You are on page 1of 32

‫اﻷﺣﻜﺎم و اﻟﻘﺮارات اﻹدارﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‬

‫) ﺗﻌﺮﻳﺐ و ﺗﻠﺨﻴﺺ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻧﺠﻴﻤﻲ ﺟﻤﺎل (‬

‫‪ - 01‬ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ – ‪ 22‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ – 1921‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻐﺮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‪. Société commerciale de l’Ouest africain‬‬
‫‪ - 02‬ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 08‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ - 1873‬ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻼﻧﻜﻮ ‪. Blanco‬‬
‫‪ - 03‬ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ‪ 08‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ - 1935‬ﺟﺮﻳﺪﺓ " ﺃﻛﺴﻴﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ " ‪. Action Française‬‬
‫‪ - 04‬ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ‪ 02‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1902‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺳﺎﻥ ﺟﻴﺴﺖ ‪. Société immobilière de Saint-Just‬‬
‫‪ - 05‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ‪ 31‬ﻣﺎﻱ ‪ - 1957‬ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻭﺯﺍﻥ ﺟﲑﺍﺭ ‪. Rosan Girard‬‬
‫‪ - 06‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪ - 1923‬ﻗﻀﻴﺔ ﻛﻮﻳﺘﻴﺎﺱ ‪. Couitéas‬‬
‫‪ - 07‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ - 1916‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺎﺭﺓ ﰲ ﺑﻮﺭﺩﻭ ‪Compagnie générale d’éclairage de‬‬
‫‪. Bordeaux‬‬
‫‪ -08‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ - 1919‬ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻳﻨﻴﻮ ﺩﻳﺮﻭﺯﻳﻲ ‪. Regnault-Desroziers‬‬
‫‪ - 09‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﻣﺎﻳﻮ ‪ - 1971‬ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺿﺪ ﻓﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﲟﺸﺮﻭﻉ " ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ "‪.‬‬
‫‪ - 10‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ - 1918‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﲑﻳﺎﺱ ‪. Heyriès‬‬
‫‪ - 11‬ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ - 1951‬ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻻﺭﻳﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺩﻟﻔﻴﻞ ‪. Laruelle et Delville‬‬
‫‪ - 12‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪. Commune de Morsang-sur-Orge - 1995‬‬
‫‪ - 13‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﻣﺎﺭﺱ ‪. Véron-Réville - 1949‬‬
‫‪ - 14‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪. Epoux Lemonnier - 1918‬‬
‫‪ - 15‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1925‬ﺭﻭﺩﻳﺎﺭ‪. Rodière -‬‬
‫‪ - 16‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ 1948‬ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻟﻮﺭﻭﺭ ‪. "L’Aurore" -‬‬
‫‪ - 17‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 21‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ 1895‬ﻗﻀﻴﺔ " ﻛﺎﻡ " ‪. "Cames" -‬‬
‫‪ - 18‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 18‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ 1950‬ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻻﻣﻮﺕ ‪Ministre de l’agriculture c/ Dame Lamotte‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 19‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 14‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ / 1938‬ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﳊﻠﻴﺒﻴﺔ ﻻﻓﻠﻮﺭﻳﺖ " ‪. " La Fleurette‬‬
‫‪ - 20‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 13‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ / 1889‬ﻗﻀﻴﺔ ﻛــــﺎﺩﻭ " ‪" Cadot‬‬
‫‪ - 21‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 20‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ / 1902‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻐﺎﺯ ‪Compagnie nouvelle du gaz de Deville-lès-‬‬
‫‪. Rouen‬‬
‫‪ - 22‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ / 1905‬ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻮﻣﺎﺳﻮ ﻗﺮﻳﻜﻮ ‪Tomaso Grecco‬‬
‫‪ - 23‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ / 1992‬ﻗﻀﻴﺔ ‪-.Epoux V‬‬
‫‪ - 24‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 08‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪-. G.I.S.T.I., C.F.D.T. et C.G.T - 1978‬‬
‫‪ - 25‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 5‬ﻣﺎﻱ ‪ – 1944‬ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺗﺮﻭﻣﺒﻴﻲ ﻗﺮﺍﻓﻴﻲ ‪Dame veuve Trompier-Gravier‬‬
‫‪ - 26‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪Gomel 1914‬‬
‫‪ - 27‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 03‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪Dame Cachet 1922‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ – ‪ 22‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ – 1921‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻐﺮﺏ‬
‫ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬ ‫‪01‬‬
‫‪Société commerciale de l’Ouest africain‬‬

‫) ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﻭ ﲡﺎﺭﻱ (‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ‪:‬‬


‫ﺴﻴّﺮ ﻭﻓﻖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻗﺮﺕ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﻋﺎﻣﺔ ُﺗ َ‬
‫ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﺳﲑ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻐﺮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻠﻚ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﺮﺭﺕ ﰲ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ‬
‫ﻟﻌﺒّﺎﺭﺓ "ﺇﻳﻠﻮﻛﺎ " ) ‪ ( Bac d’Eloka‬ﻭ ﻫﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺝ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻐﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ‪[1] .‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﻟﺘﻌﻴﲔ ﺍﳋﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺃﻥ‬
‫ﲢﺪﺩ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﱪ ﺑﺄﻬﻧﺎ ﺗﺴﲑ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﲑ ﻬﺑﺎ‬
‫ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﺨﺘﺺ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺰﻭﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ‬
‫ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺘﻢ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺮﻓﻖ ﻛﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﺻﻒ ﺍ ﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻬﻧﺎ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﲡﺎﺭﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ) ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ( ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺃﳘﻬﺎ ‪ :‬ﻣﻮﺿﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ‪[2] .‬‬
‫ﻭ ﺇﻥ ﻭﺻﻒ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﺄﻬﻧﺎ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﲡﺎﺭﻱ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ‬
‫ﻟﻠﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﻟﻠﻐﲑ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻫﺬﻩ‬

‫‪2‬‬
‫ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻣﺜﻞ ‪ :‬ﻋﻘﻮﺩ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ﻭ ﻋﻘﻮﺩ ﺷﻐﻞ ﺍﻟﺪﻭﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪،‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ) ‪Clauses exorbitantes du‬‬
‫‪. ( droit commun‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﻬﺗﻢ ﻣﻊ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﻭ‬
‫ﺍﶈﺎﺳﺐ )ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﶈﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﳜﺘﺺ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻔﺤﺺ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪.‬‬
‫‪-----------------------------‬‬

‫ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 08‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪- 1873‬‬


‫‪02‬‬
‫ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻼﻧﻜﻮ ‪Blanco‬‬
‫‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻼﻧﻜﻮ ﻗﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﻬﺑﺎ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫) ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ (‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﰲ ﻛﻮﻥ ﻃﻔﻞ ﻗﺪ ﺻُﺪﻡ ﻭ ﺟُﺮﺡ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺮﺑﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺒﻎ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﺃﺏ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺩ ‪ 1382‬ﺇﱃ ‪ 1384‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ‪.‬‬
‫ﻭ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﱰﺍﻉ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻗﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻼﻧﻜﻮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺣﺪّﺍ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻧﻪ‬
‫ﺃﺧﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺧﺎﺹ ﳝﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﲔ‬
‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ 16‬ﻭ ‪24‬‬
‫ﻏﺸﺖ ‪ 1790‬ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻼﻧﻜﻮ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﹸﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﻬﺑﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻫﻮ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ‬
‫ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ‬
‫ﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻣﺜﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 31‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1957‬ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺒﺎﺕ ) ﻣﺜﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻼﻧﻜﻮ ( ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺗ ﹶﻜﻮّﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻼﻧﻜﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳُﺲ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻊ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻭ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣِﻴﺰﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻇﻬﺮ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ‪.‬‬

‫‪--------------------------‬‬

‫ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ‪ 08‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ - 1935‬ﺟﺮﻳﺪﺓ "‬


‫‪03‬‬
‫ﺃﻛﺴﻴﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ " ‪Action Française‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ )‪.( La théorie de la voie de fait‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺻﺒﻴﺤﺔ ‪ 07‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ 1934‬ﻗﺎﻡ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺒﺎﺭﻳﺲ ﲝﺠﺰ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻻﻛﺴﻴﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻮﺩﻋﲔ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭ ﰲ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺴﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﲟﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﱵ ﻗﻀﺖ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻌﺪﻳﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺣﺪﺩ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ‪ ،‬ﻓﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺍﳋﻄﲑ‬
‫ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﱂ‬
‫ﺗﻜﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﳐﻮﻟﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺃﻭ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ‪ :‬ﻓﺘﺼﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﲞﺮﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ‬
‫ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺗﺼﺮﻓﺎﻬﺗﺎ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻫﻨﺎﻙ ) ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ( ﻓﺼﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺬﺍ‬
‫ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻭ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺎ‬
‫ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺿﺮﺭ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ) ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ( ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻌﺪﻳﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﻔﻲ‬
‫ﲟﻌﺎﻳﻨﺔ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻﻏﻴﺎ ﻭ ﺑﻼ ﺃﺛﺮ‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ‪ 02‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1902‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺳﺎﻥ‬
‫ﺟﻴﺴﺖ‬
‫‪04‬‬
‫‪Société immobilière de Saint-Just‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪ ) :‬ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﻬﺗﺎ ﺟﱪﹰﺍ (‬


‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﻔﻮﻋﺎ ﺑﺸﺮﻭﺡ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺭﻭﻣﻴﻮ ‪Le commissaire du -‬‬
‫‪ - gouvernement Romieu‬ﻳﻘﺮ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﻬﺗﺎ ﻭ‬
‫ﳛﺪﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ "ﺳﺎﻥ ﺟﻴﺴﺖ" ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻠﻚ ﻋﻘﺎﺭﺍ ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻫﺒﺎﺕ ﲨﺎﻋﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﳌﺮﺳﻮﻡ‬
‫ﻗﻀﻰ ﺑﻐﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻏﲑ ﺍﳌﺮﺧﺺ ﳍﺎ ‪ ،‬ﻗﺮﺭ ﳏﺎﻓﻆ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺮّﻭﻥ ﺍﻹﺧﻼﺀ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻠﻌﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﻭﺿﻊ‬

‫‪5‬‬
‫ﺍﻷﺧﺘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ‪ ،‬ﻭ ﰎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺫﺍﺗﻪ ‪ .‬ﻭ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴًﺎ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻷﺧﺘﺎﻡ ﻭ‬
‫ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﲤﻠﻚ‬
‫ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻬﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﻬﺗﺎ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ‪ ،‬ﲞﻼﻑ‬
‫ﺍﳌﺘﻘﺎﺿﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺸﺮﻭﺡ ﰲ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺭﻭﻣﻴﻮ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﻴﻮﻡ " ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ " ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﳏﺪ َﺩ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﻭ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﺇﻻ ﺑﺼﻔﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﻬﺗﺎ ﺑﻞ ﺇﻬﻧﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﲝﻮﺯﻬﺗﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﳉﱪﻱ ﺇﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﻧﺺ ﻋﻘﺎﰊ‬
‫ﺣﱴ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻜﺘﻮﻓﺔ ﺍﻷﻳﺪﻱ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ‬
‫ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺳﺒﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﳚﺪ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﰲ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﳌﻨﻔﺬ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺃﻥ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻔﺮﺽ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳ ُﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭ ُﺩ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺴﺐ ﻗﺮﺍﺭ ‪ 02‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1902‬ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ‬
‫ﺍﻷﺧ َﺮَﻳﻴْﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴْﻦ ﻳُﺴﻤﺢ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻭ ﳘﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ) ‪. ( L’urgence‬‬
‫‪ -‬ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ) ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺮﻛﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﳊﻈﲑﺓ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺮﻭﺭ ( ‪.‬‬

‫‪----------------‬‬
‫‪6‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ‪ 31‬ﻣﺎﻱ ‪ - 1957‬ﻗﻀﻴﺔ‬
‫‪05‬‬
‫‪. Rosan Girard‬‬ ‫ﺭﻭﺯﺍﻥ ﺟﲑﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪ ) :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﳌﻌﺪﻭﻣﺔ (‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﻀﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺄﻬﻧﺎ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳝﻜﻦ ﻣﻨﺎﺯﻋﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﰲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ‬
‫‪ ،‬ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻣﻮﻝ ﰲ ﻗﻮﺍﺩﺍﻟﻮﺏ ‪la La commune du Moule à‬‬
‫‪ Guadeloupe‬ﰲ ﺷﻬﺮ ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ 1953‬ﲤﻴﺰﺕ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ -‬ﺍﳌﻨﺘﻬﻴﺔ ﻭﻻﻳﺘﻪ ‪ -‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺱ ﻣﻜﺘﺐ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻧﻘﻞ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺇﱃ ﳎﻠﺲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﺣﱴ ﻳﺘﻮﱃ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺮﺯ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺭﻓﺾ ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﰎ ﺣﺠﺰﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﻙ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﺡ‬
‫ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻮﺯ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺍﳌﻨﺘﻬﻴﺔ ﻭﻻﻳﺘﻪ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺮﺭ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺪﻭﺑﻴﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ‬
‫ﺍﻬﻧﺰﺍﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺍﳌﻨﺘﻬﻴﺔ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺇﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﻭﺯﺍﻥ ﺟﲑﺍﺭ ﻃﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎﺀ ﺿﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺒﻄﻼﻥ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﺇﻋﺎﺩﻬﺗﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻭﺍﻋﺘﱪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻳﻌﺘﱪ ﻻﻏﻴﺎ ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺛﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺗﻌﺪﻱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻻ ﻳﻘﺮﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ "ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ" ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﻧﺎﺩﺭﺓ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﲑ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﻌﻴﻮﺏ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﻭﺟﺴﻴﻤﺔ ﺍﳋﻄﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺗُﻘ ّﺮﺑُﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻣﺴﺎﺱ ﺧﻄﲑ ﲝﻖ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻌﺪﻭﻡ ﳝﻜﻦ ﻃﺮﺣﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴّﺪ ﺑﺄﻱ ﺃﺟﻞ ‪ ،‬ﻭ ﳝﻜﻦ‬
‫ﺳﺤﺒﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺣﲔ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺧﲑﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺜﲑ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻌﻴﺐ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪ - 1923‬ﻗﻀﻴﺔ‬
‫‪06‬‬
‫ﻛﻮﻳﺘﻴﺎﺱ ‪. Couitéas‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪ ) :‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ (‬


‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻌﻄﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﻄﻼﻕ ﻟﻺﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺄ ﺑﻔﻌﻞ‬
‫ﻧﻘﺾ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﻓﺎﻟﺴﻴﺪ ﻛﻮﻳﺘﻴﺎﺱ ﻗﺪ ﹼﰎ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﻟﻪ ﲟﻠﻜﻴﺔ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻓﻼﺣﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ‪ 38000‬ﻫﻜﺘﺎﺭ )ﰲ‬
‫ﺗﻮﻧﺲ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻓﺮﻧﺴﺎ ( ﻭ ﺣﺼﻞ ﲟﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﰲ ﻃﺮﺩ ﺷﺎﻏﻠﻴﻬﺎ ) ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻷﺻﻠﻴﲔ (‪ .‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪،‬ﺍﻟﱵ ﳉﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ‪ ،‬ﻗﺪ ﺭﻓﻀﺖ ﻣﺪّ ُﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ‬
‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﳋﻄﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﲑﻫﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻮﻥ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ‬
‫ﻷﻬﻧﻢ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﳌﺎﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﻏﺎﺑﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ‪.‬‬
‫ﻭ ﳌﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻛﻮﻳﺘﻴﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﻟﻪ ﹸﻃﺮﹺﺡ ﺍﻷﻣ ُﺮ ﻋﻠﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﺭﻓﺾ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻷﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻇﺮﻭﻑ‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭ ﺭﻓﺾ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻖ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻛﻮﻳﺘﻴﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻓﻮﻕ ﺍﳊﺪ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺳﻴﻜﻮﻥ ِﺣﻤْﻼ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻭﺣﺪَﻩ ﻷﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻫﻮ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﻉ ﳌﺪﺓ ﻏﲑ ﳏﺪﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻞ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺄﺧﻮﺫ‬
‫ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﻟﻌﺎﻡ ‪ 1789‬ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳُﻤﻨﺤﻮﺍ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺻﺎ ﻭ ﻏﲑ ﻋﺎﺩﻱ ‪،‬‬
‫ﺃﻱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﳘﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﳏﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻗﺪ ﺭﻓﺾ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﺢ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬‬
‫ﺴﻴْﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﺍﺙ‬‫ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻞ ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻻﺕ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟ ّ‬
‫ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ - 1916‬ﻗﻀﻴﺔ‬


‫‪07‬‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺎﺭﺓ ﰲ ﺑﻮﺭﺩﻭ‬
‫‪Compagnie générale d’éclairage de Bordeaux‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺿﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ‪La théorie de‬‬
‫‪ l’imprévision‬ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺗﻮﺍﺯﻬﻧﺎ‬
‫ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻔﻌﻞ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﱂ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺎﺭﺓ ﰲ ﺑﻮﺭﺩﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﻮﺭﺩﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﲬﺲ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺍﻹﻣﺘﻴﺎﺯ ﺑﲔ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﰲ ‪ 1916‬؛ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ) ‪ (1918 / 1914‬ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ‬
‫ﺍﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻔﺤﻢ ﰲ ﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻷﳌﺎﱐ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﻀﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻹﻣﺘﻴﺎﺯ ﳛﺪﺩ ﺑﺼﻔﺔ ﻬﻧﺎﺋﻴﺔ ﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻐﲑﺍﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﳐﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻔﻞ ﻬﺑﺎ ؛ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺟﺪﹰﺍ ﱂ‬
‫ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﻠﺘﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﺳﲑ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﰲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ‪ .‬ﻭ‬
‫ﳍﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺮﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺳﲑ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻭ ﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﺎ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﰎ ﲢﺪﻳﺪ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ‬
‫‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫ﺃﻭﻻ ‪ -‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‪.‬ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻇﺮﻭﻓﹰﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ‬
‫ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺯﻋﺰﻋﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻣﻪ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ -‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻓﺈﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ‬
‫ﺍﻷﻣﲑ ‪ La théorie du fait du prince‬ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺒﻖ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ -‬ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﱃ ﺯﻋﺰﻋﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﲝﻴﺚ ﻝ ﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﳎﺮﺩ ﻧﻘﺺ ﺑﺴﻴﻂ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺢ‬
‫ﻭ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻘﺒﺔ ﲤﻨﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻷﻬﻧﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﺆﺩﻱ‬
‫ﺇﱃ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻟﻴﺲ ﻗﻮﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻱ ﻋﻦ ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ‪.‬‬
‫ﺺ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺍﻟﻨ ّ‬
‫ﺍﳌﱪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﳑﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﻀﺎﺅﻝ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ - 1919‬ﻗﻀﻴﺔ‬


‫‪08‬‬
‫ﺭﻳﻨﻴﻮ ﺩﻳﺮﻭﺯﻳﻲ ‪Regnault-Desroziers‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪ ) :‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ (‬


‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺄ‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﰲ ‪ 04‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1916‬ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺛﻜﻨﺔ ﺩﻭﺑﻞ ﻛﻮﺭﻭﻥ ﴰﺎﻝ ﺳﺎﻥ ﺩﻳﲏ ﻭ ﺗﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻭﻓﺎﺓ‬
‫‪ 23‬ﺷﺨﺼﺎ ﻭ ﺟﺮﺡ ‪ 81‬ﻭﺗﺪﻣﲑ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ‪.‬ﻓﻠﻘﺪ ﲨﻌﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ‬
‫‪10‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﳊﺎﺭﻗﺔ ﻟﺘﻮﻓﲑ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻡ ﻬﺑﺎ ﺍﳌﺘﻀﺮﺭﻭﻥ ﻣﻌﺘﱪﺍ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﰎ‬
‫ﰲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳊﺮﺏ ﻗﺪ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﳐﺎﻃﺮ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺠﻮﺍﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬ﲞﻼﻑ‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳋﻄﺄ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻮﺳﻊ ﳎﺎﻝ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﰲ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ؛ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬
‫ﺍﳋﻄﺮﺓ ‪ Des objets dangereux‬ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ‪Les armes à‬‬
‫‪ feu‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﲢﺼﻞ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﳌﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳋﻄﺮﺓ‬
‫‪ Les ouvrages publics dangereux‬ﻭ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﳋﻄﺮﺓ ﻛﺤﻘﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳌﻠﻮﺙ ﺑﻔﲑﻭﺱ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍ‬
‫‪. Les produits dangereux‬‬

‫‪----------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﻣﺎﻳﻮ ‪ - 1971‬ﻭﺯﻳﺮ‬ ‫‪09‬‬

‫ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺿﺪ ﻓﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﲟﺸﺮﻭﻉ "‬


‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ "‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ‪:‬‬
‫ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻤﻖ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﳊﻮﺻﻠﺔ ‪. la théorie du bilan‬‬

‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﻋﺎﻡ ‪ 1966‬ﻗﺮﺭﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﲡﻤﻊ ﺳﻜﺎﱐ ﺟﺪﻳﺪ ﺷﺮﻕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻞ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺮﻛﺒﺎ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﻴﺎ ﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻳﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ‪ 500‬ﻫﻜﺘﺎﺭ ﻭ ﺗﺼﻞ ﻛﻠﻔﺘﻪ ﺇﱃ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻓﺮﻧﻚ‬
‫ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻧﺰﻉ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﻭ ﻬﺗﺪﱘ ﺣﻮﺍﱄ ‪ 100‬ﻣﺴﻜﻦ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﰎ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 03‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ، 1968‬ﻓﻘﺎﻣﺖ ﲨﻌﻴﺔ‬
‫ﺑﻄﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﻫﺪﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺴﻜﻦ ﻳﺸﻜﻞ ﲦﻨﺎ ﺑﺎﻫﻈﺎ ﻻﳒﺎﺯ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺫﺍ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﲝﺪ ﺫﺍﻬﺗﺎ ﺫﺍﺕ ﻧﻔﻊ ﻋﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ‬
‫ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻭﺋﻪ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺇﱃ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ‬
‫ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲣﺪﻡ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺷﺎﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻧﻔﻊ ﻋﺎﻡ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺑﺎﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ‬
‫ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺟﻮﺓ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺿﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﲔ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭ ﻋﻴﻮﺑﻪ ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻔﺔ‬
‫ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻴﻂ ﺃﻭ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ‪...‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺧﻠﺺ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺪﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺴﻜﻦ ﻻ ﺗﱰﻉ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬
‫ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻛﻜﻞ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ - 1918‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ‬


‫‪.‬‬
‫ﻫﲑﻳﺎﺱ ‪Heyriès‬‬ ‫‪10‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪ ) :‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ (‪.‬‬


‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺼﺮﺡ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ‪ ،‬ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ‪،‬‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺳﲑ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪ 1914‬ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪65‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 22‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ 1905‬ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﺐ ﺇﺧﻄﺎﺭ ﺍﳌﻮﻇﻒ‬
‫ﲟﻠﻔﻪ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﲑﻳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﹼﰎ ﻋﺰﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﲟﻠﻔﻪ ﻃﻌﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﳏﺘﺠﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺏ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻄﺎﻋﻦ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﻭ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ‬
‫ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ؛ ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺭﻓﺾ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺍﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺍﳌﻨﺸﺄﺓ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺳﲑﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺹ ‪ :‬ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭ ﺫﻫﺐ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﱃ‬
‫ﺃﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺠﺰ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﲔ ﺃﻥ ﳛﻠﻮﺍ ﳏﻠﻬﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﺍ‬
‫ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﳌﻮﻇﻒ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﻣﺮﺍﻋﺎﻬﺗﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻛﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ‪ ،‬ﻭ ﺣﻖ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ؛ ﻓﲑﺍﻗﺐ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻮﺭﺓ‬
‫ﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ) ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﳝﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ( ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ‬
‫ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ‪ .‬ﻭ ﺃﺧﲑﺍ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻗﺪ ﺍﲣﺬﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬
‫‪--------‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ - 1951‬ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ‬
‫‪11‬‬
‫ﻻﺭﻳﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺩﻟﻔﻴﻞ ‪Laruelle et Delville‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪ ) :‬ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺑﲔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﳌﻮﻇﻒ (‬


‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﻳﻦ ﺃﻋﻠﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ‬
‫ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺪﻓﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻭ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ‪ ،‬ﻭ ﰲ‬
‫ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ‪ ،‬ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺽ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﺎﻥ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺼﻒ ﻻﺭﻳﺎﻝ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻷﻏﺮﺍﺿﻪ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﲢﺼﻞ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻠﺰﻡ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﻟﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪﻡ‬
‫ﺍﲣﺎﺫﻫﺎ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻴﺎﺭﺍﻬﺗﺎ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﲣﺬ ﻭﺯﻳﺮ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﶈﺎﺭﺑﲔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺍﳌﺒﻠﻎ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻻﺭﻳﺎﻝ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻋﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﲔ ﻣﺴﺌﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﺩﺍﺭﻬﺗﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ‬
‫ﻧﺎﲨﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﺌﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﻌﻦ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺄ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻳﺮﺗﺐ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ؛ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻞ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻹﻋﺴﺎﺭ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻋﻮﺍﻥ ﺣﱴ ﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻴﺨﺎﻟﻒ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ )‪28‬‬
‫ﻣﺎﺭﺱ ‪ ( 1924‬ﻛﺎﻥ ﳝﻨﻊ ﺭﺟﻮﻉ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﺃﻣﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺩﻟﻔﻴﻞ ﻓﻴﺸﻜﻞ ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻴﺪ ﺩﻟﻔﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﻘﺎ ﻟﺪﻯ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﲑ‬
‫‪14‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ‬
‫ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺣﺎﺩﺙ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻧﺎﲨﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭ ﺇﱃ ﺭﺩﺍﺀﺓ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻓﺮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻋﺘﱪ ﳎﻠﺲ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺩﻟﻔﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻪ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺿﺮﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺰﺍﻭﺝ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳌﺮﻓﻘﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ‪ .‬ﻏﲑ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﲔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺣﺴﺐ ﺟﺴﺎﻣﺔ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﲟﻔﺮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪﻩ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ) ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ 1963‬ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﺒﻴﺰﺍﻧﺴﻮﻥ (‬
‫ﻗﺪ ﰎ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪.‬‬
‫‪----------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪- 1995‬‬


‫‪12‬‬
‫‪Commune de Morsang-sur-Orge‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻋﺘﱪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﻛﺈﺣﺪﻯ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ‪ Morsang-sur-Orge‬ﻗﺮﺭ ﻣﻨﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪ " ﺭﻣﻲ ﺍﻷﻗﺰﺍﻡ" ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺠﺮﻯ‬
‫ﰲ ﻣﻼﻫﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ ،‬ﻭ ﱂ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮ ‪13‬‬
‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ 1945‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳊﻔﻼﺕ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ﻓﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﱂ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﳏﺘﻤﻠﺔ ﲤﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﻨﻊ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﻷﻬﻧﺎ ﲤﺲ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻨﺪ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺤﻮﺭ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺣﻮﻝ ‪ :‬ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
‫ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ؛ ﻭ‬
‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻠﻖ ﳏﻼﺕ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ) ‪ 17‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ ( 1909‬ﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﳌﺴﺘﺤﻤﲔ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ) ‪ 30‬ﻣﺎﻳﻮ ‪ ( 1930‬ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﶈﺘﺸﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ) ‪ 04‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ ( 1949‬ﻭ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﻸﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ) ‪ 19‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ ( 1974‬ﻭ ﻣﻨﻊ ﻋﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ‬
‫ﻏﲑ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﶈﻠﻴﺔ ) ‪ 18‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪.(1959‬‬

‫‪------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 27‬ﻣﺎﺭﺱ ‪- 1949‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪Véron-Réville‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻋﻄﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﺴﺮﻳﺢ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ‪ ،‬ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﳌﻌﲏ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﺮ ﰲ ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﺰﻟﻪ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﱂ‬
‫ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻄﺎﻉ ﲢﻮﻳﻞ ﺍﳌﻮﻇﻒ ﻣﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ‪ Véron-Réville‬ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﺣﻜﻢ ﰲ ﺑﻮﺭﺩﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳛﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﰎ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﳌﻌﲏ ﰲ ﻣﻨﺼﺐ ﳑﺎﺛﻞ ﰲ ﻟﻴﻤﻮﺝ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﲑﻭﻥ ﺭﻳﻔﻴﻞ‬
‫ﻃﻌﻦ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻳﺪﻩ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻳﻮﺟﺐ ﺣﺘﻤﺎ‬

‫‪16‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪﻩ ﺇﱃ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺩ ﻣﻨﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ؛ ﻭ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻏﲑ ﺷﺎﻏﺮ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﻇﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻋُﲔ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﲔ ﺧﻠﻔﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﺈﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ‪.‬‬

‫‪--------------‬‬

‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪- 1918‬‬


‫‪Epoux Lemonnier‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻮﺳﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺃﻋﻮﺍﻬﻧﺎ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﺃﻗﺎﻣﺖ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺭﻭﻙ ﻛﻮﺭﺏ ‪ Roquecourbe‬ﻋﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺃﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﻘﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻋﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺮ‪ .‬ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻟﻮﻣﻮﻧﻴﻲ ﺗﺘﺠﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﻓﺔ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻓﺄﺻﻴﺒﺖ‬
‫ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺮﺍﻓﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻬﻤﺎ‪ .‬ﰒ ﺭﻓﻌﺎ ﺩﻋﻮﻯ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻋﺘﱪ ﺑﺄﻥ ﻛﻮﻥ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻋﻮﻥ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺘﺴﻴﲑ ﻣﺮﻓﻖ‬
‫ﻋﻤﻮﻣﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻛﻮﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺫﺍ ﻃﺎﺑﻊ ﺷﺨﺼﻲ ﻭ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻻ ﳛﺮﻡ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﰲ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﲑ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻀﺮﺭ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺎﻟﻘﻨﺺ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻷﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬
‫ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻳﻌﺘﱪ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺩﺙ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬

‫‪17‬‬
‫ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﲢﻞ ﳏﻞ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻬﺑﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺛﺮﺍﺀ ﻏﲑ ﻣﱪﺭ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻴﻠﻴﺘﻴﻲ ‪ Pelletier‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 1873/7/30‬ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﳋﻄﺄ‬
‫ﺍﳌﺮﻓﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪ ،‬ﻭ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻘﻴﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ‪ .‬ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺃﻧﻘﻲ ‪Anguet‬‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 1911/02/03‬ﻗﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﺑﺄﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﳝﻜﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﻣﺞ ﻣﻊ ﺍﳋﻄﺄ‬
‫ﺍﳌﺼﻠﺤﻲ ﻭ ﻳﺴﻤﺢ ﲟﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻗﻀﻴﺔ ‪ Lemonnier‬ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻋﺘﱪ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺄ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻮﺻﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ‬
‫ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺘﲔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﲑ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟﻴﻮﻥ ﺑﻠﻮﻡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺮﻓﻖ ‪ ،‬ﺃﻭ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻤﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﻓﻖ ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻬﺑﺎ ﺍﳋﻄﺄ ﻗﺪ ﻭُﺿﻌﺖ ﲢﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺮﻓﻖ ‪،‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﱂ ﳚﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﻓﻖ ‪ ،‬ﻭ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ‬
‫ﰲ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﳋﻄﺄ ﺃﻭ ﺣﺪﻭﺙ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻓﺮﺩ ﻣﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﳝﻜﻨﻪ ﺑﻞ ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻓﻖ ‪ --‬ﻭ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﻳﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫‪ --‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺄ ‪ .‬ﻭ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﳌﺬﻧﺐ ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﺿﺪ ﺍﳌﺮﻓﻖ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﲔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲝﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻨﻪ ﻷﻬﻧﺎ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺷﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﺇﻓﺮﺍﻁ ﻭ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺃﻭ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﻓﺮﻬﺗﺎ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻮﻥ ) ﻣﺜﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺷﺨﺼﻴﺔ ( ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﺃﻱ ﺍﳌﻨﻔﺼﻠﺔ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻓﻘﻂ ﺗﻘﻮﻡ‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﲟﻔﺮﺩﻩ‪ .‬ﻭ ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﺍﻷﻭﻟﻴﲔ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﺑﲔ ﺃﻥ ﻳﺜﲑ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻘﻴﻢ ﺩﻋﻮﻯ ﺭﺟﻮﻉ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﳌﺨﻄﺊ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1925‬ﺭﻭﺩﻳﺎﺭ‪-‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪Rodière‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﺳﺘﺨﻠﺺ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎﺀ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺎﺕ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﻼﻙ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺍﳌﻠﻐﻰ ﱂ‬
‫ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺻﻼ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﻭﺩﻳﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﶈﺮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻧﺎﺯﻉ‬
‫ﺃﻣﺎﻡ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺎﺕ ﻟﻌﺎﻡ ‪ . 1921‬ﻭ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ‬
‫ﻳﻮﻡ ‪ 13‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1925‬ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﻟﻄﻠﺒﻪ ﻭ ﺃﻟﻐﻰ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻗﻴﺘﻬﻢ ‪ .‬ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ‬
‫ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﺪﻡ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﻢ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺎﺕ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ‪ .‬ﻋﻨﺪﺋﺬ‬
‫ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﻭﺩﻳﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﱂ ﻳﻨﻔﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ‬
‫ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﲔ ﻭ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭ ﺍﻋﺘﱪ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﺃﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﻏﲑ ﺃﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺠﻤﻟﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻤﺎ‬
‫ﺃﺛﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻠﻐﻰ ﻳﻌﺘﱪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﺻﻼ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‬
‫ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﺑﺼﻔﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻛﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﲣﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺃﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ‬
‫ﻳﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﺐ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻫﻮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ‪.‬‬

‫‪------------‬‬

‫‪19‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ 1948‬ﺟﺮﻳﺪﺓ‬
‫‪"L’Aurore" -‬‬ ‫ﻟﻮﺭﻭﺭ‬ ‫‪16‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻜﺮﺱ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﺛﺮﺍ ﺭﺟﻌﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬
‫ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﻀﻊ ﻣﺒﺪﺃ ‪ :‬ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺮﺭ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1947‬ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺮﻓﻊ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ‬
‫ﻛﺸﻒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،1948‬ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻓﻊ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻗﺒﻞ ‪30‬‬
‫ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1947‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺻﺪﻭﺭﻩ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺃﺛﺮﺍ ﺭﺟﻌﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺟﺮﻳﺪﺓ " ﻟﻮﺭﻭﺭ" ﻗﻀﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺃﺛﺮﺍ ﺭﺟﻌﻴﺎ‬
‫ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻲ ‪ ،‬ﻭ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻛﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﺎﻫﺮﺍ ﺩﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ :‬ﻭ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺳﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻲ ؛ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ؛ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻨﺺ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺘﺨﺬ‬
‫ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺗﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺎﺫﻩ‪.‬‬

‫‪---------------‬‬

‫‪20‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 21‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ 1895‬ﻗﻀﻴﺔ "‬
‫‪17‬‬
‫"‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻡ " ‪Cames " -‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻘﺒﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ‬
‫ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻛﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼ ﲟﺼﻨﻊ ﺣﺮﰊ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺗﻌﺮﺽ ﳉﺮﻭﺡ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﺎﻳﺮ ﺷﻈﺎﻳﺎ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺪ ﳑﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺿﻤﻮﺭ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬
‫ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ( ‪ ،‬ﻓﻘﺮﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻨﺤﻪ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻏﲑ ﻛﺎﻑ ﻓﺮﻓﻊ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﱃ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻛﱪ‪.‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﱂ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺃﻳﻀﺎ ‪ -‬ﺃﻱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪ -‬ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻪ‬
‫ﺃﻱ ﺧﻄﺄ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﺪﻫﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻼﻧﻜﻮ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 08‬ﻓﱪﺍﻳﺮ‬
‫‪ 1873‬ﺍﻗﺘﺮﺡ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺭﻭﻣﻴﻮ ‪ Romieu‬ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻤﺎﻥ‬
‫ﻋﻤﺎﳍﺎ ﺿﺪ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺩﺍﺀﻫﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﺈﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻗﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ ﻬﺑﺎ ﺑﻌﺪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭﻩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 09‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ 1898‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻮﺍﺩﺙ‬
‫ﺍﻟﺸﻐﻞ ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﰎ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻄﺒﻖ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﻳﻮﻟﺪ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﳐﺎﻃﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳋﻄﺮﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺬﺍ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﲑ ‪ ،‬ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 18‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪1950‬‬

‫ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻻﻣﻮﺕ ‪Ministre de‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪l’agriculture c/ Dame Lamotte‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﻀﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻋﺎﻡ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻃﻌﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﱴ ﻭ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﺑﺬﻟﻚ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 17‬ﻏﺸﺖ ‪ 1940‬ﺃﻋﻄﻰ ﶈﺎﻓﻈﻲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺎﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﺢ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﻬﺠﻮﺭﺓ‬
‫ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﲔ ﻟﻠﻐﲑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻓﻮﺭﺍ‪ ،‬ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺻﺪﺭ ﻣﺮّﺗﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻓﻆ‬
‫ﲟﻨﺢ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻻﻣﻮﺕ ﻭ ﻟﻜﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻟﻐﺎﳘﺎ ؛ ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺻﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 23‬ﻣﺎﻱ‬
‫‪ - 1943‬ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ‪ -‬ﻭ ﻧﺺ ﺑﺄﻥ ﻣﻨﺢ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬
‫ﻱ ﻃﻌﻦ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺋﲔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﲟﻨﺢ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ‬ ‫ﳜﻀﻊ ﻷ ّ‬
‫ﻻﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﺡ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻄﻌﻦ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻮﺽ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﲣﺬ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﺟﺮﻳﺌﺎ ﻭ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺻﺮﺡ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻋﺎﻡ ﻣﻔﺎﺩﻩ‬
‫ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﻞ ﻃﻌﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺺ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺬﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺃﻥ ﲤﻨﻊ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺍﻬﺗﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ‪.‬‬

‫‪-----------------‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 19‬ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 14‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ / 1938‬ﻗﻀﻴﺔ‬
‫ﺷﺮﻛﺔ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﳊﻠﻴﺒﻴﺔ ﻻﻓﻠﻮﺭﻳﺖ " ‪" La Fleurette‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 29‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ 1934‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﳊﻠﻴﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ ﺻﻨﻊ ﻭ ﺑﻴﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺰﺑﺪﺓ‬
‫ﻏﲑ ﺍﳌﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻴﺐ‪ ،‬ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺿﻄﺮﺕ ﺷﺮﻛﺔ ﻻﻓﻠﻮﺭﻳﺖ ﺇﱃ ﻭﻗﻒ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﺎﺩﺓ‬
‫ﺗﺴﻤﻰ " ﻗﺮﺍﺩﻳﻦ " ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﲤﻨﻊ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﻧﺸﺎﻁ ﺷﺮﻛﺔ ﻻﻓﻠﻮﺭﻳﺖ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﻳﺔ ﳐﺎﻃﺮ ‪،‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻀﲑﻳﺔ ﻟﻠﱪﳌﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ‬
‫ﺭﺃﻯ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ‪ -‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ -‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻠﻪ‬
‫ﺍﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﳝﻜﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ) ﻗﻀﻴﺔ ﻛﻮﻳﺘﻴﺎﺱ ‪ ، ( 1923/11/30 Couitéas‬ﻭ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ‪ :‬ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻴﺔ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﱃ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ‬
‫ﺧﺎﺻﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ‪.‬‬

‫‪-------------------‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 13‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪/ 1889‬‬
‫‪20‬‬
‫ﻗﻀﻴﺔ ﻛــــﺎﺩﻭ " ‪" Cadot‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻛﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﳐﺘﺺ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ‬
‫ﺑﺎﻹﻟﻐﺎﺀ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﺻﺮﻳﺢ ﻳﻘﻀﻲ ﲞﻼﻑ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﳐﺘﺼﺎ ﺇﻻ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺧﺘﺼﺎﺹ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻛﺎﺩﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻳﺮًﺍ ﻟﻠﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺳﻴﻠﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺇﻬﻧﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ‪ ،‬ﻭ ﳌﺎ‬
‫ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺭﻓﻀﺖ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻄﻌﻦ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﻧﺺ‬
‫ﻳﺴﻤﺢ ﻬﺑﺬﺍ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﺡ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺃﻭ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺃﻣﺎﻡ‬
‫ﻗﺎﺽ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 24-16‬ﻏﺸﺖ ‪ 1790‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﰒ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﰎ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﳎﻠﺲ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻟﻴﺘﻮﱃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﰲ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺘﺼﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﳏﺪﻭﺩﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﳎﺎﻟﻪ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻮﺳﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﻛﺎﺩﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑﻼ‬
‫ﻟﻠﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ‪.‬‬

‫‪---------------‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 20‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ / 1902‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻐﺎﺯ‬
‫‪Compagnie nouvelle du gaz de Deville-lès-Rouen‬‬
‫‪21‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺧﻄﺎ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﻭﻝ ﺧﻄﻮﺓ ﳓﻮ ﻗﺒﻮﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﰲ ﻋﺎﻡ ‪ 1874‬ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻐﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺩﻳﻔﻴﻞ ﻟﲑﻭﺍﻥ‬
‫ﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﺎﺯ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ‬
‫ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ‪.‬‬
‫ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﳓﻮ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻓﻄﺎﻟﺒﺖ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ‬
‫ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﳍﺎ ﺟﺮﺍﺀ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﻺﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﳌﻤﻨﻮﺡ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ‪.‬‬
‫ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺄﻳﺔ‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺍﻋﺘﱪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬
‫ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭ ﻟﻮ ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺇﱃ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻀﺖ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺭﻏﻢ ﺇﻧﺬﺍﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻗﺮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ‬
‫ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﺪﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺮﺍﻡ ﰲ ‪ 21‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1910‬ﺇﺫ‬
‫ﺃﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭﻏﻢ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﳏﺪﺩ ﰲ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺴﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻭ ﺣﺴﺐ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟﻴﻮﻥ ﺑﻠﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ‬
‫ﺗﻮﻓﲑﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺟﺎﻣﺪﺍ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﲟﺠﺮﺩ ﺇﻣﻀﺎﺀ ﻋﻘﺪ‬
‫ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ‪ ...‬ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭ‬
‫ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻴﺎﻬﺗﺎ ﺍﳌﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﻬﺗﺎ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻻ ﺗﻄﺎﻝ ﺇﻻ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺇﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻟﻠﻤﻠﺘﺰﻡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﳌﺎﱄ ﺍﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻓﺴﺦ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﳌﺪﺧﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﳌﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺭ ﺇﻬﻧﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﺃﻛﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﲡﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ 02‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ 1987‬ﰲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ‪ ،‬ﻭ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫‪---------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪/ 1905‬‬


‫‪22‬‬
‫‪Tomaso Grecco‬‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻮﻣﺎﺳﻮ ﻗﺮﻳﻜﻮ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺪﺩ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﱃ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﳌﺼﻠﺤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺃﻋﻮﺍﻬﻧﺎ ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻗﺮﻳﻜﻮ ﻭ ﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺟﺮﻭﺡ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﻠﻘﺔ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﰎ ﺇﻃﻼﻗﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲨﻬﺮﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻼﺣﻖ ﺛﻮﺭﺍ ﻫﺎﺋﺠﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ‪ ،‬ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻦ‬
‫ﺩﺭﻛﻲ ﻭ ﺃﻥ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺧﻄﺄ ﻷﻬﻧﺎ ﱂ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﺎﺷﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺭﻓﺾ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﺧﻄﺄ ﻣﺼﻠﺤﻲ ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﲣﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ‬

‫‪26‬‬
‫ﺧﻄﺄ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺼﺮﻓﺎﻬﺗﺎ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ .‬ﻓﺠﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﻟﻴﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲣﻀﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﳌﺒﺪﺃ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻥ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻓﻆ ﳌﺪﺓ ﺃﻃﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ ‪ 17‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ‬
‫‪ 1970‬ﻭ ‪ 5‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ 1972‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ ،‬ﻭ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺩﺍﺭﻣﻮﻧﺖ ﻏﻲ ‪ 29‬ﺩﻳﺴﻤﱪ‬
‫‪ 1978‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﺮﺗﺐ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻬﺎﻡ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻞ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ‬
‫ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﲑﹰﺍ ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﲟﻬﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ‬
‫ﺻﻌﺒﺔ ﺗﱪﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﺮﺗﺐ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‬
‫ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺆﺩﻱ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻇﺮﻭﻑ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻗﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬ﻓﺎﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﻣﺜﻞ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺷﺨﺺ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺳﻼﺡ ﻧﺎﺭﻱ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﺿﺮﺍﺭ‬
‫ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ) ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻗﺎﻓﺎﺭﱐ ﰲ ‪.( 1963/02/22‬‬
‫‪-------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪/ 1992‬‬


‫‪23‬‬
‫ﻗﻀﻴﺔ ‪-.Epoux V‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﲣﻠﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻦ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﱯ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻑ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ ﰎ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲢﺖ ﲣﺪﻳﺮ ﻣﻮﺿﻌﻲ ﰲ ﺍﳊﻮﺽ ﻗﺪ‬
‫‪27‬‬
‫ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﺘﺪﺧﻠﲔ ﺍﻟﻄﺒﻴﲔ ‪ ،‬ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﻋﻄﺎﺅﻫﺎ ﻣﻮﺍﺩ ﻣﺘﻀﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﻝ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺳﻜﺘﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﳌﺪﺓ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﰒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ‬
‫ﺷﻠﻞ ﻧﺼﻔﻲ ﺃﻳﺴﺮ‪ .‬ﻭ ﳒﻤﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻫﺎﻣﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻭ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻗﻀﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳋﻄﺄ‬
‫ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﻭ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺎﱄ ﻟﻴﻮﻡ ‪ 1992 / 04/ 10‬ﻓﺈﻥ ﳎﻠﺲ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﲣﻠﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﺘﺸﺨﻴﺺ ﺍﳌﺮﺽ ﺃﻭ‬
‫ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳉﺮﺍﺣﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ‬
‫ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺸﺄﻬﻧﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺄ ﺑﺴﻴﻂ ؛ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﱵ‬
‫ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 08‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪- 1978‬‬


‫‪24‬‬
‫‪-. G.I.S.T.I., C.F.D.T. et C.G.T‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻋﺘﱪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪ 1977‬ﻗﺮﺭﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ‪ 29‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ،1976‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﻪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ‪ ،‬ﳌﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ‪.‬‬
‫ﻭﳌﺎ ﻋﺮﺿﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﻛﻨﻒ ﺟﻮ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻋﺎﺩﻱ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 5‬ﻣﺎﻱ ‪ – 1944‬ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺗﺮﻭﻣﺒﻴﻲ ﻗﺮﺍﻓﻴﻲ‬
‫‪25‬‬
‫‪Dame veuve Trompier-Gravier‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻛﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺒﺪﺇ ﻋﺎﻡ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺫﺍ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﺄﺩﻳﱯ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﲏ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺗﺮﻭﻣﺒﻴﻲ‪ -‬ﻗﺮﺍﻓﻴﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺭﺧﺼﺔ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﰲ ﻛﺸﻚ ﺑﺒﺎﺭﻳﺲ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺴﺤﺐ ﺭﺧﺼﺘﻬﺎ ﲝﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﲑ ‪ .‬ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺽ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‬
‫ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ‬
‫ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﱂ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺻﻠﺐ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﱂ ﲢﺘﺮﻡ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱂ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻥ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻭ ﻭﺿﻊ ﺷﺮﻃﲔ ﺍﺛﻨﲔ‬
‫ﳚﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮﳘﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ‪ ،‬ﻭ ﳘﺎ ‪:‬‬
‫ﺃﻥ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﳌﺘﺨﺬ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﲏ؛‬ ‫·‬
‫ﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ‪.‬‬ ‫·‬
‫ﻭ ﺍﳌﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ‪ :‬ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﲟﻨﻊ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻬﲏ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﲨﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﻔﺴﺦ ﻋﻘﺪ ‪ ،‬ﺃﻭ‬
‫ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻏﲑ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﲏ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻣﺮﺳﻮﻡ ‪ 1983/11/28‬ﻟﻴﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﳎﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺇ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻀﺒﻄﻴﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ) ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪Sous l’empire‬‬
‫‪l’urgence, en cas de circonstances exceptionnelles ou les de‬‬
‫‪. ( prises en vertu d’une nécessité d’ordre public mesures‬‬
‫ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫ﺃﻥ ﳜﻄﺮ ﺍﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻭ ﲟﺪﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺳﻴﺘﺨﺬ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ؛‬ ‫·‬
‫ﻭ ﺑﺄﻥ ﳜﻄﺮ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ؛‬ ‫·‬
‫ﻭ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﲢﻀﲑ ﺩﻓﺎﻋﻪ ؛ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺗﻄﻠﺒﺖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﲤﻜﲔ ﺍﳌﻌﲏ ﻣﻦ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻼ ؛ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺴﺘﻌﲔ ﲟﺤﺎﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﻀﺖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﲞﻼﻑ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1914‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪Gomel‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﰲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ :‬ﻓﻸﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﻘﺒﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻﲣﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺭﻓﻀﺖ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻗﻮﻣﻴﻞ ﲝﺠﺔ ﺃﻥ ﺳﺎﺣﺔ ﺑﻮﻓﻮ ﺑﺒــــــﺎﺭﻳﺲ ‪a L‬‬
‫‪ place Beauvau à Paris‬ﺃﻳﻦ ﺑﻘﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﳌﻌﲏ ﺇﳒﺎﺯ ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺑﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﳏﺘﻤﻼ‬
‫ﻹﳒﺎﺯ ﻧﺼﺐ ﺗﺬﻛﺎﺭﻱ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 118‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 1911 / 7 / 31‬ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺑﺮﻓﺾ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺒﻞ ﻗﺮﺍﺭ ‪ 4‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ 1914‬ﻛﺎﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳝﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺎﻝ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ‪ :‬ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻬﻧﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺧﺼﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﲝﺠﺔ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﻱ ﺍﶈﺘﻤﻞ ﻭ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬
‫‪ ، 1911‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺡ ﻫﻮ ‪ :‬ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﳛﺘﻤﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﺼﺐ ﺑﻪ ؟ ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﺃﺟﺎﺏ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﻭ ﺃﻟﻐﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺗﱪﺭ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ‪،‬‬
‫ﺃﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﳌﻌﺮﻭﺿﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺪﺩ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺭﻗﺎﺑﺘﻪ ﺇﱃ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ‬
‫ﻛﺎﻣﻴﻨﻮ ﰲ ‪ ، 1916 / 01 / 14‬ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﲡﺎﻭﺯ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻮ ﺍﳌﻼﺀﻣﺔ ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﳎﺎﻻ ﻟﻠﺘﻘﺪﻳﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ‬
‫ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﳌﻼﺀﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﲣﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬

‫ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 03‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪1922‬‬


‫‪27‬‬
‫‪Dame Cachet‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ‪:‬‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﻣﻨﺸﺌﺎ ﳊﻘﻮﻕ ﻣﺎ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻏﲑ ﺷﺮﻋــــﻲ ‪ -‬ﻭ‬
‫‪ -‬ﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﺃﻭ ﻧﺸﺮﻩ ‪.‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ‪:‬‬


‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 9‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1918‬ﺻﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﻌﻔﻲ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﺴﺘﺄﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻓﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻹﳚﺎﺭ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭ‬
‫ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺆﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻛﺎﺷﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﺔ‬
‫ﳍﺎ ﻷﻥ ﺍﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﺪ ﰎ ﺇﻋﻔﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺪﻳﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﳍﺎ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ‬
‫ﺗﻈﻠﻤﺎ ﺭﺋﺎﺳﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻻ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 9‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1918‬ﻓﺮﻓﺾ‬
‫ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﻬﺑﺎ ﺑﻞ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﺣﺮﻣﺎﻬﻧﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻣﻨﺢ ﳍﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻛﺎﺷﻲ ﻃﻌﻨﺖ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﻷﻥ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﳝﺲ ﺑﺼﻔﺔ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﱵ‬
‫ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻭ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﲣﺬ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ‬
‫‪31‬‬
‫ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺻﺎﳊﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻧﻪ ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﻧﺸﺄ ﺣﻘﻮﻗﺎ‬
‫ﻭ ﻫﻮ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﻌﻴﺐ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺁﺟﺎﻝ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﱰﺍﻋﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻌﻦ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺼﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻴﻪ ‪،‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﺇﻻ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺔ‬
‫ﻬﻧﺎﺋﻴﺎ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻷﻬﻧﺎ ﲣﻀﻊ ﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﲔ ﻭ ﳘﺎ ‪ :‬ﺿﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺤﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬

‫]‪.Exploité directement par la colonie [1‬‬


‫]‪L’objet du service, l’origine des ressources, les modalités du [2‬‬
‫‪.fonctionnement‬‬

‫‪32‬‬

You might also like