Professional Documents
Culture Documents
ميزان المدفوعات
20/3/2007
1
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
إن ميزان المدفوعات هو بمثابة الحساب الذي يسجل قيمة الحقوق و الديون الناشئة بين
بلد معين والعالم الخارجي و ذلك نتيجة المبادلت و المعاملت التي تنشأ بين المقيمين في هذا
البلد ونظرائهم بالخارج خلل فترة زمنية عادة ما تكون سنة.
و لـميزان المدفوعات أهمية كبيرة لنه من خلل دراسة مفرداته يعكس لنا درجة التقدم
القتصادي في هذا البلد و يمكننا من تحديد مركزه المالي بالنسبة للعالم الخارجي ،لذلك فإنه
غالبا ما يطلب صندوق النقد الدولي من جميع أعضائه تقديم قف موازين مدفوعاتها سنويا
.لكون هذا الميزان من أهم المؤثرات دقة في الحكم المركز الخارجي للعضو
حقق ميزان المدفوعات المصري ،خلل الفترة من يوليو إلى ديسمبر من السنة المالية
2007 - 2006فائضا كليًا بلغ نحو 9.2مليار دولر مقابل 6.2مليار دولر خلل الفترة
المماثلة من السنة المالية السابقة 2006 - 2005نتج عنه زيادة الصول الحتياطية بالعملت
الجنبية لدى البنك المركزى المصرى بذات القيمة .
وقال بيان للبنك المركزى المصري صدر اليوم إن هذا الفائض جاء معظمه فى ميزان
المعاملت الجارية البالغ 9.1مليار دولر لرتفاع فائض ميزان الخدمات وصافى التحويلت
بدون مقابل من ناحية وارتفاع عجز الميزان التجارى ليصل الى 6.6مليار دولر من ناحية
اخرى .وأشار الى ان الصادرات السلعية حققت زيادة بمقدار 1.2مليار دولر بمعدل 4.24
بالمائه لتبلغ نحو 7.10مليار دولر فى حين ارتفعت الواردات السلعية بمقدار 7.2مليار
دولر بمعدل 2.18بالمائه لتبلغ 3.17مليار دولر مضيفا أن إرتفاع الصادرات جاء نتيجة
لزيادة الصادرات غير البترولية بمعدل 9.45بالمائه خاصة الصادرات من مجموعتى السلع
تامة الصنع والسلع نصف المصنعة وكذا الصادرات البترولية بمعدل 9.6بالمائه خاصة
الصادرات من الغاز الطبيعى التى ارتفعت بمعدل 3.15بالمائه والبترول الخام بمعدل 6.8
بالمائه فى حين جاءت الزيادة فى الواردات محصلة لزيادة الواردات غير البترولية بمعدل
2.26بالمائه وتراجع الواردات البترولية بمعدل 4.19بالمائه.
وقال بيان البنك المركزى المصري انه فيما يتعلق بالفائض المحقق فى الميزان الخدمى
والبالغ نحو 5.6مليار دولر بمعدل 3.31بالمائه فقد جاء انعكاسا لرتفاع المتحصلت
الخدمية بمعدل 4.14بالمائه لتبلغ نحو 10مليارات دولر وكذا تراجع المدفوعات الخدمية
بمعدل 6.1بالمائه لتقتصر على نحو 4.4مليار دولر .
2
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
وفيما يتعلق بالمعاملت الرأسمالية والمالية مع العالم الخارجى خلل النصف الول من السنة
المالية 2007 - 2006فقد حقق الستثمار الجنبى المباشر فى مصر صافى تدفق للداخل بلغ
نحو 2.7مليار دولر مقابل 3.3مليار دولر خلل الفترة المماثلة من السنة المالية السابقة
. 2006 - 2005
3
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
و تتم حركة رؤوس الموال القصيرة الجل لتسوية ما يحصل بين المقيمين من عمليات في حساب
العمليات الجارية و حساب رأس المال الطويل الجل.
و تعد هذه الشكال من التحويلت الرأسمالية بالنتيجة حقا أو دينا للبلد على الخارج أو العكس،
أي أنها قد تضيق أو تنقص تلك الحقوق أو الديون للبلد على العالم الخارجي .
ملحظة:
عادة ما يطلق على ميزان العمليات الجارية و ميزان التحويلت من طرف واحد و حركة رؤوس
الموال الطويلة الجل مجتمعة لميزان المدفوعات الساسي و لقد أخدنا بالتقييم السابق فقط من أجل
التوضيح و التبسيط.
-4ميزان حركة الذهب و النقد الجنبي:
تقيم تسوية المدفوعات عن طريق التعاملت الجنبية أو الذهب ،و الذي كان من وسائل الدفع الكثر
قبول في الوفاء باللتزامات الدولية ،فتسوي الدولة عجز ميزان مدفوعاتها بتصدير الذهب إلى
الخارج ،كما يمكنها في حالة وجود فائض بشراء كمية من الذهب من الخارج وفقًا لقيمة هذا الفائض.
و الذهب الذي يسوي العجز و الفائض هو الذي يحتفظ به البنك المركزي أو السلطات النقدية كغطاء
أو احتياطي ،و هذا الميزان لديه جانب دائن و جانب مدين تقيد فيهما حركة الذهب والنقد الجنبي.
-5فترة السهو و الخطأ:
تستعمل هذه الفقرة من أجل موازنة ميزان المدفوعات من الناحية المحاسبية ) أي تساوي جانب
المدين مع جانب الدائن( ،لن تسهيل العمليات يكون تبعا لطريقة القيد المزدوج ،وتستخدم هذه الفقرة
أيضا في الحالت التالية :
-الخطأ في تقسيم السلع و الخدمات محل التبادل نتيجة اختلف أسعار صرف العملت.
-قد تؤدي ضرورات المن القومي للبلد إلى عدم الفصاح عن مشترياته العسكرية من أسلحة
و عتاد لذلك تم إدراجها بفقرة السهو و الخطأ.
4
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
5
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
6
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
و تمثل هذه الشروط أهم أركان النظرية التقليدية) (classical theoryو نلخص هذه النظرية
بالعتماد المتبادل لحركة الذهب من وإلى البلد مع حالة ميزان مدفوعاتها ،ففي حالة حدوث فائض في
الميزان فإنه يعني دخول كميات كبيرة من الذهب إلى البلد يرافقها زيادة في عرض النقود في التداول
المر الذي ينجم عنه ارتفاع في السعار المحلية للبلد المذكور مقارنة مع القطار الخرى ،و ستترتب
عن دلك نتيجتين ،أولهما انخفاض صادرات البلد إلى الخارج نظرا لرتفاع أسعارها من وجهت نظر
الجانب و ثانيتهما هو ارتفاع في استيرادات البلد من الخارج نظرا لملئمة أسعار السلع الجنبية من
وجهة نظر مواطني البلد و تستمر هذه العملية حتى يعود التوازن إلى ميزان المدفوعات .أما حالة
حدوث عجز في الميزان ،فإن النتيجة ستكون متعاكسة و لكنها ستقود إلى توازن الميزان أيضا.
غير أن التغيرات الحاصلة في السعار يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في أسعار الفائدة طبقا للنظرية
الكلسيكية و هذه بدورها ستؤثر على وضع ميزان المدفوعات و لكن ليس مثلما يؤثر مستوى السعار
على إعادة التوازن في الميزان ففي الحالة الولى ) حالة الفائض(
بمقدور البنك المركزي للبلد خفض سعر الفائدة على القروض الممنوحة نظرا لرتفاع السيولة المحلية،
مما سيؤدي إلى تدفق الموال إلى خارج البلد و بالتالي التخلص من الفائض المتاح و إعادة التوازن
للميزان ثانية ،أما الحالة الثانية ) حالة العجز ( فبإمكان رفع سعر الفائدة من أجل جذب الموال الجنبية
إلى الداخل و عندها ستزداد السيولة في السوق المالية ز إعادة التوازن للميزان .
7
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
و تتلخص هذه النظرية في أن الختلل الحاصل في ميزان المدفوعات سيؤدي إلى إحداث تغير
في مستوى الستخدام و النتاج للبلد و بالتالي في مستوى الدخل المحقق و ذلك تحث تأثير مضاعف
التجارة الخارجية ،فحينما يسجل ميزان المدفوعات لبلد ما فائضا جراء التزايد في صادراته و منه سوف
يرتفع مستوى الستخدام في تلك الصناعات التصديرية فتواكبها زيادة في معدل الجور و من تم الدخول
الموزعة و سيترتب على زيادة الدخول تنامي في الطلب على السلع و الخدمات بنسبة أكبر نتيجة لعمل
المضاعف فترتفع الستيرادات مما يؤدي إلى عودة التوازن إلى الميزان .و يحدث العكس في حالة
وجود عجز في الميزان ،غير أن العديد من القتصاديين الكنزيين ل يرون ضمانا لمعالجة الخلل في
ميزان المدفوعات بهذه الطريقة ذلك لنه في حالة العجز فإن انخفاض الدخل قد ل يكون بنفس مقدار
النخفاض الحاصل في النفاق و ما يجر بدوره إلى انخفاض في الطلب على الصرف الجنبي و لهذا
السبب وحده يمكن أن تتدخل السلطات العامة من أجل إجراء تغييرات مناسبة )مقصودة ( في الدخل
بالقدر الذي يؤدي إلى إعادة التوازن في ميزان المدفوعات و طبقا للنظرية الكينزية يمكن أن تقوم
السياسة المالية بدور هام في هذا المجال و ذلك من خلل التغيرات في النفاق كاستخدام الضرائب مثل،
ففي حالة وجود عجز في الميزان يمكن إجراء تخفيض في النفاق العام بفرض ضرائب على الدخول
مثل و تحث تأثير المضاعف سيؤدي دلك إلى انخفاض أكبر في الدخل و بالتالي في الطلب الكلي بمافي
دلك الطلب على الستيرادات ،و هذا يعني انخفاض الطلب على الصرف الجنبي ،و عندها سيعود
التوازن إلى الميزان و ينطبق دلك أيضا في حالة وجود فائض في الميزان و لكن بصورة متعاكسة علوة
على دلك تستطيع السلطات المالية استخدام السياسة النقدية لمعالجة الخلل في ميزان المدفوعات ،غير أن
الكينزيين ل يعتدوا عليها مقارنة بالسياسة المالية و من أهم أدوات السياسة النقدية هي سعر الفائدة حيث
يتم خفض عرض النقد في التداول الذي يؤدي بدوره إلى رفع سعر الفائدة مما سيؤثر على حجم النفاق
الكلي نظرا لنخفاض النفاق الستثماري في هذه الحالة ،و هو ما يشجع على تدفق رؤوس الموال
للداخل و عندها سيتحسن موقف ميزان المدفوعات.
نستنتج من المعطيات السابقة أن بمقدور السلطات العامة التدخل في إعادة التوازن لميزان المدفوعات
باستخدام السياسة المالية أو النقدية لمعالجة حالة عدم التوازن في القتصاد سواء عند حدوث تضخم
)بسبب العجز في الميزان( أو كساد اقتصادي ) بسبب الفائض في الميزان ( و يطلق على هذه المعالجات
بسياسات الستقرار .
د /طريقة المرونات ) أو التجارة(:
أظهرت النظريتان الكلسيكية و الكينزية بعض العيوب في تفسير التصحيحات الممكنة للختلل
الحاصل في ميزان المدفوعات ،حيث اعتمدت كلتاهما على ثبات أسعار الصرف التي قلما توجد في
الوقت الحاضر بعد انهيار نظام القيمة المعادلة في عام 1971و انتشار نظم الصرف القائمة على
التعويم ،فقد استندت النظرية الكلسيكية على مجموعة من الفروض الغير واقعية في حين أكدت النظرية
الكينزية على أهمية السياسة المالية في معالجة الخلل في ميزان المدفوعات و التي أدت إلى نتائج
اقتصادية و اجتماعية غير مرغوب فيها.
8
أكاديمية السادات – إقتصاد كلي
مروان سيد الطوانسي
جاءت طريقة المرونات لتعتمد على التغيرات المترتبة على تغيير سعر صرف العملة ) خصوصا من
خلل إجراء تخفيض قيمة العملة ( و التي ستؤثر على الموقف التجاري للبلد المعني حيث ستزداد الصادرات و
بالتالي ستؤثر على عرض الصرف الجنبي أو الطلب عليه ،و من تم سيتأثر وضع ميزان المدفوعات ،
فتخفيض قيمة العملة المحلية حسب هذه الطريقة قد ل تؤدي إلى الهدف المرجو منها و ذلك للسباب التالية :
-1أن نجاح تخفيض قيمة العملة المحلية ) أي زيادة سعر الصرف الجنبي ( سيتوقف في المقام الول على
مرونة الطلب لى الصادرات للبلد و استيرادا ته.
-2آثار عملية تخفيض قيمة العملة تعتمد على معطيات مهمة للقتصاد المعني و خاصة مدى القدرة
الستيعابية ) المتصاص( له ،أي على درجة التوظف السائد في القتصاد ) إن كان في حالة توظف كامل أو
قريب منها أو دونها ( حيث أن لكل من هده الوضاع آثارها المختلفة على حالة التكييف لميزان المدفوعات.
/2التصحيح عن طريق تدخل السلطات العامة :
يحدث كثيرا أل تدع السلطات العامة في الدولة قوى السوق شأنها لعادة التوازن لميزان المدفوعات لما
يعنيه هذا من السماح بتغيرات في مستويات الثمان و الدخل القومي ،و هو ما يتعارض مع سياسة تثبيت الثمان
و استقرار الدخل القومي عند مستوى العمالة الكاملة ،و هي السياسة التي تعطيها الدولة أولوية بالنسبة للتوازن
القتصادي الخارجي و في هذه الحالة تلجأ هذه السلطات إلى العديد من السياسات لعلج اختلل ميزان
المدفوعات .فهناك إجراءات تتخذ داخل القتصاد الوطني و إجراءات تتخذ خارج القتصاد الوطني ،فالجراءات
التي تتخذ داخل القتصاد الوطني تتمثل في :
* بيع السهم و السندات المحلية للجانب للحصول على العملت الجنبية في حالة حصول عجز في الميزان .
* بيع العقارات المحلية للجانب للحصول على النقد الجنبي.
* استخدام أدوات السياسة التجارية المختلفة للضغط على الستيرادات مثل نظام الحصص أو الرسوم الجمركية
إضافة إلى تشجيع الصادرات من أجل تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات.
* استخدام الذهب والحتياطات الدولية المتاحة لدى البلد في تصحيح الخلل في الميزان.
أما الجراءات التي تتخذ خارج القتصاد الوطني تتمثل في :
اللجوء إلى القروض الخارجية من المصادر المختلفة مثل صندوق النقد الدولي أو من البنوك المركزية ·
الجنبية أو من أسواق المال الدولية ....الخ.
بيع جزء من الحتياطي الذهبي للخارج. ·
بيع السهم و السندات التي تملكها السلطات العامة في المؤسسات الجنبية لمواطني تلك القطار للحصول ·
على النقد الجنبي.
و نشير أخيرا إلى أنه لعلج اختلل التوازن لبد من معالجة أسبابه و هذه هي الكيفية التي يتعين بها فهم سياسة
التسوية بمعناها الحقيقي و ل حاجة لنا هنا إلى التأكيد على الترابط و التداخل في سياسات التسوية القومية في
الدول المختلفة ،إذ في المحيط القتصادي الدولي هناك ارتباط بين عجز ميزان مدفوعات بعض الدول و بن
فائض البعض الخر و ما لم تتلق الهداف و الساليب فقد تصبح إعادة التوازن على مستوى الدولي أمرا
ل.
مستحي ً
9