Professional Documents
Culture Documents
مالك الرحب
اللقة الول
3
كنا أحيانا ونن ف تلك السنون ما زلنا ف حكم الطفولة!!!..
كنا وال يبلغ بنا التأثر بديثه حت نبكي!!..
ولكن للسف فجأة وبل مقدمات حرمنا من هذا الستاذ الليل..
لينقل ف التوجيه ف إدارة التعليم ف النطقة!!!..
لقد كان خطئا فادحا أن يرم الطلب من هذا العلم ذو الطراز النادر لينقل لعمل إداري
ولكن ال تعال خلف علينا خيا ف أستاذ آخر ..
كان له فضل علي بشكل خاص..
ل أنساه له أبدا ..إنه الستاذ طلل الشعب..
قال لنا الستاذ طلل :أنا تلميذ للستاذ عمي القرشي ..
فهو أستاذي وشيخي وأستاذكم لذا سنحاول أن نكمل السية على نفس النوال..
لن أطيل الديث ف مواقف الستاذ طلل بارك ال فيه..
ولكن سأذكر موقفا له غي مرى حيات للخي إن شاء ال تعال..
أبدى الستاذ طلل ب اهتماما خاصا ..ولقد كنت بمد ال ف فصلي من النابي..
أحببته حبا يتجاوز حدود الحترام للطالب مع أستاذه ...
لتصبح العلقة علقة شبيهة بود البن مع والده ..
سجلت ف برامج التوعية ف وقت الفسحة..
وكنت استمع مع الخرين لتوجيهات الستاذ طلل..
وذات مرة كنت ألعب أمام منلنا القريب من الامع فلحظت سيارة شبيهة بسيارة
الستاذ طلل ..انتظرت ول أصل !!! حت يرج صاحبها بعد الصلة..
وفعل خرج الستاذ طلل ..
كان للمعلم حينها مهابة هائلة ف قلوب الطلب خلف ما أسعه اليوم!!
توجهت إليه وسلمت عليه ...فسألن بصرامة :هل صليت؟؟
مسحت قفاي وأرخيت رأسي وقلت ل !!
قال ليش؟؟
استحييت ول أجب فهل سأقول أنا ل أصلي أصل!!!
فهم الال ،ول أنتظر أن يعاتبن توجهت لدورات الياه وتوضأت للصلة..
ث دخلت السجد فركعت أربع ركعات للعشاء..
4
خرجت من السجد فلم أرى أحدا ..
بعد عدة أيام رأيت سيارة الستاذ طلل مرة أخرى أمام السجد ..
وهذه الرة سابقت الريح لصلي مع الماعة..
وبعد الصلة تعمدت أن أظهر للستاذ خروجي من السجد..
ابتسم أستاذي ونادان ..
اقتربت منه وقال ل أين منلكم..
أشرت له لنلنا الستأجر حيث قد باع الوالد بيتنا القدي وهو يبن بيتا جديدا ف مطط السحيلي شرق
الطائف ..
دعوته لزيارتنا فقال الن ل يصلح ول أستطيع ولكن مكن أزوركم غدا !!!
رحبت به وواعدته غدا بعد صلة الغرب!!..
ذهبت لوالدي وبلغته بالال ..استغرب الوالد من الزيارة ..
فليس من العادة أن يزور معلم تلميذا ف بيته ..
وليس أيضا من العادة أن يدعوا فت صغي رجل كبيا بغي إذن أهله..
رضخ الوالد للمر الواقع وقال أهل به ..
ف اليوم التال زارنا الستاذ طلل ف بيتنا وتعرف على الوالد ..
وكان والدي حينها مديرا لحدى مدارس الطائف..
كان اللقاء رسيا ..ووالدي من طبعه رحه ال التكلف مع الضيف..
فيشعر ذلك الضيف بالرج فتنقلب السألة ماملت ف ماملت..
والسؤال لاذا الزيارة؟ وما هدفها؟ وهل كان الستاذ طلل متعمدا لكل ما سبق ؟؟
ذكر الستاذ طلل للوالد أن هناك ميما للشباب ف فترة الجازة النصف سنوية..
ومدة الخيم أسبوع وتنظمه إدارة التعليم ف الطائف ..وقد حث والدي على أن أشارك
ف هذا الخيم!!!
قال الوالد ل بأس بذلك !!
فرحت بذلك وسررت بالفكرة فقد كان ذلك بثابة حلم ل أن أشارك ف عمل كهذا ..
انتهت أيام المتحانات ..
وف صباح يوم من أيام الربيع الميلة حلن والدي برفقة أخيه الصغي ( عمي)
ف سيارته إل موقع تمع الشاركي ف الخيم...
5
وذلك خلف فناء إدارة التعليم ف الطائف..
وضع والدي ف جيب ثلثي ريال وكذلك ف جيب أخيه ..
أظن هذا اكب مبلغ حصلت عليه ف حيات منذ ولدت حت ذلك التاريخ!!!
حين ما و صلنا لنط قة التج مع هال ن ال مع الغف ي من الفتيان م ن هم ف سن أو قري با م ن ..أذ كر أن
ال ساحة امتلت بالقائب وأكياس النايلون ال كبية الحشوة بالل بس وبعضهم أح ضر معه و سائد وطرا
ريح والفة مطوية ببال !!!
أما أنا فجئت بثوب الذي علي وكيس صغي فيه ملبس قليلة للتبديل!!..
غادر الوالد بعد أن تأكد من الشرفي عن أن كل شيء على ما يرام..
طلعت الشمس وما زالت الموع تزيد حت غصت بم الساحة ..
ف حوال الساعة الثامنة نادى مشرفوا الخيم على أساء الطلب السجلي ف الخيم..
وركبت ف الباص الحدد لجموعت ..
كانت وجهتنا لنطقة الشرائع قريبا من مكة الكرمة شرفها ال..
ف الباص وقف شخص عليه لية حراء وثيابه نظيفة ..وساعته ف اليمي!!!..
كان على وجهه نور الطاعة ..
وقف ليذكرنا بدعاء السفر وسأل:
من يعرف دعاء السفر؟؟
أول مرة ف حيات أسع بدعاء السفر وال!!..
رددناه جيعا خلفه ..حت حفظته عن ظهر قلب منذ ذلك الوقت..
طوال الرحلة كان يتبادل الذكور مع زميل له..
قراءة مسابقات ورواية قصص وطرائف ونو ذلك ما يفيد ويتع..
كانت أول رحلة مفيدة وأول مرة أدرك كيف يكن استغلل الوقت ..
ف مثل هذه الرحلت الليئة بالفائدة والرشاد..
وصلنا لنطقة الخيم ..وهي على يي الداخل إل مكة قبل أن تصل لنقطة التفتيش..
كانت أكوام اليام ملقاة على أرض الخيم..
وطلبوا من كل مموعة أن تتول تركيب خيامها..
استمتعنا بذلك أيا استمتاع فهذا أول عمل جاد ومتقن أقوم به بشكل جاعي!!..
وف وقت صلة الظهر اجتمعنا تت خيمة واحدة ضخمة للصلة..
6
ودخل علينا رجل ف عمر الربعينات عليه سيما الصلح ووجه مليء بالدية والصرامة!!!..
وهو الشيخ ممد بن زاهر الشهري بارك ال ف عمره ول أكن اعرفه حينها..
امتل قلب وال حينها من مهابته..
حينما وقف ف وسط اليمة وتكلم ف الموع بتوجيهات عامة وأمر كل شخص منا بالنضباط ..
واستغلل هذه اليام بالنافع الفيد
كان الترتيب والنظام والضبط هو السيما البارزة على هذا العمل..
أذكر أن أصحاب أيقظون للصلة قبل الفجر ..
وحينما ذهبت للوضوء أعطونا كاسات بلستيكية ..
بيث يتوضأ الشخص بكأس واحدة فقط!!!
رأيت السجد مضاء والنعال تلء أطرافه!!!..
وحينما وصلت إليه شاهدت الناس كأنم خلية نل من صوت القرءان..
أمسكت بشخص مر بواري وسألته :هل أذن الصبح؟؟
قال بقي نصف ساعة على الذان !!!
صلى بنا الفجر شخص رقيق وصوته جيل ..
وسعت أشخاصا تأثروا باليات فبكوا !!
وبعد الصلة وقف شخص ليتكلم لدة عشر دقائق ..باطرة ونصيحة..
كان مطلوبا من كل مموعة أن تتار شخصا يثلها ف الكلمات بعد الصلة ..
ومن ث يقوم أحد الشرفي بالتعليق على كلمته...
وف الساعة الثامنة يستيقظ كل الخيم لوجبة الفطار ..
ويلزم كل شخص ترتيب مكان نومه ..ول يتركه مبعثرا..
وهناك مموعات تفتش اليام وتعاقب كل من يهمل بالضغط عشر مرات أو الزحف على بطنه ..كانت
مشاهد العاقبي تثي الضحك والسرور بي الشاركي ..
كانت البامج متنوعة وحافلة بالفوائد والنشاط والبهجة..
فهناك البامج الترفيهية والسرحيات والسابقات والبامج الرياضية..
ومن الناشط تنظيم الحاضرات ..
أول مرة احضر ماضرة كانت ف ذلك الخيم وكان ضيفنا هو الشيخ عبد ال اللل.
الداعية الشهور ..ومن زارنا ف الخيم للقاء الحاضرات ..الشيخ عائض القرن والشيخ سفر الوال
7
والشيخ ستر العيد والشيخ ممد بن سعيد القحطان ..وغيهم..
لن أغرقك أخي القارئ بالتفاصيل عن هذا الخيم ..
ولكن يعلم ال تعال كم كان لتلك الواقف والكلمات والدروس من صدى وتوجيه أحد ال تعال عليه
أن هيئ لذه المة كهؤلء الرجال الذين يشرفون على تلك البامج النافعة الباركة..
كان مشرفوا الجموعات يوقظونا ف ساعة متأخرة من الليل..
ويأمرونا بالروج خارج اليمة ومن ث نصف ف خط طويل ونرج برفقة احدهم خارج الخيم ..ومن
ث يقوم الشرف بتذكينا ووعظنا بكلمات تناسب الدث..
كانت تلك الرجات متعبة ف لظتها ولكن ما يترتب عليها من تأثي على النفس والعقل والفكر شيء
يفوق اليال وصفه..
إن الخوة القائميه على تلك البامهج حينمها يفعلون مها يفعلون إناه قصهدهم بذلك ههو غرس النظام
واستغلل الوقات وتنمية الشية والوف من ال تعال ف قلوبنا..
انتهت أيام الخيم ..
وبنهايته يبدأ مشواري الديد ف هذه الياة...
اللقة الثانية
8
وكان يشرف علينا شخص اسه خالد بن مسلط البقمي..
كان غاية ف النبل والدب والشهامة ..
ولكنه للسف تغي كثيا بعد أن انصرف للعمل ف التجارة..
وآخر عهدي به إنسان عادي جدا ل تكاد الدعوة والعمل لا يأخذان من اهتمامه شيئا..
من الوا قف ال ت ل تن سى مع أ ب سليمان وهذه كني ته ال ت ي ب أن نناد يه ب ا ح يث ن ظم ل نا رحلة
لجموعة من طلب الكتبة..
وكانت الرحلة لحد الوديان الميلة ف منطقة الشفا جنوب الطائف..
كلفنا الخ خالد بذبح الروف وشويه ف برميل ..
على الطريقة العروفة ف صنع الندي
ولكن لتأخر نضج الطبيخ بسبب قلة خبة الطباخي..
ل يستوي اللحم سوى بعد أذان العصر..
صلينا العصر ..وبطوننا ترتل وتقرقر جوعا وتثيها رائحة الشواء حولنا..
فالنطقة مليئة بالصطافي حينها..
استخرجنا اللحم وعزمنا على أكله حت ولو ل ينضج جيدا فالوع أبصر كما يقولون..
حينما وضعنا السفر واستوى اللحم على الرز العصفر..
هطلت علينا كميات هائلة من المطار!!..
كأن حبات الطر تصب علينا صبا !!..
لقد استغرق اجتماع السحب وتراكمها دقائق معدودة وال..
ل نشعر بذلك ..واستمررنا ف التهام الطعام البلول!!..
وفجأة صرخ الصريخ..
وتردد صداه ف كل الوادي :السيل ،السيل!!..
هجم علينا سيل من فم الوادي ..
حينما أبصرنا التيار يهدر نونا ..
ول الميع ول نلوي على شيء..
جرف التيار السيارات والوادم ..ولكن ال سلم فقد تدارك الناس بعضهم..
أما السيارات فقد امتلت بالوحل والطي حت سقوفها ..
وأما نن فقد كنا نراقب تلك الشاهد ونن نرجف تت الشجار نرجف من البد والوع!!
9
هذا موقف أذكره جيدا من تلك الرحلت المتعة!!..
تعرفت على شخص بعد ذلك اشتهر بكنيته وهي أبو أسامة..
وا سه ع بد ال الغامدي ...و هو صاحب النشاد لق صائد الشر يط الشهور هادم اللذات ....ل ن يعر فه
منكم..
وكان جارا لنا ،وهو رجل ذو هة عالية ف الدعوة على ال ..
وما زال يعمل ف الطابة حت كتابة هذه السطور..
لزمت هذا الرجل عدة سنوات كظله حت ظن بعض الناس انه والدي!!
وكنت من شغفي به وعلقت القوية أحب تقليد صوته ومشيته وحركاته..
وأذكر مرة أن أحد الشائخ لقن ف السوق ظانا أن من يلحقه هو أبو أسامه!!
وكنت مقفيا وأسي بطى سريعة فصار الرجل ينادين بغي اسي فل أرد عليه!!..
وحينما التفت إليه صدم برؤية شخص آخر غي من يبحث عنه!!!..
كنت حينها أبلغ الرابعة عشر من عمري تقريبا...
شاركت ف البامج الدورية للمكتبة يوم الربعاء والميس ..من كل أسبوع..
حت ذلك الوقت كانت علقت بالوالد على مايرام..
فمستواي الدراسي ف الدرسة فوق اليد جدا ..
وللسف فإن بعض الباء جعلوا القياس ف ناح أولدهم..
بدى تفوقهم ف دراستهم دون النظر ف تيزهم ف الوانب الخرى..
حينما التحقت بدرسة هوازن الثانوية..
وكان النظام فيها النظام الشامل أو ما يسمى الطور ..الذي الغي لحقا لفشله الذر يع..
كان هذا النظام يعطي حرية ف اليارات للطالب ..
ف اختيار الدول الناسب له كيفما يشاء..
وكذلك ف اختيار العلم الذي يرغبه..
ل شك أن هذا النظام والرية المنوحة ل كطالب ..
ساهم بشكل أو بآخر ف تدن مستواي الدراسي..
فبسبب ارتاء القبضة كما ف النظام العادي ،وتدن الرقابة ..بسبب النظام صرت أغيب عن الدروس
والحاضرات ف الفصل بزاعم واهية..
ف البداية ظن الوالد أن القضية هي مرحلة صعبة سأتاوزها..
10
ول يقدر الوقف حق قدره ..وليته فعل ..
ل يسبق ل أن رسبت ف أي سنة ..
ولكن حصل أن حرمت ف بعض الواد ل بسبب تدن الستوى بل للغياب..
حينما علم الوالد بذلك ظن أن السبب هو الرفقة لنشغال معهم ف برامج جانبية..
غي مهمة ..فالدراسة والستقبل هي الساس..
وبذلك صار الوالد يضغط علي للتقليل من روحات وخرجات..
كنت حينها مراهقا ..فاستمرأت أن ينعن الوالد عما كنت أمارسه لسنوات!!..
فلم أطعه فيما يأمرن به..
الذي حصل أن الوالد بشورة من قريب ل سامه ال ..
قرر حرمان حرمانا مطلقا من أصحاب..
لقد كان ذلك بالنسبة ل أشبه بنعي من شرب الاء أو تنفس الواء..
لقد أعطى ذلك الضر مفعول عكسيا فقد تدهورت كثيا ف دراست ول اعد أذاكر دروسي ولو فعلت
فإن ذلك يكون بالكراه!!..
أذكر أن الوالد خوفا من أن ألتقي بأحد من رفقائي منعن مرة من صلة الماعة ..
ول يستمر ذلك بطبيعة الال ..
ولكن كانت تر علي وجبات دسة من الظر كل فترة!!!
كنت مبا للعلم وطلبه ...وخاصة العلوم الشرعية..
التزمت بلقة الشيخ أحد بن موسى السهلي ..ف جامع المي أحد ف درس عمدة الكام ..وكذلك
دروس الشيخ صال الزهران بامع الشطبه ..
ف كتاب زاد العاد..
لكن الشكلة بالنسبة ل هي وسيلة الواصلت للوصول لذا الماكن..
ويعلم ال كم كنت أعان لضور تلك الدروس..
فكم مرة مشيت عشرات الكيلوات لصل للدرس..
وكم مرة توسلت لار أو صاحب ليوصلن..
ل يكن هناك رفيق ل لديه سيارة وملتزم بالضور..
لقد كنت شغوفا بالعلم وأحرص أن أكون ف أول الصفوف أمام الشائخ..
أذكر مرة أنن مشيت من بيتنا ف حي السحيلي وحت جامع الشطبه..
11
لكي أصلي المعة مع شيخنا!!!..
أما حضور ماضرات الشائخ الشهورين فهذا مال أصب عليه..
منعت من ذلك كله دفعة واحدة ...
حينها قررت أن أهرب من البيت للتحق بطلب العلم لدى أحد العلماء..
اللقة الثالثة..
ل تكن فكرة الروب من النل ومن الواقع الديد الذي أجبت عليه..
ل تكن فكرة جاءت على البال فعزمت عليها هكذا!!
بل كانت الفكرة تطبخ ف رأسي عدة أسابيع حت همت با ..
ل أجرؤ ف استشارة أحد ف الوضوع ..سوى شخص واحد..
إنا زوجة والدي الديدة..
الالة كما تسمى ف بعض الجتمعات أما نن فنناديها بالعمة..
هذه الرأة الطيبة تزوجها الوالد قبل عدة سنوات من ذلك الوقف..
وهي امرأة عقيم ل ترزق بالذرية ...
وكنت ف تلك الفترة قريبا منها جدا وتثق ب وأثق با..
وكانت تتلطف معي حت كسبت ودي وتعاطفي معها..
وهي امرأة طيبة ومبة للخي وتشجعن عليه..
أوغر ذلك صدر الوالدة علي ف البداية..
ولكن العمة بفطنتها ونباهتها كسبت رضى أمي ..فسلكت المور على خي..
كانت العمة متعاطفة معي ف منت ..وكنت أطلعها على كل أموري الشخصية تقريبا..
وحينما فاتتها بالوضوع وأنن عازم على أن أخرج من البيت ..
للتحق بلقة عال من علماء المة ..
وسوف أسحب ملفي الدراسي وأكملها..ال الكلم..
لقد صورت السألة لا بنرجسية عجيبة ..
هكذا بكل بساطة ..سأنح وستكون المور على ما يرام..
وكانت أمرأه هينة لينة سهلة القناع ..فوافقتن!!..
12
بل قامت مشكورة وأعطتن من ذهبها فبعته وصرفت نقوده ف سفري وترحلي!!..
ل يكن البلغ كافيا فاستلفت من أحد كبار السن من يعرفن ف السجد مبلغا وافرا ..
والمد ل أنه ل يسألن عن مقصدي من هذا الال!!
كا نت الفترة حين ها فترة إجازة صيفية ول كن الوالد سامه ال أ جبن وبغ ي رضاي على الت سجيل ف
فصل صيفي ..
وهو ما يسمح به النظام الطور..
رجوته وتوسلت إليه أن يعفين من ذلك
ولكن بل جدوى فقد أراد من ذلك معاقبت على تقصيي ف الفصل الدراسي السابق!!
والدي رحه ال معروف ف العائلة بأن لديه حاسة سادسة..
شك من تصرفات وهدوئي الريب والذي عرف بفطرته أنه سيسبق عاصفة ما!!..
فقد اعتاد أن يران مهموما غارقا ف التفكي ف السابيع النصرمة!!..
فشك ف هدوئي واطمئنان الفاجئ!!!
ولذلك أمر الوالدة بالتحفظ علي ومنعي من الروج خارج النل حت للصلة..
وأخذ بطاقة الحوال الشخصية الت ل وصار يملها ف جيبه أينما حل..
حددت يوما معينا للهروب وكان يوم خيس ..ول أذكر تاريه بالتحديد..
ول ادري لا اخترت هذا اليوم لسفري!!!...
جهزت حقيبة كبية ذات لون أحر!!!
وللمت فيها بعض ثياب وملبسي واخترت مموعة من الكتب..
وأخفيتها عن عيون أهلي لكي ل يكتشفوا الطة..
كنت أتربص بالوالد حت آخذ بطاقة أحوال من جيبه..
ولكن مهابته العظيمة ف قلب جعلتن أتردد ف فرص كانت مواتية!!..
طلبت من العمة أن تساعدن ف ذلك فخافت من العواقب واعتذرت!!
صادف أن سافر الوالد مع إخوت لدة ..يوم الربعاء الذي يسبق يوم السفر
..فاغتممت من ذلك ..
وخفت من انكشاف أمري وما أنا عازم عليه..
فأنا ل أستطيع السفر بدون بطاقة أحوال الشخصية..
لذا كان علي النتظار حت يقدم أب من سفره..
13
سهرت طوال تلك الليلة أنتظر قدوم الوالد..
ووصل للبيت قريبا من الفجر...
وصعد مباشرة لبيت العمة ..ونام نوما عميقا..
حينما تأكدت من نومه ..
استخرجت حقيبة سفري ..ووضعتها أمام باب النل داخل الفناء..
ث صعدت لبيت العمة..
العائلة كلها كانت تغط ف نوم عميق ..
كانت الساعة حينها السابعة صباحا تقريبا..
وبدوء وترقب...
دخلت لصالة النل فرأيت ثوب الوالد معلقا على الباب!!..
وكنت أعلم أن والدي توقظه أدن حركة ف النل ..
اقتربت من الثوب فسحبته بدوء ث فتشته..
فوقعت عين على بطاقت..
همت أن آخذ شيئا من نقوده ولكنن خفت ،وخيا فعلت!!
نزلت من درج النل ..و حلت حقيبت على ظهري..
كانت ثقيلة جدا والسافة الت سأقطعها للشارع العام حوال الكيلو متر..
كنت أسي وأتعثر لثقل القيبة وأنظر خلفي خوفا من الوالد..
لو رآن أحد اليان وبتلك الال فل شك أنه سيتاب ..
وعندها سيحدث مال تمد عقباه...
وصلت للطريق العام وأنا ألث من التعب..
أشرت لسيارة أجرة وهي من نوع السوزوكي ونسميه ف النطقة ( الدباب)
سألن السائق عن وجهت فقلت له خذن إل موقف التكاسي السمى موقف النوب..
وهو الوقف الذي يركب منه السافرون لنوب الملكة..
بثت ف الوقف عن الجرة التوجهة لدينة أبا!!
كانت أبا حينها تعج بالدعاة والشائخ العروفي ..ومنهم الشيخ عائض القرن ..الشيخ عوض القرن..
الشيخ الطحان الشيخ سعيد بن مسفر وغيهم وغيهم من الدعاة وطلبة العلم..
لقهد توقعهت وبغيه سهؤال ودرايهة بأن هؤلء الشائخ يسهتقبلون طلبهة العلم القادميه للطلب ..فجئت
14
مهاجرا إليهم أطلب العلم!!!..
ل يستغرق البحث عن سيارة أجرة متجهة لبا سوى عشر دقائق..
وكنت ف عجلة من أمري فما يدرين لعل الوالد تديه حنكته فيتلن بتلبيب!!!
كان السائق رجل كبيا ف السن عمره يتجاوز المسي سنة..
ووجهة يدل على طيبته وضعف شخصيته..
كانت سيارته من نوع البيجو تمل ثانية ركاب..
كانت رفقت مموعة من الشباب ..
وهم من البادية وعلى ملمهم الطيش والشر ..
وعرفت من احدهم أنم ذاهبون لللتحاق بعملهم الديد ف اليش ف خيس مشيط
وحينما رأيت هؤلء الشباب وتصرفاتم الرعناء..
تذكرت ما حدثن به أخي الذي يعمل ف نفس القطاع..
عن اللواء (وذكر رقمه ) ف خيس مشيط..
وهو لواء سيء الذكر قد انتشرت بي شبابه الخدرات والتصرفات الشينة!!..
وحينما انطلقنا ف مسينا الطويل لبا..
ارتت كثيا وتنفست الصعداء..
غي أن سروري ل يدم طويل فهؤلء الشباب لن يسلم هذا الطوع الصغي من شرهم..
كانت النظرات من عيونم تقذف الشرر علي..
فهذا الطوع الصغي ل بد أن يكون سببا للمشاكل ف الطريق!!..
حاولت أن أكون لطيفا معهم وبعيدا عن الحتكاك بم ولكن هيهات!!
انشغلت بالديث مع السائق وكنت مشورا بواره...
وبعهد مرور نصهف سهاعة مهن الرحلة تقدم أ حد الشباب وأشار بشريهط كاسهيت أغانه وأمهر السهائق
بإدارته!!
علمت أن سكوت ضعف أمام النكر ..
فقلت للسائق وبماس ظاهر ..ل تشغله ل يوز..
كان هذا التصرف من إعلنا للحرب بالنسبة لؤلء السفهاء!!..
والظاهر أن الركة كانت متعمدة لثارت وقد فعلوا!!
كانوا سبعة وأنا واحد والسائق كان يكنه التصرف ولكنه رجل ضعيف الشخصية
15
قال ل هل لديك شريط قرءان أو ماضرة ..؟؟
قلت ل ..قال إذا خلهم يسمعوا ما يريدوا ..
قلت له هذا ل يوز وحرام..
قال إذا ارجع للخلف ول تستمع للغناء ..
رضخت لم فقد كان هو وأنا أيضا ناف من هؤلء الفتية!!
تطيت القوم ورجعت للمقعد الخي برفقة أحدهم!!
وبدأت مزامي الشر والطرب تصم الذان..
وكان الشباب يتمايلون ويرقصون طربا وضحكا ..
أما استنشاق دخان السجائر فحدث ول حرج ..
ل يشغلن هذا الال عن التفكي ما سأقدم عليه من أهوال
اللقة الرابعة
16
حاولت أن أتصل بعدد من أصدقائي وأصحاب ..
ولكنن ل أجرؤ أن أشرح لم أين أنا وما هو وضعي..
فقد خفت أن يضعفوا أمام والدي وإلاحه فيدلوه على مكان..
أذكر أنن اتصلت على احدهم وخنقتن العبة حينما سعت صوته..
أغلقت السماعة دون أن أكمل حديثي معه..
كانت مشاعري متضاربة بي الوف والرهبة والشعور بالضياع واليأس..
حاولت أن أنام ف تلك الليلة ولكن بل جدوى ..
كنت مددا على السرير وانظر ف السقف وتصيبن موجات من البكاء..
كانت تدور ف ميلت عشرات الفكار
ولكن مع توارد الواطر أصطدم بالواقع الرير الذي أنا فيه..
ذهبت ف اليوم التال لامع الشيخ عائض القرن..
حضرت درسه وكان ف صحيح البخاري..
كان الضور متواضعا للغاية..
همت أن اطلب من الشيخ عائض جلسة خاصة لشرح له وضعي..
ولكنن استحييت وجبنت!!..
سبحان ال أقطع مئات الميال لجله ث حينما أقف أمامه أعجز عن حديثه..
لقد كان انفصاما ف الشخصية وعجزا غي مبر..
ولكن يظهر ل أن خوف وارتباكي سبب ل صدمة تعلن أفتقر للتعقل ف القرارات !!
زرت الركز الصيفي ف معهد أبا العلمي..
كان أغلب الشاركي ف الركز ذوو أسنان تقل عن بكثي ..
كان استقبال الشرفي ل ومقابلتهم معي باردة للغاية..
لقد كنت ابث عن شخص يؤوين من الضياع..
لقد كنت أريد شخصا عاقل رشيدا..
أجلس بي يديه فأحدثه با يعتلج ف صدري من آلم وهوم جلبتها لنفسي بيدي!!
ولكن مشيئة ال تعال وقدره جعلت هذا اللقاء متأخرا جدا ومع شخصية فذة!!
حينما شعرت أنن غي مرحب ب غادرت الركز ول اعد إليه أبدا..
مكثت أياما أهيم ف السواق وأتشى ف أماكن النهة لقضي الوقت..
17
تساءلت مرارا :هل هذا ما جئت من أجله؟؟
أل أحضر لطلب العلم..
فكرت ف النفقة فهي ل شك يوما ستنضب وبعدها ماذا سأفعل؟؟
ل أحاول التصال بالعائلة طوال تلك الفترة..
رأيت أن بقائي ف أبا مضيعة للوقت والال..
سعت من ق بل بأن الرياض هي مأوى أفئدة طلب العلم ..من طلب الامعات والعا هد ف هي الر كز
الول للصحوة السلمية..
وفيها من الدعاة والعلماء ما يعجز حصره..
ول شك فهي أرجى من أبا ف البحث عما جئت لجله..
ويكفي هذه الدينة العريقة شرفا ف ذلك الوقت ..
وجود ساحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحه ال فيها
وهكذا تغيت الوجهة ولتكن من أقصى النوب إل وسط الملكة..
توجهت لكتب الطوط واشتريت التذكرة إل الرياض..
ف جواري ف الطائرة كان شخص ملتح عليه سيما الي..
عرف نفسه باسم علي السلطان وهو من سكان القصيم..
تدثت مع الستاذ علي عن أمور كثية ..
وعرفت منه أنه من سكان عنيزة وهو معلم ف العهد العلمي ..
وهو أحد الطلب ف حلقة الشيخ ابن عثيمي رحة ال عليه العامرة بالطلب والدارسي من كل بقاع
العال!!..
كان الديث عابرا ولكنه أعطان فكرة شاملة عن النطقة..
وصلت للرياض ..
لقد كانت الرياض بالنسبة ل وأنا ابن الدينة الصغية كانت ذا شأن كبي ف النفس..
فمبانيها الكبية وشوارعها الفسيحة ومساحتها الشاسعة تأخذ باللباب..
نزلت ف فندق البطحا وهو مكان أعرفه من قبل فقد رافقت الوالد له مرارا..
كان سعر القامة معقول وبالملة فقد كنت مقلل ف نفقت..
مكثت عندهم ف الفندق حوال الشهر..
وما زال التصال حت ذلك الي مع العائلة مقطوعا ..
18
ومرة أخرى أعجز عن أن أتصرف تصرفا راشدا..
فأنا جئت من الصل من أجل طلب العلم !!
ولكن يظهر أن حياة الدعة والراحة الت كنت فيها جعلتن انصرف ولو لفترة عن القصود!!
ل يكن هناك شخص أو ل أبث عن شخص يرشدن ..
كنت أقضي وقت كله ف الغرفة ف الفندق أو ف صالون الرياضة والسبح..
لقد كنت صيدا يسيا للضياع والفسدين ولكن الول جلت قدرته حان..
ذات مرة كنت أمارس السباحة ف السبح..
فجاءن شاب نيل من أهل البادية..
قال هل الاء عميق ؟؟
قلت ل ..وحسبته يعرف السباحة!!..
قفز من فوره ف وسط الاء..
انغمس فيه ث صعد..
ولكنه صرخ واستنجد ب لكي أخرجه فهو ل يعرف السباحة!!
التفت حول لنادي موظفي السبح ولكن ل أحد..
أخذ الرجل يضرب ف الاء ويفق فيه ويشرب منه ..حت كاد أن يهلك..
كنت مبتدئا ف السباحة ولكن أين الفر..
ما إن اقتربت منه حت تلن بشدة وسحبن ولطمن على وجهي!!
ث غمسن بشدة ف الاء وتطان ووضع قدمه على رأسي حت خرج من الاء..
أما أنا فقد كدت أهلك حينها!!
ول أحاول أن أنقذ غريقا بعدها أبدا...
ل يكن ذلك هو الوقف السيئ الوحيد..
ذات مرة حضر للمسبح شاب عليه سيما الي ..
وكان برفقته عدد من الشباب الصغار..
ل اذكر مالذي حصل بين وبينه لكن يبدو أن الرجل مريض مرضا نفسيا..
وتصيبه حالت من اليجان فيضرب من حوله دون شعور..
وهذا مها حدث معهي فقهد هاج علي كالثور وضربنه على وجههي ضربات كادت تقتلنه ..وتركهت
بصمات على وجهي بقيت حت حي...
19
ل يكن أحد ليجرأ على الدفاع عن فقد كان رجل مفتول وال حسيبه..
رجعت يومها لغرفت ف الفندق وهذه الرة موسوم بعلمات بارزة!!..
اتصل علي موظف الفندق وطلب من الساب..
نزلت إليه وسددت له مصاريف اليام الاضية..
بقي ف مفظة نقودي فقط مائة وخسون ريال...
وهو ما يغطي مصاريف يوم أو يومي!!!
اللقة الامسة
20
حينما رآن ابتسم ابتسامة عريضة ..وقال ل:
هل تعرف السباحة ؟؟
قلت له قليل وأحذرك من التقدم إل الاء العميق!!..
ابتسم وتلل وجهه وقال إن غرقت ستنقذن أنت!!
ضحكت وقلت له ابث عن غيي..
وحكيت له الوقف الذي مر علي قبل فترة من الزمن مع صاحبنا العراب!!
سألن عن الكدمات الت على وجهي ..فقد كانت ظاهرة وعميقة!!
ل أرد أن استرسل ف تفاصيلها ..فقلت له سقطت !!
عرفن باسه وصافحن وقال أنا أخوك سعود العاشي من منطقة حائل وأنا من قبيلة شر ....هل سعت
بائل وأجا وسلمى؟؟
عرفته باسي ..
سألن عن عملي ..
قلت له أنا ل اعمل ..
قال ل أين تقيم ..؟
قلت له هنا ف الفندق!!
قال ألست من سكان الرياض؟؟
قلت ل أنا من سكان الطائف!!
قال ل ماذا تفعل هنا ف مدينة الرياض إذا ؟؟ هل تدرس ؟
قلت له أنا جئت لطلب العلم !!..
قال وعند من تدرس من العلماء .؟
ل اجبه فأنا ل أبث عن شيخ حت تلك اللحظة..
ل أدري لاذا استرسل الخ سعود معي ف الديث ولكنه أصر علي أن أرافقه للغداء سويا..
شكرته وتعذرت منه ولكنه أل بشكل كبي حت رضيت..
قال ل ونن نشي ..أنا أملك تسجيلت إسلمية ف حائل ..
واعرف عددا من الشائخ ف الرياض فإن كنت ترغب ف أن أعرفك عليهم فعلت!!..
صمت ول أجبه!!..
ونن قعود ننتظر الغداء قال ل سعود:
21
أسع أخي أنت لك قصة وأكيد لديك مشكلة وأنا اقرأ ذلك ف وجهك!!
ولو ترغب ف ذكرها ل ول يرجك المر فأرجو أن تبن با ..
فما يدريك لعلي أستطيع مساعدتك !!..
خجلت وال من كرمه وساحة نفسه..
إن الخ سعود حينما يقول ل هذا الكلم فهو رجل صادق غي متكلف أو متصنع..
ولقد اكتشفت بعد مالطت للخ سعود أن معدن هذا الرجل معدن أصيل كالذهب ..
ل قد كان الخ سعود رح ة ساقها ال ل فإن مرد إن صاته و ساعه لق صت هو أ مر يش كر عليه بارك ال
فيه..
حدثته بشكلت وأنصت إل لكثر من ساعة حت برد الطعام ول يأكل منه شيء!!
ل يقاطعن طوال حديثي..
وحينما استكملت قصت ..صمت قليل ث قال ل..
أسعن جيدا ..
أنا رحلت بعد قليل على حائل وسوف ترافقن للمنطقة وستكون ف ضيافت..
ومن هناك سوف نتدبر حل لشكلتك ...ما رأيك؟؟
بالنسبة ل أنا ل أعرف ال سعود ولكن كالغريق يبحث عن أي شيء ينقذه..
قلت له ث ماذا ؟؟
قال ثق تاما سنجد حل لشكلتك موضوعك بسيط وسأجد له حل..
أرجوك اصعد لغرفتك ووضب أمتعتك وانتظرن عند الستقبال..
ل يعطن الفرصة -وقد تعمد هذا – حت أفكر ف الوضوع..
وحينما صعدت لغرفت أخذت تول باطري الفكار:
ياترى هل الرجل صادق ؟؟
ماذا لو كان .؟؟؟
ولكن سيماه الي !! أسئلة تتردد ولكن ل خيار ل !!
ل اخب الخ سعود بوضعي الادي ..ولكن كرمه غي الصطنع..
جعله ياسب الفندق دون مشاورت!!!..
طلب سعود من سائق التاكسي أن يسرع ..
فقد كان يعلم أنه ليس لدي حجز لقعد ف الطائرة..
22
وبعد قليل التفت إل وقال :
إن سألك أحد من تكون فقل لم أنك أحد أقربائي وتقيم ف الطائف..
قلت له ولكن لقب العائلة ؟؟
قال لم أنت فلن الشمري!!
قصد الخ سعود من ذلك حايت من ألسنة الناس وتقيقاتم..
ولكن لقد دفعت أنا ثن تلك الغلطة الشرعة والجتماعية ثنا غاليا!!..
وصلنا للمطار واجتهد الخ سعود حت حصل ل على مقعد ف الطائرة..
كان الخ سعود يلتفت إل كل فترة ويطمنن بقوله :ل تقلق سوف تل الشكلة..
لقد كنت متأكدا أن سعود ليس لديه عصى سحرية لل وضعي..
ولكن طيبته وساحته ورطته ف هذا القلب ..
وصلنا لدينة حائل وكان منظر جبالا وهضابا يسحر الناظر..
يابعد حيي كلمة تسمعها عشرات الرات يوميا..
أهل حائل كرماء وأسخياء بشكل عجيب..
والطبيعة البدوية والفطر السليمة هي الغالب على الناس..
توجهنا فورا من الطار لكان عمل الخ سعود ..لخذ بعض أوراقه..
اكتشفت أنه ضابط صف ف الرور..
سلمت على أصحابه وعرفن لم بأنن فلن الشمري!!
خجلت من ذلك أيا خجل فأنا ل اعتد على ذلك اللقب..
لقد كان ذكاء الناس الفطري وأسئلتهم البسيطة تكشف بسهولة بطلن هذا النتساب ..بالضافة للكنة
الجازية فقد كان المر برمته مفبكا !!
ل تعجبن الال فلم اعتد الكذب ولكن إرضاء لضيفي تغاضيت ..وصبت
لحظت أن ف النطقة أمنا عجيبا فالناس ينامون ف بيوتم..
ومفتاح السيارة على القود..
هذا ما رأيته بنفسي ف عدة مواقف..
تعرفت على إخوة سعود ف منله ف حي الطار ..
كانا شابي نسيت أساءها
ولكن طيبة هذه العائلة والواقف الميلة الت عشتها ف بيتهم
23
هي ذكريات عطرة تبقى معي أينما حللت..
اللقة السادسة
لقد قضيت ف حائل حوال العشرين يوما أعتبها من أجل أيام حيات..
الكرم الاتي ..والسماحة وعلوم الرجال كما يقولون..
أشياء متجذرة ف هذا الجتمع النبيل..
لقد سرن وال أن أنتسب لم وليتن كنت غصنا من أغصانم..
ولكن القيقة تبقى هي الفيصل وهي قدر النسان الذي كتبه الالق جل ف عله عليه..
لن استرسل ف تفصيل يوميات ف حائل وف ضيافة الشهم النبيل سعود العاشي..وإخوته.
ل أنسى رحلت الصيد ف وديان حائل ف شالا وشرقها..
وف منطقة جبه وحيه وبقعا وغيها...
أذكر أننا زرنا بيوتا قدية يقول مرافقنا أنا منازل حات الطائي العرب الكري الشهور
يوجد ف النطقة مسجد قدي للغاية ل يبق منه سوى بعض أسواره وله مرابان !!
أحدها متجه لبيت القدس والخر متجه للكعبة..
ويزعم أهل النطقة أنه كان كنيسة وحول لسجد ..منذ مئات السني..
ول أدري عن صحة هذا الكلم...
لكن الصلة ف هذا السجد وتذكر الجداد قبل مئات السني الذين قد صلوا وركعوا ف هذا السجد إن
تلك الذكرى تثي ف النفس السكون والشوع ..
ولقد سجدنا عدة ركعات فيه وكان بعض الخوة يبكي تأثرا بالروحانية فيه..
أذكر زيارتنا لنطقة أسها حية وكان برفقتنا شخص نسيت اسه
و يظهر أن لديه خلفية أدبية وشعرية وتاريية ل بأس با..
استغرقت الرحلة للمنطقة حوال الساعتي ..والطريق إليها جلد و غي معبد..
ونن نسي ف الطريق صدنا عددا من طيور البش أو ما يسمى الجل..
وكانت هي غداءنا ف تلك الرحلة..
حينما وصلنا للمنطقة أشار لنا دليلنا لهة الوادي وقال هناك تقع حية!!
ل نشاهد سوى صخور ضخمة قد تساقطت من سفوح البال بفعل السيول والمطار..؟؟
24
أوقفنا سيارتنا وترجلنا وصعدنا على الصخور..
مشينا حوال ربع كيلو بي الصخور والنقاض..
وكنا كلما تعمقنا ف الوادي تزداد النطقة باء واخضرارا!!
حينما وصلنا لية سحرنا بتلك الطبيعة اللبة الحشورة بي البال..
هي واحة خضراء مليئة بالعشاب والشائش..
وف وسطها برك ماء وجداول صغية تصب من أعلى الوادي..
أخذ مدثنا يروي لنا أشعارا وقصائد لمرئ القيس
حينما كان سيد هذا الوادي ويغازل الفتيات اللت يأتي لسقي البهائم من تلك البك..
لقد ترسخت صورة حية كجنة وبساتي ف ذاكرت
وأتن لو أعود لا وأصور للناس تلك الشاهد..
كنا ننطلق كل يومي أو ثلثة برفقة سعود وأصحابه للنهة والصيد وزيارة الثار..
فقد وافق وجودي معهم وقت عطل وإجازات..
أهل حائل فخورون جدا بأرضهم وطبائعهم ويعتزون بذلك أيا اعتزاز..
وحينما يقدم عليهم ضيف يشبعوه كرما وأنسا حت يتمن أن ل يفارقهم..
أما السمر والديث ف الباري والنوم أحيانا فتلك متعة ل يكن وصفها..
لقد تناسيت كل ما أنا فيه من إشكالت وانغمرت ف تلك الرحلة النتقالية!!
سيتها انتقالية لنا وال أعلم كانت تيئة ل ليام ووجوه ومنطقة أخرى
تتلف اختلفا جذريا عما أنا فيه وعما كنت قبل فترة بسيطة عليه!!
كيف تغيت ب الحوال كنت قبل أيام قليلة أعيش كالشرد ..
وهاأنذا أستمتع برفقة يضن الزمان بثلهم!!..
سها مراحل أو قفزات من أوضاع سيئة إل وضع جديد يصعب على الرء توقعه أو تيله
ولذلك يقول تعال ( ومن يتق ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب)..
النسان بطبعه عجول وطماع ويريد أن تسي أوضاعه على هواه ورغباته..
ولكن القدر بكمة إلية يقود النسان إل الفضل والحسن لاله ..
حت ولو كرهها وجهل عاقبتها..
ولذلك يقول أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه :
لو كشف ال للقه ستر القدر لا وجدوا خيا لم ما قدره الالق عليهم سبحانه..
25
كاشفن ال سعود برغبته ف أن يتصل على والدي لكي يطلب أن يصلح بيننا..
ل تناسبن الفكرة وطلبت منه أن يتأن قليل..
فأنا ما زلت أبث عن قاعدة صلبة اتكئ عليها ..
فأنا ابث على استقرار وليس من العقول أن يستمر حال هكذا..
احترم رغبت ول ياول أن يضغط علي لكي ل يعلن أظن أنه تلمل من..
كنت أنام ف ملحق منفصل برفقة إخوة سعود الذين هم ف سن قريبة من..
وكان لدي حرية واسعة ف الروج بالسيارة الت وضعت تت تصرف..
ل اتصل حينها بأي ملوق ..من قريب أو بعيد..
حضرت دروس الشيخ حد الغاوي ف شرح بلوغ الرام
وأعجبن أسلوبه اليسر ف التدريس ..
قال ل أحد طلبه هذا أسلوب تعلمه عن شيخه ابن عثيمي..
عرض علي الخ سعود أن نسافر لنطقة القصيم ..
وذلك برفقة احد أصحابه الذي لديه عمل هناك ليوم واحد ..
فرحت بذلك أيا فرح فالتعة ف اكتشاف مكان جديد هي ما فطر عليه الناس..
اللقة السابعة
26
كانت تراقبه فتاة انليزية ذات عيون زرقاء وأهداب سحرية..
وهو يتصفح الكتب وينسخ ف الوراق الت بي يديه ..
ول يلحظ هو تلك العيون التوهجة ول تلك القطة التوحشة الت تراقبه!!!
يبدوا أنا امتلءت منه فقررت أن تلك فؤاده..
لقته إل مطعم الامعة واحتالت أن تتعرف عليه؟؟
وبعد قصة طويلة وظريفة ل يصلح ذكرها هنا وقع الرجل ف النهاية ف حبائلها!!
أغرم الفت با و أ غرمت به..
فتزوجا وعاشا معا طوال فترة الدراسة..
ولكن !!....
كانت أم الفتاة نصرانية متعصبة لدينها ..
فضغطت على ابنتها وحولت حياتا لحيم ،حت تفرقا ول يلتقيا بعدها أبدا..
تأل كثيا لفراقها ولكنه ل يكن لديه خيار ..
التفت صاحبنا لولده الصغي وكان معنا!!
وقال له :انتبه تعلم أمك!!!
أضحكنا وآنسنا بطرافته الفرطة وسعة صدره ..
حينما وصلنا لبيده كنت أتأمل وجوه الناس!!..
كنت أتصور بريدة ف ميلت مليئة بل قل كل أهلها متدينون !!
ل شك أن الدين هو الغالب ف الناس ولكن ل تسلم أي مدينة من مظاهر السفور والفساد
أو الرجال غي التمسكي بالدي الظاهر الواجب!!!
اللحظ كثرة العمالة السيوية هناك..
فالشوارع منهم غاصة حت ييل إليك انك ف بومباي أو نيودلي!!
كنت أتصور بريدة قبل أن أراها كأنا مثل الامعة تعج بطلبة العلم
الذين يملون كتبهم وقراطيسهم..
و أسواق الدينة مهجورة سوى من السوقية أو كبار السن والشياخ...
حينما قطعنا طريق بريده الرئيسي والذي يشق الدينة لشقي..
ل ألحظ أي فرق يذكر عن مدن الملكة الخرى..
أسواق وملت مليئة بل غاصة ودخان وشباب طائش ..
27
اللحظ هو قلة أو انعدام السفور وقلة الهر بالعاصي ..
وهذا ترسخ لدي بالقامة الطويلة ف القصيم لحقا..
توجهنا فورا لشغل الرجل وانقضى سريعا..
فقال سعود ما رأيكم لو نذهب لسجد الشيخ فلن وذكر اسه ونسيته..
هذا السجد مبن على الطراز القدي وما زال أهله يعيشون حياة الولي!!
ل نتردد ف الذهاب فهذا شيء ل نسمع به من قبل!!
دخلنا للحي ...
الي حديث وبيوته مبنية من الراسان وعلى أجل واحدث طراز!! ..
وف وسط الي مسجد قدي متهالك البناء وأظن أصل بناءه من الطي ولكنه صبغ حديثا..
وكان وقت صلة العصر ..
أذن الؤذن ول نسمعه لن الذان بل ميكرفون..
السجد مفروش بالرمل والناس تصلي على الرمل ..
غالب من ف السجد هم من الشيوخ وكبار السن وفيهم مموعة من متوسطي العمار والصغار
تسننا وجلسنا لنتظار المام ...
توقعت أن يدخل علينا شيخ معمم كعمائم السلف وعليه قلنسوة قد أرخي طرفاها
ومشدود وسطه بشد ويتدل منه سيفه!!
فهذا ما نعرفه عن السلف ول يلو المر من مبالغة طبعا!!
دخل شيخ نيل ليته مصبوغة بالكتم السود..
ومشيته عليها السكينة والتواضع والضوع ل تعال..
ووجهه أبيض مضيء بنور الطاعة....
وعليه عباءة سوداء وشاغ احر..
طلب من الؤذن أن يقيم..
قام شيخ كبي من الظهر ل يكاد أن يرى وأقام للصلة..
و صلى بنا المام صلة مرية ل تكن بالطويلة أو العجلة..
وحينما سلم التف حوله مموعة من الصبية بأيديهم كتب صغية ..
وقعدوا خاضعي كأن على رؤوسهم الطي ينتظرون من الشيخ إشارة البدء
سحب المام مهفة من القصب كانت بواره وقال لحدهم سم..
28
بدأ الفتية كل واحد منهم على حده .بقراءة فصول قصية
من مؤلفات شيخ السلم ممد بن عبد الوهاب..
من كشف الشبهات ومن الصول الثلثة وقرأ أكبهم من كتاب التوحيد..
كانوا يقرؤون بصوت خافت وخاشع ملحن وجاعة السجد مطرقون بإنصات ول تسمع لم هسا
ل يعلق الشيخ سوى بتصحيح النطق والعبارات..
استغرقت القراءة حوال عشرين دقيقة ..
وبعدها انصرف الميع وقام المام من مرابه..
تقدم أصحاب إليه وصافحوه ..
وبقيت أنا أراقب الوقف..
أحببت القصيم من يومها وأحببت أهلها
فأهلها أهل دين وصلبة ف الق والتزامهم بالسلم خي التزام..
عدنا لائل وف الطريق عرض علي سعود عرضا كان هو الباب الذي منه
ولت للسعادة والنور إن شاء ال تعال
اللقة الثامنة
29
كانت تلك أول مرة أرى با هذا العلم الليل..
ف اليوم التال أخذتن الماسة فاقتربت من كرسي الشيخ فدفعت ثن اقتراب غاليا..
فلقد أوقفن الشيخ كعادته ف دروسه وسألن سؤال عما كان يتحدث عنه ؟؟
وكنت حينها شارد الذهن !!..
فما استطعت أن أجيبه!! ..
فأمرن باللوس فشعرت بالجل واليبة حيث فشلت ف أول امتحان معه!!
وما عدت لذلك الكان مرة أخرى..
بل بقيت خلف ظهره أو ف صفوف بعيدة..
وف إحدى رحلتنا لدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم..
حضرت درس الشيخ أب بكر الزائري ...
وبكرت بالضور لكون قريبا من الشيخ فكنت ف الصف الثان أمامه مباشرة..
سعت الطلبة يتهامسون بي بعضهم ..فسمعت احدهم يذكر اسم ابن عثيمي..؟؟
وبعد دقائق جاء شيخ مسن قصي ورقيق البنية
ليته بيضاء وشعره ابيض ووجهه أبيض ..وثوبه ابيض عليه غترة بيضاء!!..
وجبهته ناصعة عليها أثر السجود ..وحاجباه عريضان ومليئان بالشعر البيض
ير عباءته خلفه ..
ويشق الصفوف نو القعد الخصص للشيخ أب بكر الزائري!!..
إنه الشيخ ابن عثيمي!!
همت أن أقوم ولكن كيف ؟؟
فعندما رفعت رأسي ونظرت خلفي ..
رأيت ارتال من البشر تدق ف الشيخ ابن عثيمي والذي أصبح خلفي مباشرة!!..
عندما استوى الشيخ على القعد أشار إل بعنف وسخط وقال :
أجلس فقد آذيت إخوانك!!..
جلست مطرقا ..ث بدأ الشيخ حديثه بالمد والصلة ..
فأنصت لكل حرف وكلمة يقولا..
فما يدرين لعله سيفعلها مرة أخرى ويسألن..؟؟
ولقد فعلها وال مرتي ..ف ذلك الدرس!!
30
فأجبته وأنا أتتعتع وأرتف خوفا منه ..ولكن أجبته با يريد..
فكافأن بكلمة واحده قال ل :أحسنت!!..
هذا الرجل تبه من النظرة الول..
أحبته مليي السلمي ف كل مكان..
وسعت من الناس ما زاد حب له ..من زهده ف معاشه وهيئته ومسكنه..
فلقد سعت حينها أنه يعيش ف بيت من طي!!..
ولقد زاره اللك ف عنيزة فاستقبله ف هذا البيت من الطي ..وجلسا سويا على الرض!!
وأنه يأكل ما يرثه ويزرعه بنفسه!!
كانت تلك الصور ف الذهن إن صحت أو ل تصح...
تثي العجاب والحبة للشيخ مع ما وهبه الالق سبحانه
من علم راسخ وفقه وفهم للشريعة قل نظيه ف زماننا..
كانت فصاحة الشيخ وقوة حجته تبهر مستمعيه..
مع ما يثيه الشيخ من دعابة ومزاح مع من يسألم ..
ف تلك اللسة ف الدينة سأل الشيخ سؤال ..
ث نظر حوله بنظرة تذكرك بالصقر حينما يلتفت بثا عن فريسة!!
وأخذت نبضات قلب تزيد فقد ظننته سيلتفت إل ويسألن..
فأشار للشخص الذي بواري..
وكان رجل بدينا فيه سرة ويلبس الرآة على عينيه..
أشار له الشيخ وقال له :قم..؟؟
بقي الرجل فاغرا فاه ينظر للشيخ كالبله!!
فكرر الشيخ كلمه وقال :أنت قم ،وطقطق بأصبعيه وأشار بسبابته إليه!!
فقال له أنا؟؟ وأشار لنفسه!!
قال :نعم أنت!!
تزحزح الرجل وحاول القيام بتثاقل حت دفع من بواره !!!
وحينما عل ل يستطع أن يرفع رأسه وبقي ف هيئة كالراكع!!
كان مشهد جاري ذلك يثي الضحك والشفقة معا!!
فالظاهر انه ل يعتد الوقوف أمام الموع وبي يدي إمام من أئمة السنة كابن عثيمي!!
31
أغلق الشيخ اليكرفون وناداه ليقترب منه ..
فدنا الرجل من الشيخ وهو منحن!!
فاقترب الشيخ من أذنه فهمس فيها بكلمات ل نسمعها!!
فكان الشيخ يهمس ف أذنه والرجل يهز رأسه ويضحك!!..
ث أمره الشيخ بالرجوع واللوس ف مكانه واستأنف درسه..
إن ذلك الوقف والتواضع والسماحة من رجل ف مكانة الشيخ يعل مبته
تسري للقلب كما تسري النار ف الشيم..
اللقة التاسعة
32
دخلنا منله وجلسنا ف ملس الضيوف..
ل يكن يعلم الرجل عن الوضوع..
قال له سعود ..هذا الخ فلن الشمري!!
يا ال ما أثقل تلك العبارة على قلب ولكنه قالا سامه ال..
قال :يرغب ف الدراسة عند الشيخ ممد ونريدك تشفع له عند الشيخ..
رحب الخ بذلك وتللت أساريره وقال :بكل سرور..
وسأكتب له توصية عند الشيخ ..
سألته هل من شروط القبول حفظ القرءان أو صحيح البخاري كما سعت؟؟
قال :أبدا هذا ليس بصحيح ويكنك الدراسة عند الشيخ بدون شيء..
أما إذا أردت اللتحاق بالسكن فل بد من توصيه ..وسوف اكتبها لك..مت ستذهب؟؟
التفت لسعود فأنا ضيفه ،ومعن ذلك هو أنن سأغادر حائل وأهل حائل..
ويعلم ال تعال صعوبة ذلك على نفسي ..ولكن لبد من عمل شيء..
فوالداي ل بد أنما قلقان علي فلو علما أنن لدى عال ادرس
والدراسة على البواب فل بد أن أكمل دراست الثانوية..
لو علما بأن أموري جيده فل شك أن ذلك سيخفف من وقع الصيبة عليهما..
قال سعود :سوف اذهب ف ناية السبوع لتبوك وسوف أصحبك للقصيم..
ومن هناك سأسافر لتبوك....
وفعل فقد كتب الخ الكري تلك التوصية مشكورا ..
ولكن ما كدر خاطري أنه نسبن لقبيلة أخرى غي قبيلت ..
لقد كان خطئا فادحا سأدفع ثنه غاليا من سعت لحقا!!!
وضعت التزكية ف جيب وذهبنا للمنل..
رآن سعود كئيبا فسألن عن سبب ذلك ..
أخبته بأن من أسباب زعلي هو أنن سأفارق أناسا أحببتهم من كل جوارحي..
كما أحب إخوت بل وأكثر..
سأفارق النس والكرم والود والسماحة واللطف ..
ماذا لو ل تصلح أموري هناك..
وما يدرين ماذا ينتظرن ف عنيزة والقصيم..
33
أل أزل شابا غرا صغيا ل تصقله الياة
ماذا لو وقعت ف يد أناس ل يافون ال..
لقد كانت حال استثنائية بكل العايي وفيها من الغامرة والطيش شيء غي يسي..
دمعت عي سعود وقال ل :
وال إن بقاءك يسرن ويسر إخوت ..
وإنن والوالدة والزوجة وجيع القارب الذين عرفوك يعدوك كواحد منا..
فلو شئت أن تكث معنا فهذا يسرنا ويسعدنا ولو مكثت ف بيت عشر سني..
ولكن إن مصلحتك تمن ول بد أن تتصل بعائلتك ووالديك ..
فهما مهما غضبا عليك فسيبقيان اهلك واقرب الناس لك..
وأنت شاب ما زلت ف مقتبل العمر وتب العلم والتحصيل فهذه فرصة ثينة لك..
وثق تاما حت لو انتقلت للعيش ف القصيم فسأبقى قريبا منك تعودن وأعودك
وبصوص تكاليف دراستك وإقامتك فسأتكفل لك بكل فلس تنفقه..
فانظر ماذا ترى وال يقدر لك الصال..
ل شك أن كلم الخ سعود هو حق ومع التأمل والتفكي فالصلحة تقتضي
أن أتدارك حل مشكلت بكل السبل المكنة..
لقد قدم ل سعود الكثي الكثي..
فيكفي انه آوان وفرج كربت جزاه ال عن خي الزاء..
أخذن ف اليوم التال لسوق السيارات..
فرأيته يبحث عن سيارة ليشتريها..
قلت له ياسعود أنت ل تتاج لسيارة أخرى!!
فلديك اثنتان وإخوتك غي متاجي..
قال أريد أن اشتري لك سيارة..
أقسمت بال عليه ورفضت رفضا قاطعا وجلست أتادل معه أكثر من ساعة
حت أقنعته بالعدول عن ذلك..
ل يكن سعود رجل غنيا فهو متوسط الال والذي ل اشك فيه أنه سيقترض ذلك الال..
وحت لو ل يقترضه وكان غنيا فكفان منه جوده وسخاؤه ..
فقد كان كل يوم أو يومي يضع ف جيب مبلغا جزيل دون أن أطلبه وال..
34
قال ل مرة لقد زوجت أخت الصغرى قبل أن تأتين بشهر واحد..
وال لو كنت أعرفك حينها وكنت موجودا معنا لزوجتك إياها!!
بارك ال ف سعود وف ماله وولده وكثر ال من أمثاله..
وليس هذا غريبا على أهل تلك النطقة فمع أن انتشار الهل بالحكام الشرعية بي أهل
الشمال عموما هو الغالب ..إل أنك تد فيهم من الكرم والود مال تده ف مناطق
أخرى..
حدثن مرة سعود يقول تعطلت سيارت مرة وأنا على طريق عام ..
فتوقف رجل أعراب معه سيارة وانيت داتسن ذات باب واحد..
..دون أن أشي له ..ومعه زوجته ف داخل السيارة..
فعرف أنه ل يكن إصلح السيارة ف الال..
ول بد من إحضار مهندس ..
أمر ذلك الرجل زوجته بالركوب ف صندوق السيارة..
قال سعود :أبدا أنا سأركب ف الصندوق ..ودع الهل ف مكانم!!..
قال الرجل :هي طالق إن ل تركب أنت ف المام وهي ف اللف!!..
ولقد رأيت من كرمهم وجودهم وافتخارهم بذلك ما يعز نظيه وال..
إن ميزة الكرم لدى الناس هناك أنه جود غي متكلف ..
فهذه سليقتهم وهذه طباعهم توارثوها من أجدادهم وما زالت راسخة لديهم..
اللقة العاشرة.
35
تلفظ معي هذا الرجل بكلم فهمت منه أنن غي مرحب ب..
قال ل :أنت لست من شر وأريدك أن ترج هويتك من جيبك لتثبت عكس ذلك..
كان متكئا على وسادة ومقابل ل ..ويشي بيده بكل تيه وغرور..
قام أخو سعود إليه فأراد أن يلطمه على وجهه فدفعته وقلت له دعه ليقل ما يقل..
ل يكن من اللئق ب أن أحرج الخ سعود ف بيته فسكت ..
لكن أخا سعود استدعان للمختصر وقال ل..
دعك من هذا السفيه وأنا أعرف كل شيء عنك وأنت أكرم عندي منه..
خفف ذلك علي كثيا ففكرة النتساب تلك مع خطئها الشرعي ل تكن فكرت و هي
شيء مالف لعراف الناس وتقاليدهم وفيها ما فيها!!!
ف اليوم التال سافرنا صباحا للقصيم..
ودعت إخوة سعود ث انطلقنا لرحلة الطلب ..
ل يكن إخوة سعود على استقامة تامة بالدين مع مافظتهما على الصلة ف السجد
إل أنما رجلن شهمان طيبان وفيهما من اللل الميدة ما يفوق كثيا من
رايتهم من الحافظي على الشعائر الظاهرة..
لقد أتصل علي سعود بعد أربع سنوات من ذلك اللقاء الخي..
واخبن بب اليم عن أخويه
فلقد حدث لما حادث بالسيارة على الطريق العام ف أحد طرق الشمال السيئة ..
فتوفيا على الفور رحهما ال رحة واسعة..
وخلف على سعود فيهما خيا ف ذريته وأولده..
مر علي منذ أن خرجت من بيتنا من الطائف حوال ثلثة شهور تقريبا..
وهاأنذا أنتقل لنطقة جديدة وال أعلم مالذي ينتظرن..
كنا وسعود ف تلك السفرة صامتي ..فليس ف ميلت أي كلمات أو حوار دار بيننا..
سعود هذا رجل ..ويكفي أن اسيه رجل..
إن من الناس من هو كمعدن الديد ومنهم من هو كالفضة ومنهم من هو كالذهب..
سعود ف نظري معدنه أثن من الذهب وال ..
أنا ل احكم على الرجل من خلل موقفه هذا معي هذا اتركه للقراء الكرام..
وصدقون يا معاشر القراء الكرام إن سعود ل يعلم عما أكتبه عنه الن..شيئا وال..
36
ولو علم لغضب من ذلك وكرهه..
فهو يرى عمله ذاك شيئا يتقرب به لربه ول يريد أن يالطه مدح الناس..
إن سعود ل ينتظر من عمله ذاك أن أكتب عنه أو أن أمده فهو ل يكن يعلم
ول أنا كنت أعلم أين تسي بنا المور وما هي خاتتها..
إنن أكتب هذا الكلم وهذه الواقف لسجل لبنائي ما حل بوالدهم..
لروي لم عمن رويت ومن خالطت ليعرفوا قدر الرجال وليعرفوا الدب مع الناس
إنن يا أبنائي وأنتم الن أطفال صغار وستكبون إن شاء ال..
اقتطع لكم من جسدي قطعا صغية مليئة بالآسي والحزان والتراح والعذاب والهات
فأنسجها لكم بذه العبارات لكي تستمتعوا با..
وتكون أنيسا لكم ف دهاليز وظلمات ومضائق الياة..
وأسجل للقراء الكرام ما حدث معي حت يكون للناس فيها عبة لن أراد ذلك..
إنن أطلب من إخوت القراء الكرام أن يشاركون هذا الدعاء..
اللهم جازي سعود عن خي الزاء
اللهم بارك له ف ولده وذريته اللهم واغنه من فضلك واجعله من عبادك الصالي واختم
له باتة صالة يا ارحم الراحي ..اللهم اجعله من أهل فردوسك العلى ووالديه
وإخوانه وذريته يارب العالي..
وصلت أنا وسعود إل عنيزة ..
تلك الدينة الصغية الميلة الادئة..
مدينة العلم والعلماء..
دفن فيها من العلماء والصالي على قرون مال بم عليم..
ساها أمي الريان باريس ند..
شوارعها جيلة ونظيفة وأهلها كمجمل أهل القصيم فيهم العلم والدين والدب الرفيع..
دخلت عنيزة وأنا فقي مشرد احل معي حقيبة ملبس وكرتون كتب..
وكنت احل قبل هذا ف جعبت تارب قاسية وخبة بسيطة ف الياة وسذاجة وقلة حيلة ..
دخلت عنيزة وأنا حائر و رأسي متلبد بغيوم الشك والرتياب والضياع ..
ل أكن أعلم وأنا أدخل عنيزة هل سأمكث فيها يوما أو أسبوعا أو شهرا ..فما يدرين
فأنا منذ شهور أتنقل ف البلد من مدينة لخرى ..
37
ومن يد ليد أخرى ولكن رعاية الكري ورحته سبحانه هي الت ترعان
دخلت وأنا ابلغ السادسة عشر عاما فقط..
وبقيت ف عنيزة أكثر من اثنت عشرة عاما..
حافلة بالتجارب والواقف الرائعة مع إمام الدنيا وفقيهها شيخنا العلمة
ممد بن صال العثيمي عليه سحائب الرحة والغفران..
38
لتلك النارة القدية البناء البنية بالطي واللب..
تغن أحد أدباء عنيزة با قائل..على لسان تلك النارة..
وهي تاطب الناس عن الشيخ ابن عثيمي قالت :أنا الئذنة وهو النارة!!!..
نعم وال هي الئذنة وهو النارة ..
هذه الئذنة بناها بناء مترف قبل عشرات السني وكلف بناؤها عشرون ريال!!..
ولكن أمي عنيزة زاد البناء عشرة ريالت مكافأة له على إتقان صنعته!!
وهي حت هذه الساعة مازالت شامة تفخر وتشرف على ضرتيها!!
وتغن وتقول ..أنا الئذنة وهو النارة...
اقتربت من باب السجد فشاهدت لوحة صغية مكتوب عليها تسجيلت إسلمية..
دخلت للتسجيلت فرأيت رجل ملتح ابيض وسيم الطلعة قصي ومتلئ
على وجهه لية قد اختلط سوادها ببياضها..
سلمت عليه ..فرد علي بصوت فيه بة !!
قلت له أين أجد الشيخ ممد ؟؟
قال الشيخ الن ف الامع وعنده درس حت الساعة العاشرة والنصف..
قلت :وبعد ذلك ..
قال :يذهب ماشيا لبيته ..هل أنت طالب جديد أم تريد الفتوى؟؟
قلت :ل ،أنا أريد اللتحاق بلقة الشيخ..
رحب ب ..وقال أهل بك ف عنيزة ...
ث عرفن باسه ،وقال أنا أخوك عبد الرحن الليفي ..
قلت له وهل أنت قريب الشيخ الليفي إمام الرم..؟
قال هو أحد أقاربنا..
قلت :أريد التحق بسكن الطلب من أقابل؟؟
قال :قابل الشيخ مباشرة وتدث معه فهو صاحب الل والربط!!!
منذ ذلك التاريخ أصبحت ل مع أب صال علقة طيبة ..بارك ال فيه
خرجت من عنده فسمعت صارخا يصرخ على اليكرفون ..
بسم ال ونصلي على رسول ال...
عشرة ،عشرة ،عشرة !!
39
ظننتها ماضرة !!!
ولكن حينما أنصت له عرفت أنه صوت البائع ف سوق الضار القابل للمسجد!!!...
قلت لسعود ماذا ترى؟؟
قال :دعنا لنذهب نفطر وتصلي مع الشيخ صلة الظهر ..وتقابله..
توجهنا لطراف عنيزة ف الزارع الحيطة با..
حيث تنتشر البساتي الضراء والزروعة بالنخيل على مد البصر..
جلسنا تت ظلل شجرة واخرج سعود عدة الطبخ ..
وصنعنا الشاي ..والفطار..
كانت آخر جلسة ل مع سعود ف مثل هذه الال..
قلت لسعود :أنت لديك سفر طويل ،فهيا قم وأوصلن للجامع وسوف أتدبر أمري..
وفعل توجهنا للجامع ..وأوقفن أمامه ..ودخلت أنا وسعود لصرحة السجد ..
حينما فتحنا الباب وجدنا الامع خال من الطلب ..والشيخ قد طلع من الدرس!!
وضعت متاعي ف زاوية السجد قريبا من رفوف النعال..
ث خرجت مع سعود..
أردت أن يكون وداعا سريعا!! حت ل ينفطر فؤادي وال ..حزنا وكمدا..
قبلته بي عينيه ودعوت له وانصرفت وأنا تنقن العبة..
دخلت للمسجد فتنهدت وصليت على رسول ال..
تولت بنظري ف الامع ..
لن ل يعرف الامع يظن ذلك الزء هو كل الامع..
استصغرته ف البداية ..ولكن بعد حي عرفت أن ذلك تقسيم متعمد
وهو تقسيم معهود ف النطقة كلها..
ف وسط السجد يقع مراب خشب مقوس ارتفاعه حوال نصف ذراع ..
وبوارة علبة خشبية صغية لوضع النعال!!
وفرشت سجادة من الفرش الرخيص ..
قد بليت مواضع السجود منها وموضع الركبتي!!
وألقيت بواره مهفة ليوح با المام عن نفسه من الر..
وقعت عين على مقعد على يسار الداخل للجامع ارتفاعه ذراع ويتسع لالس واحد فقط
40
ول قوائم له ،يتكئ من يلس عليه على جدار السجد..
وأمام القعد اسطوانة حدية مدهون مثبت بالرض بسامي قوية
عرضت عليه خشية طولا نصف متر تقريبا فيها فتحات صغية..
لوضع اليكرفونات عليها..
وأمام ذلك القعد قد ألصقت بالرض علمات منحنية كقوس لترتيب صفوف الطلب..
حول شيخهم...
عرفت أن ذلك هو موقع الدروس..
صليت تية السجد واتكأت على الدار ووضعت خدي على كف يدي
أفكر ف حال....
فتح الباب بشدة ودلف منه شخص كبي ف السن!! ..
وعليه مرآة عريضة وبشت ثقيل !!
حينما رآن نظر ل نظرة حادة ..فصرفت وجهي عنه خوفا من نظراته..
فلم يعرن كثي انتباه!!
كأنه يقول واحدة بواحدة!!..
وضع نعله خلف موقع المام ث خرج من السجد!!
كان ذلك الشيخ الذي دخل للمسجد وخرج هو العم عبد ال بن عمر العمري..
وهو احد أقران الشيخ ابن عثيمي ف الدراسة على شيخه ابن سعدي رحه ال..
بعد برهة وجيزة دخل ذلك الشيخ مرة أخرى ..
وتسنن ث نشر مصحفه وانكب عليه..
بقيت وحيدا أرقب باب السجد وارقب حقيبت وكرتون..
خرجت قليل من باب السجد ،و قفت على الدرج الارجي العريض ..
حيث يقابل الارج من السجد دكانان أحدها مكتوب عليه مركز إحياء التراث ..
وعلى اليسار لوحة مكتوب عليها مؤسسة الستقامة ..وكانت مغلقة!!
دخلت لحياء التراث ،وهي عبارة عن مكتب خدمات تصوير ..
41
مليء بذكرات دروس الشيخ ابن عثيمي ،وغيه من العلماء..
استأذنت البائع بالتصفح فأذن ل..
وسألته :هل هذه من تأليف الشيخ ..؟؟
قال :كل ،هذه مذكرات مفرغة من دروس الشيخ ...
خرجت من عنده ث توجهت للوضوء والستعداد للصلة..
بعد دقائق ...دخل شاب نيل بي الطلعة..
وتقدم لدولب طويل أبيض خلف الحراب ملصق بالدار..
ففتحه ث أضاء اليكرفون فأذن ..بصوت عذب وندي أعجز عن وصفه..
ل اسع ف حيات أذانا جيل مثل أذان ذلك الشاب ..
ل أدري هل ذلك بسبب حب للجامع وأهله أم أن ذلك حق يوافقن عليه آخرون..؟؟
لكن هذا رأيي الشخصي عن ذلك الصوت ول شك أن الذواق تتلف ف الكم !!..
فل تلومون إخوت !!!
اسم ذلك الشاب عبد الرحن الريس بارك ال فيه..فهو جاري ف الصف لسنوات !!
بعدها تتابع الناس ف الدخول للمسجد ولكن بوتية بطيئة!!
خلف ما رأيته ف الساجد الخرى!! ..
وغالب من جاء للمسجد هم من الشباب الستقيم اللتزم ...
تأخر المام فسألت من بواري :هل الشيخ موجود ؟؟
قال :نعم ولكنه يتأخر..
وبعد مرور حوال خس وأربعي دقيقة من الذان دخل الشيخ...
هو كما عهدته ل يتغي من شكله شيء ..
غي أنن هذه الرة أنا من قدم إليه..
تقدم من الباب ث خلع نعله وحلها بيده ث سلم على الماعة ..
وقف الؤذن وف يده ميكرفون ذو حبل طويل ما يعلق على الصدر!!..
أقام الصلة ..وكان الشيخ يست بالسواك بيده اليسرى!!
التفت للمؤذن ث تناول منه اليكرفون فعلقه الشيخ على صدره بلمسة إحترافية!!..
ث التفت للناس وأمر الميع بالستواء والتراص..
نظرات الشيخ ثاقبة وحاجباه كثيفان مليئان بالشعر البيض..
42
يثيان ف النفس الرهبة والهابة ..كأن نظرته تترق جسدك اختراقا!!..
قدم وأخر ف الصفوف كأنه قائد جيش !!
حينما اطمأن من تراص الصفوف واستكمال الول فالول كب الشيخ..
أطال الشيخ ف الركعة الول إطالة ل أعهدها!!...
وف ركوعه وسجوده وسائر الركان يطيل الشيخ تطويل بينا..
فمع كب سنه إل أن نشاطه وتاسكه يساعدانه على تمل تلك الصلة !!
ث إن أغلب من يصلي معه من الشباب النشيط..
سوى العم عبد ال العمري سالف الذكر..
ورجل آخر له شأن وأي شان...
رجل مسن رقيق السم ل تكاد أن ترى ف جسمه مزعة لم..
منحن الظهر ثيابه رثة وهيئته كهيئة مبول أو معتوه !!
ولكنه يمل ف صدره علما كالبال ..
إنه الشيخ الزاهد عبد ال الفال..
حينما رأيته ظننته شحاتا ..
ولكن سعت عنه وجالسته بعد ذلك فوجدت الرجل واسع الطلع راسخ العلم ..
غي انه زاهد ف الدنيا ومتعها حت إنه ل يتزوج قط!!..
ولعل أن تأت مناسبة للحديث عن هذا الب بشكل أوسع ..
ختم الشيخ صلته بالسلم ..
ث استغفر بصوت جهوري ..وضج السجد خلفه بالتسبيح والتهليل..
ث استدار الشيخ بفتوة ونشاط كما يستدير الفارس على صهوة فرسه!!..
واستمر ف تسبيحه وتليله..
تطيت الصفوف وجلست بوار الشيخ فألقيت بي يديه توصية صاحب..
فأشار ل الشيخ بيده اليسرى وهزها بعنف أن انتظر ..
فخجلت وشعرت برارة تلئ وجهي حياء من ذلك الوقف..
حينما استكمل الشيخ تسبيحه قال ماذا تريد..؟؟
فقدمت له الورقة..
فقال :ماذا فيها؟؟
43
قلت :توصية من فلن..
قال أعرفه وماذا تريد ؟؟
قلت أريد أن ألتحق بلقتك للدراسة لديك...
قرأ الورقة بسرعة ث أعادها وقال :..هذا ل يكفي ل بد من توصيتي ..ابث عن شخص آخر أعرفه
ليوصي بك!!!..
ث فز من ملسه وتناول نعله وقام!!!..
بقيت برهة أنظر حول واحترت..؟؟؟
هل انتهى كل شيء ؟؟
ل اطل التفكي بل عزمت أن ألق بالشيخ لكلمه مرة أخرى!!..
خرجت فلحقته فرأيت حشدا من الناس تسي مع الشيخ..
منهم السائل والستفت ومنهم صاحب الاجة ..
كنت أراقب الشهد وأنا بذو الشيخ ..
يسي الشيخ من السجد حت بيته ف كل الصلوات..
صيفا وشتاء ..دونا كلل ..
ولقد رأيت فتية نشطاء أقوياء يعجزون عن لاق الشيخ حينما يسرع الطى!!
بعد تاوز نصف السافة ..ورجوع أكثر الناس..
نظر إل وقال :ايش عندك؟
قلت له :ياشيخ لقد جئتك من مكان بعيد ول يعرفن أحد سوى فلن الذي أوصى ب..
فماذا أفعل ؟ ل سكن عندي ول أعرف أحدا هنا ف عنيزة؟؟؟
قال :هل أنت شري من حائل؟؟
أسقط ف يدي فالورقة فيها فلن الشمري؟؟
فلو قلت غي ما هو مكتوب فهذا ناية الطاف ؟؟
وإن كذبت فل حول ول قوة إل بال !!
تاسكت وقلت :نعم أنا شري؟؟
قال هل يعرفك عبد ال العبيلن رئيس مكتب الدعوة ف حائل؟
قلت :ل وال..
قال هل يعرفك فلن رئيس الحكمة؟؟
44
قلت :ل وال ياشيخ!!
قال :ماذا افعل لك تصرف!!
قلت :هل مكن أن أنزل ف السكن مع الطلب حت أجد من يزكين؟؟
أدار الشيخ وجهه نوي..
أخذن الشيخ طول وعرضا بنظره وتأملن ث قال :ل بأس أذهب لحمد البجادي !!
وقله أرسلن لك ممد للسكن مؤقتا !!
قبلت رأسه ورجعت لتاعي..
حلته ث التففت من خلف السكن القابل للمسجد..
وشاهدت جوعا من الطلبة تصعد وتنل من باب السكن..
فرأيت لوحة مكتوب عليها :مكتبة عنيزة الوطنية ..
أسسها الشيخ عبد الرحن الناصر السعدي..
وها أنذا أدخل السكن الذي لن أخرج منه سوى بعد سنوات..
45
قال :ولكن لجتك؟؟
قلت له :أنا عايش طوال حيات ف الطائف؟؟؟
انتهيت من تقيق الخ ممد الظريف ث قال تفضل استرح ف الطبخ!!!
دخلت لصالة الطعام ..وهي صالة مفروشة بزل قدي ..
كانت أشكال الطلبة متلفة ومتباينة !!
فتسمع اللهجة الجازية وكذلك لجة ند طبعا..وترى الفغان والفريقي..
جاؤا من أصقاع الرض ليثنوا ركبهم عند ذلك الب ..
يلس الطلبة حلقا على سفر الطعام..
كانت رائحة الكل تثي الشهية فانتظرت الخ ممد ليدعون أو غيه من الطلب !..
فلقد كنت خجل فأنا غريب بينهم ول اعرف أحدا منهم..
غربة ما بعدها غربة وال الستعان!!
تكرم احد الطلبة بعد أن لحن أتلمض دجاجة مشوية ل احد حولا..
قال :تفضل كل معنا يا أخي ؟؟
كدت أن أتنع!!
ولكن الوع أبصر !!..
فانقضضت على طريدت ..ول يزاحن عليها احد ..فظن شرا ول تسأل عن الب!!
حينما شبعت وغسلت يدي ..
وخلت الصالة بعد أن ذهب جلهم لغرفهم وبعضهم يقيم خارج السكن!!
بوار الطبخ ثلجة ذات بابي فيها مالذ من شراب وعصي وحلويات!! توجد
ولكن بوارها يلس رجل أفغان كأضخم رجل تراه!!
وله لية كثة وسعت الطلبة يسمونه علء الدين...
قلت له :ياعلء الدين ؟؟ هل مكن اشتري من هذه الثلجة؟؟
ظننته سيقول هذا بالجان تفضل خذ ما تريد!!
قال :ايش تشرب ؟
فطلبت البارد ..فقال :بس واحد ريال!!
دفعته طبعا ومن ذا يرؤ يزعل مثل هذا الخلوق الضخم!!
لكن هذه الضخامة والسعة ف السم تفي ف داخلها قلبا كبيا ..
46
إن علء الدين هذا رجل ل كالرجال !!
ول اعرف أحدا ف سكن الطلب قد اشتكى منه طوال إقامت ف السكن..
ويكفي ثقة شيخنا ممد به ..
دعونا من علء الدين الن ..ولنكمل قصتنا!!..
توسدت حقيبت فنمت ...
استيقظت على أذان عبد الرحن وما أجله من نداء..
ل يكن ف القيبة شيء ياف عليه فتركتها غي عابئ با يصي لا!!
صلى بنا شيخنا صلة العصر ث قرأ عليه قارئ من كتاب رياض الصالي ( أظن)
فعلق عليه الشيخ تعليقا مبسطا ميسرا..
واللحظ كثرة الصلي ف صلة العصر عن صلة الظهر ..
حينما كان الشيخ يتحدث تذكرت رجل يعمل ف هيئة المر بالعروف ف حائل
وهو من أقرباء سعود وذكر ل أنه من تلميذ الشيخ ممد القدامى..
اسه عباس العاشي( أو الشمري الشك من) ..بعد انتهاء الدرس تلق حول الشيخ حشد من الناس منهم
السائل ومنهم الستفت وصاحب الاجة ولقد رايت ما يعانيه الشيخ من صلف الناس وجفاءهم فرحه
ال وعفا عنه
لقت الشيخ وسألته...
هل تقبل توصية عباس الشمري....؟؟
قال :أنعم به وأكرم ...
كنت احتفظ برقم عباس ..
فتوجهت لكابينة الاتف واتصلت عليه..
رد علي عباس بصوت غي الذي عهدته؟؟
كلمته ف الوضوع!!..
قال :أنا مريض ولكن سوف اتصل على الشيخ وابلغه با تريد إن شاء ال..
رجعت للسكن وبثت عن ممد بن باد..
فطلبت منه غرفة بسرير مريح لكي أضع متاعي فيها!!
ضحك وقال :تعال اريك غرفتك!!
صعدنا للدور الثالث ..ففتح ل الباب ..
47
فرأيت غرفت الرية!!
غرفة صغية ملقى فيها طراحة مهترئة ولاف بال ووسادة مهترة!!
قد فرشت ببساط أقرب حاله أن أسيه أنه هالك!!!
ركز بدرانا رفوف فارغة لوضع الكتب ..فكانت أشبه بعجوز فاغرة ول أسنان لا..
قال تفضل هذه غرفتك!!..
وقال :أنا لست مشرف السكن!!
إن أردت شيء فكلم الخ ممد زين العابدين !!
قلت له :وأين أجد ممد زين العابدين هذا؟؟
قال هو مسافر وسيأت اليوم من شرورة ..و هو ينل ف غرفة ف الدور الثان ..
مع شخص اسه نافع الشمري!!
حينما سعت كلمة (شري) جد الدم ف عروقي !!
فهاأنذا أجاور شريا حقيقيا !!
ث انصرف ..وتركن ف الغرفة..
وأظنه قال ف نفسه :يالذا الحق هل يظن نفسه سينل ف غرفة خس نوم!!
جلست على طراحت البالية ..
أنظر لدران الغرفة التسخة !!
سبحان ال ..كيف يرضى الشيخ ممد بذا الال؟؟
ول أكن اعلم إل بعد حي أن غرفت تلك هي غرفة الضيافة!!
ولكن بعد فترة والشهادة ل فقد تسنت الوضاع بشكل ملفت..
وجدد السكن تديدا يليق بقام شيخنا رحه ال رحة واسعة..
وقفت على نافذة الغرفة حيث تشرف نافذت على الشارع العام..
أراقب الرائح والاي كما يقولون!!
لحت نسوة كثرا متلفعات بالسواد ..وجالسات على الرصيف ..
وبعد لظات جاء الباص فحملهن ومكتوب عليه ( مستشفى اللك سعود)
إذا ،هن مرضات!! ومتسترات بذا الستر؟؟ ..بل وسعت ان كثيا منهن غي مسلمات!!
فالسفور كما سبق نادر أو معدوم ...
تركت المرضات اللت يذكرنن بالرض والم فنلت للمسجد..
48
سألت عن الدرس ف تلك الليلة ..
فقالوا ل :الدرس الليلة ف كتاب زاد الستنقع ..
سألت أحد الطلب عن مكتبة قريبة..
فأشار لكتبة ماورة لنوب السجد مكتوب عليها مكتبة المام الذهب..
دخلت للمكتبة وطلبت من البائع أن يعطين مت الزاد..
فاشتريته ث توجهت للمسجد..
رأيت مموعة من الكتب موضوعة للحجز أمام الشيخ ..
ول تكن تلك العادة غريبة علي فقد كنت افعلها ف دروس مشائخنا ف الطائف..
تقدمت وبكل جرأة وصفاقة !!
فالتفت حول هل يران من احد !!
فأزحت كتابي عن بعضهما وفرقت بينهما ف الجالس ووضعت كتاب بينهما!!..
ولقد اخترت الصف الول بل وأمام الشيخ مباشرة!!
لقد كانت تلك الرأة والصفاقة سببا هيئه ال تعال ل لكي يفتح قلب شيخنا الكبي
لشخص مغمور ضائع مثلي...
49
وحينما سلم الشيخ انتظرت قليل ث تطيت الصفوف والرتال..
وللمسجد ضجة هائلة بالتسبيح والتكبي ..كما هي السنة..
توجهت لكان الذي حجزته ورفعت كتاب وجلست ..
قدم مموعة من الطلب ،وجلسوا حول وقال أحدهم ل..
هذا مكان فلن ..قم وابث لك عن مكان آخر!!
قلت له :وهل الكان ملك أبيه !!
هذا بيت ال والكان لن سبق!!
أعتدت على ذلك النقاش من قبل ف الطائف!!
ابتسم مدثي وأطرق يقرأ ف كتابه!!
كنت غرا ول أدرك عواقب أفعال..
استكملت الصفوف وبقي مكان الذي أنا فيه فرجة صغية !!
كان كل من حول يرقبن بنظرة إشفاق كأن عيونم تقول ل:
انتظر قليل وسترى!!!
جاء شاب آدم اللون مستوي البنية وليته خفيفة!!
وقد خرج من غرفة بوار مكان الدرس ويظهر أنه من كبار الطلبة!!
ويمل حقيبة صغية وضعها على مقعد الشيخ ث استدار وجاء نوي!!..
اقترب من ..وقال:
هذا مكان !!
قلت له :أهل بك وزحزحت الذي بواري حت حشرته !!!
وقلت له :تفضل!!
فجلس الرجل وهو غي راض!!
تأخر الشيخ حت يتسنن الراتبه ..ث تطى الصفوف ودخل حت صار أمامنا..
وعل فوق منصة الدرس الصنوعة من القطيفة الحشوة بالقطن أو ألسفنج الشن ،ل أدري!!
ث جلس وألقى عباءته خلفه ..
واتكئ على الدار ..
نظر إل فرأى وجها جديدا ل يعهده!!
فنظر لن بواري وأرخى رموش عينيه ليكز النظر ..
50
وهو يقلب ف أوراق منشورة ف حجره كأنه يتساءل من هذا؟؟
ث قال الشيخ :أليس الكان ضيق عليكم؟؟
أما أنا فلم أنطق حرفا واحدا ول أترك كأنن ل أسع وخيا فعلت!!
وأما جاري فاستوى ف جلسته وأصلح من مكانه فصار فسيحا بقدرة قادر!!
ث هز رأسه بعلمة تفيد برضاه !!
انتهى الال على هذا ولكن يظهر أن الشيخ قال ف نفسه :
ستدفع ثن جرأتك !!...فهذا الكان له ثن!! وأي ثن!!
ابتدأ الشيخ بالمد والصلة على رسول ال ..
وقال :درسنا ف الفصل الاضي ..كذا وكذا ..
ث بدأ براجعة الطلبة عما تلقوه ف الدرس السابق...
كان الطلبة حول يرفعون أيديهم لكي ييبوا ...أيهم يتار..
أما أنا فليس ل ف ذلك النقاش ناقة ول جل!!
الشيخ ممد سهل وبسيط ف كل أموره ..
ف أخلقه ف سته ،ف لباسه ،ف حديثه ،
أما حينما يتعلق المر بالسؤال والنقاش ..فليحمد ال كل من سلم من ذلك!!
يقولون إن علم الرجل يظهر من سؤال الناس له ..
حيث يسهل على كل واحد أن يضر من كتاب فيفرغه كامل بي يدي الناس!!
لكن حينما تتوارد عليه السئلة وييطه الناقشون الذكياء..
فحينها يظهر علم العال من جهله..
وهذا هو منهج الشيخ ف السؤال والنقاش ..
يعود الطلبة على قوة الجة وتمل الدال دونا خوف أو تردد..
ولذلك يتعمد حشر الطالب بأسئلة صعبة ويورد عليه الشكالت ..
فل يفلت منها إل الذكياء والنبهاء..
أما من يرى ف نفسه عدم الهلية أو يعرف من حاله انشغال فكره بصاله وولده
فخي له أن ينصرف للصفوف البعيدة وليدس رأسه خلف زاوية أو عمود!!
استمرت الناقشة والراجعة وقت ل بأس به ..
ث ابتدأ الشيخ بالدرس الديد...
51
شيخنا رحه ال فنان ف التدريس قل نظيه ..
أسلوبه يسي ل يشق على البتديء ول يتقره الطالب الجد القدي..
فكل يد حاجته وكل يرج وهو راض وفاهم ومستوعب لكلم الشيخ..
الشيخ ممد ليس صاحب كم ولكنه إمام ف الكيف!!
من المثال الشهورة :
علمن صنعة ول تقرضن مال!!
شيخنا يعلمك صنعة العلم بيث يرس الطالب على كيفية
البحث والناقشة والستدلل والتأصيل ،والدال وكيفية ترتيب الدليل والجة ..
ولذلك يستمر الطالب عند الشيخ سنوات عديدة ول يكمل كتابا واحدا عنده..
ولكنه يرج بفهم ثاقب وقدرة هائلة على الطلب والبحث والستمرار ف التحصيل..
52
لحظت رجل أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس الرآة يلس عن يي الشيخ..
و لحظت الشيخ يستأنس كثيا بالديث معه أو مناقشته ..
وكانت أسئلته وركاكة لسانه العجمي تثي ضحك الطلب ..
كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية ال لن شيخنا يسر بذلك ..
ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه ل يتكلم سوى بالفصحى الكسرة!!..
إل أن الرجل قد أتقن علوم اللة من نو وأصول وأصول تفسي ،بشكل شبه كامل..
أذكر ف درس الفرائض من مت البهانية السألة العنقودية والت ل يستطع حلها سوى
هداية ال !!
وهي مسألة شائكة ومعقده ل يقدر عليها سوى الراسخي ف الساب والفرائض..
كان هداية ال هذا يسجل دروس الشيخ ف مسجل صغي..
ث يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه ..
فل ينام حت ينسخ ذلك الشريط على دفتر خاص ث يترجه من فوره للغته الفغانية!!
و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبت حاله!!..
انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بوار الؤذن لكي أصلي مكانه..
صليت خلف شيخنا ..وبعد السلم ..تلق مموعة من الناس حول الشيخ ..
كما هي العادة ف كل صلة سوى صلة الفجر والغرب..
ث قام الشيخ وخرج من السجد لقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط ..
كنت أسي بحاذاة الشيخ واستمع لسئلة الطلبة والستفتي..
ولقد فاجأن الشيخ حينما التفت إل وقال:
يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!
كانت غي متوقعة وال ..
ث قال الشيخ ..هل نزلت ف السكن؟
قلت :نعم..
كان الطلبة يراقبون هذا الوقف وقلوب بعضهم تفق من الغية من هذا الوار
الاص!! والنموذجي!!
قال :إذا عجل بالتزكية حت نسمح لك بالبقاء !!..
قلت له :لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!
53
قال :خيا إن شاء ال ..ث عدت أدراجي للسكن..
استبشرت بذا النجاح الذي ل ارتب له شيئا بل توفيق الالق سبحانه وتعال..
دخلت لغرفت فوجدت زائرا ينتظرن!!
وجدت شخصا جالسا ف غرفت..
سلمت عليه ..فرد وقال :هل أنت تسكن ف هذه الغرفة؟؟
قلت :اليوم نزلت فيها..
قال :إذا سنكون سوية هنا ..أنا أخوك بندر الرب ..
تعارفنا ..قليل ث نزلنا للعشاء ..وهذه الرة ل أنتظر أحدا يدعون!!
حقيقة أن تنام ف غرفة صغية وضيقة مع شخص ل تعرفه شيء مزعج..لن ل يعتد عليه
خصوصا انه ل يستأذنن احد ف اختيار زميل السكن..
ولكن ل خيار ل فإما مع بندر أو الشارع!!
ولكن بندرا هذا رجل ظريف وحلو العشر ..
وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته ..
ومع انه رجل انعزال ول يب مالطة الناس ونظراته غي مببة ،لعمقها وحدتا!!!
إل أنن حينما عاشرته وخالطته تبي انه رجل طيب وفاضل..
استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيه فيصدق الشورة!!
كنت أخرج للتنه مع بندر على سيارته الوانيت ف الطعوس الحيطة بعنيزة
وما أكثرها!!
ف اليوم التال ..حضرت درس الصباح ..
والذي يستمر من الساعة الثامنة وحت العاشرة والنصف..
ويدرس فيه الشيخ خسة كتب ..
والضور ف تلك الدروس ليس بالكثرة الت كانت بالمس..
حيث أن هذه الدروس فقط ف موسم الصيف والعطل الدراسية..
كانت الدروس صعبة علي لستواها العال عن..
ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفترة التبقية من الصيف والت ل تطل كثيا..
بصوص الكان فقد تسكت بالكان الذي جلست فيه بالمس ..
وذلك لسنوات عديدة بفضل ال تعال..
54
وذلك على رغم عدم رضى جاري سامه ال!!
والذي ستكون ل معه مواقف ستصطدم كثيا من قراء هذه اللقات..
ولست اقصد من روايتها الشماتة به أو النيل منه..
فأنا لن اسيه ول احد من القراء يعرفه أو يعرفن ..
ول يلوا ذكر القصة من فائدة وحكم وطرفة !!
ومع أن تلك الواقف حصلت قبل سنوات عديدة إل أنا لن تر دون اعتبار وتحيص..
والوعد عند رب العالي سبحانه وتعال هو حسبنا ونعم الوكيل..
ف اليوم التال حصل تقريبا ما حصل بالمس غي أن الفاجأ ة كانت وعلى غي التوقع
حينما مشيت مع الشيخ ف عودته لبيته بعد الدرس الصباحي ..
نادان الشيخ وبانزعاج ظاهر وقال ل :لا ل يتصل صاحبك؟؟
قلت له :وال ل أدري ولكن ف اتصال السابق عليه قال هو مريض..
فلعله اتصل على تلفونكم فلم يبه أحد!!
قال الشيخ :هات رقم تلفونه وسوف أتصل عليه أنا!!
ل أكن ساعتها أحل رقم عباس فقلت له :سأحضره لك بعد صلة الظهر..
وبعد الصلة ناولت الشيخ ورقة عليها رقم الشيخ عباس ..
كنت قلقا للغاية ..فالشيخ ممد لن خالطه رجل حازم ..
ول أسهل عليه من أن يقول ل ارجع من حيث أتيت!!
وكون الشيخ يطلب رقم عباس ليتصل عليه من طرفه إن ذلك الفعل هو نبيل وتواضع
من شيخنا جزاه ال خيا ..ورحه وأسكنه جنات النعيم..
بعد صلة العصر وانتهاء درس العامة ..أشار ل الشيخ وكنت أمامه بوار الؤذن أن الق ب!!
لقته ومشيت بواره ولكنه ل يكلمن ف شيء!!..
انتظر الشيخ حت انتهى الناس وقضى حوائجهم وبقيت أنا وهو بفردنا نسي حت
اقتربنا من البيت وكنت منتظرا دون أن استبق منه شيء!!
ولكن يعلم ال سبحانه وتعال أنن قد خفت وظننت الظنون فربا أن أخي سعود أخب
55
عباس بشكلت ..
وبدوره أطلع عباس الشيخ على الاصل !!
قال الشيخ :خلص!!
شدهت وظننت أنه خلص سيخرجن ولكنه استأنف كلمه...
أنا كلمت عباس وهو أثن عليك خيا!!
وسكت!!
قلت ف نفسي :ما معن هذا الكلم؟؟؟
ث أكمل شيخنا وهو يضم يديه ويشي با للمام ويزم شفتيه وقال :
سنقبلك ف السكن!! بشرط أن تتهد ف الطلب..
لو كان بيدي ف تلك اللحظة أن اصرخ من الفرح لفعلت!!
أي خب سعيد هذا !! المد ل رب العالي..
ث قال الشيخ :وأنت يافلن الشمري!!!
اغتنم هذه الفرصة ،خاصة أنك ما زلت ف مقتبل عمرك ..وفقك ال..
انصرفت بعد أن قبلت رأسه ودعوت له..
ما أجل أن ترى بصيص المل بعد اليأس ..ما أجل الشعور بالستقرار
وخاصة ف كنف ورعاية رجل بوزن الشيخ ممد عليه الرحة والرضوان..
ل أطمع ول أحلم بل وال الذي ل إله سواه ول يطر ف بال أن أحصل على أي
امتيازات مادية أو معنوية من قبل الشيخ ممد ..
بل كان يكفين أن أحصل على ما حصل عليه
اللف سواي من طلبة العلم الذين ييطون بشيخنا من كل صوب كل يبحث عن
رضاه بعد رضى الالق سبحانه وتعال فهو للجميع بقام الب الان ..
ومن ذا ل يبحث عن رضى والده..أو والدته..
وكذلك يكفين ويشرفن أن أتتلمذ على يديه وأحصل على علم قل منه أو كثر..
انرطت بعون ال سبحانه ف طلب العلم والتحصيل فكان هو شغلي وهي ..
اقتنيت عددا من الكتب ورتبتها على الرفوف ف غرفت الصغية..
تعرفت على عدد من الطلب ولكن ل يكن اهتمامي منصبا على ذلك..
من الطلبة الذين عرفتهم وخالطتهم الخ نافع الشمري ..
56
وكذلك ال خالد الشمري ..ومنهم الخ ممد زين العابدين!!
هذا الخي هو مشرف السكن ..
وقد وصل من شرورة لكي يرتب سكنا له ولزوجته الت دخل با قبل أسابيع!!
وبذلك سينتقل من السكن الال والذي هو سكن للعزاب فقط ليستأجر بيتا له ولعائلته..
الخ ممد رجل عاقل وفيه حلم وأناة ولذلك كان اختياره للشراف على السكن هو اختيار موفق..
كان الخ ممد هو ملذ الطلب عند الحن بعد ال فهو الوسيط بينهم وبي الشيخ ..
ولقد كانت مهابة الشيخ ممد رغم تواضعه تنع كثيا منهم عن ماطبته مباشرة..
ولكن يكفي أن يوصل الخ ممد شكاويهم وطلباتم ليبت فيه الشيخ ..
طلبت عن طريق الخ ممد أن يوفروا ل كتبا ومراجع فوضعت قائمة كبية بالكتب..
سلمتها لحمد ..فظهرت على وجهه ابتسامة صفراء ماكرة !!
وهز رأسه وقال :هل تظن الشيخ يوافق لك على هذه الكتب؟؟
قلت له قدمها له وسنرى..
وفعل قدم ممد القائمة للشيخ بعد ظهر إحدى اليام فوضعها الشيخ ف جيبه..
بعد يوم أو ف ذلك اليوم بعد العصر نادان ممد وقال :انظر ف ورقتك!!
فوقعت عين على شخاميط بالقلم الحر وضعت على كل الكتب تقريبا وأضيف عليه
للتأكيد علمة X
ووافق على كتابي أو ثلثة وأرفق معها قيمة الكتب نقدا معلقة بالفاتورة!!
أخذتا وحدت ال تعال واشتريت الكتابي فأضفتها لكتبت الصغية..
وعلى كل فقد وفر ف السكن مكتبة علمية ل بأس با وتوي مراجع كثية للباحثي ومب القراءة ..
ومع ذلك فالكتبة شبه خالية ..
والسبب ف ذلك
أن أغلب الطلب قد يسر ال لم مكاتب على حسب تصصاتم ومشاربم ف غرفهم..
فترى الطالب الهتم بعلم الديث والتخريج أكثر كتبه ومراجعه من ذلك..
وينطبق الال كذلك على طالب الفقه والتفسي وغيها ..
أما أنا فقد كانت مكتبت صغية ولكنها نت وترعرعت حت خرجت من سكن الطلب..
وإنه ليعجز عن حلها الرجال الشداء أول القوة لكثرتا وتنوعها والمد ل!!..
57
اللقة السابعة عشر
كنت وبمد ال مدا ف الطلب وقد انشغلت بال وتفكيي تاما عن أي شيء آخر سوى العلم وطلبه
قد يلومن أحد على عدم اهتمامي بوالدي وأهلي ذلك الي ،وأنا وال أوافقهم هذا اللوم وأستحقه
ولكن ما اليلة وما الخرج؟؟
ل أكن ذا رأي وهدى إل أن ال تعال برحته ل يترك المور هكذا تسي بل بتدبي عجيب منه سبحانه
حصلت وقائع هي أصل روايتنا هذه وهي ذروة سنامها ،وسأحكيها ف وقتها كما هي ول بد من
التمهيد لا ولو طال ذلك!!
حت تتضح الصورة وتنكشف الوراق دون النيل من أحد بعينه فليس هذا مقصدي وال فلموت ودفن
مع سري عاجل أو آجل أهون على نفسي من كشف ذلك أو البوح به فال سبحانه يعلم أنن أردت
الفائدة ل ولن سيقرأ هذه الرواية من أهلي وأصحاب الذين رغبوا ف معرفة القيقة ،ول اشك إن شاء
ال أن كثيا من وقع ف نفوسهم شيء علي حينها حينما يطلعوا على ما سأخطه هنا أنه لو كان لديهم
إنصاف( وهو عزيز ) فل بد أن يزيل كثيا من اللبس واللط غي القصود..
كذلك ينبغي العلم أنن حينما أحكي ما يفهم منه الثناء على شخصي ل اقصد وال ذلك بل إنن أروي
ما حدث وما مضى عليه حوال المسة عشر سنة خلت ويعلمها كثي من الطلبة ويشهدون عليها ،
ولست ادعي أنن أكثر الطلبة أو اقلهم تصيل وعلما ولكن هذه هي القيقة وهذه الصورة كما
وقعت ،ل يأتّين أحد غدا يقول ل أنت تجد شخصك ؟؟
ل والذي بيده علم الساعة ما هذا قصدي بل غايت من كل ذلك أن أكشف أمرا طالا رغبت ف كشفه
وفضيلة آن الوان لبيانا وبال التوفيق..
لنرجع لروايتنا ...
كما ذكرت توجهت للعلم بكل جوارحي وحصلت خيا عظيما ،والي هنا ل يقاس بالكثرة كما قد
يتبادر لذهن البعض ،العلم أيها الخوة والخوات لن ذاق طعمه حقيقة هو التأصيل البن على منهج
سديد تت مظلة عال راسخ العلم..
شيخنا كما سبق بيانه ربانا على الكيف ل على الكم..
إن كثيا من علماء وطلبة العلم من زماننا بشكل مباشر أو غي مباشر قد تتلمذوا عليه.
ولو تأملت حال كثي من نباء زماننا لرأيت من أول قوائم العلماء الذين تتلمذوا عليهم هو الشيخ ابن
عثيمي رحه ال..سواء مباشرة أم عن طريق الشريط والكتاب..
58
حدثن أحد طلبة العلم ف الردن أن مموعة من طلبة العلم هناك يستمعون لشرطة دروس الشيخ على
ميكرفون الامع فيتحلق عليه الطلبة ويغص السجد منهم كأنم بي يديه ويستمعون ويدونون ما يقوله
الشيخ من علم وافر !!..كل ذلك من شريط!!
كان الشيخ يكلف الطلبة بالبحوث فكنت من الكثرين من ذلك بمد ال ..
كنت أحيانا أجلس أبث من بعد صلة الفجر فل ارفع رأسي عن الكتاب حت يؤذن الظهر وأنا ل
أشعر..
كان تريج الديث الواحد على حسب التأصيل العلمي العروف يستغرق أحيانا ثلثي ساعة متواصلة
بدون نوم !!
كل ذلك من قليل مقارنة بفطاحل الطلبة وجهابذته الذين حصلوا خيا عظيما لدى شيخنا وليس هذا
بستغرب أو مستكثر على تلميذه صغروا أم كبوا ..
ولو شئت لدثتكم عن عجائب ل يكاد يصدقها الرء عن مواقف احتفظ فيها عنهم بارك ال فيهم ونفع
بم..
لكن حصل موقف عجيب وغريب سبب تول بل عمق العلقة بين وبي الشيخ من حيث ل أشعر !!!
طلب منا الشيخ أي من جيع طلبته ،أن يقوموا ببحث حول الفوائد أو الكم من جواز أن يباح لرسول
ال صلى ال عليه وسلم أن يتزوج أكثر من أربع نساء...
وكان التكليف بذلك البحث ف دروس الساء ...ول ادري هل كان ف التفسي أم ف درس البخاري
نسيت وال!!
رجعت تلك الليلة وكنت حينها ف غرفة الخ نافع الشمري ...
حيث أن مراجعه وكتبه كثية...
قرأت ف بعض الراجع مباحث حول هذا الوضوع ولكنها ل ترو الغليل!!
قرأت ف أبواب النكاح من كتب الفقه والديث فبالكاد استطعت استخراج فوائد مدودة
العدد....دونتها ف دفتر عندي ث خرجت للبلكون القابل لنارة السجد ف الهة النوبية من سكن
الطلب وأضأت النور ث جلست أتفكر ف السألة ..وكلما طرأت ل حكمة أو فائدة سارعت
بتدوينها ورصدها ث قمت بإضافتها للمبحث..
مر علي الخ نافع وممد زين العابدين وطلبا من النوم..
قلت سأفعل و سوف أصعد لغرفت للنوم بعد أن أني كتابة بثي..
وما زلت أدون واكتب وأتفكر حت أذن علي الصبح ول أن دقيقة واحدة بل ل اشعر بالرغبة ف النوم
59
أصل ..ولقد جعت ف تلك الليلة ما مموعه أربعون فائدة!!
حلت ذلك الدفتر ونزلت به لصلة الفجر ..وبعد الصلة لقت الشيخ وسلمته ذلك البحث..ول أذكر
له مراجعي أو ما عانيته من كتابة هذا البحث ..أو أي شيء فقط سلمته ورجعت لغرفت فاستسلمت
لنوم عميق ول احضر درس الصباح!!
ل أكن أقدر ما هي نتائج هذا العمل ..بل كل ما كنت أتوقعه أن يصل البحث على تقدير معنوي
وتوجيه ونقد لا فيه ما سيصقل موهبة البحث عندي وهذا يكفين فخرا..
ذهبت لصلة الظهر كما هي العادة وبعد الصلة رافقت الشيخ وصحبته لستفيد أي فائدة خلل
مسيه..
ولكن حدث مرة أخرى مال يكن ف السبان ...
طلب الشيخ من الطلب العودة للسكن وصرف الناس ث أمسك الشيخ بيدي..
وقال :من أين دونت هذا البحث؟؟ وماهي مراجعك؟؟
قلت له وأنا مذهول وخائف كأنن أشعر بارتكاب خطأ أو مصيبة:
قرأت بعض الباحث البسيطة حول الوضوع ولكن غالب ما دونته استنتجته واستخرجته بنفسي!!
قال :هل أنت متأكد ؟؟
قلت :أي وال هذا ما حصل!!..
ل أشك لظة أن الشيخ ارتاب من كلمي ول يأخذه ممل الد..
ولكنه ل يرد أن يشعرن بشيء أو يظهر انبهاره ما كتبته رغم حداثة سن وقرب الفترة الت قضيتها
لديه..
اتصل الشيخ بغي علمي على الخ ممد زين العابدين وسأله عن؟؟
نادان الخ ممد وحقق معي تقيقا غي مباشر !!..
سألته ما القصة؟؟
قال :بثك الذي كتبته هذا يقول الشيخ انه فوق مستواك وأنه كلم عميق ونو هذا الكلم !!..يقول
ممد :ولقد أخبت الشيخ انك ل تنم تلك الليلة حت صلة الصبح ..
ف درس الساء وبعد أذان العشاء وانتهاء الدرس الول..
أخرج الشيخ ذلك الدفتر وطلب من أحد طلبه الكبار أن يقرأه عليه علنا لكي ينقح البحث ..ويكم
عليه من قبل الميع ..ول يب الشيخ الطلب أو القارئ أنه بثي..
وكنت جالسا بوار ذلك القارئ ..
60
أذكر ذلك الوقف والقارئ هو الشيخ خالد الزين وهو احد أقدم وأقدر الطلب علما وتصيل ..وكان
ذو جرأة على الشيخ ف إبداء رأيه والشيخ يترمه ويترم رأيه...
كان خطي (وما يزال) سيئا للغاية ويصعب علي قراءته أنا فما بالك بغيي!!..
كان الخ يقرأ ويتوقف بسبب عدم وضوح كلمات وخربشات ل يفهمها غيي!!..
فكنت اقرب نظري له وأصحح العبارات وأساعده ف تجيها !!
نظر إل القارئ بتعجب فقال :هل أنت من كتب هذا البحث ؟ كأنه يقول اصمت فهذا ل يعنيك !!
سكت ول أجب ..ول أذكر هل أخبهم الشيخ بأنن أنا كتبت ذلك البحث ف ذلك الدرس أم
لحقا!! ولكنهم ف النهاية علموا!!
أخذ الشيخ ف التعليق على كل فائدة ويصحح العبارات ويقومها ويذف الكرر حت بلغ مموع الفروق
البينة بل تكرار ول تناقض خسة وعشرون فائدة!!..
ل أستطع تذكر ما حصل ف ذلك الدرس ولكن الذي أعرفه أن شيخنا رحه ال كلما أراد أن يثن علي
أمام احد يقول :فلن الشمري !! كتب بثا متازا ويذكره بذاته من مناقب!!
حينما أطلع على ذلك البحث (وهو عندي) الن ل أشك أن مستواه العلمي بالنظر الثاقبة هو متواضع
ف ترتيبه وأسلوبه غي أنك حينما تنظر إليه من ناحية عدد الفوائد وصحتها بصرف النظر عن السلوب
وما فيه من خلل والكم عليه كمنهجية دقيقة من هذه الناحية ل شك أن ذلك يعتب وف سن ذلك
إنازا ..
انظروا للطفل الصغي حينما ترونه يفعل شيئا ميزا كأن يلفظ عبارة جديدة لول مرة أو يقوم بركة ل
يعتد الوالدان على رؤيتها سوف يرون ذلك منه شيئا عجيبا ..وذلك بالنظر لستواه العقلي والسن ونو
ذلك من مقاييس ..
أما لو حدث من غيه من يكبه بعدة سنوات مثل فهو غي مستغرب بتاتا والفكرة واضحة إن شاء
ال..
ل يهم الن بالنسبة لك أخي الكري أخت الكرية الكم على ما فعلته هل هو إناز أم غي إناز الهم
لكم الن هو معرفة ما حصل بعد ذلك من طوام ودواهي سأحكيها ف اللقات القادمة بإذن ال تعال
يتبع إن شاء ال..
61
من خلل جلوسي الدائم أمام الشيخ وبوار قدماء الطلبة
ل بد أن يؤدي ذلك برغبة أو بغي رغبة إل نشوء علقة ما!!
لن أتوسع ف هذا المر وهو غي مهم أبدا لكم غي أن هناك حالة ل بد من ذكرها..
ف حلقة مضت ذكرت ذلك الشاب الذي خرج من غرفة ماورة لوقع الدرس..
كان ذلك الشاب من كبار طلبة الشيخ وأفقههم بل ومن أقرب الناس لشيخنا..
ل ينافسه على ذلك أحد ،ول يكن يفى علي ول على سواي ذلك ..
بل أن للقرابة العائلية بينه وبي الشيخ زادت المر رسوخا وبيانا..
تعرفت على الرجل وكانت علقتنا ل بأس با ..
كنت أتصافح معه قبل الدروس ويزداد التعارف بيننا يوما فيوما!!
ذكرت ف اللقة الاضية أن الشيخ أعجب ببحثي الذي كتبته..
ورأى أن ذلك علمة نبوغ من على صغر سن ولكنه حت ذلك الي ل يبد الشيخ
نوي شيئا..
وذات مرة تغيبت ف سفرة لدينة حائل لزيارة الخ سعود وغبت ثلثة أيام..
ل يفتقدن أحد كما كنت أظن ول أكن أعلم قواني السكن حينها وضرورة أخذ الذن
من الشرف...
ولقد اشتقت لرؤية سعود بعد أن انقطعت عنه حوال الشهر وزيادة فرغبت بلقائه..
زرته ف حائل ومنها نزلت للرياض بالطائرة ث للشرقية ث عدت منها للقصيم..
كانت رحلة استجمام وترويح بعد عناء وانشغال بالطلب ..
حينما عدت لعنيزة كانت المور على مايرام فيما أظن !!
أذكر أنن بعد صلة عشاء ذلك اليوم وقد وصلت للجامع قبل الصلة بقليل..
رافقت الشد الذي يسي مع الشيخ لبيته ..
ول يكن ذلك الشد كبيا ..
بعد انتهاء الناس تقدمت للشيخ فقبلت رأسه ..
قال ل :أين كنت ؟؟ ل حظت أنك تغيبت عن الدروس عدة أيام!!
لقد كانت لفتة أبوية وحانية افتقدها وال ف تلك اليام..
ما أجل أن يشعرك أحد بالهتمام بك والطمئنان عليك خاصة لو كنت ف ضائقة وكربه..
62
أما أن تأت تلك اللفتة من شيخنا فوا ل إن ذلك لشرف ل وأي شرف ..
قلت له :لقد سافرت لائل لزيارة أقربائي !!..
قال ل :ووالديك ؟
شدهت وارتفع حاجباي وعجزت عن الجابة ولكن تداركت المر سريعا وقلت:
طبعا والداي نعم!!
دار بيننا الوار التال:
أين يعمل والدك ؟
قلت له :والدي رجل أعمال!!
ث استأنفت كلمي ..بدون حساب للعواقب ..
ولكن والدي بين وبينه خلف !!
قال :كيف؟
قلت :ل يب والدي أن اطلب العلم بل يريدن أن اهتم بدراست النظامية فقط!!..
وأخذت ف فبكة كلم على الوالد ما ل يصلح الديث عنه هنا وال يعفو عن فيما
قلت!!
قال ل :وأين يقيم والدك ؟
قلت له :ف الطائف !!
قال :ال تقل انك ذهبت لرؤية والديك ف حائل؟؟
سكت ول اجبه فعرف الشيخ أن ف المر شيئا ولكنه ل يبال حينها!!
ختم حواره بذه الملة :ل أسح لك مرة أخرى بالسفر حت تأخذ أذنا من فأنا ف مقام والدك !!
ما أجل وقع تلك الكلمات على نفسي هي وال ف نفسي ذلك اليوم ..
كماء بارد شربته بعد عطش شديد ف صحراء قاحلة وساخنة..
لقد بثت تلك الكلمات ف نفسي روحا جديدة وهة ل يقاومها أي كساد أو تلف ..
رحة ال عليه واسكنه فسيح جناته وجعل ذلك ف ميزان حسناته..
رجعت لغرفت فحكيت لبندر ما حصل بين وبي الشيخ من حوار..
ل يصدق بندر أن يكون هذا التصرف من الشيخ بذا الشكل !!
فمن أنت حت تصل على هذه اليزة وهذا الهتمام؟؟
..ولكن وال هذا ما حصل..
63
أخذت قلمي وفتحت دفتري وأردت أن اعب عن سعادت باطرة أو شعر أو أي شيء!!
كتبت رسالة للشيخ ..قلت له فيها ..
أشكرك من أعماق قل ب فوا ل ل قد كا نت عبار تك تلك كالاء الذي يروي نب تة أوش كت على الذبول
والفناء..
كا نت عبارات ا ركي كة ومعاني ها عمي قة سطرتا بعبارات امتز جت بالشقاء والعذاب والوف والضياع
واليأس ..وسلمتها للشيخ بعد صلة الفجر ..
لقد وقعت تلك الكلمات ف نفس شيخنا موقعا عظيما فدعان بعد درس الساء للسي معه..
قال ل :لقد تأثرت بكلمك وأرجو منك أن تثق ف وتعلن ف مقام أبيك ..
وأريد منك أن تستمر ف الطلب والتحصيل وأرجو من ال تعال أن ينفع بك السلم والسلمي...
أكدت له مرة أخرى عن مشاكلي مع والدي وأنه ل يريدن أن اطلب العلم ..
كنت أريد أن افتح موضوعي كله مع الشيخ وليتن فعلت!!
ولكنن جبنت واستحييت أن احكي للشيخ كل شيء ..خوفا من عواقب كلمي!!
لقد كانت فرصة سانة ولكن ال تعال كان يريد ل شيئا آخر !!..
ذات ليلة دعا مشرف السكن الخ ممد زين العابدين الطلب للجتماع مع الشيخ بعد صلة العشاء ف
سطوح السكن ...
أجتمع طلب السكن وجاء الشيخ وجلس على مقعد قدي ل يكاد يستوي عليه لتهالكه!!
استمع الشيخ لشاكل الطلب وما يعانونه من صعوبات مادية نو غلء الكتب..
وأشرطة التسجيل ،وتدثوا مع الشيخ حول ترميم السكن ورفع قيمة الكافآت وتوسيع الكتبة وزيادة
الراجع ونو ذلك غي انه حصل ف تلك اللسة موقف أحرجن للغاية!!
كتبت سؤال للشيخ باسي وبلقب الزيف !!
قال الشيخ :أنت مرة تقول انك كذا ومرة تقول إنك شري وش الصحيح؟؟
وقعت ف حرج شديد ول استطع التعليق ولكن شيخنا تاوز ذلك وغي الوضوع!!
كيف عرف الشيخ بلقب القيقي؟؟
من نظام السكن ل بد أن يكون لك ملف لدى الشرف ومن متطلبات فتح اللف ..
إحضار صورة الوية !!
وضعت صورة الوية ف ملفي وسلمتها مع السية الذاتية للمشرف..
نظر ف وجهي الشرف وقال ل :مكتوب هنا أنت من القبيلة الفلنية؟؟
64
وأنت شري ؟؟
كنت قد زورت ف نفسي كلما لبرر هذا الال فقلته فقبله ف الظاهر غي انه نقله
للشيخ بالتأكيد!!
لقد كنت بليدا فلو أنن قلت القيقة وشرحتها لكان خيا من الزي الذي كنت فيه..
ولنجوت من الفضيحة الت سأقدم عليها!!
كان الشيخ ف ذلك اللقاء يرسخ ف أذهان طلبته انه فعل والد للجميع ..
فكل الطلبة بل استثناء هم فقراء ومعوزون وفيهم السعودي وغي السعودي..
ولكنهم ف نظر شيخنا سواء جزاه ال عنا خي الزاء..
ف ذلك اللقاء سأل أحد الطلبة الشيخ عن حضور دروس الشيخ سلمان العودة ف بريدة!!
قال الشيخ :سلمان هو احد العلماء لكنن أنصحكم بالتقيد بضور دروس عال واحد
فإذا شعرت أنكم اكتفيتم ما لديه فل بأس بالنتقال لعال آخر ..
رجعت برفقة الشيخ لبيته وحينما اقتربنا من البيت بقيت معه أنا والخ ممد زين العابدين ..
أطال الخ ممد الديث مع الشيخ حت تعب !!
ث ابتعد قليل واقتربت أنا من الشيخ فجلس على درج ملحق بيته وبقيت واقفا!!
فأردت أن أجلس مقابله على الرض لكمل أسئلت ..فقال ل الشيخ..
أجلس بواري ؟؟
جلست بواره فأكملت أسئلت ث انصرفت ...
65
قاموس أو سرقة نص!!
مالذي يكتبه مطوع ف هذا الزمان ؟؟
تساؤلت هل هي مشروعة؟؟
هذه للسف صورة سيئة كادت أن ترسخ ف رؤوس الهال من العوام على كل من سيماه
الي والستقامة ...قاتل ال العلم الفاسد والسياسة اللعونة!!!
دعونا نرجع لروايتنا ..
لقد كان لحتكاكي بل وماولة الستفادة القصوى من علم الشيخ سبب ذلك شيئا من
الودة والقرب منه!!
العال إخوت الكرام يب الجد ومن يسن الصغاء والستماع إليه ..
ل أكن أسعى لذلك أو أريده فلذلك ضريبة ليست بالينة !! ..لن يفهم ما أعنيه!!
ولكن العلقة زادت وتطورت من مرد طالب متهد إل طالب ميز ومبوب نوعا
ما!!
ويعلم ال سبحانه وتعال أنن كنت ساذجا بيث أنن ل اشعر بذلك ول أميز ..
أول موقف أذكر ه ف ميلت الن أنن ف ذات ليلة وبعد درس الساء ..
كنت برفقة الشيخ كالعادة حت وصل البيت ..وكان الخ ممد زين العابدين
مشرف السكن يتعمد أن يلحق الشيخ بسيارته حت النل ليعرض عليه ما لديه
ما استجد من نواقص أو معاملت أو طلب مال للسكن أو نو ذلك ..
كان من عادة الشيخ أن يرجع الطلب حينما يصل لبيته أو قريبا منه ..
أما أنا فبقيت أتناقش معه ف بعض السائل العلمية حت وصل لباب البيت..
فتح الشيخ باب منله وكان مظلما من الارج ول تسمع فيه حركة أو لة ..
قال الشيخ لحمد وكان قريبا من :تعش معي أنت وفلن( يقصدن أنا)!!..
العائلة ليست موجودة وأنا لوحدي ف البيت!!
تبادلت أنا وممد النظرات استغرابا من هذا العرض الغري!!
قبلت أنا وممد تلك الدعوة بكل سرور وبل تردد!!
قال لنا :انتظرا حت افتح لكم باب اللحق..
وهو عبارة عن غرفة مستقلة بطرف النل ف شاله الغرب..
66
فتح الشيخ باب اللحق فدلفنا للبيت ..
نزع الشيخ عباءته وعلقها على يده ث قال :سأتسنن وأحضر لكما العشاء !!
ث خرج من الباب الفاصل بي اللحق والبيت والذي يدخل مباشرة للفناء ..
ف ذلك اللحق كعادة البيوت ف ند ،حيث يزج بي الطراز القدي و ثوب
الداثة!!..
تتوي الغرفة ف صدرها على مشب للنار خلفه مزن مكشوف للحطب ..
وعلى يساره بنيت رفوف رصت عليها دلل القهوة العربية وأباريق الشاي..
وتته توجد مغسلة لغسل الفناجيل وإعداد القهوة والشاي للضيوف..
الغرفة مفروشة بفرش جيل لونه ازرق ..
سألت الخ ممد ..لقد كنت أظن قبل حضوري لعنيزة أن الشيخ يقيم ف بيت طين؟؟
قال :لقد انتقل الشيخ لذا النل عام 1409ول يكن راغبا ترك بيته الطين!!
ولكن أبناءه أصروا عليه أن يبن بيتا حديثا ففعل..
قلت :وأين يقع ذلك البيت ..؟؟
قال :سأريك إياه بعد أن ننتهي من العشاء ..
بعد قليل ..فتح الباب الفاصل ..فبزت صينية كبية قد أحاط الشيخ عليها بذراعيه
وتوشك أن تقع ..فقمت فحملتها من يده ..وقلت له :هل ترغب أن أساعدك؟
قال ل :تعال !!...
لقته حافيا فدخل من باب كبي فانتظرته ظنا أنه سيقدم هو الطعام فأحله للملحق ..
فخرج علي الشيخ وقال :ل يوجد أحد تعال ادخل..
دخلت البيت وكان نور الصالة خافتا ..حت وصلنا الطبخ على يي الداخل ..انشغلت
بالنظر والفضول ..
فأشار الشيخ ل أن تعال واحل الطعام!!
حلت الافظات والصوان الصغية فوضعتها على سفرة الطعام..
كانت تلك أول مرة آكل فيها من طعام بيت الشيخ ..
كان الطعام خفيفا وسهل الضم ولو شئت لذكرته!!
بعدها ساعدت الشيخ ف حل الواعي والسفرة ..
سألت الشيخ ونن بفردنا ف الطبخ :أين تقع مكتبتكم؟
67
أمسك بيدي وقادن للجهة الشرقية من النل ومررنا بسيب ضيق
ويقع عن يينه علقات وضع عليها عباءات الشيخ وعن اليسار درج يقود للقبو.
أخرج الشيخ من جيبه الذي على صدره شبكا علقت عليه مفاتيح كثية..
ث أدخل أحد الفاتيح ف الباب الغلق الذي أمامنا ..
فدلف للغرفة وأضاء الصباح ..
أي حظ هذا وأي شرف ل أن أدخل بيت شيخنا بل وأدخل مكتبته ..
لقد مر على قدومي لعنيزة منذ ذلك التاريخ وحت تلك الليلة حوال الشهرين وزيادة..
سأصف مكتبة الشيخ من الداخل ف اللقة القادمة إن شاء ال ..
اللقة العشرون..
68
فوجدنا رسائل من البلد العربية ومن أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا ومن كل بلد الدنيا ..
ورسائل فيها شيكات تبعات ورسائل فيها طلب مؤلفات واستفتاءات..
ورسائل من مراكز إسلمية ..
سعت الشيخ يقول مرة :أكثر الرسائل الت تأتين هي من الزائر !!..
ولذلك ل عجب إذا رأيت كثيا من الطلبة الزائريي ف حلقة الشيخ..
رأيت رسائل من علماء مشهورين يستشيون الشيخ ف بعض السائل والنوازل .
ومنهم وبكثرة الشيخ العلمة بكر أبو زيد ..ومن رأيته كثيا يرص على الستفادة
من علم الشيخ سواء بالستفتاء أو بسماع دروسه على أشرطة الكاسيت ساحة الشيخ
عبد العزيز آل الشيخ مفت الملكة الال..
وليست مكتبة الشيخ هي ما رأيته تلك الليلة فقط ..
بل إن لديه ف القبو مكتبة أخرى تتوي على الراجع الت تقل مراجعتها ..
و يوجد با عدد من الخطوطات ..
ومنها مطوطة تفسي الشيخ عبد الرحن الناصر السعدي العال الشهور ..
السمى بتفسي الكري النان ...
وهذا التفسي قد كتبه الشيخ بط ل يكاد يقرأ على دفتر الستاذ
والذي يسمى دفتر حسابات (مسك الدفاتر)!!
يلس الشيخ ف اغلب أوقاته بالكتبة وغالبا ل يقيل إل فيها ..
وله ف زاويتاها الشمالية فراش صغي وبطانية قدية يتوسدها ويقيل هناك حت أذان
العصر..
ف تلك الليلة عدت أنا والخ ممد وف الطريق مررنا بنل الشيخ القدي..
وسأتكلم إن شاء ال عن هذا النل لحقا حينما أحكي عن زيارة المي
مدوح بن عبد العزيز لعنيزة..
أرجو أن ل يكون اللل قد دخلكم بتفاصيل قد ل يريدها البعض..
ولكن أرجو أن يأت زمان يأت فيه من يتاج لثل هذه العلومات..
نرجع لاري ف درس الشيخ ..
كان ذلك الطالب الجد يظهر ل الحترام والتقدير ..
كنت أرى ذلك (عن حسن نية ) نبل منه وطيبة ..
69
فكسبن ذلك الشخص وصرت أخرج معه أحيانا بعد الدرس لبيته أو
للمكتبة ونو ذلك ..
أذكر مرة أن الشيخ قال ل :انتبه يافلن من الناس ل تدثهم بأمورك الاصة ..
ترى الطلبة يسدون بعض !! ونقل ل أثرا عن ابن عباس أنه قال :يتحاسد طلبة
العلم ف آخر الزمان كما تتحاسد التيوس ف زروبا!! ..ونو ذلك الكلم..
71
هل أنا ف حلم ؟؟ أم ف علم ؟؟
أن أكون الن معك ف بيتك مع الشيخ ابن عثيمي؟؟
ابتسم ودعا ل وقال :ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء ...
التقيت بصاحب ..وجاري ..بعد ذلك فحدثته با كان ...
وكان السفر بعد يومي ...
كان ذلك بثابة حراب أغرسها ف قلبه دون أن أشعر أو أقصد ذلك وال..
دهشت ورب من حرصه على تثبيطي وتذكيي بالعواقب ..
ولكن حت تلك الساعة ل ينكشف ل ما يدبره ...
شجعن بندر على الذهاب ...وقال ل تتردد ..
ذات يوم بعد صلة العصر ألتفت إل شاب أعرفه جيدا وهو من أصحاب جاري ذاك!!
وسألن أسئلة مباشرة فيها وقاحة وصلف ...
قال :ايش اسك؟؟
قلت فلن ..
قال :قلي اسك كامل ..؟؟
قلت :فلن بن فلن ..ذكرت اسم الب فقط!!..
قال :وما لقب العائلة؟؟
عرفت خللا أنه مرسل لتخويفي من شيء ما!!
ول أحب هذا الشخص مطلقا ،فهو رجل سيء اللق حقود ..
بعد يومي استعديت للسفر وحزمت حقيبت ..
وطلبت من جاري ذاك أن يوصلن هو إل بيت الشيخ ...؟؟؟
بل واقترضت منه مبلغا من الال لصاريفي!!
كنت كمن يطلب الاء من بياع الزيت!!
ولقد جاء فعل ف اليوم التال ،ل ليوصلن بل ليعطين رسالة واضحة مفادها ..
لقد حذرتك وأنذرتك ولكنك ل تسمع كلمي وسوف تندم!!..
لقد كانت نظراته والت أتيلها الن أمام عين تقذف بالشرر الستطي !!
ث انطلق بسيارته مغضبا بعد أن رد باب سيارته ف وجهي !!
ل اقدر الو قف حق قدره ..ول أ كن أح سب المور ب ثل ح ساباته ول ت كن ل معر فة بطبائع الب شر
72
اليوانية نعوذ بال من ذلك..
أطلقت جرس باب منل الشيخ فخرج أحد أبناء الشيخ ..
وهو يمل حقيبتي ووضعها ف مؤخرة السيارة..
وكانت تظهر على وجهه علمات الغضب وعدم الترحيب ب !!
ول يسلم علي أو يبن أين الشيخ أو ماذا سنفعل !!
أي حال أنا فيه !!
انتظرت ف الارج حوال النصف ساعة حت خرج الشيخ فقال :
أين كنت ؟؟
أنا أنتظرك؟؟؟
ل أخبه با حصل ..بل سكت وصافحت أبناءه الخرين ..
يقولون العيون شواهد تكشف ما ف القلوب ..
منذ أول مرة رأيت فيه أبناء الشيخ عرفت أنن لديهم غي مرضي عن بل أنا مغضوب علي..
وإنن أقسم وأجزم أن ذلك كله من فعل صاحب الذي ظننته صديقا ل!!
فهو أحد أقربائهم والرجل منذ سنوات عديدة قريب منهم ومن الشيخ ..وقد كسب ثقتهم فل شك أنه
ذو مصداقية ف خبه عن !!
ولقد حاولت مرارا وتكرارا أن اثبت لم أنن شخص متلف عما صوره الرجل عن ولكن بدون فائدة
..فالناس للسف حكمهم ف الغالب يترسخ ويتجذر منذ الصدمة الول!!
خاصة أن الوقائع الت حصلت قد زادت المر تعقيدا ..والمد ل..
ولكن ال سبحانه وتعال عوضن كثيا بشيخنا وليغضب كل الناس عن!!
إذا كان حبك ل صادق فكل الذي فوق التراب تراب..
توجهنا للمطار برفقة سائق الشيخ..
وهي سيارة كابر يس موديل تسعة وسبعي!!
لونا بن مطط بلون البيج !!
يقول السائق ل :أنا أسوق الشيخ منذ خسة عشر عاما بذه السيارة..
ولقد باءت كل ماولت وماولت إدارة جامعة المام لتغيي السيارة ..
حيث أن الشيخ يراها سيارة متازة ول يهم شكلها أو موديلها الهم أن توصله
73
اللقة الثانية والعشرون
كان النقاش حول قضية كنر والهاد فيه شيء من الدة ..خاصة من طرف الشائخ ..
أما الدكتور سعيد الزعي فلم يتكلم بكلمة واحدة ...طوال النقاش..
حينما بلغ النقاش حدا تبعثرت فيه الوراق وتشوشت فيه الفكار قال الشيخ:
سبحان ال ؟؟
هذا هو رأيي الذي أدين ال به وأنتم قولوا رأيكم ،وليتبع الناس ما يرونه حق
أما أنا فلن أرسل لشخص فلسا واحدا وأعرف أنه سيستعي به ف إيذاء أخيه
فما بالك بقتاله أو بقتله !!
ولقد رأيت وجه الشيخ ممرا من الغضب والتوتر..
حينها قال الشيخ سعيد بن زعي:
ياشيخنا وال نن نبك ونقدرك ونرى أن رأيك ل تبتغي به غي وجه ال لكن الخوان
رغبوا ف النقاش والوار حت تتضح لكم الصورة ،فهذا جهاد قد أنفقت عليه مبالغ
طائلة وأرواح كثية ودعم من هذا البلد وأهله طوال سنوات طويلة فهمنا الكب أن ل
تشوه صورته الناصعة ..
ث قام الدكتور سعيد وقبل رأس الشيخ واعتذر منه وانفض الجلس.
بعد ذلك توجهنا لكتب الدكتور عبد ال التركي ومنه خرجنا لصلة الظهر
ف الامع الكبي .....
كنت برفقة الشيخ وكذلك كان معنا الدكتور عبد ال التركي ...
حينما رأى الشيخ المع الائل من طلبة الامعة والذين غص بم كل السجد..
فل ترى فيه موطئ قدم من كثرتم..
قال الشيخ :ياأخ عبد ال كم يتسع هذا الامع..؟؟
قال :حوال الثلثي ألفا ...
77
ث قال الشيخ :ال الستعان كم سيخرج لنا عالا من هؤلء !!!
بعد الصلة ألقى الشيخ كلمة قصية ف الصلي يثهم فيها على الرص على العلم
واستغلل الوقات ونو ذلك ...
ث خرجنا بالكاد من الامع بسبب تكاثر السلمي على الشيخ ..
توجه الشيخ برفقة الدكتور عبد ال التركي ف سيارته الفارهة ..
ول أكن أعرف وجهتنا فقد كان كل شيء مرتبا مسبقا !!
قالوا ل :أركب ف هذه السيارة وأشاروا لسيارة فيها شاب أدم .عليه مرايات ..
وف الطريق تعارفنا وعرفت مقصدنا ..
كان ذلك الشاب هو ابن الدكتور سعيد بن زعي ونن متجهون للغداء ف منلم..
وصلنا لنلم فكان ف استقبالنا جع كبي من الناس ..
ل اعرف منهم سوى من ذكرت بالضافة لشيخ كبي ضعيف البنية ..
سألت عنه :فقيل ل :هذا الشيخ عبد ال بن جبين ..حفظه ال ورعاه ..
حينما ترى ذانك الشيخان الليلن سويا تزداد تلك اللسة رونقا وبائا..
كان الشيخ عبد ال وشيخنا يتبادلن الديث وإجابة الناس حول ما يسألن عنه
بكل أدب وسو يليق بما ..
ل حظت شيخنا مرارا يهمس ف أذن الشيخ عبد ال بكلم فيضحك الشيخ منه!!
بعد ذلك رافقنا شخصا ل اعرفه حينها ..
جسمه وطوله وبنيته اقرب ما يكون من شيخنا ..؟؟؟
سأل الشيخ :ما عرفتنا على الخ ؟
فقال :هذا فلن أحد تلميذنا ،ولقد قال ل :إنه يرغب ف صحبت ليستفيد من علمي
ويدمن كما خدم ابن مسعود رسول ال صلى ال عليه وسلم..
شعرت بالجل ،وتسمرت ف مقعدي ول أتكلم ..
وصلنا لنل الرجل ف حي النسيم بشرق الرياض..
بوار جامع الدى القريب من مدرسة سلح الدود..
ونن ننل أغراضنا سألت الشيخ :من هذا الرجل؟؟
فقال :هذا أخي عبد الرحن!!!
الستاذ عبد الرحن رجل فاضل جدا وخلقه وطيبته وساحة نفسه يشهد عليها جيع
78
من عرفه ،وشيخنا يبه ويثق فيه وينل دوما ف الرياض ف بيته ...
وذلك قبل أن يبن شيخنا بيته ف الرياض والذي هو ملصق لنل أخيه عبد الرحن..
حدثن الشيخ عن مرض أخيه عبد الرحن ..وهو صغي ..
حيث أنه بقي طريح الفراش مدة من الزمن حت يئس الطباء من علجه ..
فبقي أهله حوله يترقبون ساعة أجله وهم بل حول له ول قوة...
غي أن جارا لم أو أحد أصحابم احضر لم طبيبا شعبيا ..
ففحصه وقلبه يينا ويسارا وهو كالثة الامدة ..
قرر ذلك العال الشعب أن يكويه ف بعض مواضع جسمه ..
فكواه ..ث انتظروا عدة أيام ..
فبدأ عبد الرحن يستعيد عافيته حت عاد صحيحا كما كان وأفضل ..
والمور بيد ال سبحانه قبل كل شيء...
غي انه للسف وبعد عدد من السنوات الت كانت فيه علقت مع الخ عبد الرحن
متازة ل يتركه صاحبنا حت أغار صدره علي وال الستعان..
كنت أتوقع أننا سنبقى ف منل الخ عبد الرحن طوال فترة بقاءنا ف الرياض..
ولقد أحببت الرجل من أول ما رأيته ...وأحببت البقاء ف بيته ..
ألقى الشيخ ماضرة تلك الليلة ف إحدى جوامع الرياض ث توجهنا لنل أبناء عمومة الشيخ
حيث حضر جع ل باس فيه من القارب متفاوت العمار ..
ومنهم أخو الشيخ الدكتور عبد ال العثيمي الديب الشهور ..
ومنهم ابن الشيخ البكر عبد ال العثيمي ..وغيهم ..
بعد العشاء رافقنا الخ عبد ال ابن الشيخ لنله الستأجر ..
حيث أنه يقيم ف بشكل مؤقت قبل رجوعه لعنيزة..
كان عبد ال مهذبا جدا وغي متحفظ ..
والظاهر أن صاحبنا ل يلحق أن يفسد المور مع الميع جلة واحدة !!..
ف اليوم التال ..توجهنا بعد العصر للمطار وذلك للعودة للقصيم ...
حينما جئنا لتفتيش العادن أخذ جهاز النذار يرن حينما مر الشيخ ؟؟
فأمر العسكري الشيخ بالرجوع وإنزال ما لديه من معادن ..ول يعرف الشيخ..
ابتسم الشيخ ول يرد إحراج الرجل فبدأ بلع ساعته العلقة ف جيبه ..
79
فدخل تت الهاز فرن مرة أخرى!!
فعاد الشيخ وأخرج كومة الفاتيح من جيبه ..وهكذا تكرر ذلك ثلث مرات..
حينها تقدم شاب من عائلة الشيخ للعسكري وهس ف أذنه فارتفع حاجباه ..
واحر وجهه خجل وقال :ال الستعان هذا الشيخ ابن عثيمي ؟؟
وال ما عرفتك ياشيخ ؟؟ اللي ما يعرف الصقر يشويه !!..
ث قبل رأس الشيخ واعتذر منه وأصر أن يصحبه حت أجلسه عند باب السفر
عدنا لعنيزة والعود أحد ولكن كانت تنتظرن حوادث ل تطر على البال..
لكن رحة ال تعال سبقت تلك الكائد والشرور فجعلت من دون ذلك فتحا قريبا!!
وصلنا للمطار استقبلنا نسيب الشيخ الخ خالد الصلح ..
وأنعم بأب عبد ال علما وخلقا وتفانيا ف الدعوة إل ال ..
والشيخ خالد من قبيلة حرب ومن عائلة ثرية ووالداه مقيمان ف جده ولقد أحبه شيخنا
وقربه وزوجه اكب بناته فنعم النسيب ونعم الصهر !!
وهو متخصص ف علوم غي شرعية ف الصل.
حيث هو خريج جامعة البترول والعادن وعمل ف التدريس فترة بسيطة ث فصل ..
والتحق بامعة المام ودرس وحصل على أعلى النسب وهو الن دكتور ف نفس
الامعة وأظن تصصه مادة العقيدة ...
قادنا الخ خالد لعنيزة وف الطريق توقف بوار أحد الساجد التقدمة بأطراف عنيزة..
ودخل الشيخ للمسجد وصلى ركعتي سنة القدوم من السفر..
ل أرى شخصا مافظا على أداء السنن مهما كانت الظروف والوضاع ل أرى مثل شيخن
ف ذلك ،ل أقول ف كثرة العبادة بل الستمرارية ف كل ظرف ..
تعبدا ل تعال..
أذكر مرة موقفا لن أنساه ...
جاء أحد الطلبة للشيخ وقال له :ياشيخ أليس من وقع على يده حائل من وصول الاء
إل البشرة من صمغ أو دهان ونوه فإنه يب عليه أن يعيد وضوءه وصلته إن صلى
80
حت ولو جهل أو نسي أو كان قليل ...؟؟
قال :بلى...
قال :ياشيخ إن على يدك أثر دهان !!
وفعل كان على يد الشيخ دهان فشق ذلك عليه ..
وجلس يفكر منذ كم يوم وقع ذلك الدهان على يده؟؟
فقال ل :لقد جاءنا الدهان ف اليوم الفلن وذلك قبل أربعة أيام !!
استقبل القبلة وأعاد جيع الصلوات للربعة أيام الاضية بل بسننها والوتر والضحى ..
ول يعجل ف ذلك بل صلى بكل أناة كما هي عادته!!
وكان ف تلك السنة يبلغ حوال تسعة وستي عاما رحه ال..
ختم صلته ث أوصلن للسكن ..ونسيت حقيبت ف سيارة خالد..
ل أخب أحدا من الطلبة بسفري برفقته سوى من ذكرت ..
ولكن الب انتشر كما تنتشر النار ف الشيم..
وكنت أشاهد من غالبهم نظرات الغية الطبيعية والت فطرت عليها قلوب الوادم..
ذكر الافظ ابن رجب رحه ال ف كتابه الخلص ..
أن السد شيء فطر عليه اللق فهو من طبائعهم ولكن الذموم منه ما ترتب عليه
تعد أو إيذاء بلفظ أو بفعل ...
ولكنن ل أحاول إشغال نفسي بردود الفعال على ذلك وعشت بينهم بكل احترام
وسلم ..ولكن مع بعضهم؟؟
أو مع غالبهم؟؟
سوى صاحبنا ومن يدور ف فلكه!!..
ظننت أن ذلك اليوم يوم عطلة وليس هناك درس للشيخ هكذا ظننت !!
وما اكذب الظن!!
شيخنا ل يفرط ف درسه ولو جاء من سفر بعيد قبله بدقيقة !!
أذكر مرة جئت مع الشيخ من الرياض برا ..
برفقة تلميذه المي عبد الرحن بن سعود الكبي ..
وصلنا على أذان الغرب ..
سألت الشيخ :هل الليلة درس ؟؟
81
قال :نعم .؟ بالتأكيد إن شاء ال اذهب وأحضر كتبك وتوجه للجامع!!
يقول ل أحد الطلبة الذين حضروا وفاة والدة الشيخ عليها رحة ال ..
يقول ف ذلك اليوم ..توقعنا بل جزمنا أن الشيخ لن يضر الدرس ؟؟
ولذلك كان الضور ليس بذاك ومع ذلك حضر شيخنا وألقى درسه ..
حفاظا على أمانة التعليم ...
وصدق صلى ال عليه وسلم حينما قال :وإن اللئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا با
يصنع...
نسيت أن أقول أن الشيخ أحضر معه موافقة رسية من مدير الامعة
الدكتور عبد ال التركي بقبول ف العهد العلمي ف عنيزة تت اسم فلن الشمري!!
حيث كتبت معروضا للدكتور فشرح عليه بالوافقة ..مع أن الدراسة قد ابتدأت منذ
حوال السبوعي !!
82
مصيدة!!..
حت ضجرت وارتفعت أصواتنا بالدال والنقاش الرير ...
جدال بي اثني ..
أحدها رجل عاقل رشيد عمره فوق الثلثي قد حصل من العلم والي والستقرار
والظ مال به عليم..
والخر ضائع مشتت ف مقتبل العمر قليل البة والعلم ل أهل له ول بيت ول مال سوى ال سبحانه
وتعال ورحته وفضله ..
قلت له :يافلن ...؟
مالذي تريده من وراء ذلك ؟ عندها كشف أوراقه
وقال :أنت كذبت ف كل ما قلته !!
ولقد عرفت حقيقتك كلها!!
أنت رجل خطي ..
أنت اسم قبيلتك القيقية كذا ووالدك هو كذا وكذا ..
ث أخذ يسرد حقائق ووقائع تدل على أنه قد تقصى عن حت عرف عن كل شيء!!
ث ختم كلمه بقوله :أنا اتصلت بوالدك بالمس وتدثت معه وأخبن بأنك فار من النل وأنك قد
أوقعته برج شديد بفعلك وتركك لدراستك ...ال الكلم ..
ث حينها :انقلبت تعابي وجهه فاسود وتساقط الشرر من عينيه ..وقال:
أقسم بال إن ل تغادر عنيزة وتترك الشيخ سأفعل بك وأفعل !!...
وهددن بكلم ل ينطق به عاقل فكيف بطالب علم !!
ل يكن يهمن كلمه بقدر أن أهن أن يعلم شيخنا بذلك ...
فرق كبي أن أخب الشيخ أنا بالقيقة من قبل أو أن يبه ذلك الرجل با يريده!!..
هناك فرق شاسع لن يعلم طبائع الناس بينهما...
ول شك أن القيقة الناصعة هي سلبية مهما كان الناقل ..أنا أم هو
غي أن المر يتلف كثيا حينما يفسر ولو ل يكن له تبير منطقي!!
ث طردن من سيارته وذهب ..
بقيت أمام باب الشيخ منتظرا لكثر من نصف ساعة وأنا متردد ماذا سأفعل؟؟
إن رجعت للسكن وسكت فالعواقب غي معلومة..
83
وإن تدثت مع الشيخ الن فل ادري هل سيقبل من أم ل ؟؟
احترت حية ل يعلم مداها إل ال تعال...
لقد مرت علي ف الشهور الاضية الت قضيتها ف عنيزة مرت علي أيام جيلة..
ولظات ل تنسى من الد والجتهاد ..هل يذهب كل ذلك سدى؟؟
هل سيضيع كل ذلك برة قلم أو كيد حاسد؟؟
أنا مطئ ل شك فيما فعلته ..ولكن هل قصدت ارتكاب ذلك الطأ؟؟
ل أكن مرما وال أو مرتكبا لعظيمة والمد ل ..
هي أخطاء ولو كانت ف نظر البض جسيمة بنيت على السفه وعدم تقدير المور حق قدرها..
بنيت على عدم الناصح والرشد الصدوق قبل ذلك ..
بنيت على الرمان والضياع والوف ...
هل سأحرم من ذلك العلم الليل بسبب ذلك الطأ ؟؟
هل سينتهي كل شيء الن ...؟؟؟
84
سلمن القيبة ببود متوقع وقال :انتظر البن عبد ال و سوف يوصلك الن للسكن..
ث دخل وقد بدا ل أنه يستعجل الذهاب !!
يبدو أن عبد ال قد وصل برا لعنيزة ف الليلة الاضية ..
ول شك أن هناك أمرا جلل عجله أو شيئا آخر!!!
خرج عبد ال ووضعت القبة خلف السيارة ث جلسنا ف الرتبة المامية..
الخ عبد ال رجل جريء وصادق ول يعرف اللف والدوران ولذلك دخل ف الوضوع
مباشرة!!
وقال :من أنت ؟
ومن بعثك؟
أنت رجل ثبت لنا أنك مادع وكذاب ..
وكذبت على الوالد ف أمور كثية .....
وانطلق يتكلم بكلم كثي ل أستجمعه ...بقيت صامتا طوال السافة القصية للسكن ..
والت مرت علي كأنا دهر !!
ل أناقشه ،ول أحاول الرد على كلمه ..فواضح جدا أنه قد ملئ قلبه علي وال شاهد
ل أصدق وصولنا للسكن ..بقيت متسمرا مكان وخفت أن يتم بكلمه بلطمة على
وجهي ..وليته فعل ول يتكلم بكلمه الذي تفوه به!!...
ث قال ل :انزل وخذ حقيبتك ...
نزلت ث لقن وقال :وال ما أضمنك تط ل شيء ف السيارة؟؟
ث حلت متاعي وصعدت لغرفة السكن والمد ل أنن ل أجد فيها أحدا!!
سقطت على فراشي وبقيت أبكي بكاء الثكلى ..
كان موقفا هائل وكلما شديدا يصعب على من هو ف سن تمله ..
لقد وصفت بأقذع الوصاف ،ورميت بتهم عظيمة ل استحقها وال ؟؟
لكن هل ألومهم ؟؟
أنا ل ألوم عبد ال ابن الشيخ ول عبد الرحن أخ الشيخ ول عائلة الشيخ
ل ألومهم ول أحل الضغينة عليهم وال الن ..
لقد مرت على تلك القصة سنون عديدة ..
فهي الن فقط ذكريات بقيت ف اليال ..
85
هم بشر وقد نقل لم عن ما يسئ ..
وثبت لم بعض ما نقل عن فكانت تمة متلبسة بميع تفاصيلها!!
يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ربا يكن أحدكم ألن بجته فأحكم له فيقتطع قطعة من النار
..إنا أنا بشر !!!) إذا كان هذا من رسول ال فما بالك بن سواه..
اللوم كث ي م نه ي قع على ذلك النا قل اللذي امتلء قل به حقدا وغل علي ل لش يء سوى ظ نه ال غب أن ن
جئت لجل منافسته على الكانة الت حصل عليها من شيخنا..
هل كل من كان أكثر علما هو خي الناس ؟؟
أل يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم إن السد ليأكل السنات كما تأكل النار الطب ما فائدة العلم
الذي تعلمناه إذا كان سيوصلنا لذه الال...؟؟؟
اللوم أيضا يقع علي أنا ف عدم إخبار الشيخ بالوقائع فور قدومي لعنيزة ..
ول اشك ثانية واحدة أن شيخنا لن يتردد ف حلها بصرف النظر عن علقت به..
فهو رجل علم وإصلح ورأيت من الواقف ما هو أصعب من مواقفي سعى شيخنا بلها والصلح فيها
...
كدت أجن من الزن والم والضيق ل أكن أعلم مالذي سأفعله ...
أذن الظهر فلم أطق الستعداد للصلة ...
انتظرت قدوم الشيخ للمسجد ..حيث يكنن مشاهدته حينما يقدم ماشيا ..من نافذة غرفت ...وحينما
رأيته قادما زادت حسرت وألي عليه وعلى تلك الساعات الت قضيتها معه ولو أنا قليلة ولكنها باهظة
الثمن!!
قلت ف نفسي :ما ذنب شيخنا من هذا كله ؟؟
أنا اللوم وأنا من يستحق اللوم ؟؟
أنا الذي أسأت إليه ويب علي بصرف النظر عن كب الطأ وصغره يب علي أن اعتذر منه ..وأشرح
له ما حصل ..
استجمعت قواي ونزلت للمسجد وصليت مع الماعة ..
وبعد الصلة رافقت الشيخ لبيته ...
ل يكن يلتفت إل مع أنن كنت أسي بواره فعلمت أن الشيخ غاضب من ..
وال الستعان وعليه التكلن .......
86
اللقة السابعة والعشرون
88
رجعت للسكن وانتقلت لغرفة الخ ممد زين العابدين بأمر من الشيخ!!
هل هو تفظ علي ؟؟ لكي يراقبن؟؟ أم كان ذلك بسبب آخر أجهله ؟؟
كان الخ ممد هو غالبا الوسيط بين وبي الشيخ وقد لحت مرارا
الخ ممد يلتقي بصاحب الفتنة!!
ل أقصد من ذلك أبدا أن أتم الخ ممد ،فراية ممد وال عندي بيضاء ولكنه رجل
حصيف يسعى للصلح والتقارب بكل الوجوه المكنة .
لقد كانت ردة فعله طوال الشكلة أنه ل يظهر النفعال والغضب بل كظم غيضه
وانتظر ما تصي عليه المور بين وبي الشيخ...
تغيت الوجوه علي وتنكرت النفوس وضاقت علي الرض با رحبت ..
أصبح السكن بالنسبة ل ككابوس ميف ونفق مظلم ل ناية له
ل يؤذن أحد بكلم أو فعل المد ل ،
ولكن كانت مرد النظرات والصمت الرهيب حول
يولدان الكآبة والزن والسى ف نفسي ..
ل يكن الطعام ف السكن مع الطلبة ل مستساغا بل أصبح غصة ف اللق ..
ولذلك ل أحرص على مالطة الطلبة ول أن أتدث معهم ..
كنت أطلب من علء الدين أن يعطين الطعام فأذهب به لغرفت
أو أن أنتظر خروج الطلبة فآت فآكل من الطعام البارد وحدي..
كنت أجلس ف الغرفة اقرأ القرءان ..
حينما ير الرء بأوقات عصيبة فإنه يتاج لن يؤنسه ..
لقد كان أنيسي ف تلك الليال القرءان وأنعم به من أنيس..
لقد كنت أقرأ السور بتأن وتدبر وأشغل فكري بعانيها العظيمة ما أفهمه وأدركه ..
فيكون ف ذلك من النس والتطمي والترويح ما جعلن أغتبط با أنا فيه!!
من السور العظيمة الت قرأتا مرارا وتكرارا سورة يوسف ..
حيث كنت كلما وصلت لقطع انكشاف شخصية يوسف لخوته وقد صار سيد مصر
تصيبن نوبة بكاء ث يتبعه أمل واستبشار قريب بفرج ال تعال..
من السور الت تأثرت با كثيا ف تلك اليام سورة فاطر!!
89
إن ف هذه السورة من العان والعب والتوجيهات والشارات العظيمة
مالو تأمله الرء لرج بآلف مؤلفة من العب والفوائد..
من السور الت تأثرت أيضا با سورة القصص وقصة موسى عليه السلم وإلقاء
أمه له ف التابوت وخوفها عليه ث عيشه وترعرعه ف بيت عدوه
وما وجده ف حياته من العنت والطاردة والوف حت بعثه ال سبحانه وتعال
لفرعون وقومه وبن إسرائيل ...
القرءان يا إخوت الكرام يا أخوات هو خي صديق ومؤنس ف الشدائد
وصدق ال تعال حينما قال ( أل بذكر ال تطمئن القلوب)
لقد ولد الصمت الرهيب حول بعد تلك العجعة الت مرت ف الرياض ولد ذلك
ف نفسي فراغا وخواء ورغبة ف الوت أو النتحار!!
ليس هو النتحار بعن إزهاق الروح بل بالعودة من حيث أتيت !!
ل أترك فكرة تدور ف خلد أي إنسان إل وفكرت فيها ..
بقيت معلقا بي السماء والرض أيهما يذبن ..
حي ذلك وأنا ف معمعة الفكر استدعيت من الشيخ ..من طرف الخ ممد زين العابدين
قال ل شيخنا :استمر ف حضور الدرس مثلك مثل الخرين ول تقصر ف الطلب ..
وسوف أتدث مع والدك ف الوضوع أو أنه قال :لقد تدثت مع والدك ف الوضوع ؟؟
نسيت وال !!..
والنتيجة :إن خطأك وجسارتك على والدك وهروبك من النل وتركك لدراستك وتغيي
نسبك كل ذلك ل يوز أن ينعك من طلب العلم..
كان الشيخ كمثل الطبيب يشخص الرض ويضع يده على موضع الل ث يقرر الدواء ..
91
هل سيكون بالبتر أو بالترياق أم بالمية؟؟؟
قلت له :جزاك ال خيا إن كلمك هذا يعطين بصيص أمل ..
ل أطل معه الديث ...
عدت بعدها للسكن ..
أتعرفون مالذي فعله صاحبنا ذاك؟؟
لقد صار يصحب شيخنا مشيا على قدميه بعد كل صلة لظنه أنن لن أجرؤ على
السي مع الشيخ بضوره!!
ظن ذلك السكي أنن بجرد ذهاب مع الشيخ بعد الدرس فقد كسبت وده !!..
إذا فما حال عشرات الطلب الخرين ؟؟
هذا من فضل ال تعال علي والمد ل ..
ف البداية هبته وخشيت شره وبطشه خاصة بعد الذي فعله ف من إساءة وتشويه سعه..
ولكنن عدت لسابق عهدي فحينها مل وتراجع !!
ولكنه ل يعدم حيلة لنعي من الي ..
كلف شخصا اعرفه جيدا براقبت فكان ذلك العتوه يسي خلفنا بسيارته السوداء
وينتظرن بعد
كل صلة فيسي بالسيارة حت يصل الشيخ لبيته حينها أسلم على الشيخ وارجع!!
شعر الشيخ بعد أيام با يفعله الرجل فاستدعاه وسأله مالذي يفعله ومن كلفه بذلك ؟؟
فتعذر بأعذار يعيب علي ذكرها هنا !!
حينما عزمت على حضور الدروس بعد الديث مع شيخنا ..
وجدت أن مكان قد سيطر عليه شخص آخر جاء من طرف جاري القدي!!
ولكنن ل استسلم لذا التعامل الرخيص البليد...
صرت احضر مبكرا وأنازع على الكان الذي حافظت عليه شهورا حت دان الميع ل
بذلك..
كنت اجلس بوار ذلك القود ولكن بين وبي قلبه كما بي الشرق والغرب!!
والمد ل يشهد علي جيع من عرفن أنن ل أتفوه نوه ول ف ظهره بعبارة واحدة
تسيء له ..بل كنت أقر بفضله وعلمه وسبقه مع بغضي لفعله معي وال حسيب وحسيبه
بعد عدة أيام استدعيت من الشيخ مرة أخرى وهذه الرة مع ممد زين العابدين..
92
أذكر تلك اللحظة جيدا كانت بعد صلة عشاء ..
سرنا ثلثتنا إل بيت الشيخ دون مرافق آخر ..
كان الشيخ يتكلم ونن منصتون ،يقول ل..:
فلن قد حل عليك ويريد منك أن تترك عنيزة وهذا ل حق له فيه ول أوافقه عليه ..
ولكن أنت يب عليك أن تاول كسبه والتودد إليه !..
أو ابتعد عنه ولينصرف كل واحد منكما لطلب العلم ...
ث عاتبن الشيخ ف تدثي مع الرجل ذاته سابقا ف أمور تص الشيخ وكيف أن الناس سيستغلون ذلك
ضدي!!
وأنه زعم أنن جاسوس مدسوس ضد الشيخ !!
وكلفت بالتقرب منه لكي أكسب ثقته ومن ث أطلع على أسراره وخصوصياته ..
فابعثها لن اتبعه!!
فقلت له ياشيخ :هل تصدق هذا الكلم ؟؟
صمت الشيخ ول يرد أن يسمع الخ ممد جوابه !!
خوفا من أن يصل الكلم لصاحبنا فيفهم أن الشيخ ف صفي وخيا فعل !!
وعدت شيخنا خيا وأن استمر ف العلم وف دراست النظامية إرضاء لوالدي ..
فقال :سوف أتصل على والدك حت يأت هنا لكي أتفاهم معه!!
فقلت له :افعل ياشيخنا ما تراه الصلح وأنا أرضى به ..
ث طلب الشيخ من التأخر قليل ليتكلم مع ممد على انفراد ..
فتكلما قليل وها يسران ..ث دعان الشيخ..
فكرر علي كلمه السابق كأنه يتوثق من ث قال ..
سوف أسافر بعد أسبوعي لكة لداء العمرة وسوف اطلب من والدك الضور لقابلت
هناك!!
ول يذكر ل هل سأرافقه أم ل؟؟
اللقة الثلثون
93
لقهد كانهت تلك القضيهة على طوال عدة أيام وقهد تتجاوز السهبوع مثار قلق لشيخنها فأشغلت باله
وتفكيه ..
خاصة وان صاحبنا ل يترك طريقة أو وسيلة للنيل من إل وفعلها..
ولول خوف من غضب بعض الخوة من يعرف الرجل لدثتكم بأشياء فعلها وقالا ل تكاد تصدق !!..
لقد سعى صاحبنا ف البداية للنيل من شخصي ووجد مبتغاه ف بعض المور..
ولكنه حينما رأى الوضع توجه للهدوء،أراد إثارة زوبعة أخرى ولكن هذه الرة من داخل بيت الشيخ !!
ل أريد سرد تفاصيل ما حدث ما قد يفهم منه النيل من أبناء الشيخ وزوجه وولده وأقاربه..
فهم وال كرام أبناء كرام ولم ف قلب كل العزة والحترام ويزيد حقهم علي بصلتهم بشيخنا رحه ال
ومهما بدر منهم فل ألومهم واللوم كله أو جله يقع على ذلك الرجل وعلي أنا ف جزء منه كما سبق
بيانه..
لقد سعى صاحبنا ذلك فأفسد قلوبم علي فرأيت منهم من الفاء والكره والتأفف
ما حطم فؤادي وشق صدري من السى ..
غي أنه ل يكتف بذلك بل إنه أفسد قلب بعض أقارب الشيخ على الشيخ نفسه ..
ولو شئت لذكرت ذلك بالساء والواقع وما قاله ،ولكن حفظا لسر شيخنا وعدم الفائدة من ذلك ثانيا
أمتنع عن فتح الباب ...
ولقد آذى ذلك شيخنا وضيق صدره حت حنق على الرجل كما سيأت ذكره لحقا إن شاء ال..
مرت اليام وأوشكت المور أن تعود كسابق عهدها ...
تأثر بعض الطلبة بتلك الواقعة حيث هجرن عدد منهم استهجانا لفعلت ..
انتقل الخ ممد من السكن وعي الخ دخيل الشمران مشرفا على السكن لفترة وجيزة
ل تطل..
استدعان مرة وكان يمل ف يده ملفي الذي كان ف أدراج ملفات طلبة السكن فقال ل:
أنت لست من قبيلة شر ؟ أنت من قبيلة كذا؟؟
فقلت له :هذا الوضوع ل يعنيك ث انصرفت وتركته!!
كفان ما أنا فيه من مشاكل حت أفتح على نفسي جبهة جديدة!!
أذكر أنن ف تلك اليام الت سبقت سفري أن أموري مع الشيخ كانت على ما يرام..
وف إحدى الليال بعد صلة العشاء طلبت من شيخنا أن يوفر ل جهاز تسجيل صغي..
لكي أقوم بتسجيل فتاويه الت يلقيها ف طريقة للبيت ما يصلح للنشر..
94
أعجب الشيخ بالفكرة ول أدري هل سبقن عليها أحد؟؟
أشترى ل جهازا متازا وباهظ الثمن ولكنه ثقيل الوزن وينفع للضرب!!
ل تستعجلوا علي سأحكي القصة ل حقا!!
طلب من الشيخ أن أستعد للسفر برفقته لده ...
حيث أنه رتب مع والدي اللقاء هناك ..بعد أداء العمرة...
ل أجرؤ على أن استفسر من الشيخ ما دار بينه وبي والدي !!
وكنت ف نفسي أقول ( ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم)!
اشتريت التذكرة بالدرجة السياحية ...على ذات الرحلة مع الشيخ...
ظن صاحبنا أن الوضوع انتهى وأنن لن أعود لعنيزة فقد كان على اتصال بوالدي طوال
السبوعي النصرمة كما سيأت ذكره ..
ولذلك ل حظته مبسوطا مستبشرا مع الطلبة
بلف اليام الالية فهو ل يكاد يرفع رأسه من الغيظ والغضب!!..
سألت الشيخ هل ستعتمر ؟
قال نعم..
فقلت :هل أشتري ل إحراما ؟
فقال :إن شئت...
ف يوم السفر توجهت لنل الشيخ فطرقت الباب ..
ففتح ل باب اللحق...
لقد فتح ل الباب شاب ف سن تقريبا وفيه شبه كبي بوجه شيخنا ..
هذا هو عبد العزيز ابن الشيخ ..
تعرفت عليه ،وفهمت من كلمه أنه سيكون برفقتنا!!
قادنا للمطار هذه الرة ابن الشيخ عبد ال وشيعنا للمطار تقريبا جيع أبناءه
95
كان الشيخ متوترا على غي العادة وقليل الديث وأنا أتفهم سبب ذلك!!
فلقد كان غالب أبناءه متوجسي من وجودي ويعتبون دخيل غي مرغوب فيه..
وصلنا للمطار على موعد القلع تقريبا ...
سألن الشيخ ونن متجهون للطائرة أين إحرامك؟
فقلت له ف الكيس الذي أحله ف يدي..
قال :لو أنك لبسته ف بيتك كان أسهل عليك ...
لحظت أن الشيخ يلبس الزار من تت ثوبه بيث أنه إذا حاذى اليقات خلع ثوبه ث يلبس الرداء ...
وهذا ما كان ...
بقيت أنا وعبد العزيز ابن الشيخ متجاورين ف الدرجة السياحية ..
ووالده شيخنا ف الدرجة الول حيث هو مستضاف من مركز الدعوة ف جده للقاء
ماضرات وندوات ولقاءات عامة ونو ذلك ما سيأت ذكره ..
كان لعامل السن دور كبي ف تسهيل التعامل مع الخ عبد العزيز ..
وكذلك لي جانبه وتتعه بالخلق السامية جعل من رفقته مكسبا ل ..
حاولت جاهدا أن أغي الصورة الت رسها ذلك الرجل عن ف ميلة جيع أبناء الشيخ وأقاربه ،غي أنن
ل افلح فهو بم أوثق ومنهم أقرب وعلقته أرسخ وأقدم!!
وأنا ف موضع تمة وغريب وثبت علي ما يل بوضعي !!
ولكنها بالتفحص والنظر النصف ليست مبرا للهجران والقطيعة أو الظلم واليذاء!!
بقيت أتدث أنا وعبد العزيز ف أمور عامة وتنبنا الديث ف المور الاصة فقد كان كلنا متحفظا!!
سعت كابت الطائرة يقول على اليكرفون ..
نرحب بفضيلة الشيخ ممد بن صال العثيمي الرافق لنا على هذه الطائرة ..
بعد انقضاء أكثر وقت السفر واقترابنا من اليقات جاء إلينا الشيخ بنفسه ..
وهو لبس للحرام وليته تقطر من طيب الدهان ..ويرى أثره على ليته البيضاء..
فقال لنا :قوما والبسا إحرامكما ولبيا للعمرة ...
لبسنا الحرام ولبينا ودخلنا ف النسك..
هبطت الطائرة لطار جده ...
وتوقفت وفتحت أبوابا ...
خرجت أنا وعبد العزيز من الباب اللفي للطائرة ..وكان هنا أن ند الشيخ..
96
ونن ننل من الدرج لحظنا عددا من السيارات الفارهة تقف أمام سلم الطائرة لتستقبل ضيوفا ل نعلم
أننا نن القصودون بذلك!!
كان الشيخ واقفا يصافح حشدا من الناس أمام السلم مباشرة ..
توجهنا للشيخ فأشار لبنه عبد العزيز وإل أن أركبا مع أحد السيارات..
ركبنا ف السيارة وخرجنا من الطار..
وتوجهنا لي الروضة ف جده..
توقفت السيارات أمام بيت فاره كبي ذا لون أبيض ..
أنزلنا حقائبنا وثقلنا ودخلنا البيت لكي نرتاح قليل..
هذا النل هو الكان الذي اعتاد شيخنا النول فيه كل مرة ينل لده..
وهو منل الوجيه الشيخ صال بن إبراهيم الزامل..
هذا الرجل الكري صاحب الرؤة العالية والنبل النادر الحب للعلماء ..
رجل قد أغناه ال من واسع فضله ..فهو من أثرياء ووجهاء جده يقول ل أحد معارفه:
كان أبو إبراهيم رجل مقبل على الدنيا يلك القصور والفلل ف سويسرا ولندن وأمريك
ث إنه تاب إل ال تعال وتوجه للطاعة فتصدق بزء كبي جدا من ماله ..
يبه شيخنا حبا جا ،ويكرمه بالنول ف ضيافته كل مرة ..
سعت من شيخنا ثناء عاطرا على هذا الرجل ونعم الرجل أبو إبراهيم ..
بارك ال له ف ماله وولده..
مكثنا قليل ووضع لنا الغداء وبعدها توجهنا لكة لداء العمرة...
كان مرافقنا بالضافة إل الشيخ صال الزامل هو دليلنا الخر الخ علي السهلي..
وهو شاب مب للعلماء من سكان جده ويتحفك بالديث والطرائف ..
فيكون النصب والرهاق ف صحبته متعة!!
بارك ال فيه وجزاه ال خي الزاء...
كان الشيخ طوال الطريق يلب ويرفع صوته بالتلبية ..حت يكاد يبح صوته من ذلك..
كنت أراقبه وأفعل مثل ما يفعل وأقول مثلما يقول...
وكان يقطع أحيانا ذلك بالديث معنا والسؤال عن شيء يهم..
غي أنه ف الغالب ل ينقطع عن الذكر والتسبيح...
97
اللقة الثانية والثلثون
99
اللقة الثالثة والثلثون
102
ول نش عر بالت عب والرهاق خا صة بوجود الخ علي ال سهلي اللذي وه به ال موه بة الطرا فة الفطر ية ،
فهو يتلفظ بكلمات تبك على الضحك والوناسة إجبارا!!
ننا ليلتنا تلك ف مكة...
صلينا الفجر ف الرم وف وقت الضحى توجهنا لده...
كان معنا ف سيارة الشيخ صال جهاز تلفون سيار قبل معرفة أجهزة الوال..
اتصل شيخنا على شخص ..فسمعته يكنيه بأب ممد !!
ث التفت الشيخ إل ..ففهمت من نظراته أنن معن بن يتحدث معه..
أوشك قلب على التوقف من الرعب !!
وتصببت عرقا ،وصار الدم يغلي ف عروقي ...
حيث علمت انه يكلم والدي !!
غي أنن ل حظت شيخنا يتكلم معه بكل هدوء فخفف ذلك علي هول الصدمة..
ث سلم شيخنا ساعة التلفون للشيخ صال حت يصف له منله ف جده!!
ل أستطيع أن أصف مشاعري ف تلك اللحظات ..
كانت مشاعر متضاربة ...ولكن يطغى عليها الوف ..
ل أدعي أنن كنت مسرورا أو متشوقا للموقف!!
فقد كنت كسجي هرب من سجنه!!
منذ حوال المسة شهور..
ل أقصد أن حيات كانت سجنا بل التوصيف القريب أن تسمى انعتاقا وتررا من القيود!!
وإن كان ول شك أن والدي عليه الرحة والرضوان ل يقصد من وراء ذلك سوى مصلحت
ولكن ...هل كل من قصد شيئا وفق؟؟
هل كل صاحب دعوى هو مقبول على الطلق؟؟
أليس كل أحد معرض للخطأ ف التوصيف واللحظة ما يبن عليه
خطأ ف اتاذ القرارات..
أليس رسولنا صلى ال عليه وسلم وهو سيد البشر أخطأ؟؟
كما فعل مع ابن أم مكتوم فعاتبه رب الللة من فوق سبع ساوات؟؟
ولكنن لو رجعت للوراء لكان تصرف متلفا للغاية ،فالمد ل على ما قدر...
ل يظهر على شيخنا أي ارتباك أو حرج من ذلك التصال كما هو حال..
103
وصلنا لده فوجدنا حشدا كبيا من الناس ف انتظارنا..
جده هذه هي مدينة الشيخ ممد العثيمي!!
يب شيخنا أهلها وهم أشد حبا له..
وسعت شيخنا مرارا يقول ذلك
ولذلك حينما يعاتب على حظ جدة منه بلف الدن الخرى
يقول هؤلء هم جيان الرم فل تلومونا ببهم!!
ولذلك من اللحظ كثرة طلبة الشيخ ف عنيزة من أهل جده ..
وأما الضور الكثيف لحاضرات الشيخ ف جده فذلك ل ينافسهم عليه أحد..
نزلنا ف منل الشيخ صال ..
فبدا أن الجلس يغص بالناس ..غي أن هناك ضيفا ميزا ف تلك اللسة لأنساه!!
دخل علينا رجل حجازي الطلعة ،هادي الطباع ،حليق الذقن ..مؤدب ..
فيه سكون ل تكاد تسمع له حسا ...
تقدم ف الجلس ،وحينما رآه الشيخ ..قام له ..وصافحه برارة..
ل يكن وجهه غريبا علي ،فقد سبق أن رأيته ...
ولكنن ل أميز شخصه؟؟
فبقيت أحلق فيه وهو جالس بوار الشيخ ل يكاد يرفع رأسه من الجل..
وبعد التدقيق والتمحيص ،انكشفت ل شخصيته ...
فصعقت ،وتعجبت ،وما توقعت أن أرى ذلك أل!!!....
بوار الشيخ !!
إنه الغن الشهور ممد عبده !!
مالذي أتى به ؟؟
ومن دعاه؟؟
يقيم ممد عبده بوار منل الشيخ صال الزامل وله جامع كبي هناك قد بناه ممد عبده على نفقته ..
سعنا جيعا بتوبة هذا الغن ..
وكان لقاءنا به ف تلك اليام الت أعلن توبته من الغناء واعتزاله له وليته استمر بذلك!!..
غي أنه مورست عليه ضغوط من جهات معروفة..
فسوغت له الباطل فعاد له وال حسيبنا وحسيبه..
104
زينوا له أن الغناء مباح خاصة منه ما يسمى بالغناء الوطن ..
كان شيخنا مهتما بحمد وزاره ف بيته مرارا ..
تثبيتا له على الق ولكن ال ل يرد ذلك ( إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء)
ورأيته مرة يلس مع الشيخ لوحده وكان يشتكي له من شدة الضغوط عليه ويبكي فكان شيخنا يصبه
ويذكره بال ..
ولقد تبع لنا الخ ممد بتبعات جليلة لقضايا إسلمية عديدة عفا ال عنا وعنه لعلي أذكرها لحقا..
105
وهكذا الرجال اللذين طحنتهم الياة طحنا وتعلموا من دروسها يواجهون الصاعب بكل ثبات وروية
واتزان...
ذهبت برفقة الشيخ صال للفيل الجاورة حيث سأستقبل الوالد قبل قدوم الشيخ..
بقيت ف الارج واقفا ف الشمس ..ول يقر ل قرار..
كنت أتصور غضب الوالد وهو رجل غضوب من طبعه فكيف وهو ف هذا الال؟؟
حيث مضى على هروب من النل حوال المسة شهور ...
بعد دقائق تقدم حارس الفيل وفتح البواب الضخمة ودخلت سيارة جس كبية لونا احر وأسود وهي
سيارة الوالد الت عهدت..
حينما دخلت مقدمة السيارة وكان بلط الفناء مرتفعا عن مستوى الشارع ل يظهر ل وجه الوالد..
و لكن حينما استوت السيارة رأيت وجهه ..
ليته بيضاء متلطة بالسواد كما عهدته ووجهه عابس بل عليه علمات الغضب والنفعال ..وهذا ما
توقعته بالتأكيد !!
كان مشهدا مضطربا يصعب علي وصفه ..
تقدمت لباب السيارة بعد أن استدار با وأوقفها تت الظلت ..
ففتحت الباب فانكببت على يد والدي وقبلتها وقبلت جبهته ..
فأشاح بوجهه عن ول يرد السلم علي ..
ل أتضايق ما فعل فأنا أستحق منه أكثر من ذلك !!
ل ألحظ أن معه شخصا آخر سوى حينما سلم علي ،فاستدرت للصوت..
فرأيت أحد أصدقاء والدي اللذين يبهم ويثق فيهم وهو الستاذ مشرف الزهران الستاذ مشرف رجل
عاقل ورزين ويثق والدي بنصحه ولذلك كانت صحبته للوالد ذلك اليوم من رحة ال ب...
دخلنا لغرفة صغية ملحقة بالفيل حيث تضمن لنا خصوصية كاملة..
جاء الش يخ صال حين ما علم بقدوم الوالد ف صافح الوالد برارة شديدة ك ما هي عاد ته مع ضيو فه ول
يكن يعلم بالوضوع الذي بين وبي الوالد ،فأخذ الشيخ صال يثن علي وعلى حرصي على العلم وأن
أعظم توفيق ل ل أن جعل ل قبول لدى إمام المة الشيخ بن عثيمي .
لشك أن تلك العبارات الصادقة الت نطق با الشيخ صال والت خرجت منه بدون قصد حيث هو ل
يعلم عن الق صة أ صل ول ي به أ حد ب ا ،كان لتلك الكلمات أ ثر ف الوضوع فكأن معنا ها ..يا أ با
ممد ل داعي للقلق فقد حفظ ال لك ابنك فليس هو كمن هم من أترابه من الشباب اللذين اشغلهم
106
اللهو فأضاعوا دينهم ودنياهم
بل إن ال هيأ لبنكم مكانا ل تستطيع أنت ول غيك أن يضعه فيه بل هو فضل خالص من ال عز وجل
!!
أحضر لنا القهوة والشاي وكنت أخدم الوالد وصاحبه ...
ول نكن نتحدث بل كان الصمت رهيبا والدوء منذر بشر مستطي !!..
هذا ما تيلته وتوقعته...
107
وأخذت أسارير وجهه بالنفراج رويدا رويدا حت إذا ما شعر الشيخ بتهيئته بدأ شيخنا ف الديث ف
الوضوع الهم!!
قال الشيهخ :تعلمون أن الخ فلن ( كنهت أت ن أن ينادي ن بالبهن وأ ظن الش يخ تعمهد ذلك لكمهة
يق صدها فتأ مل!!) قد جاء لعنيزة من أ جل طلب العلم و قد لح ظت م نه حر صا على العلم و صدقا ف
الطلب فقربته من وصحبته معي ف بعض أسفاري فرأيت منه ما أسرن وتأكدت من أمانته وحرصه على
التحصيل العلمي..
غ ي ا نه قام أ حد طلبت نا بالت صال علي كم وتأ كد من حاله وأ نه هارب من بي ته وجاء بغ ي إذن والد يه
فغض بت م نه وح صل أن ات صلت علي كم مرارا فدار بين نا الد يث الذي تعل مه وحدد نا هذا الزمان ل كي
نلتقي واحضر لكم ابنكم فلن لكي ترونه ونقرر ف حاله ماهو الصلح والرشد له ..
سكت الشيخ ث بدأ الوالد ف الديث ...
مهن عادة والدي إذا أراد الديهث الاد أن يلع شاغهه ويضعهها على حجره ويتكلمبصهوت خافهت
وهادئ...
قال :فلن فعل فعل ل يفعله أحد من الناس ،عصان وعصى أمه وترك دراسته وهرب من النل ..
قاطعه الشيخ !!
وقال :يا أبا ممد ل داعي أن تذكر ل ما سبق أن سعته منك ...خاصة وأن وقت ضيق
للغاية ولدي ماضرة الليلة والناس تنتظرن ف الارج ..
سوف أعرض عليك أمرا وأنت قرر ما تراه ف ابنك!!..
شيخنا رجل حازم ويب الدخول ف صلب الوضوع مباشرة ،ول يب النشغال بتفاصيل قد تبعد عن
الواقعة الادثة لتنتقل نقدا وتحيصا لا مضى وفات..
قال له :
أريدك أن تترك فلنا عندي ف عنيزة وسوف أسجله ف الدرسة الثانوية لكي يكمل دراسته ،ولك علي
يا أبا ممد أن أراقبه وأربيه كما أراقب وأرب أحد أبناءي وثق تاما أنه سيكون تت رعايت ومسئوليت
بعد رعاية ال سبحانه فل تنعه من العلم وطلبه....
أي ها الخوة والخوات ي صيبن ال جل وأكاد أذوب من الياء حين ما سعت هذه الكلمات من شيخ نا
رحه ال ..
وال الذي ل إله سواه ل أتوقع أن يقول شيخنا ما قال ول خطر ف بال ..
حينما تقرءون سية شيخنا وذلك حينما انتقلت عائلته للرياض وكان شيخنا من تلميذ العلمة الشيخ
108
ع بد الرح ن النا صر ال سعدي فكان لزاما أن ينتقل التلم يذ للرياض مع عائل ته ول كن الش يخ ا بن سعدي
طلب من والد الشيخ ممد أن يبقيه ف عنيزة حت يستمر ف الطلب ..
أ نا ل أقارن نف سي وال بذ ين العلم ي ال كبيين ول كن أح كي ذلك الو قف النب يل من شيخ نا عل يه
سحائب الرحة والرضوان ...
ل يدر ف خلدي أن شيخنا سيقول ذلك ول يكن متوقعا ما قاله الوالد..
قال والدي وبكل ثقة واطمئنان....
مادام فلن هو ف رعايتك وتت مسئوليتك فأنا أوافق على بقاءه ف عنيزة
بشرط أن يكمل دراسته ويتهد فيها ويبتعد عن رفقة السوء ..
وله علي ياشيخ ممد أن أرسل له نفقة شهرية قدرها ألفي ريال ..
أكاد أعجز أحيانا وأقف متارا ف صياغة بعض العبارات الناسبة ف توصيف بعض الحداث !!
إن ل كل كل مة رني نا خا صا ول نا ميزا ول كل عبارة وزن ل بد من مراعاة نغما ته ح ت تع طي النطباع
الصادق لا ترمي إليه !!
بالختصر ذلك أكب من طاقت !!
ليتن شاعرا أو أديبا حت أنطق با يعتلج بدواخل نفسي ...
صدقون أيها القراء الكرام أنن حينما أتذكر تلك اليام أو أكتب عنها ..
فإنن أعيش ف جنباتا كالسائل الائر السكي يضر توزيع الغنائم أو الرث!!
ما ذا كان حال تلك اللحظات ؟؟
كيف اصف مشاعري حينما سعت ماقاله شيخنا؟؟
كيف أصف حال حينما سعت والدي يقول ما يقول؟؟
بكيت وال ،بكيت بكاء فرح ومرارة معا !!..
ذرفت الدمع وكاد أن يكون نرا جاريا من دمي ...
بكيت من الل الذي اكتويت به طوال تلك الشهور الت مرت علي كقرون ..
من الطائف لبا للرياض لائل ث للقصيم وبينها أمور لو تعلمونا ل أخالكم تودون معرفتها !!
دعوها ل فأنا لوحدي أكتوي با وأجري على ال ...
109
قمت لوالدي فقبلت يديه ولو قدرت للبسته تاجا من ذهب أو سورته سوارا من ياقوت!!
ولكن هل هذا ما يريده أب ؟؟
هل يريد أب من جزاء أو شكورا ؟؟
ماذا يريد كل أب من ولده؟؟
إن أجل دعاء يب كل واحد منا عن ولده أن يقال له...
جعله ال قرة عي لك ...
نريد أبناءنا أن يكونوا قرة عي وكفى !!
أما شيخنا ممد ..فسأبقى أبد الدهر أدعو له حت يمعن ال به بوله وكرمه ف جنات النعيم ف مقعد
صدق عند مليك مقتدر ...
ل تنت هي الق صة ول أخ تم القال ر غم ق صره سوى لعطي كم فر صة أي ها ال سادة الكرام أيت ها ال سيدات
الكريات لكي تستخلصوا العب ما مضى ..وتعلقوا ماشئتم ..
وسوف ألقاكم بعد أسبوع من مقال هذا لكي نستأنف الزء الثان من القصة..
والسلم عليكم ورحة ال وبركاته
أخوكم ومبكم مالك الرحب أبو عبد ال..
110
رحلت إل النور الزء الثان
111
ل تقلق يا أب ...سوف أسعى بكل جهدي لغي الصورة السيئة
الت رستها عن نفسي ..
تنيت أن ألقه وأذهب للوالدة العزيزة فأطيب خاطرها وأرضيها ..
والت أعلم علم اليقي أنا أشد قلقا وخوفا علي منه ..
ل شك عندي أن والدي ل يكن مطمئنا علي ف ذلك الال ..
فهو رجل يدرك بفطنته خطورة الوقف بل يدرك ضبابية الستقبل..
فما يدريه قد يكون كل ما رآه وشاهده وسعه هو سراب ..
أو غمامة صيف عن قريب تقشع!!
والمر بيد ال سبحانه وتعال من قبل ومن بعد..
ها أنذا أيها الخوة والخوات الكرام أفتح لكم صفحة جديدة من
ذكريات وأطوي تلك اليام الليئة بالعذاب والشقاء ..
ولكن هل انتهى كل شيء ؟؟
هل توقفت دورة الياة ومعاناتا ..؟؟
هل مضت المور على ما يرام ف كل أحوالا؟؟
كل؟؟
إن اليام حبلى بالفاجئات ....
والت قد تكون سارة رقيقة ناعمة....
أو تكون نارا كاوية وعذابا ..
تكفيا للخطايا أورفعة ف الدرجات؟؟
قد يقول قائل :ل أقدم شيخنا على هذا التصرف ..؟؟
والواب :ل أشك أنه كان يعلم عواقب فعله ...
ولكن كما سبق وذكرت ،أن شيخنا يزن المور بوازين متلفة!!
هذه القاييس والعايي ...
مبنية على التقوى والشية من ال تعال والخلص له ..
ل على الوى وسوء الظن ..وبعد ذلك
فليغضب كل العالي حينها ..
دعون أروي لكم بعض الحداث ف تلك الرحلة ث لنكمل القصة..
112
عدت للمجلس مع الضيوف ..وجلست بوار عبد العزيز ابن الشيخ ..
والذي ل يشعر با حصل ف تلك اللسة ل هو ول غيه..
سواي أنا وشيخنا ...
بقي الناس يتحدثون مع الشيخ ويستفتونه ..
كان فيهم جع من مشائخ جده ومب الشيخ أذكر منهم ...
الشيخ علي الكمي ..
الشيخ جعان الزهران ....
الخ علي السهلي ..
الخ عبد الادي الكمي ...
والشيخ ممد الشميمري...
وهؤلء المسة تكرر حضورهم ولقائهم بالشيخ ف كثي من سفراتنا لده...
وللسف نسيت كثيا من الساء الت ل تسعفن الذاكرة بم!!.
انتهت اللسة قبل أذان الغرب وتوجهنا لامع المي متعب ..
حيث سيلقي شيخنا ماضرة ...
كان المع هائل واللق صلت خارج السجد من الزحام ..
ألقى شيخنا تلك الحاضرة ..
ث بعد الصلة توجه لسيارته العدة له ..
وهي سيارة الشيخ صال الزامل ..
وبالكاد وجدت فيها مكانا ل ولعبد العزيز الذي لزمته ولزمن طوال تلك السفرة...
حينما توجهت السيارة لوجهتها ..
تبعنا قطار من السيارات !!
والت أشك أنا كانت مدعوة للوليمة العدة للشيخ!!
كانت تلك السيارات لمع من مب الشيخ ..
والذين ل أسيهم الطفيليي كما يدعي البعض!!
ولكنهم فتية قد شغفوا بالشيخ و صاروا يلحقونه أينما استقر وحل..
كان ذلك ف بعض الواقف مرجا للشيخ مع مستضيفيه....
فيضطر أحدنا للتوقف ..لتبليغهم بلطف أن الدعوة خاصة فيتقبل الميع ذلك
113
بكل احترام وأدب ..فينصرفوا ..بارك ال فيهم..
توجهنا لي المي فواز ...
حيث كان مضيف الشيخ هو الستاذ عبد الرحن الحمودي..
وهو صاحب الشقة الت نزلنا با ف مكة..
نزلنا ف بيته العامر..
ونزلت معنا الموع الت ل تدعى ..
رأيت الرج الشديد ف وجه الضيف من ذلك ..
والذي أظن أنه ل يتضايق من كثرتم فهو رجل سح وكري ..
وبيته فسيح وطعامه كثي...
غي أن السبب سيدركه لحقا منكم من فطن !!
بعد جلوسنا ف الجلس الفسيح ..والذي غص بالضور
تلق جع كبي من الطلبة حول الشيخ ..
منهم الستفت ومنهم صاحب الاجة ومنهم من جاء ليستفيد من أدب الشيخ ..فهو مدرسة متنقلة رحه
ال..
لقد كان الواحد من السلف يسافر السافات البعيدة من أجل لقيا عال
لكي ينهل من علمه وأدبه وسته ..
وها هم طل بة العلم من جده وم كة ون د والنط قة الشرق ية والشمال ية والنوب ية وغي ها يقتدون ب سلفنا
الصال بارك ال ف الميع..
ل أكن أعرف الدعوين ول مستوياتم ف الجتمع ..
ولكن بعد فترة من الوقت دخل علينا ضيفان ميزان ل أتوقع أن سأراهم رؤيا العي ول ف أحلمي!!
دخل علينا شابي وسيمي ظاهر عليهما الثراء والسلطة والنفوذ!!
إنما المي سعود بن فهد بن عبد العزيز ..
والمي عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز ..ابنا اللك!!
وجلسا بوار شيخنا عليه الرحة والرضوان..
كان شيخنا يتكلم معهما بكل بساطة ودون تكلف ..
فأعطى ذلك انطباعا عن شيخنا يفهمه الميع!!
كان المي عبد العزيز صامتا طوال اللسة تقريبا ..
114
ويظهر أن هذا من طبعه أو بسبب وجود أخيه الذي يكبه ..
أما المي سعود فيظهر أنه كوالده وفقه ال يتحدث بطلقة وفيه فصاحة ويب التحدث مع الضور بل
تفظ..
كان الشيخ عبد العزيز الغامدي صاحب مشروع الزواج حاضرا ..
وكان يداعب المي سعود بضرورة أن يبحث له عن زوجة شابة تكون ضرة من ضرات أهله!!
فكان ياول الفكاك منه وتصريفه ..ويشيح وجهه عنه..
ولكن الخ عبد العزيز رجل ملحاح يريد تزويج خلق ال جيعا..
حت شيخنا ل يسلم منه!!
وبالكاد خرج المي من مقصلة عبد العزيز الغامدي..
الخ عبد العزيز لديه مشروع كبي لتزويج الشباب والفتيات ..
والراغبي ف التعدد..
وسعت عن مشروعه كثيا منه ومن غيه ..
ول أدري هل ما زال يعمل ف هذا الجال أم تغي حاله..
ذات مرة حضر الخ عبد العزيز رحلة قمت بتنظيمها لجموعة من ضيوف ول العهد المي عبد ال بن
عبد العزيز ..
وهم من إحدى الدول الوروبية وحضر برفقة عدد منهم زوجاتم..
وكان معنا صحفي من جريدة عكاظ وعدد من الصورين ..
طلب الشيخ عبد العزيز أن يلقي كلمة للضيوف ..
فتحدث وكان يترجم له أحد دعاتنا الرافقي بلغة القوم..
ولكنه سامه ال حور موضوع الكلمة وبدء بالديث عن تعدد الزوجات..
وكان صوته مرتفعا ويصل لزوجات الخوة ..
فسمعنا فرقعة الصحون ورمي الكاسات من خلف الباص الذي كن يلسن فيه..
وضرب البواب!!
حت يصمت هذا الزائر الزعج..
ولكنه استمر ف حديثه ..
فخرج النسوة من الباص ..
وابتعدن عن الجلس ..والمد ل أنن ل يصبننا بالصى!!
115
ول شك أن أزواجهن دفعوا ثن تلك الحاضرة لحقا!!
انتهت تلك اللسة المتعة وخرجنا من بيت الستاذ عبد الرحن الحمودي..
وتوجهنا لبيت مضيفنا الشيخ صال الزامل..
تلك الليلة لا مذاق خاص وطعم خاص..
لقد تغيت حيات تاما ذلك اليوم..
لقد انتهت تلك الحنة الت صارت كالسيف الصلت على عنقي
والذي كنت أنتظره أن يدنو يوما من عنقي فيقطعه !!
ولكن ال تعال بدل حال وغي مرى حيات ..
لقد كان لتلك الليلة بق وذلك اليوم وضع فريد ل..
فلقد قابلت أب ..
ورآه شيخنا ..وأرضاه وأقنعه ببقائي عنده تت رعايته ومسئوليته
وحلت عقدة هروب وانتهت بل رجعة والمد ل..
أصبح بقائي للدراسة عند الشيخ شرعيا..
زادت ثقت بنفسي..
وقويت عزيت ..
وارتفعت هت..
ووضح مقصدي وهدف..
وتغيت ملمح وجهي !!
فكان وجه الواثق ل وجه الائف الرتاب!!
وبدأت من تلك الليلة تكوين شخصيت الديدة..
شخصية الطالب الجد الواثق من أصله ونسبه ونفسه !!!
فهذه نعم تترى ومنن جليلة أعجز عن شكر الالق سبحانه عليها
مدى عمري فله المد وحده والثناء ...
عدنا فوجدنا مكان النوم معدا لنا جيعا..
116
أنا وشيخنا وعبد العزيز ف غرفة سويا..
والخوة الخرون ف غرفة ماورة..
حت شيخنا رحه ال شعرت منه تلك الليلة تبدل وتغيا ..
فرحا بانتهاء مشكلت مع الوالد ...
كنت ألو مع الخ عبد العزيز وأريه بعض التمارين الرياضية
وهو ترين الضغط برفع السم بالعتماد على اليدين!!
فلمحنا الشيخ ..
فجاء إلينا وقال :ماذا تفعلن؟؟
فقلنا :نتدرب !!
فقال :أل تريدان أن أتدرب معكما ؟؟
تبادلت النظرات مع عبد العزيز ..فانن الشيخ ول ينتظر جوابنا..
وضغط وعجزنا أن ناريه ف ذلك!!
شيخنا من رآه ول يب طباعه ويعاشره فإنه يشاه ويتلئ قلبه
مهابة منه..
ولقد رأيت أشخاصا يتحدثون مع الشيخ والعرق يتصبب من وجوههم
هيبة منه ..
ولكن من عرفه وعاشره وعاش قريبا منه ..
يرى شخصية أخرى متلفة وفريدة ..
تلزمك بحبته والعجاب بشخصه...
شخصيته جعت بي الزم واللي..
و جعت بي الهابة واللل والرحة واللطف ..
وبي الشجاعة والسماحة..
وبي علو المة والتواضع ..
وبي الد والرح..
و جعت بي الفصاحة وحسن النطق والتبسط ف الديث..
هو بشر ككل البشر ..يصيبه ما يصيبهم ..
يغضب ويزن ويتأل ..ويضحك ويزح ويازح..
117
ولكن ال تعال وهبه علما كالبال وإيانا وخلقا وعقل راجحا..
ووفقه وهداه ..وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء..
طلبت من الشيخ تلك الليلة أن يوقظن معه لصلة الليل ..
من عادة الشيخ أن ينام على الرض ..دون مراتب أو أسرة..
وذلك ف كل أسفاره ...وكنت أفعل مثله واعتدت على ذلك..
فهو ل يطلب سوى وسائد يضعها تت رأسه..
يلع عمامته ث يقوم بتمريرها على الرض ثلث مرات
ث يقرأ أذكار النوم وينفث على يديه ويسح با على جسده
كما هي السنة..
ث يلف عمامته على وجهه ول يلع ثوبه ..
ويستلقي على يينه ث ينام..
يستيقظ شيخنا على جرس ساعته النبهة الت يملها دوما ف أسفاره
وذلك قبل الفجر بساعة تقريبا..
أوقظن تلك الليلة ..
فتوضأت ..
وصليت الوتر سريعا ..وجلست أراقب الشيخ ماذا يفعل..
صلى ركعتي خفيفتي..
ث صلى خس ركعات تقريبا ..وأت القراءة فيها والركوع والسجود..
وختمها بقنوت طويل بتبتل وخضوع..
حت أذن الفجر...
حينما ختم وتره رفع صوته بالذكر..
سبحان اللك القدوس ثلث مرات ..يد با صوته كما هي السنة..
صلينا الفجر ث عدنا للمنل فنام حت وقت الضحى..
استيقظنا وأفطرنا ث توجهنا لستكمال برنامج الشيخ..
مكثنا ف جده يوما أو يومي نسيت ذلك!!
ث رجعنا للقصيم...
وصلنا للمطار فاستقبلنا الشيخ خالد الصلح نسيب الشيخ..
118
وف الطريق أوقفنا كما هي عادة شيخنا أمام أحد مساجد عنيزة
وصلى فيها ركعت القدوم من السفر...
أنزلون أمام سكن الطلب وتوجه شيخنا لبيته..
حضرت الدرس ذلك اليوم ..ولكن بوجه جديد وعزية كالديد!!
تفاجأ جاري بوجودي ..شعرت بذلك ولو ل أبصره بعين!!
من خلل حركاته وارتباكه ث صمته ...
وال شاهد سبحانه ..ومطلع عما عزم عليه..
عدت لبنامي العتاد ..واشتريت كتبا حديثة الطبع..
وحصلت بالجان على كمية ل بأس با من الكتب والراجع الهمة..
حيث خاطب الشيخ جامعة المام ممد بن سعود السلمية
بطلب كتب ل من مطبوعات الامعة ..
فبعثوا ل كراتي مليئة بالجلدات الفاخرة من مطبوعاتا ومنها
درء تعارض العقل والنقل لشيخ السلم ابن تيمية..
ومنهاج السنة لشيخ السلم ابن تيمية أيضا ..
ومموع الفتاوى له وغيها ما ل يضرن..
انتقلت لغرفة أخرى وذلك بأمر شيخنا ..
حيث اختار ل أن يكون زميلي ف الغرفة الخ مبوب الباكستان وهو من خية طلبة شيخنا خلقا وأدبا
وعقل ..
كان يضر الدكتوراه حينها ف مادة الديث فكانت صحبته ومرافقته مكسبا ثينا ل ..غي أنه كان كثي
السفار لدينة الرياض لتابعة شئون رسالته ..فكنت أبقى ف أحيان كثية لوحدي..
وضعت لنفسي برناما صارما تت إشراف شيخنا ..
مليء بالفظ والراجعة وكتابة البحوث والقراءة ونوها..
وكنت كلما أشكلت علي قضية أو مسألة دونتها ف أوراق عندي ث أقرأها على الشيخ وأسجل أجوبته
بعد الصلوات فيفك طلسها بكل براعة
ويل عقدها بكل ثقة ..
بصوص الدراسة النظامية وبا انه قد مرت فترة طويلة على ابتداء الفصل الدراسي فقد أخرت اللتحاق
بالدرسة حت الفصل التال حيث يسمح النظام الثانوي الطور بذلك...
119
ما منحن فرصة النصراف الكامل لطلب العلم ف حلقة الشيخ...
ذات مرة أخبن الشيخ بأن أمي القصيم وهو المي عبد الله بن عبدا لعزيز سوف يقدم لزيارة سكن
طلب الشيخ..
حضر الشيخ للدرس تلك الليلة كما هو العتاد..
ول يتغي من نط الدرس شيء..
سوى أن النطقة الحاطة بالامع قد اكتضت بالعساكر والشرط استعدادا لقدوم المي...
ف خلل الدرس دخل أحد رجال الشرط وتقدم إل الشيخ وهس ف أذنه..
فقال شيخنا ...ورفع با صوته :بلغ المي أن يتفضل ف السجد ويضر الدرس !!...
خرج رجل الشرطة من السجد ..
ورجع مرة أخرى وعلى وجهه علمات الوف والوجل والتحرج ..
فهمس مرة أخرى ف أذن الشيخ ..
فقال شيخنا للطلبة :انتظرون قليل وسأرجع..
وخرج حافيها وسهلم على الميه وطلب منهه حضور الدرس مهع الطلب حيهث أنهه ل يسهتطيع قطهع
درسه !!
دخل المي وحاشيته وحرسه وتسننوا ف الصف الول وجلسوا لستماع الدرس ..وانتظار الصلة..
استكمل شيخنا درسه الول والثان بعد الذان كما هي العادة..
ث صلينا العشاء...
بعد الصلة نادى علي الشيخ !!...
وكنت كما هي عادت أصلي بوار الؤذن..
فتقدمت إليه ..وقال ل :اذهب وانتظرن ف غرفتك فسوف
أزورها مع المي!!
نظرت ف وجهه وبلقت فيه !!
فقال :هيا انطلق!!..
انطلقت كالجنون ل الوي على شيء ول ادري ماذا افعل..
صعدت لغرفت وقمت بكنسها وترتيبها وتطييبها ..
ولكن ل يصلح العطار ما أفسده الدهر!!
خجلت وتنيت أن يصرف الشيخ المي لغرف أخرى أحسن حال
120
وتنظيما وأكثر باء ..
تول شيخنا مع المي ف داخل السكن..
وأراه الكتبة وقاعة الطعام التواضعة..
ث صعدا للدور الثالث ث للرابع حيث أنا ف انتظارهم..
دخل المي وهو مسك بيد الشيخ..
وخلفهما حشد هائل من الناس والعسكر ...
ووقفا باب غرفت الصغية !!..
وتول المي بنظره فلم ير شيئا يستحق النظر سوى عدد من الكتب والدفاتر وعدة الطلب!!
فقال ل المي ...ما اسك؟؟
فقلت :فلن بن فلن الفلن ..دون تردد ووجل!!
فقال :ونعم فيك !! فرددت تيته ..
ث قال :اجتهد ف العلم..وفقك ال..
وانصرفا ..
اللقة الربعون
121
كما رأيتها وعاصرتا ..وهذا موضوع أوسع وأشل ما يتصور أولئك
و لكن ما ل يدرك كله ل يترك جله!!...
لذلك سوف يتلف البنامج قليل ..
سأحرص على استكمال قصت حت النهاية وكلما سنحت ل فرصة
لذكر منقبة أو موقف سوف اذكرها وأسترسل أحيانا !!..
فأرجو أن ل يصيب ذلك إخوت القراء باللل ..
فهي ل تلو من فوائد وعب هدان ال وإياكم صراطه الستقيم..
مع أن الذاكرة أحيانا تونن ..لبعد الزمن وكثرة الشاغل ..
وال خي معي سبحانه..
أرجع لقصتنا..
بعد مرور حوال عشرة أيام من عودتنا من جده ..
كلف الشيخ الخ ممد زين العابدين والخ مبوب والخ بندر الرب بالسفر معي للطائف لكي أحضر
مكتبت وحاجيات..
نزلنا بسيارة الخ بندر حيث هي من نوع النيسان الداتسن ذات الربعة
أبواب .. ..وتوجهنا للطائف من طريق عفيف..
وهو طريق طويل ومل ولكن صحبة هذه الرفقة الصالة ..
تنسيك تعب السفر ومشقته..
حدثنا الخ ممد عن ذهابه للجهاد ف أفغانستان ..
وروى لنا قصصه ومشاهداته هناك
وما أذكره أنه ف أحد الليال الظلمة ..
وكان مع مموعة من الجاهدين العرب والفغان...
طاردتم طائرة روسية..
وقصفتهم بالدافع والصواريخ حيث أن معهم عددا من السرى
الروس وشيوعيون أفغان..
وروى كيف أنم تكنوا من إسقاط تلك الطائرة بصاروخ موجه..
بعد عناء وإثخان فيهم ..من العدو..
أذكر أيضا ما رواه لنا الخ مبوب عن طلبة العلم ف باكستان..
122
وكيف أنم يدون الشقة الائلة ف تصيل العلم
والوصول إل الشيوخ الثقات ..
وما يواجهه الطالب من عقبات من أهله وجاعته الذين قد يالفونه
العتقد أو النهج..
وكيف أنتقل من العقيدة الضالة والبتدعة لعقيدة السلف ..
وازدادت رسوخا بعد قدومه للمملكة..
وقال :إن أكب نعمة حصلها هو تكنه من طلب العلم ف حلقة شيخنا
عليه الرحة والرضوان ..ويغبطه أنداده على ذلك ..
كان انطلقنا من القصيم بعد صلة العصر تقريبا ..
وسرنا أغلب الليل.. .
ووصلنا لضواحي الطائف بعد منتصف الليل..
كان الديث مع الخوة متعا غي أنم كلما صمتوا ..
أتضايق من التفكي ما قد يدث ...وأتذكر أنن متوجه لرؤية عائلت..
فافتح بابا للحديث
فينشغل فكري عما أنا مقدم عليه..
ل أكن أحب أن أتيل ما سيحدث..
ل شك أن عائلت قد وجدت ف نفسها علي ..
ما فعلته..
خاصة وأنن ل أتصل بم شهورا عديدة..
فأنا أبنهم وحق علي أن ل أقاطعهم ..وأصلهم واتصل بم..
وهذا مافعلته بمد ال بعد ذلك طوال بقائي ف القصيم..
حينما اقتربنا من حينا أصابتن كآبة وخوف وارتباك..
وهو أمر طبيعي جدا...
فالرء حينما يطول بعده عن أهله وذويه بسفر أو غياب لي سبب
كان ،تصيبه نوبة من الرتباك والتردد..
قبيل ولوجه دارهم أو ينل حلتهم..
هذا فيمن حاله طبيعية وف أمر معتاد؟؟
123
أما حال فهو معقد للغاية ،فالوطأة أشد والوف والتردد أعمق!!..
حينما وصلنا قريبا من حينا ..
دارت ف ذاكرت تلك اليام الوال..
تذكرت لظة الروب من البيت..
وكيف أنن خرجت من البيت خائفا أترقب...
وهاأنذا أعود الن وكلي أمل لعهد جديد وصفحات ميده إن شاء ال
سبحان من يبدل الحوال ..
طلبت من الخ ممد أن يتوقف قليل لنستريح من عناء السفر..
ويأكل الخوة شيئا ..
وكان مقصدي ف نفسي أن أهيئ فؤادي وعقلي لقابلة العائلة..
تضايق الخ ممد من ذلك وكان يرغب أن استضيف الخوة ف بيتنا..
وكلمه مقبول ورأيه أسد..
فهو من سللة كرام وأهل نوة وشهامة..
فل يرضى الواحد منهم أن يطعم الضيف سوى ف بيته ومن طعامه
ولكن وضعيت وحال متلفة للغاية ..
فعاداتنا وتقاليدنا ونوتنا ل تقل عنهم والمد ل ..
يقول الفقهاء..
الكم على الشيء فرع عن تصوره!!
ويقولون أيضا..
مراعاة الال ،والكم على شواهد العيان كل بسبه ..
فما كنت أحب أن أشغل عائلت أو أشعرهم بتكليف..
خاصة لطول الغيبة ولصوصية وضعي..
على كل..استرحنا لفترة من الزمن..
ث طلبت الاتف من صاحب الطعم ..
فاتصلت على البيت..
فردت علي الوالدة..
فرحبت ب وسرت بسماع صوت وكأن شيئا ل يدث!!
124
رضي ال عن والدت وعفا عنها وجعلن معها ف فردوسه العلى..
قلت لا سنقدم عليكم بعد قليل ..
وسوف ننقل الكتبة فورا ف السيارة!!..
قالت :ألن تباتوا عندنا؟؟
فقلت لا :ل أريد أن أكلف عليكم والخوان يرغبون الرجوع من غد!!
فقالت :باتوا عندنا الليلة والصباح رباح!!
توجهنا للبيت ..
واستقبلنا الوالد..
فرحب ب وبالضيوف ..
والمد ل كانت نفسيته متازة ول أرى منه أي تضايق أو انزعاج..
خاصة أن شيخنا بعث معي برسالة للوالد هذا مضمونا..
الخ الكن .............حفظه ال
السلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد..
فأريد أن أبشركم أن ابنكم فلن متهد ف دراسته وطلب العلم
ومافظ على صلة الماعة خلف المام ..ال..
وقد بعثته إليكم لكي يمل مكتبته ويسلم على والدته..
ويضر ملف الدراسة لكي يكمل دراسته الثانوية..
ث دعا الشيخ ل وللوالد جزاه ال عن خي الزاء..
وأحتفظ بعدد من رسائله للوالد عندي ..رحهما ال..
سلمت على أمي وإخوت جيعا ...
اشق شيء ف السفر الطويل والنقطاع عن اهلك وأحبابك
هو أن تنل عليك الخبار جلة واحدة وقد يكون بعضها مرا وموجعا
ولذلك أحرص دوما أن اتصل على أهلي باستمرار خوفا من مرارة
الفواجع دفعة واحدة!!
فاجئن مرض أحد إخوت الكبار برض قريب من الصرع !!
حيث أصيب بس أو عي ..
فما استطعت الديث معه أو افهم حاله ..فهو ل يكاد يعقل !!
125
سألت الوالدة عن أمره؟؟
فقالت :وال هو كما ترى ،وما تركنا مستشفى ول عيادة إل
وعرضناه عليهم ،استمرت حالة أخي كذلك لعدة شهور ..
ولكنه تعاف وعادت له صحته وهو الن سيد نفسه وله ذرية وشأن!!
اجتمعت بالعائلة أخيا ..
لقيت العمة ..الت وقفت معي ف منت..
وقلت لا :المد ل فقد أوف ال بظن ونوت!!
فضحكت وفرحت ..
جلست مع إخوت الصغار الذين اشتقت لم كثيا..
وخاصة أخت الصغرى الت أحبها حبا ل يعلمه إل ال تعال وما زلت..
وكم تألت لفراقها وللبعد عنها فالمد ل الذي جعن بم جيعا..
وجدت كثيا من كتب وأغراضي معدة ل عند باب البيت بناء على
طلب..
ل يشق علينا تكديسها ف مؤخرة السيارة وبالكاد وسعتها..
بات الخوة ف الجلس..
وسهرت طوال الليل مع الوالدة والعائلة ..
حيث كان يوم خيس ...
بعد صلة الفجر ودعت العائلة ..
وتوجهت مع الزملء لكة لداء العمرة ..
أدى الخوة العمرة وبقيت أنا ف السيارة أحرس متاعنا وكتب..
ث رجعنا للقصيم ووصلنا قريبا من العشاء..
أوقفنا السيارة ..وناديت على عدد من الزملء ..ليعاونونا
ف نقل الكتب للغرفة ..الت أمتلءت أدراجها أخيا بالكتب!!
ل أن تلك الليلة من الماس..
ورتبت غرفت ورصصت كتب ف مواضعها حت أذن الفجر..
نزلت للصلة ..
وانتظرت شيخنا أمام باب السجد ..
126
فجاء للمسجد وهو حاف !!
ويضع أعلى عباءته على رأسه..
قبل أن يدليها على كتفه قبيل دخول السجد..
قبلت يديه ورأسه..
وليتنا قبلت قدميه ..
فله الفضل علي بعد ال ف انطلقت الدية ..
جزاه ال عن وعن السلمي خي الزاء...
127
كنت اقرأ وأراجع تلك الكتب ث أدون تلك التعليلت والقواعد
وف اليوم التال أقرأها على الشيخ وأسجل تعليقاته وتفصيلته
لا ويفرع عليها قواعد أخرى يسردها شيخنا على السليقة دون
مراجعة وتردد ،ما حين ف عقلية وسعة إطلع هذا العال الليل..
رحه ال رحة واسعة..
وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء..
سألته ذات مرة :ياشيخنا هل تراجع أو تضر لدروسك؟؟
فقال :المد ل العلم أحله ف صدري ،ونادرا احتاج للمراجعة!!
ولقد شهدته مرارا ينقل من حافظته مسائل ونصوصا يتاج الواحد من
للبحث فيها والتحرير عنها دهرا ،يسوقها الشيخ ببيانه الشاف بكل
ثقة واقتدار ..من صدره بالنص والكمال!!
كما ذكرت سابقا مرت علي فترة من الدوء من قبل صاحبنا العتيد!!
ولكنه ل يصب ول يطق النتظار حيث ظن ذلك السكي أن البساط
سيسحب أو كاد أن يسحب من تته وما درى أن شيخنا
قلبه سيسع الميع لو كنا نعقل أو نرشد!!
فاجأن ذات مرة أن لقن وأنا خارج من السجد ونادى علي!!
فالتفت إليه ..فما صدقت نظري ؟؟
انه صاحب ذاته؟؟
ابتسم ف وجهي ابتسامة ل أكاد أميزها!!
وقال ل :كيف أحوالك وما هي أخبارك؟؟
فقلت ك أنا بي حال والمد ل ...
ل يطل الديث معي بل كان يريد أن يعطين انطباعا معينا ونح فيه!!
لن يفهم ما اعنيه!!
انصرف فبقيت واقفا حائرا ل اصدق ما جرى..
هل من العقول أن الرجل عاد لرشده ؟؟
قلت ف نفسي :ل يستغرب ذلك من طالب علم ف مثل مستواه ..
يعلم ال تعال شدة فرحي با حصل واستبشاري بذلك..
128
وظننت أن ذلك هو ناية تلك الآسي الت ل تليق بطلبة العلم
خصوصا على سعة شيخنا رحه ال..
ف اليوم التال بادرته أنا بالسلم ف صلت الفجر والظهر..
كان قصدي أن استوثق من الرجل هل ما فعله حقيقة أم أنه كيد ؟؟
جاءن بعد صلة العصر وقال ل :هل مكن ترافقن لفنجان قهوة ف
بيت؟؟
قلت :لدي برنامج مع الشيخ...
ولكن لجلك سأذهب معك!!
ركبت معه على سيارته ..
وأنا فرح بذا التقدم الغي متوقع!!
وقطعنا الطريق لبيته الواقع ف أطراف عنيزة..
كان يتحدث ويتبسط ف الكلم ويبتسم ويظهر السرور والفرح..
ما زاد وثوقي واطمئنان..
وما كنت أعلم أنن كالشاة تسقى وتطعم العلف وهي تساق لسكي
الزار !!
وصلت لبيته ،وهو منل عائلته وكان شبه خال !!
دخلنا الجلس ..
ول يقدم ل القهوة والشاي كما هي العادة بل تول الديث بشكل
مفاجئ..لتحقيق وتدقيق !!..
ولكنه كان من النوع الادئ ول يكن عاصفا أو مدويا!!
ول أفهمه أنه كذلك إل حينما قال ل :
أريدك أن تفرغ كل ماف جيبك من أوراق !!
قلت له :لاذا ؟؟
قال :أفعل ما أطلبه منك !!
أخرجت ما ف جيب من أوراق فبعثرها وفتش فيها ودقق
فقال :أخرج كل ماف جيبك ؟؟
فقلت :ل يوجد شيء سوى مناديل وأقلم..؟؟
129
قال :أخرجها!!
أخرجتها حت ل أترك شيئا ف جيب!!
ل افطن لقصده حينها!!
فتش ف تلك الاجيات وبث فما أشفى ذلك غليله ونمه!!
فقام إل وأخذ يفتش جيوب بنفسه ورفع شاغي عن رأسي
وانزلا !!
قلت له :عماذا تبحث يافلن؟؟
قال :ل يعنيك!!
قلت :وكيف ل يعنين؟؟
قال :أنت تفي شيئا ول ادري أين وضعته ..ولكن سوف أجده يوما!!
ث أمرن بالروج معه من النل ..
خرجنا وكان وجهه مسودا من الغيظ وهو كظيم ويكاد يفتك ب!!
ركبت للسيارة وأنا خائف منه ..
ول نتكلم حت اقتربنا من السكن ..
عندها دار ف فكري شيء!!...
وفهمت ماذا يقصد وعماذا يبحث!!
قلت له :يافلن أما آن لك أن تعقل !!
أنت أحضرتن لبيتك وفتشتن وأهنتن ماذا تريد من ذلك؟؟
سكت ول يبن !!
قلت له :هل تظن أنن سحرت الشيخ وأنن اخفي السحر ف جيب؟؟
فالتفت إل ونظر ف عين وكاد أن يوقف السيارة ولكنه نظر أمامه
ول يتحدث بكلمة واحده!!
نزلت من سيارته وأنا خائر وحزين من فعل هذا الائب..
ترددت ف التصال على شيخنا ..
هل أخبه با فعل ذلك الرجل؟؟
ل أصدق وال أن بلغت به الظنون هذا الد!!
هل ياترى لو أخبت الشيخ سيصدق؟؟
130
أليس من العيب أن اشغل شيخنا بتلك التفاهات؟؟
خاصة بعد انتهاء مشكلت مع الوالد قريبا..
حضرت الدرس تلك الليلة وأنا ل أكاد أشعر با هو حول ..
بعد صلة العشاء انتظرت الشيخ ..
فسألن أين كنت اليوم؟؟
فقلت له :ذهبت مع فلن ف بيته!!
فتعجب وقال :مع فلن؟؟ صحيح؟؟
كأنه فرح بذلك ..
ث ناولن عباءته ودخل لدورات الياه ..حيث سيذهب بعد ذلك
لزيارة إحدى قريباته كما هي عادته..
ل يكن لدي فرصة للحديث معه أو إبلغه با فعل صاحبنا معي..
ف اليوم التال ..
ل أقابل الشيخ لصلة الفجر ول المعة ذلك اليوم...
حيث كنت تعبانا وكسول ومتضايقا للغاية ..
رأيت الشيخ من نافذة غرفت وهو خارج من السجد من صلة المعة
ومعه جع من الناس ومنهم صاحبنا ذاك!!
بعد صلة العصر ..مشيت مع الشيخ وقرأت عليه عددا من القواعد..
وحينما اقتربنا من منله وكنت وحيدا مع الشيخ ..
لحظت صاحبنا يسي بسيارته ويراقبن..
حيث مر بسيارته من أمام منل الشيخ..
سلمت على الشيخ ث رجعت للسكن..
وف الطريق بدر ل أن ارجع للشيخ وأحدثه با ت بالمس..
فرجعت لبيته ..وطرقت الباب ...
فرد علي أهل الشيخ ..فطلبت منهم أن ينادوه...
فقالو ل :انتظر قليل...
حينها ..مر صاحبنا بسيارته مرة أخرى فرآن واقفا أمام بيت الشيخ..
فأوقف السيارة و ترجل منها وتوجه نوي..
131
فاقترب من ..وصرخ ف وجهي ..
وقال :ماذا تفعل هنا ؟؟
هيا أغرب عن وجهي ؟؟
فقلت له :أنا أمام بيت الشيخ ،وليس بيتك وهذا ليس من شأنك!!
فرفع يده فجأة..
ولطمن على وجهي بشدة فسقطت على الرض..
وتبعثرت أوراقي ومسجلي..
فحمل السجل وضرب به على وجهي فسقطت مرة أخرى ث رمى به على جدار منل الشيخ فتكسر
ول يعد ذا نفع..
ث دفعن بشدة وعنف وقال :هيا اذهب وإل فعلت بك وفعلت!!
حلت متاعي وأوراقي البعثرة وتنيت أن يرج الشيخ فيى ما حصل بعينه ..ورجعت للسكن وأنا أبكي
من الل والسرة..
سبحان ال ..أهكذا العلم وهكذا حال طلبة العلم؟؟
ومن ؟؟ من أقرب الناس للشيخ ؟؟
واعيباه وفضيحتاه على العلم وطلبته!!
وال الذي ل إله سواه إنن أتدث لكم ول أكاد اصدق ما حدث وجرى
دخلت على سكن الطلبة وطلبت من علء الدين أن يعطين هاتفا..
فقال ل :مالذي حصل لوجهك؟؟
فقلت :دعن ياعلء سأخبك لحقا..
فقال :إن هاتفي يستقبل ول يكن التصال منه..
ولكن اذهب لتلفون الكتبة فيمكنك التصال منه..
دخلت على مشرف الكتبة وهو الخ عبيد ال الفغان وهو من أصحاب القريبي جدا من..
فاستأذنته للتصال على شيخنا لمر هام...
فتفهم المر وعرف أن هناك كارثة حصلت معي!!
فاسهتأذنته أن أخلو بالتلفون ..
ل أكن ارغب أن يسمع الطلب تلك الهزلة والفضيحة..
فخرج من الكتبة ول يكن حينها سواه ورد الباب خلفه..
132
فاتصلت على تلفون الشيخ الاص..
فردت علي أهله وحولتن للشيخ...
حينما سعت صوته ،انفجرت باكيا ول أستطع أن أنطق جلة واحدة مفهومة ..
فقال ل.. :
اهدأ وحدثن با حصل ...
فرويت له القصة وما فعله طالب العلم ذاك معي..
فاسترجع شيخنا ،وعرفت الغضب والية من صوته ..
وقال ل :سوف أرى مالذي سأفعله مع هذا الرجل..
ث أغلق السماعة ....
133
وخيا وأتقى عند ال تعال..
ل يطلب من شيخنا شيئا ول ينهن عن شيء ول يبن مالذي
جرى بينه وبي ذلك الطالب..
..ول أشك انه استدعاه واستوثق منه ما فعله..
فهو رجل قريب من الشيخ وهو طالب متهد ف العلم إن ل يكن اعلم
طلبة الشيخ ف بعض العلوم!!
فأي عار سيجلبه ذلك الرجل لنفسه ولشيخه وللقته ولطلبة العلم لو
أشيع الب حينها؟؟
لو طلب من الشيخ أن أصب وأصمت لفعلت ولكن سيبقى ف نفسي
شيء!!
ولو أمرن بفعل شيء نو أن أشتكيه أو شيخنا فعل ذلك لكانت
كارثة!!
لذلك سكت الشيخ وكأنه يشي ل أن القرار راجع إل!!
ول أدعي وال أنن كنت راشدا حكيما ف أفعال حينها..
ولكنن كظمت غيضي وفوضت أمري ل سبحانه..
وصمت ول أشتكه للشرطة أو أي جهة تاسبه..
وأنا أحد ال تعال أنن فعلت ذلك ..
فمنذ تلك الشكلة وأنا أشعر ف نفسي أنن جزء من عائلة هذا العلم
الشهم الكري الذي آوان وكفلن ..
فالمد ل أنن ل أضيق صدره بشيء أو أن أفتح له بابا للمشاكل..
ولكن هل ارتدع ذلك الرجل السفيه عن غيه وعقل وتاب عما فعل..
دعون أكمل فصول الرواية وأحداثها وستعرفون مالذي حدث!!
كما سبق ل يطلعن الشيخ عما جرى بينهما..
ولكنن أدركت بعض المور من خلل تصرفاته..
والت من خللا نستطيع استنباط ما يري..
حيث انقطع رفيقنا عن الدروس لفترة طويلة !!
وتوقف عن القراءة على الشيخ ف درس العصر..
134
بل ل يعد يصلي خلف الشيخ ف السجد كما هي عادته..
ورأيت بينه وبي الشيخ جفوة ..
وأنا ل آمر بذلك ول تسئن !!
كما قال أبو سفيان رضي ال عنه!! ..
فبعد فعلته معي صرت ل أطيق رؤيته ول أطيق ماورته ..
وحينما رجع لضور الدرس بقي سنوات يضر اللقة
دون أن ينطق بكلمة واحدة أو يكلمه شيخنا إل ما ندر..
وكل ذلك من نتائج أفعاله الشينة معي حينها...
لقد سعى ذلك الرجل طوال بقائي ف عنيزة ف تشويه صورت والنيل
من سواء ف عنيزة عند طلبة الشيخ أو لدى أقاربه وأهله وولده..
وكذلك لدى كل الشائخ الذين يصل إليهم دون أن يردعه دين أو خلق
أليس من العيب أن يكون شغلنا نن طلبة العلم أن نفتري على بعضا
بعضا ونشغل الناس بثل هذه التفاهات..
ل يظنن جاهل أو مغفل أنن أردت بكتابت عن تلك القصة النيل من ذلك
الطالب أو النتقام من تصرفاته معي !!..
إن هذا سيكون حسابه بي يدي رب العالي سبحانه..
ولو قصدت ذلك لفضحته باسه ولذكرت مازيه باسه..
وهذا مال يليق بنا معاشر طلبة العلم وف ذلك أذية لشيخنا ولهله ..
فدعونا ياإخوت نستفيد من تلك القصة دون أن ننشغل بعرفة من هو
فلن أو فلن..
إن كل ما قصدته من كل ذلك هو رد جزء من جيل شيخي وأستاذي
ووالدي الشيخ ممد رحه ال ورضي عنه ..
فدعون احكي الكاية واروي الواقعة بكل اطمئنان وراحة ضمي..
إن موقف شيخنا ممد معي هو موقف شريف ونبيل أريد أن أحكيه
للناس لتعرف فضله وعقله وسعة حلمه رحه ال ..
أريد أن يعرف أبنائي و كذلك كل من اساؤا ب الظنون من قرب وبعد
أريدهم أن يدركوا ما حصل ويكفين أن تبلغهم القيقة الت أدين ال
135
با وبعد ذلك فالقرار راجع لم وأمري وأمرهم ل تعال..
لقد شحن ذلك السكي نفوس بعض الناس حت وصل بم الال أن
يفعلوا أفعال ل تكاد تصدق..
سافر مموعة من أصحابه بإياء منه للطائف من أجل أن يستوثقوا
عن لدى من يعرفن من الشائخ ..
وليتهم أكتفوا بذلك فليس هناك سوى ما يشرف والمد ل ...
بل كذبوا وافتروا و صوروا لم أنن ف شهور بسيطة قد صرت أقرب
الناس للشيخ فل بد أنن استعملت وسائل غي شرعية وقصدهم أنن
سحرت الشيخ !!
ورجعوا لعنيزة ونشروا بي الناس أنم وجدوا سر السألة
وكيف أنن سأكون خطرا على الشيخ وولده وأهله ..
اختلفت آراء أولئك السفهاء ..
فمنهم من قال :هو ساحر ..
ومنهم من قال :بل هو جاسوس ..
ومنهم من قال :هو !!!
والذي أريد أن يعرفه هؤلء من يقرأ هذا الكلم اليوم أنن طوال
بقائي ف عنيزة لكثر من عشر سنوات والذي ل إله سواه ل اسع
شيخنا يقول كلمة واحدة عن سحر أو جاسوسية ل عن ول عن أحد
من طلبته فهو رجل عاقل وحصيف ويشى ال تعال ف أعراض
الناس ويعرف أنه موقوف بي يدي ال ومسئول عن كل ما يقوله
فليعد أولئك جوابا لربم عما قالوه وافتروه ..
وليأتوا بالبهان إن كانوا صادقي ..
ل يرو ل الشيخ ما يقوله هؤلء عن ول اسعه يتكلم به معي أو
مع غيي ل من قريب ول من بعيد ول ياول الستيثاق من ذلك
فهذه شهادة شرف أعتز با من الشيخ رحه ال..
كان الشيخ يقول ل :أنت مثل ابن عباس رض ال عنه حينما قال:
أدركت العلم بثلث (بقلب عقول وجسم غي ملول ولسان سؤول) أو كما
136
قال رضي ال عنه..
ل يشتغل الشيخ ول يشغلن بثل هذه الزعبلت ..
بل كان وفيا معي وبعهده الذي قطعه لوالدي بأن يرعان وأكون تت
نظره وتربيته ..
جاءت أيام الدراسة فدرست ف ثانوية ابن سعدي وبالكاد ترجت من الثانوية..
حيث أن نفسي طابت من الدراسة النظامية ولول ضغط الشيخ علي
لتركتها ول أكمل مطلقا..
جاء رمضان ذلك العام 1412..للهجرة..
حيث يتبع فيه شيخنا برناما صارما ف قراءة القرءان
وتتوقف دروسه تقريبا سوى تدريس بعض البواب الفقهية الت
تتعلق بالصيام ورمضان..
حينما بلغنا الب برؤية اللل ذلك العام ..
ل نتمكن من صلة التراويح ليلة الول من رمضان ..
فلم يبلغ الناس إل متأخرين وأظنهم أعلنوا ذلك ف آخر الليل ..
ف ذلك الصباح استقبلت الشيخ وهنأته بالشهر الفضيل ..
وسألته عن برنامه ؟؟
فقال :سأجلس أقرا القرءان ف السجد..
قلت له :سأبقى معك ..
قال :ل دروس سوى قراءة القرءان فحسب..
فقلت :نعم سأفعل إن شاء ال..
وكنت حينها مرهقا ومتعبا ول ان أغلب الليل ..
صلى الشيخ الفجر ذلك اليوم ث بعد التسبيح والذكر ..
دخل لصلى المعة الذي ف مقدمة السجد..
ورمى عباءته على الرض وابتدأ ف قراءة القرءان وهو يسي
ذهابا وإيابا..
فقرأ عشرة أجزاء ..حيث يتم كل ثلثة أيام ..
فتكون ختمته ف الشهر عشر ختمات ..
137
ولو شاء لتمه كله ف يوم واحد ولكنه يرى أن السنة أن ل يقل عن
ثلث لديث عبد ال بن عمرو ابن العاص ..العروف..
و با انه ينل لكة ويكث العشر ف الرم تدريسا وإفتاء
ولكثرة أشغاله وضيق الوقت فهو يقرأ أيضا بعد صلة العصر ليعوض
عن نفسه التمات الت يريد أن يقرأها ف مكة ..
ومن عمل شيخنا انه يواظب على الشيء إذا فعله مهما كانت الظروف
ويترز لذلك ..رحه ال رحة واسعة..
طلب من الشيخ أن أراجع حفظي ث بعد ذلك يسمع ل حينما ينتهي
من قراءة حزبه ..ف السجد أو ونن نسي لبيته..
حيث ل يكون أحد سوانا..
ويكون ذلك بعد انقضاء حوال ثلث ساعات من بعد الصلة..
كانت لظات روحانية أجد التعة واللذة ف استذكار تلك اللحظات
الميلة ..
أذكر أن تلك اليام كانت باردة ولذلك يلبس شيخنا عباءته الغليظة
ذات اللون السمى ( العناب ) !!
وكنت أتدثر بعباءت وأقرأ القرءان ويصيبن النعاس أحيانا..
فأنام فيفع شيخنا صوته بالقرءان كأنه يوقظن فأستيقظ وأكمل
حزب..
حاولت مرارا أن أفعل مثل الشيخ وأسي ف السجد كما يسي هو
ولكنن تعبت وعجزت ..
وهو يفعل ذلك لكي ل ينام وينعس ول يكسل ..
ذات مرة ف تلك اليام ونن نسي لبيت الشيخ وحولنا هدوء وسكينة
فالناس كلهم هجوع..
والسواق والشوارع خالية من الناس والسيارات ..
فل تسمع سوى سقسقة وتغريد العصافي..
طلبت من الشيخ أن يدثن عن نفسه ..
وعن حياته ف شبابه ..
138
فأخذ يروي ل أشياء جيلة سأذكرها ف اللقة القادمة
بول ال تعال ...
139
سامية ل تضرن جيعها ...
ولكن سأنسجها من ذاكرت وأضيف عليها أشياء رواها الشيخ ل
ف مواقف أخرى وهي بذات مضمون ما قاله ..دون زيادة أو مبالغة..
ولو كانت عندي مكتوبة أو مسجلة لرقمتها لكم برفها ولكن للسف
ل يبق سوى ما ف ذاكرت وبالكاد تود معي بشيء!!
قال رحه ال:
كانت عائلتنا فقية ..كأغلب العوائل ف عنيزة حيث مر على الناس
جوع وممصة لقلة المطار ولندرة الال ،ولنعدام المن ،حيث يعجز
الواحد أن يرج من عنيزة لبيدة أو لي مدينة أخرى حينما يل
الظلم ..خوفا من السراق وجاعات النهب والسلب...
كانت عائلتنا تلك بقرة حلوب نشرب من حليبها ولبنها ونتغذى من
سنها ولمها ف الواسم ..كما هو الال ف كل بيوت عنيزة..
وكان والدي يذهب نارا للوادي لكي يزرع ويسقي نله وغرسه..
فكنت أساعده ف شؤون عمله ..
حبب ال تعال ل العلم وطلبه قبل أن تنشأ الدارس النظامية
والعاهد ،فالتحقت بلقة شيخنا ابن سعدي رحه ال مرورا بدروس
بعض تلميذه الكبار اللذين كانوا يدرسون مبادئ العلوم لصغار الطلبة
ومنهم أنا (يعن الشيخ نفسه)..
فكنت أحرص على المع بي الطلب ومساعدة الوالد رحه ال..
استمر الشيخ عدة سنوات ف الدراسة على شيخه ابن سعدي
وأقبل الطلبة عليه من عنيزة وخارجها ..
حيث هو علمة القصيم حينها بل منازع..
يقول الشيخ :كان شيخنا ابن سعدي رجل حليما ورحيما بطلبه فكان
يشجعنا على الطلب بكل ما توفر له من إمكانات ..
فكان يثي جو النافسة بي الجموعات بالناظرات والجادلة
والحاورة ،فيكافئ الجموعة الفائزة أو الطالب الجد بفنة من
ترات الرطب أو العنب أو بكافأة مالية رمزية ..
140
وكان الشيخ ف دروسه يبسط الكلم ليستوعب الصغي والكبي عنه
وياور طلبه ويازحهم أحيانا ف دروسه ،ما يثي جو الرص
وحب الستماع والستفادة من علمه وأدبه ..
وكان الشيخ يزور الطلبة ف بيوتم ويضر مناسباتم ويعود مرضاهم
يقول شيخنا :كانت مكتبت حينها عبارة عن غرفة صغية ،انشر
فيها وتصعب علي فيها الركة سوى بشقة ولا كوة صغية تشرف
على زريبة البقر ول أكن أتأذى من روائحها النتنة لنن ل أشم
أصل!!
أراجع ف مكتبت التواضعة دروسي من كتاب الروض وتفسي
الللي وغيها ..
يقول الشيخ :ث مرت بعد ذلك فترة من الركود العلمي فتضائل عدد
الطلب عند الشيخ ابن سعدي...
وشغل الناس بأمور سياسية ومذاهب فكرية كالناصرية والقومية
العربية الشتراكية وغيها بسبب العلم النحرف والوجه..
وانفتحت أبواب التجارة والعمل والتعليم ف الامعات والعاهد
فهاجرت كثي من العوائل للمدن الكبى كالرياض والنطقة الشرقية
وغيها...
يقول الشيخ :ث إنن أصابن ما أصاب الناس فانصرفت عن دروس
الشيخ واشتغلت بالزراعة ف الوادي مع الوالد ..
قلت له :كم الفترة الت انقطعتم فيها عن العلم؟؟
قال :خس سنوات تقريبا!!
قلت له :وماذا كنت تعمل حينها ؟؟
قال :أزرع واحصد ول أكن أذاكر أو أراجع العلم الذي حصلته عن
الشيخ ابن سعدي ،وكدت أنسى القرءان غي أنن كنت أراجعه وأنا
أسي على حاري إل الوادي!!
ولول ذاك لنسيته ولكن ال سلم..
يقول الشيخ :ول يكن يضر حلقة الشيخ بن سعدي سوى عدد بسيط
141
من كبار طلبته ،ومع ذلك صمد الشيخ واستمر ف التعليم والتأليف
والفتاء ..والطابة وتدريس العوام ..دونا انقطاع ..رحه ال
رحة واسعة..
يقول شيخنا :ث إن ال تعال حينما أراد ب خيا ..
جئت يوما لامع الشيخ ابن سعدي وحضرت درسه لول مرة منذ
سنوات ..
فما عاتبن الشيخ ول نرن لنقطاعي ول يقل ل:
ل غبت ؟؟
أو ل تركت العلم؟؟ أو نو ذلك ...
ما أثر ف نفسي وحبب الشيخ ابن سعدي لنفسي..
فرفع ذلك السلوك من الشيخ هت ..
و توجهت بكل جوارحي للعلم ،فزاحت الكبار وثنيت الركب بي يديه
وحصلت من علمه وأدبه ما فتح ال علي به ،فحزت رضاه وإعجابه
فقربن وخصن بدروس ل خاصة أو مع خاصة تلميذه..
فقرأت عليه متونا كثية ف الفقه والتفسي والصول والنحو والصرف
والديث والصطلح وغيها من العلوم النافعة..
وحصل أن انتقلت عائلة الشيخ ممد لدينة الرياض ..
فطلب الشيخ ابن سعدي من والد الشيخ ممد كما سبق وذكرنا أن يبقى
شيخنا ف عنيزة ليكمل طلبه للعلم ،حيث رأى الشيخ فيه علمات
النبوغ والنباهة فحرص على بقائه ليستمر ف التحصيل وهذا ما كان..
و بعد سنوات افتتحت العاهد العلمية..
فاستأذن شيخنا من شيخه ابن سعدي أن ينتقل للدراسة
ف العهد العلمي ف الرياض ..
فأذن له شيخه ..
يقول شيخنا ..
حينما دخلت قاعة الدرس ف العهد العلمي ف الرياض ..
وتغيت علي وجوه الطلبة اللذين عهدتم ..
142
وكان الو الدراسي وطرق التدريس متلفة عما أعتدت عليه ..
تنكرت علي المور وضاقت علي نفسي ..
وندمت على حضوري للرياض..
وكان يلس بواري شاب كفيف خلوق وطيب فأحببته واستأنست به
منذ أول لقاء به..
وهو الشيخ العلمة عبد الرحن الباك العال الشهور ..
يقول الشيخ :ونن ف القاعة وأنا أتدث مع صديقي وجاري
دخل علينا رجل بدوي اليئة اسر البشرة رث الثياب ..
وجلس على مقعد التدريس فقلت ف نفسي:
الن أترك شيخنا ابن سعدي وعلمه الواسع وطيبته وأرييته
وساحة نفسه ..
وكنت ف بلدي وديرت وبي أقارب وأصحاب
أترك كل ذلك من أجل أن أتعلم عند هذا الفريقي البدوي..؟؟
ياضيعة العلم والعلماء..
يقول الشيخ :ث إن هذا العراب بدأ ف الكلم ..
فحمد ال وصلى على رسول ال ..
وتكلم ف فنون العلم وصنوفه من حفظه بل كتاب
فشرق وغرب وتل اليات ونقل أقوال الفسرين والفقهاء ..
وخلفاتم ،قديها وحديثها..
وذكر الحاديث بأسانيدها وشواهدها والكم عليها..
وروى الشعار والشواهد والنصوص الطويلة ..الائلة وتفجرت أنار العلوم من بي جنباته
و تدفقت من لسانه كالسيل الادر ..
علوم وأقوال ليكاد يويها صدر عال لقيناه أو عاصرناه..
فلله دره ..
ما أقوى حجته ..
وما أسد بيانه ..
وما أرفع كعبه ف العلم وبيانه ونقله ..
143
رغم احتقارنا ليئته أول المر ..
يقول الشيخ :ففرحت بذلك أيا فرح ..
وشكرت ال تعال أن تكنت من لقيا هذا البل الشم والبحر الزاخر..
إنه العلمة الفسر الفقيه النحوي الشيخ ممد المي الشنقيطي رحه ال رحة واسعة..
صاحب التفسي الكبي تفسي أضواء البيان..
أستفدت من علمه ف التفسي والصول والنحو وغيها..
يقول الشيخ :ولزمت دروس ساحة شيخنا العلمة عبد العزيز بن عبد ال بن باز عليه رحة ال ..
فقرأت عليه جزءا من صحيح البخاري وأبواب الفرائض..
وقد أهتم ب الشيخ وخصن بدروس ف منله
فقرأت عليه عددا من التون ف قواعد التفسي والديث وغيها..
وحسبك بذين العالي الليلي علما وفقها وسعة اطلع ..
عليهم وعلى شيخنا سحائب الرحة والرضوان..
144
السجد..
ووقع اختيار عدد من الوجهاء على الشيخ ممد ..
رغم أنه ل يكن أكب الطلبة سنا أو أقدمهم ف حلقة الشيخ ابن سعدي..
وتبي للناس بعد حي أن اختيارهم لشيخنا كان توفيقا وتسديدا من ال تعال ..
سبب موت العلمة الفقيه ابن سعدي رحه ال فراغا ف التعليم
الشرعي ،ولكن ل يطل الوقت حت سد شيخنا مسده بل كاد ياوز شيخه أو قد فعل!!
سلك شيخنا أسلوب الشيخ ابن سعدي ف اللقاء حيث التبسيط والتركيز على الكيف ل الكم..
والعجب من بعض طلبة العلم ف زماننا هذا ..
ترى الواحد منهم يسوق ف الدقيقة الواحدة كما كبيا من السائل والنقولت ول يكاد يستوعب الطلبة
من أستاذهم سوى النر اليسي من علمه!! ..
يقول ابن عباس حب المة رضي ال عنهما..
ف قوله تعال ( وكونوا ربانيي با كنتم تعلمون الكتاب وبا كنتم تدرسون) قال هم من يبدؤون بصغار
العلم قبل كباره..
قال ل احدهم يوما :ما بال الشيخ ابن عثيمي رحه ال ف دروسه الت نسمعها على الشرطة فيها كأنه
يدرس أطفال ل طلبة علم ؟؟
قلت له :أنت تبالغ ف كلمك ..لكن الشيخ يبسط السألة لن أفهام الناس تتفاوت فيستفيد من كلمه
الطالب البتدئ و كذلك الطالب الجد النهم ....فهي ربوع نظرة وبساتي عامرة كل يقطف منها ما
يسد حاجته ويروي عطشه ..
لقد ورث شيخنا هذا السلوب عن شيخه ابن سعدي والشيخ ابن سعدي
أخذ هذا السلوب عن الشيخ ممد الشنقيطي وليس هو صاحب أضواء البيان بل هو أحد العلماء اللذين
مروا على عنيزة ف طريقهم لدينة الزبي ف العراق حيث تتلمذ عليه الشيخ ابن سعدي ف فترة بقاءه
ف عنيزة واخذ عنه سند رواية الكتب الستة متصلة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم..
وبذه النا سبة ي سرن أن أزف هذه البشرى لطل بة شيخ نا ا بن عثيم ي رح ه ال جي عا م ن تتلمذوا على
يديه وحضروا دروسه واستحقوا أن يطلق عليهم عرفا أنم تلميذ لديه بأن لم جيعا نسبا شريف
متصل برسول ال صلى ال عليه وسلم !!
هو خي النساب وأفضل وأزكى عند ال لن اتقى!!
من نسب الرحم والقرابة ..
145
ولذا النسب وتدوينه قصة سأحكيها لكم لحقا ..
ومضمونا أنه حينما ابلغن الشيخ رحه ال بإصابته برض السرطان ف القولون تألت لذلك أشد الل
وحز ف نفسي وتكدرت علي أموري ..
فكتبت له هذه الورقات ومعها أوراق أخرى وفيها أبيات شعرية نظمتها
وسلمتها له ..
ففرح با الشيخ وأثن عليها ويسعدن أنا كانت سببا لدخال السرور على نفسه رحه ال رحة واسعة
والن دعون أذكر السند والذي أطلقت عليه (نسب العلماء )
علما أن الفضل يعود بعد ال ف تدوين هذا النسب للشيخ العلمة عبدال البسام رحه ال
حيث نقلت أغلب ذلك النسب النبيل من تفته النادرة الطراز
(تاريخ علماء ند خلل ثانية قرون)
قلت فيها :
هذا هو نسب شيخنا وأستاذنا العلمة الفقيه الفسر النحوي ..
الشيخ ممد بن صال العثيمي ..
وقد أخذ العلم عن شيخه العلمة عبد الرحن الناصر السعدي ..
وهو أخذ العلم عن الشيخ صال بن عثمان القاضي..
وهو أخذ العلم عن الشيخ عبد ال بن عائض..
وهو أخذ العم عن الشيخ علي بن ممد بن علي قاضي عنيزه
وهو أخذ عن الشيخ العلمة عبد ال بن عبد الرحن أبا بطي مفت ند الشهور
وهو أخذ عن الشيخ أحد بن حسن بن رشيد الحسائي..
وهو أخذ عن العال الشهي ممد بن فيوز وهو أخذ عن والده عبدال بن فيوز ..
وهو أخذ عن والده ممد بن فيوز الد..
وهو أخذ عن عبد القادر التغلب ..
وهو أخذ عن ممد البلبان وعن الشيخ عبد الباقي والد أب الواهب...
وها أخذا عن العلمة منصور البهوت ..صاحب الروض..
وهو أخذ عن يي بن موسى الجاوي ...صاحب الزاد..
146
و عن الشيخ أحد الوفائي وها...
عن الشيخ موسى الجاوي صاحب القناع ...
وهو أخذ عن الشيخ أحد الشويكي...
وهو أخذ عن أحد العسكري..
وهو أخذ عن علي بن سليمان الرداوي العلمة الشهور منقح الذهب النبلي ..
وهو أخذ عن ابن قندس...
وهو أخذ عن ابن اللحام...
وهو أخذ عن الافظ ابن رجب النبلي..
وهو أخذ عن شس الدين ابن قيم الوزية ...
وهو أخذ عن شيخ السلم ابن تيمية ....
وهو أخذ عن شيخه شس الدين عبد الرحن بن أب عمر صاحب الشرح الكبي..
وهو أخذ عن عمه موفق الدين ابن قدامة ...
وهو أخذ عن شيخه العابد الزاهد عبد القادر اليلن...
وعن الافظ ابن الوزي وعن ابن الن الفقيه الشهور وهم ..
أخذوا عن أب الوفاء بن عقيل صاحب كتاب الفنون..
وعن أب الطاب صاحب الداية...
وها عن القاضي أب يعلى...
وهو أخذ عن أب حامد ...
وهو عن أب بكر بن عبد العزيز غلم اللل...
وهو أخذ عن أب بكر بن اللل...
وهو أخذ عن الروزي وأولد المام أحد بن حنبل صال وعبدال...
وهم أخذوا عن المام أحد بن حنبل إمام أهل السنه....
وهو أخذعن أئمة ومنهم المام ممد بن إدريس الشافعي...
وسفيان بن عيينه وها عن عمرو بن دينار والمام مالك بن أنس....
وهو أخذ عن نافع مول ابن عمر...
وهو أخذ عن صاحب رسول ال الفقيه عبد ال بن عمر ابن الطاب رضي ال عنهما...
وهو أخذ عن إمام التقي ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم....
147
هذه سلسلة كري ة مليئة بالنجوم الزاهرة وبالكرام الولياء وعلى رأ سهم ر سولنا وحبيب نا سيد الول ي
والخرين ممد بن عبد ال الاشي عليه افضل الصلة والسلم أهديها لكل طالب علم درس على يد
شيخنا العلمة ممد بن صال العثيمي رحه ال..
148
فقال ل الوظف :الطائرة تأخرت !!
فقلت له :وكم ساعة تأخرت؟؟
قال :ل ندري ؟؟
ولكن طائرتكم الغادرة للرياض سوف تذهب أول من الرياض إل منطقة الوف
ث تعود للقصيم لتنقل السافرين إل الرياض!!ّ...
وهي حت هذه اللحظة ل تغادر من الرياض والفروض أنا غادرت فجرا ..
ونصيحت لك تبدل حجزكم لده ..فهي مغادرة بعد ساعتي....
ترددت بي اليارين ..
ولكن ف النهاية عزمت على البقاء للسفر على رحلت الصلية ..
حيث أن رحلت الغادرة من الرياض للطائف ستكون قريبا من العصر..
فأملت أن أدركها ..
أل علي أحد زملء السكن أن أسافر على جده فهي أضمن ولكنن أبيت !!
غادرت رحلة جده حوال الساعة الادية عشرة حيث تأخرت قليل ..
انتظرت رحلت ف الطار من الساعة الثامنة صباحا وحت قريبا من العصر ..
وبلغ ب الهد والنتظار واللل مبلغه ..
حيث ل يعد ل أي خيار آخر سوى تلك الرحلة ..
وأخيا جاءت طائرت حوال الساعة الامسة عصرا ...ول تكد تصل..
انطلقنا للرياض ..ووصلنا بعد أربعي دقيقة ..
ولكن للسف رحلة الطائف كانت قد غادرت الساعة الثالثة عصرا!!
توجهت لكاونتر البيعات لستفسر عن الرحلة التالية للطائف..
فوجدت طوابي هائلة من البشر تقف ف صفوف مبعثرة وغي مرتبة ،
يستجدون موظفي الطوط العابسي الشمئزين!!
وقفهت مهع الناس حته أذن علينها الغرب فغادرنها الوظفان الكريان دون أن يبها الناس ..أيهن
وجهتهما !!
وبقينا حوال النصف ساعة والرتال واقفة فيهم الكبي ف السن والريض وصاحب الاجة ،ول تسل
عن تأفف الناس وتضايقها ؟؟
وأخيا رجع أصحاب السعادة وهم فرحون ويتمايلون ويضحكون بعد
149
تناول وجبة الفطار وأداء الصلة طبعا بكل خشوع واطمئنان !!
ول بأس قليل من نيل قسط من الراحة والسترخاء ومعرفة آخر الخبار !!
عاد صاحبانا وها يضغان العلك!!
ليطبا نسماتما الزكية من روائح الطعام الشهي واللذيذ !!
كانا ف قمة النشوة والنشاط بيث أنما ل ينهيا سوى عدد ضئيل من
السافرين( الضعفاء) حت أذن عليهما لصلة العشاء ،فانصرفا راشدين فخورين
لداء صلة الفرض ومعها ربا !!كم ركعة من التراويح!! ليوحا عن نفسيهم
من عناء العمل والكدة على الناس!!
قد يقول البعض أنن أبالغ ولكن وال هذا ما حصل ذلك اليوم..
وهو شيء مشاهد للسف ول يفى على الميع..
ونراه ونشاهده بوتية متلفة من مطار لخر ومن زمن لخر ..
وال من وراء القصد..
أذكر مرة أنن كنت ف ماليزيا ذلك البلد السيوي العملق !!..
وأسيه عملقا ليس بسبب حداثته وتطوره فحسب !!
بل لثقافة شعبه السلم والتمسك بقيم الضارة مع تسكه بدينه ومبادئه!!
كنت بصحبة عدد من الصحاب ف منطقة اسها (قنت هايلند ) وهي منطقة
ساحرة وخلبة تقع ف شرق العاصمة كواللبور على بعد عشرين دقيقة تقريبا
(بالناسبة !! سعر التذكرة على التلفريك شاملة ركوب الباص من العاصمة
وحت مطة التلفريك مع ركوب التلفريك ،جيع ذلك ذهابا بمسة ريالت فقط!!)
حينما وصلت مع أصحاب للطابور الواقف أمام العربات العلقة والسماة التلفريك ،هالن العدد الائل
من الناس ..
والذين يقفون ف طوابي ل تكاد تعد ول تصى من البشر ..من النساء والطفال والشباب والشيوخ..
فقلت لصحاب سنصل لول عربة غدا إن شاء ال ..؟؟
فالتفت ل صاحب وقال :أنت ف بلد منظم ياعزيزي أنتظر وسترى !!
كان الصف يتحرك بانتظام وبدون توقف ول يتقدم احد على الخر كل يعرف سبيله وحدوده!!..
وصلنا لول الصف بعد عشرين دقيقة تقريبا ..وهذا وال ما حدث!!
دعون أكمل رحلت فمالنا وما لاليزيا ؟؟
150
أخيا وصلت لسعادة الوظف ف كاونتر البيعات ..
تصنعت ابتسامة وردية حت أكسب وده وتعاطفه ورحته..
وكأنن واقف ف طابور للشحاته !!
تكلم معي دون أن ينظر لوجهي الكئيب!!
بكل برود وعنجهية قال :
ماف رحلت رح بر اصرف لك !!
فقلبت حسابات ودرست وضعي النفسي والسدي خلل ثانيتي !!
فلم يطق صاحب النتظار وقال ل :خلصنا يامطوع!!
قلت :يا أخي (وكدت أقفز من فوق الكاونتر واقبل يديه!! )
أنا مواصل من القصيم وتعبان ..شفلي أي مقعد ولو درجة أول ..ال يليك!!
قال ورفع يده ومسح بالخرى على قفاه :رح سجل انتظار وبعدين أشتري
التذكرة من عندي!!
قلت وأنا أمسح بيدي :طيب ل مشكله ،بس إن رجعت عندك هل يب علي
أمسك الطابور مرة ثانية؟؟
قال :طبعا !!
هذا النظام!!
ث أمرن بالنصراف لينهي من بعدي من البؤساء!!
توجهت أجر ذيول اليبة للكاونتر الذكور..
ويال العجب !!
كل الوجوه عابسة ذلك اليوم ..
العسكر والوظفون و حت عمال النظافة ..
أعوذ بال ...كأننا ف حرب ولسنا ف مطار ..
حينما عبت من عند نقطة التفتيش ..الداخلية ..
ل أجد مكانا لقف عنده ..من الزحام وكثرت الرائح والغادي!!
ول يكاد الرء يد مساحة للهواء ليتنفس الواء النظيف !!
كنت كلما مر بواري موظف رسي أمسك به و اسأله أين كاونتر النتظار؟؟
يقول ل أحدهم ..يي !!
151
والخر يقول هناك أمامك ..
وآخر ينظر ل شزرا وباحتقار ول يرد علي !!..كأنن قتلت أباه وأمه!!
ولكن أخيا دلن عامل النظافة جزاه ال خيا !!..
ويا للعجب ..
حين ما و صلت للكاون تر ..رأ يت أكداسا من الب شر أغلب هم من الاليات السيوية من ال ند وبنغلدش
وسيلنكا وغيها من البلدان ..
وأغلبهم بلباس الحرام ..
مكدسة أمام موظف واحد ل تسل عن وصفه وعن ملمه ؟؟
وعن تهمه الفرط ؟؟
حينما ترى صفوفا من هذا النوع فالوسيلة الوحيدة للوصول للموظف ..
هو أن تترق الرتال بالدفع عن اليمي والشمال والزاحة وشد الشعور واللطم أحيانا!!
وإل فوا ل لن تصل إليه أبدا..
أما أنا فبقيت واقفا بكل أدب أنتظر دوري ..
وكنت كلما اقتربت للموظف جاءت أمامي طوابي جديدة
فيعيدن العسكري السر ذو الشوارب الذابلة !!
قائل :من أول الصف يامطوع!!
شاهدت عامل توجه لوظف الطوط ويظهر انه مسئولم أو مديرهم
فانكب على يده يقبلها ويبكي ويتلوى ويرفع تذكرته ويقول..
وال أنا من ثلثة يوم ماف أكل وشرب ول نوم أبغى أسافر للدمام!!..
فقال الوظف بعد أن شعر بالرج من نظر الناس وتمعهم لذا الشهد الخزي!!
الشكلة من الكفلء يرمون هذول الساكي ول يؤكدون حجوزاتم!!
رمى السيد الشكلة على الكفلء نور ال قلوبنا وعقولنا ؟؟
ف كل مكان ترى المج من شبابنا للسف !!
وقف مموعة من الفتية متوسطي العمار والراهقي!!
مستغلي تلك الفوضى والرج والرج !!
ودلوا رؤوسهم من فوق السور العلوي
ف أعلى الطار فوق كاونتر النتظار مباشرة !!
152
وصرخوا على العمالة السكينة التجمهرة أمام الوظف وقالوا لم :تبغون
تسافرون مكة؟؟
روحوا هناك فيشيون عليهم للكاونتر الجاور ..
فيتراكض الضعاف ويدثون جلبة ..ث يكتشفون أنم خدعوا !!
فيعودون مرة أخرى ..
فيتمايل أولئك الفتية بالضحك والزاح!!
مع أنه ييط بوظف الطوط مندين من الشرطة بزعم تنظيم الصفوف والرقام!! ..
وهيهات!! فهما ل يتحركان ساكنا وكأن المر ل يعنيهما ..
إن وظيفة هذين الخوين الكريي كما شاهدت بعين هو السوالف والديث مع بعضهما أو مع موظف
الطوط ول بأس من التوسط لصديق أو قريب على حساب الساكي اللذين لم ال تعال!!
ل أريد أن أطيل عليكم وقد فعلت !!
بقصة فارغة وطويلة قد ل تكون مفيدة ..
ولكن يعلم ال تعال أنن ل أصل للطائف سوى بعد مرور أكثر من أربعي ساعة من النتظار والعذاب
أخلف ال علينا خيا !!
153
وأخذوا يتلمظون ب كما تتلمظ الفعى بفريستها..
هذا يقول :يال اوديك مشوار ..وقال الخر :كم تدفع؟؟
وقال الخر بقي عندي راكبي ..
وأحدهم قال :مابقي عندي إل راكب واحد ..
فقلت له :سأذهب معك أنت وين سيارتك ..
فحمل حقيبت وقال :اتبعن...
وصلت لسيارته الكر يسيدا متوسطة الال !!
موديل !! 82
فوجدت السيارة فيها راكبي اثني فقط !!
فقلت له :وين الركاب الخرين ؟؟
قال :كانوا هنا وراحوا !!
بس اصب دقايق ويون ركاب بسرعة !!
قلت له :ياعم أنا مستعجل ولزم أمشي على طول ..
فقال :اصب شوي ل ترمنا من الرزق ..
انتظرت وكنت ل أكاد أستطيع الوقوف من العياء ..
ث فكرت قليل وقلت له:
اسع سأدفع لك حق ثلثة ركاب ويال نشي !!
وجدت البلغ ليس بكبي وكنت مرهقا وأريد الوصول للطائف بأسرع ما يكون
فقال ل الرجل وهو ف المسينيات من عمره وقد مل الشيب حواجبه
وشواربه وما بقي من ليته وشعر رأسه!! :
طيب ،خلص هات بطاقة أحوالك حت أسجل اسك ..
ناولته البطاقة والبلغ مقدما لثلثة ركاب ..
فذهب للتسجيل ورجع بعد عشر دقائق ول يعد وحيد
بل جاء ومعه راكبي !!
فقلت له :من هؤلء ؟؟
فقال :ركاب !!
قلت :طيب ،أنا دفعت حق ثلثة ركاب رجع ل قروشي اللي دفعتها
154
لراكبي !!
فقال :وال ما أحد قال لك تدفع !!
ظننت ف البداية الرجل يزح!!
ولكن رأيت علمات الد بادية على مياه!!
شدهت من الوقف ،وبقيت أنظر له بية ..
هل جن هذا الرجل ؟؟
كيف يستحل هذا الال ؟؟
وف شهر رمضان ؟؟
أنا أكتب لكم إخوت الكرام أخوات الكريات ووال لو ل تدث ل القصة
لكدت أن ل أصدق حدوثها ..
كيف طابت نفسه بفعل ذلك وبأي مبر ؟؟
قلت له :ياعم كيف ترضى تطعم أولدك مال حرام؟؟
قال ويظهر أنه استصغرن :أركب وخلينا نشي بدون كلم فاضي!!
العجيب أن الركاب قد شاهدوا ما حدث ول يتكلم منهم أحد ..
ل يكن لدي فرصة لن أفعل أي شيء فقد اخذ الرجل البلغ وليس معي
مستند يثبت ذلك ويستطيع النكار بكل سهولة ..
ل أذق طعم النوم طوال الطريق من تصرف هذا الظال ..
وأقسمت بعدها أن ل أركب مع سيارة أجرة تكسي أبدا وهذا ما فعلت!!
قلت له :أوصلن لبيت أهلي على اقل تقدير ..
قال :أوصلك مع الركاب للمحطة !!
هل كون تركت الرجل يفعل ما يفعل دون أن أتصرف أو استرد حقي ولو
بالقوة هو جب وخور حيث كنت ضعيف البنية؟؟
هل هو احترام لشيبته وكب سنه؟؟
هل هو بسبب الشهر الفضيل وكوننا صائمي؟؟
هل هو بسبب ربكة الوقف وصغر سن وقلة خبت ف الياة ؟
ربا كل ذلك أو بعضه !!
هل أن ال تعال أراد بكمته وتقديره يعلمن أن الياة كلها جهاد وكفاح
155
فل تركن ياهذا ول تطمئن ؟؟
كل ذلك وارد ..
وصلت للطائف ومنذ دخول للمنل ورؤية الوالدة الكرية والوالد والخوان
والخوات نسيت كل ما مر علي من تعب ومشقة وإذلل ..
أول شيء فعلته بعد ذلك أنن اتصلت على الشيخ لخبه بوصول..
حيث أمرن هو بذلك ..حت يطمئن من وصول المانة الت ف عنقه لصحابه
اتصلت عليه وسلمت عليه وبلغته بوصول فتعجب حينما علم أنن ل أصل إل
بعد يومي!!
قلت له :ياشيخنا الكاية طويلة وخلها على ال تعال ..المد ل أنن وصلت
ث ناولت الوالد السماعة والوالدة فكلمهما وسلم عليهما وقال للوالدة:
ال يعله قرة عي لك!!
بقيت ف الطائف عدة أيام واستمتعت فيها أيا استمتاع حيث أن الشمل قد
اجتمع بفضل ال ث بفضل الشيخ..
ل يدث شيء يستحق الذكر ف تلك اليام ،
استأذنت والدي ونزلت لكة بعد أيام ..
لكي أقابل شيخنا هناك ..وأكون برفقته ..
ف اليوم الوعود أحرمت من بيتنا ومررت باليقات ومنه لبيت للنسك
ووصلت لكة قبيل صلة الظهر تقريبا ..
وكان موعدي مع الشيخ أن ألقاه قريبا من مراب المام حيث سيصلي خلفه
لحت الشيخ وهو بالحرام يسي متوجها لقصده ومعه الخ علي السهلي ..
وحدث موقف طالا تكرر معنا ..
حينما اقترب الشيخ من الصف الول تقدم له جندي من النود ودفع الشيخ
وقال :صل ياحجي هناك!!
ول يعرف الشيخ طبعا..
فتقبل شيخنا المر واستدار وأراد أن يرجع ،فلمحه الشائخ ف الصف الول
فعرفوه ..
فلحق عدد منهم الشيخ وأرجعوه وعنفوا الندي السكي ..
156
شيخنا رجل بسيط ول يب التعقيد وكثرة النقاش ..
أذكر مرة أننا كنا نريد الدخول لواقف السيارات بوار الرم ..
فردنا الندي وأب كل الباء أن يسمح لنا بالرور ..
فرجعنا ول ندرك الصلة ف الرم بسببه ..
وكان بالمكان أن نتصرف معه بوسائل أخرى!!
ذات مرة ف طريق الدينة القصيم أوقف الشيخ رجل أمن ومعه أخاه عبد
الرحن ..فقال له العسكري :هات هويتك ؟؟
فقال الشيخ :هويت ف حقيبت وهي خلف السيارة!!
فقال العسكري :انزل وجب الوية من القيبة !!..
فترجل الشيخ وفتح القيبة وأخرج هويته للعسكري ..
فنظر لبطاقة أحوال الشيخ فقال :وين صورتك؟؟
وللعلم هوية الشيخ بدون صورة مكتوب مكان الصورة ( معفى) !!
فقال الشيخ :أنا معفى من التصوير!!
فقال الندي وشك ف القصة :ليش ؟؟
أول مرة ير علي شخص معفى من التصوير!!
فقال الستاذ عبد الرحن :هذا الشيخ ابن عثيمي!!
فما عرف الرجل الشيخ وقال مستهزئا :كلكم شيوخ !!
وبالكاد أرجع الوية وسح لم بالرور !!
وهذه قصة قريبة حدثت لجموعة من طلبة العلم من الردن ..
وعددهم ثلثة..
حيث ذهبوا لداء العمرة وحضروا دروس شيخنا رحه ال ف مكة
وف طريق عودتم للردن حدث لم حادث مروري ف الدينة واصطدمو
بإشارة مرور بسيارتم العتيقة فأتلفوا الشارة ول تعد صالة للستعمال ..
فتحفظت عليهم إدارة الرور وأمر الضابط ببسهم حت يستوف منهم قيمة
الشارة كما هو النظام..
فمكثوا ف البس عدة أيام دون نتيجة أو عفو وحاولوا وتلمسوا أن يسمح لم
157
الضابط بالسفر للردن وسوف يمعون له مبلغ الشارة التالفة ويولونه له
بعد التعهد بذلك..
فرفض الضابط وقال لم :يب أن تدفعوا القيمة أو سوف أحيلكم للمحكمة !!
عندها قال أحدهم :لا ل نتصل على أحد الشائخ ونطلب منه العون فنحن
عابروا سبيل ولعل ال ييسر لنا فكاكا من الكرب الذي نن فيه..
فوقع اختيارهم على الشيخ ممد لقرب العهد به ولعلمهم أن الشيخ لن يقصر
معهم إن شاء ال ..
ولكن الشكلة كيف سيصلون للشيخ؟؟
نادوا على الضابط واجتمعوا به ف مكتبه وقالوا جيعا :نريد نتصل على الشيخ
ابن عثيمي !!
فقال :هل عندكم رقم هاتفه قالوا :ل !!
فقال :أعطون اسه كامل !!
فقالوا :اسه ممد بن صال العثيمي ..فاتصل على آمر السنترال
فأعطاهم الرقم ..
وبعد معاناة وماولت مضنية لنشغال الط رد الشيخ على الاتف ..
فتكلم أحد الشباب من الجموعة ..وشرح للشيخ الوقف وأنم طلبة علم
قد حبسوا بسبب الادث ..ال القصة..
فقال الشيخ :هات الضابط أتدث معاه !!
فتحدث الشيخ مع الضابط واستوثق منه ،فأكد على ما قالوه ..
فقال له الشيخ :أطلق سراح هؤلء الشباب وسوف أضمن لك كل البلغ !!
فقال الرجل :وال ل استطيع إطلقهم حت يصلن البلغ !!..
فقال الشيخ :أنا ضامن لك أن يصلك البلغ غدا إن شاء ال دع هؤلء يذهبون
لولدهم وذويهم ..
فأب الرجل وأصر على ذلك ..
فقال الشيخ :ما اسك لو تكرمت ..؟؟
فأعطاه اسه وحدد له طبيعة عمله ..ث أغلق الشيخ السماعة..
بعد مرور فترة من الوقت رن جرس ذلك الضابط ..
158
بعد أن ارجع الفتية للحبس..
فكان التحدث من الطرف الثان مدير عام مرور الدينة ..
فقال :هل اتصل عليك ابن عثيمي قبل قليل وطلب منك أن تطلق السجناء
فأبيت؟؟
قال :نعم ..
فقال :اتصل علي المي عبد الجيد بن عبد العزيز بنفسه ويقول لك
أطلق هؤلء الشباب فورا ..وقال :هذا ابن عثيمي لو يأمر على كل شيء
لطعناه!!
فأطلقوا سراحهم ..
حينما صلينا الظهر ذلك اليوم اقتربت من شيخنا وكان حوله حشد من الناس
فلما أبصرن نظر إل نظرة أنكرتا !!
فسلمت عليه فقال ل هامسا ف أذن :هل أخذت شيئا من شعر ليتك؟؟
فقلت :أبدا وال !! لاذا؟؟
فقال :كأن ألحظ أنك خففت منها!! ث أكمل كلمه وقال:
ولتعلم أن قربتك من لعلمي أنك صاحب دين ،وتتعلم لتعمل بعلمك!!
كانت تلك كما يقولون ضربة معلم ،وتوجيها ل أنساه أبدا ،ول يفوتن القصد والغاية منه !!
والعروف أن شيخنا يفت بتحري اخذ شيء من اللحية كما هو قول جع من الفقهاء..
ابتدأنا ف أداء الناسك من الطواف وكان الزحام شديدا والو خانقا ،مع أننا ف موسم الشتاء!!
انتهينا من أداء العمرة ث توجهنا لكان استراحتنا وهي شقة تابعة لحد الخوة واسه ممد الغامدي ..
وهو كابت متقاعد ورجل فاضل من سكان جده..
كنت أنا والخ علي السهلي مكلفي بتنظيم برنامج الشيخ وتسجيله على أوراق
طوال فترة بقاءه ف مكة ..
والبنامج اليومي تقريبا سار بوتية واحدة ول يتلف طوال بقاءنا إل ما ندر
وبالملة هو كالتال :الصلة فجرا ف الرم قريبا من كرسي الدرس ف الطابق الثان من الرم ،ث إلقاء
159
الدرس والجابة على الفتاوى القرؤة حت شروق الشمس ،ث التوجه للسكن للنوم حت قريبا من الظهر
..
ث نتوجه للحرم لصلة الظهر ...
ث يعود الشيخ لغرفته ف الرم ليستقبل الفتاوى من الاتف لساعة وبعدها
يقيل حت قريبا من أذان العصر ..بعد العصر تفتح بوابة الغرفة للزوار
والطلب والحتاجي وذلك حت أذان الغرب ..ويفطر الشيخ مع الناس على
ترات وقهوة وماء زمزم ،وشيئا من العصيات إن أمكن إدخالا !!
ث بعد الصلة يتوجه الشيخ لن حدد ف البنامج ويشترط فيهم شرطان:
أن ل يكون بعيدا عن الرم ..وثانيا أن يوافق عليه شيخنا
وغالب من يدعو الشيخ هم من الشائخ والعلماء وكذلك عدد من المراء وأصحاب
الشيخ وأقاربه ..
ث يتوجه الشيخ للحرم لصلة العشاء والتراويح ..وذلك ف الطابق العلوي
( السطوح ) قريبا من كرسي الدرس ..
ث بعد الصلة يتوجه الشيخ لكرسي الدرس ويلقي الدروس وييب على
الفتاوى حت ينادى على صلة القيام ..
فيصلي مع السلمي حت يتم بالقنوت ..
ث يتوجه لطعام السحور وذلك حسب البنامج الحدد والكتوب ..
وهكذا طوال أيام العشر الواخر ..حت عودته للقصيم ..
النسان حينما يروي ويدث الناس عن ذكرياته ومواقف حياته مثله مثل
الراكب على قطار سريع يسي ف درب مدد ولوجهة مقصوده ..
والراوي يتلفت ينة ويسرة ث يكي للناس ما استطاع بصره أن يعيه ويتلقفه !!
ول يظنن ظان انه سيقدر على الحاطة بكل ما رآه ويشاهد فهذا ما تفن
العمار القصية ول يفن ..وال ييسر ويعي على ما تبقى..
ف ذاكرت عن تلك اليام صور شت مبعثرة وغي مرتبة أنزعها من أطراف
الذاكرة وأطارد تلك ،فأمسكها وألقيها ف دفتري بعد نظمه ،وتفوتن أخرى
فل يكنن اللحاق با فهي طريدة صعبة الراس !!
ويتاج الوصول إليها لهد لعل ال مع اليام يكننا منها!!
160
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحه ال ف مقدمة ذكرياته ( فهذه ذكريات .
حلتها طول حيات ،وكنت أعدها أغلى مقتنيات لجد فيها يوما نفسي ،
وأسترجع أمسي ،كما يمل قربة الاء سالك الفازة لترد عنه الوت عطشا ولكن
طال الطريق ،وانثقبت القربة .فكلما خطوت خطوة قطرت منها قطرة
حت إذا قارب ماؤها النفاد وثقل علي المل وكل من الساعد جاء من يرتق
خرقها ويمل عن ثقلها ..ال كلمه النفيس رحه ال..
ومع أنن والمد ل ما زلت ف عز شباب ول ابلغ ما بلغه الشيخ علي رحه
ال ف سنه إل أنه وللسف ل يبق ف ذاكرت ما يفيد وينفع الناس سوى
القليل النادر ..
كما سبق وذكرت كان البنامج طوال اليام العشر يسي بنمط واحد ..
وحيث أن الخ علي قد سبق له أن رافق الشيخ فقد تول تسجيل من
يدعونا ،ف دفتر أو ورقة يملها معه فكان الشيخ يقول له ..
سجل عندك غدا السبت عند الشيخ عبد الرحن السد يس ..والسحور عند
الشيخ عبد العزيز الميدي وغدا عند فلن وهكذا ..
ما أذكره ف تلك اليام عدد من الواقف ..
كما ل حظتم ل ينام شيخنا طوال الليل إل أن يغفو قريبا من النصف ساعة إن
وجد لا متسعا من الوقت قبل السحور..
ذات يوم ل أتكن أنا و شيخنا من النوم نارا بسبب شغل ما ،فأثقل ذلك
علينا جدا فكنت أذهب للمسجد للصلة أو لقراءة القرءان أو لستماع الدروس
فتغلبن عين فأنام ول استطيع القراءة أو الصغاء ..
غي أن الشقة الكب هي على شيخنا رحه ال فهو ل يد فرصة ليستريح
لكثرة الناس والحتاجي ..
فتحنا البواب للناس كما هو العادة ف عصر ذلك اليوم وجلس الشيخ للناس
والحتاجي وللفتاوى عب الاتف ..
ول تسل عن حال شيخنا السكي فقد كان يرفع ساعة الاتف ويستمع لسؤال
السائل فينام وتسقط ساعة الاتف من يده فيفعها ويقول :أعد سؤالك فينام
ويكاد يسقط على وجهه دون أن يشعر..
161
وكان السائل يلس بي يدي الشيخ فيكلمه والشيخ ينصت له ولكن النوم يغلبه
فينام ويبقى السائل حائرا ول يدري ما يفعل حت أغمز شيخنا فيستيقظ فيقول
:أين كنا؟؟
واستمر شيخنا ف برنامه حت اليوم التال وصمد للناس حت بلغ به العياء
حدا ل يوصف..
وكانت القاصمة فجر اليوم التال ..حيث أن الشيخ رحه ال نام وهو يستمع
لقراءة السئلة وحوله المع الائل من الستمعي والقدر باللف وكل يشهد
هذا الوقف وقد يذكره بعضكم !!
..ولقد كان يتوقف أحيانا ف الدرس فيغفو لثوان معدودة ث يكمل حديثه ف
موضوع متلف ..حت ظن بعض الهال أن الشيخ خرف!!
أما أنا فاستمعت لبعض درسه فلم اقدر على التحمل فبحثت
عن زاوية ف الرم وتوسدت كتاب ونت نوما عميقا ..
وظننت أن سأستيقظ قبل فراغ الشيخ من درسه ..
وهذا مال يصل ..
الذي حدث أن شيخنا حينما وصل للسيارة الت تنتظره عند الرم ويقودها الخ
علي التفت الشيخ حوله فلم يران ..
وكان بإمكانه أن يذهب وسوف ألقه فالدرب ليس ببعيد غي أن شيخنا ل
يفعل ذلك وليته فعل !!
قال لعلي :وين صاحبنا ؟؟
قال :وال ما رأيته ..
فرجع الشيخ من فوره لكان درسه وهو بعيد عن موقف السيارة ،رجع
ليبحث عن والناس حوله ول يعلمون مالذي يفعله الشيخ ..
بقي الشيخ يبحث عن لساعة من الزمن ..
حي ذلك استيقظت من نومي فتلفت حول فوجدت السجد شبه فارغ ..
فقمت وسرت ف السياب على غي هدى كأنن ممور من شدة التعب..
فالتقيت بالشيخ ف منتصف الطريق وحوله عدد من الطلبة ..فقال ل:
أين كنت ؟؟ أنا ابث عنك من ساعة !!
162
فخجلت وال خجل ل يعلمه إل ال ..ول استطع أن أجيبه من الياء
لكن شيخنا بسماحة نفسه ..
تاهل الوضوع لعلمه بسبب ذلك وقال ل :النوم سلطان جائر!!
أنا شاب ف قوت نشاطي ومقتبل عمري وشيخنا رجل سبعين ومع ذلك
يتحمل شيخنا مال أطقه أنا أو غيي من الشباب ..
أذكر مرة ف حج إحدى السنوات أن شيخنا ل يكن ينام خلل
أربع وعشرين ساعة سوى أربع ساعات تقريبا ..
ولقد كان يبلغ منه الهد فينعس وينام وساعة الاتف ف يده ..
فأقوم أ نا أو أ حد مرافق يه بغلق ال سماعة وف صل خط التلفون وترك الش يخ وحيدا لي ستريح ،في ستيقظ
ويقول أين الاتف ؟؟
فنقول له :أجهدت نفسك ياشيخي ن قليل..
فيقول :الناس متاجة لن يفتيها وأنا أنام؟؟
هات التلفون ..فيغمنا على إحضاره ونن نشفق عليه من التعب ..
من الواقف الت حصلت لنا تلك اليام ..
من عادة شيخنا أن يتصدق على فقراء الرم من الفارقة وغيهم ..
وهذا ما يفعله كل عام ..وعرف الناس عنه ذلك ..
فطلب من أنا والخ علي أن نستقبل الطلبات وندون الساء ونردها ..
وحينما جاء يوم التوزيع وهو قبل العيد بيوم تقريبا ..
تمهر عدد هائل من الفارقة وغالبهم من الفتولي وأصحاب الجسام الضخمة
وقوية البنية ..وكان لم جلبة وضجيج فكنا ننادي على الساء فيدخل
الشخص لداخل الغرفة ويستلم ما ييسره ال له ..
غي أن المر خرج عن السيطرة ول نقدر على ترتيبهم وتنظيمهم ..
وتدافع الناس واختلط الابل بالنابل وخفنا على الشيخ وهو لوحده ف الغرفة
ول يشعر با يصل ف الارج ..
فجهدنا أنا وعلي أن ندخل الغرفة وبالكاد دخلنا ..
وأردنا أن نغلق الباب حت يقل عدد الناس ويسهل تنظيمهم ..
ولكن الشاغبي ل يرقهم هذا التصرف فدفعوا على الباب حت كادوا أن يلعوه
163
حينها جاء شيخنا ورأى بنفسه الال ..
فقال :خلص أوقفوا التوزيع !!
ل يكن أن نعطي الناس بذا الشكل..
ولكن كيف سنغلق الباب ..فنحن اثني نقف أمام مئات ..
فحاولنا جاهد ين أن نغلق البواب فلم نقدر ..بل تدافع الناس ودخل عدد منهم ف داخل الغرفة ..
حينها استشط شيخنا غضبا ..وتقدم بنفسه ووقف أمام رجل أفريقي ضخم الثة عظيم الرأس مفتول
العضلت ..فوقف شيخنا أمامه ول يكاد يصل بطوله لنصف جسده !!
وهو النحيل ضعيف البنية فأمره بالروج !!
فكأن الفريقي ل يفهم ول يتكلم اللغة العربية ..
فقال له الشيخ :أخرج يارجل ..
فما ترك من مكانه وصار يرطن بكلم ل نعيه ..
فحاول الشيخ دفعه وفحص ف الرض بقدميه والرجل ثابت كالبل الراسي
فأشفقت على شيخنا منه ..فتقدمت إليه ولطفته بالعبارة ومسحت على ظهره حت خرج وكفانا ال
شره ...
من الشاكل الت كانت تواجهنا ف الوصول للحرم هو إياد موقف لسيارتن
وذلك أن سيارة شيخنا ليست فارهة..
وفرها لنا الشيخ صال الزامل جزاه ال خيا ..
وذلك بناء على رغبة الشيخ أن تكون من السيارات العادية البسيطة..
كما قلت إن الناس تغريها الظاهر وتلهبها الزخارف
فقلما نصل من البوابي البسطاء على التقدير..
ولذلك نعجز أحيانا ف التعامل معهم ..
ذات مرة مررنا بوار بواب فقلنا له نريد أن نوقف سيارتنا بالواقف ..
فقال :هل معكم تصريح ؟؟
فقلنا :ل ..
164
وحدثناه سرا وهسنا ف أذنه ..
اسح لنا فمعنا رجل ذو قدر وعلم !!..
فالتفت ورأى شيخنا و سيارته فقدر وفكر ف السألة بناء على ما رآه !!..
أما إن مررت أنا أو علي بالسيارة بدون الشيخ فلو دقت أعناقنا فلن نصل على
الذن بذلك !!
بناسبة ذكر السيارات ..
حي وصول لعنيزة ..
كان لدى الشيخ سيارتان ..
الول سيارة مازدا بوكسي موديل ثاني ..
وهي سيارة الشيخ ويبها ويهتم با ..
حت أن قراطيس القاعد حينها مازالت عليها ف تلك السنوات..
أما ضرتا الخرى من السيارات فهي وانيت داتسن باب واحد
ويقودها أبناء الشيخ ولقد رأيت الشيخ مرارا يركبها ف تنقله ف عنيزة
روى ل أحد الثقات ..
يقول منذ زمن بعيد حيث ل يكن شيخنا يلك سيارة ..
اتصل عليه المي سلطان بن عبد العزيز ودعى الشيخ ليزوره ف مزرعته
العروفة ف القصيم..
فلب شيخنا الدعوة ..واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله
لزرعة المي..
فكان البوتوكول التابع للمي قد رتب أن يستقبل المي سلطان
شيخنا من باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة سيارات المي وحشمه وضيوفه
فأصابا الجل والياء أمام أخواتا الفارهات السن ..
غي أن شيخنا ل يتأثر من ذلك..
فهو زاهد بالظاهر ول ترك ف مشاعره شيئا ..
فلما رأى المي الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغي وجهه وأشفق على شيخنا ..
165
وقال :ياشيخ ممد ،ل بد أن نشتري لك سيارة ..
فقال الشيخ :تعبنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح وال يغنيك ويزاك خي..
ولقد روى ل شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد ل ما حدث..
حيث أن أحد المراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر الهدي وقال :اعتب هديتك وصلت وأعفن من
قبولا!!
شيخنا حينما يرد تلك الدايا ل يقصد احتقار ما يهدى أو من يقدم
الدية..
أبدا وال ..
غي انه رحه ال رجل بسيط ويب البساطة ول يريد التكلف ف
اللباس والظهر أو الركوب ..عاش على ذلك ومات عليه ..
كما هو شأن سلفنا الصال..
فرسولنا عليه الصلة والسلم قبل هدايا اللوك والمراء كما هو ثابت عنه..
وكان ابن عمر رضي ال عنه يقبل هدايا اللوك ..كما صح ذلك عنه..
وهو من هو ف زهده وإتباعه لثار النب عليه السلم وسننه..
وللعلماء ف ذلك تفصيلت وتقسيمات معروفة ..
يرجع لا من يريد الستقصاء والبحث..
روى ل جع من الناس ومنهم شيخنا بنفسه ..
أنه ف عام 1407للهجرة حينما زار اللك فهد رحه ال وعفا عنه
منطقة القصيم ..
اتصل اللك على شيخنا وقال له :نريد أن نزورك ف منلك..
فرحب به الشيخ وقال على الرحب والسعة إن شاء ال..
فشقت الواكب الائلة الطرق إل بيت شيخنا وغصت بالنود والعسكر
الطرقات ف عنيزة ..ودوت صفارات الشرط..
166
وظن الناس أن الزور هو إحدى قصور عنيزة الفسيحة ..
فتجمعت الشود لذلك الضيف الكري..
وقال الناس :هنيئا لن سينل هذا الكري ف داره..
وما علم الناس أن شيخنا هو القصود..
وأن بيته التواضع هو قبلة اللك والمراء ...
فلما ترجل اللك من سيارته ..
ونزلت الاشية من الواكب..
تفاجأ اللك وحشده الكبي ..
أن الشيخ ممد يعيش ف بيت من طي!!
فصعقوا من ذلك ..وتعجبوا واستغربوا ..
ولعلهم بلغهم المر فظنوه مبالغة..
فدخل اللك البيت ..وتول بنظره فيه وف جدرانه البالية ..
وسقوفه التواضعة..
فما رأى شيئا يرد النظر ويل العي..
170
عندها حدثت اللبة وصرخن صراخ الكلومات
توجعا من الدهس والرفس!!
ولكن دون استجابة أو رحة..
فحاولنا نن جاهدين أن ندرك الوقف
ونقلل السائر بقدر الستطاع!!..
ولكن كتيبة الوت تلك مرت وما عبأت بندائنا وترجينا لن !!..
حت وصلن للجهة الخرى ومرن عباب الزحام بكل جدارة واقتدار!!
عجيب أمر بعض الجيج والعتمرين!!
كنت مرة أطوف مع الشيخ حول الكعبة ..
فسمعنا رجل يمل سبحة ف يده..
وكانت من طولا وعدد حجارتا تزحف ف الرض!!
وجسمه ضخم كالبعي وبشرته سراء ..وشعره أجعد وهو كفيف البصر
سعناه يصرخ ويدعو :رب اغفر ل وهب ل ملكا ل ينبغي لحد من بعدي!!
ومرة لق الشيخ رجل نصف رأسه ملوق والنصف الخر غي ملوق..
ومنظره مقزز ..
فقال له الشيخ :ل نصف رأسك ملوق وتركت الخر؟؟
فقال :أنا سأعتمر عمرتي أحدها ل والخرى عن أمي
فهذه اللقة للعمرة الول!!!
وروى لنا الشيخ صال الزامل حفظه ال أنه سع معتمرا يطوف بالكعبة الشرفة
ويسبح بسبحته ويقول ف تسبيحه :ياحسي ابن علي ،ياحسي ابن علي!!
وكنا مرة ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأراد شيخنا بعد أداء
الصلة أن يسلم على رسول ال عليه الصلة والسلم وصاحبيه ..
وكان الزحام هائل حول القب..
وغالب الزوار من النسيات السيوية من الباكستان وغيها ..
وحينما رأى العسكر ورجال السبة الواقفي حول القب الشيخ..
طلبوا منا أن نر من فوق الدرابزين الحيط بالقب..
171
فهو أسهل علينا وحت نسلم من الزحام..
فتقدم شيخنا وكنت بواره وسلم على رسول ال قائل:
السلم عليكم ورحة ال وبركاته يارسول ال ..
نشهد أنك بلغت الرسالة وأديت المانة ونصحت للمة وجاهدت ف ال حق
جهاده حت أتاك اليقي ..
ث مر من أمام قبي صاحبيه وسلم عليهما رضي ال عنهما ..
فأردنا النصراف والنول ..
ولكن الشود الت حول القب كان لا رأي آخر!!..
فوجه شيخنا الضيء ..وشكله الميز واهتمام الرس به ..
لفت نظرهم فكأنم قالوا :هذا ول من الولياء !!
فتقاذفوا للسلم على شيخنا والتبك به!! ..
فكانوا يدون أيديهم لصافحته ..
وبعفوية وطيب نفس مد شيخنا يده للسلم عليهم ومصافحتهم وليته ل يفعل!!
فقد تدافعت الموع وعل بعضهم فوق بعض!!
ول يكتف بعضهم بالسلم..
بل صاروا يتمسحون بيد الشيخ على الوجه والبهة..
وسحب شيخنا وسط الموع وسقطت غترته وعباءته عن ظهره !!..
ولقد رأيت أحدهم يسك يد شيخنا فمسح با من رأسه وحت قدميه !!
وشيخنا الضعيف النحيل ل يقدر على الفكاك منهم ..
وكان يعلو ويفق وكادت ذراعه أن تلع ..
فتزاحم العسكر ودفعوا الناس والهالة ..
وفك شيخنا وبالكاد !!
ول أظنه عاد لا من بعد أبدا!!
روى لنا الشيخ ممد السبيل إمام الرم ف إحدى اللسات ف بيته بضور
شيخنا رحه ال ..
أنه ف إحدى سفراته لدولة الباكستان ..بصفته إماما للحرم الشريف..
احتفي به احتفاء كبيا وأكرم من الكومة والشعب غاية الكرام..
172
وطلب منه التنقل بي الوليات الباكستانية لزيارة الناس والطلع على أحوال
السلمي ..فوافق الشيخ وكانت وسيلة التنقل هي القطار!!
وبينما هم يسيون ويتعون نظرهم بي الوديان الميلة والناظر اللبة
البهيجة ..
إذ فجأة توقف القطار!!
فظنوا أن هناك عطل ما !!
وقريبا سيستأنفون السي..
ولكن التوقف طال و استمر لساعات !!
ول يكن الشيخ السبيل ورفقاؤه يعرفون السبب ..
وبعد مرور وقت طويل من النتظار وشعور الشيخ ومرافقيه باللل..
جاء ه عدد من السئولي الباكستانيي من يشرف على تنظيم تنقل الشيخ
ومعهم الترجان ..وعلى وجوههم العبوس والضيق !!
فقال الشيخ :ما القصة؟؟
فتكلم قائدهم وكان مطأطأ الرأس من الجل وقال :ياشيخ ممد هناك مموعة
من القرويي من ويعيش ف القرى حول طريق القطار
قد ربطت نفسها بالبال على سكة الديد !!
وأقسمت أنا لن تتحرك حت توت !!
أو تنل أنت للسلم عليهم ..
ولقد باءت كل ماولتنا لثنيهم بالفشل وأكدنا لم باليان الغلظة
أن برنامكم مدد ولديكم..
مشوار طويل واحتفالت ف الدن وهم ف النتظار..
والوقت غي مناسب ..ولعل ذلك يكون ف زيارات أخرى
فرفضوا ول يقتنعوا..
وقالوا :أين ند شرفا كهذا الشرف ؟؟
كالسلم على إمام الرم الشريف!!..
فتعجب الشيخ السبيل من إصرارهم وحت لو على موتم وتقطيع أجسادهم!!
وقال :إذا ل بأس سأنزل للسلم عليهم..
173
فقالوا :ياشيخ ممد نن ناف عليك ..ونشى عليك الغوائل!!
فهؤلء فيهم المج والرعاع وقد يفعلون أمورا ويتصرفون تصرفات
غي حيدة و غي متوقعة !!
ولو سع الناس بفعلتهم لوقفتنا القرى طوال الطريق..
ولكن الرأي أن تبقى أنت ف القطار ونفتح لك النافذة
ويضرون هم للسلم عليك..
فقال الشيخ :ل بأس فليحضروا..
فجاء الناس وكان عددهم هائل..
وتوافدوا من الوديان والشعاب ..
فتجمعوا للسلم على إمام الرم ..
فل تسل عمن صافح و وعمن قبل وعانق وبكى من الفرح ..
حت كاد الشيخ أن يتنق من كثرتم وتمهرهم عليه !!
وهو ذو البنية الضعيفة والسن الكبي والسم القصي حفظه ال ورعاه..
ولقد ذكر الشيخ السد يس تعليقا على كلم الشيخ السبيل أنه ف إحدى زياراته
فقد عباءته حيث نزعت منه بالقوة !!
ومزقت ووزعت خيوطها بي القبائل وبيعت بأعلى الثان!!
أذكر مرة أن الناس اجتمعت على الشيخ كعادتم بعد صلة العصر
فلفت اجتماع الناس فضول العتمرين فجاءت مموعة أظنها من شال أفريقي
فقال ل أحدهم :من هذا ؟؟
فقلت لم :هذا أحد العلماء والناس تسلم عليه..
فقال :ما اسه؟؟
فقلت :اسه الشيخ ممد بن عثيمي..
فسمعته يقول لصحابه وهو منصرف :هذا الشيخ اسه ابن تيمية!!
ومرة كنا خارجي من الرم ..
وركب الشيخ السيارة ..
وكان يقرأ ورقات بي يديه ..
فمدت له يد من خارج نافذة السيارة ..
174
ول يلتفت الشيخ جيدا لن يصافحه ..
وحينما لست يده يد الصافح ..
صرخت أنا با !!
فقد كانت امرأة من العتمرات !!..
جاءت للسلم على الشيخ حينما رأت الزحام عليه..
فالتفت الشيخ وضحك من ذلك ..
ول يلحظ أحد ذلك سوانا وإل لقيل ابن عثيمي يصافح النساء!!
وحاشاه رحه ال..
اللقة المسون
175
فستجدون أن ذلك أمر متجدد عب الزمان ول يستغرب وقوع ما هو أروع منه وأغرب وأعجب وأنكى
من ساهم ال تعال ( لقد خلقنا النسان ف أحسن تقوي ث رددناه أسفل سافلي )
وقوله تعال ( إنه كان ظلوما جهول)
خاصة وأن الدث وقع بي طلبة علم ومن حلقة الشيخ ابن عثيمي رحه ال القربة..
وما الغرابة ف ذلك ؟؟
أليسوا بشرا ؟؟
أل يقع ف الصالي ما هو أغرب ؟؟
السؤال الشرعي هو:
هل ذكر مثل هذه الواقف والحداث يفيد ؟؟
ما العبة والكمة من روايتها؟؟
أليس من التوقع أن يعقل الناس وتتوب وتنسى تلك الهازل والسفاهات..؟؟
أليس من الؤسف هو نبش تلك الحداث وإخراجها للناس حت تفتح بابا للقيل والقال؟؟
هذه تساؤلت أوردها على نفسي كل يوم وف كل حلقة أدونا..
و قد جاوبت نفسي وغيي بالتال:
أنا أروي ما حصل كرواية شخصية أو كما ساها احد العلقي الكرام ( سية ذاتية) ابتدأت من حيات
الشخصية ث مرورا
بواقف عديدة حت وصلت لشيخنا رحه ال..
ث ستستمر الرواية ...
ف أمور وبلدان تنسي أهوالا وأحداثها ..
كل ما مضى ؟؟؟؟
فما زلنا ف البداية !!
فمن عنيزة حت كرواتيا حت حرب البوسنة الهولة ث مرور
بكوسوفا ث أفريقيا وبالصوص ف إثيوبيا والسودان والكاميون وتشاد وغيها !!..
فالقصة طويلة والكاية لن تقف على شيخنا رحه ال أو غيه..
ول أخفيكم أن هذا ما ل أكن عازما عليه منذ البداية !!
فقد عزمت على أن أدون ثلث روايات متفرقة ولكن بعد مشاورة
وقراءة تارب مثيلة رأيت دمج الوضوع ف تسلسل واحد ..
176
حت يستوعب القراء تلك الذكريات ول أشتتهم ف ثلث ماور
قد يكون الربط بينها يتاج لعناء ومشقة..
فالفضل إن شاء ال هو استكمال كل مرحلة ث النتقال للمرحلة
الت تليها ..
وال ظن إن شاء ال أن ن لو تك نت من ال ستمرار على ن فس النوال و هو تن يل خ س حلقات أ سبوعيا
فالتوقع استكمال القصة ف أقل من سنة بول ال تعال
ي صدف ف هذه ال سي ذ كر ب عض الوقائع القيق ية وال ت سببت ف وقت ها مشا كل للراوي ..فأ نا أمام
خيارين اثني:
إما أن أسكت وتبقى القضية مبهمة والتهمة معلقة على رأسي حت
يهنأ مثيوها ويسلموا من جريرتا وعاقبة فعلهم..
وبالتال يبقى ف القصة فراغات هائلة وعلمات استفهام كبية
فتكون عدية الفائدة بل تكون سببا للتندر والزل..
أو علي أن أكشف الوضوع بكل جوانبه وحذافيه
مع ذكر الساء والوقائع والشواهد وأنا غي ملم ف ذلك لنن اللقة الضعف و الهة التلقية للظلم أو
للصفعات واللطم!!
أو علي أن أروي قصت كما يلو ل وأتنب التوصيف الدقيق أو تسمية الصوم ،قناعة من ورضا با
قدره رب علي
ث لا قد يترتب عن ذلك من تشويش على أصحاب تلك الخازي
وهم الن ف غن عن ذلك!!
وأنا اخترت اليار الثالث عن تفكي واستخارة واستشارة
ورغبة ف البعد عن الشقاق والناع..
ولكن يبقى اليار الثان واردا إن رأيت أن ف ذلك مصلحة
أولا رضى الالق سبحانه ث الدفاع عن نفسي ولو كان متأخرا..
إن تعرضت لتعد متجدد من الطرف العن..
و السؤال هو لاذا ل نستمع للحكاية حت النهاية ث من بعد ذلك لنحكم عليها..
وليتكلم وليعلق ولينبش وليكذب!!
كل من يريد فعل ذلك فأنا ل اكتب حت هذه اللحظة تلك الرواية ف كتاب أصم !!
177
بل كتبت كل دعواي وما زعمته ف منتديات حوارية أتلقى فيه من الثناء أو الذم !!
كل ذلك عندي سواء..
فلماذا ل يسع الميع ما وسعن ووسع الخرين ؟؟
لاذا إتباع سياسات خرقاء يترتب عليها أمور ل يبذها عاقل ول
يبحث عنها لبيب..
أتن أن تصل رسالت لن اعنيه ويفهم ما اقصده ويعلم أنن
أحكي وقائع ومشاهد أقسمت على كل كلمة وحرف منها وأشهد
رب سبحانه عليها وهو الول والنصي ..
قد يتضايق بعض الخوة القراء من كثرة تكراري لثل هذا الكلم
وأقول لم جيعا يا إخوت هناك أناس يتربصون ب من خلف
الكواليس جبناء وسيأت الوقت قريبا الذي افضحهم فيه ..
ولقد سعت منهم كلما ورسائل بعثوها ...
ألزمتن أن أؤكد على تلك العان والباديء كل مرة ..
وأقول لم لن أعيد كلمي!!
فلو تادوا ف غيهم وتاوزوا الدود فلن يكون صدر مالك وحده يويهم !! ..
وسأسع كل من يعقل ما فعلوه وبعدها فليدفعوا الساب..
حسنا لنرجع لقصتنا ..
انتهى رمضان وأعلن العيد وعاد الخ علي بشيخنا لده ومنه رجع بالطائرة للقصيم ..
أما أنا فرجعت لعائلة ف الطائف وبقيت هناك عدة أيام قضيت فيها مع العائلة الكرية ..والمد ل ..
ث عدت للقصيم ..
فوجدت عنيزة شبه خالية من الطلبة ..حيث أن أغلب الطلبة لدى عوائلهم وأهليهم..
وحينما شارفت الجازة على النتهاء توافد الطلبة وغص بم الامع ..
قدم لعنيزة طالب من مدينة الطائف اسه ممد العباد..
وقد سبق أن رأيته ف الطائف قبل قدومي لعنيزة..
دون أن اعرفه باسه أو أن احتك به..
هذا الطالب ترى من وجهه الد والصرامة
ويشع من عينيه بريق الفطنة والذكاء..
178
بعد صلة العشاء وخروجنا من الدرس العتاد..
لق الخ ممد بشيخنا وكنت معهما أسي كما هي عادت..
انتظر انتهاء الطلب من أسألتهم ث أبدأ بقراءة ما عندي من أسئلة وغيها..
تناقش الخ ممد مع شيخنا ف مسألة فقهية ..
وكان ف الخ ممد حده فكان شيخنا يرد على كلمه فيد الخ ممد على الشيخ بإيرادات جيلة تدل
على فطنته..
غي أن أسلوبه كان فظا فهذا ما جعل شيخنا يتد معه أيضا..
اذكر أن الخ ممد رد على الشيخ فقال له :هذا قول ابن حزم الظاهري ف الحلى..
فاستشط شيخنا غضبا وقال :وهل الحلى كتاب منل من السماء؟؟
ث أورد عليه كلم ابن القيم ف ابن حزم ف كتاب إعلم الوقعي..
فرجع الخ ممد وبقيت مع الشيخ وحيد ا وكأنه شعر بدته فقد كان شيخنا رحه ال سريع الفيئة!!
فقال ل :يبدوا على هذا الطالب النباهة والفطنة ..
ف اليوم التال ..وكنت جالسا ف مكتبة السكن ..
جاءنا اتصال من مستشفى اللك سعود ف عنيزة ..
فرد مشرف الكتبة على الكالة..
فكان التحدث من الستشفى يقول :حصل حادث لجموعة من طلبة الشيخ ..
فصعدت فورا لغرفة مشرف السكن وهو حينها الخ صال الرعشي الرب فأيقظته من النوم..
ففزع ،وأذكر أنه كان يتحدث مع نفسه من الروعة..
فتوجهت معه للمستشفى ..
فقابلنا مشرف شئون الرضى حينها وهو الدكتور ممد الركان
فقال لنا :لقد توف ف الال سائق السيارة وسائق السيارة الخرى..
فقلت له :ما اسم السائق ؟؟
فقال :ل نعرف هويته حت الساعة ..ولكن دعونا نتوجه للثلجة فلعلكم تعرفون اليت!!..
حينما دخلنا ثلجة الوتى أصابتن قشعريرة وخوف وارتباك
فلم يسبق ل أن رأيت موقفا كهذا ..وهمت بتركهما ..
رأينا شخصا مدا على سرير ومغطى بشر شف أبيض ..
وعلى جهة الصدر بقع كبية من الدم ..
179
فتقدم الدكتور ممد للجثة من جهة الرأس ونظر لوجهي ووجه
مرافقي كأنه يقول :هل أنتما مستعدان للتعرف على اليت؟؟
فتسارعت نبضات قلب وكدت أن أتراجع ..
فنع الغطاء فتأملت اليت فإذا هو الخ ممد العباد الذي كان يتجادل بالمس مع شيخنا رحه ال !!
ويؤمل شيخنا فيه ما يؤمل!!
رحه ال وعفا عنه وأسكنه الفردوس العلى
تنبيه
للسف فإن تسلسل الحداث عندي قد ل يكون فيه انضباط ودقة كما ينبغي..
قد يصل ان اذكر أحداثا ول استطيع التأكيد عن وقت حصولا هل بعد رمضان ام قبله هل ف فترة
الجازة ام ف وقت الدراسة ..
أصل الحداث معلوم وميقن منه لكن تديد الزمن بدقة صعب للغاية فارجوا من اطلع على حدث ولديه
ملحظة حول الزمن أو التسلسل أن يسارع بتنبيهي حت أعدل تلك العلومة..
حضر مموعة من طلبة الشيخ درس الشيخ سليمان العلوان حفظه ال
ف مدينة بريدة ..
الشيخ سليمان العلوان لن ل يعرفه
كان ف تلك السني شابا ف مقتبل عمره ..
آتاه ال من العلم الراسخ خاصة ف علم الديث ..
والفهم الثاقب وسعة الطلع ما يبهر البصار ويي اللباب
تسامع به طلبة العلم فتقاطروا عليه من كل مكان ..
ولقد رأيت ف درسه وحضرته مرة واحدة فقط
رأيت من يكبه مرة أو مرتي ويمل أعل الشهادات العلمية
وقد ثن ركبتيه بي يديه..
180
وكان درسه بعد صلة الفجر ..
حضره عدد من طلبة الشيخ وبعد رجوعهم من الدرس وكان ذلك يوم خيس
أعترضتهم فجأة سيارة يقودها رجل مسن ومعه مرافق مسن أيضا..
فاصطدموا به فتطاير الركاب من السيارتي ..
وضرب مقود السيارة على صدر ممد العباد فمات ف الال..
وتوف أيضا قائد السيارة الخرى رحه ال..
وتشمت السياراتان حت تلفتا تاما ول تعد تصلحان للنتفاع بتاتا..
كانت تلك الادثة الروعة مزرة با تعنيه العبارة من معن!!
فقد خطف الوت طالبا مدا وهو الخ ممد العباد رحه ال وأصوله من اليمن
وفقد أحد الطلبة إحدى عينيه وكاد يعمى ومكث ف النعاش أسابيع عديدة
وهو الخ ممد المي السودان
وكسر أللحي السفلي لحدهم وكاد يتلف ويهلك..
وهو الخ عبد ال حافظ الباكستان
والخر أوشك على الوت فقد تكسرت أضلعه وشل شلل نصفيا
وهذا للسف نسيت اسه وهو من سكان جده ومن قبيلة حرب
وقد كان الشد تضررا من الادث أعانه ال وخلف ال عليه خي
حينما سع شيخنا بالب ..
أراد الذهاب للمستشفى ف عصر ذلك اليوم للطمئنان عليهم بنفسه ..
وقال ل :جهز سيارتك سأذهب معك للمستشفى!!
سيارت من نوع الالنت اشتريتها من أخي الكبي بسعر زهيد
و هي سيارة شبه متهالكة!!
و وهيئتها وما وضع عليها من زخارف ل تليق ب أنا كطالب علم
فكيف بشيخنا !!
قد مضى على وجودها معي أياما معدودات ول أتكن
من تغيي ما عليها من زخارف وعبارات مجله !!
حت أن أخي سامه ال قد هبط هيكل السيارة بيث توشك أن تتك بالطريق !!
تفهمون ما أعنيه جيدا !!
181
عندما قال ل الشيخ :سأذهب معك بسيارتك..
قلت له:
ياشيخي سأستعي سيارة من احد الزملء ..
فقال :ولا ؟؟
أب أشوف سيارتك ونربا!!
توكل على ال وجهزها ل بعد الصلة عند باب السجد!!
وقعت ف حرج شديد واستحييت أن أركب شيخنا على مثل هذه السيارة الريعة !!
بعد العصر سبقت الشيخ لارج السجد وجهزت له السيارة ..
فلما جاء واقترب من وركب فيها قال ل :مبارك !!
هل هذه سيارتك؟؟
فقلت له :ل ،ياشيخ هذه ليست سيارت هذه لحد الزملء!!
فقام شيخنا مغضبا من فوره وخرج من السيارة وأشار لطالب آخر
فركب معه وتركن!!
لقتهم للمستشفى فوجدت سيارت الت تركتها مع صاحب السيارة الت أقودها ..
فأرجعتها له وأخذت تلك العجوز الريعة..
فأوقفتها أمام باب الستشفى !!
فإذا كانت هذه رغبة الشيخ فليكن!!
لقت بشيخنا وتولت معه على الرضى ..
وكان فه اسهتقبال الشيهخ الرجهل الشههم والكريه الفضال الدكتور عبهد ال البداح الشرف العام على
الستشفى وعدد من الداريي ..
حينما زرنا الخ ممد المي وكان ف غيبوبة تامة قال لنا المرض:
هذا الرجل طوال الوقت ف غرفة العمليات..
كان يقرأ القرءان ويسبح ويهلل وهو ف غيبوبة تامة !!..
وقف شيخنا على رأسه ودعا له وقرأ عليه ونفث..
ث تنقلنا ف غرف الخوة الخرين عبد ال والخ الذي نسيت اسه..
وكان وضع الخي حرج للغاية ما استلزم نقله لدة بعد عدة أسابيع
كانت حاله كما ذكرت خطرة للغاية وكانت معرضة للتطور ف أي لظة وكان ف غيبوبة ..
182
وبعد فترة تسنت حالته نوعا ما وصار يفتح عينيه ولكنه ل يعرف من حوله ول يعقل ..
وف إحدى الزيارات حيث كان شيخنا يزور الرضى دوم
حدث موقف عجيب وغريب ..
عندما وقف شيخنا على رأس أخينا الكري
واقترب منه ودعا له وقرأ عليه كما يفعلها كل مرة..
حينها نظر الخ ف وجه الشيخ فتأمله وكأنه عرفه فابتسم وضحك !!
فقال الشيخ وهو مسك بيده :هل يعرف من حوله ؟؟
فقال الطبيب :أبدا هو ل يفعل هذا من قبل !!
وكنا كلما زرناه مع الشيخ يكرر ما فعله دوما فيضحك ويتهلل وجهه ..
فسبحان من مل قلوب عباده حبا لذا العلم الليل وخصوصا تلميذه الذين يرونه ف مقام الوالد الرحيم
بل اشد من ذلك!!
وليخسأ الاسئون!!
هس أحد الطلب ف أذن الشيخ
وقال له :ياشيخ نريد رؤية الخ ممد العباد
فقال الشيخ :هو ميت !!
فقال :ياشيخنا ل بأس للعتبار!!
الشخص الذي هس ف أذن الشيخ وقال له ما قال ..
حدث له حادث بعد سنوات على طريق الدينة القصيم وكانت معه زوجته
وأبناؤه فتوف رحه ال من فوره ..وسلمت زوجته وأبناؤه..
وقد بلغن الشيخ بوته حينما اتصلت عليه من البوسنة..
فقال ل :هل سعت بفلن لقد صار عليه حادث وصلينا عليه اليوم..
حينها وال تذكرت كلمته حينما قال لشيخنا :نريد العتبار..
واسه عبد الرحن داود رحه ال..
من خية الطلبة وأكثرهم حرصا على التحصيل والطلب
عفا ال عنه وجعل مثواه النة..
دخل الطلبة على جثة الخ ممد وقد وضعت ف داخل الثلجة..
ولا رفع الغطاء عن وجهه تأمل الشيخ وجهه وسكت قليل ..
183
وهز رأسه ث دعا له و انصرف..
خرجنا من الستشفى وكان الشيخ قد رأى على وجهي كرها لا فعله معي
فقال ل :هل أحضرت سيارتك؟؟
فقلت بجل وحياء :نعم..
استحييت وال من الطلبة ومن مدير الستشفى أن يروا دابت!!
وصلنا للباب وخرج الشيخ ..وودع مرافقيه
وفتحت له باب السيارة..
وقال قبل أن يركب :هذه هي؟؟
قلت :هي وال !!
فدخل فيها وقرأ دعاء الركوب وأخذ يلمس مراتبها ويسح على مقدمها ويقول:
مبارك يا أبا عبد ال لتهنأ لك وجعلها عونا على الطاعة!!
فخرجنا من الستشفى واعتذرت من شيخنا عما بدر من
فقال :ل تجل السيارات كلها سواء الهم توصلك لاجتك..
ث انشغل رحه ال بتقليب الذياع والنظر ف سقفها والتبيك والدعاء
وكأنن أقود أفخم وأرقى طراز ..
رحه ال ما ابسطه وأكرمه وألطفه..
ف اليوم التال صلينا على الخ ممد العباد بعد صلة المعة..
وأمنا شيخنا رحه ال ..
ث خرج بنفسه وتقدم النازة راجل ..
وقد حلت على الكتاف حت القبة والت تقع ف الهة الشمالية من عنيزة
وكأن الخوة الذين يملون النازة استعجلوا ف السي ليلحقوا الشيخ
فقال لم معاتبا :
سيوا على مهل هل تريدون النازة أن تسقط؟؟
وصلنا للمقبة وجلس شيخنا على التراب ..
حت يصلي على النازة من ل يصل..
وحت يضر اليت ويدفن ..
وضع الخ ممد رحه ال ف القب ..
184
وكان والده موجودا ومتأثرا جدا من فقد ولده ..وقرة عينه ..
خلف ال عليه خيا ..
وجعله فرطا له إل النة..
بكى والده على قبه فأبكى من حوله ..
نظرت للقبور ذلك اليوم وكانت على مد البصر..
رأيت رجل يسي بعيدا من بي القبور وكنت اعرفه ..
فسالت :أين يذهب؟؟
فقالوا :يزور قب شيخه عبد الرحن بن سعدي رحه ال
جاء والد الخ ممد وسلم على شيخنا وقبل يده وبكى بكاء كما تبكي الثكلى
فصبه شيخنا ودعا له ولولده ممد وقال :يلف الول سبحانه عليك ف
إخوان ممد ..فل تتحسر فكلنا موتى وهذا آجال ..ال كلمه رحه ال
ولقد واساه شيخنا ودعاه ف بيته واستضافه طوال بقاءه ف عنيزة ..
مرت اليام تترى وبوتية سريعة ..
وما أسرع ما جاء موسم الستعداد للحج..
حيث أوقف شيخنا الدروس العتادة ..
وشرع ف دورة مركزة ف القراءة من أبواب الج من الزاد ومن كتب الناسك
وكذلك كتابه الصغي ف حجمه الكبي ف قدره التعلق بالضاحي ..
وقد قرأناه عليه وشرحه شرحا وافيا ..
فخرجت بفوائد عظيمة واستطعت الحاطة بتوفيق الول بميع ما يتعلق
بالج والناسك والضحية من تلك الدروس..
فجزى ال شيخنا خي الزاء ورضي عنه وجعل قبه روضة من رياض النة
ف اليام الخية من شهر ذي القعدة ..
وقبل رؤية هلل ذي الجة توجهت مع شيخنا لداء الج..
وكان ف استقبالنا الشيخ صال الزامل والخ علي السهلي وجع كري من الخوة
الحبي..
توجهنا لكة شرفها ال لداء العمرة وتللنا بعد ذلك ..
فقد كنا متمتعي كما هو معروف من أنواع النسك..
185
أرجعنا السيارة الت كانت معنا للشيخ صال الزامل واستبدلناها
بسيارة جديدة تركت تت تصرفنا !!..
سألت شيخنا :ما هذه السيارة هل هي مهداة؟؟
فقال :كل ،هذه السيارة تابعة لوزارة الشئون السلمية حيث أشرف سنوي
على الدعوة ف صالة الجاج واليناء !!
برنامج شيخنا ف فترة الج برنامج شاق ومرهق با تعنيه الكلمة من معن
ح يث يتوي على برا مج متتاب عة من دروس وماضرات وفتاوى وتن قل ب ي الخيمات ق بل وب عد ال ج
وأثناءه ..
ولقد كان يصيبن الفتور والعياء من كثرة البامج وشيخنا ف قمة نشاطه!!
ف الج كنت أنا رديف شيخنا ول يرافقنا أحد من أقارب الشيخ أو أصحابه
وكنا طوال فترة بقاءنا ف مكة وكذلك ف ميم الج ف ضيافة شهم سأتدث عنه لحقا..
توجهنا بسيارتنا الديدة (وهي جيب تايوتا لون رمادي)
لكتب التوعية السلمية الواقعة ف حي الششة والذي يقابله جامع ساحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحه
ال
حيث كان شيخنا يكث كثيا ف ذلك الكتب لستقبال
الزوار من العلماء والشائخ والستفتي وأمامه هاتف ل يتوقف عن الرني
لربع وعشرين ساعة للفتاوى..
ولسائل أن يتساءل كيف يعرف الناس رقم تلفون الشيخ ف مكة أو ف جده أو غيها من الدن؟؟
والواب :أن شيخنا قام بطريقة جيلة وسهلة بل هذا الشكال!!
وذلك أن جهاز التلفون ف عنيزة فيه خاصية تويل الكالات ..
فمثل لو اتصل شخص لعنيزة على رقم الفتاوى العروف
فسوف يرد عليه التلفون بصوت الشيخ يقول له :
اتصل على الرقم كذا ..فمرة يعطيهم رقمه ف الرياض ومرة ف جده
ومرة ف الدينة وهكذا..
186
وكان رقم التلفون يتغي ف بعض الحوال يوميا وذلك بالتصال على الهاز وإدخال شفرة معينه فيملي
الشيخ بصوته الرقم الديد..
وللمعلومية فشيخنا لديه اهتمام كبي بالتقنيات وخصوصا أجهزة التصالت
وكل من أراد أن يدخل السرور على شيخنا ويفرحه فعليه أن يبه
بهاز اتصال جديد نزل ف السوق فستجده بعد أيام ف بيته أو مكتبته !!
أذكر مرة أنن طلبت من الشيخ أن يعطين مبلغا من نفقت الت يرسلها
الوالد ل على حساب الشيخ حيث أن شيخنا يتفظ با عنده وينفق علي
منها كما ينفق الوالد على ولده ..
191
وجدت أن الكتبة ليست غنية بالراجع التنوعة بل غالب كتبها
حول صنف أو صنفي من أصناف العلوم ..
و كان قد كلفن شيخنا سابقا بتدوين بعض البحوث
فاحتجت أن اطلع على عدد كبي من الراجع ..
فلم تشبع تلك الكتبة نمي ول تكن مناسبة لصوص البحث..
فاخترت كتابا وقعدت لقراءته وكنت أحيانا من العياء يسقط رأسي على دفة
الكتاب وأنا ل أشعر...
لحظت رجل يداوم اللوس ف الكتبة ..
ووضع أمامه ملدات ضخمة يراجع فيها ويقرأ منه
ويبدوا أنا رسائل علمية ويشرف هو عليها أو هي له !!..
وجهه مستدير وليته بيضاء ووجهه أبيض ومتلئ السم
وليس بالطويل ول بالقصي..
طويل الصمت واضح عليه شدة الياء ..
ولقد جاورته ساعات طويلة دون أن أسعه ينطق أو يهمس بكلمة!!..
سألت عنه فقيل :هذا العال الليل الشيخ صال بن خزي ..
ولقد توف بعد سنوات ف حادث مروري ف بريدة رحه ال وعفا عنه
زارنا ف يوم اليام وكنت مع شيخنا ..
رجل طالا أحببته وقدرته ..
إنه شيخي وأستاذي الدكتور الشيخ أحد بن موسى السهلي..
أحد تلميذ علمة النوب الشيخ حافظ الكمي ..
داومت على حضور دروسه ف الطائف لكثر من عامي
ومع ذلك فلم يكن يعرفن فقد كان عدد الطلبة كبيا
ول يكن ل مع الشيخ احتكاك مباشر..
دخل على الشيخ ممد وسلم عليه وتدث معه..
حيث هو أيضا من الشاركي ف برامج التوعية ف الج ..
وبعد انتهاء لقاءه وحديثه مع الشيخ ..
استأذنت شيخنا ممد ولقت الشيخ احد..
192
فعرفته بنفسي ورويت له أنن أحد تلميذه السابقي..
قال ل :ظننتك ابن الشيخ!!
وفرح بذلك وسر ودعا ل حيث أنن ل انقطع عن الطلب وقال ل:
استمسك بغرز هذا العال الليل ..وأنا وال أغبطك على هذه الزية
فاحرص على الستفادة من علمه فهو فقيه نادر الطراز ..
صارت ل علقة وثيقة بالشيخ أحد استمرت حت هذه
اليام وإن له الفضل علي بعد ال ف حب للعلم وطلبه أول المر
فجزاه ال عن وعن السلم والسلمي خي الزاء..
بوار منل الشيخ عبد العزيز بن باز رحه ال ف الششة ..
تقع عمارة جيلة ذات طوابق عديدة ..
أوقفها أحد الحسني وهو الشيخ صال التو يري عليه رحة ال
أحد الخيار والوجهاء من سكان مكة..
أوقف هذه العمارة على الدعوة والدعاة فكانت ف أيام الج تغص
بالعلماء الجلء والدعاة و طلبة العلم الكبار والصغار ..
وكانوا جيعا ف ضيافة مكتب التوعية السلمية ..
ومن هناك يكون انطلق الجموعات الدعوية للمخيمات والساجد والتجمعات السكنية وغيها
كانت تلك العمارة كأنك ترى فيها خلية نل!!..
فهم جنود السلم وحاة العقيدة ..
جزاهم ال عن السلم والسلمي خي الزاء..
كان لشيخنا أيضا غرفة خاصة ف ذلك السكن ..
ولكنه حسب علمي ل ينل فيها مطلقا..
والسبب أن لشيخنا مراجعي كثر
وحت ل يشق على الناس رأى أن يستقل ف مكان خاص له ..
فكان زوراه ومراجعوه يرتادون مكانه السابق الذكر..
من الشائخ الذين ينلون ذلك السكن ..
ساحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الفت العام الال..
ومنهم فضيلة الشيخ صال الفوزان..
193
ومنهم أيضا الشيخ ممد الدريعي ..
ومنهم الشيخ عبد ال القصي..
والشيخ سليمان الشبانه رحه ال..
والشيخ عبد ال الشبانه ...
وعدد من مدراء الدعوة ف الداخل والارج
وغيهم كثر من أعجز عن عدهم ..ول تضرن أساؤهم
وظن أن الشائخ يتجاوز عددهم الائة..غي الطلبة والدعاة..
ذات مرة دعانا أحد الحبي لشيخنا للغداء ف ذلك السكن..
وكان رفيقه ف الغرفة الشيخ صال الفوزان..
كان الغداء الوضوع لنا هو عبارة عن علب بروست !!
أي وال هذا هو الغداء!!..
والسبب أن الغرفة ضيقة والشائخ عددهم كثي فأين يضع لم طعاما وفي
فكان اختياره اضطرارا قد فهمه الميع وما ل موه عليه
والظاهر أن ذلك من عادتم طوال تلك اليام ..
حصل ف ذلك اليوم موقف ظريف..
حيث جلس الشائخ منحشرين بوار السرة التواضعة ..
وكان أمامي ف صف واحد كأنن أراهم أمامي ..
شيخنا ابن عثيمي رحه ال
وبواره عن يينه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
وبواره عن يساره الشيخ صال الفوزان ..
بالضافة لعدد من الشائخ والرافقي ..
وقد وضع الطعام بي أيدينا ..
و ل نضع يدنا ف الطعام انتظارا لحد الشائخ..
انتظرناه وطال النتظار..
وكاد الطعام يبد..
وكان الشيخ النتظر هو الشيخ ممد الدريعي..
والشيخ الدريعي لن ل يعرفه رجل كفيف وهو رجل صاحب نكتة وطرفة ومزاح..
194
وشيخنا يبه وقد زال بينهما حاجز التكلف ..
قال شيخنا للمضيف :اتصل ل على الخ ممد وسوف أستعجل حضوره..
فأحضر جهاز الاتف واتصل على غرفة الشيخ الدريعي ..
فلما رفع الدريعي السماعة ..وهو جهوري الصوت
و ربا من قوته ل يتاج ليكرفون !!
غي شيخنا صوته وفخمه وصار يغمغم
ويقول :هل أنت ممد الدريعي ؟؟
فقال :من معي؟
فقال :يا أبا فلن أنزل وإل فلن ننتظرك ..
وتبادل الديث والتعليقات وضحكنا من حديثهما ..
ولقد رأيت الشائخ يتمايلون من الضحك وخصوصا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
حت دمعت أعينهم من الضحك!!
ول يعرف الدريعي حت أغلق ساعة الاتف أن شيخنا هو مدثه ..
وعلق بتعليقات ساخرة على شيخنا وصوته وقال:
من هذا البزر الذي يكلمن ؟؟
وقال :الي أنزل أؤدبك بعصاي!!
وحي نزل لنا وسع صوت شيخنا وعرف انه هو من كلمه
انكب على شيخنا يقبله وضمه واعتذر منه ..
رحهم ال وعفا عنهم..
وكما قلت فقد نزعت الكلفة بي شيخنا وبي الشيخ الدريعي ..
وعلى النقيض منه تاما شيخ آخر ل أرى شيخنا يتعامل بثل هذ
السلوب سوى معه ومع شيخه ساحة الشيخ ابن باز..
حيث يله إجلل كبيا ويتبسط معه ف الكلم ويقوم له !!
فسألت شيخنا ذات مرة..
قلت:لحظت عليكم حينما تقابلون هذا الشخص أنكم تلونه وتقدرونه تقديرا كبيا؟؟
فقال ل :أ نت ل تعرف هذا الر جل فله ف قلب مهابة وم بة واحترام وأخذ ف الثناء عل يه وذكر أعماله
الليلة ومواقفه ف الق حت وال أحببته..
195
وهذا الرجل العن هو الشيخ عبد الرحن الفريان رحه ال مدير جعية تفيظ القرءان الكري ف الرياض
..
وهو علم من أعلم مدينة الرياض عليه رحة ال..
ذات ليلة ف تلك اليام ألقى شيخنا درسا ف العقيدة ف جامع فقيه..
ف العزيزية بكة شرفها ال..
فلما انتهى الدرس قال ل الشيخ :هل سجلت كلمي؟؟
فقلت :ل وال ول أكن احل معي مسجلت تلك اليام!!
فقال :الدرس اليوم كان مفيدا فلعلك تبحث عمن سجله حت ننسخه منه ..
فلحقت بشاب رأيته قد سجل الدرس ..
وهو طالب علم من دولة لبنان
فقلت له :اسح ل أن ننسخ شريطكم ..
فقال ل بأس ..
وحينما ركب ف السيارة معي ..
ففوجئ أنه سينسخ الشريط لشيخنا ..؟؟
ول عجب فشيخنا حريص على نشر علمه ويتعبد ل بذلك..
وتوجهنا لحدى التسجيلت السلمية ونسخناه ..
وبعد رجوعنا لعنيزة سلمت لؤسسة الستقامة تلك الشرطة وغيها لكي
يضيفوها للف الشرطة الت قاموا بتصفيتها ونشرها ف الفاق..
كنا ف الساء نرجع لسكننا ف منل الشيخ إبراهيم آل الشيخ حفظه ال
وكان برفقته عائلته الكرية ومنهم ابنه البكر الشيخ
صال بن إبراهيم آل الشيخ والذي ورث عن والده صفاته وأخلقه وسته
قال ل :ل ل تستغل هذه الفرصة بوجودك مع الشيخ وتقرأ عليه بعض
الكتب؟؟
فعرضت المر على الشيخ فرحب بذلك
وقال :كونك تركز على كتاب واحد أفضل لك من أن تتنقل بي الكتب ينة
ويسرة فعليك بضبط مت معي ضبطا كامل ث تنتقل لكتاب آخر ..وهكذ
196
فطلبت من الشيخ أن يتار ل كتابا هو يراه..
فاختار أن اقرأ عليه كتاب الختيارات الفقهية لشيخ السلم ابن تيمية
الذي جعه علء الدين أبو السن البعلي رحه ال والتوف عام 803للهجرة
وهو كتاب جليل عظيم النفع جع فيه اغلب آراء شيخ السلم ابن تيمية
من خلل كتبه وفتاويه ونظمها ف ملدة واحدة ورتبه على أبواب الفقه
العروفة ..
وقد سبق أن صور ل هذا الكتاب واحتفظ بتلك الصورة عندي وهي الت قرأتا
على شيخنا ودونت عليها تعليقاته وشروحه ..
كنت أقرأ على الشيخ ف البيت أو الكتب أو ف السجد بي الذان
والقامة أو ف الطائرة أو ف السيارة إن كنا مع سائق غيي حسب ما يتيسر من
وقت فيعلق ويشرح على السألة ث يعطي رأيه ف قول شيخ السلم
فيوافق أو يالف ..
ولقد ظننت قبل أن أقرأ عليه هذا الكتاب أن شيخنا ليالف شيخ
السلم ابن تيمية سوى ف مسائل معدودة ..
حصرها احد الطلبة بستة عشر مسألة !!
ولكن تبي ل أن شيخنا يبحث عن الدليل ول يتعصب لقول الشيخ
فإذا رأى انه خالف الدليل رد قوله كما هو عادة العلماء الجتهدين ..
197
عبد ال القصي وأكرم به وانعم من عال جليل
لقد تعجبت وال حينما رأيته يقف بنفسه يوزع على الجيج الكتب
وييب على أسئلتهم ..
رغم شدة الر والزحام الانق وانبعاث الروائح الكريهة بسبب القرب من
أحواض السفن ...
جاءه رجل من السودان يعترض عليه ف مسألة عقدية ذكرت ف كتاب قرأه
تتعلق بالقبور والزيارة ونو ذلك..
فوقف له الشيخ عبد ال ياوره بدوء وأدب ويستمع لعتراضاته ..
دون أن يضجر من كلمه وخزعبلته!!
فلله در دعاتنا فما أحسن ما يقدمونه للمة ..
ث حظهم من البعض النيل من أعراضهم والقدح فيهم!!
يذكرن هو وأمثاله من الرجال بقول الشاعر :
وليس أخو الاجات من بات نائما ولكن أخوها من يبيت على رحل!!
جعل ال ذلك ف موازين حسناته هو وعشرات النود الجهولي
الذين يعملون تت إشرافه..
أطمأن شيخنا على أحوالم وتشاور مع الشائخ فيما يقترحون من برامج
ومناشط وكتب ونو ذلك ..
ث انطلقنا لزيارة صالة الجاج ف الطار..
كانت ف تلك اليام معرفت بالطرق ف جدة ليست بذاك..
ولقد تنا ف الوصول للصالت لكثر من ساعتي..
أستغرقها شيخنا بقراءة ورده حت تعب ونام !!
وصلنا لدينة الجاج أخيا وقد بلغ بنا التعب مبلغه ..
وهي مدينة با تعنيه الكلمة من معن..
تقوم لعدة أسابيع ث تتفي بي عشية وضحاها ..كما قامت!!
فيها أسواق وبنوك ومال تارية ومستشفيات وجوامع
وكل الدمات العامة الت يتاجها حجاج بيت ال ..
وصلنا هناك ..وكان ذلك بعد صلة الظهر ..
198
وقد خرج الناس من السجد الكبي ف وسط الصالت..
حيث كان اللقاء متفق عليه ف الامع وسيلقي شيخنا كلمة للحجيج ..
ولكن لتأخرنا فقد خرج الناس وبقي السجد شبه خال..
توضأنا ودخلنا للمسجد وصلينا الظهر ..
كان شيخنا مهدا ومرهقا بسبب ضغط اليام الاضية ..
كان الو لطيفا ف السجد وبرودته معتدلة ..
فاستغل شيخنا تلك الدقائق ولف عمامته على وجهه وتوسد يده ونام!!..
فجاء الشائخ فأشرت لم من بعيد !!
فأشاروا ل :هل هذا الشيخ ؟؟
فحنيت رأسي وقلت لم :نعم ودعوه ينام قليل..
فغط ف نومة هنيئة حت شخر !!..
فسعدت بذلك ..واغتبطت ..
وجلست مع الشائخ ف زاوية السجد حت ل نزعج الشيخ..
ذكر ل شيخنا رحه ال ..
أنه كان ف سنوات ماضية يلقي دروسا للحجاج من جيع النسيات
وغالبهم من أفر يقيا..
تقدم له رجل أفريقي ويتكلم العربية وقال للشيخ :أنت تعلم الناس مسائل
مهمة ف العقيدة والحكام ولكن يول بينك وبينهم اللغة !!
فغالبهم ل يفهم العربية فما رأيك أن أترجم كلمكم بلغة قومي؟؟
فقال الشيخ :ل بأس ..
فترجم ذلك الرجل لشيخنا مدة من الزمن ..
وف خلل كلم شيخنا سع لغطا من خلف الصفوف ..
وقام رجل وقال :ياشيخ إن هذا الترجم رجل كذاب !!
فهو يرف كلمكم ويبدله بعمد لفساد معتقده ..
فقام مموعة من الناس وأكدوا كلم الرجل..
فالتفت شيخنا للمترجم وقال له :قم ..وسوف أتكلم بالعربية فمن يفهم
فليفهم وأمري على ال !!
199
روى ل احد طلبة العلم الثقات يقول :اجتمعت يوما ف الرم ف شهر رمضان
بعدد من السلمي الفارقة من نيجييا والذين تلقوا لستماع درس شيخن
ممد رحه ال ف الرم..
وكان بعضهم يبكي برقة ويرفع يديه بالدعاء بكلم ل افهمه!!
فسألتهم :لاذا يبكون ؟؟
فقالوا :كنا مموعة من النصارى أهدانا أحد طلبة العلم ف نيجييا شريطا
للشيخ ممد ف العقيدة فأسلم بسبب ذلك الشريط ثانية عشر شابا
ومنهم هؤلء الفتية الذين يبكون فرحا لرؤيتهم للشيخ
ويدعون ال له فالفضل له بعد ال ف إسلمهم !!
وأذكر مرة أنه زار شيخنا ف الج مموعة من المريكان السود ..
وكانوا يتكلمون العربية بفصاحة مطلقة وكأنم عرب أقحاح؟؟
قالوا للشيخ :نن تلميذك!!
فقال :ل أذكر أنكم درستم عندي!!
فقالوا :ياشيخ لقد سعنا شروحك من الشرطة ف الواسطية وكتاب التوحيد
وغيها فنحن نعتب أنفسنا تتلمذنا عليك!!
ذات ليلة قال ل الشيخ مازحا :لدي درس الليلة الساعة التاسعة ف أمريكا!!
فقلت له ضاحكا ومتعجبا :أتسخر من؟؟
فقال :هل تريد ترى هذا بنفسك؟؟
فدخلت معه للحق بيته ،واتصل عليه شخص من أمريكا على هاتفه
وقال ياشيخ :نن جاهزون ؟؟
فإذا هي ماضرة عب الاتف يلقيها شيخنا و يستمع لا ف أكثر من خسي
مركزا إسلميا ف الوليات التحدة !!
استيقظ شيخنا من نومه وتلفت حوله ومسح بيديه على وجهه
فلما رآه الشائخ قاموا إليه..
وسلموا عليه وتلقوا حوله واستمع لم ولبامهم وحصروا بعض النواقص
والحتياجات من كتب وغيها ..
ث رجعنا لكة لكي نستعد لداء مناسك الج..
200
تكفل الشيخ إبراهيم آل الشيخ بتنظيم كل ما يتعلق بجنا
من تنقل وسكن وخدمات وتغذية فجزاه ال خي الزاء.
حيث أن لديه فريقا كبيا من الرجال الخلصي كل قد حدد له عمله ووظيفته
أمرن الشيخ ذلك اليوم بالغتسال للباس الحرام كما هي السنة
واغتسل الشيخ ولبس إحرامه وتدهن بقارورة كاملة من الطيب
دهن با شعر رأسه وليته
حت رأيت الطيب يتقاطر من ليته..
ولقد فعل شيخنا ذلك تعبدا ل تعال واقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم
كما روت عائشة رضي ال عنها ف إحرامه عليه السلم ..
ركبنا الباص الصغي الخصص لنا وبرفقتنا عائلة الشيخ إبراهيم ف اللف
كان شيخنا يلب ويرفع صوته بالتلبية حت بح صوته ..
كما كان يفعل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم..
كان السائق مترفا وخبيا بالطرق ..
فأوصلنا لخيمنا ف من واللصق لخيم ساحة الشيخ ابن باز رحه ال
فأنعم با من جية ..
يتوي الخيم على عدد كثية من اليام جزء منه مستقل للنساء
تتوسطه خيمة كبية للصلة والدروس..
يلقي فيهنا الشيخ الدروس والكلمات بعد كل صلة ..
ول يد شيخنا ف تلك اليام الفضيلة وقتا للراحة إل ما ندر
فهو كما قال الشاعر:
فلو ل يد ف كفه غي روحه لاد با فليتق ال سائله..
فو ال ل ترى عين ول ادعي أنه ل يوجد!!
ل ترى عين رجل يبذل وقته للعلم والتعليم وتفقيه الناس مثل شيخنا
خل شيخه وإمام الميع الشيخ ابن باز رحهما ال
كان الشيخ ابن باز رحه ال يل شيخنا ويبه حبا جا
وكان شيخنا يب بشيخه ويصله كما يفعل الولد مع أبيه ..
ويفرح الشيخ ابن باز حي يعلم بوجود تلميذه البار..
201
ذات مرة جئنا لنل ساحة الشيخ ابن باز ف مكة
فسلم عليه شيخنا وقبل رأس شيخه ..
ث جلس شيخنا ف مكان بعيد عن الشيخ قليل..
وكان بوار الشيخ ابن باز يلس أحد الشائخ الفضلء..
فقال الشيخ ابن باز :وين الشيخ ممد ؟؟
وضرب بيده على الكرسي الذي بواره ..
فقام الشيخ الذي عن يينه من مكانه واستبدله بكان شيخنا..
فل تسل عن النس وفرح الشيخ ابن باز بأن يوضع شيخنا ف موضعه الذي
يستحقه ويقدر التقدير الذي يليق به..
ل اعلم أن شيخنا ذهب لدينة يعلم أن شيخه ابن باز فيه
إل وابتدأ بزيارته والسلم عليه قبل أي شيء آخر..
أذكر مرة ذهبنا لكتب الشيخ ابن باز ف الرياض..
فقيل لشيخنا :هو ف اجتماع مع اللجنة الدائمة ..
فيهم ساحة الشيخ وكذلك الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الفت الال
والشيخ ابن غديان والشيخ الفوزان والشيخ بكر أبو زيد..
حينما دخلنا عليهم ..
رأيت الشيخ ابن باز مادا رجليه على طاولة وضعت أمامه
و حاسر الرأس..
فأراد الرافق أن يلبسه شاغه فقال الشيخ ابن باز:
ل ..ل يدخل علينا غريب!!
كما قلت كان التلميذ بوار شيخه ف الخيم..
وتابا ف القلوب وتاورا ف قبيهما بكة ف مقبة العدل..
وأرجو الول سبحانه أن يتجاورا ف القصور ف الفردوس العلى
202
أو عبادة وذكر وتلوة ..
وف فراغه إن وجد ليل بعد العشاء كنت أجلس معه وأقرأ عليه ما ييسره ال
كانت الوفود والزوار ل تنقطع طوال تلك اليام عن التوافد للمخيم ..
من سعدنا برفقتهم تلك اليام ف الج الخ الشيخ خالد الشريي حفظه ال
وهذا الرجل من أصحاب شيخنا ومن مبيه لكثر من عشرين سنة ..
قمت بتسجيل تلك الدروس والفتاوى طوال مكوثنا ف من ف التروية وكذلك ف أيام التشريق ..وقد
سلمت تلك النسخ ل حقا للخوة ف مؤسسة الستقامة
كنت أتلوا على الشيخ أسئلة الناس وغالبها يتعلق بالج والناسك ..
وكانت بعض السئلة تتاج لنقاش مع السائل لستيضاح بعض التفاصيل
فكان الشيخ قبل أن ييب على الفتوى يقول أين السائل ؟؟
فإن رفع السائل يده أجابه وإل تركه !!
من الواقف الت أذكرها ف تلك الليال :
ح يث صادف أن سأل أ حد الناس سؤال وكان من ض من الضور الم ي بندر بن ع بد العز يز ..وم عه
مموعة من حرسه وجنوده وحاشيته..
وكلهم جلوس منصتون لشيخنا وحديثه ..
يقول ذلك السائل ف أول سؤاله :أنا رجل مقيم ف الملكة من سنتي وليس لدي إقامة وأكمل سؤاله
...
فقال الشيخ وهو يضحك :أين السائل ؟؟
فضج الناس بالضحك ..حيث علموا أنه لن يرأ برفع يده !!
ف اليوم التال توجهنا بالباص إل عرفات ..
وكان ذلك اليوم شديد السخونة والزحام حول الخيم هائل ..
وتفرغ شيخنا ذلك اليوم كله تقريبا للتعبد والذكر وقراءة القرءان
ول أذكر أنه ألقى دروسا أو ماضرات ..
أحضر لنا مذياع واستمعنا لطبة مسجد نرة ..
وبعد انتهاءها أمنا شيخنا بالظهر والعصر جعا وقصرا
بعد صلة العصر وانتشار الظلل وضعت بسط خارج الخيم ..
وجلس شيخنا عليها واستقبل القبلة ومكث رافعا يديه يدعوا ويستغيث
203
حت غربت الشمس..
هست ف أذنه وهو يدعو بكلم ..
وأرجوا ال تعال الول أن يستجيب لدعائه رحه ال !!
بعد ذلك ركبنا سياراتنا وتوجهنا لزدلفة ..
صلينا الغرب والعشاء وأوترنا وننا ..
عند منتصف الليل استيقظ الشيخ وتعشى ..بعد ذلك افترقنا فرقتي
الكبار ف السن العوائل تذهب مبكرا للرمي كما رخص بذلك والجموعة الخرى تكث لترمي ف اليوم
التال..
وكنت أنا والشيخ مع العوائل وكبار السن ..
قبل أن نصل للجمرة الكبى أمر الشيخ سائق الباص بالتوقف ..
ث قال ل :انظر هل غاب القمر؟؟
فخرجت ونظرت فرأيته على وشك الغياب..
فقال الش يخ :إل أن ن صل يكون قد غاب ..توجه نا للجمرة ورمي نا ث توجه نا للحرم وطف نا الفا ضة
وعدنا للمخيم بعد الصبح ..
حلقنا وتللنا ولبسنا الثياب ..
ول أدري هل حلقنا بعد الرمي مباشرة أم بعد رجوعنا للمخيم ؟؟
ومع ذلك فكله مباح !!
اغتسلت ذلك اليوم ولبست أحسن ثياب ول يكن معي سواه!!..
وتبخرت بالعود الذي أحضره الشيخ إبراهيم جزاه ال خيا..
قال الشيخ ل :اتصل علي اللك ودعان لقصره للمعايدة ..
فقلت له :هل مكن أن أرافقكم؟؟
فقال :إن أردت!!
فقلت :بلى أريد..
وبا أننا متمتعون فقد بقي علينا الدي..
وقد كلف شيخنا أحد رجال الشيخ إبراهيم العقلء بشراء كبشي أحدها عن شيخنا والخر عن..
جزا ال شيخنا عن خي الزاء فقد تكفل عن بكل شيء..
فهل لعاتب ل ،حق أن يلومن بكتابة هذه الرواية عن هذا الرجل الكري ؟؟
204
أل قاتل ال الظلم والبغي!!
قال الشيخ :هيا تعال اذبح هديك!!
فقلت له :وال ل يسبق ل أن ذبت دجاجة فكيف تريدن أذبح هذا الخلوق الكبي؟؟
فقال :اذبه وغيك يتول سلخه وتقطيعه..
فقلت :أعفن..
فقال :أبدا ل أعفيك تعال وسأعلمك وافعل مثلما افعل أنا..
فقدم الكبش الول ووضع شيخنا الشفرة على حلقه فذبه ول يبد ل ذلك عسيا !! ..
فتشجعت وقلت أنا لا!!
فأمسكت بالشفرة وقرب ل كبشي ووضعت الشفرة على حلقه ..
فلما رأيت عيون الكبش تزيغ من هول ما يقدم عليه ترددت!!
فقال الشيخ ومن حوله :هيا اذبح وسم وكب ..
فحركت الشفرة فشخر الكبش وهاج وكاد يفلت فكبسه من بواري وقال :
أجهز عليه !!
فأكملت ذبه وتطاير الدم حت امتل ثوب ووجهي بالدم ..
وسكن الكبش ..
فنظرت لشيخنا فكان وجهه مضيئا كالصفيحة وهو مبتسم رحه ال ورضي عنه..
قلت له :ل أملك غي هذا الثوب حت أرافقكم للملك..
فقال :مرة ثانيه إن شاء ال ..
تنيت رفقة شيخنا فهي التجربة الول ل ف رؤية هذه الشخصية الكبية ولكن هذا قدر ال..
ولقد دخلت مع شيخنا للملك فهد رحه ال عدة مرات ..
أذكر مرة أن شيخنا قال ل :سنذهب الليلة للملك فهد ف جده ..
ول يسبق ل رؤية اللك عيانا قبل ذلك اللقاء..
وكان ذلك بعد اجتماعات هيئة كبار العلماء ف الطائف..
رجوت شيخنا أن يبدل ملبسه لذلك اللقاء
فهي شبه بالية ولديه ما هو أنظر منها وعباءته معرفطة!!
و نعله تليك ميطة الطراف!!
فأب وقال :أقابلهم با أقابل به رب!!
205
وأردت أن أبدل ثياب فقال ل :ثوبك جيل ول داعي لتغييه !!
فقلت ف نفسي :يسعن ما يسعه ..رحم ال هذا الرب والزاهد ..
نزلنا لده ووصلنا للقصر ..قريبا من منتصف الليل..
حينما وقفنا على البوابة نظر الضابط ف وجه الشيخ فعرفه ول يطل ..
وقال للجنود :افتحوا الباب للشيخ ابن عثيمي ..
دلفنا للقصر الفخم والكبي والذي ل أشاهد له مثيل حت هذه الساعة
ف بائه وجاله وفخامته ..
رزقنا ال وإياكم القصور ف الفردوس العلى..
بثنا عن موقف لسيارتنا بوار السيارات الفخمة والبهية ..وبالكاد وجدت
ولقد سبق أن رجوت الشيخ أن انزله أمام بوابة اليوان
لكي ينل هو وسوف ألقه
فرفض وقال :ندخل معا ونرج معا!!
وصلنا لبوابة اليوان وكان الرس وخدم القصر ورجاله كالذر عددا
عن اليمي والشمائل..
كل من رآنا جاء للشيخ وسلم عليه ..
فاجأن شيخنا بسرعة خطوه وعجزت عن مسايرته و كان ير من تت
أجهزة كشف العادن ول يتوقف لا ول يعبأ با ..
بالنسبة ل أنا فقد أمسك بيدي العسكر مرتي ليدون للتفتيش
فكان الشيخ يشي لم فيتركون إكراما له ..
دخلنا اليوان الول ومن بعده إل إيوان ابر منه وأجل وأفسح..
ومنه دخلنا لجلس كبي وهائل ..
يكاد ضوءه وتوهجه يطف البصار..
ومع كب حجمه وفساحته واتساعه إل أنه بل أعمدة تجب الرؤية!!
قد رصت ف جيع أطرافه القاعد الوثية والفخمة وعليها من البشر واللق
من ل يصيهم إل ال ..
ف صدره كان يلس اللك ..وعرفته منذ أن رأيته ومنذا يفاه ؟؟
رحه ال وعفا عنه ..
206
حينما رأى اللك شيخنا قام فقام كل من ف الجلس وهذا من عاداتم
فخجلت واستحييت وهبت ذلك النظر..
فدخلت عن يي الجلس واختفيت خلف الصفوف..
وكنت أراقب ما جرى..
كنت أرى شيخنا يسي لوحده ف وسط الجلس الفسيح ..
وتقدم له اللك فالتقيا ف وسط السافة ..فاحتضنا بعضهما بعضا ..
وقبل اللك على انف شيخنا كما هي عادتم..
ف إكرام العلماء..
سعت رجل بواري متعجبا يقول :من هذا ؟؟
فقال الخر وكان متكئا ويرك سبحته قال :هذا الهندس ابن عثيمي!!
نرجع لن!!
من السنن أن ل يأكل التمتع شيئا قبل أن يذوق من هديه
كما هو الال ف الضحية..
طبخ لنا من كبد الكبشي فافطرنا عليهما ..
ث خرج الشيخ من اليمة ودخل على الخيم الجاور للسلم على شيخه ابن باز
للمباركة له بالعيد ..
فاستعرت ثوبا من احدهم ولقت به ..
فوجدته مع الشيخ ومعهما الشيخ حد الوسى
رفيق الشيخ ابن باز ف حله وترحاله..
قال ل مرة الشيخ حد :أغبطك على صحبة الشيخ ممد !!
قبلت رأس الشيخ ابن باز فسأل :من أنت ؟؟
فقال له شيخنا :هذا أحد تلميذنا واسه فلن بن فلن..
فدعا ل الشيخ ..
رحهم ال ورضي عنهم وجعنا بم ف جنات النعيم
207
ل يطل شيخنا الغياب عند اللك ..
قال ل الشيخ ذلك اليوم :أنه فقد السائق الذي يوصله للمخيم فبقي واقفا متارا ول يدري ما يفعل ..
فلمحه المي سعود الفيصل وزير الارجية وهو ذو علقة ومعرفة عميقة بشيخنا ..
فسلم عليه وقال :هل تنتظر أحدا ؟؟
لحظتك واقفا لوحدك؟؟
فقال شيخنا :سائقنا تأخر..
فنادى الم ي سعود الفي صل على سيارته الا صة وأ مر سائقه بتو صيل الش يخ فحمده شيخ نا على ذلك
وأكبها منه ..
كنا ف أغلب الوقات نبقى ف السجد لستماع الدروس والفتاوى ..
وهذا هو غالب أمرنا ..
وأما ف الوقات الخرى فنجتمع بالشيخ ف خيمة كبية عبارة عن ملس للضيوف ويستقبل فيها الوفود
الزائرة من داخل وخارج الملكة..
جاء رجل ف تلك اليام وز عم للشيخ أن السال التابعة للبنك السلمي للتنمية ف من ل تقوم بن حر
البل كما هي السنة وكذلك ذكر ملحظات حول التذكية الشرعية للغنام..
فلم يرد شيخنا أن ييبه على زعمه حت يتأكد ما نقله له..
فكلفن أنا وشخصي اثني بالذهاب لزيارة السال والدارة الشرفة
للتأكهد من صحة تلك العلومات خا صة وأن الب نك يشرف سهنويا على مئات اللوف من الضاحهي
والدي ذبا وتزينا وتوزيعا حول العال..
وصلنا للمسلخ بعد معاناة وبثنا عن موقع نر البل فقالوا لقد انتهوا من ذلك
فلما نتمكن من رؤيتها على الطبيعة ..
توجهنا للدارة فأحالونا لشخص وقالوا :هو مدير هذا القسم ..
فدخلنا عليه مكتبه فاستقبلنا ببود ول يعرنا أي أهية وكان يدخن بشراهة
طوال جلستنا معه..
شرحنا له هدفنا من الزيارة ومن كلفنا بذلك فازداد تاهل لنا!!
ول يفدنا بشيء ول يرد إعطائنا أي معلومات ..
فخرجنا من عنده وقد بلغ النق بالخوين الخرين مداه..
رجعنا للشيخ وشرحنا له ما حصل ..
208
فاسترجع وقال :خيا إن شاء ال !!
ف اليوم الثان وهو الول من أيام التشريق ..
زارنا ف الخيم الدكتور ممد علي مدير عام البنك السلمي بنفسه!!
وقدم اعتذاره للشيخ عما حصل ول ادري كيف بلغه الوضوع..
وأصر على شيخنا أن يرافقه بنفسه للمسال لرؤية الوضوع على الطبيعة
والدكتور ممد علي رجل مؤدب ومتواضع وخلقه وبشاشته تأسر القلوب
وهكذا كان!!
انطلقنا بسيارته وأصر على الشيخ أن يركب هو ف اللف وشيخنا بوار
السائق وكانت لفتة كرية منه ..
قبل دخولنا للمسال مر بنا الدكتور على مكان الذبح العام حيث يقوم الجاج
بذبح هديهم وهذا خارج إشراف البنك ..
ويا للعجب!!
رأينا ذلك اليوم منظرا ل أنساه ما حييت ..
حيث تكدست عشرات اللوف من الغنام الذبوحة على مد البصر
واللقاة بعضها على بعض وقد تعفنت وتمعت عليها الشرات وصدرت منها
روائح قاتلة ..
وكان غاية الدكتور أن يري الشيخ دور البنك ف ماولة القضاء على تلك الشكلة
الزمنة ..
حيث رفع عن الناس حرجا شديدا واوجد لم بديل ملتزما بالضوابط
الشرعية ويبئ الذمة ..
قال لنا الشيخ ذلك اليوم :قبل سنوات بعيدة ف شباب
اشتريت أنا وعدد من الخوة والصحاب جل لكي نديه عنا جيع
وكنا سبعة..
وكان عدد الضاحي ليس بالكثرة الن والجاج اقل..
يقول شيخنا نظرا لوجود عدد كبي من الفقراء حولنا وكل واحد منهم احضر
سكينه وساطوره بيده!!
فقد حاولنا البتعاد عنهم حت يسهل علينا النحر والسلخ وتقطيع الذبيحة..
209
قال الشيخ :ما إن سقط جلنا حت تساقط الناس علينا من كل مكان
فقطعوا البعي وجزءوه ف دقائق معدودة !!
أما الال ألن فهذا الذي نراه وال مأساوي !!
تولنا ف السال وتأكد الشيخ بنفسه من سلمة طريقة الذبح والنحر وأن
العتب على الناقل سامه ال..
ونن نتجول ف السلخ جاءنا رجل وعيونه غارقة بالدموع ..
فتأملت وجهه فإذا هو صاحبنا الذي دخلنا عليه بالمس وتاهلنا
وقد كان كسيا حزينا فسلم على شيخنا واعتذر منه واعتذر منا جيعا
أخذه شيخنا على انفراد ..
وتدث معه وابتسم ف وجهه وتلل وجه الرجل وضحك !!..
وأخبن الشيخ ل حقا انه نصحه بترك الدخان فوعده بذلك
ولعل ال تعال عافاه..
مرت تلك اليام بوتية واحدة ..
كنا نذهب لرمي المرات مشيا على القدام ..
حيث أن ميمنا ليس ببعيد عنها..
وف الطريق ييب شيخنا عن أسئلة الناس ..
أذكر أننا ف عودتنا ذات مرة من الرمي وكان ذلك قبل الغروب بدقائق..
وكانت من شبه خالية حيث عجل كثي من الجاج كما هي العادة..
فمررنا على رجال يشدون أمتعتهم على سياراتم..
فلما رأى أحدهم شيخنا وكان ف أعلى السيارة اليب يربط متاعه
نادى على الشيخ مستفتيا ويشي بيده :ياشيخ ممد إحنا معجلي
ومثل ما ترى قد يؤذن علينا وما أكملنا متاعنا هل يوز لنا التعجيل ؟؟
فقال الشيخ :ل باس عليكم إن شاء ال ..
فهذا رجل استفتاه وهو على سيارته دون أن يتكلف عناء النول!!
ول أدري هل سألم هل طافوا للوداع أم ل ؟؟
روى ل أحد الطلبة الثقات يقول :مرة كنا نسي مع الشيخ بعد الصلة
من مسجده لبيته ..فنادى رجل من سيارته على الشيخ :
210
ياشيخ ممد ياشيخ ممد أريد أن أسألكم ؟؟
فقال الشيخ له :تعال أنت وسأل فالعلم يؤتى إليه وحق عليك إكرام العلم وأهله..
ول يرد الرجل على الشيخ حياء من جوابه ..
ولكن شيخنا لح ف خلف سيارة الرجل عكازا فعرف أنه مبتلى..
فرجع للرجل ودنا منه واستمع لسئلته حت انتهى ..
ل نعجل كما هو التبع من شيخنا ف كل عام وخلى الخيم وحوله تقريبا
جاءنا ذلك اليوم ضيف كري وهو المي مدوح بن عبد العزيز وفقه ال
كنت أنه وهو مع الشيخ ثلتنا ل رابع لنا ف السيارة وقال لشيخنا كلمة
أراد منها أن يشد من عضد الشيخ قال له ف كلم طويل أذكر بعضه :
(ياشيخ ممد أنت وشيخنا ابن باز أقدما ول تترددا فوا ل إن إخوت الكبار
من اللك وإخوانه الكرام الخرين يقولن دائما للوزراء والسئولي
أطيعوا العلماء ول تعصوهم وخصوصا هذين العالي الليلي ابن باز والعثيمي
فنحن بال قمنا ث بما !!)
جزى ال المي مدوح خي الزاء فهو صادق النصح إن شاء ال ول يبتغي من
ذاك شيئا بارك ال فيه
شهدت منه موقفا أكبته منه ..
حيث أذكر مرة أنه بعث رجل لشيخنا يستفتيه ف أمر وهو:
أن هناك مشروع يدر على المي مدخول كبيا ولكنه يتاج لذا الشروع
لرخصة وكونه أميا ومن أبناء اللك عبد العزيز فلن يعسر عليه الصول على
تلك الرخصة ..ولكنه ترج من ذلك خوفا من أن يامل كونه أميا !!
وهذا بل شك سيكون!!
فقال شيخنا للوسيط :سلم على المي وبلغه أن الورع أن يتركه وال يلف
عليه بي
فتركه رغم أن ربه مضمون وأرباحه كبية للغاية وال يلف عليه خيا منه
ف ماله وولده وأهله ..
زار المي مدوح القصيم ف سنة من السنوات
وكان ف اغلب بقاءه ف القصيم تلك اليام يكون ف عنيزة
211
إما ف بيت الشيخ أو ف جامعه أو عند أحد الضيفي له من عنيزة..
طلب المي مدوح من شيخنا أن يزور بيته الطي والذي حت تلك السنوات
ل يهد وبقي شاما ف الكان العروف ألن ..شال مسجد العيفري
على شارع الشريية ..
التقينا شيخنا والمي وأنا وجع من الخوة أمام باب النل ضحى ..
وفتح شيخنا باب بيته القدي ..
وأخذ يشرح لنا تفاصيل البيت وتقسيماته ..
حينما تدخل من باب النل تواجهك ساحة ف وسطها نلة طويلة ..
وعليها حبل للتسلق ..
وذكر الشيخ انه كان يصعد لعلى تلك النخلة فيلقحها أو يصد تره
فقال ل المي مازحا :هل تستطيع الصعود لعلها يافلن؟؟
فحاولت الصعود وما عرفت طريقة شد البل خلف الظهر وهي تسهل كثي ا
الصعود..
فقام شيخنا بنفسه وشده وصعد حت وصل قريبا من وسطها ونزل..
صعدنا من الدرج ليينا مكتبته ..
فدخلناها فإذا هي غرفة متوسطة الجم وفيها رفوف قدية وشبه بالية
مكتوب عليها 1381للهجرة ولعله تاريخ التركيب!!
وجدنا ف زاويتها سلكا كهربائيا قويا قد عقف أعله على شكل عصى
وهو متماسك ومغلف ببلستيك اسود قال الشيخ :هذه عصاي كنت استعملها
وأنا أسي ف الظلم إل السجد قبل انتشار الكهرباء..
فحملها المي وكانت ثقيلة ..
واستأذن من شيخنا أن يهبه إياها ففعل..
وكذلك رأى المي سجادة صلة قدية قد حفر مقدمها من اثر السجود عليه
فقال للشيخ :هل هذه سجادكم ؟؟
قال :نعم ..
فاستو هبه إياها ففعل!!
خشيت أن يستو هب المي الشيخ كل شيء فهمست ف أذنه وقلت :
212
أريد دواليب الكتب إن كنت لست ف حاجتها !!
فقال :هي بالية !!
فقلت :حت!!
فوافق..
فنقلتها لبيت واحتفظت با سنوات عديدة حت سرقت من!!
ولقد أعطان الشيخ بناء على طلب عددا من عباءاته القدية جدا وما زالت
عندي حت الن ..
واحتفظ با للذكرى ل للتبك أو شيء آخر والمد ل ..
213
ف الطائف لكي اقضي لديهم فترة نقاهة فقد كنت مصابا بالزكام والمى
الطائف جوه منعش وجيل طوال العام تقريبا ..
ففي الصيف حرارته معتدلة ول تتجاوز حدود العقول!!
كما ف القصيم والرياض مثل..
أما ف الشتاء فإن برودته ليست بشديدة كبودة أبا والباحة مثل..
أذكر أنن قرأت ف كتاب الطالعة ف إحدى سن الدراسة عن عال غرب
مر على الطائف فمدح مناخها وقال هو من أفضل الناخات ف العال!!!
ول يظنن ظان أن أمتدحها لنن كنت يوما من أهلها أو عشت سنوات الول فيها !! ..
أنا أحكي شيئا معلوما ومعروفا للجميع ..
مكثت أياما قليلة ف الطائف ث رجعت للقصيم ..
وصلت لعنيزة ليل..
حيث غبت عنها حوال الشهر..
وكان السكن كئيبا بسبب قلة الركة وشعرت بانقباض وضيق ..
وهذا شيء طبيعي حيث يشعر النسان بتلك الثار بعد الغياب الطويل
القصيم بالنسبة ل تلك اليام هي موطن فقد كنت أت صلت فيها وحينما كنت أذهب للطائف فأنا
أعتب نفسي غي مقيم ..فتحل ل رخص السفر
منذ اليوم الول لدخول لغرفت ف السكن وأنا اشعر أن هناك اختلفا فيها؟؟
بلغت الشيخ بذلك ..فاستغرب وقال :لعلك واهم ؟؟
فتشت ف أغراضي وأوراقي وأمتعت وكتب فاكتشفت التال:
وجدت عددا من كتب قد سرقت !!
و هي عبارة عن ك تب صورتا من شيخ نا وعلي ها تعليقا ته وحواش يه ب ط يده و هي ك تب ثي نة جدا
واحلها طوال تلك السنوات ف حلي وترحال..
وكذلك فقدت عددا من أوراق الشخصية وتزكيات سبق أن كتبها ل شيخنا ف مناسبات معينة..
وكذلك افتقدت بعض المتعة الهداة أيضا من شيخنا!!
وكذلك افتقدت عددا من الرسائل الت كانت بين وبي الشيخ ومم
كان يكتبه الشيخ للوالد وأحتفظ بنسخ منها..
توجست ف الوضوع وقلت ف نفسي :ل يلك مفتاح غرفت سوى أنا وشيخنا ورفيقي ف السكن !!
214
ورفيقي رجل ثقة وهو الشيخ مبوب وما حاجته لثل تلك
الغراض وما مصلحته من أخذها؟؟
ول ابلغ شيخنا حت تأكدت أنا سرقت !!
وعلمت من سرقها وشهد شاهد على ذلك ل..
أبلغت شيخنا بالاصل ..
أذكر ملمح وجهه حينما أخبته الب ..
لقد حزن وتأثر ابلغ تأثي ..واسترجع وكأنه عرف الفاعل فورا ؟؟
دعا بذا الدعاء :اسأل ال تعال أن يضيق صدره كما ضيق صدري حت يرجع تلك الشياء..
جيعكم من خلل القراءة السابقة للحلقات سيعرف من هو الفاعل؟؟
ل قد أشترى ال ستاذ أدوات لف تح البواب ود خل غرف ت ف فترة ال ج وقلب كل حاجيا ت ليب حث عن
السحر الخفي ف متاعي !!!
فلما ل يد شيئا ولن يده سوى ف ميلته الريضة الت أملها عليه شياطي الن والنس عليه !!
حينما ل يد شيئا سرق تلك الاجيات !!
لا؟؟
ل أدري ..
ولكن التفسي الوحيد لذلك واضح وضوح الشمس لن له عينان ..
استجاب ال لدعاء شيخنا فلقد بلغن الؤذن عن ذلك الرجل انه مرض وأصيب بصداع شديد ف رأسه
وتغيب عن الدرس فترة طويلة ..
دعان الشيخ يوما بعد الصلة وسلمن كرتونا به جيع حاجيات ..
فبح ثت في ها فوجدت ج يع الشياء ال سروقة كاملة موجودة سوى ب عض الوراق والطابات وجدت
صورها ول أجد النسخ الصلية
استعادها ل شيخنا لحقا وسلمها ل جزاه ال عن خي الزاء..
أسحوا ل أيها القراء الكرام أن أنقل لكم هذه الرسالة الت كتبها ل شيخنا رحه ال ..واسترجعتها من
يد ذلك العتدي
وهي موجودة عندي ولعل ف نشرها نفعا لن تأمل وتدبر معانيه
وقد ذكر شيخنا ف الرسالة ذاتا سبب كتابتها ..
يقول شيخنا رحه ال:
215
بسم ال الرحن الرحيم
من ممد الصال العثيمي إل البن ( ) ....حفظه ال تعال
ال سلم علي كم ورح ة ال وبركا ته وب عد ف قد سألتن بارك ال ف يك أن أ ضع لك منه جا ت سي عل يه ف
حياتك...
وإن لسال ال تعال أن يوفقنا جيعا لا فيه الدى والرشاد والصواب والسداد وأن يعلنا هداة مهتدين
صالي مصلحي فأقول:
إن كلماته تلك تمل ف كلمة منها معان سامية خرجت من قلب رجل امتل علما وإيانا وتقى احسبه
كذلك وال حسيبه..
ل أر غب ف ال سترسال حول الت صرف الذي حدث من ق بل صاحبنا فبف ضل الول سبحانه م نذ ذلك
التصرف الهوج الذي بدر منه ل أتلقى أي تصرفات أخرى ملموسة من قبله سواء بالكلم أو الفعل
وال رب وربه وحسيب وحسيبه مطلع على الفايا وعال بالسرائر..
ويبدوا أنه شعر بيبة أمل كبية حيث ل يصل لبتغاه بفضل ال أول
ث بفضل شيخنا الصيف والعاقل والؤمن والعال الراسخ..
فأين تد مثل هذا ؟؟
ذلك فضل ال..
توقف الناع والصام ولعله إل البد والمد ل ..
وأؤكد للجميع أنن ل أسعى وأهتم بذكر هذا الرجل بعينه بسوء!!
أمام أحد من الناس كائنا من كان ..
مقابلة لرمه بقي وكذبه علي ..
ولو أنن أذكر أعماله وتصرفاته فليست سوى للعبة ..
وال يهدينا ويهديه لصراطه الستقيم ..
حينما كتبت بالمس تلك النصيحة الت وجهها شيخنا ل ..
تذكرت أنن قرأتا ف تلك اليام ول شك أنن استفدت منها ..
وحرصت على العمل با بقدر ما آتان ال من بصية !!..
ولكنها اليوم ذات طعم خاص ومذاق متلف..
منذ فترة بعيدة جدا ل أقرأها ولعل هذا من حسنات هذه القالة أن جعلتن أتذكر تلك الوديعة الثمينة..
قرأتا بالمس قراءة تحيص وتدقيق..
تأملت حروفها ..حيث كتبها بيده وبطه الميل..
218
شمت عطرها الزكي ..على ذلك الورق التواضع ..
أصغيت لا فتردد ف سعي رنينها العذب...
و ضعتها على صدري فامتزجت هساتا ف الفؤاد ..
تذكرت الوقت الثمي الذي قضاه ف تدوينها..
تذكرت كم أنه تأمل وفكر فيما هو يصلح حال ف دين ودنياي فرقمه..
تذكرت يده حينما قبضت على القلم وأخذت تط تلك الكلمات الصادقة..
تذكرت كيف كان قلبه ف تلك اللحظات ينبض بالرحة والشفقة علي..
خرجت بأمر واضح كالشمس:
أيقنت أنا صدرت من قلب كبي..
رحك ال يا أبا عبد ال ..
رضي ال عنك ياشيخنا ممد..
فوا ل ما قدرتك حق قدرك وما أوفيتك الوفاء الميل..
وال لو كان ل سبيل إليك لرأيت من غي ما رأيت ..
ووال ياوالدي لو تكنت من رؤيتك والجتماع بك
لتعبدت رب سبحانه أن أكون خادمك الطيع حت المات..
أنت والدي فعلت ب ما يفعله الوالد بولده وأكثر..
كم مرة سعت أب أحد رحه ال يقول ل بضور شيخنا:
هذا والدك دون !!
قلت له :مه !!
فقال :لقد قدم لك كيت وكيت وفعل لك كذا وكذا..
إن للمة حق على هذا الرجل حق عام!!
أما أنا وغيي فعلينا له حق خاص..
يب علينا أن ندفعه له حت المات..
أقله الدعاء وهو من الوفاء له ..
ونشر علمه ..
وتعر يف الناس بفضائله وهذا الذي ساه خل يل الرح ن إبراه يم عل يه ال صلة وال سلم( واج عل ل ل سان
صدق ف الخرين)
219
وهاأنذا أحكي بعض جيله ..
كنت ف تلك اليام رغم بري به والمد ل والميع يعرف ذلك
قليل الدراك وهكذا الرء ف فتوته وشبابه ..
قد يدرك ول يدرك !!..
يرى المور ويبصرها ولكن ل يفهم معانيها ومضامينها وروحها إل ،لحقا..
ل يقرأ بي السطور..
وبالحرى ل يلك آليات تلك القراءة !!
وهذه هي البصية القة..
أي منا ل تسهر والدته يوما بواره وهو صغي حينما يئن من الرض ؟؟
أي منا ل يرى كم كان والده يرج باكرا من منلم ويعود ف الساء وقد بلغ به العياء والتعب مبلغه..
كنا نرى تلك التصرفات ولكننا ل ندرك جوهرها ول عمقها..
إنه النان ..
إنا الرحة ..
والحبة والشفقة والفداء والتضحية ..
وكل العان السامية تنبعث من تلك التصرفات جلة واحدة..
تلك العان تكتشفها للسف لحقا ..
بعد سنوات طويلة ..
وغالبا بعد رحيلهم..
فتبقى ف القلب حسرات وآهات ..
وأقول :يا إخوت وأخوات
من وفقه ال فأبصر القيقة وعلم ذلك علم اليقي وما زال صاحب الفضل
حوله وقريبا منه..
فهذا وال الحظوظ فل تفلت منه الفرصة..
فدونه النة فهي أقرب له من شراك نعله!!..
بعد موت والدي عليه رحة ال ..
بشهر تقريبا كنت أسي بسيارت بي الطائف والرياض..
وكنت حينها ل أستيقظ بعد من هول الصدمة بفقدانه..
220
كنت أقود السيارة وارى الطريق أمامي ولكن قلب وعقلي معه رحه ال
يسترجع شريط الذكريات الطويل ..
من الذكريات الحزنة..
وحصل ذلك قبل أسبوع من موته رحه ال..
حيث أنن أثقلت عليه ف موضوع ما!!
وأذكر أنه اتصل علي وعاتبن على ذلك..
حيث وقف ساعات وعان من هذا المر ..
وكان ذلك على غي قصد من..
ومع ذلك فإنن شعرت بأل ف قلب وحزن
فأوقفت سيارت وبكيت حت كدت افقد وعيي من البكاء وال ..
رحهم ال ورضي عنهم وجعنا وإياهم ف مقعد صدق عند مليك مقتدر
مرت اليام والساعات وتوالت الليال والمد ل استزدت تصيل..
من رعايته رحه ال ب حيث درسنا ف تلك اليام مادة الواريث
وهذه الادة من أصعب علوم الفقه كما هو معلوم..
فكان شيخنا يهون علي الر ويقول :هي سهلة جدا!!
أذكر مرة أنن حضرت ف مدينة الطائف درسا ف علم الواريث ( الفرائض)
عند الشيخ علي بن ممل العتيب وهو قاضي متقاعد من الحكمة
والشيخ علي متقن للغاية لذا الفن..
حينما استمعت لكلمه طوال ساعة وأزيد
ل أستطع فهم كلمة واحدة ..وأغلق علي وعسر ذلك العلم من ذلك الدرس
فخرجت وأنا مصدوم من هذا العلم العقد للغاية..
ولكن شيخنا رحه ال كما هي قاعدته (الكيف ل الكم)..
جرد ل هذا العلم من كل تلك العقبات فصار ميسرا وسهل التناول بمد ال تعال..
فكنت ادرس عنده ف الليل مع الطلب ..وف الطريق لبيته يلي علي السائل
ويتبن ويكلفن بالبحوث حت أدركته جيعا..
وما زلت حت الن أحتفظ بتلك الواجبات وعليها تصحيحاته وتعليقاته
بالقلم الحر..
221
علمت أن شيخنا يعان من قضية الساعدات الت يقدمها للناس حيث يأخذ ترتيب تلك المور وتدوينها
وجردها وقتا ثينا منه..
فعرضت عليه أن أساعده ف ذلك..
وأراد مرة أن يتب جديت ف الوضوع!!
حيث اتصل علي شيخنا ذات يوم ف السكن..
وقال ل :أريدك تضر للبيت احتاجك ف أمر..
فوصلت لبيته فخرج إل وف يده كيس ..وقال:
هذه النقود تذهب با للبنك وتودعها ف حساب الزكاة..
ول يكن البلغ كبيا ولكنن ل احل مثله من قبل!!
ذهبت للبنك مرورا بالبيوت الطينية الواقعة بي شارع الشريية والبنك ف شارع الضليعة..
كانت الشوارع والزقة خالية من الناس والارة..
فكنت استعجل الطى حت أمر من تلك الدور الهجورة والخيفة..
دفعت للبنك ذلك البلغ ..
ومنذ ذلك اليوم ولسنوات صرت احل نقود الزكوات والصدقات وغيه
من البنك للشيخ والعكس..
ولقد كانت تبلغ البالغ أحيانا أرقاما كبية وميفة ..
ومع ذلك فلم يصل أي حادث يذكر سوى موقف وحيد وتافه ل يستحق الذكر!!
ف تلك اليام حدثت حادثة غريبة ل ..
اللقة الستون
227
والدي رحه ال رجل حيي وخجول ولكنه إن نطق فلسانه عذب ولبق رحه ال..
ولقد أعجب شيخنا به وبأخلقه وبساطته ف هيئته ولباسه وذكر ذلك ل عنه
وكأنه وشيخنا ف هذا الصوص صنعا من طينة واحدة!!
كما تقول العامة عندنا..
مررت أ نا والوالد على شيخ نا ب عد الع صر فناول ن كي سا ف يده وكان يتل فت حوله وكأ نه ي ستعجلنا
بالذهاب وهذا ماكان..
فتشت الكيس فوجدت فيه بقايا طعام !!
من عظم وبقايا بطيخ مأكول ونو ذلك!!
لقنا الشيخ للسيارة وقال ل :أخلط بقايا الطعام ف ماء واغتسل به واغسل به رأسك على الصوص!!
وهذا ما فعلته ول أسأله لن ذلك الطعام ول أدري هو لن حت هذه الساعة..
كلفن شيخنا رحه ال ف تلك اليام بعد اعتدال صحت والمد ل ..
بترتيب مزن الكتبة الوطنية ..
وقال ل :إن وجدت كتابا مكررا فخذ نسخة منها لك..
فتحت الخزن فوجدت الرضة قد أكلت جزءا ل يستهان به..
استعنت بعمال السجد ونظفنا الكتب ووضعناها على الرفوف ..
وألقينا بالتالف جدا والوساخ خارج الخزن..
حصلت على عدد ل بأس به من الكتب الكررة وكذلك أخذت بعض الكتب بإذن شيخنا..
وأنا أقلب ف تلك الكتب كان يلفت نظري تعليقات ورسائل قليلة أجدها موضوعة بي دفت الكتب..
قرأتا وكان غالبها بط الشيخ عبد الرحن بن سعدي رحه ال..
ومؤرخة ..وتاريها قدي يتجاوز المسي سنة وأكثر..
والظاهر أن مكتبة الشيخ ابن سعدي أوقفت أو أنه أهدى شيئا من كتبه للمكتبة العامة والسماة ( مكتبة
عنيزة الوطنية)
وجدت كتيبا اسه ( صفة صلة النب صلى ال عليه وسلم)تأليف أبو عبدالرحن ناصر الدين نوح نات
اللبان الساعات!!
عرفت أنه كتاب صفة الصلة الشهور والذي كتبه علمة الديث الشيخ اللبان رحه ال ..وهذه هي
الطب عة الول وك تب علي ها الش يخ اللبا ن وب ط يده (هد ية الؤلف إل حضرة الش يخ ع بد الرح ن ا بن
ناصر السعدي 7/12/72هه ناصر الدين نوح نات اللبان) ..
228
الشيخ اللبان علم الديث وشيخ العصر ف ذلك ..
وليس مثلي من يثن عليه أو يسأل عنه ..رحه ال
قرأت مرة كتا با م نذ مدة أل فه ال ستاذ الد يب ع بد ال بن خ يس يروي ف يه إحدى رحل ته للشام ق بل
حوال المسي سنة وكان برفقته علمة النساب والدب وصديقه الميم الشيخ حد الاسر رحه ال
..
وأظن أن ثالثهما هو الديب عبد الكري الهيمان ..
ذكر ف كتابه أنه زار الكتبة الظاهرية ف دمشق ..
و ذكر أنه شاهد هناك رجل منهمكا ف البحث والطالعة وذكر اسه وقال كلما بعناه :ذلك هو علمة
الشام الحدث الشيخ ممد ناصر الدين اللبان .
وكذلك قرأت للشيخ حد الاسر قريبا من هذا الكلم ف مذكراته وقال عنه:
هو من أحلس الكتبة الظاهرية..
كان مرة بينه وبيه الشيهخ علي اللبه تلميهذ اللبانه الشهور اتصهال ونقاش حول بعهض التخريات
الديثية..
وكنت أشعر ف نفسي أن هناك جفوة غي مفهومة بي شيخنا والشيخ اللبان والظاهر أن سببها هو ما
يثيه بعض الفسدين ف الرض بي الشيخي ..
ما سبب شيئا من تلك الفوة وانقطاع التواصل..
ول يأتين قائل ويزعم أنن أختلق الوضوع من طرف ..
فمن عاصر قضية حرب الليج وما حصل فيها من اختلف وشقاق وجفاء بي رجالت الصحوة والعلم
،فهم ما أعنيه جيدا!!
قلت للشيخ علي :ما رأيك أن نرتب مكالة هاتفية بي شيخنا ممد والشيخ اللبان ..؟؟
ففرح بذلك وأثن على الفكرة وأيدها وقال سوف أرتب مع الشيخ اللبان وأنت رتب مع الشيخ ممد
وسنرى ما يكون..
عرضت المر على الشيخ فقال فورا :ل بأس بذلك وأثن على الفكرة ورغب ف ذلك ..وذكر ل أنه
ل يراه من مدة بعيدة حيث كان آخر لقاء بينهما ف جده أو قال ف مكة ( ..نسيت التاريخ ) و ذكر
أنه تناقش معه حول موضوع الجاب ..
ومن طرف اللب فقد كان التجاوب ماثل والمد ل..
حددنا التصال أن يكون ف يوم من اليام الساعة العاشرة صباحا ضحى ..
229
ول أذكر التاريخ بالتحديد ..وأظنه كان يوم جعة !!
حيث من عادة شيخنا ف ذلك اليوم التصال على أقربائه والتواصل معهم..
قلت لشيخنا :هل تسمح ل بتسجيل مكالتكما ؟؟
قال :ل بأس بذلك..
حضرت لبيته وثبت له جهاز التسجيل وأخبته كيف يديره ..
ف اليوم الثان بعد صلة الظهر ناولن شريطا وقال :هذا هو تسجيل الكالة ..
توجهت للغرفة مسرعا واستمعت للشريط..
كان التسجيل رديئا وصوت الشيخ اللبان خافتا نوعا ما ..
ولكنن استوعبت كل ما فيه ..
أستفتح شيخنا كلمه وهو التصل بعد السلم عليه قائل له :
معكم أخوكم ممد بن صال العثيمي ..
فرد عليه اللبان :قديا قال الفقهاء :العرف ل يعرف ..
وف يه من التح ية وال سلم والدعاء والن صح ب ي العلماء ك ما عهد نا في هم ذلك و هو ظن نا ف مشائخ نا
جزاهم ال عنا خي الزاء..
تدث كل منهما عن نشاطه وقال اللبان :لدينا المد ل صحوة سلفية وإقبال على طلب علم الديث
..ال كلمه
وتكلم شيخنا عن دروسه وقال :أدرس كتاب البلوغ ويضره بمد ال عدد كبي ..ال كلمه ..
ذكر الشيخ اللبان ف آخر مكالته أنه اتصل عليه اليوم شخص وزعم أن لديه
رسالة من الشيخ ابن عثيمي موجهة إليه !!
فقال الشيخ ممد :أبدا وال أنا ل أبعث أحدا برسالة لكم؟؟
فتعجب الشيخ اللبان من ذلك وقال :ال أكب عليه!!
سوف أراه اليوم بعد صلة الظهر أو قال المعة ف جامع صلح الدين وأرى ما عنده!!
قال شيخنا :ما أكثر ما ينقل الناس عن الكذب ويلبسونه على الناس ،وأرجو منك تتصل علي وتبن
ما يقوله الرجل عن..
واتف قا على ذلك ..ول أدري مالذي ح صل ب عد ذلك و هل جاء ذلك الر جل بر سالته الزعو مة للش يخ
اللبان أم ل !!
وانظر أخي القارئ أخت القارئة لفظ ال تعال لذين الرجلي الصالي
230
فلربا كان ف تلك الرسالة شرا وفتنة حيكت بينهما فقدر ال تعال كشف ذلك
بتوفيق من عنده ..وال أعلم وأحكم سبحانه ..
ليس هذا هو الوقف الوحيد الذي أحتفظ به بي هذين العلمي الليلي ..
كنت مرة ف جبال البوسنة والرسك وسيأت تفصيل ذلك إن شاء ال ..
التقيت برجل أسر البشرة يكن نفسه باب عبد ال الليب هذا الرجل أسد ف
شجاعته وإقدامه وكان أميا من أمراء الجاهدين قتل على يد قناص صرب شل ال يده ..
روى ل الخ أبو عبد ال رحه ال قال :هل تعرف الشيخ اللبان ؟؟
قلت له :ومن ل يعرف اللبان هو علم ومشهور..
قال :أريدك أن تمل له هذه الرسالة !!
قلت له :وأي رسالة ؟؟
قال :رؤ يا رآ ها أ حد ال صالي وطلب م ن أن أنقل ها للش يخ وأ نا ك ما ترى عا جز و قد أق تل ف أي
لظة!!
قلت له :حدثن..
قال :كان هناك شاب مصري اسه وحي الدين حافظا لكتاب ال تعال وكان أميا على جيع القاتلي
العرب ف البوسنة وكان غاية ف الشجاعة رغم صغر سنه فقد قتل غدرا وعمره حوال 23سنة رحه
ال ..
كان وحي الدين هذا منكا وداهية وكان يوجه الجموعات الكبية ويرجها من بي الصاعب الهلكة
بتوفيق ال تعال..
ذات مرة قادنا وحي الدين وكان أميا علينا وعلى اليش البوسنوي معا ف تلك
العملية الت انتزعت فيها مناطق شاسعة ف وسط البوسنة من يد الكروات الونة..
يقول أبو عبد ال :ف تلك العملية قصفتنا مدفعية ول ندري ما هي الهة الت تقصفنا فاحتار النود من
ذلك وكثر فينا الثخان والقتل فاكتشفنا أن الذي يقصفنا هو اليش البوسنوي خطأ!!
وسبب ذلك عدم توفر أجهزة للتوجيه وتديد مواقع العداء ..
واستمر القصف علينا ول نستطع التقدم لطاردة العداء الاربي ..
عندها أمر وحي الدين النود بإحراق كومات كبية من الشائش ..
فانتشرت كومة كبية من الدخان واتصل على اليش وقال لم :نن خلف
تلك الكومة الحترقة وبذا نونا من موت مقق !!
231
يقول أبو عبد ال :روى له ذلك الشاب وحي الدين أنه ف ليلة من الليال وقبل قتله من قبل الكروات
بفترة وجيزة رأى ف ما يرى النائم رسول ال صلى ال عليه وسلم بصفته الشرعية العروفة ..
وتدث معه ف أمور وسأله عن أشياء وف ناية رؤياه قال له :يارسول ال
دلن على رجل أتعلم منه حديثك وسننك أو بذا العن ..
فقال له الرسول صلى ال عليه وسلم :أذهب إل ممد ناصر الدين اللبان
أو قال له :عليك بكتب ممد ناصر الدين اللبان ..وأثن عليه وعلى علمه ودينه..
عندما رجعت للمملكة ..
حكيت لشيخنا ما رآه ذلك الشاب رحه ال وكنا حينها ف الطائف..
فقال ل الشيخ :هذي بشرى وينبغي عليك أن تبلغها الخ اللبان ..
فقلت له :لدي رقمه !!
فناولن التلفون وقال :اتصل عليه الن ..
اتصلت فردت عليه امرأة فرجوتا أن تعطين الشيخ لتدث معه..
فاعتذرت من ذلك وقالت :الشيخ مريض ول يستطيع أن ييب على أحد..
بعد سنة أو أكثر رويت تلك الرؤيا لحد طلبة العلم من الردن يقول :ولقد
بلغ با الشيخ اللبان ف جع من الناس فتأثر جدا وشهق وبكى ودع
لشيخنا وتأثر من موقفه وحرصه على أن ابلغه ..
ففرحت أنن أوصلت تلك المانة ولو بعد سنوات ..
وبلغته البشرى وال يغفر له ويرحه هو وشيخنا وجيع علمائنا ..
232
ما زلت أتذكر أنن كنت أجلس ف جوف الليال الادئة والناس نيام
والشوارع ساكنة ..
ك نت أش عل ضوء الكت بة الا فت وأجلس أت صفح تلك الخطوطات فأش عر ب سكينة عجي بة ح يث أن ن
أنتقل لمسة قرون خلت أو أكثر وأجلس مع ذلك الشيخ أو ذلك الطالب الذي حن ظهره وكلت يده
ف شدة الر والوع والخمصة وهو يدون تلك التحفة العظيمة ..
ل أدري لو أن ال تعال قدر على طلبة علم هذا الزمان الترفي !!
أن يرجعوا لتلك الزمان الغابرة مدة شهر واحد فقط ماهم فاعلون؟؟؟
جاءن ذلك الكاديي الذكور ..
وجهه أبيض مشرب بمرة يلبس مرآة
نظر الوجه عذب اللسان بسيط أنيس ..
انشرح له قلب منذ أن رأيته ..
عرفن بنفسي قال :أنا أخوك عمر السبيل !!
والذي صار ل حقا إمام الرم الشريف ..
وفجعنا بوته رحه ال بعد سنوات جعل الفردوس العلى مثواه..
كان يريد مطوطة عن اللغاز ..
فتشت له عنها واستخرجتها له ..
أقفل الخطوطة ونسينا أمرها وبقينا ف الكتبة نتحدث ول نشعر حت انتصف الليل..
أمثال الشيخ عمر جلست معهم ساعات معدودة ولكن كلماتم الصادقة ولطفهم وساحة نفوسهم تبقى
خالدة ف النفس حت المات ..
ووال لو كنت أنظم النثر لرثيته فنعم الرجل عمر ..
رحة ال عليه وخلف ال على والديه خيا فيه..
استدعان الشيخ ف تلك اليام وأدخلن للحق بيته وقال ل وكان صارما:
أريدك أن تكون صادقا معي فيما أسألك عنه!!
نظرت ف عينيه وقلت له :وال سأكون معك صادقا إن شاء ال ..
وانتابتن قشعريرة وخشيت أن يكون أحدهم ( وما أكثرهم) قد لبسن تمة جديدة!!
قال :هل تيبن عما أسألك عنه مهما كان ..؟؟
قلت :أفعل إن شاء ال ..
233
قال :بلغنه مهن أحدههم أن عليهك دينها لبعهض الشخاص فه الطائف قبهل قدومهك لعنيزة ههل هذا
صحيح؟؟
خجلت وال واستحييت أن أكلم الشيخ ف مثل هذه المور ..وكنت أعلم أن الشخص الذي نقل له
الب هو الخ ممد زين العابدين ..
وقد أخبت ممد منذ مدة عن ذلك حينما كانت الفتنة بين وبي صاحبنا حامية ..ول أذكر مناسبة
ذكر هذا الوضوع ولكنه الشخص الوحيد الذي أخبته..
رفعت رأسي وتشجعت وقلت له :نعم علي دين ..
أرخى رأسه وأحن جفنه وأخفض صوته معاتبا..
قال :ل ل تبن ؟؟
أل اقل لوالدك أنك تت رعايت ؟؟
ل أستطع الواب واحترت !!
استجمعت قواي وقلت له :يا شيخنا تلك أمور حدثت ف الاضي قبل قدومي عليك ول أكن تشرفت
بعرفتك ..
قال مقاط عا :ول كن الال ما زال ف ذم تك ..والناس لن تتر كك فك يف تر يد أن تطلب العلم وأ نت
مشغول بم؟؟؟
آمرك بكتابة تلك الديون وسوف أسددها عنك ..
قلت له :أبدا وال !!
قاطعن وقال :يب أن أسددها حت تريح بال وبالك ..
ث قال:وثق تاما أنن سأوف دينك من مال الاص وليس من أموال الزكاة
أو الصدقة حت ل أكون مامل معك من أموال السلمي!!
ث ناولن ورقة وطلب من تدوين تلك الساء ومالم علي ..
فكتبت ودخل لبيته ول يطل الغياب
ث ناولن البلغ كامل وزاد عليه وقال ل :هذا هو البلغ ومعه نفقتك تسافر اليوم وتسدد للناس مالم..
ث اتبع ذلك قائل ل وأشار بيده :أنت ف حرج من إن احتجت ريال أو مئة
ألف إل طلبت من فأنا ف مقام والدك فل تتحرج من!!
قبلته بي عينيه وقبلت يده ..
وخرجت من عنده وأنا متار من كرم هذا الرجل ..
234
كنت أتساءل من قبل ولعلكم أنتم تساءلتم مثلي:
نرى كثيا من الشائخ وأهل العلم ولكن قليل منهم من لم قبول ف القلوب لاذا؟؟
حينما اختلطت بشيخنا وعاشرته كنت أراه رغم علمه وجللة قدره بشرا ..
يأكل وينام ويشي ف الطرقات ويتعب ويرض ويغضب ..ال
ولكن حينما رأيت أفعاله وتصرفاته معي ومع غيي عرفت أن ال تعال الطلع على أفعال العباد ف السر
والشهادة هو الذي يبعث القبول للصالي ف قلوب البشر..وغي البشر!!
ل تتعجبوا من ذلك إخوت أخوات ..
ذكر ل الشيخ بنفسه قال ل :
جاءه رجل من قراء عنيزة العروفي وذكر له أنه قرأ على احد المسوسي بالن وأنه تدث معي الن
ومن حديثه انه قال له ( أي الن) :إن جدي مطوع يضر درس ابن عثيمي ف الامع!!
مرت اليام والليال وانتهى موسم الدراسة وجاءت الجازة الصيفية..
حيث يتكثف برنامج الدروس ..
وتأت لعنيزة كوكبة و دماء جديدة ووجوه أخرى من مناطق الملكة وخارجها ..
غالبها تأت للدراسة ف إجازة الصيف ث ترجع لوطنها..
ومنهم من يالفه الظ فيبقى وإنه لذو حظ عظيم !!
وقد كان شيخنا يهتم بؤلء الطلبة كون غالبهم ل يستطيع الكوث طويل
فيخصهم بادة نو الفرائض أو مت ف الصول أو النحو أو نو ذلك
بيث يرجع الواحد منهم وقد درس متنا كامل بالضافة للدروس الخرى
أذكر أنه جاءنا ف سنة من السنوات طلب من دولة روسيا يدرسون ف الامعة السلمية ....
وف سنة من السنوات جاءنا حوال العشرون شابا اهتدوا للسنة بعد أن كانوا على الذهب الساعيلي
الضال..
وقد اهتم بم شيخنا جدا حت أنه خصهم بدرس ف بيته كل صباح ف العقيدة..
ا ستمعت مرة لشر يط لشيخ نا ح يث أ نه زاره ف م سجده ف عنيزة عدد من النود المريكان الذ ين
أسلموا ف حرب الليج يقول ل الشيخ عن تلك اللسة..
كانوا ضخام الجسام طوال وأجلستهم ف مكان الدرس العتاد ..
وحيث أنم يبدوا ل يعتادوا اللوس على الرض فقد تدد بعضهم واتكئ على يده أمام الشيخ !!..
يقول الشيخ :ول أرد أن أعلق على أن ذلك من سؤ الدب رأفة بم لداثة إسلمهم..
235
يستمر ذلك البنامج الصيفي حوال الشهر تقريبا بعده يسافر شيخنا لدينة الطائف لضور اجتماع هيئة
كبار العلماء كما هو معروف..
وكنت رفيق شيخنا ف تلك السفرة للطائف..
توجهنا لده ومنها توجهنا لكة لداء العمرة..
وكان ف رفقت نا ف تلك العمرة ال ستاذ ع بد الرح ن العثيم ي أ خا الش يخ وكذلك اب نه ال صغي ع بد
الرحيم..
بالضافة للخ علي السهلي..
انتهينا من أداء الناسك سريعا ث توجهنا بعد العصر للطائف..
وكان مسينا عن طريق السيال وليس عن طريق جبل الدى ..
كان الو مطرا وكنت فرحا مسرورا للغاية وذلك أن شيخنا سوف يزورن ف منلنا ف الطائف..
قلت له :وال بتنور بيتنا ياشيخ بقدومكم ..
فرد علي ابن الشيخ عبد الرحيم :بتنور كل الطائف مو بيتكم فقط!!
فضحكنا من جوابه ونباهته رغم حداثة سنه..
وصلنا فكان الوالد رحه ال ف استقبالنا عند باب البيت..
ول تسل عن فرحه وابتهاجه بنول الشيخ ممد عندنا..
كان الوقت عصر تقريبا ..
حينما وضع شيخنا قدمه ف البيت ..
قلت ف نفسي :ياسبحان الكري الالق ..
ابن عثيمي إمام السلمي وعالهم وفقهيهم بنفسه يدخل بيتنا ..
كأنن أقول لب حينها :قد أغضبتك أنت ووالدت بروب وهاأنذا اثبت لك يا أب أن ال تعال تولن
ورحن ومن علي ..
فهذا الشيخ ابن عثيمي يأتيك زائرا بنفسه إكراما لك ولبنك وأهل بيتك فهل تريد برهانا انصع من هذا
البهان؟؟
ولكأن أب قال ف نفسه :تال لقد آثرك ال علينا وإن كنا لاطئي !!
استغفر ال من زلل القلم فعفوا إخوت ..
إن لطعم ذلك اليوم مذاق خاص ..
تستمر حلوته كلما استذكرته فاللهم اغفر لب وشيخي يا ارحم الراحي
236
حينما دخل شيخنا لجلس النل وكان ف صدره صورة كبية معلقة لخي الكبي ممد رحه ال وكنت
جهدت من قبل مع أب أن ينع تلك الصورة كون تعليقها مرما وينع دخول اللئكة كما هو الشهور
من كلم أهل العلم.
ولكنه رحه ال كان يتحجج بجج كثية ويرفض رفعها..
حينما دخل الشيخ لفت نظرة تلك الصورة ..
فقال لب :يابو ممد أطمس هذه الصورة ..
فقام أب من فوره وأخفاها عن نظر الشيخ ول يرجعها ابدا !!
أذكر مرة أن التاجر العروف ف مكة علوي تونسي دعا شيخنا ابن عثيمي للعشاء ف بيته العامر..
وكان الستاذ علوي قد دعا عددا كبيا من وجهاء مكة وعلماءها وتارها احتفاء بشيخنا..
سبقت شيخنا للدخول للمجلس حيث الناس تصافحه وتسلم عليه عند الباب
حينما دخلت رأيت صورة بشرية وتكاد تل الدار من ضخامتها..
توقعت أن ينكر شيخنا ول يسكت فهو كما عهدته ل تأخذه ف الق لومة لئم..
بقيت أنتظره وتساءلت ف نفسي :مالذي سيحصل؟؟
وضعت ف خاطري عددا من الحتمالت ..
قطع صوت سلم الشيخ حبل التفكي وركزت النظر على عينيه ما هو انطباعه وتصرفه..
حينما توسط الجلس الفسيح ل حظ تلك الصورة فتأملها ث أطرق وهو يشي واحر وجهه فهو بي
خيارين اثني :إما أن ينكر ويرضي ربه ومعن هذا إما أن تنع الصورة أو أن يرج من الجلس!!
فالول متعذر وفيه مشقة هائلة وحرج والثان أشق وأنكى !!
أو أن يسكت وهذا ما يأباه عليه دينه وخوفه من ربة ث اقتداء الناس به..
هذا ما تيلته أنا ..
قال الشيخ :يا أخ علوي تعليق هذه الصورة ل يوز وينع دخول اللئكة فأي بركة ف ملس ل تضره
اللئكة؟؟
رأيت وجه علوي تونسي تلون بألوان ل أميزها من الرج والياء..
أسعفه شيخنا وقال له :أحضروا لنا غطاء أو شرشفا وغطوا الصور ..
فتفرجت أساريره وكأن الشيخ أزاح جبل هائل عن صدره ..
237
فأمر أحد خدامه فغطى الصورة واسترحنا وانتهى الال على ذلك ..
أذكر مرة أن شيخنا دخل بيت أحد أقرباءه وكان رجل موسرا وفيه تعال وإسراف على نفسه ..فأراد
شيخنا تأليف قلبه ودعوته ..
زرناه ف منله ف جده وكان ملسه مليئا بالتماثيل والجسمات اليوانية وغيها ..
ه م عه حول هذا الوضوع في ما بدا ل ..بهل أ نه ر كز معهه على المهر ال هم والذي له ل يتكلم شيخن ا
الولوية وهو هداية هذا الرجل وإنقاذه من براثن الضياع والضلل..
ولقد رأيت شيخنا يتألفه ف الكلم ويتبسط معه ولكأنه يتكلم مع أعلى الناس منلة وسلطة ..
فك سب بذلك قل به وأ حب الر جل ذاك شيخ نا من ذلك الجلس مع أ نه ا ستقبلنا ف أول ال مر بفتور
وتعال..
وما خرجنا من بيته بعد ساعات إل وقد امتلت أسارير وجهه بشرا وحبا وإجلل للشيخ ..
ولقد زرناه ف الرة التالية بعد شهور فلم أر تلك التماثيل والجسمات أبدا ..
وهكذا هي الدعوة ياعباد ال !!
أكسبوا الناس وتألفوا قلوبم دون أن تتنازلوا مثقال ذرة عن دينكم !!
فالمد ل المر فيه سعة لن هداه ال ووفقه ..
جعلن ال وإياكم منهم..
كنا مرة ف دعوة من الدعوات ف جده وحضرها عدد كبي من الثقفي ومنهم وزير العلم الال إياد
مدن وكان حينها مديرا لتحرير جريدة عكاظ..
و كذلك حضر عدد من التغريبيي من كتاب الصحف الشهورين والحسوبي على تيار العلمنة ..
دار بينهم وبي شيخنا نقاش طويل وعميق ..
كان شيخنا يلقمهم بكل حجة من حججهم عشرا ..
كان مستند شيخنا قال ال قال رسوله وهم يستندون للواقع وقال فلن وفلن..
قال إياد مد ن لشيخنا بكل فظاظة :لاذا تت كر العلم ف شخ صكم هل الد ين ما تراه أنت أو ا بن باز
فقط؟؟
فرد عليه شيخنا وأفحمه بكلم كثي وطويل ستملون من ذكره ..
وكنت أستغرب كيف مثله ومن هو ف منصبه وحاله يقول مثل هذا الكلم الساقط عن مشائخنا ؟؟
إن أ صغر مث قف ي ستطيع الرد على م ثل هذا الكلم البائس والذي خرج من وا هم أو صاحب هوى ..
كما قال ربنا ( وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم )
238
أشفقت على شيخنا بسبب كثرتم وكثرة لاجهم وهم كما قال الول:
حجج تساقط كالزجاج تالا ذهبا وكل كاسر مكسور
ول يكن من الدب أن يشارك احد بضور الشيخ فقد كنا جيعا تلميذ له وليسوغ لنا الشاركة معه
فبقينا صامتي ..
ولكن حينما انتهى النقاش وقدم العشاء وفض الجلس لقت بإياد مدن عند الغاسل ..
فأسعته كلما شديدا فوقف ينظر إل وقد اتسعت حدقة عينه حت كادت تسقط من وجهه !!..
فلم يكن يتو قع أن يتلقى هذه الصفعة م ن ف قد كنت موتورا ول أدرك حينها الت صرف المثل ف م ثل
هذه الواطن ..
نرجع لتسلسل رحلتنا !!
عرض الوالد على شيخنا أن نستضيفه ف بيتنا طوال بقاءه ف الطائف..
فقال الشيخ :وال إنن أعتب نفسي ف بيت ولكن ينعن من ذلك بعد السافة فمنلكم يا أبا ممد ف
الضواحي وهذا فيه مشقة علي فأنا أبث عن مكان قريب من مكان دروسي ودوامي اليومي ف اليئة ..
أليت على الشيخ وأل الوالد ولكنه أصر على ذلك..
وكانت غايتنا أن نتشرف بوجوده ف بيتنا فأي شرف مثل هذا الشرف!!
ملحظة :هذا آخر حلقة أنزلا وأنا مضطر للتوقف عن الكتابة لمر طارئ وأعدكم بول ال أن أعود
لكمال اللقات ل حقا إن كتب ال ف العمر بقية ..
والسلم عليكم ورحة ال وبركاته
239