You are on page 1of 9

‫جرائم ضد الذاكرة التاريية‬

‫تدمي العال الثرية بدينة القصر الكبي الغربية‬


‫بقلم‪ :‬مصطفى العلل‬
‫‪ ١١‬أيلول )سبتمبر( ‪٢٠٠٩‬‬

‫تعد مدينة القصر الكبي من أعرق الدن بشمال إفريقيا‪ ،‬وكانت تمل إسم أوبيدوم نوفوم ف العهد الرومان‬
‫وهي تسمية مرادفة للقلعة الديدة‪ ،‬وتة أحجار ونقوش وأثار تاريية عدة تؤكد العمق التاريي لذه الدينة الت‬
‫تقع بشمال الغرب‪ ،‬والت لعبت أداوارا طلئعية على الستوى القتصادي والسياسي والثقاف والدين على مر‬
‫العصور‪ ،‬غي أنا اليوم تواجه خطر الو الذي يستهذف ذاكرتا الية ف إطار ما يعرف بعمليات الترميم‪ .‬ومن‬
‫أجل تسليط الضوء على طبيعة هذا الطر أعددنا الورقة التالية‪.‬عتب‬
‫يأت هذا الشروع لكسر حاجز الصمت عما يري بالدينة العتيقة بالقصر الكبي وتديدا "عدوة باب الواد‬
‫فيما يعرف بعملية ترميم البان التاريية والثرية ف إطار الشراكة بي اللس البلدي وحكومة الندلس‬
‫ف البداية ل يسعنا إل أن نتمن العمل‪ .‬وسنعتبه خطوة أول لرد العتبار للمدينة‪ .‬وإبراز إسهاماتا ومكانتها التاريية‬
‫‪.‬إذ كان من الفروض أن يتم اللتفات إليها من قبل‬
‫خاصة وأنت تطوف بالقصر الكبي‪ -‬الشريعة وباب الواد – تد التاريخ ناطق ف كل ركن من أركانا‬
‫وإنه ليحز ف النفس أن تلقي آثارنا العمارية الهال‪.‬ول نتحرك إل يوم ينهار صرح أو يتهاوى‬
‫جدار أو تشوه معلمة‪ .‬بل أكثر من ذلك نبقى مكتوف اليدي أمام الملت النظمة‪ .‬لتدمي ما تبقى من معال‬
‫أثرية للمدينة ونلوذ بالصمت الذي يعتب بثابة تزكية ومشاركة‪ ،‬وإن ل تكن صرية فهي ضمنية فيها يري‬
‫على العكس من ذلك يب فتح باب النقاش والشاركة عن طريق طرح أسئلة نعتبها جوهرية‬
‫من قبيل ما هي الغاية والدف من عملية الترميم؟ وهل تضع لعايي وقواني الترميم؟ وهل ت إشراك التمع الدن؟‬
‫قبل كل شيء نود أن نشي إل أن عملية ترميم البان التاريية‪ .‬ليست بالعملية السهلة بل عملية معقدة‬
‫تتاج إل إمكانيات مادية وبشرية هائلة‬
‫إذن فهل الشركات الت تباشر العملية تتوفر على‬
‫أطر متخصصة ف مال الترميم الثري؟‬
‫ومن هو السؤول من طرف اللس البلدي الذي يشرف على عملية الترميم؟ وهل هو متخصص؟‬
‫وأين دور وزارة الثقافة ف هذا الشروع؟ ام إن العملية تري خارج حيز تاثيها؟وماهو دور الشريك؟‬
‫وهل هو مرد مول؟ وماهي غاياته من هذا الشروع؟ وأين أطره الساهرة على إنازه؟‬
‫كل هذه السئلة الت نعتبها مشروعة من الفروض أن ييب عليها اللس البلدي لكونه مثل للسكان وشريكا‬
‫أساسيا ف هذه العملية‪ ،‬ث إن هذا الشروع الكبي يهم بالساس الذاكرة الماعية القصرية‬
‫وأي عملية تشويه لذه البان وإفقادها قيمتها التاريية يتحمل فيها اللس البلدي السؤولية التامة‬
‫كما يق لنا أن نتساءل عن العوائد القتصادية الت من الفروض أن يققها الشروع لسكان القصر الكبي‬
‫وف أي مطط يكن تأطيه؟ وهل عملية الترميم ستشمل الدينة القدية كلها أم ستقتصر على بعض العال التاريية‬
‫دون أخرى؟‬
‫إن نظرة بسيطة إل عملية الترميم هذه تطرح مموعة من علمات الستفهام حول مطابقتها للمواصفات‬
‫التعارف عليها دوليا‪ ،‬إذ يبدو أن العملية تتم بشكل عشوائي ول تضع إل قواني الترميم الت تافظ‬
‫على البان التاريية ف شكلها الصلي‪ .‬وذلك عن طريق تنب هدم هذه البان مادامت تتوفر فيها شروط الياة‬
‫والستمرار ف الزمن‪.‬وإن اقتضى الال وت هدم بعض هذه البان‪ ،‬فيجب على الرمم أن يعيد بناءها بنفس الواد‬
‫أي إعادة استعمال نفس الحجار أو الجر ف عملية البناء‪ ،‬وإذا كانت هذه الخية غي قابلة للبناء‬
‫فيجب استبدالا بغيها‪ ،‬على أساس أن تكون من نفس النوع وتتخذ نفس الحجام‬
‫والقياسات والشكل… بالضافة إل استعمال نفس مواد البناء الخرى مثل الي والطي ف بناء وترميم السوار‪،‬‬
‫والخشاب والقرميد ف ترميم السقوف‪ ،‬وإعادة الفخار إل مكانه الصلي… كما يب الفاظ على نفس أحجام‬
‫وقياسات السوار من حيث الطول والعرض والعلو‪ ،‬مع الفاظ على الزخارف والنقوش الوجودة با‬
‫ف شكلها الصلي‪.‬إل أن التتبع لذه العملية‪ :‬ل يكن إل أن يصفها بالعبث وتشويه تاريخ هذه الدينة‬
‫وموا لذاكرتنا الماعية‪ .‬إذ يظهر بوضوح تغي بعض معال الدينة وخاصة القواس الت كانت تيز مدخل الدينة العتيقة‬
‫"عدوة باب الواد"‪ ،‬حيت ت تديها وإعادة بناءها بطريقة ل تراعى فيها معايي الترميم الت ذكرنا‬
‫إذ كان بالمكان ترميمها دون هدمها هدما تاما‪ ،‬وإن تاوزنا العملية الول‪ ،‬فالعروض أن تستعمل نفس الحجار‬
‫وقياساتا‪ ،‬وإذا افترضنا أن العملية الثانية قد تت‪ ،‬فإن الظاهر للعيان أن القواس فقدت شكلها الندسي الصلي‬
‫من حيت شكل القواس أول‪ ،‬ث من ناحية العلو ثانيا‪ ،‬مع العلم أن أقواس الدينة العتيقة تتميز بانفاضها‬
‫وذلك دليل قدمها‪-.‬قوس سيدي قاسم بن زبي‪ -‬أقواس حي الديوان‪ -‬أقوس حي القاطني‪ ،-‬فما هي الغاية‬
‫من الزيادة ف علو القواس؟ والكثر من ذلك أن‬
‫القواس فقدت الزخارف والنقوش الميزة لا فأصبحنا أمام أبنية تاريية جديدة ل تت بصلة إل القواس‬
‫الميزة لدينة القصر الكبي بقدر ما تعتب هذه القواس عن الفن العماري الغرب ف مدن أخرى‬
‫مثل الرباط… ول تعتب عن الطابع العماري العتيق بالقصر الكبي‪ ،‬أو تترم خصوصيته الغربية الندلسية‬
‫فأقل ما يكن أن يقال عن هذه العملية‪ .‬أن ت فيها استبدال أقواس عمرت ف الزمن تعتب عن خصوصيتنا ف مال‬
‫التعمي بأخرى جديدة عمرها شهرا أو شهرين دخليه على مال فن العمران القدي بالقصر الكبي‬
‫أما بصوص "الدراز الكبي"‪ ،‬والذي يرمز إل الركة الصناعية والتجارية بالقصر الكبي مند قرون مضت‬
‫فل نعرف كيف تت العملية ول يكننا تقييمها و إصدار أحكام بشأنا بالياب أو بالسلب لننا ل نستطع‬
‫تتبع العملية‬
‫لذا صار من الضروري استدعاء متخصصي لتقيم العملية‪ ،‬وتنوير الرأي العام بالدينة‪ .‬كما يق لنا أن نتساءل‬
‫عن مصي "الدرازات الخرى" وخاصة الدراز الوجود بي الديوان بالقرب من مسجد الزليج‬
‫أما بصوص عملية "دار الدباغ" فقد استطعنا تتبع العملية‪ ،‬وذلك بالعتماد على شهادات بعض الصناع‬
‫النتمي إل تعاونية الدباغة‪.‬وقبل الوض ف عملية الترميم تدر الشارة إل أن القصر الكبي من الدن القليلة‬
‫بالغرب الت تتوفر على دار لدباغة اللود‪ ،‬وهي بذلك مثلها مثل "الدراز الكبي" تؤرخ للنشاط القتصادي للمدينة‬
‫كما تعتب حاضنة للموروث الثقاف الشعب وذلك عن طريق ارتباطها بجموعة من الساطي الشعبية ذات مدلولت‬
‫روحية وسياسية وثقافية واجتماعية… أما بصوص عملية الترميم‪ ،‬فإن هدم الغرف اليطة بالدبغة وإعادة بنائها‬
‫تكننا من القول أنا احترمت إل حد ما العايي التعارف عليها‪ ،‬ونفس الشيء يكن أن يقال عن الزيادات –بناء غرف‬
‫أخرى‪ -‬إذ تتناسب هذه الزيادات مع الشكل العام للمدبغة ول تدث القطيعة معه‪.‬لكن الطي ف العملية هو‬
‫ما تعرضت له الصهاريج الت يتم دبغ اللود بداخلها من اعتلء أقل ما يكن أن يقال عنه أنه هجي‬
‫فمن خلل تصريات بعض الصناع الذين صرحوا لنا أن هذه الصهاريج كانت وما تزال تؤدي دورها بشكل جيد‬
‫ما ييز لنا أن نتساءل عن سبب هدمها؟ هل هو الهل بقيمتها التاريية؟ أم غياب التخصصي الذين يباشرون‬
‫عملية الترميم كان وراء تدميها؟ أم العاملي معا؟أسئلة نترك الجابة عليها لصحاب الشروع‬
‫لقد كانت هذه الصهاريج ف بداية لمر عبارة عن أوان فخارية ساها أحد الصناع "بالقلل" وآخر "بالقصاري‬
‫وقد كان يفر لا ف الرض على عمق متر تقريبا‪ ،‬ومع مرور الوقت وازدياد الضغط عليها إما بواسطة ثقل الياه‬
‫واللود الت كانت توضع بداخلها من جهة‪ ،‬أو كثرة الستعمال من جهة أخرى‪ ،‬أدى إل انغراسها ف الرض أكثر‬
‫ما اضطر الصناع إل إنشاء بعض الزيادات على حوافها‪ ،‬إما بواسطة أحجار أو الجور لنع دخول التربة والبقايا‬
‫اليطة بالصهريج‪ ،‬إضافة إل استعمال مواد أخرى ف لصق الجر ببعضه دون أن تؤثر عليها الياه أثناء عملية الدبغ‬
‫إن هذه‬
‫الواد تؤرخ لقبة تاريية معينة ونط ف البناء قدي وخاص جدا‪ .‬وتتلف هذه الصهاريج من حيث الجم والعمق‬
‫وأيضا من حيث العمر‪ .‬كما أن هذه الوان الفخارية تؤرخ لقب متلفة من تاريخ صناعة اللود بالقصر الكبي‬
‫وقد تعرضت هذه الصهاريج للهدم وت تكسي جل "القلل" أو "القصاري" الوجود بالصهاريج‪ ،‬وأعيد بناؤها‬
‫بطريقة ل تت بصلة إل الصهاريج السابقة‪ ،‬إذ ت استعمال مواد جديدة ف البناء‬
‫وت تعويض "القصاري" أو "القلل" بالجر والسنت‪ ،‬ما أفقد الصهاريج قيمتها التاريية والثرية‪.‬انطلقا‬
‫ما سبق يق لنا أن نتساءل عن مصي ما تبقى من الوان الفخارية )القلل( أو "القصاري‬
‫هل سيكون مصيها التاحف الكان الطبيعي لا؟ أم سيكون مصيها التلف والتدمي‪ ،‬وإن ل نقل السرقــة؟‬
‫أل يكن من الفروض أن تسبق عملية الترميم إنشاء متحف للمدينة؟ خاصة وأن الوجودات الثرية الت ت‬
‫العثور عليها ف عمليات الترميم السابقة‪ ،‬ل يعرف مصيها‪ ،‬ول يسبق لنا كسكان للمدينة أن تعرفنا‬
‫على هذه اللقى أو رأيناها ونتوقع مصيا مشابا بالنسبة للقى الثرية الت يكن أن تظهر خلل عمليات الترميم هذه‪،‬‬
‫وخاصة اللقى ذات الحجام الصغية مثل النقود وأدوات الزينة‪ ،‬أو بعض الكتابات على الحجار أو النقوش‬
‫والت ل يكن أن يتعرف عليها إل ذوو الختصاص‪.‬هذا بالضافة إل أن ميط القصر الكبي يعد بالشيء الكثي‬
‫ف مال البحث الثري سواء ف الواقع العروفة مثل موقع "معركة وادي الخازن" الغي مدروس أصل‬
‫أو الواقع الت ت اكتشافها حديثا مثل موقع "عزيب السلوي"… أو الواقع الوجودة ف بطون الكتب الوسيطية‬
‫وتنتظر الرادة القيقية للكشف عنها‪.‬إن عملية ترميم "دار الدباغ" و"الدراز الكبي" و"أقواس الدينة العتيقة‬
‫تر تت إشراف اللس البلدي ومراقبته‪ ،‬ما ييز لنا أن نتساءل حول السؤول أو السؤولي الذين عينهم اللس البلدي‬
‫للمراقبة والشراف على عملية الترميم؟ وهل هم من أهل الختصاص؟ إذا كانوا متخصصي للمراقبة والشراف‬
‫على عملية الترميم ؟ وهل هم من أهل الختصاص؟ إذا كانوا متخصصي فهل سيقدمون تقديرهم من اجل‬
‫تنوير الرأي العام؟وما ينطبق على أصحاب الشروع ينطبق على الشركات الت تنجزه‪ ،‬فهل يقود عملية الترميم أطر‬
‫متخصصة‪ ،‬بناؤون مهرة‪ ،‬مهندسون وأركيولوجيون متخصصون ف الترميم الثري؟يبدو أن الطر التخصصة‬
‫بعيدة كل البعد عن هذه الشركات‪ ،‬وإن ل تكن كلها فبعضها‬
‫ويتجلى ذلك ف حركة الدم والبناء الت تشهدها عدوة "باب الواد" وخاصة "حي الديوان" و"القطاني" بيث‬
‫ل نعرف أين نؤطر هذه الركة‪ ،‬فهل نؤطرها ضمن عملية ترميم الدينة العتيقة؟ أم أنا بداية عملية بناء مدينة جديدة‬
‫على الطراز القدي؟ يبدو أن العملية الثانية هي الراجحة‪ ،‬إذ يتم إصلح مموعة من الدور العتيقة بطريقة وإن حافظت‬
‫على الشكل‪ ،‬فهي تتم بواد بناء حديثة عوضا عن بناءها بنفس موادها‪ ،‬المر الذي يفقد الدينة إرثها العماري القدي‬
‫إذ كان على التدخلي ف الشروع – اللس البلدي‪ -‬والوزارة الوصية‪ ،‬وشركة العمران‪-‬احترام العمق‬
‫التاريي للمدينة‪ ،‬عن طريق بنائها بنفس الطريقة القدية‪ ،‬خاصة وأن السكان يعانون من غياب‬
‫اليد العاملة الاهرة ف مال البناء العتيق‪ ،‬إضافة إل ندرة بعض الواد وارتفاع أثنتها مثل الخشاب )خشب الرز اللرز(‬
‫)خشب الشوك…( وبالتال ل يبقى أمام السكان سوى الضوع لوسائل البناء الديث‪.‬وأمام معاناة السكان‬
‫كان يتوجب على اللس البلدي أن يتعاقد مع شركة متخصصة ف مال العمران القدي‪ ،‬من أجل أن يافظ‬
‫على الوروث العمران "لعدوة باب الواد" الزان التاريي والثري للمدينة‪.‬لكن من حسن حظ الدينة أنا غنية‬
‫بالعمارة الدينية‪ ،‬إذ تعتب من أول الدن ف عدد الساجد والضرحة والزوايا وهي منتشرة ف كل أحياء ودروب‬
‫الدينة العتيقة تقريبا‪ ،‬وغالبا ما تتخذ هذه الحياء والزقة أساء بعض الولياء أو الساجد أوالزوايا‪.‬إن عملية الصلح‬
‫مست بعض الضرحة ذات القيمة التاريية الكبية سواء من حيث الشخصية الدفونة با أم على مستوى الفن العماري‬
‫الوجود بالضريح‪ ،‬ونسوق مثال على ذلك ضريح رمز من رموز الدينة بشكل خاص والغرب والندلس بشكل عام‬
‫إذ بفضله نالت الدينة الزعامة الروحية والسياسية‪ .‬ويتعلق المر بضريح "مولي علي بوغالب" الذي عرف العديد‬
‫من الصلحات العشوائية ول تراع فيها قيمة الضريح التاريية أو احترام الطراز العماري الذي ييز بناءه‬
‫وخاصة النقوش والكتابات الوجودة على البس ف القبة الواقعة ف يي الضريح الت أعيد بناءها بواد جديدة‬
‫زد على ذلك الهال الذي طال أرضيته التفردة )الحجار الرصوفة عند الدخل( نفس الصي تعرفه أضرحة أخرى‬
‫وأن ل تعرف تشوهات بنفس الدة‪ ،‬إل أنا تعرف إقحام مواد جديدة ف أبنية قدية‪ ،‬كاستبدال الرضيات وتغيي‬
‫شكل السقوف من خشبية إل أسنتية‪ ،‬ويتم تدعمها بالسواري‪ .‬هذا دون أن ننسى بعض الضرحة الت تعرضت‬
‫للتدمي والزالة‪ ،‬وأخرى تنتظر دورها "سيدي الراز" "للعائشة الضراء"‪.‬ما قلناه عن الضرحة يقال كذلك عن الزوايا‪،‬‬
‫إذ تعرف بدورها نفس الصي ويتم إصلحها دون مراعاة لقيمها التاريية‪ ،‬فرغم تيز هذه الزوايا ببناء معماري‬
‫بسيط خال من التعقيدات الزخرفية والعمارية مع بعض الستتناءات‪ ،‬وهي خاصية ميزة للضرحة والزوايا بالقصر الكبي‬
‫عن غيها ف مدن أخرى‪ ،‬لذا يب الافظة عليها ف شكلها الصلي‪ ،‬وإن أجريت إصلحات أو تعديلت‬
‫فيجب أن تتوافق مع الشكل العماري القدي‪ ،‬ومن حسن حظ هذه الزوايا أنا حافظت على القل‬
‫على أشكال القواس والزخارف والنقوش الميزة لا خاصة عند مداخل البواب الرئيسية‬
‫كما تعرف بعض الساجد ذات القيمة التاريية الكبية‪ ،‬موجة من الصلحات إما بتدخل من الحباس‬
‫أو بتدخل من السكان بدف حايتها من النيار‪.‬وتتميز هذه الساجد بالتنوع من حيث أشكالا واختلفها ف التصميم‬
‫والندسة العمارية‪ ،‬وتباينها من حيث الساحة‪ ،‬كما تتميز صوامعها بأشكال هندسية متميزة تنسجم والطابع العماري‬
‫العتيق للمدينة‪ ،‬وإن وجدت هذه الصوامع بدن أخرى‪ ،‬فإنا ل يكن أن توجد متمعة ف مدينة واحدة‬
‫وبذه الكيفية إل ف مدينة القصر الكبي‪.‬وتتعرض هذه الصوامع كغيها من البان الخرى إل عملية تشويه‬
‫سواء من حيث شكلها‬
‫كما حدث مع صومعة "الامع الكبي"‪ ،‬أثناء الترميم أو الصلح الذي أفقدها طابعها الوحدي وكذلك التغي‬
‫الذي عرفت صومعة "سيدي يعقوب" ف وقت سابق‪.‬وند نفس العملية تستمر‪ ،‬ولكن ليس من حيث الشكل‬
‫وإنا عن طريق إقحام مواد جديدة ف عملية الصلح مثل الصباغة بالكريفي كما هو حال "مسجد الرس" المر‬
‫الذي يفقده طابعه الميز القدي‪.‬بالضافة إل ذلك تعان مموعة من الساجد التاريية من خطر النيار "جامع الدادين"‬
‫و"الامع الوجود بسوق الصغي" قرب الامع الكبي والغلق حاليا‪.‬أما بالنسبة للمبان الخرى فل نعرف كيف سيتعامل‬
‫معها اللس البلدي‪ ،‬مثل "الفنادق القدية" والت راكمت من تاريخ الدينة الشيء الكثي‪ ،‬من الناحيتي العمارية والثقافية‪.‬‬
‫وما هو مصي السور التاريي للمدينة "السور الوحدي"؟ هل تفظ الجزاء التبقية منه والاثلة للعيان أمام‬
‫سيدي بلعباس وبحاذاة دار الدباغ وبقاياه الت ت البناء فوقها بالقرب من حي الطيمار وبترخيص من اللس البلدي؟‬
‫وهل سيتم الكشف عن ادراجه الوجودة بنفس الكان؟ أم سيكون مصيه النسيان والهال؟إن هذه الآثر التاريية‬
‫ل تتاج إل إمكانيات ضخمة بالقدر الذي تتاجه العال الثرية الخرى الدفونة تت الرض‪ ،‬والت تتطلب‬
‫إمكانيات مالية هائلة‪ ،‬وطاقات بشرية كبية‪.‬إذ تقتضي العملية‪ ،‬الكشف على الثر أول‪ ،‬ث استخراجها‪ ،‬وتديد عمرها‪،‬‬
‫والافظة عليها أخيا‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن الآثر القائمة ل تتطلب إل الافظة عليها‪ ،‬فلماذا إذن تدميها وإفقادها‬
‫قيمتها التاريية؟‬
‫هل غياب الوعي لدى السؤولي بأهية هذه البان وقيمتها التاريية من جهة أول‪ ،‬وأهيتها القتصادية من جهة ثانية؟ أم‬
‫غياب الوعي لدى الساكنة القصرية بأهية الوروث العمران والثقاف بالدينة هو الذي يعل عملية الترميم تر بذه الطريقة؟‬
‫إذا كان المر كذلك فأين دور التمع الدن بكل تنوعه وتفرعه؟ونسائل هنا بالدرجة الول المعيات الهتمة بالقل‬
‫التاريي‪ ،‬فهل تر عملية الترميم بباركتها؟ فإذا كان المر كذلك‪ ،‬يتوجب عليها الساهة ف تنوير الرأي العام اللي‬
‫وإشراكه فيما يري‪ ،‬إما بواسطة ندوات أو مقالت ف الرائد‪ ،‬او عن طريق اللقاءات الباشرة مع السكان…‪ ،‬حت تر‬
‫عملية الترميم على أحسن وجه ويتفاعل معها الميع‪.‬أما إذا كانت غي مشركة ف العملية‪ ،‬فيجب عليها تتبعها‪ ،‬والوقوف‬
‫على الختللت‪ ،‬وإشراك الرأي العام فيها‪ ،‬كما يب أن تتدخل بشكل إياب إذا كانت العملية تعرف مسارها‬
‫الصحيح‪.‬وما يقال عن المعيات الهتمة بالقل التاريي‪ ،‬يقال عن المعيات التدخلة ف القل القوقي‪ ،‬لن حاية التراث‬
‫الثقاف والتاريي للنسانية يدخل ضمن اختصاصاتا‪ ،‬وهو بثابة التزام على عاتق كل فرد من أفرادها‪.‬إذ تقع على عاتق‬
‫الفرد مسؤولية حاية التراث التاريي والثقاف للنسانية والافظة على العال الثقافية من السرقة والتدمي والتشويه… كما‬
‫تقع على عاتق الفرد مسؤولية احترام الطبيعة‪ ،‬وحاية الصادر الطبيعة اليوية‪ ،‬مثل الاء والواء والغابات والرض والتعامل‬
‫معها باعتبارها متلكات عامة للبشر والكائنات الية‪.‬وتدر الشارة إل أن هذا القل )علم الثار( منظم بضهائر وقواني‬
‫زجرية‬
‫يتطلب إخراجها إل الوجود ف حالة عدم احترم العايي النظمة لعملية البحث الثري‪.‬هذا وتشترك ف السؤولية جيع‬
‫‪.‬الطارات الدنية‪ ،‬وأيضا السياسية الت تروم إل تسي الشأن اللي‬
‫إذن فلماذا ل تدرج تأهيل الدينة العتيقة ضمن برامها؟ هل يغيب لديها الوعي بأهية الدينة القدية ثقافيا واقتصاديا ؟‬
‫ث لاذا ل يتم الستفادة من الوروث العمران للمدينة القدية واتاذه قاعدة لتحريك مشاريع اقتصادية تفك العزلة عنها؟‬
‫خاصة وأن للقصر الكبي موقع جغراف متميز قادر على ربطه بالدن الساحلية الاورة‪ ،‬والستفادة من مؤهلتا السياحية‪،‬‬
‫أول‪ :‬مثل أصيلة العرائش ومولي بوسلهام…‪.‬ث المكانيات السياحية الت يوفرها مال القصر الكبي ثانيا‬
‫إن مثل هذه المكانيات ل تتوفر للمدن السياحية الكبى خاصة القرب من الدن الساحلية‬
‫بالضافة إل الوقع تتوفر للمدينة إمكانيات أخرى هائلة‪ ،‬سواء من ناحية الوروث الفن الصيل أو على مستوى الرف‬
‫التقليدية والت تعان من قلة المكانية وغياب الدعم…‪ .‬وأيضا وهو الهم قدرة الدينة على خلق سياحة ثقافية بديلة‬
‫للنموذج السائد‪.‬أن ناح مثل هده الشاريع ل يتطلب سوى إمكانيات بسيطة‪ ،‬تدخل ضمن الطالب البدائية للسكان‬
‫مثل‪ :‬ربط الدينة بحيطها عن طريقة تسي الشبكة الطرقية‪ ،‬وتوفي النقل‪ ،‬وخلق بنية استقبال‬
‫وإنشاء فضاءات ثقافية مثل السرح‪ -‬السينما‪ -‬دار الشباب‪ -‬منتزهات ومسابح بلدية…‪..‬إذا كان الال العمران‬
‫القدي يوفر كل هذه المكانيات لل مشاكل وأزمات تعان منها الدينة‪ ،‬فكيف نفسر عدم تدخل الطارات‬
‫السياسية ف الشروع ؟ وأين هو دور الامعة ف هذه العملية وخاصة جامعة عبد اللك السعدي ؟‬
‫والت تتوفر على أطر متخصصة سواء ف التاريخ القدي أو الوسيط‪ ،‬ووجود شعب خاصة بالركيولوجيا‬
‫وأخرى خاصة بماية التراث‪ ،‬وماستر خاص بالندلس خاصة ما تتعلق بالناطق الشمالية وعلقتها بالثقافة الندلسية‬
‫أل يكن من الفروض أن تكون شريك أساسي ف العملية ؟ إذن فما هو سبب غيابا؟ أم ت تغيبها؟‬
‫مهما يكن المر فإن تدمي أوتشويه العال الثرية للمدينة‪ ،‬يتحمل فيها اللس البلدي كامل السؤولية‪ ،‬بالضافة إل‬
‫الشركاء والتدخلي ف العملية‬
‫أما آن الوان لكي تتدخل الطارات الدنية والسياسية ف الشروع بكل السبل التاحة من أجل حاية‬
‫الوروث الثقاف والعمران للمدينة‪ ،‬باعتباره ملكا لنا وللجيال القبلة‬

‫الوضوع بقلم‪ :‬مصطفى العلل‬


‫طبع بصيغة‬

‫من طرف ‪Ali Y Gema‬‬


‫لنتدى الوبيدوم نوفوم لدينة القصر الكبي‬
‫معال من مدينة القصر الكبي لنتدى الوبيدوم نوفوم‬
‫‪alcazarquivir.ahlamontada.com‬‬

You might also like