You are on page 1of 35

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫تلخيص كتاب‬
‫الولء والبراء‬
‫في السلم‬
‫للشيخ؛ محمد بن سعيد القحطاني‬

‫تلخيص؛ أبي قتادة النجدي‬


‫الطبعة الولى‪ 1426 ،‬هـ‬
‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫المقدمة‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله‬
‫من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬ملن يهلده اللله فل‬
‫مضل له‪ ،‬وملن يضللل فل هلادي لله‪ ،‬وأشلهد أن ل إلله إل‬
‫الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذا البحث تلخيص لكتاب الولء والبراء في السلللم‬
‫لصاحبة الستاذ محمد بن سعيد القحطاني ‪ -‬غفر الله له ‪-‬‬
‫وهو كتاب قيم فللي بللابه‪ ،‬وقللد أشللرف عليلله علمللاء أجلء‬
‫فجزاهم الله خيرا‪.‬‬
‫وأما عن عملي في التلخيص‪:‬‬
‫ل‪ :‬قمت بوضع نفس عناوين المؤلف ‪ -‬حفظه الله ‪-‬‬ ‫أو ً‬
‫وقمت بوضع أهم النقاط والحكام التي تكلم عنها المؤلف‬
‫داخل هذه العناوين‪.‬‬
‫ثانيلًا‪ :‬وضلعت عنوانلا ً بمسلمى نقلاط مهملة وكلملات‬
‫مضيئة وقد كان عبارة ً عن ذكر أهللم أقللوال العلمللاء الللتي‬
‫مررت بها في الكتاب‪ ،‬وكذلك أقوال العلماء الللتي أوردهللا‬
‫الشيخ في المقدمة والتمهيد وبعض النقاط الهامة القيمللة‬
‫وجعلتها في آخر البحث ومن أراد أن يراجعها مللن مظانهللا‬
‫فلينظر إلى الكتاب‪.‬‬
‫وأسأل الله أن يوفقني في هذا العمل‪ ،‬وأن يجعل هذا‬
‫العمل خالصا ً لوجهه الكريم‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫تلخيص كتاب‬

‫)‪(2‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫"الولء والبراء في السلم"‬


‫كلمة التوحيد‪:‬‬
‫وهي شقين‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ومحمد رسول الله‪.‬‬
‫أما معنى الول‪ :‬ل معبود بحق إل الله‪.‬‬
‫وأما الثاني‪ :‬فتجريد المتابعة للنبي فيما أمللر والنتهللاء‬
‫عما عنه نهى وزجر‪.‬‬
‫فهذه الكلمة ولء لله ولدينه ولكتابه ولنبيه ‪ -‬وسللنته ‪-‬‬
‫وعباده الصالحين‪.‬‬
‫وبراء من حكم الجاهلية ومللن كللل ديللن غيللر السلللم‬
‫ومن الطواغيت والرباب واللهة سوى الله‪.‬‬
‫شروط كلمة التوحيد‪:‬‬
‫وهي سبعة شروط مجموعة في قول الشاعر‪:‬‬
‫والنقياد فادر ما أقول‬ ‫العلم واليقين والقبول‬
‫وفقك الله لما أحبه‬ ‫والصدق والخلص والمحبة‬
‫تنبيه‪ :‬وليس المراد من ذلللك عللدها أو حفظهللا‪ ،‬وإنمللا‬
‫المراد التزامها وعدم مناقضها‪.‬‬
‫الولء والبراء من لوازم كلمة التوحيد‪:‬‬
‫لنهللا تسللتلزم النصللرة والمحبللة للمللؤمنين‪ ،‬والبغللض‬
‫للكافرين والللبراءة منهللم وجهللادهم والهجللرة مللن بلدهللم‬
‫الكافرة ونحو ذلك‪ .‬فالولء والبراء تحقيق لكلمة التوحيد‪.‬‬
‫الرد علــى مــن زعــم أن كلمــة التوحيــد لفــظ‬
‫فقط وبيان الصواب في ذلك‪:‬‬
‫هذا القول باطل‪ ،‬والدلة على بطلنه من عدة أوجه‪:‬‬
‫‪ (1‬أن المنافقين في الللدرك السللفل مللن النللار وهللم‬
‫يقولون كلمة التوحيد بألسنتهم ولكن قلوبهم ل تللؤمن بلله‪،‬‬
‫فلم تنفعهم كلمة التوحيد بشيء‪.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (2‬في الحديث أنلله لبللد لملن قللال ل إلله إل اللله أن‬


‫يكفر بما يعبد من دون الله‪ ،‬فل يكفللي التلفللظ بهللا فل بللد‬
‫من الكفر بالطواغيت والنداد المعبودين من دون الله‪.‬‬
‫‪ (3‬أن أبا بكر والصللحابة ‪ -‬رضللي الللله عنهللم ‪ -‬قللاتلوا‬
‫مانعي الزكاة بل وسموهم مرتدين مع أنهم يقولون كلمللة‬
‫التوحيد‪ ،‬وكذا الذين حرقهم علي رضي الله عنه‪.‬‬
‫‪ (4‬أن المرجئة ‪ -‬أصحاب هذا القللول ‪ -‬يقولللون بكفللر‬
‫من أنكر البعث‪ ،‬ومن جحد شيئا من شرائع السلم مع أنه‬
‫يقول كلمة التوحيد‪ ،‬فل يغنيه التلفظ بها‪.‬‬
‫‪ (5‬إن من أشرك بالله ولو قال كلمة التوحيللد بلسللانه‬
‫فهو مشرك‪ ،‬فل يغنيه التلفظ بها دون عمل القلب والعمل‬
‫بشروطها المذكورة آنفًا‪.‬‬
‫آثار القرار بكلمة التوحيد في حياة النسان‪:‬‬
‫‪ (1‬أنهللا تنشللئ فللي النفللس عللزة عجيبللة‪ ،‬فللالله هللو‬
‫العظيم القادر‪ ،‬فل يخاف إل منه‪.‬‬
‫‪ (2‬أنها تنشئ تواضعا ً مللن غيللر ذل‪ ،‬وترفع لا ً مللن غيللر‬
‫كبر‪.‬‬
‫‪ (3‬أن المؤمن بها يعللم أنله ل سلبيل لله إللى النجلاة‬
‫والفلح إلى بالتمسك بها‪.‬‬
‫‪ (4‬أنها أعظم نعمة على العباد فمن أجلها أعللدت دار‬
‫الثواب ودار العقاب‪ ،‬ولجلها أمرت الرسل بالجهللاد‪ ،‬وهللي‬
‫مفتاح الجنة‪ ،‬ومفتاح دعوة الرسل‪.‬‬
‫نواقض ل إله إل الله وتعليق ل بد منه‪:‬‬
‫‪ (1‬الكفللر واليمللان متقللابلن‪ ،‬إذا زال أحللدهما خلفلله‬
‫الخر‪.‬‬
‫‪ (2‬اليمان عند أهللل السللنة يتكللون مللن ثلثللة أركللان‬
‫وهي‪ :‬قللول وعمللل واعتقللاد‪ ،‬فللإذا زال أحللد هللذه الركللان‬
‫أصبح النسان كافرًا‪.‬‬
‫‪ (3‬الكفر كفللران‪ :‬كفللر اعتقللاد‪ ،‬وكفللر عمللل ‪ -‬كللترك‬
‫الصلة ‪-‬‬
‫وكفر العتقاد خمسة أنواع‪ :‬وهي كفر التكذيب وكفللر‬
‫الباء والستكبار وكفر العراض وكفر الشك وكفر النفاق‪.‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (4‬الشللرك شللركان‪ :‬شللرك أكللبر‪ ،‬وشللرك أصللغر ‪-‬‬


‫كالرياء ‪-‬‬
‫والشللرك الكللبر أنللواع‪ :‬شللرك الللدعاء وشللرك النيللة‬
‫وشرك الطاعة وشرك المحبة‪.‬‬
‫‪ (5‬النفاق نوعان‪ :‬نفاق اعتقاد ونفاق عمل‪.‬‬
‫فنفللاق العتقللاد كتكللذيب الرسللول وغيللر ذلللك وهللو‬
‫مخرج من الملة‪.‬‬
‫ونفاق العمل ‪ -‬إذا حللدث كللذب وإذا وعللد أخلللف وإذا‬
‫ائتمن خان ‪-‬‬
‫‪ (6‬الردة‪ :‬هللي الكفللر بعللد السلللم إملا اعتقللادا وإمللا‬
‫نطقا وإما فعل‪.‬‬
‫‪ -‬من قال الكفر كفر وإن لم يعتقده ولم يعمل بلله إن‬
‫لم يكن مكرهًا‪.‬‬
‫‪ -‬ومن فعل الكفر كفر وإن لم يعتقده ول نطق به‪.‬‬
‫‪ -‬من شرح بالكفر صدرا ٍ فقد كفر‪.‬‬
‫‪ (7‬الحكم بغير ما أنزل الللله قللد يكللون كفللرا ً أكللبر أو‬
‫كفرا ً أصغر‪.‬‬
‫فيكون كفرا ً أكبر‪ :‬إذا اعتقد الحاكم أن الحكم بغير ما‬
‫أنزل الله أفضل من حكللم الللله‪ ،‬أو اعتقلد أنله مثللل حكلم‬
‫الله‪ ،‬أو اعتقد جواز الحكم به‪ ،‬أو جحللد أحقيللة الحكللم بمللا‬
‫أنزل الله‪ ،‬أو حكم بالقوانين الوضعية من دون شرع الللله‪،‬‬
‫أو حكم بعادات الباء والجداد التي يسللمونها "سلللومهم"‪،‬‬
‫فهذه الستة‪ 1‬كلها كفر أكبر مخرج من ملة النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫ويكون كفرا ً أصغر؛ إن حكم في قضية أو نحوها بغيللر‬
‫حكم الله إما شهوة وإما رشوة مع اعتقاده أنه مذنب وأن‬
‫حكم الله أحسن الحكام فهذا يكفللر كفللرا ً أصللغر والكفللر‬
‫الصغر أكبر من أكبر الكبائر‪.‬‬
‫‪ (8‬التشريع ‪ -‬التحليل والتحريللم ‪ -‬مللن خصللائص الللله‬
‫ومن ادعاه لنفسه فقد أشرك‪.‬‬
‫نواقض السلم‪:‬‬
‫المفتي محمد بن إبراهيم‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫وأهم نواقض السلم عشرة ‪ -‬يوجد غيرها ولكن هللذه‬


‫أكثرها وقوعا وأهمها ‪ -‬وهي‪:‬‬
‫‪ (1‬الشرك في عبادة الله‪.‬‬
‫‪ (2‬جعل الوسائط بينله وبيلن الللله يلدعوهم ويسلألهم‬
‫الشفاعة‪.‬‬
‫‪ (3‬عدم تكفير المشركين‪ ،‬أو الشللك فللي كفرهللم‪ ،‬أو‬
‫تصحيح مذهبهم‪.‬‬
‫‪ (4‬اعتقاد أن هدي غير النبي أكمللل مللن هللديه‪ ،‬أو أن‬
‫حكم غيره أحسن مللن حكملله‪ ،‬كتفضلليل حكللم الطللواغيت‬
‫على حكمه‪.‬‬
‫‪ (5‬بغض شيئا مما جاء بلله الرسللول صلللى الللله عليلله‬
‫وسلم ولو عمل به‪.‬‬
‫‪ (6‬الستهزاء بشيء من دين الله أو ثوابه أو عقابه‪.‬‬
‫‪ (7‬السحر فعله والرضا به كفر‪.‬‬
‫‪ (8‬مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين‪.‬‬
‫‪ (9‬اعتقاد أن بعض النللاس ل يجللب عليلله إتبللاع النللبي‬
‫وأنه يسعه الخروج عن شريعته كما وسع الخضللر الخللروج‬
‫عن شريعة موسى عليهم السلم‪.‬‬
‫‪ (10‬العراض عن دين الله ل يتعلمه ول يعمل به‪.‬‬
‫ول فرق فيها بين الهازل والجاد والخائف إل المكره‪.‬‬
‫تعريف الولء والبراء وأهميته‪:‬‬
‫الولء‪ :‬هو النصرة والمحبة والكرام والحترام والكون‬
‫مع المحبوبين ظاهرا ً وباطنًا‪.‬‬
‫اللللبراء‪ :‬هلللو البعلللد والخلص والعلللدواة والبغلللض‬
‫للمبغوضين ظاهرا ً وباطنًا‪.‬‬
‫‪ -‬مسللمى "المللوالة لعللداء الللله" يقللع علللى شللعب‬
‫متفاوتة‪ ،‬منها‪ :‬ما يللوجب الللردة وذهللاب السلللم بالكليللة‪،‬‬
‫ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات‪.‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫أهميــة الــولء والــبراء فــي الكتــاب والســنة‬


‫ونصيبه من الدراسة والتأليف‪:‬‬
‫رغللم أهميللة هللذا الموضللوع ووضللوحه فللي الكتللاب‬
‫والسنة إل أن نصلليبه مللن الدراسللة والتللأليف فللي الكتللب‬
‫العقدية القديمة قليل جدا‪ ،‬وهذا راجع إلى أمور‪:‬‬
‫‪ (1‬وضللوح هللذا المفهللوم لللدى المسلللمين الوائل‪،‬‬
‫لقيامهم بالجهاد في سبيل الله‪ ،‬ورجوعهم إلى كتللاب الللله‬
‫وسنة رسوله‪ ،‬فكان لذلك الثر في اتضاحه لديهم‪.‬‬
‫‪ (2‬ظهور الخلل العقدي في صللفات الللله تعللالى أدى‬
‫إلللى انشللغال علمللاء السلللف فللي الللدفاع عللن العقيللدة‬
‫الصحيحة في باب الصفات بكثرة قل أن تجدها في غيره‪.‬‬
‫‪ (3‬دخول علم الكلم في مؤلفات المسلمين العقديللة‬
‫أدى إلى إقصاء هذا المفهوم‪.‬‬
‫الفرق بيــن الكتـاب والســنة وعلـم الفلســفة‬
‫والكلم‪:‬‬
‫‪ (1‬فللي المصللدر‪ :‬فللالولى ربانيللة المصللدر‪ ،‬والثانيللة‬
‫مصدرها عقول البشر الناقصة‪.‬‬
‫‪ (2‬فللي المنهللج‪ :‬فغايللة علللم الكلم إثبللات وحدانيللة‬
‫الخالق ‪ -‬توحيد الربوبية ‪ -‬ويظنون أن هذا هو المراد بلل "ل‬
‫إله إل الله" بينما المراد بها ل معبود بحق إل اللله ‪ -‬توحيلد‬
‫اللوهية ‪ -‬فالمنهج القرآني يللدعوا إلللى عبللادة الللله وحللده‬
‫وعلم الكلم يدعوا إلى النظر والشك وإثبات وحدانية الللله‬
‫التي كان يقر بها كفار قريش ولم تنفعهم‪.‬‬
‫‪ (3‬قوة التأثير‪ :‬إن طللابع العقيللدة الربانيللة يجعللل لهللا‬
‫سلطانا ً على النفلوس‪ ،‬بعكلس الفلسلفة اللتي تلدل عللى‬
‫جهل أصحابها‪.‬‬
‫‪ (4‬السلوب‪ :‬فالعقيدة الربانية تخللاطب النللاس كافللة‬
‫بوضوح في البيان وإعجاز في اللفظ والمعنى فهي سللهلة‬
‫لكافة البشللر‪ ،‬أمللا علللم الفلسللفة فأسلللوبه المصللطلحات‬
‫المعقدة وأسلوبهم يسير على نمط واحد وهللو "فللإن قيللل‬
‫لنا كذا‪ :‬قلنا لهم كذا"‪.‬‬
‫أما السلوب القرآني فيعرض العقيدة على نمطين‪:‬‬
‫الول‪ :‬توحيد في الثبات والمعرفة‪ :‬أي إثبللات حقيقللة‬
‫الرب وصفاته وأسمائه وأفعاله وهللو الللذي يعللرف بتوحيللد‬
‫الربوبية وتوحيد السماء والصفات‪.‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫الثاني‪ :‬وهو ما يعرف بتوحيد اللوهية أو العبللادة وهللو‬


‫ل معبود بحق إل الله‪.‬‬
‫ويعرف الول بأنه توحيللد علمللي خللبري والثللاني بللأنه‬
‫توحيد إرادي طلبي‪.‬‬
‫من طرق منهج العقيــدة فــي ترســيخ عقيــدة‬
‫الولء والبراء‪:‬‬
‫‪ (1‬المر بالكفر بالطاغوت وهو كل معبود أو متبوع أو‬
‫مطاع سوى الله‪.‬‬
‫‪ (2‬التحذير من التفاخر بالباء فقد يكون بعضللهم مللن‬
‫فحم جهنم‪.‬‬
‫‪ (3‬استخدام مشاهد يللوم القيامللة لتصللوير الخصللومة‬
‫بين المتبوعين والتباع‪.‬‬
‫‪ (4‬ضرب المثال‪ ،‬وأبرز مثال لبراهيللم عليلله السلللم‬
‫وسنتكلم عن ذلك لحقًا‪.‬‬
‫‪ (5‬اسللتخدام التهديللد والوعيللد بعللد البيللان وإقامللة‬
‫الحجة‪.‬‬
‫أوليــاء الرحمــن وأوليــاء الشــيطان وطبيعــة‬
‫العداوة بينهما‪:‬‬
‫أولياء الرحمن هم الذين أجابوا دعوة الرسل‪ ،‬وأوليللاء‬
‫الشيطان هم الذين أعرضوا عنها‪.‬‬
‫ومن صللفات أوليللاء الرحمللن اسللتجابتهم لحكللم الللله‬
‫بالعكس من أولياء الشيطان‪.‬‬
‫طبيعة العداوة بين الفريقين‪:‬‬
‫عللداوة الشلليطان لوليللاء الرحمللن تتمثللل فللي سللبع‬
‫مراتب‪:‬‬
‫‪ (1‬الكفر والشللرك‪ :‬وبللذلك يصللبح النسللان مللن جنللد‬
‫الشيطان وعساكره‪.‬‬
‫‪ (2‬البدعللة‪ :‬فهللي أعظللم مللن المعاصللي لنهللا تضللر‬
‫بالدين وتخالف دعوة المرسلين‪.‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (3‬الكبائر‪ :‬ويركز الشيطان فيها على من كان عالمللا ً‬


‫لينفر الناس عنه‪.‬‬
‫‪ (4‬الصغائر‪ :‬ومعلوم أنهللا إذا اجتمعللت علللى النسللان‬
‫أهلكته‪.‬‬
‫‪ (5‬الشغال بالمباحات‪ :‬فل فائدة فيها إذ ل ثواب فيهللا‬
‫ول عقاب‪.‬‬
‫‪ (6‬الشللغال بالمفضللول عللن الفاضللل‪ :‬لللتزاح عنلله‬
‫الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل‪.‬‬
‫‪ (7‬أن يسللط عليله حزبله ملن النلس والجلن بلأنواع‬
‫الذى وتضليله وتكفيره والتحذير منه‪.‬‬
‫سبب العداوة بين الشيطان وأولياءه وأوليــاء‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫‪ (1‬الكبر‪ :‬فأولياء الشيطان استكبروا عن الحق وعلى‬
‫الرسول والرسالة‪.‬‬
‫‪ (2‬استحباب الحياة الدنيا على الخرة‪.‬‬
‫‪ (3‬الحسد‪ :‬فأولياء الشيطان يكنون للمؤمنين الحسللد‬
‫فهم يريدون أن يكونوا سواًء في الكفر‪.‬‬
‫‪ (4‬سلب الهيمنة والولء‪:‬‬
‫وأمللا طبيعللة عللداوة أوليللاء الرحمللن لعللدائهم فهللي‬
‫تطبيقا ً لعقيدتهم التي يجدونها في دينهم‪.‬‬
‫وليعلم أن أولياء الرحمن ل يلتقللون مللع أعللدائهم فللي‬
‫منتصف الطريق بل يسلكون ملة إبراهيم وطريقة النبيللاء‬
‫والمرسلين فللي الللبراءة منهللم والكفللر بهللم وبمعبللوداتهم‬
‫الباطلة‪.‬‬
‫عقيــدة أهــل الســنة والجماعــة فــي الــولء‬
‫والبراء‪:‬‬
‫كيــف يعامــل أوليــاء الرحمــن النــاس بعقيــدة‬
‫الولء والبراء؟‬
‫‪ (1‬المسلمون‪ :‬وهم على قسمين‪:‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫الول‪ :‬من يحبللونهم جمللة وهللم المؤمنللون القلائمون‬


‫بوظائف السلم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬من يحبونه من وجه ويبغضونه من وجلله‪ ،‬وهللم‬
‫المسلمون الذين خلطوا عمل ً صالحا ً وآخر سلليئًا‪ ،‬فيحبللون‬
‫على ما فيهم من خير وصلح‪ ،‬ويبغضون على ما فيهم من‬
‫شر وفساد‪.‬‬
‫‪ (2‬الكفللار أو المرتللدين‪ :‬وهللؤلء يبغضللونهم جملللة‬
‫وتفصي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ -‬من عقيدة أهل السلنة والجماعللة أن الللولء والللبراء‬
‫يجب أن يكون كامل ً بالقلب‪.‬‬
‫موقــف أهــل الســنة والجماعــة مــن أصــحاب‬
‫البدع والهواء‪:‬‬
‫تنقسم البدع إلى أقسام‪ ،‬فمنها ما هي مكفرة‪ ،‬ومنهللا‬
‫ما هي من المعاصي التي يختلف فيها هل هي كفللر أم ل؟‬
‫كبدعة المرجئة والخوارج وغيرهللم‪ ،‬ومنهللا ملا هللو معصللية‬
‫متفق على أنها ليست بكفر‪ ،‬ومنهللا ملا هللو مكللروه‪ .‬فكللل‬
‫واحدة من هذه البدع تقدر بقدرها من البراءة‪.‬‬
‫أسوة حســنة فــي الــولء والــبراء مــن المــم‬
‫الماضية‪:‬‬
‫‪ (1‬إبراهيللم الخليللل عليلله السلللم‪ :‬فقللد كللان أسللوة‬
‫حسنة في هذا الباب‪ ،‬فقد تللبرأ مللن قللومه ومنهللم والللده‪،‬‬
‫بعد أن تدرج معهللم فللي أسلللوبه فللي الللدعوة‪ ،‬فاسللتخدم‬
‫معهم أسلوب الدعوة بالحسنى‪ ،‬ثم لما لم يجد ذلك شلليئا ً‬
‫استخدم معهم أسلوب إقامة الحجة‪ ،‬ثم لما لم ينفع معهم‬
‫ذلك أخذ بللالبراءة منهللم والكفللر بهللم وبللآلهتهم )إن ّللا ب ُلَرآُء‬
‫م(‪ِ ،‬فل تصللح‬ ‫ن الّللهِ ك َ َ‬
‫فْرن َللا ب ِك ُل ْ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مل ْ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬‫ما ت َعْب ُل ُ‬‫م ّ‬‫م وَ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ِ‬
‫الموالة إل بالمعادة‪ ،‬فلم تصح لخليللل الللله هللذه المللوالة‬
‫والخلة إل بتحقيق المعاداة‪ .‬فإنه ل ولء إل لله‪ ،‬ول ولء إل‬
‫بالبراء من كل معبود سواه‪ ،‬لذلك كله واجه إبراهيم عليلله‬
‫السلم ما واجه من إلقاءه في النار‪ ،‬ولكللن كللانت العاقبللة‬
‫له‪ ،‬وكللانت أوامللر اللله تلأمر بإتبللاع طريقتلله فللي غيللر ملا‬
‫ن‬ ‫مل ْ‬‫م إ ِل ّ َ‬ ‫مل ّةِ إ ِب َْرا ِ‬
‫هي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ب عَ ْ‬ ‫ن ي َْرغ َ ُ‬
‫م ْ‬‫موضع من كتاب الله )وَ َ‬
‫ه(‪ ،‬فكللل مللن لللم يسلللك طريقتلله مللن الللدعاة‬ ‫سل ُ‬‫ف َ‬ ‫ه نَ ْ‬‫سفِ َ‬ ‫َ‬
‫والعلماء فهو ممن سفه نفسه بنص الية‪.‬‬
‫‪ (2‬اعلم أن النبياء ساروا على ما سار عليلله إبراهيللم‬
‫عليه السلم‪ ،‬فهذا نبي الله نوح وموقفه مع ابنه العاصللي‪،‬‬
‫وموقفه هو ولوط مع زوجتيهما الخائنتين ‪ -‬خيانللة الللدين ل‬
‫خيانة الفاحشة ‪-‬‬

‫)‪(10‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (3‬وهذه امرأة فرعون تللبرأت مللن زوجهللا الطللاغوت‬


‫وقومه‪.‬‬
‫‪ (4‬وهذا مؤمن آل فرعون دافع عن موسى حين عزم‬
‫فرعون على قتله‪.‬‬
‫‪ (5‬وهؤلء أصحاب الكهف الذين تركوا الهل والوطن‬
‫حين علموا أن ل طاقللة لهللم بمواجهللة قللومهم‪ .‬فل سللبيل‬
‫لللتقاء مع أولياء الشيطان حيللن يتبللاين الطريقللان فل بللد‬
‫من الفرار بالعقيدة‪.‬‬
‫‪ -‬هذه العقيدة عظيمة‪ ،‬فقد جمعت أبللا بكللر القرشللي‬
‫وصهيبا ً الرومي وبلل ً الحبشي تحت رايتها‪.‬‬
‫الولء والبراء في العهد المكي‪:‬‬
‫إن الذي يزعج الطواغيت هو أن ينللزع النسللان ولءه‬
‫منهم ويتبرأ منهم ويسبهم ويكفرهم‬
‫ويجاهدهم بلسللانه ويللده‪ ،‬فل يزعجهللم مجللرد العبللادة‬
‫دون الللبراءة منهللم‪ ،‬وهلذا الكلم لملن تلأمله صلحيح فقللد‬
‫ذكرنا ما حصل لبراهيم عليه السلللم‪ ،‬ومعلللوم مللا حصللل‬
‫لنبينللا صلللى الللله عليلله وسلللم حيللث أنلله كللان يللذم آلهللة‬
‫المشركين فكانوا يقولون "سب آلهتنا وسللفه أحلمنللا وذم‬
‫آبائنللا" فهللذا الللذي كللانوا يتلأذون منلله‪ ،‬ومعلللوم أن مجللرد‬
‫العبادة كالصلة والزكاة والصوم وغيرها ل تؤذيهم‪.‬‬
‫‪ -‬صدق التحمل‪ :‬لما جهر النبي صلى الله عليه وسلللم‬
‫بدعوته مس المسلمين مللن أصللناف العللذاب شلليء كللثير‬
‫فما كان منهم إلى الصبر على الذى والهجر الجميل‪.‬‬

‫سمات العلقة بين المسلمين وأعدائهم فــي‬


‫العهد المكي‪:‬‬
‫إن المرحلة المكية كانت تقتضي أن تكون العلقة بين‬
‫المسلمين وغيرهم علقة غير قتالية‪ ،‬بل علقة بيان للحللق‬
‫وصبر على الذى فيه‪.‬‬
‫ما الحكمة من المر بكف اليد عن القتال في‬
‫مكة؟‬
‫‪ (1‬يقول ابن عباس‪" :‬لللو أمللر المسلللمون وهللم أقللل‬
‫من العشر بقتال الكفار لشق عليهم ذلك"‪.‬‬

‫)‪(11‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (2‬وربما تكون الحكمة في كون الفترة المكيللة فللترة‬


‫تربية وإعداد فكان من أهللداف التربيللة تربيللة الفللرد علللى‬
‫ة‪.‬‬
‫الصبر على ما ل يصبر عليه عاد ً‬
‫‪ (3‬وربمللا لن الللدعوة السلللمية أشللد أثللر فللي بيئة‬
‫قريش العنجهية‪ ،‬فالقتال معها يؤدي للعناد‪.‬‬
‫‪ (4‬وربما كان ذلك اجتناب لا ً لنشللاء معركللة داخللل كللل‬
‫بيت‪ ،‬وقد اشتهر عن نبينا صلى الله عليه وسلللم أنلله كللان‬
‫يفللرق بيللن الولللد ووالللده و ‪ ...‬فكيللف إذا ضللم إلللى ذلللك‬
‫القتال‪.‬‬
‫‪ (5‬وربما لما يعلمه الله من أن كللثيرا ً مللن المعانللدين‬
‫سيكونون من جند السلم‪ ،‬أل ترى عمر؟‬
‫لونهم كللانوا فللي بلللدهم وهللو بلللد حللرام‬
‫‪" (6‬ومنهللا كل‬
‫وأشرف بقاع الرض"‪.2‬‬
‫‪ -‬بر القارب المشركين‪ :‬رغم المر بالولء والللبراء إل‬
‫ما ِفللي الللد ّن َْيا‬
‫حب ْهُ َ‬
‫صللا ِ‬
‫القللرآن أمللر بصلللة الرحللام )وَ َ‬ ‫أن‬
‫معُْروفًا(‪.‬‬
‫َ‬
‫كيف كانت صورة البراء في العهد المكي؟‬
‫جاء المر بالعراض عن الكفار والصبر على الذى مع‬
‫إعلن البراءة من دينهم وأنه باطل‪.‬‬
‫‪ -‬لكم دينكم ولي ديللن‪ :‬لمللا يللأس الكفللار مللن دعللوة‬
‫المسلمين دعوا رسول الله إلى عبللادة أوثللانهم سللنة َوأن‬
‫يعبللدون هللم معبللوده سللنة فللأنزل الللله )ُقلل ْ‬
‫ل َيللا أي َّهللا‬
‫ن‪ ...‬السورة(‪ ،‬وقد أخطأ بعللض المنتسللبين للعلللم‬ ‫ال ْ َ‬
‫كافُِرو َ‬
‫فللي فهللم هللذه السلورة‪ ،‬ففهللم منهللا إقللرار الكفللار علللى‬
‫دينهم‪ ،‬وفهم بعضهم أن السورة منسوخة بمللا حصللل مللن‬
‫القتال‪ ،‬وكل القولين غير صحيح‪ ،‬فهذا رسول الله لم يللزل‬
‫في أول المر وأشده عليه وعلى أصحابه أشد على النكار‬
‫عليهم وعيب دينهم وتقبيحه‪ ..‬فكيف يقال أن الية اقتضت‬
‫تقريرا ً لهم؟ ولكن الية اقتضت الللبراءة المحضللة وأن مللا‬
‫أنتم عليه من الللدين ل نللوافقكم عليلله أبللدًا‪ .‬ويفسللر ذلللك‬
‫قول ابن عباس رضي الللله عنلله فللي شللأن هللذه السللورة‬
‫"ليس في القلرآن أشلد غيظلا ً لبليلس منهلا‪ ،‬لنهلا توحيلد‬
‫وبراءة من الشرك"‪.‬‬
‫الولء والبراء في العهد المدني‪:‬‬
‫نبذة تاريخية‪:‬‬
‫ابن كثير‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(12‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫لما أذن الله بللالهجرة خللرج المسلللمون إلللى المدينللة‬


‫ولم يبق بمكة إل رسول الله وأبا بكر وعلي ومن احتبسلله‬
‫المشركون كرهًا‪ ،‬ولما علم المشركون بذلك خافوا خروج‬
‫رسول الله وعلموا أنه سيكون له دار منعة بذلك فأجمعوا‬
‫على قتله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فكانت حماية الللله أكللبر‬
‫من مكرهللم‪ ،‬ووجللد المهللاجرون فللي المدينللة أنصللار الللله‬
‫الذين شاركوهم الموال والمساكن والزوجات‪ ،‬وكللان أول‬
‫عمل قللام بلله رسللول الللله بنللاء المسللجد ليكللون منطلقلا ً‬
‫لدعوة السلللم وملتقللى للمسلللمين‪ ،‬ومدرسللة فللي تعلللم‬
‫أمور الدين‪ ،‬وهو مكان القيادة العسكرية للجهاد‪.‬‬
‫وقفة عند المؤاخاة بين المهاجرين والنصار‪:‬‬
‫إن هذه المؤاخاة كانت الركيزة الساسية فللي تكللوين‬
‫مفهوم اجتماع المة وقد كانت تلدريبا ً عمليلا ً عللى الخلوة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫سمات الولء والبراء في العهد المدني‪:‬‬
‫من المعلوم أن العهد المدني قللد ابتللدأ بللالهجرة إلللى‬
‫الله بالدين‪ ،‬ثم المؤاخاة بين المهاجرين والنصار‪ ،‬ثم قيام‬
‫الدولة المسلمة‪ ،‬ثم الجهاد في سبيل الله‪.‬‬
‫‪ -‬هناك ثلثة أمور هامة في سمات الولء والبراء فللي‬
‫العهد المدني‪:‬‬
‫ل‪ :‬كيد أهل الكتاب للسلم وتحذير المسلللمين مللن‬ ‫أو ً‬
‫ملوالتهم‪ :‬ملن المعللوم عنللد كللل منصللف أن اليهللود أملة‬
‫حاقدة في طبعهللا خائنللة للعهللود والمواثيللق‪ ،‬ولمللا قللامت‬
‫الدولة المسلمة في المدينة النبويللة لللم يهللدأ لليهللود بللال‬
‫فكانوا يكيدون للسلم وأهله وولدوا النفاق وخانوا العهللود‬
‫وولوا المشركين وآذوا رسلول اللله‪ ،‬فجلاء تحلذير القلرآن‬
‫من إتبلاعهم هلم والنصلارى وبّيلن أنهلم ل يرضلون ‪ -‬أهلل‬
‫الكتاب ‪ -‬إل بإتباع ملتهم ودينهم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬النفاق والمنافقون‪ :‬إن العهد المكي كللان يحلوي‬
‫صنفين من الناس‪ :‬المسلللمون‪ ،‬والكفللار ولللم يكللن هنللاك‬
‫منافقون لن النفاق ‪ -‬أعني إظهار السلم وإبطللان الكفللر‬
‫‪ -‬دين ل يظهر إل حين تكون الغلبة لهل السلم ليحفظللوا‬
‫بذلك أموالهم ودمائهم وهم أشر على السلم وأهللله مللن‬
‫الكفار وهم في الدرك السفل من النار‪ .‬ولتمييللز الصللادق‬
‫من الكاذب لبد من البتلء‪.‬‬
‫‪ -‬ومللن أبللرز صللفات المنللافقين فللي كيللدهم للللدعوة‬
‫السلللمية‪ :‬مظللاهرة اليهللود والنصللارى علللى المسلللمين‪،‬‬
‫ومن صفاتهم رفض التحاكم إلللى شللريعة الللله وتحللاكمهم‬
‫إلللى الطللواغيت الللتي تحقللق رغبللاتهم‪ ،‬ومنهللا تخللذيل‬

‫)‪(13‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫المسلللمين ومحاولللة تفريقهللم وبلبلللة صللفهم والتجسللس‬


‫للكفار‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬البراء والمفاصلة التامة في العهلُلد المللدني بيللن‬
‫أذن للنبي صللى‬ ‫المسلمين وجميع أعدائهم‪ :‬في هذا العهد‬
‫الللله عليلله وسلللم بقتللال مللن قللاتله‪ ،‬ثللم ُأذن للله بقتللال‬
‫المشركين كافة‪ .‬فكان معه الكفار بعد المر بالجهاد ثلثللة‬
‫أقسام‪ :‬أهل صلح وهدنة وأهللل حللرب وأهللل ذمللة‪ ،‬فأه ُللل‬
‫العهد كللانوا علللى أقسللام فمنهللم ُمللن نقللض عهللده فلأمر‬
‫أمر أن يتم عهللدهم إلللى‬ ‫بقتالهم‪ ،‬وقسم لهم عهد مؤقت ف‬
‫وقسم لم يكللن لهللم عهللد فلُأمر أن يمهلهللم أربعللة‬ ‫مدتهم‬
‫أشهر‪ .‬وُأمر بقتال الكفللار حللتى يعطللوا الجزيللة أو يللدخلوا‬
‫في دين السلم وأمللر بجهللاد المنللافقين والغلظللة عليهللم‬
‫بالحجة واللسان‪.‬‬
‫‪ -‬مللن أهللداف الجهللاد‪ :‬أن يعبللد الللله وحللده وتهيمللن‬
‫شريعته وينقذ المستضعفين في الرض‪.‬‬
‫أ( صور البراءة من المشركين‪ :‬وصللور الللبراءة منهللم‬
‫متعللددة فمنهللا اجتثللاث شللجرة الشللرك فللي مكللة ومنهللا‬
‫منعهللم مللن دخللول المسللجد الحللرام ومنهللا منللع النكللاح‬
‫بالمشللركات ومنهللا منللع المسلللم مللن القامللة فللي دار‬
‫الشرك‪.‬‬
‫ب( البراء من أهل الكتاب‪ :‬فكان المر بجهللادهم بعللد‬
‫أن وجه القرآن التقريع والتأنيب لهم َوخصوصا ً في سللورة‬
‫م‪،(...‬‬ ‫ل ال ْك ِت َللا ِ‬
‫ب ل ِل َ‬ ‫آل عمران التي كانت تناديهم ب )َيا أهْ ل َ‬
‫وكللذلك فقللد بي ّللن القللرآن أنهللم ليسلوا علللى شلليء حللتى‬
‫يقيموا شرع الله‪.‬‬
‫ج( الللبراء مللن المنللافقين‪ :‬وسلليرته صلللى الللله عليلله‬
‫وسلم فيهم أن يقبل منهم علنيتهم‪ ،‬ويكل سللرائرهم إلللى‬
‫الله‪ ،‬وأن يجاهدهم بالعلم والحجة‪ .‬وأمره الللله أن يعللرض‬
‫عنهم ويغلظ عليهم وأن ل يقبل لهم عذر في التخلف عللن‬
‫الجهاد ومن ثم عدم قبولهم في المعللارك الخللرى‪ ،‬ونهللاه‬
‫أن يصلي عليهم وأن يقلوم عللى قبلورهم وأخلبره أنله إن‬
‫استغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم‪.‬‬
‫د( قطع المللوالة مللع القللارب إذا كللانوا محللادين لللله‬
‫ورسللوله‪ :‬ذكرنللا فللي العهللد المكللي أن المسلللمون كللانوا‬
‫مأمورين بصلة أرحامهم من الكافرين‪ ،‬وأما في هذا العهلد‬
‫فقد جاءت المفاصلة التامة بين المسلمين وأرحامهم مللن‬
‫المشركين في آيات كثيرة بينللت أن المسلللم ل يللواد مللن‬
‫حاد الله ورسللوله ولللو كللان مللن أقربللائه فالقضللية قضللية‬
‫ق‬
‫اكتمللللا ٍ‬
‫إيمان وكفر وأما بّر الوالدين وهما كللافران فهللو أمللر ب‬
‫لت‬ ‫إلى قيام الساعة‪ ،‬والخلصة أن الولء والبراء قللد‬
‫صورته الحقيقية في العهد المدني‪.‬‬

‫)‪(14‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫صور الموالة ومظاهرها‪:‬‬


‫‪ (1‬الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في‬
‫كفرهم أو تصحيح أي مذهب مللن ملذاهبهم الكللافرة كفللر‪.‬‬
‫فمن يحب الكافر لجل كفره فهو كافر بإجماع المسلمين‪.‬‬
‫‪ (2‬التولي العام واتخللاذهم أعوانلا ً وأنصللارا ً وأوليللاء أو‬
‫الدخول في دينهم‪.‬‬
‫‪ (3‬اليمان ببعض ما هم عليلله مللن الكفللر أو التحللاكم‬
‫إليهم دون كتاب الله‪.‬‬
‫‪ (4‬مودتهم ومحبتهم‪.‬‬
‫‪ (5‬الركون إليهم‪.‬‬
‫‪ (6‬اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين‪.‬‬
‫‪ (7‬توليتهم أمرا ً من أمور المسلمين‪.‬‬
‫‪ (8‬طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به‪.‬‬
‫‪ (9‬استئمانهم وقد خونهم الله‪.‬‬
‫‪ (10‬الرضا بما هم عليه من الكفر‪.‬‬
‫‪ (11‬مللداهنتهم ومللداراتهم ومجللاملتهم علللى حسللاب‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪ (12‬نصرتهم على ظلمهم‪.‬‬
‫‪ (13‬مجالسللتهم والللدخول عليهللم وقللت اسللتهزائهم‬
‫بآيات الله‪.‬‬
‫‪ (14‬البشاشللة لهللم وانشلراح الصللدر لهللم وإكرامهلم‬
‫وتقديمهم‪.‬‬
‫‪ (15‬مناصحتهم والثناء عليهم ونشللر فضللائلهم‪ .‬وهللذا‬
‫مما ابتليت به المة في هذا الوقت‪,‬‬
‫‪ (16‬إطلق اللفللاظ المعظمللة عليهللم كللالتي تطلللق‬
‫على السادة والحكام‪.‬‬
‫‪ (17‬السكنى معهم في ديارهم وتكثير سوادهم‪.‬‬

‫)‪(15‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (18‬التآمر معهم وتنفيذ مخططاتهم والتجسللس لهللم‬


‫على عورات المسلللمين وأسللرارهم والقتللال فللي صللفهم‬
‫خاصة إذا كللان القتللال معهللم ضللد المسلللمين‪ .‬فهللي مللن‬
‫أخطر الصور‪.‬‬
‫‪ (19‬الهلروب ملن دار السللم إللى دار الكفلر بغضلا ً‬
‫للمسلمين وحبا ً للكافرين‪.‬‬
‫‪ (20‬النخللراط فللي الحللزاب العلمانيللة أو اللحاديللة‬
‫وبذل الولء والنصرة لها‪.‬‬
‫ما يقبل من العــذار ومــا ل يقبــل فــي هــذه‬
‫الصور‪:‬‬
‫إن الله تعالى ل يقبل عذرا ً لحللد فللي إظهللار مللوالته‬
‫للكافرين إل عذرا ً واحد وهو الكراه‪.‬‬
‫والكراه ل ينفع أحدا ً فيما يتعلق بالرضا القلبي فل بللد‬
‫أن يكون القلب مبغضا ً لهللم‪ .‬ومللن المعلللوم أن الكللراه ل‬
‫سلطان له على القلوب‪ .‬فمللن والللى الكفللار بقلبلله ومللال‬
‫إليهم فهو كافر على كل حال‪ ،‬فإن أظهر موالتهم بلسللانه‬
‫أو بفعله عومل في الدنيا بكفللره وفللي الخللرة يخلللد فللي‬
‫النللار‪ ،‬وإن لللم يظهرهللا بفعللل ول قللول وعمللل بالسلللم‬
‫ظاهرا ً عصم ماله ودمه وهللو منللافق فللي الللدرك السللفل‬
‫من النار‪.‬‬
‫موقف المسلم تجاه هذه الصور‪:‬‬
‫لكي يكون ولء المسلم لله ولدينه وللمؤمنين خالصللا ً‬
‫ل بد أن يكون مدركا ً لحقيقة التوحيد ممتثل ً للله‪ .‬ول بللد للله‬
‫أن يعرف الجاهلية والكفللر والللردة والشللرك‪ .‬فبللذا يكللون‬
‫اجتناب هذه الصور‪.‬‬
‫الــرد علــى الخــوارج والرافضــة فــي عقيــدة‬
‫الولء والبراء‪:‬‬
‫قد يقول بعض الضالين في عقيللدة الللولء والللبراء أن‬
‫هذه العقيدة مللن مصللطلحات الخللوارج والرافضللة فكيللف‬
‫تدرجونه في معتقد أهل السنة والجماعة؟‬
‫فنقول‪ :‬الجواب من عدة أوجه‪:‬‬
‫‪ (1‬إننا مطالبون بالتزام ما ورد في كتاب الللله وسللنة‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫)‪(16‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (2‬إننا لسنا مستعدين للتنازل عما نعتقده وندين الللله‬


‫به من أجل أن ناعقا ً أو زاعقا ً أخذ به‪.‬‬
‫‪ (3‬هللل يسللتطيع مسلللم أن يقللول عللن أبينللا إبراهيللم‬
‫الخليل ‪ -‬وهو القدوة في هذا البللاب ‪ -‬وغيللره مللن النبيللاء‬
‫أنهم اسللتخدموا مصللطلحات الخللوارج والرافضللة! مللع أن‬
‫الخوارج والرافضة جاءوا بعدهم‪.‬‬
‫‪ (4‬إن هذا المبلدأ ورد بالكتلاب والسلنة ولكلن الخللل‬
‫حصل في أفهام الخوارج والرافضة السقيمة‪.‬‬
‫معتقد الخوارج في الولء والبراء‪:‬‬
‫والخوارج هم الذين مرقوا من الللدين‪ ،‬وخرجللوا علللى‬
‫السلطين المسلمين‪ ،‬وسلوا السيوف علللى أمللة السلللم‬
‫والمسلمين‪ ،‬وكفروا كثيرا ً ملن أصللحاب النللبي صللى الللله‬
‫عليه وسلم وأصهاره ورموهم بالعظلائم‪ ،‬وكفلروا أصلحاب‬
‫الكبائر وبعضهم كفر أصحاب الصغائر وقالوا إنهم خالللدون‬
‫في النار إن لم يتوبوا‪ ،‬ومن أسمائهم الحروريللة والزارقللة‬
‫والنجدية والباضية فكلهم خوارج‪.‬‬
‫وأما معتقدهم في الولء والبراء‪ :‬فللإنهم ل يتولللون إل‬
‫من هو على طريقتهم من الغلو في التكفير‪ ،‬وهم يتولللون‬
‫أبو بكر وعمر ويتبرؤن من عثمان وعلي رضي الله عنهم‪.‬‬
‫معتقد الرافضة في الولء والبراء‪:‬‬
‫والرافضة هم الذين يكفرون أصحاب النبي صلى الللله‬
‫عليلله وسلللم ويسللبونهم إل ثلللة قليلللة منهللم‪ ،‬وهللم فرقللة‬
‫باطنية خبيثة‪ ،‬وهللم شللر علللى السلللم وأهللله ملن اليهللود‬
‫والنصارى‪ ،‬فهم شللجا ً فللي حلللوق المسلللمين‪ ،‬فكللم والللوا‬
‫أعداء السلم لسقاط دول السلم؟! وهم زنادقة ل يشك‬
‫مسلم بذلك‪.‬‬
‫وأما معتقدهم فللي اللولء والللبراء‪ :‬فللإنهم يقوللون‪ :‬ل‬
‫ولء إل ببراء أي ل يتولى أهل الللبيت حللتى يتللبرأ مللن أبللي‬
‫بكر وعمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫ومن أحفادهم في الوقت الحاضللر النصلليرية الكللافرة‬
‫التي ابتلي بها أهل الشام‪ ،‬والثني عشرية‪.‬‬
‫وأما أهل السنة فإنهم فيحبللون أصللحاب النللبي صلللى‬
‫الله عليه وسلللم كلهللم فيتولللونهم جميعلًا‪ ،‬ويتللبرؤن ممللن‬
‫يبغضللهم‪ ،‬ويللرون أن حبهللم ديللن وإيمللان‪ ،‬وبغضللهم كفللر‬
‫وطغيان ونفاق‪.‬‬

‫)‪(17‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫من مقتضيات الولء والبراء‪:‬‬


‫اعلم أن المحبة تنقسم إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ (1‬محبة شركية وأصحابها مشركين‪.‬‬
‫‪ (2‬محبة الباطللل وأهللله‪ ،‬وبغللض الحللق وأهللله‪ ،‬وهللي‬
‫صفة المنافقين‪.‬‬
‫‪ (3‬محبة طبيعية مثل محبة المال والولد إذا لم تشغل‬
‫عن الطاعة ولم ت ُِعن على المعصية فهي مباحة‪.‬‬
‫‪ (4‬حللب التوحيللد وأهلله وبغلض الشللرك وأهلله وهلي‬
‫أوثق عرى اليمان‪.‬‬
‫ومن هذه المقدمة فإن من مقتضيات الولء والبراء‪:‬‬
‫حق المسلم على المسلم‪:‬‬
‫وهي كثيرة جدا ً ونذكر منها ما يتعلق بالموضوع‪:‬‬
‫‪ (1‬المللودة‪ :‬وهللذه للمللؤمنين فقللط‪ ،‬فليللس للكللافر‬
‫والمبتدع فيها نصيب‪.‬‬
‫‪ (2‬النصللرة‪ :‬بللالنفس والمللال والللذب عللن عرضلله‬
‫والدعاء له في ظهللر الغيللب وتتبللع أخبللار المسلللمين فللي‬
‫أنحللاء المعمللورة‪ ،‬فبهللذا كللله يصللبح المسلللمون كالجسللد‬
‫الواحد‪.‬‬
‫الهجرة‪:‬‬
‫ونتحدث فيها عن مسألتين‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬القامة في دار الكفر‪:‬‬
‫ودار الكفر‪ :‬هي التي يحكمها الكفار‪ ،‬ويكون لهم فيهللا‬
‫الغلبة‪ ،‬وتجري فيها أحكام الكفر‪ ،‬ولللو كللان جمهللور أهلهللا‬
‫من المسلمين‪ ،‬وهي نوعين‪:‬‬
‫‪ (1‬دار كفار حربيين‪.‬‬
‫‪ (2‬دار كفللار مهللادنين بينهللم وبيللن المسلللمين صلللح‬
‫وهدنة‪.‬‬

‫)‪(18‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫ودار السلم‪ :‬هي الللتي يحكمهللا المسلللمون‪ ،‬ويكللون‬


‫لهم فيها الغلبللة‪ ،‬وتجللري فيهللا أحكللام السلللم‪ ،‬ولللو كللان‬
‫جمهور أهلها من الكفار‪.‬‬
‫‪ -‬أما حكم القامة في دار الكفر فقسمها الشيخ حمللد‬
‫بن عتيق إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ (1‬أن يقيم عندهم رغبة واختيارا ً لصحبتهم فيرضى ما‬
‫هم عليه من الدين أو يمدحه‪ ،‬أو يرضيهم بعيب المسلمين‬
‫أو يعاونهم على المسلمين بنفسه أو بماله أو لسللانه فهللو‬
‫كافر‪.‬‬
‫‪ (2‬أن يقيم عنللدهم لجللل مللال أو ولللد أو بلد وهللو ل‬
‫يظهللر دينلله مللع قللدرته علللى الهجللرة ول يعينهللم علللى‬
‫ص‬
‫بشيء‪ ،‬ول يواليهم بقلبه ول لسانه‪ ،‬فهللو عللا ٍ‬ ‫المسلمين‬
‫لله لتركه الهجرة‪.‬‬
‫‪ (3‬من ل حرج عليه في القامة بيللن ظهرانيهللم‪ ،‬وهللو‬
‫نوعان‪:‬‬
‫أ( أن يظهر دينه بللالبراءة منهللم ومللن دينهللم ويصللرح‬
‫لهم بذلك فهذا إظهار الللدين الللذي ل تجللب الهجللرة معلله‪،‬‬
‫وليللس المللراد بإظهللار الللدين أن يللتركوه يصلللي ويصللوم‬
‫فالكافر ل يمنعون من ذلك‪.‬‬
‫يسللأل‬ ‫َ‬ ‫عنللدهم مستضللعفًا‪ ،‬ول بللد للله أن‬ ‫يقيمنا أ َ‬ ‫ب( أن‬
‫قْري َلةِ الظ ّللال ِم ِ أهْلهَللا‬
‫ُ‬ ‫ن هَلذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫مل‬ ‫ِ‬ ‫جن َللا‬
‫ْ‬ ‫اللهعل ل َنا من ل َدن َ ِ‬
‫ر‬‫خ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫فيقول‪:‬‬
‫صلير ًَا( لعلله‬ ‫ن ل َد ُن ْ َ‬
‫ك ن َ ِّ‬ ‫م َْ‬‫جَعل ل َ َُنا َ ِ‬ ‫ك وَل ِي ّا ً َوا ْ‬ ‫َ ِ ْ ُْ‬ ‫ج َ‬
‫َوا ْ‬
‫و‬
‫ف َ‬‫ن ي َعْ ُ‬‫هأ ْ‬‫سى الل ُ‬ ‫فيهم‪) :‬فَأوْلئ ِك ع َ َ‬ ‫أن يكون ممن قال الله‬
‫فورًا(‪.‬‬ ‫فوّا ً غ َ ُ‬ ‫ه عَ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ع َن ْهُ ْ‬
‫أمــا حكــم الســفر إلــى دور الكفــر الحربيــة‬
‫للتجارة‪:‬‬
‫أن كان بقدر على إظهللار دينلله ول يللوالي المشللركين‬
‫فيجوز له ذلك‪ ،‬وإل فل يجوز له ذلك‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬الهجــرة مــن دار الكفــر إلــى‬
‫دار السلم‪:‬‬
‫الهجللرة هجرتللان‪ :‬هجللرة مللن بلللد الكفللر إلللى بلللد‬
‫السلم‪ ،‬وهجرة إلى الله ورسوله وهي الحقيقية‪.‬‬
‫ولهميلة الهجللرة فقللد قطلع الللله وليللة التناصللر بيلن‬
‫المهاجرين إلى المدينة وبين الذين لم يهاجروا‪.‬‬

‫)‪(19‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫أحكام الهجرة‪:‬‬
‫‪ (1‬الهجرة من دار الحرب إلى دار السلم فرض إلى‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ (2‬الخروج من أرض البدعللة‪ :‬يقللول المللام مالللك‪ :‬ل‬
‫يحل لحد أن يقيم ببلد سب فيها السلف‪.‬‬
‫‪ (3‬الخروج عن أرض غلب عليها الحللرام‪ .‬فللإن طلللب‬
‫الحلل فرض على كل مسلم‪.‬‬
‫‪ (4‬الفللرار مللن الذيللة فللي البللدن‪ ،‬فللإن خشللي علللى‬
‫نفسه في موضع فقد أذن الله له في الخروج‪.‬‬
‫‪ (5‬خوف المرض في بعض البلد‪.‬‬
‫‪ (6‬الفرار خوف الذية في المال‪.‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‪:‬‬
‫وهو من أعظللم مقتضلليات الللولء والللبراء‪ ،‬وهللو بللذل‬
‫الجهد في قتال الكفار‪.‬‬
‫وهو أنواع كثيرة‪ :‬منهللا مجاهللدة النفللس ويكللون ذلللك‬
‫على تعلم أمور الدين ثم على العمل بها‪.‬‬
‫ومنها مجاهدة الشيطان ويكون ذلك على دفع ما يأتي‬
‫به من الشبهات وما يزينه من الشهوات‪.‬‬
‫ومنها مجاهدة الكفار باليد والمال واللسللان والقلللب‪،‬‬
‫ومنها مجاهدة الفساق باليد فاللسان فالقلب‪.‬‬
‫واعلم أنه لم يرد في ثواب العمال وفضلللها مثللل مللا‬
‫ورد في الجهاد لن نفعه عام لفاعله ولغيره‪ ،‬ولنه يشتمل‬
‫على الموالة في الله والمعادة فيه وبذل النفللس للله فللي‬
‫محاربة عدوه ما ل يشتمل عليه عمل آخر‪ ،‬والقائم به بين‬
‫إحدى الحسنيين‪ :‬إما النصر وإما الشاهدة‪.‬‬
‫ليلته منهللا )َول‬ ‫َ‬ ‫وقد وردت نصوص كثيرة جللدا ً ف َللي فضل‬
‫عن ْلد َ‬
‫حي َللاٌء ِ‬‫لأ ْ‬ ‫واتلا ً ب َل ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ل الل ّلهِ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سِبي‬‫ن قُت ُِلوا ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬‫ح َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ضللل ِهِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ملل‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ْ ُ‬ ‫ّ‬
‫للل‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫تللا‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫مللا‬ ‫ب‬
‫ْ َ ِ َ‬ ‫ن‬ ‫حيلل‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫ن‬ ‫قللو‬
‫رون بال َّذين ل َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ز‬
‫َرب ّ ِ ْ ُ ْ َ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫هلل‬
‫ف‬ ‫خ لو ْ ٌ‬‫م أ َل ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ ْ‬‫ل‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫قوا‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ي‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ش ُ َ ِ‬ ‫ست َب ْ ِ‬ ‫وَي َ َ ْ‬
‫ن(‪ ،‬وغيرها ِكثير من بيان ِأنها التجللارة‬ ‫َ‬ ‫نو‬
‫ُ‬ ‫ز‬ ‫ح‬‫ي‬
‫ْ َ ْ َ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ول‬‫ع َلي ْ ِ ْ َ‬
‫م‬ ‫ه‬
‫الرابحة والدلة في ذلك كثيرة معلومة‪.‬‬

‫)‪(20‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫أما من السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في‬
‫صحيح البخللاري‪" :‬إن فللي الجنللة مللائة درجللة أعللدها الللله‬
‫للمجاهللدين فللي سللبيل الللله مللا بيللن الللدرجتين كمللا بيللن‬
‫السماء والرض"‪.‬‬
‫وفي البخاري‪" :‬ما اغبرتا قللدما عب لد ٍ فللي سللبيل الللله‬
‫فتمسه النار"‪.‬‬
‫وفيه أيضًا‪ :‬أن رجل ً جاء إلى الرسول صلى الله عليلله‬
‫وسلللم فقللال‪ :‬دلنللي علللى عمللل يعللدل الجهلاد؟ قللال‪" :‬ل‬
‫أجده‪ .‬هل تستطيع إذا خللرج المجاهللد أن تللدخل مسللجدك‬
‫فتقوم ول تفتر وتصوم ول تفطللر؟"‪ ،‬قللال‪ :‬ومللن يسللتطيع‬
‫ذلك!‬
‫وغيرها كثير‪ .‬ومع هذا الثناء الجميل لفاعله‪ ،‬فقللد ورد‬
‫الذم لتاركه‪ ،‬بل إن الله وصفهم بالنفاق‪.‬‬
‫والجهللاد ذروة سللنام السلللم‪ ،‬وهللو ضللرورة للللدعوة‬
‫وسنة ربانية في البتلء والتمحيص‪ ،‬واعلم أن منهج الجهاد‬
‫منهج تكرهلله الطللواغيت‪ ،‬فهللو منهللج غيللر منهجهللم‪ ،‬فهللم‬
‫يحاولون القضاء عليه‪.‬‬

‫حكم التجسس على المسلمين‪:‬‬


‫التجسس خيانة عظيمة‪ ،‬وهي من صور موالة الكفللار‬
‫التي يتراوح الحكم فيها بين الكفر الكبر إذا كان تجسسلله‬
‫حبا ً في انتصار الكفار وبين أن يكون كبيرة من الكبللائر إذا‬
‫كان لجل الدنيا‪.‬‬
‫واعلم أن الجاسوس الكلافر يجلب قتلله لفعلل النلبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأما الجاسوس المسلم فوقع فيه‬
‫الخلف فمالك وأحد الروايتين عللن أحمللد علللى أنلله يجللوز‬
‫قتله‪ ،‬والشافعي وأبو حنيفة والظهر عند أحمد أنه ل يجوز‬
‫واستدل الجميع بقصة حللاطب بللن أبللي بلتعللة رضللي الللله‬
‫عنه‪ .‬وأما التجسس للكفار الحربيين فهللو كفللر كمللا أفللتى‬
‫بذلك المحقق والمحدث الشيخ أحمد شاكر‪.‬‬
‫هجر أصحاب البدع والهواء‪:‬‬
‫اعلم أن فساد الدين يللأتي مللن أحللد طريقيللن‪ :‬البللدع‬
‫وإتباع الهوى‪.‬‬
‫قسم ابن القيم رحمه الله مخالطة الناس إلللى أربعللة‬
‫أقسام‪:‬‬

‫)‪(21‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (1‬مللن مخللالطته كالغللذاء فل يسللتغنى عنهللم وهللم‬


‫العلماء الربانيون‪ ،‬ففي مخالطتهم الربح كله‪.‬‬
‫‪ (2‬من مخالطته كالللداء‪ ،‬وهللم علللى أنللواع‪ :‬فبعضللهم‬
‫خسللر معهللم الللدين والللدنيا أو‬‫كالللداء العضللال فهللؤلء ي ُ ْ‬
‫أحدهما‪ ،‬ومنهم من مخالطته كوجع الضللرس يؤلمللك فللإذا‬
‫فارقك سكن اللم‪ ،‬ومنهم من مخالطته كحمى الروح وهو‬
‫الثقيللل البغيللض العقللل فللإذا تكلللم أعجللب بكلملله مللع أن‬
‫ل‪ ،‬وهللذا الصللنف‬ ‫كلمه ل فائدة فيلله‪ ،‬وإن سللكت كللان ثقي ً‬
‫عاشره بالمعروف حتى يجعل الله لك منه فرجا‪ً.‬‬

‫‪ (3‬من مخالطته فيلله الهلك كللله‪ ،‬وهللذا بمنزلللة أكللل‬


‫السم‪ ،‬فإن اتفق لكله الدواء وإل فأحسن الله فيه العزاء‪،‬‬
‫وما أكثر هؤلء في الناس ل كثرهم الله‪ ،‬وهللم أهللل البللدع‬
‫والضلل‪ ،‬الذين يحبون تارك السللنة‪ ،‬ويبغضللون المتمسللك‬
‫بهللا‪ ،‬فحللاول أن تلتمللس رضللى الللله بإغضللابهم ول تبللالي‬
‫بذمهم‪.‬‬
‫‪ -‬ذكرت لك أن من كانت بدعته كفرية أنلله يتللبرأ منلله‬
‫براءة كاملة كالبراءة من الكفار أما من كلانت بلدعته دون‬
‫ذلك فتختلف باختلف الشخاص والزمان‪.‬‬
‫‪ -‬اعلم أن الهجللر الشللرعي نوعللان‪ :‬فأولهمللا‪ :‬بمعنللى‬
‫ترك المنكرات‪ ،‬وثانيهما‪ :‬بمعنى العقوبة لفاعلها‪.‬‬
‫والثاني يختلف باختلف الهاجرين في قوتهم وضعفهم‬
‫وكثرتهم وقلتهم فإن المقصود بله زجلر المهجلور وتلأديبه‪،‬‬
‫فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيللث يفضللي الهجللر‬
‫إلللى ضللعف الشللر كللان مشللروعًا‪ ،‬وإن كللانت المفسللدة‬
‫راجحللة بحيللث يفضللي الهجللر إلللى زيللادة الشللر لللم يكللن‬
‫مشروعًا‪ ،‬بل التأليف لبعض الناس أنفع مللن الهجللر‪ ،‬وهللذا‬
‫فعل النبي صلى الله عليه وسلللم فقللد كللان يتللألف قوم لا ً‬
‫ويهجر آخرين‪.‬‬
‫انقطـــاع التـــوارث والنكـــاح بيـــن المســـلم‬
‫والكافر‪:‬‬
‫آن أن يعلم المؤمنون أن ل رابطة إل رابطة اليمللان‪،‬‬
‫فقد حرم الله نكاح المسلمة للكافر أيا ً كان دينه لئل يكون‬
‫له سلطة عليها فهلم يلدعون إللى النلار كملا قلال تعلالى‪:‬‬
‫ن إ َِلى الن ّللاِر(‪ ،‬وحللرم نكللاح المشللركات علللى‬
‫عو َ‬ ‫)أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ك ي َد ْ ُ‬
‫المسلم إل نكاح الكتابيات منهن‪.‬‬
‫وانقطاع التوارث فبقوله صلى الله عليلله وسلللم فللي‬
‫الحللديث الصللحيح‪" :‬ل يللرث المسلللم الكللافر‪ ،‬ول الكللافر‬
‫المسلم"‪.‬‬

‫)‪(22‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫وروي عن معاذ ومعاوية أنهما قللال أن المسلللم يللرث‬


‫الكافر ول يرثه الكافر‪ ،‬كما أن المسلم ينكح الكتابية‪ ،‬وأما‬
‫المرتد فل يرث أحلد عنللد العلملاء ل مسلللما ً ول كلافرا ً ول‬
‫مرتدا ً مثله‪.‬‬
‫النهــي عــن التشــبه بالكفــار والحــرص علــى‬
‫حماية المجتمع السلمي‪:‬‬
‫إن التشبه بالكفار في الظاهر يورث التشبه بهللم فللي‬
‫العقيدة‪ ،‬أو مودتهم‪ ،‬وهذا أمر خطر جدًا‪ .‬واعلم أن الدلللة‬
‫من كتاب الله ومن سنة رسللوله صلللى الللله عليلله وسلللم‬
‫كثيرة جدا ً في النهي عن التشبه بالكفار‪.‬‬
‫وتفصيل مخالفة أهل الكتاب يندرج تحت ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ (1‬ما كان مشروعا ً لنا وهم يفعلونه‪ ،‬كصيام عاشوراء‬
‫وكأصل الصلة والصيام‪ ،‬فالمخالفة هنا تقع في صفة ذلللك‬
‫العمل‪ ،‬كما سن لنا صوم تاسوعاء وعاشوراء مخالفة لهللم‬
‫وأمثال هذا كثير‪.‬‬
‫‪ (2‬ما كان مشروعا ً ثللم نسللخ بالكليللة كالسللبت‪ ،‬وقللد‬
‫نهينا عن موافقتهم فيه وكذلك أعيادهم‪.‬‬
‫‪ (3‬ما أحدثوه من العبادات أو العادات أو كليهما‪ ،‬فهللو‬
‫أقبح وأقبح‪.‬‬
‫فحكللم الموافقللة فللي الول مكروهللة وفللي الثللاني‬
‫محرمة وفي الثالث أشد حرمة‪.‬‬
‫ما بين التشبه والولء من علقة‪:‬‬
‫أمللر الشللارع الحكيللم بمخالفللة الكفللار ‪ -‬فللي الهللدي‬
‫الظاهر ‪ -‬وما ذلك إل لحكم جليلة منها‪:‬‬
‫‪ (1‬إنهللا تللورث تناسللبا ً بيللن المتشللابهين يقللود إلللى‬
‫الموافقة في الخلق والعمال‪.‬‬
‫‪ (2‬إنها توجب النقطاع عن أهللل الضلللل والنعطللاف‬
‫على أهل الهدي‪.‬‬
‫‪ (3‬إنها تللوجب الختلط الظللاهر فيصللبح التمييللز بيللن‬
‫الفريقين صعبًا‪.‬‬
‫مثال واحــد مــن مشــابهة اليهــود والنصــارى؛‬
‫)العيد(‪:‬‬

‫)‪(23‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫قد وردت أدلة كثيرة تحرم التشبه بهم في هذا الشأن‬


‫من الكتاب والسنة والجماع والعتبار‪:‬‬
‫ن الللّزوَر(‪،‬‬
‫دو َ‬ ‫ن ل يَ ْ‬
‫شه َ ُ‬ ‫أما الكتاب‪ :‬فقال تعالى‪َ) :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫فقد قال مجاهد وغيره‪ :‬إنها أعياد المشركين‪.‬‬
‫ومن السللنة‪ :‬عللن أنللس رضللي الللله عنلله قللال‪ :‬قللدم‬
‫رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم ولهللم يومللان يلعبللون‬
‫فيهما فقال‪" :‬ما هذان اليومان؟" قلالوا‪ :‬كنلا نلعلب فيهملا‬
‫في الجاهلية‪ .‬فقال الرسول صلى الللله عليلله وسلللم‪" :‬إن‬
‫الللله قللد أبللدلكم بهمللا خيللرا ً منهمللا‪ ،‬يللوم الضللحى ويللوم‬
‫الفطر"‪.‬‬
‫ووجه الدللة‪ :‬أن الرسول صلى الله عليلله وسلللم لللم‬
‫يقر اليومين الجاهليين ولم يتركهم يلعبون فيهما‪.‬‬
‫أما الجماع‪ :‬فإن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار‬
‫المسلمين يفعلون أعيادهم ومع ذلك لللم يكللن علللى عهللد‬
‫السلف من المسلمين من يشركهم في شلليء مللن ذلللك‪،‬‬
‫وكذلك ما فعله عمر رضي الله عنه بخصوص أهل الذمة ‪-‬‬
‫وسيأتي ‪ -‬وما اتفق عليه الصحابة والفقهاء أن أهل الذمللة‬
‫ل يظهرون أعيادهم في دار السلم‪.‬‬
‫وأما العتبار‪ :‬فالعياد من جملة الشرع‪ ،‬فل فرق بيللن‬
‫مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم فللي سللائر المناهللج‪،‬‬
‫بل إن العياد من أخص ما تتميز بلله الشللرائع‪ ،‬فالموافقللة‬
‫فيها موافقة في الكفر‪.‬‬
‫صورة مشرقة من صور التميز فــي المجتمــع‬
‫السلمي الول‪:‬‬
‫وهنا نتكلم عن أهم "الشروط العمرية" الللتي وضللعها‬
‫عمر رضي الله عنه لهل الذمة‪ ،‬وأهم هذه الشروط‪:‬‬
‫أل يحدثوا في مدينتهم ول فيما حولها ديللرا ً ول كنيسللة‬
‫ول صومعة راهب ول يجددوا ما خرب‪ ،‬ول يأووا جاسوس لًا‪،‬‬
‫ول يكتموا غشا ً للمسلمين‪ ،‬ول يظهللروا شللركًا‪ ،‬ول يمنعللوا‬
‫ذوي قرابتهللم مللن السلللم‪ ،‬وأن يللوقروا المسلللمين‪ ،‬وأن‬
‫يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس‪ ،‬ول يتشللبهوا‬
‫بالمسلمين في شيء من لباسللهم‪ ،‬ول يتكنللوا بكنللاهم‪ ،‬ول‬
‫يركبوا سللرجًا‪ ،‬ول يتقلللدوا سلليفًا‪ ،‬ول يللبيعوا الخمللور‪ ،‬وأن‬
‫يلزموا زيهم حيث كانوا‪ ،‬ول يظهللروا صللليبًا‪ ،‬ول شلليئا ً مللن‬
‫كتبهم فللي طرقللات المسلللمين‪ ،‬ول يضلربوا بالنلاقوس إل‬
‫ضربا ً خفيفًا‪ ،‬ول يرفعوا أصللواتهم بللالقراءة فللي كنائسللهم‬
‫في شيء من محضرة المسلمين‪ ،‬ول يرفعوا أصواتهم مع‬
‫موتاهم‪ ،‬ول يظهروا النيران معهم‪ ...‬فإن خالفوا شيئا ً ممللا‬
‫شرطوه فل ذمة لهم‪.‬‬

‫)‪(24‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫أين تلك العزة من الضعف الذي نحن فيه؟! ترى هللل‬


‫المسلمون اليوم في درجة الذميين للكفار؟!‬
‫اعلم أن العلماء قد ذكروا ما ينتقض بله عهلد اللذمي‪،‬‬
‫وهذه النواقض هي‪:‬‬
‫‪ (1‬العانة علللى قتللال المسلللمين‪ ،‬وقتللل المسلللم أو‬
‫المسلمة‪.‬‬
‫‪ (2‬قطع الطريق عليهم‪.‬‬
‫‪ (3‬إيواء الجواسيس أو التجسللس للكفللار بللأن يكتبللوا‬
‫لهم أسرار المسلمين‪.‬‬
‫‪ (4‬الزنا بالمسلمة‪.‬‬
‫‪ (5‬فتن المسلم عن دينه‪.‬‬
‫‪ (6‬سب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫وسب الله والرسول كفر يقتللل المسلللم بلله وينتقللض‬
‫عهد الذمي به والدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسللنة‬
‫والجمللاع والعتبللار وللسللتزادة راجللع الصللارم المسلللول‬
‫لشيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫المكنــة الــتي يمنــع أعــداء اللــه مــن دخولهــا‬
‫والقامة فيها‪:‬‬
‫َ‬
‫س‬
‫جل ٌ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫شرِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ما ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫مُنوا إ ِن ّ َ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫تعالى‪َ) :‬يا أي ْ َّها ال ّ ِ‬ ‫قال‬
‫ذا‪ ...‬اليللة(‪ ،‬وقللال‬ ‫م هَ َ‬‫مه ِ ْ‬ ‫عا ِ‬
‫م ب َعْد َ َ‬‫حَرا َ‬‫جد َ ا ل َ‬ ‫س ِ‬ ‫قَرُبوا ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َفل ي َ ْ‬
‫صلى الله عليه وسلللم‪" :‬أخرجللوا المشللركين مللن جزيللرة‬
‫العرب"‪.‬‬
‫فبهذا النص فل يجوز لهم القامة فللي جزيللرة العللرب‬
‫وهي مكة والمدينة ونجد وقراها عند الشلافعي‪ ،‬وقللد ذكللر‬
‫المام أحمد وابن تيمية في القتضاء أنها من بحر القلزم ‪-‬‬
‫البحر الحمر ‪ -‬شرقا ً إلى بحر البصللرة ‪ -‬الخليللج العربللي ‪-‬‬
‫غربا ً ومن اليمللن جنوب لا ً إلللى الشللام شللمال ً بحيللث تللدخل‬
‫اليمن‪ ،‬ول تدخل الشام‪ ،‬ول يجوز للكفار أن يللدخلوا حللرم‬
‫مكة أبدًا‪ ،‬وأما حرم المدينة فإن كان لمصلحة فجللائز أقللل‬
‫من ثلث ليال‪.‬‬
‫اعتراض وجوابه‪:‬‬

‫)‪(25‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫قد يقول قائل‪ :‬أن أهلل الكتللاب ل يسلمون مشللركين‬


‫فل يدخلون في الية والحديث‪.‬‬
‫الجللواب‪ :‬مللا ذكللره شلليخ السلللم أن أصللل دينهللم‬
‫التوحيد‪ ،‬ولكن الشرك طارئ عليهم‪ ،‬فهم ملن المشلركين‬
‫باعتبار ما عرض لهم ل باعتبار أصل الدين‪ ،‬ولو قللدر أنهللم‬
‫لم يدخلوا في لفظ الية دخلوا في عمومها المعنللوي وهللو‬
‫كونهم نجسا ً والحكم يعم بعموم علته‪.‬‬

‫تعامل المســلمين مــع غيــر المســلمين وفيــه‬


‫ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الفـرق بيـن المـوالة وحسـن‬
‫المعاملة‪:‬‬
‫كلمة حول ما يسمى بزمالة الديان‪ :‬هذه الفكرة هللي‬
‫من أفكار المنهزميللن مللن المسلللمين‪ ،‬فهللم يتناسللون مللا‬
‫قرره القرآن في أن الكفار بعضهم أولياء بعض في حللرب‬
‫المسلمين‪ ،‬فمن السذاجة الظاهرة أن يظللن ظللان أن لنللا‬
‫وإياهم طريقا ً واحدا ً نسلكه لتمكين الللدين‪ ،‬فهللذا باطللل ل‬
‫يقللوله عللالم فمللن المعلللوم أننللا مطللالبون بقللاتلهم علللى‬
‫السلم فإن أبوا فالجزيلة فلإن أبلوا فليلس لهلم عنلدنا إل‬
‫السيف ل كما يقللول هللؤلء المنهزمللون‪ ،‬والللله المسللتعان‬
‫على ما يصفون‪.‬‬
‫الفرق بين الموالة والمعاملة بالحسنى‪ :‬إن المعاملللة‬
‫بالحسنى والتسامح يكون في المعاملت الشخصية ل فللي‬
‫التصور العتقللادي‪ ،‬فللالله ل يقبللل دين لا ً إل السلللم‪ ،‬وهللذا‬
‫معلوم‪ ،‬فالموالة الممثلة بالحب والنصرة شيء والممثلللة‬
‫بالنفقة والصلة والحسان إليهم شيء آخر فتنبه لذلك‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعامل مع الكفار‪:‬‬
‫وسأذكر هنا عدة أمور‪:‬‬
‫‪ (1‬التعامل معهم في البيع والشراء‪ :‬وهو فللي الصللل‬
‫مباح‪ ،‬وقد يكون حراما ً بأمور منها‪ :‬أن يبيعهم ما يعينهم به‬
‫على المحرمات كأن يبيعهم عنبا ً أو عصيرا ً يتخذونه خمللرًا‪،‬‬
‫ويحللرم كللذلك إن علللم أن ممللا معهللم مللن المبيعللات قللد‬
‫غصبوها من معصوم إل أن يشتريها علللى وجلله السللتنقاذ‪،‬‬
‫وقللد يكللون بيعهللم كفللرًا‪ :‬كللأن يللبيعهم أشللياء يعلللم أنهللم‬
‫يستخدمونها في حرب المسلمين‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫)‪(26‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (2‬عيادتهم وتهنئتهم‪ :‬أما عيادتهم فتشرع إذا رجي أن‬


‫يجيب إلى الدخول في السلم‪ ،‬فأما إذا لم يطمع في ذلك‬
‫فل‪ .‬وأما تهنئتهم‪ :‬فإن كانت على شللعائر الكفللر المختصللة‬
‫بهم فحرام بالتفاق‪ ،‬ويدخل في هذا تعظيمهم ومخاطبتهم‬
‫بالسيد وهذا حرام قطعًا‪ ،‬ول يخاطبون بالصالح أو الرشيد‪.‬‬
‫‪ (3‬حكم السلم عليهم‪ :‬وهذه المسألة فيها خلف بين‬
‫السلللف‪ :‬فقللال قللوم ل يبللدءون بالسلللم وقللال قللوم بللل‬
‫يبدءون بالسلم بلفظ السلم لسبب كحق صحبة أو جللوار‬
‫أو سفر‪.‬‬
‫أما رد السلم عليهم فالجمهور علللى وجللوبه‪ ،‬وقللالت‬
‫طائفة ل يجب‪ ،‬ويكون الرد بلفظ وعليكم‪.‬‬
‫المبحـــث الثـــالث‪ :‬النتفـــاع بالكفـــار وبمـــا‬
‫عندهم‪:‬‬
‫إن السلم يتسامح فللي أن يتلقللى المسلللم مللن غيللر‬
‫المسلم ما ينفعه من العلوم وذلك حين تنعدم هذه العلوم‬
‫من مسلم تقي‪ ،‬ويجوز النتفاع بهم في غيللر ذلللك‪ ،‬ولكللن‬
‫السلم ل يبيح أن يتلقللى المسلللم أي شلليء يتعلللق بللدينه‬
‫منهم‪ ،‬وأدلة النتفاع بهم موجللودة فللي سللنة رسللول الللله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقد اسللتأجر خريتلا ً لمللا هللاجر إلللى‬
‫المدينللة وغيللر ذلللك وهللذا مللذهب عامللة الفقهللاء‪ ،‬وإنمللا‬
‫الممتنع أن يؤاجر المسلم نفسه من المشرك لما فيه من‬
‫إذلل المسلم وكره أهل العلم لمن يعيش في دار الحرب‬
‫ذلك إل بشرطين‪ :‬أن يكون عمله فيما يحل للمسلم فعللله‬
‫وأن ل يعود ضرر فعله على المسلمين‪.‬‬
‫أملا مسللألة اسلتئجار المشلرك فللي الغلزو‪ :‬فقلد ورد‬
‫النهي بلذلك‪ ،‬وذلللك حيللن اسللتأذن احللد المشللركين النللبي‬
‫صلى الله عليه وسلللم فللي أن يصلليب معله فللي المعركللة‬
‫وهو مشرك‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليلله وسلللم‪" :‬فللارجع‬
‫فلن أستعين بكافر"‪ ،‬ومع هذا فقد اختلف أهل العلللم فللي‬
‫هذا الباب‪ ،‬فذهبت جماعة إلى منع السللتعانة بالمشللركين‬
‫مطلقا ً مستدلين بالحديث السابق‪ ،‬وذهبت طائفة إلللى أن‬
‫للمام أن يستعين بهم بشرطين‪ :‬أن يكون في المسلللمين‬
‫حاجة إلى ذلللك‪ ،‬وأن يكونللوا ممللن يوثللق بهللم‪ ،‬فللإن فقللد‬
‫هذان الشرطان لللم يجللز للمللام ذلللك‪ ،‬وقللالوا بللأن النللبي‬
‫صلى الله عليه وسلم استعان بيهود بني قينقاع وبصللفوان‬
‫بن أمية في قتال هوزان‪.‬‬
‫وأمللا اسللتعمالهم فللي شلليء مللن وليللات المسلللمين‬
‫ففضل ً عن أنه مخالفللة صللريحة للشللرع‪ ،‬فللإنه أيضلا ً إذلل‬
‫صريح للمسلمين‪ ،‬وعللز للكللافرين‪ ،‬وقصللة عمللر مللع أبللي‬
‫موسللى الشللعري معلومللة فللي ذلللك حيللن اسللتعمل أبللو‬
‫موسى كاتبا ً نصرانيا ً فقال له عمر‪" :‬مالك قاتلللك الللله؟"‪،‬‬
‫ثم قال‪" :‬أل اتخذت حنيفًا؟"‪ ،‬فقال أبو موسى‪ :‬لي كتابته‪،‬‬

‫)‪(27‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫وللله دينلله‪ ،‬فقللال عمللر‪" :‬ل أكرمهللم إذا أهللانهم الللله‪ ،‬ول‬
‫أعزهم إذا أذلهم الله‪ ،‬ول أدنيهم إذا أقصاهم الله"‪.‬‬
‫التقية والكراه‪:‬‬
‫التقية‪ :‬وهي التكلم باللسان وقلبلله مطمئن باليمللان‪،‬‬
‫وهي باللسان ل العمل‪.‬‬
‫متى تكون تقية؟ تكون التقية بشروط منها‪ :‬أن يكللون‬
‫الكفار غالبين‪ ،‬أو يكون المؤمن فللي قللوم كفللار ويللداريهم‬
‫باللسان من غير أن يسللتحل دملا ً أو مللال ً حراملا ً أو يظهللر‬
‫الكفللار علللى عللورة المسلللمين‪ .‬والتقيللة ل تكللون إل مللن‬
‫خوف القتل‪ ،‬ثم إن هذه رخص فلو صبر فله أجره عظيم‪.‬‬
‫الكراه‪:‬‬
‫وقصللة عمللار بلن ياسللر مللن أقللوى مللا يوضللح قضللية‬
‫الكراه‪ ،‬كيف وآية الكراه نزلت فيه؟‬
‫وقصللته أن المشللركين أخللذوه وأبللاه وأملله وبعللض‬
‫الصحابة‪ ،‬أما أمه سمية فإنها ربطت بيللن بعيريللن ووجيللء‬
‫قبلها بحربة فقتلت وقتل زوجها ‪ -‬أبللو عمللار ‪ -‬وأمللا عمللار‬
‫فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهًا‪ ،‬فأتى عمللار إلللى النللبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو يبكي‪ ،‬فقال له النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن عادوا لك فعد لهم بما قلت" فانظر كيف‬
‫كان كلمه بالكفر بلسانه وقلبه مطمئن باليمان وذلك بعد‬
‫قتل أبيه وأمه وتعذيبه‪ ،‬أما من قال الكفر اختيارا ً من غيللر‬
‫إكراه فهذا يكفر لنه قد شرح بالكفر صدرا ً كما في الية‪.‬‬
‫شروط الكراه‪ :‬ذكللر ابللن حجللر فللي ذلللك أربعللة‬
‫شروط‪:‬‬
‫‪ (1‬أن يكون فاعل الكراه قادر على إيقاعه بللالمكره‪،‬‬
‫والمكره عاجز عن دفعه ولو بالفرار‪.‬‬
‫‪ (2‬أن يغلب على ظن المكللره أنلله إن امتنللع عللن مللا‬
‫أكره عليه أوقع به ذلك‪.‬‬
‫‪ (3‬أن يكون ما هدد به فوريًا‪ ،‬فلللو قللال إن لللم تفعللل‬
‫كذا ضربتك غدًا‪ ،‬فإنه ل يعد اليوم مكرهلا ً ولكنلله يعللد غللدا ً‬
‫مكرهًا‪ ،‬ويستثنى ما إذا ذكر زمنا ً قريبا ً جدًا‪.‬‬
‫‪ (4‬أن ل يظهر من المكره ما يدل على اختياره‪.‬‬
‫ويذكر بعض العلماء شرطا ً آخرا ً وهو أن يكون التهديد‬
‫بالقتل أو العذاب الشديد وإل فل‪.‬‬

‫)‪(28‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫ول فللرق بيللن الكللراه علللى القللول والفعللل عنللد‬


‫الجمهور‪ ،‬ويستثنى من الفعل ما كان كقتل النفس‪.‬‬
‫وأجمعوا على أن مللن أكللره علللى الكفللر ل يجللوز للله‬
‫التلفظ بكلمللة الكفللر تصللريحا ً بللل يللأتي بالمعللاريض وبمللا‬
‫يوهم أنه كفر‪ ،‬فلو أكره على التصريح يباح له ذلك بشرط‬
‫طمأنينة القلب باليمان‪ ،‬مللع إيمللانه بللأنه غيللر معتقللد لمللا‬
‫يقوله‪ ،‬ولو صبر لكان أفضل لفعل الصحابة‪.‬‬
‫أنواع الكراه‪:‬‬
‫ذكر المصنف ثلثة أنواع‪:‬‬
‫‪ (1‬اللجاء‪ :‬حيث ينعدم فيه الرضللا والختيللار‪ ،‬ويكللون‬
‫بالتعذيب الشديد أو نحو ذلك‪.‬‬
‫‪ (2‬التهديللد‪ :‬وفيلله ينعللدم الرضللا‪ ،‬ول ينعللدم الختيللار‬
‫تمامًا‪ ،‬ومثال هذا حال شعيب عليه السلم مع قللومه حيللن‬
‫خيروه بالرجوع إللى ملتهللم أو أن يخللرج ملن قريتهلم‪ ،‬فل‬
‫تجوز الستجابة لمثل هذا‪.‬‬
‫‪ (3‬الستضعاف‪ :‬وهنا ل تعذيب ول تهديد‪ ،‬ولكنه نحللت‬
‫وضع مفروض عليه من غيره‪ ،‬فإن كان دخللوله تحللت هللذا‬
‫الوضع لعجزه عللن دفعلله والخللروج منلله ولللو أمكنلله ذلللك‬
‫لفعل مهما كانت التضحية فهلذا معفلي عنله‪ ،‬أملا إن كلان‬
‫قادرا ً ولم يفعل إيثارا ً للعاقبة فقد سبق ذكره في الهجرة‪.‬‬
‫كيف طبق السلف الولء والبراء؟‬
‫‪ (1‬موقف صحابة رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم‬
‫من المخلفين الثلثة عن غزوة تبوك‪ ،‬فقد هجروهللم حللتى‬
‫في السلم‪ ،‬مع أنهم قد تركللوا الجهللاد فللي وقللت وجللوبه‪،‬‬
‫فما بللال المسلللمين ل يتللبرؤن مللن الزنادقللة فللي عصللرنا‬
‫الذين لم يتركوا الوجبات فحسب بل حرموها ولم يجتنبللوا‬
‫المحرمات بل أوجبوها!!‪.‬‬
‫وأعجب شيٍء في قصتهم قصة كعب بن مالك ففوق‬
‫أنه يعيش في حالة الهجللر تللأتيه رسللالة مللن ملللك غسلان‬
‫يقول فيها‪ ..." :‬ألحق بنللا نواسللك"‪ ،‬فكللان ولء كعللب لللله‬
‫ولرسوله والمؤمنين عجيبا ً وكلان بلراؤه ملن مللك غسلان‬
‫واضحا ً حين أحرق كتابه في التنور‪.‬‬
‫‪ (2‬موقف ابن عبد الله بن أبي سلول حيللن منللع أبللاه‬
‫من دخول المدينة إل بإذن من الرسللول صلللى الللله عليلله‬
‫وسلم ‪.‬‬

‫)‪(29‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ (3‬موقف أبي عبيدة بن الجراح فلقللد قتللل أبللاه فللي‬


‫معركة بدر‪.‬‬
‫‪ (4‬قال النبي صلى الله عليه وسلم في غللزوة تبللوك‪:‬‬
‫"إن بالمدينة أقواما ً ما سرتم مسلليرا ً ول قطعتللم وادي لا ً إل‬
‫كانوا معكم" قالوا‪ :‬وهم بالمدينلة!‪ ،‬قلال صللى اللله عليله‬
‫وسلم‪" :‬وهم بالمدينللة حبسللهم العللذر"‪ .‬فللانظر إلللى هللذا‬
‫الللولء ممللن حبسللهم العللذر فهللم مللع إخللوانهم بالللدعاء‬
‫والمتابعة‪ ،‬أما اليوم فنرى خذلن المسلمين ‪ -‬إل من رحللم‬
‫الله ‪ -‬للمجاهدين في سبيل الله ول يكتفللي بعضللهم بللذلك‬
‫بل ل بد أن يوالي أعداء الله الكفرة‪.‬‬
‫صور الولء والبراء في عصرنا الحاضر‪:‬‬
‫من الجدير بالذكر أننا نعيللش فللي هللذه الونللة هجمللة‬
‫شرسلللة ملللن الكفلللرة بجميلللع نحلهلللم عللللى السللللم‬
‫ل فللي أمريللن‪:‬‬‫والمسلمين‪ ،‬وهجومهم وغزوهم هللذا متمث ل ٌ‬
‫الغللزو العسللكري وهللذا ل يلبللث أن يسللقط مللع تكللبيرات‬
‫المجاهدين‪ ،‬والثللاني هللو الغللزو الفكللري وهللو الشللد فبلله‬
‫انتشر بين المسلللمين أفكللار غربيللة غريبلة كلل "ملا لللدين‬
‫والقتصاد؟ وما للدين واللبس وخاصة ملبس المرأة؟ وما‬
‫للدين والفن؟ وما للدين والصحافة والذاعة؟ وباختصار ما‬
‫للدين والواقع الذي نعيشه على الرض"‪.‬‬
‫ونشأ عن هذا الغزو تكوين جيل يستحي من النتساب‬
‫للسلم‪ ،‬ويكره أن يرى وهللو يقللوم بشلليء مللن شللعائره‪،‬‬
‫فالواحد من هؤلء يحب أن يراه الناس خارجا ً من خمللارة‪،‬‬
‫ول يحب أن يروه خارجا ً من مسجد‪ ،‬ومن السهل عليه أن‬
‫يوصف بأنه زنى بعشرة نسوة لكنه يسللود وجهلله لللو قيللل‬
‫متزوج باثنتين أما أأن يفكر في تلوة آيات مللن القللرآن أو‬
‫يرجع إلى شيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا‬
‫ما ل يخطر له على بال‪ ،‬وهذا الجيللل هللو الللذي ألحللق بنللا‬
‫الهزائم في كل ميدان‪.‬‬
‫ومن هنا نعلم أنه ل بد من معرفة خطللط المنخللدعين‬
‫بالثقافة الوروبية التي منها‪:‬‬
‫‪ (1‬التربية والتعليم‪ :‬إن أعداء السلم قد سلللكوا فللي‬
‫غزو مناهج التربية والتعليم سبيلين هما‪:‬‬
‫السبيل الول‪ :‬السيطرة على التعليم في الداخل‪ :‬فها‬
‫نحن نرى تأثيرهم في مناهجنا‪ ،‬فمواد الدين مللن التفسللير‬
‫والتوحيد والحديث والفقه والتجويد ل تتجاوز كتيب لا ً صللغيرا ً‬
‫في كثير من البلدان إل ما رحم الله‪ ،‬ونرى كيللف يهتمللون‬
‫بتدريس تاريخ أوروبة الوثنية الملحدة ول يهتمون بتللدريس‬
‫ماضي المسلمين المشرق‪ ،‬بل نللرى كيللف يضللعون مللادة‬
‫الموسيقى الغربية كمللادة أساسللية‪ ،‬ونللرى كيللف يللأمرون‬

‫)‪(30‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫المسؤلين بحذف أصول السلللم كللالولء والللبراء والجهللاد‬


‫والله المستعان‪.‬‬
‫السبيل الثاني‪ :‬وهو البتعاث إلى الدول الكافرة‪ :‬فهذا‬
‫يجعل ولء المسلم متذبللذبا ً وهللو يللرى مللا بهللر بلله‪ ،‬ويزيللد‬
‫الطالب جهالة بدينه وقيمه‪ ،‬ويزيده تعلقا ً بالغرب ثللم يجللد‬
‫الطالب نفسه قد انسلخ من دينه وقيمه ملن حيللث يشللعر‬
‫أو ل يشللعر فتجللده فللي لبسلله ومللأكله ومشللربه وكلملله‬
‫غربيًا‪.‬‬
‫‪ (2‬وسائل العلم‪ :‬وهي متمثلللة بالذاعللة والتلفزيللون‬
‫والمجلة والجريدة والفيديو والدش وغيرها‪.‬‬
‫وفللي هللذه كلهللا خطللر كللبير فللي زعزعللة عقيللدة‬
‫المسلمين‪ ،‬فإن من المؤسف فللي البلد الللتي تللدعي أنهللا‬
‫إسلمية أن وسائل العلم فيها تقوم بحرب شللعواء علللى‬
‫السلللم وأهللله بل نكيللر‪ ،‬فهللا هللي تنشللر العهللر والفسللاد‬
‫وتزين الجريمة‪ ،‬وتدعوا إلى موالة الكفار والوقوف معهم‬
‫ضلد الرهلاب ‪ -‬ويلراد بله الجهلاد ‪ -‬وملا علملوا أن أعظللم‬
‫الرهاب ما تقوم به أمريكا وإسرائيل من الفساد‪ ،‬وتللدعوا‬
‫إلى الستهزاء بالدين وأهله وغير ذلللك‪ ،‬وبهللذين الخيريللن‬
‫تحدث الردة وتحل العقوبة من الله العظيم‪.‬‬
‫‪ (3‬نشر كتب المستشرقين‪ :‬من المعلوم عنللد العقلء‬
‫أن ما قام به المستشرقون مللن جهللود كللبيرة فللي خدمللة‬
‫التراث العربي والسلللمي كللان لمللا يحملللونه مللن الحقللد‬
‫على السلم وأهله‪ ،‬فوجدوا بذلك الفرصللة المناسللبة فللي‬
‫تشويه صورة السلم‪ ،‬والطعن في النبي صلى الللله عليلله‬
‫وسلم وفي سنته والدعوة إلى مناقضتها بالعقل‪ ،‬وبفعلهللم‬
‫هذا فإن كتبهم قد أحدثت زعزعة كبيرة في نفوس ضعاف‬
‫اليمان‪.‬‬
‫‪ (4‬المذاهب اللدينية‪ :‬ولقللد اسللتخدم أعللداء السلللم‬
‫في ذلك سبيلين‪:‬‬
‫الول‪ :‬الهجوم على الشللريعة السلللمية بأنهللا بربريللة‬
‫ول تساير روح العصر أو أنها رجعية‪.‬‬
‫الثللاني‪ :‬إضللفاء الشللرعية للمللذهب الهدامللة ومللدحها‬
‫والثناء عليها بأنها تساير العصر‪.‬‬
‫وهذه الشبه ل تحتاج إلى إبطال فالواقع يبطلهللا‪ ،‬فهللا‬
‫هي الدول الكافرة ل تنعم بأمن ول آمان‪.‬‬
‫ومن هذه المللذاهب القوميللة والوطنيللة والللتي يكللون‬
‫فيهللا الللولء فللي الجنللس‪ ،‬ومنهللا العلمانيللة‪ ،‬والشللتراكية‪،‬‬
‫والبعثية وغيرهللا‪ .‬وخلصللة القللول فللي القوميللة أنهللا كفللر‬

‫)‪(31‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫بالله‪ ،‬فللإن صللاحبها يللوالي لهللا ويعللادي لهللا ويضللحي مللن‬


‫أجلها‪ ،‬وما قيل فيها يقال في العالميللة أو النسللانية ففيهللا‬
‫يمسخ الولء والبراء كليًا‪ .‬فالعمل بهذه المذاهب البشللرية‬
‫القائمة التي ل تستمد وجودها من الكتاب والسللنة محللادة‬
‫لله ولدينه وسنة نبيه صلى الللله عليلله وسلللم كفللر صللريح‬
‫لنه موالة للكفار وبراءة من السلم وأهله‪.‬‬
‫السلم طريق الخلص وسبيل النجاة‪:‬‬
‫إن الحللل يكمللن فللي الرجللوع إلللى السلللم رجوع لا ً‬
‫حقيقيا ً كما كللان عليلله السلللف ويكمللن فللي الرجللوع إلللى‬
‫صفاء العقيدة الممثل في‪ :‬تصحيح مفهوم كلمللة التوحيللد‪،‬‬
‫وتصحيح مفهوم العبادة وأنهللا نظللام حيللاة‪ ،‬وتربيللة الجيللل‬
‫على الكتاب والسنة‪ ،‬وطرد آثللار الغللزو الفكللري‪ ،‬وتعميللق‬
‫قضللية الللولء والللبراء فللي نفللوس النللاس‪ ،‬والتأكيللد علللى‬
‫العداوة بيللن حللزب الللله وحللزب الشلليطان‪ ،‬وبعللث المللل‬
‫بقرب نصر الله‪ ،‬والله تعالى أعلم وأحكم‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‬

‫نقاط مهمة وكلمات مضيئة‬


‫بتحقيللق‬ ‫‪ -‬لللن تتحقللق كلمللة التوحيللد فللي الرض إل‬
‫الولء لمن يستحق الولء‪ ،‬والبراء ممن يستحق البراء‪.3‬‬
‫المؤلف‬ ‫‪3‬‬

‫)‪(32‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ -‬يحسب بعض الناس أن هذه القضية ‪ -‬الولء والللبراء‬


‫القضايا الجزئية‪ ،‬ولكن في حقيقة المللر إنهللا قضللية‬ ‫‪ -‬من‬
‫إيمان وكفر‪.4‬‬
‫‪ -‬أنه ليس في كتاب الله تعالى حكلم فيله ملن الدللة‬
‫أكثر ول أبيللن مللن هللذا الحك‪5‬للم ‪ -‬أي الللولء والللبراء ‪ -‬بعللد‬
‫وجوب التوحيد وتحريم ضده ‪.‬‬
‫من صور مولة الكفار‪:‬‬
‫‪ (1‬محبتهم وتعظيمهم ونصرتهم على أولياء الله ‪.‬‬
‫‪ (2‬تنحيللة وتعطيللل الحكللم بالشللرع المطهللر‪ ،‬ورميلله‬
‫بعللدم مسللايرة العصللر‪ ،‬أو الوحشللية إلللى غيللر ذلللك مللن‬
‫اللقاب النتنة التي يتردى صاحبها في الكفر‪.‬‬
‫‪ (3‬استيراد القوانين الوربية الكافرة‪ ،‬وتحكيمهللا بللدل ً‬
‫من شريعة الرحمن‪.‬‬
‫‪ -‬إن النسان ل يستقيم له إسلم ولو وحد الله وتللرك‬
‫الشللرك إل بعللداوة المشللركين‪ ،‬والتصللريح لهللم بالعللداوة‬
‫والبغلللض كملللا قلللال تعلللالى‪) :‬ل تجلللد قوملللا ً يؤمنلللون‬
‫لثيرا مللن‬
‫بالله‪...‬الية(‪ ،‬فإذا فهمت هللذا جيللدا عرفللت أن كل‬
‫الذين يدعون الدين ل يعرفونها ‪ -‬أي ل إله إل الله ‪.6-‬‬
‫‪ -‬حكمي في أهل الكلم أن يضللربوا بالجريللد والنعللال‬
‫لال‪ :‬هللذا جللزاء مللن‬‫ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقل‬
‫ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلم‪.7‬‬
‫‪ -‬تللأملت الطللرق الكلميللة والمناهللج الفلسللفية فمللا‬
‫رأيتها تشللفي ‪8‬عليل ً ول تللروي غليل ً ورأيللت أقللرب الطللرق‬
‫طريقة القرآن ‪.‬‬
‫‪ -‬من خاف الله ‪9‬خافه كل شلليء ومللن لللم يخللف الللله‬
‫أخافه من كل شيء ‪.‬‬
‫‪ -‬مسمى الموالة يقع علللى شللعب متفاوتللة منهللا مللا‬
‫يوجب الردة ومنها ما دون ذلك من الكبائر‪.‬‬

‫المؤلف‬ ‫‪4‬‬

‫حمد بن عتيق‬ ‫‪5‬‬

‫المجدد محمد بن عبد الوهاب‬ ‫‪6‬‬

‫الشافعي‬ ‫‪7‬‬

‫الرازي‬ ‫‪8‬‬

‫السلف‬ ‫‪9‬‬

‫)‪(33‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫‪ -‬تللبرز خطللورة مللوالة الكفللار فللي أن ضللررها علللى‬


‫المسلمين كافة أعظللم مللن خطللر مللن يكفللر فللي نفسلله‬
‫فقط‪.10‬‬
‫م َفلإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫من ْ ُ‬
‫كل ْ‬ ‫م ِ‬‫ن ي ََتلوَل ّهُ ْ‬
‫مل ْ‬
‫‪ -‬صح أن قول الله تعلالى‪) :‬وَ َ‬
‫جملللة الكفللار‪،‬‬ ‫لن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫لافر‬‫م(‪ ،‬إنما هو على ظاهره بأنه كل‬‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬
‫وهذا حق ل يختلف فيه اثنان من المسلمين‪.11‬‬
‫‪ -‬إن الله قد حكم ول أحسن من حكمه أنه ملن تلولى‬
‫ه‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫مل ْ‬
‫اليهللود والنصللارى فهللو منهللم‪) ،‬وَ َ‬
‫‪ 12‬كللان أوليلاؤهم منهللم بنللص القللرآن كلان لهللم‬ ‫م(‪ ،‬فإذا‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬
‫حكمهم‪. ...‬‬
‫‪ -‬وموالة غير المؤمنين ‪ -‬فضل ً عن أنها ردة وعصلليان‬
‫لله سبحانه ‪ -‬هي مصدر‪13‬التذبذب‪ ..‬في حياة فاعلها لنلله ل‬
‫إلى هؤلء ول إلى هؤلء ‪.‬‬
‫‪ -‬من لحق بدار الكفللر والحللرب مختللارا ً محاربلا ً لمللن‬
‫يليه من المسلمين‪ :‬فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد‬
‫كلها‪ ...‬وأما مللن فللر إلللى أرض الحللرب لظلللم خللافه ولللم‬
‫يحارب المسلمين ول أعان عليهم ولم يجد في المسلمين‬
‫من يجيره فهذا ل شيء عليه لنه مضطر مكللره‪ .‬أمللا مللن‬
‫محاربا ً للمسلمين معينا ً للكفللار بخدمللة أو كتابللة فهللو‬ ‫كان‬
‫كافر‪.14‬‬
‫‪ -‬ولو أن كافرا ً غلب على دار من دور السلللم‪ ،‬وأقللر‬
‫المسلمين بها على حالهم إل أنه هللو المالللك لهللا المنفللرد‬
‫بنفسه في ضبطها وهللو معلللن بللدين غيللر السلللم‪ :‬لكفللر‬
‫بالبقللاء‪15‬معلله كللل مللن عللاونه وأقللام معلله وإن ادعللى أنلله‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬إن الجاسوس المسلم يقتل لن التعليللل فللي قصللة‬
‫حاطب )تعليل بعلة مانعة من القتل منتفية في غيره‪ ،‬ولللو‬
‫كلان السللم مانعلا ً ملن قتلله للم يعللل بلأخص منله‪ ،‬لن‬
‫علل بالعم كان الخص عديم التأثير وهذا أقوى‬ ‫الحكم إذا‬
‫والله أعلم(‪.16‬‬
‫‪ -‬من أحدث في هذه المة شيئا ً لم يكن عليلله سلللفها‬
‫فقللد زعللم أن رسللول اللله صلللى اللله عليله وسللم خلان‬

‫المؤلف‬ ‫‪10‬‬

‫ابن حزم‬ ‫‪11‬‬

‫ابن القيم‬ ‫‪12‬‬

‫المؤلف‬ ‫‪13‬‬

‫ابن حزم‬ ‫‪14‬‬

‫ابن حزم‬ ‫‪15‬‬

‫ابن القيم‬ ‫‪16‬‬

‫)‪(34‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫تلخيص؛ الولء والبراء‬
‫في السلم‬

‫الدين‪ ،‬لن الله تعالى يقول‪) :‬ال ْيو َ‬


‫م(‪،‬‬ ‫ت ل َك ُل ْ‬
‫م ِدين َك ُل ْ‬ ‫مل ْ ًل‪ُ 17‬‬
‫م أك ْ َ‬
‫َ ْ َ‬
‫فما لم يكن يومئذ ٍ دينا ً ل يكون اليوم دينا ‪.‬‬
‫‪ -‬ل تجالسوا أهل الهواء فللإني ل آمللن أن‪18‬يغمسللوكم‬
‫في ضللتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون ‪.‬‬
‫‪ -‬والمشابهة في المور الظاهرة توجب مشللابهة فللي‬
‫المور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفللي‪ ،‬وقللد‬
‫رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين أقل كفللرا ً‬
‫من غيرهم‪ ،‬كما رأينا المسلمين الذين أكثروا‪19‬من معاشرة‬
‫اليهود والنصارى هم أقل إيمانا ً من غيرهم‪. ...‬‬
‫‪ -‬ومما يجب النهي عنه ما يفعله كثير من الجهال فللي‬
‫زماننا إذا لقي أحدهم عدوا ً لله سلم عليه ووضع يده عللى‬
‫صدره إشارة إلى أن يحبه محبة ثابتة فللي قلبلله‪ ،‬أو يشللير‬
‫بيده إلى رأسه إشارة إلى أن منزلتلله عنللده علللى رأسلله‪،‬‬
‫وهذا الفعل المحرم يخشى علللى فللاعله أن يكللون مرتللدا ً‬
‫‪ 20‬لن هذا من أبلغ الموالة والموادة والتعظيللم‬ ‫عن السلم؛‬
‫لعداء الله ‪.‬‬

‫المام مالك‬ ‫‪17‬‬

‫أبو قلبة‬ ‫‪18‬‬

‫ابن تيمية‬ ‫‪19‬‬

‫حمود التويجري‬ ‫‪20‬‬

‫)‪(35‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫‪sw.dehwat.www‬‬
‫‪ten.esedqamla.www‬‬
‫‪ofni.hannusla.www‬‬
‫‪moc.adataq-uba.www‬‬

You might also like