Professional Documents
Culture Documents
1
الذكرة الثانية من (العتراض الختصر) :ملحظات متصرة ف التدليل على بطلن اليثيات
الفقهية ف مال السياسة الشرعية( ،الفقه السياسي) وهو (العتراض الختصر) ويتكون من (
)60صفحة.
اللحق الول( :العتراض البسوط) ويتكون من مذكرتي الول وعنوانا (البهان) ،وهي ف
( )80صفحة ،وف إثبات أن السلطة ف حفظ الشريعة إنا هي للمة ،وأن أهل الل والعقد
هم أولوا المر ،الذين أمر ال بطاعتهم وعنوانا (البهان) ،وهي ف ( )80صفحة.
اللحق الثان من (العتراض البسوط)(:الطريق الثالث :الدستور السلمي منقذا من الكم
البي الائر ،والدستور العلمان الكافر والفاجر ،وفيه إثبات أن مبادئ الدستور من ماثبت
ف الشريعة بصورة قطعية ،وأن ضماناته وإجراءاته ،من مال تتحقق إل به شرطا البيعة
الشرعية للحاكم العدل والشورى ،وأن طبيعة الدولة الديثة ،ووظائفها دلت على أن
الستبداد يفضي إل الطغيان ( )100صفحة.
وبناء على الذكرات الثلث أرجو هيئة التمييز أحد أمرين:
الول :نقص الكم ،ث الفراج عن وتبئت ،وتعويضي.
الثان :أو إحالة القضية إل الحكمة تلتزم بضوابط الحاكمة الشرعية والنظامية.
والسلم عليكم ورحة ال وبركاته...
أبو بلل /عبدال حامد بن علي الامد.
ثالث العتقلي من دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي.
الرياض /سجن عليشة
(14/5/1426هـ /الوافق 20/6/2005م)
بسم ال الرحن الرحيم
2
إن الشكلة الساسية ف حيثيات اليئة ،أنا تريد هدم خطاب سياسي بطاب دين ،ولكن تطئ،
عندما تصبح ملكية أكثر من اللك نفسه.
ل تدرك اليئة أن أركان القيادة السعودية ،أعلنوا عن انيار (مفهوم ول المر العباسي) الذي يشكل
قطبا ،تدور المة من حوله ،فقد غفلت عن معن استقبال ول العهد دعاة الدستور ،وعلى الرغم من أن
اليئة ،ذكرت أن ول العهد استقبل عددا من دعاة الدستور والجتمع الدن ،فقد اعتبت تاوز (ول المر)
إل ماطبة الشعب حوبا عظيما.
وهذا يدل على أن اليئة ل تتماشى مع خط أركان القيادة كخادم الرمي الشريفي وول العهد،
الذين نادوا بالصلح السياسي والداري ،ولعلها ل تدرك أن ماطبة الشعب ،من قبل (ألف) من الفقهاء
والفكرين وأساتذة الامعات والثقفي والحامي والهتمي بالشأن العام ،صورة من صور الشاركة الشعبية،
وصورة من صور (استماع الرأي الخلص ف الشأن السياسي والداري) الذي ذكره خادم الرمي
الشريفي ف خطابه ملس الشورى ،وصورة من (الديقراطية) الت أشاد با النائب الثان المي سلطان بن
عبدالعزيز.
-1اليثية الول :يب أن ل تاطب المة إل بإذن الكومة :يب أن تكون النصيحة ف الشأن
العام سرا:
قالت اليئة ف حيثيات الحكام بالسجن مابي ستة وتسعة أعوام( ،السطر 5ـ )8من مضر
جلسة النطق بالكم:
"لصادقتهم على الشتراك ف إعداد وتوقيع خطاب؛ (رؤية لاضر الوطن ومستقبله) القدم
لول العهد ،التضمن بيان لا يرونه إصلحات سياسية وإدارية ،تتعلق بالشورى والقضاء والقتصاد
والشاركة ف القرار السياسي والداري ،وإقرارهم بأنه ت مقابلة بعض الوقعي عليه لول العهد ،وساع
آرائهم ،إل أن الدعى عليهم ل يكتفوا بذلك ،بل تاوزوه إل ماطبة الشعب ،وندائه ف مسائل كبى تس
نظام الكم ف الملكة".
العتراض:يا أصحاب الفضيلة ،والفحص والتمييز :اليثية تؤسس على قاعدتي باطلتي:
القاعدة الول :أن ل يوز تاوز الكومة ،وماطبة الشعب مباشرة ،ف السائل الكبى ،أي ف فقه
المامة الكبى ،أي ف المور السلطانية.
أ -وليس هناك ف صريح الشريعة ،ول ف سنن ال ف حياة البشر ،و ل ف حقائق علوم الضارة
والتاريخ والطبيعة ،ما يدل على أنه ل يوز ماطبة المة ،إل من خلل ماطبة الاكم.
3
لن الاكم إنا هو ف الشريعة وكيل عن المة ،وكل مايهم المة فهو مال للتواصي بالق والب بي
الناس ،فهل الستبداد بالقرارات ف أمور الدولة الكبى ،أمر خاص بالكومة ،أم عام بالمة.
ب -وهل الستئثار بناصب الدارة العليا ،وتركيز السئولية ف عدد من أفراد السرة الاكمة ،ف
وزارات وإدارات و مافظات أمر خاصة بالاكم ،فل ينبغي تاوزه إل المة؟
وهل هدر مال الشعب العام ،من دون ضوابط صارمة ف صرفه وإيراده أمر خاص بالكومة؟ ،و هل
إصدار القضاة صكوكا بعشرات الليي من أراضي الشعب للمراء وماسيبهم أمور خاصة بالاكم ،ل
يوز تواصي المة بإنكارها؟.
هل هو أمر خاص بالكم قيام الدولة مسدة بوزارة الداخلية بصادرة حرية الرأي و التعبي
والجتماع والتجمع السامية؟ ،و قيامها بالتنكيل بدعاة الصلح من فقهاء وطلب علم ومفكرين وأساتذة
جامعات ومثقفي ومهتمي بالشأن العام؟ ،فصل عن العمل ،وسجنا وتوقيفا ،ف ظروف ل تكفل الواصفات
الشرعية للسجون ،وهل تويل وزارة الداخلية وظيفة السجون من دور لتأديب للمجرمي إل دور لتعذيب
الصلحي ،وأصحاب الرأي ،هل التضييق الذي يهد السوم والعقول والنفوس ويفرج التمرد والرهاب.
هل هو منكر يب سترة لكي يقال دعاة الدستور والجتمع الدن لاذا تاوزا ول العهد إل ماطبة الناس؟.
ج -إن إنكار النكرات السلطانية قاعدة شرعية ل خلف فيها ،بإذن الكومة وعدمه ،كما صرح
شيوخ السلم كابن تيمية وابن القيم والعز بن عبد السلم والغزال وابن حزم وابن عطية .فهل لدى اليئة
دليل شرعي ،ضعيف أو قوي على قاعدتا؟.
والقاعدة الثانية :من قواعد اليئة اللزام النصيحة السرية:
اليئة –أيضا -ترى أن نصيحة الكام يب أن تكون سرية وف ذلك مسائل:
أ -والقاعدة الشرعية ف إنكار النكرات السلطانية هي السرار ف النكرات الباطنة ،والهر ف
النكرات الظاهرة؛ ومن الدلة العامة على مشروعية علنية النصيحة عموم حديث الدين النصيحة ل
ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم ،ومن الدلة الاصة:
-1ماطبة الصحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم جهرا ف المور العامة والطية ،ف مواقف
معروفة ف غزوة بدر وأحد والندق.
-2ومناصحة الرجال والنساء عمرَ بن الطاب ،جهرا وهو يطب على النب.
-3وتعرض أب مسلم الولن عندما أخر معاوية عطاء الناس ،فخاطبه أبو مسلم الولن –ومعاوية
على النب -قائل" :إنه ليس من كدك وكد أبيك" ،فسر معاوية وقال :إنه ل يؤخر أرزاقهم إل ليسمع مثل
هذا الكلم (انظر تفصيل القصة ف مسند المام أحد بن حنبل).
ب -ليس الستبداد منكرا عاما ظاهرا معلوما؟ فكيف يوز القول بأن النكار سرا هو الصل؟.
4
هل الستئثار من العاصي السرية ،لكي يكون المس بإنكاره قاعدة؟.
هل هدر الال العام من العاصي الصغرى أو السرية ،لكي تكون النصيحة سرا هي الصل؟.
واليئة بذلك تالف قاعدة شرعية هي :أن العاصي السلطانية ولسيما الكبى العلنة ،ل يكون
إنكارها إل إعلنا ،لتبأ الذمة وليعلم القاصي والدان أن هذه منكرات ،وأن ل يل للحكومة ارتكابا ،كما
صرح ابن تيمية ،ف كتاب (السبة) مستشهدا بالثر" إن العصية إذا أخفيت ل تضرر إل صاحبها ،ولكن
إذا ظهرت فلم تنكر أضرت العامة (السبة.)90 :
وهذه اليثية الت اعتمدت عليها اليئة ،تناقض قاعدة شرعية قطعية ،دلت عليها النصوص
الصرية ،والستقراءات القطعية لقاصد الشريعة وروحها.
ج -أل تدري اليئة أن النصائح السرية ف النكرات السلطانية ل تغن ،فمنذ عام 1413هـ (
1994م) ودعاة الدستور والجتمع الدن وحقوق النسان ،ينصحون الكومة ويترددون على دواوينها ف
نصائح سرية ،ويقادون إل سجونا ف إعقاب نصائح علنية ،وقد دخلوا السجون زرافات ووحدانا بالئات،
من فقهاء ومفكرين وأساتذة جامعات وخطباء جوامع ومثقفي ،فماذا تريد اليئة للناس أن يفعلوا،
والخطار والفساد التربوي و الال والسياسي ف ازدياد؟.
أل تدري أعضاء اليئة أن عديدا من دعاة الصلح من فقهاء وأساتذة جامعات ومثقفي ومهتمي
بالشأن العام جربوا النصائح السرية ،فوجدوها من دون جدوى ،وأذكر منهم ف ذلك القام الفقيه الجاهد
السلمي عبد ال بن قعود .عديد من دعاة الصلح منذ حرب الليج الول ،يكتبون النصائح السرية ،الت
ل تد طريقها إل الذان .فكيف تلزم اليئة دعاة الصلح ،بأساليب ثبت أنا ل تؤدى إل النجاح؟ ،أل
تدرك اليئة أن من أسباب انتشار النكرات السياسية ف هذه البلد ،هو التزام كثي من الفقهاء والناصحي،
السرية ف إلقاء النصائح؟.
د -ث هل انفرد دعاة الدستور والجتمع الدن ،ف الطالبة بالدستور ،وكثيين من دعاة الصلح
نادوا بضامينه ،وإن ل يددوا الفاهيم ،ول يعينوا الصطلحات وطالبوا بالشروط الضرورية ف كل نظام
يوصف بالشورية:
الول :أن تكون الدولة (بلورة) للرادة الشعبية.
الثان :وأن تكون التجمعات الدنية الهلية (قنطرة) بي الدولة والفراد الشتات.
الثالث :وأن توزع أثقال الدولة فوق أعمدة ثلثة :ملس النواب والقضاء الستقل ،و أن ينفرد
اللك أو الرئيس بالدارة السياسية.
الرابع :وأن تكون هناك ضمانات (كالسطرة) لفاهيم العدل والشورى .هل انفرد هؤلء بالدعوة إل
حرية الرأي والتعبي والتجمع والجتماع السامية؟ ،هل انفردوا بالدعوة إل مفهوم الدولة السلمية
5
السمحة ،الت تؤمن بالتعددية السلمية فكرية ومذهبية واجتماعية وثقافية ،فتخرج الناس من عنت نوذج
الدولة الذهبية ،الت فتكت بالسلم الجتماعي ،منذ العصور الوسيطة ،إل رحابة الفهوم الراشدي؟ ،هل
نظام الكم ينص على دولة مذهبية ،أم على دولة إسلمية تتوي أهل القبلة بكافة أطياف انتمائهم؟ إذن
لاذا يثي القضاة السألة الذهبية ،الناس تريد أن تعرف ،هل تسد اليئة بذلك اتاها حكوميا ،أم تسد
الفكر الدين التزمت ،الذي ل يريد تعددية ،ول تعايشا مع الوجودين ف الوطن ،وباسم السلم ياول أن
يب المة كلها على مذهب فكري واحد ،يصر به السلم الواسع ،أليس بذلك يدفع بالطوائف الخرى،
إل التماس اللص من الارج؟ ،ليكن الخرون –ف رأينا -أهل ابتداع ،ولكن أليس لم حقوق مصونة؟.
ولنكن ف رأيهم أهل ابتداع ل بأس بذلك ،أل تمعنا وإياهم لمة السلم والتاه إل قبلة واحدة،
والعيش ف وطن واحد؟.
هل انفرد دعاة الدستور بالناداة بوضع ضوابط صارمة لوارد الال العام ،وطرق صرفه؟ ،و بوضع
صارمة وضوابط ولتوزيع الراضي السكنية والزراعية؟ .هل انفردوا بالطالبة بتصحيح (العلقة العرجاء) مع
المريكان؟ ،حسب تعبي الدكتور عبد العزيز الدخيل ف إحدى مقالته ف جريدة (الياة) .هل انفردوا
بالدعوة إل اللكية الدستورية( ،وهو موضوع أثارته مقالت ف جرائد وقنوات ملية)؟.
6
أن يطلعه على نصيحة كتبها فرفض الفت قائل :إذا قرأتا ظن الناصحون الخرون أنه ل ينبغي لعال أن
ينصح الناس ،إل باستئذان الاكم أو الفت.
شتان بي سلوك الشيخ ،وسلوك اليئة الت تسبب حكما بالسجن بضع سني على دعاة ينادون
بل مشكلت البطالة والدين العام و بالعدالة والشورى ،لنم ل يستأذنوا السلطان:
شتان بي مشرق ومغرب سارت مشرقة وسرت مغاربا
إذا كان لدى اليئة دليل ولو كان ظنيا من القوال الهجورة ،على أن (القوامة) للحكومة على
الشعب ،لكي ل يطلب دعاة الدستور من المة أن تتواصى بالق و العروفات السياسي إل بإذنا؟.
هل لدى اليئة دليل ولو كان ظنيا ،على أن (القوامة) هي للحاكم على الشعب ،وأن لـ(ول
المر/الكومة) على الشعب (القوامة) ،كما تكون قوامة الرجال على النساء ،وولية الب على الطفال،
ووصاية الوصي على السفهاء واليتام .تكون وظيفة الاكم لدى اليئة ف السلم هي الوصاية والقوامة،
ومقتضى ذلك أن المة إذن كالرعاع والغوغاء والدهاء ،الت ل تيز الضار من النافع ،ول الصحيح من
الزائف ،ول الرأي العتب من الرأي الضعيف ،لن جهاز الناعة التربوي فيها ضعيف ،فينبغي –إذن_ أن ل
تطلع علي شيء ،ول تنبه إل شيء ،إل بإذن الكومة .وهذا يتناسق مع قول اليئة إن أول المر هم الكام
و الفقهاء الذين حاولت اليئة أن تصر فيهم العقل والرصانة والنصح والعلم ،كما سنعرض ف اليثية
العاشرة ،وصارت المة كما قال الشاعر:
ول يستأذنون وهم شهود. ويقضى المر حي تغيب تيم
ب -إن اليئة تنطلق من نظريات تاوزتا الدولة السلمية الديثة:
الول :تنطلق من غبش أو قصور ف فقه السياسة الشرعية ،وتطبيقاته على الدولة السلمية
العاصرة ،ومفاهيم القانون الدستوري وحقوق النسان ف السلم ،وليس ذلك عن تقصي ف أشخاص
اليئة ،ول ف كفايتهم وفقنا ال وإياهم ،وإنا هو قصور ف مفهوم (العدالة) و(الشورى) ،ونوها من مسائل
السياسة الشرعية ،نقضتا حجج هذا الفقه السياسي العباسي ،ف (سباعية الدستور السلمي) ولسيما ف
كتيب (حقوق النسان) و كتيب (حقوق التهم) ،ف الدفوع الفصلة للهيئة ،و ف مفهوم الكم الدستوري
ف السلم ،الذي شرحنه ف كتاب (معايي استقلل القضاء الدولية ف بوتقة السلم)( ،استقلل القضاء
السعودي عوائقه وطرق تعزيزه) وكتاب (الطريق الثالث :الدستور السلمي منقذا من الاكم الصحراوي
البي الفرط ف القوق والريات الشرعية ،والدستور العلمان الفرط ف الخلق والوية ،وكلها كتب
شرحن فيها هذه الفاهيم ،وهي ضمن الدفاع الذي أرسلناه للهيئة ،لتوضيح المور اللتبسة ،عندما رأينا
الدعي العام تدث عنها من دون خلفية ف الفقه السياسي.
7
فاللف الذي نشي إليه خلف ف الفاهيم والبادئ ،الت يقوم عليها مفهوم العدالة ف القضاء
السلمي ،وخلف ف مفهوم صلحيات الاكم ،إن اليئة ل تستند إل نظرية متماسكة ف القوق ،إنا تعيد
إنتاج مفهوم القوق ف الثقافة العباسية ،على أنه هو السلم ،وتقدم مفهوم (ول المر العباسي) ،على أنه
هو السياسة الشرعية.
الثانية :أن اليئة -ف عصر العلم الفتوح ،-الذي يعتمد على الوار والناعة الذاتية تطبق أسلوب
التلقي ،الذي يناسب القلعة الحاصرة ،أو أسلوب الرب الذي ل يريد أن يعرف أولده ما يدور حولم ،من
أخبار وأنباء ،وهو إفراز من إفرازات بنية العلم الغلق ،وهو إعلم سقط أمام التقنيات العلمية العاصرة،
وسقوط أسوار برلي والقلعة الشيوعية‘ إنا ها خي دليل على أن نظرية العلم الغلق ،ل تعد صالة
للعصور الديثة ،كأن اليئة ل تريد أن يعلن للناس رأي ،إل بعد موافقة وزارة العلم!.
فكيف تفعل اليئة أمام السيل التدفق ف القنوات الفضائية والنترنيت ،وما فيها من أخبار وأحداث،
وآراء سياسية وحقوقية ،حت ل يتأثر الناس ،أل تدرى أن الشفافية عمت العال اليوم ،وليس هنالك أسرار،
وأن الدولة نفسها أعلنت حجم البطالة ،أعلنت قدر الدين العام؟.
-3اليثية الثالثة :ل يوز مطالبة الاكم بالصلح:
قالت اليئة (السطرين 9ـ :)10
"عريضة شعبية يتوصلون با للتأثي على ول المر ،مطالبي بتنفيذها خلل مدة مدودة ،كما نص
على ذلك خطابم السمي (نداء وطن إل القيادة والشعب الصلح الدستوري أولً) الوقع عليه من الول
(الامد) والثان (الفال) وآخرين".
العتراض:
ف ذلك مسائل :يا قضاة التمييز والفحص:
أ ـ هل مطالبة دعاة الدستور الناس بأن يكون (النداء الدستوري) عريضة شعبية ،من ما يل بيبة
ول المر/الكومة ،هل ف ذلك كسر لقامه .أليس من مقتضى وكالة الاكم الشرعية عن المة ،أن يسمع
الوكيل من بعض موكليه من المة ،ما لم من حاجات وآراء ،تدف إل ما فيه خي للجميع؟.
ب ـ هؤلء الداعون إل الدستور والجتمع الدن السلمي ،الذين تاوزت أعدادهم اللف
شخصية ،هل هم من الرعاع أو الغرار أو الصغار ،الذين ليس لم من حسن التأت ،ول من رجاحة العقول
ول من البصية ،ما يعلهم من أهل الرأي ،عندما يقولون للقيادة :حان وقت تطوير نظام الكم الطلق
الصلحيات إل نظام شورى نياب ،و عندما يرجون القيادة إصدار (عهد) رسي بذلك ،يطمئن الناس إل
حاضرهم ومستقبلهم ،ف التربية الجتماعية والتعليم والشئون الارجية والدارة والال .هل إعلن ذلك
والطالبة به منكر؟ سواء أخذت الدولة به الن أم ل تأخذ.
8
ج -هل لدى اليئة دليل ولو ظن ،على أن جع التواقيع ،ليس من باب التعاون على الب والتقوى!؟،
ول من باب التواصي بالعروف والق السياسي؟! ،وهناك أدلة شرعية خاصة عديدة منها:
-1أل يتكلم النصار ويقولوا ما قالوا ف جيع كبي ،حينما أعطى الرسول صلى ال عليه وسلم،
الؤلفة قلوبم ف غزوة حني؟.
-2أل يضغط الشباب على الرسول صلى ال عليه وسلم ف أحد على الروج ،أل يستجب لم النب
صلى ال عليه وسلم؟.
-3أل يضغط أهل الل والعقد على أب بكر ف أمر قتال أهل الردة؟.
د -هل دعوة ول المر إل إصدار أنظمة وإجراءات؛ تكفل اللتزام برأي أهل الل والعقد ،من
ذوي النصح والبة واليثار والشجاعة ،من ما يقلل من مقامه؟ ،وهل حثه على إصدار ضمانات ،لللتزام
بطاعة ال و ف والتربية والشئون الارجية ،و ف تقسيم الال وشورية الدارة وتكافؤ الفرص ،من ما يل
بقدر ول المر؟.
اليثية الرابعة :اليئة ترم الجتماعات ف الفنادق:
قالت اليئة ف حيثيات الكم مابي تسع سني وست (السطران10 :ـ :)11
"وعقدوا الجتماع الشار إليه ف الدعوى ( أي الجتماع ف فندق الفهد ) لجل ذلك".
العتراض النقض :اليئة ترم مايدور حكمة بي الوجوب والستحباب والباحة:
أ -هل اجتماع دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي؛ اجتماع على معروف مشروع للتواصي
بالق والعدل ،أم اجتماع على منكر مظور ،ما هو الضمر ـ ف ما تت السطور ـ تاه ذلك ،لن اليئة
ذكرته ف اليثيات ،من دون أن تعلل التخطئة والتجري ،لكي تصدر حكما بالسجن مددا تتراوح بي
الست والتسع سني.
ب -الواضح من اليثيات أن اليئة ترم وترم ،ما يدور حكمه ف الشريعة بي الباحة والستحباب
والوجوب.
فالصل ف السلم هو التجمع ،والسلم ل يعل التجمع ف صلوات المع والعياد ،لغراض
روحية فحسب ،بل لغراض مدنية ،ولذلك صارت خطبة المعة فريضة ،وهل يكن التواصي بالق و
بالعروف ،فضل عن التناهي عن النكر ،إل بالتعاون والجتماع.
الدليل عن السنة الفعلية للنب صلى ال عليه وسلم :أن الوس والزرج تمعوا ،وتناشدوا أشعار
الرب ،وتواعدوا بالسلح ،فخرج إليهم الرسول صلى ال عليه وسلم ،وهدأهم وذكرهم بنعم ال عليهم
باجتماع الكلمة ،وعاب عليهم دعوى الاهلية ،ولكنه ل يعب عليهم أصل الجتماع ،فبأي حجة شرعية
ترم اليئة الجتماع؟.
9
اليثية الامسة :اليئة تعتب مطالبة الناس بقوقهم من البالغات:
قالت اليئة ف تبير حكمها بسجن العتقلي ،مايتراوح بي الستة والسبعة أعوام السطر
(:)13 –11
1ـ تقول اليئة "منطلقي لثبات رؤيتهم والقناع با ،من البالغة ف قيمة تلك الصلحات الت
ينادون با ،وتأثيها ف إصلح الوضاع".
2ـ وتقول ف السطور (" )14-13بل جعلوها كما صرحوا به ف إجابتهم طوق ناة ،علقوا
صلح العباد والبلد على سرعة تنفيذها ،مقللي أي جهود سواها مع تضخيم المور".
النقض:
ف هذه اليثية تري ل أساس له من الصحة:
أ -إن القاعدة الستقرة ف علم الجتماع النسان ،هي أن العدل أساس الكم ،كما قرر علماء
الضارات ،وقد أصبحت هذه القاعدة مثل شعبيا مشهورا ،فقيل :العدل أساس الكم ،وأكد هذه القاعدة
الشهورة ابن تيمية بعبارته الشهورة "إن ال يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ،ول يقيم الدولة الظالة
ولو كانت مسلمة".
أقر السلم هذه القاعدة ،ونصوص القرآن ف ذلك واضحة حت استنبط بعض الفسرين ،أن العدالة
هي الدف الساسي لنزال الكتب وإرسال الرسل ،ف تفسي قوله تعال "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات،
وأنزلنا مع الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط".
وأقر السلم أيضا أن الشورى اللزمة من الواجبات ولسيما ف الدارة السياسية لا هو معروف من
أن الشورى هي حارس العدل ،كما بي ذلك جهور علماء السلم القدامى كالنووي والرازي وابن عطية
والطبي والصاص من القدامى فضل عن المهور فقهاء السياسة الشرعية الحدثون انظر ف كتيب
(الشكلة والل :الستبداد والشورى) (الدار العربية للعلوم بيوت 1425هـ).
ب -فهل بالغ دعاة الدستور والجتمع الدن ،عندما طالبوا بالعدل والشورى ،هل من البالغة أن
يقولوا ف (خطاب الرؤية) :.إن الستمرار ف هدر الال يعرض الجيال القادمة للذوبان والنقراض
الضاري؟.
هل من البالغة أن يطالب دعاة الدستور والجتمع الدن ف (خطاب الرؤية) ،بإخراج سجناء الرأي
والتعبي والجتماع والتجمع؟ ،لن سجنهم (سجن تعسفي) ،وفق أحكام الشريعة ،الت قررت حقوق
النسان ،قبل ورود ذلك ف الواثيق الدولية الت التزمت با الدولة.
10
هل من البالغة أن يقال أن البلد معرض لخطار داخلية وخارجية ،إذا ل تتحرك عربة الصلح
السياسي والداري والقضائي (كما نبه خطاب الرؤية)؟.
ج -ولنفترض جدل أن ذلك مبالغة ،فهل انفرد دعاة الدستور والجتمع الدن بالبالغة ،عندما
يتحمسون لرأي؟ ،كيف يضيق بم ما يسع الكتاب والعلميي الخرين؟ ،حت يكم القضاة بسجنهم
مددا تتراوح بي الست والتسع سني؟.
اليثية السادسة :اليئة تعتب شرطي البيعة :العدالة والشورى من الصال الرسلة:
وقالت اليئة عن مطالب دعاة الدستور والجتمع الدن (السطر :)14-12
"فلم يعدوها من الصال الرسلة فحسب ،الت ينظر فيها ول المر؛ ليقرر ما تظهر مصلحته للبلد،
بعد التحقق من عدم معارضتها لنصوص الشرع وقواعده العامة".
11
-1هل الشورى والعدل من الصال الرسلة أم أنا من الصال العتبة؟ بل أكثر من ذلك من أصول
الدين الكبى القطعية؟.
-2هل قيام القضاء بالشراف على السجون من الصال الرسلة من العتبار واللغاء؟.
-3إصدار القضاة صكوكا بتوزيع أراضي الشعب ف قسمة ضيزى ،هل هو من الفاسد العتبة،
وظلم بكل شريعة وكل لسان؟ .أم هو من ما فيه قولن.
-4هل هدر الال العام من المور اللغاة من العتبار واللغاء ،أم أنه من الفاسد القطعية.
-5تري حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع على فقهاء هذا البلد ومفكريه وأساتذة
الامعات ومثقفيه والهتمي بالشأن العام؟ هل هو من المور الرسلة من اللغاء والعتبار.
-6قيام وزارة الداخلية ،بتكميم الفواه وتوقيفها أهل الرأي والتعبي من دون ماكمات .أو إقامة
ماكمات ل تضمن فيها السس الشرعية هل من المور الرسلة أم أنه من الفاسد القطعية؟.
-7تدليس القضاء الذي يتم عب أسلوبي :أسلوب السكوت على ما يري ف السجون ،وأسلوب
الحاكمات السرية .وهل هو من المور الرسلة من اللغاء والعتبار أم أنه من الفاسد القطعية؟ ،بل من
العاصي الكبى ،الت ل يادل ف حرمتها من له أدن ومض من الشريعة اللية ،ومن له نبض من الطبيعة
النسانية.
-8وحرمان الناس من تقوي أخطاء الكومة ،هل هو من المور الرسلة من اللغاء والعتبار ،أم أنه
من العاصي القطعية الكبى؟.
-9هل تقصد اليئة أن معايي استقلل القضاء وعدالته العشرين القررة ف القاييس الدولية
لستقلل القضاء من الصال الرسلة من اللغاء والعتبار؟.
-10هل قيام ملس نواب منتخب من الشعب من الصال الرسلة من اللغاء والعتبار أم من
الصال العتبة؟.
-11هل قيام إنشاء مكمة العدل العليا أيضا من الصال الرسلة من اللغاء والعتبار؟.
-12هل قيام جعيات الجتمع الدن الهلية من الصال الرسلة ،أم من الصال العتبة؟.
ب -فلتفترض أنه ليس ثة نص ول قول مشهور ول راجح ،بل مرجوح ول مهجور ،لي عال ف
أي عصر من العصور ،يقول هذه المور من الصال العتبة ،أليس هذه الضمانات من خلل تارب المم
من وسائل تقيق العدالة والشورى ،وها مقصدان شرعيان ،فهذه الوسائل إذ إذن من الواجبات الشرعية،
لن وسائل تقيق القصود الشرعي ،تأخذ حكمه ،فإذا كانت عدالة القضاء ونزاهته واجبة ،فالوسائل الت
تقق ذلك واجبة .أم أن ف هذه القضية أيضا قولن .من أجل ذلك أرقق كتيب( :الطريق الثالث :الدستور
السلمي) ،لكي أوضح ليئة التمييز الوقرة أن اليئة القضائية ،ل تستند إل دليل معتب ف هذه القضايا.
12
اليثية السابعة :اليئة تعتب الكومة هي الرجعية ف مفهوم (الصال الرسلة):
تقول اليئة تقول( :السطر :)13-12
"فلم يعدوها من الصال الرسلة الت ينظر فيها ول المر ،ليقرر منها ما تظهر مصلحته للبلد ،بعد
التحقق من عدم معارضتها لنصوص الشريعة وقواعدها العامة".
أ -اليئة ف ذلك ل تكتفي بتطبيق مفاهيم التراث السياسي والقضائي العباسي ،الذي يطلق (ول
المر) على الاكم والقضاء والسبة وديوان الظال فحسب ،بل تنطلق من مفهوم الكم الدكتاتوري
المباطوري الستبد ،الذي يكون فيه الاكم مصدرا للسلطات جيعها ومرجعية لا ،سواء أكانت تشريعية
أم قضائية أم حكومية ،فلها مفهوم جديد لول المر ،يعله قطبا لكل شيء.
والقول بذلك ليس له مستند من الشريعة ،ول حت من أقوال الفقهاء ل التقدمي ف العصر العباسي،
ول حت التأخرين ف العصر الملوكي .قولا بداهة ل يستقيم مع مفهوم الدولة الديثة الذي ل يعد مسألة
فيها قولن ،ف النظم السياسية الديثة ،اللتزمة بالعدالة والشورى ،والت يطلق عليها اختصارا
(الدستورية).
قولا مالف قواعد الدين الصرية ،الت تقرر أن (القوامة) إنا هي للمة ،عب مثليها أهل الل والعقد
ف المة ،الذين يسدهم ملس النواب .وأن المة ف إطار طاعة ورسوله هي مصدر السلطة (كما قررت
اليتان 59و )83من سورة النساء.
وليست للحاكم ،ولكن اليئة جرت على التفكي العباسي ف اعتبار ول المر مصدر السلطات ،وأن
المراء والفقهاء هم الدرى بصال المة ،وقد ناقشنا هذه الفكرة ودحضناها ف الدفاع الجمل.
13
ف النتائج الت توقعوها ،وول العهد المي عبد ال شهيد ،على أنم ل يضخموا الخطار ،عندما تدثوا عن
أن التدخل آت ،إل أن يوجد مانع غي عادي.
ب -أن دعاة الصلح توقعوا ف خطاب النداء الدستوري ،أن وتية العنف ستزداد ،وقد وقع ما
توقعوه .فهل ف مقولتم تضخيم ،ليتهم سلموا عندما توقعوا ،بل جاء الحقق ليقول :إنكم إذن متواطئون
مع العنف لن الذي توقعتموه حدث!!.
هكذا فقأ أهل اليمامة ف الزمن القدي عيون الزرقاء؟ لنم تواطأت أيضا مع العنف!!.
اليثية التاسعة :اليئة تعتب المة العصومة رعاعا دهاء ل ينبغي أن يطلع على القائق:
قالت اليئة (السطر :)26-14
"دعاة الدستور والجتمع الدن ،أذاعوا الطالبات ((بأسلوب يتناف مع مبدأ الناصحة لول المر،
ويفضي إل إثارة العامة وتييج الدهاء ،ف أمور ل نظر لم فيها من أمور السياسة والحكام السلطانية ،ف
وقت عصيب ير بالمة ،وهي أحوج ما تكون إل وحدة الصف ،وتفويت الفرصة على أعدائها التربصي
با ،الذين يتحسسون الذرائع ،للتدخل ف شئونا باسم الصلح ،وقد ذم ال تعال هذا السلك بقوله:
(وإذا جاءهم أمر من المن أو الوف أذاعوا به ولو ردوه ال الرسول وأول المر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم) قال الشوكان رحه ال" :والعن أنم لو تركوا الذاعة للخبار ،حت يكون النب صلى ال
عليه وسلم ،أو يكون أول المر منهم؛ هم الذين يتولون ذلك لنم يعلمون ما ينبغي أن يفشى .وما ينبغي
أن يكتم" أ.هـ".
وقال السعدي رحه ال عند تفسي هذه الية" :هذا تأديب من ال لعباده عن فعلهم هذا غي اللئق،
وأنه ينبغي لم إذا جاءهم أمر من المور الهمة والصال العامة ،ما يتعلق بالمن وسرور الؤمني ،أو بالوف
الذي فيه مصيبة عليهم ،أن يثبتوا ول يستعجلوا بإشاعة ذلك الب ،بل يردونه إل الرسول وال أول المر
منهم ،أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة ،الذين يعرفون المور ،ويعرفون الصال وضدها ،فإن
رأوا ف إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمني وسرورا لم ،وحرزا من أعدائهم ،فعلوا ذلك وإن رأوا ليس فيه
مصلحة أو فيه مصلحة؛ ولكن مضرته تزيد على مصلحته ل يذيعوه" وف هذا دليل لقاعدة أدبية :وهي أنه
إذا حصل بث ف أمر من المور؛ ينبغي أن يول من هو أهل لذلك ويعل إل أهله ،ول يتقدم بي أيديهم؛
فإنه أقرب إل الصواب؛ ،وأحرى للسلمة من الطأ" أ.هـ)).
14
العتراض:
اليئة تنطلق من منظومة ثقافية ،ف الفكر السياسي والقانون الدستوري والقضاء والدارة ،تشكل
من ما استقر ف الفقه السياسي الموي والعباسي من مفاهيم ،من حق اليئة أن ل تعتب مفاهيمها متخلفة.
ولكن من حقنا عندما تنسب اليئة هذه الفاهيم إل السلم من حق مالفيها أن يقولوا إنا منسوبة
إل السلم بلي أعناق النصوص ،وصرف النصوص عن ظاهرها .وهي ضد مبدأ (مفهوم الكم الدستوري)
التقرر ف السلم .وأنا مفهوم متخلف للسلم كما أنا ضد مفهوم الدولة ف الفكر السياسي العاصر،
الذي درجت عليه الدول الشورية .يا ترى هل اليئة تظن أن أي دولة إسلمية حديثة ،يكن أن تقوم على
فكر نشأ ف ظلل الكم البي ،مثل الحكام السلطانية لب يعلى أو الاوري أو الغيثاثي الوين .إنا
تعتمد على خطاب انتهى زمانه ،وعقارب ساعة الداثة السياسية ،لن ترجع إل الوراء ،ول يتسع الجال و
للحجاج الدال ،وأحيلها إل (سباعية الدستور السلمي) ،وسباعية (الجتمع الدن السلمي) ولسيما
كتيب( :البهان على سيادة المة على السلطان وأن حصر مفهوم ول المر وأول المر بالفقهاء والسلطان
يفضي إل الطغيان) .الذيل با هذا العتراض .وقد فكك فقهاء الفقه السياسي الديث هذه النظومة
وأعادوا بناءها .وقد نوت نوهم ف هذا الجال( ،ويكن هيئة التمييز أن تطلع على تلك الكتيبات ،وهي
موجودة عند الحامي) ،ونوجز ذلك هنا.
أ -فهي أول تعتقد أن لـ(ول المر السلطان) قوامة على المة:
-1من العروف أن نظرية حصر ولية المور بالكام والفقهاء ،نظرية سياسية أموية عباسية ،وهي
مرد لبنة ف بنية التخلف السياسي والجتماعي ،ومن أجل ذلك ل عجب أن تتح اليئة من هذه الثقافة،
ولكن العجب أن تقدمها للناس على أنا السلم ،وأن تلقى رأيها بصورة توحى بالقطع والزم.
-2ومن الطبيعي أن تسمي اليئة المة الرعاع والدهاء ،ففي معجم الكم البوليسي الناس العاديون
هم الرعاع والدهاء الذين إذا اجتمعوا ضروا ،وإذا تفرقوا نفعوا ،والناس العاديون هم العامة ،والدهاء
الذين ل يعرفون شيئا من أمور السياسة والحكام السلطانية.
ترى أل تعرف العامة أن العدل ركن ف السلم؟ أل يعرفون أن الشورى هي حصن العدالة ،وأنا
ركن ف السلم؟ وإذا كانوا ل يعرفون ،أل ينبغي أن يوصوا الكومة بعروف العدل السياسي ،وينهوها
عن الظلم.
ث هذا الوقت العصيب الذي تر به المة أليس هذا الوضع العصيب إحدى نتائج ،مافظة الدولة
العربية ،على القوالب السياسية الحافظة ،الت تضع أزمة السلطات كلها ف يد رجل واحد .وتدافع عنها
تارة باسم الصوصية الوطنية ،وتارة باسم الصالة العربية ،وشر من هذا وذاك أن تقدم مفهوم الكم
البوليسي على أنه الدى السلمي الصيل ،وأن تقر الشعب الذي هو سور الكومة العادلة ،ول يتسع
15
الجال لبسط فساد هذه النظريات ،ويكن ليئة التمييز أن أرادت التدليل على بطلنا ف الشريعة الرجوع
إل (سباعية الجتمع الدن السلمي).
ب -ث إن رد المر إل ال والرسول و إل أول المر ،مسألة ل خلف فيها ف عهد النب صلى ال
عليه وسلم ،ولكن من هم أولو المر؟.
-1وسواء أكان المر بعن الرأي أم الب أم الشأن والقرار ،فلكل منها اعتبار .حسنا يكن قياس
السلطي على الرسول صلى ال عليه وسلم ،ف رد المور إليه بصفته (حاكما) ،لكن ما ضوابط ذلك ،هل
اليئة تهل الضوابط أم تتجاهلها.
مفهوم الكم ف السلم دستوري أي أن السلطة فيه والقوامة المة ،وقد بي ذلك النخبة من فقهاء
هذا البلد ومفكريه وأساتذة جامعاته ومثقفيه والهتمي بالشأن العام فيه ،ف خطاب الرؤية عامة ،وخطاب
النداء الوطن الدستوري خاصة.
-2نبقى إذن ف معن أول المر من غي الكام الذين يرد إليهم الرأي ،هل هم الفقهاء الكوميون،
الذين يصدرون فتاوى ،ل تنبثق من عمق ف الفقه السياسي ،ول من تليل الواقع ،ول من مفهوم الكم
الدستوري ف السلم ،وهيئة الفتاء ف موقفها من قضية حقوق النسان الشرعية ،نوذج ماثل.
-3هل (أولو المر) هم القضاة الذين جسدت اليئة موقفهم من مفهوم سلطة المة ،ومن نظرية
توزيع سلطات الدولة على ثلثة أعمدة .ومن قيام التجمعات الدنية الهلية .بأنا أمور من الصال الرسلة
الت نرجع فيها أيضا إل ول المر/أي الاكم ،لتقرير ما يراه "بعد التحقق من عدم معارضتها نصوص
الشرع".
-4وكيف يتم التحقق من عدم معارضتها؟ ما الهة الخولة شرعا بالتحقق؟ ،ل تبي اليئة ذلك.
وهذا يدل على أن مفهوم اليئة لول المر مفهوم ما أنزل ال به من سلطان ،وأنه قطب يدور حوله الفقهاء،
فضل عن غيهم من الناس.
-5وإذا كانت اليئة ترى أن لول المر من الجتمع الهلي الدن من غي الكام دور ف الستنباط
والتحقق فكيف غفلت عن ذلك؟ ،عندما جعلت أمر الصال الرسلة مصورا بول المر/الاكم .إن تناقض
اليئة دليل على أن اضطراب الفكر السياسي العباسي ،ل يكن ترقيعه ول تميله ،وأن حيثياتا أرق من
الباء.
-6من هم ألوا المر؟ إذا رجعنا إل كتب التفاسي ،وجدنا أن أغلب الفسرين يذكرون ف تفسي
"أول المر منكم" ،أنم كبار الصحابة من البصراء ،وأهل الفقه والعلم .ويثلون لم بأب بكر وعمر
وعثمان وعلي ـ ف عهد النب صلى ال عليه وسلم ـ هؤلء أهل علم و رأي وحنكة ،بالفهوم اللغوي
16
للفقه ،وبالفهوم العملي للعلم .ول يكونوا حكوميي موظفي بل هم من الجتمع الدن الهلي ،ول يقاس
عليهم إل بتوافر شروط القياس ،فالاصل أنه ليس ف البلد هيئات مستقلة عن الدولة تسد هذا الفهوم.
اليئة تنسى أن المر ف الية إنا هو العلم و الرأي والتدبي الثاقب الذي يستنبط من المور الظاهرة،
ول يدركه العاديون من الناس ،وتنسى أنه ل بد للرأي من الشجاعة ،فالفكرون تت الكواليس ،ل ييدون
إل الغموض والتدليس ،ونطالب اليئة بأن تدد لنا ف هذا البلد ،من هم أقرب الناس إل ما وصف به أولو
المر ف هذه الية ،من أنم كباء الصحابة أصحاب البصائر كأب بكر وعمر وعثمان وعلي (ف حياة النب
صلى ال عليه وسلم).
-7وتنسى اليئة أن القرب إل هؤلء ليسوا موظفي ف الكومة ،ول زعماء قبائل ،وأنم الهتمون
بالشأن العام ،من أعيان الجتمع الدن الهلي ،وهذا واضح من خلل المثلة الت ذكرها مفسرو التابعي،
كابن عباس وعكرمة والبغوي السمرقندي ،وأنم كباء الصحابة أصحاب البصائر ،كما ذكر البغوي
والتعلب والبيضاوي والنسفي وأبو السعود وابن عاشور .
وأن ادخال الكام ف أول المر (مبن على قول واحد من أربعة أقوال) بناء على تفسي سبب
النول الية بأمراء سرايا الرسول صلى ال عليه وسلم ،كما ف تفسي السدي ومقاتل وابن زيد ،وإدخالم
أيضا إنا هو من باب القياس ل النص ،إذ النص بإدخالم غي صريح ،وهو قياس ،وللقياس ضوابط ل
تفى.
فقياس اللوك واللفاء (غي ملوك الشورى والعدل) منذ العصر الموي على النب وأمرائه ،قياس
باطل ،وللقياس ضوابطه الت تدل حيثيات اليئة على أنا تتجاهلها.
-8واليئة تنسى أن الواصفات الت تنطبق على مفهوم أول المر ،كما ف الثر والصحابة والتابعي،
وتثيلهم بأب بكر وعمر وعثمان وعلى ف حياة الرسول صلى ال عليه وسلم ،تشي إل أنم يتسمون بمس
سات:
الول :أصحاب رأي وحنكة وبصية وعلم وحسن تدبي.
الثانية :أصحاب إيثار ونصح وإخلص للمة.
الثالثة :أصحاب نزاهة واستقامة ف السلوك.
الرابعة :مستقلون ف الجتمع الهلي الدن ،يتبعهم الناس.
الامسة :أنم أصحاب إيثار وحاسة وتضحية وشجاعة.
-9أفل ترى اليئة أن النخبة من أهل هذا البلد الت نادت بالدستور السلمي ،فوقعت خطاب
(الرؤية) و (الدستور) ،من فقهائه ومفكريه وأساتذة الامعات فيه ومثقفي ومامي ومهتمي بالشأن العام،
من من ينطبق عليه قول ابن سعدي ف تفسيه "أولو المر منهم أهل الرأي والعلم والنصح والرزانة الذين
17
يعرفون المور ويعرفون الصال وضدها" .أليس هؤلء المرون بالعروف و بالق السياسي الستقلون ،من
من ينطبق عليه قول ابن سعدي "إذا حصل بث ف أمر من المور ينبغي أن يول من أهل لذلك ،ويعل إل
أهله".
فهناك عديد من من يطلق عليهم أول المر حسب الشأن الدروس ،أهو ف شأن عبادة روحية
كالصلة والصيام والج؟ ،أم مدنية كالقتصاد والتجارة والتعليم والزراعة؟ ،سواء أكانوا ف مالس أو
نوادي ،أو مالت كمجلس الشورى ،ونوها من معاهد البة والباث.
فهل تستطيع اليئة أن تنفى عن الجاهدين بكلمة العدل أمام السلطان ،أنم من أول المر ف المة؟،
وفيهم من هو أفضل منا ومنها علما وتقي وورعا ونباهة وحنكة وفقها ف السياسة الشرعية وتضحية
وإيثارا.
فهل ترى اليئة أن البادرين من دعاة الصلح السياسي ،ل تتوافر فيهم ف الملة شيء من هذه
الصفات ،لكي ترجهم من مفهوم أول المر ،الذي استشهدت بنص ابن سعدي لبعادهم.
لكن اليئة –وفقها ال -تأخذ الرأي الفقهي الضعيف ،ث تنتصر له ،ث تطبقه على موظفي الكومة،
وتنعه من غيهم .وذلك تكم يصل إل درجة الغالطة النطقية.
ب -ث ما الخبار الت أذاعها دعاة الصلح السياسي ،من ما ليس فيه مصلحة ،ومن ما مصلحته
تزيد عن مضرته.
( -1العروف أن الية تتحدث عن النافقي الرجفي ،أو عن ضعفة السلمي الذين ليس لديهم
بصية ف ما يذيعونه من أخبار) فهل دعاة الصلح السياسي منافقون ،أو من من ل يدركون الصال .ف
قيامهم بتذكي الكومة بأن العدل والشورى من أصول الدين العظمي ،وأنما من شروط البيعة الشرعية؟.
-2وهل تتصور اليئة هؤلء الدعاة من الغرار ،الذين يذيعون الخبار وهم ل يدركون .حجم
البطالة وقدر الدين الكومي ،هل هو سر من السرار ،أل تذع الدولة نفسها هذه العلومات ،الدولة تنطلق
من مفهوم (الدارة السرية) الذي تاوزه الدولة الديثة مفهوم.
-3ث إن عديدا من الفقهاء الجاهدين بقول كلمة العدل أمام السلطان ،درجوا على تنبيه الكام
على ما ينبغي لم ،حت ف حالت استنفار الهاد ،لن العاصي العامة ،من أسباب سخط ال سبحانه
وتعال ،ول معصية أعظم من ظلم الدولة.
كذلك كان العز بن عبد السلم وابن تيمية واضرابما.
-4ث هي تقتنص آراء الفقهاء الجاهدين الجاهرين بكلمة والرأي العدل أمام السلطان ،لتدلل با
على أن أول المر هم الكام والفقهاء الكوميي.
18
وتنسى أن أمثال ابن سعدي والقرطب رحنا ال وإياها ،كانا من الفقهاء الستقلي ،ف الجتمع
الهلي الدن ،ومن من كانت لم مواقف جهروا با ،وبا يعتقدونه صوابا ف أوقات سياسية عصيبة ،وهؤلء
عندما كانوا يعارضون الرأي الكومي الشائع ،ويفتون الناس بلفه (كما ف موقف ابن سعدي من ماربة
الدولة العثمانية) كانوا يسدون مفهوم أول المر.
فهل تظن اليئة أن من السهولة تيي أقوالم ،لغي الفاهيم الت جسدوها بأعمالم.
-5وهؤلء الفقهاء الجاهدون وأمثالم ،كابن تيمية وابن حزم والعز بن عبدالسلم ونوهم من
ناذج كتاب (علماء ف مواجهة الكام) للشهيد عبدالعزيز البدري ،لو كانوا بي يدي اليئة ،ماذا ستحكم
عليهم به ،ف ظل حيثياتا الت ترف با الصريح القطعي من الشريعة؟ ل أعتقد أن عالا كابن تيمية يقل
وزنه ف ظل حيثيات اليئة عن عشرين عاما.
وعلى رأي اليئة فكل العلماء والفقهاء الذين جهروا بكلمة الق والعدل ،قد قالوا ما ل مصلحة فيه،
أو من ما تغلب مفسدته مصلحته ،ول دليل للهيئة إل قاعدة سد الذرائع ،الت هي مقياس رجراج،
استخدمته اليئة لوأد حرية الرأي والتعبي الشروعة.
اليثية العاشرة :اليئة تظن أن فقه السياسية الشرعية الذي اختطة الفقهاء الحرار من القدامى
والحدثي إنا يعتمد أقوا ًل مهجورة أو مرجوحة:
تقول اليئة ف (تسبيب) الكم علي بالسجن سبع سني ،السطر (:)39-26
((جرأة على بعض الصطلحات والبادئ التعلقة بالسياسة الشرعية وجنوحه ف تفسيها إل أقوال
مهجورة أو مرجوحة وتميله أقوال بعض العلماء ما ل تتمله ليعمل على إضفاء الشرعية على بعض
النظريات السياسية الديثة الت ينادون با ويعتقدون بأنا الضمانة لنع الستبداد وحفظ الريات مع أنا ل
تعد مسلمة ف النظم السياسية العاصرة كما يشهد به واقعها)) وإنا الضمانة ف التزام قواعد الشريعة
ومبادئها الت تنع الستبداد والور)).
العتراض:
تتهمن اليئة بأنن :أفسر اليات والحاديث بأقوال مرجوحة أو مهجورة ،والواب على ذلك:
أ -خطأ مشهور أم صواب مشهور :
19
هل اليئة تعتقد أن الطأ الشهور خي من الصواب الجهور؟ ،إذن ل فائدة من النقاش ،أم أن اليئة
ترى أن الق حق ،ولو قل سالكوه ،وأن للحق نورا كما قال معاذ بن جبل رضي ال عنه؟ ،إذن نعرض
على اليئة بعض القوال الهجورة والرجوحة ،ف فقه السياسة الشرعية:
20
الستشارين؛ أنم إذا استفرغوا جهدهم ف استنباط الكم الذي يستشارون به؛ ل يكن ذلك معمول به ،ول
يتلقى بالقبول؛ ل يكن ف ذلك تطبيب نفوسهم ،ول رفع أقوارهم ،بل فيه إياشهم" (تفسي الصاص).
21
ويقول ممد رشيد أيضا ف استنباط سلطة المة من آيت (أول المر) وآية الشورى (الشورى ،)38
"ل يكن أن تكون شورى بي جيع المة ،فيتعي أن تكون شورى بي جاعة تثل المة بق ،تثق بم
وتطمئن إليهم ،بيث يكون [عندما تعمل به] عاملة بكم نفسها ،وما هؤلء إل أهل الل والعقد ،وما
يسمونه ف عرف أهل السياسة بسلطة المة" (تفسي النار).
ويقول الفكر ممد الغزال" ،طغيان الفرد ف أمة ما ،جرية غليظة ،والاكم ل يستمد بقاءه الشروع،
ول يستحق ذرة من التأييد؛ إل إذا كان معبا عن روح الماعة ،فالمة وحدها مصدر التشريع ،والنول
على رأيها فضيلة ،والروج على رأيها ترد" (السلم والستبداد.)54:
ويقول أيضا "إن بي الكم السلمي والكم الستبدادي ترك الشورى ،وذلك أن السلم
والستبداد ضدان ل يلتقيان فتعاليم الدين تنتهي بالناس إل عبادة ربم ،أما مراسيم الستبداد فترتد بم إل
وثنية سياسية عمياء" (السلم والستبداد.)6:
هذه الراء والقوال الهجورة نادى با الفقهاء الحرار القدامى ،الجاهدون الجاهرون بكلمة
الق أمام السلطة ،عب العصور ،كابن تيمية وابن القيم ،والرازي والنووي وابن عطية والشاطب ووابن
خويز منداد وابن حزم والعز بن عبدالسلم وممد بن عبدالوهاب والشوكان وابن سعدي ،وعليها قام
الفقه السياسي الديث ،عند الفقهاء الجاهدين بكلمة الق أمام السلطان ،مثل ممد عبده والكواكب،
وخي الدين التونسي ،وممد رشيد رضا ،وحسن البنا وعصام العطار وسيد قطب وعبدال بن قعود وممد
أحد جال وعبدالوهاب خلف ،وممود شلتوت ،وعبدالرزاق السنهوري ،وأب العلى الودودي ،وممد
الغزال ،وعبدالقادر عودة ،وعبدالرحن الالق ،وفريد عبدالالق ،وعبدالميد التول ،وممد أبو فارس،
وممد سليم العواء ويوسف القضاوي.
أولئك آبائي فجئن بثلهم *** إذا جعتنا يا جرير الجامع
ألسنا اليوم أحوج ما نكون إليها ،بعد أكثر من مائة عام عن سقوط اللفة العثمانية ،إن الحداث
ف الليج منذ عام 1400هـ .تدل على أن الشكلة الكبى ف العرب ،هي الستبداد ،هي الت جعلتهم
عاجزين عن حل مشكلتم ف إطار جامعة الدول العربية ،من أجل ذلك تفردت بم الدول الكبى ،عندما
تفردت الكومات بشعوبا.
من أجل ذلك نقول :إن الفقهاء الذين ل زالوا يعيشون ف نظام ول المر العباسي ،الذي يعل
الاكم قطبا تدور حوله الرحي ،إنا هم يمون التخلف السياسي بطاب دين ،وإنم يرفون الكلم عن
مواضعه ،إنم يفتحون الباب الوارب لرياح العلمنة والفرنة والتغريب والعولة واليمنة الطلسية ،كما
فتحه فقهاء الدولة العثمانية من قبل.
22
بعد أن استشهدت بأقوال الفقهاء عن دور (ول المر أدري بالصلحة ،وأنه هو القاضي الصيل).
وليتها اطلعت على ما ف الرفقات من خطابات وبيانات وكتب وأباث تتوي على عناصر التأسيس
الفقهي ،البن على قواعد فقه الكتاب والسنة ،إذن لعرفت أن دعاة الصلح السياسي و القضائي و
الداري و التربوي ل يتخبطون ف الظلم ،ول يهلون فقه السياسة الشرعية ،ولذلك وقعت ف الخطاء
التالية:
-1اليئة ل تتمعن أنا أمام مشروع إصلح سياسي ،يعتمد على خطاب فقهي مؤصل ،وفق
منهج فقه الكتاب والسنة ،ل تدرك أنا أمام أطروحات أكاديية رصينة ،ف فقه السياسة
الشرعية ،يتاج نقاشها إل تصص وتعمق ف هذا الجال.
إن القاضي الذي يصدر صكا على كتاب فقه سياسي ل يعيبه أن ل يكون كاتبا متعمقا ف هذا
الانب.
ولكنه يعيبه أن يتسهل هذا التخصص فيناقش مسائلة من دون دراية اليئة ل تدرك أنا أمام منظومة ف
الفقه السياسي ف مال الدستور والجتمع الدن معا .ولذلك حاولت نقص التأسيس الدين للصلح
السياسي ،بأنه يعتمد على أقوال مهجورة أو مرجوحة ،ورغم أن دعاة الصلح كتبوا ف ذلك ،ف الفقه
السياسي ،داخل هذا البلد وخارجه ،ولكن با أن التام موجه إلينا عامة وإل خاصة ،فقد أرفقت الدفاع
الجمل بجموعات من الباث والنشرات الجموعة الول خاسية أعمال دعاة الدستور الثانية الطابات
العشرة الت كتبها دعاة الدستور العتقلون إل ول العهد ورئيس الجلس العلى للقضاء وللهيئة ولرئيس
هيئة التحقيق والدعاء العام ،وأرفقت أيضا مقاربات الاصة الول (خاسية العقيدة ومقاصد الشريعة:
5كتيبات) .و(سباعية الدستور السلمي) 7كتيبات و(سباعية الجتمع الدن السلمي) 7كتيبات )49
تؤصل الدستور و الجتمع الدن السلمي ،وكان الول باليئة مناقشة القولت ،ل للعناوين واللفتات.
وأذ ظنت اليئة أنا هدمت أساس الطاب الدين لطاب الدستور والجتمع الدن بقولتا ،الت
تدافع عن منظومة النموذج العباسي ف مال الدارة السياسية والجتمع والقضاء ،وهي تشخص موقف
الذين ياولون هدم خطاب الدستور والجتمع الدن السلمي ،بطاب دين ،عب أخذ عبارات من كتب
الحكام السلطانية للفراء أو للماوردي ،دون أن تدرك أن الفقه السياسي تاوز هذه الطروحات الت ل
تعال مشكلت الكم العباسي ،فضلً عن أن تعال مشكلتنا ،وتستمر اليئة ف قياسات فاسدة ،يدرك
صغار طلب قسم القوق والسياسة ف أي جامعة عربية ،فسادها ،كقياس الاكم الموي والعباسي ،على
نب معصوم ،أو على خليفة راشدي منتخب ،وهي إما أنا تهل أو تارس التجهيل والتضليل ،ولعلها تظن
أن السوط أو السيف أو السجن ،يرس أفواه دعاة الدستور عن إقامة الجة عليها.
23
اليثية الادية عشرة :اليئة تدافع عن النموذج العباسي ف الدارة والقضاء بزلت السلف العباسي
الصال:
تقول اليئة ف حيثيات الكم علي سبعة أعوام:
((ومن ذلك تطاوله على منلة ول المر ف النظام السلمي بقوله (إن ما قرره الفقهاء من أن ول
المر أدرى بالصلحة وأن قضاة الحكمة وكلء عنه ليس عليه دليل معتب من الكتاب والسنة ومنهج
اللفاء الراشدين ،وأنه يسد الطغيان وأن تفسي أول المر بالمراء والعلماء أدى إل الختلل وتديد
نفوذ الفقهاء بتمرير الفتاوى لدمة السلطة) أ.هـ).
((مالفا لذلك ما قرره عامة أهل العلم من أن أول المر هم المراء أو العلماء أو كلها على
خلف معروف رجح الخي ابن جرير وابن تيمية وابن القيم وابن كثي وغيهم ،وكان رسول ال صلى ال
عليه وسلم هو القاضي الول للدولة السلمية وهو الذي يعي القضاة وسار اللفاء الراشدون على هدية
وحكى الجاع على ذلك غي واحد قال ابن رشد رحة ال وتولية المام العظم للقاضي شرط ف صحة
قضائه ل خلف أعرفه فيه ،أ.هـ وقال شيخ السلم ابن تيمية :يب على ول أمر السلمي البحث عن
الستحقي للوليات من نوابه على النصار من المراء والقضاة ونوهم ويستعمل أصلح من يدهم
أ.هـ)).
ألو المر هم أهل الل والعقد من العلماء والباء الستقلي الذين ينبغي أن تصور عنهم الكومة ف
قرار أنا.
وأؤكد مرة أخرى أن الصواب إنا هو ف رأي الرازي والنيسابوري ومن تبعهما ف تفسي آية الطاعة
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال" (النساء ،)59:وآية الستنباط "وإذا جاءهم أمر من المن أو الوف" الذي
استنبط منه:
-1عديد من فقهاء السياسة الشرعية :أنه ل طاعة مطلقة بعد الكتاب والنب صلى ال عليه وسلم،
لحد من الناس حت لو كان عالا أو فقيها ،إل لجاع المة .وأن إجاع المة يسده كافة أهل الرأي
الثاقب والتدبي ف كافة شئون الياة ـ الستقلون من أهل النصح واليثار والشجاعة والبصائر السياسية
والجتماعية .وأنم هم أهل الل والعقد ،كما قال الشيخ ممد رشيد رضا "ألو المر هم أهل الرأي
والعرفة ف المور العامة ،والقدرة على الفصل فيها ،وهو أهل الل والعقد منهم ،الذين تثق بم المة ف
سياستها وإدارة أمورها".
24
وقال ف تعليل عدم قصر الفهوم على الفقهاء "وإنا يدرك غوره بعضهم ،لن لكل طائفة فهم
استعدادا للحاطة ببعض السائل التعلقة بسياسة المة وإدارتا ،دون بعض ،فهذا يرجح رأيه ف السائل
الالية ،وهذا يرجح رأيه ف السائل القضائية ،وكل السائل تكون شورى بينهم" (تفسي النار.)5/243:
-2وأؤكد مرة أخرى ما رآه الشيخان ممد عبده وممد رشيد رضا ،من أن القالب الذي يسد
إجاع المة وأهل الل والعقد فيها هو (التجمعات الهلية الدنية) ،من نقابات وجعيات وروابط وأندية
ومؤسسات إعلمية مستقلة ف صورة سلطة أول المر الباشرة ،وأنه يب على المة ،با فيها الاكم ،أن
تطيع أهل العلم و البة والرأي والتدبي ف تصصاتم التربوية والطبية والزراعية والصناعية والدارية
والالية والسياسية والعسكرية ،لتجسد السلم حيا قويا عزيزا ،ف منظومتة الروحية والدنية معا.
وأؤكد مرة أخرى أن (أول المر) الذين يسدون إجاع المة ومرجعيتها ف صورة غي مباشرة ،إنا
قالبهم ف الدولة السلمية الديثة هو ملس النواب.
-3وأن المة إذا أطاعت ال ف ما هو صريح ف الكتاب والسنة ،فإن إجاعها من خلل ملس
النواب معصوم ،فإن اختلفت فاللف بي أمرين:
الول :إما أن يكون حول أمر موضوعه هل هذا العمل يوز ف الشريعة أم ل يوز ،و ليس فيه نص
صريح من الشريعة وكلياتا وروحها ،وهذا أمر يلتمس بالجتهاد الفقهي ،وهذا معن قوله تعال "فردوه إل
ال ورسوله" (النساء.)59 :
الثان :أن يكون موضوعه هل هذا العمل أو الرأي صحيح؟ ،أو هل صال للتطبيق ،كالطة الزراعية
والالية والتربوية ،وهذا يرد إل "أول المر الذين يستنبطونه" (النساء .)83 :من علماء الزراعة والال
والتربية والصناعة ،حسب المر الدروس ،وأقول بان تفسيات الصحابة والتابعي لليتي ،ل يكن حلها
إل على هذا العن ،عديد من الفسرين قالوا بأنم الكباء من الصحابة ،أصحاب البصائر ،ول يكن حل
كلمهم إل على هذا العن ،ول يكن فهم كلم ابن تيمية من أنم التبوعون ،ف ظل قراءة كتاباته السياسية
ولسيما السبة ،فضل عن قراءة سلوكه التجسد ف الهاد السلمي إل على هذا العن.
-4ول مانع ف العلوم أن يتحول الرأي الرجوح إل راجح ،وأن يتحول القول الهجور إل
مشهور ،إل إذا كانت اليئة تصر على أن تقول :الطأ الشهور خي من صواب مهجور ،وليس هناك دليل
معتب على قصر مفهوم أول المر على الفقهاء –حسب العن الصطلحي -الذين لم نط مدد وثقافة
مددة ،يعرفها الناس ف هذا العصر ،فإذا كانوا فقهاء بالعن اللغوي الراشدي فنعم ،إن معن الفقهاء
الصطلحي ،ل يكن معروفا ف العهد الراشدي ،فكيف تفسر اليئة القرآن بصطلحات حدثت بعد نزوله
أي منهج علمي هذا؟ ،ف العهد الراشدي كلمة الفقه كانت بالعن اللغوي الذي هو النباهة وحسن التفكي
25
والتدبي ،وبذا العن نزل القرآن وتفسيات الصحابة والتابعي عندما تقول الفقهاء أو العلماء هم ألو
المر ،تقصد هذا العن اللغوي ،ول تقصد العن الصطلحي الذي حدث بعد الراشدين.
أما ما ذكرته اليئة من أن عامة أهل العلم قرروا ذلك ،فهي تعرف من أصول الفقه أن الكثرية رأيها
صواب ف المور الجتماعية والسياسية ،إذا ل تالف نصا صريا أو علما صحيحا ،أما آراء الكثرية إذا
خالفت نصا شرعيا صريا أو علما صحيحا عرفية ،فليست لا قدسية فالكم الشوري ف السلم ،ليس
كالهر بالبسملة أو الوضوء من لم الزور ،لكي يقال فيه :لكل رأيه و لكل دليله ،وف السألة قولن.
هذه سنن ال السياسية والجتماعية ،من حرفها داسته الحداث بالخفاف ،ولو صح قولا حول الكثرية،
والقول الهجور ،لا كان هناك ضرورة ول فائدة ،لكتابة تفسي بعد تفسي ابن جرير ،ول لتأليف كتاب ف
أصول الفقه بعد الشافعي ،و لاءت أحكام الفقه السياسي ف السلم مددة ،مفصلة اليئات والكيفيات،
كأحكام الصلة ،ليس فيها مال للجتهاد.
-5وابن تيمية ل يرجح أن أول المر هم العلماء ،إل بناء على أنم التبوعون ،ول ينبغي للهيئة أن
تنتقي ـ إن كانت عامدة ـ من كلم ابن تيمية نصوصا متزأة وغي صرية أو مقتنصة ،فتعارض با قوله
بسلطة المة ف حفظ الشريعة ،وتعارض با قوله بأن العدل ل اليان أساس عمارة الرض .و تعارض
مسلكه .فذلك خلف النهج العلمي ،فل بد من الصحة النهجية ف المور العرفية.
-6وبناء على ذلك فول المر/الاكم ليس أدرى بالصلحة من المة ،ول يصح القول بذلك إل إذا
كانت له قوامة على المة كقوامة الباء على البناء والوصياء على اليتام والولياء على القاصرين وليس
ذلك له ،فللمة القوامة على كل حاكم ،وهذا ما صرح به ابن تيمية ف نص له ذكرناه مرارا ،يؤكد فيه
سلطة المة وأنا هي الخولة بفظ الشريعة.
26
الظال ف دواوينها وإما أن يستقروا ف سجونا .فكيف يكونون إذ ذاك أهل حل وعقد من دون دعم
المهور ،وال يقول "ولول رهطك لرجناك".
27
الثانية :ابن رشد على كل حال يقول ل خلف ف ذلك أعرفه ،فلم ينف وجود اللف ،بل نفى
علمه به .فهل تزعم اليئة أنه ل خلف فيه ،لنجيب على نفيها؟.
الثالثة :استشهدت اليئة بقول بفيلسوف كابن رشد ف مقولة سياسية ،و الكمة ضالة الؤمن ،ترى
لو أن احد دعاة الدستور والجتمع الدن استشهد برأي مثله ،أل يكن أن تضيف إليه اليئة تمة جديدة هي
ترويج آراء الفلسفة وأهل البدع!.
-6وكذلك استشهادها برأي ابن تيمية ،وابن تيمية –كابن رشد -يشي إل (صورة المام)
النموذجية (أي الراشدية) ف الفقه السلمي ،ول يشي هو ول أي نقيه إل النماذج الخرى :وف استشهاد
اليئة ملحظتان:
الول :أن ابن تيمية ل يورد النص ف مال صلحية الاكم وحقوقه ،إنا أورده ف مال واجبات
الاكم ،فهو يقول "يب على ول أمر السلمي " والغرض الساسي هو قوله "البحث عن الستحقي
للوليات ،من نوابه على المصار من المراء والقضاة ،ويستعمل أصلح من يده"
وهنا مربط الفرس :البحث عن الستحقي وأصلح الوجودين ،القصود بالنص واجبات الاكم،
وتكافؤ الفرص واختيار الصلح.
الثانية :أن ابن تيمية وغيه من الفقهاء كالشوكان ل يصوا الاكم بفهوم ول المر ،بل أدخلوا ف
الفهوم القضاة وصاحب الظال وصاحب السبة.
-7إن دعاة الدستور والجتمع الدن ل يقولوا إن الكومة مسلوبة الختصاص ف تولية القضاة ،إنا
قالوا :إنه ينبغي اشتراك أكثر من جهة ف تولية القضاة ،بأن يكون تعيي قضاة الدرجة الول من ملس
القضاء العلى ،وأن يكون تعيي قضاة الدرجة الثانية والجالس ورئاسة الحاكمة مشتركا بي ثلث
جهات:
oالتعيي الول الساسي من ملس القضاء.
oالعتراض أو الوافقة من ملس النواب.
(oإصدار القرار) أو العتراض من اللك.
(انظر مسودة نو دستور إسلمي للدولة السلمية الديثة الملكة العربية السعودية نوذجا "الذي قدمه
العتقلون الثلثة")
وهذا يسد مسارب تأثيات الكومة على القضاء ،بصورة أفضل من تفرد الكومة بالتعيي.
-8قياس السلطي على نب أو راشدي قياس باطل ،إن قياس الكومات والدول الموية والعباسية
والعثمانية والملوكية والطوائفية العاصرة على الدولة النبوية والراشدية ،قياس باطل لن للقياس أصول
معتبة ،وهي تانس العلة ،وهناك فوارق فصلتها ف سباعية (الدستور السلمي) ولسيما كتاب (معايي
28
استقلل القضاء الدولية ف بوتقة إسلمية) وكتاب (استقلل القضاء السعودي ،عوائقه وسبل تعزيزه)
أهها :أن النب صلى ال عليه وسلم ،له صفات عديدة فهو نب ف مال الوحي ،وهو حاكم شوري عادل
ف مال الدولة ،وهو مفت يقول ـ معصوما ـ بالوحي ،ث هو قاض يكم با لديه من الوحي ،وبا أراه ال
من الرأي .وهو ل يقر على الطأ ف الجتهاد ،بل ينل خب السماء بتوجيهه .فإذا وجد حاكم أو بشر فيه
هذه الصفات أمكن القياس عليه .
أما القياس على اللفاء الراشدين ،فاللفاء الراشدون يتسمون بسمات خس ،ل تكاد تتوافر ف أي
حاكم جاء بعدهم:
الول:أنم متهدون على معرفة بالحكام الشرعية تصل إل درجة الجتهاد.
الثانية :أنم نوذج عال ف مال النصح للمة واليثار والتضحية والشجاعة.
الثالثة :أنم ف البادرة والبتكار والرأي والنكة وسداد الرأي ف أعلى مرتبة.
الرابعة :أنم ف السلك الشخصي على أعلى درجة من الورع والعدالة.
الامسة :أنم منتخبون عن رضا منتخبيهم ،وهو أفضل الصحابة.
فإذا وجدت هذه الصفات المس ف أي حاكم ،اتسق القياس.
فإذا كانت سات اللفاء الراشدين ل تتوافر ف %99من الكام ،فل ينبغي تقرير قواعد ل تنطبق
إل على ،%1لن أحكام الشريعة العامة ل توضع للحالت النادرة ،ولو وضعت لا جاز وضع قاعدة
للحالت الشاذة ،ث تطبيقها على الحوال العامة.
-9لن العدالة والشورى ف الدارة والتربية وقسمة الال ،أحكام شرعية ثابتة ،أما اختصاصات
الكام ،فهي من الوسائل ،فإذا كانت الوسيلة الت هي انفراد الاكم ،تفضي إل نقض الصل الذي هو
العدالة ،والشورى ،وجب تغيي الوسيلة ،بالروج من صيغة ول المر الذي يقبض بيديه أزمة السلطات
الثلث ،إل صورة الدولة الديثة (دولة الؤسسات) الت توزع عبء الكم على ثلثة أعمدة.
هل لدى اليئة حلول للتخلف السياسي الذي يعيشه هذا البلد؟ ،أل ترى أن بلدنا هو الوحيد ف
العال الذي ليس فيه دستور يؤكد سلطة المة وقوامتها.
-10وحت لو حكى ابن رشد الجاع ،فالجاع ل يكون على ما فيه مقال ،لن إجاع الفقهاء لو
صح زعم اليئة لكان إجاعا على غي أصل ،لنه منقوض بسلطة المة الت قررها القرآن الكري ،فكيف
يكون الجاع على مالفة نص شرعي ،وكيف يكون الجاع خلف حقيقة حقوقية بديهة ،يعرفها البتدئون
ف أقسام السياسة والقانون ف أي جامعة؟.
وإجاع الفقهاء السابقي يص عصرهم ،ويعال أوضاع القضاء ،والسياسة ف تلك العصور ،أما
ظاهرة الدولة الديثة ،وتعقد طبيعتها ،وتعدد وظائفها ،وكثرة مشكلت الناس فهي من النوازل الستجدة،
29
الت تثي أسئلة ل يدور حولا القدماء ،وتتطلب حلول عملية ،تسد مسارب الوى والور .هناك عشرة
أسباب تتلف با الدولة العربية والسلمية الديثة ،تعل قياسها حت على الموية والعباسية قياسا فاسدا،
وتبي أن تقسيم السلطان وفصلها فريضة شرعية ،وتبي أن القول بلفها يسد الطغيان.
-2واليئة ل تترم ماولت الجتهاد ،لبناء فقه سياسي إسلمي حديث ،لن مفهوم الدولة ،الديثة،
وتطبيقات السياسة الشرعية عليها ،ل يتضح ف ذهن اليئة فيها شك أيضا ،ولذلك صارت هذه النظريات
السياسية الديثة ف رأي اليئة وفقها ال "ل تعد مسلمة ف النظم السياسية العاصرة كما يشهد بذلك
واقعها" ،إذا كان استقلل القضاء وتوزيع السلطات وإنشاء ملس النواب وتواجد التجمعات الهلية
الدنية من ما فيه قولن :ما البديل هل هو ثقافة "الحكام السلطانية" لب يعلى أو "الاوردي الت تقدم ف
معهد القضاء العال على أنا قطعيان الفقه السياسي ف السلم؟.
30
-3الت ل يوز لحد التجديد ف وسائلها ول ف آلياتا ول ف ضماناتا .وهكذا تنساق اليئة إل
منهج الذين يريدون حاية تلفنا السياسي بطاب دين ،من أمثال الذين يرمون النتخابات البلدية والنيابية،
ومن من يرمون العتصام والظاهرات ،ويقولون :هاتوا اليات والحاديث ،ومن من ل يرون فوائد
ضمانات استقلل القضاء ،وفوائد الجالس النيابية ،وفوائد التجمعات الهلية الدنية ،ليت هؤلء الفقهاء
يعيشون سني ف الدول الدستورية ،ليعرفوا صحة ما نقول ،وليعرفوا أن تطبيق هذه الضمانات حقق عدالة
وشورى ،وتلحا بي القيادة والجتمع ،وازدراء اليئة النظم الدستورية ،أمر طبيعي ف سياق ما اعتبناه
الصيغة العباسية للثقافة السلمية ،الت نشأت ف ظلل مفهوم (الدولة البوليسية).
إن القرآن والسنة فصل شق الشريعة الروحي ،كما ند ف مسائل الطهارة والصلة ،وفصل ما ل
يتغي من شق الشريعة الدن ،كالواريث وأحكام العلقة الزوجية ،وهذه الوضوعات ل تكاد تتاج إل
اجتهادات جديدة.
ولكن القرآن والسنة ،ل يفصل السألة السياسية ،لن السياسة أشد العلوم اضطرابا ،لختلف طبائع
الناس وعاداتم ،ولكن السلم أقر البادئ أقر مبدأ (العدالة) ،وأقر مبدأ (الرية السامية) وأقر مبدأ
(التعددية والتسامح) ،وأقر مبدأ (الشورى اللزمة) .ولكنه ل يفصلها ف قوالب مددة ،وهذا ما أشار إليه
إمام الرمي الوين ،عندما ذكر أن مسائل السياسة "عرية عن القطع" .وهو يقصد أن تفصيلتا ليست من
القطعيات.
-4أما البادئ فهى من القطعيات .ومن أجل ذلك فإن الخذ با صح من علوم النسان والسياسة
والجتماع والطبيعة ،يعتب من الشريعة ،ولو ل يفعله الرسول صلى ال عليه وسلم ،ولو ل يفعله اللفاء
الراشدون ،مادام ل يالف الشريعة( ،كما ذكر ابن عقيل وابن القيم ف غي هذا السياق).
فإذا كان العدل والشورى ف الدولة الصغية؛ يضمنان بأحادية الاكم ،ول يضمنان ف الدولة
الكبية ،بتوزيع السلطة ،فإن توزيع السلطة ،من الوسائل وليس من البادئ ول يوز إذن الوقوف على
الوسائل ،والمود على القوالب ،واعتبارها كالبادئ .فديوان الظال أحدثه العباسيون ،ولكنه صيغة –
لعلها -ناسبت النظام السياسي والحوال ف الدولة القدية ،ولكن هذا القالب ل يكفي اليوم ف الدولة
الديثة.
ووزارة التفويض ف الدولة العباسية –لعلها -كانت صيغة مناسبة لعلج أحوال سياسية ،ل مفر منها،
ف واقع الدولة العباسية ولكن هذا وذاك ،ليس علجا ما دام مناسبا لكل الحوال والن زمنه والمنه ،وهو
على كل حال ليس سنة شرعية ،ول علقة له بالسلف الصال ،فضل عن منهجهم الذي تريد اليئة أن
تعله هراوة تصدر با أحكاما بالسجن أعواما طوال.
31
والتعليم ف العصور القدية ل يكن مقسما إل ابتدائي ومتوسط وعال وجامعي ،واللجوء إل التقسيم
والتنظيم بالراحل ،أفضل لضبط برامج التعليم ف مسطرة ،وهذه القوالب التعليمية الديثة ،أفضل تسيدا
لبادئ التربية ،من القوالب القدية .وكذلك هي الدارة السياسية.
اليثية الثالثة عشرة :أيضا اليئة تنتقم للفقهاء الذين يريدون حاية التخلف السياسي والقضائي وقمع
حقوق النسان بطاب دين:
قالت اليئة ف حيثيات الكم علي بالسجن سبع سني.إساءة الظن بالعلماء والقضاة ،باتامه بعضهم
بقوله السطر (:)37/45
"إن بعض الفقهاء الادعي والخدوعي ،يريدون حاية تلفنا السياسي،بلى أعناق نصوص القرآن،
بقولم" :ول المر أدرى بالصلحة".
((وادعائه هو الدعى عليه متروك الفال أن بعض الحكام القضائية جرمت أمورا مشروعة ،وأنا هي
وفتوى هيئة كبار العلماء حول لنة حقوق النسان عام 1413هـ أضعفت الثقة ف الفقهاء والقضاة
وأبرزتم آلة من آلت قمع الشعب ،وأن العقوبات التعزيرية غي منضبطة وتتفاوت قلة وكثرة حسب
رغبات وتدخلت الاكم وتلك الرأة والتطاول من الدعى عليهما تسبب ملء قلوب الرعية على الراعي
وعلى العلماء وتنفر منهم وتذهب هيبة السلطان وتقلل من شأن العلماء ف النفوس ،وقد يؤدي إل ما هو
أكثر من ذلك)).
((وهذا خلف منهج السلف الصال جاء ف تفسي القرطب عن أحد السلف قوله (ل يزال الناس
بي ما عظموا السلطان والعلماء فإن عظموا هذين أصلح ال دنياهم وأخراهم وإن استخفوا بذين أفسدوا
دنياهم وأخراهم)).
العتراض:
أ -وف ذلك مسائل ما صرحت به والدكتور الفال شيء هو الصدع بكلمة الق :بأن هيئة كبار
العلماء جرمت أمورا مشروعة ،والدليل على ذلك أن الدولة أنشأت اليوم اللجنة الت جرمت بالمس ،وما
تعتبه اليئة من لوازم ما صرحت به شيء أخر وهو أن ذلك يفضي إل كذا وكذا ،ولزم القول ليس
بقول ،هذا عندما يكون الوار ،أما ف القضاء فالعتماد عليه إنا هو اعتماد على أدلة أرق من الباء:
-1الذي قاله دعاة الدستور عامة ،أن القضاء ف هذه البلد ،يتاج إل تعزيز ضمانات العدالة
والناهة ،وتلك أمور مددة،شرحتها الطابات والذكرات والكتيبات ،وف خطاب (رؤية لستقلل
القضاء) الذي قدمناه نن الثني ما يكفي .هناك فروق بي نزاهة القضاة أشخاصا ،ونزاهة القضاء نظاما،
32
كررناها مرارا .ل نتحدث عن أشخاص ،بل نتحدث عن أنظمة .إل الشخاص الذين هاجونا ،فقد جئنا من
التلميح ،با يغن عن التصريح.
-2أما كون عقوبات التعزيز غي منضبطة دون مسطرة ،فهذا أمر معلوم للخصوص والعموم،
أما كونا تتفاوت قلة وكثرة حسب رغبات وتدخل الاكم ،فذلك أمر معلن ف قواعد القضاء وله شواهد
ف تطبيقاته ،لن اعتقاد الؤسسة القضائية ،أن الاكم هو القاضي الول،وأنه أدرى بالصلحة ،يفقد القضاء
استقلله عن الكومة.
فكيف تعتب الؤسسة كلمنا جرأة تل قلوب الرعية على الراعي ،وعلى العلماء ،تذهب هيبة
السلطان .اليئة نفسها خاصة والؤسسة القضائية عامة ،تطبق ف أحكامها ماصرحنا به ،القضاة والعلماء هم
الذين أذهبوا هيبة القضاء والفقه .فلماذا تملنا اليئة الدفاع عنهم .إن تدخلت الكومة مازة ف (نظرية
القضاء) ،وهناك كتب وأباث منشورة للقضاة ،وهي ثابتة أيضا ف التطبيق ،أي أن العقوبات ف مسائل
الرأي والتعبي والقوق السياسة ،توزن حسب رغبة الاكم أو أزيد ،والصكوك الت أصدرتا الحاكم
حاضرة كما أنم حاضرون ،دعاة حقوق النسان حاضرون على السرح ،واللف حاضر أولئك الذين
صدرت عليهم أحكام قاسية ترم ما يدور حكمه ف الشريعة بي الوجوب والستحباب والباحة،
وحاضرون أيضا الذين سكت القضاء عن توقيفهم بضع سني من دون ماكمة .ونقول إن بعض الحكام
القضائية جرمت أمورا مشروعة.
وكان ينبغي أن تطالبنا اليئة بالبينة على ما نقول ،أما أن تعد قولنا من حيثيات الكم بالسجن سبع
سني ،فهذا يدل على عدم اللتزام بالسس الشرعية للمحاكمة .وقضيتنا نن العتقلي الثلثة على كل حال
نوذج جديد ،لتجري القضاء ما يدور حكمه ف الشريعة بي الباحة والستحباب والوجوب.
-3ومن يدل على أن اليئة ل زالت ف النموذج العباسي للدارة السياسية والقضاء والقوق
والتربية أنا تستخدام كلمة (الراعي) للدولة ،بصورة تمل معن القوامة فاليئة تستخدمها استخداما يوحي،
بقوامة الاكم على المة ،إنا القصود با ف السلم الدب والرعاية والشفقة ،وليس القصود با (القوامة
) على الناس ،ول الوصاية عليهم كما تبادر إل ذهنها من تشبيه الرسول صلى ال عليه وسلم الاكم
بالراعي ،من أجل ذلك ينبغي تصحيح استخدام هذا التشبيه اليوم ،فالعلقة بي الدولة والجتمع علقة
تعاقدية ،تقوم على تكافؤ القوق والواجبات ،لكي ل ير هذا الصطلح إل مثل ما انرت اليئة إليه من
تقديس الكام والقضاة والفقهاء.
33
-1أجل هيئة كبار العلماء والقضاء والفقهاء الكوميي جرمت أمورا مشروعة ،كما ف فتواها
الشهية بتحري قيام (كلجنة حقوق النسان الشرعية) ،الت أنشأها ستة من الفقهاء وأساتذة الامعات
(الشيخ عبد ال البين،و الشيخ عبد ال السعري ،والشيخ سليمان الرشودي ،والدكتور حد الصليفيح
رحه ال ،و الدكتور حود التويري .وكاتب هذا العتراض (الامد) وهذا أمر ل يتاج إل بيان ،والناس
شهود ال ف أرضه.
-2ونقول حقا إن جرأة الفقهاء الكوميي والقضاة ،على مثل هذه المور ،تضعف الثقة بم.
-3والصل ف القضاء أن يكون حامي حقوق الشعب وحرياته ،وأن يكون حصن الستضعفي من
ظلم القوياء ،وملذ الضطهدين من جور وزارة الداخلية ،والدولة هي أقوى القوياء ،فإذا ل يقم القضاء
بإنصاف الفراد العزل الشتات ،من القبضة المنية الفولذية ،فمن البديهي أن يعتب آلة من ثلثية قمع
الشعب :القمع التربوي والعلمي ،عب التلقي والقمع البوليسي عب أجهزة الباحث وسجونا ،والقمع
القضائي الذي يصادق على قمع الباحث بطابع (بصمة) دين.
-4والذي يذهب هيبة العلماء أو الكام ،ليس هو مصارحتهم ونصحهم ،بل الغش والداهنة
والنفاق،أما النصائح العلنية ،فإنا هي الت تلو عيون الغافلي ،و تشد من أزر الصالي ،وتد من استشراء
الفاسقي ،وهذه الفئات الثلث موجودة ف كل متمع والكام والفقهاء ليسو جنسا مقدسا من البشر،
والعلماء الذين ل يريدون أن يستخف بم الناس ،عليهم أن يأخذوا بالديث الشريف "رحم ال أمرءا كف
الغيبة عن نفسه" ،كما قال أبو السن الرجان:
لو عظموه ف النفوس لعظما # ولو أن أهل العلم صانوه صانم
مياه بالطماع حت تهما # ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا
-5أما احترام الكام والعلماء وتقديرهم ،أمر ل يتلف فيه اثنان ،ولكن لذلك ضوابط شرعية ،ل
تفي على اليئة ول على غيها.
-6ث إن نصح الاكم والعلماء ،ليس من ما يل بالحترام ،وإن ل صارت نصيحة الطلب
أستاذهم إذا أخطأ – إخلل بالحترام والدب تاه الرؤساء والكابر ،والدب نوعان:
أدب شرعي وهو احترام المراء والعلماء الناصحي وتقديرهم والدعاء لم ،ونصحهم داخل ف هذا
الدب الشرعي :على طريقة أب بكر رضي ال عنة رحم ال أمرءا أهدى إل عيوب" وهذا هو مقصود ابن
سعدي من احترام السلطان والعلماء.
ج -اليئة تدافع عن النموذج العباسي ف القضاء والدارة السياسية والقوق والتربية ،باقتناص
زلت علماء السلف العباسي:
34
كالنص الذي استشهدت به اليئة للقرطب ف احترام العلماء :ف استشهادها مسائل:
-1أن اليئة اجتزأت نصا جاء ف تفسي آية (أول المر) ،وكأن هذا النص الذي استشهد به
القرطب ،يعب عن هو رأي القرطب،
-2والنص الذكور إنا هو رأي سهل بن عبد ال التستري ،وهو أحد علماء السلف العباسي .ول
ندري ل أسقطت اليئة اسم سهل بن عبدال التستري ،وقدمته بوصف (أحد السلف) ،وكان من الضروري
ذكر اسه لكي ل توهم أن القرطب ساق قول لرجال من الفقهاء الجاهدين ،كالسن البصري وسعيد بن
السيب ،والثوري ومالك وأب حنيفة والشافعي وأحد وابن تيمية والعز بن عبد السلم.
وآراء سهل وأمثاله كبالبباري لم على مالم من فضل زلت تيل إل تقديس السلطان ،كقول
سهل" :إذا نى السلطان العال أن يفت فليس له ذلك ،وإن أفت فهو عاص وإن كان أمي جائرا (تفسي
القرطب).
زلت سهل بن عبد ال واضرابا تناقض آراء أبرز رموز السلفية ف شقها النبلي من الفقهاء
الجاهدين ومواقفهم كالمام بن تيمية ،فلماذا عندما تريد اليئة تقديس السلطان والعلماء ،ل تد نصوصا
للسلف من النابلة ،وكتب ابن تيمية و لسيما السبة وكتب ابن القيم أشهر من نار على علم ،وتلجأ إل
زلت أمثال سهل بن عبد ال والبباري.
-3ث هي تنقل زلة لسهل بن عبدال وكأن القرطب يتبناها ،وف ذلك تدليس ،والقرطب كابن جرير
يمع القوال ،وقد يرجح أحيانا ،وهو عندما ذكر قول سهل ل يلتفت إليه ،ول يرجحه.
والقرطب ل يقول بثل قول سهل بن عبدال ،لنه يعرف واقع حكام وفقهاء زمانه ،فقد سرد أقوال
الفسرين ف تفسي آية "يا أيها الذين آمنوا إن كثيا من الحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل"
(التوبة )34:علق عليها فقال" :وقيل كانوا يأخذون من غلتم وأموالم ضرائب باسم حاية الدين والقيام
بالشرع ،وقيل كانوا يرتشون ف الحكام" ث علق على هذا القول" :كما يفعله اليوم كثي من الولة
والكام".
ولقد أساءت اليئة إل عرض القرطب المام الزاهد الناصح بثل هذا التدليس ،كيف وهو الذين
ساق آراء أمثال ابن عطية وابن خويز منداد وابن حزم ،ف مسألة الصدع بالق وقرر ما ذكره الفسرون
من الصحابة ،كعلي بن أب طالب ،ف أن طاعة المة السلطي ،إنا هي مبنية على طاعتهم ال ،عندما
أدرك ارتباط آية الطاعة بآية العدل فساق قول علي" :حق على المام أن يكم بالعدل ويؤدي المانة ،فإذا
فعل ذلك وجب على الناس أن يطيعوه" (تفسي القرطب).
35
-4ث إن السلف الصال القدوة ،هم الصحابة السابقون ،الذين أقاموا الكم الشوري الراشد
العادل ،أما الذين عاشوا ف ظلل الكم البوليسي أو الدكتاتوري ،فكل منهم معذور وهو إن شاء ال
مأجور ،ولكنهم ليسوا حجة مستقلة.
وبثل زلت سهل وأصحابه من من عنونت بم اليئة للسلف العباسي الصال ضاعت الندلس
وسقطت بغداد .وباسم السلف الصال ،جاءت اليئة لتصادر حقوق النسان أيضا اليوم.
د -إن قراءة اليئة عجيبة لقوق الواطني ،وكفالة حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع
السامية:
وف أقوالا عدة نقاط:
-1ليس الذي يسئ إل البلد أو الؤسسات الشرعية كفالة القوق .بل الذي يسئ إليها انتهاكها.
ونوذج ذلك أن الثارة الت صارت لقضيتنا أكثر سلبية ،من معالة الوقف من دون توقيف ،ومن
دون إحالة إل القضاء ،ومن دون أحكام قاسية ماذا سيقرؤها الرأي العام الحلي ،فضل عن الرأي العام
والعرب والسلمي والعالي؟ ،على أنا إخلل بالقوق الت كفلتها الشريعة للمواطني ،قبل أربعة عشر قرنا
من اعتبارها مشتركات إنسانية بي المم وعلمة على أن القضاء ل يتمتع بضمانات للناهة ول للعدالة
معا.
-2ل تثبت اليئة الجج الت استندت إليها مقولت ،بل أبرزت العناوين ،من دون سوق الجج
والدلة ف اجتزاء واضح ،فيه اقتناص الشوارد ،وفيه ل أعناق النصوص ،وفيه إخراج للكلمات الت تعتبها
حادة أو طويلة اللسان من سياقها.
-3أجل يطالب دعاة العدالة والشورى الؤسسة اليئة القضائية بتطوير الجراءات ونظام الجراءات
الزائية لترتفع أحكامها إل مستوى الشريعة السمحة ،ولتلتزم با وقعته الدولة من مواثيق حقوق النسان.
إذا كان القضاء وهو واجهة الدولة ،ل يطبق هذه القواني ،فكيف ينتظر من وزارة الداخلية أن تطبق
القواني الخرى.
هذا ليس معناه أن يزعم أحد من دعاة الدستور والصلح أنه ليطئ ،وأنه موفق للقول الصواب،
أو ملهم الكمة وفصل الطاب ،ول يزعم أحد منهم أنه ل يطئ ،فكل منا نن البشر ،خطاءون وخي
الطاءين التوابون ،وكلنا عندما نغضب نستخدم ألفاظا غاضبة ،لكن هناك مسائل عديدة:
-1بي الخطاء ،واستثمارها من أجل ضرب مشروع الصلح نفسه كل شيء يفهم ف إطار
سياقه ،ول يستل خطأ الشخص معزولً عن سياق صوابه.
36
-2والول حل السلمي عامة ،والعلماء ودعاة القسط خاصة على الحمل السن ،بد ًل من تصيد
العثرات ،والنظر من الزويا الادة.
-3جاءت خطابات الصلح من ذوي غية على اللة والمة والقيادة جاءت هادئة النبة ،تمل ول
تفصل ،ولكن عندما جوبه دعاة الصلح بالقمع ،وشهر بم ف الصحف ،واتموا ف أعراضهم وعلمهم
ومقاصدهم ،ذكروا المثلة ،وفصلوا المور الجملة ،وعندما سجنوا من دون أي مسوغ شرعي نظامي ،من
الطبيعي أن تزداد نبتم حدة.
-4على كل حال دعاة الصلح السياسي الطلقاء ،والعتقلون يتطلعون إل قائد البلد خادم
الرمي الشريفي وول العهد ف إعلنما الاجة إل الصلح السياسي والداري ،واهتمامها بالوار
الوطن ،وسعيهما إل البدء بريطة الصلح السياسي ،من خلل خطوات ف تعزيز القضاء ،والنتخابات
البلدية ،ويثمنون جهود المراء الخرين ،الذين ينادون بأهية الصلح ،كمناداة المي سلطان
بالديقراطية الؤسسة على الشريعة ،وتصريات المي طلل بن عبد العزيز والمي سعود الفيصل التكررة،
وينتظرون من المراء الكبار الصامتي أن يعلنوا دعم الصلح وينتظرون من الميع مزيدا من ترسيخ
القوال بالفعال.
-5إن دعاة الدستور والجتمع الدن السلمي يؤكدون كل مناسبة ،أنم جنود لم ،أذلة على
الؤمني ،يقومون بدورهم ،ومن سجن منهم يعتبون السجن إمتحانا للصدق والصب ،ويسألون ال الثبات
على الق ،ولكنهم لن يقولوا للفقهاء والمراء الذين يريدون أن يستمر سبك خطاب دين للقمع والور:
سياسيا أو قضائيا مرحى.
-6ويسألون ال الداية والفلح ،للتاهات والهات الت تريد قمع الشعب وتويعه وترويعه
ومنعه حقوقه وحرياته الشرعية بجة الفاظ على المن ،أو بجة الفاظ على الشريعة ،يقولون لا :إن
عقارب الساعة لن ترجع إل الوراء ،وإنه لبد من وضع ضوابط تكفل الشاركة الشعبية ،وعدالة توزيع
الثروة والقوة والدارة ف البلد ،ولن ينجح الستمرار ف سبك خطاب دين لتبير التخلف السياسي
والداري والقضائي.
-7ويرجون أن تتأمل هذه الهات نتائج السياسة المنية الت اتذتا وزارة الداخلية منذ عام
1414هـ (1993م) ف قمع دعاة الدستور والجتمع الدن وحقوق النسان ،وقمع الجاهدين بالكلمة
الصادقة ،من الفقهاء والفكرين وأساتذة الامعات خاصة ,وأئمة الساجد ,والثقفي ,والحامي ,والهتمي
بالشأن العام ،لتتأكد الهات أن هذه تلك السياسة ،هي السبب الساسي ف تفجر العنف ،وف بروز
خطاب العارضة الارجية الذي ينادي بسقوط الدولة.
37
-8ومعن ذلك أن الحكام القاسية ،الت أصدرها القضاة اليوم ،كالحكام الت أصدروها بالمس
قبل عشر سني ,لن تؤدي إل ما تأمل تلك الهات ،من إفشال دعوة الدستور والجتمع الدن وحقوق
النسان ،بل ستؤدي إل مزيد من تراكم الهود الصلحية ،لن الظروف والحلية والقليمية الدولية،
تشي إشارة واضحة:أن عقارب الساعة لن ترجع إل الوراء ،و النهر لن يعود القهقرى ،ودعاة الصلح من
الطلقاء والعتقلي ،يدركون أن الصب والثبات اليوم ،من أكثر المور جدوى ف الستقبل ،نسأل ال لنا
ولميع الجاهدين بقول كلمة العدل والتواصي بالعروف والق الثبات والخلص،وأن يعل الميع من
"الذين آمنوا وعملوا الصالات ،وتواصوا بالق وتواصوا بالصب".
لن يستقل القضاء إل بالتضحيات ،ولن تقل تاوزات الجهزة المنية إل بالتضحيات ،ولن ينال
الناس حقوقهم ولسيما حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع الشرعية إل بالتضحيات ,تلك سنة ال ف
الياة ،وصدق ال العظيم "أم حسبتم أن تدخلوا النة ،ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ،مستهم
البأساء والضراء وزلزلوا ،حت يقول الرسول والذين آمنوا معه:
= مت نصر ال؟
= أل إن نصر ال قريب!!.
-9أخيا نقول للقضاة الفضلء ف مكمة التمييز :إننا ل نكن نتوقع إنصاف القضاة لن يعترف
القضاء بقوق النسان ول بقوق التهم فما دام القضاء ف ظل النظمة السارية ،ل يتخلص من العيوب
السبعة الوهرية السبع الوبقات ما للناس من حقوق وحريات الت شرحناها ف (سباعية الدستور) الت
ورثها عن القضاء العباسي.
-10ول نتوقع أن أحدا من القضاة مهما كان لم من الصلح يستطيع اجتياز هذه الواجز ،وإنا
كتبنا هذه العتراضات لقامة الجة على الميع ,وللسهام ف بث الوعي القوقي بي الناس عامة ،وف
الدفاع عن العقيدة والشريعة ،ولنسهم ف إزالة ما ران على منهج أهل السنة والماعة ،وعقيدة السلف
الصال من تريفات الغافلي ،الت طمست معال العدالة والشورى ،لنه ليس من النطق أن نسكت عن بيان
حجتنا وحقنا ،لن الساكت عن الق شيطان أخرس .نسأل ال لنا وللجهات الحافظة ف القيادة والقضاء
الداية ،ونسأله سبحانه وتعال السلمة لذا البلد من الظلم والقمع ،الذين ها سبب الفت الهلية
والتدخلت الارجية ف كل أمة وملة.
38
(الكم) لتعزيزه ف مادته الثانية عشرة والثالثة والعشرين من (الوحدة والئتلف وحاية العقيدة وحقوق
النسان وفق الشريعة)" وف ذلك مسائل :
-1هل لدى القضاء مدونة ،لكي ترجع إليها هيئة التمييز و الحكوم عليهم و شهود ال ف
أرضه ،لطابقة الكم على القاعدة.
هل مرجعيتها ( بيان حقوق النسان ف السلم ) الت أعلنه مفكرو السلم وقضاؤه السلميون ف
مؤتر باريس؟.
هل مرجعيتها ميثاق (حقوق النسان ف السلم) ،الذي أقره مؤتر وزراء الارجية العرب ف
القاهرة؟ أم وثيقة (حقوق النسان) الت أقرتا جامعة الدول العربية ،وصادقت عليها الدولة ف رجب
1425هـ (أغسطس 2004م)؟.
هل هناك أحد من فقهاء هذا البلد الستقلي الجاهدين بكلمة الق ،ألف كتابا ف هذا القل ،لكي
تيل اليئة فهمها لقوق النسان إليه ،هل مرجعيتها مثل كتاب ألفه فقيه أو مفكر إسلمي مصلح كالفكر
ممد الغزال (حقوق النسان ف السلم) الذي درس ف جامعة أم القرى بضع سني؟ لنحتكم إليه لكي ل
أحيل إل كتاب متهم مثلي (حقوق النسان ف السلم بي عدل السلم وجور الكام) أو (حقوق التهم
ف السلم بي الكم البي والشوري).
ب -أتنسى اليئة أن جعية حقوق النسان ف الملكة من خلل أعضائها الناشطي ،ولسيما
(الدكتوران الدكتور راشد البارك و الثلن) ،أدانوا سلوكها ،أن سجننا تعسفي ،ورفضوا حضور جلساتا
السرية ،وشهدوا اعترافا فإنم بأن اليئة خالف الشريعة و النظمة الدولية بإصرارها على الحاكمة السرية،
فهل اليئة تدرك معايي ف حقوق النسان أكثر من أعضاء هيئة حقوق النسان منهم ،أم أنم كانوا أكثر
حرية منها؟ وهل مفهوم حقوق النسان هلمي زئبقي إسفنجي ،لكي تفسره اليئة على هواها.
ج -ث إن اليئة عندما دلست على كل ما قلناه من أدلة و براهي ،على اختلل نظام القضاء ،وأكثر
كلم الصلحي ف خطابتهم ،يقرر :إن القضاء صار أداة من أدوات انتهاك حقوق النسان ،و قد قال
العتقلون الثلثة ف ذلك ما يكفي ،ولذا تأسيس فقهي ،ف كتاب العايي ،و وقائع و أمثله ف كتاب
استقلل القضاء السعودي من (سباعية الدستور السلمي) ،وف دفوعي تفصيل .وهذا الوضوع وهو أكثر
الوضوعات ورودا ،فلماذا تغاضت اليئة عن كل ذلك ،ول تدنا بأعظم ما قلناه وهو الطعن ف القضاء،
والطعن ف القضاء مسألة كبية ل تعادل ما حاولت اليئة اقتناصه من كلمات عابرة فيها تذكي لبعض
المراء بالسلبيات الدارية .أو فيها تبيان من خاصة أو بالشتراك مع الدكتور الفال على سلبيات هيئة
كبار العلماء و الفتاء .عندما أدركت اليئة أن القضاء صار خصما ،ولذلك أخرجت اليئة أهل القضاء،
39
لنقل العركة من القضاء إل المراء لنقول للمراء إننا نصدر حكما قاصيا على هؤلء ،ل لنم كشفوا ما
ف الروقة و الغرف الغلقة ف القضاء ،بل لنم يسبون المراء .وهذا هو مفهوم حقوق النسان ؟
فيك الصام وأنت الصم والكم يا أعدل الناس إل ف مـاكمت
فاليئة أرادت ضرب أناس شككوا ف استقلل القضاء ،ولكنها ل تذكر ما قالوا ،بل بثت عن
حيثيات أخرى .فما علقة حكم اليئة إذن بحماية حقوق النسان ،هل تنكر اليئة أن اللحظات العشرين
عن السجون الت وردت ف خطاب كتبته بالشتراك مع الدكتور الفال إنا هي حاية لقوق النسان؟ وقد
لصتها أيضا ف مذكرة دفوعي ،هل تنكر اليئة أن العايي العشرين كتبها أيضا ف دفوعي إنا هي حاية
لقوق النسان.
د -إن صك اليئة عن حاية حقوق النسان ،يعن بفهوم حاية حقوق النسان ،مفهوما جديدا غريبا
إنه حاية النموذج العباسي ف الدارة السياسية والقضاء من ناقديه ،ولذلك فإن القضاء ل زال يشارك
وزارة الداخلية اليوم ف قمع حقوق النسان :السجناء الثلثة ،كما شارك ف قمع دعاة حقوق النسان
الطلقاء كالفقيه الجاهد الدكتور عبد الميد البارك الذي سجن ول زال يضايق لجل مظاهرة .والجاهد
ممد سعيد طيب الذي حوصر ومنع من إقامة ندوته الثلوثية ،كما شارك من قبل ف قمع دعاة حقوق
النسان الذين أعلنوا لنة حقوق النسان ،أو كانوا لا حوضا كالدكتور حد الصليفح رحه ال والشيخ
سليمان الرشودي ،والدكتور /خالد الدويش والشيخ عبد العزيز الوهيب وغيهم كثي ،أن مفهوم القضاء
و وزارة الداخلية (حاية حقوق النسان) هو الذي دفع الدكتور ممد السعري والدكتور سعد الفقيه إل
العارضة من الارج .إذا كانت هذه القائق تزعج بعض الناس ،فإنن أشهد با هو أكثر ،أشهد أن سياسة
وزارة الداخلية ،تاه دعاة الصلح من فقهاء ومفكرين و أساتذة جامعات .وخطباء جوامع و مثقفي و
مهتمي بالشأن العام منذ سنة 1414هـ ،هي الفجر الكب للعنف و ل نود ف هذه العجالة أن نرج عن
التلميح إل التصريح.
هـ_ لكن ل ينبغي استغراب ذلك ،فاليئة تطعن من تف الاصرة ،وذلك هو السلوب الدارج ،ف
الفكر القوقي والقضائي العباسي السائد .أن يطعن الداعون إل جلء الوهام عن الفهام ،ف العقيدة
والشريعة ،بخالفة الشريعة ،وأن يطعن الداعون إل حاية حقوق النسان أيضا بسلح حقوق النسان.
40
نوعا من إطالة اللسان وإسقاط اليبة ،وكأنا تردد مقولة (عبد اللك بن مروان) من قال ل أتق ال ضربت
عنقه ،بدل من مقولة عمر بن الطاب "ل خي فيكم إذا ل تقولوها ،ول خي فينا إذا ل نقبلها" ،أو تصرف
معاوية بن أب سفيان عندما نقده أبو مسلم الولن (انظر اللية لب نعيم) و(للصباح الضيء لبن الوزي).
تردد اليئة نفس مقولت وزارة الداخلية ،حول الصال العامة وأمن البلد ،والوحدة والئتلف ولم
اللف ،وكأن الكلم ف السلبيات هو الداء العظم ،وتنسى أن هذا التناصح يب أن يقال ف هذا
الوقت ،وهذا ما فعله أمثال أبن سعدي والعز بن عبد السلم وابن تيمية ،وأمثالم من الذين لو كانوا أمام
اليئة ،لا كانوا أحسن حالً منا ف أحكام اليئة ،لسيما وقد وضح من سياق اليئة اسم (ابن) سعدي ،أنا
ل تعرف عنه ما ينبغي معرفته ،ليئة قضائية تستشهد بنص عال شهي.
41
-4هل نقد الدكتور الفال لدعوة الشيخ ممد بن عبدالوهاب ،يستحق هذا الوصف( .أل
تتقي ال اليئة ف نفسها) ،ما قاله الفال يقال منذ أكثر من عشر سني ،عن دعوة الشيخ
ممد بن عبد الوهاب ،ول نر أحدا سجن بسبب ذلك .وهو وجهة نظر
-5ما قاله الستاذ علي الدمين ،هل هو أشد من ما قال الوارج من أفكار ،ل يسجنهم عليها
علي بن أب طالب ،وهم كما قال المام أحد أشد الفرق البتدعة ضللً.
-6هل حكمت اليئة هذه الحكام ،على علي الدمين بتسع سنوات ،وعلى متروك الفال
بست سنوات من أجل مقالي ف نقد دعوة الشيخ ممد بن عبدالوهاب أو نقد الفكر
الدين الرسي السائد؟ ،فهل هي تسد منهج أهل السنة والماعة والسلف الصال ،الذي
بلوره ابن تيمية ف نص سقناه ،أم تسد منهج غلة الوارج وغلة العتزلة أمام خصومهم.
ث هل هذه القوال توجب السجن والتعزير ،أم توجب الجة والبيان ،فلماذا اليئة وهي تتحدث عن
السلف الصال ،تلجأ إل نج الوارج الوائل مع مالفيهم ف الرأي ،ونج العتزلة الوائل أيام الأمون
والعتصم ضد مالفيهم .صك اليئة برهان على أن اليئة تلبس لباس دعوة الشيخ ممد بن عبدالوهاب
والسلف الصال ،ولكنها تطبق أسلوب قدامى الوارج والعتزلة ف قمع الرأس الخر.
-7هل ترى اليئة وجوب إلزام الناس بذهب فقهي ،سواء أكان ف مساجدهم أو ف
قضاياهم؟ وهل لا دليل معتب؟ أل تدرك اليئة أن اللك عبد العزيز إنا بن الدولة ،عندما
تنب الخطاء ،الت وقعت فيها الدولة السعودية الول ،ف مضايقة الناس ف الجاز نوه،
عندما اته إل بناء دولة إسلمية ،ترج من الصيغة الذهبية أو العنصرية ،الت تاول أن تب
الذاهب والطوائف والقليات ،فتجعل هذه الذاهب والطوائف تتطلع إل العدل والشورى
من خارج السوار.
ولنفترض أن ما نادى به دعاة الدستور والجتمع الدن وحقوق النسان مطئ ف السلوب ،بل
لنفترض أنه مطئ ف السلوب والضمون معا ،أليس اجتهادا شرعيا معتبا؟ ،هل على الجتهاد الشرعي
عقوبة شرعية ،فضل عن الكم القاسي بالسجن بضع سني تتراوح بي الست والتسع ،ونسيت اليئة ما
تقرر عند علماء السلف ،ف هذه السألة ،الذي بلوره المام ابن تيمية عندما قال ((فرض ال على ولة أمر
السلمي إتباع الشرع الذي هو الكتاب والسنة ،وإذا تنازع بعض السلمي ف شيء من مسائل الدين ،ولو
كان النازع من آحاد طلب العلم؛ ل يكن لولة المور أن يلزموه باتباع حكم حاكم ،بل عليهم أن يبينوا
له الق ،كما يبي الق للجاهل و التعلم ،فإن تبي له الق وعائد بعده استحق العقاب ،وأما من يقول إن
الذي قلته هو قول أو قول طائفة من العلماء من السلمي ،وقد قلته اجتهادا أو تقليد ،فهذا ل توز عقوبته
باتفاق السلمي ،ولو كان قد أخطأ خطأ مالفا للكتاب والسنة ،ولو عوقب هذا لعوقب جيع السلمي ،فإنه
42
ما من أحد إل وله أقوال اجتهد فيها أو قلد فيها وهو مطأ ،ولو عاقب ال الخطأ لعاقب جيع اللق)) ف
مموع الفتاوى .35/378
وقال أيضا ((الفت والندي والعامي إذا تكلموا بسب اجتهادهم اجتهادا أو تقليد ،قاصدين إتباع
الرسول ببلغ علمهم ،ل يستحقون العقوبة بإجاع السلمي ،وإن كانوا قد أخطئوا خطأ ممعا عليه ،ول
يكن لحد من الكام بجرد قوله أن يكم بأن الذي قاله هو الق دون قولم ،بل يكم بينه وبينهم الكتاب
والسنة ،فإن ظهر الق رجع الميع إليه ،وإن ل يظهر سكت هذا عن هذا ،كالسائل الت تقع يتنازع فيها
أهل الذاهب ،ل يقول أحد أنه يب على صاحب مذهب أن يتبع مذهب غيه))( .الفتاوى.)35/379:
ونسيت اليئة أن رموز السلف العباسي الصال ،الذين تضرب اليوم دعاة العدل والشورى بسوطهم،
إنا عانوا اضطهاد السلطان ،بسبب اجتهادا تم ،ورأسهم ف ذلك المام أحد ،ث المام ابن تيمية.
ودعاة العدالة والشورى اليوم ،ل ينادون باجتهادات فيها قولن ،بل بقائق "العدل أساس الكم،
عندما ينادون بوضع مسطرة لضبط نزاهة وعدالة القضاء ،ووضع ضمانات ماسبة ومراقبة لضبط الال
العام ،ووضع أطر للمشاركة الشعبية ف القرار الكومي ،ولسيما ف القضايا الكبي :العلئق الارجية
والسياسة التربوية والجتماعية والالية والدارية ،فأين نج السلف الصال ف صك اليئة؟.
ولنفترض أن ف هذه القضية قولي ،أل يشفع لن اجتهدوا اجتهادا شرعيا اجتهادهم ،ما دام الغرض
الجرامي غي متوافر.
ج -أم أنه ل يوز لهل العلم أن يتهدوا ،إل بوافقة الاكم والفقهاء .إن دعاة الدستور والجتمع
الدن إنا يقدمون أفكارا فقهية و قضائية ،والفقهاء الرسيون والقضاة أول بالبادرة با وببحثها ،والقضاة
يدركون أن ابن تيمية وابن القيم ،وعموم شيوخ وعلماء الذهب النبلي ،أكثر الذاهب انفتاحا ف مسألة
حرية العلماء ف آرائهم ،وأنه ل يوز لسلطان ول لفقيه أن يلزم الناس برأيه ،فلماذا تركت اليئة رأي
شيوخ الذهب ف قاعدة من قواعده الكبى ،وبثت عن علماء الندلس كابن رشد والقطب؟.
ما هذا النتقاء ،أل يأخذ مشائخنا من ابن تيمية إل مسائل توحيد الصفات؟ فعلم يتركون توحيد
المة على العدالة والشورى وحرية الرأي والساواة ،الت أكدها هذا الجاهد ف أكثر القولت ،وكتاب
السياسة الشرعية أوضح إعلن.
وهب أنه ل يوز لدعاة الدستور والجتمع الدن مافعلوه ،أل يكفي التنبيه والوار والقناع ،أم أنه ل
بد من حكم بالسجن مددا تصل إل تسعة أعوام؟.
ب -أصحاب التمييز والنظر القضاة:
43
ول مشاحة ف الرأي ،فنحن ل نلزم اليئة وفقنا ال إياكم وإياها بقولتنا .ولكن أل تؤمن اليئة
ببدأ حرية الرأي والتعبي والجتماع والتجمع السامية ،الت قررها القرآن الكري ،وطبقها اللفاء السلف
الراشدي القوي ،أفل يسعنا ويسع اليئة ما قال الشاعر :
عندك راض والرأي متلف نن با عندنا وأنت با
لنصل إل "واختلف الرأي ل يفسد للود قضية" وهل من الشريعة أو الخلق النسانية ،أن يكون
جزاء الطروحات الثقافية الت يقدمها الفقهاء وأساتذة الامعات والفكرون ،سجنا يتراوح مابي تسع
وست سنوات بد ًل من الوائز الت تشجع على البحث والوار.،
إن هذا الصك الذي أصدرته اليئة ،علمة بارزة ف تاريخ القضاء ،إنه يسد ثقافة القوق العباسية،
إن صكها يسد ثقافة الفقهاء الذين ظلوا طوال سبعي عاما ،يشتركون ف قيادة هذا البلد ،من دون (رؤية)
ول (مبادرة) ،ول حت ف إصلح ما هم ألصق الناس به وهو (القضاء) ،ورغم ذلك يطالبون الناس
بطاعتهم وتعظيمهم .إنه يسد عقلية القضاء العباسي ،كشفت اليئة بصكها نوذج الفقه الذي ل يكون من
ل بتعددية ول تباع ول حوار!.
و ل هي التزمت بأقوال أهم إمام اعتمد عليه الشيخ ممد بن عبد الوهاب ،وهو ابن تيمية ،ول هي
اعتمدت على سياسية اللك عبد العزيز ،الت نسمعها ونسمع عنها ف مقامات عديدة من المراء كالمي عبد
ال بن عبد العزيز والمي سلمان بن عبدالعزيز.
واللف ف موضوع الدستور والجتمع الدن ل ينع من قوله لكن أقولا الق والدفاع عن المراء،
إن اليئة تسد نظرة ضيقة .لن تنب مثل هذه الثارات ،موضوع اتفاق بي المراء سواء أكان من أهل
الحافظة أم الصلح ،مع دعاة الصلح من فقهاء وأساتذة جامعات ومفكرين ومثقفي ومهتمي بالشأن
العام ويبدو أن اليئة ل تدرك مثل هذه المور .وإن كان.
ب -اليئة إنا تسد القاعدة التبعة :ضرب كل إصلح سياسي باسم العقيدة السلفية:
من الواضح أن اليئة بذه الحكام وبصياغة اليثيات .تسد تقاليد مرعية منذ أكثر من أربعي عاما،
وهي ترسل رسائل كما يلي:
-1إذن اليئة تسد اتاها سياسيا درج على ضرب دعاة الصلح السياسي بتهم دينية ،لستخدام
الدين صقرا تصطاد به الآرب ،وهذه سنة عرفت منذ أعوام 1385هـ .وكل السياسيي الذين دخلوا
السجون يعرفونا ،فقد درجت عبارات العقيدة الصحيحة ،والسلم والتكفي ،والتبديع ،منذ ذلك الزمان،
وظن كثي من الناس ،أن القضاء أو وزارة الداخلية صادقة ،عندما تتحدث عن العقيدة ،وأنا حقا معينة
بالدفاع عنها.
44
بيد أن الستار انكشف بعد حرب الليج الثانية 1414هـ عندما صار قوام دعاة الصلح والتغيي
من السلميي ،وبصفت أحد شهود العيان الكثي ،فإن أقول ما أقول ،ولدي زملئي منذ حرب الليج من
الشواهد ما يكفي ،هل القضاء يدافع عن العقيدة عندما شارك وزارة الداخلية ف سجن أساتذة العقيدة
والديث والفقه ف الامعات ،كالدكتور سفر الوال والشيخ سليمان الرشودي والدكتور ناصر العمر
والدكتور سلمان العودة وغيهم.
أليس القضاء يشارك بالتدليس على سجن علماء العقيدة الن ،كالفقيه الجتهد سليمان العلوان
والحدث الصول عبد ال بن عبدالرحن السعد ،شيوخ العقيدة والسلفية ف السجون ،وتلميذ بن تيميه
وممد بن عبد الوهاب ف السجون ،إذن عن أي إمام وعقيدة وسلفية تتحدثون؟.
45
و -تشويه خطاب (دعوة الدستور و الجتمع الدن السلمي) بأنا غي سلفية ،وإنا هي تعتمد على
أقوال مهجورة أو مرجوحة ،وبعض دعاتا لم آراء غي مقبولة ف العقيدة ،ولكي ينجر الخرون إل
التركيز على هذه الثانويات وترك الوضوع الساسي.
على كل حال ،فإن أنصار دعاة دعوة الصلح السياسي والداري والقضائي ف الجتمع الهلي،
لن تنطلي عليهم هذه اللتفافات ،الت تذكر باللتفاف عن مفهوم ماكمة العلنية فالناس العاديون اليوم
فضلً عن الثقفي أدركوا ،من خلل البيانات والدفوعات والطاب والكتاب ،أن دعاة الصلح من كافة
الطياف والناطق والتاهات ،اجتمعوا على خطاب الدستور والجتمع الدن السلمي ،ضامن حقوق
الشعب وحرياته السامية ،وقد عرفوا متانة تأصيل الطاب فقهيا ،عند تقدم إل التوقيع على هذا الطاب،
من صفوة من فقهاء ،هذا البلد ومفكريه وأساتذة الامعات وخطباء الوامع والهتمي بالشأن العام
ومثقفيه .وأن مهما كان لحد من الوقعي من إجتهادات قابلة للخطأ والوصواب ف أمور أخرى ،والناس
ف هذا البلد تعلموا أن التفاق على الساسيات وهي الدستور ،ومطالبة الكومة بالوفاء بشروط البيعة على
الكتاب والسنة :العدالة والشورى ،هو الول من النشغال بالثانويات.
-1ترى ما الذي ضايق اليئة ،من أن يتمع الناس على خطاب واحد ،فيجد العلمانيون ف سنة
الليفة الهدي على بن أب طالب ،ولحقة عمر بن عبد العزيز ما يغنيهم عن مفهوم الرية ف العلمانية
الغربية؟ وما الذي يضايقها من أن تد الطوائف والذاهب الخرى ف رحابة هذا الفهوم ،ما يقق مفهوم
دولة الرضا والختيار؟ وما الذي يضايقها ف أن يد القوميون ف مفهوم الدولة السلمية ،الذي يعل
للعرب فضل الريادة والقيادة ما يغنيهم عن مفاهيم القومية العنصرية ،وما الذي يضايقها ف أن يد
الساريون من الهتمي بالعدالة والغذاء والطعام .للفئات السحوقة ،ف تطبيقات خليفة كعمر وعلي ،ما
يغنيهم عن العجاب بالنماذج الخرى؟ .وما الذي يضايق التاهات الحافظة ف القيادة ،من أن يوجد
خطاب وطن إسلمي يسعى إل مايفظ لا مكانتها واستمرارها وتقوية الكم ،ويفظ للشعب حقوقه
وحرياته وكرامته ،ومشاركته ف اتاذ القرارات الكبى ف العلئق الارجية والتربية الجتماعية والدعوة
إل ال والتعليم والدارة والال والقتصاد أليس ف كل ذلك شد لعماد اليمة وأطنابا وأروفتها وأروقتها.
اليئة ل تقرأ تصريات خادم الرمي الشريفي ،ول تصريات المي عبد ال بن عبدالعزيز وأعماله
التتابعة ،ول تصريات المي سلطان بذا الشأن ،و إنا تضي ف أسلوب مضى زمانه ،وكأنا تريد أن تفرق
الناس الذي جعهم المل بول العهد الوطن الصلحي ،لكي يتفرقوا أشتاتا ف الارج كما تفرق الذين من
قبلهم ف أعقاب ربيع الرياض الول ،1414الت على آثارها ظهر خطاب العارضة الارجية وخطاب
الناداة بسقوط الدولة ،وحركة العنف .ويبدو أن اليئة ل تدرك تداعيات هذا التاه على الدى القريب
والبصي فضل عن الدى البعيد.
46
-2من أجل ذلك نرجو من هيئة التميز النظر ف تداعيات مثل هو الحكام ،من أجل أن يبقى أمل
دعاة الدستور والجتمع الدن الذي كانوا ألفا ،وهم بعد هذا الكم ألوف ،أن يبقى نظرهم متعلقا بالقيادة،
ومن أجل أن يستمروا جنودا خلفها سواء أكانوا سجنا ،أو طلقاء لننا جيعا نسعى إل التلف بشرف.
فإذا دعمت هيئة التمييز هذه الحكام فإن ذلك ينظر إليه على أنه يثل رأي السلطة الدفي نشأة
الصلح وبالتال فإن احتمالت التداعيات قد تتد إل ظهور معارضات شاملة داخلية وخارجية ،وأن تضم
ملفات القضايا السياسية ،سواء أكانت ف الباحث والسجون أم ف القضاء ،بصورة أوسع من ما وقع سنة
1414هـ.
-3ونقول لكل من يشكك ف سلفية الطاب ،خطاب الصلح خطاب يتوي على تديد ف دعوة
الشيخ ممد بن عبد الوهاب ،ينتمي إليها ،ويدرك أنا عنصر من عناصر بناء الكيان ،ولكنه يريد أن يدد
فيها ،لتستطيع أن تاوب على تديات العلمنة والفرنة واليمنة الجنبية .وليس مبنيا على أقوال مهجورة
أو مرجوحة ،بل مبن على دلئل قطعية من الكتاب والسنة ،ويتوي التأسيس على أكثر من مئة نص ف
السياسة الشرعية ،تثبت أن الدستور والجتمع الدن السلمي هو اليار الثالث الذي ينقذ المة من نوذج
الكم الموي والعباسي الذي فرط بالقوق والريات السامية ،ومن الدستور العلمان الذي فرط
بالخلق والوية ،ولكن هيئة القضاء ل تطلع على هذا التأسيس ،والكم على الشي إنا هو فرع عن
تصوره.
-4ثبت أن كثيا من القضايا الت أثارها دعاة الصلح السياسي ،من ما يناسب الخذ به ،فها هي
مؤترات الوار الت اقترحت ف خطاب الرؤية ،وها هي النتخابات البلدية ،وها هو حديث الساعة عن
القضاء وإصلحه ،وحاجته إل قواعد مدونة مددة موحدة ،وها هو الديث عن مناهج إعداد القضاة ،وها
هو الكلم عن بند التعزيز وحاجته إل ضوابط أصبحت هذه الشياء ما ًل للمقالت والكتابـ إذن أل
يفتقر ما يعتب ف الطابات من حدة وما يعتب فيها أخطاء اجتهادية أن وحدت من أجل هذا الصواب
الكثي.
47