You are on page 1of 4

‫عناية السنة النبوية بالبيئة ‪:‬‬

‫ع‪.‬‬
‫ج َ‬‫وءا ً ‪ :‬أي َر َ‬ ‫البيئة في اللغة ‪ :‬مصدر بوأ ‪ :‬تقول باَء ِإلى الشيء ي َُبوُء ب َ ْ‬
‫من تزّوج امرأ َةً ب َوَّأها منزل ً‪.‬‬ ‫ن َ‬‫قدِ التزويج باءة ٌ ل َ ّ‬
‫زل ثم قيل ل ِعَ ْ‬ ‫من ْ ِ‬
‫ة ‪ :‬ال َ‬ ‫والص ُ‬
‫ل في الباء ِ‬
‫مواِرد‪.‬‬ ‫خ في ال َ‬ ‫قوْم ِ للبل‪ ،‬حيث ُتنا ُ‬ ‫ن ال َ‬‫معْط ِ ُ‬
‫والمباءة ‪َ :‬‬
‫والبيئة تطلق أيضا على المعنى المعنوي ‪ :‬قال أبو عبيد ‪ :‬يقال ‪ :‬فلن حسن البيئة على فعلة ‪ ،‬من قولك تبوأت منزل ‪،‬‬
‫وبات فلن بيئة سوء ‪.‬‬
‫والبيئة بالمفهوم المعاصر ‪ :‬تشتمل المعنيين المادي والمعنوي حيث البيئة تعني الحالة السائدة في الحياة من كافة‬
‫الجوانب البرية والبحرية والجوية والثقافية ‪...‬‬

‫تعريف علم البيئة ‪:‬‬


‫‪ .1‬علم البيئة ‪ :‬هو الدراسة العملية لتوزع وتلؤم الكائنات الحية مع بيئاتها وكيف تتأثر هذه الكائنات بالعلقات‬
‫المتبادلة بين الحياء كافة وبين بيئاتها المحيطة ‪.‬‬
‫‪ .2‬والبيئة ‪ :‬هي مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائن الحي وتؤثر في العمليات الحيوية التي‬
‫تقوم بها‪.‬‬
‫‪ .3‬والنظام البيئي ‪ :‬هو كيان متكامل ومتوازن يتألف من كائنات حية ومكونات غير حية وطاقة شمسية ومن‬
‫التفاعلت المتبادلة فيه ‪.‬‬

‫عناصر البيئة ‪:‬‬


‫‪ (1‬قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسيين هما ‪:‬‬
‫‪ .1‬البيئة الطبيعية ‪ :‬وهي المظاهر التي ل دخل للنسان في وجودها ومن مظاهرها الصحراء والبحار و المناخ‬
‫والتضاريس والحياة النباتية والحيوانية ‪.‬‬
‫‪ .2‬البيئة المشيدة ‪ :‬وهي البيئة المادية والنظم الجتماعية التي أقامها النسان مثل ‪ :‬المناطق السكنية والمناطق‬
‫الصناعية والتجارية والمدارس والطرق ‪.‬‬

‫‪ (2‬يمكن تقسيم البيئة وفق توصيات مؤتمر ستوكهولهم إلى ثلثة عناصر هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬البيئة الطبيعية ‪ :‬وتتكون من أربعة نظم مترابطة وهي ) الغلف الجوي والغلف المائي واليابسة والمحيط الجوي (‬
‫وهذه العناصر جميعا تمثل الموارد التي أتاحها الله للنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء‬
‫ودواء ومأوى ‪.‬‬
‫‪ .2‬البيئة البيولوجية ‪ :‬وتشمل النسان الفرد وأسرته ومجتمعه والكائنات الحية ‪ .‬وتعد البيئة البيولوجية جزءا من البيئة‬
‫الطبيعية ‪.‬‬
‫‪ .3‬البيئة الجتماعية ‪ :‬وهي العلقات التي تحدد ماهية علقة حياة النسان مع غيره ‪ .‬وأنماط تلق العلقات تؤلف ما‬
‫يعرف بالنظم الجتماعية ‪.‬‬
‫واستطاع النسان خلل رحلته الطويلة في الحياة أن يستحدث بيئة حضارية تساعده في إعمار الرض وعناصر البيئة‬
‫الحضارية للنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما ‪:‬‬
‫أ الجانب المادي ‪ :‬وهي كل ما استطاع النسان أن يصنعه كالمسكن والملبس ووسائل النقل والدوات والجهزة ‪.‬‬
‫ب الجانب غير المادي ‪ :‬ويشمل عقائد النسان وعاداته وتقاليده وأفكاره وكذلك القيم والداب والعلوم سواء كانت‬
‫تلقائية أم مكتسبة ‪.‬‬

‫وسنتناول بعض التوجيهات النبوية في كيفية التعامل مع الجانب المادي من البيئة فقط ‪:‬‬

‫مظاهر عناية السنة بالبيئة المادية تتمثل بـ ‪:‬‬


‫‪ .1‬رعاية البيئة المائية في السنة ‪.‬‬
‫‪ .2‬رعاية البيئة البرية في السنة ‪.‬‬
‫‪ .3‬رعاية البيئة النباتية في السنة ‪.‬‬
‫‪ .4‬رعاية البيئة الحيوانية في السنة ‪.‬‬
‫‪ .5‬رعاية البيئة الجوية في السنة ‪.‬‬
‫‪ .6‬المحافظة على التوازن البيئي ‪.‬‬
‫‪ .7‬الدعوة إلى الملكية المشتركة لعناصر البيئة في السنة ‪.‬‬
‫‪ .8‬تحديد المسؤولية عن الضرار بالبيئة في السنة ‪.‬‬

‫تفصيل ‪ :‬مظاهر عناية السنة بالبيئة ‪:‬‬


‫المظهر الول ‪ :‬رعاية البيئة المائية في السنة ‪:‬‬
‫ويتحقق ذلك من خلل أمرين ‪:‬‬
‫المر الول ‪ :‬المحافظة على الماء وحمايته من التلوث ‪.‬‬
‫المر الثاني ‪ :‬المحافظة على مصادر المياه وحمايتها من الستنزاف والهدر ‪.‬‬
‫تفصيل المر الول ‪ :‬المحافظة على الماء وحمايته من التلوث ‪.‬‬
‫لقد اعتنى السلم بالمحافظة على الماء وحمايته من التلوث من خلل الجراءات التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬النهي عن البول في الماء ‪ ":‬ل يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي ل يجري ثم يغتسل فيه " ‪ε‬الدائم ‪ :‬لقوله ‪.‬‬
‫ومن صور تلويث المياه ‪:‬‬
‫أ جر مياه المجاري لتصب في البحار والنهار ‪.‬‬
‫ب طرح مخلفات المصانع الكيماوية وغيرها في مصادر المياه ‪.‬‬
‫ج دفن النفايات السامة أو النفايات النووية في أعماق البحار والمحيطات ‪.‬‬
‫د إلقاء القمامة في مصادر المياه ‪.‬‬
‫‪ .ε 2":‬المر بتخمير النية وإغلق السقية ‪ :‬لقوله ‪ ":‬وأوكوا السقية وخمروا الطعام ‪ε‬خمروا النية و أوكوا السقية‬
‫" ‪ .‬ولقوله والشراب " ‪.‬‬
‫‪ " :‬إذا شرب أحدكم فل‪ .ε 3‬النهي عن التنفس قي الماء ‪ :‬لقوله يتنفس في الماء " ‪ .‬وذلك حتى ل تنتقل الجراثيم‬
‫والوبئة إلى آنية الشرب ‪.‬‬
‫‪ " : .4‬اتقوا الملعن الثلثة ‪ :‬البراز في ‪ε‬النهي عن تلويث مصادر البيئة ‪ :‬لقوله الموارد ‪ ،‬وقارعة الطريق ‪ ،‬والظل‬
‫"‬
‫والموارد هي الماكن التي يكثر فيها الماء ‪.‬‬

‫ماذا نتعلم من هذا الحديث ‪:‬‬


‫‌أ‪ -‬ترتيب اللعن والطرد من رحمة الله على من يلوث البيئة ‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬المحافظة على مصادر المياه من التلوث ‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬ضرورة وضع القوانين اللزمة للمحافظة على مصادر المياه من التلوث ‪.‬‬
‫‌د‪ -‬وجوب المحافظة على الماكن العامة كالطرق والشجار والمظلت والمتنزهات سليمة من التلوث ‪.‬‬

‫تفصيل المر الثاني ‪ :‬المحافظة على البيئة بالمحافظة على مصادر المياه من الهدر والستنزاف ‪:‬‬
‫نحافظ على مصادر المياه من الهدر والستنزاف بطريقتين ‪:‬‬
‫كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم‪‬الولى ‪ :‬البعد عن السراف ‪ :‬لقوله مر بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا‬
‫السرف ؟‪‬يخالطه إسراف أو مخيلة ‪ . ".‬ولن النبي فقال ‪ :‬أفي الوضوء إسراف قال ‪ :‬نعم وإن كنت على نهر‬
‫جار ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬المحافظة على الماء من التلوث ‪ :‬لن في تلويث الماء إهدارا له لما رواه أبو هريرة قال ‪ :‬قال ‪ ":‬ل يغتسل‬
‫أحدكم في الماء الدائم وهو جنب فقال ‪ :‬كيف يفعل يا أبا‪‬رسول الله هريرة ؟ قال ‪ :‬يتناوله تناول " ‪.‬‬
‫المظهر الثاني ‪ :‬رعاية البيئة البرية في السنة ‪:‬‬
‫مظاهر عناية السلم بالبيئة البرية تتمثل في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ " : .1‬اليمان بضع وستون شعبة‪‬اعتبر السلم النظافة شعبة من شعب السلم ‪ :‬لقوله فأفضلها قول ل إله إل‬
‫الله وأدناها إماطة الذى عن الطريق " ‪.‬‬
‫‪ .2‬اعتبر " بينما رجل يمشي بطريق ‪ε‬السلم النظافة عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه ‪ :‬لقوله وجد غصن شوك على‬
‫الطريق فأخذه فشكر الله له فغفر له " ‪.‬‬
‫‪ .ε 3‬النظافة وصية النبي وباب من أبواب الخير ‪ :‬لحديث أبي برزة السلمي ‪ " :‬قال قلت ‪ :‬يا نبي الله علمني شيئا‬
‫أنتفع به ؟ قال ‪ :‬اعزل الذى عن طريق المسلمين " ‪.‬‬
‫‪ .4‬النظافة شعار ‪ ":‬عرضت على أعمال أمتي حسنها و سيئها ‪ε‬المسلمين وحسنة من حسنات المة ‪ :‬لقوله‬
‫فوجدت في محاسن أعمالها الذى يماط عن الطريق ووجدت في مساوي أعمالها النخامة تكون في المسجد ل تدفن‬
‫"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬التحذير من تلويث البيئة واعتباره سببا للعن ‪ :‬لقوله ‪ " :‬اتقوا اللعانين قالوا وما اللعانين يا رسول الله ؟ قال ‪:‬‬
‫الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم " ‪.‬‬

‫المظهر الثالث ‪ :‬رعاية البيئة النباتية في السنة ‪:‬‬


‫ويتحقق ذلك من خلل أمرين ‪:‬‬
‫المر الول ‪ :‬حث السلم على الزراعة وهذا يظهر من خلل النصوص التالية ‪:‬‬
‫‪ ":‬ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل‪ .ε 1‬قال منه طير أو إنسان أو بهيمة إل كان له به صدقة " ‪.‬‬
‫‪ .2‬ومر رجل بأبي الدرداء وهو ‪ :‬فقال ‪ :‬ل تعجل علي ‪ ":‬سمعت رسول ‪ε‬يغرس غرسا فقال أتفعل هذا وأنت صاحب‬
‫رسول الله يقول ‪ ":‬من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ول خلق من خلق الله إل كان له به ‪ε‬الله صدقة " ‪.‬‬
‫‪ .3‬وروى أبو هريرة قال ‪ ":‬إن إخواني من النصار كان يشغلهم عمل أرضيهم ‪. :‬‬
‫أصحاب الرض الزراعية على الزراعة بأنفسهم أو من خلل‪ .ε 4‬وحث النبي ‪ ":‬من كانت له أرض فليزرعها فإن لم‬
‫يزرعها فليزرعها أخاه ‪ε‬إخوانهم المسلمين ‪ :‬فقال " ‪.‬‬
‫المر الثاني ‪ :‬نهي السلم عن قطع الشجار ‪:‬‬
‫وهذا يظهر جليل في وصية أبي بكر قادة جيشه بعدم تقطيع الشجر وتخريبه في الحرب حيث قال ‪ ":‬ول تقطعن‬
‫شجرا مثمرا ول تخربن عامرا " ‪.‬‬
‫ما الحكم الشرعي في تقطيع أشجار العدو ؟‬
‫‪ .1‬ذهب الوزاعي ‪ :‬إلى أنه يكره تقطيع شجر العدو المثمر أو تخريب العامر لنهي أبي بكر عن ذلك ‪.‬‬
‫‪ .2‬وقال الشافعي ‪ :‬ل بأس بالتحريق في أرض العدو وتقطيع الشجار والثمار ‪.‬‬
‫‪ .3‬وقال أحمد ‪ :‬ل يجوز حرق الشجار والتخريب عبثا إما إذا كان التحريق والتخريب في المواضع التي ل يجدون منها‬
‫بدا فيجوز ‪.‬‬
‫‪ .4‬وقال اسحق ‪ :‬التحريق سنة إذا كان أنكى للعدو ‪.‬‬

‫أهم مصادر الثروة النباتية الغابات ‪ .‬فما هي فوائد الغابات بالنسبة للنسان والحيوان ؟‬
‫‪ (1‬استخدام الخشاب للوقود ‪.‬‬
‫‪ (2‬يمكن الحصول من الغابات على أكثر من ‪ 4500‬مادة مصنعة ‪ .‬مثل ‪:‬‬
‫‪ .1‬إنتاج الحماض ومواد اللصق ‪.‬‬
‫‪ .2‬إنتاج علف الحيوان ‪.‬‬
‫‪ .3‬استخراج مواد مضادة للتجميد ‪.‬‬
‫‪ .4‬صنع الملبس والصباغ ‪.‬‬
‫‪ .5‬صنع المطهرات والدوية ‪.‬‬
‫‪ .6‬استخراج الزيوت ‪.‬‬
‫‪ .7‬صنع الورق واللدائن ‪ .8 .‬صنع المذيبات ‪.‬‬

‫‪ (3‬والغابات تحافظ على نسب الغازات ثابتة في الغلف الجوي ‪ :‬ولكن هذه النسب تبقى مهددة بسبب الحتطاب‬
‫الجائر ‪.‬‬
‫ما معنى الحتطاب الجائر ‪ :‬الحتطاب الجائر هو قطع الشجار من الغابات بمعدل يفوق قدرتها التجديدية أو‬
‫التعويضية ‪ .‬وهو أحد السباب الرئيسة للتصحر ‪.‬‬

‫المظهر الرابع ‪ :‬رعاية البيئة الحيوانية في السنة ‪:‬‬


‫وتظهر رعاية البيئة الحيوانية في السنة من خلل ‪:‬‬
‫‪ .1‬المحافظة على حياة الحيوان ‪.‬‬
‫‪ .2‬رعاية حقوق الحيوان المختلفة ‪.‬‬
‫‪ .3‬الترغيب بالرحمة بالحيوان ‪.‬‬
‫‪ .4‬منع العتداء على الحيوان وتعذيبه ‪.‬‬
‫‪ .5‬تغليظ العقوبة على من يتعدي على الحيوان ‪.‬‬

‫المظهر الخامس ‪ :‬رعاية البيئة الجوية في السنة ‪:‬‬


‫ل يوجد تفصيل في السنة لهذا المظهر وذلك ؛ لن الظروف البيئية كانت مناسبة والحياة بسيطة بعيدة عن المؤثرات‬
‫السيئة على البيئة الجوية ‪ .‬لكن يمكن أن يندرج اهتمام السلم بالبيئة ‪ ":‬ل ضرر ول ضرار " ‪ .‬فهي قاعدة عامة‬
‫تحرم الضرر والضرار أيا ‪ε‬الجوية تحت قوله كان مجاله‪.‬‬

‫المظهر السادس ‪ :‬المحافظة على التوازن البيئي ‪:‬‬


‫والتوازن البيئي ‪ :‬هو المحافظة على مكونات النظام البيئي بأعداد وكميات مناسبة مع نقصانها وتجددها المستمرين ‪.‬‬
‫ويحصل الخلل في التوازن البيئي ‪ :‬عن طريق العتداء على أي عنصر من عناصر البيئة ‪ .‬وهذا العتداء على العنصر‬
‫يعتبر اعتداء على جميع العناصر ؛ لنه يخل بالعلقات التفاعلية التبادلية فيما بين عناصر البيئة وبالتالي تتحول عناصر‬
‫البيئة من عناصر مفيدة إلى عناصر ضارة مسببة للعديد من الخطار التي تهدد مستقبل الحياة ‪.‬‬

‫المظهر السابع ‪ :‬العتراف بالملكية المشتركة لعناصر البيئة في السنة ‪:‬‬


‫فكرة الملكية المشتركة للموارد الطبيعية ‪ :‬وجدت في السنة منذ مبعث ‪ ":‬المسلمون شركاء في ثلث ‪ :‬الكل والماء‬
‫والنار " ‪ε‬الرسالة حيث يقول ‪.‬‬
‫والعناصر الموجودة في الحديث هي العناصر الرئيسية في تكوين البيئة ‪.‬‬
‫والحديث واضح في فكرة الشتراك في هذه الموارد لكن هذا ينطبق فقط على المباح العام ‪ .‬وليس فيما كان محرزا‬
‫أو ملكا للغير ‪.‬‬
‫وفكرة الملكية المشتركة تدفع النسان للمحافظة على هذه الموارد ‪.‬‬
‫المظهر الثامن ‪ :‬تحديد المسؤولية عن الضرار بالبيئة ‪:‬‬
‫حددت السنة المسؤولية عن الضرار بالبيئة من خلل أمرين ‪:‬‬
‫المر الول الجانب الوقائي ‪:‬‬
‫وهذا من خلل التوجيهات السابقة ‪ .‬والتي هي بمثابة وقاية وحماية للبيئة من كل الخطار التي تتهددها ‪.‬‬
‫المر الثاني ‪ :‬الجانب العلجي ‪:‬‬
‫أي إيجاد العقوبات الرادعة للمخالفات البيئية ‪ :‬والسلم لم يضع نظام محدد للعقوبات في مجال المخالفات البيئية‬
‫وذلك لقلة التجاوزات في هذا المجال في ‪.‬حياة النبي‬
‫إل أن النصوص الواردة في هذا الصدد تعتبر منهجا وتربية وتشريعا واجب النفاذ في المة ‪ .‬وذلك من ثلثة نواح ‪:‬‬
‫الناحية الولى أن المسلم عنده رقابة ذاتية ‪ :‬لكل تصرفاته فهو يبتعد عن الضرار بالبيئة خوفا من الله وعقابه ‪.‬‬
‫الناحية الثانية على الدولة ‪ :‬أن تضع النظم والتشريعات المناسبة في ضوء ‪ε .‬توجيهات النبي‬
‫الناحية الثالثة على القضاة ‪ :‬أن يضعوا القوانين المناسبة للمخالفات البيئية في ضوء القاعدة الشرعية " ل ضرر ول‬
‫ضرار ‪ " .‬وبالتالي إيجاد العقوبات التعزيرية المناسبة لكل مخالفة ‪.‬‬

‫وسائل معاصرة لحماية البيئة ‪:‬‬


‫‪ .1‬تربية النشء على الوعي البيئي‪ ،‬وتبصيره بحقيقة الموقف السلمي الصيل من البيئة ورعايتها‪.‬‬
‫‪ .2‬تثقيف الجماهير عبر وسائل التثقيف المختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬إيقاظ الضمير الديني في رعاية البيئة‪.‬‬
‫‪ .4‬إتاحة الفرصة أمام الضمير الجتماعي المتمثل في الرأي العام ليمارس دوره في هذا الشأن ‪.‬‬
‫‪ .5‬إيجاد قنوات من التعاون الفعال مع المؤسسات الدولية والقليمية المهتمة بالبيئة‪.‬‬
‫‪ .6‬سن النظم والتشريعات التي ‪ε .‬تحافظ على البيئة من عبث العابثين في ضوء توجيهات النبي‬
‫‪ .7‬وضع العقوبات التعزيرية المناسبة لكل مخالفة بيئية في ضوء القاعدة الشرعية " ل ضرر ول ضرار ‪" .‬‬

‫المرجع ‪/‬‬
‫محاضرات في الحديث الموضوعي ألقيتها على طلب السنة الرابعة بكلية أصول الدين بالجامعة السلمية‬
‫الشيخ ‪ /‬جواد درويش‬
‫‪http://www.alnorway.com/vb/showthread.php?p=9896‬‬

You might also like