You are on page 1of 47

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫الذكرة الثانية من العتراضات القدمة من‪:‬‬


‫أب بلل عبدال بن حامد علي الامد‪ ،‬ثالث العتقلي من دعاة الدستور والجتمع الدن‬
‫السلمي‪...‬‬
‫إل أصحاب الفضيلة‪ :‬أعضاء مكمة هيئة التمييز‪ :‬وفقهم ال‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته الوكول‬
‫أشي إل اليئة بحكمة الرياض الكبى القضائية‪ ،‬الشكلة من القضاة‪:‬‬

‫القاضي‪ :‬ممد بن خني رئيس اليئة‬


‫القاضي‪ :‬عبداللطيف بن عبداللطيف عضو اليئة‬
‫القاضي‪ :‬سعود العثمان عضو اليئة‬
‫و إل قرار هالصادر ف الصك‪ ،‬الؤرخ ف ‪7/4/1426‬هـ‪/‬الوافق‪/15:‬مايو‪2005/‬م‪.‬‬
‫الدون بدفتر الضبط ض ‪/3‬وتاريخ ‪28/10/1425‬هـ‪ /‬رقم التسجيل ‪/94/14‬ف‬
‫‪15/4/1426‬هـ‪:‬‬
‫بالكم على العتقلي من دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي‪ ،‬بالسجن مايلي‪:‬‬
‫أ‪-‬الشاعر علي بن غرم ال الدمين تسع سنوات‬
‫ب‪-‬الدكتور متروك بن هايس الفال ست سنوات‬
‫ج‪-‬وكاتب هذا العتراض أبو بلل عبدال بن حامد بن علي الامد سبع سنوات‬
‫أقدم لكم اعتراضي على حيثيات الصك مرتبا ف مذكرات ثلث موضوعاتا على النحو التال‪:‬‬
‫‪‬الذكرة الول‪ :‬العتراضات الت تدلل على بطلن الحاكمة أصلً وشكلً‪ ،‬لنا أخلت‬
‫بأسس الحاكمة الشرعية‪ ،‬وخالفت ما هو مقرر شرعا أو نظاما من أسس شكلية أو‬
‫موضوعية‪ ،‬وقد تكرم الحامون الحتسبون‪ :‬الشيخ الحامي سليمان الرشودي‪ ،‬والستاذ‬
‫الحامي عصام بصراوي‪ ،‬والدكتور عبدالميد البارك‪ ،‬والستاذ الحامي ممد سعيد الطيب‪،‬‬
‫والشيخ الحامي عبدالعزيز الوهيب والستاذ الحامي خالد الطيي‪ ،‬بإعدادها بوجب‬
‫وكالتهم عن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪‬الذكرة الثانية من (العتراض الختصر)‪ :‬ملحظات متصرة ف التدليل على بطلن اليثيات‬
‫الفقهية ف مال السياسة الشرعية‪( ،‬الفقه السياسي) وهو (العتراض الختصر) ويتكون من (‬
‫‪ )60‬صفحة‪.‬‬
‫‪‬اللحق الول‪( :‬العتراض البسوط) ويتكون من مذكرتي الول وعنوانا (البهان)‪ ،‬وهي ف‬
‫(‪ )80‬صفحة‪ ،‬وف إثبات أن السلطة ف حفظ الشريعة إنا هي للمة‪ ،‬وأن أهل الل والعقد‬
‫هم أولوا المر‪ ،‬الذين أمر ال بطاعتهم وعنوانا (البهان)‪ ،‬وهي ف (‪ )80‬صفحة‪.‬‬
‫‪‬اللحق الثان من (العتراض البسوط)‪(:‬الطريق الثالث‪ :‬الدستور السلمي منقذا من الكم‬
‫البي الائر‪ ،‬والدستور العلمان الكافر والفاجر‪ ،‬وفيه إثبات أن مبادئ الدستور من ماثبت‬
‫ف الشريعة بصورة قطعية‪ ،‬وأن ضماناته وإجراءاته‪ ،‬من مال تتحقق إل به شرطا البيعة‬
‫الشرعية للحاكم العدل والشورى‪ ،‬وأن طبيعة الدولة الديثة‪ ،‬ووظائفها دلت على أن‬
‫الستبداد يفضي إل الطغيان (‪ )100‬صفحة‪.‬‬
‫وبناء على الذكرات الثلث أرجو هيئة التمييز أحد أمرين‪:‬‬
‫الول‪ :‬نقص الكم‪ ،‬ث الفراج عن وتبئت‪ ،‬وتعويضي‪.‬‬
‫الثان‪ :‬أو إحالة القضية إل الحكمة تلتزم بضوابط الحاكمة الشرعية والنظامية‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪...‬‬
‫أبو بلل‪ /‬عبدال حامد بن علي الامد‪.‬‬
‫ثالث العتقلي من دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي‪.‬‬
‫الرياض‪ /‬سجن عليشة‬
‫(‪14/5/1426‬هـ‪ /‬الوافق ‪20/6/2005‬م)‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫الذكرة الثانية (العتراض الختصر)‬


‫العتراض الفقهي (ف الفقه السياسي‪ /‬فقه السياسة الشرعية)‬
‫على الصك الصادر على الدكتور أب بلل عبدال الامد‪.‬‬
‫بتاريخ ‪07/04/1426‬هـ‪( /‬الوافق ‪/15‬مايو ‪2005/‬م)‬
‫بالكم عليه بالسجن سبعة أعوام‬
‫‪‬مقدمة اليئة ملكية أكثر من اللك نفسه‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫إن الشكلة الساسية ف حيثيات اليئة‪ ،‬أنا تريد هدم خطاب سياسي بطاب دين‪ ،‬ولكن تطئ‪،‬‬
‫عندما تصبح ملكية أكثر من اللك نفسه‪.‬‬
‫ل تدرك اليئة أن أركان القيادة السعودية‪ ،‬أعلنوا عن انيار (مفهوم ول المر العباسي) الذي يشكل‬
‫قطبا‪ ،‬تدور المة من حوله‪ ،‬فقد غفلت عن معن استقبال ول العهد دعاة الدستور‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬
‫اليئة‪ ،‬ذكرت أن ول العهد استقبل عددا من دعاة الدستور والجتمع الدن‪ ،‬فقد اعتبت تاوز (ول المر)‬
‫إل ماطبة الشعب حوبا عظيما‪.‬‬
‫وهذا يدل على أن اليئة ل تتماشى مع خط أركان القيادة كخادم الرمي الشريفي وول العهد‪،‬‬
‫الذين نادوا بالصلح السياسي والداري‪ ،‬ولعلها ل تدرك أن ماطبة الشعب‪ ،‬من قبل (ألف) من الفقهاء‬
‫والفكرين وأساتذة الامعات والثقفي والحامي والهتمي بالشأن العام‪ ،‬صورة من صور الشاركة الشعبية‪،‬‬
‫وصورة من صور (استماع الرأي الخلص ف الشأن السياسي والداري) الذي ذكره خادم الرمي‬
‫الشريفي ف خطابه ملس الشورى‪ ،‬وصورة من (الديقراطية) الت أشاد با النائب الثان المي سلطان بن‬
‫عبدالعزيز‪.‬‬
‫‪ -1‬اليثية الول‪ :‬يب أن ل تاطب المة إل بإذن الكومة‪ :‬يب أن تكون النصيحة ف الشأن‬
‫العام سرا‪:‬‬
‫قالت اليئة ف حيثيات الحكام بالسجن مابي ستة وتسعة أعوام‪( ،‬السطر ‪5‬ـ ‪ )8‬من مضر‬
‫جلسة النطق بالكم‪:‬‬
‫"لصادقتهم على الشتراك ف إعداد وتوقيع خطاب؛ (رؤية لاضر الوطن ومستقبله) القدم‬
‫لول العهد‪ ،‬التضمن بيان لا يرونه إصلحات سياسية وإدارية‪ ،‬تتعلق بالشورى والقضاء والقتصاد‬
‫والشاركة ف القرار السياسي والداري‪ ،‬وإقرارهم بأنه ت مقابلة بعض الوقعي عليه لول العهد‪ ،‬وساع‬
‫آرائهم‪ ،‬إل أن الدعى عليهم ل يكتفوا بذلك‪ ،‬بل تاوزوه إل ماطبة الشعب‪ ،‬وندائه ف مسائل كبى تس‬
‫نظام الكم ف الملكة"‪.‬‬

‫العتراض‪:‬يا أصحاب الفضيلة‪ ،‬والفحص والتمييز‪ :‬اليثية تؤسس على قاعدتي باطلتي‪:‬‬
‫القاعدة الول‪ :‬أن ل يوز تاوز الكومة‪ ،‬وماطبة الشعب مباشرة‪ ،‬ف السائل الكبى‪ ،‬أي ف فقه‬
‫المامة الكبى‪ ،‬أي ف المور السلطانية‪.‬‬
‫أ‪ -‬وليس هناك ف صريح الشريعة‪ ،‬ول ف سنن ال ف حياة البشر‪ ،‬و ل ف حقائق علوم الضارة‬
‫والتاريخ والطبيعة‪ ،‬ما يدل على أنه ل يوز ماطبة المة‪ ،‬إل من خلل ماطبة الاكم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫لن الاكم إنا هو ف الشريعة وكيل عن المة‪ ،‬وكل مايهم المة فهو مال للتواصي بالق والب بي‬
‫الناس‪ ،‬فهل الستبداد بالقرارات ف أمور الدولة الكبى‪ ،‬أمر خاص بالكومة‪ ،‬أم عام بالمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وهل الستئثار بناصب الدارة العليا‪ ،‬وتركيز السئولية ف عدد من أفراد السرة الاكمة‪ ،‬ف‬
‫وزارات وإدارات و مافظات أمر خاصة بالاكم‪ ،‬فل ينبغي تاوزه إل المة؟‬
‫وهل هدر مال الشعب العام‪ ،‬من دون ضوابط صارمة ف صرفه وإيراده أمر خاص بالكومة؟‪ ،‬و هل‬
‫إصدار القضاة صكوكا بعشرات الليي من أراضي الشعب للمراء وماسيبهم أمور خاصة بالاكم‪ ،‬ل‬
‫يوز تواصي المة بإنكارها؟‪.‬‬
‫هل هو أمر خاص بالكم قيام الدولة مسدة بوزارة الداخلية بصادرة حرية الرأي و التعبي‬
‫والجتماع والتجمع السامية؟‪ ،‬و قيامها بالتنكيل بدعاة الصلح من فقهاء وطلب علم ومفكرين وأساتذة‬
‫جامعات ومثقفي ومهتمي بالشأن العام؟‪ ،‬فصل عن العمل‪ ،‬وسجنا وتوقيفا‪ ،‬ف ظروف ل تكفل الواصفات‬
‫الشرعية للسجون‪ ،‬وهل تويل وزارة الداخلية وظيفة السجون من دور لتأديب للمجرمي إل دور لتعذيب‬
‫الصلحي‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬هل التضييق الذي يهد السوم والعقول والنفوس ويفرج التمرد والرهاب‪.‬‬
‫هل هو منكر يب سترة لكي يقال دعاة الدستور والجتمع الدن لاذا تاوزا ول العهد إل ماطبة الناس؟‪.‬‬
‫ج‪ -‬إن إنكار النكرات السلطانية قاعدة شرعية ل خلف فيها‪ ،‬بإذن الكومة وعدمه‪ ،‬كما صرح‬
‫شيوخ السلم كابن تيمية وابن القيم والعز بن عبد السلم والغزال وابن حزم وابن عطية‪ .‬فهل لدى اليئة‬
‫دليل شرعي‪ ،‬ضعيف أو قوي على قاعدتا؟‪.‬‬
‫والقاعدة الثانية‪ :‬من قواعد اليئة اللزام النصيحة السرية‪:‬‬
‫اليئة –أيضا‪ -‬ترى أن نصيحة الكام يب أن تكون سرية وف ذلك مسائل‪:‬‬
‫أ‪ -‬والقاعدة الشرعية ف إنكار النكرات السلطانية هي السرار ف النكرات الباطنة‪ ،‬والهر ف‬
‫النكرات الظاهرة؛ ومن الدلة العامة على مشروعية علنية النصيحة عموم حديث الدين النصيحة ل‬
‫ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم‪ ،‬ومن الدلة الاصة‪:‬‬
‫‪ -1‬ماطبة الصحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم جهرا ف المور العامة والطية‪ ،‬ف مواقف‬
‫معروفة ف غزوة بدر وأحد والندق‪.‬‬
‫‪ -2‬ومناصحة الرجال والنساء عمرَ بن الطاب‪ ،‬جهرا وهو يطب على النب‪.‬‬
‫‪ -3‬وتعرض أب مسلم الولن عندما أخر معاوية عطاء الناس‪ ،‬فخاطبه أبو مسلم الولن –ومعاوية‬
‫على النب‪ -‬قائل‪" :‬إنه ليس من كدك وكد أبيك"‪ ،‬فسر معاوية وقال‪ :‬إنه ل يؤخر أرزاقهم إل ليسمع مثل‬
‫هذا الكلم (انظر تفصيل القصة ف مسند المام أحد بن حنبل)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ليس الستبداد منكرا عاما ظاهرا معلوما؟ فكيف يوز القول بأن النكار سرا هو الصل؟‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫هل الستئثار من العاصي السرية‪ ،‬لكي يكون المس بإنكاره قاعدة؟‪.‬‬
‫هل هدر الال العام من العاصي الصغرى أو السرية‪ ،‬لكي تكون النصيحة سرا هي الصل؟‪.‬‬
‫واليئة بذلك تالف قاعدة شرعية هي‪ :‬أن العاصي السلطانية ولسيما الكبى العلنة‪ ،‬ل يكون‬
‫إنكارها إل إعلنا‪ ،‬لتبأ الذمة وليعلم القاصي والدان أن هذه منكرات‪ ،‬وأن ل يل للحكومة ارتكابا‪ ،‬كما‬
‫صرح ابن تيمية‪ ،‬ف كتاب (السبة) مستشهدا بالثر" إن العصية إذا أخفيت ل تضرر إل صاحبها‪ ،‬ولكن‬
‫إذا ظهرت فلم تنكر أضرت العامة (السبة‪.)90 :‬‬
‫وهذه اليثية الت اعتمدت عليها اليئة‪ ،‬تناقض قاعدة شرعية قطعية‪ ،‬دلت عليها النصوص‬
‫الصرية‪ ،‬والستقراءات القطعية لقاصد الشريعة وروحها‪.‬‬
‫ج‪ -‬أل تدري اليئة أن النصائح السرية ف النكرات السلطانية ل تغن‪ ،‬فمنذ عام ‪1413‬هـ (‬
‫‪1994‬م) ودعاة الدستور والجتمع الدن وحقوق النسان‪ ،‬ينصحون الكومة ويترددون على دواوينها ف‬
‫نصائح سرية‪ ،‬ويقادون إل سجونا ف إعقاب نصائح علنية‪ ،‬وقد دخلوا السجون زرافات ووحدانا بالئات‪،‬‬
‫من فقهاء ومفكرين وأساتذة جامعات وخطباء جوامع ومثقفي‪ ،‬فماذا تريد اليئة للناس أن يفعلوا‪،‬‬
‫والخطار والفساد التربوي و الال والسياسي ف ازدياد؟‪.‬‬
‫أل تدري أعضاء اليئة أن عديدا من دعاة الصلح من فقهاء وأساتذة جامعات ومثقفي ومهتمي‬
‫بالشأن العام جربوا النصائح السرية‪ ،‬فوجدوها من دون جدوى‪ ،‬وأذكر منهم ف ذلك القام الفقيه الجاهد‬
‫السلمي عبد ال بن قعود‪ .‬عديد من دعاة الصلح منذ حرب الليج الول‪ ،‬يكتبون النصائح السرية‪ ،‬الت‬
‫ل تد طريقها إل الذان‪ .‬فكيف تلزم اليئة دعاة الصلح‪ ،‬بأساليب ثبت أنا ل تؤدى إل النجاح؟‪ ،‬أل‬
‫تدرك اليئة أن من أسباب انتشار النكرات السياسية ف هذه البلد‪ ،‬هو التزام كثي من الفقهاء والناصحي‪،‬‬
‫السرية ف إلقاء النصائح؟‪.‬‬
‫د‪ -‬ث هل انفرد دعاة الدستور والجتمع الدن‪ ،‬ف الطالبة بالدستور‪ ،‬وكثيين من دعاة الصلح‬
‫نادوا بضامينه‪ ،‬وإن ل يددوا الفاهيم‪ ،‬ول يعينوا الصطلحات وطالبوا بالشروط الضرورية ف كل نظام‬
‫يوصف بالشورية‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن تكون الدولة (بلورة) للرادة الشعبية‪.‬‬
‫الثان‪ :‬وأن تكون التجمعات الدنية الهلية (قنطرة) بي الدولة والفراد الشتات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وأن توزع أثقال الدولة فوق أعمدة ثلثة‪ :‬ملس النواب والقضاء الستقل‪ ،‬و أن ينفرد‬
‫اللك أو الرئيس بالدارة السياسية‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬وأن تكون هناك ضمانات (كالسطرة) لفاهيم العدل والشورى‪ .‬هل انفرد هؤلء بالدعوة إل‬
‫حرية الرأي والتعبي والتجمع والجتماع السامية؟‪ ،‬هل انفردوا بالدعوة إل مفهوم الدولة السلمية‬

‫‪5‬‬
‫السمحة‪ ،‬الت تؤمن بالتعددية السلمية فكرية ومذهبية واجتماعية وثقافية‪ ،‬فتخرج الناس من عنت نوذج‬
‫الدولة الذهبية‪ ،‬الت فتكت بالسلم الجتماعي‪ ،‬منذ العصور الوسيطة‪ ،‬إل رحابة الفهوم الراشدي؟‪ ،‬هل‬
‫نظام الكم ينص على دولة مذهبية‪ ،‬أم على دولة إسلمية تتوي أهل القبلة بكافة أطياف انتمائهم؟ إذن‬
‫لاذا يثي القضاة السألة الذهبية‪ ،‬الناس تريد أن تعرف‪ ،‬هل تسد اليئة بذلك اتاها حكوميا‪ ،‬أم تسد‬
‫الفكر الدين التزمت‪ ،‬الذي ل يريد تعددية‪ ،‬ول تعايشا مع الوجودين ف الوطن‪ ،‬وباسم السلم ياول أن‬
‫يب المة كلها على مذهب فكري واحد‪ ،‬يصر به السلم الواسع‪ ،‬أليس بذلك يدفع بالطوائف الخرى‪،‬‬
‫إل التماس اللص من الارج؟‪ ،‬ليكن الخرون –ف رأينا‪ -‬أهل ابتداع‪ ،‬ولكن أليس لم حقوق مصونة؟‪.‬‬
‫ولنكن ف رأيهم أهل ابتداع ل بأس بذلك‪ ،‬أل تمعنا وإياهم لمة السلم والتاه إل قبلة واحدة‪،‬‬
‫والعيش ف وطن واحد؟‪.‬‬
‫هل انفرد دعاة الدستور بالناداة بوضع ضوابط صارمة لوارد الال العام‪ ،‬وطرق صرفه؟‪ ،‬و بوضع‬
‫صارمة وضوابط ولتوزيع الراضي السكنية والزراعية؟‪ .‬هل انفردوا بالطالبة بتصحيح (العلقة العرجاء) مع‬
‫المريكان؟‪ ،‬حسب تعبي الدكتور عبد العزيز الدخيل ف إحدى مقالته ف جريدة (الياة)‪ .‬هل انفردوا‬
‫بالدعوة إل اللكية الدستورية‪( ،‬وهو موضوع أثارته مقالت ف جرائد وقنوات ملية)؟‪.‬‬

‫‪ -2‬اليثية الثانية‪ :‬ل يوز ماطبة المة إل بإذن السلطان‪:‬‬


‫قالت اليئة (السطر ‪ 8‬ـ ‪:)9‬‬
‫" تاوزوه [أي تاوزا ول العهد] إل ماطبة الشعب‪ ،‬وندائه ف مسائل كبى‪ ،‬تس نظام الكم ف‬
‫الملكة‪ ،‬ونشر مضامينها عب قنوات العلم‪ ،‬ووسائل التصال ف الداخل والارج‪ ،‬وجعلوها نداء للقيادة‬
‫والشعب معا‪ ،‬داعي غيهم لتأييدها‪ ،‬وبثها ف النابر والوامع والنوادي‪ ،‬لتكون عريضة شعبية"‪.‬‬
‫العتراض‪ :‬يا مرتى العدالة والنصاف‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا طالب دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي الناس‪ ،‬بتحمل تبعتهم ف التعاون على الب‬
‫والتقوى والمر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬فما الحذور الشرعي ف ذلك؟‪ ،‬هل (الكومة) لا حق‬
‫(القوامة) و (الوصاية) على الناس‪ ،‬فل ينبغي ماطبة الناس إل بإذنا‪ ،‬أم أن المة لا (القوامة) و (السيادة)‬
‫على الكومة؟‪ ،‬هل المة ولية أمرها‪ ،‬والاكم إنا هو وكيل (عن) المة أم أنه وكيل (عليها)؟‪ .‬أليست‬
‫"المة هي الافظة للشرع وليس الاكم"؟‪ .‬كما صرح ابن تيمية (الفتاوى)‪.‬‬
‫ونسيت اليئة ما درج عليه الشائخ من أول اليدي والبصار‪ ،‬كالشيخ ممد بن إبراهيم آل الشيخ‬
‫رحنا ال وإياه الذي رغب الشيخ عبد الرحن الدوسري الجاهد بكلمة العدل أمام السلطان رحنا ال وإياه‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫أن يطلعه على نصيحة كتبها فرفض الفت قائل‪ :‬إذا قرأتا ظن الناصحون الخرون أنه ل ينبغي لعال أن‬
‫ينصح الناس‪ ،‬إل باستئذان الاكم أو الفت‪.‬‬
‫شتان بي سلوك الشيخ‪ ،‬وسلوك اليئة الت تسبب حكما بالسجن بضع سني على دعاة ينادون‬
‫بل مشكلت البطالة والدين العام و بالعدالة والشورى‪ ،‬لنم ل يستأذنوا السلطان‪:‬‬
‫شتان بي مشرق ومغرب‬ ‫سارت مشرقة وسرت مغاربا‬
‫إذا كان لدى اليئة دليل ولو كان ظنيا من القوال الهجورة‪ ،‬على أن (القوامة) للحكومة على‬
‫الشعب‪ ،‬لكي ل يطلب دعاة الدستور من المة أن تتواصى بالق و العروفات السياسي إل بإذنا؟‪.‬‬
‫هل لدى اليئة دليل ولو كان ظنيا‪ ،‬على أن (القوامة) هي للحاكم على الشعب‪ ،‬وأن لـ(ول‬
‫المر‪/‬الكومة) على الشعب (القوامة)‪ ،‬كما تكون قوامة الرجال على النساء‪ ،‬وولية الب على الطفال‪،‬‬
‫ووصاية الوصي على السفهاء واليتام‪ .‬تكون وظيفة الاكم لدى اليئة ف السلم هي الوصاية والقوامة‪،‬‬
‫ومقتضى ذلك أن المة إذن كالرعاع والغوغاء والدهاء‪ ،‬الت ل تيز الضار من النافع‪ ،‬ول الصحيح من‬
‫الزائف‪ ،‬ول الرأي العتب من الرأي الضعيف‪ ،‬لن جهاز الناعة التربوي فيها ضعيف‪ ،‬فينبغي –إذن_ أن ل‬
‫تطلع علي شيء‪ ،‬ول تنبه إل شيء‪ ،‬إل بإذن الكومة‪ .‬وهذا يتناسق مع قول اليئة إن أول المر هم الكام‬
‫و الفقهاء الذين حاولت اليئة أن تصر فيهم العقل والرصانة والنصح والعلم‪ ،‬كما سنعرض ف اليثية‬
‫العاشرة‪ ،‬وصارت المة كما قال الشاعر‪:‬‬
‫ول يستأذنون وهم شهود‪.‬‬ ‫ويقضى المر حي تغيب تيم‬
‫ب‪ -‬إن اليئة تنطلق من نظريات تاوزتا الدولة السلمية الديثة‪:‬‬
‫الول‪ :‬تنطلق من غبش أو قصور ف فقه السياسة الشرعية‪ ،‬وتطبيقاته على الدولة السلمية‬
‫العاصرة‪ ،‬ومفاهيم القانون الدستوري وحقوق النسان ف السلم‪ ،‬وليس ذلك عن تقصي ف أشخاص‬
‫اليئة‪ ،‬ول ف كفايتهم وفقنا ال وإياهم‪ ،‬وإنا هو قصور ف مفهوم (العدالة) و(الشورى)‪ ،‬ونوها من مسائل‬
‫السياسة الشرعية‪ ،‬نقضتا حجج هذا الفقه السياسي العباسي‪ ،‬ف (سباعية الدستور السلمي) ولسيما ف‬
‫كتيب (حقوق النسان) و كتيب (حقوق التهم)‪ ،‬ف الدفوع الفصلة للهيئة‪ ،‬و ف مفهوم الكم الدستوري‬
‫ف السلم‪ ،‬الذي شرحنه ف كتاب (معايي استقلل القضاء الدولية ف بوتقة السلم)‪( ،‬استقلل القضاء‬
‫السعودي عوائقه وطرق تعزيزه) وكتاب (الطريق الثالث‪ :‬الدستور السلمي منقذا من الاكم الصحراوي‬
‫البي الفرط ف القوق والريات الشرعية‪ ،‬والدستور العلمان الفرط ف الخلق والوية‪ ،‬وكلها كتب‬
‫شرحن فيها هذه الفاهيم‪ ،‬وهي ضمن الدفاع الذي أرسلناه للهيئة‪ ،‬لتوضيح المور اللتبسة‪ ،‬عندما رأينا‬
‫الدعي العام تدث عنها من دون خلفية ف الفقه السياسي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فاللف الذي نشي إليه خلف ف الفاهيم والبادئ‪ ،‬الت يقوم عليها مفهوم العدالة ف القضاء‬
‫السلمي‪ ،‬وخلف ف مفهوم صلحيات الاكم‪ ،‬إن اليئة ل تستند إل نظرية متماسكة ف القوق‪ ،‬إنا تعيد‬
‫إنتاج مفهوم القوق ف الثقافة العباسية‪ ،‬على أنه هو السلم‪ ،‬وتقدم مفهوم (ول المر العباسي)‪ ،‬على أنه‬
‫هو السياسة الشرعية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن اليئة ‪-‬ف عصر العلم الفتوح‪ ،-‬الذي يعتمد على الوار والناعة الذاتية تطبق أسلوب‬
‫التلقي‪ ،‬الذي يناسب القلعة الحاصرة‪ ،‬أو أسلوب الرب الذي ل يريد أن يعرف أولده ما يدور حولم‪ ،‬من‬
‫أخبار وأنباء‪ ،‬وهو إفراز من إفرازات بنية العلم الغلق‪ ،‬وهو إعلم سقط أمام التقنيات العلمية العاصرة‪،‬‬
‫وسقوط أسوار برلي والقلعة الشيوعية‘ إنا ها خي دليل على أن نظرية العلم الغلق‪ ،‬ل تعد صالة‬
‫للعصور الديثة‪ ،‬كأن اليئة ل تريد أن يعلن للناس رأي‪ ،‬إل بعد موافقة وزارة العلم!‪.‬‬
‫فكيف تفعل اليئة أمام السيل التدفق ف القنوات الفضائية والنترنيت‪ ،‬وما فيها من أخبار وأحداث‪،‬‬
‫وآراء سياسية وحقوقية‪ ،‬حت ل يتأثر الناس‪ ،‬أل تدرى أن الشفافية عمت العال اليوم‪ ،‬وليس هنالك أسرار‪،‬‬
‫وأن الدولة نفسها أعلنت حجم البطالة‪ ،‬أعلنت قدر الدين العام؟‪.‬‬
‫‪ -3‬اليثية الثالثة‪ :‬ل يوز مطالبة الاكم بالصلح‪:‬‬
‫قالت اليئة (السطرين ‪9‬ـ ‪:)10‬‬
‫"عريضة شعبية يتوصلون با للتأثي على ول المر‪ ،‬مطالبي بتنفيذها خلل مدة مدودة‪ ،‬كما نص‬
‫على ذلك خطابم السمي (نداء وطن إل القيادة والشعب الصلح الدستوري أولً) الوقع عليه من الول‬
‫(الامد) والثان (الفال) وآخرين"‪.‬‬
‫العتراض‪:‬‬
‫ف ذلك مسائل‪ :‬يا قضاة التمييز والفحص‪:‬‬
‫أ ـ هل مطالبة دعاة الدستور الناس بأن يكون (النداء الدستوري) عريضة شعبية‪ ،‬من ما يل بيبة‬
‫ول المر‪/‬الكومة‪ ،‬هل ف ذلك كسر لقامه‪ .‬أليس من مقتضى وكالة الاكم الشرعية عن المة‪ ،‬أن يسمع‬
‫الوكيل من بعض موكليه من المة‪ ،‬ما لم من حاجات وآراء‪ ،‬تدف إل ما فيه خي للجميع؟‪.‬‬
‫ب ـ هؤلء الداعون إل الدستور والجتمع الدن السلمي‪ ،‬الذين تاوزت أعدادهم اللف‬
‫شخصية‪ ،‬هل هم من الرعاع أو الغرار أو الصغار‪ ،‬الذين ليس لم من حسن التأت‪ ،‬ول من رجاحة العقول‬
‫ول من البصية‪ ،‬ما يعلهم من أهل الرأي‪ ،‬عندما يقولون للقيادة‪ :‬حان وقت تطوير نظام الكم الطلق‬
‫الصلحيات إل نظام شورى نياب‪ ،‬و عندما يرجون القيادة إصدار (عهد) رسي بذلك‪ ،‬يطمئن الناس إل‬
‫حاضرهم ومستقبلهم‪ ،‬ف التربية الجتماعية والتعليم والشئون الارجية والدارة والال‪ .‬هل إعلن ذلك‬
‫والطالبة به منكر؟ سواء أخذت الدولة به الن أم ل تأخذ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ج‪ -‬هل لدى اليئة دليل ولو ظن‪ ،‬على أن جع التواقيع‪ ،‬ليس من باب التعاون على الب والتقوى!؟‪،‬‬
‫ول من باب التواصي بالعروف والق السياسي؟!‪ ،‬وهناك أدلة شرعية خاصة عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أل يتكلم النصار ويقولوا ما قالوا ف جيع كبي‪ ،‬حينما أعطى الرسول صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫الؤلفة قلوبم ف غزوة حني؟‪.‬‬
‫‪ -2‬أل يضغط الشباب على الرسول صلى ال عليه وسلم ف أحد على الروج‪ ،‬أل يستجب لم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم؟‪.‬‬
‫‪ -3‬أل يضغط أهل الل والعقد على أب بكر ف أمر قتال أهل الردة؟‪.‬‬
‫د‪ -‬هل دعوة ول المر إل إصدار أنظمة وإجراءات؛ تكفل اللتزام برأي أهل الل والعقد‪ ،‬من‬
‫ذوي النصح والبة واليثار والشجاعة‪ ،‬من ما يقلل من مقامه؟‪ ،‬وهل حثه على إصدار ضمانات‪ ،‬لللتزام‬
‫بطاعة ال و ف والتربية والشئون الارجية‪ ،‬و ف تقسيم الال وشورية الدارة وتكافؤ الفرص‪ ،‬من ما يل‬
‫بقدر ول المر؟‪.‬‬
‫اليثية الرابعة‪ :‬اليئة ترم الجتماعات ف الفنادق‪:‬‬
‫قالت اليئة ف حيثيات الكم مابي تسع سني وست (السطران‪10 :‬ـ ‪:)11‬‬
‫"وعقدوا الجتماع الشار إليه ف الدعوى ( أي الجتماع ف فندق الفهد ) لجل ذلك"‪.‬‬
‫العتراض النقض‪ :‬اليئة ترم مايدور حكمة بي الوجوب والستحباب والباحة‪:‬‬
‫أ‪ -‬هل اجتماع دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي؛ اجتماع على معروف مشروع للتواصي‬
‫بالق والعدل‪ ،‬أم اجتماع على منكر مظور‪ ،‬ما هو الضمر ـ ف ما تت السطور ـ تاه ذلك‪ ،‬لن اليئة‬
‫ذكرته ف اليثيات‪ ،‬من دون أن تعلل التخطئة والتجري‪ ،‬لكي تصدر حكما بالسجن مددا تتراوح بي‬
‫الست والتسع سني‪.‬‬
‫ب‪ -‬الواضح من اليثيات أن اليئة ترم وترم‪ ،‬ما يدور حكمه ف الشريعة بي الباحة والستحباب‬
‫والوجوب‪.‬‬
‫فالصل ف السلم هو التجمع‪ ،‬والسلم ل يعل التجمع ف صلوات المع والعياد‪ ،‬لغراض‬
‫روحية فحسب‪ ،‬بل لغراض مدنية‪ ،‬ولذلك صارت خطبة المعة فريضة‪ ،‬وهل يكن التواصي بالق و‬
‫بالعروف‪ ،‬فضل عن التناهي عن النكر‪ ،‬إل بالتعاون والجتماع‪.‬‬
‫الدليل عن السنة الفعلية للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أن الوس والزرج تمعوا‪ ،‬وتناشدوا أشعار‬
‫الرب‪ ،‬وتواعدوا بالسلح‪ ،‬فخرج إليهم الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهدأهم وذكرهم بنعم ال عليهم‬
‫باجتماع الكلمة‪ ،‬وعاب عليهم دعوى الاهلية‪ ،‬ولكنه ل يعب عليهم أصل الجتماع‪ ،‬فبأي حجة شرعية‬
‫ترم اليئة الجتماع؟‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اليثية الامسة‪ :‬اليئة تعتب مطالبة الناس بقوقهم من البالغات‪:‬‬
‫قالت اليئة ف تبير حكمها بسجن العتقلي‪ ،‬مايتراوح بي الستة والسبعة أعوام السطر‬
‫(‪:)13 –11‬‬
‫‪ 1‬ـ تقول اليئة "منطلقي لثبات رؤيتهم والقناع با‪ ،‬من البالغة ف قيمة تلك الصلحات الت‬
‫ينادون با‪ ،‬وتأثيها ف إصلح الوضاع"‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وتقول ف السطور (‪" )14-13‬بل جعلوها كما صرحوا به ف إجابتهم طوق ناة‪ ،‬علقوا‬
‫صلح العباد والبلد على سرعة تنفيذها‪ ،‬مقللي أي جهود سواها مع تضخيم المور"‪.‬‬

‫النقض‪:‬‬
‫ف هذه اليثية تري ل أساس له من الصحة‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن القاعدة الستقرة ف علم الجتماع النسان‪ ،‬هي أن العدل أساس الكم‪ ،‬كما قرر علماء‬
‫الضارات‪ ،‬وقد أصبحت هذه القاعدة مثل شعبيا مشهورا‪ ،‬فقيل‪ :‬العدل أساس الكم‪ ،‬وأكد هذه القاعدة‬
‫الشهورة ابن تيمية بعبارته الشهورة "إن ال يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة‪ ،‬ول يقيم الدولة الظالة‬
‫ولو كانت مسلمة"‪.‬‬
‫أقر السلم هذه القاعدة‪ ،‬ونصوص القرآن ف ذلك واضحة حت استنبط بعض الفسرين‪ ،‬أن العدالة‬
‫هي الدف الساسي لنزال الكتب وإرسال الرسل‪ ،‬ف تفسي قوله تعال "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات‪،‬‬
‫وأنزلنا مع الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط"‪.‬‬
‫وأقر السلم أيضا أن الشورى اللزمة من الواجبات ولسيما ف الدارة السياسية لا هو معروف من‬
‫أن الشورى هي حارس العدل‪ ،‬كما بي ذلك جهور علماء السلم القدامى كالنووي والرازي وابن عطية‬
‫والطبي والصاص من القدامى فضل عن المهور فقهاء السياسة الشرعية الحدثون انظر ف كتيب‬
‫(الشكلة والل‪ :‬الستبداد والشورى) (الدار العربية للعلوم بيوت ‪1425‬هـ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬فهل بالغ دعاة الدستور والجتمع الدن‪ ،‬عندما طالبوا بالعدل والشورى‪ ،‬هل من البالغة أن‬
‫يقولوا ف (خطاب الرؤية)‪ :.‬إن الستمرار ف هدر الال يعرض الجيال القادمة للذوبان والنقراض‬
‫الضاري؟‪.‬‬
‫هل من البالغة أن يطالب دعاة الدستور والجتمع الدن ف (خطاب الرؤية)‪ ،‬بإخراج سجناء الرأي‬
‫والتعبي والجتماع والتجمع؟‪ ،‬لن سجنهم (سجن تعسفي)‪ ،‬وفق أحكام الشريعة‪ ،‬الت قررت حقوق‬
‫النسان‪ ،‬قبل ورود ذلك ف الواثيق الدولية الت التزمت با الدولة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫هل من البالغة أن يقال أن البلد معرض لخطار داخلية وخارجية‪ ،‬إذا ل تتحرك عربة الصلح‬
‫السياسي والداري والقضائي (كما نبه خطاب الرؤية)؟‪.‬‬
‫ج‪ -‬ولنفترض جدل أن ذلك مبالغة‪ ،‬فهل انفرد دعاة الدستور والجتمع الدن بالبالغة‪ ،‬عندما‬
‫يتحمسون لرأي؟‪ ،‬كيف يضيق بم ما يسع الكتاب والعلميي الخرين؟‪ ،‬حت يكم القضاة بسجنهم‬
‫مددا تتراوح بي الست والتسع سني؟‪.‬‬

‫اليثية السادسة‪ :‬اليئة تعتب شرطي البيعة‪ :‬العدالة والشورى من الصال الرسلة‪:‬‬
‫وقالت اليئة عن مطالب دعاة الدستور والجتمع الدن (السطر ‪:)14-12‬‬
‫"فلم يعدوها من الصال الرسلة فحسب‪ ،‬الت ينظر فيها ول المر؛ ليقرر ما تظهر مصلحته للبلد‪،‬‬
‫بعد التحقق من عدم معارضتها لنصوص الشرع وقواعده العامة"‪.‬‬

‫العتراض‪ :‬اليئة تعد الصال الشرعية القطعية‪ :‬ومصال مرسلة‪:‬‬


‫أ‪ -‬اليئة بي أمرين ف مفهوم مصطلح (الصال الرسلة)‪ ،‬إما أنا تري على الرأي الشائع عند علماء‬
‫الصول‪ ،‬وهو أن هناك ف الشريعة مصال مرسلة من اللغاء ومن العتبار معا‪ ،‬وأن على الفقهاء تقرير‬
‫الصلحة الرسلة‪ ،‬بالقياس والستنباط‪.‬‬
‫وإما أنا ترى على ما قرره شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬من أنه ليس هناك مصال مرسلة من اللغاء‬
‫والعتبار وأن الصال والفاسد الشرعية نوعان ‪:‬‬
‫الول‪:‬مصال مفصلة‪ ،‬لحكام كالصلة‪ ،‬ومفاسد مفصلة الحكام كالزنا‪.‬‬
‫الثان‪:‬ومصال مرسلة من التفصيل‪ ،‬ل من تديد البادئ والجال‪ ،‬كأساليب إدارة الدولة‪ ،‬فإن كانت‬
‫اليئة على رأي ابن تيمية‪ ،‬فما ذكرناه ليس من الصال الرسلة‪ ،‬وإن كانت على القول بأن هناك مصال‬
‫مرسلة‪ ،‬فإنا تؤيد فتح الباب لستمرار ترصات الفقهاء وتسلط السلطي‪ ،‬ف النراف عن مقاصد‬
‫الشريعة وكلياتا‪ ،‬بأفكار وعوائد وأنظمة تالف مفهوم القانون الدستوري السلمي‪ ،‬مثل إباحة تعذيب‬
‫التهم‪ ،‬وإسقاط حقوق الرأة الطلقة‪ ،‬والقول بأن الشورى معلمة غي ملزمة‪ ،‬و إباحة قمع حرية الرأي‬
‫والتعبي والجتماع والتجمع السامية‪ ،‬ووأد التعددية‪ .‬والتساهل تاه التفريط بالال العام‪ ،‬وقد فصلنا هذه‬
‫المور اليئة بصورة ل نظن أنا تدعو إل هذا البتسار (لينظر لتفصيل ذلك خاسية العقيدة ولقاصد‬
‫الشريعة السلفية أمام صفعة الداثة السياسية والعلمنة والفرنة والعولة واليمنة الفرنية)‪ ،‬ضمن أباث‬
‫الدفاع الفصل‪.‬‬
‫فإن كان هذا مفهومها فجوابه ف ما يلي من نقاط‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬هل الشورى والعدل من الصال الرسلة أم أنا من الصال العتبة؟ بل أكثر من ذلك من أصول‬
‫الدين الكبى القطعية؟‪.‬‬
‫‪ -2‬هل قيام القضاء بالشراف على السجون من الصال الرسلة من العتبار واللغاء؟‪.‬‬
‫‪ -3‬إصدار القضاة صكوكا بتوزيع أراضي الشعب ف قسمة ضيزى‪ ،‬هل هو من الفاسد العتبة‪،‬‬
‫وظلم بكل شريعة وكل لسان؟‪ .‬أم هو من ما فيه قولن‪.‬‬
‫‪ -4‬هل هدر الال العام من المور اللغاة من العتبار واللغاء‪ ،‬أم أنه من الفاسد القطعية‪.‬‬
‫‪ -5‬تري حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع على فقهاء هذا البلد ومفكريه وأساتذة‬
‫الامعات ومثقفيه والهتمي بالشأن العام؟ هل هو من المور الرسلة من اللغاء والعتبار‪.‬‬
‫‪ -6‬قيام وزارة الداخلية‪ ،‬بتكميم الفواه وتوقيفها أهل الرأي والتعبي من دون ماكمات‪ .‬أو إقامة‬
‫ماكمات ل تضمن فيها السس الشرعية هل من المور الرسلة أم أنه من الفاسد القطعية؟‪.‬‬
‫‪ -7‬تدليس القضاء الذي يتم عب أسلوبي‪ :‬أسلوب السكوت على ما يري ف السجون‪ ،‬وأسلوب‬
‫الحاكمات السرية‪ .‬وهل هو من المور الرسلة من اللغاء والعتبار أم أنه من الفاسد القطعية؟‪ ،‬بل من‬
‫العاصي الكبى‪ ،‬الت ل يادل ف حرمتها من له أدن ومض من الشريعة اللية‪ ،‬ومن له نبض من الطبيعة‬
‫النسانية‪.‬‬
‫‪ -8‬وحرمان الناس من تقوي أخطاء الكومة‪ ،‬هل هو من المور الرسلة من اللغاء والعتبار‪ ،‬أم أنه‬
‫من العاصي القطعية الكبى؟‪.‬‬
‫‪ -9‬هل تقصد اليئة أن معايي استقلل القضاء وعدالته العشرين القررة ف القاييس الدولية‬
‫لستقلل القضاء من الصال الرسلة من اللغاء والعتبار؟‪.‬‬
‫‪ -10‬هل قيام ملس نواب منتخب من الشعب من الصال الرسلة من اللغاء والعتبار أم من‬
‫الصال العتبة؟‪.‬‬
‫‪ -11‬هل قيام إنشاء مكمة العدل العليا أيضا من الصال الرسلة من اللغاء والعتبار؟‪.‬‬
‫‪ -12‬هل قيام جعيات الجتمع الدن الهلية من الصال الرسلة‪ ،‬أم من الصال العتبة؟‪.‬‬
‫ب‪ -‬فلتفترض أنه ليس ثة نص ول قول مشهور ول راجح‪ ،‬بل مرجوح ول مهجور‪ ،‬لي عال ف‬
‫أي عصر من العصور‪ ،‬يقول هذه المور من الصال العتبة‪ ،‬أليس هذه الضمانات من خلل تارب المم‬
‫من وسائل تقيق العدالة والشورى‪ ،‬وها مقصدان شرعيان‪ ،‬فهذه الوسائل إذ إذن من الواجبات الشرعية‪،‬‬
‫لن وسائل تقيق القصود الشرعي‪ ،‬تأخذ حكمه‪ ،‬فإذا كانت عدالة القضاء ونزاهته واجبة‪ ،‬فالوسائل الت‬
‫تقق ذلك واجبة‪ .‬أم أن ف هذه القضية أيضا قولن‪ .‬من أجل ذلك أرقق كتيب‪( :‬الطريق الثالث‪ :‬الدستور‬
‫السلمي)‪ ،‬لكي أوضح ليئة التمييز الوقرة أن اليئة القضائية‪ ،‬ل تستند إل دليل معتب ف هذه القضايا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اليثية السابعة‪ :‬اليئة تعتب الكومة هي الرجعية ف مفهوم (الصال الرسلة)‪:‬‬
‫تقول اليئة تقول‪( :‬السطر ‪:)13-12‬‬
‫"فلم يعدوها من الصال الرسلة الت ينظر فيها ول المر‪ ،‬ليقرر منها ما تظهر مصلحته للبلد‪ ،‬بعد‬
‫التحقق من عدم معارضتها لنصوص الشريعة وقواعدها العامة"‪.‬‬
‫أ‪ -‬اليئة ف ذلك ل تكتفي بتطبيق مفاهيم التراث السياسي والقضائي العباسي‪ ،‬الذي يطلق (ول‬
‫المر) على الاكم والقضاء والسبة وديوان الظال فحسب‪ ،‬بل تنطلق من مفهوم الكم الدكتاتوري‬
‫المباطوري الستبد‪ ،‬الذي يكون فيه الاكم مصدرا للسلطات جيعها ومرجعية لا‪ ،‬سواء أكانت تشريعية‬
‫أم قضائية أم حكومية‪ ،‬فلها مفهوم جديد لول المر‪ ،‬يعله قطبا لكل شيء‪.‬‬
‫والقول بذلك ليس له مستند من الشريعة‪ ،‬ول حت من أقوال الفقهاء ل التقدمي ف العصر العباسي‪،‬‬
‫ول حت التأخرين ف العصر الملوكي‪ .‬قولا بداهة ل يستقيم مع مفهوم الدولة الديثة الذي ل يعد مسألة‬
‫فيها قولن‪ ،‬ف النظم السياسية الديثة‪ ،‬اللتزمة بالعدالة والشورى‪ ،‬والت يطلق عليها اختصارا‬
‫(الدستورية)‪.‬‬
‫قولا مالف قواعد الدين الصرية‪ ،‬الت تقرر أن (القوامة) إنا هي للمة‪ ،‬عب مثليها أهل الل والعقد‬
‫ف المة‪ ،‬الذين يسدهم ملس النواب‪ .‬وأن المة ف إطار طاعة ورسوله هي مصدر السلطة (كما قررت‬
‫اليتان ‪59‬و ‪ )83‬من سورة النساء‪.‬‬
‫وليست للحاكم‪ ،‬ولكن اليئة جرت على التفكي العباسي ف اعتبار ول المر مصدر السلطات‪ ،‬وأن‬
‫المراء والفقهاء هم الدرى بصال المة‪ ،‬وقد ناقشنا هذه الفكرة ودحضناها ف الدفاع الجمل‪.‬‬

‫اليثية الثامنة‪ :‬اليئة تعتب التحليلت الستراتيجية من "تضخيم الخطار"‪:‬‬


‫قالت اليئة (السطر ‪:)14‬‬

‫العتراض‪ :‬إنم يقومون بـ"تضخيم الخطار"‪:‬‬


‫دعاة الدستور والجتمع الدن‪ ،‬عندما قالوا ف (خطاب النداء الوطن الدستور)‪ :‬إن الدستور كان سنة‬
‫‪1385‬هـ (‪1964‬م)‪ ،‬حاجة ماسة للبلد‪ ،‬وأنه اليوم طوق ناة؛ ل يضخموا الخطار‪ ،‬ونضرب لذلك‬
‫مثالي من الخطار الت ذكرها دعاة الصلح السياسي‪:‬‬
‫أ‪ -‬لقد توف دعاة الصلح من احتمالت التدخلت الجنبية‪ ،‬وتوقعوا أن أمريكا ستضرب‬
‫العراق‪ ،‬وحثوا من التقوا به من عناصر القيادة‪ ،‬على إجراء إصلحات سياسية‪ ،‬تقوي با الشاركة الشعبية‬
‫لن ذلك مصدر قوة خارجية للدولة‪ ،‬ول يصدقهم أحد من أن أمريكا ستضرب العراق‪ ،‬ول يصدقهم أحد‬

‫‪13‬‬
‫ف النتائج الت توقعوها‪ ،‬وول العهد المي عبد ال شهيد‪ ،‬على أنم ل يضخموا الخطار‪ ،‬عندما تدثوا عن‬
‫أن التدخل آت‪ ،‬إل أن يوجد مانع غي عادي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن دعاة الصلح توقعوا ف خطاب النداء الدستوري‪ ،‬أن وتية العنف ستزداد‪ ،‬وقد وقع ما‬
‫توقعوه‪ .‬فهل ف مقولتم تضخيم‪ ،‬ليتهم سلموا عندما توقعوا‪ ،‬بل جاء الحقق ليقول‪ :‬إنكم إذن متواطئون‬
‫مع العنف لن الذي توقعتموه حدث!!‪.‬‬
‫هكذا فقأ أهل اليمامة ف الزمن القدي عيون الزرقاء؟ لنم تواطأت أيضا مع العنف!!‪.‬‬

‫اليثية التاسعة‪ :‬اليئة تعتب المة العصومة رعاعا دهاء ل ينبغي أن يطلع على القائق‪:‬‬
‫قالت اليئة (السطر ‪:)26-14‬‬
‫"دعاة الدستور والجتمع الدن‪ ،‬أذاعوا الطالبات ((بأسلوب يتناف مع مبدأ الناصحة لول المر‪،‬‬
‫ويفضي إل إثارة العامة وتييج الدهاء‪ ،‬ف أمور ل نظر لم فيها من أمور السياسة والحكام السلطانية‪ ،‬ف‬
‫وقت عصيب ير بالمة‪ ،‬وهي أحوج ما تكون إل وحدة الصف‪ ،‬وتفويت الفرصة على أعدائها التربصي‬
‫با‪ ،‬الذين يتحسسون الذرائع‪ ،‬للتدخل ف شئونا باسم الصلح‪ ،‬وقد ذم ال تعال هذا السلك بقوله‪:‬‬
‫(وإذا جاءهم أمر من المن أو الوف أذاعوا به ولو ردوه ال الرسول وأول المر منهم لعلمه الذين‬
‫يستنبطونه منهم) قال الشوكان رحه ال‪" :‬والعن أنم لو تركوا الذاعة للخبار‪ ،‬حت يكون النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أو يكون أول المر منهم؛ هم الذين يتولون ذلك لنم يعلمون ما ينبغي أن يفشى‪ .‬وما ينبغي‬
‫أن يكتم" أ‪.‬هـ"‪.‬‬
‫وقال السعدي رحه ال عند تفسي هذه الية‪" :‬هذا تأديب من ال لعباده عن فعلهم هذا غي اللئق‪،‬‬
‫وأنه ينبغي لم إذا جاءهم أمر من المور الهمة والصال العامة‪ ،‬ما يتعلق بالمن وسرور الؤمني‪ ،‬أو بالوف‬
‫الذي فيه مصيبة عليهم‪ ،‬أن يثبتوا ول يستعجلوا بإشاعة ذلك الب‪ ،‬بل يردونه إل الرسول وال أول المر‬
‫منهم‪ ،‬أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة‪ ،‬الذين يعرفون المور‪ ،‬ويعرفون الصال وضدها‪ ،‬فإن‬
‫رأوا ف إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمني وسرورا لم‪ ،‬وحرزا من أعدائهم‪ ،‬فعلوا ذلك وإن رأوا ليس فيه‬
‫مصلحة أو فيه مصلحة؛ ولكن مضرته تزيد على مصلحته ل يذيعوه" وف هذا دليل لقاعدة أدبية‪ :‬وهي أنه‬
‫إذا حصل بث ف أمر من المور؛ ينبغي أن يول من هو أهل لذلك ويعل إل أهله‪ ،‬ول يتقدم بي أيديهم؛‬
‫فإنه أقرب إل الصواب؛‪ ،‬وأحرى للسلمة من الطأ" أ‪.‬هـ))‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫العتراض‪:‬‬
‫اليئة تنطلق من منظومة ثقافية‪ ،‬ف الفكر السياسي والقانون الدستوري والقضاء والدارة‪ ،‬تشكل‬
‫من ما استقر ف الفقه السياسي الموي والعباسي من مفاهيم‪ ،‬من حق اليئة أن ل تعتب مفاهيمها متخلفة‪.‬‬
‫ولكن من حقنا عندما تنسب اليئة هذه الفاهيم إل السلم من حق مالفيها أن يقولوا إنا منسوبة‬
‫إل السلم بلي أعناق النصوص‪ ،‬وصرف النصوص عن ظاهرها‪ .‬وهي ضد مبدأ (مفهوم الكم الدستوري)‬
‫التقرر ف السلم‪ .‬وأنا مفهوم متخلف للسلم كما أنا ضد مفهوم الدولة ف الفكر السياسي العاصر‪،‬‬
‫الذي درجت عليه الدول الشورية‪ .‬يا ترى هل اليئة تظن أن أي دولة إسلمية حديثة‪ ،‬يكن أن تقوم على‬
‫فكر نشأ ف ظلل الكم البي‪ ،‬مثل الحكام السلطانية لب يعلى أو الاوري أو الغيثاثي الوين‪ .‬إنا‬
‫تعتمد على خطاب انتهى زمانه‪ ،‬وعقارب ساعة الداثة السياسية‪ ،‬لن ترجع إل الوراء‪ ،‬ول يتسع الجال و‬
‫للحجاج الدال‪ ،‬وأحيلها إل (سباعية الدستور السلمي)‪ ،‬وسباعية (الجتمع الدن السلمي) ولسيما‬
‫كتيب‪( :‬البهان على سيادة المة على السلطان وأن حصر مفهوم ول المر وأول المر بالفقهاء والسلطان‬
‫يفضي إل الطغيان)‪ .‬الذيل با هذا العتراض‪ .‬وقد فكك فقهاء الفقه السياسي الديث هذه النظومة‬
‫وأعادوا بناءها‪ .‬وقد نوت نوهم ف هذا الجال‪( ،‬ويكن هيئة التمييز أن تطلع على تلك الكتيبات‪ ،‬وهي‬
‫موجودة عند الحامي)‪ ،‬ونوجز ذلك هنا‪.‬‬
‫أ‪ -‬فهي أول تعتقد أن لـ(ول المر السلطان) قوامة على المة‪:‬‬
‫‪ -1‬من العروف أن نظرية حصر ولية المور بالكام والفقهاء‪ ،‬نظرية سياسية أموية عباسية‪ ،‬وهي‬
‫مرد لبنة ف بنية التخلف السياسي والجتماعي‪ ،‬ومن أجل ذلك ل عجب أن تتح اليئة من هذه الثقافة‪،‬‬
‫ولكن العجب أن تقدمها للناس على أنا السلم‪ ،‬وأن تلقى رأيها بصورة توحى بالقطع والزم‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبيعي أن تسمي اليئة المة الرعاع والدهاء‪ ،‬ففي معجم الكم البوليسي الناس العاديون‬
‫هم الرعاع والدهاء الذين إذا اجتمعوا ضروا‪ ،‬وإذا تفرقوا نفعوا‪ ،‬والناس العاديون هم العامة‪ ،‬والدهاء‬
‫الذين ل يعرفون شيئا من أمور السياسة والحكام السلطانية‪.‬‬
‫ترى أل تعرف العامة أن العدل ركن ف السلم؟ أل يعرفون أن الشورى هي حصن العدالة‪ ،‬وأنا‬
‫ركن ف السلم؟ وإذا كانوا ل يعرفون‪ ،‬أل ينبغي أن يوصوا الكومة بعروف العدل السياسي‪ ،‬وينهوها‬
‫عن الظلم‪.‬‬
‫ث هذا الوقت العصيب الذي تر به المة أليس هذا الوضع العصيب إحدى نتائج‪ ،‬مافظة الدولة‬
‫العربية‪ ،‬على القوالب السياسية الحافظة‪ ،‬الت تضع أزمة السلطات كلها ف يد رجل واحد‪ .‬وتدافع عنها‬
‫تارة باسم الصوصية الوطنية‪ ،‬وتارة باسم الصالة العربية‪ ،‬وشر من هذا وذاك أن تقدم مفهوم الكم‬
‫البوليسي على أنه الدى السلمي الصيل‪ ،‬وأن تقر الشعب الذي هو سور الكومة العادلة‪ ،‬ول يتسع‬

‫‪15‬‬
‫الجال لبسط فساد هذه النظريات‪ ،‬ويكن ليئة التمييز أن أرادت التدليل على بطلنا ف الشريعة الرجوع‬
‫إل (سباعية الجتمع الدن السلمي)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ث إن رد المر إل ال والرسول و إل أول المر‪ ،‬مسألة ل خلف فيها ف عهد النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ولكن من هم أولو المر؟‪.‬‬
‫‪ -1‬وسواء أكان المر بعن الرأي أم الب أم الشأن والقرار‪ ،‬فلكل منها اعتبار‪ .‬حسنا يكن قياس‬
‫السلطي على الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف رد المور إليه بصفته (حاكما)‪ ،‬لكن ما ضوابط ذلك‪ ،‬هل‬
‫اليئة تهل الضوابط أم تتجاهلها‪.‬‬
‫مفهوم الكم ف السلم دستوري أي أن السلطة فيه والقوامة المة‪ ،‬وقد بي ذلك النخبة من فقهاء‬
‫هذا البلد ومفكريه وأساتذة جامعاته ومثقفيه والهتمي بالشأن العام فيه‪ ،‬ف خطاب الرؤية عامة‪ ،‬وخطاب‬
‫النداء الوطن الدستوري خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬نبقى إذن ف معن أول المر من غي الكام الذين يرد إليهم الرأي‪ ،‬هل هم الفقهاء الكوميون‪،‬‬
‫الذين يصدرون فتاوى‪ ،‬ل تنبثق من عمق ف الفقه السياسي‪ ،‬ول من تليل الواقع‪ ،‬ول من مفهوم الكم‬
‫الدستوري ف السلم‪ ،‬وهيئة الفتاء ف موقفها من قضية حقوق النسان الشرعية‪ ،‬نوذج ماثل‪.‬‬
‫‪ -3‬هل (أولو المر) هم القضاة الذين جسدت اليئة موقفهم من مفهوم سلطة المة‪ ،‬ومن نظرية‬
‫توزيع سلطات الدولة على ثلثة أعمدة‪ .‬ومن قيام التجمعات الدنية الهلية‪ .‬بأنا أمور من الصال الرسلة‬
‫الت نرجع فيها أيضا إل ول المر‪/‬أي الاكم‪ ،‬لتقرير ما يراه "بعد التحقق من عدم معارضتها نصوص‬
‫الشرع"‪.‬‬
‫‪ -4‬وكيف يتم التحقق من عدم معارضتها؟ ما الهة الخولة شرعا بالتحقق؟‪ ،‬ل تبي اليئة ذلك‪.‬‬
‫وهذا يدل على أن مفهوم اليئة لول المر مفهوم ما أنزل ال به من سلطان‪ ،‬وأنه قطب يدور حوله الفقهاء‪،‬‬
‫فضل عن غيهم من الناس‪.‬‬
‫‪ -5‬وإذا كانت اليئة ترى أن لول المر من الجتمع الهلي الدن من غي الكام دور ف الستنباط‬
‫والتحقق فكيف غفلت عن ذلك؟‪ ،‬عندما جعلت أمر الصال الرسلة مصورا بول المر‪/‬الاكم‪ .‬إن تناقض‬
‫اليئة دليل على أن اضطراب الفكر السياسي العباسي‪ ،‬ل يكن ترقيعه ول تميله‪ ،‬وأن حيثياتا أرق من‬
‫الباء‪.‬‬
‫‪ -6‬من هم ألوا المر؟ إذا رجعنا إل كتب التفاسي‪ ،‬وجدنا أن أغلب الفسرين يذكرون ف تفسي‬
‫"أول المر منكم"‪ ،‬أنم كبار الصحابة من البصراء‪ ،‬وأهل الفقه والعلم‪ .‬ويثلون لم بأب بكر وعمر‬
‫وعثمان وعلي ـ ف عهد النب صلى ال عليه وسلم ـ هؤلء أهل علم و رأي وحنكة‪ ،‬بالفهوم اللغوي‬

‫‪16‬‬
‫للفقه‪ ،‬وبالفهوم العملي للعلم‪ .‬ول يكونوا حكوميي موظفي بل هم من الجتمع الدن الهلي‪ ،‬ول يقاس‬
‫عليهم إل بتوافر شروط القياس‪ ،‬فالاصل أنه ليس ف البلد هيئات مستقلة عن الدولة تسد هذا الفهوم‪.‬‬
‫اليئة تنسى أن المر ف الية إنا هو العلم و الرأي والتدبي الثاقب الذي يستنبط من المور الظاهرة‪،‬‬
‫ول يدركه العاديون من الناس‪ ،‬وتنسى أنه ل بد للرأي من الشجاعة‪ ،‬فالفكرون تت الكواليس‪ ،‬ل ييدون‬
‫إل الغموض والتدليس‪ ،‬ونطالب اليئة بأن تدد لنا ف هذا البلد‪ ،‬من هم أقرب الناس إل ما وصف به أولو‬
‫المر ف هذه الية‪ ،‬من أنم كباء الصحابة أصحاب البصائر كأب بكر وعمر وعثمان وعلي (ف حياة النب‬
‫صلى ال عليه وسلم)‪.‬‬
‫‪ -7‬وتنسى اليئة أن القرب إل هؤلء ليسوا موظفي ف الكومة‪ ،‬ول زعماء قبائل‪ ،‬وأنم الهتمون‬
‫بالشأن العام‪ ،‬من أعيان الجتمع الدن الهلي‪ ،‬وهذا واضح من خلل المثلة الت ذكرها مفسرو التابعي‪،‬‬
‫كابن عباس وعكرمة والبغوي السمرقندي‪ ،‬وأنم كباء الصحابة أصحاب البصائر‪ ،‬كما ذكر البغوي‬
‫والتعلب والبيضاوي والنسفي وأبو السعود وابن عاشور ‪.‬‬
‫وأن ادخال الكام ف أول المر (مبن على قول واحد من أربعة أقوال) بناء على تفسي سبب‬
‫النول الية بأمراء سرايا الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كما ف تفسي السدي ومقاتل وابن زيد‪ ،‬وإدخالم‬
‫أيضا إنا هو من باب القياس ل النص‪ ،‬إذ النص بإدخالم غي صريح‪ ،‬وهو قياس‪ ،‬وللقياس ضوابط ل‬
‫تفى‪.‬‬
‫فقياس اللوك واللفاء (غي ملوك الشورى والعدل) منذ العصر الموي على النب وأمرائه‪ ،‬قياس‬
‫باطل‪ ،‬وللقياس ضوابطه الت تدل حيثيات اليئة على أنا تتجاهلها‪.‬‬
‫‪ -8‬واليئة تنسى أن الواصفات الت تنطبق على مفهوم أول المر‪ ،‬كما ف الثر والصحابة والتابعي‪،‬‬
‫وتثيلهم بأب بكر وعمر وعثمان وعلى ف حياة الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬تشي إل أنم يتسمون بمس‬
‫سات‪:‬‬
‫الول‪ :‬أصحاب رأي وحنكة وبصية وعلم وحسن تدبي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أصحاب إيثار ونصح وإخلص للمة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أصحاب نزاهة واستقامة ف السلوك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مستقلون ف الجتمع الهلي الدن‪ ،‬يتبعهم الناس‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أنم أصحاب إيثار وحاسة وتضحية وشجاعة‪.‬‬
‫‪ -9‬أفل ترى اليئة أن النخبة من أهل هذا البلد الت نادت بالدستور السلمي‪ ،‬فوقعت خطاب‬
‫(الرؤية) و (الدستور)‪ ،‬من فقهائه ومفكريه وأساتذة الامعات فيه ومثقفي ومامي ومهتمي بالشأن العام‪،‬‬
‫من من ينطبق عليه قول ابن سعدي ف تفسيه "أولو المر منهم أهل الرأي والعلم والنصح والرزانة الذين‬

‫‪17‬‬
‫يعرفون المور ويعرفون الصال وضدها"‪ .‬أليس هؤلء المرون بالعروف و بالق السياسي الستقلون‪ ،‬من‬
‫من ينطبق عليه قول ابن سعدي "إذا حصل بث ف أمر من المور ينبغي أن يول من أهل لذلك‪ ،‬ويعل إل‬
‫أهله"‪.‬‬
‫فهناك عديد من من يطلق عليهم أول المر حسب الشأن الدروس‪ ،‬أهو ف شأن عبادة روحية‬
‫كالصلة والصيام والج؟‪ ،‬أم مدنية كالقتصاد والتجارة والتعليم والزراعة؟‪ ،‬سواء أكانوا ف مالس أو‬
‫نوادي‪ ،‬أو مالت كمجلس الشورى‪ ،‬ونوها من معاهد البة والباث‪.‬‬
‫فهل تستطيع اليئة أن تنفى عن الجاهدين بكلمة العدل أمام السلطان‪ ،‬أنم من أول المر ف المة؟‪،‬‬
‫وفيهم من هو أفضل منا ومنها علما وتقي وورعا ونباهة وحنكة وفقها ف السياسة الشرعية وتضحية‬
‫وإيثارا‪.‬‬
‫فهل ترى اليئة أن البادرين من دعاة الصلح السياسي‪ ،‬ل تتوافر فيهم ف الملة شيء من هذه‬
‫الصفات‪ ،‬لكي ترجهم من مفهوم أول المر‪ ،‬الذي استشهدت بنص ابن سعدي لبعادهم‪.‬‬
‫لكن اليئة –وفقها ال‪ -‬تأخذ الرأي الفقهي الضعيف‪ ،‬ث تنتصر له‪ ،‬ث تطبقه على موظفي الكومة‪،‬‬
‫وتنعه من غيهم‪ .‬وذلك تكم يصل إل درجة الغالطة النطقية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ث ما الخبار الت أذاعها دعاة الصلح السياسي‪ ،‬من ما ليس فيه مصلحة‪ ،‬ومن ما مصلحته‬
‫تزيد عن مضرته‪.‬‬
‫‪( -1‬العروف أن الية تتحدث عن النافقي الرجفي‪ ،‬أو عن ضعفة السلمي الذين ليس لديهم‬
‫بصية ف ما يذيعونه من أخبار) فهل دعاة الصلح السياسي منافقون‪ ،‬أو من من ل يدركون الصال‪ .‬ف‬
‫قيامهم بتذكي الكومة بأن العدل والشورى من أصول الدين العظمي‪ ،‬وأنما من شروط البيعة الشرعية؟‪.‬‬
‫‪ -2‬وهل تتصور اليئة هؤلء الدعاة من الغرار‪ ،‬الذين يذيعون الخبار وهم ل يدركون‪ .‬حجم‬
‫البطالة وقدر الدين الكومي‪ ،‬هل هو سر من السرار‪ ،‬أل تذع الدولة نفسها هذه العلومات‪ ،‬الدولة تنطلق‬
‫من مفهوم (الدارة السرية) الذي تاوزه الدولة الديثة مفهوم‪.‬‬
‫‪ -3‬ث إن عديدا من الفقهاء الجاهدين بقول كلمة العدل أمام السلطان‪ ،‬درجوا على تنبيه الكام‬
‫على ما ينبغي لم‪ ،‬حت ف حالت استنفار الهاد‪ ،‬لن العاصي العامة‪ ،‬من أسباب سخط ال سبحانه‬
‫وتعال‪ ،‬ول معصية أعظم من ظلم الدولة‪.‬‬
‫كذلك كان العز بن عبد السلم وابن تيمية واضرابما‪.‬‬
‫‪ -4‬ث هي تقتنص آراء الفقهاء الجاهدين الجاهرين بكلمة والرأي العدل أمام السلطان‪ ،‬لتدلل با‬
‫على أن أول المر هم الكام والفقهاء الكوميي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وتنسى أن أمثال ابن سعدي والقرطب رحنا ال وإياها‪ ،‬كانا من الفقهاء الستقلي‪ ،‬ف الجتمع‬
‫الهلي الدن‪ ،‬ومن من كانت لم مواقف جهروا با‪ ،‬وبا يعتقدونه صوابا ف أوقات سياسية عصيبة‪ ،‬وهؤلء‬
‫عندما كانوا يعارضون الرأي الكومي الشائع‪ ،‬ويفتون الناس بلفه (كما ف موقف ابن سعدي من ماربة‬
‫الدولة العثمانية) كانوا يسدون مفهوم أول المر‪.‬‬
‫فهل تظن اليئة أن من السهولة تيي أقوالم‪ ،‬لغي الفاهيم الت جسدوها بأعمالم‪.‬‬
‫‪ -5‬وهؤلء الفقهاء الجاهدون وأمثالم‪ ،‬كابن تيمية وابن حزم والعز بن عبدالسلم ونوهم من‬
‫ناذج كتاب (علماء ف مواجهة الكام) للشهيد عبدالعزيز البدري‪ ،‬لو كانوا بي يدي اليئة‪ ،‬ماذا ستحكم‬
‫عليهم به‪ ،‬ف ظل حيثياتا الت ترف با الصريح القطعي من الشريعة؟ ل أعتقد أن عالا كابن تيمية يقل‬
‫وزنه ف ظل حيثيات اليئة عن عشرين عاما‪.‬‬
‫وعلى رأي اليئة فكل العلماء والفقهاء الذين جهروا بكلمة الق والعدل‪ ،‬قد قالوا ما ل مصلحة فيه‪،‬‬
‫أو من ما تغلب مفسدته مصلحته‪ ،‬ول دليل للهيئة إل قاعدة سد الذرائع‪ ،‬الت هي مقياس رجراج‪،‬‬
‫استخدمته اليئة لوأد حرية الرأي والتعبي الشروعة‪.‬‬

‫اليثية العاشرة‪ :‬اليئة تظن أن فقه السياسية الشرعية الذي اختطة الفقهاء الحرار من القدامى‬
‫والحدثي إنا يعتمد أقوا ًل مهجورة أو مرجوحة‪:‬‬
‫تقول اليئة ف (تسبيب) الكم علي بالسجن سبع سني‪ ،‬السطر (‪:)39-26‬‬
‫((جرأة على بعض الصطلحات والبادئ التعلقة بالسياسة الشرعية وجنوحه ف تفسيها إل أقوال‬
‫مهجورة أو مرجوحة وتميله أقوال بعض العلماء ما ل تتمله ليعمل على إضفاء الشرعية على بعض‬
‫النظريات السياسية الديثة الت ينادون با ويعتقدون بأنا الضمانة لنع الستبداد وحفظ الريات مع أنا ل‬
‫تعد مسلمة ف النظم السياسية العاصرة كما يشهد به واقعها)) وإنا الضمانة ف التزام قواعد الشريعة‬
‫ومبادئها الت تنع الستبداد والور))‪.‬‬

‫العتراض‪:‬‬
‫تتهمن اليئة بأنن‪ :‬أفسر اليات والحاديث بأقوال مرجوحة أو مهجورة‪ ،‬والواب على ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬خطأ مشهور أم صواب مشهور ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫هل اليئة تعتقد أن الطأ الشهور خي من الصواب الجهور؟‪ ،‬إذن ل فائدة من النقاش‪ ،‬أم أن اليئة‬
‫ترى أن الق حق‪ ،‬ولو قل سالكوه‪ ،‬وأن للحق نورا كما قال معاذ بن جبل رضي ال عنه؟‪ ،‬إذن نعرض‬
‫على اليئة بعض القوال الهجورة والرجوحة‪ ،‬ف فقه السياسة الشرعية‪:‬‬

‫‪ -1‬نصوص ف العدل و وجوب مراقبة المة السلطان وماسبته‪:‬‬


‫يقول أبو بكر‪" :‬إن أحسنت فأعينون‪ ،‬وإن أسأت فقومون"‪.‬‬
‫ويقول عمر بن الطاب‪" :‬إن رأيتم ف اعوجاجا فقومون"‪.‬‬
‫ويقول ابن تيمية‪" :‬المة هي الافظة للشرع وليس الاكم" (الفتاوى)‪.‬‬
‫ويقول أيضا "الدنيا تدوم مع العدل والكفر‪ ،‬ول تدورم مع الظلم والسلم"‪ ،‬ولذلك يقال "إن ال‬
‫يقيم الدولة العادلة‪ ،‬وإن كانت كافرة‪ ،‬ول يقيم الظالة وإن كانت مسلمة‪ ،‬وذلك أن العدل نظام كل‬
‫شيء‪ ،‬فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت‪ ،‬وإن ل يكن لصاحبها ف الخرة خلف‪ ،‬ومت ل تقم بعدل تقم‪ ،‬وإن‬
‫كان لصاحبها من اليان ما يزي به ف الخرة" (السبة)‪.‬‬
‫ويقول أبو حامد الغزال‪" :‬المر بالعروف والنهي عن النكر هو القطب العظم ف الدين" (الحياء)‪.‬‬

‫‪ -2‬نصوص ف أن الشورى هي العمود الول ف البيعة الشرعية على الكتاب والسنة‪:‬‬


‫يقول ابن عطية‪" :‬الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الحكام‪ ،‬من ل يستشي أهل العلم فعزل‬
‫واجب‪ ،‬هذا ل خلف فيه" (تفسي القرطب)‪.‬‬
‫ويقول النووي "اختلف أصحابنا هل كانت الشاورة واجبة على رسول ال‪ ،‬أم كانت سنة‪ ،‬ف حقه‬
‫كما ف حقنا‪ ،‬والصحيح عندهم وجوبا‪ ،‬وهو الختار‪ ،‬قال تعال "وشاورهم ف المر‪ ،‬والختار الذي عليه‬
‫جهور الفقهاء ومققو الصول‪ ،‬أن المر للوجوب (شرح صحيح مسلم‪.)4/76:‬‬
‫ويقول ابن (خويز منداد)‪" :‬واجب على الولة مشاورة العلماء ف ما ل يعلمون‪ ،‬وف ما أشكل عليهم‬
‫من أمور الدين‪ ،‬ووجوده اليش ف ما يتعلق بالرب‪ ،‬ووجوده الناس ف ما يتعلق بالصال‪ ،‬ووجوده‬
‫الكتاب والوزراء والعمال ف ما يتعلق بصال البلد وعمارتا" (تفسي القرطب)‪.‬‬
‫ويقول الرازي ف آية الشورى‪" :‬ظاهر المر للوجوب‪ ،‬قولة شاورهم يقتضي الوجوب‪[ ،‬لن] المر‬
‫يقتضي الوجوب‪ ،‬ما ل ترد قرينة تصرفه من الياب إل الندب"‪( .‬تفسي الرازي)‪.‬‬
‫ويقول الصاص النفي يرد على من زعم أن الشورى ليست واجبة "وغي جائز أن يكون المر‬
‫بالشاورة‪ ،‬على تطبيب نفوس الصحابة ورفع أقدارهم‪ ،‬كما ذهب بعض الفقهاء‪ ،‬لنه لو كان معلوما عند‬

‫‪20‬‬
‫الستشارين؛ أنم إذا استفرغوا جهدهم ف استنباط الكم الذي يستشارون به؛ ل يكن ذلك معمول به‪ ،‬ول‬
‫يتلقى بالقبول؛ ل يكن ف ذلك تطبيب نفوسهم‪ ،‬ول رفع أقوارهم‪ ،‬بل فيه إياشهم" (تفسي الصاص)‪.‬‬

‫‪ -3‬نصوص لفقهاء العصر الديث‪:‬‬


‫هذه الراء الهجورة‪ ،‬انتبه إليها الفقهاء الحرار ف العصر الديث‪ ،‬عندما رأوا اللفة العثمانية‬
‫تتهاوى كالتمثال‪ ،‬أمام العاصي الطلسية‪ ،‬وأدركوا أن نظام (ول المر) الذي يسك بيده أعنة القضاء‬
‫والدارة والتنفيذ‪ ،‬هو سبب الطغيان‪ ،‬الذي أدى إل تساقط الدران‪.‬‬
‫من أجل ذلك صار الهجور من القوال مشهورا‪ ،‬لنه صار مدعوما بالبهان‪ ،‬من الوقائع والنوازل‪،‬‬
‫لذلك تتالت أقوال الفقهاء والعلماء الحرار‪ ،‬ف التأكيد على أن الشرط الول ف كل حكومة إسلمية هو‬
‫الشورى‪.‬‬
‫أدرك ذلك الكواكب صاحب قولة‪" :‬الستبداد جرثومة كل فساد"‪.‬‬
‫وخي الدين التونسي‪.‬‬
‫والشيخ ممد عبده‪ ،‬وهو يتحدث عن ضرورة وجود ضمانات‪ ،‬للتزام الاكم قاعدة الشورى‪،‬‬
‫ويكم ببطلن أي انتخاب تتدخل فيه الكومة فقال‪" :‬ول يكون النتخاب شرعيا عندنا؛ إل إذا كان للمة‬
‫الختيار التام ف النتخاب‪ ،‬بدون ضغط من الكومة ول من غيها‪ ،‬ول ترغيب ول ترهيب‪ ،‬ومن تام‬
‫ذلك أن تعرف المة حقها والغرض منه‪ ،‬فإذا وقع انتخاب غيهم بنفوذ الكومة أو غيه كان باطل شرعا‪،‬‬
‫ول يكن للمنتخبي سلطة أول المر‪ ،‬ويتبع ذلك أن طاعتهم ل تكون واجبة شرعا بكم الية‪ ،‬وإنا تدخل‬
‫ف باب سلطة التغليب"‪( ،‬تفسي النار)‪.‬‬
‫ويضيف ممد رشيد رضا عن الشورى بأنا "القاعدة الول الت وضعت للحكومة السلمية" (تفسي‬
‫النار)‪.‬‬
‫والشيخ ممد رشيد رضا يقول بانيا على فكرة الرازي‪ ،‬بأن (أول المر) هم أهل الل والعقد‪ ،‬وأنه‬
‫يب على الاكم‪ ،‬طاعة أهل الل والعقد‪" ،‬فهؤلء إذا اتفقوا على أمر أو حكم‪ ،‬وجب أن يطاعوا فيه‪،‬‬
‫بشرط أن يكونوا أمناء‪ ،‬وأن ل يالفوا أمر ال ول سنة رسوله صلى ال عليه وسلم الت عرفت‪ ،‬وأن‬
‫يكونوا متارين ف بثهم المر واتفاقهم عليه"‪.‬‬
‫"وأهل الل والعقد من الؤمني إذا اجتمعوا على أمر من مصال المة‪ ،‬ليس فيه نص من الشارع‪،‬‬
‫متارين غي مكرهي عليه بقوة أحد أو نفوذه‪ ،‬فطاعتهم واجبة‪ ،‬لنم هم الذين يثق بم الناس ويتبعوهم"‪.‬‬
‫"ويب على الاكم الكم با قرره أهل الل والعقد وتنفيذه"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ويقول ممد رشيد أيضا ف استنباط سلطة المة من آيت (أول المر) وآية الشورى (الشورى ‪،)38‬‬
‫"ل يكن أن تكون شورى بي جيع المة‪ ،‬فيتعي أن تكون شورى بي جاعة تثل المة بق‪ ،‬تثق بم‬
‫وتطمئن إليهم‪ ،‬بيث يكون [عندما تعمل به] عاملة بكم نفسها‪ ،‬وما هؤلء إل أهل الل والعقد‪ ،‬وما‬
‫يسمونه ف عرف أهل السياسة بسلطة المة" (تفسي النار)‪.‬‬
‫ويقول الفكر ممد الغزال‪" ،‬طغيان الفرد ف أمة ما‪ ،‬جرية غليظة‪ ،‬والاكم ل يستمد بقاءه الشروع‪،‬‬
‫ول يستحق ذرة من التأييد؛ إل إذا كان معبا عن روح الماعة‪ ،‬فالمة وحدها مصدر التشريع‪ ،‬والنول‬
‫على رأيها فضيلة‪ ،‬والروج على رأيها ترد" (السلم والستبداد‪.)54:‬‬
‫ويقول أيضا "إن بي الكم السلمي والكم الستبدادي ترك الشورى‪ ،‬وذلك أن السلم‬
‫والستبداد ضدان ل يلتقيان فتعاليم الدين تنتهي بالناس إل عبادة ربم‪ ،‬أما مراسيم الستبداد فترتد بم إل‬
‫وثنية سياسية عمياء" (السلم والستبداد‪.)6:‬‬
‫هذه الراء والقوال الهجورة نادى با الفقهاء الحرار القدامى‪ ،‬الجاهدون الجاهرون بكلمة‬
‫الق أمام السلطة‪ ،‬عب العصور‪ ،‬كابن تيمية وابن القيم‪ ،‬والرازي والنووي وابن عطية والشاطب ووابن‬
‫خويز منداد وابن حزم والعز بن عبدالسلم وممد بن عبدالوهاب والشوكان وابن سعدي‪ ،‬وعليها قام‬
‫الفقه السياسي الديث‪ ،‬عند الفقهاء الجاهدين بكلمة الق أمام السلطان‪ ،‬مثل ممد عبده والكواكب‪،‬‬
‫وخي الدين التونسي‪ ،‬وممد رشيد رضا‪ ،‬وحسن البنا وعصام العطار وسيد قطب وعبدال بن قعود وممد‬
‫أحد جال وعبدالوهاب خلف‪ ،‬وممود شلتوت‪ ،‬وعبدالرزاق السنهوري‪ ،‬وأب العلى الودودي‪ ،‬وممد‬
‫الغزال‪ ،‬وعبدالقادر عودة‪ ،‬وعبدالرحن الالق‪ ،‬وفريد عبدالالق‪ ،‬وعبدالميد التول‪ ،‬وممد أبو فارس‪،‬‬
‫وممد سليم العواء ويوسف القضاوي‪.‬‬
‫أولئك آبائي فجئن بثلهم *** إذا جعتنا يا جرير الجامع‬
‫ألسنا اليوم أحوج ما نكون إليها‪ ،‬بعد أكثر من مائة عام عن سقوط اللفة العثمانية‪ ،‬إن الحداث‬
‫ف الليج منذ عام ‪1400‬هـ‪ .‬تدل على أن الشكلة الكبى ف العرب‪ ،‬هي الستبداد‪ ،‬هي الت جعلتهم‬
‫عاجزين عن حل مشكلتم ف إطار جامعة الدول العربية‪ ،‬من أجل ذلك تفردت بم الدول الكبى‪ ،‬عندما‬
‫تفردت الكومات بشعوبا‪.‬‬
‫من أجل ذلك نقول‪ :‬إن الفقهاء الذين ل زالوا يعيشون ف نظام ول المر العباسي‪ ،‬الذي يعل‬
‫الاكم قطبا تدور حوله الرحي‪ ،‬إنا هم يمون التخلف السياسي بطاب دين‪ ،‬وإنم يرفون الكلم عن‬
‫مواضعه‪ ،‬إنم يفتحون الباب الوارب لرياح العلمنة والفرنة والتغريب والعولة واليمنة الطلسية‪ ،‬كما‬
‫فتحه فقهاء الدولة العثمانية من قبل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫بعد أن استشهدت بأقوال الفقهاء عن دور (ول المر أدري بالصلحة‪ ،‬وأنه هو القاضي الصيل)‪.‬‬
‫وليتها اطلعت على ما ف الرفقات من خطابات وبيانات وكتب وأباث تتوي على عناصر التأسيس‬
‫الفقهي‪ ،‬البن على قواعد فقه الكتاب والسنة‪ ،‬إذن لعرفت أن دعاة الصلح السياسي و القضائي و‬
‫الداري و التربوي ل يتخبطون ف الظلم‪ ،‬ول يهلون فقه السياسة الشرعية‪ ،‬ولذلك وقعت ف الخطاء‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬اليئة ل تتمعن أنا أمام مشروع إصلح سياسي‪ ،‬يعتمد على خطاب فقهي مؤصل‪ ،‬وفق‬
‫منهج فقه الكتاب والسنة‪ ،‬ل تدرك أنا أمام أطروحات أكاديية رصينة‪ ،‬ف فقه السياسة‬
‫الشرعية‪ ،‬يتاج نقاشها إل تصص وتعمق ف هذا الجال‪.‬‬
‫إن القاضي الذي يصدر صكا على كتاب فقه سياسي ل يعيبه أن ل يكون كاتبا متعمقا ف هذا‬
‫الانب‪.‬‬
‫ولكنه يعيبه أن يتسهل هذا التخصص فيناقش مسائلة من دون دراية اليئة ل تدرك أنا أمام منظومة ف‬
‫الفقه السياسي ف مال الدستور والجتمع الدن معا‪ .‬ولذلك حاولت نقص التأسيس الدين للصلح‬
‫السياسي‪ ،‬بأنه يعتمد على أقوال مهجورة أو مرجوحة‪ ،‬ورغم أن دعاة الصلح كتبوا ف ذلك‪ ،‬ف الفقه‬
‫السياسي‪ ،‬داخل هذا البلد وخارجه‪ ،‬ولكن با أن التام موجه إلينا عامة وإل خاصة‪ ،‬فقد أرفقت الدفاع‬
‫الجمل بجموعات من الباث والنشرات الجموعة الول خاسية أعمال دعاة الدستور الثانية الطابات‬
‫العشرة الت كتبها دعاة الدستور العتقلون إل ول العهد ورئيس الجلس العلى للقضاء وللهيئة ولرئيس‬
‫هيئة التحقيق والدعاء العام‪ ،‬وأرفقت أيضا مقاربات الاصة الول (خاسية العقيدة ومقاصد الشريعة‪:‬‬
‫‪5‬كتيبات)‪ .‬و(سباعية الدستور السلمي) ‪7‬كتيبات و(سباعية الجتمع الدن السلمي) ‪7‬كتيبات ‪)49‬‬
‫تؤصل الدستور و الجتمع الدن السلمي‪ ،‬وكان الول باليئة مناقشة القولت‪ ،‬ل للعناوين واللفتات‪.‬‬
‫وأذ ظنت اليئة أنا هدمت أساس الطاب الدين لطاب الدستور والجتمع الدن بقولتا‪ ،‬الت‬
‫تدافع عن منظومة النموذج العباسي ف مال الدارة السياسية والجتمع والقضاء‪ ،‬وهي تشخص موقف‬
‫الذين ياولون هدم خطاب الدستور والجتمع الدن السلمي‪ ،‬بطاب دين‪ ،‬عب أخذ عبارات من كتب‬
‫الحكام السلطانية للفراء أو للماوردي‪ ،‬دون أن تدرك أن الفقه السياسي تاوز هذه الطروحات الت ل‬
‫تعال مشكلت الكم العباسي‪ ،‬فضلً عن أن تعال مشكلتنا‪ ،‬وتستمر اليئة ف قياسات فاسدة‪ ،‬يدرك‬
‫صغار طلب قسم القوق والسياسة ف أي جامعة عربية‪ ،‬فسادها‪ ،‬كقياس الاكم الموي والعباسي‪ ،‬على‬
‫نب معصوم‪ ،‬أو على خليفة راشدي منتخب‪ ،‬وهي إما أنا تهل أو تارس التجهيل والتضليل‪ ،‬ولعلها تظن‬
‫أن السوط أو السيف أو السجن‪ ،‬يرس أفواه دعاة الدستور عن إقامة الجة عليها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اليثية الادية عشرة‪ :‬اليئة تدافع عن النموذج العباسي ف الدارة والقضاء بزلت السلف العباسي‬
‫الصال‪:‬‬
‫تقول اليئة ف حيثيات الكم علي سبعة أعوام‪:‬‬
‫((ومن ذلك تطاوله على منلة ول المر ف النظام السلمي بقوله (إن ما قرره الفقهاء من أن ول‬
‫المر أدرى بالصلحة وأن قضاة الحكمة وكلء عنه ليس عليه دليل معتب من الكتاب والسنة ومنهج‬
‫اللفاء الراشدين‪ ،‬وأنه يسد الطغيان وأن تفسي أول المر بالمراء والعلماء أدى إل الختلل وتديد‬
‫نفوذ الفقهاء بتمرير الفتاوى لدمة السلطة) أ‪.‬هـ)‪.‬‬
‫((مالفا لذلك ما قرره عامة أهل العلم من أن أول المر هم المراء أو العلماء أو كلها على‬
‫خلف معروف رجح الخي ابن جرير وابن تيمية وابن القيم وابن كثي وغيهم‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم هو القاضي الول للدولة السلمية وهو الذي يعي القضاة وسار اللفاء الراشدون على هدية‬
‫وحكى الجاع على ذلك غي واحد قال ابن رشد رحة ال وتولية المام العظم للقاضي شرط ف صحة‬
‫قضائه ل خلف أعرفه فيه‪ ،‬أ‪.‬هـ وقال شيخ السلم ابن تيمية‪ :‬يب على ول أمر السلمي البحث عن‬
‫الستحقي للوليات من نوابه على النصار من المراء والقضاة ونوهم ويستعمل أصلح من يدهم‬
‫أ‪.‬هـ))‪.‬‬
‫ألو المر هم أهل الل والعقد من العلماء والباء الستقلي الذين ينبغي أن تصور عنهم الكومة ف‬
‫قرار أنا‪.‬‬
‫وأؤكد مرة أخرى أن الصواب إنا هو ف رأي الرازي والنيسابوري ومن تبعهما ف تفسي آية الطاعة‬
‫"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال" (النساء‪ ،)59:‬وآية الستنباط "وإذا جاءهم أمر من المن أو الوف" الذي‬
‫استنبط منه‪:‬‬
‫‪ -1‬عديد من فقهاء السياسة الشرعية‪ :‬أنه ل طاعة مطلقة بعد الكتاب والنب صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫لحد من الناس حت لو كان عالا أو فقيها‪ ،‬إل لجاع المة‪ .‬وأن إجاع المة يسده كافة أهل الرأي‬
‫الثاقب والتدبي ف كافة شئون الياة ـ الستقلون من أهل النصح واليثار والشجاعة والبصائر السياسية‬
‫والجتماعية‪ .‬وأنم هم أهل الل والعقد‪ ،‬كما قال الشيخ ممد رشيد رضا "ألو المر هم أهل الرأي‬
‫والعرفة ف المور العامة‪ ،‬والقدرة على الفصل فيها‪ ،‬وهو أهل الل والعقد منهم‪ ،‬الذين تثق بم المة ف‬
‫سياستها وإدارة أمورها"‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وقال ف تعليل عدم قصر الفهوم على الفقهاء "وإنا يدرك غوره بعضهم‪ ،‬لن لكل طائفة فهم‬
‫استعدادا للحاطة ببعض السائل التعلقة بسياسة المة وإدارتا‪ ،‬دون بعض‪ ،‬فهذا يرجح رأيه ف السائل‬
‫الالية‪ ،‬وهذا يرجح رأيه ف السائل القضائية‪ ،‬وكل السائل تكون شورى بينهم" (تفسي النار‪.)5/243:‬‬
‫‪ -2‬وأؤكد مرة أخرى ما رآه الشيخان ممد عبده وممد رشيد رضا‪ ،‬من أن القالب الذي يسد‬
‫إجاع المة وأهل الل والعقد فيها هو (التجمعات الهلية الدنية)‪ ،‬من نقابات وجعيات وروابط وأندية‬
‫ومؤسسات إعلمية مستقلة ف صورة سلطة أول المر الباشرة‪ ،‬وأنه يب على المة‪ ،‬با فيها الاكم‪ ،‬أن‬
‫تطيع أهل العلم و البة والرأي والتدبي ف تصصاتم التربوية والطبية والزراعية والصناعية والدارية‬
‫والالية والسياسية والعسكرية‪ ،‬لتجسد السلم حيا قويا عزيزا‪ ،‬ف منظومتة الروحية والدنية معا‪.‬‬
‫وأؤكد مرة أخرى أن (أول المر) الذين يسدون إجاع المة ومرجعيتها ف صورة غي مباشرة‪ ،‬إنا‬
‫قالبهم ف الدولة السلمية الديثة هو ملس النواب‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن المة إذا أطاعت ال ف ما هو صريح ف الكتاب والسنة‪ ،‬فإن إجاعها من خلل ملس‬
‫النواب معصوم‪ ،‬فإن اختلفت فاللف بي أمرين‪:‬‬
‫الول‪ :‬إما أن يكون حول أمر موضوعه هل هذا العمل يوز ف الشريعة أم ل يوز‪ ،‬و ليس فيه نص‬
‫صريح من الشريعة وكلياتا وروحها‪ ،‬وهذا أمر يلتمس بالجتهاد الفقهي‪ ،‬وهذا معن قوله تعال "فردوه إل‬
‫ال ورسوله" (النساء‪.)59 :‬‬
‫الثان‪ :‬أن يكون موضوعه هل هذا العمل أو الرأي صحيح؟‪ ،‬أو هل صال للتطبيق‪ ،‬كالطة الزراعية‬
‫والالية والتربوية‪ ،‬وهذا يرد إل "أول المر الذين يستنبطونه" (النساء‪ .)83 :‬من علماء الزراعة والال‬
‫والتربية والصناعة‪ ،‬حسب المر الدروس‪ ،‬وأقول بان تفسيات الصحابة والتابعي لليتي‪ ،‬ل يكن حلها‬
‫إل على هذا العن‪ ،‬عديد من الفسرين قالوا بأنم الكباء من الصحابة‪ ،‬أصحاب البصائر‪ ،‬ول يكن حل‬
‫كلمهم إل على هذا العن‪ ،‬ول يكن فهم كلم ابن تيمية من أنم التبوعون‪ ،‬ف ظل قراءة كتاباته السياسية‬
‫ولسيما السبة‪ ،‬فضل عن قراءة سلوكه التجسد ف الهاد السلمي إل على هذا العن‪.‬‬
‫‪ -4‬ول مانع ف العلوم أن يتحول الرأي الرجوح إل راجح‪ ،‬وأن يتحول القول الهجور إل‬
‫مشهور‪ ،‬إل إذا كانت اليئة تصر على أن تقول‪ :‬الطأ الشهور خي من صواب مهجور‪ ،‬وليس هناك دليل‬
‫معتب على قصر مفهوم أول المر على الفقهاء –حسب العن الصطلحي‪ -‬الذين لم نط مدد وثقافة‬
‫مددة‪ ،‬يعرفها الناس ف هذا العصر‪ ،‬فإذا كانوا فقهاء بالعن اللغوي الراشدي فنعم‪ ،‬إن معن الفقهاء‬
‫الصطلحي‪ ،‬ل يكن معروفا ف العهد الراشدي‪ ،‬فكيف تفسر اليئة القرآن بصطلحات حدثت بعد نزوله‬
‫أي منهج علمي هذا؟‪ ،‬ف العهد الراشدي كلمة الفقه كانت بالعن اللغوي الذي هو النباهة وحسن التفكي‬

‫‪25‬‬
‫والتدبي‪ ،‬وبذا العن نزل القرآن وتفسيات الصحابة والتابعي عندما تقول الفقهاء أو العلماء هم ألو‬
‫المر‪ ،‬تقصد هذا العن اللغوي‪ ،‬ول تقصد العن الصطلحي الذي حدث بعد الراشدين‪.‬‬
‫أما ما ذكرته اليئة من أن عامة أهل العلم قرروا ذلك‪ ،‬فهي تعرف من أصول الفقه أن الكثرية رأيها‬
‫صواب ف المور الجتماعية والسياسية‪ ،‬إذا ل تالف نصا صريا أو علما صحيحا‪ ،‬أما آراء الكثرية إذا‬
‫خالفت نصا شرعيا صريا أو علما صحيحا عرفية‪ ،‬فليست لا قدسية فالكم الشوري ف السلم‪ ،‬ليس‬
‫كالهر بالبسملة أو الوضوء من لم الزور‪ ،‬لكي يقال فيه‪ :‬لكل رأيه و لكل دليله‪ ،‬وف السألة قولن‪.‬‬
‫هذه سنن ال السياسية والجتماعية‪ ،‬من حرفها داسته الحداث بالخفاف‪ ،‬ولو صح قولا حول الكثرية‪،‬‬
‫والقول الهجور‪ ،‬لا كان هناك ضرورة ول فائدة‪ ،‬لكتابة تفسي بعد تفسي ابن جرير‪ ،‬ول لتأليف كتاب ف‬
‫أصول الفقه بعد الشافعي‪ ،‬و لاءت أحكام الفقه السياسي ف السلم مددة‪ ،‬مفصلة اليئات والكيفيات‪،‬‬
‫كأحكام الصلة‪ ،‬ليس فيها مال للجتهاد‪.‬‬
‫‪ -5‬وابن تيمية ل يرجح أن أول المر هم العلماء‪ ،‬إل بناء على أنم التبوعون‪ ،‬ول ينبغي للهيئة أن‬
‫تنتقي ـ إن كانت عامدة ـ من كلم ابن تيمية نصوصا متزأة وغي صرية أو مقتنصة‪ ،‬فتعارض با قوله‬
‫بسلطة المة ف حفظ الشريعة‪ ،‬وتعارض با قوله بأن العدل ل اليان أساس عمارة الرض‪ .‬و تعارض‬
‫مسلكه‪ .‬فذلك خلف النهج العلمي‪ ،‬فل بد من الصحة النهجية ف المور العرفية‪.‬‬
‫‪ -6‬وبناء على ذلك فول المر‪/‬الاكم ليس أدرى بالصلحة من المة‪ ،‬ول يصح القول بذلك إل إذا‬
‫كانت له قوامة على المة كقوامة الباء على البناء والوصياء على اليتام والولياء على القاصرين وليس‬
‫ذلك له‪ ،‬فللمة القوامة على كل حاكم‪ ،‬وهذا ما صرح به ابن تيمية ف نص له ذكرناه مرارا‪ ،‬يؤكد فيه‬
‫سلطة المة وأنا هي الخولة بفظ الشريعة‪.‬‬

‫ج‪ -‬حصر مرجعية المة بالفقهاء والمراء‪:‬‬


‫‪ -1‬وأؤكد مرة أخرى أن حصر مرجعية المة بالفقهاء والمر هي سر اللل السياسي وأن أسوأ‬
‫النظريات التربوية والسياسية هي نظرية حصر مرجعية المة بالمراء والفقهاء‪ ،‬أنا أعظم التحريف الذي‬
‫داخل السياسة الشرعية‪ ،‬للمفهوم السلمي للحكم الذي هو شوري‪ ،‬أي (دستوري) صريح‪ ،‬ليس فيه‬
‫غموض ول إشكال‪ ،‬والقول بسلطة خاصة للمراء والفقهاء‪ ،‬أكب خرق للمفهوم الدستوري ف السلم‬
‫بعد نظرية ول المر أدرى بالصلحة‪.‬‬
‫‪ -2‬وأؤكد أن قصر مفهوم أول المر بالكام والفقهاء نظرية سياسية‪ ،‬كانت فبادت وهي تؤدي إل‬
‫الطغيان‪ ،‬لن الفقهاء ل يستطيعوا موازاة قوة السلطة‪ ،‬فصاروا لا أتباعا‪ ،‬إما أن يسكتوا وإما أن يرروا‬

‫‪26‬‬
‫الظال ف دواوينها وإما أن يستقروا ف سجونا‪ .‬فكيف يكونون إذ ذاك أهل حل وعقد من دون دعم‬
‫المهور‪ ،‬وال يقول "ولول رهطك لرجناك"‪.‬‬

‫د‪ -‬القاضي وكيل عن المة كالاكم وليس وكيل للحاكم‪:‬‬


‫‪ -1‬أؤكد مرة أخرى بطلن نظرية أن القاضي ف الحكمة ما هو إل وكيل عن السلطان‪ ،‬أي أن‬
‫السلطان هو القاضي الصيل‪ .‬فهذا قول باطل‪ ،‬يسد وصاية السلطي على القضاء‪ ،‬ويتذرع به القلدون‪،‬‬
‫لمرار قواعد قضائية وحقوقية متخلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬اليئة تلط بي أمرين متمايزين ف الشريعة‪ :‬البدأ وسائل تنفيذه فالقصد الشرعي أو البدأ هو‬
‫إقامة العدالة‪ ،‬قد يتحقق هذا البدأ ف الدولة الصغية‪ ،‬أو الدولة الناشئة البسيطة الوسائل‪ ،‬عندما يكون‬
‫رئيسها بواصفات أب بكر وعمر وعثمان وعلي‪ ،‬أو ف ظروف خاصة بجتمع نوذجي‪ ،‬وقد يكون الاكم‬
‫ف الدولة الصغية‪ ،‬إماما للصلة أيضا‪ ،‬فإذا تبي من سلوك الكام واللوك‪ ،‬أن كون الاكم قاضيا يل‬
‫بالبدأ الذي هو العدالة‪ ،‬هل نترك البدأ ونصر على الوسيلة؟‪ .‬أمور الختصاصات من فقه الوسائل وليست‬
‫من فقه القاصد‪.‬‬
‫‪ -3‬ولو كان القضاة وكلء للسلطان‪ ،‬ل نعزلوا بوته‪ ،‬وهذا هو مقتضى الوكالة‪ ،‬فلما كانوا ل‬
‫ينعزلون تبي أن الاكم إنا يعينهم بقتضى وكالته عن الوكل الصلي الذي هو المة‪.‬‬
‫‪ -4‬على أن تعيي القضاة ليس من باب الوكالة‪ ،‬وتطبيق أحكام الوكالة على تعيي القضاة‪ .‬فساد ف‬
‫القياس‪ .‬ولن القضاة إنا هو وكلء للمة‪ ،‬لن المة هي الخولة بفظ اللة‪ ،‬والقول بأن القاضي وكيل‬
‫السلطان ليس عليه دليل معتب ول غي معتب‪ .‬وقد شرحتا اليئة ف مذكرة الدفاع أنا أمام منظومة من‬
‫الفكر السلمي الديث‪ ،‬بدأ فقهاء السياسة الشرعية‪ ،‬يكتبونا منذ مئة عام‪ ،‬وأرفقت لا الدلة‪ ،‬ف ثلث‬
‫مموعات (خاسية العقيدة والشريعة‪ :‬السلفية أمام صفعة الداثة) و (سباعية الدستور السلمي) و (سباعية‬
‫الجتمع الدن)‪ .‬ولكن اليئة نسيت أنا أمام مشروع وليست أمام أقوال مهجورة أو مرجوحة مبتسرة‪،‬‬
‫فجاءت تستشهد بآراء ف كل منها مقال أو إشكال‪.‬‬
‫‪ -5‬وف استشهاد اليئة برأي ابن رشد ملحظات‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن ابن رشد رحنا ال وإياه‪ ،‬عندما يشي إل المام العظم‪ ،‬يبن على الصورة (النموذجية)‬
‫الشرعية لمام الختيار اللتزم بشرطي البيعة على الكتاب والسنة‪ :‬العدالة والشورى‪.‬‬
‫أما إذا نقصت الصفات وهي صورة كان الري بابن رشد وهو الفيلسوف‪ .‬أن يدرك أنا خيالية بعد‬
‫عصر الراشدين‪ .‬وصرنا أمام سلطان أموي أو عباسي ونوها فلم يقل ابن رشد ول غيه بذلك‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الثانية‪ :‬ابن رشد على كل حال يقول ل خلف ف ذلك أعرفه‪ ،‬فلم ينف وجود اللف‪ ،‬بل نفى‬
‫علمه به‪ .‬فهل تزعم اليئة أنه ل خلف فيه‪ ،‬لنجيب على نفيها؟‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬استشهدت اليئة بقول بفيلسوف كابن رشد ف مقولة سياسية‪ ،‬و الكمة ضالة الؤمن‪ ،‬ترى‬
‫لو أن احد دعاة الدستور والجتمع الدن استشهد برأي مثله‪ ،‬أل يكن أن تضيف إليه اليئة تمة جديدة هي‬
‫ترويج آراء الفلسفة وأهل البدع!‪.‬‬
‫‪ -6‬وكذلك استشهادها برأي ابن تيمية‪ ،‬وابن تيمية –كابن رشد‪ -‬يشي إل (صورة المام)‬
‫النموذجية (أي الراشدية) ف الفقه السلمي‪ ،‬ول يشي هو ول أي نقيه إل النماذج الخرى‪ :‬وف استشهاد‬
‫اليئة ملحظتان‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن ابن تيمية ل يورد النص ف مال صلحية الاكم وحقوقه‪ ،‬إنا أورده ف مال واجبات‬
‫الاكم‪ ،‬فهو يقول "يب على ول أمر السلمي " والغرض الساسي هو قوله "البحث عن الستحقي‬
‫للوليات‪ ،‬من نوابه على المصار من المراء والقضاة‪ ،‬ويستعمل أصلح من يده"‬
‫وهنا مربط الفرس‪ :‬البحث عن الستحقي وأصلح الوجودين‪ ،‬القصود بالنص واجبات الاكم‪،‬‬
‫وتكافؤ الفرص واختيار الصلح‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن ابن تيمية وغيه من الفقهاء كالشوكان ل يصوا الاكم بفهوم ول المر‪ ،‬بل أدخلوا ف‬
‫الفهوم القضاة وصاحب الظال وصاحب السبة‪.‬‬
‫‪ -7‬إن دعاة الدستور والجتمع الدن ل يقولوا إن الكومة مسلوبة الختصاص ف تولية القضاة‪ ،‬إنا‬
‫قالوا‪ :‬إنه ينبغي اشتراك أكثر من جهة ف تولية القضاة‪ ،‬بأن يكون تعيي قضاة الدرجة الول من ملس‬
‫القضاء العلى‪ ،‬وأن يكون تعيي قضاة الدرجة الثانية والجالس ورئاسة الحاكمة مشتركا بي ثلث‬
‫جهات‪:‬‬
‫‪o‬التعيي الول الساسي من ملس القضاء‪.‬‬
‫‪o‬العتراض أو الوافقة من ملس النواب‪.‬‬
‫‪(o‬إصدار القرار) أو العتراض من اللك‪.‬‬
‫(انظر مسودة نو دستور إسلمي للدولة السلمية الديثة الملكة العربية السعودية نوذجا "الذي قدمه‬
‫العتقلون الثلثة")‬
‫وهذا يسد مسارب تأثيات الكومة على القضاء‪ ،‬بصورة أفضل من تفرد الكومة بالتعيي‪.‬‬
‫‪ -8‬قياس السلطي على نب أو راشدي قياس باطل‪ ،‬إن قياس الكومات والدول الموية والعباسية‬
‫والعثمانية والملوكية والطوائفية العاصرة على الدولة النبوية والراشدية‪ ،‬قياس باطل لن للقياس أصول‬
‫معتبة‪ ،‬وهي تانس العلة‪ ،‬وهناك فوارق فصلتها ف سباعية (الدستور السلمي) ولسيما كتاب (معايي‬

‫‪28‬‬
‫استقلل القضاء الدولية ف بوتقة إسلمية) وكتاب (استقلل القضاء السعودي‪ ،‬عوائقه وسبل تعزيزه)‬
‫أهها‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬له صفات عديدة فهو نب ف مال الوحي‪ ،‬وهو حاكم شوري عادل‬
‫ف مال الدولة‪ ،‬وهو مفت يقول ـ معصوما ـ بالوحي‪ ،‬ث هو قاض يكم با لديه من الوحي‪ ،‬وبا أراه ال‬
‫من الرأي‪ .‬وهو ل يقر على الطأ ف الجتهاد‪ ،‬بل ينل خب السماء بتوجيهه‪ .‬فإذا وجد حاكم أو بشر فيه‬
‫هذه الصفات أمكن القياس عليه ‪.‬‬
‫أما القياس على اللفاء الراشدين‪ ،‬فاللفاء الراشدون يتسمون بسمات خس‪ ،‬ل تكاد تتوافر ف أي‬
‫حاكم جاء بعدهم‪:‬‬
‫الول‪:‬أنم متهدون على معرفة بالحكام الشرعية تصل إل درجة الجتهاد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنم نوذج عال ف مال النصح للمة واليثار والتضحية والشجاعة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنم ف البادرة والبتكار والرأي والنكة وسداد الرأي ف أعلى مرتبة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنم ف السلك الشخصي على أعلى درجة من الورع والعدالة‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬أنم منتخبون عن رضا منتخبيهم‪ ،‬وهو أفضل الصحابة‪.‬‬
‫فإذا وجدت هذه الصفات المس ف أي حاكم‪ ،‬اتسق القياس‪.‬‬
‫فإذا كانت سات اللفاء الراشدين ل تتوافر ف ‪ %99‬من الكام‪ ،‬فل ينبغي تقرير قواعد ل تنطبق‬
‫إل على ‪ ،%1‬لن أحكام الشريعة العامة ل توضع للحالت النادرة‪ ،‬ولو وضعت لا جاز وضع قاعدة‬
‫للحالت الشاذة‪ ،‬ث تطبيقها على الحوال العامة‪.‬‬
‫‪ -9‬لن العدالة والشورى ف الدارة والتربية وقسمة الال‪ ،‬أحكام شرعية ثابتة‪ ،‬أما اختصاصات‬
‫الكام‪ ،‬فهي من الوسائل‪ ،‬فإذا كانت الوسيلة الت هي انفراد الاكم‪ ،‬تفضي إل نقض الصل الذي هو‬
‫العدالة‪ ،‬والشورى‪ ،‬وجب تغيي الوسيلة‪ ،‬بالروج من صيغة ول المر الذي يقبض بيديه أزمة السلطات‬
‫الثلث‪ ،‬إل صورة الدولة الديثة (دولة الؤسسات) الت توزع عبء الكم على ثلثة أعمدة‪.‬‬
‫هل لدى اليئة حلول للتخلف السياسي الذي يعيشه هذا البلد؟‪ ،‬أل ترى أن بلدنا هو الوحيد ف‬
‫العال الذي ليس فيه دستور يؤكد سلطة المة وقوامتها‪.‬‬
‫‪ -10‬وحت لو حكى ابن رشد الجاع‪ ،‬فالجاع ل يكون على ما فيه مقال‪ ،‬لن إجاع الفقهاء لو‬
‫صح زعم اليئة لكان إجاعا على غي أصل‪ ،‬لنه منقوض بسلطة المة الت قررها القرآن الكري‪ ،‬فكيف‬
‫يكون الجاع على مالفة نص شرعي‪ ،‬وكيف يكون الجاع خلف حقيقة حقوقية بديهة‪ ،‬يعرفها البتدئون‬
‫ف أقسام السياسة والقانون ف أي جامعة؟‪.‬‬
‫وإجاع الفقهاء السابقي يص عصرهم‪ ،‬ويعال أوضاع القضاء‪ ،‬والسياسة ف تلك العصور‪ ،‬أما‬
‫ظاهرة الدولة الديثة‪ ،‬وتعقد طبيعتها‪ ،‬وتعدد وظائفها‪ ،‬وكثرة مشكلت الناس فهي من النوازل الستجدة‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫الت تثي أسئلة ل يدور حولا القدماء‪ ،‬وتتطلب حلول عملية ‪ ،‬تسد مسارب الوى والور‪ .‬هناك عشرة‬
‫أسباب تتلف با الدولة العربية والسلمية الديثة‪ ،‬تعل قياسها حت على الموية والعباسية قياسا فاسدا‪،‬‬
‫وتبي أن تقسيم السلطان وفصلها فريضة شرعية‪ ،‬وتبي أن القول بلفها يسد الطغيان‪.‬‬

‫اليثية الثانية عشرة‪ :‬عقوبة طول اللسان ف ملكة الصمت‪:‬‬


‫((ونظرا لطلقه العنان للسانه وقلمه بالثلب والتشهي لبعض السئولي بدعوى الصلح وإساءته‬
‫الظن والدب بالعلماء والقضاء باتامه بعضهم بقوله‪ :‬إن بعض الفقهاء الادعي والخدعي يريدون حاية‬
‫تلفنا السياسي بلي أعناق نصوص القرآن بقولم‪ :‬ول المر أدرى بالصلحة))‪.‬‬
‫بعد أن (تسبيب) اليئة قرار سجن سبع سني‪ ،‬با تعتبه "جرأة على بعض الصطلحات والبادئ‬
‫التعلقة بالسياسة الشرعية؛ وتقول إن هذا التصرف صدر من (الامد) "ليعمل على إضفاء الشرعية‪ ،‬على‬
‫بعض النظريات السياسية‪ ،‬الت ينادون با‪ ،‬ويعتقدون أنا الضمانة لنع الستبداد وحفظ الريات؟ وف ذلك‬
‫مسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬ودعاة الصلح السياسي ل يقولوا إن ما نقوله هو الصحيح قطعا‪ ،‬وإن غيه هو الباطل قطعا‪:‬‬
‫وإنا قالوا إن هذا الطريق العبد لتحقيق سلطة المة ف حفظ الشريعة و تسيد الصال الشرعية‪ .‬وإن‬
‫السلم ف قواعده الساسية ومقاصده الشرعية قد أسس هذا الفهوم‪ ،‬ولكن توقفت النظريات والطر‬
‫والليات‪ ،‬ف ظلل الكم البي الائر القدي‪ ،‬وأن المة السلمة اليوم‪ ،‬باجة إل نظريات وأطر وآليات‬
‫تسد مبادئ السلم‪ .‬وأن على فقهاء السياسة الشرعية والقانون السلمي أن يتهدوا ويؤصلوا‪ ،‬بقدر‬
‫طاقتهم‪ ،‬وتأصيلهم‪ ،‬واجتهادهم ليس ناية الطاف‪ ،‬ولكنه بداية رحلة البحث عن حل‪ ،‬للمعضل الذي‬
‫تعيشه الدولة العربية الديثة‪ ،‬وقد يكون ف الباحثي عن الل حدة وحاسة‪ ،‬ينبغي أل تغفلهم عن الحتراس‬
‫من لغو الكلم‪ ،‬ولكن ل ينبغي تنازلم عن حقهم ف البحث عن الل‪ ،‬ول عن ما يعتقدون أنم واجبهم تاه‬
‫إخوانم‪ ،‬ف نشر العرفة‪ ،‬وتزيق لثام الكتمان‪.‬‬

‫‪ -2‬واليئة ل تترم ماولت الجتهاد‪ ،‬لبناء فقه سياسي إسلمي حديث‪ ،‬لن مفهوم الدولة‪ ،‬الديثة‪،‬‬
‫وتطبيقات السياسة الشرعية عليها‪ ،‬ل يتضح ف ذهن اليئة فيها شك أيضا‪ ،‬ولذلك صارت هذه النظريات‬
‫السياسية الديثة ف رأي اليئة وفقها ال "ل تعد مسلمة ف النظم السياسية العاصرة كما يشهد بذلك‬
‫واقعها"‪ ،‬إذا كان استقلل القضاء وتوزيع السلطات وإنشاء ملس النواب وتواجد التجمعات الهلية‬
‫الدنية من ما فيه قولن‪ :‬ما البديل هل هو ثقافة "الحكام السلطانية" لب يعلى أو "الاوردي الت تقدم ف‬
‫معهد القضاء العال على أنا قطعيان الفقه السياسي ف السلم؟‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -3‬الت ل يوز لحد التجديد ف وسائلها ول ف آلياتا ول ف ضماناتا‪ .‬وهكذا تنساق اليئة إل‬
‫منهج الذين يريدون حاية تلفنا السياسي بطاب دين‪ ،‬من أمثال الذين يرمون النتخابات البلدية والنيابية‪،‬‬
‫ومن من يرمون العتصام والظاهرات‪ ،‬ويقولون‪ :‬هاتوا اليات والحاديث‪ ،‬ومن من ل يرون فوائد‬
‫ضمانات استقلل القضاء‪ ،‬وفوائد الجالس النيابية‪ ،‬وفوائد التجمعات الهلية الدنية‪ ،‬ليت هؤلء الفقهاء‬
‫يعيشون سني ف الدول الدستورية‪ ،‬ليعرفوا صحة ما نقول‪ ،‬وليعرفوا أن تطبيق هذه الضمانات حقق عدالة‬
‫وشورى‪ ،‬وتلحا بي القيادة والجتمع‪ ،‬وازدراء اليئة النظم الدستورية‪ ،‬أمر طبيعي ف سياق ما اعتبناه‬
‫الصيغة العباسية للثقافة السلمية‪ ،‬الت نشأت ف ظلل مفهوم (الدولة البوليسية)‪.‬‬
‫إن القرآن والسنة فصل شق الشريعة الروحي‪ ،‬كما ند ف مسائل الطهارة والصلة‪ ،‬وفصل ما ل‬
‫يتغي من شق الشريعة الدن‪ ،‬كالواريث وأحكام العلقة الزوجية‪ ،‬وهذه الوضوعات ل تكاد تتاج إل‬
‫اجتهادات جديدة‪.‬‬
‫ولكن القرآن والسنة‪ ،‬ل يفصل السألة السياسية‪ ،‬لن السياسة أشد العلوم اضطرابا‪ ،‬لختلف طبائع‬
‫الناس وعاداتم‪ ،‬ولكن السلم أقر البادئ أقر مبدأ (العدالة)‪ ،‬وأقر مبدأ (الرية السامية) وأقر مبدأ‬
‫(التعددية والتسامح)‪ ،‬وأقر مبدأ (الشورى اللزمة)‪ .‬ولكنه ل يفصلها ف قوالب مددة‪ ،‬وهذا ما أشار إليه‬
‫إمام الرمي الوين‪ ،‬عندما ذكر أن مسائل السياسة "عرية عن القطع"‪ .‬وهو يقصد أن تفصيلتا ليست من‬
‫القطعيات‪.‬‬
‫‪ -4‬أما البادئ فهى من القطعيات‪ .‬ومن أجل ذلك فإن الخذ با صح من علوم النسان والسياسة‬
‫والجتماع والطبيعة‪ ،‬يعتب من الشريعة‪ ،‬ولو ل يفعله الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولو ل يفعله اللفاء‬
‫الراشدون‪ ،‬مادام ل يالف الشريعة‪( ،‬كما ذكر ابن عقيل وابن القيم ف غي هذا السياق)‪.‬‬
‫فإذا كان العدل والشورى ف الدولة الصغية؛ يضمنان بأحادية الاكم‪ ،‬ول يضمنان ف الدولة‬
‫الكبية‪ ،‬بتوزيع السلطة‪ ،‬فإن توزيع السلطة‪ ،‬من الوسائل وليس من البادئ ول يوز إذن الوقوف على‬
‫الوسائل‪ ،‬والمود على القوالب‪ ،‬واعتبارها كالبادئ‪ .‬فديوان الظال أحدثه العباسيون‪ ،‬ولكنه صيغة –‬
‫لعلها‪ -‬ناسبت النظام السياسي والحوال ف الدولة القدية‪ ،‬ولكن هذا القالب ل يكفي اليوم ف الدولة‬
‫الديثة‪.‬‬
‫ووزارة التفويض ف الدولة العباسية –لعلها‪ -‬كانت صيغة مناسبة لعلج أحوال سياسية‪ ،‬ل مفر منها‪،‬‬
‫ف واقع الدولة العباسية ولكن هذا وذاك‪ ،‬ليس علجا ما دام مناسبا لكل الحوال والن زمنه والمنه‪ ،‬وهو‬
‫على كل حال ليس سنة شرعية‪ ،‬ول علقة له بالسلف الصال‪ ،‬فضل عن منهجهم الذي تريد اليئة أن‬
‫تعله هراوة تصدر با أحكاما بالسجن أعواما طوال‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫والتعليم ف العصور القدية ل يكن مقسما إل ابتدائي ومتوسط وعال وجامعي‪ ،‬واللجوء إل التقسيم‬
‫والتنظيم بالراحل‪ ،‬أفضل لضبط برامج التعليم ف مسطرة‪ ،‬وهذه القوالب التعليمية الديثة‪ ،‬أفضل تسيدا‬
‫لبادئ التربية‪ ،‬من القوالب القدية‪ .‬وكذلك هي الدارة السياسية‪.‬‬

‫اليثية الثالثة عشرة‪ :‬أيضا اليئة تنتقم للفقهاء الذين يريدون حاية التخلف السياسي والقضائي وقمع‬
‫حقوق النسان بطاب دين‪:‬‬
‫قالت اليئة ف حيثيات الكم علي بالسجن سبع سني‪.‬إساءة الظن بالعلماء والقضاة‪ ،‬باتامه بعضهم‬
‫بقوله السطر (‪:)37/45‬‬
‫"إن بعض الفقهاء الادعي والخدوعي‪ ،‬يريدون حاية تلفنا السياسي‪،‬بلى أعناق نصوص القرآن‪،‬‬
‫بقولم‪" :‬ول المر أدرى بالصلحة"‪.‬‬
‫((وادعائه هو الدعى عليه متروك الفال أن بعض الحكام القضائية جرمت أمورا مشروعة‪ ،‬وأنا هي‬
‫وفتوى هيئة كبار العلماء حول لنة حقوق النسان عام ‪1413‬هـ أضعفت الثقة ف الفقهاء والقضاة‬
‫وأبرزتم آلة من آلت قمع الشعب‪ ،‬وأن العقوبات التعزيرية غي منضبطة وتتفاوت قلة وكثرة حسب‬
‫رغبات وتدخلت الاكم وتلك الرأة والتطاول من الدعى عليهما تسبب ملء قلوب الرعية على الراعي‬
‫وعلى العلماء وتنفر منهم وتذهب هيبة السلطان وتقلل من شأن العلماء ف النفوس‪ ،‬وقد يؤدي إل ما هو‬
‫أكثر من ذلك))‪.‬‬
‫((وهذا خلف منهج السلف الصال جاء ف تفسي القرطب عن أحد السلف قوله (ل يزال الناس‬
‫بي ما عظموا السلطان والعلماء فإن عظموا هذين أصلح ال دنياهم وأخراهم وإن استخفوا بذين أفسدوا‬
‫دنياهم وأخراهم))‪.‬‬

‫العتراض‪:‬‬
‫أ‪ -‬وف ذلك مسائل ما صرحت به والدكتور الفال شيء هو الصدع بكلمة الق‪ :‬بأن هيئة كبار‬
‫العلماء جرمت أمورا مشروعة‪ ،‬والدليل على ذلك أن الدولة أنشأت اليوم اللجنة الت جرمت بالمس‪ ،‬وما‬
‫تعتبه اليئة من لوازم ما صرحت به شيء أخر وهو أن ذلك يفضي إل كذا وكذا‪ ،‬ولزم القول ليس‬
‫بقول‪ ،‬هذا عندما يكون الوار‪ ،‬أما ف القضاء فالعتماد عليه إنا هو اعتماد على أدلة أرق من الباء‪:‬‬
‫‪ -1‬الذي قاله دعاة الدستور عامة ‪،‬أن القضاء ف هذه البلد‪ ،‬يتاج إل تعزيز ضمانات العدالة‬
‫والناهة‪ ،‬وتلك أمور مددة‪،‬شرحتها الطابات والذكرات والكتيبات‪ ،‬وف خطاب (رؤية لستقلل‬
‫القضاء) الذي قدمناه نن الثني ما يكفي‪ .‬هناك فروق بي نزاهة القضاة أشخاصا‪ ،‬ونزاهة القضاء نظاما‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫كررناها مرارا‪ .‬ل نتحدث عن أشخاص‪ ،‬بل نتحدث عن أنظمة‪ .‬إل الشخاص الذين هاجونا‪ ،‬فقد جئنا من‬
‫التلميح‪ ،‬با يغن عن التصريح‪.‬‬
‫‪ -2‬أما كون عقوبات التعزيز غي منضبطة دون مسطرة‪ ،‬فهذا أمر معلوم للخصوص والعموم‪،‬‬
‫أما كونا تتفاوت قلة وكثرة حسب رغبات وتدخل الاكم‪ ،‬فذلك أمر معلن ف قواعد القضاء وله شواهد‬
‫ف تطبيقاته‪ ،‬لن اعتقاد الؤسسة القضائية‪ ،‬أن الاكم هو القاضي الول‪،‬وأنه أدرى بالصلحة‪ ،‬يفقد القضاء‬
‫استقلله عن الكومة‪.‬‬
‫فكيف تعتب الؤسسة كلمنا جرأة تل قلوب الرعية على الراعي‪ ،‬وعلى العلماء‪ ،‬تذهب هيبة‬
‫السلطان‪ .‬اليئة نفسها خاصة والؤسسة القضائية عامة‪ ،‬تطبق ف أحكامها ماصرحنا به‪ ،‬القضاة والعلماء هم‬
‫الذين أذهبوا هيبة القضاء والفقه‪ .‬فلماذا تملنا اليئة الدفاع عنهم‪ .‬إن تدخلت الكومة مازة ف (نظرية‬
‫القضاء)‪ ،‬وهناك كتب وأباث منشورة للقضاة‪ ،‬وهي ثابتة أيضا ف التطبيق‪ ،‬أي أن العقوبات ف مسائل‬
‫الرأي والتعبي والقوق السياسة‪ ،‬توزن حسب رغبة الاكم أو أزيد‪ ،‬والصكوك الت أصدرتا الحاكم‬
‫حاضرة كما أنم حاضرون‪ ،‬دعاة حقوق النسان حاضرون على السرح‪ ،‬واللف حاضر أولئك الذين‬
‫صدرت عليهم أحكام قاسية ترم ما يدور حكمه ف الشريعة بي الوجوب والستحباب والباحة‪،‬‬
‫وحاضرون أيضا الذين سكت القضاء عن توقيفهم بضع سني من دون ماكمة‪ .‬ونقول إن بعض الحكام‬
‫القضائية جرمت أمورا مشروعة‪.‬‬
‫وكان ينبغي أن تطالبنا اليئة بالبينة على ما نقول‪ ،‬أما أن تعد قولنا من حيثيات الكم بالسجن سبع‬
‫سني‪ ،‬فهذا يدل على عدم اللتزام بالسس الشرعية للمحاكمة‪ .‬وقضيتنا نن العتقلي الثلثة على كل حال‬
‫نوذج جديد‪ ،‬لتجري القضاء ما يدور حكمه ف الشريعة بي الباحة والستحباب والوجوب‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن يدل على أن اليئة ل زالت ف النموذج العباسي للدارة السياسية والقضاء والقوق‬
‫والتربية أنا تستخدام كلمة (الراعي) للدولة‪ ،‬بصورة تمل معن القوامة فاليئة تستخدمها استخداما يوحي‪،‬‬
‫بقوامة الاكم على المة‪ ،‬إنا القصود با ف السلم الدب والرعاية والشفقة‪ ،‬وليس القصود با (القوامة‬
‫) على الناس‪ ،‬ول الوصاية عليهم كما تبادر إل ذهنها من تشبيه الرسول صلى ال عليه وسلم الاكم‬
‫بالراعي‪ ،‬من أجل ذلك ينبغي تصحيح استخدام هذا التشبيه اليوم‪ ،‬فالعلقة بي الدولة والجتمع علقة‬
‫تعاقدية‪ ،‬تقوم على تكافؤ القوق والواجبات‪ ،‬لكي ل ير هذا الصطلح إل مثل ما انرت اليئة إليه من‬
‫تقديس الكام والقضاة والفقهاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬هيئة كبار العلماء والقضاة والفقهاء الكوميون‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -1‬أجل هيئة كبار العلماء والقضاء والفقهاء الكوميي جرمت أمورا مشروعة‪ ،‬كما ف فتواها‬
‫الشهية بتحري قيام (كلجنة حقوق النسان الشرعية)‪ ،‬الت أنشأها ستة من الفقهاء وأساتذة الامعات‬
‫(الشيخ عبد ال البين‪،‬و الشيخ عبد ال السعري‪ ،‬والشيخ سليمان الرشودي‪ ،‬والدكتور حد الصليفيح‬
‫رحه ال‪ ،‬و الدكتور حود التويري‪ .‬وكاتب هذا العتراض (الامد) وهذا أمر ل يتاج إل بيان‪ ،‬والناس‬
‫شهود ال ف أرضه‪.‬‬
‫‪ -2‬ونقول حقا إن جرأة الفقهاء الكوميي والقضاة‪ ،‬على مثل هذه المور‪ ،‬تضعف الثقة بم‪.‬‬
‫‪ -3‬والصل ف القضاء أن يكون حامي حقوق الشعب وحرياته‪ ،‬وأن يكون حصن الستضعفي من‬
‫ظلم القوياء‪ ،‬وملذ الضطهدين من جور وزارة الداخلية‪ ،‬والدولة هي أقوى القوياء‪ ،‬فإذا ل يقم القضاء‬
‫بإنصاف الفراد العزل الشتات‪ ،‬من القبضة المنية الفولذية‪ ،‬فمن البديهي أن يعتب آلة من ثلثية قمع‬
‫الشعب‪ :‬القمع التربوي والعلمي‪ ،‬عب التلقي والقمع البوليسي عب أجهزة الباحث وسجونا‪ ،‬والقمع‬
‫القضائي الذي يصادق على قمع الباحث بطابع (بصمة) دين‪.‬‬
‫‪ -4‬والذي يذهب هيبة العلماء أو الكام‪ ،‬ليس هو مصارحتهم ونصحهم‪ ،‬بل الغش والداهنة‬
‫والنفاق‪،‬أما النصائح العلنية‪ ،‬فإنا هي الت تلو عيون الغافلي‪ ،‬و تشد من أزر الصالي‪ ،‬وتد من استشراء‬
‫الفاسقي‪ ،‬وهذه الفئات الثلث موجودة ف كل متمع والكام والفقهاء ليسو جنسا مقدسا من البشر‪،‬‬
‫والعلماء الذين ل يريدون أن يستخف بم الناس‪ ،‬عليهم أن يأخذوا بالديث الشريف "رحم ال أمرءا كف‬
‫الغيبة عن نفسه"‪ ،‬كما قال أبو السن الرجان‪:‬‬
‫لو عظموه ف النفوس لعظما‬ ‫‪#‬‬ ‫ولو أن أهل العلم صانوه صانم‬
‫مياه بالطماع حت تهما‬ ‫‪#‬‬ ‫ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا‬
‫‪ -5‬أما احترام الكام والعلماء وتقديرهم‪ ،‬أمر ل يتلف فيه اثنان‪ ،‬ولكن لذلك ضوابط شرعية‪ ،‬ل‬
‫تفي على اليئة ول على غيها‪.‬‬
‫‪ -6‬ث إن نصح الاكم والعلماء‪ ،‬ليس من ما يل بالحترام‪ ،‬وإن ل صارت نصيحة الطلب‬
‫أستاذهم إذا أخطأ – إخلل بالحترام والدب تاه الرؤساء والكابر‪ ،‬والدب نوعان‪:‬‬
‫أدب شرعي وهو احترام المراء والعلماء الناصحي وتقديرهم والدعاء لم‪ ،‬ونصحهم داخل ف هذا‬
‫الدب الشرعي‪ :‬على طريقة أب بكر رضي ال عنة رحم ال أمرءا أهدى إل عيوب" وهذا هو مقصود ابن‬
‫سعدي من احترام السلطان والعلماء‪.‬‬

‫ج‪ -‬اليئة تدافع عن النموذج العباسي ف القضاء والدارة السياسية والقوق والتربية‪ ،‬باقتناص‬
‫زلت علماء السلف العباسي‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫كالنص الذي استشهدت به اليئة للقرطب ف احترام العلماء‪ :‬ف استشهادها مسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اليئة اجتزأت نصا جاء ف تفسي آية (أول المر)‪ ،‬وكأن هذا النص الذي استشهد به‬
‫القرطب‪ ،‬يعب عن هو رأي القرطب‪،‬‬
‫‪ -2‬والنص الذكور إنا هو رأي سهل بن عبد ال التستري‪ ،‬وهو أحد علماء السلف العباسي‪ .‬ول‬
‫ندري ل أسقطت اليئة اسم سهل بن عبدال التستري‪ ،‬وقدمته بوصف (أحد السلف)‪ ،‬وكان من الضروري‬
‫ذكر اسه لكي ل توهم أن القرطب ساق قول لرجال من الفقهاء الجاهدين‪ ،‬كالسن البصري وسعيد بن‬
‫السيب‪ ،‬والثوري ومالك وأب حنيفة والشافعي وأحد وابن تيمية والعز بن عبد السلم‪.‬‬
‫وآراء سهل وأمثاله كبالبباري لم على مالم من فضل زلت تيل إل تقديس السلطان‪ ،‬كقول‬
‫سهل‪" :‬إذا نى السلطان العال أن يفت فليس له ذلك‪ ،‬وإن أفت فهو عاص وإن كان أمي جائرا (تفسي‬
‫القرطب)‪.‬‬
‫زلت سهل بن عبد ال واضرابا تناقض آراء أبرز رموز السلفية ف شقها النبلي من الفقهاء‬
‫الجاهدين ومواقفهم كالمام بن تيمية‪ ،‬فلماذا عندما تريد اليئة تقديس السلطان والعلماء‪ ،‬ل تد نصوصا‬
‫للسلف من النابلة‪ ،‬وكتب ابن تيمية و لسيما السبة وكتب ابن القيم أشهر من نار على علم‪ ،‬وتلجأ إل‬
‫زلت أمثال سهل بن عبد ال والبباري‪.‬‬
‫‪ -3‬ث هي تنقل زلة لسهل بن عبدال وكأن القرطب يتبناها‪ ،‬وف ذلك تدليس‪ ،‬والقرطب كابن جرير‬
‫يمع القوال‪ ،‬وقد يرجح أحيانا‪ ،‬وهو عندما ذكر قول سهل ل يلتفت إليه‪ ،‬ول يرجحه‪.‬‬
‫والقرطب ل يقول بثل قول سهل بن عبدال‪ ،‬لنه يعرف واقع حكام وفقهاء زمانه‪ ،‬فقد سرد أقوال‬
‫الفسرين ف تفسي آية "يا أيها الذين آمنوا إن كثيا من الحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل"‬
‫(التوبة ‪ )34:‬علق عليها فقال‪" :‬وقيل كانوا يأخذون من غلتم وأموالم ضرائب باسم حاية الدين والقيام‬
‫بالشرع‪ ،‬وقيل كانوا يرتشون ف الحكام" ث علق على هذا القول‪" :‬كما يفعله اليوم كثي من الولة‬
‫والكام"‪.‬‬
‫ولقد أساءت اليئة إل عرض القرطب المام الزاهد الناصح بثل هذا التدليس‪ ،‬كيف وهو الذين‬
‫ساق آراء أمثال ابن عطية وابن خويز منداد وابن حزم‪ ،‬ف مسألة الصدع بالق وقرر ما ذكره الفسرون‬
‫من الصحابة‪ ،‬كعلي بن أب طالب‪ ،‬ف أن طاعة المة السلطي‪ ،‬إنا هي مبنية على طاعتهم ال‪ ،‬عندما‬
‫أدرك ارتباط آية الطاعة بآية العدل فساق قول علي‪" :‬حق على المام أن يكم بالعدل ويؤدي المانة‪ ،‬فإذا‬
‫فعل ذلك وجب على الناس أن يطيعوه" (تفسي القرطب)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -4‬ث إن السلف الصال القدوة‪ ،‬هم الصحابة السابقون‪ ،‬الذين أقاموا الكم الشوري الراشد‬
‫العادل‪ ،‬أما الذين عاشوا ف ظلل الكم البوليسي أو الدكتاتوري‪ ،‬فكل منهم معذور وهو إن شاء ال‬
‫مأجور‪ ،‬ولكنهم ليسوا حجة مستقلة‪.‬‬
‫وبثل زلت سهل وأصحابه من من عنونت بم اليئة للسلف العباسي الصال ضاعت الندلس‬
‫وسقطت بغداد‪ .‬وباسم السلف الصال‪ ،‬جاءت اليئة لتصادر حقوق النسان أيضا اليوم‪.‬‬

‫د‪ -‬إن قراءة اليئة عجيبة لقوق الواطني‪ ،‬وكفالة حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع‬
‫السامية‪:‬‬
‫وف أقوالا عدة نقاط‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس الذي يسئ إل البلد أو الؤسسات الشرعية كفالة القوق‪ .‬بل الذي يسئ إليها انتهاكها‪.‬‬
‫ونوذج ذلك أن الثارة الت صارت لقضيتنا أكثر سلبية‪ ،‬من معالة الوقف من دون توقيف‪ ،‬ومن‬
‫دون إحالة إل القضاء‪ ،‬ومن دون أحكام قاسية ماذا سيقرؤها الرأي العام الحلي‪ ،‬فضل عن الرأي العام‬
‫والعرب والسلمي والعالي؟‪ ،‬على أنا إخلل بالقوق الت كفلتها الشريعة للمواطني‪ ،‬قبل أربعة عشر قرنا‬
‫من اعتبارها مشتركات إنسانية بي المم وعلمة على أن القضاء ل يتمتع بضمانات للناهة ول للعدالة‬
‫معا‪.‬‬
‫‪ -2‬ل تثبت اليئة الجج الت استندت إليها مقولت‪ ،‬بل أبرزت العناوين‪ ،‬من دون سوق الجج‬
‫والدلة ف اجتزاء واضح‪ ،‬فيه اقتناص الشوارد‪ ،‬وفيه ل أعناق النصوص‪ ،‬وفيه إخراج للكلمات الت تعتبها‬
‫حادة أو طويلة اللسان من سياقها‪.‬‬
‫‪ -3‬أجل يطالب دعاة العدالة والشورى الؤسسة اليئة القضائية بتطوير الجراءات ونظام الجراءات‬
‫الزائية لترتفع أحكامها إل مستوى الشريعة السمحة‪ ،‬ولتلتزم با وقعته الدولة من مواثيق حقوق النسان‪.‬‬
‫إذا كان القضاء وهو واجهة الدولة‪ ،‬ل يطبق هذه القواني‪ ،‬فكيف ينتظر من وزارة الداخلية أن تطبق‬
‫القواني الخرى‪.‬‬
‫هذا ليس معناه أن يزعم أحد من دعاة الدستور والصلح أنه ليطئ‪ ،‬وأنه موفق للقول الصواب‪،‬‬
‫أو ملهم الكمة وفصل الطاب‪ ،‬ول يزعم أحد منهم أنه ل يطئ‪ ،‬فكل منا نن البشر‪ ،‬خطاءون وخي‬
‫الطاءين التوابون‪ ،‬وكلنا عندما نغضب نستخدم ألفاظا غاضبة‪ ،‬لكن هناك مسائل عديدة‪:‬‬
‫‪ -1‬بي الخطاء‪ ،‬واستثمارها من أجل ضرب مشروع الصلح نفسه كل شيء يفهم ف إطار‬
‫سياقه‪ ،‬ول يستل خطأ الشخص معزولً عن سياق صوابه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -2‬والول حل السلمي عامة‪ ،‬والعلماء ودعاة القسط خاصة على الحمل السن‪ ،‬بد ًل من تصيد‬
‫العثرات‪ ،‬والنظر من الزويا الادة‪.‬‬
‫‪ -3‬جاءت خطابات الصلح من ذوي غية على اللة والمة والقيادة جاءت هادئة النبة‪ ،‬تمل ول‬
‫تفصل‪ ،‬ولكن عندما جوبه دعاة الصلح بالقمع‪ ،‬وشهر بم ف الصحف‪ ،‬واتموا ف أعراضهم وعلمهم‬
‫ومقاصدهم‪ ،‬ذكروا المثلة‪ ،‬وفصلوا المور الجملة‪ ،‬وعندما سجنوا من دون أي مسوغ شرعي نظامي‪ ،‬من‬
‫الطبيعي أن تزداد نبتم حدة‪.‬‬
‫‪ -4‬على كل حال دعاة الصلح السياسي الطلقاء‪ ،‬والعتقلون يتطلعون إل قائد البلد خادم‬
‫الرمي الشريفي وول العهد ف إعلنما الاجة إل الصلح السياسي والداري‪ ،‬واهتمامها بالوار‬
‫الوطن‪ ،‬وسعيهما إل البدء بريطة الصلح السياسي‪ ،‬من خلل خطوات ف تعزيز القضاء‪ ،‬والنتخابات‬
‫البلدية‪ ،‬ويثمنون جهود المراء الخرين‪ ،‬الذين ينادون بأهية الصلح‪ ،‬كمناداة المي سلطان‬
‫بالديقراطية الؤسسة على الشريعة‪ ،‬وتصريات المي طلل بن عبد العزيز والمي سعود الفيصل التكررة‪،‬‬
‫وينتظرون من المراء الكبار الصامتي أن يعلنوا دعم الصلح وينتظرون من الميع مزيدا من ترسيخ‬
‫القوال بالفعال‪.‬‬
‫‪ -5‬إن دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي يؤكدون كل مناسبة‪ ،‬أنم جنود لم‪ ،‬أذلة على‬
‫الؤمني‪ ،‬يقومون بدورهم‪ ،‬ومن سجن منهم يعتبون السجن إمتحانا للصدق والصب‪ ،‬ويسألون ال الثبات‬
‫على الق‪ ،‬ولكنهم لن يقولوا للفقهاء والمراء الذين يريدون أن يستمر سبك خطاب دين للقمع والور‪:‬‬
‫سياسيا أو قضائيا مرحى‪.‬‬
‫‪ -6‬ويسألون ال الداية والفلح‪ ،‬للتاهات والهات الت تريد قمع الشعب وتويعه وترويعه‬
‫ومنعه حقوقه وحرياته الشرعية بجة الفاظ على المن‪ ،‬أو بجة الفاظ على الشريعة‪ ،‬يقولون لا‪ :‬إن‬
‫عقارب الساعة لن ترجع إل الوراء‪ ،‬وإنه لبد من وضع ضوابط تكفل الشاركة الشعبية‪ ،‬وعدالة توزيع‬
‫الثروة والقوة والدارة ف البلد‪ ،‬ولن ينجح الستمرار ف سبك خطاب دين لتبير التخلف السياسي‬
‫والداري والقضائي‪.‬‬
‫‪ -7‬ويرجون أن تتأمل هذه الهات نتائج السياسة المنية الت اتذتا وزارة الداخلية منذ عام‬
‫‪1414‬هـ (‪1993‬م) ف قمع دعاة الدستور والجتمع الدن وحقوق النسان‪ ،‬وقمع الجاهدين بالكلمة‬
‫الصادقة‪ ،‬من الفقهاء والفكرين وأساتذة الامعات خاصة‪ ,‬وأئمة الساجد‪ ,‬والثقفي‪ ,‬والحامي‪ ,‬والهتمي‬
‫بالشأن العام‪ ،‬لتتأكد الهات أن هذه تلك السياسة‪ ،‬هي السبب الساسي ف تفجر العنف‪ ،‬وف بروز‬
‫خطاب العارضة الارجية الذي ينادي بسقوط الدولة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -8‬ومعن ذلك أن الحكام القاسية‪ ،‬الت أصدرها القضاة اليوم‪ ،‬كالحكام الت أصدروها بالمس‬
‫قبل عشر سني‪ ,‬لن تؤدي إل ما تأمل تلك الهات‪ ،‬من إفشال دعوة الدستور والجتمع الدن وحقوق‬
‫النسان‪ ،‬بل ستؤدي إل مزيد من تراكم الهود الصلحية‪ ،‬لن الظروف والحلية والقليمية الدولية‪،‬‬
‫تشي إشارة واضحة‪:‬أن عقارب الساعة لن ترجع إل الوراء‪ ،‬و النهر لن يعود القهقرى‪ ،‬ودعاة الصلح من‬
‫الطلقاء والعتقلي‪ ،‬يدركون أن الصب والثبات اليوم‪ ،‬من أكثر المور جدوى ف الستقبل‪ ،‬نسأل ال لنا‬
‫ولميع الجاهدين بقول كلمة العدل والتواصي بالعروف والق الثبات والخلص‪،‬وأن يعل الميع من‬
‫"الذين آمنوا وعملوا الصالات‪ ،‬وتواصوا بالق وتواصوا بالصب"‪.‬‬
‫لن يستقل القضاء إل بالتضحيات‪ ،‬ولن تقل تاوزات الجهزة المنية إل بالتضحيات‪ ،‬ولن ينال‬
‫الناس حقوقهم ولسيما حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع الشرعية إل بالتضحيات‪ ,‬تلك سنة ال ف‬
‫الياة‪ ،‬وصدق ال العظيم "أم حسبتم أن تدخلوا النة‪ ،‬ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم‪ ،‬مستهم‬
‫البأساء والضراء وزلزلوا ‪،‬حت يقول الرسول والذين آمنوا معه‪:‬‬
‫= مت نصر ال؟‬
‫= أل إن نصر ال قريب!!‪.‬‬
‫‪ -9‬أخيا نقول للقضاة الفضلء ف مكمة التمييز‪ :‬إننا ل نكن نتوقع إنصاف القضاة لن يعترف‬
‫القضاء بقوق النسان ول بقوق التهم فما دام القضاء ف ظل النظمة السارية‪ ،‬ل يتخلص من العيوب‬
‫السبعة الوهرية السبع الوبقات ما للناس من حقوق وحريات الت شرحناها ف (سباعية الدستور) الت‬
‫ورثها عن القضاء العباسي‪.‬‬
‫‪ -10‬ول نتوقع أن أحدا من القضاة مهما كان لم من الصلح يستطيع اجتياز هذه الواجز‪ ،‬وإنا‬
‫كتبنا هذه العتراضات لقامة الجة على الميع‪ ,‬وللسهام ف بث الوعي القوقي بي الناس عامة‪ ،‬وف‬
‫الدفاع عن العقيدة والشريعة‪ ،‬ولنسهم ف إزالة ما ران على منهج أهل السنة والماعة‪ ،‬وعقيدة السلف‬
‫الصال من تريفات الغافلي‪ ،‬الت طمست معال العدالة والشورى‪ ،‬لنه ليس من النطق أن نسكت عن بيان‬
‫حجتنا وحقنا‪ ،‬لن الساكت عن الق شيطان أخرس‪ .‬نسأل ال لنا وللجهات الحافظة ف القيادة والقضاء‬
‫الداية‪ ،‬ونسأله سبحانه وتعال السلمة لذا البلد من الظلم والقمع‪ ،‬الذين ها سبب الفت الهلية‬
‫والتدخلت الارجية ف كل أمة وملة‪.‬‬

‫الحيثية الخامسة عشرة‪:‬‬


‫الهيئة تبرر سجننا بحماية حقوق النسان‪.‬‬
‫أغرب الغرائب ف حيثيات اليئة أنا تبر سجننا بماية حقوق النسان تقول ف مضر جلسة النطق‬
‫بالكم ما بعد السطر العاشر ف ناية الصك "إن ما قام به العتقلون يتناف مع ما يسعى النظام الساسي‬

‫‪38‬‬
‫(الكم) لتعزيزه ف مادته الثانية عشرة والثالثة والعشرين من (الوحدة والئتلف وحاية العقيدة وحقوق‬
‫النسان وفق الشريعة)" وف ذلك مسائل ‪:‬‬
‫‪-1‬هل لدى القضاء مدونة‪ ،‬لكي ترجع إليها هيئة التمييز و الحكوم عليهم و شهود ال ف‬
‫أرضه‪ ،‬لطابقة الكم على القاعدة‪.‬‬
‫هل مرجعيتها ( بيان حقوق النسان ف السلم ) الت أعلنه مفكرو السلم وقضاؤه السلميون ف‬
‫مؤتر باريس؟‪.‬‬
‫هل مرجعيتها ميثاق (حقوق النسان ف السلم)‪ ،‬الذي أقره مؤتر وزراء الارجية العرب ف‬
‫القاهرة؟ أم وثيقة (حقوق النسان) الت أقرتا جامعة الدول العربية‪ ،‬وصادقت عليها الدولة ف رجب‬
‫‪1425‬هـ (أغسطس ‪2004‬م)؟‪.‬‬
‫هل هناك أحد من فقهاء هذا البلد الستقلي الجاهدين بكلمة الق‪ ،‬ألف كتابا ف هذا القل‪ ،‬لكي‬
‫تيل اليئة فهمها لقوق النسان إليه‪ ،‬هل مرجعيتها مثل كتاب ألفه فقيه أو مفكر إسلمي مصلح كالفكر‬
‫ممد الغزال (حقوق النسان ف السلم) الذي درس ف جامعة أم القرى بضع سني؟ لنحتكم إليه لكي ل‬
‫أحيل إل كتاب متهم مثلي (حقوق النسان ف السلم بي عدل السلم وجور الكام) أو (حقوق التهم‬
‫ف السلم بي الكم البي والشوري)‪.‬‬
‫ب‪ -‬أتنسى اليئة أن جعية حقوق النسان ف الملكة من خلل أعضائها الناشطي‪ ،‬ولسيما‬
‫(الدكتوران الدكتور راشد البارك و الثلن) ‪ ،‬أدانوا سلوكها‪ ،‬أن سجننا تعسفي‪ ،‬ورفضوا حضور جلساتا‬
‫السرية‪ ،‬وشهدوا اعترافا فإنم بأن اليئة خالف الشريعة و النظمة الدولية بإصرارها على الحاكمة السرية‪،‬‬
‫فهل اليئة تدرك معايي ف حقوق النسان أكثر من أعضاء هيئة حقوق النسان منهم‪ ،‬أم أنم كانوا أكثر‬
‫حرية منها؟ وهل مفهوم حقوق النسان هلمي زئبقي إسفنجي‪ ،‬لكي تفسره اليئة على هواها‪.‬‬
‫ج‪ -‬ث إن اليئة عندما دلست على كل ما قلناه من أدلة و براهي‪ ،‬على اختلل نظام القضاء‪ ،‬وأكثر‬
‫كلم الصلحي ف خطابتهم‪ ،‬يقرر‪ :‬إن القضاء صار أداة من أدوات انتهاك حقوق النسان‪ ،‬و قد قال‬
‫العتقلون الثلثة ف ذلك ما يكفي‪ ،‬ولذا تأسيس فقهي‪ ،‬ف كتاب العايي‪ ،‬و وقائع و أمثله ف كتاب‬
‫استقلل القضاء السعودي من (سباعية الدستور السلمي)‪ ،‬وف دفوعي تفصيل‪ .‬وهذا الوضوع وهو أكثر‬
‫الوضوعات ورودا‪ ،‬فلماذا تغاضت اليئة عن كل ذلك‪ ،‬ول تدنا بأعظم ما قلناه وهو الطعن ف القضاء‪،‬‬
‫والطعن ف القضاء مسألة كبية ل تعادل ما حاولت اليئة اقتناصه من كلمات عابرة فيها تذكي لبعض‬
‫المراء بالسلبيات الدارية‪ .‬أو فيها تبيان من خاصة أو بالشتراك مع الدكتور الفال على سلبيات هيئة‬
‫كبار العلماء و الفتاء‪ .‬عندما أدركت اليئة أن القضاء صار خصما‪ ،‬ولذلك أخرجت اليئة أهل القضاء‪،‬‬

‫‪39‬‬
‫لنقل العركة من القضاء إل المراء لنقول للمراء إننا نصدر حكما قاصيا على هؤلء‪ ،‬ل لنم كشفوا ما‬
‫ف الروقة و الغرف الغلقة ف القضاء‪ ،‬بل لنم يسبون المراء‪ .‬وهذا هو مفهوم حقوق النسان ؟‬
‫فيك الصام وأنت الصم والكم‬ ‫يا أعدل الناس إل ف مـاكمت‬

‫فاليئة أرادت ضرب أناس شككوا ف استقلل القضاء‪ ،‬ولكنها ل تذكر ما قالوا‪ ،‬بل بثت عن‬
‫حيثيات أخرى‪ .‬فما علقة حكم اليئة إذن بحماية حقوق النسان ‪ ،‬هل تنكر اليئة أن اللحظات العشرين‬
‫عن السجون الت وردت ف خطاب كتبته بالشتراك مع الدكتور الفال إنا هي حاية لقوق النسان؟ وقد‬
‫لصتها أيضا ف مذكرة دفوعي‪ ،‬هل تنكر اليئة أن العايي العشرين كتبها أيضا ف دفوعي إنا هي حاية‬
‫لقوق النسان‪.‬‬
‫د‪ -‬إن صك اليئة عن حاية حقوق النسان‪ ،‬يعن بفهوم حاية حقوق النسان‪ ،‬مفهوما جديدا غريبا‬
‫إنه حاية النموذج العباسي ف الدارة السياسية والقضاء من ناقديه‪ ،‬ولذلك فإن القضاء ل زال يشارك‬
‫وزارة الداخلية اليوم ف قمع حقوق النسان‪ :‬السجناء الثلثة‪ ،‬كما شارك ف قمع دعاة حقوق النسان‬
‫الطلقاء كالفقيه الجاهد الدكتور عبد الميد البارك الذي سجن ول زال يضايق لجل مظاهرة‪ .‬والجاهد‬
‫ممد سعيد طيب الذي حوصر ومنع من إقامة ندوته الثلوثية‪ ،‬كما شارك من قبل ف قمع دعاة حقوق‬
‫النسان الذين أعلنوا لنة حقوق النسان‪ ،‬أو كانوا لا حوضا كالدكتور حد الصليفح رحه ال والشيخ‬
‫سليمان الرشودي‪ ،‬والدكتور‪ /‬خالد الدويش والشيخ عبد العزيز الوهيب وغيهم كثي‪ ،‬أن مفهوم القضاء‬
‫و وزارة الداخلية (حاية حقوق النسان) هو الذي دفع الدكتور ممد السعري والدكتور سعد الفقيه إل‬
‫العارضة من الارج‪ .‬إذا كانت هذه القائق تزعج بعض الناس‪ ،‬فإنن أشهد با هو أكثر‪ ،‬أشهد أن سياسة‬
‫وزارة الداخلية‪ ،‬تاه دعاة الصلح من فقهاء ومفكرين و أساتذة جامعات‪ .‬وخطباء جوامع و مثقفي و‬
‫مهتمي بالشأن العام منذ سنة ‪1414‬هـ‪ ،‬هي الفجر الكب للعنف و ل نود ف هذه العجالة أن نرج عن‬
‫التلميح إل التصريح‪.‬‬
‫هـ_ لكن ل ينبغي استغراب ذلك‪ ،‬فاليئة تطعن من تف الاصرة‪ ،‬وذلك هو السلوب الدارج‪ ،‬ف‬
‫الفكر القوقي والقضائي العباسي السائد‪ .‬أن يطعن الداعون إل جلء الوهام عن الفهام‪ ،‬ف العقيدة‬
‫والشريعة‪ ،‬بخالفة الشريعة‪ ،‬وأن يطعن الداعون إل حاية حقوق النسان أيضا بسلح حقوق النسان‪.‬‬

‫اليثية الرابعة عشرة‪:‬الذب عن العقيدة‪:‬‬


‫اليئة ف ختام اليثيات‪ ،‬بررت أحكامها‪ ،‬بأن ف أقوال دعاة الصلح السياسي مالفات شرعية‪،‬‬
‫وأظهرت أن القضاء معن بالدفاع عن العقيدة‪ ،‬اعتبار ما قيل عن مصارحة بقية الكام والفقهاء بالسلبيات‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫نوعا من إطالة اللسان وإسقاط اليبة‪ ،‬وكأنا تردد مقولة (عبد اللك بن مروان) من قال ل أتق ال ضربت‬
‫عنقه‪ ،‬بدل من مقولة عمر بن الطاب "ل خي فيكم إذا ل تقولوها‪ ،‬ول خي فينا إذا ل نقبلها"‪ ،‬أو تصرف‬
‫معاوية بن أب سفيان عندما نقده أبو مسلم الولن (انظر اللية لب نعيم) و(للصباح الضيء لبن الوزي)‪.‬‬
‫تردد اليئة نفس مقولت وزارة الداخلية‪ ،‬حول الصال العامة وأمن البلد‪ ،‬والوحدة والئتلف ولم‬
‫اللف‪ ،‬وكأن الكلم ف السلبيات هو الداء العظم‪ ،‬وتنسى أن هذا التناصح يب أن يقال ف هذا‬
‫الوقت‪ ،‬وهذا ما فعله أمثال أبن سعدي والعز بن عبد السلم وابن تيمية‪ ،‬وأمثالم من الذين لو كانوا أمام‬
‫اليئة‪ ،‬لا كانوا أحسن حالً منا ف أحكام اليئة‪ ،‬لسيما وقد وضح من سياق اليئة اسم (ابن) سعدي‪ ،‬أنا‬
‫ل تعرف عنه ما ينبغي معرفته‪ ،‬ليئة قضائية تستشهد بنص عال شهي‪.‬‬

‫ب‪ -‬مشجب الدفاع عن العقيدة (الطعن من الاصرة)‪:‬‬


‫ولدم مشروع الدستور والجتمع الدن‪ ،‬أخذت اليئة بالانب الثانوي من كتابات دعاة الدستور‪،‬‬
‫ل ف ما اعتبته دعوة للتحلل من القيم بجة حرية الرأي والعتقاد النفلتة من الضوابط ف‬
‫فأفاضت طوي ً‬
‫حيثيات الكم على الناضل علي الدمين‪ .‬وذكرت ما اعتبته من الجاهد متروك الفال افتراء مشينا على‬
‫العقيدة الصحيحة‪ ،‬وتأليب عليها ناشئا عن اعتبته فهما سقيما لقيقة دعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫و سواء أكان ما قاله كل من الستاذ علي الومين والدكتور متروك الفال خطأ أم صوابا‪ ،‬فإن هذا ليس هو‬
‫مربط الفرس‪ .‬ففي تصرف اليئة أسئلة ‪:‬‬
‫‪-1‬ما كتب الستاذان إنا يعب عن وجهة نظر كل منهما‪ ،‬وهذا جانب شخصي‪ ،‬فما علقته‬
‫بوضوع دعوة الدستور والجتمع الدن السلمي‪ .‬لن القضية الت سجن ‪ 13‬إصلحيا‬
‫على ذمتها إنا هي خطاب الرؤية والدستور ومفرداتا؟‪.‬‬
‫‪ -2‬ما كتباه بعضه كتب قبل السجن بدة طويلة وبثلث سني‪ ،‬وبعضه ل يكتب إل بعد‬
‫السجن‪ ،‬فلماذا أثي الن؟‪.‬‬
‫‪ -3‬لنفترض جد ًل أن على أحد من دعاة الدستور ملحظات ف اجتهاداته أو ف أعماله‪ ،‬هل‬
‫هذا يل بقيامه بالواجب العام‪ ،‬وهو والحتساب‪ ،‬والمر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬هل‬
‫لدى اليئة قول ولو مرجوح أو مهجور‪ ،‬يقول بأن ل يقوم بالسبة إل الكاملون‪ ،‬والكمال‬
‫ل سبحانه‪ .‬وقد بسطت الرد على مثل هذه الشبه ف كتب (الكلمة أقوى من الرصاصة)‬
‫وكنت أتن من القضاة أن يطلعوا على منهج أهل السنة والماعة‪ ،‬حت ل يقطعوا ف مثل‬
‫هذه الغاليط‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -4‬هل نقد الدكتور الفال لدعوة الشيخ ممد بن عبدالوهاب‪ ،‬يستحق هذا الوصف‪( .‬أل‬
‫تتقي ال اليئة ف نفسها)‪ ،‬ما قاله الفال يقال منذ أكثر من عشر سني‪ ،‬عن دعوة الشيخ‬
‫ممد بن عبد الوهاب‪ ،‬ول نر أحدا سجن بسبب ذلك‪ .‬وهو وجهة نظر‬
‫‪ -5‬ما قاله الستاذ علي الدمين‪ ،‬هل هو أشد من ما قال الوارج من أفكار‪ ،‬ل يسجنهم عليها‬
‫علي بن أب طالب‪ ،‬وهم كما قال المام أحد أشد الفرق البتدعة ضللً‪.‬‬
‫‪ -6‬هل حكمت اليئة هذه الحكام‪ ،‬على علي الدمين بتسع سنوات‪ ،‬وعلى متروك الفال‬
‫بست سنوات من أجل مقالي ف نقد دعوة الشيخ ممد بن عبدالوهاب أو نقد الفكر‬
‫الدين الرسي السائد؟‪ ،‬فهل هي تسد منهج أهل السنة والماعة والسلف الصال‪ ،‬الذي‬
‫بلوره ابن تيمية ف نص سقناه‪ ،‬أم تسد منهج غلة الوارج وغلة العتزلة أمام خصومهم‪.‬‬
‫ث هل هذه القوال توجب السجن والتعزير‪ ،‬أم توجب الجة والبيان‪ ،‬فلماذا اليئة وهي تتحدث عن‬
‫السلف الصال‪ ،‬تلجأ إل نج الوارج الوائل مع مالفيهم ف الرأي‪ ،‬ونج العتزلة الوائل أيام الأمون‬
‫والعتصم ضد مالفيهم‪ .‬صك اليئة برهان على أن اليئة تلبس لباس دعوة الشيخ ممد بن عبدالوهاب‬
‫والسلف الصال‪ ،‬ولكنها تطبق أسلوب قدامى الوارج والعتزلة ف قمع الرأس الخر‪.‬‬
‫‪ -7‬هل ترى اليئة وجوب إلزام الناس بذهب فقهي‪ ،‬سواء أكان ف مساجدهم أو ف‬
‫قضاياهم؟ وهل لا دليل معتب؟ أل تدرك اليئة أن اللك عبد العزيز إنا بن الدولة‪ ،‬عندما‬
‫تنب الخطاء‪ ،‬الت وقعت فيها الدولة السعودية الول‪ ،‬ف مضايقة الناس ف الجاز نوه‪،‬‬
‫عندما اته إل بناء دولة إسلمية‪ ،‬ترج من الصيغة الذهبية أو العنصرية‪ ،‬الت تاول أن تب‬
‫الذاهب والطوائف والقليات‪ ،‬فتجعل هذه الذاهب والطوائف تتطلع إل العدل والشورى‬
‫من خارج السوار‪.‬‬
‫ولنفترض أن ما نادى به دعاة الدستور والجتمع الدن وحقوق النسان مطئ ف السلوب‪ ،‬بل‬
‫لنفترض أنه مطئ ف السلوب والضمون معا‪ ،‬أليس اجتهادا شرعيا معتبا؟‪ ،‬هل على الجتهاد الشرعي‬
‫عقوبة شرعية‪ ،‬فضل عن الكم القاسي بالسجن بضع سني تتراوح بي الست والتسع‪ ،‬ونسيت اليئة ما‬
‫تقرر عند علماء السلف‪ ،‬ف هذه السألة‪ ،‬الذي بلوره المام ابن تيمية عندما قال ((فرض ال على ولة أمر‬
‫السلمي إتباع الشرع الذي هو الكتاب والسنة‪ ،‬وإذا تنازع بعض السلمي ف شيء من مسائل الدين‪ ،‬ولو‬
‫كان النازع من آحاد طلب العلم؛ ل يكن لولة المور أن يلزموه باتباع حكم حاكم‪ ،‬بل عليهم أن يبينوا‬
‫له الق‪ ،‬كما يبي الق للجاهل و التعلم‪ ،‬فإن تبي له الق وعائد بعده استحق العقاب‪ ،‬وأما من يقول إن‬
‫الذي قلته هو قول أو قول طائفة من العلماء من السلمي‪ ،‬وقد قلته اجتهادا أو تقليد‪ ،‬فهذا ل توز عقوبته‬
‫باتفاق السلمي‪ ،‬ولو كان قد أخطأ خطأ مالفا للكتاب والسنة‪ ،‬ولو عوقب هذا لعوقب جيع السلمي‪ ،‬فإنه‬

‫‪42‬‬
‫ما من أحد إل وله أقوال اجتهد فيها أو قلد فيها وهو مطأ‪ ،‬ولو عاقب ال الخطأ لعاقب جيع اللق)) ف‬
‫مموع الفتاوى ‪.35/378‬‬
‫وقال أيضا ((الفت والندي والعامي إذا تكلموا بسب اجتهادهم اجتهادا أو تقليد‪ ،‬قاصدين إتباع‬
‫الرسول ببلغ علمهم‪ ،‬ل يستحقون العقوبة بإجاع السلمي‪ ،‬وإن كانوا قد أخطئوا خطأ ممعا عليه‪ ،‬ول‬
‫يكن لحد من الكام بجرد قوله أن يكم بأن الذي قاله هو الق دون قولم‪ ،‬بل يكم بينه وبينهم الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬فإن ظهر الق رجع الميع إليه‪ ،‬وإن ل يظهر سكت هذا عن هذا‪ ،‬كالسائل الت تقع يتنازع فيها‬
‫أهل الذاهب‪ ،‬ل يقول أحد أنه يب على صاحب مذهب أن يتبع مذهب غيه))‪( .‬الفتاوى‪.)35/379:‬‬
‫ونسيت اليئة أن رموز السلف العباسي الصال‪ ،‬الذين تضرب اليوم دعاة العدل والشورى بسوطهم‪،‬‬
‫إنا عانوا اضطهاد السلطان‪ ،‬بسبب اجتهادا تم‪ ،‬ورأسهم ف ذلك المام أحد‪ ،‬ث المام ابن تيمية‪.‬‬
‫ودعاة العدالة والشورى اليوم‪ ،‬ل ينادون باجتهادات فيها قولن‪ ،‬بل بقائق "العدل أساس الكم‪،‬‬
‫عندما ينادون بوضع مسطرة لضبط نزاهة وعدالة القضاء‪ ،‬ووضع ضمانات ماسبة ومراقبة لضبط الال‬
‫العام‪ ،‬ووضع أطر للمشاركة الشعبية ف القرار الكومي‪ ،‬ولسيما ف القضايا الكبي‪ :‬العلئق الارجية‬
‫والسياسة التربوية والجتماعية والالية والدارية‪ ،‬فأين نج السلف الصال ف صك اليئة؟‪.‬‬
‫ولنفترض أن ف هذه القضية قولي‪ ،‬أل يشفع لن اجتهدوا اجتهادا شرعيا اجتهادهم‪ ،‬ما دام الغرض‬
‫الجرامي غي متوافر‪.‬‬
‫ج‪ -‬أم أنه ل يوز لهل العلم أن يتهدوا‪ ،‬إل بوافقة الاكم والفقهاء‪ .‬إن دعاة الدستور والجتمع‬
‫الدن إنا يقدمون أفكارا فقهية و قضائية‪ ،‬والفقهاء الرسيون والقضاة أول بالبادرة با وببحثها‪ ،‬والقضاة‬
‫يدركون أن ابن تيمية وابن القيم‪ ،‬وعموم شيوخ وعلماء الذهب النبلي‪ ،‬أكثر الذاهب انفتاحا ف مسألة‬
‫حرية العلماء ف آرائهم‪ ،‬وأنه ل يوز لسلطان ول لفقيه أن يلزم الناس برأيه‪ ،‬فلماذا تركت اليئة رأي‬
‫شيوخ الذهب ف قاعدة من قواعده الكبى‪ ،‬وبثت عن علماء الندلس كابن رشد والقطب؟‪.‬‬
‫ما هذا النتقاء‪ ،‬أل يأخذ مشائخنا من ابن تيمية إل مسائل توحيد الصفات؟ فعلم يتركون توحيد‬
‫المة على العدالة والشورى وحرية الرأي والساواة‪ ،‬الت أكدها هذا الجاهد ف أكثر القولت‪ ،‬وكتاب‬
‫السياسة الشرعية أوضح إعلن‪.‬‬
‫وهب أنه ل يوز لدعاة الدستور والجتمع الدن مافعلوه‪ ،‬أل يكفي التنبيه والوار والقناع‪ ،‬أم أنه ل‬
‫بد من حكم بالسجن مددا تصل إل تسعة أعوام؟‪.‬‬
‫ب‪ -‬أصحاب التمييز والنظر القضاة‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫ول مشاحة ف الرأي‪ ،‬فنحن ل نلزم اليئة وفقنا ال إياكم وإياها بقولتنا‪ .‬ولكن أل تؤمن اليئة‬
‫ببدأ حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع السامية‪ ،‬الت قررها القرآن الكري‪ ،‬وطبقها اللفاء السلف‬
‫الراشدي القوي‪ ،‬أفل يسعنا ويسع اليئة ما قال الشاعر ‪:‬‬
‫عندك راض والرأي متلف‬ ‫نن با عندنا وأنت با‬
‫لنصل إل "واختلف الرأي ل يفسد للود قضية" وهل من الشريعة أو الخلق النسانية‪ ،‬أن يكون‬
‫جزاء الطروحات الثقافية الت يقدمها الفقهاء وأساتذة الامعات والفكرون‪ ،‬سجنا يتراوح مابي تسع‬
‫وست سنوات بد ًل من الوائز الت تشجع على البحث والوار‪.،‬‬
‫إن هذا الصك الذي أصدرته اليئة‪ ،‬علمة بارزة ف تاريخ القضاء‪ ،‬إنه يسد ثقافة القوق العباسية‪،‬‬
‫إن صكها يسد ثقافة الفقهاء الذين ظلوا طوال سبعي عاما‪ ،‬يشتركون ف قيادة هذا البلد‪ ،‬من دون (رؤية)‬
‫ول (مبادرة)‪ ،‬ول حت ف إصلح ما هم ألصق الناس به وهو (القضاء)‪ ،‬ورغم ذلك يطالبون الناس‬
‫بطاعتهم وتعظيمهم‪ .‬إنه يسد عقلية القضاء العباسي‪ ،‬كشفت اليئة بصكها نوذج الفقه الذي ل يكون من‬
‫ل بتعددية ول تباع ول حوار!‪.‬‬
‫و ل هي التزمت بأقوال أهم إمام اعتمد عليه الشيخ ممد بن عبد الوهاب‪ ،‬وهو ابن تيمية‪ ،‬ول هي‬
‫اعتمدت على سياسية اللك عبد العزيز‪ ،‬الت نسمعها ونسمع عنها ف مقامات عديدة من المراء كالمي عبد‬
‫ال بن عبد العزيز والمي سلمان بن عبدالعزيز‪.‬‬
‫واللف ف موضوع الدستور والجتمع الدن ل ينع من قوله لكن أقولا الق والدفاع عن المراء‪،‬‬
‫إن اليئة تسد نظرة ضيقة‪ .‬لن تنب مثل هذه الثارات‪ ،‬موضوع اتفاق بي المراء سواء أكان من أهل‬
‫الحافظة أم الصلح‪ ،‬مع دعاة الصلح من فقهاء وأساتذة جامعات ومفكرين ومثقفي ومهتمي بالشأن‬
‫العام ويبدو أن اليئة ل تدرك مثل هذه المور‪ .‬وإن كان‪.‬‬

‫ب‪ -‬اليئة إنا تسد القاعدة التبعة‪ :‬ضرب كل إصلح سياسي باسم العقيدة السلفية‪:‬‬
‫من الواضح أن اليئة بذه الحكام وبصياغة اليثيات‪ .‬تسد تقاليد مرعية منذ أكثر من أربعي عاما‪،‬‬
‫وهي ترسل رسائل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذن اليئة تسد اتاها سياسيا درج على ضرب دعاة الصلح السياسي بتهم دينية‪ ،‬لستخدام‬
‫الدين صقرا تصطاد به الآرب‪ ،‬وهذه سنة عرفت منذ أعوام ‪1385‬هـ‪ .‬وكل السياسيي الذين دخلوا‬
‫السجون يعرفونا‪ ،‬فقد درجت عبارات العقيدة الصحيحة‪ ،‬والسلم والتكفي‪ ،‬والتبديع‪ ،‬منذ ذلك الزمان‪،‬‬
‫وظن كثي من الناس‪ ،‬أن القضاء أو وزارة الداخلية صادقة‪ ،‬عندما تتحدث عن العقيدة‪ ،‬وأنا حقا معينة‬
‫بالدفاع عنها‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫بيد أن الستار انكشف بعد حرب الليج الثانية ‪1414‬هـ عندما صار قوام دعاة الصلح والتغيي‬
‫من السلميي‪ ،‬وبصفت أحد شهود العيان الكثي‪ ،‬فإن أقول ما أقول‪ ،‬ولدي زملئي منذ حرب الليج من‬
‫الشواهد ما يكفي‪ ،‬هل القضاء يدافع عن العقيدة عندما شارك وزارة الداخلية ف سجن أساتذة العقيدة‬
‫والديث والفقه ف الامعات‪ ،‬كالدكتور سفر الوال والشيخ سليمان الرشودي والدكتور ناصر العمر‬
‫والدكتور سلمان العودة وغيهم‪.‬‬
‫أليس القضاء يشارك بالتدليس على سجن علماء العقيدة الن‪ ،‬كالفقيه الجتهد سليمان العلوان‬
‫والحدث الصول عبد ال بن عبدالرحن السعد‪ ،‬شيوخ العقيدة والسلفية ف السجون‪ ،‬وتلميذ بن تيميه‬
‫وممد بن عبد الوهاب ف السجون‪ ،‬إذن عن أي إمام وعقيدة وسلفية تتحدثون؟‪.‬‬

‫ج‪ -‬اللصة ف حيثيات اليئة‪:‬‬


‫‪ -1‬نصل إل الدف إذن من ذلك‪ ،‬وهو أمر بديهي ف كل معارضة سياسية‪ ،‬ول سيما ف العصر‬
‫الديث‪ ،‬وهو ماولة ضرب داعية الصلح من تت الاصرة‪ ،‬أو طعنة من خلف الظهر‪ ،‬وليس القصود‬
‫الشخص ول القضية‪ ،‬بل القصود من ذلك‪:‬‬
‫إما أن ينشغل بنفسه وذاته‪ ،‬ويهمش الشأن العام‪ ،‬وإما أن يندفع للتعصب والتشنج‪ ،‬فيفقد سلمة‬
‫التفكي والتدبي فاليئة ترسل رسالة‪ ،‬كل من يرؤ على الحتساب‪ ،‬وينادي بضبط صرف مال السلمي‪ ،‬أو‬
‫ينادي بسطرة للقضاء‪ ،‬أو يرفع إصبعه متجا على الستبداد‪ ،‬أو يطالب بشورى المة ف قرارات الدولة‬
‫الكبى الارجية والتربوية‪ ،‬فلبد أن يضرب بصك التشكيك ف عقيدته‪ ،‬حت ولو كان أستاذا ف كلية‬
‫أصول الدين يدرس العقيدة‪.‬‬
‫‪ -2‬ترسل اليئة رسالة إل كل التواقي إل مشروع النهوض السلمي‪ ،‬الذين أنشدت أعينهم إل‬
‫كلمات ومواقف المام ابن تيمية والمام ابن القيم والمام ممد الغزال والمام الشاطب والمام عز الدين‬
‫بن عبدالسلم والمام ممد بن عبدالوهاب‪ ،‬وإل كلمات ومواقف فقهاء النهضة‪ ،‬الذين بدأوا بناء الفقه‬
‫الضاري الديد كجمال الدين الفغان وممد عبده والكواكب وخي الدين التونسي وممد رشيد رضا‬
‫وممد الغزال والطاهر بن عاشور وعلل الفاسي ويوسف القرضاوي‪ ،‬الذين عايشوا النوازل والوقائع‬
‫الستجدة‪ ،‬بناء فقه سياسي جديد‪ ،‬وتقول لكل الفئات الشتراكية والعلمانية واللبالية والطائفية‪ ،‬الت‬
‫أعجبت بشروع النهوض السلمي‪ ،‬ارجعوا إل ما كنتم عليه‪ ،‬إن هذا الشروع يعتمد على أقوال مهجورة‬
‫أو مرجوحة‪ ،‬ل تصدقوا أن المة لا الرجعية ف حفظ الشريعة وإنا المر للفقهاء والمراء‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫و‪ -‬تشويه خطاب (دعوة الدستور و الجتمع الدن السلمي) بأنا غي سلفية‪ ،‬وإنا هي تعتمد على‬
‫أقوال مهجورة أو مرجوحة‪ ،‬وبعض دعاتا لم آراء غي مقبولة ف العقيدة ‪ ،‬ولكي ينجر الخرون إل‬
‫التركيز على هذه الثانويات وترك الوضوع الساسي‪.‬‬
‫على كل حال‪ ،‬فإن أنصار دعاة دعوة الصلح السياسي والداري والقضائي ف الجتمع الهلي‪،‬‬
‫لن تنطلي عليهم هذه اللتفافات‪ ،‬الت تذكر باللتفاف عن مفهوم ماكمة العلنية فالناس العاديون اليوم‬
‫فضلً عن الثقفي أدركوا‪ ،‬من خلل البيانات والدفوعات والطاب والكتاب‪ ،‬أن دعاة الصلح من كافة‬
‫الطياف والناطق والتاهات‪ ،‬اجتمعوا على خطاب الدستور والجتمع الدن السلمي‪ ،‬ضامن حقوق‬
‫الشعب وحرياته السامية‪ ،‬وقد عرفوا متانة تأصيل الطاب فقهيا‪ ،‬عند تقدم إل التوقيع على هذا الطاب‪،‬‬
‫من صفوة من فقهاء‪ ،‬هذا البلد ومفكريه وأساتذة الامعات وخطباء الوامع والهتمي بالشأن العام‬
‫ومثقفيه‪ .‬وأن مهما كان لحد من الوقعي من إجتهادات قابلة للخطأ والوصواب ف أمور أخرى‪ ،‬والناس‬
‫ف هذا البلد تعلموا أن التفاق على الساسيات وهي الدستور‪ ،‬ومطالبة الكومة بالوفاء بشروط البيعة على‬
‫الكتاب والسنة‪ :‬العدالة والشورى‪ ،‬هو الول من النشغال بالثانويات‪.‬‬
‫‪ -1‬ترى ما الذي ضايق اليئة ‪ ،‬من أن يتمع الناس على خطاب واحد‪ ،‬فيجد العلمانيون ف سنة‬
‫الليفة الهدي على بن أب طالب‪ ،‬ولحقة عمر بن عبد العزيز ما يغنيهم عن مفهوم الرية ف العلمانية‬
‫الغربية؟ وما الذي يضايقها من أن تد الطوائف والذاهب الخرى ف رحابة هذا الفهوم‪ ،‬ما يقق مفهوم‬
‫دولة الرضا والختيار؟ وما الذي يضايقها ف أن يد القوميون ف مفهوم الدولة السلمية‪ ،‬الذي يعل‬
‫للعرب فضل الريادة والقيادة ما يغنيهم عن مفاهيم القومية العنصرية‪ ،‬وما الذي يضايقها ف أن يد‬
‫الساريون من الهتمي بالعدالة والغذاء والطعام‪ .‬للفئات السحوقة‪ ،‬ف تطبيقات خليفة كعمر وعلي‪ ،‬ما‬
‫يغنيهم عن العجاب بالنماذج الخرى؟‪ .‬وما الذي يضايق التاهات الحافظة ف القيادة‪ ،‬من أن يوجد‬
‫خطاب وطن إسلمي يسعى إل مايفظ لا مكانتها واستمرارها وتقوية الكم‪ ،‬ويفظ للشعب حقوقه‬
‫وحرياته وكرامته‪ ،‬ومشاركته ف اتاذ القرارات الكبى ف العلئق الارجية والتربية الجتماعية والدعوة‬
‫إل ال والتعليم والدارة والال والقتصاد أليس ف كل ذلك شد لعماد اليمة وأطنابا وأروفتها وأروقتها‪.‬‬
‫اليئة ل تقرأ تصريات خادم الرمي الشريفي‪ ،‬ول تصريات المي عبد ال بن عبدالعزيز وأعماله‬
‫التتابعة‪ ،‬ول تصريات المي سلطان بذا الشأن‪ ،‬و إنا تضي ف أسلوب مضى زمانه‪ ،‬وكأنا تريد أن تفرق‬
‫الناس الذي جعهم المل بول العهد الوطن الصلحي‪ ،‬لكي يتفرقوا أشتاتا ف الارج كما تفرق الذين من‬
‫قبلهم ف أعقاب ربيع الرياض الول ‪ ،1414‬الت على آثارها ظهر خطاب العارضة الارجية وخطاب‬
‫الناداة بسقوط الدولة‪ ،‬وحركة العنف‪ .‬ويبدو أن اليئة ل تدرك تداعيات هذا التاه على الدى القريب‬
‫والبصي فضل عن الدى البعيد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -2‬من أجل ذلك نرجو من هيئة التميز النظر ف تداعيات مثل هو الحكام‪ ،‬من أجل أن يبقى أمل‬
‫دعاة الدستور والجتمع الدن الذي كانوا ألفا‪ ،‬وهم بعد هذا الكم ألوف‪ ،‬أن يبقى نظرهم متعلقا بالقيادة‪،‬‬
‫ومن أجل أن يستمروا جنودا خلفها سواء أكانوا سجنا‪ ،‬أو طلقاء لننا جيعا نسعى إل التلف بشرف‪.‬‬
‫فإذا دعمت هيئة التمييز هذه الحكام فإن ذلك ينظر إليه على أنه يثل رأي السلطة الدفي نشأة‬
‫الصلح وبالتال فإن احتمالت التداعيات قد تتد إل ظهور معارضات شاملة داخلية وخارجية‪ ،‬وأن تضم‬
‫ملفات القضايا السياسية ‪ ،‬سواء أكانت ف الباحث والسجون أم ف القضاء‪ ،‬بصورة أوسع من ما وقع سنة‬
‫‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬ونقول لكل من يشكك ف سلفية الطاب‪ ،‬خطاب الصلح خطاب يتوي على تديد ف دعوة‬
‫الشيخ ممد بن عبد الوهاب‪ ،‬ينتمي إليها‪ ،‬ويدرك أنا عنصر من عناصر بناء الكيان‪ ،‬ولكنه يريد أن يدد‬
‫فيها‪ ،‬لتستطيع أن تاوب على تديات العلمنة والفرنة واليمنة الجنبية‪ .‬وليس مبنيا على أقوال مهجورة‬
‫أو مرجوحة‪ ،‬بل مبن على دلئل قطعية من الكتاب والسنة‪ ،‬ويتوي التأسيس على أكثر من مئة نص ف‬
‫السياسة الشرعية‪ ،‬تثبت أن الدستور والجتمع الدن السلمي هو اليار الثالث الذي ينقذ المة من نوذج‬
‫الكم الموي والعباسي الذي فرط بالقوق والريات السامية‪ ،‬ومن الدستور العلمان الذي فرط‬
‫بالخلق والوية‪ ،‬ولكن هيئة القضاء ل تطلع على هذا التأسيس‪ ،‬والكم على الشي إنا هو فرع عن‬
‫تصوره‪.‬‬
‫‪ -4‬ثبت أن كثيا من القضايا الت أثارها دعاة الصلح السياسي‪ ،‬من ما يناسب الخذ به‪ ،‬فها هي‬
‫مؤترات الوار الت اقترحت ف خطاب الرؤية‪ ،‬وها هي النتخابات البلدية‪ ،‬وها هو حديث الساعة عن‬
‫القضاء وإصلحه‪ ،‬وحاجته إل قواعد مدونة مددة موحدة‪ ،‬وها هو الديث عن مناهج إعداد القضاة‪ ،‬وها‬
‫هو الكلم عن بند التعزيز وحاجته إل ضوابط أصبحت هذه الشياء ما ًل للمقالت والكتابـ إذن أل‬
‫يفتقر ما يعتب ف الطابات من حدة وما يعتب فيها أخطاء اجتهادية أن وحدت من أجل هذا الصواب‬
‫الكثي‪.‬‬

‫‪47‬‬

You might also like