Professional Documents
Culture Documents
الدارة علم وفن ومؤهلت قيادية ومهنة ول يستطيع أن يمارسها إل ذوو الختصاص والخبرة وأقول بدون الدارة ل يمكن البدء أو النجاح بأية عملية
إصلح وتطوير
وعلقة الدارة بالسياسة محتمة ورقعة نشاطها واسعة وشهرتها الوسع في مرونتها البالغة وحساسيتها الشديدة للتوجهات السياسية والقتصادية
.والنزعات الجتماعية والخلقية
وبشكل عام ل يوجد نظام ناجح ول نظام فاشل بل توجد إدارة ناجحة وأخرى فاشلة ولقد أجمعت كل المدارس القتصادية والدارية على اختلف
مشاربها على أن للدارة كفعالية تتولى قيادة أي نشاط إنساني تخطيطًا وتنظيمًا وتنفيذًا وتنسيقًا مكانة مركزية وجوهرية في قيادة هذا النشاط وتفعيل
.عناصره ومكوناته وتحديد مساره
.ولعل ما حدث لدول النمور السيوية يعطي درسًا كبيرًا عن الثار التي تنجم عن سلبيات الدارة
.وإننا نرى أن من أولى واجبات الحكم إيجاد أدارة صحيحة على أساس أن نجاح هذه الدارة يعني نجاح الحكم وفساد الدارة يعني فشل الحكم
ل أن تعترف دولة بضعف إدارتها الحكومية بل يجب عليها العتراف بأن هذا الضعف أمرًا طبيعيًا عارضًا صادفته جميع الدول الناشئة وأنه ليس مخج ً
.التي طلعت على الحضارة في وقت متأخر وهذه المصارحة والجرأة تدفع الدولة إلى السير بسرعة لتحقيق التنمية المنشودة
.وهذا ما فعله قائدنا الشاب الحكيم د .بشار السد عندما وصل إلى سدة القيادة حيث أشاع وجهة دؤوبة لتحقيق التصحيح والتنمية الداريين
وفي البلدان النامية ومنها وطننا العربي وقطرنا السوري تظهر مشكلة الدارة وتطويرها وتنميتها بشكل أعمق وأوضح حيث تكافح هذه البلدان للخروج
من دائرة التبعية والتخلف وهي في سعيها هذا بحاجة إلى كل المكانات المتوفرة بكفاءة وبشكل يؤدي إلى ولوج طريق النمو بخطوات سابقة ومن هذه
طى من الزاوية يكتسب موضوع الصلح الداري أهمية متزايدة في ظل تفجير المعلومات والنترنت والعولمة وهو موضوع هام وحيوي يجب أن يغ ّ
.جوانبه المختلفة ولهذا كان اختيارنا له
التنمية الدارية عملية تدخل هادفة منظمة تسعى إلى جعل عمليات الدارة وطرقها ووسائلها تتلءم مع مرحلة التطور التي … بلد من البلدان وكذلك-
جعل عمليات الدارة وطرقها وتقنياتها تتواءم مع الهداف التنموية الشاملة " القتصادية ة والجتماعيةوالثقافية" التي يسعى هذا البلد إلى تحقيقها من
.خلل خططه التنموية
- والتنمية الدارية هي إستراتيجية تدخل شاملة تعتمد على جهد منظم يهدف إلى إحداث التغيير بغية تحسين كفاءة وفاعلية الجهات الدارية
"لتطوير مقدرتها على التجدد والتطور والتلؤم مع المتغيرات السريعة" تقنية -علمية -سياسية -تشريعية -إقتصادية
- أي أن التنمية الدارية هي طريقة منظمة لحداث التغيير الضروري في جهة ما أو مؤسسة ما أو منظمة ما عن طريق التدخل في كيفية
.عملها أو في آلية سير العمل بغية تكينها من تبني إستراتيجية للرد على المتغيرات والسيطرة عليها والتأثير فيها والتلؤم معها
- ويفترض أن تقدم إستراتيجية التنمية أو التطوير هذه وبكل بساطة لمتخذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب والمكان المناسب القدرة على
رؤية المور بوضوحها وواقعها وتحليلها بعمق وموضوعية وتمكنه من أتخاذ القرار المناسب لمواجهة ظاهرة معينة مما يتيح للجهة التي يديرها مواكبة
.ما يحدث من تطورات وتغيرات في محيطها وبيئتها والسير قدمًا على طريق تحقيق الهداف
- ل إداريًا علميًا منظمًا من شأنه القيام بتغيير مخطط هادفًا لتحولت إيجابية في مجمل عناصر العمل الداري في لذا تعتبر التنمية الدارية عم َ
.الدولة
- ل ويحتاج للكثير من العمل وما نجده من عقبات في لن الدارة هي مدخل لي تنمية ودونها ل تتحقق الهداف وتحديث الدارة ليس سه ً
.دوائرنا ناجم عن سوء الدارة بدءًا من التعيين وطرقه وانتهاء بالعاملين حيث ل يتوفر للكفاءات مكان بل يكون التعيين مزاجيًا وغير مدروس
- مهما كانت التكنولوجيا متقدمة فإن تخلف الدارة يهدر الناتج لذلك ل بد من توفير عوامل مهمة كبناء قاعدة للمعلومات تقدم معلومات دقيقة
.وموثقة لدعم التخطيط وصنع القرار
لماذا التنمية الدارية
لقد أثبتت التجارب أنه إذا لم يحدث التطوير الداري لمواكبة التغيرات الداخلية والخارجية للجهات ذات العلقة فوق تظهر على أعمالها علمات
.مرضية وسمات تراجعية داعية إلى ضرورة إحداث التطوير والتمية اللزمين
ومن المعروف أن الدول النامية ل تواجه لوحدها مشكلة التنمية الدارية وإنما تسعى الدول المتقدمة أيضًا إلى تطوير أساليب إدارتها كي تستطيع-
التكيف مع التطورات اليومية لكن الفرق الجوهري بين النوعين من الدول يكمن في أن الدول النامية ل تطور إدارتها بشكل ديناميكي بل يوجد فتور
وتراخ في إحداث التطوير الداري ويعود سبب ذلك إلى تعدد المسائل والقضايا التي تهتم بها الدول في البلد النامي إلى جانب المركزية الشديدة التي
تتصف بها هذه البلدان مما يلقي عبئًا كبيرًا على كاهل السلطات المركزية ول يتاح لها بالتالي الوقت الكافي ليلء التطوير الداري ما يستحق من
.اهتمام
ويمكننا إدراك أهمية التنمية الدارية من خلل التعرف على العلقة بين التنمية الدارية وضرورتها للتنمية الشاملة ولدارة الجهات والمؤسسات
.والمنظمات
- .التنمية الدارية جزء أساسي من خطط التنمية ومحور فّعال وبعد رئيسي في استراتيجية التنمية الشاملة لبلد من البلدان
فإستراتيجية التنمية الدارية التي ل بد من تبنيها ما هي سوى استراتيجية جزئية من إستراتيجية أعم وأشمل هي الستراتيجية التنموية الشاملة أو الكلية
ل تتداخل عناصره وتترابط ل متكام ّ
بكل أبعادها " القتصادية والثقافية والجتماعية والدارية والعلمية…" حيث تشكل لبعادها المتنوعة المتعددة هذه ك ً
.محاوره وتتشابك مكوناته في علقات متبادلة حتى تشكل هذا الكل المنسجم المناغم المتكامل
بمعنى أن كل بعد من هذه البعاد أو كل محور من هذه المحاور المتضافرة يجب أن يبلغ مرحلة تطور مناسبة يستطيع من خللها تقديم الدعم والمساندة
ق في تطوره للبعاد الخرى ومؤازرتها كي يدفعها قدمًا نحو المام لتحقيق الهداف المنشودة لكنه في نفس الوقت يحد من حركتها ويعرقلها إذا لم ير َ
.ونموه إلى مرحلة التطور التي بلغتها البعاد الخرى وينسجم معها وقد يكون حجر عثرة وقد يشدها إلى الخلف
- ل جوهريًا في نتائجها فعلية التنمية هي بطبيعتها عملية متطورة متعددة الجوانب والبعاد والختلل الحركي في أحد محاورها يحدث خل ً
.المرجّوة
- من هذا المنطلق تفحص رئيسنا الشاب عجلته قبل الحركة حيث عليه قبل أن يستأنف السير أن يطمئن إلى سلمة العجلة لنه كلما أمعن في
سر الصلح .السير قبل إصلح العجلة زادت العلة وع ّ
وليس أدل على العلقة الحميمة والوثيقة بين التنمية الدارية والتنمية الشاملة ما حققته دول كثيرة ل تملك موارد لكن بفضل إدارتها الواعية والكفوءة
"-…..حققت وتائر نمو عالية وارتفعت إلى درجات سلم التطور والحضارة في العالم وهي" اليابان -هولندا -ماليزيا
- إن المجتمع يتطوربحاجاته والبيئة تتطور وتتبدل وهذا يحتم على الجهات والمؤسسات أن تتطور أيضًا بحيث تتبنى سلوكية تسمح لها بمواكبة
.التغير والتأقلم مع ما يحدث
- وبشكل عام أن كل سياسة جديدة ومرحلة جديدة تحتاج إلى حاجات إدارية جديدة وبشكل عام نقول أن مجالت التطوير الداري يجب أن
:تصيب أمرين أثنين
ا -التأثير على الفراد -2التأثير على الوضع التنظيمي
ل :التأثير على الفراد :ويكون ذلك عن طريق إعادة النظر بوظيفة تنشيط الفراد وإدارة الموارد البشرية والتي تهتم بإجراءات ما قبل التعيين أو ً
وسياسات التعيين وحتى التقاعد مرورًا بالتكوين والعداد والتأهيل والتحفيز والتقييم….الخ
وتهدف عملية التأثير على الفراد إلى :التأثير في العادات والقيم من أجل زيادة الكفاءة وتحسين مناخ العمل في المؤسسة وقد يستدعي ذلك عودة الفراد
والمديرين الناجحين إلى قاعة الدرس بقصد تطوير المهارات ،وتغيير بعض العادات وتحسين العلقات بين الفراد .من أجل تحسين مناخ العمل وقبول
.الفراد للتغيرات التي تحدث وعدم مقاومة التغيير وأن مصلحتهم سوف تتحقق أيضًا من خلل تحقيق مصلحة الجهة التي يعملون خللها
:ثانيًا :التأثير على الوضع التنظيمي
ويتحقق ذلك من خلل إعادة تنظيم الجهة ذات العلقة أعتمادًا على مبادىء الدارة وخاصة ما يتعلق منها بالتنظيم العلمي للعمل ومن العناصر التنظيمية
:التي يعاد النظر بها عند إعادة تنظيم الجهات
.الهيكل التنظيمي الرسمي -تقسيم العمل -التخصص الداري لجميع الوظائف-
إعادة توزيع السلطات والمسؤوليات -درجة المركزية واللمركزية -مسألة تفويض السلطة -التنظيم العام وحجم الوحدات -النظمة ةالجراءات التي-
.تحرك الهيكل التنظيمي -أنظمة التصالت والمعلومات والتعاون -تنظيم عملية التخطيط والتنشيط والرقابة واتخاذ القرارات
والجديد بالذكر أن لعمل التطوير المعقول ل يتم إل باندماج المجالين بإستراتيجية واحدة أي تتركز الجهود على المحور التنظيمي وعلى الفراد اختيارًا-
.وتعيينًا ترغيبًا وترهيبًا سلوكيًا واجتماعيًا
خلصنا فيما تقدم إلى أهمية التنمية الدارية وأنها ترقى حسب توجيه القائد الخالد حافظ السد إلى كونها مهمة وطنية المر الذي يحتم أن نفتش ونتساءل
عن الدارة أو الوسيلة الدائمة التي نكلفها هذه المهمة وهل هي موجودة وإن لم تكن موجودة أل يجب إيجادها لنسير على دربها في أبكر وقت؟
:فإذا حللنا الهيكل التنظيمي المركزي للدارة الحكومية لوصلنا باختصار شديد إلى الستنتاجات التالية-
1. .تمارس وظيفة التخطيط من قبل هيئة تخطيط الدولة
2. تمارس وظيفة الرقابة والمتابعة من قبل هيئة الرقابة والتفتيش والجهاز المركزي للرقابة المالية
3. .تمارس وظيفة اتخاذ القرار من قبل مجلس الوزراء والدارات المركزية
ل عماد الدارة وأهمها :وهناك وظائف شاغرة وهي أص ً
1. وظيفة التنظيم
2. وظيفة التدريب وشغور هذه الوظيفة يجعلنا ل نستفيد من الجامعات والمعاهد المتوفرة لدينا " المعهد العالي للدارة -المعهد العالي للعلوم
"السياسية -كليات القتصاد في الجامعات
3. وظيفة التحفيز :وهي شاغرة أيضًا حيث أنيطت بلجنة وزارية غير متفرغة وغير مستقرة ونشير هنا إلى خطأ وضع سقوف للحوافز حيث
أفرغت من مضمونها وأصبحت حواجز بدل ان تكون دوافع مشجعة على العمل
4. .عدم وجود سجل إحصائي مسلكي للعاملين وبالتالي عدم تطبيق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب
5. عدم رغبة العاملين في اتباع دورات حيث طالعنا في جريدة تشرين عدد /8كانون الثاني 1998/خبرًا بعنوان" دورة للتنمية الدارية ول
مرشحين حتى الن" – تعميم رئاسة مجلس الوزراء على الوزراء والجهات العامة لرسال الترشيحات منذ 29/10/1997لكن لم ترسل أية جهة أية
.ترشيحات
إذًا قاعدة انطلق الهيئة المركزية للتنمية الدارية أو وزارة التنمية موجودة ل سيما وأن المؤتمر القطري السابع للحزب المنعقد عام 1980قرر-
.إحداث مكتب مركزي للتنظيم والدارة
.كما علينا حسن اختيار العاملين في هذه الهيئة من العاملين الكفاء حيث ل يصلح العاملون المستجدون الذين ل تتوفر لديهم التجربة والخبرة-
.والموضوع لم يعد يحمل الـتأجيل أم النتظار ،فالزمن ل يرحم ،ويأتي ويمر بسرعة فائقة ول ينتظر من ل يركب قطاره في الوقت المناسب
فما علينا أمام كل ما تقدم إل أن نصدر إشارة النطلق باستكمال إستصدار مشروع قانون الهيئة المركزية للتنمية الدارية في أبكر وقت
فهل نحن فاعلون؟ وهل نجد بيننا قريبًا الداة المختصة الدائمة ،لتضطلع ،بالواجبات الجسام التي تتطلبها التنمية الدارية ،وتتلقى الخطاب والتوجهات
حول الدارة وتترجمها إلى واقع؟
- نتيجة تضاعف عدد الوزارات والمؤسسات العامة وعدد الوظائف والموظفين أصبح الجهاز الداري للدولة يواجه كثير من المشكلت منها
.تخطيطية وتنظيمية وتنفيذية مما جعله غير قادر على تلبية مستلزمات التطور الجديد ومتطلبات التنمية القتصادية والجتماعية
- لذا كان ل بد من البدء بعملية الصلح وقد أطلق القائد بشار السد رغبة صادقة في إجراء إصلحات ذات مغزى وغير مسبوقة حيث تبرز
:أسباب الصلح الداري والقتصادي بمايلي
1. تدني كفاءة القتصاد عن المنافسة خارجيًا
2. قصور الداء الحكومي في تحديث الدارة
3. إنتشار الفساد والفوضى والبيروقراطية
4. تردي المستوى المعيشي للمواطنين
.والصلح الداري هو الحلقة الساسية في الصلح القتصادي بشكل عام ول يمكن إنجاز الصلح بدون مكافحة الفساد-
والصلح الداري والصلح القتصادي عملية متواصلة ومستمرة تمليها متغيرات الحياة وفي الدول النامية يجب مقاومة المنتفعين والفاسدين بشكل
:مستمر حتى ل يتحول الفساد إلى ظاهرة تستعصي على الحل يجب مكافحة الفساد الداري والمالي والسياسي من خلل
· الشفافية والعلنية في عمل مؤسسات الدولة
· المساءلة القانونية الصارمة للقائمين على إدارة شؤون الدولة
· حفز الصحافة على أداء دورها في مراقبة مواطن الخلل
أخيرًا نشير إلى أن إصلح الدارة يبقى مبتور وقاصر إذا لم يستكمل بإصلح سياسي مرافق حتى يتحقق الصلح الكامل القتصادي والسياسي-
.ويتحمل الغنياء والمسؤولون أوزار الصلحات القتصادية