوق معــدلت الــدول الناميــة والمتقدمــة .إذ بلــغ
%2.5خلل المدة من ،2002 _ 1995لكنه لم يتماشى مع معدلت
العرض من العمالة البالغ %3.4خلل نفس المــدة ،فض ـل ً عــن عــدم
تحسين النتاجية الفردية وزيادة الدخل الحقيقي ممــا أثــر ســلبا ً علــى
دخــل العــاملين وانعكــس علــى حــالتهم الجتماعيــة وزيــادة الفقــر
وانخفاض مستوى المعيشة .ونعتقد أن المشكلة تــزداد خطــورة كلمــا
تقــدمنا نحــو إلمــام بســبب اســتمرار زيــادة معــدلت البطالــة وعــدم
إمكانية استيعاب السوق لعرض العمل إذا ما بقيت الحــال كمــا عليهــا
في الوطن العربي.
يلحظ من خلل تدقيق المؤشرات الرقمية لمعلت النمو السنوية
للقطار العربية أن هناك تفاوتا ً ملحوظـا ً بينهــا فيمــا يخــص مســتويات
30
*)عدا العراق الذي يبلغ نسبة البطالة فيه بعد الحتلل إلى أكثر من %50من القــوى
العاملة حسب تقارير منظمات المم المتحدة(:
-6المرأةWOMEN:
إن بعض الدول العربية أخــذت علــى عاتقهــا تطــوير دور المــرأة فــي
المجتمع خاصة من ناحية اشراكها في العمل من أجل تفعيل دورهــا فــي
عملية التنمية ،وبدا جليا ً أن دخول المرأة في ســوق العمــل لــدى العديــد
من الدول العربية ولو أنه بدأ مؤخرا ً ومن بينها الردن حيث بلغــت نســبة
النساء من قوة العمل الردنية %15.5وقطر والمارات %2وفي لبنــان
%22وترتفع هذه النسـبة إلـى %29فـي إلقطـار الزراعيـة كالصــومال
وموريتانيا ،ويقع عمل المرأة فضل ً عن العمل الزراعي غير المـأجور فــي
مجال التعليم والخدمات الطبية والدارية ،أما مسأهمتها في قطاع النتاج
فهي محدودة جدا ً في معظـم البلـدان العربيـة ويعــود الســبب إلـى عــدة
عوامل منها تعليمية تتعلق بارتفاع نسبة المية لدى الفتيات وقلة المعاهد
المهنية الخاصة بالفتيات وإلى عوامل ثقافية واجتماعية.
أن عمل المرأة المساهم في بناء السر المشاركة في عمليات التنميــة
يعتبر من الدوار المهمة في المجتمع والذي ل يــدخل ضــمن الحصــاءات
التي تحسب ذلك الجهد حيث ل توجد لحد الن وسـائل لقيــاس حجمـه أو
حجم مساهمته في الناتج القومي.
أما من جانب الدور السلبي لعمل المرأة خارج منزلها فــإنه قــد يــؤدي
إلى تفكك السرة لتركها الولد دون عناية وتربيــة كافيــة خاصــة إذا كــان
غياب الب والم متزامنًا ،فضل ً عن إرهاق المرأة جسميا ً لنهــا قــد تــؤدي
32
-7الفقرPOVERTY:
يشكل الفقر تحديا ً أساسيا ً في عملية تحقيق التنمية المستدامة في
الوطن العربي ،مما يتطلب الستغلل الرشيد للثروات المتاحــة ،وإيجــاد
المنــاخ الملئم للســتثمار محليــا ً وإقليميــا ً وكــذلك وضــع آليــة للتكافــل
الجتماعي على المستوى الوطني فضل ً عن تحقيق التكامل بيــن الــدول
العربية في مختلف المجالت بما فيهـا إعطــاء الولويــة للعمالــة العربيــة
لتساهم في الحد من البطالة وانتشار الفقر.
على الرغم من عدم وجود مؤشرات إحصائية تقيس الفقر في
المنطقة العربية ،خاصة الفقر بين النساء ،فإن الدلئل والمؤشرات
الخرى المرتبطة بالفقر ،مثل :معدلت المية ،ونسبة المساهمة في
قوة العمل ،تشير إلى عمق الفجوة النوعية في معظم الدول العربية.
وتعد مؤشـرات التعليـم فـي العـالم العربـي منخفضـة بشـكل يـثير
القلق في عالم أصــبحت المعرفــة والتكنولوجيــا هــي المعيــار بيــن مــن
يمتلك أسباب القوة ومن ل يمتلكها؛ فمعدل المية فــي العــالم العربــي
يصل إلى 59.7في المائة ،بينما الرقم السائد في الدول الناميــة ككــل
هو 72.3في المائة.
ويبلغ معدل النشاط القتصادي للناث 66.1في المائة مــن معــدل
النشاط القتصادي للذكور في جميع الدول النامية ،وتعد أقل فجوة بين
معــدل النشــاط القتصــادي للنــاث والــذكور فــي المغــرب ،والكــويت،
وتونس ،ومصر ،وأكبر فجوة توجد في عمان والعراق والسعودية.
إن ظاهرة الفقر مركبة ،ترتبط بعوامل عدة ،ل تقتصر أسبابها على
الفقر المادي والقياسات الكمية للدخل والمصادر ،بل تشمل فضل ً عــن
أبعاد "الفقر المطلق" عوامل اجتماعية وثقافيــة تعــد أحــد أبعــاد الفقــر
النسبي ،والتي قد تؤدي إلى الفقــر المطلــق ..وفــي هــذا إلطــار ،فــإن
مفهوم الفقر يتخطى بعد الحد إلدنى المادي للعيش ليشمل المكانــات
والقدرات لكل فرد بما فيهــا تلــك المتصــلة بــالفقر المطلــق المـادي أو
النسبي الجتماعي والثقافي.
تعود ظاهرة الفقر في الوطن العربي إلى جملة أسباب ومتغيرات
معقدة يمكن إجمالها بالعوامل الداخلية والخارجية .وإذا أعدنا النظر
33
تؤدي بعض السياسات النقدية إلى ارتفاع معدلت التضخم ،وذلك في
العديد من البلدان العربية ،ل سيما المنخفضة الدخل منها مثل السودان
واليمن والصومال وموريتانيا .ويؤثر ذلك بشكل سلبي في خفض القيمة
الشرائية .ويؤدي تقييم العملت في بعض البلدان العربية إلى تباطؤ في
معدلت النمو ،وخاصة في البلدان العربية المتوسطة الدخل والمنخفضة
الدخل .وقد توجهت سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى
خفض قيمة العملة .وفي هذه الحالة يتضخم الدين الخارجي )مقيسا ً
بالعملة المحلية( كما ترتفع أيضا ً قيمة خدمة الدين.
أما السياسات المالية للدولة فتؤثر بطريقة مباشرة أوغير مباشرة،
من خلل آليات توزيع الدخل ومن خلل الضرائب المباشرة وغير
المباشرة .وتؤدي الوضاع غير التنافسية إلى التطرف في توزيع الفائض
القتصادي لصالح رأس المال دون الجر .كما أن تخصيص مبالغ هائلة
للنفاق العسكري أدى إلى تراجع الهتمام بالرعاية الجتماعية .كما أدى
ذلك أيضا ً إلى تراجع الستثمار .وهكذا تراجعت دولة الرعاية الجتماعية،
وفقا لسياسات النفاق المتبعة .وقد أدت إلزمات القتصادية في بعض
البلدان العربية إلى هروب رؤوس الموال الدولية .وأسهمت تلك
الزمات في إنتاج الفقر ،من خلل انخفاض الطلب على العمل ،فضل
عن تدني الجور.
ترتب على السياسات القتصادية في البلدان العربية ذات الدخل
المتوسط والمنخفض ضعف مساهمة الفقراء في هيكل السلطة في
المجتمع .كما إن انحياز السلطة إلى الفئة الغنية دون الفقيرة أدى إلى
اتساع مقاييس اللمساواة في كل البلدان العربية إجما ً
ل.
ل تقتصر أسباب انتشار الفقر على ندرة الموارد الطبيعية والسياسات
القتصادية للدولة بل أيضا ً على اتجاهات القتصاد العالمي والمتغيرات
الخارجية المؤثرة على ظاهرة الفقر أو على الحد منها .ل سيما أن
الحكومات العربية سارعت إلى توسيع حالة النفتاح القتصادي،
والتجاوب مع أجواء العولمة التي سادت في القتصاد العالمي خلل
العقدين الماضيين .إن تطبيق تلك السياسات قاد إلى أوضاع اقتصادية
جديدة ساعدت على انتشار الفقر .والرأسمالية نفسها وعند تطبيق
آلياتها ل بد لها من إنتاج عوامل الفقر .وفي العولمة فإن إزالة الفقر أمر
صعب جدًا .لن آليات العولمة تعمل في جغرافية واسعة جدًا ،وتضطر
المجتمعات إلى التكيف قسريا ً مع المتغيرات والحقائق الجديدة ،وعندئذ
يجب التطلع إلى وسائل للتحكم بالثار الجانبية لها وهذا ما يسمونه
بشبكات المان الجتماعي ،التي ترفق عادة مع تلك السياسات
القتصادية غير العادلة.
إن الليبرالية الجديدة هي الخلفية النظرية لخطاب المنظمات الدولية
وهي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية،
والتي تحاول أن تنزع من الدولة دورها في تحقيق العدالة الجتماعية.
وقد نتج عن تطبيق سياسات تلك المنظمات الدولية مضاعفة أرباح
35
_8التصالت والنترنيت:
Telecommunications and the Internet
_____________________________________________________
* صندوق النقد العربي /مصدر سابق.
من كشف متوسط دخل الفــرد مــن الناتــج المحلــي الجمــالي للــدول
العربية يمكن ملحظة ما يأتي:
40
________________________________________________
صندوق النقد العربي /التقرير القتصادي العربي الموحد2004 / •
.
41
_ 6الصادرات والواردات:
أما كشــفا الصــادرات والــواردات الــتي تعتمــد علــى مــدى إمكانيــات
الدول العربية من تصدير النفط بالدرجة الساس فــإن ترتيــب الــدول
العربية ،فتأتي السعودية بالمرتبة الولى ،وأما مجمــل الــدول الخــرى
التي لديها موقـف إيجـابي بيــن الصـادرات والـواردات فهـي ،الجــزائر
والعراق والمارات والبحرين وعمان وقطــر والكــويت وليبيــا واليمــن،
وأما الدول الــتي تزيــد وارداتهــا عــن صــادراتها فهــي ،الردن وتــونس
والســودان وســوريا ولبنــان ومصــر والمغــرب ،فــالكثر فجــوة بيــن
الصادرات والوردات وهي ،موريتانيا والصومال.وفــي أدنــاه الكشــفإن
الصادران من صندوق النقد العربي حيث يبينان ذلك بوضوح:
47
ُيعد الــوطن العربــي مــن الــدول الــتي بــدأت بهــا دراســات القتصــاد
مــا ســبقها مــن دراســاتالسياسي مؤخرًا ،كفلسفات وأفكار منفصلة ع ّ
وأفكار عولمية ،لذا سيركز هـذا المحـور علـى بيـان السياسـات العربيـة
والتعرف على المسائل الجدلية في عملية صنع القــرار العربــي ،وطبيعــة
الزعامة التي تعتبر الوصية على مصالح الشعب وإطللة تلــك الفلســفات
السياسية على محاور التنمية البشرية والجتماعية والقتصادية العربية.
48
الفصل الثالث
التنميــة
والتخلــف
Development
And
Underdevelopment
51
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وجدت دول العالم كافــة ضــرورة
وجود منهج للتخطيط المستقبلي لمواجهة متغيــرات المجتمــع السياســية
والقتصادية والجتماعية والسكانية ،وبفعــل الزخـم القتصـادي وسـيطرة
دول الغرب على السواق اكتسبت مسمى ""العــالم الول"" ،أمــا شــرق
أوربا فمع منهجيتها نحو التوجه المركزي لبنــاء الدولــة الشــتراكية والــتي
تستطيع التحكم بالغأيات المهمة للمجتمع فقد اكتسبت تسمية "" العــالم
الثاني"" ،أما باقي الدول فقد أطلق عليها ""العالم النامي"" أو ""العــالم
الثالث"" الذي يكون الوطن العربي محور دراستنا جزءا ً منه.
وبمرور الزمن وجدت الــدول فــي العــالمين الول والثــاني نفســها فــي
تقدم مستمر وتخصص معروف وإنتاج كبير فيما بدأت الرســمآلية بــالنمو
السريع وتجديد نفسها بعد أن أنجزت المهــام العلميــة والفكريــة والتقنيــة
الرأسمآلية حتى بلورت ما ُيسمى الن بـ)العولمة( تحت مسميات كــثيرة
منها الثورة العلمية ،والعالم قرية صــغيرة ،وبنـاء منظومــات عالميــة فـي
التصالت وغيرها ،كذلك حــدثت تحــولت كــبيرة فــي شــرق أوربــا ،بينمــا
بقيت دول العالم الثالث النامية تحــت تــأثير صــعود العــالم علــى أكتافهــا
تحلم بالتنمية وهذه هي مشكلتنا الحقيقية ،ليس بسبب المنظريـن ولكـن
بسبب المنفــذين والمتنفـذين وهـذا هـو أيضـا ً ســبب تقاطعنـا مـع العـالم
الول.
ً
إن مفكري العالم الثالث لعبوا دورا مهمــا فــي التنــبيه لمــا حــولهم مــن
مشكلت اقتصــادية واجتماعيــة وأبــرزوا فــي نصــائحهم انعكاســات إلثــار
السلبية للتخلف وما يعنيه من الفشل من الستفادة الكاملــة مــن مــوارد
بلــدانهم بســبب مقاومــة المؤسســات الجتماعيــة ،وبينــوا فــي كــثير مــن
كتاباتهم المقارنة الحقيقية بينهم وبين الدول المتقدمة ،كمــا بينــوا طــرق
الخلص من التخلف أو تخفيف آثاره القتصادية والجتماعية ،وفي الوقت
نفسه بينوا ضرورة الهتمام بالتنمية الجتماعيــة قبــل اهتمــامهم بالتنميــة
القتصادية والسياسية.
52
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ميشيل تـوادور/التنميــة القتصـادية/ترجمـة أ.د محمـود حسـن حسـني/دار المريـخ
للنشر/السعودية :(2006ص
_______________________________________________________
* د.محمد نبيل جامع/التنمية في خدمة المن القومي/منشأة المعارف المصرية
2000الصفحة 49
** ميشيل توادور /التنميــة القتصــادية /ترجمــة أ.د محمــود حســن حســني/دار
المريخ/السعودية :2006ص .59
من خلل ما تقدم نرى أن للتنمية القتصادية أهمية كبيرة في حياة الفرد
الجتماعية يمكن أن نلخص منها ما يلي:
-1زيادة الدخل الحقيقي وبالتالي تحسين معيشة المواطنين.
-2توفير فرص عمل للمواطنين.
-3توفير السلع والخدمات المطلوبة لشباع حاجات المواطنين.
-4تحسين المستوى الصحي والتعليمي والثقافي للمجتمع.
-5تقليل الفوارق الجتماعية والقتصادية بين طبقات المجتمع.
-6تسديد ديون الدولة.
-7تحقيق المن القومي.
مقيسا ً بالوحدات المادية وفي حال استخدام النقد مقياســا للــدخل فــإنه َ
ينبغــي احتســاب معــدلت التضــخم *.كــذلك يرتبــط اصــطلح التنميــة
القتصــادية بالجــل الطويــل لــذا وجــب أن يكــون ارتفــاع الناتــج القــومي
مستمرا ً وغير منقطع لجــل طويــل ،والجــل الطويــل ينبغــي أن ليقــاس
ببضع سنين بل يجب أن يدوم لخمسة عشر عاما ً في القل ،والحقيقة إن
الستمرار بالتنمية القتصادية مشكلة تعاني منها البلدان الغنية والفقيــرة
لكن السراع في التنمية يعد الهم بالنسبة للبلدان الفقيرة.
بصورة عامة هناك عناصر يجب بحثها عند المباشرة بأي عمليــة نمــو أو
تنميــة ســواء أكــانت قصــيرة أم طويلــة الجــل وهــذه العناصــر ســتلزم
المخططين ومنفذي العملية التنموية باستمرار وهي:
العمالة Employment -1
رأس المال Capital -2
الموارد الطبيعية Natural resources -3
Administration الدارة والتنظيــــــــــم and -4
Management
التكنولوجيا Technology -5
العمالة :إن الكفاءة والخبرة شرطان لبد منهما لكــي تســتطيع العمالــة
التعامل مــع طــرق ووسـائل النتــاج الحديثــة ،وبعبــارة أخــرى إن العــداد
الهائلة من العمالة غيــر المدربــة غيــر الكفــوءة غيــر المــاهرة أي الــتي ل
قدرة لها على التعامل مع ماكنة حديثة أو حاسوب معقد ،قد تشكل عائقا ً
أمام التنمية القتصادية ويظهر هــذا واضــحا فــي كــثير مــن البلــدان الــتي
تعاني البطالة وتوظف عمالة اجنبية مــاهرة فــي قطاعــات العمــل كافــة
خصوص ـا ً الصــناعة والخــدمات ناهيــك عــن أصــحاب الكفــاءات كأســاتذة
الجامعات ومدراء المصارف والطباء.
رأس المال :والقصد هنا وسائل النتــاج المناســبة كمـا ً ونوعـا ً بمــا فــي
ذلــك مســتلزمات الســتفادة منهــا ،ان عــرض رأس المــال يعتمــد علــى
مستوى الدخار وهذا الدخار يشكل الفرق بين الدخل والنفــاق ،فالبلــدة
الفقيرة تعاني من قلة رؤوس المــوال ذلــك لن النــاس ينفقــون معظــم
دخولهم على الستهلك.
ً
الموارد الطبيعية :ويعد هذا العنصر مساعدا فهناك من الدول الــتي ل
تمتلك الـثروات الطبيعيـة لكنهـا عملق اقتصـادي كاليابـان ،بينمـا معظـم
الدول العربية تضم كميات هائلة من الثروات الطبيعية لكن هــذه البلــدان
ما زالت نامية.
الدارة والتنظيم :يجــب أن يتماشــى التنظيــم مــع مــا يتفــق وعــادات
وتقاليد وأعراف ومعتقدات المجتمع.
التكنولوجيا :أي معرفــة الســبل الكفيلــة بتحويــل الخامــات إلــى ســلع
وخدمات ويظهر هنا دور التكنولوجيا أكثر من ظهــوره فــي اخــتراع أنــواع
جديدة من السلع أو تطوير الموجود منها وبعبارة أخرى فأ عناصر النتــاج
الرض والعمل ورأس المال بحاجة إلى أنواع عديدة من التكنولوجيا التي
تنتج العديد من السلع والخدمات.
العالم والتنمية:
يمكن تصنيف العالم اقتصاديا من حيث أهتمام الدول بعملية التنمية إلــى
ما يأتي:
يشير تعبير العالم الول إلى البلدان التي تتمتع بتطور صناعي
وتكنولوجي كبيرين والتي استطاعت توفير حياة ذات مستوى عالي
لقسم كبير من مواطنيها وأن ُيعترف بهذا المستوى عالميا .وتعدد
الوليات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا
وأيطاليا وكندا أهم البلدان التي تشكل هذا العالم.
حتى تصنف دولة ما على أنها من دول العالم الرابع فإنها يجب أن تحمل
المعايير الثلثة التية:
• متوسط دخل متدن للفرد )متوسط دخل وطني سنويا ً للفرد دون
الـ $750لمدة ثلث سنوات ،ويلزم لتلك الدولة أن تحقق $900في
ذلك المؤشر حتى تتمكن من الخروج من قائمة دول العالم الرابع(.
• ضعف الموارد البشرية )بالعتماد على مؤشرات التغذية ،الصحة
والتعليم في ذلك البلد(.
• اقتصاد قابل للنهيار بسهولة )مثل ً أن يكون اقتصادا ً معتمدا ً على
إنتاج زراعي غير مستقر ويعاني من انعدام الثبات في الصادرات
وإشكاليات أخرى(.
________________________________________________________
الموسوعة الحرة /ويكبيديا /نظريات التنمية القتصادية13/3/2007 / *
_____________________________________________________
* .المصدر السابق/تنمية /نظريات/الموقع اللكتروني
على تقديم شئ جديد ،فهو ل يوفر أرصدة نقدية ولكنه يحول مجال
.استخدامها
أما الرباح فإنه في ظل التوازن التنافسي تكون أسعار المنتجات
.مساوية تماما ً لتكاليف النتاج ومن ثم ل توجد أرباح
يؤكد لبنشتين أن الدول النامية تعاني مــن حلقــة مفرغــة للفقــر بحيــث
تجعلها تعيش عند مستوى دخل منخفض ،أمــا عناصــر النمــو عنــده فهــي
تعتمد على فكرة الحد الدنى من الجهد الحساس على وجود عدة عناصر
مساعدة على تفــوق عوامــل رفــع الــدخل عــن العوامــل المعوقــة ،وأمــا
الحوافز فإنها على نوعين ،صفرية وهي التي ل ترفع من الدخل القــومي
وينصب أثرها على الجانب التوزيعي ،وحــوافز أيجابيــة وهــي الــتي تــؤدي
إلى زيادة الدخل القومي والخيرة هي التي تقود إلى التنمية* .
_________________________________________________________
* نظريات التنمية القتصادية /ويكبيديا/الموسوعة الحرة 14/فبراير 2007
**ويكبيديا /نظريات اقتصادية /مصدر سابق
_ إنه ثابت.
_ إنه يتحدد عنــد مقــدار يكــون أعلــى مــن ذلــك المســتوى للجــور
الثابت في المتوسط والقائم إلى حد الكفاف في القطاع الزراعي
التقليدي ،حيث يفــترض لــويس أن الجــور فــي القطــاع الحضــري
يجب أن تكون أعلى فــي القــل بنحــو %30مــن متوســط الــدخل
الريفي حتى تحدث هجرة العمــال مــن مــوطنهم فــي الريــف إلــى
الحضر.
هنا يمكن أخذ بعض الملحظات على هذه النظرية منها:
لقد افترضت النظرية أن النتاجية الحدية لعنصر العمــل تســاوي
صفرًا ،وأن جميع الزراعيين يشاركون بالتســاوي فــي الناتــج ،وأنــه
افترض زيادة رأس المال فـي القطــاع الصــناعي والخــدمي نتيجــة
إعادة المستثمرين استثمار أرباحهم ،وهذا يخدم إلى حد ما عمليــة
التنمية الحضرية التي نعتقد أنها تتطلب أن يكون النمو متوازنا ً بين
مختلف القطاعات لعتماد القطاع الصــناعي المتوســع إلــى الناتــج
الزراعــي خاصــة فــي الــدول الناميــة الــتي يتوســع بهــا القطــاع
الزراعــي ،فــإنه بأمكاننــا أن ننمــي القطــاع الزراعــي مــن القطــاع
التقليــدي إلــى القطــاع الزراعــي الحــديث الــذي يعتمــد علــى
التكنولوجيــا المتطــورة لزيــادة النتــاج واســتثمار العمالــة فــي
الصــناعات الــتي تعتمــد علــى النتــاج الزراعــي وســحب العمالــة
الفائضة إلى قطــاع الصــناعة المتحضـر بالحــد الـذي يسـد الحاجــة
الولية للنتاج الصناعي وخلق عمالة متعلمة ومتدربة من المناطق
الحضرية لتحقيق التــوازن الجتمــاعي والقتصــادي فــي آن وأحــد،
والمحافظــة علــى نمــو مســتمر فــي الهياكــل القطاعيــة بصــورة
متوازية والبتعاد عن الفــرازات الخــرى الــتي قــد تســببها ســحب
العمالــة مــن الريــف إلــى الحضــر ،هــذا علوة علــى أن القطــاع
الزراعي ل يعتمد على النمطية في الحاجة إلى العمالة وإنما غالبا ً
ما يكون الطلب موسميًا ،وقد نستطيع أن نقرب بالوسائل العلمية
مواسم الطلب لتكون البطالة فــي هــذا القطــاع قليلــة ول تشــكل
عائقا في النمو ،وإنمــا تكــون ســببا ً فــي عمليــة التنميــة المنتظمــة
والمستدامة ،علوة علــى إمكانيــة أن نفــترض أن كــثيرا ً مــن رأس
المال المتراكم نتيجة الرباح قد يستثمر في البنوك فيما إذا كــانت
أسعار الفائدة مجزية أو تغطي نسبة عآلية من أرباح المســتثمرين
لنها تحقق فرصة مثالية آمنة للمستثمرين سواء أكانوا داخل البلــد
أم خارجه ،وكذلك بالنســبة للجــور فــي المنــاطق الحضــرية فهــي
غالبا ً ما تكون أعلى ممــا يتقاضــاه العمــال فــي المنــاطق الريفيــة
72
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ميشيل توادور /مصدر سابق:ص .144
في المفهوم العام الذي ساد الفكر القتصادي لمدة طويلة كان يقصد
بالقطاع العام قطاع العمال الذي تملكه الدولة في حين يقصد بالقطاع
الخاص قطاع العمال الذي يملكه الفراد
حيث يتضح من التعريــف أن الملكيــة هــي المعيــار الســائد للتفريــق بيــن
القطاعين.
وعلى هذا الساس هناك ثلثة قطاعات تعمل في اقتصاديات معظم
:البلدان النامية ومنها الوطن العربي هي
_________________________________________________________
د.محمد محمد محمود إلمام/محددات الداء القتصادي/مركز دراسات الوحدة *
.العربية/بيروت 1990
_________________________________________________________
* د.عبده محمد فاضل /الخصخصة /مكتبة مدبولي /القاهرة.2004 /
قطاع الصناعة هو أحد الميادين التي خاضها القطاع العام والـتي تمكـن
من زيادة الــدخل ورفـع مســتوى المعيشــة ،وقــد حظــي قطــاع الصــناعة
باهتمــام الــدول الناميــة بقطاعهــا العــام فــي ظــل مبــدأ سياســة إحلل
84
:القطاع الخاص**
يعتمد هــذا القطــاع إلــى حــد كــبير علــى قــدرته وحجــم تــدخل الدولــة
والتســهيلت الممنوحــة لــه ،وقــد نــال القطــاع الخــاص دعمـا ً كــبيرا ً فــي
الصــناعة كمــا هــو الحــال فــي جنــوب شــرق آســيا أو بعــض دول أمريكــا
اللتينية وبعض الدول العربية ،ومما يلحظ أن اتجاهــات القطــاع الخــاص
باستثماراته فــي هــذا المجــال فــي تزايــد مســتمر مــن ســنة إلــى أخــرى
خصوصا ً في ظل التحولت الجديدة.
:الزراعــة
:القطاع العام**
يختلــف قطــاع الزراعــة عــن القطاعــات الخــرى ،حيــث إن الملكيــة
الزراعية تكاد تكون مقصــورة علــى الملكيــة الخاصـــة فــي البلد العربيــة
خصوصًا ،حيث اقتصرت مهمة القطاع العام الزراعي على القيام بتنظيـم
نمط الزراعة ومكافحة الفــات الزراعيــة وتــوفير المســتلزمات وتســويق
المحاصيل وتحديد الدولة لسعار بعض المنتجات الرئيسية.
:القطاع الخاص**
ل زال هذا القطــاع فــي البلــدان العربيــة والناميــة عمومـا ً يعمــل فيــه
الغالبية الكبيرة من السكان الذين ينتجون من أجل الكتفــاء الــذاتي ومــا
يزيد يعرض للبيع ،وقطاع الزراعة في كـل الحـوال هـو ميـدان للنشـاط
الخــاص ،وســيظل كــذلك بحكــم ارتبــاط النــاس بــالرض وتــوزيعهم
الجغرافــي.
:التـعدين
:القطاع العام**
يمتلك القطاع العام معظم مرافق التعدين غير أن عقود اليجار تمنح
للقطاع الخاص من أجل الستكشافات والسغلل ،وتتبع عملية
استكشاف النفـط واستخراجه وتكريره وتوزيعه في المشاركة بين
الحكومة وشركات النفط غير الحكومية ،أما الغاز فيتبع تماما ً القطاع
.العام كذلك توليد الكهرباء
:القطاع الخاص**
إن مساهمة القطاع الخاص في قطاع التعدين قد تقتصر على القطاع
الخاص الجنبي ،وهناك محاولت ضعيفة في الوطن العربي لمساهمة
القطاع الخاص المحلي في عمليات التوزيع وبعض مراحل النتاج ،لكنها
.محدودة ول تخلو من تدخل الدولة
85
:القطاع السياحي
:القطاع العام**
اهتمت الدولة بالسياحة وأصبحت من النشطة المهمة التي تــدر عــوائد
للقتصاد ،وتعم التنمية والنمو ،ولقد لجأت الدول العربية إلى تنشيط هــذا
القطــاع وقــامت بالســتثمارات فــي مختلــف أنــواع الخــدمات الســياحية
فإنشأت الفنادق والمطاعم السياحية والقرى السياحية وشركات الســفر
وخدمات النقل الجوي والبري.
:القطاع الخاص**
زاد دور القطاع الخاص مع ازدياد أهمية السياحة ،فقد أسهم فــي بنــاء
الفنادق والمطاعم السياحية وأنشأ وكالت السفر السياحية ،وأخــذ زمــام
المور في التحدي الكبير لدور القطاع العــام ،ووجــه اســتثماراته الكــبيرة
نحو الستغلل السياحي خاصــة مــا يتمتــع بــه الــوطن العربــي مـن مزايـا
وتضاريس وتاريخ حضاري كبير فضل ً عن السياحة الدينية.
:التنمية الجتماعية
:القطاع العام**
إن الحكومة بقطاعها العام هي المسؤولة عن هــذه القطاعــات ســواء
أقامت به الحكومات بصورة كلية أم أســندت تنفيــذ بعضــها إلــى القطــاع
الخاص فيما يطلق عليه حق المتياز ،مثل المطارات والمــوانئ والطــرق
والكهراء والمياه والصرف الصحي ،فالقطــاع العــام مســؤول عــن تــوفير
هذه المشاريع بالطريقة التي يراها مناسبة ومن إسهامات القطاع العــام
أيضا ً الخدمات التعليمية والخدمات الصحية والمجال الثقــافي وإلعلمــي
ومشاريع البنى التحتية.
:القطاع الخاص**
ً ً
إن للقطاع الخاص دورا مهما في تنمية المجتمع ،كما هــو حـال القطـاع
العــام ،فـي مجــالت التعليــم بمراحلــه كافــة ،وكــذلك الخــدمات الصــحية
والنقل والمواصلت وتشغيل الموارد البشرية وتنميتها ،والمجال الثقــافي
والمساهمة في مشاريع البنى التحتية.
:التجارة والتوزيع
:القطاع العام**
إن ما يميز قطاع التجارة الداخلية والخارجية هو الطابع الخاص إل أن
كثيرا ً من الدول النامية تدخلت في عملية التجارة وتولت القيام بالبيع
المباشر للسلع والفراد تحت غطاء توفير السلع بأسعار معقولة معتقدة
.الحكومة أنها تكسر احتكار القطاع الخاص
:القطاع الخاص**
86
القطاع الخاص يمارس التجارة بقصــد الربــح وزيــادة الــثروة حيــث لعــب
أفراده دورا ً كبيرا ً في التجارة الداخليــة والخارجيــة ،حــتى قبــل أن تنظــم
الدولة كيفية التعامل وتسن التشريعات التجارية المنظمة لها ،ولقد كــان
دور القطاع الخاص في الدول الناميــة دورا ً مهمـا ً فـي مختلــف المراحــل
علــى مســتوى الجملــة والتجــزئة ،وقــد حــد تــدخل الدولــة فــي التجــارة
الخارجية والداخلية من نشاطه ،بسبب فرضه الضــرائب والرســوم علــى
الصادرات والواردات ،وتحديد الكميات ،أو ما يطلق عليه نظام الحصص،
وتــدخل الدولــة كبــائع ومشــترٍ فــي الســوق ،وســن بعــض القــوانين
والتشريعات التي تحد من نشاط القطاع الخاص في هذا المجال.
يلحظ ممــا تقــدم أن لكــل مــن القطــاعين دوره وأثــره فــي عمليــة
التنميــة القتصــادية ســواء فــي البلــدان المتقدمــة أو الــدول الناميــة ،ول
استغناء عن بعضها ،بل إن أي ضعف في أي من القطاعين ســيؤثر حتمــا
في عملية التنمية بالنتيجــة ،ويتوقــف ذلــك علــى نــوع النظــام السياســي
وطبيعته ،وعلى أي مدى يســمح باقتصــاد الســوق ،ومــتى تتــدخل الدولــة
للحد من نشاط معين ،أو ترك المنافســة الحــرة تلعــب دورهــا ،واقتصــار
دور الدولة على مراقبة التخطيط ومتابعة النتائج ،بما يكفل حق المجتمع
وتوزيع الدوار بين القطاعين.
ويعرف تقرير براندت لند التنمية المستدامة بأنها تلبية حاجات الجيال
الحالية دون المساس بإمكانية تلبية حاجات الجيال القادمة ،وتعرف بأنها
نتيجة تفاعل مجموعة في أعمال السلطات العمومية والخاصة بــالمجتمع
مــن أجــل تلبيــة الحاجــات الساســية والصــحية والنســانية وتنظــم تنميــة
اقتصادية لفائدته والسعي إلــى تحقيــق انســجام اجتمــاعي فــي المجتمــع
بغض النظر عن الختلفــات الثقافيــة اللغويــة والدينيــة للشــخاص ،ودون
رهن مستقبل الجيال القادمة على تلبية حاجاتهم.
ومــن خلل التعريــف الــوارد أعله يمكــن اســتخلص عناصــر التنميــة
المستدامة وهي:
العنصر القتصادي )تحقيق النمو القتصادي ،والتوزيع العادل •
للموارد والثروة(
العنصر الجتماعي )تحقيق تنمية اجتماعية بين مختلف فئات •
المجتمع(
العنصر البيئي )المحافظة على البيئة وحمايتها( •
العنصر الثقافي )احترام التنوع الثقافي في المجتمع( •
العنصر المكاني )تحقيق توازن بين المدن والرياف والتهيئة •
العمرانية(
ً
وهناك مفهوم آخر للتنمية المستدامة يختلف كــثيرا عمــا ورد مفــاده
أنهــا عمليــة تطــوير الرض والمــدن والمجتمعــات وكــذلك العمــال
التجاريــة بشــرط أن تلــبي احتياجــات الحاضــر دون المســاس بقــدرة
الجيال القادمة على تلبية حاجاتهــا ،ويــواجه العــالم خطــورة التــدهور
البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عــدم التخلــي عــن حاجــات التنميــة
القتصادية وكذلك المساواة والعدل الجتماعي.
وفيما يتعلق بـالوطن العربـي فـإن هنـاك جملـة معوقـات لتنفيـذ التنميـة
المستدامة كما هو الحال في وجود معوقات أو محددات للتنميــة عمومــا ً
ومنها*:
عدم الستقرار في المنطقة العربية الناتج عن غيــاب المــن •
القومي.
مشكلة الفقر وزيادة حدة المية والبطالة والمديونية. •
استمرار الزدياد السكاني في المدن وزيادة هجرة الريــاف •
إلى المناطق الحضرية.
زيادة الضغوط على المرافــق والخــدمات الحضــرية وتلــوث •
الهواء وتراكم النفايات.
تكرار ظاهرة الجفاف وزيادة التصحر. •
النقص الحاد فــي المــوارد المائيــة وتلوثهــا ونــدرة الراضــي •
الصالحة للزراعة ونقص الطاقة غير المتجددة فــي بعــض إلقطــار
العربية.
88
الفصل الرابـــــع
البيئــة السياسية
في
الوطـــــن العربــــــــي
89
ولكن تحت تأثير المدرسة السلوكية اتخذ مفهوم النظام السياسي أبعادا ً
جديدة وأصبح يشير إلى شبكة التفاعلت والعلقات والدوار التي ترتبــط
بظــاهرة الســلطة ســواء مــن حيــث منطلقهــا )الجــانب اليــديولوجي( أو
القــائمون علــى ممارســتها )النخبـــة( أو الطــار المنظــم لهــا )الجــوانب
المؤسسية(*.
وهناك مفاهيم للنظم السياســية قــد تتقــارب أو تبتعــد عــن بعضــها لكنهــا
بالناتج تقربنا من فهم عميق وواسع ومن جوانب مختلفة لما نحــن عليــه،
ومنها:
ً
إن مفهوم النظــام السياســي أصــبح تعــبيرا عـن ذلــك الكــل -1
الــذي يتــأتى مــن نتــاج التفاعــل والــترابط الــواعي بيــن مختلــف
المتغيرات الواقعة ضمن الطار السياسـي العـام ،إمـا تكـون بنائيـة
وتشتمل على المقومــات الماديــة والبشــرية والمعنويــة إلــى جــانب
المقومات التنظيمية والقيادية ،وإما متغيرات وظيفية تتعلق بطبيعة
ووظيفــة النظــام السياســي وحجمهــا أومتغيــرات تختــص بالعلقــة
الداخلية والخارجية ونوعيتها**.
إن مفهوم النظام السياسي ل يعدو أن يكون مفهوما ً تحليليا ً -2
يستخدم لفهم ظاهرة معينة ول يعرف له وجود مــادي فــي الواقــع،
ويعتمــد وجــوده علــى نمــط مســتمر مــن التفــاعلت والعلقــات
النسانية ،ويترتب على ذلك أنه ل بد أن يتضــمن النظــام السياســي
درجة عالية من العتماد المتبادل بين وحداته بحيث أن التغير الــذي
يطرأ على أي منهــا يــؤثر فــي بــاقي الوحــدات الخــرى إن ســلبا ً أو
إيجابًا***.
-3إن مفهوم النظام السياسي وفق المدخل النظمي يرى أنــه جــزء مــن
كل اجتماعي يدخل في علقات معقــدة،تفــاعلت ،مــع البنــاء الجتمــاعي
ككل وبالتالي فإن الظاهرة السياسية هي نظــام مــترابط ومتشــابك مــن
أنماط السلوك ل بد من دراسته كلية بدل ً من تحليــل أجــزائه أو العوامــل
المؤثرة فيه****.
_________________________________________________________
* د .وصــال نجيــب العــزأوي/مبــادئ السياســة العامــة/دار أســامة للنشــر
والتوزيع/الردن 2003
**د.شـــعبان الطـــاهر الســـود/علـــم الجتمـــاع السياســـي/الـــدار المصـــرية
اللبنانية/القاهرة1999 /
*** د .علي الـدين هلل ود .نيفيـن مسـعد/النظـم السياسـية العربيـة/قضـأيا
الستمرار والتغير/مركز دراسات الوحدة العربية/بيروت2000 /
91
السـلطة:
إن أبسط تعريف للسلطة هوأنها "قدرة الفرد أو الجماعة على التأثير
ما عنهم.
في سلوك الخرين ،برضا الخرين أو رغ ً
نبيل حاجي نائف /سوري /من منشورات موقع شبكة العلمانيين العرب **
.2007
فالسلطة هي وسيلة تحكم وهي قوة ،وكل سلطة تستمد قوتها من
بعض المور التالية:
تفويض من أعضاء الجماعة تعطى إلى الداريين لتسيير المور بأفضل ما
يمكن حسب تطلعــات الوليــن .لكــن حيــن تنفصــل الدارة عــن قاعــدتها
وتتحــرك دون أي اعتبــار لهـا ،تتجــه بـذلك إلــى منزلــق خطيـر قـد يطيــح
بالجماعة ككيان جماعي.
وقد اعتقد مونتيسكيو بــأن كبــح الســلطة لمــا فيــه صــالح الحري ّــة ،هومــا
يوجب أن تــواِزن الســلطات الثلث المفصــولة بعضــها عــن بعــض .هكــذا
ينبغي أل ّ يمارس السلطة التنفيذي ّــة أعضــاُء الســلطة التشــريعّية ،بــل أن
تودع في عهدة الملك الذي يكون قابل ً للعزل إذا مــا أتــى أعمــال تتجــاوز
ل ،،لــدى إنشــاء ور هذا لم يصبح أمرا ً واقعا ً إ ّ
سلطاته ) Ultra Viresوالتص ّ
ل الدستور المير كي(. منصب رئيس الجمهورّية في ظ ّ
وبما أن السلطة قوة ولها تــأثيرات كــبيرة فــي الفــراد وفــي المجتمــع
فيجب العمل على ترشيدها وتوظيفهــا بمــا يخــدم ويفيــد الفــراد وبنيــات
المجتمع ،والعمل على منع استغللها من قبل بعض الفــراد أوالجماعــات
وتوظيفهــا لتحقيــق مصــالحهم الخاصــة ،والعمــل بنظــام حكــم يعتمــد
السلطات المستقلة .وفصــل الســلطات عــن بعضــها هوأحــد أهــم طــرق
معالجــة ســوء اســتخدام الســلطة ،وبــاللتزام بالتشــريعات والقــوانين
وتنفيــذها علــى الجميــع ،ومراقبــة تنفيــذها بدقــة وشــفافية وعــدل علــى
الجميع .تدأول السلطة عن طريق النتخابات الحرة النزيهة.
السلطة التشريعية
صد بالسلطة التشريعية ،تلــك الهيئة الــتي لهــا حــق إصــدار القواعــد ق َي ُ
العامة الملزمة التي تحكم تصــرفات النــاس ،داخــل كيــان الدولــة وتتجــه
أنظمة الحكم الديمقراطية ،إلى إعطاء حق التشريع لنواب الشعب الذي
يمثلون السلطة التشريعية ،بإيجاد تشريعات لما يستجد من المور نتيجــة
للتطــور ،وتنظيــم العلقــات ســواء أكــانت داخليــة أودوليــة فيمــا ل يوجــد
تشريعات له ،وهذه التشريعات تكون نتيجــة لضــرورة ،وقــد تتغيــر إذا مــا
رأى المشرع ذلك فالحتياجات تتغير كما تتغير الرغبات.
السلطة التنفيذية
هي التي تسّير أمور الدولة ضمن حدود الدستور والتشريعات وقوانين،
ولها صلحيات اقتراح مسودة قوانين جديدة لدراستها مـن قبـل السـلطة
التشريعية والموافقة عليها .هــذه العلقــة بيــن التشـريع والتنفيـذ ل يصــح
بشكله الفضل إل في استقللية الول عن الثاني.
السلطة القضائية
95
السلطة الرابعة
والن وبعد ما يقارب أربعة آلف سنة مــن المناضــلة للنتصــار لحريــة
الــرأي تعلــن منظمــة »مراســلون بل حــدود« المتخصصــة فــي شــؤون
الحريات الصحفية عالميًا ،أن ثلــث ســكان العــالم مــازالوا يعيشــون فــي
بلدان تنعدم فيها حرية الصحافة والعلم بشكل عام والغالبية تعيش فــي
دول ليس فيها نظام ديمقراطي أوحيث توجد عيوب خطيرة في العمليــة
الديمقراطية.
أثناء الحوار تنمو الفكار وتتطــور بســبب دخولهــا فــي مجابهــة ســلمية
ومقصودة مع أفكار مناقضة أوموازية أومتقاربــة أومكملــة .هــذه الحركــة
بين الفكرة وغيرها ترفع المحاورين إلى مســتوى أرقــى مــن حيــث فهــم
المور المطروحة .لماذا كانت الصحافة والعلم هم الهم والكبر تأثيرًا.
إن ما يصــل إلــى مراكــز المعالجــة فــي الــدماغ هــوفقط الــذي تجــري
معالجته .هذه الخاصية هي التي تتحكم في استجاباتنا وتصرفاتنا الراديــة
الواعية كافة ،فبناًء على ما يصل إلى هذه المراكز وتجري معــالجته تنتــج
97
نحن الن في وضع أصبح العلم بأشكاله كافــة هــو الــذي يــدخل أكــبر
كمية من الفكار التي تجــري معالجتهــا فــي أدمغتنــا ،وهــذا يحــدد غالبيــة
استجاباتنا وتصرفاتنا.
فالن يمكن توجيه استجابات وتصرفات غالبية الناس إلى الوجهة التي
نريد عن طريق العلم ،إن كان شــراء منتجــات أوخــدمات ،أو كــان دفــع
لتصـــرفات معينـــة اجتماعيـــة أم سياســـية أم دينيـــة أم عســـكرية أم
اقتصــادية .،.وهــذا ليــس بجديــد فقــد كــان يحــدث دوم ـًا ،فنشــر الفكــار
والعقــائد والتحريــض علــى تصــرفات معينــة هوالمــوجه الكــبر لغالبيــة
تصرفاتنا.
لذلك كانت السلطة الرابعة أو العلم هي أقوى السلطات وأكثرها تأثيرا ً
في غالبية تصرفاتنا.
كيف يتم تشكيل نظام حكم يعتمد السلطات الربع الــتي تعمــل بشــكل
صحيح؟
إن تحقيق ذلك ل يمكن أن يتم بشكل فوري فهذا مستحيل ،فيجــب أن
يتم ذلك بالتدريج وهذا يعرفه الجميع ،فالمتثال للنظمة والقوانين ل يتــم
بسهولة فهي تتشكل كما تتشكل الخلق نتيجة الممارسات وخلل زمــن،
فتعلــم ذلــك يلزمــه إجــراءات وممارســات مناســبة ويلزمــه فــترة زمنيــة
مناسبة وهي ليست قصيرة.
-4من أجل الحفاظ علـى الحريـات السياسـية فـإنه يجـب وضـع حـواجز
رسمية بين السلطات.
ول يعني مبدأ فصل السلطات أنه يجوز لكل سلطة تجأوز صلحياتها دون
تدخل السلطات الخرى .ول يعني مبدأ فصل الســلطات ،دكتاتوريــة كــل
سلطة فالسلطة التشريعية هي التي تضع قواعــد اللعبــة وبامكانهــا أيضــا
تغيير هذه القواعد.
إن عــدم الفصــل التــام بيــن الســلطات الثلث يســمح بتقييــد عمــل
الســلطات ومنــع أي منهــا مــن الســتبداد والتعســف ،والعمــل بطريقــة
التــوازن والكبــح وهــذا لضــمان حريــة المــواطن ،وهويضــمن أداء عمــل
السلطات الربع بشكل سليم ،فلو كان الفصل بين السلطات تاما ً عنــدها
لن تستطيع كل سلطة العمل بنجاعــة ،وكــل واحــد منهــا ستشــمل عمــل
الخرى.
هوشكل منظم للمجتمع وقد ظهر مفهوم الدولة المنظمــة قــديما ً فــي
مصر وعلى ضفاف نهر النيل ومــا بيــن الرافــدين وفــي بلد الصــين قبــل
خمسة آلف سنة تقريبا ً ومفهوم الدولة هي مجموع بشــري يقيــم بصــفة
مستقرة على إقليم معين ويخضع لسلطة سياسية مستقلة عن أشــخاص
الحكم ولتقوم الدولة بتأدية وظائفهــا بشــكل ســليم ،تضــمن بــه الحقــوق
وتصان به الحريات الساسية للفراد ويمنع فيها ســوء اســتغلل الســلطة
والقوة والصلحية من قبل الحكام ،وجدت السلطات العامة فــي الدولــة،
بحيث أن لكل سلطة وظيفة أساسية ،وهي السلطة التشريعية والسلطة
القضائية والسلطة التنفيذية والهم هو مفهوم المبدأ الــديمقراطي الــذي
يحكم العلقة بين تلك السلطات في الدولــة وينظمهــا ،وهــو مبــدأ فصــل
السلطات واستقللها.
منذ بروز الدول ككيانات تنظم شــؤون المجتمعــات والتعاقــد بيــن هــذه
المجتمعات وأفراد منظميــن يشــكلون مــا ســمي بعــد ذلــك بالحكومــات،
وتوســعها بمــرور الــوقت مــع ازديــاد احتياجــات المجتمــع وتعقــد الحيــاة
الجتماعيــة ،ظهــرت للوجــود المؤسســات الحكوميــة الــتي تــدير شــؤون
الحياة اليومية وتحافظ على المن والنظام ،كما تدير الشؤون الخارجيــة،
ظهرت مشكلة بالغة التعقيد ،شغلت فلسفة السياسة قرونا ً طويلة ،منذ
سقراط حــتى وقتنــا الحاضــر ،وهــي العلقــة بيــن الحكومــات والمجتمــع،
وتمتع هذه الحكومات بالسلطات الكافية لدارة شــؤون الدولــة الداخليــة
والخارجيــة ،وعــدم انزلقهــا نحوالســتبداد ومصــادرة الحريــات الفرديــة
لمجتمعاتها ،إن النشغال بأيجاد حل ناجــح لهــذه المشــكلة توصــل الكــثير
من المفكرين لمذهب الفصل بين السلطات.
تبنى الدولة الحديثة علـى مؤسســات وليـس علـى أفـراد أوحــزب مــا.
الفراد والحزاب يزولون أما المؤسسات فتبقى بعــدهم ولجيــال كــثيرة.
الديمومة في الدولة تتجسد في ديمومة مؤسساتها لنهــا منفصــلة تمام ـا ً
عن الفرد والحزب .السياسي الذي يتعامل مع الدولة كملكية خاصــة لــه،
كما هوالحال في كثير من الديكتاتوريات ،يقضــي علــى مقومــات بقائهــا.
فزوالها بزوال مالكها .سلطة الحاكم تستند إلــى جملــة معــأيير ومفــاهيم
وقيم وقوانين مجردة عن الفرد أو أي هيئة اجتماعية لها نفوذ على مصير
الدولة والمواطنين.
دي إلــى سسات وعملهــا هوالــذي يــؤ ّ إن المجتمع الذي يقوم على المؤ ّ
المراكمة ،بديل ً من تبديد الفراد الذي تكمن أصــوله فـي البــداوة وطــرق
الحياة الخرى الــتي لــم تمسســها يــد الحداثــة الرأســمالّية إل ّ قليل ً وفــي
صورة أخرى الدولة هي الرادة العامة التي تجسد المعقــول فــي دســتور
وفي قوانين ،إن إدارة أي الدولة تتحكــم بــه الكــثير مــن المــور ،واختيــار
القادة هو أ حد هــذه المــور ،وهنــاك الكــثير مــن المــور الخــرى أهمهــا:
الفكار والعقائد والدساتير والتشريعات والقــوانين الموجــودة .والدســتور
100
هو المادة التي من خللها تستوحى النظمة والقوانين الــتي تســير عليهــا
الدولة لحل القضايا بأنواعها .الدستور هوالقانون السمى بالبلد وهويحدد
نظام الحكــم فــي الدولــة واختصاصــات ســلطاتها الثلث وتلــتزم بــه كــل
القوانين الدنى مرتبة فــي الهــرم التشــريعي ،فالقــانون يجــب أن يكــون
متوخيا للقواعد الدستورية وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم بالقانون العلى
منها مرتبة إذا ما كان القانون نفســه متوخي ـا ً القواعــد الدســتورية .وفــي
عبـارة واحـدة تكـون القـوانين واللـوائح غيـر شـرعية إذا خـالفت قاعـدة
دستورية واردة في الوثيقة الدستورية.
Democratic الديمقراطيـــة*:
فالذي يحقق ذلك العدالة والمساواة بين الفراد والحرية الفرديــة فــي
أي نظام حكم الن هو تشكل بنية نظام حكم مؤلــف مــن أربــع ســلطات
مســتقلة هــي -الســلطة التشــريعية -والســلطة التنفيذيــة -والســلطة
القضائية -وسلطة الصحافة .تعمل كلها بكفاءة ونزاهــة وشــفافية ضــمن
أنظمة ودساتير مناسبة.
إن أي نظام ديمقراطي الن ل توجد فيــه تلــك الســلطات الربــع الــتي
تعمــل بكفــاءة ونزاهــة ،يمكــن أن تخــرق فيــه أساســيات الديمقراطيــة
بسهولة ،وبالتالي تصبح ديمقراطيته بل معنى.
في الشؤون المطروحة للجدال لهم دور أساسي في النقد وطرح أفضل
الحلول .كذلك لكل مواطن الحق الشــرعي فــي مراقبــة الحكــام بشــكل
دائم واختيارهم بشكل دوري ونقد سياسات الحكومة ورفع مذكرات إلــى
دي عليهــا ،لن الشــعب الجهات المختصة وحقه بالحصول على جــواب جـ ّ
ً
هوصاحب السيادة .من الملحظ أن الشعب يزداد تأثيرا في الحكام كلمــا
ازداد ثقافة سياسية ووعيا ً بمصالحه .هذه الصول الديمقراطيــة لمراقبــة
الحاكم موجودة في كل الديمقراطيات العريقــة ،لنــه مــن المعــروف أن
السلطة قد يساء استعمالها لذا من الضروري لمصلحة المــواطنين أيجــاد
آليات فّعالة وقانونية ليقاف واقتلع الفساد المحتمل في حال وجوده.
هناك نماذج للحكم ل يوجد فيها فصل للســلطات حيــث يكــون الحــاكم
)الملك أو الميرأو المبراطور أوالرئيس أوالخليفة أوالسلطان أوالقيصــر
أو…( هــو المســؤول عــن صــنع القــرار والقــائم علــى تنفيــذه والمش ـّرع
والقاضي وأحيانـا القائد الديني وأحيانـا ً أيضا ً الله الذي يأمر ببناء الهرم.
مشكلة هذا النظام هو أنه يعتمد علـى الفـرد :إذا كـان الحـاكم صـالحا ً
فهنيئـا ً للرعايا وإذا كان فاسدا ً أومتهورا ً أومستبدا ً فستحل المصائب.
وإذا كان من فضائل الفصل أنه يمنع السلطات من أن تنهار كّلها دفعة
مة والمجتمع ،فإن الفصــل ذاتــه مة تطأول ال ّ واحدة لدى حصول أزمة عا ّ
ل يعني القطيعة وعــدم النســجام بيــن الســلطات لننــا نغــدو ،فــي حــال
كهذه ،أمام استحالة ممارســة الحكــم ،أيـا ً كــان الحكــم .فــالقوانين الــتي
يشّرعها نواب الشــعب يجــب أن تطّبقهــا الســلطة التنفيذي ّــة وأن تعّززهــا
السلطة القضائّية .واســتقلل هــذه الخيــرة خصوص ـا ً إّنمــا يبقــى ضــمانة
الحرّية الولى ،إذ تستمد ّ السلطة القضائّية سلطوّيتها ونفوذها مــن كونهـا
كابحا ً للسلطة ومانعا ً لشططها.
103
إن غالبية الدول إن لم تكــن كلهــا الن تعتمــد وجــود الســلطات الربــع
مستقلة ،ولكن في الكثير منها ل يتم عمل هذه السلطات بنزاهة وشــكل
صــحيح ،وكلمــا كــان اخــتراق النظمــة والســس الــتي تعمــل بهــا هــذه
السلطات الربع كبيرا ً كان تحقيق الديمقراطية غير صحيح.
Dictatorship الديكتاتوريــــة:
تعزيز الحكم الصالح ،بدأت بعض الحكومات العربية توجها ً حذرا ً وانتقائيــا ً
نحوالنفتاح السياسي على المعارضة وإفساح مجال العمل العام.
ظهر مصطلح الحكم الصالح أو الحكم الجيد ،فـي اللغـة الفرنسـية فـي
القرن الثالث عشر كمرادف لمصــطلح الحكومــة ،ثــم كمصــطلح قــانوني
)سنة *،(1978ليستعمل في نطاق واسع ومعــبر عــن تكــاليف التســيير،
ومع تنامي ظاهرة العولمة كان الهدف منه ضمان نمط جيد في التســيير
النظام الجتماعي من أجل تحقيق المطالب الديمقراطية.
كما عرف صــندوق النقــد الــدولي الحكــم الصــالح مــن خلل البعــد
التقني أي "الناحية القتصادية من الحكم وتحديد شفافية حسابات
الحكومة ،وفعالية إدارة الموارد العامة،
الديمقراطية /كيف تشارك وزراء الخارجيــة فــي النــروج لتبنــي الديمقراطيــة *
www.fco.gov.uk/servlet/front
يمكن القول بأن الحكم الصالح يتواجد عند وجود الحكومة الجيــدة أي
حينما توفر العناصر التالية التي تعمل من بعضها بشكل مشترك:
إدارة حكومية ســليمة ،بمــا فــي ذلــك إدارة المــوال العامــة، -
ووجود إدارة حكومية تتسم بالحتراف والحيادية.
ومن خلل ما سبق يمكن توضيح خصائص الحكم الصالح الذي تقوم بــه
الحكومــة الجيــدة مــن خلل نظريــتين :نظــرة برنامــج المــم المتحــدة
النهائي ونظرة البنك الدولي:
المساءلة.
يشــجع التــوازن مــا بيــن
الجناس الرؤية الستراتيجية
اجتماعية
التمكين والقتدار -
يتطابق مع القانون
اللمركزية -
إن الحكم الصالح موضــوع مهــم فــي أي نقــاش حــول التنميــة لنــه
مرتبط بالنموالقتصادي ،فالدراسات التي أجراها البنك الدولي تظهــر
111
العلقة الموجودة بين الحكم الصالح وارتفاع نصيب الفرد مــن الــدخل
الوطني.
وحسب جون تايلور وكيل وزارة المالية المريكية ،إن البحاث الــتي
أجراهــا صــندوق النقــد الــدولي تظهــر أن أتبــاع المقــاييس الرئيســية
للشفافية والوضوح تؤدي إلى تخفيض سعر القروض الدولية والمحلية
بنسبة تتراوح بيــن %7إلــى %17ممــا يشــير إلــى أن المســتثمرين
يعتبرون الحكم الصالح عامل ً مخفضا ً لمخاطر الستثمار*.
* *جون تايلر/وكيل المالية المريكية للشؤون الدولية /من مؤتمر الحكم الصالح
من أجل التنمية في الدول العربية/الردن .2005
* آن كريستين سيدنز /التعاون التنموي وصلح الحكم وضبط الجودة /مبــادرة تنميــة
النتوساي /الندوة الدولية /أوسلو 7يونيو . 2001
إن أغلــب البلــدان العربيــة تضــع قيــودا ً علــى حريــة العلم ونشــاط
الجمعيات ذات الطابع الهلي )سواء أكانت هذه القيود قانونيــة ،سياســية
أومعنويــة وحــتى ماليــة وماديــة( فعــدد الجمعيــات فــي الــوطن العربــي
هوحوالي 70ألـف جمعيـة ذات طـابع غيــر حكـومي ،وهـذا العــدد صـغير
بالمقارنة مع ما هو موجود في الدول المتقدمة.
وعلى الرغم مما تقوم به هذه البلدان العربيــة إل أنهــا تــواجه فــي القــل
ستة تحديات من أجل الوصول إلى تحقيق الحكم الصالح وهي:
* بشير مصطفى/مصدرسابق.
-الحريات المدنية.
-حرية الصحافة.
-الداء السياسي.
تنافس التوظيف.
-المشاركة في التوظيف
-انفتاح التوظبف.
-المساءلة الديمقراطية.
-الشفافية.
116
* مؤشر جودة الدارة :يقيس لنا هذا المؤشــر حــدود الفســاد فــي
مجــال إدارة المــوارد والســوق ومــدى احــترام الحكومــة للقــوانين،
ويشمل ما يأتي:
-درجة الفساد.
-نوعية الدارة.
-حقوق الملكية.
-الدارة المالية.
-تخصيص الموارد.
-السوق الموازي.
و .آليات تحقيق الحكم الصــالح :ل يمكــن الحــديث عــن الحكــم
الصــالح إل بتــوفر آليــات تحقيقــه علــى أرض الواقــع وأخــرى
لستدامته وتطوره وهي*:
كما يأتي:
فمن خلل التقرير 5دول عربية فقط حصــلت علــى مراتــب مقبولــة
أي تقع ضمن مجال الحكم الصــالح وهــي ســلطنة عمــان ،والبحريــن،
وقطر ،والكويت ،والمارات العربية المتحدة ،أما باقي الــدول حــوالي
%73من الوطن العربي يقع ضمن مجال الحكم غيــر الصــالح أي 13
دولة المتبقية من الدول العربية التي يشملها التقرير.
هذه الوضعية ل تدفع الدول العربية إلى بناء ستراتيجية فعالــة للحكــم
الصــالح انطلقـا ً مــن خصوصــيتها الثقافيــة والتاريخيــة ،وبالتــالي فــإن
استمرار الدولة مرهون بستة عناصر وهي:
وهنا يمكن اقتراح الخطة المتبعة مـن طـرف الـدول العربيـة لتحقيـق
حكم عربي صالح على النحو التي:
يجب أن يشعر جميع الفاعلين فــي الــوطن العربــي بالحاجــة إلــى -
إصلح الحكم لديهم ،وأن الحكم الصالح يكاد يكــون الغــائب الكــبر
في إدارة الشؤون العامة في أغلب الدول العربية كما بينــه تقريــر
الشفافية.
تناضل الجمعيات الهلية ذات الصلة مـن أجــل دفـع الحكومـات -
العربية إلى إطلق هذه المبادرة في أقرب وقت.
تشارك فــي مبــادرة الحكــم الصــالح الهيئات التيــة " :الحكومــة، -
والبرلمـــان ،وجهـــاز القضـــاء ،ومجلـــس المحاســـبة ،ومؤسســـة
الوســـاطة ،وهيئة المراقبـــة والرصـــد ،وهيئة الخـــدمات العامـــة،
والعلم ،والمجتمع الهلــي ،والقطــاع الخــاص والهيئات المميــة"،
وأن يكون للهيئات الدولية صفة خاصة ل تتعدى تقــديم المســاعدة
الفتية ،وعرض التجارب التي يمكن الستفادة منها.
120
-النتخاب الشفاف.
فإذا طبقت هذه الجراءات فإنه يمكن أن تتحقق الحكم الصــالح فــي
البلدان العربية كما هوموجود في كثير من دول العالم المتقدم.
فعلى أقطار الدول العربية القيام بهذا الصلح من الداخل وإّل فــرض
عليها من الخارج ما يسمى مبادرة الشرق الوسط المريكية.
.المقومات
• اللغة الواحدة.
• الثقافة الواحدة.
• التاريخ المشترك.
• الدين الواحد لغالبية السكان وتعايش راقي مع الديانات الخرى
على رأسها المسيحية.
• الصعوبات:
من بلدان عربية ما زالت تحكم بالنظم الملكية ،إلى أخرى تتمتع ولو
نظريا بنظم حكم جمهوري ديمقراطي.
ننننننننن نننننننن:
قامت تلك التجربة والتي تعتبر التجربة الهم في مجال الوحــدة العربيــة
كرد على التهديدات المتزايدة من حلف بغداد على سوريا ،قررت القيادة
السياسية في مصر وقتها مساندة سوريا ولورمزيا ً بإرسال بعض القــوات
المصرية إلى سوريا وقــد وصــلت عــبر مينــاء اللذقيــة ،بعــد هــذا الحــدث
سافر أبرز قادة الحزاب وضباط الجيش المتنازعين علــى الســلطة إلــى
القاهرة طالبين من جمال عبد الناصر إعلن دولة الوحدة وإل فإن الدولة
ستتمزق شر ممزق وكان ذلك دون حتى علم الحكومــة الســورية وعلــى
رأسها الرئيس شــكري القــوتلي ،كــان جمـال عبــد الناصــر رافضـا ً وقتهـا
لفكرة إقامة دولة وحدة بشكل مرتجل وســريع ،واقــترح فــترة تحضــيرية
مدتها خمــس ســنوات ،إل أنــه رأى أن أي ضــغط إضــافي علــى أعصــاب
أولئك الضباط سيؤدي فعل ً لنفجار سوري ل تحمد عقباه ،اشترط جمــال
عبد الناصر حل الحزاب السياسية في الساحة الســورية قبــل الموافقــة
على إعلن الوحدة ،وقد وافق ممثلو الحزاب ومــن بينهــم حــزب البعــث
وقتها على القــرار علــى مضــض ولكــن لمصــحلة قيــام الدولــة الوحدويــة
المنشودة ،يعيب الكثيرون على عبد الناصــر اتخــاذ ذلــك القــرار ويعــدونه
سببا ً في شلل الحياة السياسية السورية والتي كانت مفعمة بالحيوية في
عقد الخمسينات.
بين سوريا ومصر وليبيا وذلك في عهد أنور السادات وحافظ السد
ومعمر القذافي ،وقد أثيرت في وقتها كثير من العتراضات على أنور
السادات لدخوله في التحاد واتهامه بتمييع القرار السياسي المصري
واستقلليته في الدخول في هكذا اتحاد.
مجلس دول التعاون الخليجي يعد إطارا ً تنتظم ضمنه مجموعــة الــدول
العربية المطلة على الخليج ،يعتبر هذا التجمع تجمــع الغنيــاء فــي العــالم
العربي نظــرا ً للقتصــادات القويــة للــدول الخليجيــة والعــائدة مــن أربــاح
النفط ،يسعى المجلس لنشاء عملة خليجية موحدة .يعد البعض مجلــس
التعاون الخليجي ومجلس التعاون المغربي مثل ً تفتت في الجسد العربي
الواحد بنأيها بكــل مجموعــة مــن الــدول العربيــة عــن المشــروع العربــي
المشترك.
الباب الثانـي
البيئة السياسية
والتنمية القتصادية
في
الوطــن العربــي
الفصل الول
لقد كانت من أساسيات بحثنــا مــا جــاء بفرضــياتها مــن نفــي أو إثبــات
العلقة بين فلسفة الدولة وفكرهــا القتصـادي وتـأثير ذلـك فـي عمليــات
التنمية القتصادية في البلــدان العربيــة ،كمــا ورد مــن خلل قــراءة نتــائج
المؤشرات القتصادية والجتماعية في الوطن العربي وما لذلك من ربط
مباشــر بــالقوانين والنظمــة المنظمــة لتلــك الفعاليــات ومــدى مســاهمة
الســلطة السياســية فــي تحديــد تلــك النتــائج قبــل إقــرار الفعاليــات
والنشاطات القتصادية التي نتجت عنها تلك المؤشرات.
لذا ستكون لنا وقفة جادة في معرفة السباب الحقيقة وراء الخفاقات
القتصادية الكبيرة والقتناع بموقع الدول المتخلفة أو بطيئة التقدم رغم
توفر أسباب الرقي القتصادي ومنها موقف الدساتير العربية من أوضاع
السلطة وكذلك قوانين الستثمار العربية وأثرها في العملية التنموية وأثر
.المساعدات الخارجية في القرار القتصادي العربـــي
أول ً :غلبــة حكــم الســر والعــائلت الــتي كـانت تتـولى الســلطة وينتقــل
الحكم فيها إلى البناء والخوة والقــارب ،واللفــت أن الدولــة الســلمية
بدأت بنموذج متقــدم فــي اختيــار الحــاكم قائمـا ً علــى الشــورى ول يأخــذ
بالوراثة ،وكان يمكن لهذا النموذج أن يغني التجربة النسانية فــي الحكــم
ويطورها لو أنه استمر ،ولكنه توقف بعـد ثلثيـن سـنة مـن تطـبيقه علـى
أربعة خلفاء )الخلفاء الراشدون( ثم دخلت الدولة السـلمية فـي مرحلـة
من حكم العائلت لم تتوقف ،والواقع أن النظام الوراثي فــي الحكــم هــو
المتبــع فــي المجتمعــات النســانية كلهــا تقريب ـًا ،ولكــن الــدول الوروبيــة
طورت أنظمة الحكم فيها في القرنين الخيرين تقريبا ً إلى أنظمــة يقــوم
اختيار الحــاكم فيهــا علــى أســاس النتخــاب ،وفــي الــدول الــتي اختــارت
الستمرار في أنظمــة الحكــم الملكيــة تــم الفصــل بيــن الملــك والحكــم،
فالملك يترأس السلطات ويشرف عليهــا ولكــن النــاس ينتخبــون النــواب
الذين يحددون الحكومة حسب نتائج النتخابات التي تتنافس فيهــا قــوائم
وأحزاب سياسية.
ثانيا ً :خريطــة الســلطة القائمــة فــي الــوطن العربــي منــذ قيــام الــدول
الحديثة تشير إلى استمرار الوضع في الوطن العربي كما هو دون تغييــر،
وفي الدول التي استبدلت النظام الجمهــوري بـالملكي لــم يتغيـر الوضـع
فيها كثيرًا ،وتحــولت مــن حكــم العــائلت إلــى حكــم الفــراد الــذين ربمــا
يؤسسون لحكم عائلي.
ثالثا ً :ومن أهم ملمح خريطة السلطة العربية النقلبات العسكرية التي
اجتاحت الوطن العربي في أواخــر الربعينــات ولزمتــه فــي الخمســينات
والستينات ،ولكنها بــدأت تــتراجع منــذ الســبعينات حــتى كــادت تنتهــي أو
انتهت بالفعل ،وقد غيرت هــذه النقلبــات مــن تركيبــة الحكــم والســلطة
وطبيعتهما في كثير من البلد العربية مثل سورية ومصــر والعــراق وليبيــا
والسودان وأدت إلى تغييرات عميقة اجتماعية وسياسية واقتصادية.
رابعا ًً :وعلــى الرغــم مــن أن مفهــوم تــداول الســلطة فــي التشــريعات
حددت لمؤسســات الحكــم مــدد قانونيــة العربية قد نص عليه في غالبها و ُ
تنتهــي بانقضــائها إل أن التطبيقــات اســتمرت تنقــص مــن قيمــة تلــك
التشريعات ،إذ غيرت أغلب الدول العربية دســاتيرها أو علقتهــا أو عــدلت
مواد الحكم فيها بما يخدم توجهات القوى المسيطرة علــى الحكــم .كمــا
توجد دول عربية أخرى لم تضع لها دساتير حتى الن.
خامسا ً :وعلى الرغم من إجراء انتخابــات نيابيــة فــي كــثير مــن الــدول
العربية أو معظمها فإن الحياة النيابية العربيــة لــم تــرق إلــى التــأثير فــي
تداول السلطة ،ومــازال دورهــا يقتصــر علــى الرقابــة والتشــريع وتقــديم
المشورة والرأي ،وهــي وإن كــانت بوضــعها الحــالي تســاهم فــي تطــوير
الحياة السياسية وحفظ الحقوق العامة ،والرقابة على الحكومــات ،فإنهــا
130
لم تكــن مرجعيــة لتـداول السـلطة كمـا يفــترض أن يكــون ،والغريـب أن
التجارب القليلة التي كانت النتخابات البرلمانية فيها هــي المرجعيــة فــي
اختيار الحكومة هي حالت تاريخية قديمة ،وتبدو النتخابات النيابية تتطور
باتجاه احتكار السلطة والنفوذ وتعزيز الفردية والعسكرية بزينة برلمانية،
وكان المسار البرلماني عكس ما يفــترض إذ بــدل ً مــن أن تتطــور الحيــاة
السياسية نحو التعدديــة والتــداول الســلمي فإنهــا اتجهــت إلــى الفرديــة،
ولكن المغرب قدم حالة استثنائية عنـدما كلـف الملـك المغربـي الراحـل
الحسن الثاني رئيس الحزب الشتراكي )المعارض تاريخيًا( عبد الرحمــن
يوسفي بتشكيل الحكومة المغربية ،وذلك بعد النتخابات البرلمانيــة الــتي
جرت وحقق فيها الحزب أغلبية نسبية.
وفى المغرب فرض الملك على الحكومة وزير الداخلية لفترة غير
قصيرة ،وتمت إقالته بعد ذلك برغبة ملكية .وقد ل تستطيع حكومة
اليوسفي الستمرار لسيما إذا تفكك الئتلف الحزبي الحاكم ،ومازال
الملك صاحب الكلمة الخيرة في النظام السياسي المغربي.
ومن المور الخطيرة أن بعض النظم العربية لم تحدد بعد آلية لنتقال
السلطة في حالة اختفاء القائد مثلما هو الحــال فــي ليبيــا وفــي ســلطنة
عمان .وفى بعض الدول التي حدد الدستور آلية لنتقال السلطة في حال
132
خلو المنصب فيها ،لم يتم احترام الدستور بل تم تعديله بسرعة مدهشــة
ليناسب شخصا ً بعينه ،المر الــذي يعنــي إمكانيــة عــدم احــترام الدســتور
لتعرف النظم العربية توريث المنصب فــي نظــام جمهــوري ،المــر الــذي
جعل البعض يطلق عليها الجمهوريات الملكية.
إن استقرار النظم السياسية العربية رهن بقدرتها على صــياغة آليــة
دســتورية تضــمن النتقــال الســلمي للســلطة فــي حالــة خلــو المنصــب
المحوري في النظام وتسمح بالنتقال السلمي للســلطة بيــن التجاهــات
المختلفة في النظم الملكية والجمهورية على السواء.
الدول المضيفة وفي مقدمة تلك الظروف ،مدى وفرة العمل الماهر
بتكلفة منخفضة وخلل المدة ) (2000- 1975تنامت تدفقات
الستثمار الجنبي المباشر بأكثر من 50ضعفًا ،فبعد أن كانت 55مليار
دولر في العام 1975وصلت إلى أقصى مستوى لها في العام 2000
فبلغت 1271مليار دولر ،إل أنها سجلت تراجعا ً حادا ً في العام 2001
نتيجة لحالة الركود التي شهدها القتصاد العالمي وخاصة في القتصادات
الثلثة الكبرى )الوليات المتحدة المريكية ،واليابان ،والتحاد الوربي(
فوصلت إلى 735مليار دولر ،ذهب أكثر من %68منها إلى الدول
136
الستثمار الجنبي ،كما لوحظ وجود علقة إحصائية قوية بين موقع
الدول في هذه المؤشرات ،فالدولة التي تنخفض فيها نسبة المخاطرة
على وفق إحدى المؤشرات تحظى بموقع متقدم في مؤشر الحرية
القتصادية ،والدولة الذي يحرز موقعا ً متقدما ً في مجال التنمية البشرية
يحقق درجة عالية في مؤشر ثروة المم الناهضة وهكذا .وبهدف تسليط
الضوء على وضع الدول العربية في تلك المؤشرات سنتعرض عدد من
المؤشرات المرتبطة بمناخ الستثمار وكآلتي-:
النقا المكون
ط
12 درجة استقرار الحكومة
12 الوضاع القتصادية
والجتماعية
12 خريطة الستثمار
12 وجود نزاعات داخلية
12 وجود نزاعات خارجية
6 الفساد
6 دور الجيش في السياسة
142
النقا المكون
ط
10 نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الجمالي
10 نسبة خدمة الدين الخارجي إلى إجمالي صادرات
السلع والخدمات
15 نسبة ميزان الحساب الجاري إلى إجمالي صادرات
السلع والخدمات
عدد الشهر من الواردات التي تغطيها احتياطات الدولة 5
10 استقرار سعر الصرف
النقا المكون
ط
5 معدل دخل الفرد
10 معدل النمو القتصادي الحقيقي
10 معدل التضخم
15 نسبة عجز /فائض الميزانية الحكومية إلى الناتج
المحلي الجمالي
نسبة وضع ميزان الحساب الجاري إلى الناتج المحلي 10
الجمالي
أ (3) -دول عربية في درجة مخاطرة منخفضة جدا هي -:الكويت،
والمارات ،وسلطنة عمان.
ج (3) -دول عربية في درجة مخاطرة معتدلة هي -:مصر ،واليمن،
والجزائر.
بناًء على ما تقدم ومن تحليل المؤشرات الدولية المشــار إليهــا أعله
يمكن القول ،أن مفهوم مناخ الستثمار يشتمل علــى مجموعــة القــوانين
والسياســات والمؤسســات والخصــائص الهيكليــة المحليــة والقتصــادية
والسياسـية والجتماعيـة الـتي تـؤثر فـي ثقـة المســتثمر وتقنعـه بتـوجيه
استثماراته إلى بلد دون أخر .وتــؤدي العوامــل القتصــادية دورا ً محوري ـا ً
فــي تكــوين المنــاخ الســتثماري ،ومــن أهــم تلــك العوامــل :القــوانين
الستثمارية ومدى استقرارها ،والسياســات القتصــادية الكليــة ،والهميــة
النسبية للقطاعين العام والخــاص فــي النظــام القتصــادي ،ومــدى تــوفر
عناصــر النتــاج وأســعارها النســبية ،وحجــم الســوق المحلــي والقــدرة
التصـــديرية .فقـــد أوضـــحت البحـــوث التطبيقيـــة الخاصـــة بمحـــددات
الســتثمار *.أن الغالبيــة العظمــى مــن الشــركات المتعــددة الجنســية،
تعطي أهمية كبيرة لعنصر الستقرار القتصادي والعوامــل الخــرى الــتي
تؤثر على تقلبات العوائد الستثمارية في الـدول المضـيفة ،والـتي يمكـن
من خللها تقدير حجم المخاطر ،وعليــه يمكــن القــول ،إن ضــعف عنصــر
الستقرار القتصــادي فــي الــدول الناميــة يعــد أحــد المحــددات الرئيســة
لتدفق الستثمار الجنــبي المباشــر ،فقــد ســاهم العجــز المــالي الهيكلــي
الكبير والسياسات النقدية المتقلبة وسياسات سعر الصــرف المتضــاربة،
وضــعف النظمــة الماليــة والضــريبية فـي الكــثير مــن تلــك الــدول ،فــي
المعدلت العالية والمتغيرة للتضخم وأســعار الفــائدة ،وفــي خلــق درجــة
144
عالية مــن عــدم اســتقرار أســعار الصــرف الحقيقيــة .وقــد أســاءت هــذه
العوامل إلى مناخ الستثمار في هذه المجموعة من الدول ،فــي مقابــل
ذلك نجد أن مجموعة الدول التي حققت استقرارا ً في القتصاد الكلــي،
قد تمكنت من تحقيق بعض النجاح في جذب تدفقات الســتثمار الجنــبي
المباشر ،وتسمى التغييرات فــي السياســات القتصــادية وبخاصــة درجــة
النفتاح القتصادي ،والستقرار القتصادي ،بالحوافز الجيدة لنهــا تعمــل
على تهيئة مناخ الستثمار الكفيل بتحقيق النمو القابل للستمرار
* محمـد بـن علـي المسـلم" /الفـرص المتاحـة للقطـاع الصـناعي فـي ظـل تـدفق
الستثمارات الجنبية" /مجلة التعاون الصناعي في الخليج العربــي،أكتــوبر،2001 ،ص
22
وتنويع مصادر الدخل ،وكتمييز لها عن الحوافز السلبية التي تنجح في
جذب التدفقات ذات الصبغة المضاربية واستثمارات المحفظة
المالية ،وعن الحوافز التفضيلية للشركات الجنبية كالعفاء الضريبي
والجمركي **،ول يقف المناخ الستثماري عند حدود العوامل
القتصادية ،ولكنه يتجاوز ذلك إلى السمات والخصائص الثقافية
والجتماعية السائدة ،وفي مقدمتها درجة التجانس اللغوي والديني
التي تساعد على توحيد السياسات والبرامج التسويقية ،فضل عن
أهمية العوامل السياسية ،فقد أظهرت العديد من الدراسات وجود
علقة ارتباط موجبة بين درجة الستقرار السياسي في الدول
المضيفة ومعدل تدفق الستثمارات الجنبية ،فإذا كان البلد ل يتمتع
بالستقرار السياسي فإن ذلك ل بد أن يؤثر في قرار المستثمر
المحتمل ،ويدفعه بعيدا ً مهما كانت الفرص الستثمارية المتاحة أو
المتيازات التي تعرض لجذبه ،كما يتوقف المناخ الستثماري على
بعض القوانين والمؤسسات المنظمة للحوال الجتماعية خاصة تلك
المتعلقة بقوانين العمل .وخلصة القول ،إن الحوافز الجيدة
لتدفقات الستثمار الجنبي المباشر ستكون جيدة أيضا ً لكل من
المستثمرين المحليين والجانب وتتضمن هذه الحوافز )السياسات
التي تعزز استقرار القتصاد الكلي ،الدرجة العالية من النفتاح
القتصادي ،ووجود هيكل ضريبي يشجع تمويل الستثمار المباشر ول
يعطي المزايا لسياسة التمويل بالعجز ،فضل عن أهمية وجود
استثمارات حكومية في البنى الساسية( وستحاول الدراسة تحليل
المؤشرات القتصادية آلتية لمناخ الستثمار في الدول العربية-:
_________________________________________________________
145
* محمد بن علي المسلم "/جذب الستثمار الجنبي إلى دول مجلس التعاون
واختيار السس الصحيحة /مجلة التعاون الصناعي في الخليج العربي /أكتوبر
:2001ص 12ص.13-
عادة ما يتم اللجوء إلى استخدام معدل التضخم كمؤشر يعبر عن
السياسة النقدية ويمكن ترجمته كأحد مؤشرات التوازن
الداخلي في مقابلة تامة للعجز في الموازنة العامة ومعدل
نمو الكتلة النقدية .ويؤدي الرتفاع في معدلت التضخم إلى
إفساد المناخ الستثماري من خلل تدني الثقة بالعملة
148
-2إن انخفاض الطلب على السلع والخدمات يؤدي إلى تضييق حجم
السوق وانخفاض النتاج المحلي والستثمار ،ولكن قد ل تكون
المحصلة النهائية لنخفاض الطلب بالضرورة سلبية على استثمار
الصناعي حيث:
أ -إن انخفاض الطلب على السلع القابلة للتصدير قد يشجع في
بعض الحالت على تسويقها خارجيا مما يؤدي إلى إمكانية تنمية
الصناعات التصديرية وزيادة الدخول والعمالة فيها كما يترتب على أثر
مضاعف لتلك الصناعات زيادة الدخول في الصناعات الخرى.
2000
نننن نننن نننننن 2001
عادة ما يتم اللجوء إلى استخدام نسبة العجز الداخلي كمؤشر يعبر عن
السياسة المالية يقاس بنسبة العجز في الموازنة العامة إلى الناتج
المحلي الجمالي .وتهدف القتصادات المستقرة إلى تقليص مثل هذا
العجز إلى الحد الذي يمكن تمويله دون توليد ضغوط تضخمية ،ومن ثم
فإن اتجاه العجز إلى النخفاض عادة ما يؤخذ على أنه يشير استقرار
اقتصادي .وكما هو معروف فإن إدارة العجز في الموازنة العامة تتم من
151
) (2قد تخفض الحكومة من إنفاقها الستثماري ،المر الذي يترتب عليه
إفساد المناخ الستثماري لكل من الستثمار الخاص والجنبي .حيث
عادة ما يكون الستثمار العام مكمل ً للستثمار الخاص والجنبي ويتجه
الستثمار العام ،أما إلى أنشطة إنتاجيه حيوية يحجم عنها الستثمار
الخاص لنخفاض عائدها المتوقع رغم أهميتها في تكوين جهاز إنتاجي
مترابط ومتنوع تقوى فيه الترابطات المامية والخلفية ،وإما إلى
استثمارات في البنية الساسية التي تعد ضرورية أيضا ً لتشجيع
152
عادة ما يتم اللجوء إلى استخدام نسبة العجز الخارجي كمؤشر يعبر
عن سياسة التوازن الخارجي ،ويقاس هذا المؤشر باستخدام
نسبة العجز أو الفائض في الحساب الجاري في ميزان
المدفوعات إلى الناتج المحلي الجمالي ،والذي ل يعكس حصيلة
المعاملت الخارجية في الميزان التجاري للصادرات والواردات
فحسب بل يعكس أيضا حصيلة موقف ميزان الخدمات والذي
يشتمل على التحويلت والفوائد والرباح والتوزيعات .وتعد هذه
النسبة أحد أهم مؤشرات الستقرار القتصادي الكلي واتجاهها
نحو النخفاض يشير إلى نجاح السياسات في تحقيق هدف
لستقرار القتصادي .وتوضح الدبيات
يمكن تحمله .وكما هو معروف فإن هنالك تقابل ً كامل ً بين العجز
الخارجي والعجز الداخلي وتعتمد إدارة العجز الخارجي اعتمادا ً حرجا ً
على أسعار الصرف على اعتبار أن انخفاض سعر الصرف يؤدي إلى
زيادة الصادرات وانخفاض الواردات .فقد تلجأ الحكومة إلى تخفيض
قيمه عملتها الوطنية لعلج العجز في ميزان المدفوعات ،غير أن هذا
التخفيض سيترك أثارا ً سلبية في المناخ الستثماري ،حيث إن ارتفاع
معدلته ستضعف الثقة في العملة الوطنية وقد تؤدي إلى اللجوء إلى
الدولرة وما يتبع ذلك من ارتفاع في تكلفة المشروعات ،وانخفاض
ربحيتها بسبب ارتفاع أسعار الواردات .ويزداد هذا الثر السلبي على
المناخ الستثماري كلما زادت حاجة المشروع إلى الواردات
الرأسمالية والسلع الوسيطة .وفي المقابل قد ل يؤدي انخفاض قيمة
العملة إلى زيادة الصادرات زيادة كبيرة ،إذا لم تتح لها فرص النفاذ
إلى السوق الخارجية ،وإذا لم تكن السلع القابلة للتصدير على درجة
كبيرة من الجودة والنخفاض في السعر كي تستطيع المنافسة .كما
تؤدي تقلبات أسعار الصرف إلى صعوبة أجراء دراسات جدوى دقيقة،
وقد تعرض المستثمر لخسائر كبيرة وغير متوقعة ،وهو مما يفسد
المناخ الستثماري *.وفيما يتعلق بالدول العربية فقد ساعد التحسن
في عجز موازين الخدمات والدخل والتحويلت لمجموع الدول العربية
في العام 2001في تخفيف أثر التراجع الذي حدث في فائض
الموازين التجارية للدول العربية مقارنة بمستواه في العام 2000
وفي ضوء ذلك أسفرت موازين الحسابات الخارجية الجارية للدول
العربية عن فائض يقدر بنحو 47.4مليار دولر .ورغم أن هذا الفائض
يمثل انخفاضا ً قدره % 27.1بالمقارنة مع مبلغ الفائض الجاري
الكبير الذي تحقق في العام 2000إل أنه يعادل مع ذلك أكثر من
ستة أمثال الفائض المحقق في العام 1999وأكثر من أربعة أمثال
متوسط الفائض السنوي للعامين 1996و .1997ويشير ذلك إلى
أن أوضاع الحسابات الخارجية الجارية لمجموع الدول العربية ،قد
تعزز كثيرا ً بعد التدهور الحاد الذي تعرضت له في العام 1998والربع
الول من العام 1999أثر انهيار أسعار النفط الدولية .وكنسبة من
الناتج المحلي الجمالي للعام 2001بلغ فائض موازين الحسابات
الجارية لمجموع الدول العربية نحو % 7.6وذلك مقارنة بـ % 10.0
في العام 2000و % 1.3في العام 1999ووفقا ً للبيانات المتاحة،
تحققت أعلى نسبة لفائض ميزان الحساب الجاري للناتج المحلي في
العام 2001في الكويت ،وذلك للعام الثاني على التوالي ،حيث
بلغت تلك النسبة .%26.1كما بلغت نسبة الفائض في الحساب
الجاري للناتج المحلي الجمالي % 10.8في ليبيا و % 7.8في
السعودية و % 5.2في اليمن و 1.4في البحرين .ومن الناحية
الخرى تحولت نسبة فائض ميزان الحساب الجاري للناتج المحلي
الجمالي للعام 2000إلى نسبة عجز طفيف للعام 2001في
156
* صندوق النقد العربي /موازين المدفوعات والدين العام الخارجي للدول العربية .2000
سياسة المؤشر
– انخفاض العجز بأقل من نقطة مئوية واحدة إلى ارتفاع بأقل من
بنقطتبن ونصف= صفر.
أ -في حالة أن الدولة )أ( حققت نسبة عجز في الميزانية قدرها)(%6
في العام 2000وأخرى قدرها ) (%2.5في العام 2001فإن ذلك يعني
أنها تمكنت من تخفيض العجز بمقدار ،% 3.5أي بأكثر من ثلث نقاط
مئوية وعليه ،فإن هذه الدولة تحصل على وزن رقمي هو 3درجات.
159
ب -أما إذا حققت الدولة )ب( فائض نسبته % 2في العام 2000
وعجز نسبته %2في العام 2001فإن ذلك يعني ارتفاع العجز بحوالي
4نقاط مئوية ويصبح الوزن الرقمي
ج -أما إذا حققت الدولة )ج( فائضا ً خلل العامين فيحسب التغير في
المؤشر على أساس البتعاد عن نقطة التوازن أي نقطة الصفر ،مع اتباع
الطريقة ذاتها فيما يتعلق بالوزان الرقمية وما ينطبق على هذا المثال
ينطبق على بقية المؤشرات الفرعية الخرى.
الملحظات-:
أ -تم حساب المؤشر لمتوسطات المؤشرات الثلثة على النحو آلتي-:
= 0.94419 0.38888+0.7777+1.666
3
من 2فما فوق -:تشير إلى وجود تحسن كبير في مناخ الستثمار
-2سجلت أربع دول عربية قيما مرتفعة في المؤشر ،تجاوزت الرقم )(2
المر الذي يؤكد وجود تحسن كبير في مناخ الستثمار ويعطي ذلك
مؤشرا ً على نجاح السياسات القتصادية في تحقيق هذا الهدف وهذه
الدول هي )الكويت ،ولبنان ،والمغرب ،واليمن(.
(FDI= f (N,GDP,GI,GP,DP,DB
حيث
المتغيرات المستقلة
F R-Sq R- DB DP GP GI GDP N
)Sq(adj
14.01 88.4% 82.1% دول عربية - 0.129 - 0.0151 + 0.378 +0.0320 - 0.0118 + 0.0124
552.18 99.4% 99.0% +0.0380 - 0.0216 + 26.3 + 0.128 دول نفطية - 0.0357 + 0.00988
F
164
=table
5.99
5.63 91.8% 75.5% + 0.015 - 0.0106 + 0.452 - 0.186 غير نفطية + 0.0642 - 0.0111
F
=table
4.76 2.353 2.353 T table
وكما يعبر عنه حجم المعلمة المنخفضة القيمة لهذا المتغير ،ويشير
اختبار ((tإلى المعنوية الحصائية لتلك المعلمة.
ب -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في حجم الناتج المحلي
الجمالي ) (GDPللدول العربية وتدفقات الستثمار الجنبي المباشر
نحو الدول العربية ويمكن ملحظة ذلك من الشارة السالبة للمتغير )
(GDPويشير حجم المعلمة منخفضة القيمة لهذا المتغير إلى تأثيره
السلبي والضئيل في حجم تدفقات الستثمار الجنبي المباشر ،ويشير
اختبار ((tإلى المعنوية الحصائية لتلك المعلمة.
ث -وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة السيولة المحلية )(G
إلى الناتج المحلي الجمالي وتدفقات الستثمار الجنبي المباشر)
(FDIنحو الدول العربية ويمكن ملحظة ذلك من الشارة الموجبة
للمتغير ) (Gpكما يشير حجم المعلمة المرتفع نسبيا ً مقارنة
بالمعلمات الخرى لهذا المتغير إلى أهمية هذا المتغير ،ويمكن أن
يفسر ذلك بوجود تأثير إيجابي ملحوظ للسياسة النقدية وبخاصة
الستقرار النسبي في أسعار الصرف في الدول العربية في تدفقات
الستثمار الجنبي المباشر ،ويشير اختبار ((tإلى المعنوية الحصائية
لتلك المعلمة.
ح -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة العجز أو الفائض
في الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي
الجمالي ) (DPوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر ) (FDIنحو الدول
العربية ويمكن ملحظة ذلك من الشارة السالبة للمتغير ) (DPكما
يشير حجم المعلمة المنخفض لهذا المتغير إلى وجود تأثير سلبي
166
ب -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في حجم الناتج المحلي
الجمالي وتدفقات الستثمار الجنبي المباشر نحو الدول العربية
النفطية ويمكن ملحظة ذلك من الشارة السالبة للمتغير ) (GDPكم
يشيرالحجم المنخفض للمعلمة إلى تأثيره السلبي والضئيل في حجم
تدفقات الستثمار الجنبي المباشر ايضًا ،ويمكن أن يفسر ذلك
بضعف مستويات التنويع النتاجي في الدول النفطية وضعف دور
قطاع الصناعة التحويلية في هذه المجموعة،،ويشير اختبار ((tإلى
المعنوية الحصائية لتلك المعلمة.
ث -وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة السيولة المحلية إلى
الناتج المحلي الجمالي وتدفقات الستثمار الجنبي المباشر نحو
الدول العربية النفطية ،ويمكن ملحظة ذلك من الشارة الموجبة
للمتغير ) (Gpكما يشير حجم المعلمة المرتفع نسبيا ً مقارنة
بالمعلمات الخرى لهذا المتغير إلى أهمية هذا المتغير ،وتتفق نتيجة
تحليل هذا المتغير مع النتيجة التي توصلنا إليها في النموذج السابق
167
ح -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة العجز أو الفائض
في الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي
الجمالي ) (DPوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر ) (FDIنحو الدول
النفطية ،ويمكن ملحظة ذلك من الشارة السالبة للمتغير ) (DPكما
يشير حجم المعلمة المنخفض لهذا المتغير إلى وجود تأثير سلبي
ضئيل للسياسة التوازن الخارجي في مناخ الستثمار معبرا ً عنه
بحجم تدفقات الستثمار الجنبي المباشر ،كما يشير اختبار ((tإلى
عدم المعنوية الحصائية لتلك المعلمة وتتفق هذه النتيجة مع ما
توصلنا إليه في النموذج السابق.
ب -وجود علقة طردية بين مسار التغييرات في حجم الناتج المحلي
الجمالي) (GDPوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر))FDIنحو الدول
العربية غير النفطية ويمكن ملحظة ذلك من الشارة الموجبة
للمتغير ) (GDPكم يشير الحجم المنخفض للمعلمة إلى التأثير
اليجابي الضئيل لحجم الناتج المحلي الجمالي ) (GDPفي حجم
تدفقات الستثمار الجنبي المباشر ،ويمكن أن يفسر ذلك بالتنويع
النتاجي النسبي وارتفاع الهمية النسبية لقطاع الصناعة التحويلية
في هذه المجموعة مقارنة بالدول النفطية ،ويشير اختبار ((tإلى
ضعف المعنوية الحصائية لتلك المعلمة.
ت -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في حجم تدفقات إجمالي
الستثمار الثابت ) (GIوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر)) FDIنحو
الدول العربية غير النفطية ويمكن ملحظة ذلك من الشارة السالبة
للمتغير ) GIالمر الذي يؤكد أن المستوى الضئيل للستثمار المحلي
في تلك المجموعة يترك أثارا ً سلبية في مناخ الستثمار معبرا ً عنها
بنسب تدفقات الستثمار الجنبي المباشر نحو هذه المجموعة ،ويشير
اختبار ((tإلى ضعف المعنوية الحصائية لتلك المعلمة.
ث -وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة السيولة المحلية إلى
الناتج المحلي الجمالي) (Gpوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر))
FDIنحو الدول العربية غير النفطية ،ويمكن ملحظة ذلك من
الشارة الموجبة للمتغير ) (Gpكما يشير حجم المعلمة المرتفع نسبيا ً
مقارنة بالنموذجين السابقين إلى أهمية هذا المتغير ،وتتفق نتيجة
تحليل هذا المتغير مع النتيجة التي توصلنا إليها في النماذج السابق،
لتؤكد وجود تأثير إيجابي ملحوظ للسياسة النقدية على تدفقات
الستثمار الجنبي المباشر ،ويشير اختبار ((tإلى المعنوية الحصائية
لتلك المعلمة.
ح -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة العجز أو الفائض
في الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي
)(FDIنحو الجمالي ) (DPوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر
الدول غير النفطية ،ويمكن ملحظة ذلك من الشارة السالبة للمتغير
) (DPوتتفق هذه النتيجة مع ما توصلنا إليه في النموذجين السابقين
كما يشير اختبار ((tإلى عدم المعنوية الحصائية لتلك المعلمة.
ث -سجل معدل مؤشر التنميــة البشــرية للــدول العربيــة مجتمعــة مــا
نسبته 0.635عام 2000مرتفعا ً عـن معدلـة للعـام 1995الـذي بلـغ
0.55بينما ما زال منخفضا ً عن معدل مؤشر التنمية البشــرية للــدول
النامية الذي يبلغ 0.642ومعدل مؤشر التنمية البشرية العالمي البالغ
0.712لعام .2000وعلـى وفـق مؤشـر التنميـة للعـام 2001تتـوزع
الدول العربية كآلتي:
-دول ضمن مجموعــة التنميــة البشــرية المرتفعــة ،وبحســب الــترتيب
هي -:البحرين ،والكويت ،والمارات ،وقطر.
-دول ضمن مجموعة التنمية البشرية المتوسطة ،وبحسب الـترتيب
هــي -:ليبيــا،لبنــان ،والســعودية ،وســلطنة عمــان ،والردن ،وتــونس،
وسوريا ،ومصر ،والجزائر.
دول ضــمن مجموعــة التنميــة البشــرية الضــعيفة ،وبحســب -
الترتيب هي -:اليمن ،وجيبــوتي ،والســودان ،وموريتانيــا .ولــم يتــم
إدراج العراق والصومال وفلسطين في التقرير العام.
ت -أظهر تحليل مؤشر السياسات المالية في الدول العربية ،أن
ً
هذه السياسة تفتقر إلى المرونة الكافية نظرا لعتمادها الكبير
والمستمر على مصادر محددة للحصول على الجزء الكبر من
اليرادات المر الذي يجعلها عرضة للتأثر بصورة كبيرة من جراء
الصدمات التي قد تتعرض لها تلك المصادر .ففي الدول المصدرة
للنفط ،تشكل اليرادات النفطية حوالي ثلثة أرباع مجمل إيرادات
المالية العامة .ويلحظ هنا أن نسبة العجز الكلي في الموازنات
العامة للناتج المحلي الجمالي ارتفعت في العام 2001إلى نحو 2
،%وفضل ً عن عدم مرونة السياسة المالية بالدرجة الكافية ،فإن
من المور التي تجعل من أوضاع مالية الحكومة في أعداد متزايدة
من الدول العربية غير قابلة للستمرار هو تراكم الدين العام
الداخلي .ومن الملحظ في هذا الشأن أن نسبة الدين العام الداخلي
إلى الناتج الجمالي آخذة في الرتفاع ،وقد بلغت في عدد من الدول
العربية مستويات عالية بحيث أصبحت خدمة هذا الدين تستحوذ على
نسب متزايدة من اليرادات العامة ،ومن المتوقع أن تترك التجاهات
الحالية لهذا المؤشر تأثيرا ً سلبيا ً في مناخ الستثمار.
(0.94419وهذا يؤكد الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لرفع قيمة هذا
المؤشر.
ب -سجلت أربعة دول عربية قيما مرتفعة في المؤشر ،تجاوزت الرقم
) (2المر الذي يؤكد وجود تحسن كبير في مناخ الستثمار وهذه الدول
هي )الكويت ،ولبنان ،والمغرب ،واليمن(.
ت -سجلت ست دول عربية قيمة تتراوح بين 1إلى أقل من 2في
المؤشر ،المر الذي يؤكد وجود تحسن في مناخ الستثمار فيها وهذه
الدول هي )الردن ،والبحرين ،والجزائر ،وسوريا وقطر ،وليبيا(.
ث -سجلت ثماني دول عربية قيمة تقل عن الواحد الصحيح في المؤشر،
المر الذي يؤكد عدم وجود تحسن في مناخ الستثمار فيها وهذه الدول
هي )المارات ،وتونس ،وجيبوتي ،والسعودية ،والسودان ،وعمان،
ومصر ،وموريتانيا(.
أ -وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة السيولة المحلية )(GP
إلى الناتج المحلي الجمالي وتدفقات الستثمار الجنبي المباشر)
(FDIفي كل من الدول العربية كمجموعة والدول النفطية ويمكن
أن يفسر ذلك بوجود تأثير إيجابي ملحوظ للسياسة النقدية وبخاصة
الستقرار النسبي في أسعار الصرف على تدفقات الستثمار الجنبي
في هاتين الحالتين المباشر ،في حين ظهرت هذه العلقة بإشارة
سالبة في مجموعة الدول غير النفطية كدليل على التأثير السلبي
للسياسة النقدية في مناخ الستثمار في تلك المجموعة.
ب -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة العجز في
الميزانية إلى الناتج المحلي الجمالي) (DBوتدفقات الستثمار
الجنبي المباشر) (FDIالمر الذي يؤكد التأثير السلبي للسياسة
المالية في مناخ الستثمار في حالة الدول العربية كمجموعة ،في
حين أظهر هذان المتغيران نوعا ً من التوافق في حالة تقسيم الدول
العربية على مجموعتين ،النفطية وغير النفطية ،المر الذي يؤكد
وجود تأثير إيجابي للسياسة المالية في مناخ الستثمار في كل
مجموعة على انفراد.
ت -عدم وجود توافق بين مسار التغييرات في نسبة العجز أو الفائض
في الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي
الجمالي ) (DPوتدفقات الستثمار الجنبي المباشر )(FDIنحو
175
الفصل الثانــي
أثرالتنمية السياسية في التنمية
القتصادية
**د .محمد أحمد إسماعيل علـي .دور المثقفيـن فـي التنميـة السياسـية :دراسـة
نظرية مع التطبيق على مصر ص – 153القاهرة – .1989
* أ.عز الدين دياب /الدراسات الجتماعية المريكية ومخاطرها على المن الثقــافي –
مجلة الفكر العربي -العدد " رقم " :70ص .61 – 44
-4هناك وجهات نظر محسوبة على التنمية تــرى بــأن التعــبئة السياســية
تشكل مستوى وآلية من آليات التنمية ،وتقوم بدورها عن طريــق أجهــزة
وآليات العلم المرئية والمقروءة والمســموعة بتطــوير الداء السياســي
وإجراءات على الرض ،أو داخل البناء الجتماعي.
بسبب هذا الغموض ،فإن مفهوم التنمية السياســية قــد ت ُــرك حقيقــة مــع
بداية السبعينات من هذا القــرن حيــث حــل محلــه العديــد مــن المفــاهيم
البديلة التي تحاول أن تكون وصفية بشكل أكبر ،وتحليلية بشكل أعمــق.
وعلى ذلك ،فإن الــتركيز يجــب أن يكــون منصــبا ً علــى "قيمــة المفهــوم"
وليس على تطوره الفكري والتاريخي .ولكن ذلك ل يتم قبــل اســتعراض
181
فــي أدبيــات هــذا المــدخل نجــد أســماء دانيــل ليرنــر ،كــارل دويتــش،
رايموند تانتر ،هيوارد الكر ،فيليبس كاراترايت ،ومايكــل هدســون .وحــدة
التحليل هنا هي العمليــة ،Processوليســت النســق Systemعمليــات
مثـــــل التمـــــدين ،Urbinisationالتصـــــنيع ،Industrialiالتشـــــجير
182
يركز هــذا المــدخل علــى الحــدث ،أي التغيــر السياســي ،دون إعطــائه
مضامين قيمية .بمعنى أن أكبر مساهمة لهذا المدخل هو في التحرر مـن
الغائيــة ،أو الهــداف المحــددة ســلفًا ،كمــا نلحــظ فــي منهــج النســق -
الوظيفية ،والتحرر من تلك المراحل ذات المدى الواسع التي تفتقر إلــى
183
التحديــد الــدقيق والقيــاس عنــد أدنــى درجــاته ،كمــا فــي منهــج التاريــخ
المقارن ،وأخيرا ً التحرر من التحليل الكمــي الصــارم والمبــالغ فيــه الــذي
يبحث عـن الدقـة علـى حسـاب الهميـة ،وذلـك كمـا فـي منهـج العمليـة
الجتماعية*.
أ -غلبة الطـابع المـادي علـى الحيـاة النسـانية ،حيـث تقـاس مسـتويات
التنمية المختلفة بالمؤشرات المادية البحتة.
ب -نفي وجود مصدر للمعرفــة مســتقل عــن المصــدر البشــري المبنــي
علــى الواقــع المشــاهد والمحســوس؛ أي بعبــارة أخــرى إســقاط فكــرة
الخالق من دائرة العتبارات العلمية.
ج -إن تطور المجتمعات البشرية يســير فــي خــط متصــاعد يتكــون مــن
مراحل متتابعة ،كل مرحلة أعلى من السابقة ،وذلك انطلقًــا مــن اعتبــار
جــا للمجتمعــات الخــرى ويجــب عليهــا محاولــة المجتمــع الوروبــي نموذ ً
اللحاق به .الختلف بين مفهوم التنمية في اللغة العربية عنــه فــي اللغــة
النجليزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
يتضــح الختلف بيــن مفهــوم التنميــة فــي اللغــة العربيــة عنــه فـي اللغــة
النجليزية ،حيث يشتق لفظ التنمية من نمـى بمعنــى الزيــادة والنتشــار.
وا .وإذا
أما لفظ النمو من نما ينمو نماء فإنه يعني الزيادة ومنــه ينمــو نم ـ ً
كان لفظ النموّ أقرب إلــى الشــتقاق العربــي الصــحيح ،فــإن إطلق هــذا
اللفظ على المفهوم الوروبــي يشــوه اللفــظ العربــي .فالنمــاء يعنــي أن
الشيء يزيد حــال ً بعــد حــال مــن نفســه ،ل بالضــافة إليــه .وطب ً
قــا لهــذه
قــا للمفهــوم النجليــزي الــدللت لمفهــوم التنميــة فــإنه ل يعــد ّ مطاب ً
Developmentالذي يعني التغيير الجذري للنظام القائم واستبداله بنظــام
آخر أكـثر كفـاءة وقـدرة علـى تحقيـق الهـداف وذلـك علـى وفـق رؤيـة
المخطط القتصادي )الخــارجي غالبـًا( وليــس علــى وفــق رؤيــة جمــاهير
الشــعب وثقافتهــا ومصــالحها الوطنيــة بالضــرورة .ويلحــظ أن شــبكة
المفاهيم المحيطـة بـالمفهوم النجليـزي تختلـف عـن نظيرتهـا المحيطـة
بالمفهوم العربي .فعلى سبيل المثال ُتعالج ظاهرة النمــو )فــي المفهــوم
العربي السلمي( كظاهرة جزئية من عملية الستخلف التي تمثل إطــار
حركــة المجتمــع وتحــدده ،وكــذلك نجــد مفهــوم الزكــاة الــذي يعنــي لغــة
واصطلحا الزيادة والنماء الممزوجة بالبركة والطهــارة ،وســمى الخــراج
من المال زكاة وهو نقـص منـه ماديـا ً بمعـايير القتصـاد ،فـي حيـن ينمـو
بالبركة أو بالجر الذي يثاب به المزكي مـن اللــه تعــالي .وهــو مـا يقـارن
185
بالعكس بالربا الذي قال عنه اللــه )يمحــق اللــه الربــا ويربــي الصــدقات(
]البقرة .[276:ويتضح من ذلك أن مفهوم النمو في الفكر السلمي ُيعبر
عن الزيادة المرتبطة بالطهارة والبركة وأجر الخرة وإن لم يتجاهــل مــع
هذا الحياة الطيبة في الدنيا ،بينما يركز مفهوم Developmentعلـى البعـد
الدنيوي من خلل قياس النمو في المجتمعات بمؤشرات اقتصادية مادية
في مجملها ،حيث تقوم المجتمعات بالنتاج الكمي ،بصرف النظر عن أية
غايــة إنســانية ،وتهتــم بالنجــاح التقنــي ولــو كــان مــدمًرا للــبيئة ولنســيج
المجتمــع ،وتؤكــد التنظيــم الجتمــاعي ولــو أدى إلــى الضــطهاد للخــر/
الغريب .وفي الواقع فإن التنمية تعد من المفاهيم القليلة التي تجمع بين
البعد النظري والجانب التطــبيقي ،وتســتدعي الرؤيــة الفلســفية والغيبيــة
للمجتمعــــــــــــــــــــات ومقاصــــــــــــــــــــد تطورهــــــــــــــــــــا*.
التنميببة السياسببية فببي الببوطن العربببيPolitical development in the Arab :
world
د.نصــر عــارف /كليــة العلــوم السياســية -جامعــة القــاهرة /جريــدة المــؤتمر *
.17/9/2005
ولكن عندما تطرح التنمية السياسية من قبل أبناء المة العربية .أقصد
أولئك الــذين يدرســون فــي الجامعــات العربيــة ،ويقومــون بأبحــاثهم
وندواتهم في مراكز البحــوث العربيــة ،أســتثني عــن قصــد ورويــة مراكــز
البحاث التي تقيم ما هب ودب من الندوات الممولة مــن أعــتى الجهــات
الكاديمية والبحثية والمخابر الورو -أمريكيــة – صــهيونية ،-فــإن عيــونهم
تنظر إلــى الــوطن العربــي تســتطلعه تحــت عنــاوين وأهــداف مســتقبلية
منقادة وموجهة بالبحث عن الطريق إلى الوحدة العربية ،وإلــى التخلــص
من التخلف والتبعية والوصول إلى الستقلل الحقيقي الذي لم ينجز فــي
كل القطار العربية حتى هذه اللحظة.
ومن قاعدة مبدئية ومنهجية في آن معا ً يتم التعامــل مــع التنميــة بحث ـا ً
عــن مواقــع التخلــف والتنميــة ،والقصــور الفكــري والداء السياســي
المحسوب على الستبداد وإلــى الظلــم الجتمــاعي الــذي يشــل قــدرات
وطاقات الكثرية الســاحقة مــن أبنــاء المــة فــي كــل مــواقعهم المحليــة
والوطنية والقومية حتى تنشغل في لقمة العيش ،فتنصرف عــن البــداع،
وخاصــة البــداع المقــاوم للحتلل المبريــالي – الصــهيوني القــادم إلــى
الوطن العربي .البداع الذي ينتجه الواقع العربي الجتماعي – السياســي
القاسي والصعب ،والمخزون في النفجــارات المتوقعــة هنــا وهنــاك مــن
أنحاء الوطن العربي.
وما دامت التنمية على هذا المنـوال ،فإنهــا تتنــاول بالـدرس والتحليــل
والتفســير والتنظيــر الحيــاة السياســية فــي البنيــة الجتماعيــة بحثـا ً عــن
مكوناتها ومحدداتها البنائيــة ،نســبة إلــى البنــاء الجتمــاعي ،كمــا تغــوص
188
وبهذه الحالة يشــكل البحــث عــن النمــوذج السياســي الــذي يجــب أن
تمضي نحوه أو باتجاهه التنمية موضوعا ً للتنميــة السياســية .وهنــا تفــترق
الجتهادات وكل يمضي في طريقه نحو التنمية السياسية.
وفــي أنحــاء عــدة مــن العــالم يمضــي أعضــاء هيئة التــدريس ومراكــز
البحاث وكليات العلــوم السياســية ،بحث ـا ً عــن نمــوذج يخــص شخصــيتهم
الحضــارية والسياســية والثقافيــة وتجربتهــم التاريخيــة .أقــول النمــوذج
السياسي الذي ل يغمض العين إطلقا ً عما جرى ويجري في الغــرب مــن
تحديث وتطوير في الحياة السياسية.
التنمية السياسية المطلوبة للوطن العربي ،هي التي تقــوم علــى أســاس
أن النسان العربي يمثل جوهر التنمية وهدفها الول.
وعلى هذا الساس ،فإن التنمية في هذه الدراسة ل تقتصر على مجرد
معرفتها منهجيًا ،ومن ثم تطبيقاتها التي يحكمها هذا المنهج أو ذاك ،وإنما
هي البحــث والتفصــيل فــي إجراءاتهــا داخــل الــوطن العربــي ،أي داخــل
أنساقه السياسية المحلية والوطنية والقومية ،وما يلزمهــا مــن إجــراءات
رسمية وأداء شعبي والفكر الذي يوجههــا ،والحــزاب الــتي تتشــارك فــي
تنفيذ هــذه التنميــة ،أو تتقبلهــا بصــدر رحــب ،لن التنميــة تتقصــد تحــديث
الحزاب ،وتفعيل أنشطتها ،وتطــوير عقائدهــا وبنيانهــا التنظيمــي ،وإبــراز
شرعياتها التي يتوافق عليها المجتمع في عقده الجتماعي.
كذلك فإن الدراسة تحقق أهميتهــا ل لنهــا تجعــل مــن التنميــة السياســية
موضوعها ،وإنما لنها تعالج التنمية السياســية فــي ســياق وإطــار الــوطن
العربي ،وتعتني على وجه التحديد بالواقع الجتماعي العربي بما فيه مــن
مشكلت ملحة فضل ً عن همومه السياسية والتحديات الــتي تــواجهه فــي
الداخل والخارج.
وهي إذ تختار الواقع العربي فلنها تراه قد وصل إلى حالة من الركود
يفــرض قســاوة الواقــع وتصــلبه ،إلــى الحــد الــذي ينــاهض إرادة النــاس
وتوجهاتهم وتطلعاتهم المشروعة ،فالواقع هو الذي يحدد تلــك التجاهــات
الــتي تلــتزم بهــا التنميــة السياســية باعتبارهــا عوامــل متغيــرة ،والواقــع
الجتماعي العربي هو الذي يوفر الشروط الموضوعية ،مــن أجــل ظهــور
قوى اجتماعية جديدة لها مطالبها ووجهتها في التغيير ،بل هي التي تأخــذ
على عاتقها مهام التغيير وإنجازه في لحظته الزمنيــة ،وهــي فــي مهمتهــا
هذه تسعى وتنشط فــي ميــدان التحــديث والتقــدم ،لنهمــا يســكنان فــي
جوهرها من أجل النتقال بالحاضر إلــى المســتقبل مســتجيبة بــذلك إلــى
حركة الواقع العربي وجدله الجتماعي.
191
لكــن هــذا كلــه ل يجعــل الدراســة تــتراجع عــن رأيهــا فــي أن التنميــة
السياسية ل بد أن تبدأ فــي نطــاق الثقافــة السياســية ،فــإذا نجحــت فــي
إحــداث تحــولت جذريــة داخــل بنيــان هــذه الثقافــة باتجــاه ونحــو قضــايا
النسان العربي المصيرية ،وعلى أنه الولــى بشــأنه العــام .فإنهــا ســتجد
أمامها البواب مفتوحة لتنهض بالتحــديث السياســي الــذي يقــرره الواقــع
الجتماعي العربـي ،وتبلـغ أهـدافها فـي إحـداث نقلـة نوعيـة فـي الحيـاة
السياســية المتعبــة والمنهكــة بفعــل القصــاء وغيــاب الحــوار الجتمــاعي
السياسي والستئثار بالسلطة.
إن جوهر التنمية له بعــده المســتقبلي بمعنــى أنهــا تفعــل فــي الواقــع
الجتماعي العربي لنقله مما هــو كــائن إلــى مــا يجــب أن يكــون ،ولــذلك
نفــترض أن التنميــة السياســية تمثــل شــرطا ً لتحــديث الحيــاة السياســية
العربية ،وهي بشرطها هــذا تســتجيب للواقــع العربــي الصــعب والقاســي
الذي يحتاج إلى عملية تغيير سياسي قوامه أن الــوطن العربــي لــن يبلــغ
النهضة ،إل إذا كان النسان العربي جوهر عمليات التنمية بكل مضــامينها
ومجالتها وسيد قراره السياسي.
وهــذا معنــاه أننــا إذا نظرنــا إلــى فكــر العلــم النــثروبولوجي وأدبيــاته
ودراساته الحقلية ومحاولته الدائمة استيفاء النظرية النثروبولوجية حقها
في وضع تعريف للنسق ،حتى إذا أخذته ومضــت بــه باتجــاه المجتمعــات،
وجدت ضالتك ،وقمت بالتغيير السلم والكثر مصداقية للنسق المدروس
مــن قبلــك ،إل أن ثمــة محــددات وعــوائق تجعــل العلــم النــثروبولوجي
ودراساته ل تبلغ الكمال الذي وصلت إليــه العلــوم الطبيعيــة والفيزيائيــة.
وهذا معناه أن النظرية النثروبولوجية لم تقل كلمتها النهائيــة حــتى هــذه
اللحظة بشأن موضوعاتها.
* أ.عز الدين دياب /الدراسات الجتماعية المريكية ومخاطرها على المن الثقــافي
– مجلة الفكر العربي -العدد " رقم . 70
194
أنها تعتبره الفعل السياسي الذي يتم داخل البناء الجتماعي العربــي فـي
مستوياته المحلية والوطنية والقومية من قبل أبنــاء المجتمــع وســلطاتهم
السياســية ،وأحزابهــم وجمعيــاتهم الهليــة والحكوميــة .وفــي ظــل دولــة
قطريــة لــم تكتمــل فــي بنيانهــا السياســي وســيادتها الوطنيــة .بــل هــي
منقوصة الداء بفعل متطلبات السلطة غير المتوفرة فيهــا .وأيض ـا ً بفعــل
التحديات الخارجية التي تجد فــي نقــاط ضــعف إمكانــات القطــر الواحــد
ن النســق ويــرى العلــم النــثروبولوجي ودراســاته الحقليــة أ ّ مــداخلها.
السياســي فـي الــوطن العربــي يغلــب عليــه الضــعف والداء النقسـامي
للسباب التية:
1-إن المجتمع العربي مجتمع أهلي حيث ل تــزال علقــات قربــى الــدم
هي الغالبة عليه ،وأن العصبية المتأتية من هذه القربى ل يزال لها تأثيرها
في علقات الناس السياسية والجتماعية والثقافية ،ولها علقــة مباشــرة
في طابع النتماءات المحلية والوطنية والقومية ،وتصل في تأثيرها علــى
مواطنة النسان العربي لن علقات القربى ومستوياتها وعصبياتها تجعل
النسان العربــي يعيــش فــي دائرة أو سلســلة متواصــلة مــن النتمــاءات
علتها الرئيسية قربى الدم .فهو في المجتمع الهلي ابـن أســرته أو ً
ل .ثــم
ابن عائلته ثانيا ً وابن فخذه وبطنه وعشيرته وقبيلته وابــن حــارته قبــل أن
يكون ابن قريته او مدينته وابن قريته ومدينته قبل أن يكــون ابــن وطنــه.
وهذا النمط من الولءات والنتماءات هو الــذي يجعــل النســق السياســي
في الوطن العربــي نســقا ً انقســاميًا ،وإن كــانت هــذه النقســامية تقــوى
وتضعف أمام قوة النتماء الفكري والسياسي أو ضعفه ،ووجود عصــبيات
أقوى وأكثر فاعلية من عصبية قربى الدم.
** * د .أحمد أبو زيد – البناء الجتماعي – مدخل لدراسة المجتمــع ط – 2ج – 2
النساق – الهيئة المصـرية العامـة لكتـاب السـكندرية -مصـر العربيـة – ص – 412
.528
195
*د .أحمد بدوي – معجم مصطلحات العلوم الجتماعية – مكتبة لبنان – بيروت 1986
– ص -322 318
*إن الواقـع السياســي يشــير إلــى ضــعف التجــاوب مـع تطلعـات النــاس
والستجابة للغايات والهداف التي ينشدونها ،والمتمثلة باستكمال التحرر
السياسي ،وامتلك السيادة والقتراب نحــو الوحــدة ،الــتي تمثــل معركــة
196
ده السياســيون فــي الســلطة أيــدلوجيات اقتصــادية أو * إن كثيرا ً مما يعـ ّ
نظريات تنموية تعبر بالضرورة عن المذهب السياسي الذي تنطلــق منــه
هــذه النظريــات ،غالبــا ً مــا تكــون أقنعــة تختفــي خلفهــا فلســفة الفكــر
السياسي الذي قد يمثل التبعية فـي القـرار ،أو تختفـي وراءهـا المصـالح
الشخصية ،هذا من شأنه زيادة حالة التخلف القتصادي ،أو عــدم مواكبــة
التطور العلمــي والتكنولــوجي ،وخاصــة فــي العلــوم الــتي تتضــمن نهجـا ً
للتطور العلمي الحديث.
اقتصاديات البلدان العربية وزاد ذلك من اعتماد أغلب الدول العربية على
تصدير المواد الولية والعتماد علــى الصــناعات الوليــة والمتوســطة مــع
التهافت علــى الحصــول علــى المســاعدات الدوليــة ممــا زاد مــن ديونهــا
)أنظر الفصل الول /الباب الول( لتجد نفسها تحت وطأة البنوك الدولية
ومنظمة التجارة العالميــة وصــندوق النقــد الــدولي الــتي تتبنــى شــروطا ً
قاسية ،لبقاء الدول العربية تابعة لها في تنفيذ البرامج التي ترســمها لهــا
هذه المنظمات ،كما ورد تفصيله في الباب الول /الفصل الثاني.
* حسن لطيـف الزبيـدي /العولمـة ومسـتقبل الـدور القتصـادي للدولـة /دار الكتـاب
الجامعي /المارات.2002 /
*** محمد الطرش /العرب والعولمة ما العمل /مجلة المستقبل العربي/العــدد 129
لسنة .1997
أما القتصاد الدولي فهو بالدرجة الساس يركز على علقات أقتصادية
بين دول ذات سيادة وقد تكون هــذه العلقــات منفتحــة جــدا ً فــي حقــول
التجارة والستثمارات المباشرة وغير المباشرة ،ولكن يبقــى للــدول دور
كبير في إدارتها وإدارة اقتصــادها .فــي حيــن يؤكــد عديــد مــن الكتــاب
ضرورة فهم العولمة على أنها )أمركــة العالــــم( ،حيــث تختفــي الحــدود
الفاصلة بين المفهومين فهما مترادفإن يعبران عن الشئ ذاته ،إذ يــذهب
)هانز بيتر مارتين و هارالد شومان(* إلـى أن العولمـة فـي سـوق المــال
وإلى حد ما هي )أمركــة العــالم( فالمركــة ليســت أســطورة بــل حقيقــة
ملموسة تعيشها حتى أوربا وتحتج عليهــا وتعــدها خطــرا ً ســتراتيجيا ً يهــدد
استقللها السياسي والقتصادي وهويتها القوميــة ،ولعل مقاومــة فرنســا
لها في مفاوضــات الجــات ودفاعهــا عمــا يعــرف )الستشــفاء الثقافــــي(
أسطع دليل على وجودها وعلى مخاطرها**.
** لطيف كريم العبيدي /العولمة في الفكر السياسي المعاصر/ورقــة بحثيــة /عمــان
.1999
*** د.محمد طاقة /مأزق العولمة /دار المسيرة عمان/ط .2007/ 1
وإذا قارنا تلك النتائج بالرقام بأوربا الموحدة أو اليابان والصين من جهة
أخرى يتبين ما يأتي:
إن الناتج القومي لوربا يزيد على 7تريليون دولر عدا قدراتها العلميــة
والتكنولوجيــة الــتي تضــاهي أمريكــا ،وبإمكــان أوربــا أن تصــبح القــوة
القتصادية الولى في العالم خلل القرن الواحد والعشرين.
أما بالنسبة لليابان والتي تمثل اليوم الموقع الثاني في مستوى المعيشــة
في العالم حيث يصل متوسط دخل الفرد الســنوي إلــى 23.800دولر،
فهي الدولة الولى في السيولة في العالم وحجم الستثمارات الخارجيــة
وهي الولى من حيــث الصــول الوطنيــة الــتي تبلــغ 43.7تريليــون دولر
مقابل 36.2تريليون في أمريكا وهي الولى في تصنيع منتجــات الحديــد
والصلب وفي إنتــاج الســفن التجاريــة العملقــة وهــي الولــى مــن حيــث
المكننة الصناعية.
202
أما بالنسبة للصين فإنها الدولة الولى من حيث عدد الســكان %22مــن
سكان العالم ،وتشير كافة المصادر إلى أنها تقــترب وبشــكل ســريع إلـى
قمــة قائمــة أكــبر الــدول الصــناعية فــي العــالم ،فالقتصــاد الصــيني هــو
القتصاد الكثر نموا ً في العالم خاصة خلل السنوات الخيرة ،وبعد عودة
هونك كونــك إلـى الــوطن الم فــإن القتصــاد الصــيني سيصــبح القتصــاد
الثالث في العالم ،وإذا استمر معدل النمو للناتــج القــومي الصــيني علــى
هذا المعــدل فــإنه سيصــبح 1.5ضــعف القتصــاد المريكــي بحلــول عــام
2020م .كما ورد المزيد عــن التجربــة الصــينية فــي الفصــل الثــاني مــن
الباب الول.
أما بالنسبة للوطن العربي :فإنه كما وردت البيانات التفصــيلية فــي
الفصــل الول مــن البــاب الول ،فــإنه يشــكل %4.4مــن ســكان العــالم
ويأتي بالمرحلة الرابعــة بعــد الصــين والهنــد وأمريكــا ،وبعــده أندونوســيا،
ومساحته تشكل %10من مساحة اليابسة في العالم ،حيث ارتفع الناتج
القــومي الجمــالي لمجمــوع الــدول العربيــة مــن 368مليــار دولر عــام
1987إلى 580مليار دولر عام 1996أي بنسبة نمو *.%31
كل ذلك يؤكد حقيقة نمو اقتصاديات دولية من الممكن أن تشكل قوى
أقتصادية سياسية تعيد التوازن الدولي بصيغ تجعل من انفراد أمريكا أمرا ً
مستحيل الستمرار .ويؤكد ظهور توازنات دولية جديدة متعددة القطــاب
بما يحقق نظاما ً دوليا ً يستوعب قوى النتاج بالشكل الذي يحقق تقســيما ً
دوليا ً للعمل يتحقق فيه العدالة لجميع الشعوب.
ما عادت كلمة الحرب تعني فقط ذلك المعنــى العســكري ،والــتي تتــم
من خلل المواجهة بالســلح فقــط ،ولكنهــا اتخــذت أشــكال أخــرى ،لعــل
203
ت هــذا المســمى تعــددت المســتويات أهمها " الحرب القتصادية " ،فتح ـ َ
بدءا ً من النذار والحظر والحجز إلى حد المقاطعة والعقوبات القتصــادية
والحصــــــــــــــــــــار البحــــــــــــــــــــري والحتكــــــــــــــــــــار.
وتلك الحروب توجه إلى دولـة أو عـدة دول ،بهـدف إجبـار تلـك الـدول
على الخضوع لحكام القانون الدولي ،أو لحسم نزاعات دوليــة بيــن دول
ذات سيادة أو لمواجهة نزاعات إقليميــة داخليــة ،أو كشــكل مــن أشــكال
العــتراض علــى سياســات الدولــة الخارجيــة وانتهاكــا لحقــوق النســان.
ورغم هــذه الشــكال التقليديــة للحــروب القتصــادية إل أن العقــد الخيــر
عا في مجــال الحــروب القتصــادية نتيجــة التطــور فــي ما متسار ً شهد تقد ً
تكنولوجيا التصال والمعلومات ،مما تبعــه ظهــور أنمــاط وأدوات جديــدة
لتلــــــــك الحــــــــروب خلل القــــــــرن الحــــــــادي والعشــــــــرين.
جاء ذلك في آخر تقارير مركز الدراسـات الســتراتيجية بــالهرام تحـت
عنوان "الحروب القتصادية في القرن الحادي والعشرين ".
أكــد التقريــر اســتئثار أمريكــا بنصــيب الســد فــي شــن هــذه الحــروب
القتصــادية ،حيــث إن هنــاك %95مــن الشــركات المريكيــة الكــبرى
تســتخدم أجهــزة الســتخبارات القتصــادية ،وفــي إطــار ذلــك تســتخدم
مختلــف أســاليب التجســس القتصــادي مــن الرشــوة وبــث المعلومــات
المضـللة ،وزرع أجهـزة التجسـس بيـن مقاعـد الطـائرات فـي مقصـورة
رجال العمال ،وكذلك في مجال القرصنة اللكترونيــة عــن طريــق دس
برنامج يعرف باسم وعد " " Promiseداخل الجهزة ،يسمح باختراق بنك
المعلومــات وذاكــرة الحاســوب للخصــوم ،ولعــل الحــرب المريكيــة –
الصينية تعد أهم أمثلة الحروب القتصادية على مواقع النــترنت ،وخاصــة
إثر تصاعد الزمة بين الصين وأمريكا بسبب طــائرة التجســس المريكيــة
التي استطاعت الصين إجبارها على الهبوط فــي جنــوب الصــين ،تحــول
التوتر بين واشنطن وبكين إلى حرب ساحتها مواقع النترنت بعــدما هــدد
قراصنة المواقع الصينية بمهاجمة مواقع أمريكية في ظل تقــارير تعــرض
مواقع صينية لهجمات من قبل متسللين أمريكيين ،بل إن خبراء النترنت
في الوليات المتحدة أكدوا أن ستة -على القل -مــن المواقــع المريكيــة
المهمة تعرضت للتخريب على أيدي متســللين صــينيين مــن بينهــا مواقــع
وزارة العمل ،والصحة ،والخدمات النسانية ،ومجلس النــواب المريكــي.
بل بدأت واشنطن تسخر أجهزتها المختلفة من أجــل التجســس علــى
مستخدمي النترنت سواء أكانت مؤسسات مالية أو أفرادا ً عاديين ،وهــو
ما تكشفه فضيحة "اتشيلون" والتي اتهمت فيه الحكومة الفرنسية ،نيابة
عــن التحــاد الوروبــي ،والوليــات المتحــدة المريكيــة بالتجســس علــى
205
سبق وأن وصفنا العالم فــي ظــل العولمــة أنــه أصــبح بمثابــة القريــة
الصغيرة ،وأصبح من المعتقد أن كل شيء معـروف ،وسـمعنا مـن يقـول
إن القمار الصناعية لدى بعض الدول قادرة علـى التقـاط أرقـام لوحـات
السيارات في معظم دول العالم ،و هناك من قــال إن القمــار الصــناعية
قادرة أن تــرى أدق مــن ذلــك ،ولكــن بــالرغم مــن كــل هــذا فــإن الواقــع
المعاش أثبت أن هذا العتقاد خاطئ ..من الصحيح أن القمــار الصــناعية
206
ومــن أشــهر الجهــات الــتي يــرى البعــض أنهــا تتخصــص فــي مجــال
التجسس القتصادي جمعية محترفي التنافس المخابراتي ،وهــي جمعيــة
تم تأسيسها في العام 1982في الوليــات المتحــدة المريكيــة علــى يــد
بعض العاملين في مجال المكتبات ،وبعد حــوالي 20عام ـا ً مــن تأســيس
هذه الجمعية أصبح معظم أعضــائها مــن المحاســبين والمتخصصــين فــي
أبحاث السوق والعمال البحثية والمعلوماتية الميدانية ،وبعد الكشف عن
واقعة تجسس شركة أوراكل على شركة مايكروسوفت تــم إحــراج هــذه
الجمعية وغيرها من الشــركات والمؤسســات المثيلــة؛ حيــث بــدأ النــاس
والحكومات ينظرون إليهم على أنهم جواسيس ،وهو ما أجبر بعــض هــذه
الشركات ومنهم هذه الجمعية على إصدار بيانات تنفي عن نفســها تهمــة
القيام بنشاط التجسس ،بل إن هذه الجمعية قامت بوضع ميثــاق شــرف
لطمأنة عملئها الذين وصل عددهم إلى حوالي 7آلف عميل ،وفــي هــذا
الميثاق تم وضع أخلقيات للعمل فــي هــذا المجــال يلــزم العــاملين فيهــا
بالرتقاء بالمهنة واللتزام بالقوانين واحترام المعلومات التي توصف بأنها
سرية ،ولكن البعض يعتقد أن مثل هذه البيانات ومواثيق الشرف ل تنفي
الشبهة عن هذه الجمعيات أو الشركات.
اقتصادي ،ولم يكن ذلك مدعاة للخجــل ،ولكنهــا كــانت طفــرة تــثير
الفخر ودليل ً على الوطنية.
التصالت والتقنية المنية
أمن المعلومات والتصالت في ظل الثورة التقنية
يــرى المفكــرون وصــانعو السياســات ورجــال العمــال فــي قطــاع
التصالت والمعلومات فرصة ذهبية للدول النامية إذا ما أحسن استغللها
وتوظيفها ،ليس فقط من أجل تحقيق التنمية ،ولكن أيضا ً مــن أجــل بنــاء
قطاع اقتصادي من أهــم قطاعــات المســتقبل .وهــذا القطــاع ذو جاذبيــة
210
شديدة ،ول يقتصــر تــأثيره فقــط فــي التغييــر والتطــوير الجــذري لجميــع
القطاعات القتصـادية الخـرى ،بـل إنـه فـي ذاتـه يـوفر الفـرص الجـادة
لقفــزات اقتصــادية كــبرى ،إذا مــا أحســن اســتغلله مــن خلل التخطيــط
والتنظيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم.
يع ـد ّ مجتمــع المعلومــات نظام ـا ً اقتصــاديا ً واجتماعي ـا ً تشــكل المعرفــة
والمعلومات مصدرا ً أساسيا ً فيــه لتحقيــق الرفاهيــة والتقــدم ،وهــو يمثــل
فرصة لبلداننا ومجتمعاتنا ،طالما أن من المفهوم أن تنمية مجتمعنــا فــى
سياق عالمي ومحلي تتطلب تقديرا ً أعمق لمبادئ أساسية من قبيل تلك
المتعلقة باحترام حقــوق النســان فــي الســياق الوســع الخــاص بحقــوق
النسان ،والديمقراطيــة ،وحمايــة الــبيئة ،والرتقـاء بالســلم ،والحــق فــي
التنمية ،والحريات الساسية ،والتقدم القتصادي ،والنصــاف الجتمــاعي.
وينشغل العالم أجمع بمشكلة الفجــوة الرقميــة وكيفيــة رأبهــا ،ولــذلك
عقدت القمة العالمية لمجتمع المعلومات -التي تتبناهــا المــم المتحــدة،
والتحــاد الــدولى للتصــالت -علــى مرحلــتين :الولــى فــي جينيــف فــي
ديسمبر 2003م ،والثانية في عام 2005م في تونس؛ والغرض منها هــو
وضع إعلن مبادئ وخطة عمل للعالم لبناء مجتمع المعلومات ،مــع تأكيــد
الهمية القصوى التي يلعبها هذا القطاع ،وبخاصــة فــي المرحلــة الراهنــة
التي تتصف بعدم
* اللــواء الــدكتور -محمــد جمــال مظلــوم /مجلــة كليــة الملــك خالــد العســكرية/
السعودية/العدد 80في .1/3/2005
يرتكز المحور الفقي على التأثيرات اليجابيــة الــتي يمكــن أن يخــدم بهــا
قطــــاع تكنولوجيــــا المعلومــــات والتصــــالت القطاعــــات الخــــرى.
ولو نظرنا إلى البعد الرأسي ،والــذي يمثــل قطاعـا ً اقتصــاديا ً فــي مجــال
التصالت والمعلومات ،نجد أن الموارد البشرية والقدرات ووجــود نظــام
معلومــات موثــوق بــه ،ضــروريات مــن أجــل الدارة الفاعلــة وتشــغيل
القطاعين العام والخاص ،ويجــب أن يغطــي هــذا النظــام مجــالت مثــل:
المعلومات الداخلية للحكومة ،وخــدمات المــواطنين ،والتجــارة ،وأعمــال
البنــــــــــــــــــــــوك ،والعلقــــــــــــــــــــــات الدوليــــــــــــــــــــــة.
ويجب التأكيد على أهمية أمــن المعلومــات والبيانــات والشــبكات لنجــاح
مجتمع المعلومات ،وهنا يجدر ذكــر أهميــة وجــود محتــوى باللغــة العربيــة
حتى يستفيد منه جميع قطاعات الشعب العربي ،المـر الـذي يـدعو إلـى
وجود صناعة خاصــة بصــناعة المحتــوى ،وبتعريــب المســتويات المختلفــة
التي تتكون منها تكنولوجيا التصالت والمعلومــات ،فض ـل ً عــن اســتخدام
أســـــــــــــــماء النطاقـــــــــــــــات باللغـــــــــــــــة العربيـــــــــــــــة.
لقد استفاد عدد كبير من الدول على مدار السنوات القليلة الماضية مــن
الفرص الــتي أتاحتهــا تكنولوجيــا المعلومــات والتصــالت ،وتــم فــي هــذا
الطار وضع السياسات اللزمة ،حيث أرست خطوطا ً إرشــادية وأحــرزت
تقــدما ً بتكــوين خطــط عمــل إقليميــة ووطنيــة لتكنولوجيــا المعلومــات
والتصالت كجزء من أهدافها التنمويــة الشــاملة ،كمـا إن التقــدم خطــوة
خطوة في العملية التنظيمية وما يتضــمنه ذلــك مــن اســتراتيجية منســقة
ومتعددة الفرع ،يعد أمرا ً أساسيا ً لبلوغ تطـور هـذا القطـاع .ويلعـب كـل
من التعليم ،وفرص الستثمار ،وتوافر البنيــة التحتيــة ،دورا ً كــبيرا ً للتقــدم
في هذا المجال.
دور الحكومة:
تتحمل الحكومات المســؤولية العظــم فــي تنميــة مجتمــع المعلومــات
القليمي وملء الفراغات التي ظهــرت وســببت الفجــوة الرقميــة ،وذلــك
من خلل آليات صنع السياسات الخاصة بها ،وتتفاوت هذه الفجوات على
أســاس التعليــم ومســتوى الــدخل والنــوع الجتمــاعي ) (Genderوعــدم
التوازن بيـن الريـف والحضـر ...إلـخ ،ويجـب أن تسـعى الحكومـات إلـى
دراسة وتعديل التشريعات والقوانين ذات الصلة بالمعلومات والتصــالت
والتكنولوجيات ،إقرارا ً بأنهــا تمتلــك القــدرة علــى اســتثمار عمليــة النمــو
وخلــق فــرص هائلــة للتوظيــف ولجــذب الســتثمارات علــى المســتويين
212
التجــارة اللكترونيــة المتوجهــة إلــى العمــال نجــدها ارتفعــت مــن 2ر 1
تريليــون دولر عــام 1999م إلــى 10تريليونــات عــام 2003م ،وكــذلك
التجارة اللكترونية من العمـال إلـى المســتهلك ارتفعـت مــن 25مليـار
دولر عام 1999م إلى 233مليار دولر عام 2004م.
يعني أمن المنشآت ضرورة المحافظة على مسيرة المنشأة فـي ظـل
كافة الظروف التي تمر بها مسيرة العمل في هــذه المنشــأة مــن ناحيــة
مراقبة الدخول والخروج ،وأســلوب العمــل بالــداخل ،بمــا ل يعرضــها لي
عمل إرهابي أو تدميري ،والحفاظ على المنشأة من أية كارثة قد تتعرض
لها ،مثل :الحرائق ،أو تسرب الغاز ...إلخ ،وهو ما يستلزم تــوفير التقنيــة
المنية الحديثة لرفع كفاءة أداء رجال المن.
إلى عصــر المعلومـات أو العصـر الــذي تمـارس فيــه الحيــاة مـن أبســط
أشــــــــكالها إلــــــــى أعلــــــــى مســــــــتويات التعقيــــــــد فيهــــــــا.
وهــذا يقودنــا إلــى الحــديث عــن أمــن التصــالت ومراقبــة التصــالت،
فالمقصود بأمن التصالت :أن يتم تحقيق التصالت داخل المنشــأة دون
أي تعرض أو تعقيد؛ بمعنى أنه ضرورة توفر نظم اتصالت حديثــة تســهل
كافة التصــالت داخــل المنشــأة دون أي تنصــت مــن أي جــانب منــافس
لنشاط المؤسسة .أما مراقبة التصالت فالمقصود بها :رقابة التصــالت
لتحقيـــــق أمـــــن هـــــذه التصـــــالت وتحقيـــــق الســـــرية فيهـــــا.
وحديثنا هنا ينصب على التصالت داخل المؤسسة ،هذا بخلف تحقيــق
التصالت المباشرة دون استخدام هذه الجهزة ،ســواء بيــن المســتويات
الدارية المختلفة من العليا إلـى الســفلى ،أو العكـس ،بخلف التصـالت
الفقيـــــــــــة بيـــــــــــن ومـــــــــــع الجهـــــــــــزة المختلفـــــــــــة.
من هذا المنطلق كــان علــى المنشــأة الســعي نحــو تحقيــق أمنهــا وأمــن
التصالت الخاصة بها ،وهو ما أصبح مجال ً للختراق فــي الــوقت الحاضــر
في ظل المنافسة من المنشآت المماثلة – داخــل الدولــة أو مــن الــدول
الخرى – بهدف كسب أسواق المنشآت الخرى وتحقيق التميز.
ومع ابتعاد شبح الحروب العسكرية بدأ الدور المؤثر للقتصــاد فــي
قوة الدولة يتزايد ،ويتوقع الخبراء أن مســتقبل الــدول فــي الســنوات
القادمة -وبخاصة في المجال القتصادى -سوف يتوقف على عبقرية
الجواسيس ورجال العمــال الــذين بإمكــانهم إتقــان جاسوســية عــالم
القتصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد.
216
-3أن تقيم الدول العربيــة فيمــا بينهــا تعاونـا ً أمنيـا ً لمكافحــة أي تجســس
يوجه إلى أي من الدول العربية ،خصوصا ً للشــركات التجاريــة ومعاملتهــا
المالية ،وأهمية تبادل المعلومات فيما بين الدول العربية بهذا الخصــوص.
-4الهتمام على مستوى الشركات فــي الــوطن العربــي بإنشــاء مراكــز
218
* د-إبراهيم عاصم وأشرف سعد العيسوى :أجهزة الستخبارات والدور الجديد في
اللفية الثالثة ،مركز الخليج للدراسات الستراتيجية ،القاهرة ،عام 2000م.
اليــوم أنظمــة علــى مســتوي هــائل مــن التقنيــة يمكنهــا التصــدي لقمــار
التجسس المريكية والصينية أو السرائيلية التي تســمح اليــوم وبســهولة
رؤية محتويات طبق طعامك.
الفصل الثالث
Decision القرار:
________________________________________________________
مهي ّأ ً للمعركة
-4وإدراكا ً لضرورة تهيئة القتصاد العربي بحيث يكون ُ
المصيرية ضد التخلف والتبعية ،وأن يعبأ في مواجهة العدوان
الصهيونى والقوى المساندة له.
-5والتزاما ً بمبادئ التكامل القتصادي القومى والعتماد الجماعي
على الذات.
-6وباعتبار أن من الضرورى تنسيق السياسات القتصادية والمالية
في القطار العربية بشكل فعال من أجل القضاء على أسباب التجزئة
فيما بينها ،ومن أجل ترسيخ سبل التضامن بينها وبين الدول السلمية
والفريقية وبقية بلدان العالم الثالث في سياق الجهود الرامية إلى
إقامة نظام اقتصادى عالمي جديد.
-7وحفاظا ً على الثروات العربية القابلة للنضوب وعلى عوائدها التى
أصبحت معرضة للعديد من المخاطر وبالنظر للدور الساسي لهذه
الثروات ولعوائدها في تحقيق أهداف الوطن العربي في التحرير
والمن والنهضة العلمية والتكنولوجية.
-8وإيمانا ً بأن النسان العربي هوصانع التنمية العربية وينبغي أن
يكون هدفها من أجل تنمية فرص التعليم والتدريب وتوفيرها له،
وحرصا ً على تسهيل انتقال العمالة والكفاءات داخل الوطن العربي،
وضبط هجرتها إلى الخارج واستعادة الموجود منها في الخارج إلى
الوطن العربي أوتعظيم الستفادة منه في موقعه.
قرروا التزامهم الكامل بهذا الميثاق وحشد جهودهم وطاقاتهم
ومواردهم لتنفيذه اقتناعا ً منهم بأن ذلك هوضرورة حتمية لتعزيز
القدرة العربية الذاتية التى تكفل للوطن والمواطن العربي حريته
وكرامته وذلك على النحوالتي:
النتاج العربية ذات الهوية العربية المؤكدة "ملكية وإنتاجا ً وإدارة وعم ً
ل".
جـ -منح المعاملة التفضيلية التامة للمشروعات العربية المشتركة ذات
الطبيعة النتاجية والتكاملية.
ثالثًا :اللتزام بمبدأ المواطنة القتصادية العربية:
أ -معاملة رأس المال والعمل العربي بما ليقل عن معاملة مثيليهما من
أصل وطني في كل قطر عربى وبما يحقق الضمانات اللزمة والحوافز
المناسبة لهما.
ب -تحقيق التوازن في الحقوق والمتيازات والتسهيلت التى تمنح
لعناصر النتاج العربية المساهمة في التنمية العربية.
جـ -تحرير تنقل اليدى العاملة العربية وضمان حقوقها وإعطاؤها
التسهيلت اللزمة والمساعدات لتطويرها.
رابعًا :العمل من أجل التقليص السريع والفعال للفجوة
التنموية والدخلية فيما بين القطار العربية وداخل كل قطر منها
بما يكفل تحقيق الستقرار والنسجام القتصادي والجتماعي والعدالة
الجتماعية القومية ،وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية الفعالة في عملية
التنمية العربية لتعزيز وتصحيح مسيرتها.
خامسًا :اعتماد مبدأ التخطيط القومى للمشاريع العربية
المشتركة كأسلوب لتوجيه وتنظيم وتطوير العمل العربي
المشترك على النحوالتي-:
أ -اللتزام باستراتيجية العمل العربي القتصادي المشترك وعقود التنمية
العربية المشتركة والخطط القومية المنبثقة عنها.
ب -اللتزام بأن تضمن كل خطة قطرية فضل ً عن عناصرها القطرية
توجها ً قوميا ً يتمثل في تخصيص نسبة معينة من الموارد لتمويل
مشروعات الخطة القومية.
سادسًا :التزاما ً بمبدأ التكافل القتصادي القومى ينبغي:
أ -تكافل الدول العربية كل بقدر طاقتها ووفقا ً لما يقرره المجلس
القتصادي والجتماعي العربي في تمويل الحاجات العربية المشتركة،
ويشمل ذلك بشكل خاص احتياجات المن القومى وتنمية الموارد
والطاقات البشرية ومشروعات البنى الساسية.
ب -التزام القطار العربية بالدعم الكامل لي قطر عربى يتعرض
لعدوان أجنبى أولجراءات اقتصادية مضادة ،بسبب ممارسته حقوق
السيادة الوطنية أولكوارث طبيعية وفقا ً لما يقرره المجلس القتصادي
والجتماعي العربي.
سابعًا :التفاقيات الجماعية:
إعادة النظر في التفاقيات الجماعية المنعقدة في إطار جامعة الدول
العربية بهدف تقييمها وتطويرها في ضوء المتغيرات العربية والدولية
المستجدة على النحوالذى يحقق المزيد من الفاعلية لها لتحقيق أهدافها
القومية وفي ضوء تجارب تطبيقاتها.
ثامنًا :في المال والنقد:
226
كما جاء تأكيد القادة العرب أصحاب القرار السياسي علــى تنفيــذ تلــك
المقررات خلل انعقاد جلسة جامعة الدول العربية في عمان/مارس عام
2001مشــيرين بوضــوح إلــى موضــوعي التكامــل القتصــادي العربــي
والستثمارات العربية.
*)حرر هذا الميثاق بمدينة عمان في يوم الربعاء الثامن عشر من شهر محرم سنة
1401هجرية ،الموافق للسادس والعشرين من شهر تشرين ثانى نوفمبر سنة
1980ميلدية من أصل واحد يحفظ لدى المانة العامة لجامعة الدول العربية وتسلم
صورة مطابقة للصل لكل دولة من الدول الموقعة على الميثاق أوالمنضمة إليه.(.
*( ويبارك القادة ماحققته وتحققه الدول العربية في مجال تحسين منــاخ
الســتثمار ويؤكــدون علــى أهميــة إعطــاء المزيــد مــن الحــوافز لجــذب
228
ل :النتماء العربي :منذ قيام جامعة الدول العربية عام 1945اتخذ أو ً
ً ً ً
هذا النتماء تجسيدا تعاقديا ومؤسسيا ،وبانضمام كل دولة عربية إليها
حال حصولها على استقللها تأكيدا ً لهويتها العربية ،ورغبتها في النضمام
للمجموعة وإدراكا ً من أن هذا النضمام يوفر عددا ً من المتيازات ويلقي
عليها عددا ً من المسؤوليات .على أن النتماء العربي ل يعني استبعاد
وجود تناقضات ظاهرة ومستترة داخل المجموعة العربية بل إن التركيز
الملحوظ في ميثاق جامعة الدول العربية على مسائل حل الخلفات
.العربية يشكل اعترافا ً بوجود هذه التناقضات وبأخطارها
ثانيًا :المن القومي :وقد اتخذ مفهوم المن القومي العربي تجسيدا ً
تعاقديا ً ومؤسسيا ً في ميثاق الدفاع العربي المشترك والتعاون
القتصادي الذي وضع في حيز التطبيق عام 1953ونص على إنشاء
230
ومن أهم دللت هذه المعونة وأكثرها إيجابية ،أنها قدمت من الدول
النفطية الثلث السابق ذكرها قبل الطفرة التي حدثت في إيرادات
النفط بفعل تصحيح السعار ،ابتداًء من خريف عام ،1973أي في وقت
لم يكن لدى هذه الدول فوائض في الحساب الجاري لموازين
مدفوعاتها ،وكانت في أشد الحاجة إلى تمويل برامجها النمائية .ثالثًا:
المصلحة القتصادية :وتنبثق هذه المصلحة عن واقع جغرافي وبشري
واقتصادي يتمثل في تكامل الموارد الطبيعية والموارد البشرية
واحتياجات المهارات إلى جانب الحاجة إلى سوق واسعة توفر الفرصة
لقيام اقتصاد حديث يستخدم المنشآت الكبر حجما ً والتقنيات الكثر
.إنتاجا ً ويؤمن للنتاج قاعدة أعرض وكلفة أقل وتقنية أفضل
مسيرة القمم العربية التي طالت واستطالت أكثر مــن أربعــة عقــود،
تعج بالقرارات غيــر المنفــذة الــتي ليســت ســوى مجــرد بيانــات إنشــائية
ووثــائق مهملــة ،تثبــت أن العمــل العربــي المشــترك لــم يكلــل بالنجــاح
المطلوب ،تراجع وضعف أمام الصعاب والعراقيل على امتــداد الســنوات
الماضية .وعلى رغم صحة هذه النتيجة ،أود التذكير من خلل قلب دفــاتر
القمم العربية المتعاقبة ،أن ثمة إنجازات وبصمات هامة لها علــى حركــة
التعاون القتصادي العربي ،وإن كــانت محــدودة .لخرطــوم حصــة مهمــة
منها ،فقد عقــد فيهــا مــؤتمر القمــة العربــي الرابــع فــي آب )أغســطس(
،1967أي بعد مرور شهرين فقط على انتهاء حرب اليام الســتة ،وكــان
من بيـن قراراتــه منــح معونــة ماليــة سـنوية مقــدارها 135مليـون جنيــه
إسترليني إلى البلدان العربيــة الــتي تعرضــت للعــدوان الســرائيلي عــام
،1967لتمكينها من الصمود القتصــادي لحيــن إزالــة آثــار العــدوان ،وأن
يتحمل هذا المبلغ سنويا ً السعودية ) 50مليون جنيه إسترليني( والكــويت
) 55مليونًا( وليبيا ) 30مليونًا( .وخصص لمصر ســنويا ً مــن هــذه المعونــة
95مليون جنيه إســترليني ،والردن 40مليونـًا ،ولـم تكــن هــذه المعونــة
مرتبطة بتمويل أية مشاريع محددة ،وإنما كــانت تســتخدم كــدعم مباشــر
في ميزانية كل من مصر والردن *.ومن النجازات الخرى لمــؤتمر قمــة
231
ول يخفي ما يمثله الصــندوق العربــي فــي وقتنــا المعاصــر مــن أهميــة
كبرى للتنمية العربية .فقد مضى على نشاطه نحوثلث قرن اســتهله فــي
العام 1974بمنح عدد كبير من الــدول العربيــة قروض ـا ً اســتهدفت دعــم
برامجها التنموية واستكمال إنشــاء بنيتهــا الساســية ،وقــد بلــغ المجمــوع
التراكمي لقروضه منذ بدء عملياته وحتى نهاية عام ،2004نحو 4769.7
مليون دينار كويتي.
ولكي نضع مزيــدا ً مــن النقــاط علــى الحــروف حــول بعــض النجــازات
القتصادية للقمم العربية الخرى ،يجدر التأكيد على أن العون المالي من
الدول العربية النفطية لدعم الدول العربية المتضررة مــن حــرب ،1967
تزايــد خلل ســبعينات القــرن الماضــي ،تنفيــذا ً لقــرارات القمــم العربيــة
المتتالية ،خصوصا ً مؤتمري الرباط عام 1970و .1974
فعلى سبيل المثال ل الحصر ،بلغ مجموع الــدعم المــالي المقــدم لمصــر
بموجب مؤتمر قمة الخرطــوم الرابعــة ،وهــذان المــؤتمران خلل الفــترة
1976 – 1967نحو 1.7بليــون جنيــه مصــري ،قــدمت السـعودية منهــا
778.1مليــون جنيــه ،والكــويت 572.5مليــون ،وليبيــا 185.3مليــون،
والمارات 190مليونًا ،وغطت المبالغ المتبقية قطـر والعـراق والبحريـن
والجزائر.
يضاف إلى كل هذا ما قررته القمم العربية المتتاليـة مـن تقـديم عـون
مالي لدعم صــمود الشــعب الفلســطيني ،فــي أعقــاب انــدلع النتفاضــة
الولــى والثانيــة ،خصوص ـا ً قمــة بيــروت ،2002الــتي أقــرت جملــة مــن
السس والليات اللزمة لدعم موازنة السلطة الفلسطينية.
وفي مقابل هذه النجازات ،ل بد من التأكيد على وجود إخفاقات كثيرة
للقمم العربية في المجال القتصادي .ولعل مــن أبــرز المثلــة الــتي فــي
هذا السياق ،ما يتعلق بعدم تطبيق قرارات مؤتمر قمة عمان القتصــادية
الــذي عقــد فــي عــام .1980وقــد قــدمت لـه مجموعــة مـن الدراســات
المهمة ،أعدت من قبل ثلة من القتصاديين العرب.
أقر مؤتمر قمة عمان من خلل هذه المشاريع ،مبادئ بالغـــة الهميــة،
دخلت في الدبيات القتصادية العربية للمرة الولى ،تكفــل عنــد تنفيــذها
السليم تصحيح مسيرة العمــل العربــي المشــترك ،وخلــق المنــاخ الملئم
لتطويرها ،وإبعادها عـن الهـزات والخلفـات السياسـية الطـارئة ،وإقامـة
نظام اقتصادي عربي جديد يتسم بالتكامل المحقق للتنمية الشاملة.
فــي مجملهــا تعــود إلــى عــدم الــتزام الــدول العربيــة تنفيــذ مثــل هــذه
القرارات ،والهتمام بمصالحها القطرية الضيقة بعيــدا ً مـن مسـار العمـل
القتصادي العربي المشترك.
ومع أن من السابق لوانه الركون إلى الظن بأن قرارات مــؤتمر قمــة
الخرطــوم الخيــر لــن تنفــذ وتفــرغ مــن مضــمونها ،وتكــون كغيرهــا مــن
القرارات مجرد وثائق تضاف إلى ما قبلهــا مــن أكــداس ،يحــدوني المــل
إلى أن تلقي مصــير بعــض قــرارات مــؤتمر قمــة الخرطــوم الرابــع مــن
الهتمام والتنفيذ ،علها ترجع للمــواطن العربــي شــيئا ً مــن الثقــة بــالقمم
العربية ،لنه يعاني إحباطا ً كــبيرا ً منهــا أوصــلته إليــه سلســلة طويلــة مــن
خيبات السياسة العربية المتواصلة.
أو ً
ل :مفهوم الستثمارات العربية البينية وعوامل تدفقها وانسيابها.
حيث يتوقع من مثل هذه الفرص أن تحقق عائدا ً مجزيا ً يفوق ما قد
تحققه الفرص البديلة في دول أخرى أوقطاعات أخرى ويتطلب ذلك
236
يقصد بالمخاطر غير التجارية عموما ً تلك المخاطر التي تنتج عادة عن
الجراءات التي تتخذها الدولة المضيفة للستثمار وتتصل بالوضاع
السياسية ،القتصادية والمنية العامة وتخرج في طبيعتها عن إرادة
المستثمر الذي ل يمكنه في الغالب التأثير عليها أوتجنب آثارها
وانعكاساتها على مشروعه الستثماري ويمكن تقسيم المخاطر الغير
تجارية على مجموعتين هما على النحوالتي:
وتكمن أسباب هجرة رؤوس الموال العربية خارج الوطن العربي في
عدة أسباب وعوامل أهمها:
ولعل مرد هذا الفشل راجع إلى عاملين أساسيين :من جهة غلبة
العامل السياسي على العامل المصلحي القتصادي في كل جهود
)السياسية( التكامل والتكتل العربي ،مما جعل المؤثرات الذاتية
المعرضة كثيرا للتقلبات تهيمن على المؤثرات الموضوعية )القتصادية(
ومن جهة أخرى لن تفعيل عامل الستثمارات العربية البينية في بناء هذا
التكامل ضعيف.
اقتصادي وسياسي عربي مشترك فضل ً عن آليات أخرى التي تتصل بما
سبق ،وأهمها ما يلي:
لغرض الوقوف على حقيقة العلقات القتصــادية العربيــة ،بعــد كــل مــا
تقــدم،أرى مــن البــديهي أن نســتعرض تلــك العلقــات بالرقــام لتكــون
الساس في قياساتنا في العلقة بين الدول العربية وبمختلف النشاطات
القتصادية.يبلغ إجمــالي الناتــج القــومي العربــي نحــو 1195مليــار دولر
ومجموع القوى العاملة في البلد العربية 82.50مليونا ً أي بنســبة %28
تقريبـا ً مــن مجمــوع الســكان ،وتعتمــد صــادرات الــوطن العربــي بشــكل
أساس على النفط الذي يمثل %65من النتاج النفطــي العــالمي فض ـل ً
عن الغاز الطبيعي والمنتجات البتروكيميائية.
كما تعتبر الزراعة الحرفة القتصادية الرئيسة في العالم العربي حيث
تنتج البلد العربية عدة محاصيل بمعدل قومي قدره 79.6بليون دولر.
ومع أن الستثمار المتبادل بين القطار العربية يمثل البدايــة الممكنــة
والمنطقية للبدء في بناء التكامل الكبير انطلقا ً مــن التكامــل القتصــادي
إل أن الرقــام والحصــائيات لحجــم رأس المــال العربــي داخــل الــوطن
العربي مازال متواضعا ودون المستوى الطبيعي على أقــل تقــدير ،وفــي
تقرير لصندوق النقد العربي بلغت التجارة البينية بين الدول العربية نسبة
%8.67مـن إجمـالي التجـارة الخارجيـة للـدول العربيـة للعـام 2001م،
والتبادل التجاري العربي البيني بشكل عام ل يزيد في أحسن حالته عــن
%11من مجموع التبادل العربي العالمي.
ونظرا ً لصعوبة تحديد حجم الموال العربيــة فــي الخــارج بســبب تعــدد
أشكال الستثمارات العربية ومناطقها ،فضل ً عــن الســرية الكاملــة الــتي
تحيط بكثير من الحسابات البنكية الخاصة تفاوتت التقديرات المعلنة عن
حجم الثروات العربية في الخارج حيث نشــرت تقــارير ماليــة واقتصــادية
ومن مصادر مختلفة وبأرقام متفاوتة تقــدر مــا بيــن ) (2400-800مليــار
دولر بعضها استثمارات مباشرة وبعضها ودائع وأموال مهاجرة أغلبها من
منطقة الخليج وبسبب مخاوف أصحابها من تداعيات أحداث 11ســبتمبر
تم تحويل ما يقارب 400مليار دولر إلى فرنسا )بينما عادت 3.5مليار
دولر تقريبا ً إلى السعودية و 2مليار دولر إلى المارات العربية وللســبب
نفسه ،في المقابل ل تتجاوز الســتثمارات العربيــة البينيــة حــدود 3مليــار
دولر.
لشك أن هذه الرقام والحصائيات رغم تفاوت تقديراتها تعكس وضعا ً
اقتصاديا ً يوصف في أحسن حالته بأنه غير طبيعي ناتج عن وجود خلل ما
في العلقات القتصادية العربية ،ولتحديد معالم هذه الشكالية أو توضيح
الصورة الواقعية على أقل تقدير لبد لنا مــن اســتعراض مــوجز للســس
246
الــتي قــام عليهــا النظــام العربــي ،فمنــذ تأســيس الجامعــة العربيــة عــام
1945م مر النظام القتصــادي العربــي بعــدة مراحــل فــي حقيقتهــا تعــد
محاولت من المسؤولين العرب لتعزيز وتطوير العلقات القتصادية بيــن
شعوب المنطقة وتنمية التبادلت التجارية للوصول إلى نقطة التكامــل أو
الوحدة كل بحسب نظرته لشكل هذا التكامل وماهية تلك الوحدة.
ومن أهم تلك المراحل أو الخطوات هي التوقيع على اتفاقية الوحــدة
القتصادية عــام 1957م والــتي انبثــق عنهــا مجلــس الوحــدة القتصــادية
العربية عام 1964م وتضم 10دول عربية ،وبعد بضعة أشهر من العــام
نفسه اتفقت 5دول عربية على تأســيس هيكــل اقتصــادي موحــد أطلــق
عليـه )السـوق العربيـة المشـتركة( وبعـد هـذه المرحلـة الـتي يمكـن أن
نصفها بثورة القرارات التي جاءت متناغمة مع شعارات الوحدة والقومية
العربية السائدة آنذاك دخل العرب فترة الجمود ابتداًء من العام 1967م
وهي مرحلة الهزيمة بمعناها الشامل وبطبيعة الحال لم ينج القتصاد مـن
تبعات تلك الفترة حتى توارت كثير من عناوين الوحدة وشعارات التكامل
واعتمــدت كــثير مــن القتصــاديات العربيــة علــى المســاعدات الخارجيــة
استلزمت بعض المواقف السياسية.
ومع تعــدد القواســم المشــتركة والعلقــات التاريخيــة الــتي تربــط
الشــعوب العربيــة ببعضــها لــم تتمكــن القيــادات مــن تفعيــل تطلعــات
الشعوب ولم تكــن النتيجــة علــى أرض الواقــع علــى شــاكلة الحــرف
المتفائلة التي كتبــت بهــا أغلــب القــرارات والتفاقيــات العربيــة ففــي
العام 1980م اتفقت القيادات العربية على ميثــاق العمــل القتصــادي
القومي ورغم انه ُبني على عدة أسس ومبــادئ قوميــة تــدعم العمــل
العربي المشترك إل أنها لم ُتنفذ علــى أرض الواقــع فالكلمــة الفصــل
دائما ً تكون للسياسة وتوجهات النظام الحاكم في كل بلد والمخرجات
مازالت حتى اليــوم متواضــعة والنتيجــة مزيــد مــن الــوأد لكــل الحلم
والجهود والخطط والمحاولت التكاملية وعود إلى البداية من جديد.
ورغم أننا نعيش حاليا ً مرحلة النفتاح القتصــادي وعصــر العولمــة،
والعالم من حولنا يعج بالتكتلت والمنظمات القتصادية الفاعلــة رغــم
التباعد والختلفات الثقافية بينها إل أنها تمكنت بفضــل الرادة القويــة
والرغبة الحقيقية من تنفيذ قراراتهــم واتفاقــاتهم بمــا يخــدم شــعوبهم
فهناك تكتلت اقتصادية أمريكية وآســيوية وأفريقيــة تجمعهــا المصــالح
مدعومة بسياسات قوية.
فــي المقابــل فشــل العــالم العربــي حــتى الن فــي التغلــب علــى
انقســاماته السياســية وإبعــاد المصــالح القتصــادية عــن تقلبــات
السياسة العربية ولم تتمكن القيادات مــن تكــوين تجمــع اقتصــادي
عربي حقيقي وفعال إذا ما تجاهلنا المسميات الحاليـة الــتي تفتقــر
لبسط أشكال الدعم والقوة.
247
أن التحدي الستراتيجي الذي يواجه أي بلد فــي العــالم ينبــع مــن البحــث
الحثيث في المعرفة ،في الوقت الذي يحظى فيه نشــاط (B&Tباهتمــام
سطحي في النفاق والتمويل والتطبيق وحتى العلم.
فالمسألة الكثر أهمية التي يخرج بها هذا المبحــث فــي هــذا الصــدد
هي غياب الحصــاءات الرســمية أوغيـر الرســمية الموثقــة عـن بيانـات )
(B&Tعلـــى مســـتوى الصـــناعة الواحـــدة أو فروعهـــا أو القطاعـــات
القتصادية الخرى على مستوى اقتصــاد عربــي واحــد وبشــكل تفصــيلي
يساعد في دراسة أفضل للتغيــر التقنــي وفــي تقــدير مــا لعلقــة )(B&T
النتاجيــة للقتصــاد كل ً ولقطاعــاته ولصــناعاته .ومــن ثــم علقــة )(B&T
والتقــدم التقنــي للوقــوف علـى سـبل التغذيــة المطلوبــة بشــكل علمـي
مسند.
تمليه المصلحة العليا للنظـام فـي كـل بلـد ،وهـذه الشـكالية تكـاد
تنعدم بين الدول الوروبية في الوقت الحاضر على وجه الخصــوص
حيــث اختــارت الشــعوب فــي تلــك الــدول النظــام الــديموقراطي
التعــددي القــائم علــى الحريــة والمســاواة تحميــه قــوانين صــارمة
شاملة يخضع لهــا الجميــع ولــذلك تتشــابه مكونــات أعضــاء التحــاد
الوروبي وينعكس هذا الوفاق على قرارات القتصاديات الوروبيــة
وسياساتها التي أصبحت تسلك طريق ـا ً واحــدا ً وتســعى إلــى هــدف
موحد.
وإذا ما تتبعنا المحاولت العربية السابقة فــي ســبيل التكتــل
والوحــدة فــإن مصــيرها يــتراوح بيــن الفشــل والجمــود لن أغلــب
اللتزامات والتفاقيات ل ُترى إل على الورق بسبب غياب الرادات
الحقيقية.
ثانيا :يتمثل في وجود النظمة والقوانين القتصادية المحليــة ً
المعيقة لتحرك رأس المال العربـي بـل الطـاردة للسـتثمار )رغـم
وجود بعض خطوات الصلح القتصادي فــي بعـض الــدول( وغيــاب
المرونة في أساس النظام المحلي فضل ً عــن الختلفــات الجذريــة
بين النظم القتصادية المعمول بهــا فـي كـل دولـة عربيـة وتفــاوت
مســتويات الحمايــة الجمركيــة بيــن الــدول والــتي تصــل إلــى حــد
الصطدام فضل ً عن تخلــف البنــاء الهيكلــي للعمليــة النتاجيــة ممــا
يجعلها قاصرة في مواجهة الشتراطات الدولية.
ثالثًا :استشراء الفساد المالي ورسوخ البيروقراطيــة وتعــدد
مراكز المراقبة على تحرك الستثمار وصعوبة الجراءات الداريــة،
والعائق الرابع في ضعف البنية التحتيــة لكــثير مــن الــدول العربيــة
وتخلف الموجود منها وعجز الدولة عن توفير المتطلبات الساســية
للعمــل القتصــادي والعــائق أوالمــانع الخــامس فيتمثــل بــالظروف
السياسية الداخلية أو القليمية كالنزاعات المســلحة )الســودان( أو
انعدام الستقرار السياسي والحروب القليمية المجــاورة لمنطقــة
الســتثمار )العــراق( حيــث يتعــدى أثرهــا الســلبي إلــى الوضــع
القتصــادي والجتمــاعي فهنــاك تزايــد فــي نســبة البطالــة )%17
بشكل عام في الوطن العربي( وفي بعض الــدول العربيــة وصــلت
نسبة البطالة إلى %25فضل ً عن تدني مستوى المعيشة والقضــاء
على البنية التحتية للدولة وانتشار الفقر وتوابعه الجتماعية.
-3ضعف آليات تنفيذ القرارات ،وغياب صفة إلزامية التطبيق ،مع افتقار
نصوص التفاقيات إلى الدقة في تحديد الهدف والوسيلة وحتى الصياغة
التي غالبا ً ما تتضمن ثغرات تسهل على الدول العضاء التنصل من
التزاماتها تجاه التفاقيات.
-7تخلف البناء الهيكلي للعملية النتاجية ،واعتماده على عدد محدود من
السلع والمواد الخام والمنتجات الزراعية الولية.
تقف حائل ً أمام مشروعات التعاون النزيه الذي يعود بالفائدة على
المنطقة العربية كلها .هذه الشكوك والمخاوف من جهة ،وحتمية الدخول
في فضاءات اقتصادية إقليمية ودولية من جهة أخرى ،تجعل الدول
العربية أمام تحديات كبيرة تلزمها استنهاض الهمم ،والعمل على تطوير
أنظمتها وأساليب تسييرها ،وتحقيق تنمية شاملة عّلها تقلص الفجوة
ور الذي يميز بلدان
التي تفصل بلدانها ،وتقترب من مستويات التط ّ
القارات الخرى .هذه التحديات كبيرة ومتنوعة يصعب حصرها ،ويجب
الهتمام بالولويات منها.
-21اعتماد الدول العربية على الطاقة كمصدر رئيسي للثروة يمثل أحد
التحديات الخطيرة التي تواجه القتصاد العربي ،وبالتالي يجب ترشيد
استغللها ورفع كفاءة استخدامها ،والبحث عن مصادر بديلة لها كالطاقة
الشمسية ،والطاقة الحيوية ،وتطوير تكنولوجيا الطاقة النووية.
-24وجود فاصل علمي وتكنولوجي عميق بين دول العالم العربي ودول
العالم المتقدم ،يجعلها تواجه تحديا ً صعبًا ،يستوجب تطوير البحث
العلمي والتحديث التكنولوجي وإنشاء شبكة من المراكز العلمية
المتميزة ،ومواكبة الثورة العلمية والتكنولوجية بوصفها مفتاح التقدم
والزدهار ،خاصة وأن احتياجات الوطن العربي في قطاع تكنولوجيا
المعلومات تقدر حتى العام 2008بما يزيد عن 13مليار دولر.
إن المستقبل ل يقدم نفسه على طبق من فضة ،بل يجب على الرادة
العربية الفاعلة القادرة على التغيير والنجاز أن تكون جزءا ً أساسيا ً من
الواقع العربي القادم ،تحدد أهدافها وتعمل على إنجازها من خلل رؤية
إستراتيجية متكاملة تربط بين الواقع والمستقبل بكل تحدياته وأزماته
ومخاطره .فإن لم يخطط العرب لمستقبلهم فسوف يخططه لهم
الخرون ،وكل بديل من البدائل ينطوي على ثمن وتكلفة ،وأي مستقبل
يختاره العرب يستدعي دفع الثمن ،فهم مدركون تمام الدراك أن
مواجهة مخاطر العولمة هي مسألة يصعب تحقيقها دون معالجة
الختللت البنيوية للقتصاديات العربية في إطار العمل العربي
المشترك ،وأن الختيار الحاسم يتمثل في وحدة اقتصادية بوصفها طوق
النجاة من الخطار التي تهدد مجمل الدول العربية مستقب ً
ل .وأن
المطلوب مشاركة العرب كأفراد وجماعات وأحزاب وحكومات ورجال
أعمال وأكاديميين ومثقفين في العمل من أجل وضع القواعد والسس
لتكوين سوق اقتصادية عربية.
الفصل الرابــــــع
نتائج البحـــــث
:الستنتاجات 1-
-1إن المشــروع المريكــي للشــراكة الشــرق أوســطية مبنــي علــى
أغراض ودوافع سياسية واقتصادية وثقافية ستساهم في زيادة تشتت
الوطن العربي.
-3إن إرادة الفلسفات السياسية للدول العربية تمنعهــا مــن القيــام
بتنفيذ تجمع تعاوني اقتصادي عربي وهو مما يضعف عملية التنمية.
-4إن مخاطر عدم الســتقرار السياســي والميــل لتغليــب المصــلحة
القطرية على المصــلحة القوميــة ،وضــعف العلقــات العربيــة البينيــة،
وغياب الديمقراطيــة ،أدى إلى ضعف الثقـة بين الدول العربية وخلق
حالة من التخوف والتحسب ،فضل ً عن التأثيرات الخارجية التي منعت
البعض منها من أن تكون سيدة قرارها.
-5إن عدم الستقرار في المنطقــة العربيــة الناتــج عــن غيــاب المــن
القومي أدى إلى ضعف اتخاذ القرار العربي الحر الــذي يهتــم بتنظيــم
الحياة السياسية للمجتمع العربي.
غياب حقوق النسان في كثير من البلــدان العربيــة وحقــوق -6
المرأة السياسية.
-7ضعف وجود ديموقراطية حقيقية توفر المشاركة ،وتمثيل الشــعب
ومحاسبة الحكومة.
-8حداثة تجربة المجتمع المــدني وعــدم مشــاركته الفعالــة فــي وضــع
ستراتيجيات وبرامج التنمية المستدامة وتنفيذها.
-9إن المكانات القطرية مهما اتسعت تبقى عاجزة عن اليفاء بكل
مستلزمات التطور والنمو وبخاصة في عصر الثورة العلمية
والتكنولوجية الواسعة والمتسارعة والمنافسة في إطار توجهات
العولمة.
-10إن انعدام الثقة وضعف الرادة السياسية لدى بعض البلدان العربية
في إقامة تعاون اقتصادي مشترك ،هي من المشكلت الكبرى
)الصامتة( التي تقف حائل ً أمام مشروعات التعاون النزيه الذي يعود
بالفائدة على المنطقة العربية كلها .هذه الشكوك والمخاوف من جهة،
وحتمية الدخول في فضاءات اقتصادية إقليمية ودولية من جهة أخرى،
تجعل الدول العربية أمام تحديات كبيرة تلزمها باستنهاض الهمم ،والعمل
على تطوير أنظمتها وأساليب العمل العربي المشترك.
-13تعسف السلطة فــي كــثير مــن أقطــار الــوطن العربــي تجــاه حريــة
النسان العربي السياسية ،وما تنشره الصــحف حــول العتقــالت ،ومنــع
المظــاهرات ،وحجــب المواقــع اللكترونيــة ،ومصــادرة الصــحف ،ووقــف
النشطة السياســية ،وعمليــات الفصــل والقصــاء الــتي تقــوم بهــا بعــض
الحزاب السياسية للنسان العربي تحد مــن قــدرته علــى ممارســة دوره
بنجاج داخل مجتمعه ،وتحول دون نجاحه في الوصــول إلــى الحــد الدنــى
من أهدافه وتطلعاته المحلية والوطنية والقومية.
إن حالة عدم الستقرار السياسي واردة مع كيفية استلم السلطة 17-
وكيفية المحافظة على النظام السياسي بالكمية والنوعية التي تجعل
السلطة تضحي بكثير من البرامج القتصادية والجتماعية من أجل إنجاح
برامجها السياسية والمحافظة على النظام السياسي ،ومن ذلك نرى
.تأثيرا ً مباشرا ً لكل ما تقدم على الحياة القتصادية في الوطن العربي
262
إن انتهاج سياسات اقتصادية ومالية وتجارية تؤهل للندماج بالقتصاد 24-
.الرأسمالي العالمي تزيد من المشكلت الجتماعية والقتصادية
ضعف فلسفة الفكر القتصادي الذي يحدد الطار القانوني 25-
.والتشريعي التي تحكم أصول وقواعد السياسات القتصادية
إن مشكلة الفقر وزيادة حدة المية والبطالة والمديونية من أبرز 26-
.المظاهر الجتماعية والقتصادية في الوطن العربي
-27أدى استمرار الزدياد السكاني في المدن الهجرة من الرياف إلى
المناطق الحضرية ،إلى زيادة الضغوط على المرافق والخدمات
الحضرية وتلوث الهواء وتراكم النفايات .وإن نسبة زيادة سكان المناطق
الحضرية تتماشى إيجابيا ً مع نسبة الزيادة السكانية العامة حيث بلغت
نسبة سكان الحضر سنة 2000إلى أكثر من %53من إجمالي سكان
الوطن العربي بينما كانت النسبة %40خلل العام 1975ويتوقع أن
تصل النسبة إلى أكثر من %75عام ،2015علما ً بأن تلك النسبة
تتفاوت بين الدول العربية ،ففي الوقت الذي تبلغ أكثر من %90في
الكويت قطر والبحرين ولبنان ،تصل إلى حوالي %30في الصومال
والسودان وجزر القمر واليمن.
263
إن هناك نقصا ً حادا ً في الطاقة غير المتجددة وفي الموارد المائية 28-
.وتلوثها وندرة الراضي الصالحة للزراعة في بعض البلدان العربية
-33ارتفاع تكلفة نقل السلع ،وعدم توفر وسائل نقل منتظمة يشكلن
عائقا ً أمام تطور التجارة العربية البينية.
أ (3) -دول عربية في درجة مخاطرة منخفضة جدا ً هي :الكويت
والمارات وسلطنة عمان.
ج (3) -دول عربية في درجة مخاطرة معتدلة هي :مصر واليمن
والجزائر.
يؤكد عدم وجود تحسن في مناخ الستثمار فيها وهذه الدول هي
)المارات وتونس وجيبوتي والسعودية والسودان وعمان ومصر
وموريتانيا(.
-49تبلغ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة بين سكان الوطن العربي
%54،82وتأتي الردن في المرتبة الولى بين الدول العربية بنسبة تصل
إلى %86،6تليها لبنان .أما أقل معدل فيأتي في الصومال ويبلغ %24
فقط واليمن .%38إن الشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ 15عاما ً ولم
يتعلموا القراءة والكتابة وهم الميون تبلغ نسبتهم حوالي %40من
السكان البالغين في الوطن العربي ،وتتفاوت هذه النسبة بين %71كما
في اليمن و %9كما في الردن أي أقل من نصف المتوسط بالنسبة
للدول النامية والبالغة حوالي .%26وتتصدر البحرين أعلى معدل
باللتحاق بالمدارس الثانوية إذ تبلغ %92تليها قطر %78والردن %76
حتى موريتانيا حيث تبلغ .%17
-50تشكل نسبة القوى العاملة في الوطن العربي %28إذ يبلغ العدد
حوالي 82،51مليونا ً وتبلغ نسبة الراضي الصالحة للزراعة حوالي
%3،63من مساحته حيث تقع %30منها في حوض النيل و %44منها
في المغرب العربي و %22في الهلل الخصيب والبقية في شبه
الجزيرة العربية.
-51إن معدل النمو السكاني العربي خلل السنوات من 2004 – 1994
بنحو %2.4متراجع من حوالي %2.6خلل الفترة من ،1994 _ 1985
ورغم هذا التراجع يبقى الوطن العربي العلى في معدلت النمو
السكاني بين دول العالم.
-52بلغت مجموع النفقات الحكومية الجمالية في موازنات الدول
العربية 242،093،0مليون دولر خلل العام 2004بينما بلغت
اليرادات 276،436،0مليون دولر للسنة نفسها ،وتبلغ السعودية أعلى
معدل في اليرادات والنفقات بين مجموع الدول العربية حيث تبلغ
إيراداتها 104،611مليون دولر ونفقاتها 76،53مليون دولر لسنة
أي مايعادل 1،368إيرادات /النفقات وهومعدل البحث 2004
مقبول جدا ً اقتصادياً.
:التوصيات _2
-4ضرورة وجود إدارة حكومية ســليمة ،بمــا فــي ذلــك إدارة المــوال
العامة ،ووجود إدارة حكومية تتسم بالحتراف والحيادية.
- 8تطوير بنية الحزاب العربية وفكرها ،على نحو يجعلها تتخلــى عــن
الطروحــات والشــعارات الــتي كــانت تضــعها فــي موقــع احتكــار
السلطة وإقصاء الحزاب المنافسة وحجر نشاطها السياسي.
-16تكوين أيد ٍ عاملة وطنية وفنية ومدربــة مــن خلل تــوجيه تعليمــي
وتدريبي قائم على الستجابة لحتياجــات ســوق العمــل ،مــن خلل
إقامة مراكز وطنية متخصصة بهذا الغرض ،وضرورة تنظيم حركــة
اليدي العاملة العربية بحرية وضمان حقوقها وإعطاؤها التسهيلت
اللزمة والمساعدات لتطويرها.
– 25وضع أسس معاملــة رأس المــال والعمــل العربــى بمــا ليقــل عــن
معاملة مثيليهما مـن أصــل وطنــي فــى كــل قطــر عربــى موضــع التنفيــذ
الفعلي ،وبما يحقق الضمانات اللزمة والحوافز المناسبة لهما.
المراجع
الكويت.
الملحـق