You are on page 1of 16

‫نشرة غير دورية تصدر عن مركز الدراسات االشتراكية‪ ،‬صوت التيار االشتراكي الثوري في مصر‪www.e-socialists.

net ،‬‬
‫السعر‪ 1 :‬جنيه‬ ‫العدد (‪ )37‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫النقل العام‪:‬‬ ‫ا فتتا حية‬


‫اضراب ال يمكن تجاهله‬
‫اضراب الضربة القاضية‬ ‫ج��اء إض��راب عمال النقل العام في أغسطس‬
‫الماضي في توقيت غاية في الحساسية‪ ،‬فبعد‬
‫الصعود المستمر للحركة العمالية منذ ديسمبر ‪،2006‬‬
‫وحتى اآلن ‪ ،‬وبعد توالي نجاح اإلضرابات‪ ،‬وتقديم‬

‫¯¯مع ًا‪ :‬لمواجهة اضطهاد‬


‫الحكومة ورجال األعمال لمزيد من التنازالت أمام‬
‫الضغط العمالي‪ ،‬بدأت الدولة في انتهاج سياسة‬
‫ج��دي��دة ت��ج��اه الحركة العمالية‪ ،‬وه��ي سياسة‬
‫التجاهل‪ ،‬فالشهور السابقة على إض��راب عمال‬
‫هيئة النقل العام شهدت عدم اكتراث واضح من‬

‫القيادات العمالية‬ ‫قبل الدولة بإضرابات‪ ،‬واحتجاجات عمال السويس‬


‫لألسمدة‪ ،‬وعمال طنطا للكتان‪ ،‬وخبراء وزارة العدل‪،‬‬
‫وعمال البريد‪ ،‬وسياسة التجاهل تلك كادت تؤدي‬
‫إلى تسرب اإلحباط إلى الحركة العمالية‪ ،‬خاصة‬
‫مع احتجاجات استمرت لشهور‪ ،‬وكان من آثار تلك‬

‫طنطا للكتان ‪ ..‬تعظيم سالم‬


‫السياسة إنهاء إضراب عمال السويس لألسمدة‬
‫بعد ما يقرب من شهر‪ ،‬وكذلك تعليق إضراب‬
‫الخبراء‪ ،‬الذي استمر لشهور‪.‬‬
‫سياسة التجاهل‪ ،‬التي حاولت الدولة تعميمها‬
‫تجاه الحركة العمالية‪ ،‬لم يكن في مقدور الدولة‬
‫تجربها مع عمال هيئة النقل العام‪ ،‬الذين تظهر آثار‬
‫إضرابهم فوراً على المحطات والشوارع والميادين‪.‬‬
‫لقد حطم إض��راب عمال النقل العام بالقاهرة‬
‫سياسة التجاهل‪ ،‬اضطرت الدولة للتدخل‪ ،‬وتلبية‬
‫المطالب قبل م��رور ‪ 48‬ساعة فقط منذ بداية‬
‫اإلضراب‪ ،‬وهو ما أوقف مسلسل اإلحباط‪.‬‬
‫لكن ال يمكن اعتبار ما حققه عمال النقل العام‬
‫بإجبار الدولة على تنفيذ مطالبهم تحو ًال نهائياً‬
‫في تعامل الدولة مع إضرابات العمال‪ ،‬لقد فوجئت‬
‫الدولة باندالع الحركة العمالية‪ ،‬ولم تسعفها أدواتها‬
‫التقليدية ( األم��ن‪ ،‬التنظيم النقابي العميل) في‬
‫إخماد الحركة‪.‬‬
‫وعندما بدأت التطورات تطرأ على احتجاجات‬
‫العمال من حيث انتشارها و امتدادها رأسياً‪،‬‬
‫وتنظيمها وت��ط��ور مطالبها ب��دأت تبلغ الحركة‬
‫مستوى من التنظيم والقوة ال تريده الدولة بالطبع‪،‬‬
‫فكان من الطبيعي أن تحاول الدولة وقف تنازالتها‬
‫أمام ضغط اإلضرابات‪ ،‬فإذا كانت الدولة ال تستطيع‬
‫قمع الحركة العمالية بالقوة والقمع المباشر‪ ،‬فليس‬
‫أقل من محاولة إحباط الحركة بإهمالها ومحاولة‬
‫توصيل رسالة أن اإلض��راب ال يفيد‪ .‬إلى جانب‬
‫االضطهاد المنظم للقيادات العمالية في المواقع عبر‬
‫الجزاءات والنقل والفصل‪.‬‬
‫جاء إضراب عمال النقل العام إذن كصفعة قوية‬
‫لسياسة التجاهل‪ ،‬لكنه لم ينه تلك السياسة‪ ،‬إن‬
‫الحركة العمالية التي تصاعدت على مدى السنوات‬
‫الثالث الماضية‪ ،‬أحرزت مكاسب هامة إلى جانب‬
‫¯¯اقرأ في هذا العدد‪ :‬خطط الحكومة لتصفية غزل المحلة (ص‪،)6‬‬ ‫تحقق الكثير من مطالبها‪ ،‬ومنها انتزاع حق اإلضراب‪،‬‬
‫و التقدم على مسار التنظيم النقابي المستقل‪،‬‬
‫واألهم هو وضع الحركة العمالية كمعطى أساسي‬
‫عبد القادر ندا‪ :‬جحا حاكم االتحاد (ص‪ ،)8‬انفلونزا الخنازير (ص‪،)11‬‬ ‫على خريطة الحياة السياسية في مصر‪ .‬ويبدو أن‬
‫الحركة اآلن على وشك الدخول في اختبار جديد‪.‬‬
‫تهويد القدس (ص‪ ،)12‬مبارك و أوباما(ص‪ ،)13‬فاروق حسني(ص‪.)14‬‬
‫أجندة‬

‫فى مؤتمر «اللجنة التحضيرية للعمال»‬


‫عمال طنطا للكتان يلوحون بتأميم الشركة‬
‫وعمال النقل العام يؤكدون نضالهم على طريق االستقالل النقابي‬
‫لنقابات عمال مصر»‪.‬‬ ‫المأل‪ .‬وبدال من إعادة العمال التسعة‪،‬‬ ‫لم يستجيبوا إال بضغط العمال‪ ،‬بعدما‬ ‫فجر ع��م��ال طنطا للكتان مفاجأة‬
‫مضيفاً أن قائمة طويلة بمطالب عمال‬ ‫ال خ�لال اإلض���راب‪ ،‬وعلى‬ ‫فصل‪ 45‬عام ً‬ ‫نقلنا اعتصامنا أمام مجلس الوزراء»‪.‬‬ ‫ب��إع�لان ج��م��ال عثمان أح��د قيادات‬
‫النقل العام الزالت تنتظر التنفيذ‪ ،‬نافياً‬ ‫رأسهم أعضاء اللجنة النقابية»‪.‬‬ ‫قال عثمان إن المستثمر السعودي‬ ‫إضراب الشركة قرب تأميم الشركة‬
‫أن يكون إضرابهم األخير قد أسفر عن‬ ‫حيا كمال أبو عيطة رئيس النقابة‬ ‫ع��ب��د اإلل���ه ال��ك��ع��ك��ي‪ ،‬ال���ذي اشترى‬ ‫لصالح عمالها‪ ،‬واحتفاظهم بحق إعادة‬
‫إجابة كل المطالب بالرغم من صداه‬ ‫المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية‬ ‫الشركة من الشركة القابضة للصناعات‬ ‫تشغيلها ف��ي ال��وق��ت ال���ذي يرونه‬
‫الواسع‪.‬‬ ‫عمال شركة طنطا قائالً‪« :‬عمال شركة‬ ‫الكيماوية‪ ،‬لم يكلف نفسه عناء زيارتها‬ ‫مناسباً تحت اسم «شركة عمال طنطا‬
‫عرض فتوح أوضاع عمال النقل العام‬ ‫طنطا للكتان والزيوت دخل إضرابهم‬ ‫ومتابعتها‪ ،‬فهو ل��م بتفقدها إال مرة‬ ‫للكتان»‪ .‬وسخر عثمان خالل كلمته في‬
‫ال أن «عددا ضخماً من العاملين في‬ ‫قائ ً‬ ‫اليوم المائة وخمسة‪ ،‬وهم يهتفون‪ ،‬يومياً‪،‬‬ ‫واحدة‪ ،‬كانت بعد عام من شرائها ‪ ،‬وال‬ ‫مؤتمر اللجنة التحضيرية للعمال‪ ،‬الذي‬
‫هيئة النقل العام تعرضوا لتحرير محاضر‬ ‫(النهاردة أول يوم)‪ ،‬إشارة إلى صمودهم‬ ‫يدري شيئا عنها‪.‬‬ ‫استضافته لجنة الحريات في نقابة‬
‫وقضايا بحقهم‪ ،‬بسبب تذكرة أوتوبيس‬ ‫وإص��راره��م‪ ،‬رغ��م ط��ول أم��د اإلض��راب‪،‬‬ ‫ووصف صفقة شراء الكعكى للشركة‬ ‫الصحفيين‪ -‬أعقب اإلفطار الرمضاني‬
‫ثمنها ‪ 25‬قرشا‪ ،‬وكانت مهمة مباحث‬ ‫فإنهم لن ييأسوا‪ ،‬وسيستقبلون كل يوم‬ ‫بأنها «هبة من هبات الخصخصة منحها‬ ‫الذي أقامته اللجنة‪ -‬مما وصفة بــ»عجز‬
‫النقل العام‪ ،‬هي إثبات أن العاملين‪ ،‬من‬ ‫بحماس وكأنه اليوم األول لإلضراب‪».‬‬ ‫له رئيس الشركة القابضة لصناعات‬ ‫الحكومة مناشدتها المستثمر التفاوض‬
‫سائقين ومحصلين‪ ،‬لصوص»‬ ‫شن أبو عيطة هجوماً على فاروق‬ ‫الغزل والنسيج‪ ،‬والكل أغمض عينيه‪،‬‬ ‫معها‪ ،‬رغم استخفافه واستهزاءه بعد‬
‫أضاف فتوح‪« :‬ينقسم عمال الهيئة‬ ‫شحاتة رئيس النقابة العامة للبنوك‬ ‫حتى أن��ه أُعلن أن��ه اشترى الشركة‬ ‫إض��راب دخل شهره الرابع سمع عنة‬
‫إل��ى عمال ال��ورش الهندسية‪ ،‬الذين‬ ‫واص��ف�اً إي��اه بــ»النقابي األصفر الذي‬ ‫بــ‪ 79‬مليون‪ ،‬وعندما طالبناه برد الشركة‬ ‫القاصي والداني «‬
‫يعانون داخ��ل الجراجات‪ ،‬والسائقين‬ ‫يكرس وقته لمحاربة النقابة المستقلة‬ ‫واسترداد أمواله‪ ،‬قال أنه «دفع»‪215‬مليون»‬ ‫أضاف عثمان « لقد حاولت الحكومة‬
‫والمحصلين‪ ،‬الذين يعانون في الشارع‪،‬‬ ‫للضرائب العقارية‪ ،‬وال يحرك ساكنا‬ ‫مشيرا بذلك لشبهات قوية بفساد شاب‬ ‫التحايل علينا‪ ،‬عندما اض��ط��رت إلى‬
‫ويتعرضون للعادم‪ ،‬ومشكالت الزحام‪،‬‬ ‫لحماية العاملين المضطهدين في بنك‬ ‫الصفقة‪.‬‬ ‫أع�لاك اإلض���راب رسميا عبر النقابة‬
‫وتكدس الركاب‪ ،‬ومنهم من يغادر منزله‬ ‫التنمية واالئتمان الزراعي‪ ،‬سنناضل‬ ‫واخ��ت��ت��م ع��ث��م��ان ح��دي��ث��ه ع��ارض��اً‬ ‫العامة الرسمية للغزل والنسيج‪ ،‬التي‬
‫في الثالثة صباحاً‪ ،‬ليعود في الخامسة‬ ‫إذن إلسقاط قيادات االتحاد العام للعمال‪،‬‬ ‫الظلم الواقع على عمال الشركة منذ‬ ‫ع��ادت وتراجعت بذريعة أنها حصلت‬
‫من عصر اليوم التالي‪ .‬ومع ذلك فإن‬ ‫وعلى رأسهم حسين مجاور‪ ،‬لينتخب‬ ‫خصخصتها‪« :‬ل��م نتقاضى الحوافز‬ ‫على وعد من المستثمر‪ ،‬لكن العمال‬
‫بدل طبيعة العمل هزيل للغاية‪ ،‬ولم‬ ‫العمال من يختارونه»‪.‬‬ ‫منذ‪ ،2003‬وال بدل الوجبة وال األرباح‪ ،‬على‬ ‫لم يأكلوا ُ‬
‫الطعم‪ ،‬ووقفوا موقفا صلباً‪،‬‬
‫يزد منذ عشرين عاما‪ ،‬وتم رفعه مؤخرا‬ ‫ومن جانبه قال على فتوح الناشط‬ ‫الرغم من أن كل مطالبنا ال تصل إلى‬ ‫ورفضوا ق��رار النقابة الصفراء بتعليق‬
‫بنسبة‪ %20‬فقط‪ ،‬في حين ارتفع بدل‬ ‫في إضراب عمال هيئة النقل العام في‬ ‫ربح يوم واحد من أرباح صاحب المصنع‪،‬‬ ‫اإلضراب‪ .‬فحسين مجاور علق اإلضراب‬
‫الوجبة من‪65 :40‬جنيها فقط‪ ،‬والحوافز ال‬ ‫القاهرة أن الحركة االحتجاجية وسط‬ ‫وحتى أن المستثمر رفض كذلك منحنا‬ ‫بعد ‪70‬يوم فقط‪ ،‬ألنه ال يريد دفع مرتبات‬
‫تُذكر‪ .‬مع األخذ في االعتبار أن ظروف‬ ‫عمال النقل العام ترى األمل في النقابة‬ ‫ال��ع�لاوة االجتماعية التي صرفها كل‬ ‫العمال من صندوق اإلض��راب‪ ،‬رغم أنه‬
‫العمل ال تعطي فرصة للعاملين‪ ،‬حتى‬ ‫المستقلة للضرائب العقارية‪ ،‬و»وسوف‬ ‫العاملين‪ ،‬في القطاعين العام والخاص‪،‬‬ ‫يجمع شهريا أكثر من خمسة ماليين‬
‫بالبحث عن مصدر رزق آخر‪.‬‬ ‫نعمل على تكوين نقابتنا المستقلة‪ ،‬بعد‬ ‫وخالف ذلك فقد فصل عدد من العمال‪،‬‬ ‫جنية‪ ،‬في صورة اشتراكات‪ ،‬ال يستفيد‬
‫إسقاط اللجنة النقابية الحالية‪ ،‬وقريبا‪،‬‬ ‫ورفض تنفيذ أحكام قضائية بعودتهم‪،‬‬ ‫منها العمال‪ .‬ورغ��م ادعاءاتهم بأنهم‬
‫إن شاء اهلل‪ ،‬سيتم إسقاط االتحاد العام‬ ‫بل أنه استهزأ بالقضاء وبالنظام على‬ ‫أقوى من أي ضغوط‪ ،‬إال أنني أؤكد أنهم‬

‫في إفطار دعت إليه «تضامن»‬


‫مطالب عمال الغزل والنسيج ‪ ..‬وإمكانيات تنظيمهم‬
‫ضرورة العمل الجاد للتجهيز والتحضير‬ ‫في إط��ار الجهود المبذولة لتوحيد‬
‫لمؤتمر عمالي ع��ام لعمال وعامالت‬ ‫ح��رك��ة ع��م��ال ال��غ��زل والنسيج ‪ ،‬قلب‬
‫صناعة الغزل والنسيج من أجل مطالب‬ ‫الحركة العمالية النابض‪ ،‬دعت حركة‬
‫وحقوق العمال وضد سياسات تخسير‬ ‫تضامن عدد من القيادات العمالية من‬
‫شركات النسيج‪ .‬وأش��ارت الورقة إلى‬ ‫‪ 6‬شركات للغزل والنسيج هم (المحلة‪،‬‬
‫ضرورة توحيد الصفوف بين عمال الغزل‬ ‫الفيوم‪ ،‬حلج األقطان‪ ،‬العامرية ‪ ،‬شبين‪،‬‬
‫والنسيج‪ ،‬أكثر م��ن أي وق��ت مضى‪،‬‬ ‫طنطا للكتان) إلف��ط��ار جماعي تاله‬
‫لألسباب التالية ‪:‬‬ ‫نقاش مفتوح‪.‬شهد اللقاء نقاشاً مهماً‬
‫أوال ‪:‬الخطر اآلن أشد من ذي قبل‬ ‫بين القيادات العمالية حول ما يتعرضون‬
‫والمعركة القادمة «إما نكون أو ال نكون»‪،‬‬ ‫له خالل هذه الفترة من تعسف بلغ حد‬
‫على ح��د ق��ول ال��ع��م��ال‪ ،‬كما يتعرض‬ ‫الفصل‪ ،‬والنقل‪ ،‬والحرمان من الحوافز‬
‫عمال قطاع الغزل والنسيج الستغالل‬ ‫والعالوات‪ .‬وشدد الحضور على أهمية‬
‫بشع في ظل أجورهم المنحطة‪ ،‬فهي‬ ‫الوقوف أمام هذه الهجمة التي تستهدف‬
‫األجور األدنى مقارنة بباقي أجور العمال‬ ‫ال على دعم‬ ‫كسر حركة العمال‪ ،‬فض ً‬
‫المصريين في فروع الصناعة المختلفة‪،‬‬ ‫حركة عمال طنطا للكتان‪.‬‬
‫بل وتعد أجوراً أكثر انحطاطا بالمقارنة‬ ‫ك��م��ا ن��اق��ش��ت ال��ق��ي��ادات العمالية‬
‫بأجور عمال الغزل والنسيج في العالم‪.‬‬ ‫المطالب الموحدة لعمال الغزل وجاء‬
‫ه��ذا فضال على أن تجربة مصنعي‬ ‫العمالي المهم‪ ،‬ال��ذي يخوض معركة‬ ‫منتظمة وتستهدف التحول إلى كيان‬ ‫معظمها حول تحسين األجور المتغيرة‪،‬‬
‫غزل شبين وطنطا للكتان في مواجهة‬ ‫فاصلة مع حكومة رجال األعمال‪.‬‬ ‫حقيقي‪.‬‬ ‫ومواجهة سياسات الخصخصة‪ ،‬وهو‬
‫المستثمرين ال��س��ع��ودي و الهندي‬ ‫من جهتها أصدرت اللجنة التحضيرية‬ ‫كما اقترح آخرون أهمية عقد مؤتمر‬ ‫ما يستلزم وجود سالح تنظيمي بيد‬
‫تطرحان بشكل كبير أهمية تالحم‬ ‫ورقة دعائية تم توزيعها بكثافة في عدة‬ ‫عمالي كبير لعمال الغزل والنسيج بعد‬ ‫العمال‪ .‬واقترح البعض البدء في تأسيس‬
‫النضال العمالي‪.‬‬ ‫شركات للغزل والنسيج أشارت فيه إلى‬ ‫تحضير جيد يعلن مطالب هذا القطاع‬ ‫رابطة عمالية يكون لها اجتماعات دورية‬

‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬ ‫¯¯‪2‬‬


‫تحقيقات‬

‫إضراب النقل العام‪ :‬انتصار بالضربة القاضية‬ ‫هيثم محمدين‬

‫جاء إضراب النقل العام األخير في ‪18‬‬


‫و ‪ 19‬أغسطس الماضي في توقيت‬
‫بالغ األهمية‪ ،‬ال بالنسبة لعمال الهيئة‬
‫أنفسهم فحسب‪ ،‬وإنما إلى الحركة‬
‫العمالية كلها أيضاً‪ ،‬فمن ناحية لم تشهد‬
‫هيئة النقل العام إضراباً بهذا الحجم‬
‫منذ إضراب ‪ ،1976‬والذي شكل بادرة من‬
‫بوادر انتفاضة الخبز في العام الالحق‪.‬‬
‫بعدها تدهورت أوضاع العاملين بالهيئة‪،‬‬
‫وانخفضت أجورهم‪ ،‬وتقلصت على نحو‬
‫كبير امتيازاتهم الصحية والتأمينية في‬
‫ظل تراجع مقاومة العمال لسياسات‬
‫الدولة حيال الهيئة العمال‪ ،‬فمنذ ذلك‬
‫الحين ل��م تشهد هيئة النقل العام‬
‫مقاومة عمالية تذكر إال خالل إضراب‬
‫محدود في ‪ ، 2007‬كان قد اقتصر على‬
‫ثالثة جراجات فحسب وانتهى بوعود‬
‫لم تنفذ‪.‬‬
‫لكن التدهور الشديد في أجور العمال‬
‫التي تتراوح فقط بين ‪ 250‬جنيها‪ -‬للعامل‬
‫بعد خمسة سنوات من الخدمة ‪ -‬إلى‬
‫واتحاد العمال نفسها أمام إضراب أقوى‬ ‫اتساع الحركة العمالية من جهة‪ ،‬و‬ ‫‪ 500‬جنية –لقدامى العاملين اللذين مقاومة العمال وأصدرت منشور جديد‬
‫أربك الحكومة إرباكا شديداً‪ ،‬هو إضراب‬ ‫الظرف السياسي على خلفية اإلعداد‬ ‫امضوا ما يزيد عن ‪ 15‬سنة في الخدمة‪ ،‬بتوقيع احمد نظيف يعلن االستجابة‬
‫عمال النقل العام‪ ،‬وانكشف الموقف‬ ‫لتوريث السلطة ‪.‬‬ ‫وال��ت��ف��اوت الكبير بين تلك الدخول للمطالب‪.‬‬
‫الحقيقي التحاد العمال‪ ،‬ونقابته‪ ،‬التي‬ ‫لكن جاء إضراب النقل العام في هذا‬ ‫واألسعار‪ ،‬دفع العمال لتنظيم إضرابا عن‬
‫وقفت ضد اإلض���راب‪ ،‬أعلن مجاور أن‬ ‫التوقيت ليمهد طريق اإلض��راب أمام‬ ‫توقيت اإلضراب‬ ‫العمل يوم ‪ 18‬أغسطس الماضي‪.‬‬
‫اإلضراب محظور ألنه مرفق عام‪ ،‬وطالب‬ ‫قطاعات ال يمكن تجاهل احتجاجاتها أو‬ ‫الالفت في توقيت إضراب النقل العام‬
‫بمحاسبة القائمتين عليه‪ ،‬مما دفع‬ ‫الصمود في مواجهتها ‪.‬‬ ‫هو تنظيمه بعد فترة طويلة من الهدوء‬ ‫تنظيم اإلضراب‬
‫العمال إلى الهتاف ضد النقابة‪ ،‬وجمعوا‬ ‫ب��دأ اإلض���راب ف��ي سبعة جراجات النسبي‪ ،‬تدهورت خاللها إلى حد كبير‬
‫توقيعات جماعية باالستقالة من اتحاد‬ ‫اإلضراب واتحاد العمال‬ ‫رئيسية من أص��ل ‪ 17‬ج��راج موزعين أوضاع العمال وظروف عملهم في ظل‬
‫العمال‪.‬‬ ‫ج���اء اإلض�����راب ف��ي لحظة حرجة‬ ‫على القاهرة الكبرى‪ ،‬وم��ع ذل��ك فقد مخططات الدولة لبيع جراجات الهيئة‬
‫نجح عمال النقل في تنظيم اإلضراب‪،‬‬ ‫بالنسبة التحاد العمال‪ ،‬فقد حاول االتحاد‬ ‫بدا تأثير اإلض��راب واضحاً بالرغم من داخل الكتل السكنية وشراء أوتوبيسات‬
‫بدرجة عالية من التماسك رغم تناثر‬ ‫وسعى جاهداً في الفترة األخيرة لحفظ‬ ‫استمرار عمال بقية ال��ج��راج��ات في جديدة‪ ،‬وهو ما يهيئ عمليا التخلص‬
‫مواقع اإلض��راب‪ ،‬وهو ما يشير إلى انه‬ ‫ماء وجهة‪ ،‬حيث حاول إثبات شرعيته‬ ‫العمل‪ ،‬واستطاع العمال المضربين من الهيئة عبر بيع أصولها الثابتة‪ ،‬وهى‬
‫هناك ق��ي��ادات واعية وقفت وراء هذا‬ ‫لمواجهة نقابة ال��ض��رائ��ب العقارية‬ ‫تجاوز الساعات األول��ى الحرجة من أهم ممتلكات الهيئة‪ ،‬وميزتها النسبية‬
‫النجاح‪ ،‬إال أنه لم يولد حتى اآلن شكل‬ ‫المستقلة‪ ،‬وفكرة استقالل النقابات‬ ‫اإلض��راب‪ ،‬صامدين في وجه الضغوط في مواجهة شركات النقل الجماعي‪.‬‬
‫ما منظم يربط بين قيادات اإلضراب‪،‬‬ ‫ذاتها‪ ،‬مما دفعه إلى تبني إضراب عمال‬ ‫اإلدارية واألمنية الخانقة‪ ،‬وبعدها انضم ومن ثم تصبح الهيئة مجرد مجموعة‬
‫وي��وح��د عملها تحت ق��ي��ادة جماعية‬ ‫طنطا للكتان ف��ي م��واج��ه��ة تعسف‬ ‫رفاقهم من باقي الجراجات لإلضراب‪ ،‬من األوتوبيسات المتهالكة ما يسهل‬
‫منتخبة‪ ،‬تستطيع متابعة م��ا حققه‬ ‫المستثمر السعودي‪ ،‬وفي الوقت الذي‬ ‫ال��ذي اتسع بذلك ليشمل كل هيئة التخلص منها بطري الخصخصة‪.‬‬
‫اإلضراب من مكاسب وآليات للتحرك‬ ‫فشل فيه اتحاد العمال في ممارسة أية‬ ‫في التوقيت الحساس هذا إذن جاء‬ ‫النقل العام بالقاهرة‪ .‬وتقدر أعداد العمال‬
‫في الفترة المقبلة‪ ،‬لمواجهة خطط الدولة‬ ‫ضغوط حقيقية على الحكومة لتنفيذ‬ ‫اللذين شاركا بأكثر من عشرة آالف إضراب ليذكر الدولة بأن مخطط البيع‬
‫لخصخصة الهيئة‪ ،‬و لمتابعة مشاكل‬ ‫مطالب العمال‪ ،‬الذي تبني إضرابهم‪ ،‬بل‬ ‫هذا لن يمر دون مقاومة ‪.‬‬ ‫عامل‪.‬‬
‫العاملين األخرى في الرعاية الصحية‪،‬‬ ‫حاول التملص من اإلض��راب ذات��ه‪ ،‬في‬ ‫عمال النقل العام‪ ،‬الذين صمتوا طويلاً‬ ‫مع توقف أتوبيسات النقل العام آلتي‬
‫والتأمينات االجتماعية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬خاصة‬ ‫مرحلة الحقة‪ ،‬وحاول تعليقه لوال مقاومة‬ ‫تنقل ما يزيد عن ثالثة ماليين راكب‪ ،‬على ت���ردى أوض��اع��ه��م كغيرهم من‬
‫في ظل توقعات بإضراب ق��ادم يحتاج‬ ‫قيادات اإلضراب الحقيقيين للفكرة‪ .‬في‬ ‫و اختفائها من شوارع القاهرة ومن ثم العمال في المرافق العامة اإلستراتيجية‬
‫قيادة جماعية منظمة‪.‬‬ ‫هذا التوقيت وجدت نقابة النقل البري‬ ‫تكدس الركاب في الشارع‪ ،‬وما تبعة األخ���رى‪ ،‬كالسكة ال��ح��دي��د‪ ،‬والمتر‪،‬و‬
‫من شلل في حركة نقل الركاب‪ ،‬حاولت والبريد‪ ،‬بفعل اإلرهاب البوليسي‪ ،‬الذي‬
‫الحكومة التقليل من آثار اإلضراب عبر تمارسه مباحث كل جهة أو هيئة على‬
‫الدفع بأتوبيسات النقل الجماعي التابعة العاملين فيها‪ ،‬اآلن تطور الحركة العمالية‬
‫لمحافظات القاهرة‪ ،‬الجيزة ‪ ،‬القليوبية الصاعدة منذ العام ‪ 2006‬أفاد عمال الهيئة‬
‫في إضرابهم ‪.‬‬ ‫لكن بال جدوى ‪.‬‬
‫على الجانب اآلخر جاء توقيت اإلضراب‬ ‫اضطرت الحكومة على اث��ر فشلها‬
‫إل��ى ال��ت��ف��اوض م��ع ق��ي��ادات اإلض���راب مثالياً بالنسبة للحركة العمالية برمتها‪،‬‬
‫ع��ل��ى م��ط��ال��ب ال��ع��م��ال آل��ت��ي شملت في ظل سياسة جديدة ب��دأت الدولة‬
‫المطالب بوقف خصم قيمة المخالفات اتباعها حيال اإلضرابات واالحتجاجات‬
‫المرورية من روات��ب السائقين‪ ،‬زيادة العمالية قوامها هو «التجاهل»‪ ،‬كما هو‬
‫بدل الوجبة من ‪ 60‬إلى ‪ 120‬جنية عن ‪ 20‬الحال مع إضرابات في شركتي طنطا‬
‫يوم عمل لجميع العاملين‪ ،‬زيادة نسبة للكتان‪ ،‬والسويس ل�لأس��م��دة‪ ،‬ومع‬
‫التحصيل من ‪%6‬على التذكرة إلى ‪ %8‬خبراء وزارة العدل‪ .‬بل وامتد اآلمر إلى‬
‫شهرياً‪ ،‬وصرف بدل عدوى للسائق و حملة منظمة الضطهاد القيادات النقابية‬
‫لوأد آية محاولة لتوحيد الصفوف‪.‬‬ ‫المحصل‪.‬‬
‫هذا التجاهل جاء بعد سلسلة من‬ ‫بعدها لجأت الحكومة إلصدار منشور‬
‫موقع من رئيس الوزراء يعد بالنظر في اإلضرابات الناجحة في قطاعات الغزل‪،‬‬
‫المطالب و تنفيذها‪ ،‬إال أن العمال رفضوا والنسيج‪ ،‬والموظفين‪ ،‬على سبيل‬
‫المنشور‪ ،‬ورفضوا فض اإلض��راب على المثال‪ ،‬في ظل تجنب الدولة‪ ،‬وقتئذ‬
‫أساسه‪ ،‬فاضطرت الحكومة للرضوخ أمام اللجوء لفض اإلضرابات بالقوة بسبب‬

‫‪¯¯3‬‬ ‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫المحلة الكبرى‪:‬‬ ‫قوص‬


‫تجمهر عمال أبو السباع للنسيج والوبريات‬ ‫االعتصام الثاني في مصنع السكر‬
‫وصلوا إلى مجلس المدينة الكائن في‬ ‫تجمهر عمال الشركة‪ ،‬يوم ‪ 3‬أكتوبر‬ ‫أجمالي ‪ 450‬جنيها هي متوسط رواتب‬ ‫أنهى عمال مصنع سكر قوص بقنا‪،‬‬
‫ش���ارع البحر‪ ،‬وه��و م��ن اك��ب��ر الشوارع‬ ‫الجاري‪ ،‬بعدما فوجئوا بقرار جديد من‬ ‫العمال‪ ،‬وذلك ألكثر من ‪ 50‬عامال من‬ ‫يوم ‪ 19‬أغسطس‪ ،‬اعتصامهم الثاني‬
‫الرئيسية في المحلة الكبرى‪ ،‬وقد تم‬ ‫اإلدارة بمد اإلجازة لمدة أسبوع أخر‪ ،‬في‬ ‫عمال الشركة‪ ،‬وخصم ما يساوى‪450‬‬ ‫احتجاجاً على التحقيق مع زمالئهم‬
‫إغ�لاق الشارع بالكامل‪ ،‬وأصيبت حركة‬ ‫حين شهدت شركة غزل المحلة توزيع‬ ‫جنيها‪ ،‬من ‪ 42‬عامال ! مشيرين إلى‬ ‫بتهمة التحريض على االعتصامات‬
‫المرور بالشلل التام‪ .‬كما قام العمال عدة‬ ‫بيان جديد تحت عنوان «طفح الكيل»‪،‬‬ ‫تزايد قرارات النقل‪ ،‬في اآلونة األخيرة‪،‬‬ ‫واإلضراب عن العمل‪ ،‬بعد أن استجابة‬
‫م��رات بقطع الطريق العمومي المقابل‬ ‫يهدد باحتجاجات جديدة في حالة عدم‬ ‫لكل من تسول له نفسه االعتراض‪،‬‬ ‫اإلدارة لمطالبهم‪ ،‬وقررت عدم توقيع‬
‫للشركة‪ ،‬ويتعمد صاحب الشركة تأخير‬ ‫إقالة الجمعية العمومية للشركة‪ ،‬والمقرر‬ ‫وهو ما حدث بالفعل مع بعض العمال‬ ‫جزاءات عليهم‪.‬‬
‫صرف روات��ب العمال لكي يحصل على‬ ‫عقدها الشهر الجاري‪.‬‬ ‫منهم العامل أش��رف على‪ ،‬ال��ذي تم‬
‫إعانة مالية من قبل وزارة القوى العاملة‪،‬‬ ‫ح��اص��رت ق���وات م��ن األم���ن المركزي‬ ‫نقله إل��ى مدينة أرمنت التي تبعد‬ ‫ك��ان مصنع ق��وص ق��د شهد عددا‬
‫وه��و م��ا تحقق بالفعل‪ ،‬واآلن يسعى‬ ‫عمال أبو السباع‪ ،‬الذين تجمهروا أمام‬ ‫أكثر من ‪ 50‬كيلو متر عن مدينة قوص‪،‬‬ ‫من االعتصامات بسبب تعنت مدير‬
‫المالك للحصول على إعانة من صندوق‬ ‫بوابة الشركة صباح اليوم السبت‪ ،‬عقب‬ ‫ورفيق نور الدين الذي تم نقله إلى‬ ‫المصنع بحق العمال‪ ،‬وعدم إعطائهم‬
‫دعم وتنمية الصادرات‪.‬‬ ‫انتهاء اإلجازة‪ ،‬التي أعطاها مالك الشركة‬ ‫مدينة نجع حمادى‬ ‫اإلج���ازات الرسمية‪ ،‬وتوقيع جزاءات‬
‫يذكر أن مظاهرة عمال أب��و السباع‬ ‫إسماعيل أبو السباع للعمال قبل العيد‪،‬‬ ‫وقال قيادي عمالي بالشركة ‪ :‬تحدى‬ ‫على العمال دون وجه حق‪ ،‬وعلى إثره‬
‫للمطالبة بصرف األجور تعد أول مظاهرة‬ ‫وفشلت كل محاوالتهم في االتصال به‬ ‫العمال الخوف من بطش األمن‪ ،‬الذي‬ ‫قامت اإلدارة بإعطاء مدير المصنع إجازة‬
‫عمالية تجوب شوارع المحلة بعد انتفاضة‬ ‫بعد أن اغلق كل تليفوناته‪ .‬أمن الشركة‬ ‫أجبرهم على فض االعتصام أمس‪،‬‬ ‫إجبارية‪ ،‬لمدة شهرين لحين االنتهاء‬
‫ابريل العام الماضي‪.‬‬ ‫ابلغ العمال أن هناك أزم��ة في الغزل‪،‬‬ ‫بعد أن وج��ه لهم المدير المغرور‬ ‫من التحقيقات‪.‬‬
‫وعلى صعيد أخر شهدت شركة غزل‬ ‫وسيتم حلها خالل أسبوع‪ ،‬وإن الشركة‬ ‫إهانات بالغة‪ ،‬معتقدا أن العمال لن‬ ‫طالب العمال المعتصمون بإقالة‬
‫المحلة توزيع بيان جديد‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫س���وف ت��ق��وم ب��ص��رف األج���ر التأميني‬ ‫يتحركوا مرة أخرى‪ ،‬في مواجهته‪ ،‬خوفا‬ ‫مدير الشركة عبد اللطيف الفرجانى‬
‫«طفح الكيل»‪ ،‬البيان طالب بإقالة المفوض‬ ‫فقط للعمال طول فترة اإلجازة (‪ % 25‬من‬ ‫من التهديدات األمنية‪ ،‬ولكن العمال‬ ‫مرددين هتافات «عبد اللطيف مين‬
‫العام بسبب قراراته التعسفية‪ ،‬التي تهدد‬ ‫الراتب) ‪.‬وأكد العمال إن احتجاجاتهم لن‬ ‫تجمعوا إثناء عقده اجتماع بالشركة‬ ‫والك ‪ ..‬عمال قوص مش عايزاك»‪،‬‬
‫مسيرة الشركة ‪ ،‬وتسعى لتصفيتها خطوة‬ ‫تتوقف للمطالبة بباقي حقوقهم‪ ،‬وهو‬ ‫مع رؤس��اء القطاعات‪ ،‬واج��ب��روه على‬ ‫أك��د العمال أن مدير المصنع الذي‬
‫بخطوة‪.‬‬ ‫صرف اجر مدة ‪ 9/20‬وهى المدة المتبقية‬ ‫الرحيل يجر أذيال الخيبة‪.‬‬ ‫تولى مهام عمله منذ عام تقريباً قد‬
‫واعتبر العمال أن إقالة المفوض وتعيين‬ ‫لديهم عند صاحب المصنع‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫وأض��اف عامل أخر فوجئنا بالمدير‬ ‫أصدر قرار بوقف اإلج��ازات القانونية‬
‫مجلس إدارة جديد خطوة طال انتظارها‪.‬‬ ‫تشغيل الشركة‪ ،‬خاصة وإنهم يواجهون‬ ‫العام يقول «العمال دول شوية فئران‪،‬‬ ‫للعمال ( العادية والعارضة والمرضى‬
‫وهددوا بتنظيم سلسلة من االحتجاجات‬ ‫ظروفا مالية صعبة مع دخ��ول المدارس‬ ‫وهأجبرهم على أن يدخلوا جحورهم»‪،‬‬ ‫) بدعوى أنهم في موسم العصير‪،‬‬
‫والوقفات في حال عدم استجابة الشركة‬ ‫ومستلزماتها‪.‬‬ ‫فما كان منا أن نظمنا وقفتنا في ساعة‬ ‫الذي تزداد فيه معدالت التشغيل‪ ،‬إال‬
‫القابضة ووزارة االستثمار لمطالبهم‪.‬‬ ‫ك��ان العمال ‪ - 3500-‬عامل قد نظموا‬ ‫الراحة بالشركة‪ ،‬مشيرا إلى أن العمال‬ ‫أنه استمر في قراره حتى بعد انتهاء‬
‫يذكر أن شركة غزل المحلة تشهد منذ‬ ‫في ‪ 17‬سبتمبر الماضي مظاهرة حاشدة‪،‬‬ ‫يطالبون رئيس مجلس اإلدارة بنزع‬ ‫موسم العصير‪ ،‬كما أكد العمال على‬
‫فترة سلسلة من البيانات العمالية‪ ،‬التي‬ ‫جابت الشوارع الرئيسية بالمحلة أدت‬ ‫فتيل التوتر‪ ،‬وإقالة هذا المدير الفاشل‪،‬‬ ‫ارتفاع نسبة الجزاءات‪ ،‬التي وصلت‬
‫تعبر عن تزايد السخط والغضب على‬ ‫إلى ح��دوث شلل تام في حركة المرور‪،‬‬ ‫الذي أهانهم‪ ،‬وتعامل معهم باعتبارهم‬ ‫في بعض األح��ي��ان لخصم إجمالي‬
‫تدهور األوض��اع المعيشية‪ ،‬وعلى الوضع‬ ‫وذلك احتجاجا على رفض مالكها صرف‬ ‫مجردين من الكرامة‪.‬‬ ‫رواتب بعض العاملين فقد قام رئيس‬
‫الراهن للشركة التي تعاني من انهيار‬ ‫مرتبات العمال ‪.‬‬ ‫مجلس اإلدارة خ�لال شهر يوليو‬
‫تام‪.‬‬ ‫استمر العمال في المظاهرة إلى أن‬ ‫الجاري بخصم أكثر من ‪ 250‬جنيها من‬

‫رسالة إلى األشتراكي‬


‫إضراب السويدي للكابالت‬ ‫من المصرية لألدوية‬
‫يعني إنها فقدت حوالي ‪ 50‬بالمائة من‬ ‫منحت شركة السويدي للكابالت‬ ‫من المقربين له‪ ،‬فمنهم السادة اللي‬ ‫وصلت «لالشتراكي» الرسالة التالية‬
‫قيمتها الحقيقية‪.‬‬ ‫بمدينة العاشر من رمضان كل عامل‬ ‫ليه أبن أو أبنه بالحاسب اآللي‪ .‬واللي‬ ‫م��ن أح��د موظفي المصرية لألدوية‬
‫وأشار إلى أن النقابة العامة للصناعات‬ ‫مكافأة حدها األقصى ألف جنية واألدنى‬ ‫ليه أبن في فرع الزيتون‪ ،‬واللي ليه أبن‬ ‫ننشرها كما هي دونما أي تدخل من‬
‫الهندسية تضغط على العمال وأعضاء‬ ‫‪ 250‬جنيه قبل إجازة عيد الفطر مباشرة‪،‬‬ ‫في القانونية‪ ،‬واللي جوز بنته في فرع‬ ‫جانبنا‪:‬‬
‫النقابة بالشركة لقبول أي تسوية مع‬ ‫وذل��ك بعد أن نظم العمال والفنيين‬ ‫المهندسين‪ ،‬وكذلك أبن واحدة مدللة‬
‫الشركة بدعوى ضرورة مشاركة العمال‬ ‫والمهندسين سلسلة من اإلضرابات‬ ‫وسايقة الدالل‪ ،‬وغيرهم كثيرين‪ .‬فهل‬ ‫«البطل ه��و بطل واح���د ‪ ،‬والباقي‬
‫في تحمل أعباء األزمة المالية ‪.‬‬ ‫واالعتصامات ‪.‬‬ ‫دة ح�لال م��ن واح��د ال يفكر غير في‬ ‫كومبارس بيخدموا على سعادته ما‬
‫وأضاف إلى أن حركة مبيعات الشركة‬ ‫وق���ال ق��ي��ادي عمالي ح��اول��ت إدارة‬ ‫مصلحته ومصلحة المقربين له‪ ،‬يبقى‬ ‫لهومش أي دور إيجابي‪ ،‬يتم تحريكهم‪،‬‬
‫تأثرت بالفعل من جراء األزم��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫الشركة بكل الطرق عدم صرف المكافأة‬ ‫الواجب علينا دلوقتي إن أحنا منعدش‬ ‫كما يحلو لسعادته‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬مثل‬
‫حركة التفاوت بين الرواتب أيضا تتصاعد‬ ‫م��ن ح��س��اب األرب�����اح ف��ي موعدها‪،‬‬ ‫نتفرج على هذا الصرح الكبير وهو بيتهد‬ ‫عرائس المولد والليلة الكبيرة‪ ،‬وقطع‬
‫بدرجة كبيرة ومستفزة‪ ،‬وهي تكفي في‬ ‫وعندما اض��رب العمال ‪ ،‬ق��ررت صرف‬ ‫فوق رؤوسنا‪ ،‬الزم ندافع عن الشركة اللي‬ ‫الشطرنج فهم التابعين لموالنا الملك‪،‬‬
‫حال إصالحها إلى أن ترفع رواتب كل‬ ‫مكافأة لعمال اإلنتاج ‪ ،‬وعندما اضرب‬ ‫بنيناها على أكتافنا وكسبناها الماليين‪،‬‬ ‫يحتفلون بعيد جلوس الملك على‬
‫العمال والمهندسين بنسبة ال تقل عن‬ ‫المهندسين ورؤس��اء األقسام صرفت‬ ‫وعشنا من خيرها‪.‬‬ ‫ال��ع��رش‪ ،‬ع��اش الملك م��ات الملك ‪،‬‬
‫‪ 35‬بالمائة‪ .‬يذكر أن عمال السويدي‬ ‫المكافأة للجميع‪.‬‬ ‫إحنا نجحنا أن نوقف بيع الشركة في‬ ‫طلباتكم يا سادة بتعيين أوالدكم وأوالد‬
‫شكلوا لجنة نقابية عقب سلسلة من‬ ‫وأوض��ح أن هناك حالة من التذمر‬ ‫شهر فبراير‪ ،‬بوقفتنا كلنا‪ .‬ودلوقتي الزم‬ ‫أخواتكم متكدسة بأرفف دواليب وأدراج‬
‫اإلضرابات واالعتصامات لنيل حقوقهم‪.‬‬ ‫تسود وسط العمال‪ ،‬مما يجعل إمكانية‬ ‫نواصل حركتنا عشان نحصل على كل‬ ‫مكاتب سكرتارية سعادته‪ ،‬مع إن سعادته‬
‫العودة لإلضراب واالعتصام واردة ‪ ،‬نظرا‬ ‫حقوقنا‪.‬‬ ‫وعد من قبل بالتعيين عندما يتم فتح‬
‫لضعف المكافأة التي لم تكن تقل بأي‬ ‫يا ناس هي دي الحدوتة‪ ،‬فهل نتحرك‬ ‫الفروع الجديدة‪ .‬يحدث هذا والتعيينات‬
‫ح��ال من األح��وال عن أج��ر شهر‪ ،‬مما‬ ‫قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫تتم لمجموعة كبيرة من عمال بنزايون‬
‫بالشركة‪ ،‬وكذك أوالد بعض المحاسيب‬

‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬ ‫¯¯‪4‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫تأجيل قضية‬ ‫حملة للتضامن‬


‫رفع الحد األدنى لألجور إلى ‪ 13‬أكتوبر‬ ‫مع‬
‫القيادات العمالية‬
‫عادل لفئة محدودة من القيادات العليا‪،‬‬ ‫قررت هيئة المحكمة تأجيل قضية‬ ‫واللجان العمالية والشخصيات العامة‬ ‫ق����ررت ح��رك��ة ت��ض��ام��ن واللجنة‬
‫بحيث يمكن استخدامها في إصالح‬ ‫ال��ح��د األدن���ى ل�لأج��ور إل��ى جلسة ‪13‬‬ ‫المهتمة بالحركة العمالية ‪.‬‬ ‫التنسيقية واللجنة التحضيرية إطالق‬
‫نظام األجور عموماً‪.‬‬ ‫أكتوبر‪ ،‬بسبب تغيير هيئة المحكمة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تشكيل لجنة موحدة للدعم‬ ‫حملة لمناصرة نقابة الضرائب العقارية‬
‫يشير كمال خليل‪ ،‬القيادي االشتراكي‪،‬‬ ‫وق��ال ناجي رش��اد القيادي العمالي‪،‬‬ ‫القانوني للوقوف إلى جانب القيادات‬ ‫المستقلة‪ ،‬والقيادات العمالية المضطهدة‬
‫إل��ى أن ق��وة العمال في وحدتهم من‬ ‫بشركة المطاحن‪ ،‬وصاحب الدعوى‪،‬‬ ‫العمالية التي باتت تتعرض الضطهاد‬ ‫م��ن ش��رك��ات مختلفة‪ ،‬وذل���ك بعد ما‬
‫أجل مصالحهم ‪ .‬والعمال والموظفون‪،‬‬ ‫ندعو كل القيادات العمالية إلى الحضور‬ ‫بشكل متزايد‪ ،‬في الفترة الماضية‪ ،‬خاصة‬ ‫تالحظ من تزايد قيام أصحاب األعمال‪،‬‬
‫في جميع منشآت العمل‪ ،‬سواء كانت‬ ‫المكثف بالجلسة المقبلة نظراً ألهميتها‪،‬‬ ‫في قطاع الغزل والنسيج‪ ،‬بهدف وقف‬ ‫بمساعدة الحكومة بتعقب قيادات‬
‫تابعة للدولة أو القطاع الخاص‪ ،‬يعانون‬ ‫مشيراً إلى أن أعداد القيادات العمالية‬ ‫موجة االحتجاجات العمالية‪.‬‬ ‫العمال‪ ،‬التي ك��ان لها دوراً ب��ارزاً في‬
‫بشكل مشترك م��ن ‪:‬ت��دن��ي األج���ور‪،‬‬ ‫ال��ت��ي تطلب االن��ض��م��ام إل��ى القضية‬ ‫ثالثا‪ :‬مواجهة الحملة الحكومية‪،‬‬ ‫اعتصام أو إضراب العمال‪ ،‬فقد تم مجازاة‬
‫والمعاشات‪ ،‬وكذلك االرتفاع الرهيب في‬ ‫في تزايد مستمر‪ .‬ويطالب خالد على‬ ‫التي تتعرض لها النقابة المستقلة‪،‬‬ ‫ق��ي��ادات ع��م��ال ش��رك��ة مصر الحجاز‪،‬‬
‫األسعار‪ .‬فغالبية العمال يعمل كل منهم‬ ‫المحامي العمالي في الدعوى بدعوة‬ ‫وتستهدف سحب الشرعية منها لصالح‬ ‫بالعاشر من رمضان بنقلهم بعيداً عن‬
‫وظيفتين‪ :‬أحدهما صباحية‪ ،‬واألخرى‬ ‫المجلس القومي لألجور إلى االنعقاد‪،‬‬ ‫التنظيم الحكومي األصفر‪ .‬يذكر أن‬ ‫مقر إقامتهم‪ ،‬بدون بدل انتقاالت‪ ،‬وتم‬
‫مسائية‪ ،‬واألحوال تسير من سيئ إلى‬ ‫كما ينص قانون العمل رقم ‪ 12‬لسنة‬ ‫ف��اروق شحاتة رئيس النقابة العامة‬ ‫إيقاف مهندسين وفنيين من شركة‬
‫أسوأ‪ ،‬ويخضع العمال في هذه الوظائف‬ ‫‪ ،2003‬للبحث في رفع الحد األدنى لألجور‬ ‫للبنوك والتأمينات قد تقدم ببالغ ضد‬ ‫سيراميكا كليوباترا‪ ،‬وشركة العامرية‬
‫لشروط عمل قاسية واستغاللية‪.‬‬ ‫لكي يتناسب مع االرتفاعات المتوالية‬ ‫كمال أبو عيطة رئيس النقابة المستقلة‬ ‫عن العمل‪ ،‬أم��ا اإلداري��ي��ن بالسويس‬
‫أي ق���راءة ف��ي أرق���ام خطة التنمية‬ ‫في األسعار ‪.‬‬ ‫للضرائب العقارية‪ ،‬الذي استمعت النيابة‬ ‫تمت مجازاتهم بتحويلهم إلي النيابة‬
‫الحكومية‪ ،‬من عام ‪ 2002‬حتى عام‪،2007‬‬ ‫وف��ي جلسة سابقة للمحكمة أكد‬ ‫إل��ى أق��وال��ه‪ ،‬يتهمه فيه بانتحال صفة‬ ‫اإلدارية‪ ،‬وفصل قيادات عمال شركة أفيكو‬
‫من واقع الموازنات العامة للدولة‪ ،‬ستجد‬ ‫الخبير االقتصادي أحمد النجار إنه من‬ ‫النقابي‪ ،‬وهي التهمة التي يعاقب عليها‬ ‫بالسويس‪ ،‬وتراست ومصر إيران وطنطا‬
‫أن نصيب مجلس الشعب‪ ،‬والشورى‪،‬‬ ‫الممكن الوصول إلى الحد األدنى لألجور‬ ‫القانون بالحبس لمدة ستة شهور‪ ،‬وما‬ ‫للكتان ‪ .‬وإجبار عمال شركة غزل شبين‬
‫ورئاسة الجمهورية‪ ،‬ورئاسة مجلس‬ ‫إلى ‪ 1200‬جنية‪ ،‬وذلك عبر وضع سقف حد‬ ‫تزال التحقيقات جارية‪.‬‬ ‫على تقديم استقالتهم‪.‬‬
‫الوزراء‪ ،‬والمجالس القومية المتخصصة‪،‬‬ ‫أعلى للدخول الشاملة (األجر األساسي‬ ‫كانت الفاعليات العمالية قد أطلقت‬ ‫إل��ى جانب الحكم بالحبس لمدة‬
‫ودواوي���ن عموم المحافظات‪ ،‬والجهاز‬ ‫مضافا إلية كل ال��ب��دالت‪ ،‬والعموالت‪،‬‬ ‫حملة لجمع التوقيعات للتضامن مع عمال‬ ‫شهرين على قيادي عمالي‪ ،‬بشركة‬
‫المركزي للمحاسبات‪ ،‬ووزارة المالية‬ ‫وال��ح��واف��ز‪ ،‬واألرب����اح‪ ،‬والمكافآت‪ ،‬لكل‬ ‫الغزل النسيج الموقوفين والمنقولين‬ ‫المطاحن‪ ،‬لمدة شهرين‪ ،‬بتهمة السب‬
‫ومصالحها‪ ،‬ووزارة الخارجية‪ ،‬والجيش‪،‬‬ ‫العاملين والموظفين‪ ،‬في القطاع العام‪،‬‬ ‫والمفصولين من العمل بسبب نشاطهم‬ ‫والقذف‪ ،‬بسبب التصريحات التي أدلى‬
‫والشرطة‪ ،‬و ووزارة العدل‪ ،‬يقترب من‬ ‫والهيئات االقتصادية‪ ،‬والجهاز الحكومي‪،‬‬ ‫النقابي‪ ،‬حيث طالب الموقعين بعودة‬ ‫بها في الصحف عن أوض��اع الشركة‬
‫نصف المصروفات ف��ي ه��ذه الخطة‪،‬‬ ‫بحيث ال يتجاوز أعلي دخل شامل ألي‬ ‫العمال المفصولين أو المنقولين‪ ،‬جميعاً‪،‬‬ ‫ومطالب العمال‪.‬‬
‫حوالي ‪%44‬من أجمالي المصروفات‪.‬‬ ‫مستوى وظيفي ‪ 15‬ضعف الحد األدنى‬ ‫لعملهم في شركاتهم ومصانعهم‪ ،‬مع‬ ‫وقرر المجتمعون في الندوة التي دعت‬
‫من جهة أخرى أكد عبد الرحمن خير‬ ‫ل�لأج��ر الشامل للعامل ف��ي الهيئات‬ ‫استرداد كل حقوقهم التي حرموا منها‬ ‫إليها حركة تضامن العمل الجاد على‬
‫عضو المجلس القومي لألجور إلى أن‬ ‫االقتصادية والقطاع الحكومي‪،‬‬ ‫طوال فترة الفصل أو النقل أو الوقف عن‬ ‫ثالث محاور أو ًال ‪ :‬تشكيل صندوق‬
‫المجلس سيجتمع مرتين العام المقبل‪،‬‬ ‫م��ن المؤكد أن وض��ع ه��ذا السقف‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫لدعم القيادات العمالية التي تعرضت‬
‫المرة األولي في شهر يناير لبحث سبل‬ ‫للدخول الشاملة سيوفر الكثير من‬ ‫للنقل أو الفصل من عملها‪ ،‬وذلك عبر‬
‫إل��زام القطاع الخاص بصرف العالوة‬ ‫األموال‪ ،‬التي كانت تذهب بشكل غير‬ ‫ج��م��ع ت��ب��رع��ات م��ن ع��م��ال الشركات‬

‫في أنحاء متفرقة‬ ‫عمال شركة المصبغة‬


‫أطباء و رائدات ريفيات يحتجون‬ ‫يهددون باالعتصام‬
‫ع��ن ال��ع��م��ل‪ ،‬وذل���ك بشكل مناسب‪،‬‬ ‫ف��ي العريش تبنت طبيبتان من‬ ‫أشار القيادي العمالي إلى أن العمال‬ ‫هدد عمال الشركة االقتصادية للتنمية‬
‫يقطع الطريق أمام أي محاولة لتشويه‬ ‫ش��ب��اب األط��ب��اء ع��م��ل ح��م��ل��ة‪ ،‬لجمع‬ ‫‪ 500-‬عامل – نجحوا من خالل إدارتهم‬ ‫الصناعية (المصبغة)‪ ،‬بالعاشر من‬
‫اإلض���راب‪ ،‬حيث ت��م إغ�لاق العيادات‬ ‫التوقيعات علي مطلب زيادة اإلجازة‪ ،‬من‬ ‫للشركة بعد حبس مالكها رجل األعمال‬ ‫رمضان‪ ،‬باالعتصام واإلضراب عن العمل‬
‫الخارجية فقط‪ ،‬م��ع اس��ت��م��رار العمل‬ ‫‪ 3‬أيام شهرياً إلي ‪ 8‬أيام‪ ،‬رفضت اإلدارة‬ ‫السوري عادل أغا‪ ،‬على إرغام وزارة القوى‬ ‫احتجاجاً على لحس وزيرة القوى العاملة‬
‫داخل قسم االستقبال‪ ،‬لعالج الحاالت‬ ‫في بداية األم���ر‪ ،‬ثم ج��اءت الموافقة‬ ‫العاملة على عدم إغالق الشركة‪ ،‬وتعيين‬ ‫لوعودها لهم بصرف إعانة للعمال‪ ،‬من‬
‫الحرجة‪ ،‬وتم تشكيل لجنة من‪ 11‬طبيب‬ ‫م��ن مدير المديرية‪ ،‬حين ت��م اتخاذ‬ ‫مفوض إلدارت��ه��ا‪ ،‬ويقول نطالب كافة‬ ‫صندوق ال��ط��وارئ ب��ال��وزارة‪ ،‬بعد العيد‬
‫للتفاوض مع اإلدارة حول مطالب‪ ،‬منها‬ ‫في راس سدر‬ ‫موقف جماعي ‪.‬‬ ‫القوى الحية‪ ،‬المهتمة بتجربة اإلدارة‬ ‫مباشرة‪ ،‬لصرف رواتبهم التي تقدر ب‬
‫ما يتعلق بطول فترة النوباتجية‪ ،‬وكذلك‬ ‫نجح مجموعة من األطباء‪ ،‬بمبادرة من‬ ‫الذاتية‪ ،‬التضامن معنا‪ ،‬لكي نخرج من‬ ‫‪ 280‬ألف جنية‪.‬‬
‫بدالتها‪ .‬كل هذه التجارب التي جرت‬ ‫أحد شباب األطباء‪ ،‬في تكوين لجنة‬ ‫األزمة المالية التي نواجهها‪ ،‬ونستطيع‬ ‫ق��ال قيادي عمالي بالشركة‪ ،‬التي‬
‫في الفترة االخيرة‪ ،‬يشوبها الكثير من‬ ‫نقابية تحت مجلس إدارة منتخب‪،‬‬ ‫الحفاظ على شركتنا‪ ،‬وع��ل��ى بيوت‬ ‫يديرها العمال منذ عامين‪ ،‬سددنا لهيئة‬
‫المشاكل حيث ت��ردد كما في حالتي‬ ‫وتسعى اآلن لتفعيل صندوق تحسين‬ ‫العمال مفتوحة‪.‬‬ ‫الكهرباء قبل العيد مباشرة ج��زء من‬
‫العريش وأس��وان‪ ،‬باإلضافة إلي رفض‬ ‫خدمة منفصل‪ .‬وفي أسوان تحركت‬ ‫ي��ذك��ر أن العمال يقومون منذ أن‬ ‫المديونيات‪ ،‬بعد أن هددوا بقطع التيار‬
‫التعاون مع المساندين‪ ،‬مثل حركة أطباء‬ ‫مجموعة الرائدات الريفيات‪ 400 ،‬رائدة‪،‬‬ ‫استلموا الشركة قاموا بتسديد جزء كبير‬ ‫الكهربائي‪ ،‬وذلك بعد مكالمة تليفونية‬
‫بال حقوق كما في حالة المنصورة‪ ،‬كما‬ ‫بشكل جماعي وبقيادة واعية‪ ،‬لعمل‬ ‫من مديونيات رجل األعمال السوري‪،‬‬ ‫م��ن ال��وزي��رة‪ ،‬تعهدت خاللها بصرف‬
‫كان هناك التعامل بشكل متعسف مع‬ ‫لجنة تحت اس��م رائ��دات بال حقوق‪،‬‬ ‫لكل من هيئتي الكهرباء والمياه إلى‬ ‫رواتب العمال بعد العيد مباشرة‪ ،‬ولكننا‬
‫المضربين حيث تم اي��ق��اف‪ 11‬طبيب‬ ‫وبدأت في عمل حمله لجمع التوقيعات‬ ‫جانب توفير رواتب العمال الشهرية‪ ،‬وقد‬ ‫فوجئنا بها تتراجع عن وعودها‪ ،‬في حين‬
‫أعضاء لجنة التفاوض بالمنصورة عن‬ ‫علي مطالب التثبيت بعقد دائم وإضافة‬ ‫قاموا بعدة اعتصامات لمواجهة التهديدات‬ ‫رفض سعيد الجوهري رئيس النقابة‬
‫العمل‪.‬‬ ‫عالوتي ‪2008‬و‪ .2009‬في مستشفي الرمد‬ ‫المتكررة بقطع المياه والكهرباء‪.‬‬ ‫العامة للغزل والنسيج التدخل لحل‬
‫بالمنصورة اض��رب حوالي ‪ 200‬طبيب‬ ‫مشاكل العمال‪.‬‬

‫‪¯¯5‬‬ ‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬


‫تحقيقات‬

‫خطة الحكومة لتصفية شركة غزل المحلة‬


‫كما أدى إهمال صيانة وتحديث قبل‪ ،‬في شركات حرير حلوان‪ ،‬وإسكو‪،‬‬ ‫ ‬ ‫القطن‬ ‫محمد وائل‬
‫الماكينات‪ ،‬ف��ي بعض المصانع‪ ،‬إلى وتشريد عمالها‪.‬‬ ‫أهملت الدولة زراعة القطن المصري‬
‫توقفها‪ ،‬مثل ال���زوي العمومي‪ ،‬مصنع‬ ‫طويل التيلة‪ ،‬فأصبح يتم زراعته ‪ 262‬ألف‬ ‫قبل أن نتحدث عن الوضع البائس‬
‫غزل‪ .5‬وتوقف بعض األقسام المساعدة‪ ،‬غضب العمال يتصاعد‬ ‫فدان قطن‪ ،‬بعد أن كان يتم زراعة مليون‬ ‫الحالي لشركة مصر للغزل والنسيج‪ ،‬البد‬
‫عمال المحلة نظموا اضرابين كانا‬ ‫التي كانت توفر قطع الغيار للشركة‪،‬‬ ‫فدان‪ .‬وال تقدم الحكومة الدعم للفالح‬ ‫من التذكير باإلمكانيات الضخمة‪ ،‬التي‬
‫مثل قسم صب المعادن‪ .‬كذلك بعض لهما تأثير كبيرا على سياسة الحكومة‬ ‫لزراعة القطن‪ ،‬ولكن يتم توريد القطن‬ ‫تمتلكها الشركة‪ ،‬تلك اإلمكانيات التي‬
‫األقسام الحيوية مثل محطات الكهرباء‪ ،‬تجاه الشركة‪ ،‬فقد عرقلوا إلى حد كبير‬ ‫بسعر أقل من التكلفة‪ ،‬كما تقوم الحكومة‬ ‫لو حسن توظيفها لزاد اإلنتاج وتحسنت‬
‫خطوات التصفية‪ ،‬ودفعوا الحكومة إلى‬ ‫تُركت بدون صيانة‪.‬‬ ‫باستيراد أقطان أرخص سعرًا‪.‬‬ ‫أوضاع العمال ‪.‬‬
‫تقوم الحكومة ب��إرخ��اء حبل ضخ استثمارات جديدة ‪ ،‬وإلغاء الديون‬ ‫ ‬ ‫تمتد « شركة مصر لغزل والنسيج»‬
‫االستدانة للشركة‪ ،‬لتقترض من البنوك‪ ،‬المتراكمة على الشركة‪.‬ولكن الرياح‬ ‫إدارة الشركة‬ ‫على مساحة ‪ 600‬فدان‪ ،‬مقسمة إلى أجزاء‬
‫على المكشوف‪ ،‬حتى تتراكم عليها آتت بما ال تشتهي السفن عقب إضراب‬ ‫ق��ام��ت ال��ح��ك��وم��ة بتعيين مفوض‬ ‫داخلية‪ ،‬و أج��زاء خارجية‪ ،‬وف��روع خارج‬
‫ابريل ‪ ، 2008‬وبعد وقفة ‪،2008/10/30‬‬ ‫ال��م��ح��ل��ة‪ .‬أم���ا أقسام‬
‫التي كانت تطالب بإقالة المفوض‪،‬‬ ‫إن���ت���اج داخ��ل��ي��ة تقع‬
‫ووق��ف خسارة الشركة‪ ،‬تم نقل‬ ‫ع��ل��ى م��س��اح��ة ‪340‬‬
‫خمسة من عمال الشركة‪ ،‬إلى‬ ‫فدان تضم (‪ 8‬مصانع‬
‫خارج الشركة‪ ،‬مما أثر سلبًا على‬ ‫غزل‪15،‬مصنع نسيج‪،‬‬
‫حركة العمال‪ ،‬ونضالهم‪ ،‬داخل‬ ‫م��ص��ب��غ��ة‪9 ،‬م��ص��ان��ع‬
‫الشركة‪.‬‬ ‫م��ل��اب�����س‪ ،‬مصنع‬
‫لكن األوضاع في الشركة تزداد‬ ‫لألقمشة الحريرية‪،‬‬
‫س��وءا ‪ ،‬بسبب توقف ع��دد من‬ ‫م���ص���ن���ع م��ت��ك��ام��ل‬
‫المصانع ‪ ،‬في مختلف القطاعات‪،‬‬ ‫للصوف‪ ،‬مصنع للقطن‬
‫وانفراد المفوض العام بالقرارات‪،‬‬ ‫الطبي‪ ،‬معمل للجودة‬
‫حتى لو كانت خاطئة‪.‬‬ ‫ال���م���رك���زي���ة‪ ،‬مصنع‬
‫وفوجئ العمال‪ ،‬للعام الثاني على‬ ‫األزرار‪ ،‬مصنع للسجاد‬
‫التوالي‪ ،‬باستمرار انهيار الشركة‪،‬‬ ‫اليدوي‪ ،‬محطة مياه‪،‬‬
‫ففي العام األول‪ ،‬وع��د المفوض‬ ‫محطة كهرباء‪ ،‬جراج‬
‫العاملين باستقرار أوضاع الشركة‪،‬‬ ‫ل��ل��م��ع��دات‪3 ،‬مباني‬
‫وتحقيق أرباح‪ ،‬بعد إبعاد «العمال‬ ‫إدارية)‪.‬‬
‫المشاغبين» وصلت الخسائر إلى‬ ‫وت��ش��غ��ل األق��س��ام‬
‫‪144‬مليون جنيه‪ ،‬في العام األول‪،‬‬ ‫ال��خ��ارج��ي��ة الخدمية‬
‫و‪ 200‬مليون في العام التالي‪ ،‬وهي‬ ‫م��س��اح��ة ‪260‬ف�����دان‪،‬‬
‫خسائر لم تحدث للشركة من‬ ‫وت���ض���م (مدينتين‬
‫قبل‪ ،‬ومما زاد من احتقان العمال‪،‬‬ ‫سكنيتين‪ ،‬مالعب‪،‬‬
‫واقعة تعيين أحد أقارب المفوض‬ ‫ح�����م�����ام س���ب���اح���ة‪،‬‬
‫بالشركة إلشراف على فريق كرة‬ ‫م��ت��ن��زه��ات‪ ،‬ن����وادي‬
‫القدم‪ ،‬ثم شكوى الالعبين‪ ،‬من أنه‬ ‫اج��ت��م��اع��ي��ة‪ ،‬مكتبة‪،‬‬
‫يستولي على نسبة من عقودهم‬ ‫حضانات أطفال‪ ،‬مزرعة‬
‫مع ال��ن��ادي‪ ،‬ب��دون وج��ه ح��ق‪ ،‬ثم‬ ‫دواجن‪ ،‬مراكز لتدريب‬
‫الديون‪ ،‬فالشركة ال تنتج ‪ ،‬حتى ما ِّ‬
‫يُمكنها زاد احتقان العمال‪ ،‬بعد الترقيات‪ ،‬التي‬ ‫عام للشركة‪ ،‬ليس من أبناء الشركة‪،‬‬ ‫العمال‪ ،‬محطة ص��رف صحي‪ ،‬مسرح‪،‬‬
‫من دف��ع مرتبات العاملين‪ ،‬والحكومة تدخلت فيها المجامالت والمحسوبية‪،‬‬ ‫المطلعين على مشاكلها‪ ،‬وكيفية حلها‪.‬‬ ‫مركز كشافة‪ ،‬مستشفى‪ 50 ،‬فدان أرض‬
‫تدّعي أن أجور العاملين تدفعها الشركة بشكل غير مسبوق‪ ،‬ولذلك فقد انتشرت‬ ‫كما أن ه��ذا المفوض‪ ،‬ل��م ي��ت� َ‬
‫�ول أبدا‬ ‫زراعية‪ ،‬وذلك بخالف ما قدمته الشركة‬
‫القابضة‪ ،‬وبعد أن كانت الشركة في‪ 2006‬بيانات في الشركة‪ ،‬توضح الوضع الذي‬ ‫مسئولية إدارة شركة‪ ،‬ولو بنصف حجم‬ ‫م��ن ت��ب��رع��ات‪ ،‬لتطوير أح��ي��اء وش���وارع‬
‫تحقق أرب��اح‪105‬م��ل��ي��ون جنيه‪ ،‬أصبحت وصلت إليه‪ ،‬وذلك قبل الجمعية العمومية‪،‬‬ ‫شركة « مصر لغزل والنسيج»‪ .‬عالوة‬ ‫المحلة)‪.‬‬
‫ف��ي‪ ،2007‬تحقق خسائر ‪34‬مليون جنيه‪ ،‬المزمع انعقادها في شهر نوفمبر‪ ،‬وذلك‬ ‫على أن الشركة ال يوجد لها مجلس إدارة‬ ‫وذلك بخالف مكتب تسويق منتجات‬
‫وفي‪ 2008‬وصلت الخسائر إلى ‪144‬مليون لتوضيح ما آل إليه الوضع داخل الشركة‪،‬‬ ‫لمحاسبة مفوض الشركة‪ ،‬أو مناقشة‬ ‫الشركة بالقاهرة‪ ،‬وموقعه على النيل‬
‫ولسوف تتواصل ه��ذه البيانات‪ ،‬حتى‬ ‫جنيه‪.‬‬ ‫سياسته أو تصويب أخطائه‪ ،‬أو لوضع‬ ‫مباشرة‪ ،‬ومكتب وجراج ومخزن للشركة‬
‫ت��ق��وم ال��ح��ك��وم��ة اآلن داخ��ل يتم تحديد مصير المفوض العام في‬ ‫ ‬ ‫خطة للشركة‪ ،‬ما أدى إلى تسيب إداري‬ ‫في ميناء اإلسكندرية‪ ،‬لتصدير المنتجات‪،‬‬
‫الشركة بزعزعة انتماء العاملين فيها‪ ،‬الجمعية العمومية‪ ،‬وإن لم يتم عزله‪،‬‬ ‫داخلها‪ ،‬وش��اع الفساد‪ ،‬كما يحدث في‬ ‫والمباني السكنية التي تملكها الشركة‬
‫ودفع البعض إلى الحصول على أي شيء فلسوف يتردد قرع الطبول داخل «شركة‬ ‫قطاع البيع المحلي والبيع الخارجي‪.‬‬ ‫في رأس البر واإلسكندرية ومطروح‪،‬‬
‫من الشركة‪ ،‬قبل االنهيار المتوقع‪ ،‬بين مصر لغزل والنسيج»‪ ،‬وهذه هي المقولة‬ ‫كمصيف للعاملين‪ .‬ع�لاوة على فروع‬
‫لحظة وأخ��رى‪ ،‬وتسوق المبررات مثل المنتشرة حاليًا بين عمال الشركة‪.‬‬ ‫التحديث‬ ‫عديدة للجمعيات التعاونية‪ ،‬التي أنشأها‬
‫ولكن ‪ ..‬نتيجة لألوضاع الملتهبة في‬ ‫عدم تحقيق أرباح‪ ،‬واإلنتاج المعيب‪.‬‬ ‫لم يتم تحديث ماكينات شركة مصر‬ ‫العمال باشتراكاتهم‪ ،‬في المحلة وطنطا‬
‫كل مكان في مصر‪ ،‬من أصغر مصنع إلى‬ ‫للغزل والنسيج» منذ ‪ ،1994‬كما قامت‬ ‫والمنصورة ورأس البر والقاهرة والجيزة‬
‫أكبر مصنع أو شركة‪ ،‬وعد وزير االستثمار‬ ‫المعاشات‬ ‫الحكومة ع���ام‪ 2007‬باستبدال ماكينات‬ ‫وأسيوط)‪.‬‬
‫تدفع الحكومة العاملين إلى التقاعد‪ ،‬بمنح جميع العاملين‪ ،‬بالحكومة وقطاع‬ ‫صينية الصنع بالماكينات القديمة‪،‬‬ ‫كل هذه اإلمكانات الضخمة تخبرنا‬
‫إلى جانب عدم تعيين جدد‪ ،‬وعدم تثبيت األعمال‪ ،‬منحة تعادل شهر من المرتب‪،‬‬ ‫التي كانت أكثر كفاءة‪ ،‬وأقل عيوبا من‬ ‫عن عمالق اقتصادي‪ ،‬يمكن االستفادة‬
‫المؤقتين‪ .‬وفي العام‪ 2010-2009‬سوف تخرج وذلك لوجود فائض في الميزانية‪ ،‬ولكنني‬ ‫الصينية‪.‬‬ ‫منه داخليًا وخارجيًا‪ ،‬لو تم تشغيله كما‬
‫أكبر دفعة للتقاعد‪ 4200 ،‬عامل‪ ،‬بخالف أعتقد انه أعلن ذلك‪ ،‬لتهدئة الوضع داخل‬ ‫كما تم تحديث أقسام مثل الغسيل‬ ‫يجب‪ ،‬ولكن لماذا ال يحدث ذلك؟ وماذا‬
‫الوفيات والمعاش المبكر‪ ،‬في المقابل‪ ،‬لم الشركات‪ .‬إال أن وضع العمال قد فاق كل‬ ‫والبخار والمصبغة عام ‪ 2008‬بماكينات أقل‬ ‫تريد الحكومة من الشركة؟‬
‫يتم تعيين سوى ‪ 200‬فرد‪ ،‬بعقود مؤقتة‪ ،‬هذه المناورات‪ ،‬ففي «شركة مصر للغزل‬ ‫كفاءة من الماكينات القديمة‪ ،‬وتم تحديث‬
‫ومعنى ذلك أن الشركة كان بها ما يقرب والنسيج» مثال‪ ،‬يعتزم العمال‪ ،‬حتى إن‬ ‫بعض ماكينات مصانع المالبس عام‬ ‫‪-‬ماذا تفعل الحكومة؟‬
‫تم صرف الشهر‪ ،‬اإلصرار على موقفهم‬ ‫من ‪ 5000‬عامل بدون عمل!‬ ‫‪ ،2009‬بماكينات تم تكهينها في مصانعها‪،‬‬ ‫اإلجابة البسيطة هي أن الحكومة تدفع‬
‫وأخيراً يجب أن نطرح السؤال التالي‪ :‬من عزل المفوض العام‪ ،‬وانتخاب مجلس‬ ‫مثل مصنع «وولتكس»‪ .‬وتحديث أجهزة‬ ‫«شركة مصر لغزل والنسيج»‪ ،‬والشركات‬
‫م��اذا تريد الحكومة من « شركة مصر إدارة‪ ،‬يشارك في اتخاذ القرارات‪ ،‬وتحديد‬ ‫الحاسب اآللي‪ ،‬بأجهزة تم توريدها باألمر‬ ‫التي تعمل في الغزل والنسيج‪ ،‬بقطاع‬
‫لغزل والنسيج»؟ واإلجابة أن الحكومة السياسة المستقبلية للشركة‪.‬‬ ‫المباشر من المفوض‪ ،‬وقد تبين أن بها‬ ‫األعمال‪ ،‬كلها‪ ،‬للخسارة الكبيرة‪ ،‬وذلك عبر‬
‫تريد تصفيتها تدريجيًا‪ ،‬كما حدث من‬ ‫الكثير من العيوب الداخلية‪.‬‬ ‫الوسائل التالية‪:‬‬

‫االشتراكي أكتوبر ‪2009‬‬


‫تحقيقات‬

‫بتواطؤ األمن والنقابة والوزارة‬


‫عمال غزل شبين يواجهون سيف الفصل‬
‫بدوره في الوقوف‬ ‫المكافئة المعروضة عليهم‪ ،‬وهو ما رفضه‬ ‫فاطمة رمضان‬
‫معهم م��ن أجل‬ ‫العمال وق��ال��وا «لها دي شركتنا اللي‬
‫عودتهم لعملهم‬ ‫أفنينا عمرنا فيها ومش هنسيبها إال لما‬ ‫ي��ت��ع��رض ع��م��ال غ���زل شبين ألكثر‬
‫داخ���ل الشركة‪،‬‬ ‫نموت»‪.‬‬ ‫م��ن سنة لضغوط وتعسف شديدين‬
‫ق��ال «لهم أن��ه ال‬ ‫م��رة أخ���ري م��دي��ري��ة ال��ق��وي العاملة‬ ‫من إدارة شركة أندراما تكستايل (غزل‬
‫ي��س��ت��ط��ي��ع فعل‬ ‫بالمنوفية‪ ،‬حيث دأب مدير مكتب العمل‬ ‫شبين سابقا)‪ ،‬وذلك في محاولة من إدارة‬
‫شئ‪ ،‬وأنه موروط‬ ‫بشبين علي الحط من عزيمة العمال‬ ‫الشركة لحرمان عمال غزل شبين من‬
‫في إضراب عمال‬ ‫الخمسة اللذين أض��رب��وا ع��ن الطعام‬ ‫حقوقهم المنصوص عليها في اتفاقية‬
‫ط��ن��ط��ا للكتان‬ ‫بمستشفي شبين التعليمي في نهاية‬ ‫بيع الشركة‪ ،‬والتي فرضها عليهم العمال‬
‫وم������ش ع�����ارف‬ ‫الشهر الماضي بسبب فصلهم وهم (عبد‬ ‫بإضرابهم وقت بيع الشركة‪ ،‬ورفض البيع‬
‫يتصرف إزاي»!!‬ ‫العزيز بخاطره – محمد األعصر – أيمن‬ ‫‪ ،‬وف��ي محاوالت اإلدارة للتخلص من‬
‫السيسي – أحمد العسكر ) ‪ ،‬وأنضم‬ ‫العمالة القديمة المثبتة بكل ما لها من‬
‫قوات األمن‬ ‫إليهم سمير القزاز الموقوف عن العمل)‪،‬‬ ‫حقوق‪ ،‬واستبدالها بعمالة يومية بدون أي‬
‫ف����ف����ي ك��ل‬ ‫دأب مدير مكتب العمل علي حث العمال‬ ‫حقوق حتى التأمين الصحي وحق العالج‬
‫اإلضرابات‬ ‫المضربين علي تقديم استقاالتهم وأخذ‬ ‫والتأمين االجتماعي ليس لهم حق فيه‪،‬‬
‫واالعتصامات‬ ‫المكافأة بد ًال من انتظار المحاكم سنوات‬ ‫وهذا الكالم ليس من قبيل استشراف‬
‫ألفنا وجود األمن‬ ‫وفي اآلخر لن يأخذوا أكثر مما تعرضه‬ ‫المستقبل‪ ،‬بل هو واقع بالشركة‪ ،‬فعدد‬
‫إضرابهم عن الطعام‪ ،‬وظلوا يهددونهم‬ ‫يحيط الشركة وبالعمال المضربين‬ ‫عليهم الشركة اآلن‪ ،‬وب��ع��د أك��ث��ر من‬ ‫عمال الشركة اآلن ‪ 3300‬عامل ثلثهم اآلن‬
‫بإخراجهم من المستشفي حتى قام‬ ‫والمعتصمين بالعشرات من البوكسات‬ ‫أسبوع من إضرابهم عن الطعام ومع عدم‬ ‫عمالة يومية ال حقوق لها‪ ،‬والهنود أصحاب‬
‫بعض المحامين من مؤسسة الهاللي‬ ‫وع��رب��ات األم��ن المركزي لكي يخيف‬ ‫وجود التضامن الكافي‪ ،‬خصوصاً بعد فض‬ ‫الشركة اللذين يستخدمون إدارة مصرية‬
‫بتقديم بالغ للنائب العامل بما يتعرض‬ ‫العمال بالداخل‪ ،‬ويخيف كل من يحاول‬ ‫اإلضراب‪ ،‬الذي قام به زمالئهم للتضامن‬ ‫تعمل علي سحق عظام العمال‪ ،‬بما‬
‫له العمال‪.‬‬ ‫االقتراب منهم من الخارج‪ ،‬ومن يتجرأ‬ ‫معهم‪ ،‬بالقوة‪ ،‬اضطروا لقبول هذا الوضع‪،‬‬ ‫لها من معرفة سابقة بالشركة وعمالها‬
‫أن معركة عمال غزل شبين هي صورة‬ ‫ليصل لباب الشركة سواء صحفي أو باحث‬ ‫وكان مدير مكتب العمل هو الوسيط!!!‬ ‫وأحوالهم‪.‬‬
‫مصغرة من معركة كل عمال مصر من‬ ‫أو متضامن عادة ما يكون هناك محاوالت‬ ‫هذا وتستخدم إدارة الشركة كل األجهزة‬
‫جهة‪ ،‬وأصحاب األعمال ومعهم كل أجهزة‬ ‫منعه من الدخول‪ ،‬وفي بعض األحيان‬ ‫والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ال��ن��ق��اب��ة ال��ع��ام��ة ل��ل��غ��زل ونقابة‬
‫الدولة من جهة أخري‪ ،‬تستخدم فيها هذه‬ ‫يجبرهم العمال علي أن يدخلوا من يأتي‬ ‫العاملين بالشركة‬ ‫في معركتها ضد العمال‪.‬‬
‫األجهزة المجتمعة علي كسر إرادة العمال‪،‬‬ ‫إليهم‪ ،‬أو يحاولون بطرقهم أن يدخلوه أو‬ ‫عندما أض��رب عمال الشركة لمدة‬
‫وم��ح��اوالت إسكات صوتهم ال��ذي ظهر‬ ‫يخرجون له‪ ،‬ولكن مع عمال غزل شبين‪،‬‬ ‫ثالثة أيام بعد نقل زمالئهم األربعة إلي‬ ‫وزارة القوى العاملة‬
‫بوضوح في السنوات الماضية للمطالبة‬ ‫عندما أضرب حوالي ‪ 700‬عامل فجر يوم ‪1‬‬ ‫عندما ت��م نقل األرب��ع��ة عمال إلي اإلسكندرية قامت النقابة بالشركة ومعها‬
‫بحقوقهم المسروقة‪ ،‬وذل��ك من خالل‬ ‫سبتمبر الحالي للتضامن مع زمالئهم‬ ‫اإلسكندرية تعسفياً (فاضل عبد الفضيل النقابة العامة بفض اإلض��راب بعد أن‬
‫التعسف بقيادات العمال التي ظهرت في‬ ‫المضربين عن الطعام بالمستشفي‪ ،‬لم‬ ‫س��ال��م‪ -‬عبد العزيز بخاطره موسي‪ -‬وعدت العمال بأنها سوف تتدخل إللغاء‬
‫اإلضرابات واالعتصامات‪ ،‬لذا فالبد من أن‬ ‫يكتفي األمن بالوجود خارج أبواب الشركة‬ ‫موسي محمد موسي النجار‪ -‬رجب ق��رار النقل وقالت لهم الب��د من فض‬
‫نقف جميعاً سواء عمال المصانع األخرى‪،‬‬ ‫ولكن بوكسات الشرطة دخلت إلي داخل‬ ‫محمد الشيمي) بدون أي بداالت انتقال‪ ،‬اإلض��راب أو ًال حتى تستطيع التفاوض‪،‬‬
‫أو المتضامنين من مراكز حقوقية وقوي‬ ‫الشركة ووقفت أمام العنابر والمصانع‪،‬‬ ‫وبدون سكن‪ ،‬وذهب حوالي ‪ 30‬عامل من وصدقهم العمال وفضوا اإلضراب وبعدها‬
‫سياسية واجتماعية لنصرة عمال غزل‬ ‫وق��ام رج��ال األم��ن (اللذين يذكر بعض‬ ‫عمال الشركة مع زمالئهم األربعة لوزيرة قالوا أنهم لم يستطيعوا عمل شئ وعلي‬
‫شبين وال��ع��م��ل علي ع���ودة زمالئهم‬ ‫العمال أنهم كانوا يجاملون زميل قديم‬ ‫القوي العاملة لكي يطالبونها بالقيام العمال تنفيذ أمر النقل‪ ،‬وعندما ذهب‬
‫المفصولين والموقوفين إليهم‪ ،‬لكي‬ ‫لهم وهو اللواء مدير أمن الشرطة حاليا)‬ ‫بدورها في حمايتهم من تعسف وبطش العمال لإلسكندرية لتنفيذ النقل‪ ،‬لم تقم‬
‫يستطيعوا كسر حاجز ال��خ��وف الذي‬ ‫وهدد رجال األمن من يوقف الماكينات‬ ‫اإلدارة‪ ،‬قابلتهم ناهد العشري وهددتهم النقابة العامة بمساعدتهم بأي مساعدات‬
‫تحاول إدارة الشركة ومعها كل األجهزة‬ ‫باالعتقال‪.‬‬ ‫بشكل صريح حيث قالت لهم «أنتم مادية‪ ،‬حتى الشقة التي أستأجرها العمال‬
‫بناءه وتعليته‪ ،‬وحتى يستطيع العمال في‬ ‫ثم موقف األمن من العمال المضربين‬ ‫عارفين أنكم بتأذوا نفسكم لما بتسيبوا من مساكن مصيف النقابة العامة بأبو‬
‫غزل شبين وفي كل المواقع استكمال‬ ‫عن الطعام بالمستشفي والذي قام أحد‬ ‫شغلكم وتيجوا مع زمالئكم المنقولين»‪ ،‬قير‪ ،‬ويدفعون إيجارها تحاول طردهم منها‬
‫مسيرتهم في خوض معاركهم السترداد‬ ‫الضباط بضرب أحد العمال المضربين‪،‬‬ ‫وطلبت من المنقولين القبول بعرض اآلن‪ ،‬وعندما ذهب العمال لرئيس النقابة‬
‫بعض حقوقهم‪.‬‬ ‫وع��رق��ل��وا مسألة عمل محضر بواقعة‬ ‫ال��ش��رك��ة بتقديم اس��ت��ق��االت��ه��م وأخ��ذ العامة سعيد الجوهري ليطالبونه بالقيام‬

‫بيان تضامن من تونس مع عمال الغزل والنسيج في مصر‬ ‫عريضة جمع توقيعات‪:‬إحنا معاكو من أجل عودة‬
‫عمال الغزل والنسيج المفصولين والموقوفين‬
‫‪ -‬مصانع غزل المحلة‬ ‫تضامنا مع عمال الغزل والنسيج في مصر‬ ‫والمنقولين إلى أعمالهم‬
‫‪ -‬شركة مصر ايران بالسويس‬ ‫يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات‬
‫‪ -‬الشركة المصرية للصناعات النسيجية‬ ‫النقابية بانشغال كبير تزايد نسق االنتهاكات‬ ‫احنا معاكو م��ن أج��ل ع��ودة عمال ال��غ��زل والنسيج‬
‫بالسويس‬ ‫وأشكال التعسف التي يتعرض لها عمال الغزل‬ ‫المفصولين والموقوفين والمنقولين إلى أعمالهم‪ ،‬نعلن‬
‫‪ -‬شركة النيل لحليج االقطان‬ ‫والنسيج في مصر‪ ،‬من ذلك ارتفاع حاالت‬ ‫نحن الموقعين أدن��اه من عمال المصانع والشركات‬
‫إن المرصد التونسي للحقوق والحريات‬ ‫الفصل التعسفي عن العمل‪ ،‬وكذلك حاالت‬ ‫المختلفة‪ ،‬المراكز الحقوقية‪ ،‬والقوى السياسية‪ ،‬واألحزاب‪،‬‬
‫النقابية يدين كل هذه التجاوزات في حق‬ ‫اإليقاف عن العمل مع الحرمان من المرتب‪،‬‬ ‫والشخصيات العامة والنشطاء‪ ،‬تضامننا الكامل مع عمال‬
‫العمال ويعتبرها انتهاكا خطيراً‪ ،‬لقوانين‬ ‫إضافة إلى النقل التعسفي‪ ،‬مع الحرمان من‬ ‫الغزل والنسيج المفصولين والمنقولين والموقوفين عن‬
‫العمل الدولية‪ ،‬ويأمل أن يجد عمال وعامالت‬ ‫بدل التنقل والسكن‪ ،‬الذي طال العشرات من‬ ‫العمل تعسفياً من شركات أندراما للغزل (غزل شبين‬
‫الغزل والنسيج في مصر كل أشكال التضامن‬ ‫العمال‪ .‬وذلك في محاولة للضغط على العمال‬ ‫سابقا)‪ ،‬والعامرية للغزل‪ ،‬وغزل المحلة‪ ،‬وطنطا للكتان‪،‬‬
‫والمساندة للتصدي ووقف هذه االنتهاكات ‪.‬‬ ‫وقياداتهم النقابية وكسر إرادت��ه��م ومنعهم‬ ‫ومصر إي��ران‪ ،‬وتراست‪ ،‬وحليج األقطان‪ ،‬ال لشئ سوى‬
‫جميعا من اجل التصدي لالنتهاكات ضد‬ ‫من مواصلة المطالبة بحقوقهم‪ ،‬علما أن هذه‬ ‫وقوفهم مع زمالئهم في إضراباتهم واعتصاماتهم للمطالبة‬
‫العمال والنقابيين‪.‬‬ ‫االنتهاكات وقعت في المصانع والشركات‬ ‫بحقوقهم المشروعة‪ ،‬ونطالب بعودتهم جميعاً لعملهم‬
‫جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫في شركاتهم ومصانعهم‪ ،‬مع استرداد كل حقوقهم التي‬
‫النقابية‪.‬‬ ‫‪ -‬مصنع اندراما للغزل ( غزل شبين سابقا )‬ ‫حرموا منها ط��وال فترة الفصل أو النقل أو الوقف عن‬
‫‪ -‬شركة طنطا للكتان‬ ‫العمل‪.‬‬
‫‪ -‬شركة العامرية للغزل باالسكندرية‬

‫االشتراكي أكتوبر ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫تعديالت قانون‬ ‫عبد القادر ندا يكتب عن‬


‫التأمينات‬
‫االجتماعية‬
‫صالح األنصاري‬ ‫جحا حاكم االتحاد وحرافيشه‬
‫ج��اءت التعديالت األخيرة في‬
‫ق��ان��ون ال��ت��أم��ي��ن��ات االجتماعية‬
‫بتعديل المادة (‪ )20‬والتى كانت‬ ‫العامل أو يتواجد فيه ‪.‬‬ ‫دعاوى مضحكة ‪ :‬فتارة يتهمونها بالتبعية‬ ‫تتسابق حكومات ال���دول المتخلفة‬
‫ت��س��وي ال��م��ع��اش��ات ب��واق��ع جزء‬ ‫تقوم النقابة العامة المستقلة للضرائب‬ ‫لجماعة األخ��وان المسلمين‪ ،‬أو لتيارات‬ ‫والديكتاتورية على إص��دار التشريعات‬
‫واح��د من خمسة وأربعين جزءا‬ ‫العقارية بالتواصل الجيد مع المنظمات‬ ‫سياسية أخ���رى‪ ،‬وت���ارة يتهمونها مثال‬ ‫المقيدة للحريات النقابية للعمال‪ ،‬النتهاك‬
‫من األجر األساسي وفقا لألعمار‬ ‫العمالية الدولية والمحلية‪ ،‬فمعركتنا هي‬ ‫بالسعي لقلب نظام الحكم! وأخيرا‬ ‫أبسط حقوقهم في اجر ع��ادل‪ ،‬وتأمين‬
‫السنية عند التقاعد على المعاش‬ ‫معركة الديمقراطية في مصر اليوم بامتياز‪،‬‬ ‫تقدموا ببالغهم «الفضيحة» ضد نقيب‬ ‫صحي‪ ،‬ومنعهم من وسائل االحتجاج‬
‫المبكر‪ ،‬حيث فرقت بينهم وبين‬ ‫كما إنها معركة كل الطليعة العمالية الراغبة‬ ‫الضرائب العقارية كمال أبو عيطة أمام‬ ‫ك��اإلض��راب‪ ،‬كأنما ه��و قربانا يتقدمون‬
‫من هم في سن ال ‪ 38‬ومن هم‬ ‫في انتزاع حق التنظيم المستقل ‪ .‬كما‬ ‫نيابة العمرانية‪ .‬وهكذا فإن مواجهة النقابة‬ ‫به إللههم الحاكم –فيجزل لهم العطاء‬
‫في سن الستين في شكل تدرج‬ ‫إن ورش العمل ال تنقطع داخل النقابة‬ ‫الوليدة بات في ساحات النيابة والمحاكم‬ ‫بالمناصب أو ليغض الطرف عن فسادهم‪،‬‬
‫يقل فيه المعامل إلى أن يصل إلى‬ ‫لمواجهة كل ما يمس شرعيتها من خالل‬ ‫‪.‬‬ ‫فيؤمن لهم الفساد‪ ،‬ويؤمنوا له العرش ‪.‬‬
‫‪ 1/45‬في سن الستين فقط‪.‬‬ ‫تكاتف أعضائها‪ ،‬ووقوفهم على األرض‬ ‫ع��ل��ى ال��ج��ان��ب اآلخ����ر ال يتوقفون‬ ‫وألن العامل يحق له المطالبة بأجر عادل‪،‬‬
‫ول��م يلتفت المشروع إل��ى أن‬ ‫غير مكترثين ب��أي تهديد‪ ،‬وم��ن خالل‬ ‫عن تحريض المسئولين ضد النقابة‬ ‫وتامين صحي حقيقي‪ ،‬وتهيئة مناخ عمل‬
‫هناك ش��رائ��ح عمالية يقل سن‬ ‫تواجدهم في جميع أنحاء الجمهورية‪،‬‬ ‫المستقلة‪ ،‬بل ويحاولون إنشاء نقابة‬ ‫مناسب‪ ،‬عبر نقابة تمثل العمال تمثيلاً‬
‫تقاعدها عن ‪ 60‬عاما ‪ ،‬وأن هناك‬ ‫وترابطهم‪ ،‬ووص��ول المعلومة في خالل‬ ‫جديدة تابعة لالتحاد ب��دال من النقابة‬ ‫حقيقياً‪ ،‬وتنتزع حقوق جمهورها بكل‬
‫شرائح تزيد على ال ‪ 60‬عاما‪.‬‬ ‫لحظات بين جميع أعضائها على مستوى‬ ‫العامة للعاملين بالبنوك والتأمينات في‬ ‫وسائل الضغط‪ ،‬التي قد تصل لإلضراب‪،‬‬
‫وبالطبع ف��إن ه��ذه التعديالت‬ ‫الجمهورية‪ .‬باختصار الهجوم علينا جعلنا‬ ‫محاولة الحتواء النقابة المستقلة‪.‬‬ ‫فحرافيش النقابات الصفراء برئاسة جحا‬
‫س��وف تقضي تماما على نظام‬ ‫أكثر التصاقا بقواعدنا‪ ،‬ولم تنقطع الزيارات‬ ‫لكن أين الحكومة من ذلك كله؟ أين‬ ‫–رئيس االتحاد العام للعمال ‪-‬يسعون‬
‫المعاش المبكر‪ ،‬نظرا للنقص‬ ‫إل��ى المحافظات وعقد الجلسات في‬ ‫وزي��رة القوى العاملة ؟ ال نجد منها إال‬ ‫لمنع العمال من الوصول لتلك المراحل‬
‫الشديد في الدخول التي ستصيب‬ ‫المواقع المختلفة‪ ،‬ونكافح جاهدين من‬ ‫التضامن فى آذاننا فقط‪ ،‬دون اي إدانة‬ ‫من الضغط‪ ،‬أو حتى التعبير عن الرأي‬
‫ك��ل م��ن يتقدم بطلب للمعاش‬ ‫أجل تشكيل لجان للمندوبين‪ .‬فانتصارنا‬ ‫علنية النتهاكات االت��ح��اد العام للعمال‬ ‫حتى ليصل اآلمر بأولئك إلى تجميل وجه‬
‫المبكر‪ ،‬بعد أن كانت الدولة اقرت‬ ‫لن يأتي إال بسواعدنا‪ .‬ونأمل أن تكون‬ ‫بحق النقابة المستقلة الوليدة‪ ،‬وال تفسير‬ ‫السلطة‪ ،‬والهتاف بحياة الحكام لتأمين‬
‫ه��ذا ال��ن��ظ��ام م��ق��رون��ا بتعوضات‬
‫ترغيب العمال في ترك الخدمة‬
‫وكانت مهمة رؤساء الشركات ان‬
‫يتنافسوا على م��ن منهم حقق‬
‫نسبة خروج أعلى‪.‬‬
‫والسؤال ‪:‬ماذا عن العمال الذين‬
‫ستصفى شركاتهم؟ أما من حيث‬
‫العدالة فإن النظام قبل التعديل‬
‫يظل أكثر عدالة من ال��ذي أقره‬
‫مجلس الشعب ال���ذي ق��رر أنه‬
‫يعمل بالتعديل في اليوم التالي‬
‫من ص��دوره؟ق��ب��ل التعديل كانت‬
‫قاعدة حساب المعاش = متوسط‬
‫األجور الشهرية خالل آخر عامين‬
‫في مدة االشتراك في ‪ 1‬في ‪ ،45‬وقد‬
‫راعى هذا المشروع السن والمدة‬
‫واالشتراكات التي دفعها المؤمن‬
‫عليه‪.‬‬
‫أما التعديل فينتقص من هذه‬
‫الحقوق بحجة أن اصحاب السن‬
‫األصغر س��وف يلتحقون بأعمال‬
‫أخرى في المستقبل!!‪ ،‬وإذا افترضنا‬
‫ان الشباب أمامه فرصة للعمل بعد‬
‫الخروج على المعاش المبكر‪ ،‬فهو‬
‫في النهاية يأخذ أجر اً على عمل‬
‫وليس مساعدة من أح��د‪ ،‬ما نود‬ ‫الضربة الحكومية سبباً في تقويتنا على‬ ‫لموقف كهذا إال أنها ترغب في القضاء‬ ‫كراسيهم‪ ،‬التي نالوها بالتزوير‪ ،‬في مقابل‬
‫أن ن��ؤك��ده أن ه��ذه األم���وال هي‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬وعلى رأي المثل (الضربة‬ ‫على النقابة لكن بيد جحا‪.‬‬ ‫الـتآمر على الحركة العمالية ‪.‬‬
‫حق للمؤمن عليه في إط��ار من‬ ‫اللي ما بتموتش بتقوي )‬ ‫أما وزي��ر المالية فبعد أن اص��در قراراً‬ ‫من هنا كان تفكير موظفي الضرائب‬
‫التعهدات القانونية‪ ،‬وهل يعقل أن‬ ‫نرحب بالحوار مع أي مسئول بشرط‬ ‫ب��إن��ش��اء ص��ن��دوق خ��دم��ات اجتماعية‬ ‫العقارية وتصميمهم بعد إضرابهم‪ ،‬الذي‬
‫يودع شخصان حسابان في بنك‪،‬‬ ‫أن يكون الحوار متكافئ وبناء ‪ -‬نقوى كل‬ ‫للعاملين ذاك���راً فيه أن تأسيس هذا‬ ‫هز مصر كلها على إنشاء نقابة مستقلة‬
‫ويقوم البنك بإعطاء األصغر نصف‬ ‫يوم بالتواصل النقابي الداخلي والخارجي‬ ‫الصندوق جاء بناء على ما عرضة ممثلو‬ ‫خارج اتحاد العمال‪ ،‬وهو ما يجيزه لهم‬
‫المبلغ الذي أودعه بحجة أن لديه‬ ‫فهذا أمر مشروع‪ ،‬ومنصوص عليه بالقانون‬ ‫النقابة العامة للعاملين بالضرائب العقارية‪،‬‬ ‫ال��ق��ان��ون‪ ،‬ال��ذي يجيز كذلك انسحاب‬
‫مساحة من الوقت والعمر سوف‬ ‫المحلي والدولي ‪ .‬أملنا الوصول بالعامل‬ ‫هاج جحا واستخدم نفوذه لدى الحكومة‬ ‫نقابات تابعة لالتحاد العام للعمال منه‪،‬‬
‫تمكنه من تعويض خسارته «فيه‬ ‫والموظف إلى أرق��ى مستوى يحقق له‬ ‫فعدل الوزير القرار وادرج فيه اسم النقابة‬ ‫فطالما أن االنسحاب جائز من االتحاد‬
‫كده»‪.‬ويتبقى إننا وإن كنا ضد‬ ‫اجر ع��ادل‪ ،‬ومناخ عمل مناسب‪ ،‬ورعاية‬ ‫العامة للبنوك‪ ،‬فكأن هذا الوضع الساخر‬ ‫فتأسيس نقابة جديدة خارج نطاقه جائزة‬
‫المعاش المبكر الذي خرج عليه‬ ‫صحية‪ ،‬واجتماعية له وألسرته‪.‬‬ ‫يظهر كيف يجرى أعداد التشريعات في‬ ‫من باب أولى ‪ .‬وكذلك فالدستور يجيز‬
‫حوالي نصف مليون عامل لما فيه‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫إنشاء نقابات مستقلة في مادتيه ‪ 56‬و‪.151‬‬
‫من اض��رار اقتصادية واجتماعية‬ ‫أما النقابة العامة المستقلة للضرائب‬ ‫باإلضافة إلقرار االتفاقيات الدولية الموقعة‬
‫للعامل ‪ ،‬فإننا م��ع العدالة التي‬ ‫العقارية فعضويتها تزداد كل يوم‪ ،‬وتعمل‬ ‫مع منظمة العمل الدولية وعلى األخص‬
‫تحقق حياة كريمة للعامل وتكافؤا‬ ‫أمين عام النقابة المستقلة‬ ‫على توحيد الحركة العمالية‪ ،‬وتسعى‬ ‫االتفاقية ‪ 87‬لسنة ‪ 1949‬المتعلقة بهذا‬
‫للفرص‪.‬‬ ‫للضرائب العقارية‬ ‫لجعل االس��ت��ق�لال النقابي كمؤسسة‬ ‫الحق ‪.‬‬
‫تخدم العاملين ليس في نطاق العمل‬ ‫ومع ذلك يروج جحا وحرافيشه لفكرة‬
‫قياددي بدار الخدمات‬ ‫فحسب وإنما في أي مكان ينتقل فيه‬ ‫افتقاد النقابة المستقلة للشرعية‪ ،‬تحت‬
‫النقابية والعمالية‬

‫االشتراكي أكتوبر ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫طنطا للكتان ‪ :‬ثمار اإلضراب نضجت وآن أوان قطفها‬


‫قيادات عمالية‪ :‬لجنة لتشغيل الشركة في حال عدم رضوخ المستثمر‬
‫هذا إلى جانب اتساع رقعة التضامن‬ ‫كما حدث في شركات أخرى في العاشر‬ ‫رضوخ المستثمر لمطالب العمال سيتم‬ ‫هشام فؤاد‬
‫العمالي والسياسي مع حركة عمال‬ ‫م��ن رم��ض��ان‪،‬م��ش��ددا على أهمية ان‬ ‫تسليمه البضائع مقابل إع��ادة األموال‬
‫طنطا ضد الخصخصة‪ ،‬والتي شملت‬ ‫يشكل العمال مجلس ادارة من بينهم‬ ‫التي انفقتها الوزارة ‪ ،‬إما إذا استمر على‬ ‫ال سعودى وال يابانى ‪..‬كتان طنطا‬
‫كافة ألوان الطيف السياسي اليساري‬ ‫يدير الشركة بالفعل‪ ،‬ويسعى لخلق‬ ‫عناده فسيتم المضي قدما على طريق‬ ‫راج��ع��ة ت��ان��ى»‪.‬ه��ذه الهتافات وغيرها‬
‫ب���داي���ة م���ن ح��رك��ة ال��ك��رام��ة انتهاء‬ ‫تجربة ادارة جماعية تقدم دليال على‬ ‫فسخ التعاقد ‪..‬‬ ‫التي يرددها عمال طنطا المضربين‬
‫باالشتراكيين الثوريين‪ .‬كما بات الفتا‬ ‫قدرة العمال على إدارة شركاتهم‪.‬‬ ‫هذا االتجاه ‪..‬كان قد بدأ يختمر أيضا‬ ‫منذ خمسة شهور كاملة لم تعد مجرد‬
‫لالنتباه أن طول أمد المعركة ‪ ،‬مع تزايد‬ ‫وي��ض��ي��ف ت��ش��غ��ي��ل ال��ش��رك��ة ‪-‬في‬ ‫عند العمال بعد أن شعروا إن إضربهم‬ ‫شعارات بل بدأت تتحول بالفعل إلى‬
‫االحتجاجات العمالية سمح كذلك بزيادة‬ ‫حالة ‪ -‬موافقة العمال عليه‪..‬لن يكون‬ ‫الطويل غير مؤثر على صاحب الشركة‬ ‫واق��ع حيث يوجد إتجاه قوي لتشغيل‬
‫مساحة التضامن العمالي بدرجة كبيرة‪،‬‬ ‫عملية سهلة فهو يتطلب أوال يقظة‬ ‫السعودي ‪..‬وإن رواتبهم التي يتقاضونها‬ ‫الشركة خ�لال أي��ام ‪ ،‬ولكن ه��ذه المرة‬
‫فقد توافدت قيادات عمالية‪ ،‬منخرطة في‬ ‫العمال‪،‬ومشاركتهم الجماعية في الرقابة‬ ‫م��ن االت��ح��اد ال��ع��ام ل��ن تستمر طويال‬ ‫تحت إدارة العمال‪ ،‬وهو اتجاه يبدو إنه‬
‫اللجنة التحضيرية والتنسيقية وحركة‬ ‫وال��ق��رار‪ ،‬والعمال بمفردهم هم الذين‬ ‫‪..‬وفي زيارة وفد التضامن العمالي األخيرة‬ ‫لن يتوقف إال إذا تراجع المستثمر وأعلن‬
‫تضامن‪ ،‬لزيارة العمال المضربين من‬ ‫يستطيعون ال��ت��ص��دي ألى األعيب‬ ‫للشركة أول أيام عيد الفطر أكد «أحمد‬ ‫قبوله لمطالب العمال‪ ،‬وعندئذ يكون‬
‫الضرائب العقارية والبريد والعامرية‬ ‫قد تقوم بها وزارة القوى العاملة مع‬ ‫الوهيدي أمين عام اللجنة النقابية ‪ :‬بعد‬ ‫اإلضراب قد حقق نجاحا مدويا !! ‪.‬‬
‫والمصرية لألدوية وغزل شبين وغزل‬ ‫المستثمر‪،‬ومن زاوي��ة أخ��رى الب��د من‬ ‫العيد مباشرة إذا لم يتم حل المشكلة‬ ‫اإلضراب الطويل نجح‪ -‬ولو جزئيا ‪-‬في‬
‫المحلة وحلج األقطان واالداريين وغيرها‬ ‫االستمرار في طريق فسخ التعاقد مع‬ ‫سنتقدم بمذكرة للتشغيل لوزارة القوى‬ ‫إع��ادة فتح ملف الخصخصة ‪ ،‬وتعالت‬
‫‪ ،‬وهو تطور مهم بالتاكيد ‪.‬‬ ‫المستثمر‪..‬حتى تتحرك األمور إما إلي‬ ‫العاملة‪..‬وسنتقدم باقتراحاتنا بأسم‬ ‫أص���وات العمال بوقف عمليات البيع‬
‫وك��ان��ت ال����وزارة ق��د س��ع��ت‪ ،‬وم��ا زال‬ ‫إتجاه االدارة الذاتية‪ ،‬أو عودة الشركة مرة‬ ‫المفوض‪ ،‬وبأسماء الجهاز اإلداري الذي‬ ‫والتصفية ورفعوا الفتات في إضراباتهم‬
‫محافظ الغربية يسعى‪ ،‬حتى كتابة هذه‬ ‫أخرى إلى قطاع األعمال‪ ،‬مشددا على إن‬ ‫سيدير الشركة‪ ،‬وكذا بتشكيل مجلس‬ ‫واعتصاماتهم تدعو إلى تأميم الشركة‪:‬‬
‫السطور‪ ،‬للوصول بكل الطرق إلى حل‬ ‫العملية ليست سهلة ولكن ليس هناك‬ ‫اإلدارة لكي تقره الوزارة «‪.‬‬ ‫«م���ش ع��اي��زي��ن مستثمرين أجانب‬
‫وس��ط مع المستثمر السعودي الذي‬ ‫مفر منها في ضوء توازن القوى الراهن‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته قال أشرف الحارتي‬ ‫يعاملونا زى العبيد‪ ..‬والعمال يقدروا‬
‫اشترى الشركة بتراب الفلوس‪.،‬ولكن‬ ‫وفي هذا السياق تقول إحدى العامالت‬ ‫القيادي بالشركة ‪ :‬نتحرك على عدة‬ ‫يديروا الشركة‪.».‬‬
‫أي حل ينتقص من حقوق العمال لن‬ ‫«وإحنا بقى لنا شهور بنقعد كده من غير‬ ‫مسارات‪ :‬األول قانوني لرفع قضية لفسخ‬ ‫ولكن كيف تطورت األمور في طنطا‬
‫يمر دون مقاومة كما يقول هشام العكل‬ ‫شغل‪ ،‬وقفوا حالنا خالص»‪.‬ويتساءل آخر‬ ‫العقد‪ ،‬والثاني‪ :‬خوض جولة جديدة من‬ ‫للكتان لتصل إل��ى التلويح ب���اإلدارة‬
‫أح��د ال��ق��ي��ادات العمالية « ل��ن نفض‬ ‫« لماذا لم تتحرك الحكومة طيلة الفترة‬ ‫المفاوضات مع المستثمر‪،‬و في حال فشل‬ ‫ال��ذات��ي��ة‪،‬ول��م��اذا تقدمت عائشة بعد‬
‫االضراب إال بعد االستجابة لكل مطالبنا‬ ‫الماضية وتركتنا فريسة للمستثمر‬ ‫التفاوض ‪ ،‬فلن يكون أمامنا سوى‪ :‬اتخاذ‬ ‫ال��ه��ادي وزي���رة ال��ق��وى العاملة بطلب‬
‫و التي تتمثل في ع��ودة المفصولين‬ ‫السعودي‪ ،‬ال��ذي أعلن أكثر من مرة‬ ‫خطوات عملية إلدارة الشركة وتسييرها‬ ‫إلى النائب العام يوم ‪ 1‬أكتوبر الجاري‬
‫وصرف العالوة الدورية لعام ‪ 2008‬و‪،2009‬‬ ‫أنه غير معني بالقانون المصري ‪ .‬كما‬ ‫ذاتيا لصالح العمال‪ ،‬معترفا بأن هناك‬ ‫تطلب فيه تعيين مفوض إلدارة الشركة‪،‬‬
‫باإلضافة إلي العالوة االجتماعية وزيادة‬ ‫تجاهل اتفاقية العمل الجماعي التي‬ ‫قطاع من العمال متخوف بشدة من هذه‬ ‫وبالمقابل كيف أعدت اللجنة النقابية‬
‫بدل الوجبة إلي ‪ 90‬جنيهاً مساواة بباقي‬ ‫وقعها بعد اإلض���راب السابق للعمال‬ ‫الخطوة‪ ،‬بل وبعضهم يعتبرونها كمين‬ ‫خطة للتشغيل‪ ،‬لعرضها على الوزيرة يوم‬
‫الشركات‪ ،‬وصرف األرباح المتراكمة وضم‬ ‫وامتنع عن تنفيذ بنودها ‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫تنصبه لنا الوزيرة لفض اإلضراب‪ ،‬ولكننا‬ ‫‪ 5‬أكتوبر الجاري ‪ ..‬يمكن القول إن هناك‬
‫الحافز علي أساسي أجور ‪ ،2009‬ولكن هذه‬ ‫هناك قطاع مهم من العمال ‪ ،‬بم فيهم‬ ‫سنحسم أمورنا كما تعودنا طول فترة‬ ‫عاملين حسما المعركة في هذا اإلتجاه‬
‫العملية ليست سهلة ألن للمستثمر‬ ‫عدد من المفصولين‪ ،‬يمكنهم أن يقبلوا‬ ‫اإلضراب عبر آلية التصويت ‪.‬‬ ‫األول‪ :‬الصمود البطولي لعمال طنطا‬
‫وللنقابة العامة وللدولة رجالهم داخل‬ ‫الخروج من الشركة في حال حصولهم‬ ‫ويوضح الحارتي ‪ :‬الحكومة ايضا في‬ ‫‪..‬ال��ذي دخل إضرابهم شهره السادس‬
‫الشركة ويبقى الرهان على وعي العمال‬ ‫على تعويض محترم‪..‬‬ ‫ورطة فالمستثمر مرمغ أنفها في التراب‪،‬‬ ‫‪ ،‬كما تصدوا للمحاوالت العديدة التي‬
‫ووحدتهم»‪.‬‬ ‫وي��وض��ح ج��م��ال ع��ث��م��ان القيادي‬ ‫ويرفض أي حل وسط حتى اآلن‪ ،‬ولم‬ ‫قامت بها جهات متعددة من أجل فض‬
‫وفي الواقع يبدو العمال أمام نارين‬ ‫بالشركة» قرار نظيف بإجراء اتصاالت‬ ‫يفت الحارتي أن يقول ‪ :‬وفي حال أي‬ ‫اإلض��راب ‪ ،‬تارة من جانب نقابة الغزل‬
‫األول‪ :‬نار المستثمر السعودي الذي بات‬ ‫مع عبد اإلله الكعكى مالك الشركة لم‬ ‫تالعب م��ن ال��دول��ة‪ ،‬تجاه حقوقنا‪..‬او‬ ‫والنسيج‪ ،‬وتارة اخرى من قبل وزارة القوى‬
‫يتحدث صراحة عن رغبته في بيع أرض‬ ‫يغير أى شىء حتى اآلن من أحوال ‪1000‬‬ ‫التوصل مع المستثمر ألى حل ال يلبي‬ ‫العاملة أو حتى التهديدات باالعتقال‬
‫الشركة‪ ،‬والثاني‪ :‬توازن القوى حيث إن‬ ‫عامل وعاملة بالشركة حيث يوجد ما‬ ‫مطالبنا فسنعود على الفور لإلضراب‬ ‫التي وصلت لعدد من قيادات االضراب‪،‬‬
‫قدرتهم على إجبار الحكومة على إعادة‬ ‫يقرب من ‪ 300‬من العمال يعانون من‬ ‫فكل الخيارات مفتوحة أمامنا طالما كلمة‬ ‫باختصار‪ :‬رؤؤس العمال ناشفة وصعب‬
‫الشركة لقطاع األعمال تتطلب معركة‬ ‫أمراض مزمنة تحتاج لرعاية طبية خاصة‪،‬‬ ‫العمال واحدة‪.‬‬ ‫كسرها‪.‬‬
‫عمالية واسعة ضد الخصخصة وهو أمر‬ ‫وأح��وال العمال تسير من «سيئ إلى‬ ‫و دعا كل من كمال أبو عيطة نقيب‬ ‫والثاني غباء المستثمر السعودي‬
‫بعيد المنال حاليا على ااألقل خاصة إذا‬ ‫أسوأ»‪ .‬موضحاً أن اإلدارة مازالت تتعنت‬ ‫العقارية ‪ ،‬وكمال الفيومي القيادي بالمحلة‬ ‫وعجرفته في مواجهة محاوالت التفاوض‬
‫وضعنا في االعتبار مستوى تطور حركة‬ ‫ضد العمال بعد أن أرسلت جوابات فصل‬ ‫واللجنة التضحيرية للعمال ‪..‬العمال إلى‬ ‫من جانب أجهزة الدولة ‪ ،‬وحتى عندما‬
‫العمال والهجوم الذي تتعرض له ‪.‬‬ ‫لخمسة وثالثين ع��ام�لا م��ن بينهم‬ ‫رفع آلفتة على اب��واب الشركة مفادها‬ ‫تدخل رئيس ال���وزراء ‪ -‬تحت ضغط‬
‫المؤكد إن انتصار عمال طنطا للكتان‬ ‫رئيس اللجنة النقابية ونائبه‪ ،‬واحالت ما‬ ‫‪:‬شركة طنطا تابعة إلدارة العمال ‪..‬وحذر‬ ‫اعتصام العمال أم��ام مجلس ال��وزراء ‪-‬‬
‫في معركتهم ضد الخصخصة سيكون له‬ ‫يزيد على ‪ 200‬للتحقيق‪.‬‬ ‫الفيومي من اين يؤدي طول أمد المعركة‬ ‫ك��ان رد المستثمر ‪..‬ان��س��وا ع��ودة كل‬
‫تأثير معنوي وسياسي كبير‪،‬على الحركة‬ ‫دونما حل إلى إشاعة اإلحباط واليأس‪.‬‬ ‫المفصولين سواء الجدد‪ ،35 ،‬أو التسعة‬
‫العمالية‪ ،‬خاصة في هذه األيام التي تشهد‬ ‫صالبة العمال ووحدة القيادة‬ ‫وهو الخوف الذي يمكن أن يتحول في‬ ‫القدامي‪ ،‬ولن ارفع قيمة الوجبة الغذائية‬
‫بداية تحول في طريقة تعامل الدولة مع‬ ‫الضغوط الجبارة التي مارسها العمال‬ ‫لحظة إلى استعداد للخروج علي المعاش‬ ‫إلى ‪ 90‬جنيه‪ ،‬أي باختصار ‪:‬اشربوا من‬
‫االحتجاجات العمالية لتكون أقل سرعة‬ ‫على الدولة طيلة الفترة الماضية والتي‬ ‫وتقديم استقاالت مقابل الحصول على‬ ‫البحر‪ ،‬وساترككم حتى تسوسوا في‬
‫في االستجابة للمطالب وأكثر سرعة‬ ‫بدأت تؤتي ثمارها على مستوى عودة‬ ‫تعويضات مجزية‪.‬وهو سيناريو ستكون‬ ‫الشركة‪ .‬وأكتفى بارسال رسالة إلى‬
‫في إضطهاد القيادات العمالية ‪ ،‬وعلينا‬ ‫ال��دول��ة للتدخل ب��ق��وة للحل‪ ،‬وفرض‬ ‫نتائجه كارثية على العمال ‪ ،‬إلنه سيعني‬ ‫ال��وزي��رة ال��ت��ي ت��ل��وح ب��ورق��ة التشغيل‬
‫كأشتراكيين أن نعمل‪ ،‬بجد ومسئولية‪،‬‬ ‫استمرار صرف رواتب العمال سواء من‬ ‫تكرارتجربة شركة غزل شبين بالضبط‪،‬‬ ‫متسائال ‪:‬ه��ل ستعود التأميمات إلى‬
‫لمساندة هؤالء العمال واقتراح الحلول‬ ‫االتحاد أو ال��وزارة وحتى على مستوى‬ ‫حيث تسلم المستثمر الشركة لكي‬ ‫مصر من جديد؟ ‪.‬و‪.‬برقية أخرى للعمال‬
‫للمشاكل التي تواجههم في معركتهم‬ ‫عودة صرف األدوي��ة للمرضي وأخيرا ما‬ ‫ينقل ويفصل ويجبر العمال على تقديم‬ ‫متهكما ‪:‬مبروك عليكم عودة جمال عبد‬
‫ضد توحش رأس المال ‪..‬‬ ‫يتم طرحه من ادارة ذاتية للشركة ‪..‬يقف‬ ‫استقاالت ‪ ،‬فضال على الخسارة المالية‬ ‫الناصر إلى شركة طنطا للكتان‪.‬‬
‫‪.‬واخ��ي��را س��واء استجاب المستثمر‬ ‫وراءها أوال وثانيا وثالثا‪ :‬صالبة العمال‪،‬‬ ‫ال��ذي سيتعرض لها العمال في حال‬ ‫ه��ذان العامالن باالضافة الى تزايد‬
‫لمطالب ال��ع��م��ال‪...‬أو ق��رر العمال بدء‬ ‫وعزيمتهم الجبارة وقيادتهم الواعية‬ ‫موافقتهم على تقديم االستقاالت خاصة‬ ‫الصلف السعودي بشكل ع��ام تجاه‬
‫تشغيل الشركة أو استمر االضراب‬ ‫التي تدير المعركة بنفس طويل‪ ،‬وفهم‪،‬‬ ‫بعد تطبيق قانون التأمينات االجتماعية‬ ‫المصريين داخ��ل وخ��ارج مصر‪..‬وتزايد‬
‫فالبد من توجيه تحية كفاحية إلى‬ ‫وإدراك حقيقي بأهمية الوحدة والتالحم‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫فضائح جلد المصريين ‪..‬واالعتداء عليهم‬
‫كل عمال طنطا للكتان المرابطين في‬ ‫بين العمال‪ ،‬والتي نظمت سلسلة من‬ ‫وي��ق��ول ابراهيم حسيب المحامي‬ ‫وحبسهم بدون وجه حق ‪..‬كل هذا لم‬
‫شركتهم منذ خمسة شهور ‪ 150..‬يوما‬ ‫الوقفات واالح��ت��ج��اج��ات م���رورا بقطع‬ ‫العمالي‪:‬االدارة الذاتية ستحرك المياه‬ ‫تجد أمامه حكومة رج��ال األعمال بدا‬
‫مرت عليهم كالدهر في ظل حالة من‬ ‫الطريق ‪ ،‬وحضور المؤتمرات والندوات‬ ‫الراكدة‪،‬وستضع المبادرة في يد العمال‪،‬‬ ‫من أن تخالف كل شعاراتها المعلنة‬
‫عدم األمان والخوف من المستقبل ‪ ،‬غير‬ ‫مع ق��وى عمالية وسياسية بالقاهرة‪،‬‬ ‫ومن الزاوية القانونية يمكن الوصول‬ ‫حول حماية المستثمرين‪ ،‬والخصخصة‬
‫إنهم كانوا يهتفون يوميا النشيد الوطني‬ ‫وأخيرا عقد العديد من المؤتمرات في‬ ‫لتدابير عديدة لتقنين وضع العمال‪،‬حتى‬ ‫وت��ق��رر التلويح على م��ض��ض بخيار‬
‫لإلضراب وهو‪:« :‬النهارده أيه ‪..‬أول يوم‬ ‫ساحة الشركة في سابقة لم تحدث‬ ‫في ظل عدم هروب المستثمر‪ ،‬وسيكون‬ ‫تشغيل الشركة‪ ،‬كورقة ضغط أخيرة‬
‫‪..‬وبكره أيه ‪..‬أول يوم «‪.‬فهؤالء العمال‬ ‫من قبل في أي شركة أخ��رى أضربت‬ ‫علي العمال التقدم بطلب لوزارة القوى‬ ‫على المستثمر ‪،‬على أن تلتزم الوزارة‬
‫بالقطع يستحقون النصر‪.‬‬ ‫طيلة الفترة الماضية‪ ،‬في ظل مضايقات‬ ‫ال��ع��ام��ل��ة ل��ك��ي ت��ن��ت��دب م��ف��وض��ا إلدارة‬ ‫لفترة بدفع رواتب العمال‪ ،‬وتقوم بتخزين‬
‫محدودة جدا من األمن‪.‬‬ ‫للشركة‪ ،‬ولتقديم تسهيالت مالية لهم‪،‬‬ ‫المنتج في مخازن الشركة‪ ،‬وفي حالة‬

‫االشتراكي أكتوبر ‪2009‬‬


‫اشتباك‬

‫تقدم لمن يستطيع دفع ثمنها‪،‬‬


‫حول قانون المنشآت الطبية الجديد‬
‫العاملة‪ ،‬حيث لن تمتلك سوي‬ ‫فروعها‪ ،‬بحيث ال تقل مساحة‬ ‫م���ن ث��ل�اث ف���دادي���ن ( وه��ي‬
‫باإلضافة إلي الهرب من عالج‬ ‫ق��وة عملها الذهنية والبدنية‪،‬‬ ‫الصيدلية ع��ن ‪ 400‬متر‪ ،‬حيث‬ ‫الشريحة األعظم من الفالحين‬ ‫د ‪ /‬خالد عبد الرحمن‬
‫األمراض ذات التكلفة المرتفعة‪،‬‬
‫وي��ح��دد أج��ره��ا آل��ي��ات السوق‬ ‫صرح المسئول بأن هذه الشركة‬ ‫) إلى عامل زراعي وبالتالي يتم‬
‫والتي هي في الغالب أمراض‬ ‫والعرض والطلب‪ .‬أما عن صغار‬ ‫تلقي دعماً من وزارت��ي الصحة‬ ‫رفع الدعم عنهم‪.‬‬
‫الشرائح الفقيرة من المجتمع‪.‬‬
‫األطباء حديثي التخرج فحدث‬ ‫والتجارة ( المصري اليوم ‪5 / 23‬‬ ‫إيقاف وسحب رخص‬ ‫‪ -2‬‬
‫ال يمكن فهم هذا القانون إال‬ ‫وال ح���رج ع��ن م���دي تأثرهم‬ ‫‪ - ) 2009/‬وفي نفس السياق جاء‬ ‫أص��ح��اب ال��س��ي��ارات المقطورة‬ ‫لم تكتفي ال���وزارة بالتعدي‬
‫في سياق التخلص من الدعم‬ ‫بهذا القانون‪ ،‬فسوف ينهي أي‬ ‫قانون المنشئات الطبية الجديد‬ ‫لصالح صفقة الترالت المشبوهة‬ ‫علي حقوق األط��ب��اء العاملين‬
‫القطاعي بالتأمين الصحي‪،‬‬ ‫أمل في الصعود الطبقي لهؤالء‬ ‫‪ 153‬لسنة ‪ 2004‬وتعديله ‪ 141‬لسنة‬ ‫ل��ث�لاث��ة م���ن أع���ض���اء مجلس‬ ‫لديها من اجتراء علي حقوقهم‬
‫في ظل الغياب التام والمتعمد‬ ‫الخريجين‪ ،‬وس��وف يدفع بهم‬ ‫‪ 2006‬وال���ذي ينص ف��ي مادته(‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫وتراجع عن وعودها بتحسين‬
‫ف��ي دور لجنة وزارة الصحة‬ ‫إلى الهجرة أو السفر‪ ،‬مما يهدر‬ ‫‪ 1‬د ) علي ش���روط الترخيص‬ ‫تمرير ق��ان��ون ينص‬ ‫‪ -3‬‬ ‫أجورهم بحجج واهية‪ ،‬وممارسة‬
‫المسئولة ع��ن تحديد تكلفة‬ ‫ثروات الدولة البشرية‪ ،‬والتي تم‬ ‫للمستشفي الخاص‪ ،‬التي يتم‬ ‫علي أن تطرح وزارة التضامن‬ ‫كافة السبل لالقتصاص من‬
‫الخدمة الطبية المقدمة بالقطاع‬
‫الصرف على تعليمها وتدريبها‬ ‫عمل الجراحات الكبرى بها ( أيا‬ ‫االجتماعي مناقصة لشراء ‪100‬‬ ‫الحوافز المقررة لهم‪ ،‬وتعطيل‬
‫الخاص‪ ،‬حسب قانون الرعاية‬ ‫م��ن أم����وال داف��ع��ي الضرائب‬ ‫كانت نوع العملية )‪ ،‬أال يقل عدد‬ ‫مجمع مخابز عمالق بخطوط‬ ‫صرفها‪ ،‬ويأتي اليوم الدور لسد‬
‫الصحية ال��خ��اص��ة‪ ،‬وك��ل ذلك‬
‫ل��ي��ق��دم��وا خدمتهم ف��ي دول��ه‬ ‫اآلس��رة بها عن ‪ 15‬سرير‪ ،‬كما‬ ‫إنتاج ضخمة قد تصل إلى ‪ 25‬خط‬ ‫األب��واب الجانبية للدخل‪ ،‬التي‬
‫يدفع ف��ي ات��ج��اه تقليص عدد‬
‫أخرى‪ ،‬تاركين المواطنين وهم‬ ‫يشترط تواجد غرفتي عمليات‬ ‫إنتاج‪ ،‬وتحويل أصحاب المخابز‬ ‫كانت حتى اليوم تؤدي دوراً في‬
‫المنتفعين بالخدمة نظراً الرتفاع‬
‫في أمس الحاجة إلي خدماتهم‬ ‫علي األقل‪ ،‬باإلضافة إلى غرفة‬ ‫الصغيرة والمتوسطة إلى منافذ‬ ‫تهدئة األطباء‪ ،‬وتأخير حركتهم‪،‬‬
‫تكلفتها‪ ،‬فتح الباب للمنشآت‬ ‫في وضع صحي مزري ‪.‬‬ ‫عناية م��رك��زة‪ ،‬وأخ��رى لإلفاقة‪،‬‬ ‫للتوزيع‪ ،‬أو تحويلها إلى مخابز‬ ‫حيث تلعب دوراً محورياً في‬
‫الغير مرخصة والبعيدة عن أي‬ ‫أما عن ادعاء البعض بأن هذا‬ ‫بتجهيزات كاملة‪ ،‬وفقاً للوائح‬ ‫للرغيف الطباقي والعيش الفين‪،‬‬ ‫توفير دخ��ل إضافي مناسب (‬
‫رقابة‪ ،‬المالحظ عالمياً انه مع‬
‫القانون يصب في صالح المريض‪،‬‬ ‫المنظمة ل��ذل��ك‪ ،‬وأن يكون‬ ‫مما يضر بمصالح حوالي ‪16.000‬‬ ‫نسبياً ) للعديد منهم‪ ،‬فهناك‬
‫ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية‪،‬‬
‫ه��ذا غير صحيح‪ ،‬ف��األص��ل هو‬ ‫للمستشفي مدخل مستقل ‪.‬‬ ‫صاحب مخبز‪ ،‬وتشريد حوالي‬ ‫ح��وال��ي س��ت��ون أل��ف مؤسسة‬
‫وخضوعها لقانون السوق‪ ،‬يزداد‬ ‫اع��ت��ب��ار ال��ص��ح��ة ح���ق وليس‬ ‫السؤال اآلن كم من الــ ‪2000‬‬ ‫‪ 100.000‬عامل‪.‬‬ ‫ص��ح��ي��ة خ��اص��ة م��رخ��ص لها‬
‫رواج ال��ط��ب ال��ب��دي��ل‪ ،‬والعالج‬
‫منحة‪ ،‬وأن األص��ل فيه اإلتاحة‬ ‫مستشفي خ��اص��ة سيتحمل‬ ‫زيادة الرسوم القضائية‬ ‫‪ -4‬‬ ‫بالعمل‪ ،‬وهناك ‪ 2000‬مستشفي‬
‫ب��األع��ش��اب‪ ،‬وال��ع�لاج��ات التي‬
‫للجميع بغض النظر عن الموقع‬ ‫تكلفة إع���ادة توفيق األوض���اع‪،‬‬ ‫بعشرة أضعاف مما يضر بمصالح‬ ‫خاص بالقاهرة والمحافظات وفقاً‬
‫تختلط فيها الخرافة بالمعتقدات‬
‫الجغرافي أو الطبقي‪ ،‬كما نصت‬ ‫وفقاً لهذه الشروط التي تتطلب‬ ‫ص��غ��ار المحاميين وموكليهم‬ ‫لتصريحات د‪ .‬صابر غنيم مدير‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫علي ذلك المادة ‪ 25‬من اإلعالن‬ ‫ميزانية ضخمة‪ ،‬مهما كانت‬ ‫لصالح مكاتب المحاماة الكبيرة‬ ‫إدارة العالج الحر والتراخيص‬
‫ف��ي النهاية يجب أن نؤكد‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬والذي‬ ‫فترة توفيق األوض����اع‪ ( ،‬حتى‬ ‫‪،‬وي���ض���ر ب��م��ب��داء ال���ح���ق في‬ ‫الطبية‪ ،‬لموقع مصراوي ‪5 / 27‬‬
‫أن ه��ذا القانون يضر بمصالح‬ ‫وقعت عليه ال��دول��ة المصرية‪،‬‬ ‫‪ 2009‬وفقاً للقانون ‪ 153‬أو ‪ 2011‬وفقا‬ ‫التقاضي‪.‬‬ ‫‪.2009/‬‬
‫ال���ش���ري���ح���ة ال���ع���ظ���م���ى من‬
‫باإلضافة إل��ي ش��روط منظمة‬ ‫‪ ،) 141‬الواضح أنه لن تستطيع‬ ‫أم���ا داخ���ل ال��ق��ط��اع الصحي‬ ‫في ظل توجه عام من الحكومة‬
‫المواطنين سواء أطباء أو مرضي‬‫الصحة العالمية‪ ،‬التي تشترط‬ ‫الغالبية من هذه المستشفيات‬ ‫فمن قانون المحاسبة الضريبية‬ ‫لتصدير أزماتها لهذا القطاع من‬
‫لصالح شريحة ضيقة كل همها‬ ‫أال تقل ميزانية الصحة عن ‪% 10‬‬ ‫التوفيق‪ ،‬وبالتالي سوف يحدث‬ ‫الجديد لسنة ‪ 2005،‬والموجه‬ ‫أصحاب الملكيات المتوسطة‬
‫المتاجرة ب��ال��م��رض‪ ،‬والسعي‬
‫من ميزانية الدولة‪ ،‬ويمكن الرد‬ ‫السيناريو التالي‪ ،‬المشابهة لما‬ ‫مباشراً ضد أصحاب الصيدليات‬ ‫و الصغيرة لتوفير السيولة‪،‬‬
‫من أج��ل ال��رب��ح‪ ،‬وت��راك��م رأس‬
‫على أن القانون الجديد يصب‬ ‫حدث في أسوان يناير ‪.2009‬‬ ‫المتوسطة والصغيرة لصالح‬ ‫التي تفتقدها لمواجهة أزماتها‬
‫المال‪ ،‬ولو علي حساب زمالئها‬ ‫ف��ي مصلحة ال��م��واط��ن‪ ،‬بأن‬ ‫ي��ت��م إغ��ل��اق ال���ع���دي���د من‬ ‫الصيدلية المول – الحظ تصريح‬ ‫الداخلية والخارجية باإلضافة‪،‬‬
‫بالمهنة‪ ،‬ولذلك يجب أن نتراص‬ ‫وجود العديد من المستشفيات‬ ‫المستشفيات‪ ،‬وسوف يتمكن‬ ‫م��ص��در م��س��ئ��ول ف���ي شعبة‬ ‫لذلك دأبت الشريحة أتحاكمه‬
‫جنباً إلى جنب في مواجهة هذه‬ ‫تقدم الخدمة الصحية‪ ،‬أو حتى‬ ‫بعض األطباء من توفيق األوضاع‪،‬‬ ‫المستحضرات الطبية باتحاد‬ ‫على تمرير ال��ق��وان��ي��ن‪ ،‬التي‬
‫الشريحة وه��ذا القانون بكافة‬‫العيادات الخاصة‪ ،‬يخفض من‬ ‫س��واء بإمكانياتهم الخاصة‪ ،‬أو‬ ‫الصناعات عن أحد السالسل‬ ‫تصب ف��ي مصالحها الضيقة‪،‬‬
‫السبل‪ ،‬وليكن موقف الصيادلة‬ ‫سعر تكلفة الخدمات الصحية‪،‬‬ ‫بعمل شراكة مع بعضهم‪ ،‬أما‬ ‫البريطانية المتخصصة في‬ ‫علي حساب الشريحة األعظم‬
‫مثا ًال يحتذى وما ضاع حق وراءه‬
‫أم��ا عند احتكار ال��خ��دم��ة‪ ،‬ولو‬ ‫الشريحة العظمة من األطباء‪،‬‬ ‫الصيدليات ال��ش��ام��ل��ة‪ ،‬والتي‬ ‫من المواطنين‪ .‬ويأتي قانون‬
‫مطالب‪.‬‬
‫بشكل قانوني كما سيحدث‬ ‫والتي لن تتمكن من توفيق‬ ‫ب��دأت تنفيذ خطة لفتح نحو‬ ‫المنشآت الطبية الجديد في‬
‫وفقاً للقانون ‪ ،153‬في إطار سعي‬ ‫أوضاعها‪ ،‬فسوف تطرد من دفء‬ ‫‪ 200‬صيدلية تدريجياً بالسوق‬ ‫السياق نفسه ال��ذي صدر عنه‬
‫المستشفيات الخاصة من أجل‬ ‫الطبقة الوسطى‪ ،‬وتعمل عند‬ ‫المصري‪ ،‬وسيتم افتتاح أولي‬ ‫القوانين والقرارات التالية‪:‬‬
‫الربح‪ ،‬وليس خدمة المواطن عضو بحركة أطباء بال حقوق‬ ‫أصحاب المستشفيات الكبيرة‬ ‫فروعها خالل أيام‪ ،‬تلك السلسلة‬ ‫ال���ق���رار ال����ذي يحول‬ ‫‪ -1‬‬
‫سوف يجعل من الصحة سلعة‬ ‫متحولة إل��ي ص��ف��وف الطبقة‬ ‫تنوي تطبيق تصميم موحد لكل‬ ‫صاحب الملكية الزراعية األقل‬

‫معاً ‪..‬نستكمل المشوار‬


‫المتضامنين معها يوم ‪ 20‬أكتوبر القادم‪،‬‬ ‫تجاهل االح��ت��ج��اج��ات العمالية لفترة‬ ‫أن حاول االتحاد خيانة مطالبهم وفض‬ ‫ت��واص��ل ال��ح��رك��ة العمالية كفاحها‬
‫على أن نعمل من اليوم للحشد والتعبئة‬ ‫طويلة حتى ال تتسع‪ ،‬والثاني هو تزايد‬ ‫اإلضراب ‪.‬‬ ‫البطولي م��ن اج��ل تحسين أوضاعها‬
‫لهذا اليوم‪.‬‬ ‫وتيرة اللجوء إلى تشريد العمال وفصلهم‬ ‫ولكن اإلض���راب ف��ي يومه الخامس‬ ‫المالية والمعيشية‪ ،‬ولمواجهة هجمات‬
‫واليوم ونحن نرفع صوتنا لكي نطالب‬ ‫ونقلهم‪ ،‬وإجبارهم على تقديم استقاالت‪،‬‬ ‫بعد المائة يواجه اليوم سؤال مهم هو‬ ‫رجال األعمال على حقوقها‪.‬‬
‫برفع الحد األدنى لألجور‪،‬فقط لكي يصل‬ ‫رأينا هذه المساعي عبر التنكيل بقيادات‬ ‫‪ :‬كيف يكون اإلض��راب مؤثراً وضاغطاً‬ ‫وفي تطور مهم شهدت الفترة الماضية‬
‫إلى خط الفقر‪ ،‬وبالحرية النقابية‪،‬وبوقف‬ ‫عمال غ��زل شبين والعامرية والبريد‬ ‫من أج��ل تحقيق مطالب العمال‪ ،‬قبل‬ ‫انتصاراً مهماً لعمال النقل العام‪ ،‬الذين‬
‫اضطهاد ال��ق��ي��ادات العمالية ‪،‬علينا أن‬ ‫والضرائب العقارية والمطاحن وأطلس‬ ‫أن يستسلموا للمستثمر؟ وه���و ما‬ ‫شلوا القاهرة بإضرابهم البطولي‪ ،‬الذي‬
‫نعي إن مشوارنا طويل يستلزم النفس‬ ‫وغيرها‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد‬ ‫يستدعي تقديم إجابات عملية للعمال‬ ‫استمر لمدة يومين ليعيدوا التأكيد على‬
‫الطويل‪ ،‬والتضحية من اجل مستقبل‬ ‫بل تعداه إلى تقديم بالغ من التنظيم‬ ‫م��ن قبيل التفكير ال��ج��دي ف��ي اإلدارة‬ ‫قدرة العمال عبر كفاحهم الجماعي على‬
‫أوالدن��ا ولقمة العيش‪ ،‬وإننا لن ننتصر‬ ‫النقابي األصفر ضد رئيس النقابة العامة‬ ‫الذاتية لشركتهم في حال تواصل تجاهل‬ ‫انتزاع حقوقهم بالرغم من لجوء حكومة‬
‫في معاركنا إال إذا اتحدنا معا‪ ،‬وتضامنا‬ ‫المستقلة للضرائب العقارية‪ ،‬في محاولة‬ ‫المستثمر للعمال المضربين أو كما قال‬ ‫األغنياء مؤخرا إلى رفع شعار «ال أسمع‪..‬‬
‫معا‪ ،‬وتحركنا معا ‪ .‬فمصالحنا مشتركة‬ ‫لوأد النضال من أجل التنظيمات والروابط‬ ‫«سأتركهم حتى يسوسوا بالشركة‪،‬‬ ‫ال أرى‪..‬ال أتكلم» في مواجهة اإلضرابات‬
‫و عدونا واحد ‪ .‬وبالتالي فمعركة عمال‬ ‫واللجان المستقلة للعمال‪.‬‬ ‫وفي ذات الوقت توسيع رقعة التضامن‬ ‫العمالية‪.‬‬
‫طنطا للكتان هي معركة كل عمال مصر‪،‬‬ ‫وه��و م��ا يتطلب م��ن ك��ل المهتمين‬ ‫مع العمال المضربين من كافة الشركات‬ ‫ه���ذا ف��ي ال��وق��ت ال���ذي ت��واص��ل فيه‬
‫واضطهاد قيادات غزل شبين‪ ،‬والعامرية‪،‬‬ ‫بالحركة العمالية اليوم وليس غدا تنظيم‬ ‫وب��األخ��ص عمال الغزل والنسيج ذات‬ ‫إضراب عمال طنطا للكتان في مواجهة‬
‫والبريد‪ ،‬والضرائب العقارية‪ ،‬ال يجب أن‬ ‫حملة واح��دة بخطوات عملية محددة‬ ‫الظروف المتشابهة ؟‬ ‫المستثمر السعودي للشهر الرابع على‬
‫يمر دون كفاح مستميت من كافة الطالئع‬ ‫يتم االتفاق عليها من أجل مواجهة هذا‬ ‫وأخيرا وليس أخرا يستعد خبراء وزارة‬ ‫التوالي‪ ،‬لكي يكون شاهداً على النتائج‬
‫العمالية في شركات مصر‪.‬‬ ‫التعسف والظلم ال��ذي يطول قيادات‬ ‫العدل وعمال النقل العام للعودة مجددا‬ ‫الكارثية للخصخصة على عمال مصر ‪،‬‬
‫عمالية‪ ،‬ويستهدف نشر الخوف وسط‬ ‫إلى اإلض��راب واالعتصام مرة أخرى في‬ ‫وليطرح من جديد أهمية النضال من أجل‬
‫اللجنة التحضيرية للعمال‬ ‫صفوف العمال‪ ،‬ودفعهم إلى قبول سياسة‬ ‫حال عدم االستجابة لباقي مطالبهم ‪.‬‬ ‫وقف عجلة البيع‪ ،‬بل وللمطالبة بعودة‬
‫الجوع والنهب والفساد‪ ،‬ولتكن محطتنا‬ ‫ولكن ه��ذه االن��ت��ص��ارات ال يجب أن‬ ‫الشركات مرة أخرى إلى قطاع األعمال‪.‬‬
‫‪ 11‬سبتمبر ‪2009‬‬ ‫األولى تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة‬ ‫تجعلنا نغفل أن حكومة رجال األعمال‬ ‫كما نجح اإلضراب في إجبار االتحاد العام‬
‫القوى العاملة تضم كل القيادات العمالية‬ ‫تلجأ بشكل متزايد إلى سالحين في‬ ‫على احترام إرادة العمال‪ ،‬والعودة إلى دفع‬
‫ال��ت��ي تعرضت ل�لاض��ط��ه��اد‪ ،‬وعشرات‬ ‫مواجهة حركة العمال اليوم األول ‪ :‬هو‬ ‫رواتب العمال من صندوق اإلضراب‪ ،‬بعد‬

‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬ ‫¯¯‪10‬‬


‫اشتباك‬

‫انفلونزا الخنازير‪ :‬المصل لألغنياء فقط‬


‫في انتظار وصول دفعة أخرى تبدأ‬ ‫ولنتذكر أن معظم الوفيات‬ ‫فهي رد الفعل المعتاد من نظام‪،‬‬ ‫بدعوى منع نقل العدوى‪.‬‬ ‫محمد شفيق‬
‫بوصول ‪ ٨٠‬ألف عبوة في أكتوبر‪.‬‬ ‫ال من األنفلونزا األسبانية‬ ‫مث ً‬ ‫ال يستطيع حتى اآلن مواجهة‬ ‫باإلضافة إل��ى منع الشباب‬
‫و السؤال هنا ألي فئة محظوظة‬ ‫ك��ان��ت م��ن بين ف��ق��راء الهنود‬ ‫م��ش��ك��ل��ة ج��م��ع ال��ق��م��ام��ة من‬ ‫أق��ل من ‪ 25‬سنة وكبار السن‬ ‫ق���ررت ال��ح��ك��وم��ة المصرية‬
‫من الــ‪ 80‬مليون مصري ستصل‬ ‫المكدسين في إحيائهم الفقيرة‪،‬‬ ‫المنازل‪.‬‬ ‫ف��وق ‪ 65‬سنة من السفر ألداء‬ ‫إغ�ل�اق ال��م��دارس والجامعات‬
‫هذه العبوات؟‬ ‫وحتى اآلن ليس الوضع أفضل‬ ‫ف��ي ح���ال تفشي المرض‪،‬‬ ‫العمرة‪ ،‬بدعوى الخوف عليهم‪،‬‬ ‫ف��ي م��ص��ر ح��ت��ى ال��ث��ال��ث من‬
‫اإلجابة أيها القارئ الكريم لن‬ ‫ك��ث��ي��راً عما ك��ان منذ ‪ 90‬عاما‬ ‫ه��ل ه��ن��اك اس��ت��ع��دادات كافية‬ ‫و ه��و اآلم���ر ال���ذي ل��م نعتاده‬ ‫أكتوبر الجاري بسبب مخاوف‬
‫تكون بعيدة عن ذهنك‪ ،‬و لعلك‬ ‫بالنسبة ألوضاع فقراء هذا العالم‬ ‫الستقبال المستشفيات المزيد‬ ‫من حكومتنا الحبيبة‪ ،‬والتي ال‬ ‫م��ن انتشار ف��ي��روس أنفلونزا‬
‫خمنتها منذ زم���ن‪ ،‬و بالطبع‬ ‫و المصريين من ضمنهم‪.‬‬ ‫من المرضى والمصابين الجدد؟‬ ‫تكترث بحوادث الطرق اليومية‪،‬‬ ‫الخنازير‪ .‬وك��ان من المقرر أن‬
‫سيكون المصل بعيداً عن هؤالء‬ ‫الحقيقة أن المصل المضاد و‬ ‫وه��ل اقتراح ال��دراس��ة عن بعد‬ ‫وال ال��ق��ط��ارات ال��م��ح��ت��رق��ة‪ ،‬أو‬ ‫تبدأ المدارس والجامعات العام‬
‫ال��ل��ذي��ن ال يتحملون تكلفته‬ ‫هو الحل العلمي الوحيد للوقاية‬ ‫ال‬
‫وعبر الفضائيات سيكون بدي ً‬ ‫السفن الغارقة‪ ،‬أو حتى األمراض‬ ‫الدراسي الجديد في األسبوع‬
‫العالية‪ .‬و ال يستطيعون تحمل‬ ‫من المرض‪ ،‬وهو الشيء الوحيد‬ ‫حقيقياً عن تعليق الدراسة وغلق‬ ‫المزمنة من التهاب كبدي وبائي‪،‬‬ ‫األخير من شهر سبتمبر‪ .‬وقررت‬
‫تكلفة الدفاع عن حياتهم بعبوة‬ ‫ال��ذي تبخل به علينا حكومة‬ ‫ال‬
‫المدارس‪ ،‬في بلد يعاني أص ً‬ ‫أو فشل كلوي‪ ،‬أو أورام سرطانية‪،‬‬ ‫الحكومة أن يصبح األسبوع‬
‫دواء‪ ،‬أولئك اللذين يكدسون‬ ‫رج��ال األع��م��ال‪ ،‬و ذل��ك بدعوى‬ ‫م��ن ت��ده��ور التعليم وتفشي‬ ‫تحصد منا بضعة ألوف كل عام‪.‬‬ ‫الدراسي ‪ 6‬أياماً‪ ،‬لمحاولة تقليل‬
‫يوميا في المترو و األتوبيسات‬ ‫ارتفاع سعره‪ ،‬و في الوقت الذي‬ ‫ال��دروس الخصوصية؟ ببساطة‬ ‫و أخيراً هجمت علينا وسائل‬ ‫حجم الفصول الدراسية‪ ،‬لوقف‬
‫في رحلتهم اليومية للبحث عن‬ ‫تتصارع فيه ال��دول لتصنيع أو‬ ‫ه��ل ستنجح حكومة الفساد‬ ‫األعالم الحكومية المسموعة و‬ ‫انتشار مرض أنفلونزا الخنازير‬
‫ال���رزق‪ ،‬ه��ؤالء اللذين يكدس‬ ‫على أق��ل تقدير ش���راء كمية‬ ‫واإلفقار في حماية الناس من‬ ‫المرئية و المقرؤة بحملة للوقاية‬ ‫‪.‬وي��أت��ي ه��ذا في سياق إعالن‬
‫أبنائهم في الفصول الحكومية‬ ‫كافية من األمصال لمواطنيها‬ ‫وباء عالمي بهذا الحجم‪.‬‬ ‫من المرض و انتشاره‪ ،‬تشرح‬ ‫منظمة الصحة العالمية عن‬
‫ال��رط��ب��ة بعضهم ف��وق بعض‪.‬‬ ‫نجد حكومتنا الرشيدة تنهال‬ ‫فعلى حد قول رئيسة منظمة‬ ‫لنا فيها كيف نعطس و كيف‬ ‫عدم موافقتها على أي إجراءات‬
‫أول��ئ��ك اللذين تعتل صحتهم‬ ‫علينا عبر وسائل أعالمها بأضرار‬ ‫الصحة العالمية «هناك خطورة‬ ‫نغسل أيدينا‪ ،‬و كيف يحيى كل‬ ‫لغلق المدارس و الجامعات‪ ،‬الن‬
‫م��ن س��وء التغذية‪ ،‬و اإلنهاك‬ ‫و مخاطر المصل المضاد‪ ،‬و أثاره‬ ‫م��ن ع��دم ق��درة المنظمة على‬ ‫منا األخر‪ ،‬و أين نخرج و متى و‬ ‫ذلك لن يؤدى إلى خفض درجة‬
‫المستمر‪ ،‬هؤالء المكدسين في‬ ‫الجانبية‪ ،‬وبالطبع تصريحات‬ ‫ت��وق��ع ت��أث��ي��ر ال��ف��ي��روس على‬ ‫لماذا! أما من لم يتبع التعليمات‬ ‫الخطر من انتشار الوباء‪.‬‬
‫األزقة و الحواري الضيقة البعيدة‬ ‫وزير الصحة الوردية بإصابة ‪16‬‬ ‫الدول النامية‪ ،‬التي ال تتوافر بها‬ ‫فهو ال��م��س��ئ��ول؟ و علية جرم‬ ‫هذه هي الحلقة األحدث في‬
‫عن الشمس و التهوية الصحية‪.‬‬ ‫مليون مصري بأنفلونزا الخنازير‬ ‫اإلمكانيات الصحية المالئمة‬ ‫اإلصابة وحده!‬ ‫سلسلة اإلج���راءات الحكومية‬
‫هم باختصار من سيحتاجون‬ ‫ووفاة ‪ 7‬ماليين في حالة تفشي‬ ‫لمواجهة ال��م��رض‪ ،‬ن��ظ��راً ألن‬ ‫ال��ج��دي��ر ب��ال��ذك��ر أن��ن��ا في‬ ‫الفاشلة و التي ب���دأت بقتل‬
‫الدواء فعال ألنهم األكثر عرضة‬ ‫المرض‪.‬‬ ‫األمراض العادية تتسبب لديها‬ ‫البداية‪ ،‬حيث ح��االت اإلصابة‬ ‫‪ 200‬ألف خنزير‪ ،‬و تشريد آالف‬
‫لإلصابة بالعدوى‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫ولكن بالرغم من كل شيء‬ ‫ب��ح��االت وف��ي��ات مرتفعة‪ ،‬ومن‬ ‫لم تصل إلى األلف حتى اآلن‪،‬‬ ‫اآلس���ر م��ن العاملين بمجال‬
‫شك أكيد في حصولهم على‬ ‫أعلن الجبلي أن مصر لديها‬ ‫ثم ستكون الصورة أشد قتامة‬ ‫ت��وف��ى منها ‪ 2‬ف��ق��ط‪ ،‬أم���ا هذا‬ ‫تربيتها‪ ،‬في إجراء فريد من نوعه‬
‫المصل‪ ،‬و لكنهم دوما بوسعهم‬ ‫مليون عبوة من مصل مكافحة‬ ‫إذا انتشر الوباء بين هذه الدول‬ ‫التخبط و العشوائية‪ ،‬والقرارات‬ ‫على مستوى العالم‪ ،‬مروراً بمنع‬
‫انتزاعه‪.‬‬ ‫أنفلونزا الخنازير‪ ،‬وقال «مازلنا‬ ‫الفقيرة»‪.‬‬ ‫الغير مدروسة من قبل الحكومة‪،‬‬ ‫الموالد‪ ،‬و االحتفاالت الشعبية‬

‫حصار حكومة رجال األعمال ألهالى الجبل‬


‫نتيجة‪ ،‬و في االجتماع الثاني‬ ‫األهالي‪ ،‬و اثبت أن الجبل بحالة‬ ‫باسم « اللجنة الشعبية للدفاع‬ ‫مأساة أبو يوسف‬ ‫ياسر لبالب‬
‫قال وكيل المجلس عبد الجواد‬ ‫جيده وال حاجة إلزال��ة أي من‬ ‫عن أهالي منطقة أبو يوسف»‬ ‫منذ قرابة العام و نصف‪ ،‬قامت‬
‫حسن باللفظ « انهم ال يملكون‬ ‫منازل المنطقة‪ ،‬حتى تلك الواقعة‬ ‫و تشكلت لجنتين أحدهما‬ ‫محافظة اإلسكندرية بإرسال‬ ‫ابويوسف ‪ ..‬طوسون ‪..‬عزبة‬
‫من أمرهم شيئاً حتى يقفون مع‬ ‫على أط��راف الجبل‪ ،‬ويحتاج‬ ‫قانونية و أخرى إعالميه تضم‬ ‫إنذارات إخالء لسكان الكيلو ‪،17‬‬ ‫العرب ‪ ..‬مساكن شوتس ‪..‬‬
‫األهالي»‪.‬‬ ‫بعض أج���زاء الجبل فحسب‬ ‫ناشطين سياسيين وحقوقيين‬ ‫في منطقة أبو يوسف‪ ،‬إلخالء‬ ‫الطابية ‪ ..‬و غيرها ما الجديد؟‬
‫لكن جبروت رئيس المجلس‬ ‫بعض الترميمات و تبطينه‪.‬‬ ‫من اإلسكندرية‪ ،‬و بالفعل قامت‬ ‫منازلهم‪ ،‬و تهديدهم باإلخالء‬ ‫فبعد ان��ه��ي��ار ص��خ��رة الدويقة‬
‫المحلى دفعه للتصريح‪ ،‬بلغة‬ ‫المجلس المحلي والتحالف‬ ‫اللجنة الشعبية بإصدار بيان‬ ‫ال��ج��ب��ري متذرعين بهشاشة‬ ‫ال��ع��ام ال��م��اض��ي ع��ل��ى سكان‬
‫م��دي��ر أم���ن‪ ،‬م��ه��دداً و متوعداً‬ ‫مع مافيا األراضي‬ ‫ي��ش��رح األه��ال��ي فيه قضيتهم‬ ‫الجبل‪ ،‬و وشوك انهياره‪ ،‬بالرغم‬ ‫المنطقة‪ ،‬و قتلت ال��م��ئ��ات‪ ،‬و‬
‫األه���ال���ي‪« ،‬ب��أن��ه س���وف يهدم‬ ‫شعر أصحاب المنازل المهددة‬ ‫للرأي العام‪ ،‬و يحددوا مطالبهم‪،‬‬ ‫من وجود مجمع سكنى جديد‬ ‫دمرت عشرات المساكن على‬
‫منازلهم و يجعلهم يعيشون في‬ ‫بصدمة قوية حينما جاءتهم‬ ‫جاء فيه‪:‬‬ ‫يتم بناءه حالياً على مقربة من‬ ‫ساكنيها م��ن ال��ف��ق��راء‪ ،‬دأب��ت‬
‫الخيام»‪.،‬‬ ‫إن�������ذارات ب���اإلخ�ل�اء اإلداري‬ ‫«إن أه��ال��ي الكيلو ‪ 17‬أبو‬ ‫المنطقة المهددة باالنهيار‪ ،‬على‬ ‫حكومة رجال األعمال على نهب‬
‫يعتقد بعض األهالي أنه عن‬ ‫لمنازلهم‪ ،‬وتبين كما نشرت‬ ‫يوسف‪ ,‬لن يقفوا مكتوفي األيدي‬ ‫حد تعبير المحافظة و الحي‪ ،‬و‬ ‫م��زي��دا م��ن األراض���ي‪ ،‬و ط��رد و‬
‫طريق أعضاء مجلس الشعب و‬ ‫الصحف أن خمسة من أعضاء‬ ‫فمن حق القتيل أن يدافع عن‬ ‫تم استخراج تصريح هذا المجمع‬ ‫تهجير المواطنين‪ ،‬بهدف إقامة‬
‫الشورى‪ ،‬والمجالس المحلية‪،‬‬ ‫المجالس المحلية المنتمين‬ ‫نفسه ضد قاتله‪ ,‬و من حقنا أن‬ ‫الجديد من حي العامرية‪ ،‬في‬ ‫بعض المشاريع االستثمارية‪،‬‬
‫يمكن تصعيد مشكلتهم‪ ،‬خاصة‬ ‫للحزب الوطني‪ ،‬و منهم ثالثة‬ ‫يسمع القضاء المصري صوتنا ‪,‬‬ ‫نفس توقيت ص���دور ق���رارات‬ ‫ع��ل��ى ش��ك��ل ف��ي�لات و قصور‪،‬‬
‫إذا ك��ان��وا م��ن ال��ش��رف��اء‪ ،‬الذين‬ ‫أع���ض���اء مقيمين بالمنطقة‬ ‫و من واجب كافة القوى الوطنية‬ ‫اإلخ�لاء‪ ،‬مما يؤكد وج��ود تجار‬ ‫أب���راج لألغنياء‪ ،‬كيف ننسى‬
‫انتخبوهم الناس بنزاهة‪ ،‬لكن‬ ‫وأص��ح��اب أراض��ى بها‪ ،‬هم من‬ ‫أن تقف معنا‪ ،‬في معركتنا للبقاء‬ ‫أراض��ى و عقارات لهم مصلحة‬ ‫أن الفيالت المقامة أعلى سفح‬
‫هذا يتناقص مع الواقع اليومي‬ ‫استغلوا ما ح��دث في الدويقة‬ ‫على قيد الحياة‪ ،‬و في النضال‬ ‫من طرد األهالي من المنطقة‪ ،‬و‬ ‫المقطم‪ ،‬وال��م��زودة بحمامات‬
‫الذي يؤكد سيطرة عصابة رجال‬ ‫كفزاعة للمحافظة‪ .‬مما جعل‬ ‫من أجل المطالب اآلتية‬ ‫إنشاء مجمعات سكنيه جديده‬ ‫سباحة‪ ،‬كان لها دور في تصدع‬
‫األعمال على تلك المجالس‪،‬‬ ‫األهالي يتساءلون عن أعضاء‬ ‫أو ًال ‪ :‬التحقق م��ن خالل‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫أجزاء من المقطم‪.‬‬
‫ال���ت���ي ت��س��ه��ر ع��ل��ى تطبيق‬ ‫المجالس المحلية‪ ،‬التي لم‬ ‫لجنة محايدة من حالة الصخرة‪,‬‬ ‫أم���ا ال��م��ن��ازل ال��م��ق��ت��رح��ة «‬ ‫يبدو أن حكومة رجال األعمال‬
‫تشريعات وق���رارات تصب في‬ ‫يسمع بهم أح��د منذ انتهاء‬ ‫بحيث ال يتم إزال��ة منازلنا إذا‬ ‫كتعويض « ت��ق��ع ف��ي الكيلو‬ ‫بعد أن أن��ج��زت ال��ج��زء األكبر‬
‫مصالحة أصحاب رؤوس األموال‪،‬‬ ‫االنتخابات الماضية‪ ،‬إال كمن‬ ‫كانت حالة الصخرة جيدة أو إذا‬ ‫‪ ،26‬و هي منطقه تود محافظة‬ ‫م��ن ال��خ��ص��خ��ص��ة‪ ،‬ح��ي��ث بيع‬
‫ولن تسمح تلك العصابة بتبديل‬ ‫سكت دهرا ‪ ..‬و نطق كفرا‪ .‬مما‬ ‫كانت تكسية وتبطين الصخرة‬ ‫اإلسكندرية أن تجعلها « مقبرة‬ ‫شركات القطاع العام و المصانع‬
‫موازين القوى‪ ،‬وستثبت األيام‬ ‫دفع بعض األهالي بالتوعد بأنهم‬ ‫ال علمياً للمشكلة‪.‬‬ ‫حً‬ ‫« لكل فقراء المحافظة‪ ،‬و أن‬ ‫و ومحاوالتها الجادة لخصخصة‬
‫القادمة أن تمسك أهالي أبو‬ ‫ل��ن ينجحوا ف��ي االنتخابات‬ ‫ثانياً إذا كان البد وإزالة بيوتنا‪،‬‬ ‫تكون مجمعاً لهم بعيدا عن أي‬ ‫التعليم وال��ص��ح��ة‪ .‬أصبحت‬
‫ي��وس��ف بمنازلهم و دفاعهم‬ ‫القادمة‪ ،‬التي اقترب موعدها‪.‬‬ ‫فمن حقنا أن توفر لنا الحكومة‬ ‫مواصالت أو خدمات أساسية‪،‬‬ ‫تنظر إل��ى األراض���ي باعتبارها‬
‫عنها مهما كانت التضحيات‪ ،‬هو‬ ‫ت��ش��ك��ل وف���د م���ن األه��ال��ي‬ ‫مساكن بديلة ب���ذات القيمة‬ ‫علما بان تلك المنطقة المقترحة‬ ‫مصدر دخ��ل ه��ام‪ ،‬حيث توجد‬
‫الكفيل بتحقيق مطالبهم‪ .‬طالما‬ ‫وعدد من المحامين الشرفاء‪ ،‬و‬ ‫ال��س��وق��ي��ة وب��ن��ف��س مساحات‬ ‫ع���ب���ارة ع���ن ت��ج��م��ع سكنى‬ ‫مافيا تبحث عن مواقع األراضي‬
‫ظل أهالي أبو يوسف يرددون‬ ‫أح��زاب المعارضة‪ ،‬و المنظمات‬ ‫المنازل ‪ ,‬و أن تكون مكتملة‬ ‫آي��ل للسقوط‪ ،‬ب��ج��وار مصانع‬ ‫ال��م��م��ي��زة‪ ،‬ال��ص��ال��ح��ة لبعض‬
‫«يا حكومة ‪ ..‬يا مسئولين‪ ..‬دي‬ ‫الحقوقية‪ ،‬و حركات التضامن‪،‬‬ ‫المرافق والخدمات‪.‬‬ ‫البتروكيماويات و الكربون‪ ،‬مما‬ ‫المشاريع االستثمارية‪ ،‬وخاصة‬
‫بيوتنا ‪ ..‬محناش حنسيبها‪..‬‬ ‫و الصحف المستقلة‪ ،‬وذهب‬ ‫بعد العديد من ال��ج��والت و‬ ‫سيكون له آث��اره السلبية من‬ ‫إذا كان أصحابها أو قاطنيها من‬
‫محناس خارجين»‪.‬‬ ‫ل�لاج��ت��م��اع ب��األس��ت��اذ محمد‬ ‫بعد ص��دور تقرير م��ن المركز‬ ‫الناحية البيئية و الصحية‪.‬‬ ‫الفقراء‪ ،‬فما أسهل التخلص من‬
‫سيف‪ ،‬وكيل المجلس المحلى‪،‬‬ ‫الهندسي بكلية الهندسة يقيم‬ ‫على الفور تشكلت لجنة من‬ ‫ه��ؤالء‪ ،‬في ظل التحالف بين‬
‫و ان��ت��ه��ى االج��ت��م��اع دون أي‬ ‫حالة الجبل‪ ،‬و ج��اء في صالح‬ ‫أهالي المنطقة المهددة باإلخالء‬ ‫مافيا األراضي ورجال السلطة‪.‬‬

‫‪¯¯11‬‬ ‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬


‫عربي ودولى‬

‫مخططات لتهويدها‬
‫القدس عاصمة للثقافة العربية‬
‫محمد حسني‬
‫المكتبات والتحف‪ ،‬التي تضمها تلك‬
‫المباني‪ .‬إلى جانب اعتداءات المستمرة‬
‫من جانب المستوطنين المسلحين ضد‬ ‫نحن في ‪ ،2009‬عام «القدس عاصمة‬
‫أهالي القدس العرب‪ .‬ويجب التذكير‬ ‫الثقافة العربية»‪ ،‬ال تزال الصحف تطالعنا‬
‫بأنه على يد أحد هؤالء المستوطنين تم‬ ‫بأخبار عن انتهاكات إسرائيلية جديدة‪،‬‬
‫إحراق المسجد األقصى في‪.1969‬‬ ‫تضر باألماكن المقدسة في مدينة القدس‪،‬‬
‫ويرجع تاريخ الحفريات في القدس‬ ‫وبالرغم خطورة كل حادث‪ ،‬تفصيال‪ ،‬فإنه‬
‫إلى فترات زمنية سابقة على النشاط‬ ‫يقع ضمن سلسلة طويلة من الممارسات‬
‫الصهيوني‪ ،‬ولكنها كانت تستند أساسًا‬ ‫الصهيونية اصطلح على تسميتها «تهويد‬
‫إلى ما يسرده «العهد القديم من أحداث»‪،‬‬ ‫القدس»‪ ،‬وتضم في إطارها كل العمليات‬
‫ول��م تستطع البعثات االستكشافية‪،‬‬ ‫واإلجراءات‪ ،‬والممارسات التي ترمي إلى‬
‫مختلفة الجنسيات‪ ،‬في العثور على أدلة‬ ‫محو هوية القدس كمدينة عربية‪ ،‬وإضفاء‬
‫ذات حيثية يعتد بها‪ ،‬تثبت أي تاريخ‬ ‫طابعاً يهودياً‪-‬صهيونياُ عليها‪.‬‬
‫ي��ه��ودي للقدس أو محيطها‪ ،‬مما حدا‬ ‫يشمل النشاط الصهيوني في القدس‬
‫بإسرائيل بعد االستيالء على القدس‪،‬‬ ‫تغيير التركيبة السكانية‪ ،‬بطرد المواطنين‬
‫وبعد الثورة العربية الكبرى‪ ،‬ك��ان جل‬ ‫من نصيبها‪ .‬أما في العصور الوسطى‪،‬‬ ‫في ‪ ،1967‬باستبعاد أية بعثات علمية غير‬ ‫العرب‪ ،‬ومنع عودة الالجئين والنازحين‪،‬‬
‫ما يحلم به الصهاينة‪ ،‬هو السيادة على‬ ‫وحتى القرن التاسع عشر‪ ،‬كانت صورة‬ ‫صهيونية والتضييق عليها‪ ،‬والقيام بتلك‬ ‫وكذلك المسافرين لفترة قصيرة‪ ،‬في‬
‫«القدس الغربية»‪ ،‬ألسباب اقتصادية‬ ‫القدس رومانسية‪ ،‬خيالية‪ ،‬تمثل رمزًا‬ ‫المهمة بنفسها‪ ،‬وتم فضح عملية دس آثار‬ ‫مقابل إحالل مستوطنين يهود محلهم‪،‬‬
‫بحتة‪ ،‬وتدويل القدس الشرقية‪.‬‬ ‫ألحالم الخالص الروحي‪ ،‬الذي لم يقترن‬ ‫مزيفة في طريق االستكشافات‪ .‬وأخيرا‬ ‫وأغلب هؤالء المستوطنين من المتدينين‬
‫لكن األم��ر الواقع‪ ،‬ال��ذي أسفرت عنه‬ ‫بأي نشاط استيطاني‪ ،‬عدا زيارة الحجاج‬ ‫ف��إن جميع الحفريات‪ ،‬التي تصاعدت‬ ‫المتعصبين كثيري اإلنجاب‪ ،‬ومستواهم‬
‫ح��رب ‪ ،1948‬حيث هزيمة الجيوش‬ ‫والمسنين اليهود‪.‬‬ ‫وتيرتها بشدة‪ ،‬منذ التسعينيات‪ ،‬فشلت‬ ‫االقتصادي واالجتماعي متدن‪ ،‬ال تعوذهم‬
‫العربية‪ ،‬ه��و ال��ذي دف��ع الصهاينة إلى‬ ‫في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر‪،‬‬ ‫في إثبات هوية يهودية للمدينة‪ ،‬بعد هذا‬ ‫ال��دواف��ع لالعتداء على الفلسطينيين‪.‬‬
‫الشروع في سياسات‪ ،‬وممارسات بهدف‬ ‫سعى تيار اليهودية اإلصالحية إلى محو‬ ‫الفشل الذريع‪ ،‬وضعت الصهيونية أمامها‬ ‫كما تعكف إسرائيل على توسيع نطاق‬
‫االحتفاظ بالقدس‪ ،‬وهو السبب نفسه‬ ‫ذكر صهيون من الوعي اليهودي‪ ،‬بهدف‬ ‫هدفاً محدداً‪ ،‬هو تدمير اآلثار اإلسالمية‬ ‫القدس إدارياً‪ ،‬وضم المزيد والمزيد من‬
‫الذي دفعهم إلى إج��راءات ضم القدس‬ ‫مساعدته على االندماج في المجتمع‬ ‫والمسيحية‪ ،‬وذلك حتى يستقيم المنطق‬ ‫المستوطنات المحيطة‪ ،‬وتكثيف البناء‪،‬‬
‫الشرقية‪ ،‬عقب حرب ‪.1967‬‬ ‫ال��غ��رب��ي‪ .‬ف��ي ال��م��ق��اب��ل‪ ،‬ب���دأت بعض‬ ‫الصهيوني العنصري القائم على أسطورة‬ ‫حتى تخلق أمرأً واقعاً على المدى البعيد‪،‬‬
‫بعد حرب ‪ ،1973‬وبخاصة بعد تولي‬ ‫الكتابات الصهيونية منذ منتصف القرن‬ ‫«أرض بال شعب لشعب بال أرض»‪.‬‬ ‫بان تكون المدينة صهيونية‪ ،‬من حيث‬
‫حكومة الليكود‪ ،1977‬زادت النعرة الدينية‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬تستخدم حلم العودة إلى‬ ‫جدير بالذكر أن سبب عدم وجود آثار‬ ‫عدد السكان ‪ ،‬والطابع الغالب عليها‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالقدس‪ .‬وبعد كامب ديفيد‬ ‫صهيون‪ ،‬بهدف اجتذاب يهود شرق أوروبا‪،‬‬ ‫تعود لما يسمى «التاريخ اليهودي» يرجع‬ ‫يصعب حصر الممارسات اإلسرائيلية‬
‫أصبح شعار «القدس الموحدة»‪ ،‬كعاصمة‬ ‫الذين غرقوا في الفقر والفكر األسطوري‪.‬‬ ‫إل��ى أن «أورشليم» ظلت تحت حكم‬ ‫ف��ي سبيل تهويد‪ ،‬لكن أخطرها هي‬
‫إلسرائيل‪ ،‬منذ ‪ ،1980‬من الثوابت لدى‬ ‫على الصعيد العملي‪ ،‬كانت الصهيونية‬ ‫اليهود‪ ،‬بفرض صحة الرواية التوراتية‪،‬‬ ‫الحفريات التي تتم تحت المقدسات‬
‫جميع القوى السياسية في إسرائيل‪.‬‬ ‫السياسية والعملية تشترط أن يكون‬ ‫لفترة قصيرة جدًا‪ ،‬ثم أصبحت تحت حكم‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬خاصة المسجد األقصى‪ ،‬ومن‬
‫القدس مستبعدة من أي تسوية محتملة‬ ‫الوطن القومي لليهود في فلسطين‪ ،‬وإن‬ ‫اإلغريق‪ ،‬ثم الرومان‪ ،‬ثم العرب‪ ،‬الذين‬ ‫بينها النفق الشهير‪ ،‬تهدف تلك الحفريات‬
‫مع الفلسطينيين‪ ،‬وحتى أكثر المشروعات‬ ‫كان ال يعني ذلك‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬أن تكون‬ ‫عاشوا في القدس منذ القرن السابع‬ ‫ف��ي المجمل إل��ى تقويض أساسات‬
‫النظرية كرمًا‪ ،‬ال تمنح الفلسطينيين أكثر‬ ‫القدس عاصمته‪ .‬في السنوات األولى‬ ‫وحتى القرن العشرين‪ .‬وق��د اتسمت‬ ‫المباني األث��ري��ة‪ ،‬وتعريضها للسقوط‪،‬‬
‫من حق ممارسة الشعائر‪ ،‬وبحد أقصى‬ ‫لالستيطان‪ ،‬كانت ال��ق��دس مهمشة‪،‬‬ ‫ص���ورة أورش��ل��ي��م ف��ي ال��ت��راث اليهودي‬ ‫وهو ما تم بالفعل مع عدد من المباني‬
‫سيادة بلدية محدودة على قرى القدس‬ ‫سواء من حيث مشروعات االستيطان‪،‬‬ ‫القديم بالتناقض‪ ،‬أحيانا تذكر بشيء‬ ‫التاريخية‪ ،‬تقل أهميتها الدينية واألثرية‬
‫العربية‪ ،‬وإدارة شئون األوقاف‪.‬‬ ‫أو من حيث المطالبة بالسيادة البلدية‪،‬‬ ‫من اإلجالل وأحياناً أخرى يكون اللعن‬ ‫عن المسجد األقصى‪ ،‬عالوة على نهب‬

‫في الجابون‪ :‬الشارع يرفض مرور سيناريو «التوريث بسالم»‬


‫دوما لالتهام بالفساد‪.‬‬ ‫إنتاج الجابون ‪11‬مليون طن سنويا‪ .‬يُقدر‬ ‫مرشحَيْن آخرَيْن فوزهما باالنتخابات‬ ‫في مطلع سبتمبر الماضي‪ ،‬أُعلنت‬
‫يعد بونجو األب‪ ،‬أطول الحكام بقا ًء في‬ ‫الدخل القومي بـ‪7.9‬مليار دوالر‪ ،‬ومتوسط‬ ‫هما زعيم المعارضة المخضرم‪ ،‬بيير‬ ‫نتائج االنتخابات الرئاسية في «الجابون»‪،‬‬
‫منصبه(‪ ،)42‬بعد اعتزال كاسترو‪ ،‬ويليه اآلن‬ ‫دخ���ل ال��ف��رد ‪6500‬دوالر‪ ،‬وه���و متوسط‬ ‫مامبوندو‪ ، ،‬الذي صرح بأنه فاز في أربعة‬ ‫والتي أجريت في نهاية أغسطس‪ ،‬بعد‬
‫معمر القذافي (‪40‬سنة) على رأس قائمة‪،‬‬ ‫مفترض‪ ،‬مخالف للواقع‪ ،‬حيث يعيش‬ ‫أقاليم‪ ،‬من بين أقاليم الجابون التسعة‪،‬‬ ‫وف��اة الرئيس السابق عمر بونجو‪ ،‬في‬
‫يأتي مبارك فيها في الترتيب الخامس‬ ‫الغالبية العظمى في فقر شديد‪.‬‬ ‫وال��ت��ي ت��ض��م‪%61‬م��ن األص���وات‪ ،‬والوزير‬ ‫يونيو الماضي‪ .‬كانت نتيجة االنتخابات‬
‫(‪28‬سنة)‪ ،‬والتونسي زين العابدين بن‬ ‫أل��ب��رت ب��ي��رن��ارد ب���ون���ج���و(‪،)2009-1935‬‬ ‫السابق أندري مبا أوبامي‪ .‬بينما أعلن‬ ‫هي حصول «الوريث» علي بونجو‪ ،‬نجل‬
‫علي(‪21‬سنة) في الترتيب العاشر‪.‬‬ ‫المعروف بالحاج عمر بونجو‪ ،‬ينتمي إلى‬ ‫ثالث إضرابًا عن الطعام‪.‬‬ ‫الرئيس المتوفى‪ ،‬على ‪%42‬من األصوات‪،‬‬
‫عمر بونجو‪ ،‬من أكبر أثرياء العالم‪،‬‬ ‫عرقية الباتيك‪ ،‬قليلة التعداد‪ ،‬في قرية‬ ‫الجابون‪ ،‬هي رابع أكبر منتج للنفط‪،‬‬ ‫مقابل‪ %26‬للمرشح التالي‪.‬‬
‫ويمتلك ثروة عقارية في فرنسا‪( ،‬الراعي‬ ‫«لواي»‪ ،‬التي أصبحت بعد ذلك مدينة‪،‬‬ ‫وثاني أكبر منتج لألخشاب‪ ،‬في أفريقا‪،‬‬ ‫عقب إعالن النتائج‪ ،‬اندلعت المصادمات‬
‫الرسمي للنظام)‪ ،‬فيعد بونجو حليفا‬ ‫وسُميت باسمه»بونجوفيل»!‪ ،‬عمل‬ ‫تقع على الساحل الشرقي لوسط أفريقا‪،‬‬ ‫في الشارع بين المواطنين وقوات األمن‪،‬‬
‫قويا لفرنسا‪ ،‬ومرتكزا لنفوذها في وسط‬ ‫بونجو موظف في البريد واالتصاالت‪،‬‬ ‫وم��س��اح��ت��ه��ا‪268‬أل��ف ك��م تقريبا‪ ،‬عدد‬ ‫وتصاعدت وتيرتها‪ ،‬وقد استخدم األمن‬
‫أفريقيا‪ ،‬وتلقى ابنه‪ ،‬علي بونجو التعليم‪،‬‬ ‫ثم التحق بالعسكرية‪ ،‬وتخرج مالزم‬ ‫سكانها‪1.4‬مليون نسمة‪ ،‬سميت عاصمتها‬ ‫الهراوات وقنابل الغاز‪ ،‬وألقى القبض على‬
‫في أرقى جامعاتها(السوربون)!‪ .‬وهناك‬ ‫طيار!‪ ،‬صعد بونجو سريعا في المناصب‬ ‫ليبرفيل‪ ،‬أي مدينة األح��رار‪ ،‬حيث كان‬ ‫العشرات‪ ،‬بينما قام المتظاهرون باقتحام‬
‫ألف جندي فرنسي بالجابون‪ ،‬خالف‬ ‫السياسية‪ ،‬في عهد سلفه ليون إمبا‪ ،‬حتى‬ ‫موقعاً من أهم مركز االتجار في العبيد‪،‬‬ ‫أحد السجون‪ ،‬في «بورت جنتل»‪ ،‬ثاني‬
‫المدنيين‪ ،‬الذين يقدرون بعشرة آالف‪،‬‬ ‫أصبح نائب الرئيس‪ ،‬وتولى السلطة‬ ‫التي أنشأها البرتغاليون‪ .‬تضاريسها‬ ‫أكبر مدينة‪ ،‬وأطلقوا س��راح السجناء‪،‬‬
‫طلبت منهم فرنسا ال��ت��زام منازلهم‪،‬‬ ‫بعد وفاة «إمبا» في‪ ،!1966‬اعتنق اإلسالم‬ ‫ساحلية‪ ،‬وبها عدد من األنهار‪ ،‬وتغطي‬ ‫كما تعرضت بعض محطات الوقود‬
‫بعد االض��ط��راب��ات األخ��ي��رة‪ ،‬حيث وجه‬ ‫في ‪ ،1973‬ورأس «الحزب الديموقراطي‬ ‫الغابات مساحة كبيرة منها‪ ،‬وأغلب القبائل‬ ‫والمحالت التجارية للتخريب‪ .‬لم تفلح‬
‫الشارع جزء من غضبه‪ ،‬تجاة الممتلكات‬ ‫ال��ج��اب��ون��ي»!‪ ،‬ال��ذي ظ��ل يحكم البالد‬ ‫تعتنق المسيحية‪ ،‬وقد اعتنقت قبيلة‬ ‫تهديدات وزير الداخلية‪ ،‬وإعالن األحكام‬
‫الفرنسية‪ ،‬فتم إض��رام النار في مبنى‬ ‫منفردًا حتى‪ ،1990‬عند سماحة بتعددية‬ ‫البونجوي‪ ،‬وهي التي ينتمي إليها عمر‬ ‫العرفية‪ ،‬من إخماد المظاهرات الغاضبة‪،‬‬
‫شركة «توتال»الفرنسية للبترول‪ ،‬وفي‬ ‫حزبية‪ ،‬لم تغير من مكانته كحزب حاكم‪،‬‬ ‫بونجو‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬في فترة متأخرة(‪.)1973‬‬ ‫بينما حاول بعض المواطنين الخروج من‬
‫القنصلية الفرنسية‪ ،‬مما أدى إلى مصرع‬ ‫وإن فتحت الباب لمعارضة قوية‪ ،‬في‬ ‫بخالف زراعة الكاكاو والبن والمطاط‪،‬‬ ‫المدينة في قوارب‪.‬‬
‫شخصين‪ ،‬واتهمت المعارضة فرنسا‬ ‫بداية التسعينيات حدثت أزمة سياسية‪،‬‬ ‫والقصب‪ ،‬ونخيل الزيت‪ ،‬تملك الجابون‬ ‫عقد المرشحون الستة عشر اآلخرون‬
‫بالمساعدة في تزوير االنتخابات‪.‬‬ ‫ت��م تسويتها بإعطاء مناصب لزعماء‬ ‫ثروة معدنية عظيمة‪ ،‬تصل إل��ى‪ %60‬من‬ ‫مؤتمراً صحفياً‪ ،‬مبدين اعتراضهم على‬
‫المعارضة‪ .‬وكانت الزمرة الحاكمة معرضة‬ ‫صادراتها‪ .‬وقد ظهر البترول مؤخرًا‪ ،‬ويصل‬ ‫النتائج‪ .‬وإلى جانب علي بونجو‪ ،‬أعلن‬

‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬ ‫¯¯‪12‬‬


‫عربى ودولي‬

‫مبارك و أوباما‪ :‬تحالف ضد الشعوب‬


‫تامر وجيه‬

‫في غضون أقل من ثالثة أشهر‪ ،‬وبعد‬


‫خمسة أع��وام من الجفاء في ظل حكم‬
‫جورج بوش االبن‪ ،‬التقى الرئيس مبارك‬
‫مع الرئيس الجديد للواليات المتحدة‬
‫ب��اراك أوباما ثالثة م��رات دفعة واحدة‪.‬‬
‫وبينما يتفق الكثيرون على أن هذا مؤشر‬
‫على تغيير مهم في العالقات المصرية‬
‫األمريكية‪ ،‬إال أنهم يختلفون على تقييم‬
‫هذا التغيير‪ :‬هل هو إلى األحسن أم إلى‬
‫األسوأ؟‬
‫بدال من النظر إلى التفاصيل والتطورات‬
‫المؤقتة‪ ،‬يستحسن بنا أن نلقي نظرة‬
‫أشمل على طبيعة العالقات المصرية‬
‫األمريكية‪ .‬لماذا ارتبط البلدان رباطا يبدو‬
‫أنه وثيق وال ينفصم؟ وما هي أسس ما‬
‫يسمياه بالـ»عالقة االستراتيجية» التي‬
‫تربطهما؟‬

‫الجذور‬
‫ك��ان الرئيس السابق أن��ور السادات‬
‫ق��د ق��اد ف��ي مطلع السبعينيات تحوال‬
‫مهما ف��ي استراتيجية مصر الدولية‬
‫هنا تبدو كوتد إمبريالي ال غنى عنه‪.‬‬ ‫القطبية الثنائية‪ ،‬ومن ثم مع تدافع الدول‬ ‫أمريكا‪ ،‬فإن المقادير في الشرق األوسط‬ ‫من االرت��ب��اط باالتحاد السوفيتي إلى‬
‫هي الكيان الوحيد الذي ال يقصم ظهره‬ ‫العربية الواحدة تلو األخرى إلى أحضان‬ ‫ستختلف تماما‪ ،‬وستصبح إسرائيل بلدا‬ ‫التحالف مع الواليات المتحدة‪ .‬كثيرون‬
‫الصراع الطبقي؛ الكيان الوحيد الذي‬ ‫اإلمبريالية األمريكية‪ ،‬فإن أهمية إسرائيل‬ ‫عاديا‪ ،‬وسيعاد ترتيب التحالفات اإلقليمية‬ ‫ي��رون أن ه��ذا التحول يمكن تفسيره‬
‫توحده كراهيته للراديكالية العربية‪ .‬من‬ ‫لدى الواليات المتحدة لم تتضاءل‪ ،‬بل‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫من خالل شخصية السادات المغامرة‪،‬‬
‫هنا فهو يظل أس��اس أي استراتيجية‬ ‫على العكس زادت وتأكدت‪.‬‬ ‫هذا كان طريق السادات إلى أمريكا‪:‬‬ ‫أو ميوله األمريكية‪ ،‬أو حتى حبه ألفالم‬
‫إمبريالية لدرء خطر الراديكالية والثورة‬ ‫المفارقة هنا أن تبني األنظمة العربية‬ ‫إقناع األخيرة بأن إسرائيل ليست بالقوة‬ ‫الويسترن والكاوبوي! الحقيقة أن كل‬
‫في المنطقة ومصر‪.‬‬ ‫الستراتيجية ال��س�لام وسعيها إلى‬ ‫التي يتصورها الكثيرون عنها‪ ،‬ثم مد يد‬ ‫هذه التفسيرات الشخصية‪ ،‬مضللة وغير‬
‫خطب ود الواليات المتحدة لم يؤد إلى‬ ‫التعاون إلى «الصديق األمريكي»‪ .‬وهذا ما‬ ‫دقيقة‪.‬‬
‫مصر وأمريكا‬ ‫تغيير وضع وأهمية إسرائيل اإلقليميين‬ ‫دفع الرئيس المصري السابق إلى خوض‬ ‫أن���ور ال��س��ادات ك��ان يعبر‪ ،‬بقراراته‬
‫ف��ي ض��وء ه��ذا يمكننا فهم معضلة‬ ‫م��ن وجهة نظر اإلمبريالية العالمية‪.‬‬ ‫حرب أكتوبر التي كانت‪ ،‬كما تم اإلعالن‬ ‫ومواقفه‪ ،‬عن ميل في الطبقة الحاكمة‬
‫ال��ع�لاق��ة ال��م��ص��ري��ة األم��ري��ك��ي��ة‪ .‬زادت‬ ‫فقد استمرت إسرائيل في سياستها‬ ‫وقتها‪« ،‬حرب تحريك ال حرب تحرير»‪.‬‬ ‫المصرية لتغيير االستراتيجية المناهضة‬
‫الليبرالية الجديدة المصرية‪ ،‬كسياسة‬ ‫االستعمارية السافرة والعنصرية الفجة‬ ‫الحرب‪ ،‬كما تصور السادات‪ ،‬كانت ستقنع‬ ‫لإلمبريالية ال��ت��ي اتبعتها مصر في‬
‫تم اتباعها على مدى ربع قرن‪ ،‬من لهيب‬ ‫بدعم كامل من الواليات المتحدة‪ ،‬إلى‬ ‫ال��والي��ات المتحدة أن مصر أق��وى مما‬ ‫الخمسينيات والستينيات‪ ،‬والتي تلقت‬
‫الصراع الطبقي‪ .‬فهي وإن خلقت طبقة‬ ‫أن وصلت ال��والي��ات المتحدة نفسها‬ ‫يتصور األمريكان‪ ،‬وأن إسرائيل أضعف‬ ‫ضربة قاصمة في ‪ 5‬يونيو ‪ .67‬حزمة‬
‫م��ح��دودة وه��ش��ة مرتمية ف��ي أحضان‬ ‫إلى المنطقة بجيوشها الجرارة إلخضاع‬ ‫مما يعتقدون‪ .‬من ثم فإن من يجلسون‬ ‫السياسات التي ميزت مصر الناصرية‪،‬‬
‫الصهيونية واإلمبريالية‪ ،‬إال أنها خلقت في‬ ‫الشعوب وتحقيق الهيمنة الشاملة‪.‬‬ ‫على مقاعد الحكم في البيت األبيض‬ ‫والتي قامت على مناهضة اإلمبريالية‪،‬‬
‫المقابل بحرا من الفقر والكراهية ال حد‬ ‫سوف يفكرون بجدية في بناء تحالفات‬ ‫واتباع نموذج رأسمالية الدولة في التنمية‪،‬‬
‫له‪ .‬الواليات المتحدة بين نارين‪ .‬فهي‬ ‫الصراع الطبقي‬ ‫جديدة لحماية مصالحهم التي لم تعد‬ ‫ك��ان��ت تمر بمرحلة صعبة ف��ي أواخ��ر‬
‫إما أن تدعم نظام مكروه تميد األرض‬ ‫إذاً‪ ،‬زاد االرتباط المصري األمريكي عمقاً‬ ‫إسرائيل وحدها قادرة على حمايتها‪.‬‬ ‫الستينيات‪ .‬فقد ب��دأت مالمح الفشل‬
‫م��ن تحته‪ ،‬أو تسعى لتغييره فتأتي‬ ‫واتساعاً‪ ،‬ولكن إسرائيل لم تفقد مكانتها‬ ‫من هنا بدأت عملية السالم المصرية‬ ‫في سياسة التعبئة االقتصادية والتصنيع‬
‫الرياح بما ال تشتهي السفن من قوى‬ ‫لدى الواليات المتحدة‪ ،‬وال تراجعت عن‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬تلك العملية التي وصلت إلى‬ ‫تطفو إلى السطح‪ .‬وقد رأى البعض أن‬
‫راديكالية مستعدة لالنقضاض مكانه‪ .‬أما‬ ‫سياستها العنصرية االستعمارية‪ .‬جوهر‬ ‫منتهاها في ‪ 1979‬بتوقيع معاهدة السالم‬ ‫هذا ارتبط باألزمات السياسية‪ ،‬التي مرت‬
‫النظام المصري فهو اآلخر بين نارين‪ :‬إما‬ ‫اإلشكالية هو الفشل المروع للبرجوازيات‬ ‫الشهيرة التي دفع السادات حياته ثمنا‬ ‫بها الدولة في تلك اآلون��ة‪ .‬لكن آخرون‬
‫أن يرتمي في أحضان أمريكا كلية‪ ،‬وهو‬ ‫العربية‪ ،‬وعلى رأسها البرجوازية المصرية‪،‬‬ ‫لها‪.‬‬ ‫يعتقدون أن أسباباً اقتصادية أعمق‪،‬‬
‫بالفعل مع يفعله‪ ،‬حتى تتوفر له الفرصة‬ ‫في تحقيق تنمية تصلح أساساً لالستقرار‬ ‫منها ضيق السوق المحلية‪ ،‬لعبت دورا ال‬
‫الوحيدة للبقاء‪ ،‬ولكن على حساب كراهية‬ ‫ولترويج السالم والتطبيع مع إسرائيل‪ .‬لم‬ ‫تناقضات‬ ‫يستهان به في إفشال تجربة والتأميم‬
‫شعبية أكبر وأكبر؛ أو أن يعلن التمرد‬ ‫يؤد اندماج الرأسماليات العربية في نظام‬ ‫لكن تأتي الرياح بما ال تشتهي السفن‪.‬‬ ‫والتصنيع‪.‬‬
‫بين الحين والحين‪ ،‬فيقع تحت مقصلة‬ ‫العولمة الرأسمالية إلى نمو اقتصادي‬ ‫فقد أظهرت األحداث المتتابعة بوضوح‪،‬‬ ‫على كل األح��ول‪ ،‬تكفلت هزيمة ‪67‬‬
‫الغضب األمريكي‪.‬‬ ‫واسع‪ ،‬أو إلى تصاعد الرفاهية‪ ،‬أو إلى خلق‬ ‫بدءا من ضم القدس في عهد السادات‪،‬‬ ‫بكسر ظهر نظام الحكم‪ ،‬ووضعه في‬
‫على كل األح���وال‪ ،‬ف��إن االنتقال من‬ ‫وتثبيت شرائح طبقية واسعة متبنية‬ ‫م��رورا بغزو لبنان ‪ ،1982‬في بداية عهد‬ ‫موضع الضعف ال��م��زم��ن‪ .‬م��ن هنا بدأ‬
‫ب��وش إل��ى أوب��ام��ا ل��م يغير م��ن الواقع‬ ‫للطريق ال��رأس��م��ال��ي األم��ري��ك��ي‪ .‬على‬ ‫مبارك‪ ،‬وانتهاء بانهيار عملية السالم‬ ‫النقاش يدور‪ ،‬في الخفاء ووراء الكواليس‪،‬‬
‫الشيء الكثير‪ .‬بوش أراد تغيير األنظمة‬ ‫العكس أدى فشل التنمية الرأسمالية‬ ‫في األلفية الجديدة‪ ،‬أن إسرائيل لم‬ ‫وأحيانا في العلن‪ ،‬حول البدائل‪ .‬وبالقطع‬
‫ومنها نظام مبارك‪ ،‬ولكنه تراجع لما رأى‬ ‫إلى ظهور قوى معارضة راديكالية‪ ،‬بين‬ ‫تصبح‪ ،‬في نظر أمريكا‪ ،‬دولة عادية أبداً‪.‬‬ ‫كان البديل األمريكي ماثال على الدوام‪.‬‬
‫شبح الراديكالية يطل من غزة‪ .‬أوباما يريد‬ ‫قومية ويسارية في السبعينيات ومطلع‬ ‫ظلت إسرائيل هي الدولة المحورية في‬ ‫أنور السادات بلور رؤية شهيرة وقتها‬
‫مبارك قوياً ومستمراً‪ ،‬لكنه سيبيعه عند‬ ‫الثمانينيات ثم إسالمية في التسعينيات‬ ‫المنطقة والحليف األول‪ .‬األهم من ذلك‬ ‫قوامها أن الواليات المتحدة تعتمد على‬
‫أول منعطف إن توفر بديل أقوى وأكثر‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬تتطلع إلى اقتالع أنظمة‬ ‫أن االرتباط الوثيق بالواليات المتحدة لم‬ ‫إس��رائ��ي��ل‪ ،‬بالضبط ألنها ه��ي الطرف‬
‫ضمانا‪.‬‬ ‫الحكم واستبدالها بتيارات ساعية إلى‬ ‫يؤد إلى تكرار تجارب أخرى‪ ،‬كالتجربة‬ ‫الوحيد ف��ي ال��ش��رق األوس���ط الممالئ‬
‫يبقى الحل الوحيد لفك هذا التحالف‬ ‫محاربة الواليات المتحدة وإسرائيل‪.‬‬ ‫الكورية مثال‪ ،‬حين تحولت الدولة تحت‬ ‫ل�لإم��ب��ري��ال��ي��ة ال��ع��ال��م��ي��ة األك���ب���ر‪ ،‬وألن‬
‫سيئ السمعة مع اإلمبريالية في التخلص‬ ‫فشل التنمية المبنية على االندماج‬ ‫المظلة األمريكية إل��ى نمر اقتصادي‬ ‫إسرائيل هي الطرف اإلقليمي األكثر قوة‬
‫من الطبقة التي تحكم مصر‪ ،‬والتي ترى‬ ‫في السوق الرأسمالي العالمي والتحالف‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫واستقرار‪ .‬لكن لو حدث أن قوى إقليمية‬
‫مصلحتها ووج��وده��ا ف��ي التحالف مع‬ ‫مع اإلمبريالية أضعف األنظمة وخلق‬ ‫األك��ث��ر ط��راف��ة م��ن ذل��ك كله أن��ه مع‬ ‫أخ��رى كشفت ح��دود وضعف إسرائيل‪،‬‬
‫اإلمبريالية حماية لمصالحها مستقبلها‪.‬‬ ‫أزمة استقرار سياسي عميقة‪ .‬إسرائيل‬ ‫انهيار االتحاد السوفيتي‪ ،‬وانتهاء عصر‬ ‫وفي نفس الوقت عرضت التحالف مع‬

‫‪¯¯13‬‬ ‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬


‫ثقافة وفن‬

‫حسني الذي صار بط ً‬


‫ال !‬
‫نتخلى عنَّا‪ ،‬وتذكر فجأة‪ ،‬النظام‬ ‫محتجزين‪ ،‬ك��ره��ائ��ن‪ ،‬لشهور‬ ‫توفير احتياجاتنا الملحة‪ ،‬من‬ ‫ال��ت��ي م��ول��ه��ا‪ ،‬أم�����وال دافعي‬ ‫رباب المهدي‬
‫وإعالمه‪ ،‬أن إسرائيل عدو‪ ،‬يقف‬ ‫ف��ي ال��ص��وم��ال‪ .‬الديبلوماسية‬ ‫مستشفيات وم��دارس‪ ،‬الخ ‪...‬‬ ‫الضرائب ومنح أذن���اب مبارك‬
‫لنا بالمرصاد‪ ،‬فقتل أطفال غزة‪،‬‬ ‫المصرية العريقة نفسها‪ ،‬التي‬ ‫ففي الوقت نفسه الذي كانت‬ ‫من رج��ال األع��م��ال‪ ،‬ع��اد الوزير‬ ‫ع����ل����ى م�����دار‬
‫وقصف لبنان‪ ،‬ال يدل على عداءه‪،‬‬ ‫تأخذ المسئولين اإلسرائيليين‬ ‫تنفق فيه الماليين من أموالنا‬ ‫المغوار إل��ى أرض الوطن في‬ ‫األسابيع الماضية‪،‬‬
‫ب��ل سمعنا م��ن النظام وصف‬ ‫ب��األح��ض��ان‪ ،‬بينما تفشل في‬ ‫على تلك الحملة‪ ،‬كانت هناك‬ ‫طائرة رجل األعمال محمد أبو‬ ‫تابع الكثيرون معركة ف��اروق‬
‫المقاومة بالحماقة‪ ،‬ولكن يبدو‬ ‫ال���ح���وار م���ع الفلسطينيين‪،‬‬ ‫حمالت «الشحاتة» في رمضان‪،‬‬ ‫العنين‪ ،‬الذي يكسو سيراميك‬ ‫حسني الن��ت��زاع منصب أمين‬
‫أن الموافقة على فاروق حسني‬ ‫هي نفسها التي تُسخر كل‬ ‫إلطعام وكساء المصريين‪ ،‬بنك‬ ‫مصنعه مشروعات وزارة الثقافة‪،‬‬ ‫العام منظمة العلوم والثقافة‬
‫أصبح هو المؤشر‪ ،‬على عداوة‬ ‫إمكانياتها إلنجاح مرشح مبارك‪.‬‬ ‫الطعام‪ ،‬ومستشفى‪.57357‬‬ ‫وكأن العالقة الفاسدة بين نظام‬ ‫باألمم المتحدة‪« ،‬اليونسكو»‪،‬‬
‫الصهيونية‪،‬‬ ‫مَ����ن ال�����ذي ج��ع��ل ف����اروق‬ ‫عاد المحللون يروون لنا كيف‬ ‫مبارك ورجال األعمال‪ ،‬المبنية‬ ‫وفجأة! وكما في مباريات كرة‬
‫ال‬
‫أصبح ف���اروق حسني بط ً‬ ‫حسني»أمل‬ ‫ال���ق���دم‪ ،‬أص��ب��ح��ت م��ص��ر هي‬
‫ق��وم��يً��ا حسني ال���ذي اعتذر‬ ‫مصر والجماهير»‪،‬‬ ‫ف��اروق حسني‪ ،‬وأصبح انتصاره‬
‫ع���ن ت��ص��ري��ح��ه ال��وح��ي��د ضد‬ ‫تُوفر له ما يُحرم‬ ‫ال��ش��خ��ص��ي‪ ،‬ون���ظ���ام م��ب��ارك‬
‫ال��ك��ت��ب اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة‪ ،‬وال���ذي‬ ‫م����ن����ه م�ل�اي���ي���ن‬ ‫م��ن وراءه‪ ،‬ه��و ان��ت��ص��ار لمصر‬
‫حرص على خطب ود إسرائيل‬ ‫المصريين؟!‪ ،‬هل‬ ‫وللمصريين جميعاً‪ ،‬وكالعادة‪ ،‬تم‬
‫في ع��دة مقابالت إعالمية مع‬ ‫ه����ي إن���ج���ازات���ه‬ ‫تلخيص كل همومنا الوطنية‪،‬‬
‫صحفهم ‪ ،‬حيث حرص اإلعالم‬ ‫ال��ج��ل��ي��ل��ة‪ ،‬التي‬ ‫وطموحاتنا‪ ،‬في انتصار فاروق‬
‫الرسمي على تصوير أنه فقد‬ ‫ذك�����رن�����اه�����ا‪ ،‬في‬ ‫حسني‪ ،‬والمثير للدهشة أنه‬
‫المنصب بسبب مواقفه الوطنية‬ ‫خ���دم���ة ال��ث��ق��اف��ة‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى أج��ه��زة اإلع�لام‬
‫ض��د إس��رائ��ي��ل‪ ،‬ه��ذا الموظف‬ ‫ال���م���ص���ري���ة وف���ي‬ ‫الكتاب‬‫الحكومي‪ ،‬وخدامها من ُ‬
‫الحكومي الذي لم يتوانى عن‬ ‫خدمة المصريين‪،‬‬ ‫والصحفيين‪ ،‬انضم إلى جوقة‬
‫االعتذار لعصابة الصهاينة‪ ،‬قبل‬ ‫أم كونه «المثقف‬ ‫ال��م��ه��ل��ل��ي��ن ل���ف���اروق حسني‪،‬‬
‫أن تبرد دم��اء شهداء غ��زة‪ ،‬في‬ ‫الرفيع» الذي مألت‬ ‫الكتاب‬‫صحفٌ مستقلة‪ ،‬و بعض ُ‬
‫انتهازية سافرة‪ ،‬أصبح بطالً‪ ،‬أفال‬ ‫إب��داع��ات��ه أط���راف‬ ‫المستقلين‪.‬‬
‫يستحون؟‪.‬‬ ‫ال��ك��ون! أم لكونه‬ ‫أص��ب��ح ف���اروق حسني‪ ،‬وهو‬
‫المثير للشفقة‪ ،‬أنهم بعد أن‬ ‫البطل المنتخب‬ ‫المسئول األول ع��ن محرقة‬
‫اعتذروا‪ ،‬أجرى مبارك اتصاالته‬ ‫الذي أجمعت عليه‬ ‫بني س��وي��ف‪ ،‬وأق���دم وزي��ر في‬
‫بكل الرؤساء الذين «يقدرون‬ ‫الجماهير؟!‪.‬‬ ‫حكومة م��ب��ارك‪ ،‬وال���ذي تمت‬
‫حكمة سيادته»‪ ،‬ولم يشفع هذا‬ ‫إن كانت معركة‬ ‫في عهده أكبر السرقات آلثار‬
‫التذلل من جانب مبارك ونظامه‪،‬‬ ‫ف���اروق حسني قد‬ ‫م��ص��ر‪ ،‬وال��م��ت��ورط ف��ي قضية‬
‫وجاء الدرس مرة أخرى‪ ،‬مبارك‬ ‫ف��ض��ح��ت النظام‬ ‫فساد واستغالل نفوذ كبرى‪،‬‬
‫ليس الزعيم الدولي ذو الكلمة‬ ‫على مستوى إدارة‬ ‫الكتُب‪ ،‬وأعلن‬ ‫الوزير الذي صادر ُ‬
‫المسموعة‪ ،‬كما ي��ردد نظامه‪،‬‬ ‫الدولة كعزبة‪ ،‬ونجاح النظام في‬ ‫أدارت الديبلوماسية المصرية‬ ‫على نهب ثرواتنا‪ ،‬تأبى حتى‬ ‫أن��ه س��وف يُ��دخ��ل المثقفين‬
‫وأمريكا وإسرائيل ال يتعاملون‬ ‫تدجين الكثيرين‪ ،‬ممن يُطلق‬ ‫ال��م��ع��رك��ة ب��ك��ل ح��ن��ك��ة‪ ،‬وكيف‬ ‫أن تستتر مراعاة لماء الوجهة‪،‬‬ ‫الحظيرة‪ ،‬أصبح هو أمل مصر‪،‬‬
‫معه باعتبار «شريك سالم»‪،‬‬ ‫عليهم «المثقفين» أو «النخبة»‪،‬‬ ‫س��خ��رت الخارجية المصرية‪،‬‬ ‫بل تفضح تبادل المصالح غير‬ ‫ومرشحها للحفاظ على التراث‬
‫بل باعتباره نظام عميل‪ ،‬يُلقي‬ ‫كأذناب لهذا النظام‪ ،‬فقد نجحت‬ ‫كل إمكانياتها إلنجاح حسني‪،‬‬ ‫المشروعة‪.‬‬ ‫والثقافة في العالم‪.‬‬
‫إليه ونظامه بالفتات‪ ،‬ويُمنع عنه‬ ‫بشكل أكبر في إظهار سذاجة‬ ‫الوزارة نفسها‪ ،‬والديبلوماسيين‬ ‫في خضم التعبئة اإلعالمية‬ ‫ه��ل م��ن الممكن أن يكون‬
‫الفتات‪ ،‬بمشيئة أسيادهم في‬ ‫ه��ذا النظام وانتهازية ممثليه‪،‬‬ ‫أنفسهم‪ ،‬الذين يهملون العمال‬ ‫ل��دع��م ال���وزي���ر‪ ،‬ل���م ي��ق��ل لنا‬ ‫هناك نظام‪ ،‬يحتقر الجماهير‬
‫واشنطن وتل أبيب‪.‬‬ ‫وع���ل���ى رأس���ه���م «ال��م��رش��ح»‬ ‫المصريين بالخارج‪ ،‬ليتعرضوا‬ ‫المسئولين‪ ،‬كم تكلفت إقامة‬ ‫إل��ى ه��ذه ال��درج��ة؟!‪ .‬فبد ًال من‬
‫ف��اروق حسني‪ ،‬لم يكن أبدا‬ ‫نفسه‪ .‬ففجأة أصبحت الواليات‬ ‫للسجن والجلد‪ ،‬بل واإلع��دام‪،‬‬ ‫أع��ض��اء حملة «ح��س��ن��ي» في‬ ‫يُقدَم للمحاكمة على جرائم‬
‫مرشح مصر أو المصريين‪ ،‬بل‬ ‫المتحدة العدو الذي يضطهدنا‪،‬‬ ‫ُظ��ل��مً��ا‪ ،‬ناهيك ع��ن المعاملة‬ ‫باريس‪ ،‬التي بلغت شهر كامل‪،‬‬ ‫عدة‪ ،‬كان ضالعًا فيها‪ ،‬ومسئول‬
‫مرشح نظام مبارك‪ ،‬وحصل على‬ ‫بعد أن كانت باألمس القريب‪،‬‬ ‫المجحفة‪ ،‬ف��ي دول الخليج‪،‬‬ ‫ول��م��اذا تحملت خزينة مصر‪،‬‬ ‫عنها‪ ،‬بشكل م��ب��اش��ر‪ ،‬بحكم‬
‫النتيجة التي يستحقها النظام‬ ‫«حليفنا االستراتيجي»‪ ،‬الذي ال‬ ‫المسئولون أنفسهم‪ ،‬الذين‬ ‫وسفارتها‪ ،‬أعباء هذه الحملة‪ ،‬في‬ ‫موقعه‪ ،‬تتم مكافأته‪ ،‬بتسخير كل‬
‫الذي يمثله‪.‬‬ ‫يمكن أن نعاديه‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫ت��رك��وا ال��ص��ي��ادي��ن المصريين‬ ‫حين تعجز ه��ذه الخزينة عن‬ ‫اإلمكانيات لحملته االنتخابية‪،‬‬

‫شاركونا إلثراء احلوار يف مؤمترنا الرابع من ‪ 5‬إىل ‪ 7‬نوفمرب ‪2009‬‬


‫«أيام اشرتاكية»‪ :‬أزمتهم‪ ..‬وبديلنا‬
‫المتحدثون‬ ‫الحدث‬ ‫القاعة‬ ‫املوعد‬
‫تسجيل‬ ‫‪6–5‬‬
‫القاعة الكبرى‬
‫إيجاز احمد – ليون سابادو – كمال خليل‬ ‫جلسة افتتاحية‪ :‬األزمة الرأسمالية والبديل االشتراكي‬ ‫اخلميس ‪7.30 – 6‬‬
‫بالدور الرابع‬
‫محمود عبد الفضيل – كريس هارمان – إيجاز احمد‬ ‫كيف نفهم األزمة االقتصادية العالمية؟‬ ‫‪ 10 – 8‬م‬
‫إلهامي الميرغني – فاطمة رمضان – هشام فؤاد‬ ‫الحركة العمالية‪ ..‬اآلفاق وأشكال التنظيم‬ ‫قاعة (‪)1‬‬ ‫‪– 1.30‬‬
‫ضياء رشوان – محمود الخضيري – يحيى فكري‬ ‫الصراع السياسي في مصر‪ ..‬إلى أين؟‬ ‫قاعة (‪)2‬‬ ‫‪3.30‬‬
‫قيادات عمالية‬ ‫كيف ندعم الحركة العمالية؟‬ ‫قاعة (‪)1‬‬ ‫‪– 4.30‬‬
‫جلبير أشقر – محمد واكد‬ ‫أمريكا في ظل أوباما‪ :‬إمبريالية األزمة‬ ‫قاعة (‪)2‬‬ ‫اجلمعة ‪6.30‬‬
‫عبد القادر ياسين – عمر الشافعي‬ ‫فلسطين‪ :‬ماذا بعد حرب غزة؟‬ ‫قاعة (‪)1‬‬
‫‪9-7‬‬
‫ممدوح حمزة – سيد عبد الرحمن‬ ‫مصر ما بين األوبئة والتغير المناخي‬ ‫قاعة (‪)2‬‬
‫ليون سابادو – تامر وجيه‬ ‫اليسار العالمي‪ ..‬إشكاليات وتجارب‬ ‫قاعة (‪)1‬‬ ‫‪2 – 12‬‬
‫وائل جمال – صالح العمروسي‬ ‫مصر والكساد العالمي‪ :‬رأسماليون وفقراء‬ ‫قاعة (‪)1‬‬
‫‪5–3‬‬
‫مصطفى اللباد – سامح نجيب‬ ‫إيران‪ 30 :‬عاما بعد الثورة‬ ‫قاعة (‪)2‬‬ ‫السبت‬
‫دينا شحاتة – اشرف عمر – حسام الحمالوي‬ ‫الحركات الشبابية‪ :‬خبرات الماضي وتجارب الحاضر‬ ‫قاعة (‪)1‬‬ ‫‪– 5.30‬‬
‫خالد يوسف وآخرون‬ ‫سينما الفقراء‪ ..‬اقتصاديات سوق أم موجة جديدة‬ ‫قاعة (‪)2‬‬ ‫‪7.30‬‬
‫نقابة الصحفيني ـ القاهرة ـ شارع عبد اخلالق ثروت‬

‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬ ‫¯¯‪14‬‬


‫عروض كتب‬

‫كارت أحمر للرئيس‬


‫أشرف عمر‬
‫أما فيما يخص األوض��اع اإلقتصادية‪,‬‬ ‫ح��د‪ .‬حيث ال يمكن إنكار الصالحيات‬ ‫حقوقية‪ ,‬فقد صدر أكثر من مائة ألف‬
‫يصف قنديل االقتصاد في مصر بأنه‬ ‫المطلقة لعائلة مبارك في الحكم‪ ,‬لكننا‬ ‫أم��ر اعتقال في أي��ام م��ب��ارك‪ ,‬وبلغ عدد‬
‫بالغ الهشاشة‪ ،‬منهك من النهب العام‬ ‫ال يمكن أيضاً أن نتجاهل الخلفيات‬ ‫المعتقلين من جماعة اإلخ��وان وحدها‬ ‫رف���ع ع��ب��د الحليم ق��ن��دي��ل‪ ،‬الكاتب‬
‫وتجريف إنتاجية الزراعة والصناعة‪ ,‬ذو‬ ‫واألب��ع��اد السياسية التي يمثلها هذا‬ ‫ثالثين ألفاً في الخمس عشرة سنة‬ ‫الصحفي‪ ،‬والمنسق العام لحركة كفاية‪,‬‬
‫ميزانية منهوبة‪ ،‬ومثقلة بديون داخلية‬ ‫الحكم «العائلي»‪ .‬فحكم مبارك وحاشيته‬ ‫األخيرة‪ ,‬وال توجد أرقام رسمية عن عدد‬ ‫كارتاً أحمراً للنظام المصري في كتابه‬
‫وخارجية تفوق إجمالي الناتج القومي‪.‬‬ ‫ال سياسياً لطبقة‬ ‫يعد بالفعل تمثي ً‬ ‫المعتقلين العالقين إلى اآلن‪ ,‬وإن كان‬ ‫الصادر حديثاً والذي جمع خالله ما يزيد‬
‫حرائق على الباب الفلسطيني‬ ‫رج��ال األعمال‪ ,‬بل ومن فرط اإلفالس‬ ‫تقرير للمجلس القومي لحقوق اإلنسان‬ ‫ال عن ‪ 50‬مقالة‪ ,‬نَشرت سابقاً في‬ ‫قلي ً‬
‫يوجّه قنديل انتقادات حادة لتواطؤ‬ ‫السياسي للنظام فقد أصبح يمثل فقط‬ ‫قدّرهم بحوالي خمسة وعشرين ألفاً‪.‬‬ ‫جريدتي صوت األمة والقدس العربي‪،‬‬
‫النظام المصري مع الكيان الصهيوني‬ ‫مصالح رجال األعمال االحتكاريين‪ ،‬الذين‬ ‫إنتفخت ظاهرة المحاكمات العسكرية‬ ‫باإلضافة إلى عدد من المقاالت مَنعت‬
‫و»م��ف��اوض��ات العبث ال��م��ب��اش��ر»‪ ،‬التي‬‫أصبحوا في السلطة بالفعل ليدافعوا عن‬ ‫للمدنيين منذ ‪ 15‬سنة تقريباً‪ .‬وفي ظل فزع‬ ‫من النشر‪.‬‬
‫يجريها م��ب��ارك م��ع عباس وإسرائيل‪.‬‬ ‫مصالحهم بأنفسهم‪ ,‬وباألخص في ظل‬ ‫النظام الحاكم من نمو تيارات معارضة‪,‬‬ ‫ي��رص��د قنديل خ�لال م��ق��االت��ه‪ ,‬التي‬
‫ويسرد عبد الحليم قنديل مظاهر هذا‬ ‫غياب أحزاب ليبرالية قوية تتولى هذه‬ ‫توجّه بنوع من االنتقام السياسي إلى‬ ‫أطلق عليها المقاالت الحمراء‪ ,‬مظاهر‬
‫التواطؤ ويفضحها‪ ,‬فالنظام ف��ي مصر‬ ‫المهمة نياب ًة عنهم‪ .‬أما ديكتاتورية مبارك‬ ‫محاكمة األخوان بالذات‪ ,‬باعتبارهم القوة‬ ‫اإلف�لاس السياسي للنظام المصري‪،‬‬
‫يحمي سفارة إسرائيل وسفيرها‪ ،‬ويغلق‬ ‫فهي التي تحمي سياسات رجال األعمال‬ ‫السياسية األكثر جماهيرية‪ ,‬وبالتالي‬ ‫حيث الديكتاتورية‪ ،‬وتزوير االنتخابات‪،‬‬
‫المعبر لخنق الفلسطينيين‪ ،‬ويصدّر‬ ‫‪-‬الليبراليون الجدد الملتفون حول جمال‬ ‫األكثر تهديداً للنظام في مصر‪.‬‬ ‫وقمع الحريات السياسية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الغاز والبترول إلسرائيل‪ ،‬ويزوّد الجيش‬ ‫مبارك‪ -‬من غضب الجماهير‪.‬‬ ‫ي��د ّل��ل قنديل على ال��غ��ي��اب الكامل‬ ‫عملية التوريث‪ ،‬التي تَعد في مطبخ‬
‫اإلسرائيلي بطاقة النار ال�لازم��ة لقتل‬ ‫حرائق الفساد‬ ‫للشرعية السياسية لنظام مبارك بما‬ ‫السلطة‪ ,‬وعلى المستوى الخارجي حيث‬
‫«إن أفضل إنجاز حققه مبارك أن جعل الفلسطينيين‪ ,‬كما ي��ح��وّل اإلع�لام‬ ‫يجري في أي انتخابات تجري في مصر‪،‬‬ ‫التصالح والتحالف الصهيونية‪ ،‬والسمسرة‬
‫الحكومي إلى احتياطي مضاف للدعاية‬ ‫(رئاسية أو برلمانية‬ ‫لمصالحها ومصالح الواليات المتحدة في‬
‫الصهيونية‪ .‬وم��وق��ف ك��ه��ذا ال يوصف‬ ‫أو نقابية‪ ,‬الخ)‪ .‬فلم‬ ‫المنطقة‪ ،‬والمشاركة في حصار الشعب‬
‫بالصمت أو التخاذل بل هو سمسرة‬ ‫ي��ح��دث ف��ي مصر‬ ‫الفلسطيني‪ ,‬وعلى الصعيد االقتصادي‬
‫مباشرة للمشروع الصهيوني‪ ،‬وشراكة‬ ‫أن ج��رى استفتاء‬ ‫حيث االقتصاد هش البنية «ذو الطابع‬
‫كاملة معه‪« .‬وه��ذا هو موقف األنظمة‬ ‫أو ان��ت��خ��اب��ات في‬ ‫الريعي»‪ ،‬الذي تم تجريفه بالخصخصة‪،‬‬
‫العربية التي جعلت القضية الفلسطينية‬ ‫زم���ن م��ب��ارك كله‬ ‫وسياسات رجال األعمال‪ ,‬وعلى الصعيد‬
‫موضوعاً للمقايضة»‪ ,‬على حد تعبير‬ ‫باإلشراف القضائي‬ ‫االجتماعي حيث تردي مستوى الخدمات‬
‫قنديل‪.‬‬ ‫الكامل‪ .‬هكذا جرت‬ ‫االجتماعية بسبب الفساد ورفع الدعم‬
‫ولكن قنديل يعزي تلك الخيانة إلى‬ ‫استفتاءات الرئاسة‬ ‫عنها وك���وارث اإله��م��ال وال��ف��س��اد‪ ،‬التي‬
‫تذيل السياسات الرسمية ف��ي مصر‬ ‫األربعة لمبارك ‪-‬في‬ ‫تتابعت مسرعة وصادمة كوقع المطارق‪.‬‬
‫للسياسة األمريكية ‪ ،‬حيث تحولت مصر‪،‬‬ ‫‪ 81‬و‪ 87‬و‪ 93‬و‪.1999‬‬ ‫ل��م يضع قنديل تصنيف موضوعي‬
‫بفضل نظام مبارك‪ ,‬إلى مستعمرة تابعة‬ ‫ث���م ب��ع��د تحول‬ ‫لمقاالت كتابه‪ ,‬إذ أنها «كلها تنطوي على‬
‫للتاج األمريكي‪.‬‬ ‫اختيار الرئيس من‬ ‫موضوع واح��د وم��ن زاوي��ة رؤي��ة واحدة‪،‬‬
‫الكارت األحمر‬ ‫االستفتاء الصريح‬ ‫وب��دواع��ي اق��ت��راب متداخلة‪ ،‬وعلى وقع‬
‫يطرح عبد الحليم قنديل أن التخلص‬ ‫إل����ى م���ا يسميه‬ ‫حوادث وحرائق جرت في مصر‪ ،‬أو على‬
‫من استبداد النظام القائم لن يتحقق‬ ‫قنديل «االستفتاء‬ ‫بابها الفلسطيني»‪ .‬لكن مبدئياً‪ ,‬ومن‬
‫باالستجداء البرلماني‪ ،‬أو م��ن خالل‬ ‫المقنع» ف��ي ‪،2005‬‬ ‫حيث المضمون‪ ,‬يمكننا في هذا العرض‬
‫رموز أخرى من داخل النظام‪« ،‬فنحن ال‬ ‫فقد ج��رى م��ا هو‬ ‫أن نقسّم ‪-‬بوجهة نظر نقدية أيضاً‪-‬‬
‫نريد جنرا ًال يخلف رأس النظام القائم‪،‬‬ ‫أس�����وأ‪ ,‬ف��ل��م ت��زد‬ ‫األفكار‪ ،‬التي تتضمنها مقاالت الكارت‬
‫ويخلع البزة العسكرية ليرتدي أخرى‬ ‫نسبة اإلقبال على‬ ‫األحمر‪.‬‬
‫مدنية‪ ،‬ويترأس حزباً إداري �اً يحكم بال‬ ‫اس��ت��ف��ت��اء ال��م��ادة‬ ‫حرائق الديكتاتورية‬
‫سند أو شرعية‪ ,‬وال نريد أن ينتهي‬ ‫‪ 76‬م��ن الدستور‬ ‫في معرض حديثه عن الديمقراطية‬
‫النظام الحالي إلى توريث بسنن العائلة‪،‬‬ ‫على ‪ %5‬في لجان‬ ‫والحريات السياسية‪ ,‬يُشهّر قنديل‬
‫وال بصالت المؤسسة األمنية‪ ,‬بل أن‬ ‫اإلشراف القضائي‪,‬‬ ‫بديكتاتورية مبارك وقمعه للحريات‪,‬‬
‫تعود السلطة للشعب وح��ده يتصرف‬ ‫وهي النسبة التي‬ ‫وطبعاً بعملية التوريث التي تعد على‬
‫فيها ب��إرادت��ه»‪ .‬وحدها الثورة الشعبية‬ ‫ت��دن��ت فيما بعد‬ ‫قدم وساق في كواليس السلطة‪ .‬وفي‬
‫السلمية ‪-‬على حد تعبير قنديل‪ -‬هي‬ ‫في استفتاء تعديل‬ ‫ه��ذا الشأن قد ض��رب النظام المصري‬
‫ما تستطيع تغيير الوضع السياسي في‬ ‫‪ 34‬م��ادة في ‪,2007‬‬ ‫أرقاماً قياسية عديدة‪ ,‬فمبارك يظل في‬
‫مصر‪ .‬ولن تتحقق مثل هذه الثورة إال عن‬ ‫إل����ى ‪ %3‬ال غير‬ ‫منصبه كرئيس للجمهورية‪ ،‬وقائداً أعلى‬
‫طريق مزج الغضب السياسي بالغضب‬ ‫طبقاً لتقارير نادي‬ ‫للقوات المسلحة‪ ،‬ورئيساً للمجلس‬
‫االجتماعي‪ ،‬بهدف اإلنهاء السلمي للنظام‬ ‫القضاة‪.‬‬ ‫األع��ل��ى للشرطة‪ ،‬ورئ��ي��س المجلس‬
‫القائم ع��ن طريق المقاومة السلمية‬ ‫المصريين يكرهون مصر‪ ,‬وأن جعلهم‬ ‫ال عن تزوير االنتخابات البرلمانية‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫األعلى للهيئات القضائية للسنة الثامنة‬
‫والعصيان المدني‪ ,‬كما يصف قنديل‪.‬‬ ‫نفايات بشر ينتظرون الموت في بالدهم‬ ‫وتحويل أحزاب المعارضة الرسمية إلى‬ ‫والعشرين‪ .‬أي أنه يرتدي الزي العسكري‬
‫وقد يلعب التكوين االئتالفي‪ ،‬الذي يشير‬ ‫أو على أرصفة الغربة»‪ ،‬هكذا يصف عبد‬ ‫أحزاب كاريكاتورية‪ ،‬واستخدام برلمانيها‬ ‫ولباس الشرطة وبدلة التشريفة ووشاح‬
‫إليه قنديل في عدد من المقاالت ‪-‬أتالف‬ ‫الحليم قنديل إن��ج��ازات مبارك‪ ،‬حيث‬ ‫كقطع ديكور ل��زوم التصوير‪ ,‬أضف إلى‬ ‫القاضي ف��ي نفس واح���د‪ .‬ع�لاوة على‬
‫المصريين من أجل التغيير‪ -‬هذا الدور‪.‬‬ ‫أن كوارث الفساد واإلهمال في مصر لها‬ ‫ذلك إيحاءات الزيف؛ فوجود معارضين‬ ‫صالحياته ف��ي تعيين رئيس ال���وزراء‬
‫وهذا االئتالف يصفه قنديل بأنه»كفاية»‬ ‫سجل حافل في عهده‪ ،‬كما يسرد قنديل‪,‬‬ ‫شكليين في ال��ص��ورة يوحي بأننا في‬ ‫وال��وزراء ونوابهم (وإقالتهم عند اللزوم)‪،‬‬
‫ثانية‪ ،‬بروح كفاية األولى «جامعة ألشواق‬ ‫حيث هناك أكثر من ثالثة وسبعين‬ ‫مجتمع ديمقراطي‪.‬‬ ‫وحل البرلمان وتفويض صفقات السالح‬
‫المصريين‪ ...‬إجتماعية وسياسية معاً»‪.‬‬ ‫ألفاً ماتوا في حوادث الطرق‪ ,‬والرقم هو‬ ‫أما فيما يخص عملية التوريث‪ ,‬التي‬ ‫وإلى غير ذلك‪.‬‬
‫لكن علينا أن نذكر أن��ه ليس كافياً‬ ‫ضعف عدد الشهداء في حروب مصر كلها‪.‬‬ ‫بدأت فعلياً منذ أن أصبح جمال مبارك‬ ‫شاخ الكثير من رجال مبارك أيضاً على‬
‫الئتالف مثل ذلك المشار إليه أن يمزج‬ ‫ونصف مليون مصري يصابون بالتسمم‬ ‫رئيساً للجنة السياسات بالحزب الوطني‬ ‫كراسيهم‪ ,‬فوزير الدفاع في منصبه منذ‬
‫الغضب السياسي باالجتماعي‪ ،‬بمجرد‬ ‫وال��س��رط��ان��ات م��ن تلوث ال��م��ي��اه‪ ,‬وربع‬ ‫عام ‪ ,2002‬يحاول قنديل رسم صورة لها‬ ‫‪ 18‬سنة‪ ،‬ومدير المخابرات العامة ظل في‬
‫أنه يجمع ق��ادة سياسيين بجانب قادة‬ ‫مليون مصري يُضاف سنوياً لحساب‬ ‫بأن جمال مبارك يريد إكمال رحلته إلى‬ ‫منصبه لمدة أطول‪ ،‬ووزير الداخلية الحالي‬
‫عماليين وق��ادة احتجاجات اجتماعية‬ ‫فواتير السرطان القاتل‪ ,‬ومصر هي األولى‬ ‫الرئاسة الرسمية‪ ،‬أم��ا مبارك ال يريد‬ ‫في منصبه منذ ‪ 12‬سنة‪ .‬والثالثة ضربوا‬
‫أخرى‪ ,‬بل عليه ‪-‬لكي يحقق الجماهيرية‬ ‫عالمياً في عدد المصابين بالفشل الكلوي‬ ‫ترك مكانه‪ ،‬وربما يعيد ترشيح نفسه‪,‬‬ ‫األرقام القياسية‪ ,‬باإلضافة إلى رجال أقل‬
‫الالزمة لتحقيق عملية التغيير‪ -‬أن يتبنى‬ ‫والتهاب الكبد الوبائي‪ .‬أضف إلى ذلك‬ ‫«فاالبن يريد التعجيل‪ ،‬أما األب يميل إلى‬ ‫شأناً كوزير الثقافة الذي مكث في منصبه‬
‫القضايا االجتماعية المثارة اآلن في مصر‪،‬‬ ‫االنتحار فقراً‪ ،‬والموت في طوابير الخبز‪،‬‬ ‫التأجيل»‪.‬‬ ‫منذ ‪ 22‬عاماً‪.‬‬
‫مهما بدت فئوية أو ضيقة‪ ,‬وأن يمارس‬ ‫وآالف الشهداء في ال��ع��بّ��ارات الغارقة‬ ‫يصف عبد الحليم قنديل النزاع بأنه‬ ‫أما بالنسبة للحريات السياسية في‬
‫دوره فيها لتطويرها وربطها بالقضايا‬ ‫والقطارات المحترقة‪ ,‬أو الموت غرقاً في‬ ‫«عائلي جداً على مائدة غداء»‪ ,‬كما يصف‬ ‫مصر‪ ,‬فربما تكون االعتقاالت السياسية‬
‫السياسية العامة‪.‬‬ ‫مغامرات الهروب عبر البحر المتوسط‪.‬‬ ‫حكم مبارك كله بأنه عائلي إلى أبعد‬ ‫أحد المؤشرات الهامة لها‪ .‬طبقاً لتقارير‬

‫‪¯¯15‬‬ ‫االشتراكي اكتوبر ‪2009‬‬


‫نشرة غير دورية يصدرها‬
‫أكتوبر ‪2009‬‬
‫مركز الدراسات االشتراكية‬

‫شهداء أكتوبر يعودون هذا األسبوع‬ ‫صوت التيار االشتراكي الثوري‬


‫ف����ي م���ص���ر‪ ،‬ت��ت��ل��خ��ص أس���س‬
‫االشتراكية التي نتبناها في‪:‬‬

‫سيد عبد الرحمن‬


‫• النظام الرأسمالي مبني على‬
‫الواقعية السياسية‬ ‫االس��ت��غ�لال‪ :‬ث���روة الرأسماليين‬
‫ي���ج���ب ال����ت����وق����ف عن‬ ‫م��ص��دره��ا ع���رق ال��ع��م��ال‪ ،‬والفقر‬
‫االس����ت����رس����ال ف�����ي تلك‬ ‫ال���ش���ه���داء ي���ع���ودون ه��ذا‬ ‫مصدره سيطرة النظام القائم على‬
‫التساؤالت االفتراضية‪ ،‬هكذا‬ ‫األسبوع‪ ،‬عنوان قصة للكاتب‬ ‫أولوية األرباح على البشر‪.‬‬
‫ال‬
‫قد يصرخ شخص ما‪ ،‬قائ ً‬ ‫الجزائري الطاهر وطار‪ ،‬تسائل‬
‫ه����ذا ال���ك�ل�ام ل��ي��س ل���ه ما‬ ‫خاللها المؤلف‪ :‬أي��ن ذهبت‬ ‫• إصالح الرأسمالية مستحيل‪:‬‬
‫يبرره في الواقع‪ ،‬أن الحديث‬ ‫تضحيات أك��ث��ر م��ن مليون‬ ‫الليبرالية الجديدة قضت على‬
‫السابق مجرد خيال أدبي‪ ،‬ال‬ ‫شهيد في حرب تحرير الجزائر‪،‬‬ ‫إم��ك��ان��ي��ة اإلص���ل��اح ال��ج��زئ��ي‪،‬‬
‫يمت بالواقعية السياسية في‬ ‫حيث تدور القصة حول رسالة‬ ‫والرأسمالية المعاصرة المأزومة ال‬
‫ش��يء‪ ،‬حيث توجد مبررات‬ ‫تصل إلى أب من أبنه‪ ،‬الذي‬ ‫تقدم إصالحات بل ترفع معدالت‬
‫للمسار ال��ذي أخ��ذه التاريخ‬ ‫استشهد في حرب التحرير‪،‬‬ ‫النهب‪.‬‬
‫المصري‪ ،‬لم يكن في اإلمكان‬ ‫ب��ع��د م���رور س��ن��وات طويلة‬
‫أحسن مما كان‪ ،‬وأي حديث‬ ‫على استشهاده‪ ،‬يخبر فيها‬ ‫• الثورة الجماهيرية ضرورية‪:‬‬
‫حول تضحيات شهداء يستند‬ ‫االبن والده أنه وكل الشهداء‬ ‫التغيير المنشود ال يمكن أن يتم‬
‫ل��م��ن��ظ��ور أح����ادي الجانب‪،‬‬ ‫سيعودون هذا األسبوع‪ ،‬ورغم‬ ‫بيد أقلية‪ ،‬بل بالنضال الجماهيري‬
‫والحقيقة لها جوانب عدة‪.‬‬ ‫ع��دم منطقية ه��ذه الرسالة‪،‬‬ ‫الجماعي الديمقراطي‪.‬‬
‫ه��ذا ال��ك�لام السابق مجرد‬ ‫لكن السياق الدرامي للقصة‪،‬‬ ‫• الطبقة العاملة ه��ي الطبقة‬
‫خيال أدبي‪ ،‬هناك حقيقة هي‬ ‫يجعل ال��ق��ارئ يقتنع بالفعل‬ ‫القائدة‪ :‬الطبقة الوحيدة القادرة‬
‫أن الشهداء لن يعودوا‪ ،‬ال هذا‬ ‫أن الشهداء سيعودون خالل‬ ‫على قيادة المظلومين إلى النصر‬
‫األسبوع وال في أي أسبوع‬ ‫أسبوع‪.‬‬ ‫هي الطبقة العاملة‪ ،‬التي تضم‬
‫قادم‪ .‬لذا يترتب على ذلك نسيان كل‬ ‫أي حسرة ستصيب قلبه لو عرف أن‬ ‫يفضح وط���ار‪ ،‬م��ن خ�لال القصة‪،‬‬ ‫ك��ل العاملين ب��أج��ر الخاضعين‬
‫ما سبق طرحه من أسئلة‪.‬‬ ‫الفقر والجهل والمرض‪ ،‬كان من نصيب‬ ‫كيف استفاد االنتهازيون واألقل إخالصاً‬ ‫الستغالل وسلطة رأس المال‪.‬‬
‫هكذا يطالب البعض نسيان الماضي‪،‬‬ ‫أبنائه‪ ،‬وأبناء كل زمالئه الجنود الفقراء‪،‬‬ ‫للقضية الوطنية م��ن دم الشهداء‪،‬‬
‫تحت ذريعة الواقعية السياسية‪ ،‬نعم‬ ‫و أن شريحة من السماسرة‪ ،‬وتجار‬ ‫وحولوها إل��ى مكاسب خاصة‪ ،‬بعيدة‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪:‬‬
‫ال��ش��ه��داء ل��ن ي��ع��ودوا‪ ،‬لكن المأساة‬ ‫العملة‪ ،‬وت��ج��ار الشنطة‪ ،‬ظ��ه��روا بعد‬ ‫كل البعد عن اآلمال والطموحات‪ ،‬التي‬ ‫ال��دول��ة ال��ت��ي نرتضيها دول���ة ال‬
‫الملهاة قائمة‪ ،‬ال يمكن ألي ذي عقل‬ ‫الحرب ليحصدوا كل شيء‪.‬‬ ‫جعلت الشهداء يضحون بحياتهم في‬ ‫يحكمها الرأسماليون أو ممثلوهم‪،‬‬
‫أن يتجاهلها‪ ،‬من الواضح أن نسيان‬ ‫م��ن ال��م��ت��وق��ع أن ي��ص��اب الشهيد‬ ‫سبيلها‪.‬‬ ‫وإنما دول��ة يقرر فيها الكادحون‪،‬‬
‫تلك األسئلة الصعبة مطلب من هو‬ ‫بالذهول‪ ،‬وربما الجنون‪ ،‬عندما يخبره‬ ‫لو تخيلنا للحظة أن شهداء حرب‬ ‫م��ن خ�لال مجالسهم القاعدية‬
‫مستفيد أو على األقل غير متضرر من‬ ‫أحد أن كل الثوابت‪ ،‬التي كان يسمعها‬ ‫أكتوبر سيعودون ه��ذا األس��ب��وع‪ ،‬ماذا‬ ‫المنتخبة‪ ،‬مصيرهم ومستقبلهم‪.‬‬
‫الوضع القائم‪ ،‬من يتحدث عن الواقعية‬ ‫في اإلذاعة‪ ،‬أو يقرأها في الصحف‪ ،‬لم‬ ‫سيكون الوضع عندئذ؟ من الواضح أنه‬
‫السياسة‪ ،‬وهو يقصد الرضوخ لسياسات‬ ‫تعد كذلك‪ ،‬فاالشتراكية كذبة‪ ،‬القضاء‬ ‫من الصعب تخيل مثل هذا الموقف‪،‬‬ ‫• الثورة تحرر كل المضطهدين‪:‬‬
‫األمر الواقع‪ ،‬التي تفرضها علينا عصابة‬ ‫على اإلقطاع وه��م‪ ،‬حيث يطرد اليوم‬ ‫ال من‬‫لكن لو ذهبنا بخيالنا‪ ،‬لتوقعنا سي ً‬ ‫الثورة العمالية تحرير شامل من‬
‫رأس ال��م��ال المتحالفة م��ع أمريكا‬ ‫الفالحين من أراضيهم لتعود ألسرة‬ ‫األسئلة تنهمر علينا من هؤالء الشهداء‪،‬‬ ‫االضطهاد القومي والعرقي والديني‬
‫وإسرائيل‪ ،‬البد أن ننسى حتى يتمكنوا‬ ‫السيد اإلقطاعي المبجل‪ ،‬ماذا لو كان‬ ‫وم��ن المؤكد أن ال��س��ؤال األساسي‬ ‫والجنسي‪.‬‬
‫من المزيد من النهب‪ ،‬والسرقة‪ ،‬البد أن‬ ‫الشهيد‪ ،‬الذي نحاوره‪ ،‬هو أخو نفيسة‬ ‫سيكون م��اذا فعل أبناؤهم وإخوانهم‬
‫نعيش بال ذاكرة أو عقل‪ ،‬حيث مطلوب‬ ‫م��راك��ب��ي‪ ،‬ال��ف�لاح��ة ال��م��ص��ري��ة‪ ،‬التي‬ ‫بتضحياتهم‪ ،‬وب��ب��ط��والت��ه��م؟ ولكن‬ ‫• ال ت��وج��د اشتراكية ف��ي بلد‬
‫فحسب قوى بدنية إلدارة المصانع و‬ ‫استشهدت دافعاً عن أرضها‪ ،‬هل من‬ ‫صعوبة الموقف ستكمن في اإلجابة‪،‬‬ ‫واحد‪ :‬النظام الرأسمالي سلسلة‬
‫لزرع وجني األرض‪ ،‬وقوى أمن لضرب‬ ‫أجل هذا سالت دماؤه؟‬ ‫هل سنجيب بصدق وصراحة؟‬ ‫واح��دة الب��د من تحطيمها كلها‪،‬‬
‫أي مشاغب أو معارض‪ ،‬أم��ا اإلنسان‬ ‫أن الجنون وال�لا عقل هو سيد‬ ‫واألممية الثورية هي ال��رد على‬
‫ذو العقل ذو التاريخ فهذا سيوضع في‬ ‫الموقف‪ ،‬اليوم في أكتوبر ‪ ،2009‬ماذا‬ ‫الجنون سيد الموقف‬ ‫مخططات مجالس إدارة العالم‬
‫المتحف‪ ،‬وسيتفرج عليه الناس كأحد‬ ‫سيحدث ل��و شاهد الشهيد اإلعالم‬ ‫كيف يمكن ألب��ن أن ي��ق��ول ألبوه‬ ‫في قمة الثمانية ومنظمة التجارة‬
‫الحفريات المنقرضة‪.‬‬ ‫المصري‪ ،‬الذي يتحدث ليل نهار عن‬ ‫الشهيد أن سيناء التي ضحيت من‬ ‫العالمية‪.‬‬
‫ما طرحه الطاهر وط��ار عن شهداء‬ ‫ال��خ��ط��ر اإلي���ران���ي‪ ،‬وي��ب��ش��ر بالسالم‬ ‫أجلها مازالت منقوصة السيادة‪ ،‬ال يمكن‬
‫الجزائر ونطرحه اليوم عن شهداء أكتوبر‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬في الوقت ال��ذي يصف‬ ‫زيادة القوات المصرية فيها إال بموافقة‬ ‫• الحزب العمالي ضروري‪ :‬تحتاج‬
‫وغيرها من الحروب‪ ،‬يجعلنا نتساءل عن‬ ‫ح��س��ن ن��ص��ر اهلل ب��ال��م��غ��ام��ر‪ ،‬ويصف‬ ‫العدو الصهيوني واألمريكي؟ كذلك من‬ ‫المعركة ضد الظلم إل��ى توحيد‬
‫معنى الوطن واالنتماء له‪ ،‬حيث دائماً‬ ‫المقاومة الفلسطينية واللبنانية بأنها غير‬ ‫الصعب تخيل كيف سينظر أخ في عين‬ ‫الطبقة العاملة في ح��زب ثوري‬
‫هناك من يستطيع أن يوظف تضحيات‬ ‫مسئولة‪ ،‬وأنها ال تأتي إال بالخراب على‬ ‫أخيه الشهيد ليقول له أننا مجبرون‬ ‫يقودها إلى النصر‪.‬‬
‫الفقراء وآمالهم لمصالحه الخاصة‪ ،‬دائماً‬ ‫الشعوب‪ .‬أي صاعقة ستقع عليه عندما‬ ‫على تصدير البترول إلسرائيل‪ ،‬وفق‬
‫هناك من هو قادر على سرقة األحالم‪،‬‬ ‫يسمع مقوالت «العرب جرب»‪« ،‬أو ما لنا‬ ‫شروط إذعان تسمى اتفاقية السالم‪،‬‬
‫وتحويلها إلى كوابيس‪ ،‬تصوير األبيض‬ ‫والقضية الفلسطينية»‪ ،‬وهو الذي تعلم‬ ‫هل ستأتي الجراءة ألحد ألن يقول ألبه‬ ‫شارك يف حلقات نقاش‬
‫أسود‪ ،‬حيث العداء مع إسرائيل مجرد‬ ‫أنه وحدة الشعوب هي الطريق الوحيد‬ ‫أو أخوه الشهيد أن القوات المصرية هي‬ ‫مركز الدراسات االشرتاكية‬
‫حاجز نفسي‪ ،‬حيث المقاومة أعمال‬ ‫أم��ام المضطهدين للتحرر من القوى‬ ‫التي تتكفل بحماية الحدود الغربية‬ ‫‪ 7‬شارع مراد‪ ،‬ميدان الجيزة‪.‬‬
‫عنف وإرهاب يجب أن يستنكر‪ ،‬حيث‬ ‫االستعمارية‪.‬‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬وأنها هي التي تمنع أي دعم‬
‫العدو األمريكي حليف استراتيجي‪.‬‬ ‫ه��ل سنسمح ل��ل��ش��ه��داء بالسير‬ ‫للمقاومة الفلسطينية‪ ،‬وتشدد الحصار‬ ‫موقع املركز على االنرتنت‬
‫هنالك من يريد منا نسيان دماء‬ ‫في الشوارع‪ ،‬م��اذا لو رأى شهيد علم‬ ‫على أهل غزة لصالح العدو الصهيوني‪.‬‬ ‫‪www.e-socialists.net‬‬
‫الشهداء التي سالت فوق رمال سيناء‪،‬‬ ‫الكيان الصهيوني الغاصب يرفرف على‬ ‫وأنت هل تجرأ أن تقول لشهيد أن‬
‫لكننا لن ننسى‪ ،‬ألننا ببساطة بشر‪ ،‬لنا‬ ‫كورنيش النيل‪ ،‬فوق كوبري الجامعة‪،‬‬ ‫دمك بال ثمن‪ ،‬أنك ضحيت من أجل‬ ‫تابع أخبار ونشاطات املركز‪:‬‬
‫عقل‪ ،‬وذاكرة‪ ،‬وأحالم‪ ،‬وآمال‪ ،‬وطموحات‪،‬‬ ‫ماذا لو رأى أحد أبناءه جالساً يتسول‬ ‫وطن مستقل وحر‪ ،‬لكننا مازلنا عبيد‬ ‫‪esocialists.jaiku.com‬‬
‫نعيش‪ ،‬ونناضل‪ ،‬ويمكن أن نموت في‬ ‫من المارة؟ وربما ما هو أسوا إذا علم أن‬ ‫اإلدارة األمريكية واإلسرائيلية؟ هذا‬ ‫‪vimeo.com/esocialists‬‬
‫سبيلها‪ ،‬كما فعل هؤالء الشهداء‪ ،‬لكن‬ ‫أحد بناته قد بيعت ألحد أمراء الخليج‪.‬‬ ‫الشهيد ال��ذي ك��ان يحلم قبل وأثناء‬ ‫‪twitter.com/eSocialists‬‬
‫يجب أن نفهم ال��درس ج��ي��داً‪ ،‬حتى‬ ‫عندها ستفضح فصول المأساة‪ ،‬التي‬ ‫المعارك بمستقبل أفضل ألبنائه وأحفاده‪،‬‬ ‫‪delicious.com/eSocialists‬‬
‫ال تسرق عصابة رأس المال‪ ،‬كعادتها‪،‬‬ ‫نعيشها ليل نهار‪ ،‬كأننا بال ذاك��رة‪ ،‬أو‬ ‫وربما كان هذا أهم دافع ومحرك له أثناء‬ ‫‪www.flickr.com/groups/e-socialists‬‬
‫أحالمنا وآمالنا نحن الكادحون‪.‬‬ ‫عقل‪.‬‬ ‫القتال‪.‬‬
‫رقم اإليداع ‪2006 /21670‬‬

You might also like