Professional Documents
Culture Documents
ذل= ال ُ خ ّم َ
* ال ُ
مْرجِف= مَن ُيشيع أقوال ً َتدُل على ظهور العدو والخوف منهم ،أو قوتهم * ال ُ
وضعف المسلمين ،أو هلكهم ،ونحوه.
التنبيه" للنووي[. مط ِْلع" لبي الفتح الب َْعلي ،و"تحرير ألفاظ ّ ]راجع "ال ُ
ت العنوان بصيغة الجمع "قالوا" إشارة إلى كثرتهم ،وجعلت الجواب وجَعْل ُ َ •
شر بهاحدة الغربة التي جاء الحديث المب ّ بالفراد "فقل" إشارةً إلى الوَ ْ
صيهم
ن ي َعْ ِ
م ْ
س سوٍء كثيرَ ،
س صالحون في نا ِ ل) :طوبى للغرباء…نا ٌ قائ ً
أكثر ممن ي ُط ِي ْعُُهم(.
*العنوان وشرحه.
*المقدمة والهداء.
1ـ فإن قالوا لك" :ما هو الجهاد"؟! فقل لهم:
حّرض على القتال الن…، 2ـفإن قالوا لك :لماذا ت ُ َ
ر زمانهم؛....ليس جهاد اليوم بالسيف والسكين فزماننا غي ُ
بل بالحضارة؛ فحّرض على تعّلم علم ِ القتصاد ...والعلم
والزراعة...والتكنولوجية؛ لن هذا كّله جهاد....إلخ ،فقل لهم:
*الجوبة المفصلة 19) :سببا ً منطقيا ً للتحريض على القتال(.
1
1ـ لماذا القتال؟ لن الله أمرنا بالقتال ،وجاء في الجهاد أكثر من /100/
آية.
ض عين باتفاق العلماء. 2ـ لماذا التحريض على القتال؟ لنه الن أضحى فر َ
)هنا أقوال العلماء في إذن الدائن ،وأقوالهم في حكم جهاد
الطلب وجهاد الدفع(.
3ـ لماذا القتال؟ لئل تكون فينا صفة المنافقين.
ذبنا الله عذابا ً أليمًا.
4ـ لماذا القتال؟ لئل ي ُعَ ّ
5ـ لماذا القتال؟ لنحقق أمر الله في إرهاب العدو...؛ فُترفعَ عنا الذلة ،وتعود َ
ل منمهابة ،...فنحيا الحياة اللئقة ،ون َّتقي فساد َ الرض الحاص َ لنا...ال َ
ترك القتال ،فالقتال هو السبيل المنطقي الوحيد اليوم للتمكين ،وإليك
الدلي َ
ل:
هنا مهم *معالجة شبهة :زماننا غير زمانهم ،وإثبات عدم كفاية
العداد السلمي لوحده!
وقفة خاصة مع الحضارة والقتصاد والعلم والزراعة * ِ
ونحوها...
ريب يوم القيامة. 6ـ لماذا القتال؟ للِعصمة من الفتن قَ ِ
ل لمحوداني الجهاد َ اليوم شيء من المندوبات ،وهو سبي ٌ 7ـ لنه ...ل ي ُ َ
]نماذج من ل فيه مضاعف عما سواه....، الخطايا ،والعم ُ
]فضل الرباط[. عروض مغرية[.
دراسة علمية موجزة حول التفاضل بين الجهاد •
3
من سيبقى ُي َع ّلم ويدعو هنا؟ 10ـ فإن قالوا :تص ّ
وَ ْر أننا خرجنا جميعا ً للقتال َ
فقل لهم:
11ـ فإن قالوا :لكننا نرى بين صفوف المجاهدين أخطاء متعددة
؟! فقل
لهم:
يسمحون لنا، ءنا وأمهاِتنا ل َ ن آبا َ 12ـ فإن قالوا :إ ّ
دهم؟ فقل لهم: وزوجاتنا وأولدنا سي َب َْقون لوح ِ
)هنا أقوال العلماء في إذن الوالدين(.
13ـ فإن قالوا :إن خرجنا لمكان "كذا" للعداد ل ندري ما ُيفعل بنا
دها ...،فل نعرف أين سنذهب ومن سنقاتل ،وربما َنخرج للقتال فل بع َ
ننال الشهادة ...،ولعلنا ل نستطيع ...الرجوع إلى بلدنا؟ فقل
لهم:
ل أو ت َُق ّ
طع 14ـ فإن قالوا :لكننا جبناء نخاف من القتل أو أن ن ُ َ
ش ّ
من أيدينا أو أرجلنا ،أو ُتفقأ عيوننا ،أو نموت من الجوع؛ فمن أين سنؤَ ّ
مصروفنا؟ أو ربما نقع في السر فنذوق التعذيب؛ كتقليع الظافر
ونتف الشعر ولسع الكهَرباء ،ونخاف أن ل نصبر ..وفينا صغار
ن ممن دون العشرين ،وكبار السن ممن تجاوزوا الس ّ
الربعين...،إلخ ،فقل لهم:
ض ،وهو الهدف الستراتيجي 15ـ فإن قالوا :الجهاد والشهادة عنوان فضفا ٌ
الكبير ول رْيب ،ولكن كيف نحقق هدفنا البعيد عمليًا؟ فأين الطائفة
المنصورة وكيف سنصل إليها؟ وأين سنتدرب؟ وكيف؟ د ُّلونا حتى ل نكون
ب ،فقل لهم:ت" فحس ُ مس ّ
كنا ٍ خياليين! ول ُتعطونا " ُ
*ةةةةةةةةةةة:
يل…) :إنما بعثُتك لبتلَيك وأبتل َ صْفوة خلقه قائ ً إن الحمد َ لله الذي خاطَب َ
َ
ن الله ت عليك كتابا ً ل َيغسله الماءَ ،تقرؤه نائما ً ويقظا َ
ن ،وإ ّ بك ،وأنزل ْ ُ
ب! إذا ً ي َث َْلغوا رأسي فَي َد َ ُ ُ َ
ة! قال: خب َْز ً
عوه ُ حّرق قريشا ً فقلت :ر ّ مرني أن أ َ أ َ
زك ،وأنفق فسننفقَ عليك ،وابعث جهم كما استخرجوك ،واغُزهم ن ُغْ ِ استخرِ ْ
من عصاك … :أخرجه ل بمن أطاعك َ ة مثله ،وقات ْ
مس ً جيشا ً نبعث َ
خ ْ
من صفته عند أهل مسلم( ،والصلة والسلم على سيد المجاهدين ،على َ
4
الكتاب "الضحوك الَقّتال"؛ فلما جاءه رجل فقال) :يا رسول الله َأذال
الناس الخيل ووضعوا السلح وقالوا :ل جهاد! قد َوضَعت الحرب أوزارها!
ذبوا! الن جاء دور ل رسول الله بوجهه وقال :ك َ فأقب َ
ُ
ة يقاتلون على الحق ،وُيزيغ الله لهم القتال ،ول تزال من أمتي أ ّ
م ٌ
م الساعة وحتى يأتي وعْد ُ الله، قلوب أقوام ٍ وَيرزقهم منهم حتى تقو َ
ل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة… :الّنسائي بسند والخي ُ
ذروة سنام هذا الدين هو صحيح( ،وعلى آله وصحبه الذين عَِلموا أن ُِ
مَتهم البارزةَ ،وجاء في صفتهم على لسان س َ
)الجهاد( ،فكان الجهاد ُ ِ
عدوهم جاسوس الروم" :بالليل رهبان ،وبالنهار فرسان" ،أما بعد:
حمة التحريفات لمدلولت النصوص في هذه اليام على يد عملَء علماَء في َز ْ
جد ِّدين!!! صار الدفاع عن شرع م َ
مختصين ،أو على أيادي أدعيائهم من ال ُ
فئام ،وهذا ظاهر ف ما َيقوم به بعض ال ِ الله واجبا ً على العيان؛ إذ ْ لم ي َك ْ ِ
للِعيان.
خب الداوي من صدى الحوادث الكثيرة المريرة التي تلدها ص َوفي هذا ال ّ
الليالي الحبالى في هذا الزمان ،وفي هذا التيار المتدفق الفّياض من
جهَّزةً بكل ما ي ُْغري وَيخدع من م َ
الدعوات التي ُيهَتف بها في أرجاء الكونُ ،
المال والوعود والمظاهر....
دم بدعوتي… أتق ّ
كام والعلم والعلم والقلم والعوام. إلى الح ّ
إلى الشباب الظامئ إلى المجد التليد…
مْفَترق الطريق… حْيرى على ُ إلى المة ال َ
ُ
دم:إلى كل مسلم يؤمن بالسيادة في الدنيا ،والسعادة في دار القرارأقَ ّ
ي المضطرب … رسالة الماضي القوي الملتهب إلى الحاضر الَفت ِ ّ
أيها الشباب… أيها الهائم يبغي الحياة.
أيها التائق لنصرة دين الله.
حه بين يدي موله. دم رو َ مَق ّأيها ال ُ
هنا الهداية والرشاد.
هنا الحكمة والسداد.
ذل ولذة الجهاد. شوة الب َ ْ هنا ن َ ْ
فل ُْتسارع إلى الكتيبة الخرساء!!
مل تحت راية سيد النبياء. ول ْت َعْ َ
. ن كّله لله... ن الدي ُ ة ويكو َ ...حتى ل تكون فتن ٌ
دم بدعوتي: ـ أتق ّ
هادئة .....لكنها أقوى من الزوابع العاصفة!
م الرواسي…! ش ّ متواضعة .....لكنها أعز من ال ّ
رج الكاذب. خالية من المظاهر الزائفة ،والَبهْ َ
5
ة بجلل الحق ،وروعة الوحي.لكنها محفوفَ ٌ
مجردة عن المطامع والهواء والغايات الشخصية،
لكنها ُتورث المؤمنين بها ،والصادقين فــي العمــل لهــا الســيادةَ فــي الــدنيا
وأعلى الجنة في الخرة.
ـ وأقول في كل هذا" :إن شاء الله" ت َب َّركا ً ـ
مل ْ َ
ملون، فإلى الذين ي ُك َْلمون في سبيل الله فل يتكلمون ،وَيتأّلمون فل ي َت َ َ
س ّ
طر وي َذ ُّبون عن شرع الهادي ول ي َت َذ َْبذبون …إلى وَرثة الدم القاني الذي َ
ت الفخار…إليكم هديتي:في سماء المجد آيا ِ
صر ابن
مَق ّ
وكتبه ال ُ
صر:
مَق ّ
ال ُ
حارث عبد السلم المصري
7
الجزية عن يد وهم صاغرون[ ،فهو إجماع ٌ ل خلف فيه أنها إذا أ ُط ِْلقت
في الكتاب والسنة وكلم الفقهاء فل تنصرف إل على القتال.
ـ 6/334المغني] :سبيل الله عند الطلق إنما َينصرف إلى الجهاد؛ فإن كل
ما في القرآن من ذكر "سبيل الله" إنما ُأريد به الجهاد إل اليسير[.
ـ وفي "فتح الباري"] :المتبادِر عند الطلق من لفظ سبيل الله الجهاد[.
ـ ونقل السيوطي في "تنوير الحوالك" عن الباجي قوله] :جميع أعمال البر
هي سبيل الله إل أن هذه اللفظة إذا أُطلقت في الشرع اقتضت الغزو
أي العدو[ اهـ
ن من يترك المحرمات يقال عنه "صائم" لنه صام عن ـ وبشكل آخر :إ ّ
ُ
ي من الصيام الصلي صيام ِ ن أفَي َْعني هذا أنه قد أعف َ المحرمات لك ْ
كتب عليكم كتب عليكم القتال ،كما قالُ : رمضان؟! وقد قال ربناُ :
الصيام، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟
ل الجهاد فيقولون" :نحن في جهاد"!! مّيعوا مدلو َ ـ ويأبى أقوام إل أن ي ُ َ
لي ُب َّرروا قعودهم عن القتال ،فتنظر في حياتهم وإذ بهم :هذا موظف ُيعيل
أسَرته ،وهذا تاجر ،وذاك عامل ،وهذا فلح ،وذاك ي َد ُْرس الزهر أوكلية
م السياسية أو … وكّلهم يرى نفسه ب أو القتصاد َ أو العلو َ شرعية أو الط ّ
َ
مجاهد! وهو في بلده يأكل ل ُ مجاهدًا ،ويجوز له القعود عن القتال! ..أ َ
ج ْ
ل من ن ما هو فيه أفض ُ درس أو يعمل ،بل يتواَقح آخُر فيجد ُ أ ّ ويشرب وي َ ْ
حّرفون ل بد لهم من زيادةٍ في البيان م َ خّرفون ال ُ م َ
سه! وهؤلء ال ُ القتال نف ِ
مّنان.
حّنان ال َة التابعين بإحسان بعون ال َ من الكتاب والسنة وسير ِ
8
ب الرقاب،فاقتلوا ضْر َمَرنا ربنا :فإذا لقيتم الذين كفروا فَ َ ما أ َ ـأ َ
ة الندوات جد ُْتموهم؟ ولم يقل فَعَْقد َ المحاضرات وإقام َ المشركين حيث وَ َ
لدفع الشبهات...أم أنكم لم ت َل َْقوا الكافرين بعد؟!
ما ورد في كتاب الله من آيات الجهاد ما يزيد على /100/آية ما بين ـأ َ
غب فيه ت ت َُر ّل على فرض الجهاد ووجوبه على المسلمين ،وآيا ٍ ت ت َد ُ ّآيا ٍ
وتبين فضله وما أعده الله للمجاهدين من الثواب في الخرة؟ وعامة
ظمت أمر الجهاد وذمت التاركين له ووسمتهم بالنفاق اليات المدنية ع ّ
مَرض القلوب. و َ
حرض على القتال لنه الن أضحى فرض 2ـ لماذا التحريض على القتال؟ ُن َ
دم ـ في حال التعارض ـ عين باتفاق العلماء ،فهو كالصلة والصيام وي َُق ّ
دم على الصيام عند على الصلة عند الئمة الثلثة إل الحنابلة ،وهو مق ّ
ب كبيرة كما قال "ابن حجر الهيتمي" ،وقد ب مرتك ُ الجميع فتاركه إذا ً مذن ٌ
ضّيق منها م َ دم ال ُ ت أو الحقوقَ إذا تعارضت قُ ّ ذكر "الَقَرافي" أن الواجبا ِ
دم ما سع؛ لن التضييق ُيشعر باهتمام الشرع أكثَر من غيره ،فَي َُق ّ مو َ ّعلى ال ُ
خشى فواته ،وإن كان أعلى منه منزلة. ُيخشى فواُته على ما ل ي ُ ْ
ـ واتفق الفقهاء على أن الجهاد يتحول إلى فرض عين بتعيين الخليفة
ل ممن يشار إليه بالبنان ذو نشاط ة رج ٌ ن ثَ ّ
م َ ضنا أ ْ ص ما؛ فلو فر ْ لشخ ٍ
عوي كبيرٍ وشهرةٍ عظيمة ونْفٍع للمسلمين وفي زمن الخلفة الراشدة، د َ
ثم جاء الخليفة وقال له :اخرج إلى الجهاد ـ وهو فرض كفاية ـ! فهل
حرير أن ل ينصاع أو أن يقول :إن يجوز لهذا الداعية الكبير والعالم الن ّ ْ
ق :ل ،حتى وإن رأى مقامي هنا أنفع ـ من وجهة نظره ـ فل يخرج؟! باتفا ٍ ُ
مقامه. شط أن مصلحة المسلمين في ُ ذاك الن ّ ِ
بإذا ً انظر! هذا إذا قال لك الخليفة :اخرج للقتال! فكيف إذا قال لك هذا ر ّ
انفروا خفافا ً وثقال ً وجاهدوا بأموالكم ب الخليفة : لر ّ الخليفة ورسو ُ
وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ،والمصلحة في
ض على العيان اليوم ،وعلى الفور ل على التراخي، النفير؛ إذ هو فر ٌ
والية صريحة أن النفير بالمال والنفس ،وليس بالمال فقط أو بالكلم
ة ل يحتمل أكثر من معًنىـ ب ،هذا فضل ً عن أن "النفير" لغ ً والدعاء فحس ُ
ولت الفقه. ب اللغة ومط ّ في موضوعنا ـ ،ودونكم كت َ
ض عين يخرج الولد بغير إذن أبويه ،فهل ُتجيز لدارس ـ الجهاد إذا صار فر َ
الفلسفة أو القتصاد أو العلم أو … أن يخرج مسافرا ً لذلك بدون إذن
م ابنها أن ل يذهب إلى امتحان "القتصاد" أفل مَرت أ ّ ؟! ولو أ َأبويه الن
يجب أن ُيطيَعها؟
مَرت بترك الجهاد في حال تعّينه ل ُتطاع؟ إذا ً أّيهما أهم :القتال لكنها إن أ َ
ن هذه العدادات هنا في بلدك أم دراسة القتصاد؟! أفل ترى معي الن أ ّ
ي إعداد ُ جب الرؤية!! إنما العداد ُ الحقيق ّ ليست إل أوهاما ً كضباب يح ُ
9
ةمنا ول ريب ،لكن العقرب تحتاج ضرب ً القتال ،وما سواه فت َب َعٌ له وهو يلز ُ
شر في أسواق العقارب ن وقصصا ً وروايا ٍ
ت ت ُن ْ َ شْعرا ً ودواوي َ على الرأس ل ِ
خبثهم!! عّلهم يتركون ُ
ولم يبقَ إل أن ُيفاجئونا بأن الدارسة في "معهد فندقي" أيضا ً إعداد ٌ في
سبيل الله ،وكلنا على ثغرٍ من ثغور السلم!!!!
عجب يا صاحبي فعصرنا عصر العجائب ،وعَّز نفسك بحديث…) : ول ت َ ْ َ
ي برأيه( ـ قال الترمذي :حسن غريب ـ ب كلِّ ذي رأ ٍ وإعجا َ
ض عين يخرج المرء ولو بغير إذن دائنه كما نص عليه ـ وإذا صار الجهاد فر َ
وغ لنفسك أن تَخرج لدراسة القتصاد في "ألمانية" مثل ً س ّالفقهاء ،فهل ت ُ َ
ديَنك بحجة أن دراستك وإعدادك الفكريّ خيٌر من العداد ي َدون أن ت َِف َ
ل أو أولى من القتال ذاِته!!؟ أم أن "الحكام تتبدل بتبدل القتالي أو أفض ُ
الزمان"؟!
دائن: وإليك أقوال العلماء في إذن ال َ
1ـ في المغني لبن قدامة ] 9/171وأما إذا تعين عليه الجهاد فل إذن
دما ً على باقي ذمته كسائر فروض لغريمه؛ لنه ت َعَّلق بعينه فكان مق ّ
العيان ،ولكن يستحب له أن ل يتعرض لمظان القتل من المبارزة
والوقوف في أول المقاِتلة؛ لن فيه تغريرا ً بتفويت الحق ،وإن ترك وفاًء
ص عليه أحمد فيمن ترك وفاًء…[ أي ن ،ن ّ أو أقام كفيل ً فله الغزو بغير إذ ٍ
الغزو عندما يكون فرض كفاية والله أعلم.
2ـ ابن تيمية] :إذا دخل العدو بلد السلم فل ريب أنه يجب دفعه على
القرب فالقرب ،إذ إن بلد المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة ،وأنه
غريم[. يجب النفير إليه بل إذن والد أو َ
ة،دم على الصلة عند الربعة إل الحنابل َ ض عين ي َُق ّ ـ والجهاد عندما يصبح فر َ
ملكم من دراسة وحوار ويأَثم بتركه كما يأَثم بترك الصيام ،فهل ع َ
م على الصلة والزكاة والصيام في حال ت … مقد ّ ٌ ت وندوا ٍ ومهرجانا ٍ
تعارضها؟! إذا ً فكيف تقولون :إن ما تفعلونه أفضل من القتال الن وأنفع
للمسلمين؟! أَوحقا ً أنتم حريصون على مصلحة المسلمين أكثَر من الله
ورسوله وجماهير العلماء؟!!!
وفي حاشية الدسوقي ] :2/10إذا كان الغزو واجباً على العيان فإنه أفضل
قدّم عليه[. من الحج ويُ َ
ـ وأتساءل :لو ُوجد امتحان مدته /6/ساعات من َقبل أذان الظهر حتى
كها بحجة أنه عندما العشاء ،وستفوت /3/صلوات فهل تبيحون للمرء تر َ
يفتح عيادة طبية في المستقبل دددددد سيجعل %30من وارداته
لطفال الحجارة؟! أم هل ُتجيزون لدارس الهندسة أن يتخلف عن صلة
ممتد ّا ً على طول وقتها؟ الجمعة إن كان وقت امتحانه ُ
جزشرع له ترك الصلة إن ع َ لكن المجاهد الحقيقي في أرض المعركة ي ُ ْ
دث في غزوة الخندق. ح َعنها مع القتال كما َ
10
ـ وبدقة أكثر :إن كان المرء سيدخل في جامعة "أوربية" لكن ل بد من أن
ت من مادة ما تفحص جسمه في أيام رمضان ،وإن لم شَرب قطرا ٍ يُ ْ
يخضع للفحوصات سُيمنع من تلك الكلية الوهمية أفَُتبيحون له ذلك؟! لكن
دم على الصيام باتفاق جميع العلماء فيجوز الجهاد إذا ما صار فرض عين قُ ّ
له الفطر! إذا ً فأيهما أولى القتال أم ……!؟
ر :لو كان المتحان َيشترط أن يتجرد المرء من ثيابه ـ وبشكل آخََر أخي ٍ
لُيفحص أمام جهاز كمبيوتر ومراقبين فنيين بأشعةٍ خاصة ،فهل ُتبيحون له
ذلك بحجة أنه سيدخل "كلية الذرة" فيتعلم كيف يصنع قنبلة ذرية
فنستطيع بذلك أن نهزم إسرائيل؟!
كفانا أوهاما ً يا ناس!
وقد بان الحلل من الحرام حّلون الحرام إذا أرادوا يُ ِ
لولى :معرفة حكم وأمامَنا قضيتان الحذر الحذر أن تلتبسا ببعضهما ،ا ُ َ ـ
َ َ
َ
ض هو أم ل؟ والثانية :تطبيقُ هذا الحكم ،وشتان بين من الجهاد اليوم أفَْر ٌ
ُينكر الفرض ول يطبقه وبين من ي ُِقّر به لكنه َيعترف أنه مقصر وآثم!
دى بمرة في الســنة ،ويكفــي دليل ً قــوله فالجهاد عند الجمهور فرض كفاية َيتأ ّ
لعمه أبي طالب عند موته) :أريد منهم كلمــة واحــدةً ت َــدين لهــم
ة واحــدة!! دي إليهــم العجــم الجزيــة ،قــال :كلم ـ ٌ ؤ ّ بها العرب وت ُ َ
ة واحــدة"… ،ل إلــه إل اللــه" فقــالوا :إلهـا ً واحــدا ً مــا قال :كلم ٌ
ن هذا إل اختلق :أحمد والترمــذي مّلة الخرة ،إ ْ عنا بهذا في ال ِ سم ْ
وهو حسن( ،لكن الجهاد قد يتحول إلى فرض عين ،وحــتى لــو كــان فــي
ض كفاية ،فلم ت َِتمّ الكفاية من القتال بعد ُ في أيامنا؛ لــذا قلنــا :إن أيامنا فر َ
ت أهل الذكر: الجهاد القتالي هو الفريضة الغائبة اليوم ،وإليك مقال ِ
ض أيضا ً على المام إغزاُء 1ـ قال القرطبي في تفسيره …] :8/152فر ٌ
ل سنة مرةَ ،يخرج معهم بنفسه أو ُيخرج من يثق به طائفة إلى العدو ك ّ
ف أذاهم وُيظهَر دين الله عليهم حتى َيدخلوا ليدعوهم إلى السلم … وي َك ُ ّ
في السلم أو يعطوا الجزية عن ي َدٍ … ،ويغزو بنفسه ـ أي المسلم ـ إن
در وإل ّ جّهز غازيًا…[. ق َ
ما كان الجهاد فيها ملة السلمية ل َ ّ2ـ مقدمة ابن خلدون] 231-1/230 :وال ِ
فة على دين السلم طوعا ً أو ل الكا ّ م ِ ح ْ مشروعا ً لعموم الدعوة و َ
ملك… ،وأما ما سوى الملة السلمية فلم خذت فيها الخلفة وال ُ كرها ً ات ّ ِ
مدافعة فقط، تكن دعوتهم عامة ول الجهاد عندهم مشروعا ً إل في ال ُ
ملك …… ِلما فصار القائم بأمر الدين فيها ل ي َْعنيه شيء من سياسة ال ُ
مناه لنهم غير مكلّفين بالتغلب على المم كما في الملة السلمية، قد ّ ْ
ي بنو إسرائيل من وإنما هم مطالَبون بإقامة دينهم في خاصتهم ،ولذلك بِق َ
شع صلوات الله عليهما نحوَ أربِعمائة سنة ل َيعتنون بشيء بعد موسى وُيو َ
ة دينهم فقط……[. مهم إقام ُ ملك إنما ه ّ من أمر ال ُ
11
الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا ُ مر -3ابن كثير في تفسيره] 403-2/402 :أ َ
حوَْزة السلم ،ولهذا بدأ رسول الله ب إلى َ الكفار أول ً فأول ً القر َ
ب فالقر َ
بقتال المشركين في جزيرة العرب ،فلما فََرغ منهم وفتح الله عليه
وتَ وغيَر م ْ
ضَر َح ْجر وخيبر و َ ف واليمن واليمامة وهَ َ مكة والمدينة والطائ َ
س من سائر أحياء العرب في ذلك من أقاليم جزيرة العرب ،ودخل النا ُ
شَرع في قتال أهل الكتاب؛ فتجّهز لغزو الروم الذين هم دين الله أفواجًاَ ،
ب الناس إلى جزيرة العرب ،وأولى الناس بالدعوة إلى السلم؛ لنهم أقر ُ
ده وزيرُه منّية…… وقام بالمر بع َ جَلته ال َ أهل الكتاب فَب ََلغ تبوك… ثم عا َ
ميلة كاد وصديقه وخليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد مال الدين َ
طد القواعد وثّبت الدعائم وَرد ّ شارِد َ جِفل ،فثّبته الله تعالى به فَوَ ّ أن ي َن ْ َ
م ،وَرد ّ أهل الردة إلى السلم ،وأخذ الزكاة ممن منعها من الدين وهو راغ ٌ
شَرع في تجهيز الجيوش السلمية طعام ،وبّين الحق لمن جهله … ،ثم َ ال ّ
صلبان ،وإلى الفرس عبدة النيران ،ففتح الله … البلد َ إلى الروم عَبدة ال ّ
م المر عهما من العباد …… وكان تما ُ وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطا َ
على يدي …الفاروق الواب شهيد ِ المحراب … ،فأرغم الله ُأنوف الكفرة
مع الطغاة المنافقين ،واستولى على الممالك شرقا ً وغربًا، الملحدين ،وقَ َ
ملت إليه خزائن الموال من سائر القاليم ُبعدا ً وقربًا …… ،ثم … ح ِو ُ
أجمع الصحابة …على …عثمان بن عفان رضي الله عنه شهيدِ الدار……
فظهر السلم في مشارق الرض ومغاربها ،وعَلت كلمة الله وظهر دينه
وبلغت الملة الحنيفية من أعداء الله غاية مآربها ،وكلما عَلوا أم ً
ة
انتقلوا إلى بعدَهم ثم الذين يلونهم من العتاة الفجار امتثال ً لقوله
تعالى :يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين ي َُلونكم من الكفار،
ة
جد الكفاُر منكم ِغلظ ً ظة؛ أي ول ْي َ ِ جدوا فيكم ِغل ْ َ وقوله تعالى :ول ْي َ ِ
عليهم في قتالكم لهم؛ فإن المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقا ً لخيه
المؤمن غليظا ً على عدوه الكافر كقوله تعالى … :أشداءُ على الكفار
رحماء بينهم ،وقال تعالى :يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغُلظ
عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ،وفي الحديث :أن رسول الله
قال) :أنا الضحوك الَقّتال( يعني أنه ضحوك في وجه وَل ِّيه قّتال ل َِهامَة
عدوه…… وهكذا المر لما كانت القرون الثلثة الذين هم خير هذه المة
في غاية الستقامة والقيام بطاعة الله تعالى لم يزالوا ظاهرين على
خسار ،ثم سفال و َ ة ،ولم تزل العداء في َ عدوهم ،ولم تزل الفتوحات كثير ً
لما وقعت الفتن والهواء والختلفات بين الملوك طمع العداء في
ضهم ببعض ،ثم شغل الملوك بع ِ أطراف البلد وتقدموا إليها ،فلم ُيماَنعوا ل ِ ُ
وزة السلم ،فأخذوا من الطراف بلدانا ً كثيرة ،ثم لم يزالوا ح ْ
تقدموا إلى َ
ك من ملوك وذوا على كثير من بلد السلم …،فكلما قام مَِل ٌ حتى استح َ
12
السلم وأطاع أوامر الله وتوكل على الله فتح الله عليه من البلد
در ما فيه من َولية الله […،إلخ كلمهسبه وبق ْ واسترجع من العداء بح َ
النفيس.
4ـ وفي أحكام القرآن للتَّهانوي 2/330 :طبعة كراتشي ]أجمعوا على أنه إذا
كان الكفار قاّرين في بلدهم "ولم َيهجُموا على دار السلم" فعلى المام
ة من السنين عن غزوة يغزوها بنفسه أو بسراياه حتى ل ي سن ًخل ِ َأن ل ي ُ ْ
ل؛ لن النبي والخلفاء الراشدين لم ُيهملوا الجهاد، يكون الجهاد ُ معط ً
فإذا قام به فئة من المسلمين بحيث يحصل بهم دفع شر الكفار
وإعلء كلمة الله سَقط عن الباقين ،وحينئذ ل يجوز للعبد أن يخرج بغير
إذن المولى ،ول للمرأة بغير إذن الزوج ول للمديون بغير إذن الدائن ،ول
مْقَنعا ً فل ضرورة إلى إبطال حقوق للولد إذا منعه أحد أبويه؛ لن بغيرهم َ
م جميع الناس إل ّ أولي الضرر منهم، َ
العباد ،وإن لم َيقم به أحد أث ِ َ
وأجمعوا على أنه يجب على أهل كل قطر من الرض أن يقاتلوا من
دهم القرب فالقرب، ع َ
جزوا سا َ َيلونهم من الكفار فإن ع َ
وكذلك إن تهاونوا مع القدرة يجب القيام به إلى القرب
فالقرب إلى منتهى الرض كذا في المظهري ) (2/203وإلى
طلوا الله المشتكى من صنيع سلطين أهل السلم في زماننا حيث ع ّ
الجهاد أبدا ً وإنما يقومون به دفاعا ً فقط ،وقد قال أبو بكر الصديق
في أول خطبته" :ما ترك قوم الجهاد إل ّ ذلوا" ،وايم الله قد صدق[ اهـ
كلم التهانوي.
5ـ ابن النحاس في تهذيب مشارع الشواق صـ ] :35اعلم أن جهاد الكفار
في بلدهم فرض كفاية باتفاق العلماء… وأقل الجهاد في كل سنة مرة …
غزوٍ وجهاد إل لضرورة … وقال إمام الحرمين ول َيجوز أن َتخلو سنة من َ
الجويني :المختار عندي مسلك الصوليين ،قالوا :الجهاد دعوة قهرية،
ولذلك تجب إقامته حسب المكان ،حتى ل يبقى في الرض إل مسلم أو
ت الزيادة … مسالم ،ول يختص الجهاد بمرة في السنة ،ول ي ُعَط َّل إذا أ ْ
مك َن َ ْ
الجهاد في كل عام مرة ،إل إذا ُ ل ما يُفع ُ
ل وقال ابن قدامة في المغني :أق ّ
ت؛جب َ ْ
ت الحاجة إلى القتال أكثَر من مرة في العام وَ َ تعذر ذلك ،وإن د َعَ ْ
ت إليه الحاجة[ اهـ ،فإن لنه فرضُ كفاية ،وفرض الكفاية يجب كّلما د َعَ ْ
ف صار واجُبهم العداد َ القتالي؛ لن ما ل يتم ضعْ ٌ
كان في المسلمين َ
الواجب إل به فهو واجب.
صل الكفاية بأن َيشحن المام 6ـ إعانة الطالبين]شافعي[ ] :4/180وتح ُ
الثغور بمكافئين للكفار مع إحكام الحصون والخنادق وتقليد المراء أو بأن
َيدخل المام أو نائبه دار الكفر بالجيوش لقتالهم[ ،وفي :4/181
]..فرض كفاية في كل عام إذا كان الكفار حاّلين في بلدهم لم ينتقلوا
عنها[.
13
ده فللكفار حالن: 7ـ مغني المحتاج ]شافعي[ 209/ 4حتى ] :220أما ب َعْ َ
أحدهما يكونون ببلدهم مستقرين بها غير قاصدين شيئاً من بلد
سيَرُ الخلفاء الراشدين وحكى المسلمين ففرض كفاية كما دل عليه ِ
القاضي عبد الوهاب فيه الجماع ...ويحصل فرض الكفاية بأن َيشحن
المام الثغور بمكافئين للكفار مع إحكام الحصون والخنادق وتقليد المراء
أو بأن يدخل المام أو نائبه دار الكفر بالجيوش لقتالهم …[.
ل سنة مرةً إذا كان ماعة صـ ] :38وأقل ما يجب ك ّ ج َ 8ـ تجنيد الجناد لبن َ
ت الحاجة إلى أكثَر منها وجب بقدر الحاجة ،ول بالمسلمين قوة ،فإن د َعَ ْ
ي سنة من الجهاد إل لعذر من ضعف المسلمين أو نحوه.... يجوز أن ُيخل َ
وَيبدأ بقتال من يليه من الكفار ما لم يقصده البعد قبله[ اهـ ،ول يخفى أن
وجود الضعف يلزم منه العداد لنصير في مستوى المطلوب وإل فكل
دره.مستطيع مقصرٍ يكون آثمًا؛ كلّ بَق ٍَ
سَير] :قوله :وقتال الكفار 9ـ فتح القدير لبن الهمام في بداية كتاب ال ّ
الذين لم ُيسِْلموا وهم من مشركي العرب أو لم ُيسلموا ولم يعطوا
ب إن لم يبدءونا لن الدلة الموجبة له لم الجزية من غيرهم واج ٌ
تقيد الوجوب ببداءتهم ،وهذا معنى قوله للعمومات ...فالمراد إطلق
العمومات في بداءتهم وعدمها ،خلفا ً لما ُنقل عن الثوري ....ولقد استُْبِعد
ما عن الثوري وتمسكه بقوله تعالى :فإن قاتلوكم فاقتلوهم ،فإنه ل يخفى
رتُ أن أقاتل الناس وصريح قوله في الصحيحين وغيرهما ُأمِ ْ ُ عليه َنسْخه،
حتى يقولوا ل إله إل الله الحديثَُ يوجب أن نبدأهم بأدنى تأمل[ اهـ ،وهذا
ي على دكتورٍ أّلف في "الجهاد" ،وراح خِف َالذي يراه "الكمال" بأدنى تأمل َ
سَتدل من كلم ٍ آخَر لابن الهمام مَبتورا ً عن باقي كلمه. َي ْ
10ـ السيل الجرار للشوكاني ] :4/518أما غزو الكفار ومناجزة أهل
الكفر وحمُلهم على السلم أو تسليم الجزية أو القتل فهو معلوم من
الضرورة الدينية ولجله َبعث الله رسله وأنزل كتبه ومازال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسّلم منذ بعثه الله سبحانه إلى أن قَب َ َ
ضه إليه
ة الكتاب من أعظم مقاصده ومن أهم شؤونه ،وأدل ُ جاعل ً هذا المر ِ
والسنة في هذا ل يتسع لها المقام ،ول لبعضها ،وما ورد في
مقاَتلة فذلك منسوخ
موادعتهم أو َتركهم إذا َتركوا ال ُ
بإجماع المسلمين[.
ض كفاية ،أما جهادُ الد ّْفع فقد
كله في جهاد الطلب ،وحكمه فر ُ
ق ّوما سََب َ •
15
خلوقال أبو حنيفة رحمه الله :تخرج المرأة دون إذن زوجها؛ "لنه ل د َ ْ
ة سقط عمن وراءهم، للزوج في فروض العيان"؛ فإن وقع بهم الكفاي ُ
من َيليهموإن لم يقع بهم الكفاية يجب على َ
منإعانُتهم ،وإن قعد من يليهم يجب على َ
ب والله أعلم "من المظهري"[.
ب فالقر ُ
ءهم ،القر ُ
ورا َ
ف أهل ث َْغر عن ضع ُ َ
5ـ وفي بدائع الصنائع للكاساني ]حنفي[ ] 7/98وإن َ
مقاومة الكفرة ،وخيف عليهم من العدو فعلى من وراَءهم من المسلمين
دوهم بالسلح … والمالِ ،لما م ّ
ب أن ينفروا إليهم وأن ي ُ ِ ب فالقر ُ القر ُ
ذكرنا أنه فرض على الناس كّلهم ممن هو من أهل الجهاد ،لكن الفرض
م النفير بأن هجم العدو يسقط بحصول الكفاية بالبعض…… فأما إذا ع ّ
على بلد فهو فرض عين ُيفترض على كل واحد من آحاد المسلمين
ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى:انفروا خفافا ً وثقال ً……
َيخرج… بغير إذن؛…… لن حق الوالدين ل َيظهر في فروض العيان
كالصوم والصلة……[.
ن فرضي َّته ]أي جهاد 6ـ قال في الدر المختار ]حنفي[] :وإياك أن تتوهم أ ّ
ل ،بل ُيفرض على الطلب[ تسقط عن أهل "الهند" بقيام أهل "الروم" مث ً
ة ،فلو لم تقع إل بكل القرب فالقرب من العدو إلى أن تقع الكفاي ُ
ة وصوم ٍ …[. رض عينا ً كصل ٍ ف ِالناس ُ
ف أه ُ
ل ضعُ َونقل شارحه ابن عابدين 3/219عن علماء الحنفية] :وإن َ
ثغر عن مقاومة الكفرة ،وخيف عليهم من العدو ،فعلى من وراَءهم من
ب أن ينفروا إليهم وأن ُيمدوهم بالسلح و… ب فالقر ُ
المسلمين القر ُ
والمال …[ ثم قال] :وحاصله :أن كل موضع خيف هجوم العدو منه
ظه ،وإن لم يقدروا رض على المام أو على أهل ذلك الموضع حف ُ فُ ِ
فرض على القرب إليهم إعانتهم إلى حصول الكفاية بمقاومة ُ
العدو[.
هجم العدو فيخرج الكل ولو بل إذن[ ن إن َ ض عي ٍفْر ُـ وصـ ] :3/221و َ
جزوا أو وشَرح ابن عابدين] :أي على من ي َْقرب من العدو ،فإن ع َ
تكاسلوا فعلى من يليهم ،حتى ُيفتَرض على هذا التدريج على
سبِيَتزازية :مسلمة ُ كل المسلمين شرقا ً وغربا ً … وفي البَ ّ
ب على أهل المغرب تخليصها من السر[. ج َ
بالمشرق وَ َ
7ـ قال الشيخ وهبي سليمان غاوجي في تعليقه على ملتقى البحر]حنفي[
] :1/355ول شك في فرضية الجهاد فرض عين على المكلفين من
المسلمين اليوم ،ول يبقى عليهم إل ّ النفير العام إليه وإذا
است ُن ِْفْرُتم فانفروا ،وعسى أن يكون ذلك قريبًا[.
8ـ وفي الروضة للنووي ]شافعي[10/214حتى ] :216الضرب الثاني :الجهاد
الذي هو فرض عين فإذا وطئ الكفار بلد المسلمين أو أ َط َّلوا عليها ونزلوا
16
باَبها قاصدين ولم يدخلوا صار الجهاد فرض عين على التفصيل الذي نبينه
إن شاء الله تعالى … ول يجب في هذا النوع استئذان الوالدين وصاحب
ة وجب على هؤلء الدين … … حتى إذا لم يكن في أهل البلدة كفاي ٌ
أن َيطيروا إليهم… وهذا معنى قول الَبغوي :إذا دخل الكفار دار
السلم فالجهاد فرض عين على من قَُرب وفرض كفاية في حق من ب َُعد
… … وكيف يجوز تمكين الكفار من الستيلء على دار السلم مع إمكان
الدفع؟! والله أعلم[.
9ـ قال ابن النحاس في تهذيب مشارع الشواق في فضائل الجهاد صـ :369
]وإذا غزا العداء بلد المسلمين ،ولم يخرج المسلمون ـ أي أصحاب البلد
ـ لقتالهم كان قعودهم عن الجهاد كفرارهم من الزحف
ل المسلمون فل وتوليِتهم الدبار ،هذا إذا كانوا أكثر من العداء أما إذا ق ّ
صنوا بانتظارَيعصون ـ أي بعدم الخروج لمواجهة العدوّ ـ ولهم أن يتح ّ
دد من إخوانهم المسلمين[ ا.هـ فيأثم من يستطيع عوَنهم ولم يفعل، الم َ
جز عن القتال وجب عليه العداد الحقيقي له ،وليس العداد من عَ َ و َ
للزواج أو المتحان!!!وهذا واضح.
جع ضرس، صداع ،ومن به وَ َ ـ وفي صـ ] :35ويجب الجهاد على أعور ،وذي ُ
مى خفيفة ،وعلى ذي عََرج يسير … … وإذا نزل العدو بقعة ح ّ
و ُ
من بلد المسلمين ،فيجب على المسلمين في المناطق
الخرى مساعدةُ المسلمين في تلك البقعة … وعندما ينزل
من كان ل َ ت مساعدة أهل تلك البلدة على ك ّ جب َ ْ
الكفار بلدةً للمسلمين ،و َ
َ
على ب ُعْدِ مسافة قصرٍ عنهم ،إن كفى هؤلء وأغَْنوا ،وإن لم تكن بهم
ب النفير على الباقين الذين هم أ َب ْعَد ُ منهم ،وإن خرج للكفار من ج َكفاية وَ َ
ن فاَتهم الجر العظيم صل بهم الكفاية ،سقط الحرج عن الباقين ،ولك ْ تح ُ
والثواب الجزيل … وإذا احتل الكفار جبل ً أو سهل ً أو مكانا ً في
د عن البلدان والوطان ،وليس فيه سكان، دار السلم بعي ٍ
فإنه يأخذ حكم تلك البلدة التي يحتلها الكفار ،ويجب على
المسلمين النفير لتحرير ذلك المكان! … وقال القرطبي :لو
ج إلى م المسلمين الخرو ُ اقترب الكفار من دار السلم ولم يدخلوها ل َزِ َ
حَفظ الحدود والثغور[ اهـ. حمى البلد ،وت ُ ْ الكفار ،حتى يظهر دين الله ،وت ُ ْ
شرع المصّنف في مغني المحتاج ]شافعي[ 209 / 4حتى …] :220ثم َ 10ـ ُ
الحال الثاني من حال الكفار وهو ما تضمنه قوله :يدخلون بلدة لنا أو
َينزلون على جزائر أو جبل في دار السلم ولو بعيدا ً عن البلد ،فيلزم
أهَلها الدفعُ بالممكن منهم ،ويكون الجهاد حينئذ فرضَ عين… فإن أمك َ
ن
سب القدرة ،حتى ب على كل منهم ..بح َ ج َ ل وَ َ ب استعدادا ً لقتا ٍ أهَلها تأهّ ٌ
دين ـ وعبدٍ بل إذن مدين ـ وهو من عليه َ على فقير بما يقدر عليه ووَل َدٍ و َ
جز عنهم في هذه الحالة؛ لن ح ّ
ل العَ ْ من سيد ،وي َن ْ َ دين و ِ ب َ
من أبوين وَر ّ
17
جد ّب عظيم ل سبيل إلى إهماله ،فل بد من ال ِ خط ْ ٌ دخولهم دار السلم َ
َ
في دفعه بما يمكن ،وفي معنى دخولهم البلدة ما لو أط َّلوا عليها...
من هو دون مسافة قصرٍ من كم أهل بلدة دخلها الكفار ،...و َ ح ْ
مّرُ : ثم ما َ
ي إليهم إن ض ّ
م ِ مه كأهلها ،فيجب عليهم ال ُ البلدة التي دخلها الكفار حك ُ
عذرا ً ـ المركوب لقادِرٍ على جدوا زادًا ،ول ُيعتبرـ أي ل ي ُعَد ّ عدم وجوده ُ وَ َ
ة.
المشي على الصح ،هذا إن لم يكن في أهل البلد التي دخلوها كفاي ٌ
مهم -في الصح -إن َوجدوا زادا ً والذين هم على المسافة للقصر فأكثُر يلز ُ
ف أهُلها ومن َيليهم؛ دفعا ً عنهم ة بَقد ْرِ الكفاية إن لم ي َك ْ ِومركوبا ً الموافق ُ
وإنقاذا ً لهم.
ب على الجميع الخروج…، در الكفاية إلى أنه ل يج ُ تنبيه :أشار بقوله بَق ْ
سروا ـ أي الكفار ـ مسلما ً َ
والصح :إن كفى أهُلها لم يلزمهم ،ولو أ َ
فالصح وجوب النهوض إليهم ،وإن لم يدخلوا دارنا؛ لخلصه إن
توقّْعناه ،بأن يكونوا قريبين ،كما ننهض إليهم عند دخولهم داَرنا ،بل أولى؛
م من حرمة الدار[ اهـ النقل من "مغني حرمة المسلم أعظ ُ لن ُ
المحتاج".
11ـ ابن تيمية] :إذا دخل العدو بلد السلم فل ريب أنه يجب دفعه على
ب؛ إذ إن بلد المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة ،وأنه ب فالقر ِ القر ِ
ن والد أو غريم[. يجب النفير إليه بل إذ ِ
ف
ص ّ ضر ال ّ شاف الِقناع للب ُُهوتي ]حنبلي[ 3/37دار الفكر] :ومن ح َ 12ـ وفي ك ّ
ض الجهاد ـ وهو الذكر الحر المكلف المستطيع المسلم … ـ من أهل فَْر ِ َ
ضره عدو أو حضر بلدَه عدو أو احتاج إليه بعيد في الجهاد أو ن حَ َ كأ ْ
عذرَـ تقابلَ الزحفان المسلمون والكفار أو استنفره من له استنفاره ـ ول ُ
ن عليه أي صار الجهاد فرض عين عليه[. ت َعَي ّ َ
من * وفيما سبق كفاية لمن يريد الحق ،ولك أن تتحقق بنفسك من كتب َ
جم الشك باليقين؛ فتصل إلى عََرفات تشاء من أهل العلم الثبات لتر ُ
خ ّ
ذلين. م َ
مْرجفين ال ُ التسليم؛ فل تكونن من ال ُ
3ـ لماذا القتال؟ لئل تكون فينا صفة المنافقين؛ فـ)من مات ولم ي َغُْز ولم
شعبة من النفاق( مسلم ،وهذا في فرض دث نفسه بالغزو مات على ُ ح ّ
ُي َ
الكفاية فكيف بفرض العين؟ وإن المنافقين في الد ّْرك السفل من النار
ولن تجد لهم نصيرا ً سورة النساء.
قال في 4/180إعانة الطالبين] :واعلم أنه ينبغي لكل مسلم أن ينويَ
ث نفسه به حتى َيسَْلم من الوعيد الوارد ... حدّ َ الجهاد في سبيل الله ويُ َ
وينبغي الكثار من سؤال الشهادة[.
ذبنا الله عذابا ً أليمًا :إل ّ تنفروا ي ُعَذ ّْبكم عذابا ً أليما ً 4ـ لماذا القتال ؟ لئل ي ُعَ ّ
ضّروه شيئا ً والله على كل شيء قدير ،والنفير ل قوما ً غيركم ول ت َ ُ وَيستبد ْ
معروف ،ومن ورائه القتال ،ولم ي َُقل تعالى :إل تدرسوا ُيعذ ّْبكم… فلماذا
18
مب َّرزين في دراستهم هل َنقلب الموازين؟ ولو صار كل شباب البلد من ال ُ
س تفكرون؟ سيخرج اليهود من بيت المقدس؟ فبأيّ عقل يا نا ُ
مهم الله بعذاب( قال المنذري :الطبراني بإسناد ـ )ما ت ََرك قوم الجهاد إل عَ ّ
س التجويدجرؤ أن تقول :إن من يترك الدراسة أو درو َ حسن؛ فهل ت َ ْ
م بالعذاب؟! سي ُعَ ّ
جّهز غازيا ً أو َيخُلف غازيا ً في أهله بخير أصابه الله بقارعة ـ )من لم ي َغُْز أو ي ُ َ
قبل يوم القيامة( أبو داود بإسناد قوي ،فهل تعتقد أنك بترك دراستك
ة أو بترك عملك في المتجر أو المعمل هل تعتقد أن القتصاد َ أو الهندس َ
الله سيصيبك بقارعة كما سيصيبك بها بتركك الغزو في سبيل الله؟
وانتبه فالكلم هنا عن الغزو= جهاد الطلب ،فكيف بجهاد الد ّْفع؟
تركه فليس منا أو فقد عصى( مسلم ،فكيف بمن لم َ ـ )من تعّلمَ الرمي ثم
ي َْرم ِ في حياته! وفي رواية أبي داود والترمذي…) :ومن ترك الرمي
ة عنه فإنها نعمة تركها ،أو قال :كفَرها( والحديث حسن؛ مه رغب ً بعدما عَل ِ َ
كد على ضل شيئا ً على القتال وت َُز ّ
هد بالقتال ،ثم ت ُؤَ ّ ب وت َُف ّ فكيف ت َُرغّ ُ
ن
ذلك؟! وكان العلماء القدمون كأحمد وغيره َيرمون وقد طعنوا في الس ّ
من تعّلم ثم نسي. خشية أن َيدخلوا في عموم َ
20
ي القتال سوغ لمسلم أن ُيلغ َ ض الدعوة قبل البدء بالقتال ،ولكن ل ي َ ُ نعم ت ُعَْر ُ
هبون به ق لية الرهاب ت ُْر ِ ل ُ َ فَيصير السلم بل ذروة ،بل المسلم أو ُ
مطب ّ ٍ
ت بالّرعب مسيرةَ شهر …: صْر ُ عدو الله وعدوكم ،وقد قال ) :ن ُ ِ
ب العدو؟ صحيح( ،فهل إعدادكم ُيرعِ ُ
أما اليوم فاليهود تريد أن تذبحنا ،فإن انتفضنا فنحن غير مؤدبين!
ب شائنة كالرهابيين والمتطرفين فتراهم يلقبون المجاهدين بألقا ٍ
حون بأنفسهم في ض ّ
والمتشددين ونحوها ,إرهابيون ومتطرفون لنهم ي ُ َ
قتال الصهاينة والروس والبوذيين والمريكيين ومن على شاكلتهم.
أصبح الدفاع عن العراض همجيّة!
فإذا كان الرهاب هكذا فنحن إرهابيّون ،والرهاب فريضة في دين الله! بل
ما من شك أننا وإخواَننا المجاهدين إرهابيون بهذا المعنى؛ أيُ :نرهب
أعداء الله تنفيذا ً لمره سبحانه وتعالى.
ـ وقال وهو على المنبر) :وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ،أل إنّ القوة
ي ،أل إن القوة الرمي ،أل إن القوة الرمي( مسلم وأبو داود ،وعند الرم ُ
وكم( ،وفي أوسط الطبراني: ن خيرِ لَْه ِ م ْالبّزار)عليكم بالرمي؛ فإنه خيُر أو ِ
)فإنه من خير ل َعِِبكم( وإسنادهما جيد قوي؛ فأين القوة في إعدادكم
الموهوم الذي ل ُيخيف الكفار؟
ت بالسيف بين يدي الساعة حتى ُيعَبد الله وحده ل ـ وهو القائل ) :ب ُعِث ْ ُ
صغار على مَن جعل الذل وال ّ ل رزقي تحت ظل رمحي ،و ُ جعِ َشريك له ،و ُ
من َتشّبه بقوم فهو منهم… :أحمد وهو صحيح( ،ولم يقل: خالف أمري ،و َ
ف المم المتحدة؟ مة واستعطا ِ ت بالحوار والعَوْل َ َ ُبعثْ ُ
ما قال عن ف الدواَء؟ أ َ ويص ِ ص لنا طبيب هذه المة الداَء َ خ ْ ش ّ م يُ َـ أل َ ْ
مهابة أعدائنا لنا: ت به المة وعدم ِ َ ن الذي ابُتلي َ ْ ب الوَهَ ِغثائي ِّتنا ،وأسبا ِ سبب ُ
)حّبكم الدنيا وكراهيتكم القتال :إسناده جيد( كما في رواي ٍ
ة
ة الدراسة أو كراهية النجاِح في المتحان أو كراهية لحمد ،وليس كراهي َ
ل درجة "ممتاز" في الكلية ،فعلم ل نأخذ ُ الدواء ونعود إلى القتال
؟! ني ِ
َ
صَعتها! فقال ن َتداعى عليكم كما َتداعى الك ََلة إلى قَ ْ شك المم أ ْ نعم )ي ُوْ ِ
غثاء كُغثاء ن قِل ّةٍ نحن يومئذ؟! قال :بل أنتم يومئذ كثير ،ولكنكم ُ م ْ قائل :و ِ
ه في ن الل ُ ة منكم ،ول َي َْقذِفَ ّ مهاب َ َ ه من صدور عدوكم ال َ ن الل ُ سيل ،ول َي َن ْزِعَ ّ ال ّ
هن؟ قال حب الدنيا ل :يا رسول الله وما الو ْ هن ،فقال قائ ٌ قلوبكم الوَ ْ
ض طَْرفَنا مض أعيننا ون َغُ ّ وكراهية الموت :أبو داود وهو صحيح( ،فعلم ن ُغْ ِ
ك القتال؟! عن العِّلة الولى :تر ِ
حّثون على كثير مما ل ُيساهم حقيقة في إخراج المحتل من بلد يا من ت َ ُ
ة أو اجتماعية أو المسلمين إن الطبيب لم ي َُقل :أزمُتكم تربوية أو اقتصادي ٌ
من عدم التبريز في الجامعات أو لقلة مهندسي العمارة! إنما ة! أو ِ إعلمي
)كراهيتكم القتال( ،والطبيب كان يتكلم عن حالة مستقبلية ستصيب المة
21
خص الداء ووصف لنا الدواء ،ونرى الن بأعيننا كيف َيطفو كثيرون فش ّ
كالغثاء في طروحاتهم لحل أزمة المسلمين.
ور أنت غثاء السيل! سترى أول صفتين مشتركتين لكل الغثاء بأنواعه وتص ّ
جميعا ً وعلى كافة المستويات هما :السطحية والعشوائية! وهكذا كثير من
ظرين اليوم! من َ ّ ال ُ
ة أو غربية بسطحية وعشوائية؛ سطحيةٍ ل تغوص إلى ي ُْلقون الحلول شرقي ً
كنات" ،بل ت ُْقنع نفسها بحجج عرجاء أن س ّم َذات السرطان وتكتفي بـ"ال ُ
كن هو العلج الفعال للداء الُعضال. س ّ
م َهذا ال ُ
من ُيحاول اعتزال يسير هذا الغثاء مع جبروت ماء النهر ،وصارالجيد اليوم َ
ي فَيكتفي بالقنوات السلمية جَنبات النهر ،أما السطح ّ الصدام إلى إحدى َ
والعدادات الوهمية؛ فمنهم من َيكتب في كشف حقيقة النهر وظلمه
وغطرسته ظانا ً أن هذا ُيعفيه من فراره من القتال ،ومنهم ُيقنعه الشيطان
أن أسلم الحلول أن تمدح النهر عساه ُيشفق يوما ً ما على هذا الغثاء
ت غفيرة وأحاديث وفيرة داعما ً الهائم ،فإذا ما قام امرؤٌ واستند إلى آيا ٍ
منهجه بوقائع تاريخية كثيرة إذا ما قام ببناء سد ّ ليقاف النهر أو على القل
تل من القل :على التحريض لبناء السد ّ رأي َ بالعداد لبناء السد ّ أو على أق ّ
ل هذا الغثاء اتحد َوحدة تاريخية لَيصوغ عبارة واحدة شديدة وحاسمة: ك ّ
ور"! "مته ّ
ل هذا الغثاء َيشترك بـ "كراهية القتال" وإن اختلفت السباب؛ فمنهم وك ّ
جْبنًا ،ومنهم لبعد نظره!!! لن أكثر من محاولةٍ في أنهارٍ أخرى باءت ُ
بالفشل حين حاولوا بناء سد ّ لنهرهم المتغطرس إذا ً فالحل السديد عنده
ف بما وضعه لنا النهر من حدود!!! أن نتحاشى بناء السدود وْلنكت ِ
إني لفتح عينِي حين أفتحها على كثير ولكن ل أرى أحدًا!!
22
وهل المأمون المعتزلي بعصره الحضاري الذهبي ـ كما في كتب التاريخ في
كره الضا ّ
ل ذب علماء السنة بِف ْ مدارس بلدنا العربية ـ هل المأمون الذي عَ ّ
سب ََقه؟خيٌر ممن َ
نف والف ّوهل َبنو عُب َي ْدٍ الفاطميون بعهدهم الراقي من حيث الزخار ُ
ة مارقون من الدين عند السلمي ـ على حد تعبيرهم ـ هل هم إل زنادق ٌ
ح نسبهم المزعوم!! سَير والتاريخ حتى وإن ص ّ المحققين من جهابذة ال ّ
سخاوي نعم هكذا هم عند علماء السلم المؤرخين كالذهبي وابن كثير وال ّ
ومن ت َِبعهم بإحسان من علماء السنة.
ون من شأن العلم في زماننا ،فالجهاد باللسان والقلم معاذ الله أن نه ّ و َ
مما يؤّثر كثيرًا ،وهذا يشمل كل قول يكون من شأنه تقوية معنويات
الجند ،وتحطيم معنويات العدو كالشعر والخطابة وإشاعة انتصارات
المسلمين وهزائم أعدائهم ،ومن ذلك رفع الصوات بالتكبير والذكر عند
الحملة على العدو ،وتحميس الجيوش وتشجيعهم ووعدهم بالنتصارات
وهزيمة أعدائهم ،وكذلك الدعاء لهم بالنصر والتأييد..إلخ ،ومواقعُ النترنت
مسد ّا ً طيبًا ،ولذا كان الرسول يهتم بهذا النوع من الجهاد ـ اليوم تسد ّ َ
أي الجهاد باللسان ـ فيأمر شعراء المسلمين كحسان وعبد الله بن رواحة
وكعب بن مالك بأن ي َْهجوا خصومه من الكفار كما جاء عند مسلم:
ق بالنبل( ،وقال ش ٍ )اهجوا قريشا ً فإنه أشد عليها من َر ْ
لحسان) :اهجهم وروح القدس معك(.
خرجوا في مشارق الرض ومغاربها ن هل انتظر الفاتحون الوائل يوم َ ولك ْ
محلل ً سياسيا ً م إسلمي متميز بين فارس والروم؟ وكم ُ أن يتيسر لهم إعل ٌ
ة كانوا ي َب ُّثون على الموجات واجتماعيا ً كان لديهم؟ وكم قناةً فضائي ً
الطويلة والقصيرة والموجات العرجاء؟ وهل كان المذيعون على آخر
ت!! "موضة"؟ ......حقًا! لقد هَُزل َ ْ
َ
ة؟ فأين هي أمام ضربات البرتغال والسبان؟ مر حضار ٌ أَلم يكن للهنود ال ُ
ح ْ
ألم يكن للهند حضارة؟ فماذا ن ََفَعت أمام ضََربات بريطانية؟
ت حضارةُ القوة ت قوة المنطق ،وإذا عَل َ ْ س ْ خرِ َ
فإذا ساد منطق القوة َ
ض /50/طبيبا ً أم /50/عسكريًا؟! حّرُر الر َ ت قوة الحضارة؟ وهل سي ُ َ تل َ
ش ْ
وهل سادت "أمريكة" في مطلع القرن الحادي والعشرين بحضارتها أم
بقوتها؟
تعلم الخط العربي شء الجديد على ّ حثون الن َّ ْ ولو كنتم صادقين هل كنتم ت َ ُ
جْهتموهم بفنونه لنه من الجمال و)إن الله جميل يحب الجمال(؟ أم كنتم وَ ّ
كل المعتدين خارج البلد؟ ـ وبشدة ـ إلى كل ما َيخدم قضية القوة التي ت َْر ُ
كت :يا قومنا وهل تنفع الخطوط العربية والزركشات السلمية!! لف ّ فإن قل َ
ف النظر! سر المأسورين أو ط َْرد المحتلين؟ لقالوا بلسان الحال :يا ضعي َ أ ْ
نحن ن ُعِد ّ للمستقبل لتخطيط "لفتة" أمير المؤمنين!!! وقل أنت بلسان
فمك" :اللهم فاحفظ علينا العقل والدين".
23
كزوا في مجال الطب على ما يفيد المجاهدين من ولو كانوا صادقين لَر ّ
جراحة عظمية و… ل على التوليد وتحديد النسل وجراحات التجميل!
حقين الد ّْوليين السلميين!! َفبها مل َ اللهم إل أن ينووا بها تغيير ملمح ال ُ
ت.
م ْون ِعْ َ
ض مدينتك هل تخرج جه بسؤال :إذا هاجم العدو أر َ وإلى عُّباد الحضارة أتو ّ
ضَر وُتكمل دراستك؟ وهل في السلم ح ّ لقتاله بما تستطيع أم تهرب لتت َ
إقليمية؟ إن بلد السلم واحدة! فهل نقول لطفال الحجارة :اخرجوا
حْرب َُنا حرب حضارة ل سلح؟!! سبحان الله! وادرسوا القتصاد والجتماع فَ َ
ولو تجاوََزت اليابان حدودها المسموحة اليوم كيف سيكون مصيرها رغم
مها الحضاري والقتصادي؟! فماذا استفادت إذا كانت حتى الن ل عظَ ِ ِ
حول لها ول قوة عسكريًا؟
ـ )إذا تبايَْعتم بالِعينة وأخذتم أذناب البقر ،ورضيتم بالزرع ،وتركتم الجهاد
عه حتى ت َْرجعوا إلى دينكم :أبو داود بإسناد سّلط الله عليكم ذل ً ل ي َن ْزِ ُ
ن الناس بالدينار حسن ،وقال الشيخ شاكر :صحيح( ،وفي رواية) :إذا ض ّ
داِرمي والبيهقي وهو صحيح(،فالذل َ
والدرهم … أن َْزل الله بهم بلء… :ال ّ
ضل العداد لنشغالهم بالمال والقتصاد وتركهم القتال ،فكيف تأتي وت َُف ّ
القتصاديّ على العداد القتالي؟
ق ،والسلحُ في إنما النصاف أن تأخذ من المال ما يكفي للقتال ثم تنطل َ
متوّفر فأين العداد العسكري؟ أين التدريب والتمرين السواق السوداء ُ
دوا له عُد َّة ،ففي المعركة القتالية لعَ ّأيها المجاهدون!؟ ولو أرادوا الخروج َ
ة التي تَستعمله ،فكل ة لشراء السلح ،والقدرةَ البشري َ نحتاج القدرةَ المالي َ
مي ّْعنا مدلول العداد ما يحقق هذين سريعا ً فهو إعداد ٌ قتالي ،وإل فلو َ
ت… ،فهذه حيلة شيطانية ،مع ص البطولية والروايا ِ ليشمل الشعار والقص َ
جب ـ باتفاق العقلء ف إعلميا ً وَ َ جم على بلدٍ إسلميّ ضعي ٍ أن العدو إذا هَ َ
ض الشعر ج لقتاله بالسلح ]كلش ـ RBJـ…[ ل ب َِقْر ِ والمجانين ـ الخرو ُ
ضهم إلى العداد ول فر ُ جَز أهله َتح ّ سج القصص ،فإنْ عَ َ وَنثر النثر ونَ ْ
ة
ي أو إذاع ِ ث فضائ ّ لخراج العدو -بالدبابات والـ -....ل لخراج شبكة ب َ ّ
صوت المسلمين أو لَرد ّ شبهات المستشرقين أو لتحرير المجلت أو
لتوزيع الشرطة ،فصحيح أننا لن َنخرج لقتالهم بالسيف والخنجر لكننا أيضا ً
ـ وقطعا ً ـ لن نخرج لقتالهم بإذاعة صوت المسلمين أو بالقتصادي العظيم
حرير …… وهل ُيغني هؤلء أو بدكتور الجتماع القدير أو بالمهندس الن ّ ْ
شيئا ً أمام المدفع والـ …… RBJ؟
من ترك الجهاد ل من تخلفنا القتصادي أو السياسي أو العلمي فذِل ُّتنا أول ً ِ
دث عن ح ّ
ة! و َ أو التكنولوجي وإن كان تخّلفنا في هذه المجالت مصيب ً
معاذ َ الله أن نقول :إننا ل نحتاج إلى العلم أو ل تحتاج حرج ،و َ البحر ول َ
جتنا إلى القتال أكبُر! ن حا َ إلى التبريز في الجامعات لك ّ
24
ق صار له أسبوعان لم يأكل ،أَوكنت تأتيه بطعام أم ُتنقذه من ً
تماما كغري ٍ
؟! وهو جائع قاَرب الموتَ من جوعه!! غََرقه
؟! نعم إن من ابُتلي ببعوضة وعقرب أيلحق البعوضة ويذ َُر العقرب و َ
م!
م اله ّ ت!! وإل ن َُقد ّ ُ م ْ استطعنا دفعَهما كليهما فَِبها ون ِعْ َ
ل بتصنيف ح ّت هل ت ُ َ شا وسرقا ٍ ل أزمتنا القتصادية من رِب ًا وُر ً ح ّ أجيبوا :هل ت ُ َ
دعُ هؤلء……؟ فأين هي؟ الكتب أو دراسة القتصاد أم بقوةٍ ت َْر َ
مث َّبطين عن القتال :كم اقتصاديا ً بارعا ً نحتاج حتى ضرات ال ُ ح َ ولو سأْلنا َ
ول حينا ً س ّعدد ل نهائي؟! ويظل الشيطان ي ُ َ س أمتنا الصعداَء؟! إنه َ تتنّف َ
مّر في مَعت المة مال ً قال :هذا ل يكفي للقتال؛ است ِ بعد حين ،فكلما جَ َ
نت حي َ ة "ول َ الجمع لشراء السلح ....وهكذا ينقضي العمر ،وتأتي ساع ُ
دم".من ْ َ
َ
عسرته جب الجهاد خرج رغم ُ َ
هاهو رسولنا ـ ولنا فيه أسوة حسنة ـ لمّا و َ
سميت "غزوةَ الُعسرة" ،ومع أن وضعفه القتصادي خرج وصحابَته ،حتى ُ
كل التحليلت السياسية والعسكرية -في أيامهم!! -كانت تشير أنها نهاية
دولة السلم ،لكن رسولنا الحكيم صاحب الخبرة والحكمة الذي ل َيجرؤ
صَفه بالتهور لم يجلس ي ُعِد ّ اقتصاديا ً أو إعلميا ً أو حضاريا ً و… ،بل أحد ٌ أن ي َ ِ
دة وانطلق بخلف الكاذبين في عصرنا!! الذين أخذ ما استطاع من عُ ّ
دون حقًا! وهل دون ـ بزعمهم ـ حتى يدخلوا القبور! ويا ليتهم ي ُعِ ّ سي َب َْقون ي ُعِ ّ
خر! رحم الله صحابة رسولنا الذي ي ُعِد ّ حقيقة يجعل بيَته بهذا الثاث الفا ِ
في غزوة الُعسرة لّما أعَّدوا حقا ً قبل المعركة! وبذلوا النفس
والنفيس.
ما خرجوا في بدرٍ عسى أن َيظفروا بقافلة قريش؟ فهم خرجوا ومن قبلها أ َ
لي َغَْنموا وما كان عندهم اقتصاد الدول الصناعية الكبرى.
جعل تحت ظل رمحه ،فليس القتصاد ة ُ مِته عام ً بل إن رزق رسولنا وأ ّ
لنجاح المعركة وإل وقَْعنا في "مسألة القوي شرطا ً
دور" :أنت لن تقاتل حتى تصبح المة ذات مقدرةٍ مالية ]بأشكالها[، ال ّ
ورسولنا َ يذكر أننا نصبح ذوي مال بالقتال ،فمتى سنقاتل؟
من قال :إن العداد القتصادي ل يكون مع العداد العسكري؟!!! وهل و َ
ف قوتي العلمية؟ ؟! أفأترك القتال لضع ِ أترك الصلة لعجزي عن الصيام
من الذي قال :إن القتال ل يمكن بدون إعداد إعلمي واقتصادي!؟ أَلم تبدأ و َ
ل ،وفي الشيشان باثني الحرب ضد الشيوعية في بلد الفغان بثلثين رج ً
عديدا ً فكان النتكاس عددا ً و َ حنين" أكثرَ ُ من قبلها كنا في " ُ ل؟ و ِ عشر رج ً
؟!
سر الله ـ نشَر حقك لنا حليفًا! فما المانع من أن تقاتل وتحاول ـ بما ي ّ
ح مساَء نشكو ونبكي من وكم واحدا ً في بلدنا يموت جوعا ً حتى ترانا صبا َ
دنا
ؤنة سنة أو أكثر؟ أم أننا ما عُ ْ خر أكثرنا م ْ قلة دخلنا في بلدنا؟ ألم يد ّ ِ
مق ويستر العورة؟ وتأمل هذه النصيحة النبوية ذات ن َْقَنع بما يسد ّ الّر َ
25
جز أحدكم أن الّنظرة البعيدة )سُتفَتح عليكم أَرضون ،ويَكفيكم الله ،فل َيعْ ِ
يْلهوَ بأسهمه( مسلم.
حّرض الناس على الزراعة بحجة النهوض بالقتصاد لنتمكن ـ أما َنستحي أن ن ُ َ
خبرة والعصمة والحكمة والتزان ب ال ِ من القتال بينما رسولنا صاح ُ
ت
خلُ هذا بي َ ث بباب أحد النصار) :ل ي َد ْ ُ حْر ِ ما رأى شيئا ً من آلة ال َ يقول ل ّ
ل! رآه فقال ما قال ،وكان الجهاد م ْ َ خله الله الذ ّ َ
ل :البخاري( ،ت َأ ّ قوم إل أد ْ َ
ذر! وقد قال ح ّ ة ،ورغم ذلك َ ة وقَتها كانت قائم ً وقَتها فرض كفاية ،والكفاي ُ
ب الذل ،بينما صار ن الجهاد سب ُ ت تعي ّ ِ العلماء :إن النشغال بالزراعة وق َ
مجاهدا ً ـ على ددين في عصرنا صار الذي يعمل في الزراعة ُ ج ّم َ بعرف ال ُ
طراز الحديث ـ إن نوى العداد ،رغم تحذير رّبنا تعالى للنصار الذين ال ّ
كة،تركوا الجهاد وانشغلوا بالزراعة بقوله :ول ُتلقوا بأيديكم إلى الت ّهْل ُ َ
سنوا؛ إن الله يحب المحسنين ،وراجع كتب التفسير لتصحيح الفهم في وأح ِ
ح ّ
ذرة. م َ ذرة ال ُ من ْ ِهذه الية ال ُ
ض.
حْرق الزرع في الشام بعد أن ابي ّ وكأن الفاروق طب ّقَ هذا عمليا ً فأمر ب َ
]في سند القصة "أسد بن موسى" وقد رد ّ العلماء على "ابن حزم"
تضعيفه له فراجع "الميزان" و"تهذيب التهذيب"[
ب الجهاد ـ بل حالنا كحال السابقين منذ سقوط الندلس من حيث وجو ُ
القتالي فضل ً عن باقي أنواع الجهاد ،وقد سبق قول الشيخ "وهبي
ن
ل الحكام ،لك ّ عل َةو ِ سليمان غاوجي" وهو من المعاصرين ،ودونكم الدل ّ َ
دللت النصوص ،فلو ارتد عالم حّرفون َ هؤلء ي َعُْنون :لكل زمان سفهاُء ي ُ َ
رنا عن عصر ص ِ ت عَ ْ معْط ََيا ِم ل ي ُْقَتل ـ ربما ـ عندهم لتغّير ُ ذرةٍ مسل ٌ
ة إل قوَلهم" :زماننا غير زمانهم"! و"تتبدل الحكام ة! وما لهم حج ٌ الصحاب
ب السلف الصالح! ،تعالى الله عن م غيُر ر ّ بتبدل الزمان" ،وكأن رّبنا اليو َ
الّفاكين عُل ُوّا ً كبيرًا.
ة غيَر قولهم" :زماننا ج ً ح ّمتعة ُ أفيجد شاربو "البيرة" ولِبسو الذهب وناكحو ال ُ
؟! غيُر زمانهم"
منا؟! ولول علماؤنا القدامى وتأليفاُتهم ما فَهِ ْ فحتى متى تتبرؤون من الولين
الكتاب والسنة!
ب العالمين!؟ إذا ً هو الذي ي ُ َ
حد ّد ُ دك ل َِر ّ سِلم قيا َ ن تُ ْأَوليس السلم :أ ْ
خديج الصحابي البصير إذ قال…) :جاءنا المصلحة ل أنت ،ولله د َّر رافع بن َ
َ
مرٍ كان لنا ذات يوم رجل من عمومتي فقال :نهانا رسول الله عن أ ْ
نافعا ً ،وطواعية الله ورسوله أنفع لنا ،نهانا أن ُنحاِقل
محاَقلة=بيع الزرع قبل ب ُد ُوّ صلحه[. بالرض :...صحيح مسلم(] ،ال ُ
ضعُ الحرب أوزارها حتى َيخرج يأجوج ح من )ول ت َ َ ـ وهل هناك ما هو أصر ُ
ومأجوج :النسائي الكبرى(؟ هل هناك أصرح مما مّر معنا في المقدمة
26
ي الجهاد القتالي وتزعم )كذبوا! الن جاء دور القتال(؟ فكيف َتجرؤُ أن ُتلغ َ
أن حربنا اليوم حرب حضارة ل حرب سكاكين؟
ب دموية حقيقية ل كلمية أو ب على كل الصعدة القتالية ،حر ٌ إنها حر ٌ
مقالتية! فإذا كانت حروبكم ُتريق دماء الكفار أو ُتعيد أراضي المسلمين
فيا حّيهل ً بها وبإعدادكم ،ولكن من احتلل بيت المقدس من خمسين سنة
ن للفارس أن قنون المخدرات في شباب المة ،أفما آ َ حتى الن وأنتم َتح ِ
جل؟! يتر ّ
ـ وهل تظن أنك في مثل هذه الجواء الموبوءة في البلد العربية سُيسمح
لك ولو بكلمة إسلمية واحدة ُتنتج عمل ً حقيقيا ً ،وما أكثر الكلم الذي
َيطير مع الَغمام!!
ة ـ لو َتفط ّّنا لها! ـ]:إن تكاليف القعود عن الجهاد من ـ يا لها من كلمة حكيم
ف تكاليف القيام بالجهاد[ ،وصدق الشيخ عبد ف أضعا ِخسائَر ودماءٍ أضعا ُ
الله عزام رحمه الله.
حَرج ،ول على المهندس حرج، ـ وهل تجد في كتاب الله :ليس على الطبيب َ
ول على الداعية حرج ،ول على المتزوج حرج ،ول على طالب الجامعة
حرج؟!
فـ يا أيها الذين آمنوا ما لكم؟!! إذا قيل لكم :انفروا في سبيل الله
اّثاقلتم إلى الرض؟.
مط ِّلع على أوضاع العالم ،وعلى مؤامرات الكفر وأذنابهم ف ال ُص َ من ِ ـ ثم إن ال ُ
ل َيشفي إل ح ّنل َ زم دون شك أ ْ ج ِ
-من الَعرب -على دين السلم ي َ ْ
منا
سئ ِ ْ
ي ـ إذ َ ت ـ ولو من باب :آخُر الدواِء الك َ ّ ت والدّبابا ُ الرشاشا ُ
م منطق طق أن ت َهْزِ َ من ْ ِوة ال َ ت ،فهيهات ثم هيهات ل ُِق ّ ت والمؤتمرا ِ مسيرا ِ ال َ
ل فهذا من الشاذ ،وما جاء على خلف القياس فغيره عليه القوة ،وإن حص َ
من له أدنى إلمام ٍ ومعرفة بتاريخ الدول والحكومات ل يبقى ل يقاس ،و َ
لديه شك مطلقا ً في أن الجهاد بأنواعه من أعظم الوسائل بل هو أعظم
الوسائل مع اليمان بالله والتوكل عليه لحماية المة المسلمة ومقدساتها
من تطاول العداء عليها وطمعهم في خيراتها.
عرف ما هم عليه من القوة عرف مدى استعداد المسلمين و َ فإن العدو إذا َ
سب لمهاجمة بلد المسلمين ألف القتالية والتدريب والتأهيل فإنه َيح ِ
حساب.
والعدو الكافر ُيدرك ما للجهاد من آثار في تغيير ميزان المعارك التي تجري
بين المسلمين وأعدائهم؛ فلهذا نجد الدول الكافرة على اختلف مناهجهم
من َيدور في فََلكها من شون الجهاد وي ُن َّفرون عنه هم و َ خ َواتجاهاتهم ي َ ْ
الحكومات العميلة بكل ما يستطيعون من وسائل ،ونراهم َيشنون حربا ً
شعواء على الشباب الذين يريدون النضمام إلى إخوانهم المقاتلين في
كلوا به ،ثم أودعوه الجبهات والثغور ،وإذا ظفروا بأحد منهم اعتقلوه ،ون َ ّ
غياهب السجون مددا ً طويلة يلقي فيها شتى أنواع التعذيب والهانة؛ في َ
27
لنهم يعلمون جيدا ً أنهم ل يستطيعون السيطرة على المة إذا كانت
تمتطي ذروة سنام الدين ...الجهاد:
ُرفَِعت يد ٌ أبـدى لـها السكينــا مْقَبـَرة ُ العدالة كلمــا ـ الـغرب َ
وينـــا بسلمه اَلمزعـوم ِ ي َ ْ
ست َهْ ِ الغرب ي َك ُْفـر بالـسلم ،وإنمـا
منــــا ل قو ُ مـــ ُ ح ِ فعلم ي َ ْ الغـــرب يحمـــل خنجـــرا ً ورصاصــــة
الزيتونــا؟
ك أّيهـا الـلهـونـا؟ هـذا بـذا َ ك ُْفـٌر وإسلم فـأنى يلتـقــي
لكـن ألـوم الـمسلم أنا ل ألوم الغرب في تخطيطـه
المـفتونـا
ضوع تـرافق الت ّّنينـا ُ
خ ُ درب الـ ُ مَتنا التـي رحلت علـى مأ ّ وألو ُ
جــار الحـروب تبقـى ل ِت ُ ّ يا مجلس المن المخيف إلى متى
رهينًا؟
مـّنا وتطل ُُبــنا ول ِ حُقوِقنـا ب ُ سل ْ ِ وإلى متى ترضى ب ِ َ
ُتـعـطيـنا؟
ه
ش ـب ِ ُمـــرضا ً خفيـ ـا ً ي ُ ْ يــا مجلس ـا ً فــي جـــسم عالمنـــا غــدا
الطـاعونـا
لـم ت َل ْقَ فيك الـحقـو ُ
ق تشكو و خوفك من قضايانا التـي
أمـينـا ً
تسقيه من بعد النـيـن ن إلى متـى ل الما َ ب الطف ِ يا سال َ
أنينـًا؟
بل للظلم الرهيـ ِ وَتـظ َ ّ سّيدا ًوى لك َ وإلى متى يبقى الَهـ َ
َقرينـًا؟
سُيريك ميزان الُهـدى، يا مجـلس المـن انتظ ِْر إسلمنا
ويـرينـا ُ
مها مدفــونـا كا ِ صيُر تحت ُر َ ست َ ِ
َ شِفـيـرِ نـهايـةٍ إني أراك على َ
ل عن س ْ قو َ غـَر ٍ َ ل فرعون عن س ْ ك فَ َ ش ّ ت في َ إن كن َ
فه قارونا! سـ ِ خـ ْ َ
مّرس مت َ َي َْعيـى بـها ال ُ حْبكـة ت فصول المسرحـية َ حب ِك َ ْ
ـ ُ
الفّنــان
يستـجـير ويـبـدأ الـغـليـان هذا ي َك ِّر وذا َيــفـّر وذا بـهـذا
حّلـه م َل َ ح ّ حو َ جـْر ٌ لـنا ُ حتى إذا انقشع الـدخـان مضـى
سَرطان َ
خرفـان! وإذا جـمـيع رجـالـنا ِ ة لنـا
وإذا ذئـاب الغربِ راعيــ ٌ
وبـلدنـا ورجــالها الُقربـان تب قد َرَبــ ْ وإذا بأصنام ٍ أجانـ َ
ظ من زور وكم طوى اللف ُ فب والفعـل مـختل ٌ ـ ألفاظهـم عَر ٌ
ومن كـذب!
28
وهم ي َُرومون طعن الديـن إن العروبـة ثوب َيخدعون بــه
والعـرب
منِقــذِ
جلـــد ال ُ ســعى إليهـــم ب ِ واحسرتاه لقومـي غّرهم َقـــرِ ٌ
م
رب حـ ِال َ
خالـب بين الش ّ
ك م َمُر ال َ ح ُْ تة بــَرَز ْ مك َن َْتـه ُفرص ٌ
حتى إذا أ ْ
جـب والعَ َ
في الجسم والنفس والعراض خـُلق ل النـاب ل شرعٌ ول ُ م َ َ
وأعْ َ
شب والن ّ َ
وكــم خل مثــُله فــي ســـالف هــُرهُم قا ِ ب الديـــن ،والســل ُ وحــاَر َ
ب حــَق ِ ال ِ
فـخـاط ََبنـي مـن العـلم ت عن الصمـود رجال قومـي ـ سأل ْ ُ
ُبـوق:
كر و العــقوق فمـا هـــذا الّتـن َ ّ لقد مات الصمـود مع التصــدي
لهـــا فــي المسجـــد القصـــى ت
خــ ـ ٌ أتنســـى أن إسـرائيــــل أ ُ ْ
حـقوق
ف تسـوق صَلـ ٍ ل فـي َ وإسـرائـيـ ُ طـــيع ل أمـِتنـا قَ ِكأن رجــا َ
أفيـقـوا يا أحـّبتنـــا أفـيقـوا! هنالـك ألـف بـاكيـة ت َُنــادي:
غــد ٌ حليـق وَيـلطـم وجـههـا وَ ْ ض مسلمـة وُترمــى عْر ُ ُيدّنس ِ
بمحــرابـــه شـــ ّ وفـــي ِ وكــم مــن مسجـــد أضحـــى ُركامـــا ً
الحريـق
حـّر طليـق وصــانـع ُيـِتمهـم ُ ت ُعَذ ُّبـِنـي نــداءات اليتــامـى
سوق مَفـاتن والـُفـ ُ دها الـ َ هـ ُي َُهـد ْ ِ وأمـتـنـا تنــام على سـريـر
س ول ُتـِفـيــق َ
حـ ّ أراهـا ل ُتـ ِ ب الله يـدعـوهــا ولكن كـتـا ُ
ت الـشروق مـل ْ ِك لـو تـأ ّ بـكـّفـ ِ ج
ل دا ٍ أقــول لمــتي والليــ ُ
جُهون رسالة ل أطفال المسلمين المشردين وهم ي ُوَ ّ ن حا ِ مك لسا ُ ـ أَوما ي ُؤْل ِ ُ
خذل امرءا ً مسلما ً في موطن ي ُن ْت ََقص فيه شكر لي ولك ،و)ما من امرئ ي َ ْ
بح ّموطن ي ُ ِ ذله الله تعالى في َ خ َ مته ،إل َ حْر َ عْرضه ،وي ُن َْتهك فيه من ُ من ِ
صر مسلما ً في موطن ُينتقص فيه من عرضه، َ
حدٍ ي َن ْ ُصَرته ،وما من أ َ فيه ن ُ ْ
وُينتهك فيه من حرمته ،إل نصره الله في موطن يحب فيه نصرته:
والحديث حسن(:
شكرا ً على الغضــاء والحجام شكرا ً لـكـم يا إخـوة السـلم
تتميزون بـحـكـمـةٍ ونـظـام شكرا ً على الصمت الوقـور فإنكم
نـدري بهـذا الحـزم خذلن إنا لم نكــن شكرا ً على ال ِ
والقـدام
حرقـة اليتــام مـتم ُ ح ْأَوما ر ِ أَوما بكيتم من بكـاء صـغـيـرة
تستشعـرون فظــاعــة حل َْفُتم في المجالـس أنـكم أَوما َ
اللم
29
لي غَْيـَرةُ الخـوال شكرا ً لكم يا مسلمون فقـد بـد َ ْ
ت
والعمــام
سـتـرة الحاخـام تتعـلقــون ب ُ مُنسبى ُنشّرد في الـبلد وأنـتـ ُ
ط َْرِدي و في قتلي وفـي سْيــس فـي مة الِقـ ّ حك ْ َتتحدثون ب ِ ِ
غـامي إْر َ
فيكم فًتى َيرمـي ،و ليس وتصيح أعراض النساء فل تـرى
بـرامي
مـــّزق الجســاد باللـغام وت ُ َ تهوي مآذُِننا على شـاشـاتـكـم
ض
فت ََرون في التلفاز بعـــ َ ب ُبيـوت ََنـا ف الرهي ُ ص ُ هم الَق ْ دا ِوي ُ َ
ُركام
ل حين ِفــطـام ل ي ُْقَتل قب ُ والطـف َ ما ً ُيستـبـاح عفـافهـا ُ
وت ََرون أ ّ
ب فيــها ُنـط َْفـة الجـرام ص ّ وت ُ َ س ُتؤخذ عُْنـوة م ِ خ ْ ن بنت ال َ وت ََروْ َ
وترون آلفــا ً مــن اليـتـام ن آلف الثـكالى بيننـــا وت ََروْ َ
بوأنا على جمرِ الصل ِي ْ ِ ضون عيـونكم م ُ حوِْقلون و ت ُغْ ِ فت ُ َ
مــي حا ِ ال َ
حَنــا
حُتم جــر َ س ْ
م َفلقد َ أستغفر الرحمن من ظلمي لـكـم
بكــلم
ممـزوجـة بمدامــــع القلم ولقد بعثُتم للـعـدو رســـالـة
طـيـعـة الرحـام ة ب َِقـ ِمـشغول ٌ إنا عذرناكم لن جيوشـــــكم
مـدام ستظل لـو جـئتـم بـغـير ُ إنا عـذرنـاكم لن كؤوســـكم
ستظل لو جـئتـم بـغيـر طـعام إنا عــذرناكم لن بـطونــكم
ة استسـلم هــّزوا رايــ َ شئتم ،و ُ إنا عذرنـاكم فسيـروا حيثمــا
ب
س ـت ََرون فـيـــه عجـــائ َ َ زيــدوا مــن النــوم الطويــل فإنكــــم
الحـلم!
ـ أنا ل أريد مسيرة،
إني أريد البندقية.
حمي! مة السلم! واَر ِ ُ
واأ ّ
إني أريد البندقية.
ة.حي ّ ٌ
ض ِ
جلي ـ َ خ َ س ـ يا َ والقد ُ
يا أيها الزعماء أعطوني سلحا
صُر الله لحا يا أيها الزعماء ن َ ْ
خن ُْتم جراحا يا أيها الزعماء أث ْ َ
يا أيها الزعماء أعطوني صلحا،
ح :مطعون من الظهر، وصل ٌ
ح :في دوامة السر، وصل ٌ
ح :باعوه لمؤتمر. وصل ٌ
ب، هل أنتم عر ْ
30
ب، خط َ ْ تحميكم ال ُ
ب، حُروُبكم هََر ْ و ُ
ب؛سبعون عاما ً كلها ك َذِ ْ
ب، ش ْ ذ ََبحوا النساء ،وأنتم خُ ُ
ب،ت ،وليُلكم ط ََر ْ هدموا البيو َ
في القدس نطق الحجر :ل مؤتمر ...ل مؤتمر ...ل مؤتمر،
أنا ل أريد سوى عمر!
الله أكبر :في دماء الشعب تسري سنقاتل!
هم قّيدوني بالسلسل،
ن للعدو على الحدود وعلى السواحل. وهم عيو ٌ
وهوا كل المفاصل، ش ّ موه و َ ش ُن عظمي هَ ّ ول ّ
تجري الدماء على أصابع قاِذف المقلع ُتعطينا الهُوِّية.
خّيمات المجد نكتب "قادسية". م َوعلى جبين ُ
دم منزلي تحت الجدار أرى وصية: وإذا ته ّ
كروا أغلى وصية ةة ةةةةةة فت ُن ْ ِ ل ت َْتركوا ة ة
ـ إذا ً فالجهاد حياة لنا من جميع النواحي :استجيبوا لله وللرسول إذا
دعاكم لما ُيحييكم ،وصدقَ رّبنا العظيم.
ضهم ببعض س بع َ سد دين الناس :ولول د َفْعُ اللهِ النا َ ـ ولوله ل ََف َ
ل على العالمين. ن الله ذو فض ٍ دت الرض ،ولك ّ س َ ل ََف َ
دى إذا لم ُيؤّيد حّقها المدفع س ًل أمة ضائعٌ حقها ُ َأل كـ ّ
ضخم. ال ّ
ب في ساقية القتال مهما صُغر سعُْينا ِلما َيص ّ ـ وخلصة الكلم أن يكون َ
ن أن َيجلس بشرط أن نبدأ بالهم؛ فالدبابيس قد تفيد في المعركة ،ولك ْ
ل وَيسعى جاهدا ً لبناء مصنع لصنع الدبابيس مع مقدرته أن ُيس ّ
خر رج ٌ
ماله في مجال أكثر نكاية في العدوّ فهذا ُيقال له :ل تضحك على
نفسك.
ومن َيجلس يتعلم من الكمبيوترات ما ل يلزم في المعارك بحجة أن
الكمبيوتر من أهم مهمات المعركة فنقول له :ل َتضحك على نفسك،
ت ما ُيفيد في المعارك القتالية، لنه ول ريب من أهم المهمات فهل تعلم َ
دث نكاية في الكافرين؟ فقد تكون النكاية ح ِت ما ي ُ ْ م َوبدقة أكثر :هل تعل ْ
جّرًا ،وستأتي معنا فقرة خاصة للحديث م َ
ل...وهل ّ ضربة اقتصادية لهم مث ً
عن "الصلحات الجزئية" وخطورة النخداع بها إن شاء الله.
ريب يوم القيامة: 6ـ لماذا القتال؟ للِعصمة من الفتن قَ ِ
من خير الناس فيها؟ فذكر أن خير الناس سئلَ : ة ُ كر فتنة قريب ً ما ذ َ َ ـ لَ ّ
رجل في ماشيةٍ اعتزل الناس إل من خير ،و)رجل آخذ برأس فرسه
سنه( ،وهو صريح في أن المراد ُيخيف العدو وُيخيفونه :الترمذي وح ّ
31
دق ربنا لما قال للمتخلفين عن ة ،وص َ ل الحقيقي وليس الدراس َ القتا ُ
سَقطوا وإن جهنم الجهاد بحجة أنهم يخافون من الفتنة :أل في الفتنة َ
محيطة بالكافرين أي بتركهم الجهاد. لَ ُ
7ـ لماذا القتال؟ لنه ذروة سنام السلم ،وسنام البعير أ َظ َْهر ما فيه؛ فل
ل لمحو الخطايا، داني الجهاد َ اليوم شيء من المندوبات ،وهو سبي ٌ يُ َ
ل فيه مضاعف عما سواه. والعم ُ
وإليك البيان من الكتاب والسنة وأقوال العلماء ثم في الرقم
التالي شيءٌ من سيرة الرسول والتابعين له بإحسان:
من الكتاب:
ـل يستوي القاعدون من المؤمنين غيُر أولي الضرر والمجاهدون في سبيل
ضل الله المجاهدين على القاعدين درجة... الله بأموالهم وأنفسهم ،ف ّ
سورة النساء ،فهل بقي ما هو أصرح من هذا؟
خر
عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم ال ِ ـأجعلتم سقاية الحاج و ِ
عملكُ وجاهَد َ في سبيل الله ل َيستوون عند الله ...سورة التوبة ،فهل
دل القتال إذًا؟ سقاية الحاج و..؟! فكيف يع ِ دل ِهنا في بلدك يع ِ
من السّــــــنة:
ـ في صحيح مسلم ) :1878يا رسول الله :ما َيعدل الجهاد َ في سبيل الله؟
قال :ل تستطيعوه! فأعادوا عليه مرتين أو ثلثًا ،كل ذلك يقول :ل
مَثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم تستطيعونه ،ثم قالَ :
القانت بآيات الله ،ل ي َْفُتر من صلة ول صيام حتى يرجِع المجاهد في
سبيل الله(].الرواية هكذا" :ل تستطيعوه" وهي لغة فصيحة جائزة[ ،قال
النووي رحمه الله] :في هذا الحديث عظيم فضل الجهاد لن الصلة
والصيام والقيام بآيات الله أفضل العمال وقد جعل المجاهد َ مثلَ مَن
فتُر عن ذلك في لحظة من اللحظات ،ومعلومٌ أن هذا ليََتَأّتى لحد[. ليَ ْ
مَثل المجاهد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ـ ـ )إن َ
مَثل القائم الصائم الخاشع الراكع الساجد :الّنسائي وهو صحيح( ،فهل ك َ
ت في بلدك وزعمتَ أنك مجاهد؟! س َ
من جل ْ جرؤ أن تقولَها عن نفسك يا َ تَ ْ
إذا ً فكيف تقول عن عملك هاهنا :إنه إعدادٌ خير من العداد للقتال
فتر من صيام بالسلح…؟! وفي الموطأ وابن حبان :كمثل الدائم الذي ل يَ ْ
رجع.ول صلة حتى يَ ْ
ـ وعند البخاري) :يا رسول الله د ُّلني على عمل يعدل الجهاد! قال :ل
م ول َ
ده! ثم قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقو َ ج ُ أ ِ
م ول تفطر؟! قال الرجل :ومن يستطيع ذلك ؟!…( ،والسائل ت َْفت َُر وتصو َ
مة الصحابة ة! ول يستطيع أن َيعمل عمل ً يعدل الجهاد مع هِ ّ من الصحاب ُ
ل صحبِتهم فكيف بنا؟ العالية وفض ِ
32
ـ وعند الترمذي والنسائي والحاكم والحديث حسن) :أل ُأخبركم بخير الناس
ل آخذ ٌ برأس فرسه في سبيل ل؟ قلنا :بلى يا رسول الله! قال :رج ٌ منز ً
ت أو ُيقتل…( ،ولم يُقل :آخذ ٌ برأس قلمه ُيصّنف وي َُرد ّ الله حتى يمو َ
ه وُيجيب عن أسئلة المتحان ،وهذا قوله في فرض الكفاية ،فكيف شب َ َ ال ّ
بفرض العين!
سئل رسول الله :أيّ العمل أفضل؟ قال :إيمان بالله ورسوله ،قيل: ـ و) ُ
ثم ماذا؟ قال :الجهاد في سبيل الله( البخاري ،26:مسلم.93:
ل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه( متفق ـ أيّ الناس أفضل قال ) :رج ٌ
عليه.
ـ وسئل :أيّ المؤمنين أكمل المؤمنين إيمانا ً؟ فقال ) :الذي يجاهد
بنفسه وماله ،ورجل…( متفق عليه.
ت عائشة رضي الله عنها) :يا رسول الله! نرى الجهاد َ ـ وفي البخاري :سأل َ ْ
ل العمال أفل نجاهد؟…(. أفض َ
ضل عليه شيئاً إل المكتوبةَ: ـ )خطب رسول الله فذكر الجهاد فلم يُ َ
ف ّ
البيهقي وأبو عوانة(.
ـ وعند البخاري ومسلم) :أتى رجل رسول الله فقال :أيّ الناس أفضل؟
من؟…(. قال :مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال :ثم َ
ـ وعند الترمذي والحاكم والبيهقي أن ن ََفرا ً من أصحاب رسول الله
ملنا ،فأنزل الله عز ب إلى الله عَ ِ َقعدوا فقالوا) :لو نعلم أيّ العمال أح ّ
ب الذين يقاتلون في سبيله صفا ً كأّنهم ح ّسّبح لله … إن الله ي ُ ِ وجلَ :
ُبنيان مرصوص سورة الصف :والحديث صحيح.
عمارة المسجد م في أ َيّ العمال أفضل :سقاية الحاج أم ِ ما اختَلف قو ٌ ـ ول َ ّ
الحرام أم الجهاد في سبيل الله نزل قوله تعالى :أجعلتم سقاية الحاج
خر وجاهد في سبيل الله عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم ال ِ و ِ
ل َيستوون عند الله ،والله ل َيهدي القوم الظالمين أخرجه مسلم برقم
عمارة المسجد الحرام...؟! دل ِ ،1879فهل عملك هاهنا َيع ِ
ل ما تؤتي عبادك ف للصلة قال) :اللهم آتني أفض َ ص ّ
ما وصل رجل إلى ال ّ ـ ول َ ّ
دك ن المتكلم آنفًا؟…إذن ي ُعَْقرَ جوا ُ م ِالصالحين! فقال النبي َ ) :
سن ابن حجر شَهدَ في سبيل الله…( البّزار ورجاله ثقات ،وح ّ ست َ ْ وت ُ ْ
ل في ل الدرجة الولى أو سُيسمح لك بمقا ٍ إسناده .ولم َيقل" :إذا ً تنا َ
جريدةٍ حكومية!".
مقام الرجل في الصف للقتال خير من قيام ِ ستين ما قال رسولنا ُ ) : ـأ َ
مك هنا في مقا َ
سنة :أحمد والترمذي والحاكم وهو صحيح( ،فهل ترى أن ُ
ن خير من قيام ستين سنة؟ وفي رواية للحاكم: بلدك لدراسة مادةٍ لمتحا ٍ
مقام" وهو صحيح. دل " ُ "عبادة" ب َ
33
ن يتعب ّد ُ ربه
مكث في مكا ٍ ي رسول الله أن ي َ ْ ولما استشار صحاب ّ ـ
مقام أحدكم وَيعتزل الناس ،فأشار عليه الصادق المصدوق) :ل تْفعل؛ فإن ُ
ل من صلته في بيته سبعين عامًا…( الترمذي والحاكم في سبيل الله أفض ُ
وهو حسن.
ل ُيبَتغى به
م في عم ٍ ه ول اغْب َّرت قد ٌ ب وج ٌ ح َ )والذي نفس محمد بيده ما ُ
ش ِ ـ
ت الخرة بعد الصلة المفروضة كجهاد في سبيل الله ،ول ث َّقل ميزا َ
ن درجا ُ
ملُ عليها في سبيل الله :أحمد وهو ح َ
عبدٍ كداب ّةٍ تنفقُ في سبيل الله ،أو ي ُ ْ
حسن(؛ فكيف والجهاد اليوم فرض عين على المة باتفاق الفقهاء؟
ن لها
سّرها أن َترجع إلى الدنيا وأ ّ من نفس تموت لها عند الله خيٌر ي َ ُ )ما ِ ـ
ل في الدنياِ ،لما يرى من الدنيا وما فيها إل الشهيد ،يتمنى أن يرجع فُيقت َ
فضل الشهادة( مسلم ،قال النووي رحمه الله] :هذا من صرائح الدلة فى
عظيم فضل الشهادة[.
ت أقتدي ما جاءت امرأةٌ )فقالت :يا رسول الله! انطَلق زوجي غازيًا ،وكن ُ أ َ ـ
بصلته إذا صلى ،وبفعله كّله ،فأخب ِْرني بعمل ي ُب َل ُّغني عمله حتى َيرجع .قال
لها :أتستطيعين أن تقومي ول تقعدي ،وتصومي ول ُتفطري ،وَتذكري الله
جع؟ قالت :ما ُأطيق هذا يا رسول الله! فقال: تعالى ول ت َْفُتري حتى ي َْر ِ
عشَر من عمله(] ،والحديث ت ال ُ غ ِ والذي نفسي بيده لو ط ُوّْقتيه ما ب َل َ ْ
ح لغيره ،قال المنذري :رواه أحمد من رواية" :رشدين "...وهو ثقة عنده ،ول صحي ٌ
بأس بحديثه في المتابعات والرقائق اهـ ،لكن سند الطبراني ليس فيه "رشدين" ،و
"خير بن نعيم" صدوق من رجال مسلم[.
َ َ
جَر غَد ْوَِتهم :أخرجه أحمد(،تأ ْ ت ما في الرض جميعا ً ما أد َْرك ْ َ ـ )لو أن َْفْق َ
خطبة الجمعة للرسول ، َ
ضر ُح ُ خر عن السرية ل ِي َ ْ ي لما تأ ّ قالها لصحاب ّ
خّلف فأصلي مع رسول الله الجمعة ثم ألحقهم[، وقال الصحابي] :أ َت َ َ
ي مع رسول الله ثم خّلف حتى أصل َ وفي رواية لحمد أيضا ً قال] :أ َت َ َ
عه ،فيدعو لي بدعوة تكون سابقةً يوم القيامة…[ ،فقال سّلم عليه وأود ُ ُ
أ َ
له ) :أتدري بكم سب ََقك أصحابك؟…والذي نفسي بيده! لقد سبقوك
بأبعد َ مما بين المشرقين والمغرَبين في الفضيلة!!!( رجاله ثقات إل واحدا ً
اخت ُِلف فيه ،وهو عند "ابن المبارك" من مرسل الحسن.
من أشد أمتي لي حبا ً فإن كنت ترون أنفسكم تندرجون في هذا الحديث ) ِ
ناس يكونون بعدي ي َوَد ّ أحدهم لو رآني بأهله وماله( فهل ت َت ُْركون
ملكم لرؤية رسولكم ـ إن كان بين أ َظ ُْهرنا ـ أم ل؟! إن كان الجواب عَ َ
م من رؤية "نعم" فعملكم هنا إذا ً دون القتال لن الخروج مع السرية أه ّ
الرسول .
مغْرٍ في دولة خليجية لتركتم ل ُ عم ٍ جد َ عَْقد َ ظهر ـ لو وُ ِ بل أنتم ـ فيما ي َ ْ
ب المال ،فأين الجهاد الذي تزعمون؟! صو ْ َمُتم َ م ْ
إعدادكم الموهوم هنا وي َ ّ
ل تقولوا :سنتصدق بالمال الكثير؛ لنكم أنتم هنا ومعكم كثيرٌ لم ُتخرجوا
34
منه إل القطمير؛ فكيف إذا صار معكم أكثر من هذا الكثير ،هل سيزيد
إخراجكم ...ليصير قطميرا ً مع قطمير؟!!
خبرك برأس المر كله وعموده وذروة ح الحديث )أل أ ُ ْ ـ وبعد هذا فصري ُ
سنامه؟…قال :رأس المر السلم وعموده الصلة وذروة سنامه
الجهاد :حديث حسن صحيح(؛ فهل الجهاد هنا بمعناه القتالي أم هو
خطب والمقالت؟ و ُِذروة ة آخر الخبار ،وتنظيُر ال ُ توزيعُ الشرطة ،ومتابع ُ
ن شيئا ً سواه هو الذروة الن؟!؛ وفي سنام الشيء أعله ،فكيف تزعم أ ّ
ث ضعيف اللفظ عند الطبراني) :ذروة سنام السلم الجهاد ل يناله حدي ٍ
إل أفضلهم(.
ـ )القتلى ثلثة :رجل مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي
حن في جنة الله تحت مت َ َ م ْالعدوّ قاتلهم حتى ُيقتل ،فذلك الشهيد ال ُ
ضله النبيون إل بدرجة النبوة ،ورجلٌ فَرِقَ على ف ُ عرشه ،ل ي َ ْ
هد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا نفسه من الذنوب والخطايا جا َ
ت ذنوَبه وخطاياه ،إن السيف ح ْ م َة َ
ص ٌم َ ص ِم ْ م َ ي العدو قاَتل حتى ُيقت َ َ
لُ ، ق َ َل ِ
ة أبواب، ن لها ثماني َ أدخلَ من أي أبواب الجنة شاء؛ فإ ّ حاءٌ للخطايا ،و ُ ِ م ّ َ
ولجهنم سبعة أبواب ،وبعضها أفضل من بعض و…( أحمد بإسناد جيد؛
جرؤ أن مك َّفرة"؛ فهل ت َ ْ صة=ال ُ م َ ص ِ م ْ م َ حن=المشروح صدره ،ال ُ "اُلممت َ
سر إذا ً أن تجزم أن عملك حاٌء للخطايا؟! فكيف تج ُ م ّ
عملك َ ي أن َ دع َ ت ّ
هاهنا من دراسة أو تجارة …أفضل من القتال بالسلح؟ ثم تقول :أنا في
جهاد؟
عف حتى في ضحكه وأعماله المباحة، جَر المجاهد هناك مضا َ َ
ـ وحسُبك أن أ ْ
م
مه النهار ،والطاع ُ م المجاهد أفضل من قيام غيره الليلَ وصيا ِ بل نو ُ
مفطر في سبيل الله كالصائم في غيره ،هكذا قال أبو هريرة فيما ال ُ
يرويه عنه ابن المبارك رحمه الله في كتابه "الجهاد" ،1/95وفي
َ
ه الله وأطاع المام ،وأن َْفق الحديث) :الغزو غزوان :فأما من ابتََغى وج َ
مه وت َن َب َّهه أجٌر الشريك ،واجَتنب الفساد ،فإن نو َ سَرالكريمة ،ويا َ
كله… :أبو داود والنسائي وهو صحيح( ،فهل نومك وت َن َّبهك هنا في بلدك
مَزارع أو …، َ
ب القتصاد أو ال ُ جٌر كله؟!! وهل تستطيع أن تقولها عن طال ِ أ ْ
ما لكم؟ كيف تفكرون؟
ة في سبيل الله ك ُت َِبت بسبعمئة ضعف :الحاكم وإسناده و)من أنفق نفق ً
ف واحد فقط؟ صحيح( ،فهل نفقتك على دراستك مضاعفة بضع ٍ
طُئون
ة في سبيل الله ول َي َ ص ٌم َ خ َ ب ول مَ ْ ص ٌ ذلك بأنهم ل يُصيبهم ظمأ ول نَ َ
إن
طئا يَغيظ الكفار ول َينالون من عدو نَيلً إل كُتب لهم به عمل صالحٌ ّ و ً مَ ْ
ة صغيرة ول كبيرة ،ول جرَ المحسنين ،ول يُنفقون نفق ً الله ل يُضيع أَ ْ
عملون ،فهل قطعون وادياً إل ُكتب لهم لِيَجْزيهم الله أحسنَ ما كانوا يَ َي ْ
شَر هذا في دراستك أو تجارتك أو زراعتك؟ فهل دارس ومدّرس َتجد عُ ْ
35
الرياضيات والفلسفة والفنون الجميلة كذلك؟ ولحظ التنكير في "ني ً
ل"
ل صغيرا ً أو كبيرًا ،فالتنكير هنا ُيفيد التقليل ،ولو كان مثل هذا أي أي ني ٍ
ما كان لتخصيص ذكره –في الية- ل َيعمل لله مخلصا ً له ل َ َ لي رج ٍ
للمجاهدين معًنى.
مغرية: عروض ال ُ انظر هذه ال ُ
ـ )ل ي ُك َْلم أحد في سبيل الله ـ واللهُ أعلم بمن ي ُك َْلم في سبيله ـ إل جاء
حه ي َث َْعب ،اللون لون الدم والريح ريح المسك :متفق جْر ُ
يوم القيامة و ُ
ت وأنت تجاهد )!!( في بلدك بين كتبك أو ح َ جرِ ْعليه( ،فهل تظن أنك إن ُ
مبلغَ المقاتل في متجرك أو مدرستك أو جامعتك فهل تظن أنك تبلغ َ
أرض المعركة!!؟ وهذا في فرض كفاية؛ فكيف بفرض العين؟!
خريفًا: عد الله وجهه عن النار سبعين َ ـ و)من صام يوما ً في سبيل الله با َ
ب ،فهل َتجرؤ أن س ُ ح ْ متفق عليه( ،وهذا ل يكون إل في ساحة الجهاد فَ َ
خّلفك عن ن تَ َ مك هنا بنفس الجر أو أعلى لنك ترى أ ّ تقول إن صيا َ
ساحات القتال أنفعُ للمسلمين وأرضى لرب العالمين؟
حّرر… :أحمد والترمذي م َل ُ من رمى بسهم في سبيل الله فهو عَد ْ ُ ـ )… َ
مسدس كتحرير َرَقبة، ة ال ُم أن تكون ط َْلق ُ وإسناده صحيح(؛ فما أعظ َ
و)مَن أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منها عضوا ً منه من
النار… :متفق عليه(.
َ
ـ )…من رمى بسهم في سبيل الله فَب َلغَ العدو أو لم يَ ْب ُلغ كان له ك َعِت ْ ِ
ق
عضوا ً بُعضو :النسائي رقبة ،ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار ُ
قق الغاية ،فهل أجوبتك ح ّ
بإسناد صحيح( ،فمجرد الرمي له أجر ولو لم تُ َ
ت؟ ْ َ
خطأ َ ت أو أ ْ في المتحان فيها أجر مضمون سواٌء أصب ْ َ
ب في س ُ
حت َ ِة ن ََفر الجنة :صانَعه ـ ي َ ْ خل بالسهم الواحد ثلث َ ـ )إن الله ي ُد ْ ِ
من ْب َِله :..أبو داود وهو صحيح( ،فهل َتجد مث َ
ل ي به ،و ُ صنَعتِه الخيرـ ،والرام َ َ
ل :كاتب أسئلة ؟! مث ً مَهن شّتى ال ِذلك في المدارس والجامعات أو َ
المتحان وموزعها والمجيب عنها؟ سبحان الله!
شَبعه س فرسا ً في سبيل الله إيمانا ً بالله وتصديقا ً بوعده فإن ِ ـ )من احت َب َ َ
ورِّيه وَروَْثه وَبوله في ميزانه يوم القيامة :بخاري( ،فهل َترى أن َوقود
سيارتك وَزي َْتها وَبطاريتها في ميزانك وأنت هنا في بلدك كتلك التي
ة
ست للقتال؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أم لكم أيمان على الله بالغ ٌ حت ُب ِ َ
ا ْ
مسَتثَْنون؟ إلى يوم القيامة إنكم ُ
سئل عن أجر الرباط قال) :من رابط ليلة حارسا ً ولما ُ
من خل َْفه ممن صام وصلى ( رجاله من وراء المسلمين كان له أجر َ ِ
ثقات ،وبإسناد جيد عند الطبراني.
ل من ـ و)رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه… :مسلم( ،بل أفض ُ
هذا:
36
من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها :صححه ـ) َ
الحاكم ووافقه الذهبي( ،بل أفضل من هذا:
جر السود:ـ )موقف ساعةٍ في سبيل الله خيٌر من قيام ليلة القدر عند الح َ
حّبان والحديث حسن( ،وليلة القدر خير من ألف شهر ،فهل تزعم أن ابن ِ
دراستك للمتحان في ليلة القدر خيٌر من التعّبد في ليلة القدر؟
ثم في تلك الليلة :أين َتذهب؟ هل ت َْقَبع على مكتب دراستك أو باب
ي! الليلة؟!
حي ِ َ
متجرك أو آلة مصنعك أم تذهب إلى مسجدٍ ما ل ِت ُ ْ
حجر السود،ط ليلة ـ ول ريب ـ خيٌر من ليلة الَقدر وأنت عند ال َ ن ربا َ لك ّ
فهل َتجرؤ أن تقول هذا عن رباطك على مقعد الدراسة؟!
ف لعله
ض خو ٍحَرس في أر ِ س َ
ل من ليلة القدر؟ حار ٌ ـ )أل أ ُن َب ُّئكم ليل ً
ة أفض َ
أل ّ يرجعَ إلى أهله( ،الحاكم وسنن البيهقي والحديث على شرط البخاري.
ـ قال الحافظ المنذري في "الترغيب"] :الظاهر أن المرابط كذلك
يضاعف عمل المجاهد[. َ يضاعَف عمله الصالح كما ُ
دراسة علمية موجزة حول التفاضل بين الجهاد وسواه؛ •
كالعلم والذكر...
خِلين في مماحكات -ل طائل تحته ف الوقت للمفاضلة -دا ِ ـ أرى أن صر َ
الن ،لن المفاضلة تكون بين متجانسين؛ أي إذا كان الجهاد فرض كفاية
ن ،في َّتجه عندها المفاضلة بينه وبين العلم الكفائي ،لكنها ل ل فرض عي ٍ
ب ،فعلى التنّزل لو أن ن وبين مندوب أو مستح ّ ً
تكون أبدا بين فرض عي ٍ
عبادةً ما فاقت الجهاد كالذكر مثل ً فهذا في غير جهاد الد ّْفع الواجب على
دم باتفاق العلماء –في حال ن قُ ّ ول إلى فرض عي ٍ العيان ،فالجهاد إذا تح ّ
دم عند الجمهور على الصلة التعارض -على الصيام والزكاة والحج ،بل ي َُق ّ
ض، ً أيضا ً إل عند الحنابلة ،فما كان لنف ٍ
ل أن َيفوق فرضا أيّ فر ٍ ل أيّ نف ٍ
ذكرونه ض عين باتفاق العلماء ومما تركه كبيرة؟ وما ي َ ْ فكيف إذا صار فر َ
من الستثناءات الثلثة لتفضيل النفل على الفرض راجع له حاشية ابن
عابدين لتجلية المر فيها ،وتوضيح اللتباس.
ضلوا طلب العلم الكفائي على الجهاد الكفائي –وهم ِقسم من وحتى الذين ف ّ
ض
ح فقال الزركشي في "المنثور"] :تعار ُ صّرحوا بوضو ٍ العلماء َ -
دم فرض العين على فرض الكفاية ......وفي دم آكدهما فَي َُق ّ جبين ي َُق ّالوا ِ
فتاوى النووي أن الجهاد ما دام فرض كفاية فالشتغال بالعلم أفضل منه،
فإن صار الجهاد فرض عين فهو أفضل من العلم؛ سواء كان العلم فرض
عين أو كفاية[.
سر مولنا في الصدار القادم فسأعرض دراسة مستفيضة حديثا ً حديثا ً وإن ي ّ
إن شاء الله ،ونوجز هنا فنقول:
37
ث ظاهرها تفضيل شيء ما على الجهاد؛ منها ما ل يصح مثل ت أحادي ُ ـ وَرد َ ْ
)الغدو والّرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله( ،وهو من طريق
ح لكنه ُأسيَء فهمه. القاسم عن أبي أمامة ،ومنها ما هو صحي ٌ
ل أن تتناقض آيات الله أو أحاديث رسوله الثابتة الصالحة للستدلل، ـ فمحا ٌ
مع لجأنا ج ْفإن بدا في ظاهرها التعارض فعلينا الجمع بينها ،فإن استحال ال َ
إلى الترجيح بما هو معروف في كتب أصول الفقه ،أما أهل الهواء
وغوا ما انتحلوه أو س ّخر كي ي ُ َ فيأخذون طرفا ً من الدلة ويتجاهلون طرفا ً آ َ
ما َأفَتوا به.
ضلت سوى الجهاد؛ كالذكر ،والنفقة على الِعيال ،وانتظار ـ فالحاديث التي فَ ّ
الصلة بعد الصلة لم تبلغ في عددها وصراحة دللتها ما مضى آنفا ً من
نصوص.
ـ ومع ورود هذه الحاديث فإن الصحابة ومن تبعهم بإحسان لم ُيؤَثر عن
ل على تفضيل شيٍء أحدهم أنه فهم من تلك الحاديث القليلة أنها دلي ٌ
على الجهاد ،بل سيرُتهم جميعا ً كبارا ً وصغارا ً ونساًء أنهم كانوا َيرون
شهادة المعركة أعلى المنيات ،ولم َنسمع أن أحدا ً منهم اختلى في زاوي ِ
ة
مسجد واعتزل الناس محتجا ً بواحدٍ من تلك الحاديث القليلة.
ح من هذا أن الصحابة الذين وردت عنهم الروايات الي ظاهرها وأوض ُ
تفضيل شيء على الجهاد هم أنفسهم كانوا من كبار المجاهدين ،كأبي
هريرة ،وابن عباس ،وأبي الدرداء ،فلم نسمعهم َيستدلون بما رووه هم
من أحاديث على ترك الجهاد؛ فأبو هريرة هو هو ]كان في الرباط ....
وِقفك يا أبا فانصرف الناس ووقف أبو هريرة ،فمرّ به إنسان فقال :ما يُ ْ
هريرة؟! فقال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :موقف
در عند الحجر السود :رواه ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القَ ْ
ي في ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما[ ،وابن عباس كان مع عل ّ
مبيرة، ب َيرى كثير من المعاصرين أن الخوض بمثلها في زماننا فتنة ُ حر ٍ
حيا. ل هذا الرسول نفسه الذي ود ّ لو ي ُْقَتل مرارا ً ثم ي ُ ْ وقدوتهم في ك ّ
ة الدللة جدا ً من وحتى لو كانت أحاديث تفضيل شيء على الجهاد صريح َ
ة العربية فربما ل يكفي هذا حتى نرى كيف فهمها السلف حيث اللغ ُ
مدا ً فجزاؤه جهنم خالدا ً من َيقتل مؤمنا ً متع ّالصالح؟ خذ قوله تعالى (و َ
غضب الله عليه ،ولعنه ،وأعد ّ له عذابا ً عظيما ً) ،فمع صراحتها فيها ،و َ
التامة فإن أهل السنة والجماعة ل َيرون خلود القاتل في العذاب خلودا ً
دون من َيعتقد هذا –بعد انعقاد الجماع -مبتدعا ً أبديا ً ل خروج منه ،بل َيع ّ
ل ،وراجع لذلك التفاسير كابن كثير ،والقرطبي ،والسبب أنهم جمعوا ضا ً
النصوص مع بعضها ولم َيضربوها ببعضها ،ولم يأخذوا طرفا ً واحدا ً منها.
ضلت ل ما يقال :إن أكثريتهم الساحقة ف ّ ـ والعلماء من بعد السلف الصالح أق ّ
ل الذكر أو الجهاد وهو فرض كفاية على جميع المندوبات ،لكن تفضي َ
ة َرك ََنت إلى سواه من المندوبات على الجهاد لم َيعتنقه اليوم إل فئ ٌ
38
قدوا لتركهم واجب المر حلقاتها أو انكمشت في مساجدها حتى إذا ما انت ُ ِ
بالمعروف والنهي عن المنكر وشعيرة الجهاد الذي تحول اليوم إلى
فرض عين رأيَتهم أخرجوا لك تلك الحاديث التي لم َيقل أحد البتة من
ة لتجويز قعودنا عن الجهاد العيني. السالفين :إنها حج ٌ
حكم ] :1/274وأما ذروة سنامه وهو قال ابن رجب في جامع العلوم وال ِ
أعلى ما فيه وأرفعُه فهو الجهاد ،وهذا يدل على أنه أفضل العمال
بعد الفرائض كما هو قول المام أحمد وغيره من العلماء[.
من أعمال البر ل بكى وقال] :ما ِ ن حنب ٍذكر الغزو أمام المام أحمد َ اب ِ ولما ُ
ل لقاَء العدو شيٌء ،ومباشرةُ القتال ل منه[ ،وقال] :ليس َيعدِ ُ شيٌء أفض ُ
دفعون عن بنفسه أفضل العمال ،والذين يقاتلون العدو هم الذين ي َ ْ
ل أفضل منه؟![ كما في المغني لبن قدامة مه؛ فأيّ عم ٍ السلم وحري ِ
8/348ـ .349
وقال ابن تيمية في رسائله وفتاويه ] :28/418اتفق العلماء فيما أعلم على
أنه ليس فى التطوعات أفضل من الجهاد؛ فهو أفضل من الحج وأفضل
من الصوم التطوع ،وأفضل من الصلة التطوع ،والمرابطة فى سبيل
الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة وبيت المقدس[ ،فكيف إذا كان
ض عين؟!! الجهاد فر َ
وقال أيضًا] :والمر بالجهاد وذكرُ فضائله فى الكتاب والسنة أكثر من أن
وع به الإنسان ،وكان باتفاق العلماء ط ّ
صر؛ ولهذا كان أفضلَ ما تَ َ ح َ ُي ْ
أفضل من الحج والعمرة ومن الصلة التطوع والصوم التطوع
رد فى ثواب واسع لم يَ ِ
ٌ كما دل عليه الكتاب والسنة....وهذا بابٌ
فع الجهاد العمال وفضلِها مثلُ ما َوَرَد فيه ،وهو ظاهرٌ عند العتبار؛ فإنّ َن ْ
م لفاعله ولغيره فى الدين والدنيا ،ومشتمل على جميع أنواع العبادات عا ّ
الباطنة والظاهرة؛ فإنه مشتمل من محبة الله تعالى ،والخلص له،
والتوكل عليه ،وتسليم النفس والمال له ،والصبر والزهد وذكر الله ّ
...والقائمُ به ...بين إحدى الحسنيين دائما ً إما النصر والظَفر وإما
خلْق لبد لهم من محيا وممات؛ ففيه استعمال الشهادة والجنة ،فإن ال َ
محياهم ومماتهم في غاية سعادتهم فى الدنيا والخرة ،وفي تركه ذهاب
ن من الناس مَن َيرغب فى العمال الشديدة السعادتين أو نقصهما؛ فإ ّ
فى الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها ،فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل
شديد ،وقد يرغب فى ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت فمَوت الشهيد
أيسر من كل مِيتة وهي أفضل الميتات..إلخ[.
دقيق وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" أولَ كتاب الجهاد] :قال ابن َ
ل العمال التي هي وسائل؛ الِعيد :القياس يقتضي أن يكون الجهاد أفض َ
ة إلى إعلن الدين ونشره وإخماد الكفر ودحضه، لن الجهاد وسيل ٌ
سب فضيلة ذلك[. ففضيلته بح َ
39
ـ ولم نسمع أن أحدا ً من المنافقين الذين سَعوا ببالغ خبثهم واْلتوائ ِّيتهم أن
ول الجهاد إلى فرض عين باستنفار ي َت َعَّللوا وي َْعتذروا عن الخروج عندما ت َ َ
ح ّ
طالمام الشرعي لم َنسمع أن أحدا ً منهم قال :أنا في المسجد في ربا ٍ
َيفوق رباطكم أيها المجاهدون ،لم نسمع أن أحدهم تحجج بأنه سَيجلس
يذكر الله فهو خيٌر من الخروج...فحتى المنافقون لم َيجرؤوا أن يتحججوا
بهذا !...ورأوا أن العتذار بالنشغال بالهل والمال أهون!
ذر الجمع بينهما، ل أن ُنفاضل بين عبادتين في حال تعارضهما أو ت َعَ ّ ـ والص ُ
ضل بينهما كي نفوز بأعلهما أجرًا ،فهل الذكر يتعارض مع الجهاد؟ فُنفا ِ
بل الذكر يكون قبل ومع وبعد الجهاد ،بل الله أمرنا بالكثار منه عند
القتال؛ لنه من أسباب الفلح فقال :يا أيها الذين آمنوا إذا َلقيتم فئ ً
ة
فاثبتوا ،واذكروا الله كثيرا ً لعلكم ُتفلحون ،فالمجاهد الذاكر أفضل باتفاق
جميع المسلمين من المنفرد بأحدهما ،كما أن المتصدق الذاكر أعلى من
الذاكر كما في قصة "أهل الدثور".
دعي أنك تريد عف أجره في ساحات الجهاد ،فيامن ت َ ّ وبما أن كل شيء ُيضا َ
ط علىالجر الزائد عليك بالذكر في ساحات الجهاد ،الذكرِ وأنت مراب ٌ
الثغور ،مع التنويه إلى أن المفاضلة اليوم مما ل طائل تحته لن الجهاد
ض على جميع العيان فل معنى للطالة في مثل هذا اليوم. تحول إلى فر ِ
ضلت الجهاد أكثرها بصيغة عموم ،ومنها ما كان في ـ والحاديث التي ف ّ
س ربما ل َيرجعون ،فالكلم في مثل هذه الخطب على ب َيحضرها نا ٌ خط ٍ
المل الصل أن ي ُط َْرح فيه ما هو من ثوابت السلم ،بينما الحاديث
عجزوا عن الجهاد ص َ القليلة الخرى إما أنها ل تصح أو أنها قيلت لشخا ٍ
فقيلت لهم لتعويضهم ]كأم هانئ وكبر سّنها ،وقصة ذهب أهل الدثور[ ،أو
حول بينهم وبين الجهاد ،فهي فتوى ل حكم، ف زمانية أو مكانية ت َ ُفي ظرو ٍ
أل ترى أن تلوة القرآن في الجملة أفضل من الذكار المعروفة ،لكن
الذكر دبر الصلوات أفضل من تلوة القرآن.
قال السيوطي في "الديباج"ُ] :يجمَع بأن اختلف الجواب جرى على حسب
اختلف الحوال والشخاص وحاجة السائل إليه؛ فإنه قد يقال :خير
الشياء كذا ول يراد أنه خير جميع الشياء من جميع الوجوه وفي جميع
مل على تقدير مِن ،كما يقال: ح َ
ل دون حالٍ ...،أو يُ ْ الحوال ،بل في حا ٍ
فلن أفضل الناس ،ويراد من أفضلهم ،كما وَرد )خيركم خيركم لهله(،
ومعلوم أنه ل يَصير بذلك خير الناس مطلقاً ،فعلى هذا يكون اليمان
أفضلها والباقيات متساوية في كونها من أفضل العمال أو الحوال ،ثم
ل عليها[.
د ّ ضل بعضها على بعض بدلئلَ تَ ُ ُيْعرَف فَ ْ
وقال المناوي في شرح الجامع عند حديث ظاهره تفضيل الذكر على الجهاد
طبين به ،ولو ل للمخا َ ] :115 / 3وهذا محمول على أن الذكر كان أفض َ
ل به نفع السلم في القتال لقيل له :الجهاد ،أو ح ّ
خوطب به شجاع باسل َ
40
الغني الذي َينتفع به الفقراء بماِله قيل له :الصدقة ،والقادر على الحج
حصل التوفيق بين من له أصلن قيل له :بّرهما ،وبه ي َ ْ قيل له :الحج ،أو َ
ول الجهاد إلى فرض عين. الخبار[ ،وهذا ل يخفى أنه ما لم يتح ّ
وقال المباركفوري عن أكثر الحاديث إشكال ً )أل أنُبَّئكم بخير أعمالكم
صل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما ح ّ وأزكاها] :(...ومُ َ
ة بأنه أفضل العمال أن الجواب اختلَف لختلف ت فيه الجوب ُ اختَلفَ ْ
كل قوم بما يحتاجون إليه ،أو بما لهم فيه رغبة ّ علَ َ
م أحوال السائلين بأنْ أَ ْ
أو بما هو لئق بهم ،أو كان الختلف باختلف الوقات بأن يكون العمل
في ذلك الوقت أفضل منه في غيره ،فقد كان الجهاد في ابتداء السلم
ل العمال لنه الوسيلة إلى القيام بها والتمكن في أدائها ،وقد أفض َ
َتضافرت النصوص على أن الصلة أفضل من الصدقة ،ومع ذلك ففي
ن "أفضل" ليست على وقت مواساة المضطر تكون الصدقة أفضل ،أو أ ّ
بابها ،بل المراد بها الفضل المطلق ،أو المراد من أفضل العمال
حذِفت من[ ،وهذا الكلم إذا كان الجهاد فرضَ كفاية ل فرضَ عين ،بل ف ُ
لو كان اليوم أيضا ً فرضَ كفاية لكان مِن أهم المهمات لعادة َ
هيْبة
دراج الرياح. َ
المسلمين التي راحت أ ْ
ة –أعني الحاديث -تعارضا ً جليا ً ل مجال للترجيح بينها حتى أنها وهَْبها متعارض ً
ض
س رابعة النهار بل َتعار ٍ ة كشم ِب! فإن آيات الله جلي ّ ٌ تساوت عددًا..ه ْ
البّتة ل يستوي القاعدون من المؤمنين غيُر أولي الضرر
ضل الله المجاهدين والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ،ف ّ
ضل الله المجاهدين على القاعدين درجة ،وكل ً وعد الله الحسنى ،وف ّ
عمارة المسجد على القاعدين أجرا ً عظيماً، أجعلتم سقاية الحاج و ِ
الحرام كمن آمن بالله واليوم الِخر وجاهَد َ في سبيل الله ل
يستوون عند الله ،...ول ننسى أن هذه النصوص في الجهاد َ
عندما يكون فرض الكفاية.
ث واحد ٌ وحسبنا من الحاديث الصريحة في الموازنة بين الجهاد والذكر حدي ٌ
صريح أخرجه أحمد والحاكم ،ورجاله ثقات والحديث حسن...) :وإن الله
ل لَيدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بُزخرفها وزينتها ،فيقول :أين عز وج ّ
عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وُقتلوا وُأوذوا وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا
الجنة فيدخلونها بغير حساب ،وتأتي الملئكة فيسجدون فيقولون :ربنا
من هؤلء الذين آثرتهم دس لك َ نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ،ون َُق ّ
علينا؟ فيقول الرب عز وجل :هؤلء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا
في سبيلي ،فتدخل عليهم الملئكة من كل باب :سلم عليكم بما صبرتم،
فنعم عقبى الدار(.
الغداة في جماعة ثم َقعَدَ َيذْ ُ
كر ـ وإذا كان من المعلوم أن حديث )مَن صلى َ
جة وعمرة ح ّ
الله حتى َتطُْلع الشمس ،ثم صلى ركعتين كانت له كأجر َ
41
من خرج من تامة تامة تامة :حسن غريب كما قال الترمذي( ،وحديثَ ) :
َ َ
رم :أبو داود ،وهو ح ِم ْ
ج ال ُجر الحا ّ جره كأ ْ بيته متطهرا ً إلى صلة مكتوبة فأ ْ
ج الواجب ،بل َ
حد َ َيفهم منهما أنه َيسقط بفعلهما الح ّ حسن( ،كلهما ل أ َ
ج التطوع ل ُتلغى ندبيته ولو جلس الرجل لمرات ومرات ،ولو حتى ح ّ
واظب على جميع الجماعات ،فكذلك لو جاءت أحاديث صريحة في
تفضيل الذكر على الجهاد فل َيعني هذا أبدا ً أن الجهاد وهو فرض كفاية
سقط من باب أولى ل َيعني أن الجهاد العيني قد َ ة له ،ف ِ قد أ ُْلغي ول حاج َ
عن الرجل فينا.
جل ً ليعرف أيهما أفضل الجهاد –حالة كونه فرض كفاية -أم من كان متع ّ ـو َ
جمع ما شاء من الحاديث التي ُتوحي بتفضيل غيره؟ فما عليه إل أن ي َ ْ
شيء سوى الجهاد ثم يقارنها بالحاديث والقصص التي أسلفناها أعله
شَهد أو فَد َ ْ
ع. ل الشمس فا ْ مث ْ ِ
رقم ،7وعلى ِ
)نماذج مهمة من سيرة الرسول والتابعين له •
42
جة الوداع! كان فيها من الصحابة أكثر من /100000/على أقل ح ّـ انظر َ
ل؛ فأين باقيهم؟!ن في البقيع حوالي /250/صحابيا ً أو أق ّ تقدير ،بينما د ُفِ َ
ب التراجم ،فالمدفونون في سَتراهم إل أقّلهم في أرض الجهاد؛ ودوَنك كت ُ َ
جت إلىخيرةَ الصحابة خر َ ة بجانب عدد الصحابة الكلي ،فَترى ِ البقيع قِل ّ ٌ
خوارْزم والهند والسند وشمال إفريقّية … بل يذكر بعض مز و ُ مهُْر ُرا َ
الك ُّتاب أن أكثر من %80من الصحابة مجاهدون.
ول الجهاد إلى فرض عين باستنفار المام ـ ثم انظر في "تبوك" لما تح ّ
جميعَ الناس ،انظر كم تخّلف من المؤمنين؟! /3/من أصل /30000/؛
كن من حزب الثلثة! خسران ف ُ فإن شئت ال ُ
ـ ثم قارن بينهم وبيننا :خرج لمجّرد سماعه أن الروم يأَتمِرون به،
كاؤون الذين لم َيجدوا ما ُيحملون عليه وكانت الُعسرة شديدة ،وجاء الب ّ
فأين أنتم أيها البكاؤون اليوم؟! أين من ي َهُّبون للدفاع عن بلد إسلمية
عدها "روسية"؟ ضربها فع ً
ل ،أو ُتو ِ ددها "أمريكة" أو ت َ ْ ت ُهَ ّ
43
شرط مسلم ووافقه الذهبي والحديث حسن( ،وأما أنت َتهرب من القتل
؟! وليَتك حقا ً ت ُعِد ّ للقتال! إنما ت ُعِد ّ جة العداد للقتال والمعركة الكبرى ح ّب ُ
للزواج!
وهل ضياعُ الوحي أخطُر أم نفُعك الموهوم للمسلمين؟ لكن الرسول
مع ذلك تمنى أن ي ُقتَل.
ق
كرات الموتُ ،يفي ُ ل الجهاد في ذروة تفكيره حتى وهو في س َ ـ بل ظ ّ
ث أسامة :ابن سعد وغيره( ،فالجهاد أصل وليس حالة َ
فيقول) :أنِفذوا ب َعْ َ
طارئة ،وكان ممن انتُدب مع أسامة كبار المهاجرين والنصار؛ منهم أبو
بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن
أسلم...إلخ كما في "فتح الباري".
شرنا: وهو الذي ب ّ
جوُْر طله َ ـ )الغزو ماض منذ َبعثني الله إلى أن يقاِتل آخُر أمتي الدجال ،ل ي ُب ْ ِ
ل عادل :في سنده مجهول لكن معناه متفق عليه بين عد ُ
جائر ول َ
حيكه سر الغزو بغزو الصحف والمجلت لمعرفة ما ي َ ِ الفقهاء( أم أنك ت َُف ّ
أعداُء السلم لنا!
ة من المسلمين حتى تقوم صب َ ٌل عليه عُ ْ ـ )لن ي َب َْرح هذا الدين قائما ً يقات ُ
الساعة :مسلم( ،وفي رواية) :ل تزال طائفة من أمتي … ُيقاتلون …(،
ولم ي َُقلُ :يحاورعليه أو يفاوض عليه أو يتاجر عليه أو…
صر ـ صدقوني ـ: والمثلة من حياة الصحابة فوق أن ت ُ ْ
ح َ
عبادة بن الصامت" يقول لمقوقس مصر عظيم القبط…] :وما ـ هذا " ُ
دهمنا رجل إل وهو يدعو ربه صباحا ً ومساًء أن يرزقه الشهادة ،وأل ّ ي َُر ّ
م فيما إلى بلده ول إلى أرضه ول إلى أهله وولده ،وليس لحدٍ منا هَ ّ
منا[ اهـ منا ما أما َ ل واحد منا رّبه أهَله وولده ،وإنما ه ّ دعَ ك ّسَتو َ خل َْفه ،وقد ا ْ َ
]من كتاب :فتوح مصر وأخبارها[.
عهم ـ وليس ل بالُقّراء ،وهم صفوة الصحابة ل َرعا ُ حّر القت ُ ست َ َ
ـ بل قبل هذا ا ْ
ضياع فيهم َرعاع ـ وذلك في حروب الردة حتى خاف الصحابة من َ
ة.ة ل دارس ً القرآن! إذا ً كانت الصفوة مقاِتل ً
ـ أما قالت بعض النصار] :يا رسول الله!… ل نقول لك كما قالت بنو
إسرائيل لموسى : فاذهب أنت وربك فقاتل إنا هاهنا قاعدون ،[أ َ
ما
خيضها البحار مْرَتنا أن ت ُ ِ َ
عبادة"] :والذي نفسي بيده! لو أ َ قال "سعد بن ُ
مْرَتنا أن نضرب أكبادها إلى ب َْرك الِغماد ل ََفَعلنا[ كما في َ
ضناها ،ولو أ َ خ ْ ل َ
ت ،واقطع من شئ َ ل حبال َ مْرد َُويه…] :فَ ِ
ص ْ صحيح مسلم ،وفي رواية ابن َ
حبال من شئت ،وعادِ من شئت ،وساِلم من شئت ،وخذ من أموالنا ما
شئت[.
ـ وقبل هذا أخذ "جعفٌر" جناحين يطير بهما في الجنة ،فهل لنه دَرس أو
مَلكا ً يطير ت جعفر بن أبي طالب َ دّرس القتصاد فنفع المسلمين؟!! )رأي ُ
44
مه بالدماء( ة قوادِ ُضوب ً خ ُ م ْفي الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث شاء َ
الطبراني بإسنادين أحدهما حسن ،وفي رواية أنه قال لبن جعفر:
)هنيئا ً لك يا عبد الله بن جعفر ،أبوك يطير مع الملئكة في السماء(،
طيبة وبارد يا حبذا الجنة واقترابها وجعفر هو القائل:
شـرابها.
َ
سّرهمن َ صّفين وهو في التسعين!؟ وقالَ ] : أَولم يقاتل "عمار" في ِ ـ
سبًا :ابن أبي شيبة بسند محت ِ صّفْين ُ دم بين ال ّ أن ي َك ْت َن َِفه الحور العين فلَيتق ّ
ت عمارا ً ل في معركة "اليمامة" ُيحدثنا ابن عمر ] :رأي ُ من قب ُ صحيح[ ،و ِ
ن َ يوم الَيمامة على صخرةٍ وقد أ ْ
م َشَرف َيصيح :يا معشر المسلمين أ ِ
ي! وأنا أنظر إلى أذنه قد موا إل ّ الجنة ت َِفّرون؟! أنا "عمار بن ياسر" هَل ُ ّ
ب ،وهو يقاتل أشد ّ القتال[ أخرجه ابن سعد. طعت فهي ت َذ َب ْذ َ ُ قُ ِ
ط "ثابت بن قيس" يوم اليمامة وقال…] :ما هكذا كنا نفعل حن ّ َأولم َيت َ ـ
ودُتم أقراَنكم :البخاري[ ،فقاَتل حتى ُقتل. مع رسول الله ،بئسما ع ّ
أَولم ُيحّرض "أبو سفيان" على القتال وقد جاوز السبعين؟! ـ
أَولم ُيفتح معظم أجزاء التحاد السوفيتي – سابقا ً – زمن عمر ـ
وعثمان ؟! وما الذي جاء بهم :سفٌر قاصد أم رحلة مريحة؟!! ل والله
إنه السمع والطاعة لرب العالمين ورسوله المين ،إنه الشوق إلى جنات
النعيم.
مز والثلوج تغطي المكان؟ مهُْر ُما وقف "ابن عمر" / /7أشهر أمام را َ أ َ ـ
مرة" سنتين في كابل والثلوج تغطي س ُ بل وقف "عبد الرحمن بن َ
المنطقة معظم الشتاء ،أَولم ُيقتل بكابل "أبو رفاعة العدوي" ،وكان
من فضلء الصحابة ]راجع الستيعاب لبن عبد الب َّر[.
مى عينيه ن أم مكتوم" رغم عَ َ رص على فضل الجهاد "اب ُ ح ِ أَولم ي َ ْ ـ
ك اللواء…؟ ]ذكره القرطبي في التفسير .[8/151 س َ
حرس المتاع وُيم ِ لي َ ْ
أَولم يقاتل "اليمان" و"ثابت بن وَْقشٍ" في "ُأحد" رغم كبر سنهما، ـ
خرة الجيش؟ ذرهما وجعلهما مع النساء في مؤ ّ ورغم أن رسول الله عَ َ
م "عمر" بالخروج بنفسه فمن َعَْته الصحابة لجل الخلفة، وكم هَ ّ ـ
والجهاد ُ وقَْتهم فرض كفاية.
َ
ما كتب إلى عمر في عبيدة" لهم بتقصيرهم ل َ ّ وح "أبو ُ أَولم ي ُل َ ّ ـ
المدينة :اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو ……إلى قوله… متاع
الغرور؟ فخرج عمر بكتابه فقرأه على المنبر فقال] :يا أهل المدينة!
إنما ي ُعَّرض بكم أبو عبيدةُ أو بي! ارغبوا في الجهاد[ أخرجه ابن المبارك
وإسناده قوي.
45
؟…… فعلم ل مظاّنه فما قُِتل! ـ أَولم يطلب "خالد بن الوليد " القت َ
الخوف؟! أَولم ُيصّرح لرؤوس الكفر مرارا ً بما معناه] :جئتكم بقوم
ُيحبون الموت كما ُتحبون الحياة[؟ فعلم انقلَبت الية اليوم يا مجاهدي
الجامعات والمقالت والرحلت والمؤتمرات والّزّفات والّتلبيسات وك ّ
ل
سْلميات التي ل ُتريق دماء الهامات؟! وليتكم ُتفلحون بإرهاب شيء من ال ّ
العداء ولو الدجاجات!!
در ل ِعََرجه ،فلما ج لم َيخرج في ب َ ْ خ أعر ُ ـ هذا "عمرُو بن الجَموح" وهو شي ٌ
مر ب َِنيه أن ُيخرجوه فَت َعَّللوا له ،فقال لهم] :هيهات! َ ُ
حد" أ َ كانت "أ ُ
حد![. ُ
منعتموني الجنة ببدر ،وتمنعوِنيها بأ ُ
ن أنات قبل المعركة ثم قال] :إ ْ مرا ٍ حمام" يأكل ت َ عميرُ بن ال ُ ـ وهذا " ُ
مراتي هذه إنها لحياة طويلة! فرمى ما كان معه من ت حتى آكل ت َ حيي ُ َ
التمر ثم قاتلهم حتى قُِتل :مسلم[.
جّهزوني، ي! َما قرأ "أبو طلحة" : انفروا خفافا ً وثقال ً ،فقال :أي ب َن ِ ّ ـأ َ
ت مع النبي حتى مات ،ومع أبي بكر فقال بنوهَ :يرحمُك الله لقد غََزوْ َ
حتى مات ،ومع عمر حتى مات ونحن نغزو عنك ،قال :ل! جهزوني ،فغزا
في البحر ،فمات في البحر فلم َيجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إل بعد
سبعة أيام فدفنوه فيها ولم يتغّير .القرطبي][8/150
ك الله! ذر َجّهز للغزو] :قد عَ َ ـ وقيل "للمقداد بن السود" لما كان ي َت َ َ
ت علينا الُبحوث[ أي سورة التوبة لنها بحثت عن المنافقين َ
فقال :أب َ ْ
وكشفتهم] .ذكره القرطبي[.
ـ انظر قيمة المجاهد عند سيد المجاهدين! فذات مرة سأل صحابته بعد
حد؟( فقالوا :ل ،فقال) :لكني أ َفِْقد َ
من أ َ دون ِ إحدى الغَزوات) :هل ت َْفِق ُ
حثوا عنه ،وإذ به قد ُقتل وحوَله /7/من المشركين ،فقال : جل َي ِْبيبًا(! فَب َ َ ُ
)َقتل سبعة ثم قتلوه! هذا مني وأنا منه( ،ووضعه على ساعديه…
انظر! لم َيقل :هذا مني وأنا منه لنه صّنف /7/كتب… أو عنده /7/دروس
ت ترفيهي ّةٍ إلى في السبوع بين المغرب والعشاء! أو قام بـ /7/رحل ٍ
أعالي الجبال وقمم الوديان!
ي" يقول :قال رسول الله ث الهيئة سمع "أبا موسى الشعر ّ خُر َر ّ ـ وآ َ
ن أبواب الجنة تحت ظلل السيوف( ،فقال يا أبا موسى :أنت ) :إ ّ
سل ّ َ
م سمعتَ رسول الله يقول هذا؟ قال :نعم ،فرجع إلى أصحابه ف َ
ضرب به حتى ن سيفه فألقاه ثم مشى به إلى العدو فَ َ جْف َ كسر َ عليهم ثم َ
ُقتل ]أخرجه مسلم[.
ـ حتى العصاةُ ممن كان في زمن الفتوح ما كانوا ُيطيقون اعتزال القتال،
ي سعد بن أبي حّرقون لساحات الوغى؛ فلما كان يوم القادسية أُت ِ َ كانوا ي َت َ َ
46
ٍ بسعد فقيْد ،وكان فأمَر به َ ِ جن وهو سكرانُ من الخمرَ ، ح َ ص بأبي مِ ْ وّقا ٍ
جن يتمثل: ح َ صنع الناس ،فراح أبو مِ ْ ُ فصِعد فوق البيت لينظر ما يَ َ راح ٌ
ة جِ َ
ي وثاقيـا دودا عل َـ ّ ً وأتركَ مشـ ُ نا أن ت ُْرَتدى الخيل بالقنا كفى حَزَ ً
المناديـام ُ مصارع دوني قد ُتصِ ّ َ وغّلقَـ ْ
ت عنّاني الحديد ُ إذا قمتُ َ
كه وعاهدها أن َيرجع إل إن ُقتل ،ثم ب من إحدى نسوة سعدٍ أن ت َُف ّ ثم طل َ
س لسعدٍ يقال لها :البلقاء ،ثم أخذ الرمح وانطلق حتى أتى ر ٍ َوَثب على فَ َ
حمل في ناحية إل هزمهم الله ،فجعل الناس يقولون: الناسَ ،فجََعل ل َي ْ
فرُ طفْر طَ ْ ضبْر البَْلقاء ،وال ّ ضَْبر َ "هذا مََلك" ،وسعدٌ ينظر وهو يقول" :ال ّ
محجن ،وأبو محجن في القيد!!!" فلما هُزم العدو رجع أبو محجن أبي ِ
جر ،والمغني لبن ح َ
حتى وَضع رِجْله في القيد] .راجع الصابة لبن َ
قدامة[.
صهم على من َتبعهم بإحسان! ما أسرع استجابَتهم وحر َ فّلله د َّر الصحابة و َ
شرات اليات ت المعاذير لدفع ع َ شد مئا ِ جَلتاهُ منا! نح ُ خ ْ الجهاد! ووا َ
ي َيسمع مستنكرين" :لماذا الجهاد"؟! بينما أعراب ّ ل ُ ساء َ والحاديث ثم لن َت َ َ
آية واحدة أو حديثا ً واحدا ً من صحابي فيخرج ل َيلوي على شيء من متاع
الدنيا.
ـ وهذا "مكحولٌ" من علماء التابعين كان يستقبل الِقبلة ثم َيحلف/10/
أيمان أن الغزو واجب عليكم أيها المسلمون ثم يقول :إن شئتم لزدتكم:
ليمان ]أخرجه عبد الرزاق .[5/174 أي من ا َ
سّيب" رحمه الله من فقهاء المدينة السبعة ،بل م َ ـ وهذا "سعيد بن ال ُ
سيدهم ،خرج إلى الغزو وقد ذهَبت إحدى عينيه ،فقيل :إنك عليل! فقال:
سواد َت ال ّ ب ك َث ّْر ُ مك ِّني الحر ُ استنَفَر الله الخفيف والثقيل ،فإن لم ي ُ ْ
ث على تكثير ح ّ ما نحن فن َ ُ ت المتاع ]ذكره القرطبي ،[8/151أ ّ حِفظ ْ ُ و َ
خّريجين الذين ت بال ِ ح ْسواد كليات الشريعة والزهر! رغم أن البلد طَف َ َ
ل ما هم. ل لئم إل ما رحم ربي ،وقلي ٌ َيخافون في الله َلومة ك ّ
ل ما ُيذكَر في ت أن أو َ ت في تراجم السابقين لوجد ْ َ ـ بل إنك إن نظر َ
م يتخّلف عن غزوة" ،أو ،…:فكان ت كّلها" ،أو" :ل ْ ترجمته" :شِهد الغَزوا ِ
ة ،أما اليوم فإن ذكروا مآثر فعلى منقص ً ف َة ،والتخل ُ خَر ً
مْف َ شهود الغزَوات َ ُ
قائمتها :أمضى حياته بالب ِّر والحسان وبنى المسجد الفلني ،أو نشر
العلم وصنف في "اليوم الخر" ،و"أوصاف الملئكة" ،و"الجنة والنار".
ـ وهكذا استمرت سيرة الجهاد مع من تبعهم بإحسان كالعالم المجاهد
"أسد بن الفرات" و "ُقتيبة بن مسلم الباهلي" ،و"محمد بن القاسم"
عقبة بن نافع" إذ خاطب البحر] :والله لو أعلم أن وراء َ
ك فاتح السْند ،و" ُ
ب لول هذا أرضا ً ل َغََزوُتها في سبيل الله[ ،ونظر إلى السماء وقال] :يا ر ّ
ت في البلد مجاهدا ً في سبيلك[] .راجع الكامل لبن الثير[. ضي ْ ُ م َالبحر ل َ َ
ـ ثم استمرت المجاد مع من تبعهم بإحسان ،فأين نحن من "صلح الدين"
طز" و"محمد الفاتح" الذي هّيأ نفسه لفتح روما عاصمة إيطالية بعد و"قُ ُ
47
أن فتح القسطنطينية ،والذي دّقت كنائس أوربة ثلثة أيام متواصلة فرحا ً
بنبأ موته؟
دث عنه "غراسياني" القائد اليطالي أين نحن من "عمر المختار" الذي ُيح ّ ـ
بأنه خاض /263/معركة خلل عشرين شهرًا ،وأن مجموع ما خاضه من
معارك يبلغ /1000/معركة؟
ل كليبر؟ أين نحن من "الشيخ محمد أين نحن من "سليمان الحلبي" قات ِ ـ
فرغلي" الذي كان النكليز في "السماعيلية" ُيعلنون حالة الطوارئ إذا
ما دخل المدينة ،ودفعوا /5000/جنيهٍ لمن يأتي برأسه حيا ً أو ميتا ً ،أين
ب "جّزار النكليز" لكثرة من قتل نحن من "يوسف طلعت" الذي ي ُل َّق ُ
منهم في قناة السويس ،فأعدمهما الطاغية "جمال عبد الناصر" تقربا ً
إلى سادته المريكان.
من َّفذي هجمات الثلثاء؟ أين؟ أين نحن من ُ ـ
حمها يوما ً عقيمًا ،وبهؤلء جميعا ً كانت وستبقى تلد أمة السلم فلم تكن َر ِ ـ
ن جالوت ،وهجمات "نيويورك عي ُ
كرْد و َ ملذ ُ اليرموك والقادسية وحطين و َ
وواشنطن".
م بالـوراثة بـاُز!
أنـك اليـو َ دك باَزا ً ج ّ
ليس يعني إن كان َ
48
ـ ومر معنا في المقدمة حديث…) :وُيزيغ الله لهم قلوب أقوام ٍ وَيرزقهم
منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعْد ُ الله…(.
ص الفقهاء والمحدثون؛ ففي التمهيد لبن عبد البر ..] :134 /3ما ـ وهكذا ن ّ
مْلك يمينه ،وذلك والحمد لله من أطيب وقع في سهم النسان من الغنيمة ِ
الكسب وهو مما أحله الله لهذه المة وحّرمه على من قبلها[.
ل في الكسب :أفضُله وفي ملتقى البحر للحلبي]حنفي[ ] 2/229فص ٌ
الجهاد ثم التجارة…[.
ومثله في البحر الرائق ] :283 /5قال أصحابنا :أفضل الكسب بعد الجهاد
التجارة ثم الحراثة ثم الصناعة[ ،وفي المبسوط والحاشية رأيٌ آخر.
وفي حاشية الُبجيرمي ]شافعي[ ] :166 /2وعبارة ع ش :أفضل الكسب
الزراعة أي بعد الغنيمة ثم الصناعة ثم التجارة[.
وفي فتح الباري ] :98 /6وفي الحديث إشارة إلى فضل الرمح وإلى حل
جعل فيها ل في غيرها من الغنائم لهذه المة وإلى أن رزق النبي ُ
المكاسب؛ ولهذا قال بعض العلماء :إنها أفضل المكاسب[ .لكنه في /4
من عمل اليد ما ل] :وفوقَ ذلك ِ جَزم قائ ً 304بعد أن فاضل بين المكاسب َ
ب النبي وأصحابه ،وهو س ُ ُيكتسب من أموال الكفار بالجهاد ،وهو مَك ْ ِ
أشرف المكاسب لما فيه من إعلء كلمة الله تعالى وخذلن
كلمة أعدائه والنفع الخروي[.
ل قال الّنسائي في السنن الكبرى ] :48 /3ولعله إنما استفتح ومن قب ُ
الكلم في الفيء والخمس بذكر نفسه؛ لنهما أشرف الكسب ولم ينسب
الصدقة إلى نفسه لنها أوساخُ الناس[ يتكلم رحمه الله عن بداية سورة
النفال وآية الزكاة )إنما الصدقات للففراء.(...
بل جزم القرطبي المفسر في سورة النفال واعلموا أنما غنمتم...
فقال]:واسَتفتح عز وجل الكلم في الفيء والخمس بذكر نفسه لنهما
أشرف الكسب ،ولم ينسب الصدقة إليه لنها أوساخ الناس[.
جِعل رزقي تحت ظل بكالوريتي وشهاداتي[ أم ـ وهل قال نبيناُ ] :
ل رمحي(؟! )تحت ظ ِ ّ
َ
منمغنم َتبعًاَ ) :ل! الصل أن يكون الجهاد لعلء كلمة الله ثم يأتي ال َ ج ْ
أ َ
قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله :متفق عليه(.
13ـ لماذا القتال؟ ل َِنضمن عون الله تعالى في حياتنا وبعد مماتنا:
حّبانة حقّ على الله عونهم :المجاهد في سبيل الله… :الترمذي وابن ِ ـ )ثلث ٌ
ت ترى أن ما أنت فيه خير من الخروج للقتال م َ
وسنده حسن( ،فما د ُ ْ
ن المجاهد في ن عليه عو َ فهل ترى أن من حقك على الله عوَنك كما أ ّ
سبيل الله...؟!
49
عوه أجابهم وإن استغفروه معتمر ،إن د َ َ ـ )وفْد ُ الله ثلثة :الغازي والحاج وال ُ
غفر لهم :الّنسائي وابن ماجه والحديث صحيح( ،وهذا في الغازي فكيف َ
حّرر الرض إذ القتال الن على كل مستطيع فرض؟! بمن ُيقاتل لي ُ َ
ي نحَبه يوم دينه قبل أن َيقض َ ي عنه َ ـ أوصى الزبير ابنه عبد الله لَيقض َ
ت عن شيء منه فاستعن بمولي[ ،قال جْز َ مل" فقال] :يا بني! إن عَ َ ج َ"ال َ
َ
من مولك؟ قال: ت! َ ت :يا أب َ ِ ت ما أراد حتى قل ُ عبد الله ] :فوالله ما د ََري ْ ُ
ت :با مولى الزبير دينه إل قل ُ ت في كربة من َ "اللــه" ،فوالله ما وقعْ ُ
اقض عنه دينه ،فيقضيه ...وإنما كان ديُنه أن الرجل كان يأتيه بالمال
ضي َْعة[،ف؛ إني أخشى عليه ال ّ سل َ ٌ يستودعه إياه فيقول الزبير :ل ،ولكنه َ
ن "الزبير" ألفي ألف ومئتي ألف ،فكان ابنه ُ ينادي مولى دي ُ وكان َ
لدينه وزاد ما ٌ ن له ،ووّفى َ سر الله بيعَ بستا ٍ الزبير كلما ضاق المرَ ،في ّ
ف ومئتي ف أل ٍ ل واحدةٍ أل َ ذت ك ّ خ َ ن أكثَر من واحدة ـ أ َ َ حتى أن ِنسوته ـ وك ُ ّ
دين الزبير ب َُعيد وفاته فقال ف حقا ً أن أحد الصحابة سأل عن َ ف! والطري ُ أل ٍ
ة ألف ـ وك ََتم الرقم الحقيقي ـ ،فاستكَثرها الصحابي وقال] :ما ابنه :مئ ُ
أظنها ُتقضى[ ]راجع البخاري 3129لتفصيل القصة الَعجيبة[.
ة عند الله؟ دم ول ُنبالي ،فأولدك وأهلك وديع ٌ أفل يكون هذا حافزا ً لنا لن ُْق ِ
جل؟ فعلم الوَ َ
كم حتى َنعلم ح في الختبار اللهي! ول َن َب ْل ُوَن ّ ُ 14ـ لماذا القتال؟ كي ننج َ
المجاهدين منكم والصابرين ون َب ْل ُوَ أخباركم سورة القتال ،فلو شاء الله
لنتصر لرسوله … ولكن لماذا ل..؟ ُيجيبنا رب العالمين ولو يشاء الله
لنتصر منهم ،ولكن لي َْبلوَ بعضكم ببعض ،والذين ُقتلوا في سبيل الله فلن
ل أعمالهم؛ أي لَيظهر الصادق المطيع لوامر رب العالمين من ض ّيُ ِ
الـ…؟!
15ـ لماذا القتال؟ لننجوَ به من أَلم الن ّْزع * ومن فتنة القبر * ولت ُظ ِّلنا
الملئكة * ولنضمن الحياة في قبورنا إلى قيام الساعة * ولننجو من
صعقة الصور* ومن الَفزع الكبر * ولنضمن نورا ً يوم القيامة * ولننا َ
ل
ريات: مغ ْ ِالخصال السبع ال ُ
س الَقْرصة( م ّ من َ س القتل إل كما يجد أحدكم ِ م ّ ـ )ما َيجد الشهيد من َ
الترمذي :حسن صحيح.
َ
ن من فتنة القبر :الترمذي م َ مرابط…) :وأ ِ دثنا رسولنا عن ال ُ ـ وقد ح ّ
ن الفّتان(. َ
م َ
ة مسلم…) :وأ ِ وهو حسن( ،ورواي ُ
ـ قالوا) :يا رسول الله ما بال المؤمنين ي ُْفَتنون في قبورهم إل الشهيد؟
قال :كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنةً( النسائي وهو صحيح؛ أم أنك
َترى أن الفتنة أثناء شهر الفحص من هول أسئلة الدكاترة في كليتك
ة ل ِت َِقَيك فتنة القبر؟! كافي ٌ
50
م تبكي؟ فما ة على أبيها لنه ُقتل في المعركة ،قال ) :ول ِ َ ـ سمع باكي ً
زالت الملئكة ت ُظ ِّله بأجنحتها حتى ُرفع( متفق عليه.
ن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم سبَ ّ
ح َـ ول تَ ْ
ُيرَْزقون ،فرحين بما آتاهم الله من فضله ،وَيستبشرون بالذين لم َيلحقوا
بهم من خلفهم ،....فالنبياء والشهداء أحياُء بالنص الصريح ،فهي
ضمانة ل ارتياب فيها.
ق ل عليه السلم عن آية :ون ُِفخ في الصور ف َ
صع ِ َ ـ وسأل النبي جبري َ
من الذين لم من في السموات ومن في الرض إل من شاء اللهَ ) ،...
شأ الله أن َيصعقهم؟ قال :هم شهداء الله( ،الحاكم وقال :صحيح يَ َ
السناد ووافقه الذهبي؛ فهل َتضمن النجاة من الصعق أيها الدارس
معِد ّ للزواج؟!! أوالعامل أوالتاجر أوال ُ
من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا ً يوم القيامة( البّزار وهو ـ) َ
حسن.
ن للشهيد عند ربه سبعَ خصال :أن ُيغفَر له في أول ُدفعة من دمه، ـ و)إ ّ
حلية اليمان ،وُيجاَر من عذاب القبر، حّلى ِ وَيرى مقعده من الجنة ،وي ُ َ
ة منه خيٌر ن من الفزع الكبر ،ويوضعَ على رأسه تاج الوقار ،الياقوت ُ ويأم َ
شّفعَ في ج ِثنتين وسبعين من الحور العين ،وي ُ َ من الدنيا وما فيها ،ويزوّ َ
سبعين إنسانا ً من أقاربه :أحمد بإسناد صحيح(.
مل المرابط ل ُيختم عليه: 16ـ لماذا القتال؟ ل َِيجريَ عملنا بعد موتنا؛ لن عَ َ
مى له ـ )كل ميت ُيخَتم على عمله إل المرابط في سبيل الله ،فإنه ي ُن َ ّ
عمله إلى يوم القيامة…( أبو داود والترمذي والحاكم والحديث صحيح.
جري عليه رزقه:... ُ ُ
ـ )…وإن مات أجري له عمله الذي كان َيعمله وأ ْ
مسلم .(1913
ح برزقه ي فّتان القبر وغُدِيَ عليه ورِي ْ َ من مات مرابطا ً مات شهيدًا ،وَوُقِ َ ـ) َ
جرى له عمله :ابن ماجه وهو صحيح(. من الجنة ،و َ
سبتم؟ ة الجنة تسألهم) :أوَقَد ْ حو ِ سب! لن خزن َ 17ـ لماذا القتال؟ لئل ُنحا َ
سب وإنما كانت أسياُفنا على عواتقنا في سبيل قالوا :وبأي شيء ُنحا َ
ب الجنة في َِقي ُْلون فيها أربعين عاما ً قبل أن َيدخلها الله؟ فُيفتح لهم با ُ
عوانة وهو صحيح( ،فهل عالم القتصاد ومذيع الناس :الحاكم وأحمد وأبو َ
الخبار والممثل في الفلم السلمية كذلك؟
م واضعي سيوفهم على رقابهم يقطر ـ )إذا وََقف العباد للحساب جاء قو ٌ
من هؤلء؟ قيل :الشهداء كانوا دحموا على باب الجنة ،فقيلَ : دمًا ،فاز َ
أحياًء مرزوقين( قال المنذري :إسناد جيد ،وضّعف بعضهم إسناده.
ن
ت حاجتهم إلينا) :إ ّ دينا وق َ 18ـ لماذا القتال؟ ل َِنشفع لقاربنا ،فُنفيد َ وال ِ ِ
شّفعَ في سبعين إنسانا ً للشهيد عند ربه سبعَ خصال :أن ُيغفَر له .....وي ُ َ
51
ريات مغ ْ ِمن أقاربه :إسناده صحيح( ،كما مر معنا ضمن الخصال السبع ال ُ
في الرقم .15
جنان في أسرع 19ـ لماذا القتال؟ للنجاة من النيران ،وبلوغ أعلى وأحلى ال ِ
ة جدا ً ت من الزمان وقبل غيرنا من النام ،فالجهاد طريقٌ سريع ٌ وق ٍ
لذلك:
ما قال ربنا) :إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم ـأ َ
لُ :يقاتلون الجنة يقاتلون في سبيل الله فَيقتلون وُيقتلون(؟ فالجنة مقاب َ
من ـ َيقُتلون ـ ُيقَتلون ،وليست مقابل َيدرسون ـ َيسهرون ـ يتزوجون ،و َ
قال :إن القتال ل يمكن إل بترك الزواج؟
ج "= خوف" في سبيل الله إل حّرم الله عليه ئ َرهْ ٌب امر ٍ ـ )ما خاَلط قل ُ
النار :رجاله ثقات وهو حسن( ،أم أنك ترى أن خوفك أيام المتحان من
ل بتحريم النار عليك؟ صعوبة السئلة كفي ٌ
ن الله لمن خرج في سبيله ل ُيخرجه إل جهاد في سبيلي وإيمان م َض ّ ـ )ت َ َ
ُ
ي ضامن أن أدخله الجنة( مسلم. بي وتصديقٌ برسلي فهو عل ّ
من الله له الجنة ،إن ُقتل أو مات غَرقا ً ض ِ
ـ وفي رواية…) :فمن فعل ذلك َ
َ
سُبع( الحديث صحيح. أو حرقا ً أو أك ََله ال ّ
ـ )…أل ُتحبون أن يغفر الله لكم فيدخَلكم الجنة؟ ُاغزوا في سبيل الله …
جَبت له الجنة :الترمذي حسن(، واق ناقة و َ من قاتل في سبيل الله فُ َ َ
ن ما أنت عليه ً
من دَرس ُفواق ناقة…؟! فكيف تقول إذا :إ ّ فهل تظن أن َ
خير من القتال الن؟!
ل بسهم فقال : ـ وذات مرة قال لصحابه ) :قوموا فقاتلوا( ،فرمى رج ٌ
ب هذا( أي الجنة ،أخرجه أحمد بإسناد حسن. َ
ج َ )أ و ْ َ
ما بايعه أحد الصحابة على كل شيء إل الجهاد َ والزكاة ـ لنه خشي ـ ول ّ
ي من الزحف ـ قال له ) :يا َبشير! ل جهاد ول على نفسه أن ي ُوَل ّ َ
م تدخل الجنة؟( حديث حسن. صدقة!! فَب ِ َ
ب الجنة تحت ظلل السيوف( مسلم ،ولم َيقل :تحت ظلل ـ )إن أبوا َ
المكتب الهندسي أو العيادة الطبية أو أيّ شهادة دنيوية!
مقعده من الجنة… ،تاج مّر بنا أن للشهيد سبعَ خصال…) :ويرى َ ـو َ
ج بـ /72/من الحور العين…( إسناده صحيح ،أما الدارس الوقار ،...،وُيزوّ َ
هنا فيموت ويعيش –كما يقولون في العامية -حتى يتسنى له واحدة من
حور الطين!!
سبون كما ـ بل يدخل المجاهدون الجنة قبل سواهم على الطلق ول يحا َ
مر في الرقم .17
ن لها سّرها أن ترجع إلى الدنيا وأ ّ من نفس تموت لها عند الله خيٌر ي َ ُ ـ )ما ِ
ل في الدنياِ ،لما يرى من الدنيا وما فيها إل الشهيد ،يتمنى أن يرجع فُيقت َ
متاجر ول اقتصادي ول زراعي ول فضل الشهادة( مسلم ،فل دارس ول ُ
52
ذاكر ول متعب ّد َ يتمنى العودة كما هو ظاهر الحديث ،فكيف نجرؤ أن
نقول :إن شيئا ً سوى الجهاد القتالي خير منه؟!!
دث الناس وعيناه ت َذ ِْرفان( وفي ح ّ ـ وحد َّثهم عن شهداء ُ
م ْ
ؤتة )فجعل ي ُ َ
سّرهم أنهم عندنا( البخاري. رواية) :وما ي َ ُ
َ ُ
ة
جن ٌت! أ َشَيتْ أم حارثة أل يكون ابُنها في الجنة قال ) :أهَب ِل ْ ِ خ ِ ما َ ـ ول َ ّ
جنان كثيرة ،وإنه لفي الفردوس العلى( مسلم. واحدة هي؟ إنها ِ
ُ
ر
حهم في جوف طي ٍ ما أصيب إخواُنكم جعل الله أروا َ ـ وقال رسولنا ) :ل َ ّ
رد أنهار الجنة ،تأكل من ثمارها ،وتأوي إلى قناديل من ذهب، ر ،ت َ ِ ض ٍخ ْ ُ
مِقيلهم، طيب مأكلهم ومشربهم و َ معّلقة في ظل العرش ،فلما وجدوا ِ
هدوا في الجهاد من ي ُب َّلغ إخواننا عنا أنّا أحياٌء في الجنة ُنرزق؛ لئل ي َْز َ قالواَ :
َ ُ
كلوا عن الحرب؟ فقال الله :أنا أب َّلغهم عنكم؛ وأنزل قوله سبحانه: ول ي َن ْ ُ
ول تحسبن الذين ُقتلوا في سبيل الله أمواتا ً بل أحياء عند ربهم
ُيرزقون… :آل عمران أبو داود والحديث صحيح.
ة درجةٍ أعدها الله للمجاهدين في سبيله ،ما بين ـ )…إن في الجنة مائ َ
الدرجتين كما بين السماء والرض … :البخاري() ،أما إنها ليست بعََتبة
أمك ،ما بين الدرجتين مئة عام :الّنسائي وهو صحيح(.
جرؤ أن تقول :إن لمثالك من دارسي القتصاد أو السياسة أو فهل ت َ ْ
ت المكانة؟ إذا ً فكيف تقول :إن ما أنت فيه من إعداد موهوم العلم ذا َ
أولى من القتال والقتل والشهادة؟!
ض
ن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في َرب َ ِ ـ )…أنا زعيمٌ ِلمَ ْ
سط الجنة ،وبيت في أعلى غَُرف الجنة ،فمن فََعل الجنة وببيت في و َ
مْهربًا ،يموت حيث شاء أن مطْلبًا ،ول من الشر َ دع للخير َ ذلك لم ي َ َ
حّبان وهو صحيح. يموت( الّنسائي وابن ِ
َ
صِعد إلى الشجرة قال رسول الله ) :رأيتُ الليلة رجلين أت ََياني فَ َ َ
ـ
ما هذه ن منها ،قال لي :أ ّ ط أحس َ خلني دارا ً هي أحسنُ وأفضل لم أَر ق ّ فَأد ْ َ
فدار الشهداء( البخاري.
ب الجنة في قُب ّةٍ خضراء يَخرج عليهم رزُقهم ق َنهر ببا ِ ـ )الشهداء على بارِ ِ
شي ًّا( أحمد والحاكم وهو حسن. من الجنة ب ُك َْرةً وعَ ِ
ـ )ل َغَد ْوَةٌ في سبيل الله ،أو َرْوحة خير من الدنيا وما فيها ،… ،ولو أن امرأةً
من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الرض لضاءت ما بينهما وَلملْته ريحًا،
ول ََنصيُفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها :متفق عليه(.
ت ترى أن عملك ـ أيا ً كان ـ أفضل من وبعد َ كل هذا أما ِزل َ
ت الدلي َ
ل؟ وإن قلت :ل، ت :نعم أفض ُ
ل منه! فها ِ ؟! إن قل َ
الجهاد القتالي
ل الشيطان فهل رأيتَ عاقل ً يترك الفاضل إلى المفضول؟! إنها ِ
حي َ ُ
53
مي ِّتها- َ ل هذه العما َل الن ّْفل فَْرضًا ،وتزخرف الباطل فيجع ُ تجع ُ
ل -على أهَ ّ
قتال ،وهيهات! بمنزلة ال ِ
س أننا أمام قضيتين :الولى :حكم الجهاد الن ،والثانية :العمل به، ول َتن َ
صْرت في ضه عليك ،لكنك َتعترف أنك قَ ّ ر َ مِقّرا ً بما فَ َ
ه ُ ن َتلقى الل َ فَل َ ْ
ع
ضي ِّته مع عدم العمل به!! فل تجم ْ منكرا ً ل َِفْر ِن من أن تلقاه ُ تطبيقه أهو ُ
مّر!!!! شّرين أحلهما ُ
ب بك قليل علمٍ فيقول" :قد يوجد في ذارِ أن ي ََتلع َ ح َملحوظة مهمةَ :
المفضول ما ل يوجد في الفاضل! فقد يكون البقاء هنا أفضل لكن يكون
در قولته بـ :قد، ص ّ
للمجاهد كل هذه الكرامات منه تعالى" .ولحظ أنه َ
تـ م َ جَز ْ
وهي ُتفيد التقليل ،ثم إنك لو تأملت فضائل الجهاد بمجموعها ل َ
صفا ً ـ أن هذا المفضول -بنظره -قد حاز الفضل بحذافيره! من ْ ِ
إن كنت ُ
م!
ن قاَتل الله الهوى كم ُيعْمي وُيصِ ّ ولك ْ
ولى!( َ
والنشغال بالعلم وتعليمه أ ْ
3ـ فإن قالوا ::لكن لبد من العداد اليماني والتربوي،
وتعّلم العلم الشرعي وتعليمه وإفشائه بين الناس قبل المعركة
لستفحال الجهل بين الناس ،وضعف الوعي؛ لذا حّرض الشباب
الن عليه ،وعلى الدعوة والتصفية والتربية و البناء الشرعي والتصنيف ورد ّ
ب شبه العداء؛ إذ ل طاقة لنا اليوم بأمريكة وحلفائها ،وما تذكره هنا ضر ٌ ُ
من الخيال ،فمن الحكمة التأني وعدم التعجل ،وما هؤلء المجاهدون إل
شْرِذمة متهورون ل ي َُعون ما يفعلون ،طغى حماسهم على عقولهم! ِ
فقل لهم:
عديدا ً إل واحدةً! تلك دة و َ ـ ما من معركة خاضها المسلمون إل كانوا أقل عُ ّ
حَنين"!! هزموا فيها … " ُ التي ُ
مها بما يوازي قُوّةَ ضد ّ أعتى دولةٍ يو َ ـ وهل خرج رسولنا إلى "تبوك" ِ
ل ما استطاع من المال ثم خرج جميُعهم ن َِفيرا ً عامًا؟ عدوه أم ب َذ َ َ
ل والنهاُر ،ول ي َت ُْرك الله ن هذا المر ما ب َل َغَ اللي ُ
شَرنا رسولنا ) ل َي َب ْل ُغَ ّ ما ب ّـأ َ
عّزا ً ي ُعِّز
ل ذليلِ ، ز ،أو ب ِذ ُ ّ َ
خله الله هذا الدين ب ِعِّز عزي ٍ مد َرٍ ول وَب َرٍ إل أد ْ َ ت َ بي َ
الله به السلم ،و ذل ً يذل به الكفر(؟
من "روسية"؟! وأيهما أكبُر هم أم الله؟! أيهما أعلى من "أمريكة" و َ ف َ
طائراُتهم أم الله؟! أمَا ذ ُّلت "أمريكة" أمام "فيتنام" وفي "الصومال"؟!
ت "روسية" أمام "الفغان" وفي "الشيشان"؟! جن ّ ْ
أمَا ُ
54
مّرغ أنفهم في التراب؟ ولكننا ـ ويا ما ُ حأ َ ٍ سل م استعمْلنا البترول ك َ ِ ويو َ
سَرطان "الهزيمة ُ
صْبنا ب َ
للسف ـ نبالغ في تضخيم قوة العداء لننا أ ِ
النفسية".
َ
منا ـ ونحن )ما نقاتل بُعدٍَد ول قوة ول ك َْثرة ،ما نقاتلهم إل بهذا الدين الذي أكرَ َ
الله به( كما ُروي عن أبي بكر .
ـ أمَا قالوا زمن "أبي بكر" ل طاقة لنا بالمرتدين؟ ومع ذلك َأخرج
خي ،و"أبو بكر" ض عين على الفور ل على الت َّرا ِ ش؛ لن ِقتاَلهم فر ُ الجيو َ
ما بعد :قد من كتب إلى "ابن العاص" قائد جيشه ]سلمٌ عليك! أ ّ هو هو َ
ه
صْرنا مع ن َب ِي ّ ِ جموع ،وإن الله لم ي َن ْ ُ مَعت الروم من ُ ج َ ذكر ما َ جاء في كتابك ت َ ْ
عدد ول بكثرة جنود ،وقد كنا نغزو مع رسول الله وما مَعنا إل بكثرة ُ
حد مع رسول الله وما ُ
ب البل ،وكنا يوم أ ُ فَرسان ،وإن نحن إل نتعاق ُ
معنا إل فرس واحد ،كان رسول الله يركبه ،ولقد كان ي ُظ ْهُِرنا وُيعيُننا على
من خال ََفنا.
ْ
مْر أصحابك دهم ُبغضا ً للمعاصي ،فأطع الله وأ ُ وع الناس لله أش ّ ن أط ْ َ مأ ّ واعل ْ
ي أهل الكتاب ن الله ل ُتحابي أحدا ً ليس بأمان ِّيكم ول أمان ِ ّ سن َ ُ بطاعته[ ،فَ ُ
جَز به.... سوءا ً ي ُ ْ ل ُ من يعم ْ َ
حَيلهم ،سيقولون هازئين :هل ستسمح لنا ف المنافقين و ِ ـ نعم ستتكرر أراجي ُ
حزب الله :إذ يقول "أمريكة" أنتم مغرورون…؟ ويتكرر جواب ِ
المنافقون والذين في قلوبهم مرض غَّر هؤلء ديُنهم ،ومن يتوكل على
الله فإن الله عزيز حكيم ،نعم قالوا" :غَّر هؤلء ديُنهم" قالوها في غزوة
كسرى" و"قيصر" ويهزؤون دهم كنوَز " ِ الحزاب ،لما كان رسولنا ي َعِ ُ
َ
در دنا ل ي َْق ِ ح ُصر ،وأ َ كسرى وقَي ْ َ دنا أن َنأكل كنوز ِ قائلين] :كان محمد ي َعِ ُ
هب إلى الغائط :ابن إسحاق وابن هشام وراجع مجمع على أن ي َذ ْ َ
الهيثمي[.
ت خيبر؛ إنا إذا نزلنا بساحة خرِب َ ْ ست ََرون يوم نقول) :الله أكبُر! َ فقل لهمَ :
ذرين :متفق عليه(. من ْ َ
ح ال ُ قوم ٍ فساَء صبا ُ
دة السلم إلى مرتدين بعد أن عادوا إلى جا ّ شود َ ال ُ ح ُجه الصديق ُ ما وَ ّ ـأ َ
ب هذه الت ّّرهات؟ أم أن "أبا بكر" "القادسية" و"اليرموك"؛ لن القتال ي ُذِي ْ ُ
َ
ع
من َ َ ل َ ج ْ خبرة؟ فهل هؤلء حقا ً تصّفوا وترّبوا؟! أ َ حنكة ضعيف ال ِ قليل ال ِ
دره ثم أذن لهم عمر في خلفته. من خشي غَ ْ َ
دى بخلف اليوم؛ لن الفقهاء ـ ل تقولوا :إن عموم المجتمع كان على ه ً
ض إلى يوم القيامة، صوا على القتال مع كل ب َّر وفاجر ،والجهاد ما ٍ نَ ّ
ق ،فابحث عنها ،بل رأينا وسمعنا قصصا ً والطائفة المنصورة على ح ّ
حّرقوا للجهاد القتالي بعد هجمات الثلثاء وبعد بطولت أبنائنا لشباب ت َ
المسلمين في فلسطين.
55
دي رسول الله إذ بقي في مكة /13/عاما ً ي َُرّبي ـ ل تقولوا :نحن نتبع هَ ْ
شئ ثم شرع بالقتال ،ل تقولوها؛ لننا سئمناها ،فهل يقول عاقل :ل وين َ ّ
بأس اليوم أن ُيترك الصيام والحج والزكاة وحجاب المرأة وسائُر
الفرائض المدنية لنها لم ت ُْفَرض في مكة كما لم ي ُْفرض القتال في
مكة!!؟ أم يقال إننا متعّبدون بما مات عليه نبينا ل بما ابتدأ به ،وعلى
ما صار لكم /13/سنة ت َن ُْفخون في ُبوق "التصفية والتربية" أم الت ّن َّزل :أ َ
ة َيتيهون في الرض؟! بل صار أنكم حوُّلتم "بثكم" إلى تواتر أربعين سن ً
صّفي ولَمّا نهتدي! فمتى نقاتل؟! الله لنا من سقوط الندلس ُنرّبي ون ُ َ
أعلم.
ضكم عند العجز هو ـ ل تقولوا :ل طاقةَ لنا اليوم بجالوت وجنوده؛ لن فر َ
خر؛ فلو كنا حقا ً عاجزين عن قتال العدو العداد في بلدكم أو في بلدٍ آ َ
م
ضنا يصبح العداد َ لخراج العدو وقتاله؛ لن "ما ل ي َت ِ ّ ن فْر َ وإخراجه فإ ّ
م التيمم ،فحّرضوا عليه؛ عدم ل َزِ َ ب" ،فالماء إن ُ ب إل به فهو واج ٌ الواج ُ
لن العجز عن القتال ل ُيبيح تركه إلى طاعات أخرى ولو أرادوا الخروج
ك العداد من صفات المنافقين وقد قال رسولنا دة...؛ فَت َْر ُ لعدوا له عُ ّ
) :جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم :أبو داود بإسناد صحيح(.
ل الذّرية ،ما لم تأخذوا ل لوحده أمام الَقناب ِ ِ ف اليمان العَْز ُ ت أن ي َِق َ ـ وهيها َ
بالسباب.
َ
ن إذا است َعَن ُْتم بـ وأعدوا لهم ما نعم يقف اليمان شامخا ً أب ِي ّا ً ل ي َِلي ُ
مر بأمره فتأخذ َ بالسباب من اليمان بالله أن تأت َ ِ استطعتم ،...بل ِ
ل عليه وإل كنت كاذبا ً في دعْواك. المادية ثم تتوك َ
شبرا ً من الرض حّرر التربيةُ لوحدها ـ على أهميتها ـ ِ ـ هيهات هيهات أن ت ُ َ
واحدًا ،فأقيموا دولة السلم في قلوبكم وخذوا بالسباب المادية عندها
ت َُقومُ على أرضكم ،وهذان شرطان لزمان ل ُيغني أحدهما عن الخر،
ر :تر ُ
ك ل ت َغْي ِي ْ ٍن الله ل ي ُغَي ُّر ما ب َِقوْم ٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ،وأو ُ وإ ّ
المعاصي ،وأول معصية للمسلمين اليوم تهاونوا بها تهاونا ً عجيبًا :فر ُ
ض
العين "الجهاد ُ القتالي والعداد له".
ة قب َ
ل ل من يقول" :التربية قبل الجهاد" إل كقول القائل" :التربي ُ ـ وما قو ُ
ل أمرٍ من أمور ة ،وك ُ ّ سها تربي ٌ الصلة" ،والجواب واحد :إن الصلة نف َ
ذكر غيُر أَثر الزكاة الدين له أثره ،فأث َُر الصلة غيُر أثر الصيام ،وأَثر ال ّ
ة زمنية وهكذا ،والجهاد ُ من أعظم مسالك التربية ،والتربية ليست مرحل ً
تنتهي فيبدأ ُ عندها القتال ،ول يوجد عاقل يقولها ،والتاريخ يشهد؛ فهي
ر
ك لسائ ِ ِ ست ِ َ
ماَر َ م َ قبل وبعد وأثناء القتال ،وهي تبقى حتى الممات في ُ
فُُروض العيان.
ـ وعلى التنّزل فأين تربيتكم التي تنادون بها وأنتم تتكاثرون في الموال
وفي كل مرة بحجة جديدة؟ أين هي التربية؟ فلو قيل لحدهم اليوم :يا
56
هذا علم كل هذا الثاث والدهان والجلية والثريات والتحف النادرات؟
لقال :تألفا ً لقلوب المدعوين؟!!
أَوليس الترف العدوّ الول للجهاد؟ أوليس الزهد الطابع العام زمن
من تبعهم بإحسان؟ أَولم يقل ربنا :وإذا أردنا أن ُنهلك قرية الصحابة و َ
ترفيها ففسقوا فيها...؟ رنا مُ َ َأمَ ْ
جبات المذهلة في رمضان وفي غير رمضان؟ ويا ليتها فعلم إذا ً تلك الو َ
مت ََرّبين المعتكفين على تصفية نفوسهم!!! للفقراء والمساكين ،وإنما لل ُ
مطارنة والقسيسين؟ دها لل َ م ّ
فكيف بمن ي َ ُ
مسوح أهل العلم حتى وكل هذا دون نكيرٍ من أولئك الذين ل َِبسوا أو ل ُّبسوا ُ
م تقولون ما ل جّهال رأسًا! فأين التربية في مثل هذا؟ فل ِ َ اتخذه ال ُ
تفعلون؟
ددونه "اخشوشنوا؛ فإن النعم ل تدوم"؟ فهل يظنون أن التربية أين ما ي َُر ّ
شعا ً والعزلة عن المجتمع؟ اليمانية بالمسكنة وطأطأة الرؤوس تخ ّ
ص بعض هيهات ...فالناعمون المعتدلون في واد ودين الله في واد ،بل ن ّ
ص في قوله تعالى :حتى جن أصالته السلمية ن ّ الفقهاء ممن لم تته ّ
ي الجزية طي الذم ّ طوا الجِزْية عن َيدٍ وهم صاغرون بأنه يجب أن يُْع ِ ُيْع ُ
مد ّ المسلم يده ليقبّلها ن ،وقال ابن حجر الهيتمي :ل يجوز أن يَ ُ ح ٍ وهو مُْن َ
الكافر حتى ل يَستأنس بها!!
الرخاء حتى نتحمل في الشقاء، فل بد من التربية على الشدائد أيام ّ
فالجهاد مبني على العزّة ،ول بد منها لهزيمة العدو ،والعزة مبنية على
دت عليهم عرَضا ً قريبا ً وسفرا ً قاصدا ً لّتبعوك ،ولكن بعُ َ الجهد لو كان َ
ة ،وسنأتي إلى تفصيل الكلم عن العزلة وضوابطها. شقّ ال ّ
فأين تربيتنا لولدنا وتلميذنا من تربية سلفنا لهم؟ هل نحن حقا ً نربيهم
على العزة والباء والطعن بالسنان أم على تقليم الظافر وتنظيف
السنان؟
أل ننهاهم اليوم عن رمي الوساخ بدل أن نحثهم على رمي العداء؟
أل ننهاهم اليوم عن القفز خشية أن تتكسر الواني البلورية بدل أن
ندفعهم للتواثب إلى الطعان؟
يقول المربي "أمين المصري"] :إن الطفل في السرة المسلمة يجب أن
ينام على أحاديث الجهاد وَيستيقظ عليها[.
هل نحن نربي أولدنا على تحمل المسؤولية والتفاني لعلء كلمة الله كما
كان سلفنا والربانيون يفعلون؟ ودونك سيرةَ السلف!
كانوا ي ُعَّلمون غزوات رسولهم وسراياه كما ي ُعَّلمون السورة من
القرآن كما أ ٌِثر عن زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله ]كما في
م ل؟ ودراسة الجامع لخلق الراوي للخطيب البغدادي ،[2/195ول ِ َ
حذش َ السيرة الجهادية للنبي وصحبه زاد نافع للدعاة والمجاهدين ،ي َ ْ
57
الهمم ويقوي العزائم ..خاصة إذا وقفوا على الجهود العظيمة والدماء
التي ُبذلت لعزاز الدين ورفع راية رب العالمين.
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال :كان أبي يعلمنا
ي هذه مآثر أبائكم فل ُتضيعوا دها علينا ،ويقول :يا ب َن ِ ّ المغازيَ وي َعُ ّ
ذكرها ].المصدر السابق[.
َ
هري رحمه الله وهو من أجّلة علماء التابعين يقول :في علم وهذا الّز ْ
المغازي علم الخرة والدنيا] .المصدر السابق[.
ن منا يربي أولده كما رّبت عفراء رضي الله عنها أولدها؟ هل تعلم م ْف َ
أن أولدها السبعة شهدوا بدرًا؟ وحسبك منهم "معاٌذ" و"معوذ" اللذين
ص علينا البخاري أرادا قتل فرعون هذه المة ليذائه الرسول ،وق ّ
خبرهما في قتل أبي جهل عن عبد الرحمن بن عوف ]إني لفي الصف
فَتيان حديثا ت فإذا عن يميني وعن يساري َ يوم بدر إذ التف ّ
من صاحبه: من بمكانهما ،إذ قال لي أحدهما سرا ً ِ السن ،فكأني لم آ َ
ت الله يا ع َ
م أرني أبا جهل ،فقلت :يا بن أخي! وما َتصنع به؟ قال عاهد ُ ّ
َ
من صاحبه مثله، ً ن رأي ُْته أن أْقتله أو أموت دونه ،فقال لي ال َ َ
خر سرا ِ إ ْ
دا عليه ش ّ ت لهما إليه فَ َ شْر ُ سّرني أني بين رجلين مكاَنهماَ ،فأ َ قال :فما َ
مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء[ ،وقد عزما على قتله
ليذائه النبي .
من منا رَّبت أولدها كالخنساء؟ َ
م عمارة المجاهدة هي وزوجها وبنيها؟ ]ستأتي من أمهاتنا كأ ّ من ِ َ
بطولتها عند الحديث عن الشجاعة والجبن[.
حّرق والشوق إلى ساحات "الله أكبر" ،هذا من منا ربى أولده على الت ّ َ َ
عمير بن أبي وّقاص" يتخّفى يوم بدرٍ حتى ل يراه الرسول فير ّ
ده " ُ
ح له] ...راجع مستدرك م َس ِلصغره ،فلما رآه رده ،فجلس يبكي..ثم ُ
الحاكم[.
ب؛ ها هو ابن الزبير وهو من منا ربى أولده على ذبح الدجاج فحس ُ
صغير في العاشرة أو الثانية عشرة يوم اليرموك كان يتولى حّز
مد ِْبرين. جرحى بعد أن وّلى الروم ُ جهُِز على ال َ رؤوس الروم! فكان ي ُ ْ
]راجع البخاري[.
مظِهرين مَتماِوتين -أي ُ حرفين ول ُ )لم يكن أصحاب رسول الله ُ
من ْ َ
كرون أمر الزهد والتواضع ،-وكانوا َيتناشدون الشعار في مجالسهم وي َذ ْ ُ
شيء من دينه دارت حماليق عينيه: ٍ جاهليتهم ،فإذا ُأريد أحدهم على
من منا ُيرّبي أولده كما كانت عامة ابن أبي شيبة بإسناد حسن( ،ف َ
الصحابة صغاُرهم وكباُرهم؟
إنها تربية المربي البارع ،إنها التربية المحمدية على التفاني لعلء كلمة
ن؟ إننا م ْ
الله ،وخدمة الدين ،والمحاماة عن شرع رب العالمين؟ َ
58
نحمسهم لنيل الدرجة الولى في صفوفهم ،والعلمات الكاملة في
ب كما نتابعهم في امتحاناتهم ،وليتنا ُنتابعم في صلواتهم فحس ُ
دراستهم.
سُرد فيه أولويات المسلم اليوم؛ فتكلم عن ـ ثم يأتي اليوم من ُيصنف كتابا ً ي َ ْ
العلم والعمل والدعوة وما شابه ،لكنه وبجرأة عجيبة لم َيضع العداد
حا ً
صْف َضرب َ للجهاد القتالي في سلم الولويات....فبئس ما صنع! فكيف ي َ ْ
ت الله وأحاديث رسوله جعلتا الجهاد القتالي ذروة سنام عنه وآيا ُ
شع نتائج من ل َيهتدي الدين...أي أول درجة في سلم الولويات؟ فما أب ْ َ
بهدي من سبقه من الربانيين!
هدي الرسـول القرشـي الهاشمي يا أمـة الـخير أفـيقي واتبعي
مَتـَرفِّعيـن عن الذبـاب الحائـم ُ يا أمـتي ربّـي َبنيــك أعّزةً
ظ ُِلم الذباب إذ يقـاس بـظـالـم مترفعين عن الطغـاة ودربـهم
ن لـغـير رب العالم ضَعـ ْ خـ َ
ل يَ ْ شِئي جيل ً كريما ً صـادقـا ً ول ْت ُن ْ ِ
أَْنـِعـم بـه أنعـم بأعـدل حاكـم ن لغير شرع الخالـق ضع َ ْ خ َ ل يَ ْ
كل و ل يخشى سـياط المـجـرم َ س عند منافـق ن الرأ َ ض ّ خِف َ ل يَ ْ
كـم ٍ غاشـم حـ ْ
ل ُ كل ،وي ُب ِْغض كـ ّ دنـا ل ول يرضى ال ّ ل الذ ّ ّ ل يقبَ ُ
لله والسـلم ل لـلـحــاكــم عي فيهـم ولًء صادقـا ً ول ْت َْزَر ِ
ل ضَراغم وفوارسا ً في الحـرب مث َ جدي بنيـك أعزة ً إن تفعلي َتـ ِ
سوى الُعل في العاَلم سـوْد ُ ِ ُ
تأبى ال ُ رفعة دينهم سَعون في الـدنيا ل ِ يَ ْ
شنع استدللهم بحديث ل يصح سندا ً ول معًنى] :رجْعنا من الجهاد ـ وما أ ْ
وه ،ويكفي ن جهاد َ النفس أو الذكَر ونح َ الصغر إلى الجهاد الكبر[ ي َعُْنو َ
في بطلنه أن قائله ـ الذي ينسبون الحديث إليه ـ ما َقعد عن القتال
ل عام، دل /3/غزوات ك ّ مع َ ّ ة ،بل غزا بنفسه مدةَ إقامته في المدينة ب ُ ا َل ْب َت ّ َ
فضل ً عن السرايا ،وكذا تلميذه الكرام هكذا ترّبوا على الجهاد
منكَر َيجعلونه من رواية "جابر"؛ فإن المتواصل ،يكفي أن هذا الحديث ال ُ
متباِدر -فهو من فقهاء الصحابة ،وقد غزا رحمه ن عبد الله –وهو ال ُ يكن اب َ
الله /19/غزوة كما يروي مسلم في صحيحه ،وشهد "العَقبة" مع
السبعين ،وشهد الخندق والحديبية ،وكان مع خالد في حصار دمشق،
فهو من المجاهدين العمليين بالمعنى القتالي ،والظن به أنه لول انكفاف
نما ترك القتال ،رحمه الله ورضي عنه ،وإن كان اب َ بصره آخر عمره ل َ َ
ة ،وأخرج له النسائي بإسنادٍ صحيح مِقّلين ِرواي ً عمير النصاري فهو من ال ُ
ت إلى موضوعنا الجهاد؛ فـ )عن عطاء بن أبي رَباح قال: م ّة لطيفة ت َ ُ قص ً
رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عُمير النصاريين يرميان فقال
ت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :كل أحدهما لصاحبه :سمع ُ
ملعبة الرجل امرأتَه، َ ولعب إل أربعٌ:
ٌ شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهوٌ
وتعليم الرجل
َ ومشيه بين الغَرَضين، َ وتأديب الرجل فرسه، َ
59
ت؟سل َ ل فقال له الخر :ك َ ِ
السباحة( ،وفي روايةٍ أن جابر بن عبد الله م ّ
فقال :نعم...إلخ ،فيا ليتكم أنتم ت َغُْزون ولو غزوة واحدة في حياتكم
كلها!
ولو كان حقا ً ما يستنبطونه من ذاك الحديث الضعيف لكان حريا ً بالعاقل
ل الصغير ثم الكبر فالكبرِ فيترّقى من الدنى إلى العلى؛ م ِ
ح ْ
أن َيبدأ بال ِ
إذا ً فابدؤوا بالجهاد الصغر ـ بنظركم ـ ثم الكبر!!! فتأمل.
لكننا نقول إن جهاد السيف وجهاد النفس ل يترّتبان على بعضهما فَك ُ ّ
ل
جة النشغال بذاك ،كما ل ُيترك تعّلم ح ّ
منهما من السلم ،ول ُيتَرك هذا ب ُ
فرض العين من العلوم بحجة تربية النفس.
بل من أعلى وأفضل أنواع جهاد النفس أن تتخلى عنها لمولها فتقاِتل
حتى ُتقتل ،والدليل في مسند أحمد )إن الشيطان قعد لبن آدم بطرقه
فقعد له بطريق السلم....ثم قعد له بطريق الجهاد ،وهو جهاد
سم المال، النفس والمال ،فقال تقاتل فُتقَتل فُتنكح المرأة وي َُق ّ
قال :فعصاه وجاهد ،(...فالخروج للجهاد وتعريضها للقتل من أشد أنواع
ت
المجاهدة لتلك النفس التي تحب الحياة وتخشى الموت ،وإن شئ َ
ج النفس في المعارك هو جهاد بها ولها..فتأمل! فقل :إن ز ّ
ع
من سم َ ن بارقة السيوف!!! وليس َ دخلها فُْر َ وما أعظمها من تربية أن ت ُ ْ
من رأى! ك َ
ولو كنا نريد تعليم الناس أمور دينهم صغيرها وكبيرها ل َما هَدأ َ
َ َ َ
جلسةئ بسهرة مسائية أو َ لَء عينيه أو هَن ِ َ م ْ ما نام أحدنا ِلنا بال ،ول َ َ
مه عن المندوب مثل ً ،ثم إن التعليم من حك ْ ُصباحية يتدارس ما ل يزيد ُ
فر من كل ِفرقة جهادية لتتفقه في الدين ،فلو كان مةِ الطائفة التي تن ِ مه َ ّ
ذيُر الساعات الطوال لمعرفة كيفية ك فرضَ عين لما جاز لك ت َب ْ ِ م َ
ت َعْل ِي ْ ُ
مثل هذا من الثانويات أمام تحويل الرداء في صلة الستسقاء مثل ً؛ لن ِ
ل المسلمين ليتفقهوا في المهمات الِعظام ،فهل قال ربنا :فلول ن ََفر ك ُ ّ
الدين أم قال فلول نفر من كل ِفرقة ...؟ إذا ً الصل أن يخرج الناس
كّلهم وتبقى الطائفة ،كل المسلمين يخرجون للمهمة الرئيسة وهي
ما
الجهاد…ـ والجهاد وقَتها فرض كفاية ـ … لكن تبقى طائفة تتفقه ،أ ّ
جفين "نحن نطلب مْر ِ من أهم معاذير ال ُ اليوم انقلبت الموازين! وصار ِ
ُ
ن هذا مع حديث )ل تزال طائفة العلم لننشره" دنيويا ً كان أو أخرويًا؛ فقارِ ْ
كن ة هي المجاهدة! ف ُ من أمتي ……ُيقاتلون حتى ُيقاتل آخرهم…( أي قِل ّ ٌ
س أن الصحابة لم يكونوا كلهم فقهاء ،وذكروا أن من هذه الطائفة! ول تن َ
الفقهاء المجتهدين منهم قريب الربعين ،بل كان فقهاء الصحابة مقاتلين،
جَبل ،وسنأتي في وحسبك منهم أعلمهم بالحلل والحرام معاذ بن َ
جواب الشبهة القادمة على ذكر بعضهم.
60
ـ وهل كان العلم الضروري عند السلف إل بضع كلمات؟ وإن شئتَ فقل :ل
ة ،وي َُتلّقى بجَلسات معدودات ،بينما صار ت فضل ً عن /13/سن ً يحتاج سنوا ٍ
ض علينا رّبنا ك ّ
ل َ
ت َيحار فيها اللمعي الريب ،ولم ي َْفرِ ْ في عصرنا مجلدا ٍ
ت على جميع العيان ،ولم ي ُْعرف عن السلف أنهم خاضوا هذه المجلدا ِ
ح النهي من في تشقيقات العلم كما يخوض المبتدئون في أيامنا ،بل ص ّ
ن علماءنا كلمهم عن ا ُ
ض فيما ليس تحته عمل ،ولك ّ ِ والخو لغلوطات
من ِ َ ف ، ّ ضل
ِ ن ول ر
َ لنستني الصول صلوا
ّ وأ القواعد -جزاهم الله خيرًا -قّعدوا
غريب التصرفات أن ننشغل بأعمدة النارة والضواء عن المشي في
الطريق طريق السلم الذي ذروة ما فيه الجهاد القتالي ،قال ابن خلدون
ب في صناعة في مقدمته صـ ] :531إن طالب العلم ل ي َِفي عمُره بما ك ُت ِ َ
جّرد لها[ ،وقال] :إن المتعلم لو َقطع عمره في هذا كله فل واحدة إذا ت َ َ
في له بتحصيل علم العربية مثل ً الذي هو آلة من اللت ووسيلة،[... يَ ِ
من وبنحوه قال الشاطبي في "الموافقات" ] :1/77المقدمة التاسعةِ :
ن صلبه ،ومنه ما م ْ مَلح العلم ل ِ صْلب العلم ،ومنه ما هو ُ العلم ما هو ُ
حه ،فهذه ثلثة أقسام[ ،فعن أيّ علم ٍ يا هؤلء مل َ ِليس من صلبه ول ُ
تتحدثون؟
وصّرح النووي في فتاويه ]فإن صار الجهاد فرض عين فهو أفضل من العلم؛
سواء كان العلم فرض عين أو كفاية[.
دهم ممن ُيشار إليه بالَبنان ،وعنده دروس على ـ كم هو محزن أن يكون أح ُ
حكم الجهاد اليوم؟ ت َل َعَْثم! وكأنك تسأله عن مدار السبوع ،فإن سألَته :ما ُ
ت فيها الدلة وتناطحت فيها أقوال العلماء! فإن كان مسألةٍ شائكة اشتبك َ ْ
ث! وإن كان حقا ً خائفا ً من الفتاء فَرحم الله ح َ م فهَّل ب َ َ حك ْ َ ل ال ُ حقا ً ي َ ْ
جه َ ُ
داحين بالحق ممن ل َيخافون في الله لومة لئم! ص ّ علماءنا السابقين ال ّ
مك وتصانيفك وكتاباتك ورسائلك وخطبك عل ُ م بنظرك؟ ِ ـ ثم أيهما أه ّ
مّنى أن ُيقتل ومحاضراتك… أم الوحي؟! فها هو من ُيوحى إليه ي َت َ َ
ت أني أغزو ت! ولو ُقتل لضاع الوحي فأيهما أخطر ضياعًا؟! )لودِد ْ ُ مرا ٍ
ل … :متفق عليه(، ل ثم أغزو فأقت َ ل ثم أغزو فأقت َ في سبيل الله فأقت َ
ضّرَرهم بقتل صاحب الوحي؟! ت الن فهل يتضرر المسلمون ت َ َ م ّوهَْبكَ ِ
سه أنه العالم المل لهذه المة ل واحد منا نف َ ن أن يرى ك ّ حزِ ٌ م ْ
فكم هو ُ
مل اللم بما ي ُث َّبط به المجاهدين الخارجين في وهو ـ ويا للسف ـ عا ِ
سبيل الله.
ث الناس على الجهاد وهم ل َيعرفون ح ّ َ
ـ ول َيستهوِي َّننا الشيطان فنقول :أوَن َ ُ
م
سل ِ َ ما جاءه رجل ل ِي ُ ْ صّلون؟ أَوليس رسوُلك قدوَتك؟ فأجبني :ل َ ّ كيف ي ُ َ
م أمور دينك… أَقال له :اذهب إلى المدينة وت َعَّلم العلم النافع ..تعل ّ ْ
تعلم شروط وأركان الصلة…؟ ل! بل الشهادتان ثم القتال ،بل الرجل
ل له صلة؟!! قال :نعم( ،فلما قُِتل قال نفسه تساءل) :وإن لم أص ّ
جر كثيرًا( أخرجه سعيد بن منصور وهو حسن، فيه ) :عَمل قلي ً ُ
ل ،وأ ِ ِ
61
ص ّ
ل وكان أبو هريرة يقول] :أخبروني عن رجل دخل الجنة لم ي ُ َ
صلة؟! ثم يقول :هو عمرو بن ثابت [بإسناد صحيح عند ابن إسحاق،
عمون أم فهل هذا وأمثاله ترّبوا وتصّفوا وتعلموا دينهم بالمعنى الذي تز ُ
"تتغير الحكام بتغير الزمان"؟
جّهال ب الفقه :أن الكفار لو هجموا على مدينة فيها ناس ُ وهذا واضح في ك ُت ُ ِ
ل يعرفون الصلة فأّيهما أهمّ جهاد الكفار أم تعليم الغرار؟ وما دامت
سَتطيع م ْ حت َّلها الكفار فالجهاد فرض عين على كل ُ هناك أراض إسلمية ي َ ْ
وإل فالعداد العسكري.
ب تساؤلهم :أيهما أولى الجهاد أم العلم؟ وكأنه ل يجاهد جب فَعج ٌ ـ وإن ت َعْ َ
إل الجهلء ول يتعلم إل الجبناء ,ول يجمع بينهما أحد ,فانظر السلف
الصالح ،وقد مر بنا طرف من سيرتهم ،وسيأتي مزيد أمثلة في الشبهة
التالية ُتثبت أن كبار العلماء كانوا مجاهدين.
ولعل السبب في مثل هذا التساؤل يعود إلى تأثرنا بمواضيع النشاء أيهما
أشد تأثيرا ً على الطفل أبوه أم أمه؟ ؟أو على المة رجال العلم أم رجال
الدب؟!
ـ وهل سمْعتَ برجل يقال له :ت ََعال! الجنة بينك وبين عُن ُِقك وَتستريح
عَرة! ثم بعد هذا ل ة الوَ ِ
فيقول :ل! أريد طريق العلم الشرعي الطويل َ
ق؟ل… هل هذا صاد ٌ ج به في النار لريائه مث ً َيدري أُيقبل منه علمه أم ي َُز ّ
أجيبوا! فما معنى أن نترك الطريق القصيرة إلى الطويلة إل الرياء
والكذب؟!
ة!دح) :إنها لحياة طويل ص َ
مراته و َ حمام" يوم ألقى ت َ مي َْر بن ال ُ ـ رحم الله "عُ َ
م منه وأحرص على دين الله ،وأدرى بمصلحة حك َ ُ … :مسلم( أم أنك أ ْ
المة؟! أم أن بقاءك حيا ً أنفعُ للمة من بقائه؟!!
ل شأنك لو كانت حالتك كحالة سيف الله الذي فََلق هام ـ وهل َيق ّ
منعني كثيرا ً من القراءة الجهاد في الكافرين ،فتأمل فيما قال] :لقد َ
سبيل الله :أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح[.
جي ّد ُ فينا ي ُؤَل ّ ُ
ف ب؟ وال َ ـ فما لكم ل َتزالون تتراشقون الحروب الكلمية فحس ُ
ف من ة على خو ٍ خطب ً طب ُ في "فضائل الجهاد" أو َيكتب مقال ً أو َيخ ُ
مها.
مَعة اس ُ مع ْ َ
الحاكم وجنوده ،وحسُبه من ال َ
سوا لك سو َ ُة رابحة ..الجنة مهما وَ ْ ـ فيا من عََرض عليك مولك صفق ً
ن الله ْ
س بمكتبة العلم فقل لهم :لك ّ وقالوا :اجلس واشتر الكتب وأن َ ْ
تعالى قال:
ة
ن لهم الجن َ سهم وأموالهم بأ ّ إن الله ةةةةة من المؤمنين أنف َ
ضابط التهور ،والحكمة! •
؟!ـ ليست طريقُ النبياء تهورًا! وهل كان الصحابة متهورين أو متسرعين
سفونها بكلمة أو دن الك َهََنة ي َْهتكون الدلة الصريحة الصحيحة وين ِ فهكذا د َي ْ َ
62
سُهل كماء؛ فيحلو لفريق ممن ي َ ْ ماء الب َ ْص ّ
وهاء ال ّ جج ال ّ
ش ْ ح َ
كلمتين من ال ُ
عليهم الهُْزُء بالحكام الشرعية َيحلو لهم أن يصوروا المجاهدين -الذين
طاء يقال لهم :هيا يا س َ ف من الب ُ َ باعوا نفوسهم لبارئهم -على أنهم َلفي ٌ
دمــه…! كفريق كرة قَ َ شباب!! … فيسارع جميعهم وبسذاجة :هِيْ ْ
للصغار.
هزْئهم بالمجاهدين وتشبيههم لهم بالصغار فإن هذه وسبحان الله رغم ُ ـ
مع هَي َْعة أو س ِ
المسارعة أقرب ما تكون إلى الحديث الصحيح )كلما َ
ة طار إليها… :مسلم( ،أو لعلها هي هو؛ فهل ط ِْرتم أنتم -ولو مرة- فَْزعَ ً
حي بالسرعة. مو ْ ِ
إلى غزوة من الغزوات؟!!!! ولحظ لفظ "طار" ال ُ
جِلين أو مت َعَ ّ
عنا إلى الصلة أو الفطار ،أفنكون ُ ذن "المغرب" ساَر ْ وإذا أ ّ ـ
كتاب والسنة ؟! فكيف وال ِ مت َهَوِّرين؟ كل؛ لن السنة فيهما التعجيل ُ
ي على الجهاد" على ونصوص العلماء ُتنادي منذ سقوط الندلس" :ح ّ
؟!ب جي ْ ُق" الذي ي ُ ِ الفور ل التراخي؟ ولكن ....أين "طار ٌ
ل على نصاب المال أفل يجب السراع بإخراج الزكاة حو ْ ُ
وإذا حال ال َ ـ
خر أم أن هذا تهوٌّر؟ خشية الوقوع في إثم التأ ّ
ترح ابنك أو أمك أو أختك وكاد دمه َينفد أفتكون متهورا ً إذا طر َ ج ِ وإذا ُ ـ
كالليث الجريح لسعافهم؟ فأخواتنا وأبناؤنا وآباؤنا في الشرق والغرب
ل؛ فأين أنت منهم؟ ُيقّتلون تقتي ً
أولم يرى بعض قليلي العلم ذاك الذي خاض في الصف حتى ُقتل رأوه ـ
وب لهم فهمهم؛ فنبههم أن متهورًا؟ لكن "أبا أيوب" الذي فَِقه الكتاب ص ّ
هذا ليس من التهلكة؛ إنما التهلكة في ترك النفقة في سبيل الله.
ن حّز رأسه في نظر ظه فيكون الثم ُ والذي يقوم إلى سلطان جائر في َعِ ُ ـ
خَرق ،فاقد للحكمة بعيد عن التزان! فل السلطان حكماء اليوم متهور أ َ ْ
اتعظ ول لحياته أبقى!
مَترّويين ،وسيدِ بعيدي النظر لكنه في نظر سيد الحكماء ،وسيد ال ُ
ل الجهاد )أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر :أحمد والحديث أفض ُ
سك َّتم وحفظتم ماء صحيح( ،فإن لم تكونوا أمثال هؤلء البطال فهل َ
وجوهكم!
من تَرون الحكمة ترك الجهاد خوفا ً من الفتنة في المال والهل ومن يا َ ـ
سَقطوا ،وإن ما قال ربنا أل في الفتنة َ المخابرات وفقدان المناصب أ َ
محيطة بالكافرين؛ أي بتركهم الجهاد. جهنم ل َ ُ
وكيف يكون الخروج للقتال فتنة وبه ُتزال الفتنة وقاتلوهم حتى ل تكون
دللة، ة ويكون الدين كّله لله؟ ومع أن هذه الية قطعّية الثبوت وال ّ فتن ٌ
لكن هؤلء يفهمونها ويطبقونها كما لو كانت )وسالموهم حتى...أو:
مؤ َ ّ
داها لِينوهم ..أو :هادنوهم(..؛ فتراهم يرددون ولو بعبارات شتى لكن ُ
حقنا ً للدماء. من الحكمة الن البتعاد ُ عن الصف َ واحدِ :
63
ـ وغاية شبهة هؤلء النهزاميين :هذا من أجل كسب هؤلء الكفار وأذنابهم
من الحكام أو على القل تحييدهم بسبب ضعف المسلمين! وهذا قول
باطل ،فإن إبراهيم عليه الصلة والسلم قال لقومه مع قلة أنصاره،
وضعفه بينهم حتى رموه في النار :إّنا ُبرآء منكم ومما َتعبدون من دون
الله ك ََفْرنا بكم ،وبدا بيننا وبينكم العداوةُ والبغضاء أبدا ً حتى ُتؤمنوا بالله
مصانعتهم أو مداهنتهم كما َيدعو كثيرون اليوم وحده ،ولو سعى لكسبهم ب ُ
سِلم من أذى قومه. لَ َ
ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وكان المسلمون في
ضعف وقلة وَتحت سلطان المشركين ،ومع ذلك نزل عليه قوله تعالى: َ
َ
رض عن المشركين ،وقيل :إنها نزلت وعدد فاصدع بما ت ُؤْ َ
مُر وأعْ ِ
درأ أذاهم عن أصحابه ل يتجاوز الربعين ،ومع ذلك لم ُيصانعهم حتى ي َ ْ
نفسه وأصحابه ،ثم إن أصحابه لُقوا صنوفا ً من العذاب :فقتل فريق كآل
خّباب ،وُأخرج فريق كمهاجرة الحبشة، ذب فريق كبلل وعمار و َ ياسر ،وعُ ّ
حوصر فريق وسجنوا كالرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه في و ُ
خفى ،فهم مستضعفون ،قلة بين يدي شعب ،ولقوا من الذى ما ل ي َ ْ ال ّ
عدو كافر ل ي َْرحم ،وكأني بأحد هؤلء النهزاميين لو كان معهم لقال :إن
ب ُْعد النظر ،وسعة الفق ،والواقعية ،والعقلنية ،والرأي السديد تقتضي أن
حّيدهم؛ وذلك لرفع العذاب عن َيكسب كفار مكة ،أو على القل أن ي ُ َ
المسلمين ،فالمسلمون بين َقتيل ومعذب وطريد وسجين ،والسلطة
لكفار مكة ،و من أجل مصلحة الدعوة ،ولحماية القلية في مكة التي لو
ي معها السلم ،فل بأس بمداهنة هؤلء وتكليمهم بلغةٍ ل َيفهمها َفنيت فَن ِ َ
إل المثقفون من كفار مكة.
فل بد من دعوة جادة لجميع المفكرين الحرار من كفار مكة لـ)الحوار( من
أجل التعايش ،ول بد من كتابة بيان ل َيفهمه إل المثقفون من كفار مكة
مرِ ،بناء على الهداف المشتركة فيما فيه صالح )قريش(، مث ْ ِ
لعقد حوار ُ
و)مكة( ،و)البشرية( جمعاء...إلخ.
دهندوا لو ت ُ ْ
ت هيهات :فقد نزل قوله تعالى فل ُتطع المكذبين ،وَ ّ ولكن هيها َ
هنون ،فكان ثبات النبي وصحبه تمزيقا ً للوحدة الوطنية ،وبوادر حرب في ُد ْ ِ
أهلية ،بل جاء صريحا ً )ومحمد ٌ فَّرق بين الناس :البخاري( ،والقرآن اسمه
ل من كتب بيانا ً فيه أق ّ الفرقان ،ولو أن الرسول صلى الله عليه وسلم َ
مهانة وذلة شر ما َيتكّلم به كثيٌر من النبطاحيين أو المنافقين اليوم من َ عُ ْ
– وحاشاه – لجعلوه أميرا ً عليهم.
كل العداوات قد ُترجى مودتها ..........إل عداوةَ من عاداك في
الدين
ـ إن الحكمة وضع الشيء المناسب في المكان المناسب ،والزمان
المناسب ،بالكم المناسب ،والنوع المناسب.
64
دون بحكمة ودراسة منطقية مبنية على اليات فهل أنتم حقا ً تعملون وت ُعِ ّ
والحاديث وأولويات الواقع لتصلوا إلى الكم والنوع والزمان المناسب
للجهاد؟
ب في ساقية الجهاد القتالي إل لكننا ل نرى شيئا ً من إعدادكم َيص ّ
جعة! جع ْ َ
ال َ
جحورها حرصا ً على لقمة إن الباز ل تهاب فئرانا ً ترى الحكمة أن تبقى في ُ
جحورها ،لكنها عيشها ومستقبل أولدها؛ لئل ُتعيد أحداث تدمير النسور ل ُ
تهاب عصفورا ً ي َُقّلم ظفر مخلبه!
ن والكم والنوع، ت بصراحةٍ الزما َ ح ْ
ض َ على أن آيات الله وأحاديث رسوله و ّ
وحسبك منها كلمات) :انفروا خفافا ً وثقال ً – وأعدوا لهم ما استطعتم-
حّرض المؤمنين على القتال - سكَ - ف إل نف َ فقاتل في سبيل الله ل ت ُك َل ّ ُ
جدوا فيكم ظ عليهم – ول ْي َ ِ ن الدين كله لله -واغل ُ ْ حتى ي ُْعطوا الجزية -ويكو َ
غلظة.(...
جنا شبهات من يريد أن يبقى /13/سنة بل جهاد بحجة العداد، وقد عال ْ
دعي أنه وعالجنا من قبل شبهة العداد السلمي والعداد الكاذب كمن ي ّ
يتعلم فنون الخط العربي لتخطيط لفتة أمير المؤمنين ،وسنأتي إلى
الصلحات الجزئية وخطورة النخداع بها...،وكلها ولله الحمد سُتقنع
حف ،إل أن يشاء الله. ج ِ م ْحّرك ال ُ
المنصف ولن ت ُ َ
ب" في دين الله عي أن ل "جهاد َ طل َ ٍ ما من ي ُْلغي الجهاد من دين الله أو ي َد ّ ِ أ ّ
سّناح ّفهؤلء عملء أو جهلء ،ولو حملوا أعلى شهادات "الدكترة" ،وإن َ
من أ َْرذل الشذوذات الفقهية التي عرفها الظن فيهم كثيرا ً فقولهم ذاك ِ
تاريخ الشذوذ الفقهي ،كيف ل وهي تخدم أعداء السلم بما ل مزيد
عليه؟ كيف ل وهي ُتصادم الكتاب والسنة وأقوال العلماء الصريحة
وتصادم سيرة أئمة السلم من لدن الصحابة حتى أيامنا؟
ن من َتشويه منهج! وإسقاط أشخاص أهو ُ
67
ي" المشاهد كّلها؟ فأين أوصى أن ُيدفَن أولم َيشهد "أبو أيوب النصار ّ
سِلم روحه وأين د ُِفن؟ أولم يذكره "ابن حبان" في كتابه من قبل أن ي ُ ْ
"مشاهير علماء المصار"؟
أليس "أبو بكر" من أكبر فقهاء الصحابة؟ فماذا كان رأيه في حرب
الردة مقابل رأي أكثر الصحابة؟ أليس الحلّ العسكري؟ أَولم يكن هو
جهٍ إلى أعتى دولة بقيادة شاب لم يتجاوز ش مو ّ
والفاروق في جي ٍ
العشرين؟
م الفاروق مرارا ً أن يترك الخلفة وَيلحق بالمجاهدين؟ أَولم ي َهُ ّ
د"
ل في "أح ٍ ب" سيد َ القراء في الصحابة؟ أفلم ي ُب ْ ِ ن ك َعْ ٍ يب ُ أَوليس "أب ّ
بلًء حسنًا؟ أولم َيشهد ما بعدها من المشاهد؟
س هو حكيم المة س "أبو الدرداء" من كبار فقهاء الصحابة؟ ألي َ أولي َ
من على الجبل يوم أحد وسيد قراء دمشق؟ ألم يأمره الرسول أن ي َُرد ّ َ
سن البلء حتى قال الرسول) :نعم الفارس ح َ
دهم وحده؟ ألم يكن َ فََر ّ
عويمر(] .راجع "سير أعلم النبلء" للذهبي[.
عبادة بن الصامت" من كبار فقهاء الصحابة؟ ألم يكن أحد أليس " ُ
النقباء ليلة العقبة ،ومن أعيان البدريين؟ ألم ي َشهد المشاهد كلها؟ ألم
يخرج مع فتوح الشام ومصر؟
ن هذه المة "أبو عبيدة" أحدَ السابقين الأولين ،وثاني اثنين أليس أمي ُ
عزم الصديق على توليتهما الخلفة وأشار بهما يوم السقيفة لكمال
أهليتهما؛ هو والفاروق فقال] :قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر
وأبا عبيدة[؟ وهل ُيشير الصديق لخلفة المسلمين بقليل علم ٍ ضعيف
عه عمر ليولَيه الخلفة نظرٍ أم بغزير علم ٍ سديد نظر؟ ألم َيستد ِ
ل ألم َيقتل أباه المشر َ
ك من قب ُ فأبى؟ فكيف وأين مات أمين المة؟ و ِ
ل بلًء حسنا ً في ُأحد ثم ألم يكن في حصار دمشق؟ في بدر؟ أَلم ي ُب ْ ِ
أليس "زيد بن ثابت" كاتب الوحي؟ ألم تكن معه راية بني النجار يوم
تبوك؟ ألم َيعرض نفسه يوم بدر وُأحد لكن الرسول رده لصغره؟ ألم
يكن من علماء الصحابة الفذاذ؟ أولم يمسك ابن عباس بركابه ثم قال:
]هكذا نفعل بالعلماء والكبراء[ ،ألم يروِ "ابن سعدٍ" بإسنادٍ صحيح أنه
]أحد أصحاب الفتوى وهم ستة عمر وعلي وابن مسعود وأبي وأبو
موسى وزيد بن ثابت[؟ بل هو من الراسخين في العلم.
خدري" بقوله] :المام جم الذهبي في سير النبلء "أبا سعيد ال ُ ألم ي ُت َْر ِ
المجاهد مفتي المدينة[؟ ألم َيستصغره الرسول في "أحد" ثم غزا ما
بعدها؟ ألم يكن من أفقه َأحْداث الصحابة؟ ألم َيقل فيه الخطيب] :كان
من أفاضل الصحابة وحفظ حديثا ً كثيرًا[؟
68
عمير" أول من جلس ي َُفّقه أهل المدينة وُيقرئهم أليس "مصعب بن ُ
القرآن؟ فأين قُِتل؟
خرمة" من صغار الصحابة ومن أشراف قريش م ْ ور بن َ مس َ
س "ال ِ ْ ألي َ
س مع ب ضرو ٍ حْز إلى مكة مع "ابن الزبير" في حر ٍ وعلمائهم؟ ألم ي َن ْ َ
صبه حجُر منجنيق في الحصار فُقتل؟ المويين؟ فكيف مات؟ ألم ي ُ ِ
وأول مولودٍ للمهاجرين "عبد الله بن الزبير" ألم يكن كبيرا ً في العلم
والعبادة مع أنه من صغار الصحابة؟ ألم يكن يسمى حمامة المسجد
ش في زمانه؟ س قري ٍلكثرة ملزمته للمسجد؟ ومع هذا أفلم يكن فار َ
شَهد اليرموك وفتح المغرب مَثل؟ ألم ي َ ْ ألم يكن ُيضَرب بشجاعته ال َ
وغزو القسطنطينية ثم كان مع أبيه يوم الجمل؟ ]راجع "سير أعلم
النبلء" للذهبي[.
وام" أليس أحد المبشرين بالجنة؟ أليس أحد الستة وأبوه "الزبير بن الع ّ
أهل الشورى؟ وهل تكون الشورى في زمنهم إل لمن يستحقها من
الوجهاء العلماء الكبراء ليس كأيامنا للسفهاء؟ ومع هذا أليس هو أول
ل سيفه في سبيل الله؟ من س ّ
أليس "أبو هريرة" ] المام الفقيه المجتهد ...سيد الحفاظ الثبات[ كما
س عن صحابةٍ -وهذا جائٌز لنهم ح أنه كان ي ُد َل ّ ُ ترجمه الذهبي؟ وصحي ٌ
ماجه ل َ َ كلهم عدول -لكنه لول أنه كان مع الرسول في بيته وغَْزوه و َ
ح ّ
ل هذا الحديث في غضون أربع سنوات تقريبًا! بل جاء عند صل له ك ّ َتح ّ
ل كثرة أبي داود من طريق "الوليد بن رباح" أنه أجاب من استشك َ
مروياته بذاك الجواب.
فسيد الحفاظ إذا ً لم يكن هاجرا ً للجهاد لنه كان يصحب سيد المجاهدين
على الدوام ،وهو القائل] :والذي نفسي بيده لول الجهاد في سبيل الله
ت أن أموت وأنا مملوك :متفقٌ عليه[؛ لن المملوك حب َب ْ ُوالحج وب ِّر أمي ل َ ْ
محسن لموله له أجران ،وشاهدنا أن أبا هريرة كان ُيجاهد ،ول َيعتزل ال ُ
.
أوليس أكثر فقهاء الصحابة من النصار؟ فأين قبور أكثر النصار؟ في الهند
والسند والشام ومصر....
أين نحن من سيد فقهاء المدينة من التابعين "سعيد بن المسّيب"؟
صِقّلية" "أسد بن
أين نحن من المير القاضي العالم المجاهد فاتح " ِ
ك رحمهم الله الُفرات" الذي تتلمذ على يدي تلميذ أبي حنيفة ومال ٍ
ً بطل جميعًا؟ أما قال فيه الذهبي] :كان مع توسعه في العلم فارساً
شجاعا ً مِقدامًا[ ،وذكروا أنه كان يقول عن نفسه :اسمي "أسد" وهو
خير الوحوش ،واسم أبي "فرات" وهو خير المياه ،واسم جدي "سنان"
وهو خير السلح.
69
أين نحن من العالم الرباني "ابن المبارك"؟ وحسبك أن تقرأ كتابه الذي
صنفه بعنوان "الجهاد".
داًء ل ُيسَبق؟ أولم َيذكروا في أولم يذكروا في ترجمة "البخاري" أنه كان ع ّ
ترجمته أنه كان راميا ً بارعا ً لم يخطئ رميته إل مرة أو اثنتين؟ أولم
يذكروا رباطه على الثغور؟
ض كفاية ،ورحم الله م كان الجهاد فر َ كانوا حقا ً علماء مجاهدين يو َ
سي" ،و"السباعي" ،و"عودة" ،وغيرهم من الذين ما استنكفوا أن "الن ّوْْر ِ
بحْفظ ِهِ فحس ُ يجمعوا الحسنيين العلم والجهاد ،...فالعلم بتطبيِقهِ ل ب ِ ِ
س عالما ً كبيرا ً. وإل كان إبلي ُ
أليس؟ ثم أليس وأليس؟
من َْقَبةٌ في
ـ وهل انقطاع أبي حامد الغزالي رحمه الله عن الحروب الصليبية َ
حياته أم إشارة استفهام؟
خُرجون لول العلماء الربانيون الذين حّرضوا على ـ وهل كان "التتار" ي َ ْ
الجهاد ،وكذا "الصليبيون" و "الُعبيديون".
ـ ارجع إلى كتب التاريخ ،ارجع إلى "تاريخ الخلفاء" للسيوطي لترى بالغ
تحريض العلماء على الخروج على "العبيديين" المارقين.
ت أنت تراجم النووي وابن حجر والسيوطي ونظرت في ـ وهل قرأ َ
مهم بأنهم تخلفوا عن الجهاد؟ أم هي كلمة أنت قائلها؟ س َ عصرهم حتى ت َ ِ
ت شيئا ً وغابت عنك أشياء. يا هذا حفظ َ
خنا اليوم يقولون كلمة الحق ل يخافون لومة لئم كما كان أل ليت مشاي َ
دحون ص َ
النووي يقولها مع سلطان زمانه ،أل ليت مشايخنا اليوم ي َ ْ
بحقائق الحكام كما صدح بها سلطان العلماء ابن عبد السلم مع
د!
ب ول إماميةِ مساج َ ت ول مناص َ ل بُفتا ٍالمماليك ولم ُيبا ِ
أل ليتهم يملكون معشار عزة الشيخ "سعيد الحلبي" الذي دخل عليه ابن
جلسته ،فاغتاظ ابن إبراهيم باشا حاكم مصر وهو ماد ّ رجليه فما غّير من ِ
السلطان وحاول أن ي ُْغرَيه بالمال فقال الشيخ لرسوله :قل لسيدك :من
مد ّ رجله ل َيمد يده...الله أكبر! ما أقواها من كلمة ،أم أننا نكتفي أن يَ ُ
نسرد قصصهم!
كب المجاهدين ،ك َُبرت وبعد هذا َتغمزون أولئك الربانيين بأنهم حادوا عن َر ْ
كلمة قيلت فيهم ،أل حسبنا أن يكون في كل مدينة واحد ٌ فقط من
أولئك الِعظام ،وستأتي أقوال ابن حجر الدامغة قريبا ً إن شاء الله.
كيف َتجرؤون أن ت ُعَّرضوا بأولئك العلماء النبلء كيف؟ وحسبك أن تنظر
في كتبهم لترى أقوالهم في جهاد الطلب وجهاد الدفع وحكمه ومتى
يتحول إلى فرض عين ...وحسبك هذا!
هيا انظر حكم الجهاد عندهم؛ الجهاد الذي يتعثر اليوم كثيرون بأذيالهم
خوفا ً من أن يقولوا :الجهاد فرض عين بل خلف بين أهل العلم البتة من
عهد الصحابة إلى أيامنا اتفق جميع الفقهاء على أنه فرض عين في مثل
70
حالتنا ما دام شبر واحد بيد محتل ،حكم الجهاد اليوم الذي إن سألت
أكثر المشايخ الذين تعمموا وخافوا أن تضيع مناصبهم إن سألتهم عن
حكم الجهاد اليوم تراهم لّفوا وداروا وداوروا...كيل يقولوا كلمة الحق
س في العربية خشية أن يسجلها عليهم أحد "الفسافيس"! ]الَفسفا ُ
ت[. س ،وصار اليوم اصطلحا ً المخابرا ِ س ٌ الحمق والجمع :فُ ُ
ل تقدير لم يكن أولئك العلماء النبلء من المثبطين. وفي أق ّ
ل ما ثاروا على النكليز من الذين ثاروا أو َ ـ ارجع إلى التاريخ الصادق لتعلم َ
من الذين حرضوا على الفرنسيين في بلد الشام، في بيت المقدس ،و َ
ومن الذين قاموا على النكليز في أرض الكنانة مصر ،ومن هم آباء
ثورات ليبيا والجزائر والمغرب....سبحان الله! ما أجهل أبناء السلم
ببطولت آبائهم ،إن العلماء الذين رضعوا تعاليم السلم الصادق الصيل
دوا المجاهدين في أنحاء الرض بالدعم المعنوي ،وهم الذين َ
م ّ هم الذين أ َ
واصلوا الليل بالنهار ولم يهدأ لهم طرف حتى قضوا نحبهم أو كحلوا
عيونهم بطرد المحتل ،فما بالنا اليوم تنكبنا خطاهم...أم أن أرض
الندلس لم تكن يوما ً دار إسلم؟
ة الجهاد الباقية بنص م فرضي َ ـ كذب ُْتم! ل ،ولن يقولها عالم! لن ي ُعَ ّ
طلَ عال ٌ
الحديث إلى قيام الساعة )ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين… يقاتلون
شّهر بهمطهم أو ت ُ َن من الطائفة! فإن لم تكن منهم فل ت ُث َب ّ ْ …( ،فك ُ ْ
ن! شّري ْ ِمع َ َ فَت َ ْ
ج َ
ي ومالك وسواهم ـ ول ت َد َعْ شياطين النس ُتلّبس عليك فأبو حنيفة والشافع ّ
من الفقهاء الجلة لم يكن الجهاد في زمنهم فرض عين ،وقد سدوا هم
كفاية العلم وسد غيرهم كفاية الجهاد وهكذا ،وأما إذا حمي الوطيس
فتراهم ل يهابون أحدا ً في سبيل الله ودونك سيرةَ المام أحمد وعذابه
من أجل الحق ،ودونك سائر الئمة مع حكام زمانهم ،وانظر كلم
"التهانوي" في تحريضه على الهنود والقومية الهندية ،هذا القرطبي
ينقل في تفسيره 8/151عن القاضي أبي بكر ابن العربي في الندلس:
سر َ
ديارنا "أي الندلس" وأ َ َ ]ولقد نزل بنا العدو … سنة ) (527فجاس
ده ،وكان كثيرًا ،فقلت س عَدَ ُ ل النا َدنا في عدوّ ها َ سط بل َ خي َْرَتنا وتو ّ ِ
شَرك والشبكة فلَيخرج إليه للوالي… :هذا عدو الله قد حصل في ال ّ
جميع الناس حتى ل يبقى أحد منهم في جميع القطار فُيحاطَ به
سر لكم الله له ،فغل ََبت الذنوب والمعاصي، ة إن ي ّ فإنه هالك ل محال َ
حدٍ ثعلبا ً يأوي إلى ِوجاره وإن رأى المكيدة بجاره؛ فإنا لله وصار كلّ أَ َ
جرؤون ت كثيرا ً ممن َينتسبون إلى العلم اليوم ي َ وإنا إليه راجعون[ ،أل لي َ
دحوا بأن حكم الجهاد في أيامنا فرض عين على جميع فقط أن َيص َ
المسلمين إلى أن نطرد الغزاة من أنحاء بلد المسلمين.
دعة وت َْر َ
ك وهذا القرطبي َينْقل في تفسيره ] :3/39وعسى أن تحبوا ال ّ
القتال وهو شّر لكم في أنكم ُتغلبون وت َذِّلون وَيذهب َأمركم قلت :وهذا
71
جب ُُنوا عن صحيح ل غبار عليه ،كما اتفق في بلد الندلس َتركوا الجهاد و َ
َ
ل سَر وقَت َ َ القتال ،وأك َْثروا من الفرار فاستولى العدو على البلد ...وأ َ
ت أيدينا م ْ ق ،فإنا لله وإنا إليه راجعون ،ذلك بما قَد ّ َ ست ََر ّ
سبى وا ْ و َ
وك َ َ
سب َْته[.
فهاتوا عالما ً واحدا ً تخلف عن الجهاد والتحريض عند تعّينه! هاتوا واحدا ً
فقط راح ُيثّبط كما يفعل اليوم بعض الدعياء.
سوء عَليمي اللسان ،فعلماءُ ـ وعلى أية حال ل يخلو مجتمعٌ من علماء ُ
دعونهم س بأقوالهم ،وي َ ْ سوء جَلسوا على باب الجّنة َيدعون إليها النا َ ال ّ
موا! قالت أفعاُلهم :ل إلى النار بأفعالهم؛ فكّلما قالت أقواُلهم للناس :هل ُ ّ
ل المستجيبين له! فُهم عوا إليه حقًا؛ كانوا أوّ َ تسمعوا منهم؛ فلو كان ما د َ َ
ّ
في الصورة أدل ُّء ،وفي الحقيقة قُطاعُ طري ٍ
ق:
تقول :اسمعوا! إن ن ُبومـة وكـم َتـنَعق الِغربـان لك ّ
الغراب حكيـم
حقُ الساعي متى ت َل ْ َ فـقل للذي ما زال ُيـجريه نومـه:
وأنت مقيــم؟
شعيـــرا ً فقــل :إن شعر القــوم أمســى-كمــا تــرى- وما دام ِ
الجهول عليـم!!
قد طال نومكمـو إلى ذا الن ة
هبـوا هَّبـ ًـ يا معشر العلماء ُ
مـة اليمــان لله ُتـعلي ك ِل ْ َ يا معشر العلماء قوموا قومـة
جبـان متجـّردٍ للـه غيـر َ ة صادق يا معشر العلماء عزم َ
جة الجهال كل زمـان من ح ّ يا معشر العلمـاء إن سكوتكم
وتعاونوا في الحق ل العدوان يا معشر العلمـاء ل تتخاذلوا
متعاضدين شريعـة الرحمن وتعاقدوا وتعاهدوا أن تنصروا
والله َيخذل ناصر الشيطـان فالله ينصر من يقـوم بنصره
ن منعوه من قول الحق لكنهم لن يستطيعوا أن ما الرباني فإ ْ ـأ ّ
ُيجبروه على قول الباطل.
جوا حد َهُ واحت َ ّ ما أنكر بعضهم على من خاض في الصف وَ ْ ـ وكيف ننسى ل ّ
ح لهم ح َ ص ّكة فقام "أبو أيوب" و َ عليه بـ ول ُتلقوا بأيديكم إلى الت ّهْل ُ َ
كة" المرادة في الية هي ترك النفقة للجهاد فهمهم وأرشدهم أن "الت ّهْل ُ َ
ل في الجهاد ،واستدل عليهم بقوله تعالى :فقاتل في سبيل الله ل
سك؟ ت ُك َّلفُ إل نف َ
فحسُبنا أن نقول لمن عاب على مجاهد ٍ أنه وحده حسبنا أن نقول ما قاله
سك، ف إل نف َ ل في سبيل الله ل ت ُك َل ّ ُ الله تعالى لصفوة خلقه :فََقات ِ ْ
مٌر للنبي بالعراض َ
وهكذا الغرباء ،قال القرطبي في شرحه للية] :أ ْ
جد ّ في القتال في سبيل الله إن لم يساعده أحد على عن المنافقين وبال ِ
ذلك[.
72
ـ كيف ننسى أن " أبا بكر" كان َيرى الحل العسكريّ لقمع المرتدين؟
ث قليل ً مَهرة الصحابة وعلى رأسهم "عمر" يرون أ ْ
ن ن َت ََري ّ َ ج ْ بينما كان َ
عوي، بشأن المرتدين ،كانوا يريدون بادئ ذي بدء الحل السلمي الد ّ َ
َ
خ صواب رأي ت التاري ُ حرصا ً على مكتسبات الدعوة من الضياع ،وأث ْب َ َ
"أبي بكر" مع أنه كان وحده!
مقيتا ً صبا ً َ أفكان صنيع أبي بكر مع المرتدين ومع جيش أسامة ت َعَ ّ
عقا ً
ل" ه! لو منعوني عََناقا ً "وفي رواية ِ ؟! يوم قال] :والل ِ أم ثَباتا ً فريدا ً
مْنعها… :البخاري[، دونها إلى رسول الله لقاتل ُْتهم على َ كانوا ي ُؤَ ّ
جرت الكلب بأرجل أزواج رسول الله ما و]والذي ل إله غيره لو َ
ت لواًء عَقده رسول الله جهه رسول الله ول حلل ْ ُ جيشا ً و ّ ت َ َرد َد ْ ُ
،[ولو حصل معكم اليوم ما حصل معه فهل ت َث ُْبتون َثباته أم "لكل
حّرفون؟! حكم الجاهلية َتبغون وللنصوص ت ُ َ ن رجاله"؟ أفَ ُ زما ٍ
جدون أكثرية الديمقراطية -ها هي أكثرية م ّمن ت ُ َ ها هي الكثرية – يا َ
ل جيش ح ّ من فيهم -رأت أن ي ُ َ الصحابة – وفيهم من الفقهاء والعلماء َ
ب
ب وحده ،ثم آ َ ت إل أبو بكر وكان هو المصي َ أسامة ،ولم ي َث ْب ُ ْ
جميعهم إلى رأيه الصائب ،فما معنى أن َتعيب على مجاهدٍ مقاتل أنه
وحده؟
والحمد لله أنه ليس وحده؛ فمعه من إخوة العقيدة ،ومن حلوة اليمان،
ومن سيرة نبيه الهادي المهتدي ،ومن سيرة الصحب الكرام الصادقين،
ومن قصص العلماء الربانيين ما يَشد ّ أزره! إن شاء الله وحده.
س سوء س صالحون في نا ِ شُر) :طوبى للغرباء…نا ٌ مب َ ّيكفينا هذا الحديث ال ُ
طيعُُهم(.صيهم أكثر ممن ي ُ ِ ن ي َعْ ِ م ْ كثيرَ ،
فرد كفينا أسوتنا ) فوالذي نفسي بيده لقاتلنهم على أمري هذا حتى تَْن َ يَ ْ
ن الله أمره :البخاري(. فذَ ّ وليُْن ِسالفتيَ ،
وسنبقى ماضين على الطريق ،مهما طالت ،ومهما وجدنا من عملء في
وجوهنا ،فالقضية أكبر إنه رب العالمين ،وإنها جنة الفردوس ،وسنبقى
سَلبوا مالي لن أركع، نردد ما ن َ ْ
دموا بيتي لن أركع ،إن َ شأنا عليه :إن هَ َ َ
ل أحبائي وأبي وأخي وأخلئي ،إن أخذوا أمي أو أختي إن َقتلوا ك ّ
حالوهم كالشلء ،لن أركع أبدا ً لن َ
وأ َ
أركع....قادمون...قادمون...قادمون....مسلمون ....مسلمون.
73
مِلناهنا؛ فهذا التزم ،وتلك دنا كثيرا ً من ع َ 5ـ فإن قالوا :لكننا أفَ ْ
جبت ،والخير في زيادة ،ولم تستفيدوا أنتم من القتال إل الويلت تح ّ
ة من ت ،والحقيقة أن المجاهدين المقاتلين ثل ٌ والتراجع إلى الخلف سنوا ٍ
الفاشلين ضاقت عليهم الحياة أو انتكسوا مرارا ً في دراستهم أو
تجارتهم فلم يجدوا إل الجهاد راحة لهم ،فالعيش في سبيل الله أصعب
بكثير من الموت في سبيل الله؟ فأين نتائج قتالكم؟!
فقل لهم:
ـ ماذا َينفع الغريق إن كان إصبعه جافًا؟
ك مغازلة النساَء أو آخَر ب ت ََر َ ـ كم هم سطحيون أولئك الذين ي َك ْت َُفون بشا ّ
ت عن أخرى ل إسلمية ،أو غنَ ْ جَبت أو لعبةٍ إسلمية أَ ْ ح ّ
التحى أو فتاةٍ ت َ َ
ة
ة ،أو مجلةٍ حائطي ٍ سد ّ أخرى فاجر ٍ دت مَ َ CDألعاب إسلمية للصغار س ّ
ملهٍ ليليةٍ منتشرة ،أو إعلم ل َ ظ للقرآن مقاب َ في مسجد ،أو معهد تحفي ٍ
م البلد والعباد. شا وفسادٍ َيع ّ مفسد يبث آنيًا ،وُر ً
كم هم سطحيون أولئك الذين ي َن َْتشون بإصلحات جزئية وَيغُفلون عما هو
أكبُر وأخطُر!؟
ن أطعم رجل ً لم يأكل منذ سعَد ُ أ ْ ة ذاك الذي ي َ ْ ـ بل ما أعمق )!!( سطحي َ
أسبوعين ،وهناك آخُر بجواره غارقٌ يستغيث الناس أنقذوني أنقذوني؟
م به من إنجاز! َ
وأنعِ ْ
ة في الذاعة ن بنى مسجدا ً أو ألقى كلم ً ـ ما أعمق )!!( سطحية من يفرح أ ْ
كة! وهو هال ِ َ
ل في زاوية ميتة من جريدة حكومية َ سمح له بنشر مقا ٍ أو ُ
ل يكاد يفرغ للتفكير بالمسائل الِعظام.
ما ً فأتب ِعْ رأسها الذنبا شه ْ َ إن كنت َ ن ذنب الفعى وترسَلها ل تقطعَ ْ
أما من كان عاجزا ً عن قطع الرأس فعليه أن ي ُعِد ّ لقطع الرأس ل أن
ينشغل بقطع الذَنب ،فكيف بمن ينشغل بالعداد لقطع الذنب! فكيف
بمن يترك العداد للقطع و يبدأ العداد ليدخل "كلية العلم" عسى أن
حذّر الناس من أخطار لي َُيسمح له يوما ً ما بقناةٍ فضائية بل قيد أو شرط ُ
الفعى وسبل الخلص منها ،ولينشر آراءه وأفكاره السلمية؟
مه العداد فكيف ـ قل لي ـ بمن ل يفكر حتى بالعداد لقطع الذَنب وه ّ
طين بدل الحور العين ـ إن جاز التعبير ـ!؟ وهم للزواج من حور ال ّ
سبون أنهم ُيحسنون صنعا ً. ح َ يَ ْ
مون س ّدفة في السواق تزيد أم تنقص؟ هل من ي ُ َ مه َ ّ
ـ وهل الكتب الدينية ال ُ
ب والندوات خط َ ُ بالدعاة يزيدون أم ينقصون؟ هل المحاضرات وال ُ
وأشرطتها تزيد أم تنقص؟ وبالمقابل هل الفساد والفساد يزيد ُ أم
ص؟ وبدقة أكبر :أيّ النسبتين أكبر :اقتراب الناس من الدين أم ينُق ُ
ابتعادهم؟
74
ج الواقعُ يناديه :أيها المنهج إنك ل ت َِفي مقام على نه ٍ فأيّ معًنى إذا ً لل ُ
كم يا هؤلء ليس بالغرض؟ وكتاب الله يناديه انفروا خفافا ً وثقال ً فد ََواؤُ ُ
بدواٍء يرضي الله ،دواؤكم إن نفع فللتخدير ليس إل ،وأما الشفاء فهذا
عنه بعيد.
َ
شأِتهم في المسجد منذ دنا السيطرةَ على سلوكهم رغم ن َ ْ ـ كم هم الذين َفق ْ
صغرهم ،فقدناها لقوة قوى الفساد وقصور أو تقصير قوى الخير
والرشاد ،تقصيرها بالخذ بذروة سنام هذا الدين!
ل بها خبيرًا. س ْ ل خبير ،فَ َ أجل! فقدناها ،والمثلة كثيرة ،ول ي ُن َب ُّئك ِ
مث ْ ُ
فل معنى لتطويل القيـام مقام على حرام إذا كان ال ُ
سمحت ـ ول يخفى أن أكثر الحكومات تساهُل ً قد وضعت خط ّا ً أحمَر ،ثم َ
ذج أن ي َْرَتعوا قبله ما شاؤوا ،حتى إذا ما قاربوه أكلوا الضربة س ّ لل ّ
الحكومية قبل أن َيصلوا.
صّرون أن ُيعيد وسبحان الله! شاء أقوام أن ل يعتبروا من التاريخ فتراهم ي ُ ِ
الزمن دورَته ،حتى يأكلوا الضربة تلو الضربة إلى التي قد تكون
ة!القاضي َ
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه :آلحكمة أن نسعى جاهدين لبلوغ الخط
الحمر أم لستئصاله؟!
دقون حقا ً أن "هندسة العمارة" سُتلغيه؟ أو أن القصص والروايات ص ّ وهل ت ُ َ
سفه؟ فما لكم كيف تحكمون؟!!!! ست َن ْ ِ
قنا ناس منذ عشرات السنين ،فرفعوا سبَ َ
ت فقد َ ت ثم فعل َ ـ ومهما فعل َ
تل ،وإن شئ َ شعار "الجهاد سبيلنا" ،لكن كثيرا ً منهم لم ي ُط َّبقوه إل قلي ً
فقل :طّبق أوائلهم كثيرا ً منه ،ولكن ُانظر أين هم الن؟! سجين أو طريد ٌ
ك الله عنهم وهدانا وإياهم سواء السبيل؟! ظوٌر ،ف ّ ح ُ م ْ أو َ
ت بالمعروف مْر َ صن ّْفت وأ َ مت و َ مث َُلك الن مهما َرّبيت وهَذ ّْبت وعَل ّ ْ ـ فما َ
مث َُلك ـ في أحسن أحوالك ت المشاريع الخيرية ما َ ونهيت عن المنكر وأقم َ
مي ّا ً ُ ُ
مع أودع السجن ظلما ً فرأى فيه أ ّ مس ِ دع وداعية عامل ُ مب ْ ِب ُـ إل كطبي ٍ
ل يكاد ُيبين فَعَّلمه ـ إذ هذا ما يستطيعه الن ـ فلما قيل له بعد َ /10/
ي حتى ت هذا الم ّ د ،وقد عّلم ُ ل ُاخرج قال :ل! أنا ل أزال أ ُ ِ
ع ّ ض ْسنوات :تف ّ
غدا طبيبا ً داعية ،وسيأتينا غدا ً مزيد ٌ من السجناء فُنعلمهم حتى نصل إلى
الدرجة المناسبة من العداد فنستطيع أن ُنخرج جميع السجناء من
؟!سر َ
ال ْ
ي ـ مع أنه طبيب ـ ولو كان حقا ً صادقا ً نعم منطقنا كمنطق هذا السطح ّ
ب في ساقية القتال ،ل كي َ
ف ص ّو ما ي َ ُ لعّلمهم "كيف القتال؟" أ ْ
ة البيان ـ على أهمية التجويد والعربية ـ؟! ة لغ ُتجويد ُ القرآن أو العربي ُ
حي ّهَل ً بالعلوم الشرعية الك َِفائ ِّية جميعها، اللهم إل إن انتهى من العداد فَ َ
ضْرب المستحيل. مع أن الجمع بينها وبين الجهاد القتالي ليس من َ
75
ل هذه حال الجيد العامل فيهم ،ل ي َْفتأ ُ يردد :ليس لنا مجال إل هذا ج ْ َ
أ َ ـ
ْ
من ل في العِْير الذي نحن فيه! ولهؤلء ُقل ول ت َت َل َك ّأ! :صدقتم أنتم خير ِ
م ّ
ن رسولنا نب َّأنا عن ول في النفير ،ممن ل يعملون أصل ً للسلم ،لك ّ
صَفَتها )يقاتلون( ،فهل بحثتم عنهم؟ ومهما كانت الطائفة المنصورة وأن ِ
هبون أو ب في مجال :ت ُْر ِ ص ّ المجالت التي َتعملون فيها فانظروا :هل ت َ ُ
ة للقتال ل للنكاح أو المهرجان أو الحتفال. دون" حقيق ً )ُيقاِتلون( أو "ي ُعِ ّ
ة في ِفنجان! إن حصيلة عمل هؤلء في أحسن أحواله ل يتعدى زوبع ً ـ
؟! حتى وإن سميناها زوبعة! قولوا لي :ماذا وماذا تفعل مثل هذه الزوبعة
تنفع هذه الصلحات الجزئية إذا كانت مقاليد المور ب ِي َدِ من ل يبالي
طهم الَعلماني اللديني؟ خ ّ ة لنها في الواقع ل ت ُؤَّثر على َ كم َبال َ ً بإصلحات ِ ُ
دم هجرتهم من مكة قبل فتحها من يد َ
بل إن المسلمين الذين أِثموا بع َ ـ
ؤدة وهدوء عن طريق نشر دعوا بت ُ َ شْرك ،هؤلء كانوا يستطيعون أن ي َ ْ ال ّ
ف اليدي" الكتب والشرطة والمحاضرات تماما ً كما تفعل مدرسة "ك َ ّ
ول ة ـ أن الجهاد القتالي تح ّ ف ال ْب َت ّ َاليوم!!! رغم اتفاق العلماء ـ بل خل ٍ
دم الذين قََبعوا في مكة ي على القل لعدم الك َِفاية ،فماذا ق ّ اليوم إلى عين ّ
ة أنفسهم؟ بعد هجرة رسولنا إل أذي َ
نعم لك أن تقول" :إنني هنا ُأفيد وأعمل للسلم" لو كانت نتائجك على ـ
سك ت نف َ م َ مستوى الحداث ،لك ذلك ما لم ُيوجب عليك ربك ـ الذي أسل ْ
ي أن أعمل هنا ب عليك سواه ،وليس لك أن تقول" :عل ّ ج ْ إليه ـ ما لم ي ُوْ ِ
في بلدي بدعوتي السلمية دون أن أنظر إلى النتائج"؛ لن من ُيقاتل
جا ً بسلحه ثم يقول" :سأعمل ولن أبالي بسوء ج ّمد َ ّ بسكينه عدوا ً ُ
فهم السلم؛ لنه ما أخذ بالسباب التي أمره ب ما َ ِالنتائج" ،فهذا ول َري ْ َ
المولى بالخذ بها ،بينما المقاتل في سبيل الله الذي يفعل ما أمره الله،
در استطاعته وأعدوا لهم ةة ةةةةةةة من قوة ثم ويأخذ بالسباب ق ْ
صد ح ُ خاها فهذا ينال أجَره ولو لم ي َ ْ ج التي ت َوَ ّ يقاتل فُيقَتل أو ل ي ََنا ُ
ل النتائ َ
ماةِ جبل "ُأحد" ل مع ُر َ ص َح َ ج في الدنيا ـ مع وجود الخلص ـ كما َ النتائ َ
الذين ث ََبتوا لكنهم لم يَروا نتيجة عملهم وُقتلوا ،فكم هو مسكين من
يقول :قاِتل بالسيف في عصر الذرة ول تنتظر أو ل تَنْظر إلى النتائج؟!
جز عما سواه[. ]اللهم إل إن ع َ
مْرنا بالهجرة والجهاد القتالي فل معنى لقولك" :أنا ُأفيد البلد ُ
فبما أننا أ ِ ـ
هنا" أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن ....؟ ،ثم
إن ما تعمله هنا تستطيع عمَله في ذاك البلد السلمي تعّلما ً وتعليمًا ،بل
ت أو إن ذاك البلد السلمي ـ إن ُوجد ـ لهو أشد ّ حاجة لمثالك طبيبا ً كن َ
ت "مكة " فعليك بـ جدب َ ْة من بلدك ،وإذا أ ْ صيدليا ً أو كيميائيا ً … أشد ّ حاج ً
دنا ربنا بما مات عليه رسولنا ل بما "المدينة" -والواقع يؤيد ،-وقد تعب ّ َ
م
مَ َ
ث على ب َْعث جيش أسامة! وهاقد ي َ ّ ل ،وقد مات على الح ّ ُبعث به أو ً
76
س من مكة ثم إلى المدينة ،وأنت ل تزال في هذه ما ي َئ ِ َشط َْر "الطائف" ل َ ّ
المدينة!
َ
جد النتائج عندها نقول :ل تْيئسوا ما م نَ ِمَرنا الله به فل َ ْ ـ فإن كنا نفعل ما أ َ
دمتم ت ُط َّبقون أمر الله بالنفير ،فقد ب َِقَيت الحروب الصليبية /90/سنة ُ
مغَْلق ل صلة فيه ،وَنزع القرامطة الحجر السود /41/سنة من والقصى ُ
مكانه حتى قال الُقرمطي" :أين الطير البابيل"؛ وكذلك في عصرنا أ ّ
كد
مدمن قبلهم ص َ الخبراء أن الحرب في الشيشان لن تزيد على /3/أيام ،و ِ
"أهل البوسنة" العُّزل ووقفوا ل أمام الصرب بل أمام تآمر العالم كله،
ة ،مات مي ّ ً
سل ِ من قبل هؤلء وهؤلء مات "حمزةُ " ولم ي ََر دول ً
ة إِ ْ و ِ
من مات عند "النجاشي" جد َ النبي ،مات َ م ْ ة بن ن َوَْفل" ولم ي ََر َ "وََرق ُ
وما رأوا انتشار السلم ،لكنهم ما ت ََزعَْزعوا لنهم كانوا يفعلون ما أمرهم
ل" :ل تنتظر النتائج ل بالسكين في زمن الذ ّّرة ثم أقو َ ما أن أقات َ الله به ،أ ّ
فل" فهذا ُزوٌر وت َل ْب ِي ْ ٌ
س!
حن َْين". ُ
بل إن النصر قد يتأخر لمعصية بعض القوم كما حدث في "أحد" و" ُ
ـ وعد إلى رقم 5من جواب "لماذا القتال الن؟" لترى إثبات عدم كفاية
العدادات السلمية لوحدها ،وعد إلى جواب شبهة التربية اليمانية لترى
المزيد.
ي أحد المصلين يرتكب المنكرات فهل نطالبه بترك الصلة؟ لن ـ وإذا بق َ
كر ،فهذا –على طريقتهم من ْ َ
الله قال :إن الصلة تنهى عن الفحشاء وال ُ
في الستنباط – ل يَستفيد من صلته فْليتركها إلى عمل سواها!!!!
فلهؤلء المتناقضين نتوجه بسؤال دموي:
• ما هي ضوابط النجاح عندكم؟ * أو :كيف نحكم على "فلن"
أنه ناجح أو فاشل؟
ـ هل النجاح بالشهرة؟ فإبليس إذا ً أكبر ناجح ،و"مايكل جاكسون" ،و"نزار
قباني" ،من أكبر الناجحين؟
ملك أو المال أو المناصب؟ فـ"فرعون" ،و"هامان"، ـ هل النجاح بال ُ
و"قارون" ،و"صدام" من أكبر الناجحين!
مرّ رجل ب من الناجحين إذًا!! وقد ) َ سب؟ فأبو ل َهَ ٍ ح َ ـ هل النجاح بالنسب وال َ
على رسول الله فقال لرجل عنده جالسٍ :ما رأيك في هذا؟ فقال:
شفع أن ب أن يُنكح وإن َ َ ط َي إن خَ َ ر ّ رجل من أشراف الناس؛ هذا والله حَ ِ
مّر رجل فقال له رسول الله :ما فع ...فسكت رسول الله ،ثم َ ش ُّي َ
رأُيك في هذا؟ فقال :يا رسول الله! هذا رجل من فقراء المسلمين! هذا
مع
شّفع ،وإن قال أن ل ُيس َ كح ،وإن شَفع أن ل ي ُ َ خطب أن ل ي ُن ْ َ حرِيّ إن َ َ
مْثل هذا: من ِ لء الرض ِ م ْمن ِ لقوله ،فقال رسول الله :هذا خيٌر ِ
البخاري( ،وفي روايةٍ أخرى للبخاري أن المسؤولين كانوا جماعة...) :ما
تقولون في.(...
77
ت؟ فـ"حمزة" الذي لم ي ََر فتح مكة من زرع َ
ْ صدِ نتائج ما ح ْـ هل النجاح ب َ
س والروم من الفاشلين؟!!!! و"أبو بكر" الذي لم ي ََر انهيار فار َ
الفاشلين؟!!! و"أبو أيوب النصاري" الذي لم ي ََر فتح "القسطنطينية" من
الفاشلين؟!!! و"السلطان محمود الزنكي" الذي لم ي ََر عودة القصى من
الفاشلين؟!! والله المستعان عندما تنقلب الموازين!
ابا فقال :هاجرنا مع النبي نريد وجه الله، خبّ ً
دنا َ وقد أخرج البخاري) :عُ ْ
فمنّا مَن مضى لم يأخذ من أجره شيئاً؛ منهم فوقع أجرنا على الله؛ ِ
دت طْينا رأسَه بَ َ مرةً ،فإذا غَ ّ "مصعب بن عمير" ُقتل يوم أحدَ ،
وترَك َن ِ
طينا رجليه بدا رأسه( ،ومراده لم يأخذ شيئا ً من أجره رجله ،وإذا غَ ّ
الدنيوي.
س فانكسرت على ولو ت ََعاَقب 100رجل على صخرة ُيحاولون كسرها بفأ ٍ
ما السطحي فيرى هذا، يد آخرِ رجل فهل هو الناجح وكلهم فاشلون؟ أ ّ
لكن ذا الّنظرة العميقة يرى أن النتيجة هي تراكم جهود أولئك ،وشاء
من شاء. الله أن يكون قِطافها على يد الخير ،والله َيصطفي َ
دد رأسك؟ لكن محمد بن عبد الله ـ هل النجاح بأن تبتعد عن كل ما ي ُهَ ّ
الرسول الحكيم يرى خلف رأيك!!!! لنه يرى أن )أفضل الجهاد كلمة
حق عند سلطان جائر :أحمد والحديث صحيح( ،فهو عند رسول الله
جه أنت في من أفضلهم ،فكيف تتجرأ وت َُز ّ من الناجحين بل أفضُلهم أو ِ
زمرة المتهورين أو الفاشلين؟!!!
ت إل ـ هل النجاح أن تعمل بما تعلمتَه من علوم دنيوية للنفع العام فل تمو ُ
ي" لسنوات؟ ت في "عيادتك" ،أو صيدليتك" ،أو "مكتبك الهندس ّ وقد عملْ َ
فـ"محمد عطا" صاحب الدراسات الراقية في "ألمانية" الذي ت ََرك
ت فقل :استفاد دراسته جانبا ً وخطط للغزو إذا ً من الفاشلين؟ وإن شئ َ
مل دراساته العليا! صله حتى اللحظة عمليًا ،لكنه لم ُيك ِ بما ح ّ
معونة" وهم صفوة الُقّراء زمنَ النبوة ،قُِتلوا واحدا ً من قبله شهداء "بئر َ و ِ
ب لهم ،فهل هؤلء من الفاشلين؟ ص َ در ن ُ ِ ن من الغَ ْ كمي ٍ واحدا ً في َ
حّر القتل فيمن ت َب َّقى من الُقّراء ،فكانوا إذا ً من ست َ َ
وفي حروب المرتدين ا ْ
المجاهدين ل القاعدين ،وكونُ الرجل من "الُقّراء" في زمنهم كشهادة
ف بدرجة ممتاز جدا ً عندنا!!! شر ٍ
حد الديان؟ فمحمد ـ هل النجاح أن ندعم العولمة واندماج والحضارات وتو ّ
فاشل كبيرعندكم!! كيف ل وقد روى لنا المام البخاري في صحيحه
)ومحمد ٌ فَّرقَ بين الناس(؟ وأخرج أبو داود والحاكم في حديث صحيح
طمة ،فإذا قيل: مْته ل َ ْ)...فتنة الد ّهَْيماء ل ت َد َعُ أحدا ً من هذه المة إل ل َط َ َ
انقضت َتمادتُ ،يصبح الرجل فيها مؤمنًا ،وُيمسي كافرا ً حتى َيصير
ن ،ل ِنفاقَ فيه، ط إيما ٍ فسطا ِ فسطاطينُ : الناس إلى ُ
78
ن فيه ،فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من ق ،ل إيما َ ط نفا ٍ فسطا ِ و ُ
يومه أو غده(.
درات ،والشدائد ،واللواء؟ فالنبياء مك َ ّ
ـهل النجاح بأن َتصفوَ حياُتك من ال ُ
عندك إذا ً -وحاشاهم -من الفاشلين! لن )أشدّ الناس بلء الأنبياء ثم
سب دينه :البخاري(. لُ ،يبَتلى الرجل على ح َ ل فالمث ُ المث ُ
أفلم ُيبتلى نوح بسخرية قومه؟ أولم ُيبتلى يعقوب بضياع ابنه؟ أولم ُيبتلى
يوسف بالعزيز :امرأِته وسجِنه؟ أولم ُيبتلى زكريا ويحيى بقتله وحّز
شد ّ الحجر على بطنه؟ ثم أوََلم رأسه؟ أولم ُيبَتلى رسولنا وصحبه ب َ
شْرنا رسولنا بنصر ربه؟! )ل تزال طائفة من أمتي على الدين ي ُب َ ّ
ضرّهم مَن جَابههم إل ما ظاهرين ،لعدوهم قاهرين ،ل َي ُ
واء ،حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك :رجاله ثقات كما أصابهم من لَ ْأ َ
قال الهيثمي ،والحديث حسن وله شواهد(.
مِنعوا من حقوقهم المدنية إذا ً ب /3/سنين ،و ُ شع ِ شّهر بهم في ال ّ والذين ُ
هم جميعا ً من الفاشلين!
ـ هل النجاح أن تكون مع الكثرة الكاثرة؟ فالنبياء كلهم فاشلون بنظرك
وأي بشارة أحلى من هذا الحديث الصحيح: ّ ة في قومهم! لنهم كانوا قل ً
صيهم أكثر ن ي َعْ ِ
م ْ
س سوء كثيرَ ، س صالحون في نا ِ )طوبى للغرباء…نا ٌ
طيعُُهم(.
ممن ي ُ ِ
شرات السنين تفكر ـ هل النجاح بأن تعمل كثيرا ً من الطاعات ثم بعد عَ َ
سَلم ثم دخل القتال فُقتل من الفاشلين؟ لكن َ
بالقتال؟ إذا ً فهذا الذي أ ْ
جَر كثيرًا(. ُ
ل قليل ً وأ ِ م َالرسول نبأنا مادحا ً له) :عَ ِ
ـ هل النجاح بمقدار المنجزات التي يحققها الفرد أو الجماعة أو الدولة
ملمته أو شعبه؟ لكن رسول الله نّبأنا خلف ذلك فقال) :سََبق دره ٌ
م(! مع أن 100ألف درهم ُتطعم من الفقراء والمساكين مئة ألف دره ٍ
ل؛ لن له أكثر من درهم ،ومع ذلك كان الدرهم أسبقَ والمتصدق به أفض َ
ما ذاك فكان عنده المال الوفير ،فـ درهمين ،فكأنه تصدق بنصف ماله ،أ ّ
100000درهم ٍ ليست شيئًا؛ فيا هؤلء ل ت َغُّرّنكم المنجزات المادية.
ـ هل الناجح من كان ذا تلميذ كثيرة؟ أو ذا دروس كثيرة؟ أو ذا مجموع
ل؟ أو ذا شهادة دنيوية متميزة بدرجة متميزة؟ عا ٍ
من َنجَح في امتحان الدنيا من رآه الله ورسوله ناجحًا؟ الناجحَ : ـ الناجحَ :
لدخول نعيم الخرة ،ل َيختلف في هذا مؤمنان عاقلن؛ فأكبر طبيب
ت عليا ت عليا في الهندسات إلى شهادا ٍ جمع مع طبه شهادا ٍ جّراح إذا َ َ
في علوم الشريعة إلى ما تشاء من الخيال… لو كان كل هذا لغير الله
م فهذا فاشل ،ولو قالت الدنيا بلسان إبليس :إنه ناجح ،ولو نال أكبر ك ّ
ونوٍع من شهادات المتياز.
79
صل الليل بالنهار يتعبد الله بألوان النوافل تاركا ً جلس امرؤٌ ي ُ َ
وا ِ ـ ولو َ
للفرائض فهذا فاشل.
ـ والذي يأخذ بالسباب كلّها فيدرس مواده الدراسية على مدار السنة أول ً
ض يمنعه من الذهاب إلى المتحان ،فهذا ناجح عند فأول ً ثم ُيفاجئه مر ٌ
العقلء ،فاشل عن السطحيين ممن قَلبوا الموازين ،أو انقلبوا مع
القاِلبين.
صّفة" ممن لم ينالوا حتى شهادةَ البتدائية ،ولم يكن لهم ـ فهل "أهل ال ّ
ة
صّف َد ،بل لم يكن لهم بيت ُيؤويهم إل ُ ت مفروش ول غسالة ول بّرا ٌ بي ٌ
المسجد ،ول أهل لهم ول مال ول أحد ،بل لم يكن لديهم طعام ،حتى إذا
ث بها إليهم ،لكنهم جّندوا أنفسهم وحياَتهم ة ب َعَ َ
أتت الرسول صدق ٌ
ب العظام فاشلون؟ ح ُ ومستقبَلهم لخدمة السلم ،هل هؤلء الص ْ
أجيبونا!
إنهم لم َيجلسوا يضربون أخماسا ً لسداس لـ"تأمين مستقبلهم" الدنيوي؛
ت فل ت َْنتظر المساء :البخاري لنهم ي ُط َّبقون عمليا ً ل لسانيا ً ]إذا أَ ْ
صبحْ َ
ب الناس لهم ،بل لم ي َك َْترثوا من عَي ْ ِ جُلوا ِمن قول ابن عمر[ ،إنهم لم ي َوْ َ
إل برضا المولى عنهم ،وكيف ذاك؟ إنه بمقدار خدمتهم للسلم ،وقد
مئة ،ومنهم أبو حلية" فزادوا على ال ِ سَرد أسماءهم "أبو ُنعيم" في "ال ِ َ
هريرة وهو من فقهاء الصحابة الكبار بل هو سّيد الحّفاظ ،وله قصص
طريفة مع الجوع.
غوا أنفسهم لخدمة الدين أم لم تتيسر لهم صْرف النظر الن هل هم فّر ُ وب َ
"فرص العمل" في المجتمع فاضطروا؟ فهم في كلتا الحالين من
الناجحين ،وليت أحدَنا يكون كمعشار "أبي هريرة" علمًا.
ـ بل الدق أن نقول اليوم :إن ضابط النجاح هو بمقدار إعلء كلمة الله؛ لن
مْرجفين َيظهرون بمظهر الحكماء ذلين وال ُ خ ّم َخّلفين وال ُ م َكثيرا ً من ال ُ
مَترّويين الخادمين للسلم والعاملين له؛ فالزخرفة السلمية ،وتعليم ال ُ
مع لمسابقات أو تعّلم الخط السلمي ،والجلوس ليام أو شهور وهو ي َ ْ
ج َ
ضّر" يومَ جَهالة ل ت َ ُ م ل ي َن َْفع و َدق فيها" :عِْل ٌ اسمها "إسلمية" وأكثُرها َيصْ ُ
ة للدين!!! خدم ٌ الدين ،كل هذا عند أولئك ِ
لذا فالدقة أن يكون المعيار اليوم :مقدار إعلء كلمة الله؛ فأمريكة ل ُتمانع
ت َتفعل مثل هذا ،بل تشجع مثل هذا من ْ
بل ل ت َأَبه بك مهما جلس َ
مّيات ،فكل هذا لن ُيعيد شبرا ً واحدا ً من أراضينا المحتلة. سل ْ ِ
ال ّ
شانئين للمجاهدين المقاتلين قل لهم :حسُبنا أننا استفدنا من ـ فلهؤلء ال ّ
مَرنا! فهل يقال :لَ ْ
م َ
ضا مولنا عنا ،حسُبنا أننا نطيع ربنا فيما أ َ القتال رِ َ
نستفد ْ من أمرك يا رب!!!!!
80
ج من بيته مهاجرا ً إلى الله ورسوله ثم ي ُد ْرِ ْ
كه من َيخر ْ ـ حسبنا قوله تعالى و َ
الموت فقد وََقع أجره على الله ،فأيّ وضوٍح بعد هذا؟ وقد مّر معنا من
قليل ما حكاه خّباب.
صْته فرسه أو صل في سبيل الله فمات أو قُِتل أو وَقَ َ من فَ َ ن) َ ـ حسبنا أ ّ
حْتف شاء الله ،فإنه شهيد مة أو مات على فراشه بأي َ بعيره أو لدغته ها ّ
جدنا نتائج وإن له الجنة( أبو داود والحاكم وهو حسن ،فسواٌء علينا وَ َ
مّنا الخرة. ض ِ
منا َطاعتنا لمر ربنا في الدنيا أو ل ما د ُ ْ
ـ يكفي أن المجاهدين أينما كانوا ُيشعِرون المة بعزتها بعد هزيمتها النفسية!
م يستطع "الدب الروسي" هزيمة الفغان مع أن نسبة الفقر كيف ل؟ ول َ ْ
ج "روسية" من ن ـ أيّ برلمان ـ بوسعه إخرا ُ فيهم ،%90وهل كان برلما ٌ
بلد المسلمين؟ وسيفقأ التاريخ عيون المتخلفين عن الجهاد بنصرة عبادة
اليوم على أمريكة ،وإن غدا ً لناظره لقريب) ،ولكنكم تستعجلون:
البخاري( ،اللهم فنصرك الذي وعدت.
ما متى ح في الحديث ،أ ّ ـ ستعود الخلفة ولو بعد حين وسُتفَتح رومّية كما ص ّ
فليست مهمَتنا ،وإنما ك ُّلفنا بالعمل والنتائج لله؛ فكثير من الصحابة ُقتلت
ولم تَر النتائج ،فقولوا إني لجد ريح يوسف.
ـ وهكذا قال المنافقون فيما مضى ،قالوا بعد غزوة "الّرجيع" :يا ويح هؤلء
دوا رسالة كوا هكذا! ل هم أقاموا في أهليهم ول هم أ ّ المفتونين الذين هَل َ ُ
سِلموا ول هم استطاعوا إزالة الكفر الذي صاحبهم ،وسيقولون :ل هم َ
ُ
يحاربونه ول هم أقاموا دولة السلم …! سيقولونها كما قالوا بعد أحد:
]ارجعوا إلى دين آبائكم[ ،سيقولونها إن وقع مكروه أو تعّرض المجاهدون
للسجن أو التعذيب أو القتل سيقولون :دعوها فإن هذا سبب هذه
جبك من الناس من ي ُعْ ِ المصائب أضاع مستقبلكم ولم تتحقق أمانيكم ،و ِ
خصام ،فقل قوله في الحياة الدنيا وُيشِهد الله على ما في قلبه وهو ألد ّ ال ِ
جانا الله منها. عدْنا في مِّلتِكم بعد إذ ن ّ لهم :قد افترينا على الله كذبا ً إنْ ُ
ـ يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين كفروا وقالوا لخوانهم إذا ضربوا في
الرض أوكانوا غُّزى :لو كانوا عندنا ما ماتوا وما ُقتلوا!! ِليجعل الله ذلك
حسرة في قلوبهم ،والله ُيحيي ويميت ،والله بما تعملون بصير.
ـ وهل يقال :ماذا استفاد علي من محاربة معاوية ؟ هل يقال :ماذا
استفادوا من "ُأحد" ومن "َبلط الشهداء"؟
لخدود" الذين ا ُْلقوا جميعا ً كبارا ً ـ هل ُيقال :ماذا استفاد مؤمنو "أصحاب ا ُ
وصغارا ً في أتون نارٍ في مقبرة جماعية!! ...هم الذين مدحهم ربنا في
"سورة البروج".
ـ ماذا استفاد من قام إلى سلطان جائر فوعظه فقتله السلطان؟ إنه في
خَرق ،فاقد للحكمة بعيد عن التزان! فل السلطان اتعظ نظركم متهور أ َ ْ
ول لحياته أبقى!
81
لكنه بنظر سيد الحكماء أفضل الجهاد! )أفضل الجهاد كلمة حق عند
سلطان جائر :أحمد والحديث صحيح( ،فإن لم تكونوا أمثال هؤلء البطال
سك َّتم وحفظتم ماء وجوهكم! فهل َ
ـ كم هم ساذجون أولئك الذين ي ُل َْقِلقون كالببغاوات قائلين :ما أن انتهى
س المجاهدين فيما بينهم؟! كم هم ب َُلهاء! الجهاد الفغاني حتى صار بأ ُ
عملء خبثاء! وإن شئت فقلُ :
كى عليه وحارب السلم بهذا المال، مَز ّ كيت ماَلك لفلن فارتد ال ُ فلو أنك ز ّ
دثَ ليس إل ت تترك الزكاة من أصلها أم تذم المنحرفين؟ وما حَ َ كنْ َأفَ ُ
هزم الله على يدهم هم واحدة َ ن الله الكونية؛ إذ لما كانت ي َد ُ ُ سن َ ِمن ُ
حد انتصرنا حهم ،فبالتوَ ّ هبَت رِي ْ ُشلوا وذَ َ جيش روسية ،فلما تنازعوا ف ِ
منا ،وهيهات أن يؤديَ الجهاد إلى اختلف المسلمين! وبالتفرق هُزِ ْ
َ
م جهاد َ /13/سنة ،ثم أَلم َيرتد ّ أحد ُ م اختلَفهم الن ول ي َذ ُ ّ والمنصف يَذ ُ ّ
سرْح[؟ أفَُيلم الرسول لنه جعله ك ُّتاب الوحي ]عبد الله بن أبي ال ّ
كاتبا ً للوحي فيما مضى؟!!
دم روحه لعلء كلمة الله من أكبر الناجحين ،ويكفينا أن سيد ـ إن من ق ّ
حيا! فل ُتبالوا إخوة الناجحين الرسول المين ود ّ لو ُيقَتل مرارا ً ثم ي ُ ْ
طبتم وطاب جهادكم ،والله معكم ولن ي َِتركم أعمالكم بإذن الله؛ الجهادِ ،
ت ناجح ،وإن ت فأن َ جن ْ َ
س ِ ت لجل دينك فأنت ناجح ،وإن ُ حْق َ فإن ُلو ِ
ف اليدي" بالتهور فأنت ناجح ،وإن ...وإن ....وإن مْتك مدرسة "ك ّ س َ وَ َ
مت أنوفهم فأنت ناجح! فاسأل الله الَقبول. َرِغ َ
ت فيهم ت الخارجين إلى ساحات الجهاد لرأي َ ص َ
ح ْ ـ وبعد هذا ...لو أنك َتف ّ
عظماء الناجحين – بنظر السطحيين – ففيهم الطبيب ،والمهندس،
طروا بآثارهم س ّ ُ
والكيميائي ،والزراعي ،والتاجر ،والخبير ،فيهم أناس َ
كتبا ً في العلوم العسكرية ل نزال حتى الن نستفيد منها ،وحسبك أن
مب َْلغ افتراء تنظر تراجم المجاهدين من نوافذ "النترنت" لترى َ
مفترين. ال ُ
ذلين :الحمد لله أنكم اعترفتم على القل بأن خ ّم َ ـ وفي الختام أقول لل ُ
ل للفاشلين ،بمعنى أنه ي َُغطّي على الفشل وُيعيد من َْفذ ٌ فَّعا ٌ الجهاد َ
دت به ل ما َ
شه ِ َ السعادة لمن فشلت معه علجات أهل الدنيا ،والفض ُ
جي ب من أبواب الجنة ،ي ُن َ ّ ح أن )الجهاد في سبيل الله با ٌ العداء ،فقد ص ّ
م( أحمد والحاكم والحديث صحيح ،وصدق رسول الله به من الهم والغَ ّ
الله.
ب
ـ ولعلها من سعادة المرء اليوم أن يرزقه الله الفشل في دراسةٍ ل تص ّ
في ساقية الجهاد أو في تجارة أو في زراعةٍ لتكديس الموال عساه
تنقطع شهوته من هذه الدنيا فيتجه إلى ساحات الجهاد ،حتى إذا ما ذاق
لذة الجهاد ،وحلوة القرب من الله ،وَنشوة البذل لعلء كلمة الله صار
مع الجهاد كالسمكة مع الماء ل ُيمكنها العيش دونه ،كيف ل وقد استعذب
82
منعك منعني فأعطاني ،فـ"ربما َ حلوته؟ وعندها يقول :الحمد لله الذي َ
فأعطاك ،وربما أعطاك فمنعك".
ط،ب من الموت في سبيل الله ق ّ ولكن ما كان العيش في سبيل الله أصع َ ْ ـ
ة سخيفة من باب الفلسفة الكلميةَ ،يضحك قائلها وتلك المقولة شبه ٌ
ف نظره؛ فكم الفرق شاسعٌ بين على نفسه ،وُيبدي عن قلة علمه ،وضع ِ
ش ليموت وبين من يَموت ليعيش غيره؟! فأولئك مهما فعلوا من يعي ُ
دلت عالية في الكليات فنهايتهم الموت وأنتجوا من روايات وقصص ومع ّ
ة في حماية المستضعفين من أبناء المسلمين، لكنهم لم ُيساهموا حقيق ً
ب روحه ليعيش غيره! ي يَهَ ُ
ن المجاهد العمل ّ بيد َ أ ّ
والله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم مقابل الجنة هل لعيشهم في
سبيل الله أم لخوضهم حياض الموت في سبيل الله؟إن الله اشترى من
سهم وأموالهم بأن لهم الجنة ،فالجنة مقابل ماذا؟ ُيقاتلون المؤمنين أنف َ
في سبيل الله فَيقُتلون وي ُْق َتلون ،وليس مقابلَ :يعيشون في سبيل الله.،
وهو تعالى َتكّفل والذين ُقتلوا في سبيل الله فلن ُيضيع أعمالهم * سي َْهديهم
وُيصِلح بالهم * وُيدخلهم الجنة عّرفها لهم ،فهل تكّفل بهذه الصراحة لمن
عاشوا!!!
وقد مّر بنا أجٌر كبيٌر جدا ً أعده الله للمجاهدين والمرابطين والشهداء ،فإن
ل بزعمكم فهيا أرونا صدقكم وإنصافكم ،فهل رأيتم عاقل ً كان هذا أسه َ
َيترك السهل ذا الجر الوفير الذي ل ُيدانيه أجٌر آخر إلى الصعب؟!
والرسول المين تمنى لو ُيقتل مرارا ً في سبيل الله ،ورّبى تلميذه على
التسابق إلى الموت في سبيل الله ،فهل كان يرشدهم إلى الدنى أم إلى
العلى؟ فإذا كان العيش في نظركم أصعب من الموت في سبيل الله
فهل تسابقتم إلى السهل كتسابق تلميذ أبي القاسم إن كنتم صادقين؟
ص سيرتهم بالجهاد القتالي فهل ملتم حياتكم ولو فالرسول وصحبه َتغ ّ
ف سنة بجهاد ٍ قتالي؟ فليتكم تعيشون حياتكم كما عاشها النبي نص َ
وصحبه؛ كّلها من غزوة إلى غزوة ،أفلم يكن عيشهم –على حد ّ تعبيركم-
في سبيل الله أم أنكم أنتم فقط الذين تعيشون في سبيل الله؟ فسبحان
قاسم العقول.
من ُيرابط تاركا ً أهله وماله وزوجه كمن هو جالس في دفء بيته أيام وهل َ
الشتاء ،أو في برد المكّيفات أيام الصيف؟ هل من ينام ملء جفنيه كمن
َيسهر لينام غيره ممن خلفه؟
أوليس المجاهد قد تصيبه رصاصة تشّله أو مرض عضال ُيقِعده ،أو ُتقطع
شكم الذي نراه بين رجله أو يده أو ت ُْفقأ عينه؟ فأيهما أسهل هذا أم عي ُ
صّفر؟م َمر وال ُ
ح ّ
م َ
جبات اللحم والشحم ،وال ُ الدعوات إلى و َ
83
ولم نسمع أحدا ً سمى بهذه التسمية :العيش في سبيل الله!!! لن "في
صل ً
سبيل الله" مصطلح شرعي ُيراد منه الجهاد القتالي كما مّرمعنا مف ّ
في المقدمة.
وحتى لو كان العيش الذي تزعمونه أصعب من الموت فل يعني هذا أنكم
عفيُتم من السهل لن الله فرض علينا السهل –بزعمكم -واتفق الفقهاء أُ ْ
على تحوله إلى فرض عين في أيامنا.
ن الجهاد بالمال اليوم أهم من النفس ،فحسُبنا 6ـ فإن قالوا :لك ّ
أن نجاهد بأموالنا! فقل لهم:
ـ بل الجهاد بالنفس أهم بدليل آية الصفقة الرابحة :إن الله اشترى من
سهم وأموالهم بأن لهم الجنة ،فبدأ بالنفس عند الشراء، المؤمنين أنف َ
وهي الية الوحيدة الفريدة ،بينما في سائر اليات الخرى –وهي عشر-
ض
ل أر َ بدأ بالمال قبل النفس؛ لنه يَسبق الجهاد بالنفس زمنيًا ،فلن تص َ
من القتال دون مال ]طائرة ،سيارة ،بعير…[ ،ول ريب أن خير الجهاد َ
خرج بماله ونفسه فلم يرجع منهما بشيء ،كما في الحديث ،وكلمنا هذا
إذا كانت الواو أصل ً ُتفيد الترتيب عند اللغويين ،فالواو ل تفيد الترتيب،
ذلين َيحتجون بما يشاؤون وقَتما يشاؤون ،وتراهم بما َيحتجون مخ ّ لكن ال ُ
َيقتنعون.
ـ والواقع يقول :إننا بحاجة إلى الرجال ،ولو كان الجهاد فرض كفاية لكان
ما في فرض العين فـ انفروا خفافا ً وثقال ً ،وإل ي بالمال ،أ ّلك أن تكتف َ
دم على الصلة عند تنفروا ي ُعَذ ّْبكم عذابا ً أليما ً ،وعندما ي َت َعَّين الجهاد ُ ُيق ّ
الثلثة إل الحنابلة ،فل ُيغني دفع المال عن الجهاد بالنفس كما أنه ل
ي عنه "ُفلن"؛ لن الجهاد ُيغني دفع مبلغ من المال ليصوم عنه أو يصل َ
ض عين لم ي َُعد بينه وبين سائر الفرائض من صلة وصيام إذا صار فر َ
و… أيّ فَْرق.
ن أن ي َت َب َّرع بماله عن الخروج بنفسه في غزوة ـ وهل أغنى عثما َ
ف" عن الخروج ن عَوْ ٍالُعسرة هذه؟! وهل أغنى "عبد الرحمن ب َ
بنفسه في غزوات المسلمين؟ وهل استدل أحد ٌ من الصحابة في
الفتوحات السلمية بما استدللتم به ليتخّلفوا عن الحرب؟!
سنان والمال دنون ]الجهاد بال ّ ـ ورغم أنهم بأنواع الجهاد إل القتالي ي ُد َن ْ ِ
واللسان والَبنان[ فهل يا ُترى بأموالهم كّلها أو نصفها يتصدقون ،أم أنهم
خرون ،وعلى أهليهم سع أعشارها ي َد ّ ِ مّنون ،ول ِت ِ ْ مَرّتباتهم على الله ي َ ُ شر ُبع ُ ْ
سون ثم يقولون :نحن أيها الناس سهرات ل ين َ ُينفقون ،ولنصيب ال ّ
مجاهدون مجاهدون مجاهدون!!!
84
ل اخرج إل من بلد الشام ،ل َِف ْ
ضِلها ،وفض ِ
7ـ فإن قالواُ :
صَمِتها من الفتن ،والعم ُ
ل الرباط فيها ،وتبشير الرسول بعِ ْ
لفلسطين أولى وأفضل مما سواها .فقل لهم:
ـ لكن الصحابة تركوا "مكة" و "المدينة" فضل ً عن "بلد الشام" للغزو في
مَز كذا شهرا ً في الثلوج ،وخيُر سبيل الله ،وحاصر ابن عمر را َ
مهُْر ُ
دي هد ْيُ السلف الصالح )كلما سمع هَي َْعة أو فَْزعة طار إليها…: اله ْ
مسلم( ،ثم إن صفة الطائفة المنصورة )…يقاتلون…( ،فهل أنتم
؟! وهل تقاتلون بل هل أنتم بما تفعلون هنا مرابطون؟ وما هو الرباط
؟! إذا ً فل ي َب ُْعد أن تكون "تركية" كنافه دس أو أ َ ْ ق ِأنتم الن في بيت المَ ْ
و"اليونان" من أكناف بيت المقدس أيضًا! وأكاد أجزم أنه لو تي ّ
سر
جُتكم ـ آنذاك مل في دولة ث َرِّية ل َط َّلق بلد الشام ثلثًا ،و ُ
ح ّ لحدكم عَْقد ُ ع َ
َ
ل.م ْمعون المال للعداد في سبيل الله …! فَت َأ ّ ج َـ أنكم ست َ ْ
ن فلسطين أولى وأفضل من غيرها! إن قتال اليهود أولى من ت! إ ّصد َقْ َ
ـ َ
بل ،ولكن الله يريد منا قتاَلهم وأنتم تريدون تصنيف كت ٍ قتال الروس مث ً
تشرح تاريخ فلسطين! الله يريد منا النفير وأنتم تريدون التثاقل إلى
الرض! وحتى تخدعوا الّرعاع تقولون :نحن نعمل لفلسطين! فهل
سر؟ إن الحكومات تسعى جاهدة لمنعه. القتال في فلسطين متي ّ
ـ يا عُّباد فلسطين أخبروني! لو هجم العدو على أرض أل يجب بالجماع
ب
ج َجْزنا وَ َ
النهوض لقتالهم وإخراجهم؟! فالفرض هو القتال ،فإن عَ َ
العداد ُ لهذا الفرض ]القتال[.
ت فلسطين ـ ولما سئل الشيخ "عبد الله عزام" رحمه الله :كيف ترك ْ َ
ت تقاتل في أفغانستان؟ فأجاب :مسجدك إن ح َ وأنت ابن فلسطين ور ْ
م هل تترك الصلة حتى ي ُْبنى أم تذهب وتصلي في مسجد آخر؟ تهد ّ َ
كشمير… ريثما ُيصَلح المسجد أو ريثما تستطيع أن بوسنة ،شيشانَ ،
ُتصلحه بنفسك ،وعندها تعود.
الناس يَعيبون علينا جهادنا في أفغانستان وترك القدس ولكننا كلنا أبناء
فلسطين ،والفرق بيننا وبينهم أننا عندما ُأغلقت البواب في وجهنا بحثنا
عن أرض ُتعيد نور جذوة الجهاد في نفوسنا ،حتى إذا فتحها الله رجعنا
إليها ،وذلك خيٌر من أن نبقى بعيدين عن الجهاد ،والذين يظنون أن
ضّرة لفلسطين فهؤلء واهمون. أفغانستان مُ ِ
ماذا يقدم الذين يشتاقون لفلسطين ويَعيبون علينا تركها وعملنا في
دّربون أنفسهم أفغانستان؟ فاليهود إذ أرادوا فلسطين ظلوا /50/سنة يُ َ
ً
وهم أبناء العشرين ،وشكلوا فيلقا ُ في الحرب العالمية الثانية ليأخذوا
حنكة الحرب ،ثم جاؤا إلى فلسطين ،نحن نحب فلسطين وننظر إلى
الجهاد فيها دون تفريق بين القاليم ،فماذا أعدوا هم لفلسطين؟
85
دم لديننا ق ّ قَعدين ل نُ َ ما هي إل أيام ونتزوج ونتعلق بالولد ثم نجد أنفسنا مُ ْ
شيئا ً.
ة قَِتالية حقيقية ضد اليهود لقلنا لهم :صدقتم والله هاهنا جب ْهَ ٌحت َ ـ فلو فُت ِ َ
أولى مما سواها ولكن هل ُيقاَرن السيف بالعصا؟ هل نقارن الـ RBJبـ
جر خيٌر من الكلم دون الفعال. الحجر؟! والح َ
ة في مكان من الرض ،وأردنا أن ة جبهة إسلمية ال ْب َت ّ َ ـ نعم لو لم تكن ث َ ّ
م َ
نفتح جبهات بعدد الراضي المحتلة فأ َْولها ول شك بيت المقدس ،لكن
ة
إن استطعنا في مكان غيره أفنترك القتال بحجة العداد لفتح جبه ٍ
حشَر ُإسلمية ببيت المقدس؟ وكيف؟! بتأليف الكتب والـ CDالتي ت َ ْ
حّرر فلسطين؟ أم بالذهاب إلى "المدينة" تاريخ فلسطين؟! أهكذا ت ُ َ
للعداد ثم نعود إلى "مكة" للفتح كما فعل رسولنا ؟!
خت ُ َ
ك ُ
حّرر فلسطين؟ وهل أ ْ ـ هل قال َرّبنا :ل تقاتلوا في أي بقعة حتى ت ُ َ
ة أكثر أهمية من البوسن ِي ّةِ أو الطاجيكية أو ة أو الفلسطيني ُ الردني ُ
ددون ـ بلسان حالكم الفغانية؟ فأنتم ُرغم صراخ نساء المسلمات ت َُر ّ
على القل ـ نحن نعمل لفلسطين! وما الفرق عند الله بين مصر
والفلبين؟ فالرض لله ويجب أن تكون لعبادة الله.
ة
حت جبهة إسلمية صافي ُ بل أكاد أجزم أنكم يا عُّباد فلسطين :حتى لو فُت ِ َ
كم :نحن ندعم من ْ ُ
ل ِجةُ ك ُ ّ ح ّالراية في فلسطين لب َِقيتم في بلدكم ،و ُ
الجبهة القتالية إعلميا ً وماليا ً ،وأقول :أخبرونا! أنتم أنتم أنفسكم ماذا
سرِ الجهاد الكلمي والتعَبوي ـ على حد تعبيركم ـ كنتم تفعلون قبل ت َي َ ّ
في هذه اليام؟ ،أين كنتم قبل أن يتيسر لكم دعم النتفاضة عن طريق
القنوات الحكومية؟ ل ريب في أحضان زوجاتكم؟ أو في العداد
للجلوس في أحضان زوجاتكم! وعذرا ً فالحق أحق أن ُيقال!
ولكـن في الهزيمة ت نفسـي جّرب ْ ُ
وفي الهيجاء ما َ
كالغــزال
وأَحمـي ظهورهم مس في الوغى شجعان قومي ُ
ح ّ أ َ
عند النـزال
وَيفقـس بيضتين على م يَـشق المـاء شقـا ً ولي عَزْ ٌ
التوالـي
ي َِفّر عـدّوهـا قبـل مزِّية الشجعـان مثلــي وتلك َ
النــزال
ضيُتم من الدنيا بالقليل اليسير وأنفقتم ما سواه ـ ولو كنتم صادقين حقا ً ل ََر ِ
في وجوه جهادكم المزعوم ،ولعلكم تَرون أنفسكم حكماء تعملون على
مْزَرعوا ]= الذهاب إلى سَهروا وت َت َ َ المدى الطويل ،فل بأس أن ت َ ْ
ما
عناء الجهاد ،أ ّ المزارع[ وترتادوا النوادي لّلهو والتسلية عما تلقونه من َ
86
ض الشيء أو أن "زماننا غير عين بع َ سّر ِ مت َ َالرسول وصحُبه فكانوا ُ
زمانهم"!!!
َ
سب نفسه كـ "صلح الدين" ي ُعِد ّ لحرب الصليبيين وما أد َْر َ
ك ضهم َيح َ ـ وبع ُ
ب في ميادين القتال :ت َعَّلم الرماية ص ّ أن إعداد "صلح الدين" كّله ي َ ُ
ب في الجيوب و"الكروش"! ص ّ والدبابات والطيران … بينما إعدادكم ي ُ
شهِ وعيشكم ،فَِلسطينكم بالكلم والسهرات والصور وقاِرن بين عَي ْ ِ
حرقة والعمل ليل ً نهارًا! وفَِلسطينه بال ُ
القدس ل ترجع بالكلم إنما بالعمل ،حتى إذا علم الله منا صدقا ً فَتحها لنا،
ل بد من فرائض نطبقها على أنفسنا كفريضة العداد )أل إن القوة
الرمي(.
ـ راجع فِْقرة "زماننا غير زمانهم" رقم 5لترى هل إعدادك المزعوم في
بلدك من أجل فلسطين مشروع أم أنك حقا ً مخدوع! وراجع فقرة
"الصلحات الجزئية".
ت وجب جْز َـ فإن احت ُّلت أرض إسلمية وجب الخروج لقتال المحتل ،فإن عَ َ
العداد للقتال ،فإن لم يتيسر لك العداد فالهجرة إلى مكان ت ُعِد ّ فيه
لتعود مطهرا ً الرض من الكافرين أو المرتدين.
ل العلماء في الهجرة وحكمها وضوابطها: وإليك أقوا َ •
ب الهجرة من بلد قد َفتحه ج ُ 1ـ فتح الباري 6/308ـ دار المعرفة] :فل ت َ ِ
َ
حد ُ ثلثة :الول: من به من المسلمين فَأ َ ما قبل فتح البلد ف َ المسلمون ،أ ّ
قادر على الهجرة منها ل يمكنه إظهاُر دينه ول أداءُ واجباته
فالهجرة منه واجبة ،الثاني :قادٌر لكنه ُيمكنه إظهار دينه وأداء واجباته
ن من فمستحبة لتكثيرِ المسلمين بها ومعونتهم ،وجهادِ الكفار ،والم ِ
سر أو َ غدرهم ،والراحةِ من رؤية المنكر بينهم ،الثالث :عاجز ب ِعُ ْ
ذر من أ ْ
مل على نفسه وتكّلف الخروج ح َض أو غيره فتجوز له القامة فإن َ مَر ٍ
َ ُ
صح ابن عمر بالمراد فيما أخرجه جَر[ ،وفي ] :7/229وقد أفْ َ منها أ ِ
السماعيلي بلفظ :انقطعت الهجرة بعد الفتح إلى رسول الله ول
ل الكفار؛ أي ما دام في الدنيا ك ُْفٌر ،فالهجرة تنقطع الهجرةُ ما ُقوت ِ َ
سلم وخشي أن ُيفتن عن دينه ،ومفهومه َ
واجبة منها على من أ ْ
در أن يبقى في الدنيا دار كفر أن الهجرة ل ت َن َْقط ِعُ لنقطاع أنه لو قُ ّ
من كلم التهانوي ـ إن شاء الله ـ ضاب ُ
ط جِبها والله أعلم[ ،وسيأتي ِ مو ْ ِ
ُ
الفتنة عن الدين.
طابي وغيُره :كانت الهجرة 2ـ فتح الباري 6/122ـ دار الفكر ـ] :قال الخ ّ
ة المسلمين بالمدينة قل ّ ِ فرضا ً في أول السلم على من أسلم ل ِ ِ
وحاجتهم إلى الجتماع ،فلما فتح الله مكة دخل الناس في دين الله
أفواجًا ،فسقط فرض الهجرة إلى المدينة ،وبقي فرض الجهاد والنية
على من قام به أو نزل به عدو اهـ .وكانت الحكمة أيضا ً في وجوب
87
ذبون ذى ذويه من الكفار ،فكانوا يع ّ سَلم من أ َ َ الهجرة على من أسلم ل ِي َ ْ
من أسلم إلى أن يرجع عن دينه ،وفيهم نزلت إن الذين توفاهم…
فتهاجروا فيها الية ،وهذه الهجرة باقية الحكم في حق من أسلم في دار
در على الخروج منها ،وقد روى النسائي…) :ل يقبل الله من الكفر وقَ َ
مشرك عمل ً بعدما أسلم أو يفارقَ المشركين( ،وهذا محمول على
ن جهاد ونية" قال الطيبي ْ
ن على دينه ...قوله" :ولك ْ م ْ
من لم ي َأ َ َ
وغيره... :المعنى أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت
مطلوبة على العيان إلى "المدينة" انقطعت إل أن المفارقة بسبب
الجهاد باقية ،وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر
والخروج في طلب العلم والفرار بالدين من الفتن ،[...وفي :7/631
ت عائشة … فسألناها عن الهجرة؟ فقالت :ل هجرةَ اليوم كان ]…زر ُ
ة أن ي ُْفتن المؤمنون ي َِفّر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله مخاف َ
َ
م ي َعُْبد رّبه حيث شاء !!! عليه ،فأما اليوم فقد أظ ْهََر الله السلم واليو َ
در على إظهار الدين م قال الماوردي :إذا ق َ من ث َ ّ ولكن جهاد ٌ ونية"… ،و ِ
في بلد من بلد الكفر فقد صارت البلد به دار إسلم فالقامة فيها أفضل
جى من دخول غيره في السلم[اهـ ،وعبادة الله من الّرحلة منها لما ي ُت ََر ّ
ب ،فالتحاكم إلى شرع ليست الجمعة والجماعة والزكاة والحج فحس ُ
الله وترك الربا وإقامة الحدود كلها من العبادات التي ل يمكن أن نقوم
بها في بلدنا اليوم ،بل حتى اللحية التي هي من خصال الفطرة ل يمكن
غمون على حلقها أو ُيطردون من عملهم! لكثيرين أن يقوموا بها ،بل ي ُْر َ
ـ وعند حديث )ل تَن َْقطع الهجرة ما قُوِْتل الكفار :رجاله ثقات( ،قال ابن
ب
دال على وُجو ِ النحاس في تهذيب مشارع الشواق صـ ] :83والحديث َ ّ
ل من آمن وجاهد الكفار فهو الجهاد ،وليس وجوب الهجرة ،ومعناه :ك ُ ّ
حقٌ بالمهاجرين في الفضل ولو لم يهاجر من بلده[ اهـ ،وعند الّنسائي ل ِ
حّبان) :ما قوتل العدو( ،وعند الطبراني) :إن الهجرة ل تنقطع ما وابن ِ
دام الجهاد :رجاله ثقات كما قال الهيثمي( ،وعند أحمد بنحوه ،وفي
رواية…) :ما كان الجهاد :رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي(.
ـ صريح جواب الصادق المصدوق لما سأله صحابي …) :فأيّ الهجرة
أفضل؟ قال :الجهاد ،قال :و"ما الجهاد"؟ قال :أن تقاتل الكفار
ُ
ق
من عُِقر جواده وأرِي ْ َ إذا لِقْيتهم ،قال :فأي الجهاد أفضل؟ قال َ :
مه :أحمد وهو صحيح(. دَ ُ
كره أن ي ُك َّثر سواد … رقم :7085 3ـ الفتح 14/535ـ دار الفكر ،باب من َ
واد المشركين ]..أن أناسا ً من المسلمين كانوا مع المشركين ي ُك َّثرون َ
س َ
على رسول الله … فأنزل الله تعالى:إن الذين توّفاهم الملئكة
ظالمي أنفسهم قالوا :فيم كنتم؟ قالوا :كنا مستضعفين في
88
الرض.قالوا :أَلم تكن أرض الله واسعة فُتهاجروا فيها؟!! فأولئك
م وساءت مصيرا ً. ْ
جهَن ّ ُمأواهم َ َ
ة من ُيقيم بين أهل المعصية خطِئ َ ُ قال ابن حجر رحمه الله] :فيه ت َ ْ
ح من إنكارٍ عليهم مثل ً أو رجاِء إنقاذ مسلم من صدٍ صحي ٍ باختياره ل ل َِق ْ
ذر ،كما وقع للذين كانوا ة ،وأن القادر على التحول عنهم ل ُيع َ هَل َك َ ٍ
من َعََهم المشركون من أهلهم من الهجرة ثم كانوا َيخرجون مع أسلموا و َ
صد ِ قتال المسلمين بل ليهام كثرتهم في عيون المشركين ل ل َِق ْ
المسلمين ،فحصلت لهم المؤاخذة بذلك[ ،وفي 9/141رقم 4596حول
] :استنبط سعيد بن نزول إن الذين ت َوَّفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم...
ب الهجرة من الرض التي ُيعمل فيها جبير من هذه الية وجو َ ُ
المعصية[ اهـ لن فيها تكثيرا ً للسواد ،وفي 14/500دار الفكر كتاب
خذ ُ من هذا الحديث استحباب هجر البلدة التي يقع فيها الفتن] :ويؤ َ
جر إظهار الفتن فإنها سبب وقوع الفتن … قال ابن وهب :عن مالك ت ُهْ َ
جهارا ً وقد صنع ذلك جماعة من الرض التي ُيصنع فيها المنكر ِ
السلف[ ،وفي 14/563كتاب الفتن] :وقد شوهد… البلد من بلد
المسلمين يهجمها الكفار فيبذلون السيف في أهله ،وقد وَقَعَ ذلك من
طر أخيرا ً والله المستعان… طة ثم من الط ّ َ م َ ديما ً ثم من القرا ِ الخوارج قَ ِ
ل الله عليهم العذاب بل س ُمن أمر ونهى فهم المؤمنون حقا ً ل ي ُْر ِ ما َ وأ ّ
َيدفع بهم العذاب ،ويؤيده قوله تعالى وما كنا مهلكي القرى إل وأهلها
ه عن المنكر ،وإن لم ل على ت َْعميم العذاب ِلمن لم ي َن ْ َ ظالمون… ،وي َد ُ ّ
خوضوا في حديث غيره إنكم يتعاطاه قوله تعالى فل ت َْقُعدوا معهم حتى ي َ ُ
ة الهرب من الكفار ومن الظ َّلمة؛ مثُلهم ،وُيستفاد من هذا مشروعي ُ إذا ً ِ
من إلقاء النفس إلى التهلكة ،هذا إذا لم ي ُعِْنهم ولم لن البقاء معهم ِ
ده أمُره بالسراع ض بأفعالهم فإن أعان أو رضي فهو منهم ،وي ُؤَي ّ ُ ي َْر َ
بالخروج من ديار ثمود… وفي الحديث تحذيٌر وتخويف عظيم
لمن سكت عن النهي فكيف بمن داهن؟ فكيف بمن رضي؟
جّردِ ظهور م َ
فكيف بمن عاون؟ نسأل الله السلمة[ اهـ ،قلت :هذا ب ِ ُ
ُ
ت على معصية الله من المعصية فكيف إن أل ْغَِيت أحكام الله؟ بل ُ
جب ِْر َ
ة رضي الله عنهما في ك أبو الدرداء معاوي َ صغيرها إلى كبيرها ،وقد ت ََر َ
ف حديثا ً واحدًا ،وحلف أن ل يساكنه؛ كما في "الحكام" خال َ َ ما َ الشام ل ّ
لبن حزم.
طَلب مني تطبيق قوانين الله كلها كيفما كانت ،فإن لم أستطع فأنا كعبد يُ ْ
ذلك أترك الرض هذه وأحاول جاهدا ً تخليصها مما ران عليها قل :يا
عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ،فإذا لم تستطع في
هذه البلدة فسافِر ،وإن خفت على عيالك فكأين من دابة ل تحمل رزقها
الله يرزقها وإياكم.
89
وإذا بقينا في البقعة التي ل نستطيع عبادة الله فيها فـ إن الذين توفاهم
الملئكة ظالمي أنفسهم...؛ أورد البخاري أن هذه الية نزلت في
مؤمني مكة الذين خرجوا مع أبي جهل في بدر إذ لم يهاجروا مع رسول
الله فقال أهل المدينة :نَقتل إخواننا!!! فأنزلها الله تعالى.
ل ،فقط لَيضحكوا على ـ ويحلو لقوام ٍ أن يتشبثوا ولو بما ل يصلح دلي ً
كنا الهجرة من البلد التي ل نستطيع وغ تر َ ل ُيس ّأنفسهم بأننا معنا دلي ٌ
خرج من مكة إقامة ديننا فيها؛ فمن ذلك استدللهم بقول النبي لما َ
َ
كن أهل َ ِ حّبها إلى الله ولول أ ّ
ك خير أرض الله وأ َ )واللهِ إني أعلم أن ِ
خَرجت( والحديث صححه ابن عبد الب َّر في "التمهيد"، أخرجوني ما َ
جِهلوا أو َتجاهلوا ما أخرجه البخاري من قصة الهجرة )استأذن ولكنهم َ
َ
م ،فقال: ي أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الذى فقال له :أقِ ْ النب ّ
يا رسول الله! أتطمع أن يؤذن لك؟ فكان رسول الله يقول :إني
ن لي ُ
لرجو ذلك ،(..وفي لفظ أحمد في كتاب "فضائل الصحابة") :أذِ َ
بالهجرة( ،وعند الحاكم )أقام رسول الله بمكة ينتظر أن يأذن الله له
ت بقرية تأكل القرى( ،فالرسول ُ
مْر ُ في الهجرة( ،وفي المتفق عليه )أ ِ
أراد الهجرة لما أجدبت مكة وعجزت أن تعطي أزهارا ً شذية العطر،
وانتظر الذن حتى أتى الذن بل المر ،أما قليلو العلم فيستشهدون
غصبًا ،وإنما موهمين أن الرسول يريد أن يبقى لكن قومه أخرجوه َ
الصواب الذي تلتئم به الدلة أن قوله )أخَرجوني( من باب التسبب ،أي
تسببوا بأن أقرر الخروج لما أعرضوا عن الدعوة وقاموا باليذاء والصد
عنها ،وهذا شائعٌ في لغة العرب من باب المجاز العقلي ،وفي البخاري
)...فلما ابُتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا ً نحو أرض الحبشة حتى
ك الِغماد ل َِقَيه ابن الد ِّغّنة ..فقال :أين تريد يا أبا بكر؟ فقال إذا بلغ ب َْر َ
سب َ
سيح في الرض وأعبد ربي( ،فن َ َ جني قومي؛ فأريد أن أ ِ أبو بكر :أخر َ
الخراج إليهم مع أنه هو الذي خرج بنفسه ،وذلك لنهم بمضايقتهم
متعّبدون بما مات عليه دهم تسببوا بقراره ذاك ،وأيا ً ما كان فنحن ُ وص ّ
خ حكمه ،ونصوص العلماء صريحة في الرسول ل بما بدأ به مما ن ُ ِ
س َ
أن الله تعالى أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة بهذه الصيغة
سَير فهي متِفقة على هذا ،وراجع "الم" للشافعي )أذن( ،وراجع كتب ال ّ
تحت عنوان "الذن بالهجرة" ]كان المسلمون مستضعفين بمكة زمانا ً
لم يؤذن لهم فيه بالهجرة منها ،ثم َأذن الله عز وجل لهم
ن قد جعل الله بالهجرة وجعل لهم مخرجا ً فأعلمهم رسول الله أ ْ
مخرجا ً وقال :ومن يهاجر في سبيل الله َيجد تبارك وتعالى لهم بالهجرة َ
َ
سعة الية ،وأمرهم ببلد الحبشة ....ثم أِذن ما ً كثيرا ً و َ
مراغَ َفي الرض ُ
الله تبارك وتعالى لرسوله بالهجرة إلى المدينة [....اهـ
ولماذا يؤمر الرسول بالهجرة إلى المدينة؟ ولماذا الهجرة إلى
الحبشة؟ لنهم لم يستطيعوا عبادة الله ،فْلُتتْرك خير بقعةٍ على وجه
90
الرض بنص الحديث الذي يستدل به أولئك ،ومَن التارك؟ إنه سيد
البشر.
مك ََنه َ
4ـ وفي مغني المحتاج للشربيني ...] :المسلم المقيم بدار الحرب إن أ ْ
ف
خ ْ حموَنه ،ولم ي َ َ إظهاُر دينه لكونه مطاعا ً في قومه أو لن عشيرته ي َ ْ
دهم… ب له الهجرة إلى دار السلم لئل ي ُك َّثر سوا َ ح ّ
فتنة في دينه است ُ ِ
وإنما لم يجب لقدرته على إظهار دينه .
جاه مقامه ،فإن َر َ ج ظهور السلم هناك ب ُ تنبيه :محل استحبابها ما لم ي ُْر َ
ب عليه ج َ در على المتناع بدار الحرب… وَ َ م؛ ولو ق َ فالفض ُ
ل أن ي ُِقي َ
حُرم ذلك، مقام لن موضعه دار السلم ،فلو هاجر لصار داَر حرب في َ ْ ال ُ
صَرة المسلمين بهجرته فالفضل أن يهاجر قاله نعم إن رجا ن ُ ْ
مك ِْنه إظهاُر دينه أو خاف فتنة فيه وجَبت عليه الماوردي… وإن لم ي ُ ْ
حرما ً ـ لقوله تعالى إن الذين الهجرة رجل ً كان أو امرأة ـ وإن لم تجد َ
م ْ
من في إقامته مصلحة ة … وُيستثنى من الوجوب َ ت َوَّفاهم الملئكة… الي َ
للمسلمين ،فقد حكى ابن عبد البر وغيره أن إسلم العباس… فكتب
مقامك بمكة خير ،ثم أظهر إسلمه يوم فتح مكة ،وي َْلتحق إليه النبي إن ُ
من أسلم ...ببلدة من بلد السلم ،ولم بوجوب الهجرة من دار الكفر َ
عي… وذكر الب ََغوي يقدر على إظهاره فتلزمه الهجرة من تلك :نقله الذ ُْر ِ
ِمث ْل َُه… فقال :يجب على كل من كان ببلد ُتعمل فيها
هّيأ
المعاصي ول يمكنه تغيير ذلك الهجرة إلى حيث ت َت َ َ
ب له العبادة ،فإن است َوَ ْ
ت جميع البلد في عدم إظهار ذلك… فل وجو َ
بل خلف[ اهـ.
در على إظهار 5ـ وفي نيل الوطار للشوكاني ] 5/188قال الماوردي :إن ق َ
الدين في بلد من بلد الكفر فقد صارت البلد به دار إسلم فالقامة فيها
جى من دخول غيره في السلم اهـ ول أفضل من الرحلة عنها؛ لما ي ُت ََر ّ
خَفى ما في هذا الرأي من المصادمة لحاديث الباب القاضية بتحريم يَ ْ
جوب َِها من دارم وُ ُحقّ عَد َ ُ ي] :وال َالقامة في دار الكفر[ ،ثم قال الشوكان ّ
الفسق لنها دار إسلم وإلحاقُ دار السلم بدار الكفر لمجرد وقوع
المعاصي فيها على وجه الظهور ليس بمناسب لعلم الرواية ول لعلم
غة لترك الهجرة سوَّ َ
م َدور والعذار ال ُ
ة ،وللفقهاء في تفاصيل ال ّ الد َّراي َ ِ
ضحًا: مو َ ّث ليس هنا محل بسطها[ .لكن عَّقب الّتهانويّ ُ مباح ُ
6ـ إعلء السنن للّتهانوي ] :12/154قلت :إن كان الفاسقون
ك ـ فل شك ل أو تر ٍ ة ـ فع ٍ َيحملونه على معصي ٍ
في كون دار الفسق هذه في حكم دار الكفر،
لكونه قد ُ
فتن عن دينه فيها ،وإن كانوا ل يحملونه على
المعاصي ،لكنه يخاف على دينه من مجالستهم ومواكلتهم ومشاربتهم
91
سّرَقة فالهجرة منها إلى دار الصلح والصلحاء مستحبة مت َ َ
لكون الطباع ُ
موَّفق في المغني" :فالناس في الهجرة على ثلثة حتما ً … وقال ال ُ
ب عليه وهو من َيقدر عليها ،ول يمكنه إظهار دينه َ
ج ُ من ت َ ِ ضُرب :أحدهاَ : أ ْ
وإقامة واجبات دينه مع المقام بدار الكفار… ،الثالث :من ُتسَتحب له ول
تجب عليه ،وهو من يقدر عليها لكنه يتمكن من إظهار دينه وإقامته في
جَهادِ وتكثير المسلمين ومعونتهم ن من ِ مك ّ َ
دار الكفر ،فُتستحب له ل ِي َت َ َ
ص من تكثير الكفار ومخالطتهم… ،ول تجب عليه لمكان إقامة ويتخل َ
واجب دينه بدون الهجرة[.
ورزايا الطواغيت العرب مما ل ُيحصيه العاد ّ إل بشق النفس ،فمنها :إرغام
الناس على التحاكم إلى قوانين بشرية ل دينية والتنكيل بمن تراوده
نفسه بالمطالبة بتحكيم شرع الله ،ومنها :منع إقامة الصلة كما شرعها
الدين جماعة بل قد يمنعونها كليا ً في عدد من القطع العسكرية ،ومنها:
محاربة شرائع السلم من واجبات أو سنن؛ فاللحية ممنوعة في كثير
شّبهونه بأكياس مط ِْلقها بالطرد ،والحجاب ي ُ َ دد ُ من قطاعات الدولة وإل هُ ّ
سمون الملتزمة به بالتشدد ،بل هو ممنوع في بعض دولنا القمامة وي َ ِ
العربية على من تريد التوظف في إحدى دوائر الدولة ،وهناك شواطئ
سّترون من دخولها مت َ َ
مَنع ال ُ
خاصة للفساق العراة أو شبه العراة وي ُ ْ
حرصا ً على السمعة السياحية من التشويه ،وأما الدروس الدينية
فممنوعة إل لمن طأطأ رأسه وباعهم دينه أو من فعلها سرا ً أو تحت
حق من ُيقيمها في بيته ولو كانت لمدارسة غطاء أحد كلبهم ،ويل َ
القرآن ،بل حتى من ُيعطونه الضوء الخضر إذا ما رأوه انساب في
المجتمع بما ُيرضي الله سارعوا لقطع لسانه ،وَيمنعون حتى من تداول
الشرطة الدينية للتفقه في الدين بحجة أنها أفكاٌر رجعية من العصر
الحجري ،وُيهدد عملؤهم بكتابة التقارير المخابراتية بمن ل ينصاع،
وبالمقابل ترى المواقع الباحية على النترنت ) (٪90منها غير محجوب
في كثير من الدول العربية ،بينما أغلب المواقع السلمية محجوبة،
وترى لفساد دين الناس مسالك نظامية :كالمعهد العالي للموسيقى,
ومعهد التمثيل المسرحي ,ومعاهد وفِرَق الفلكلور والرقص الشعبي,
دث عن البحر ول حَرج بحيث ...إلخ ،وأما ما تبثه القنوات الفضائية فح ّ
ُيضّيق على الشحيح بدينه إلى درجة الختناق أو أن يبيع دينه أو جزءا ً منه
علنا ً أو بفتاوى ُأجراِئهم!
ومن الرزايا :إجبار الشعب على التعامل بالربا شاء أم أبى؛ بالرواتب
والضرائب....إلخ ،حتى ُيضطر المرء أن ُيصاب من غباره لن الدولة
تتعامل بالربا فرواتب العاملين بها ل بد سينالها ما ينالها ،ومن الرزايا
تسلط كثير من موظفي الدولة على الناس مطالبين لهم علنا ً بالرشا،
ص
ل هذا ألم َيحملوا الناس على معا ٍ فساد في فسادٍ في فساٍد ،وبعد ك ّ
92
هائلة فعلية أو تركية؟ فالهجرة يا قومنا إن وجدتم بلدا ً ُيقيم حكم الله
ولو أكلتم معهم الحجار.
7ـ مقدمة تاريخ الخلفاء للسيوطي رحمه الله صـ 8عندما تحدث عن
ب ث لئيم يأمر بس ّ خب ِي ْ ٌ
ي َ ض ّ خي ُّر منهم َرافِ ِ الفاطميين الُعبيديين..] :وال َ
الصحابة رضي الله عنهم ،ومثل هؤلء ل ت َن ْعَِقد ُ لهم بيعة ،ول تصح لهم
سئل أبو محمد القيرواني الكيزاني ة[ ،ثم نقل عن القاضي عِياضُ ] : م ٌ
ما َإِ َ
عبيد على الدخول في دعوتهم أو من علماء المالكية عمن أكرهه بنو ُ
ل دخولهم ذر أحد ٌ في هذا المر؛ كان أو ُ ي ُْقتل ،قال :يختار القتل ،ول ُيع َ
قبل أن ُيعَرف أمرهم ،وأما بعد ُ فقد وجب الفرار ،فل ُيعذ َُر أحد ٌ
مقام في موضع ُيطلب من أهله بالخوف بعد إقامته ،لن ال ُ
تعطيل الشرائع ل يجوز ،وإنما أقام من أقام من الفقهاء على
مَباَينة لهم؛ لئل تخلوَ للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم[. ال ُ
8ـ شرح النووي على مسلم عند حديث …… ] :3427قال القاضي ـ أي
عياض ـ أجمع العلماء على أن المامة ل تنعقد لكافر ،وعلى أنه لو ط َرأ َ
َ ََْ ِ ُ ِ َ
سَقط َ ْ
ت ج عن حكم الولية ،و َ عليه ك ُْفٌر وتغيير للشرع أو بدعة َ
خَر َ
ب إمام ٍ عادل إن ص ُ
ه ون َ ْخل ْعُ ُم عليه ،و َ ب على المسلمين القيا ُ ج َ
طاعته ،وَوَ َ
ب عليهم القيام بخلع ج َ أمكنهم ذلك ،فإن لم يقع ذلك إل ّ لطائفة وَ َ
جَز حّقُقوا العَ ْ الكافر ،ول يجب في المبتدع إل إن ظ َّنوا الُقد َْرةَ عليه ،فإن ت َ َ
فّرلم يجب القيام ،وليهاجر المسلم عن أرضه إلى غيرها ،وي َ ِ
بدينه …[.
9ـ فتح الباري 13/123ـ دار المعرفة رقم ] 6725ل طاعة في معصية …
زل ـ أي الحاكم ـ بالكفر إجماعا ً، ه ي َن ْعَ ِص ُ خ ُمل َ ّ
وقد تقدم البحث … و ُ
م في ذلك ،فمن قَوِيَ على ذلك فله الثواب، فيجب على كل مسلم القيا ُ
جز وجبت عليه الهجرة من ومن داهن فعليه الثم ،ومن ع َ
تلك الرض[ و 15/18رقم 7144دار الفكر.
جر السيئات ،والخرى تهاجر إلى الله صَلتان :إحداهما ت َهْ ُ خ ْ
10ـ )إن الهجرة َ
ورسوله ،ول تنقطع ما ت ُُقّبلت التوبة ،ول تزال التوبة ُتقَبل حتى تطلع
الشمس من مغربها … :قال ابن كثير :حسن السناد( ،بل جاء في بعض
من الغرباء؟ قال: ة )طوبى للغرباء ،قيل :و َ ألفاظ حديث الغربة صراح ً
ه والدارمي وغيرهما( ،واستشهد به النهووي الن ّّزاع من القبائل :ابن ماج ْ
في شرحه على مسلم] :وجاء فى الحديث تفسير الغرباء وهم النزاع
من القبائل ،قال الهروي :أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم
الى الله تعالى[ اهـ ،وقال المناوي] :أي الذين نَزَعوا عن أهلهم
ظ آخر..) :الغرباء..الَفّرارون بدينهم :السنن الواردة وعشيرتهم[ ،وفي لف ٍ
في الفتن(.
93
س رع بمغادرة الرض التي ل ُتقيم شرعَ الله ،وإل قي َ َ
ن البائ َ
ل فيك )لك ّ س ِ
ـ فأ ْ
خوَْلة(] .راجع البخاري لمعرفة قصته[. ن َ
سعْد ُ ب ُ
ومـا علموا جـارا ً هناك خص منزلي ت بالّر َْيلومونني أن ِبع ُ
ي ُن َّغـص
بجـيرانـها تغلو الديـار ملم ،فـإنمـا فقلت لـهم :ك ُّفـوا ال َ
خص وتر ُ
94
قُّبة ،وَيتظاهر بعضهم بالحكمة فيقول بلهجته المصرية" :واللهِ الجماعة
كدا!"... ش من الحكمة إنها تعمل ِ الفلنية ..يعني..ما كان ِ
كلتم بنفس المكيال لمن ظاهره الخيُر ممن يقاتلون وهم على الحق فهل ِ
ي وفي الحروب َنعامة ،فما َ
سد ٌ عل ّ ظاهرون ،لكنهم على حد ما قالوا :أ َ
م هؤلء! َ
أظل َ
بجهة ما فابحث عن غيرها للقتال ،وهو موجود بنص رسول ٍ تـ وإن شك َك ْ َ
صَبة من شرنا) :لن ي َب َْرح هذا الدين قائما ً يقاتلُ عليه عُ ْ الله الذي ب ّ
المسلمين حتى تقومَ الساعة :مسلم( ،وفي رواية )ل تزال طائفة من
س في أمتي… يقاتلون…( ،فابحث عن راية صادقة ،ول ت ُِبح لنفسك الجلو َ
ت حقا ً ـ ولو مشككا ً كالمنافقين تقول :غَّر هؤلء ديُنهم ،فهل سََعْي َ بيتك ُ
ت بما ت َب ُّثه وكالت رف أخبار المجاهدين ومكاَنهم أم اكتفي ْ َ بالسؤال ـ ل ِت َعْ ِ
النباء الكافرة أو العميلة؟ أفهذا بالمنصفين يليق؟!؟! فأين أنت من
مواقعهم ولو على "النترنت"؟
ل في دولة سر عن فُرصة عمل ت َد ُّر الموا َ ست َْف ِت كما ت َ ْ سْر َ ست َْف َ ـ هل ا ْ
ض عليك في مجال من خليجية ،أو كما تستفسرعن تجارة رابحة ُتعرَ ُ
ُ
طب ابنتك؟ صدقني ل أرى كثيرا ً منا ُيبالي المجالت ،أو عن خاطب يخ ِ
ت ليام ٍ حم… ُرّبما لجل تلك الوظيفة أو المخطوبة سأل ْ َ بهذا إل ما َر ِ
وشهور حتى تميل إلى إحدى الجهتين.
م أن القتال الشديد بين الروم والفرس كان دائمًا ،فل يمكن لعاقل ـ ومعلو ٌ
أن يقول :إن المسلمين لما بدؤوا بالروم في غزوة مؤتة كانوا عملء
للفرس ،وإنما تقاطعت المصلحة ،فقتالك للروم ـ وهو واجب على المة
س ،ولكن بعد غََزَوات للروم بدؤوا بالفرس ،فتقاط ُ ُ
ع رح الُفر َ ـ كان ُيف ِ
س فيه، مالة ،وهذا واضح ل ل َب ْ َ صلة أو العَ َ المصالح بدون اتفاق ل يعني ال ّ
ي بدليل واحد إل الدعاوى عمالة المجاهدين بأن يأت َ عم َ من ي َْز ُ حد ّ عني َ وت َ َ
الفارغات التي ل ت َْنطلي إل على الّرعاع!
مالة أيام الحروب الصليبية ُرغْ َ
م ـ وكأني بهؤلء سيّتهمون "صلح الدين" بالعَ َ
جة هي هي] :اليام أيام فَِتن ،والحق ل ُيعرف ،ومن ح ّ ح الراية ،وال ُ ضو ِ وُ ُ
من أين لك أن سهم ،و ِ يدري لعل "صلح" عميل للشرق أو للصليبيين أنف ِ
ملك؟!! خاصة ضه وحروَبه لم تكن للمناصب والزعامات وال ُ ري َ ح ِ َتجزم أن ت َ ْ
شِتيت جهودهم بقضائه على أنه سعى لتفكيك وحدة المسلمين وت َ ْ
الفاطميين المسلمين!!![؛ أخبروني أيها العقلء بماذا ستجيبون؟ هل
مين للفاطميين ست َعْت َزُِلون ،أم سترفعون أصواتكم مؤيدين لـ "صلح" و َ
ذا ّ َ
الدعياء الزنادقة المحسوبين على المسلمين عند الساذجين أو العملء
فقط!
ي
ح ّ عزلة وضوابطها لَيحيى مَن َ وهذه أقوال العلماء في ال ُ •
95
شعب من ل في ِ 1ـ في 131/ 13كتاب الرقاق من فتح الباري"] :ورج ٌ
قدر على الجهاد، الشعاب إلخ" هو محمول على من ل ي َ ْ
م غيره منه… وللّنسائي" … :أل م وَيسل َ ب في حقه العُزلة لَيسل َ فُيسَتح ّ
ث ،وفيه "أل مسك بِعنان فرسه" الحدي َ م ْل ُُأخبركم بخير الناس؟ رج ٌ
دي حق الله فيها" أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غُن َْيمةٍ ي ُؤَ ّ
وأخرجه الترمذي واللفظ له ،وقال :حسن…[.
2ـ فتح الباري …"] :6/81قيل يا رسول الله :أ َيّ الناس أفضل؟ ،فقال
رسول الله :مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله،
دع الناس من؟ قال :مؤمن في شعب من الشعاب َيعبد الله وي َ َ قالوا :ثم َ
من شره" … ،وإنما كان المؤمن المعتزل يتلوه في الفضيلة لن الذي
يخالط الناس ل َيسلم من ارتكاب الثام ،فقد ل َيفي هذا بهذا وهو
مقّيد بوقوع الفتن[ اهـ.
ن في صحيحه] :ذكر البيان بأن العزلة عن الناس حّبا َ
وب الحافظ ابن ِ وب ّ
أفضل العمال بعد الجهاد في سبيل الله[ ثم أورد َ نحو حديث "مسلم"
الذي ساقه الحافظ في "الفتح".
مّرسنه … "أن رجل ً َ 3ـ فتح الباري 6/82كتاب الجهاد …] :وللترمذي وح ّ
ت!! ثم استأذن النبي شعب فيه عين عذبة ،فأعجبه فقال :لو اعتزل ْ ُ ب ِ
مقام أحدهم في سبيل الله أفضل من صلته في بيته فقال :ل َتفعل فإن ُ
مح ّ
ل سبعين عاما ً "… ،وأما اعتزال الناس أصل ً فقال الجمهورَ :
شعب والجبل …في ذلك عند وقوع الفتن ،قال ابن عبد البر… :ال ّ
ل في ل موضع ي َب ُْعد عن الناس فهو داخ ٌ الغلب يكون خاليا ً من الناس ،فك ُ ّ
دعون العزلة وأنتم تخالطون الناس وتشاهدون هذا المعنى[ ،فكيف ت ّ
الظلم والنحرافات الخلقية والسلوكية ثم تقولون" :الواجب في هذه
اليام العتزال"!!
4ـ فتح الباري 14/534كتاب الفتنُ …] :يشير إلى ما وقع بين مروان ثم
ه ذلك .وكان رأيُ ابن عمر ت َْر َ
ك عبد الملك ابِنه وبين ابن الزبير ،وما أ َ ْ
شب َ َ
طلة، مب ْ ِة والخرى ُ حّق ٌ م ِ القتال في الفتنة ولو ظهر أن إحدى الطائفتين ُ
ة بما إذا وقع القتال بسبب ص ٌخـت َ ّ م ْ وقيل :الفتنة ُ
مت عل ِ َ
التغالب في طلب الملك ،وأما إذا ُ
مقات َل َُتها حتى
ب ُ
ج ُ
وت َ ِ
ةَ ،
مى فتن ً
س ّ
ة فل ت ُ َ
الباغي ُ
ترجع إلى الطاعة ،وهذا قول الجمهور[.
5ـ فتح الباري 14/527كتاب الفتن] :المراد بالفتنة ما ينشأ من
ق منح ّم ِعَلم ال ُ ملك حيث ل ي ُ ْ الختلف في طلب ال ُ
ضُهم علىمل ذلك ب َعْ ُ طل ،قال الطبري :اختلف السلف فح َ
مب ْ ِ
ال ُ
96
العموم ،وهم من قََعد عن الدخول في القتال بين المسلمين مطلقا ً
سكوام ّ
كرة وآخرين ،وت َ َ سَلمة وأبي ب َ ْ م ْ
كسعدٍ وابن عمر ومحمد بن َ
ف هؤلء فقالت طائفة :بلزوم البيت، خت َل َ َ
بالظواهر المذكورة وغيرها ،ثم ا ْ
ل ،ثم اختلفوا فمنهم … ن أص ً َ
ول عن ب َلدِ الِفت َ ِ ح ّ
وقالت طائفة :بل بالت َ َ
ت طائفة على المام فامتنعت عن الواجب عليها و وقال آخرون :إذا ب َغَ ْ
ب
ج َو َ ن َحاَرَبت طائفتا ِ ب قتاُلها ،وكذلك لو ت َ َ ج َ ب ،وَ َ
صَبت الحر َ
نَ َ
ب
ئ ونصُر المصي ِ خط ِ ِ
م ْ ر الخذُ على ي َ ِ
د ال ُ على كل قاد ٍ
ل وَقَعَ بين صل آخرون فقالوا :ك ُ ّ
ل ِقتا ٍ وهذا قول الجمهور ،وفَ ّ
م للجماعة ،فالقتال حينئذ ممنوعٌ طائفتين من المسلمين حيث ل إما َ
وت ُن َّزل الحاديث التي في هذا الباب وغيره على ذلك ،وهو قول الوزاعي،
درقال الطبري :والصواب أن … إنكار المنكر واجب على كل من ق َ
شكل حق أصاب ومن أعان المخطئ أخطأ ،وإن أ َ ْ م ِ
عليه فمن أعان ال ُ
المر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها.
وذهب آخرون إلى أن الحاديث وردت في حق ناس مخصوصين ،وأن النهي
ب بذلك ،وقيل :إن أحاديث النهي مخصوصة بآخر خوط ِ َ مخصوص بمن ُ
الزمان حيث يحصل التحقق أن المقات ََلة إنما هي في طلب الملك ،وقد
وقع في حديث ابن مسعود … "قلت :يا رسول الله ومتى ذلك؟… قال:
ن الرجل جليسه"[ اهـ. م حين ل يأ ْ
َ ُ
َ
6ـ فتح الباري 530 /14كتاب الفتن ] :وذهب جمهور الصحابة
مل ح َ والتابعين إلى وجوب َنصر الحق وقتال الباغين ،و َ
صر ضُعف عن القتال أو قَ ُ ث الواردة في ذلك على من َ هؤلء الحادي َ
نظره عن معرفة صاحب الحق … ،قال الطبري :لو كان الواجب
ب بل ُُزوم المنازل في كل اختلف يقع بين المسلمين الهر َ
ُ ُ
ل الفسوق وجد أه ُما أقيم حد ول أبطل باطل ،ول َ َ سر السيوف ل َ َ وك َ ْ
يسب ْ ِك الدماء و َ سْف ِ
من أخذ الموال و َ سبيل ً إلى ارتكاب المحرمات ِ
ف المسلمون أيدَيهم عنهم ،بأن يقولوا" :هذا ريم بأن يحاربوهم ،وي َك ُ ّ ح ِال َ
ف للمر بالخذ على أيدي خال ِ ٌ
م َ
فتنة وقد ن ُِهينا عن القتال فيها" ،وهذا ُ
السفهاء اهـ .وقد أخرج البزار في حديث "القاتل والمقتول في النار"
زيادةً ت ُب َّين المراد وهي" :إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل
والمقتول في النار" ،ويؤيده ما أخرجه مسلم … ،قال القرطبي… :
ل عددا ً من صّفين أق ّمل و ِ م كان الذين ت َوَّقفوا عن القتال في ال َ
ج َ من ث َ ّ و ِ
ْ
جوٌر إن شاء الله[. مأ ُ ل َمتأوّ ٌ الذين قاتلوا ،وكّلهم ُ
تـ في فتح الباري ] :14/595أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح … سمع ُ
دم بين سّره أن ي َك ْت َن َِفه الحور العين فلَيتق ّ من َ صّفين يقولَ : عمارا ً يوم ِ
محتسبًا[ اهـ وهذا من أدلة أنه إن ظهر له الحق يقاِتل. صّفْين ُ ال ّ
97
7ـ في فتح الباري 14/539كتاب الفتن…] :السلف …منهم من آثر
سعد ومحمد بن مسلمة وابن عمر في طائفة، السلمة واعتزل الفتن ك َ
شر القتال وهم الجمهور … ،وقد أخرج من با َ ومنهم َ
دو خير دا بعد هجرته إل ّ في الفتنة فإن الب َ ْ الطبراني"… :لعن الله من ب َ َ
من الفتنة"[.
ن يكون الغََنم فيه خيَر مال ما ٌ8ـ فتح الباري "] :13/132يأتي على الناس َز َ
خي ْرِي ّةِ العُْزل َةِ أن ت ََقعَ فيالمسلم" … ولفظه هنا صريح في أن المراد ب ِ َ
ب على ج ُآخر الزمان ،وأما زمنه فكان الجهاد فيه مطلوبا ً حتى كان ي َ ِ
طابي…:أن العزلة العيان إذا خرج رسول الله ،… وذكر الخ ّ
والختلط يختلف باختلف متعّلقاتها ،فُتحمل الدلة الواردة في الحض
سها في على الجتماع على ما يتعلق بطاعة الئمة وأمور الدين وعك ُ
ظة ديِنه، حقّ معاشه ،ومحافَ َ عكسه … فمن عرف الكتفاء بنفسه في َ
فالولى له النكفاف عن مخالطة الناس بشرط أن يحافظ على
الجماعة والسلم والرد وحقوق المسلمين من العيادة وشهود الجنائز
حَبة لما في ذلك من ص ْ ل ال ّ ونحو ذلك ،والمطلوب إنما هو ترك فُ ُ
ضو ِ
مات…[. مه ِ ّ
شْغل البال وتضييع الوقت عن ال ُ
ب "من الدين عمدة القاري ل ِل َْعيني 1/163الطبعة المنيرية] :با ٌ 9ـ وفي ُ
ن استنباط الفوائد وهو على وجوه :الول :فيه فرار من الفتن" … بيا ُ ال ِ
فضل العزلة في أيام الفتن إل ّ أن يكون ممن له قدرة على إزالة الفتنة
ض كفاية ض عين وإما فر َ فإنه يجب عليه السعي في إزالتها إما فر َ
بحسب الحال والمكان ،وأما في غير أيام الفتنة فاختلف العلماء في
ف أّيهما أفضل؟! قال النووي :مذهب الشافعي العزلة ،والختل ُ
والكثرين إلى تفضيل الخلطة لما فيها … فإن كان
ل اختلطه ،وقال د تأك ّدَ فض ُ ه ٍ ب علم ٍ أو ُز ْ صاح َ
خل ُوّ المحافل عن ل النعزال ل ُِندور ُ الكرماني :المختاُر في عصرنا تفضي ُ
جت جماعة المعاصي … الثاني :فيه عن الحتراُز عن الفتن وقد خر َ
من السلف من أوطانهم وتغّربوا خوفا ً من الفتنة ،وقد خرج
َ
ذة في فتنة عثمان رضي الله عنهما[اهـ وع إلى الّرب َ َ سَلمة بن الك ْ َ َ
سبق ـ…] :ويدل على تعميم ـ وفي فتح الباري 14/563كتاب الفتن ـ وقد َ
ه عن المنكر وإن لم يتعاطاه قوُله تعالى فل تقعدوا من لم ي َن ْ َ العذاب ل ِ َ
مثُلهم … ،ويؤيده أمره معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا ً ِ
بالسراع بالخروج من ديار ثمود … وفي الحديث تحذيٌر وتخويف
عظيم لمن سكت عن النهي فكيف بمن؟ داهن فكيف بمن
رضي؟ فكيف بمن عاون؟[.
98
ط الناس ويصبر على أذاهم ـ بل الحديث صريح) :المؤمن الذي ُيخال ُ
م أجرا ً من المؤمن الذي ل يخالط الناس ول يصبر على أذاهم: أعظ ُ
بسند جيد في الدب المفرد للبخاري(.
10ـ فتح الباري 14/582كتاب الفتن حول تمني الموت] :وفيه إيحاء إلى
مّني الموت دين لكان محمودًا ،ويؤيده ثبوت ت َ َ أنه لو فعل ذلك بسبب ال ّ
عند فساد أمر الدين عن جماعة من السلف .قال النووي :ل كراهة في
ذلك بل فعله خلئقُ من السلف منهم عمر بن الخطاب وعيسى الغفاري
ظم قَد ُْر العبادة أيام الفتنة م عَ ُ من ث َ ّ
وعمر بن عبد العزيز وغيرهم …… ،و ِ
ي( … ،وقد أخرج الحاكم كما أخرج مسلم) :العبادة في الهَْرج كهجرة إل ّ
دت أبا هريرة فقلت :اللهم اش ِ
ف أبا مة قال :عُ ْ سل َ َ
من طريق أبي َ
ت ،والذي نفسي بيده م ْسَلمة فَ ُ هريرة ،فقال …:إن استطعت يا أبا َ
َ ل َيأ ْ
دهم من الذهب الحمر، ح ِب إلى أ َ ت أح ّمو ْ ُ ن ال َ ما ْ ٌ
ن على العلماء َز َ َ ّ
َ يِ ت
دهم قبَر أخيه فيقول :يا ليتني كنت مكانه!"[ اهـ وهذا ُيحمل وليأتين أح ُ
عند عجزه عن الجهاد أو الهجرة إلى مكان ُيقيم فيه ديَنه كما هو ظاهر
من مجموع النقول والدلة والله أعلم.
ر
11ـ فتح الباري 14/533كتاب الفتن عند حديث )… فهل ب َعْد َ هذا الخي ِ
من شر؟ قال :نعم دعاة ٌ على أبواب جهنم من أجابهم إليها قَذ َُفوه فيها
مُرني إن أ َد َْر َ ْ
ة المسلمين م جماع َ كني ذلك؟ قال :ت َل َْز ُ … قلت :فما تأ ُ
وإمامهم؛ قلت :فإن لم يكن لهم جماعة ول إمام؟ قال :فاعتزل تلك
جر… ] :زاد في رواية ح َ ض بأصل … ( ،قال ابن َ الِفرقَ كّلها ،ولو أن ت َعَ ّ
خذ َ مالك" وكذا… عند ك وأَ َ ب ظ َْهر َ معُ وتطيع وإن ضر َ أبي السود" َتس َ
ب ظ َهَْرك،ضَر َ ه وإن َ م ُ ة فال َْز ْ ت خليف ً الطبراني" :فإن رأي َ
ب"[ اهـ ولحظ التنكير في ة فالهر َ فإن لم يكن خليف ٌ
ة". قوله" :خليف ً
ضت وأنت عا ّ ـ وفي ] :14/534وفي رواية … عند ابن ماجه "فََل َ ْ
ن تمو َ
ل خير لك من أن ت َت ّب ِعَ أحدا ً منهم" … قال الطبري: جذ ْ ٍعلى ِ
والصواب أن المرادَ من الخبر ل ُُزو ُ
م
من اجتمعوا الجماعة الذين في طاعة َ
ره ،فمن ن َك َ َ
ْ
ه خرج عن الجماعة ،قال :وفي ث ب َي ْعَت َ ُ ِ مي ْ
على ت َأ ِ
الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا ً فل ي َّتبع أحدا ً
ة من الوقوع في الشر خ ْ
شي َ ً في الُفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلكَ ،
وعلى ذلك ي َت َن َّزل ما جاء في سائر الحاديث وبه ُيجمع بين ما ظاهُِرهُ
الختلف منها[ اهـ ،إل إن استطاع تنصيب خليفة ،أو اجتمعوا على تأمير
ف الطائفة المنصورة التي وصفها الحديث بـ )ُيقاتلون(، عرَ َ
واحد ،أو َ
99
ص لحديث اعتزال الِفَرق ،أو ص ٌ وليس )يعتزلون(!! وحديث الطائفة مخ ّ
هو مستثًنى منه لن الطائفة المنصورة ُتعيد إلى الدين نضارته ،وليست
ص في اعتزال من الفرق الداعية إلى أبواب جهنم ،فحديث "حذيفة" ن ّ
فرق التي تدعو إلى أبواب جهنم كأن تقاتل لنصرة بدعة أو للملك، ال ِ
من يدعو إلى الخير أو من وليس الحديث دعوةً إلى اعتزال الخير أو َ
يحاول أن ُيصلح من يدعو إلى أبواب جهنم أو من َيظهر عليه الخير وَيدعو
كل نواةإلى تحكيم شرع الله ،ونراه حقا ً بدأ يتحكيم شرع الله ،وبدأ ُيش ّ
الخلفة السلمية ،فمثل هذا ما كان الشرع ِليأمرنا باعتزاله.
وهل تنصيب خليفةٍ الذي اتفق العلماء على وجوب تنصيبه هل إعادته اليوم
ت وأشلء؟ فكيف َيجتمع المر بالعتزال ن أم بتضحيا ٍ تكون بَغمضة عي ٍ
المطلق مع المر بتنصيب خليفة؟ إنما هو أمٌر باعتزال الِفرق الداعية إلى
ك في أنها داعية إلى أبواب جهنم ،وهناك من الفرق والطوائف ما ل ش ّ
دى ورشاد بنور الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح والعلماء الثبات ه ً
ومن تبعهم بإحسان..
ب
شَر بين الناس وجو َ ل من الحوال -أن ل ي َن ْ ُ وليس معنى العتزال –في حا ٍ
حّرض على إخراج الكفار من بلد المسلمين، َتنصيب خليفة أو أن ل ي ُ َ
فالشرع لم ي َْأمرنا بمثل هذه العزلة عن الحق ،بل صريح رواية مسلم
شعاب ُيقيم الصلة وُيؤتي الزكاة ،وَيدع ب من هذه ال ّ شع ْ ٍ
ل في ِ ) ....ورج ٌ
م من إعادة الخلفة ودحر الناس إل من خير( ،وأيّ خيرٍ أعظ ُ
الكافرين المحتلين لبلد المسلمين؟
والله َأمر رسوله بالتحريض على القتال ،ولم يقل" :يا أيها النبي حّرض
المؤمنين وبالخص طلبة العلم على العزلة".
ة طار إليها :مسلم(. ة أو فَْزع ً سمع هَْيع ًأين هذا النهزامي من حديث )كلما َ
وكان الصحابة َيطلبون الولد لجل الجهاد ،ولم نسمع أن أحدا ً َفعل ما يفعله
وب البخاري )باب من طلب الولد من َينتسب لهل العلم اليوم ،فب ّ َ
داحين بالحق لدى للجهاد( ،وليس للعزلة ،وعلماؤنا القدمون كانوا ص ّ
خزاعي ،والعّز سلطين زمانهم ولو كان الثمن حياَتهم؛ كأحمد بن نصر ال ُ
ابن عبد السلم ،والنووي.
وإذا َوجب الجهاد وكان المسلمون عاجزين عن الخروج لخراج العدوّ فإن
ول إلى العداد لخراج العدوّ أو الهجرة للعداد ،ثم عند فرضهم يتح ّ
استحالة كل هذا يأتي دور العزلة عن الباطل وأهله ،فالعزلة دواء عند
ذر كل هذا ،فكيف نتهالك لننشر العزلة بين الناس والندلس تنادي َتع ّ
أبناءها؟ فضل ً عن فلسطين والفلبين!
بل ل شك أن الهجرة قد تكون من لوازم اعتزال فرق الضللة الداعية إلى
أبواب جهنم المأمور به في حديث "حذيفة" ،كما هو حال كثير من مشايخ
مدحوا طواغيت العرب الظلمة الفجرة غمون أن ي َ ْ بلدنا العربية الذين ي ُْر َ
100
البعيدين عن شرع الله أن َيمدحوهم في خطب الجمعة أو العيد أو
المناسبات الدينية أو الحاديث التلفزيونية على القنوات الفضائية ...وهو
في مثل هذا مشارك للدعاة على أبواب جهنم مشارك لهم بالكلمة ،فأين
جبرون! فقل :بل أنتم َتكذبون؛ م ْ
العزلة التي َيزعمون؟ فإن قالوا :نحن ُ
جبرون فيه على ي أن تهاجروا إلى بلد ل ت ُ ْ سعَْيتم مجرد سع ٍ
لنكم ما َ
المداهنة والنفاق للحاكم الهالك.
من ِْع الطعن ب َ جو ِ
12ـ فتح الباري ] :14/530واتفق أهل السنة على وُ ُ
ق
ح ّ
م ِعلى أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ،ولو عََرف ال ُ
منهم لنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إل عن اجتهاد ،وقد عفا الله تعالى
جر[. عن الخطأ في الجتهاد ،بل ث ََبت أنه ي ُؤْ َ
ل أحدٍ من الصحابة ل عمل ك ّ م ُح ْـ وفي 14/541من كتاب الفتن] :والحق َ
ل اتضح له الدليل لثبوت المر س القتا َ المذكورين على السداد ،فمن لب َ َ
ي
ح له أ ّض ْمن قعد لم ي َت ّ ِ بقتال الفئة الباغية ،وكانت له قدرة على ذلك ،و َ
الفئتين هي الباغية ولم يكن له قدرة على القتال ،وقد وقع لخُزيمة
قاتل! فلما
بن ثابت أنه كان مع علي ،وكان مع ذلك ل يُ ِ
دث بحديث" َيقتل عمارا ً ُ
قِتل عماٌر قاتل حينئذ وح ّ
ة الباغية" أخرجه أحمد وغيره[.الفئ ُ
101
ـ إن من مظاهر التحريف في هذا العصر أن َيزعم أقوام أن قتال الواحد
والعشرة والعشرين والربعين من المسلمين ليس بجهاد ،كذلك دعوى
كن ،وهي دعوى عريضة ليس م ّم َ
عدم القتال وشرعيته إل بوجود إمام ُ
لها قوائم ،بل مجرد تصورها كاف بالحكم عليها بالّتباب ،والقول بهذه
الشروط وأمثالها من دعاوى كثيرة مآلها في الحقيقة إلى َتعطيل
الشريعة ،وفيها دعوى الركون إلى الرض ،وليس هناك من حديث واحد
ن فيه هذا المعنى ،مع العلم دعي أن يستند إليه ،أو يزعم أ ّ م ّ
َيستطيع ال ُ
ن القول بالشرطية هو من أبعد ما يخطر على بال طالب العلم ،فجهاد أ ّ
ة بالمثل؛ فل ُيشترط المسلمين اليوم جهاد د َفٍْع وَرد ّ عدوان ....إنه معاقب ٌ
المام العظم ـ الذي ل وجود له الن في الواقع ـ ليجتمعوا تحت رايته،
ل ُيشترط ل لجواز الجهاد ول للقيام به ،ولم يقل بذلك أحد من أهل
العلم ،أم لعلكم تريدون منا النبطاح للعداء حتى َيخرج المام ...فما
أشبه هذا بعقائد الراِفضة!
بل أقوال أهل العلم طافحة بالرد عليه ،والدلة الشرعية النقلية فيها الَغناء
لرد هذا الُغثاء:
ة المر في إذن المير من أقوال العلماء: وإليكم تجلي َ •
102
مة بن الكوع[ ،فإن لم يكن هناك إمام سل َ َ
النبي فقال :خير رجالتنا َ
مة" فمن باب أولى والله أعلم. سل َ َ
وقامت طائفة كعمل " َ
شاف القناع للُبهوتي ] 3/73ول يجوز الغزو إل ّ بإذن أمير لنه 2ـ وفي ك َ ّ
ة عدّومُره موكول إليه … إل ّ أن …ي َط ُْلع عليهم ب َغْت َ ً ف بالحرب وأ ْ أعَْر ُ
ما في َيخافون ك َل ََبه … بالتوقف على الذن ،لن الحاجة تدعو إليه ل ِ َ
من ُيحتاج التأخير من الضرر ،وحينئذ ل يجوز التخلف لحد إل ّ َ
من ل قُوّةَ له على الخروج، إلى تخلفه لحفظ المكان والهل والمال ،و َ
من يمنعه المام ،ومن يجدون فرصة َيخافون فَوَْتها إن تركوها حتى و َ
يستأذنوا المير فإن لهم الخروج بغير إذنه؛ لئل تفوتَهم ،ولنه إذا
حضر العدو صار الجهاد فرض عين فل يجوز
سَلمة بن الكوع." دل بقصة َ التخلف عنه" [.واست َ
3ـ وفي مغني المحتاج ُ ] :4/220يكره غزوٌ بغير إذن المام أو نائبه تأ ّ
دبا ً
ف من غيره بمصالح الجهاد ،وإنما لم َيحُرم لنه ليس فيهمعه ،ولنه أ َعَْر ُ
أكثُر من التغرير بالنفوس وهو جائز في الجهاد …… تنبيه :است َْثنى
الُبلقيني من الكراهة صورًا :أحدها :أن َيفوته المقصود بذهابه للستئذان،
طل المام الغزو وأقبل هو وجنوده على أمور ثانيًا :إذا ع ّ
يشاهد ،ثالثها :إذا غلب على ظنه أنه لو استأذنه لم يأذن الدنيا كما ُ
له …[اهـ وذكر نحوه الشيخ زكريا في "فتح الوهاب" .2/299قلت :هذا
في فرض الكفاية لنه غزٌو ،فكيف بفرض العين؟
4ـ ابن النحاس في تهذيب مشارع الشواق في فضائل الجهاد صـ :367
طل ]ُيستثنى من الكراهة الحالت التالية :الولى … ،الثانية :إذا ع ّ
المام الجهاد وأقبل هو وجنوده على الدنيا مما هو مشاهد في
هذه العصار والمصار ،فل كراهة في الجهاد بغير إذن المام لن
طل.طل للجهاد ،والمجاهدون يقومون بالفرض المع ّ المام مع ّ
خر الجهاد؛ لن مصلحة دم المام لم ي ُؤَ ّ
الثالثة … ،وقال ابن قدامة :إن عُ ِ
الجهاد تفوت بتأخيره[.
5ـ البجيرمي ] :4/252فصل فيما يكره من الغز ...قولهُ :كرِه غزو إلخ أي
وأما المرتزقة فَيحرم بغير إذن المام {شرح م ر للمتطوعة،
وزي} لنهم مرصدون لمهماتَ ...يصرفهم المام فيها فهم بمنزلة
طل المام الغزوَ أم ل جراء {شرح الروض} ،وسواء في الحرمة عَ ّ الأ ُ َ
ص ما يأتي من عدم كراهة الغزو بغير إذنه حينئذ بالغزاة المتطوعة خ ّفيُ َ
به {ا ه ع ش على م ر} ،وهو بعيد بل المرتزقة كغيرهم ،قوله :إن
103
{ا ه ط ب طل الغزوَ إلخ وينبغي الوجوب في هذه
عَ ّ
س}[.
حّرض 6ـ عند قوله تعالى) :فقاِتل في سبيل الله ل ت ُك َّلف إل نف َ
سك و َ
المؤمنين( }النساء {84:قال القرطبي] :هي أمٌر للنبي صلى الله عليه
جد ّ في القتال في سبيل الله وإن وسلم بالعراض عن المنافقين ،وبال ِ
لم يساعده أحد على ذلك[ .ثم قال] :ولهذا ينبغي لكل مؤمن
أن يجاهد ولو وحده ،ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه
فرِد سالفتي ،وقول أبي بكر وقت الردة: وسلم :والله لقاتلنهم حتى َتنْ َ
ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي[.
ويغزى أهل الكفر مع ....ويغزوهم 7ـ وفي "المحلى" لبن حزمُ -929] :
المرء وحده إن قَدََر أيضًا[.
م النفيُر بأن هجم 8ـ وفي بدائع الصنائع للكاساني ] :7/98فأما إذا ع ّ
العدو على بلد فهو فرض عين ُيفترض على كل واحد من آحاد
المسلمين ممن هو قادر عليه ،لقوله سبحانه وتعالى :انفروا خفافا ً
وثقال ًَ…… يخرج …بغير إذن……لن حق الوالدين ل يظهر في
فروض العيان كالصوم والصلة ……[ اهـ وهل ُيستأذن المير في
فرض الصلة؟ والصل أن المام َيأخذ أموال الزكاة ليوزعها ،فإن
طلها المام الشرعي أفل يجب على كل واحد أن ُيخرجها بنفسه؟ وهل ع ّ
حكمه عّين ف ُ
يجب الستئذان لداء فرض الحج؟ فُيفهم أن الجهاد إذا ت َ َ
كذلك.
ن قال التهانوي رحمه الله في العلء 12/2طبعة كراتشي تحت 9ـ لك ْ
عنوان] :اشتراط المام للجهاد ،والمر بالعزلة إذا لم يكن للمسلمين
إمام[:
م فل جهاد ،نعم يـجب على المسلمين ] …فإذا لم يكن للمسلمين إما ٌ
أن َيلتمسوا لهم أميرا ً ،ويدل على أن الجهاد ل يصح إل ّ بأمير ما رواه
خصالبخاري عن حذيفة ]وذكر رقم 11:في فِْقرة "العزلة" هنا[ …… فَت َل َ ّ
منه :أن المسلم إذا كان في جماعة ليس لهم إمام
وأمير فهو مأمور بالعتزال واللزوم بخا ّ
صة نفسه ،وليس بمأمور
بالجهاد وما يشبهه من المور مما ل يتم بدون الجماعة[ اهـ وكلمه رحمه
ن بخلف ما ُيفَهم من خلصته ،فالعنوان فيه المنع الله فيه نظر ،لنه عَن ْوَ َ
ة للمسلمين ،أما الخلصة فُيفَهم منها أنه إن ُوجد لجماعةٍ ما لم يكن خليف ٌ
ع ،وهذا يتفق مع حديث الطائفة المنصورة المقاتلة منْ َ
ما أميٌر فل َ
صةِ نفسك ،أو هي ل الفرق وخا ّصص لحديث حذيفة في اعتزا ِ خ ّ
م َ
ال ُ
مستثناة ٌ لنها ليست من الفرق الداعية إلى أبواب جهنم ،أو يقال :حديث
104
حذيفة فيمن لم َيهتد إلى الطائفة المقاتلة ،وإل فل تجتمع المة على
معصيةِ ترك الجهاد ،وعلى الت ّن َّزل ل تجتمع على ضللة ترك العداد وهو
ما ل يتم الواجب إل ّ به.
فليس في حديث "حذيفة" إل المر باعتزال الفرق الداعية إلى أبواب
جهنم ،وهو واضح في قوله) :تلك الفرق كلها( ،والعلماء متفقون على
وجوب تنصيب خليفة والسعي لذلك من كل مستطيع ،ول يقول عاقل :إن
تنصيب خليفة ل يجوز إذا انعدم بدليل حديث "حذيفة" لن الرسول أمره
ح هذا باعتزال الفرق ولم يأمره أن يسعى لتنصيب خليفة!!! ل َيص ّ
خذ ُ َ
الستدلل لن الصل جمع الحاديث مع بعضها ل ضرُبها ببعضها ول أ ْ
بعضها الذي ُيريحنا من العناء إلى النهزامية ،فكذلك يقال :ليس في
حديث حذيفة المنع من الجهاد إنما المر باعتزال فرق الضللة الداعية
إلى أبواب جهنم وليس اعتزال من يدعو لتنصيب خليفة أو الطائفة
المنصورة المجاهدة.
وأمٌر آخر :فإن العنوان لم ي َُفّرق بين الغزو -وهو جهاد الطلب وحكمه
فرض كفاية -وبين جهاد الدفع -وهو فرض عين ،-فُيمكن أن ُيقالُ :يطاع
أمر المير لترك فرض الكفاية بخلف فرض العين فل ُيطاع أحد ٌ في تركه
د"إل إن كان المير مشرفا ً على الجهاد ورأى أن المصلحة في تخّلف "زي ٍ
من الناس فهذا أمٌر آخر ،بل ُيفَهم صريحا ً من أقوال باقي العلماء
مل. طل الغزوَ فل ُيستأذن؛ فتأ ّ المتقدمة أن المام إن ُوجد وع ّ
فينبغي التفريق بين وجود الخليفة وإشرافه على المعارك ،فل ب ُد ّ من
ل ،والحالتان الخيرتان طاعته ،وبين وجوده وعدم جهاده ،وبين انعدامه أص ً
تؤولن إلى بعضهما كما هو واضح ،فإن كان الجهاد جهاد دفع –كما هي
طل لجهاد الد ّْفع حال المسلمين اليوم -فل يجب اسئذان الخليفة المع ّ
قول ً واحدًا ،فمن باب أولى إن لم يكن خليفة ،وللمرء الخروج ولو كان
وحده لحداث النكاية في المحتلين بأي شكل كانت النكاية ،وإن كنا في
م على أميرٍ وبايعوه حالة جهاد طلب فالذي َيظهر لي أنه إن اجتمع قو ٌ
-عسى أن يكون نواة لعادة الخلفة -فهذا تجب طاعته والجهاد معه ما
دام قائما ً بالحق ول تجوز مخالفته ،وهذا يتلءم مع حديث الطائفة
ص الحديث، المنصورة المقاتلة لنها موجودة ل َيخلو منها زمان كما هو ن ّ
ويتلءم أيضا ً مع نقول العلماء السالفة ،أما من لم يبايع أميرا ً البتة
مس له أميرا ً َيجمع كلمة المسلمين؛ ففرضه حسب تعبير التهانوي أن يلت ِ
ة :أخرجه مسلم( ،ثم ة جاهلي ً
ة مات ميت ً من مات وليس في عنقه بيع ٌ فـ) َ
بعد ذلك إما أن يكون المير المباَيع عامل ً بالجهاد والعداد له إعلميا ً
طله فهذا ل وتربويا ً وعسكريا ً فهذا ُيطاع في أمور الحرب ،وإما أن ُيع ّ
ُيطاع؛ لن المسلمين كلهم آثمون حتى تقوم طائفة تسد ّ الكفاية ،وبينهما
أموٌر مشتبهات فاسأل الله السداد.
105
ي أبناء بيت المقدس أن يتوقفوا عن جهادهم لليهود وهل َيجرؤ أحد ٌ أن ُيفت َ
هاب! بحجة انعدام الخليفة؟ سبحان الله الو ّ
ل أن يقول :إن المر بالعزلة ربما يكون خاصا ً بالسائل وهو "حذيفة"، بل لقائ ٍ
جمعا ً بين الدلة ،ولنه ليس من المنطق أن َيفّر جميع الناس ول َيسعى
أحد ٌ لعادة الحق إلى نصابه ،وهل تعود الخلفة وبلد المسلمين والناس
معتزلون وتاركون للسباب؟!!!
ولقائل أن َيقول :إن المر بالعزلة في حديث "حذيفة" أتى عند حالة انعدام
المير والجماعة للمسلمين ،ولكن في صحيح مسلم )َيأتي على الناس
من َأخذ َ بِعنان فرسه في سبيل الله ة َ زمان يكون خيُر الناس فيه منزل ً
شعاب ُيقيم الصلة ب من هذه ال ّ شعْ ٍ ل في ِ مظانه ،ورج ٌ َيطلب الموت َ
وُيؤتي الزكاة ،وَيدع الناس إل من خير( ،فسياق الحديث واضح منه أنه
ي سيأتي على الناس يكون فيه أفضلهم المجاهد والمعتزل، أمٌر مستقبل ّ
ولكنه في حديث "حذيفة" لم يأمره بالعتزال إل عند انعدام المير
من الحديثين ُيفهم أن الجهاد يكون أيضا ً عند انعدام المير للمسلمين ،ف ِ
فليس وجوده شرطًا؛ لنه أمره بالعتزال عند انعدام الخليفة للمسلمين،
وفي حديث مسلم مدح الجهاد والعتزال في حالةٍ ستأتي مستقبل ً على
من مشروعية الجهاد عند انعدام المير ،وأيهما المسلمين ،فهذا َيتض ّ
أفضل في تلك الحالة الجهاد أم العتزال؟ في حديث مسلم جاء التعبير
بالواو ،ولكن في أحاديث أخرى مرت معنا في فقرة "العزلة" جاءت بـ
م على العتزال. "ثم" فالجهاد مقد ّ ٌ
ط لمن أغمضوا عيونهم إل عن عنوان التهانوي جه بسؤال بسي ٍ وبعد هذا نتو ّ
ضحوا لنا ة للمسلمين؟ وَ ّ رحمه الله لنسألهم :هل أنتم حقا ً تلتمسون خليف ً
شأتم ل ما يقال :هل ن ّ –بارك الله فيكم! -ما صنعتموه حتى الن! فأق ّ
ص تلميذكم على هذا؟ نسأل أولدكم الذين هم من لحمكم ودمكم وخوا ّ
ة باردة! ة من عوراء غنيم ٌ الله ذلك ،ودمع ٌ
سَير" 12/2قال…] :وفيه دليل على بل التهانوي نفسه في أول كتاب "ال ّ
أن الجهاد ل يزال ماضيا ً ما دام السلم والمسلمون إلى ظهور
ن به هنا؟!!! الدجال وأما بعد ظهوره … [ ،فكيف يستقيم هذا مع ما عَن ْوَ َ
إل مع القرار باستمرارية الطائفة المنصورة.
وأوضح من هذا كلمه المتين عند الحديث عن القومية الهندية حيث حّرض
ة. بجلء على منابذتهم..إلخ ،فراجع كلمه ث َ ّ
م َ
وكذلك الشوكاني في نيل الوطار ] :8/31قوله والجهاد ماض إلخ ،فيه دليل
على أن الجهاد ل يزال ما دام السلم والمسلمون إلى ظهور الدجال[.
ض مع الب َّر ب "الجهاد ما ٍ جر في فتح الباري ] :6/144با ٌ ح َ من قبلهما ابن َ و ِ
والفاجر" لقول النبي " :الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم
القيامة" … وفي الحديث الترغيب في الغزو على الخيل ،وفيه أيضا ً
زم بقاء الجهاد من ل ِ بشرى ببقاء السلم وأهله إلى يوم القيامة ،لن ِ
106
مْثل الحديث الخر "ل تزال بقاء المجاهدين ،وهم المسلمون ،وهو ِ
طائفة من أمتي يقاتلون على الحق" الحديث …[.
وفي تلخيص الحبير 3/141قال] :لوجود هذه الطائفة القائمة لله بالحق
إلى يوم القيامة ل يَحصل الجتماع على الباطل[.
وأتاجروعلى الِعلت فليست العزلة المرادة من كلم التهانوي أن َأعمل ُ
ختَلط بمن تيسر لي ثم ل ُأنكر المنكرات وأقول" :أنا معتزل"!! وأ ْ
وأسافر َ
10ـ وفي "فتح القدير" لبن الهمام ] :5/434هذا إذا لم يكن النفير عاماً؛
فإن كان بأن هَجموا على بلدة من بلد المسلمين فيصير من فروض
رب منهم ق ُ
فر ،وكذا مَن يَ ْالعيان ...فيجب على جميع أهل تلك البلدة النّ ْ
قرُب إن لم يكن بمن قرُب ممن َي ْ إن لم يكن بأهلها كفاية ،وكذا من يَ ْ
قرُب كفاية ،أو تكاسَلوا ،أو عصَوا ،وهكذا إلى أن يجب على جميع أهل َي ْ
السلم شرقا ً وغرباً كجهاز الميت والصلة عليه يجب أولً على أهل
جزاً َوجب على من ببلدهم على ما ذكرنا ،هكذا ح ّلته ،فإن لم يفعلوا عَ ْ مَ ِ
ذكروا ....
ويجب أن ل يأثم من عزم على الخروج ،وقعوده لعدم خروج الناس
وتكاسلهم ،أو قعود السلطان ،أو مَنِْعه[ اهـ .ونقل هذا المقطع الخير في
"البحر الرائق" ،وفي "الحاشية" دون تعَّقب ،وعليه ملحوظات كثيرة:
ل أبداه من عنده وليس منصوصا ً عليه من -فسياقته ُيفَهم منها أنها احتما ٌ
دمه من أهل المذهب؛ لنه ذكره بعد قوله :هكذا ذكروا؛ أي كلم من ت ََق ّ
علماء المذهب ،وعّبر عنه بصيغة" :ويجب أن "...التي ُيفَهم منها أنه
ص في المذهب استنباط من عنده رحمه الله ،ولو كان عند ابن الهمام ن ّ
قط الثم لما توانى في الجزم بعبارته س ِمْنع المام ي ُ ْ ن َ ل في أ ّ أو دلي ٌ
ولقال" :ل يأثم من عزم..إذا منعه السلطان ،"...ولو سبقه أحد ٌ من
م هذا المقطع إلى إخوته من المقاطع التي قبلها ،فمن علماء المذهب لض ّ
َوجد أحد َ علماء المذهب سبق "ابن الهمام" إلى مثل هذا فلُيرشدنا.
حَرج من التيان بما لم تأت به الوائل إذا اقترن بالدليل ،لكنه لم -ول َ
َيذكر دليل ً واحدا ً ِلما طرحه ،بل الدلة على خلفه؛ فإذا كان أمٌر ما فر َ
ض
عين فـ )ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق( كما ثبت في الحديث ،ولو
فعل فرض العين لجاء في حديث أو أثرٍ أو في ن السلطان شرطا ً ل ِ كان إذ ُ
دمين من علماء المذاهب على القل. قول أحد المتق ّ
-والجهاد حينما يكون فرض كفاية مّثله أهل المذهب بتجهيز الميت للدفن؛
حد ٌ أ َِثم جميُعهم ،فلو عََزم أحد ٌ على تغسيله ودفنه لكنه َ
فإن لم ي َُقم به أ َ
من من َعَ من دفنه أفيقال :يجب أن ل يأثم َ ن أو َ تكاسل أو قَعَد َ السلطا ُ
عََزم.....إلخ؟!!! أم يقال" :ويأثم تارك تجهيز الميت ولو كان عازما ً مع
جّهز أجٌر م َ
ن ول غيره ،بل لل ُ تكاسل الناس ،ول عبرة بمنع أحدٍ ل سلطا ٍ
لنه ساهم في إسقاط الثم) "...هذا في فرض الكفاية(.
107
ط عند الحنفية في عقد الجمعة؛ فإن لم ن إذن السلطان شر ٌ مأ ّ -ومعلو ٌ
م ول مَنع من عقدها فهو آث ٌ قدها هو بل َ دها ولم ي َعْ ِ
يأذن السلطان لحدٍ بعَْق ِ
َريب ،ولكن هل يقال عندها" :يجب أن ل َيأثم المرء إن تخلف عن
ده كان لمنع السلطان"...؟ فإذا شوهد ن قعو َ ّ الجمعة ما دام عازمًا ،ولك
ْ
ث للمسلمين في بلدٍ بعيدة ثم حد ُعيانا ً ل ي َأبه بما ي َ ْالسلطان – الشرعيِ -
جد المحتاجين أفل بعد هذا لم يأذن لحدٍ من جنده أو رعيته أن يذهب لي ُن ْ ِ
يكون هو آثمًا؟ بلى؛ إذ ل فرقَ بين الفريضتين ،ومن فَّرق فعليه بالدليل
على تفريقه.
-فابن الهمام ربط سقوط الثم لتارك الخروج للجهاد -عند تحوله إلى
فرض عين -بثلث صور :العزم على الخروج مع تكاسل الناس وقعودهم،
أو العزم على الخروج مع قعود السلطان ،أو العزم على الخروج مع منع
السلطان ،فالسؤال :هل يوجد في الشرع نظائر لهذا على القل؟
بمعنى :هل يوجد في شرعنا فرض عين ل يأثم تاركه -المستطيع فعله-
مَنع السلطان منه؛ ل يأثم بشرط أن يكون المرء ل غيره أو َ س َ
إذا تكا َ
عازما ً على فعل الفرض بمجرد أن يفعله السلطان أو الناس؟ هل يوجد
مثل هذا؟
سقُط عن المرء إذا ف بين العلماء أن فرض العين ل َي ْ فإنه ل ي ُعَْلم خل ٌ
تكاسل غيره عن فعله أو إذا تكاسل السلطان أو إذا مَنع السلطان أو
م الرجل منا على ذاك الفرض أو لم عزَ َ
البوان أو سواهم؛ سواٌء في ذلك َ
َيعزم فل َيسقط عنه الفرض ويَأثم بتركه ،فهذا المقطع الخير لبن الهمام
من سل َ رحمه الله َيتعارض مع معنى "فرض على العيان" ،فلو كان تكا ُ
ن
ض عي ٍ حوله –أيا ً كانُ -يعفيه مما تعّين عليه فل يكون هذا الشيء فر َ
أص ً
ل.
-ول يقال :لعل سبب عدم الثم في عبارة ابن الهمام هو عدم استطاعة
الخروج لوحده بسبب الخوف من الطريق؛ ل يقال هذا لن علماء
المذهب لم َيروا خلوّ الطريق من المحاربين وُقطاع الطرق لم يروه
شرطا ً لوجوب الخروج لمساعدة من هاجمهم العدو عند تعّين الخروج،
وراجع كتب المذهب كالحاشية والبدائع والبحر وسواها.
ي شيئا ً فلذا يجب أن -وليس السبب أيضا ً أنه إن خرج لوحده فلن ي ُغْن ِ َ
من َيسقط الثم....ليس هذا هو السبب لنه ربما َيخرج من بلد أخرى َ
ُينجدهم فينضم المرء إليهم ،ولن ابن الهمام نفسه بعد عدة أسطر قال:
قدر على الخروج دون الدفع ينبغي أن يَخرج؛ فإن فيه ]وأما الذي يَ ْ
إرهاباً[ ،فليست القدرة على الدفع شرطا ً للخروج ،بل في كلمه قبل
ة أخرى من سل ناحية ل ُيعفي ناحي ً ن تكا ُ المقطع الذي ندرسه بقليل ذكر أ ّ
ل ناحية ل س ُالخروج ،فهل من دليل على هذا التفريق؟ أعني :إذا كان تكا ُ
قط الثم عن ناحية أخرى فكذلك تكاسل أفراد مدينته أو بلده ل س ِ
يُ ْ
ُيسقط الثم عنه ،وعلى فََرض أن جميع النواحي كسلت وأن السلطان
108
صب الكمائن للعدوّ إن استطاع وإل فالعداد قََعد فواج ٌ
ب كل فردٍ ن َ ْ
ل أو
العسكري الحقيقي للحاق النكاية بالعدوّ المحتل كتفجيرٍ أو اغتيا ٍ
نحوها ،وفي أقل تقدير التحريض باللسان والَبنان لبنائه وتلميذه وأقربائه
ومعارفه ولو في نطاق المأمونين من المقربين ،هذا إن قََعد جميع
ن الطائفة المنصورة المقاتلة باقية بنص الحديث المسلمين وهيهات! فإ ّ
الصحيح.
ـ وأخيرًا :يا ُترى لو لم يأذن الخليفة العباسي الذي ما كان له يومها من
الخلفة إل اسمها لو لم َيأذن لـ "صلح الدين" أفكان عليه شرعا ً أن
ف السلطان ،فكيف إذا لم يكن له وجود َينصاع؟ وهذا في خليفةٍ ضعي ِ
كحالتنا؟ والذين كانوا يَخرجون هل كانوا َيستأذنون عمر واحدا ً واحدا ً؟
فها هو رضي الله عنه لما أتاه الخبر ]أنه ُأصيب النعمان وفلن وفلن
ن الله ي َْعرفهم[ ،وإسناده حسن كما قال ل ل نعرفهم قال :ولك ّ ورجا ٌ
ي َلما وسعه إل إعلن النفير ة ربان ّ
الهيثمي ،فلو كان في أيامنا خليف ٌ
العام ،أو على القل النفير العام للعداد الحقيقي لخوض المعركة
القتالية.
ل دون إذنٍ من المير ـ ويكفي أن الفقهاء اتفقوا على أنه إذا خرج رج ٌ
فُقِتل فهو شهيد بإذن الله.
من سيبقى هنا لي ُعَّلم 10ـ فإن قالوا :تص ّ
وَ ْر أننا خرجنا جميعا ً للقتال َ
ويعمل ويدعو؟ فقل لهم:
حد ّور أن ال َ شب ْهَُتكم إل كشبهة من يقول معترضا ً على حد السرقة :تص ّ ـ ما ُ
طعي اليدي؟! ط ُّبقَ! لرأيت الناس يمشون مق ّ
مْعتوه أن الحد ّ إن ط ُّبق فلن يبقى سارق واحد! وكذلك لو وما درى هذا ال َ
سد ّ ما والكفاية لم ت ُ َ جنا إلى باقي الناس ،أ َ حت َ ْ دت ل َ َ
ما ا ْ س ّ
ت الكفاية و ُ ج ِ
خر ََ
دم على كل شيء من المندوبات والعدادات فدفع العدو الصائل مق ّ
السلمية الوهمية.
س أن الت ّهُْلكة كانت في ترك النفقة للجهاد وليس في فعل الجهاد، ـ ول تن َ
وراجع شرح ول ُتلقوا بأيديكم إلى الت ّهُْلكة.
ف
صّر ُ صَلت الكفاية وانتصرنا ،لكننا ن َت َ َ ج… لح َ ت وخر َ ت وخرج ُ ـ ولو أنك خرج َ
ذن لهم ،وما كان ذرون من العراب لي ُؤْ َ معَ ّ ذرين وجاء ال ُ مع َ ّ
كالمنافقين ال ُ
الله الذي ُيريد بنا اليسر لم يكن ليأمرنا بالمستحيل.
؟! 11ـ فإن قالوا :لكننا نرى بين صفوف المجاهدين أخطاء متعددة
فقل لهم:
ـ ومن الذي من الخطاء ل يسلم؟ والصل أن الجهاد لعامة المة ل
مع حتى في صفوف ج ّ
ب ،والخطأ ل يخلو منه أيّ ت َ َ
صتهم فحس ُ
لخا ّ
مْرتادي الجماعة في المسجد ،فهل ت ُْلغي صلة الجماعة لوجود خطأ ُ
109
من بعض المصلين ،وهل يقال :اترك العمل الصالح حتى تتخّلص من
ب كثيرون ق الحق واخلع الباطل؟ بل هَ ّ الشر الذي فيك أم يقال :أب ْ ِ
عسى ينالون الشهادة فُتغَفر ذنوبهم ،وقد مّربنا في رقم 8قصة أبي
حجن الذي كان َيشرب الخمَر مرارًا. م ْ
ِ
ب أهل السنة والجماعة أن النسان قد يجمع إيمانا ً وضلل ً في آ ٍ
ن ـ ومذه ُ
ص ،وتذك ّْر يوم دت فيه معا ٍ ج َ
ما فيه منه خير ،وُنبغضه إن وُ ِ معًا ،فَن ُ ِ
حّبه ل ِ َ
جلد ،وعَل ّ َ ُ
ل رسولنا ما أتي به فَ ُ ب شارب خمر ل ّ َنهى رسولنا أن ي ُ َ
س ّ
) :ل تلعنوه فوالله ما علمت إل أنه يحب الله ورسوله :البخاري(،
َ
سنواح َما َقتل أقواما ً ما أ ْ ورسولنا نفسه ب َرِئَ من صنيع "خالد" ل ّ
أن ي ُعَّبروا عن إسلمهم فقالوا" :صب َْأنا" ،فََقت ََلهم "خالد" فقال
رسولنا ) :اللهم إني أ َب َْرأ ُ إليك مما صنع خالد :البخاري( ،ومع ذلك لم
شّهر به.ي َعْزِْله ،ولم ي ُ َ
ـ أليس هكذا هديُ السلم في التعامل مع الشخاص فعلم َنكيل
بمكيالين؟
110
جم ،فمن طلب الولد للهوى عصى موله ودخل في الله ،فُيقْدِم ول ُيحْ ِ
من أزواجكم وأولدكم عدواً لكم.[ إن ِ قوله تعالىّ :
ـ فانتصار السلم أغلى ما نتمنى وليست الزوجة أغلى أمانينا؛ لئل نكون
. شغَل َْتنا أموالنا وأهلونا... من أهل َ
ت بمالك ونفسك؟ فحسبك أن ج َـ فإن قالوا :ماذا تترك لهم وقد خر ْ
تدخر ُ ت مالي عند ربي ،وا ّ خر ُتقول :أ َت ُْرك لهم الله ورسوله ،قل لهم :اد ّ َ
ديِنه ،وقد مرت بنا في رقم ربي لولدي؛ وتذك ّْر قصة "الزبير" ووفاَء َ
َ
مَرنا رسول الله صديق بكل ماله؛ فعن عمر] أ َ صدّق ال ّ ،13وتذكر تَ َ
َ
ن سب ِقُ أبا بكر ،إ ْ أن نتصدق فواَفق ذلك مال ً عندي ،فقلت" :اليوم أ ْ
ت بنصف مالي ،وأتى أبو ب َك ْرٍ بكل ما عنده ،فقال له سب َْقُته يومًا"؛ فجئ ُ َ
َ
ت لهم الله ت لهلك؟ قال :أبقي ُ النبي :يا أبا بكر ما أب َْقي ْ َ
ورسوله[.
فالله خيٌر حافظا ً وهو أرحم الراحمين.
مل رزقها ،الله َيرزقها وإياكم. ح ُمن داّبة ل ت َ ْ وكأّين ِ
عبادة بن الصامت" يقول لمقوقس مصر عظيم القبط…] :وما منا ـ هذا " ُ
ده إلى رجل إل وهو يدعو ربه صباحا ً ومساًء أن يرزقه الشهادة ،وأل ّ ي َُر ّ
خل َْفه، م فيما َ بلده ول إلى أرضه ول إلى أهله وولده ،وليس لحدٍ منا هَ ّ
منا[ اهـ ]من منا ما أما َ ل واحد منا رّبه أهَله وولده ،وإنما ه ّ دعَ ك ّ سَتو َ
وقد ا ْ
كتاب "فتوح مصر وأخبارها"[.
ـ أين نحن من مثل خالد بن الوليد الذي اختلط لحمه وعظمه مع حب الجهاد،
شر فيها ب وأ ُب َ ّ ح ّم ِس أنا لها ُ ة ُتهدى إلى بيتي فيها عرو ٌ إذ يقول] :ما ليل ٌ
صّبح ُ
ي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أ َ ب إل ّ بغلم بأح ّ
بها العدو :أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح[.
ل العلماء في إذن الوالدين: وإليك أقوا َ
111
فروض العيان كالصوم والصلة ……[ اهـ ،وبلد المسلمين واحدة كما
هو معروف.
ب أنه يجب دفعه على 3ـ ابن تيمية ] :إذا دخل العدو بلد السلم فل َري ْ َ
القرب فالقرب ،إذ إن بلد المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة ،وأنه
غريم[. يجب النفير إليه بل إذن والد أو َ
4ـ بل أعلى من ذلك ما في حاشية ابن عابدين ] :4/126قال السرخسي:
وكذلك الغلمان الذين لم يَبلغوا إذا أطاقوا القتال فل بأس بأن يخرجوا
ويقاتلوا في النفير العام ،وإن كره ذلك الباء والمهات[.
ن حزم؛ لن ابن قه كلم اب ِحْزم فهذا ما فَ ِ ما من ُيقِنع نفسه بما قاله ابن َ ـ أ ّ
ضيّعا أو ط في "المحلى" فقال] :إل أن ُي َ ضَبط جواز التخلف بضاب ٍ حزم َ
ضّيعا"؟ ع منهما[ اهـ ،فما معنى "ي ُ َ ضّي ُ من يُ َ حلّ له تركُ َ دهما بعده ،فل يَ ِ َأحَ َ
ة
حت رواي ٌ ض َضّيع من َيعول( ،وو ّ ح في الحديث )كفى بالمرء إثما ً أن ي ُ َ ص ّ
حِبس عمن َيملك قُوَْته( ،فهل لمسلم المر أكثر) :كفى بالمرء إثما ً أن ي َ ْ
أمك أو أبوك شيخان كبيران سَيهلكان موتا ً حقيقيا ً بسفرك؟ أم أنك َتبني
ض عيناه دهما سيموت من الحزن حتى تبي ّ على أوهام ٍ أنهما أو أح َ
جلطة دماغية ،أو بشلل نصفي أو كلي؟ فَيعمى ،أو ُيصاب ب ُ
وما هو احتمال هذا؟ هل %100؟ وما دليلك على هذا الحتمال؟
صل له شيٌء مما سلف من ح! إذا كان أحد أبويك سيح ُ تعال فْلنتصار ْ
دك عنهما أم سماعهما نبأ قتلك؟ الحتمالت فهل السبب ُبع ُ
دك فأجبني :لو أن ظالما ً جبارا ً كمخابرات بلدنا العربية إن كان السبب بع َ
طلبك فهل َتهرب من البلد أم َتبقى؟ بحسب منطقك ينبغي أن تتخفى
في مكان ما حتى يراك أبواك باستمرار؛ لنك لو خرجت خارج بلدك أو
حزن أبويك وُيميتهما إذ العادة أن سّلمت نفسك للمخابرات فكلهما سي ُ ْ
ذر اللقاءات الدائمة بينكما خارج بلدك أو داخل السجن ،وإن كنت تتع ّ
ن الغالب أنك في ل الحلول سَتضرهما ل ّ نك ّ ل الوحيد لهما فإ ّ أنت العائ َ
خّفْيك ستحتاج إلى من ي ُعِْيلك! تَ َ
وإن كان السبب سماعهما نبأ قتلك فهذا كلم المنافقين لو كانوا عندنا ما
ماتوا وما قُِتلوا ،فجاء الجواب اللهي :قل :لو كنتم في بيوتكم لب ََرَز
ب عليهم القتل إلى مضاجعهم ول َِيبَتلي الله ما في صدوركم الذين ك ُت ِ َ
حص ما في قلوبكم. وِليم ّ
وقبل هذا وذاك فإن لبن حزم فتاوى كثيرة ل ُترضي شهوة النفس ،فعلم
ل تأخذ بفتاويه تلك ما دمت من المقلدين؟
درة على الستنباط من الدلة ت من المجتهدين الذيت َبلغوا الُق ْ وإن كن َ
حْزم"؟ ل مع "ابن َ ت فرأيت الدلي َ بأنفسهم فهل بحث َ
خدع رب دعني ،أو ُتسكُتني ،أو ربما ُتقن ُِعني ،لكنك لن ت َ ْ أي ّا ً ما كان فقد تَ ْ
خ َ
العالمين ،فأعد ّ للسؤال جوابًا.
112
ـ فإن قالوا :أمك ستبكي عليك! فقل لها:
فدا أماه ديني قد دعـاني للجهاد ولل ِ
دداأماه إني ذاهب للخـلد لـن أت ََر ّ
ددا ًم ّم َ ت ُ ي إذا سقط ْ ُ أماه ل تبكي عل ّ
ت اللقـاء ك أو تذ َك ّْر ِ حت دموعُ ِ وقل لها :أماه إن س ّ
جت فيك البكاء ت وهَي ّ َ دتْ عليك الذكريا ُ وعَ َ
جودي بالـدعـاء دي بالصبر حينا ً ثم ُ جل ّ ِفَت َ َ
قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموا ٌ
ل
َ
ب إليكم من الله ح ّ ضونها أ َ ن ت َْر َ ساك ُ م َ دها و َ شون ك َ َ
سا َ اقترفتموها وتجارةٌ تخ َ
ي الله ب َِأمرِهِ والله ،ل يهدي صوا حتى يأت َ د في سبيله فَت ََرب ّ ُ ها ٍ ج َورسوله و ِ
القوم الفاسقين.
13ـ فإن قالوا :لكننا إن خرجنا لمكان "كذا" للعداد ل ندري ما
دها ،فل نعرف أين سنذهب ومن سنقاتل ،فيجب أن ُيفعل بنا بع َ
نكون على بّينة ،وربما َنخرج للقتال فل ننال الشهادة ،فمن
َيضمن لنا ذلك ،ولعلنا ل نستطيع بعدها الرجوع إلى بلدنا؟
فقل لهم:
حّرر كثيرة ،والجبهة لن ت ُْفَتح إل بمن َأعد ّ وتَدَّرَب، ـ الماكن التي ينبغي أن ت ُ َ
ة ما ،إذا ً وَقَْعنا في مسألة وأنت ل تذهب للعداد والتدّرب حتى ُتفتح جبه ٌ
دور" :فلن َتخرج حتى ُتفَتح جبهة ،ولن ُتفتح جبهة حتى َيخرج أمثالك "ال ّ
ب ،فمتى سُتفتح؟! ويتدر َ
ت لصحابه حتى خرجوا أم كانوا من ـ وهل أعطى رسولنا ضمانا ٍ
سمع هَي َْعة أو َفزعة طار… :مسلم( ..وانظر كلمة: أصحاب )كلما َ
َ َ
حّرى ود َّقق وأوَْرد الشكالت وأخذ اليمان مع" ولم يقل ت َث َّبت وت َ َ س ِ " َ
مغَّلظة … ال ُ
َ
ة ولو أك َْلتَـ وحسبك أن تعيش في بلدٍ ي ُط َّبق الشريعة السلمية كامل ً
معهم الحجار!
ث ِبك الشيطان، سّرع ،واسأل واستفسر ،ول ي َعْب َ ْ ـ وعلى أية حال ل ت َت َ َ
صد ُْقك :الّنسائي وهو صحيح( ،والتاريخ يشهد. ق الله ي َ ْصد ُ ِ
ن تَ ْو)إ ْ
113
صدق ب َّلغه الله منازل الشهداء وإن مات على ه الشهادة ب ِ ِ من سأل الل َ ـ و) َ
فراشه :مسلم( ،وفي رواية لمسلم) :من طلب الشهادة صادقا ً
صْبه(. ُ
أعطَيها ،ولو لم ت ُ ِ
من أن ت ُْقتل هناك مرابطا ً أو شهيدًا؟! ض َفل يخدعنك من يقول لك :هل ت َ ْ
حْرقا ً أو أ َك ََله
ن قُِتل أو مات غَرقا ً أو َ ـ وقد ضمن الله للمجاهد الجنة )إ ْ
سُبع :الّنسائي وأحمد والحديث صحيح(. ال ّ
خّر عن دابته من بيته مجاهدا ً في سبيل الله عز وجل … فَ َ من خرج ِ ـ) َ
ومات فقد وقع أجره على الله أو ل َد َغَْته دابة فقد وقع أجره على الله أو
من مات قَْعصا ً فقد ف أنفه فقد وقع أجره على الله ،و َ حت ْ َ
مات َ
د"استوجب المآب( صححه الحاكم وأقره الذهبي؛ وقد سعى لها "خال ٌ
فما نالها.
من َيخرج من بيته مهاجرا ً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وََقع ـ و َ
ح بعد هذا؟ أجره على الله ،فأيّ وضو ٍ
14ـ فإن قالوا :لكننا –وبصراحة -جبناء ولسنا بشجعان ،فنحن
طع أيدينا أو أرجلنا ،أو ُتفقأ ل أو ت َُق ّ
ش ّ نخاف من القتل ،نخاف أن ن ُ َ
من مصروفنا؟ أو ربما نقع في عيوننا ،أو نموت من الجوع؛ فمن أين سنؤَ ّ
السر فنذوق ألوان التعذيب من العدو أو من المخابرات؛ كتقليع
الظافر ونتف الشعر ولسع الكهَرباء أو غيرها مما ل ن َْقوى عليه ،فنخاف
ن ممن دون العشرين ،وكبار أن ل نصبر ،وفينا صغار الس ّ
لهم: السن ممن تجاوزوا الربعين...،إلخ ،فقل
ة جهنم أشد ّ جبروتا ً من زبانية سعًا ،وَزَباني ُ ـ قل :نار جهنم أشد ّ حّرا ً ،وأشد ّ ل َ ْ
مرهم َ ة ِغل ٌ
د ،ل ي َْعصون الله ما أ َ شدا ٌظ ِ سجون بلدك ،عليها ملئك ٌ
عو الّزبانية ،فيها ما ل عين رأت ول ه ،سند ُ مرون، فل ْي َد ْعُ نادِي َ ْ وي َْفعلون ما ي ُؤْ َ
َ
ؤتى بأن َْعم أهل طر على قلب بشر من ألوان العذاب) ،ي ُ ْ خ َ سمعت ول َ ن َ أذ ٌ
ة ثم يقال :يا ابن آدم صب ْغَ ً
صَبغ في النار َ الدنيا من أهل النار يوم القيامة في ُ ْ
مّر بك نعيم قط؟ فيقول :ل والله يا رب!! وُيؤتى ط؟ هل َ ت خيرا ً ق ّ هل رأي َ
صب َْغة في الجنة فيقال صب َغُ َبأشد الناس بؤسا ً في الدنيا من أهل الجنة في ُ ْ
ط؟ فيقول :ل والله مّر بك شدة ق ّ ط؟ هل َ ت بؤسا ً ق ّ له :يا بن آدم هل رأي َ
ط :مسلم( ،يكفي أن حّر جهنم شد ّةً ق ّ ط ول رأيت ِ س قَ ّ مّر بي ُبؤ ٌ ب ما َيا َر ّ
أشد من نار الدنيا بسبعين ضعفًا ،يكفي أن وقودها الناس والحجارة ،يكفي
ض مجاهدا ً لضمان النجاة من النيران. هذا ،فام ِ
ه لم يأمرنا بما ل ُنطيق ،ل نكّلف نفسا ً إل وسعها ،ففرقٌ بين الستحالة ـ والل ُ
وبين الصعوبة والمشقة؛ ك ُِتب عليكم القتال وهو ك ُْرهٌ لكم.
سم اليمان بالقضاء والقدر: ـ وأين نحن من ب َل ْ َ
114
ب عليهم القتل إلى مضاجعهم، كت َ قل :لو كنتم في بيوتكم لب ََرَز الذين ُ -
ل وأنت بين أهلك؟ وهل َتضمن أن ل َتصدمك فهل تظن أنك لن ُتش ّ
جْلطة دماغية ن أن ل ُتصاب ب ُ م ُ سيارةٌ في َن َْهرس نخاعك الشوكي؟ هل تأ َ
ح ُ
ل ل الله يعاقبك لمعصية ترك الجهاد بمرض عضال؛ في َن ْ َ مفاجئة؟ فلع ّ
جسمك ،وي َرِقّ عظمك ،وُيحَفر قبرك!
َ
نمصيب َةٍ إل بإذ ِ ب من ُ -قل :لن ُيصيبنا إل ما كتب الله لنا. *ما أصا َ
الله.
} -وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ول ِي َْعلم المؤمنين وليعلم
الذين نافقوا{.
) -واعلم أن ما أصابك لم يكن لُيخطئك ،وما أخطأك لم يكن لُيصيبك:
كتب عليها اسمك لن ُتخطئك. الطبراني ،وهو حسن(؛ فالرصاصة التي ُ
مَعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل ) -واعلم أن المة لو اجت َ َ
ضّروك بشيء لم بشيء قد ك َت ََبه الله لك ،وإن اجتمعوا على أن ي َ ُ
ضّروك إل بشيء قد كتبه الله عليك :الترمذي ،وقال :حسن صحيح(. يَ ُ
سم ِ سّلح بهذا الدعاء /3/مرات حين تصبح ،و /3/مرات حين ُتمسي )ِبا ْ -وت َ َ
الله الذي ل َيضّر مع اسمه شيٌء في الرض ول في السماء وهو
من قاله )لم َيضّره شيء :حسن صحيح عند السميع العليم( ،ف َ
جأه بلء(. ْ
الترمذي( ،وفي رواية أبي داود )لم ي َْف َ
جَعلك في نحورهم، -وكان إذا خاف قوما ً قال في دعائه) :اللهم إنا ن َ ْ
ونعوذ بك من شرورهم :سنده صحيح كما قال العراقي(.
ت كذا لكان كذا وكذا؛ ولكن قل: ن أصابك شيٌء فل تقل :لو أني فعل ُ -فـ)إ ْ
ل الشيطان( مسلم. م َ ح عَ َ ن "لو" ت َْفت َ ُ ل؛ فإ ّ قَد َّر الله وما شاء فَعَ َ
ـ إن ثمن الدعوات باهظ ،وثمن نقل المبادئ إلى العالم الفعلي يحتاج إلى
كثير من التضحيات ،والشهداء هم وقودها ،وما دبّ على الثرى خير من
ستهم البأساء والضراء رسولنا ،ومع ذلك قال الله تعالى :م ّ
ف تعبير "ُزلْزلوا" ،ولعل هذا َينقلب على وُزلزلوا ،فانظر ما أعن َ
ذلين؛ ليدل على اعوجاجِ نهجهم؛ لن جهادهم المزعوم ل عناء فيه. خ ّ م َ
ال ُ
ة بالورود والرياحين ،فكم ل والله! ما كانت الدعوات يوما ً طريقا ً مفروش ً
ما ُقتل /300000/إنسان سجن ون ُِفي "لينين" وغيره من دعاة الضلل ،أ َ ُ
حرق /30000/منهم ما ُ رجوا الكنيسة من سيادتها في الغرب ،أ َ لُيخ ِ
أحياء؟ فهذا نتاج تضحيات أقوام من أجل أفكارهم.
حن أحسب الذين آمنوا م َ هكذا قانون الحياة! فأصحاب المبادئ ل ب ُد ّ لهم من ِ
فمن أراد أن َيسلك هذه الطريق أن ُيترَكوا أن يقولوا :آمنا وهم ل ُيفتَنونَ ،
ت على هذه سْر َ
ب ،فاصبر حتى لو ِ صو ْ ٍبو َحد َ ٍ
فليتوقع المصائب من كل َ
شر وب ّ مل ثقيل ،ولكن الجر جزيل َ ح ْالطريق وحدك ،فالطريقُ طويلة وال ِ
ة قالوا :إنا لله وإنا إليه راجعون* الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيب ٌ
115
قأولئك عليهم صلوات من َربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون، إنه من ي َت ّ ِ
ي على بارد الماء ما أن تأت َ جَر المحسنين ،أ ّ وَيصبْر؛ فإن الله ل ُيضيعُ أ ْ
فهيهات!
ْ
جون. من الله ما ل ي َْر ُ جون ِ إن تكونوا َتألمون فإنهم َيأَلمون كما ت َأَلمون ،وت َْر ُ
طوا ،وكيف نصبر؟ ُيعّلمنا ربنا: يا أيها الذين آمنوا اصِبروا وصاِبروا وراب ِ ُ
واصبر وما صبرك إل بالله؛ فاستعن به وأ َك ْث ِْر من الدعاء...اسأل مولك
ن
ست َغْ ِ ف ي ُعِّفه الله ،ومن ي َ ْ ست َعِْف ْ الثبات والصبر على مّر القضاء؛ )ومن ي َ ْ
شر خيرًا؛ فـ)ثلث ٌ
ة صّبره الله :متفق عليه( ،واستب ِ صّبر ي ُ َ ي ُغِْنه الله ،ومن ي َت َ َ
حّبان حقّ على الله عونهم :المجاهد في سبيل الله… :الترمذي وابن ِ
وسنده حسن( ،وكّرر أحاديث الصبر وأجرِ الصابر) :يأتي على الناس
مر :الترمذي ،وهو صحيح ج ْ ن ،الصابُر فيهم على دينه كالقابض على ال َ زما ٌ
شد من قصص أسلفنا الذين صبروا حقّ الصبر فست َ ُ َ
بمجموع الطرق( ،وأد ْ ِ
متك. عزيمتك ،وسُتعلي ه ّ
ي ُ
ما المنافق فإذا أوْذِ َ خط من ربك! إياك أن َتشكوَ مولك! أ ّ س َ ـ وإياك أن ت َ ْ
جبا ً للمؤمن! إ ّ
ن ب الله ،وأما المؤمن فـ)عَ َ ذا ِ س ك َعَ َة النا ِ ل فتن َ جع َ َ في الله َ
شك ََر فكان سّراء َأمَره كّله خيٌر ،وليس ذاك لحد إل للمؤمن؛ إن أصابته َ
صبَر فكان خيرا ً له :مسلم(. ضّراء َ ن أصابته َ خيرا ً له ،وإ ْ
وفي سبيـل الله ما تمي ْ ِت إل إصبع د َ ِ ـ ما أحلى هذا اللحن) :هل أن ِ
ت إصب َُعه في إحدى المشاهد. ت( البخاري ،قالها لما د َ ِ
مي َ ْ ل َِقي ْ ِ
م المجاهدين منكم م في كل الحوال؛ ول َن َب ْل ُوَّنكم حتى ن َعْل َ َ حك َ ٌ
ـ فلله ِ
سب الذين آمنوا أن ي ُْتركوا أن يقولوا :آمنا! وهم ل ي ُْفَتنون؟ َ
ح ِن،أ َ والصابري َ
م
ما َيعلم ِ الله الذين جاهدوا منكم وَيعل َ خلوا الجنة ول ّ ، أم حسبتم أن ت َد ْ ُ
من شوكة فما ة ِكب ٌ ن نَ ْ الصابرين ،إنها نار التمحيص ،و)ل ُيصيب المؤم َ
ط عنه خطيئة :مسلم(؛ إنها جعٌ إل َرفعَ الله له به درجة ،وح ّ فوقها ،ول وَ َ
تكفير للسيئات أو رفعٌ للدرجات ،وتذكر أنه قال لعائشة عن العمرة:
صِبك :متفق عليه( ،وعسى أن تكرهوا شيئا ً وهو خير َ
جُرك على قَد ْرِ ن َ َ )أ ْ
لكم.
ـ فاحمد الله كلما زاد البلء من أجل الدين؛ لنه ِبشارةٌ بصلبة دينك؛ فـ)أشد ّ
سب دينه: لُ ،يبتلى الرجل على ح َ ل فالمث ُ الناس بلًء النبياء ،ثم المث ُ
مت البيضة على ش َعي َُته ،وهُ ّ ت َربا ِ سَر ْ ح وجهه وك ُ ِ جرِ َ البخاري( ،هذا نبينا ُ
رأسه ،كما روى لمنا "مسلم"] ،فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم َتغسل الدم ،وكان علي بن أبي طالب َيسكب ...فلما رأت
ة حصيرٍ فأحَرَقته حتى فاطمة أن الماء ل يزيد الدم إل كثرةً َأخذت قطع َ
صار رمادا ً ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم :مسلم[.
116
ـ أخي صبرا ً على ظلم الظالمين ،فل بد لليل أن ينجلي ،وهذه طريق
ي
ب عل ّ ن لم يكن بك غَ َ
ض ٌ النبياء ،فليكن مبدؤك ما ُيروى في السيرة )إ ْ
فل ُأبالي(.
118
ر أبوعبيدة بضلعين من فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ،ثم َأمَ َ َ
رتْ تحتهما :البخاري( ،وعند رحَّلت ثم مَ ّ
مر براحلة فَ ُ صبا ،ثم أَ َ
أضلعه فنُ ِ
مسلم )فقلت :كيف كنتم َتصنعون بها؟ قال :نَمصها كما يَمص الصبي
الثديَ ثم نشرب عليها الماء فتكفينا يومَنا إلى الليل ،وكنا نضرب بعصينا
الخََبط ثم نَُبّله بالماء فنأكله(؛ أي ورق الشجر اليابس ،كانوا يأكلونه
ضّيعك
بسبب الجوع الشديد الذي أصابهم ،فِثق بالله أيها المجاهد ،فلن ي ُ َ
الله.
ب حتى كادوا يموتون من الجوع وليس شع ِ حصروهم في ال ّ ـ تذكر كيف َ
كر وتذ ّ
كر.. لديهم إل ورق الشجر ...تذ ّ
119
أما كتب في رسالته) :بسم الله الرحمن الرحيم .من خالد بن الوليد إلى
رازبة فارس :السلم على من اتبع الهدى فإني أحمد الله الذي ل إله إل مَ ِ
ملككم ،فإذا جاءكم ب ُْ هن َبْأسكم ،وسََل َ هو ...الذي َ...فرّق جماعتكم ،ووَ ّ
ي بالرهن ،وإل كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة وأدوا إليّ الجِزية وابعثوا إل ّ
فوالله الذي ل إله إل هو للقاكم بقوم ُيحبون الموت كحبكم الحياة :أبو
يعلى(.
أولم يقل لهل مدينةٍ أغلقوا حصونهم في وجهه] :أين تذهبون منا؟ والله لو
مط ََركم علينا[ ....فُفِتحت َ
دنا الله إليكم أو أ ْ صعدتم إلى السحب لصعَ َ َ
المدينة؟
ل :ما أكثر الروم؟ فقال له خالد ] :اسكت! بل ما أقّلهم! ألم َيقل رج ٌ
ت[ ،والشقر فرسه. ددهم زاد وأن الشقر ُ
شفي َ ْ ت لو أن عَ َ وَدِد ْ ُ
ن "ماهان" أن المسلمين خرجوا بسبب الجوع فقال] :إنا قد علمنا أن أما ظ ّ
طي كلّ رجل ُ
ما أخرجكم من بلدكم الجهدُ والجوع ،فهلموا إلى أن أ عْ ِ
منكم عشرة دنانير وكسوةً وطعاما ً وتَرجعون إلى بلدكم فإذا كان من
خرِجنا من بلدنا ما العام المقبل بعثنا لكم بمثلها ،فقال خالد :إنه لم يُ ْ
ب من دَم الروم طيَ َ مأ ْ ذكرتَ غير أنا قومٌ َنشرب الدماء ،وإنه بََلَغنا أن ل دَ َ
دث به العرب[، ح ّفجئنا لذلك! فقال أصحاب "ماهان" :هذا والله ما كنا نُ َ
َ
زموا بإذن الله ]راجع "البدابة" لبن كثير ه الرعب فيهم وهُ ِ فأْلقى الل ُ
.[7/10
ت عمارا ً يوم الَيمامة على ـ وفي معركة "اليمامة" ُيحدثنا ابن عمر ] :رأي ُ
ن الجنة ت َِفّرون؟! أنا َ صخرةٍ وقد أ ْ
م َشَرف َيصيح :يا معشر المسلمين أ ِ
ب،طعت فهي ت َذ َب ْذ َ ُ ي! وأنا أنظر إلى أذنه قد قُ ِ "عمار بن ياسر" هَل ُ ّ
موا إل ّ
وهو يقاتل أشد ّ القتال[ أخرجه ابن سعد.
َ
ل إلى سعدٍ )قد أمْدَْدتك ي أن عمر أرس َ ـ أل تذكر كتب التاريخ السلم ّ
رب وطُليحة بن خويلد الأسدي فشاوِْرهما لفي رجل عمرو بن مَْعديْ َك ِ بأ َ
خلوا الجيش بما وّلهما(؛ لعظيم شجاعتهما فُيخشى أن ُيد ِ في الحرب ول تُ َ
ل قَِبل له به.
ـ وفي تاريخ الطبري أن أبا بكر أمد ّ خالدا ً بـ "القعقاع بن عمرو التميمي"
زم جيشٌ فيهم مثل هذا[. فقيل باستغراب :رجل!!!؟ فقال ] :ل يُْه َ
ط "ثابت بن قيس" يوم اليمامة وقال…] :ما هكذا كنا نفعل حن ّ َ
ـ أولم َيت َ
ودُتم أقراَنكم :البخاري[ ،فقاَتل حتى ُقتل. مع رسول الله ،بئسما ع ّ
وشِهدَ أبو دجانة بدراً وكانت عليه يوم بدر عِصابة ـ وعند ابن سعد ] َ
حمراء ...كان أبو دجانة يُْعَلم في الزّحوف بعصابة حمراء ...وشهد
أيضا ..أُحداً وثَبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه على ً
الموت .....عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ
كل إنسان ّ سطوا أيديهم فب َ سيفا يوم أحد فقال :من يأخذ هذا السيف؟ َ ً
120
جم القوم فقال ...:أبو ح َ من يَأخذه بحقه؟!! فأَ ْ منهم يقول :أنا أنا ،فقالَ :
ففَلق به هام المشركين[ ،و]حين أعطاه دجانة أنا آخذه بحقه! فأخذه َ
النبيّ صلى الله عليه وسلم سيفه يوم أحد ...ارتجز يقول:
أنا الذي عاهدني خليلي بالشّعب ذي السّفح لدى النخيل
الفول إضرب بسيف الله والرسـول... أل أكون آخر ُ
وشهد أبو دجانة اليمامة ،وهو فيمن شَرَك في قتل مسيلمة الكذاب وقُتل
أبو دجانة يومئذ ...في خلفة أبي بكر الصديق[ اهـ
الكرّار ...شَهد أحداً ـ أَلم ي ُت َْرجم الذهبي لنا "البراء بن مالك" ] البطل َ
وبايع تحت الشجرة ،قيل كَتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الجيش ل
َتستعملوا البراء على جيشٍ فإنه مَْهلكة من المهالك َيقْدُم بهم ،وبََلَغنا أن
س على ر ٍ ملوه على تُ ْ ح ِأصحابه أن يَ ْ َ مرَ البراء يومَ حرب مسيلمة الكذاب أَ َ
َأسِنّة ِرماحهم ويُْلقوه في الحديقة فاقتحم إليهم وشَدّ عليهم وقاتَل حتى
افتتح باب الحديقة فجُرح يومئذ بضعة وثمانين جرحاً ،ولذلك أقام خالد بن
شتَهر أن البراء َقتَل في حروبه مئة الوليد عليه شهراً ُيداوي جراحه ،وقد ا ْ
نفسٍ من الشجعان مبارزةً[.
سم على مرَين لو َأْق َ ضّعف ذي طِ ْ عيف مَُت َ
ٍ ]عن أنسٍ مرفوعاً قال) :كم من ضَ
جع ي المشركين وقد أَْو َ ق َ ن البراء َل ِ الله لََبرّه منهم البراء بن مالك( ،وإ ّ
المشركون في المسلمين فقالوا له :يا براءُ إن رسول الله صلى الله عليه
م على ربك ،قال: فأقس ْ
ِ لَبرّك، وسلم قال :إنك لو َأقسمتَ على الله َ
حَتنا أكتافهم[. سم عليكَ يا َربّ َلمّا مَنَ ْ ُأْق ِ
ـ و)لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم
وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ...وكان أبو طلحة رجل ً
مر معه سر يومئذ قوسين أو ثلثًا ،فكان الرجل ي َ ُ راميا ً شديد الن ّْزع ،وك َ َ
شرف نبي الله صلى الله جْعبة من الن ّْبل فيقول :انثرها لبي طلحة ،وي ُ ْ ال َ
عليه وسلم ي َْنظر إلى القوم فيقول أبو طلحة :يا نبي الله بأبي أنت وأمي
صْبك سهم من سهام القوم ،نحري دون نحرك ...،ولقد شرف ل ي ُ ِ ل تُ ْ
وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين أو ثلثا ً من النعاس :متفق
عليه( ،و)كان أبو طلحة حسن الرمي وكان يتترس مع النبي صلى الله
ي ،فكان إذا رمى ن الرم ِ س َ ح َ عليه وسلم بترس واحد ،وكان أبو طلحة َ
شّرف النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى موضع ن َْبله :البخاري(. تَ َ
قال الذهبي في سيره] :كان إذا بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم جثا بين
يديه وقال :نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء ...قال رسول
الله :لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة[
ب الكعبة[!!! ت ور ّـ حقا ً ما أقواها من كلمة] :فُْز ُ
ما أرسل نبينا سبعين من النصار يقال لهم :القراء ،وكان وذلك ل َ ّ
القراء] يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون ،وكانوا بالنهار َيجيئون
121
بالماء فَيضعونه في المسجد وَيحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام
مْلحان" فوقف سلهم ومنهم "حرام بن ِ لهل الصفة وللفقراء :مسلم[ ،فأر َ
َ
]فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومؤوا إلى رجل منهم
ب الكعبة" ،ثم مالوا على بقية ت ور ّ ذه ،فقال" :الله أكبر! فُْز ُ فطعنه فأنَف َ
أصحابه فقتلوهم ....فأخبر جبريل عليه السلم النبي صلى الله عليه
ن
ي عنهم وأرضاهم ،فكنا نقرأ" :أ ْ وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرض َ
د ،فدعا عليهم أربعين سخ بع ُ ن قد َلقينا ربنا وأرضانا" ،ثم ن ُ ِ ب َّلغوا قومنا أ ْ
صّية الذين عصوا الله تعالى عل وذكوان وبني لحيان وبني عُ َ صباحًا؛ على رِ ْ
ورسوله صلى الله عليه وسلم :البخاري[.
مْلحان ...يوم بئر معونة قال بالدم حرام بن ِ ما ط ُِعن َ وفي رواية للبخاري] :ل َ ّ
ب الكعبة[ ،فماذا بعد ت وَر ّ حه على وجهه ورأسه ثم قال :فُْز ُ هكذا ،فَن َ َ
ض َ
هذا؟ يا ويحنا ما أجبَننا ،وما أشجعهم ،وما أسرعهم إلى جنة عرضها
السموات والرض.
ـ حتى النساء حفظ لنا التاريخ نماذج راقية لبطولت فريدة قلما تجدها في
الرجال وهم رجال ،هذه "َنسيبة بنت ك َْعب المازنية" "أم عمارة" قال
وشهدت أحداً َ شِهدَت أم عمارة ليلة العقبة، الذهبي في "سيره"َ ] :
وقُطعت والحديبية ويوم حُنين ويوم اليمامة ،وجاهدت وفعلت الفاعيل ُ
شهدت أحداً مع زوجها ...ومع ولديها، يدها في الجهاد ،وقال الواقديَ :
وجرِحت اثني عشر جرحا ً[ خرجت تسقي ...وقاتلت وأَْبلت بلء حسناًُ ،
لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من ،ومما أ ُث َِر عن رسول الله فيها ) ُ
مُقام فلن وفلن ،وكان يراها يومئذ تقاتل أشدّ القتال ،وإنها لحاجزة ثوبها
على وسطها حتى جُرحت ثلثة عشر جرحاً( ،وقال عنها وعن زوجها
وأولدها في المعركة) :اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة( ،ثم قال الذهبي:
طعت يدُها يوم اليمامة، د اثني عشر جرحاً ،وقُ ِ َ بأحُ ٍ رحَت أم عمارة ُ ]جُ ِ
مت المدينة وبها فقدِ َوجرحت يوم اليمامة سوى يدها أَحد عشر جرحاًَ ، ُ
سأل عنها، الجراحة ،فلقد رُِئي أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفةٌ يَْأتيها َي ْ ِ
طَعه مسيلمة ،وابنها الخر ُ ...قتل يوم وابنها "حبيب" ....هو الذي قَ ّ
الحرّة ،وهو الذي قَتَل مُسيلمة الكذاب[] ،وذكر الواقدي أنه لما بََلغها قَْتل َ
دت الله أن تموت دون مسيلمة أو تُقتل ،فشهدت ابنها "حبيب" عاهَ َ
وقطعت اليمامة مع خالد بن الوليد ومعها ابنها عبد الله فقَتل مسيلمةُ ،
يدها في الحرب[.
جت ومعي سقاء وفيه ماء فانتهينا إلى ُ
وها هي ذي ُتحدثنا عن يوم أحد] :خر ْ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح
ت إلى رسول الله صلى الله عليه للمسلمين ،فلما انهزم المسلمون انحَزْ ُ
وأْرمي عن القوس حتى ب عنهم بالسيفَ ، وسلم ،فكنت أباشر القتال وأَُذ ّ
وٌر فقلت :من غ ْ
وف له َ ت الجراح إليّ -فرأيت على عاتقها جرحاً َأجْ َ ص ْخَُل َ
]أْقبَل ابن قمئة وقد وَّلى الناس عن أصابك بهذا؟ قالت :ابن قمئة[َ ،
122
ض لهر َ رسول الله يَصيح :دلوني على محمد فل نجوتُ إن نجا ،فاعتَ َ
مصعب بن عمير وناسٌ معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ،ولقد
ضربته على ذلك ضرَبات ،ولكن عدو الله كان عليه درعان.... ،وكان
أعظم جراحها فداوته سنة ،ثم نادى منادي رسول الله إلى "حمراء السد" َ
دت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم ،ولقد مكثنا ليلتنا نكمد ش ّ
َف َ
الجراح حتى أصبحنا ،فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول
الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يَسأل عنها[.
قالت أم عمارة] :قد رأيتُني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إل في
ب عنه ،والناس مون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نَذُ ّ َنفير ما يُِت ّ
يا معه ترس، وّل ًم َس معي ،فرأى رجلً ُ مرّون به منهزمين ورآني ل ُترْ َ َي ُ
سك إلى من يُقاتل ،فألقى ترسه ،فأخذتُه، ق ُترْ َ
فقال لصاحب الترس :أَْل ِ
فجعلت أتترس به عن رسول الله ،وإنما فعل بنا الفاعيل أصحاب الخيل،
قبِل رجل على فرس جالة مثَلنا أصبناهم إن شاء اللهُ ،
في ْ لو كانوا َر ّ
وولى ،وأضرب عُرقوب فرسه ّ فضربني وتترستُ له ،فلم يَصنع سيفه شيئاً
فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح بابن أم
مك أمّك ،فعاونني عليه[. عمارة :أُ ّ
]جرحت يومئذ جرحاً في عضدي اليسرى ضربني رجل ...ولم دث ابنهاُ : وح ّ
َ
رَقأ ،فقال رسول الله :اعصب ُيَعرّج عليّ ،ومَضى عني وجعل الدم ل يَ ْ
دْتها للجِراح، ويها قد أَعَ ّ ق َح ْقبِل أمي إليّ ومعها عصائب في ِ فت ْ
جرحكُ ،
فضارب
ِ إلي ثم قالت :انهض بَُن ّ
ي ّ ت جرحي والنبي واقف يَنظر فربط ْ
َ
ن يُطيق ما تُطيقين يا وم ْالقوم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقولَ :
أم عمارة؟ قالت :وأقبل الرجل الذي ضرب ابني فقال رسول الله:هذا
سمعتَرض له فأضرب ساقه؛ فََبرَك ،فرأيتُ رسول الله يَتََب ّ ضاربُ ابنك ،فأَ ْ
قدتِ يا أم عمارة .....فقال النبي صلى الله اسَت َ
حتى رأيتُ نواجذه وقالْ :
عليه وسلم :الحمد لله الذي ظَفرك وأَقَّر عينك من عدوك ،وأراك ثأرك
بعينك[ ،أفل َنخجل من أنفسنا ونحن رجال؟
]راجع لما مضى من سيرتها طبقات ابن سعد والصابة وسير أعلم النبلء[
من قال :إن الصحابة كانوا على درجة واحدة من الشجاعة؟ من قال: ـ ثم َ
إنه لم يكن منهم من يخاف؟ لكنهم توكلوا على الله واستبشروا بوعد الله؛
ل من ليلة القدر؟ ة أفض َ فحلوة الجر ُتنسي مرارة الصبر) ،أل أ ُن َب ُّئكم ليل ً
ف لعله أل ّ يرجعَ إلى أهله( ،الحاكم وسنن ض خو ٍ حَرس في أر ِ س َ حار ٌ
ج "= ئ َرهْ ٌب امر ٍ البيهقي والحديث على شرط البخاري) ،ما خاَلط قل ُ
خوف" في سبيل الله إل حّرم الله عليه النار :رجاله ثقات وهو حسن(،
)خير الناس منزلة :رجل على متن فرسهُ ،يخيف العدو ويخيفونه :صحيح
لغيره ،وجاء بإسناد جيد(.
ـ وفي البخاري )أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير
ت كذبتم ،فقالوا :ل شد َد ْ ُ شد ّ معك؟ فقال :إني إن َ شد ّ فن َ ُ
يوم اليرموك :أل ت َ ُ
123
شقّ صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ،ثم رجع حمل عليهم حتى َ ن َْفعل ،ف َ
ضرَِبها يوم مْقبل ً فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ُ ُ
َ
خل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير، ُ
ت أد ْ ِ بدر،قال عروة :كن ُ
قال عروة :وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين
ل به رج ً
ل(. مله على فرس ووَك َ َ ح َ ف َ
ضر رضي الله دثنا أنس بن مالك عن عمه فقال) :عمي أَنس بن النّ ْ ـ ألم يح ّ
شَهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم َبدر ت به لم يَ ْ مْي ُعنه سُ ّ
شهد شَهده رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مَ ْ ُ ق عليه وقال: ش ّ َف َ
دا فيما بعدُ مع رسول الله صلى الله شَه ً م ْ ت عنه لئن أَراني الله تعالى َ غبْ ُ ِ
شِهد مع رسول الله صلى ع َ ....ف َ
صنَ ُن الله عز وجل ما َأ ْ عليه وسلم لََيرََي ّ
الله عليه وسلم يومَ أُحد فاستقبلَ سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال له
حد،واها لريح الجنة إني أَجده دون أُ ُ ً أنس رضي الله عنه :يا أبا عمرو أين؟
ضع وثمانون بين جد في جسده بِ ٌ فقاتلهم حتى قُتل رضي الله عنه ،فوُ ِ
خته عمتي الرَّبّيع ابنةُ النضر :فما عرفْ ُ
ت حُصول وطَْعنَة ورمية ،فقالت أُ ْ
أخي إل ببنانه ،فنزلت هذه الية :من المؤمنين رجال صَدَقوا ما عاهدوا
حبَه ومنهم من يَنَْتظر ،وما بَدّلوا تَْبديلً :... الله عليه فمنهم من قَضى َن ْ
مسلم وأحمد والترمذي(.
قتال للمشركين ليَرََي ّ
ن ً شَهدني الله عز وجل وفي رواية البخاري...) :لئن أَ ْ
صَنع ،فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال :اللهم الله تعالى ما أَ ْ
رأ إليك مما جاء به هؤلء إني أ َعتذر إليك مما صنع هؤلء يعني أصحابهَ ،
وأْب َ
فلقيه سعد يعني ابنَ معاذ رضي الله عنه ... يعني المشركين ،ثم تقدم َ
فقال أنا معك ،قال سعدٌ رضي الله عنه :فلم أستطع أن أصنع يا رسول
ماصنع ،فلما ُقتل وُجد فيه بضع وثمانون ضربة سيف وطعنة رمح َ الله
ورمية سهم( ،وفي "فتح الباري" ]ظاهره أنه نفى استطاعة إقدامه الذي
صدر منه حتى وَقع له ما وقع من الصبر على تلك الهوال بحيث وجد في
جسده ما يزيد على الثمانين من طعنة وضربة ورميةٍ فاعترف سعد بأنه
قدِم إقدامَه ول يَصنع صنيعه( ،و"سعد" اهتز لموته عرش لم يستطع أن يُ ْ
الرحمن ]صحيح عند الترمذي وغيره[.
ـ وفي البخاري) :عن قيس بن أبي حازم قال :رأيت يد طلحة التي وقى بها
شّلت( ،فماذا حدث؟ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد ُ
ـ وفي "المغازي" لبن إسحاق أن عكرمة بن أبي جهل ضرب معاذ بن عمرو
طى عليها فألقاها ،وقاتل بقية يومه ،ثم م ّ فقطع يده فبقيت معلقةً حتى تَ َ
بقي بعد ذلك دهراً حتى مات في زمن عثمان] .راجع الصابة لبن حجر[.
ـ و رمى أبو دجانة بنفسه يوم اليمامة إلى داخل الحديقة فانكسرت رجله،
فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قُتل رضي الله عنه ،وذلك أن النبي صلى َ
من يأخذ هذا السيف بحقه؟ ض ذلك السيف حتى قالَ : الله عليه وسلم عَرَ َ
فأحجم الناس عنه فقال أبو دجانة :وما حقه يا رسول الله؟ قال :تقاتل به
124
فَتح الله عليك أو تُقتل ،فأخذه بذلك الشرط ،فلما في سبيل الله حتى يَ ْ
ختَر ما عليه إللتا وهو َيتََب ْ ص ً
د خرج بسيفه مُ ْ كان قبل الهزيمة يومَ ُأحُ ٍ
صب بها رأسه[] .راجع الصابة[. قميص وعمامة حمراء قد عَ َ
زعحدٍ بلء حسناً ،ونَ َ فقتل يومئذ أباه وأبلى يوم أُ ُ ـ و]شهد أبو عبيدة بدراًَ ،
جنَة رسول الله صلى الله فر في وَ ْ يومئذ الحلْقتين اللتين دخلتا من المِْغ َ
ن َثْغرُه بذهابهما[.
س َح ُ عليه وسلم من حُصول أصابَْته ،فانقلعت ثنيّتاهَ ،ف َ
]سير أعلم النبلء للذهبي[.
أَولم يقاتل "اليمان" و"ثابت بن وَْقشٍ" في "ُأحد" رغم كبر سنهما، ـ
خرة الجيش؟ ذرهما وجعلهما مع النساء في مؤ ّ ورغم أن رسول الله عَ َ
در ل ِعََرجه ،فلما
ج لم َيخرج في ب َ ْ خ أعر ُ وهذا "عمرُو بن الجَموح" وهو شي ٌ ـ
مر ب َِنيه أن ُيخرجوه فَت َعَّللوا له ،فقال لهم] :هيهات! َ ُ
حد" أ َكانت "أ ُ
حد![. ُ
منعتموني الجنة ببدر ،وتمنعوِنيها بأ ُ
توفي فتح الباري ] :14/595أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح … سمع ُ ـ
سّره أن ي َك ْت َن َِفه الحور العين فلَيتق ّ
دم بين من َ صّفين يقولَ : عمارا ً يوم ِ
محتسبًا[ اهـ وهو في التسعين. صّفْين ُال ّ
وهذا هد ْيُ أسوتنا ،فقد كانت كل غزواته بعد أن جاوز الخمسين، ـ
ن العشرين وشهد َتبوك وقد جاوز الستين؛ فيا حسرةً عليك ياب ْ َ
والثلثين!
ما كان )صلى الله عليه وسلم يَعرض غلمان الأنصار في كل عام فمن بلغ أ َ ـ
منهم بَعثه؛ فعرضهم ذات عام فمر به غلم فبعثه في البَْعثِ ،وعُرض عليه
غلما ورددتني
ً جزْتَ َ
مرة" من بعده فرَّده ،فقال سمرة :يا رسول الله أ َ س ُ
" َ
ولو صارعني لصرعته! قال :فدونك! فصارعُْته فصرعُْته فأجازني في
البْعث :الطبراني مرسل ورجاله ثقات(. َ
وكم كان عمر أسامة لما كان قائد الجيش لحرب أكبر دولة في زمنهم؟ ـ
ح القسطنطينية؟ مر "محمد الفاتح" /16/عاما ً يو َ
م فَت َ َ ألم يكن عُ ْ ـ
وفي "فتح الباري"] :وروى ابن المبارك في "الجهاد" عن هشام بن عروة ـ
عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه يوم اليرموك فلما انهزم
جِهز على جرحاهم ....وهذا مما يدل على قوة مل فجعل ي ُ ْ
ح َ
المشركون َ
قلبه وشجاعته من صغره[.
ض ُ
ت عرِ ْ
دث عن نفسهُ ] : ح ّ
وفي سير النبلء للذهبي عن أبي سعيد الخدري ي ُ َ ـ
يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلث عشرة فجعل أبي
125
صّعد
يأخذ بيدي ويقول :يا رسول الله إنه عَبْلُ العظام ،وجعل نبي الله ُي َ
وبه ثم قالُ :رّده فردني[.ص ّ
في النظر ويُ َ
ّ
ـ وذكر الذهبي أن الزبير خرج وهو غلم ابن اثنتي عشرة سنة ،بيده السيف
جب ،وقاتل الزبير مع نبي الله وله سبع عشرة. فمن رآه عَ ِ
ن الجهاد فيه الموت ،فاصبر على الوضع اليوم فقل ـ فإذا قيل لك بعد هذا :إ ّ
ن الذين ُقتلوا لهم :ما جاهدت إل ّ لموت ،وصححوا مفاهيمكم} :ول تحسب ّ
في سبيل الله أمواتا ً بل أحياٌء عند رّبهم ي ُْرَزقون{ ،والصبر على الذ ّ
ل
والخزي والعار ل يرضاه اللـه للمسلمين،
}ولله العّزة ولرسوله وللمؤمنين{
}ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبي ً
ل{
ت فيهسْر ُ ت دربي بنفسي ،و ِ ة ومتاعًا ...واختر ُ ت الحياة صراعا ً ورحل ً
شئ ُ
وحيدًا...فل تقولوا :خسرنا من غاب بالمس عنا...إن كان في الخلد خسٌر
فالخير أن َتخسروني.....وردد:
على أيّ جنب كان في الله مصرعي ولسـت أبالي إذا مـت مسلمـا ً
مّزع
م َ
شلـوٍ ُ ُيبارك على أوصـال ِ وذلك في ذات اللـه وإن يشـأ
فأين هتافكم:
نبتغي رفع اللواء في سبيل الله قمنـا
نحن للدين فـداء ب قد عملنا حْز ٍما ل ِ ِ
ول ْت َُرق منا الدماء جـده فل ْي َُعد للدين َ
م ْ
وفونك بالذين من دونه خ ّ
ف عبده!؟ وي ُ َ أليس الله ِبكا ٍ
سي َك ِْفيك َُهم الله
ف َ
ض ،وهو الهدف 15ـ فإن قالوا :الجهاد والشهادة عنوان فضفا ٌ
الستراتيجي الكبير ول رْيب ،ولكن كيف نحقق هدفنا البعيد عمليًا؟ فأين
الطائفة المنصورة وكيف سنصل إليها؟ وأين سنتدرب؟ وكيف؟ د ُّلونا حتى
ب ،فقل لهم: ت" فحس ُ مس ّ
كنا ٍ ل نكون خياليين! ول ُتعطونا " ُ
ـ سَيظهر الدين بل ريب؛ فكلم الله ل َيأتيه الباطل من بين يديه ول من
ص صفاتها )ُيقاتلون( باقية ل َيش ّ
ك خلفه ،والطائفة المنصورة التي من أخ ّ
في هذا من اطلع على الحاديث فيها ،ول ُيشترط أن تكون واحدة فقط،
ي شعيرة الجهاد ،ولئن لم تكن لك مصادر فقد تتوزع في أنحاء الرض لُتحي ِ َ
126
موثوقة لتتعّرف على المجاهدين فإن الذاعات الكافرة أو الَعميلة على ما
مسد ّا ً كبيرا ً في تلّقف أخبار المجاهدين، عداء َتسد ّ َ ت ُك ِّنه للمجاهدين من ِ
وقد أكرمنا الله الن بمواقع النترنت السلمية فهذا ُيسّهل كثيرًا.
ط ي ُب َّلغك أرض الجهاد تحت راية ليّ قائدٍ في أيّ مكان ما الوصول إلى خي ٍ ـأ ّ
بشرط أن تكون إسلمية سنية صافية على نهج سلفنا الصالح من صحابة
ومن َتبعهم بإحسان من الئمة الربعة وغيرهم من العلماء الربانيين ،فهذا
الخيط ل بد ّ لك من إدمان دعاء رحمن السموات والرض أن ُيكرمك به
كي يكون سببا ً لنيل الشهادة؛ لن تكالب أهل الكفر وأذنابهم َيضطر الخوة
ل من أقرب الوسائل الحج من ِّياتهم في مثل هذا ،ولع ّ َ م ْ
شرفين أن تزيد أ ْ ال ُ
ط واحد ،فإن لم يكن للخروج ط ل خي ٍ والعمرة فهناك قد تتعرف على خيو ٍ
بذاتك فللمداد المادي.
ت تسأل الله التيسير؟ فيا أيها الصادق في نيل الشهادة هل بدأ َ
ت تحاول من هنا أو هناك أن تسأل عن أيها الصادق في نيل الشهادة هل بدأ َ
م الواجب إل به فهو واجب. ن للعداد ،فما ل ي َت ِ ّ ل للخروج إلى مكا ٍ سبي ٍ
ة لسبب ط أو كانت معسكرات العداد مغلق ً ذر عليك الوصول إلى خي ٍ ـ فإن ت َعَ ّ
ما ،فل تترك الدعاء من سويداء قلبك ،واستبشر خيرا ً بهذين الحديثين
ر :عبد رزقه الله مال ً وعلما ً فهو يتقي فيه ربه ،و )إنما الدنيا لربعة ن ََف ٍ
مه ،ويعمل لله فيه حقا ً فهذا بأفضل المنازل ،وعبد رَزقه الله ح َ صل فيه رَ ِ يَ ِ
مْلتُ ن لي مال ً لعَ ِ تعالى علمًا ،ولم يرزْقه مال ً فهو صادقُ النية يقول :لو أ ّ
ل ،ولم يرزْقه بعمل فلن ،فهو بنيته فَأجُرهما سواء ،وعبد رزقه الله ما ً
مه ،ول ح َ صل فيه َر ِ علما ً َيخِْبط في ماله بغير علم ٍ ل يتقي فيه رّبه ،ول ي َ ِ
ل ،ول علما ً ث المنازل ،وعبد لم يرزقه الله ما ً يعمل لله فيه حقا ً فهذا بأخَْب ِ
وزرهما سواء: ن فهو بنّيته ف ِ مل فل ٍ ت فيه بع َ مل ْ ُن لي مال ً َلع ِ فهو يقول :لو أ ّ
سْرتم مسيرا ً ول أحمد والترمذي وهو صحيح() ،إن بالمدينة لرجال ً ما ِ
ً
سهم المرض :مسلم( ،وأنت معذوٌر إن شاء حب َ َقَط َْعتم واديا ً إل كانوا معكم َ
ت وسعك فلم َتصل ،ولعلك تكون كهذا العرابي الصادق ت بذل َ الله ما دم َ
الذي )جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال :أهاجر
سم له ،فأعطى معك ،فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فَقسم وقَ َ
ظهرهم ،فلما جاء دفعوه إليه فقال :ما م له ،وكان ي َْرعى َ س َأصحاَبه ما قَ َ
سمه لك النبي صلى الله عليه وسلم ،فأخذه فجاء به م قَ َ س ٌ هذا؟ قالوا :قَ ْ
مُته لك! قال :ما س ْالنبي صلى الله عليه وسلم فقال :ما هذا؟ قال :قَ َ
على هذا اتبعتك ،ولكن اتبعتك على أن أ ُْرمى ههنا وأشار إلى
دقك، ص ُ حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة ُ،قال :إن َتصدق الله ي َ ْ
ممل قد أصابه سه ٌ ح َ ي به ...ي ُ ْ فَل َِبثوا قليل ً ثم نهضوا في قتال العدو ،فأت َ
هو هو؟ فقالوا :نعم ،قال: حيث أشار ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم :أ َ ُ
127
صدَقَ الله فصدقه :النسائي بسند صحيح( ،فما عليك الن إل أن َ
تنتقل إلى الخطوات التالية:
ـ انظر ما الذي ُيفيد المجاهدين عمليا ً فاعكف على دراسته ،أو الطلع ولو
خْلطات كيميائية مثل ً على شيٍء يسيرٍ منه؛ ففي مواقع النترنت نماذج ل ِ َ
من مواد ّ متوفرة في السواق العادية ،أو تعّلم اللكترون ودارات التفجير
كم عن ُبعد ،أو اخرج إلى َفلةٍ وتمّرن على الرمي بما الكهربائية والتح ّ
سر لك ولو ببندقية صيد العصافير ،وحاول أن تحافظ على لياقتك يتي ّ
البدنية في حدودها المرنة ،فالمرونة الجسدية من أهم ما َيلزم المجاهد
في الكّر والفّر ،وحاول أن ترفع جاهزيتك للعَد ْوِ لمسافات طويلة ،اجلس
ة في الكفار الذين َيعيثون في الرض ث ِنكاي ً
حدِ ُ
كر بكل ما ي ُ ْ كر ثم ف ّ وف ّ
كر ول َتستصغر نفسك؛ فقد يوجد في النهار ما ل يوجد في فسادًا ،ف ّ
طر في بالك إن خ ُ ل علم ٍ موثوقين في مشروعية ما ي َ ْ ت أه َ البحار ،واستف ِ
مق في دراسة كان في الفكرة التباس حتى يكون عملك على بصيرة ،تع ّ
ب في ساقية القتال حاول دعمه ل ما َيص ّ ما يفيد من الكمبيوترات ،فك ّ
ونشره وتعلمه ولو كان كلمة!!
ـ وعلى الصعيد اليماني لك أو لغيرك ،واظب على الشرطة السمعية
والمرئية ،سواٌء منها محمسات الجهاد من أحاديث وقصص ،أو أفلم
لمعارك إخوتنا المجاهدين ،أو صور مؤثرة لبعض البطال ،وحاول أن
من ِّيات بحسب البلد الذي أنت فيه ،واغرس في أولدك َ
تنشرها مع الخذ بال ْ
سْرد
أو أحفادك أو رفاقك ومعارفك اغرس فيهم حب الجهاد سواء ب َ
الحاديث أو تذاكر قصص البطال وبطولتهم أو عرض الفلم الجهادية أو
إعارتها ،اغرس فيهم كره الكفار وبغض اليهود والنصارى والصليب
والخنزير وُفلول الشيوعيين ،ازرع في تلميذك العزة والباء والصبر على
سوََر القتال كالتوبة والنفال ،وزِد ْ من حّفظ وتعّلم وعّلم ُ البتلء ،احفظ و َ
حصيلتك العلمية خاصة فرائض العيان ثم ما ي َل َْزمك في السفر وساحات
الجهاد؛ من أحكام ِ صلةِ المسافر إلى أحكام ِ التيمم ،إلى أحكام المسح
ت ُ
م ّ سع في أحكام ٍ أخرى ت َ ُ جبيرة ،إلى أحكام الجنائز ،ونحوها ،ثم ت َوَ ّ على ال َ
إلى الجهاد ،وكّلها متوفرة ولله الحمد على مواقع النترنت ،فالمجاهدون
في حاجةٍ كبيرة إلى طلبة العلم المتم ّ
كنين.
م مئة ألف درهم: ت ولو رأيتَه يسيرا ً فقد )سبقَ دره ٌ ـ ل تتهاون بما أسلفْ ُ
حديث حسن( ،وأنت الن ل تَملك سواه ،فل َتحقرن من المعروف شيئًا،
شاش بيدك، مل الر ّ ح ِب أنك وعمَلك ل شيَء ما لم ت َ ْ ول تكن سطحيا ً تحس ُ
من لهم المدادات ،أو ت ت ُؤَ ّل أصحاب الرشاشات إذا كن َ ت أجَر ك ّ فلربما نل َ
ل ولو ورقةٍ صغيرةٍ ُتساهم في إنقاذ أحد المجاهدين من ُتساهم في نق ِ
أنياب الظلمة العرب أو العجم ،أو َتخُلف أهل المجاهدين بخيرٍ ممن قد
ة ن ََفر الجنة:خل بالسهم الواحد ثلث َ تتعّرف عليهم....إلخ؛ فـ)إن الله ي ُد ْ ِ
128
من ْب َِله :....أبو داود وهوي به ،و ُ صنْعَِته الخيرـ ،والرام َ ب في َ س ُ حت َ ِصانَعه ـ ي َ ْ
صحيح( ،فأيّ بشرى بعد هذه؟
ر ،أل تذكر كيف وضع رسولنا يده الخرى بدل ً عن من هو حاض ٍ بك َ ب غائ ٍ ور ّ
ُ
يد عثمان في بيعة الرضوان ،لنه أرسله بمهمة عملية ،حيث ] كانت بيعة
الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
بيده اليمنى :هذه يد عثمان ،فضرب بها على يده فقال :هذه لعثمان:...
البخاري(
درا ً للم ٍ لكخ ّ
م َكنا ً ِلما َيغلي به فؤادك ،ليست كلماتي ُ س ّ
م َ ـ ليس ما أقوله ُ
مضجعك ،وأقلقت نومك ....فهل السيل إل اجتماع النقط؟ ت َ ض ْ طالما أق ّ
ؤتى السلم من قَِبله. ه أن ي ُ ْ
ه الل َ ر ،فالل َ وكلنا على ثغ ٍ
جلين ألم ت ََر إلى ن من المتع ّ ب لم ي َْعلمه حتى النبياء ،ول تك ْ سْلني عن غي ٍ ل تَ َ
ما ك ُِتب عليهم الذين قيل :لهم ك ُّفوا أيديَكم وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة ،فل ّ
شون الناس كخشية الله أو أشد ّ خشية ،وقالوا: خ َ القتال إذا فريقٌ منهم ي َ ْ
ل قريب. خْرتنا إلى أج ٍ
ت علينا القتال؟ لول أ ّ م ك َت َب ْ َرّبنا ل َ
ق وعن
ت عـن ُنط ٍ
جْز ُ
فع َ مني السـى ـ يا أمة السلم داه َ
إعـراب
ت قـــادرة على النجاب ما ِزلـ ِ ةت عـقيـم ً يا أمة السلم لس ِ
صابخب ُّئـه يـد القــــ ّ
عـما ت ُ َ إني أعاتب منك قلبـا ً غافـل ً
و الـفجر يـرفـع راية الضراب يا أمة السلم ليُلـك جـاِثـ ٌ
م
ك بـِنظرةُتـلقي إلـيـ ِ وأنا أرى في الفق عين خيانة
مرتـابال ُ
129
ُيـلقي عن اللحاد ألف ة وغيُرك ناطـق ك صامت ً وأرا ِ
خطــاب
ك محـد ّد َ النـيــاب يجري إلي ِ ك قاعدةً وغيُرك راكض وأرا ِ
خـرابف َك كـ ّ يِقظا ً ي َ ُ
مــد ّ إلي ِ ة وقلبك لم يــزل ك لهي ً وأرا ِ
سبــاب بـشتائـم ٍ لعـدونــا و ِ يا أمة السلم ل تتعّلـــقي
م تِقفي على بالمــس ،ل َ ْ ت عزيزة يا أمة الســلم كن ِ
العتاب
و ط َوَي ْ ِ
ت باليمان كل ت في درب الجهاد كريمة سافَْر ِ
صعـــاب
ت
مــكسورة الّنظـرا ِ ت ذليلـة ماذا جرى حتى غدو ِ
والهداب
ة خائف هـــّياب ويـداك َرعْ َ
ش ُ ل
ل قــات ٍ ك خارِط ََتا ذهو ٍ عينا ِ
مـنك الجواب ،فقد عرفْ ُ
ت ل ،ل ُتجيبي! ما سأل ُْتك طالبا ً
جوابي
ست َْرشدي
في المـر لم تـ ْ ت بالسلم هذا كـل مـا فّرط ْ ِ
بكتـابي
ل ت َل ُ ْ
مِني فأنـت تفـضـح نـفسـك شـتـكـي ـ أيها المسلـم الـذي َي ْ
إن هذا الحديـث بينـي ف من صراحتي في حديثي خ ْ
ل تَ َ
وبـيـنـك
ف "عذرًا" … اعذرني يا أخي في الله ،يا حبيبي، دها أل َ ـ عذرا ً ثم عذرا ً وزِ ْ
فوالله إني لحب لك الخير ،أحب لك الجنة بل أعلها ،أحب أن تعود
شَبه المنحرفين،أمتنا كما كانت في عهد الراشدين ،وأخاف عليك من ُ
أريدك أن تكون واقعيا ً ل خياليًا ،كسعد وسعيد وعبادة وأبي عبيدة
ن وعمار ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه … فأنت ابنهم وهم وسلما َ
أجدادك.
وي ُغِْلظ في الكلم متى أسـأت حبيُبك من يغار عليك إذا َزل َْلت ـ َ
ت
ت عن الطريق أم اعتدل َ أَ ِ
حد ْ َ رث بك ل ُيبــالي ومن ل ي َك ْت َ ِ
ة بسرطان يسري في جسمك، ب ثق ٌ ن ن َّبأ َ
ك طبي ٌ ـ تعال فل ْن ََتصارح تعال :إ ْ
واظب على درس فهل ُتسرع لخراج CDتشرح عن فلسطين ،أم ت ُ َ
علم ،أو تكمل دراستك لنيل شهادة الصيدلة ،أم ت ُهَْرع لنيل شهادة
الخرة؟
ظ به؟ أين فقه الموازنات الذي َنصيح به؟ م ُـ أين فقه الولويات الذي ن َت َل َ ّ
ما سمع أن الجهاد فرض عين راح يتأكد من الكتب رجلن :أحدهما :ل ّ
ومن المشايخ و … والخر :في نفس الوقت كان قد وعد معارفه ليلعبوا
دل الذكار الصباحية حتى شروق الشمس ،فُيصلون كرةَ قدم صباحية ب َ
130
ل منا على َثغر! مع كلت الكرة ،ولو أن ّب َْته لقال :ك ّ الضحى ولكن على ر َ
دد في حكم الجهاد اليوم ،فإن قال" :إنني واثق أنه فرض" ،فقل مت ََر ّ
أنه ُ
له :أَوهكذا يكون العداد؟
ـ والمضحك المبكي أن أصحابه هؤلء الذين يلعب معهم الكرة بين الَفينة
ُ
مْرنا أن ننظر إلى والخرى لم َيزيدوا ـ فيما َيظهرـ من الله ُقربًا ،وقد أ ِ
ن بعضنا؟! م ْ حّتام نضحك على و ِ الظاهر والله يتولى السرائر ،فَ َ
حك ْ َ
م الصواب ،وإن أتى من ُ هـو موافــق ن الرأي و ْ ل تحقر ّ
ناقص
ن الـغائـص حـ ّ َ
ط ُرت ْب ََته هـوا ُ ما َ هـو أعَّز شيء ي ُْقَتنى ـ
فالد ّّر ـ و ْ
131
ن
المعنى القريب ترتيل السور الثلث المعروفة ،والمعنى البعيد :إ ْ )(1
ك له ،فتبدأ ُ
ب من ترك ِ َ
قت َِنع بأهمية الجهاد ،ثم تتو ُ
ت سورة َ النفال فإنك ست َ ْقرأ َ
عندها بالقتال.
صر:
مَق ّ
صر ابن ال ُ
مَق ّ
وكتبه ال ُ
حارث عبد السلم المصري
للمراسلة والتناصح باتجاه الكمال:
harith@ureach.com
*العنوان وشرحه.
*المقدمة والهداء.
1ـ فإن قالوا لك" :ما هو الجهاد"؟! فقل لهم:
حّرض على القتال الن…، 2ـفإن قالوا لك :لماذا ت ُ َ
ر زمانهم؛....ليس جهاد اليوم بالسيف والسكين فزماننا غي ُ
بل بالحضارة؛ فحّرض على تعّلم علم ِ القتصاد ...والعلم
والزراعة...والتكنولوجية؛ لن هذا كّله جهاد....إلخ ،فقل لهم:
*الجوبة المفصلة 19) :سببا ً منطقيا ً للتحريض على القتال(.
1ـ لماذا القتال؟ لن الله أمرنا بالقتال ،وجاء في الجهاد أكثر من /100/
آية.
ض عين باتفاق العلماء.
2ـ لماذا التحريض على القتال؟ لنه الن أضحى فر َ
)هنا أقوال العلماء في إذن الدائن ،وأقوالهم في حكم جهاد
الطلب وجهاد الدفع(.
132
3ـ لماذا القتال؟ لئل تكون فينا صفة المنافقين.
ذبنا الله عذابا ً أليمًا.
4ـ لماذا القتال؟ لئل ي ُعَ ّ
5ـ لماذا القتال؟ لنحقق أمر الله في إرهاب العدو...؛ فُترفعَ عنا الذلة ،وتعود َ
ل منمهابة ،...فنحيا الحياة اللئقة ،ون َّتقي فساد َ الرض الحاص َ لنا...ال َ
ترك القتال ،فالقتال هو السبيل المنطقي الوحيد اليوم للتمكين ،وإليك
الدلي َ
ل:
هنا مهم *معالجة شبهة :زماننا غير زمانهم ،وإثبات عدم كفاية
العداد السلمي لوحده!
وقفة خاصة مع الحضارة والقتصاد والعلم والزراعة * ِ
ونحوها...
ريب يوم القيامة. 6ـ لماذا القتال؟ للِعصمة من الفتن قَ ِ
ل لمحوداني الجهاد َ اليوم شيء من المندوبات ،وهو سبي ٌ 7ـ لنه ...ل ي ُ َ
]نماذج من ل فيه مضاعف عما سواه....، الخطايا ،والعم ُ
]فضل الرباط[. عروض مغرية[.
دراسة علمية موجزة حول التفاضل بين الجهاد •
133
3ـ فإن قالوا :لبد من العداد اليماني ،..وتعّلم العلم الشرعي وتعليمه...إذ
ل طاقة لنا اليوم بأمريكة وحلفائها ،...فمن الحكمة التأني...
مة متهورون...فقل لهم: شْرذِ َو...المجاهدون ِ
هنا *)معالجة لشبهة :العداد اليماني بالتصفية والتربية،
والنشغال بالعلم وتعليمه أولى!(
*ضابط التهور ،والحكمة!
4ـ فإن قالوا...:أكثر العلماء والمصلحين...لم َيخرجوا...فأنت في الميدان
وحدك! وهل كان النووي ...والسيوطي من المجاهدين؟ فقل لهم:
)هنا معالجة لشبهة عدم خروج العلماء ،وأنك في الميدان
وحدك!(.
جبت، دنا كثيرا ً من ع َ
ملناهنا؛ فهذا التزم ،وتلك تح ّ 5ـ فإن قالوا :لكننا أفَ ْ
والخير في زيادة ،ولم تستفيدوا أنتم من القتال إل الويلت،...
ة من الفاشلين...انتكسوا مرارا ً في دراستهم أو و...المقاتلون ثل ٌ
تجارتهم فلم َيجدوا إل الجهاد راحة لهم ،فالعيش في سبيل الله أصعب
بكثير من الموت في سبيل الله؟ فأين نتائج قتالكم؟! فقل لهم:
*)هنا معالجة مهمة لـ" :الصلحات الجزئية" وخطورة
النخداع بها(.
*مبحث مهم :ما هي ضوابط النجاح أو كيف نحكم على فلن
أنه ناجح أو فاشل؟
6ـ فإن قالوا :الجهاد بالمال اليوم أهم من النفس !... ،فقل لهم:
7ـ فإن قالواُ :اخرج إل من بلد الشام...والعم ُ
ل
لفلسطين أولى...فقل لهم:
)هنا أقوال العلماء في حكم الهجرة وضوابطها(.
تلون للملك أو..إلخ!، 8ـ فإن قالوا :لعلهم عملء ،أو ُيقا ِ
)هنا أقوال العزلة ؟!! فقل لهم: فخيٌر لنا في هذه الفتن
عزلة"(.العلماء في "ال ُ
9ـ فإن قالوا :ل جهاد إل بوجود وإذن المام العظم
فقل لهم:
)هنا أقوال العلماء في إذن المير ووجوده(.
من سيبقى ُي َع ّلم ويدعو هنا؟ 10ـ فإن قالوا :تص ّ
وَ ْر أننا خرجنا جميعا ً للقتال َ
فقل لهم:
11ـ فإن قالوا :لكننا نرى بين صفوف المجاهدين أخطاء متعددة
؟! فقل
لهم:
134
ءنا وأمهاِتنا ل َيسمحون
لنا، ن آبا َ
12ـ فإن قالوا :إ ّ
دهم؟ فقل لهم:
وزوجاتنا وأولدنا سي َب َْقون لوح ِ
)هنا أقوال العلماء في إذن الوالدين(.
13ـ فإن قالوا :إن خرجنا لمكان "كذا" للعداد ل ندري ما ُيفعل بنا
دها ...،فل نعرف أين سنذهب ومن سنقاتل ،وربما َنخرج للقتال فل بع َ
ننال الشهادة ...،ولعلنا ل نستطيع ...الرجوع إلى بلدنا؟ فقل
لهم:
ل أو ت َُق ّ
طع 14ـ فإن قالوا :لكننا جبناء نخاف من القتل أو أن ن ُ َ
ش ّ
من أيدينا أو أرجلنا ،أو ُتفقأ عيوننا ،أو نموت من الجوع؛ فمن أين سنؤَ ّ
مصروفنا؟ أو ربما نقع في السر فنذوق التعذيب؛ كتقليع الظافر
ونتف الشعر ولسع الكهَرباء ،ونخاف أن ل نصبر ..وفينا صغار
ن ممن دون العشرين ،وكبار السن ممن تجاوزوا الس ّ
الربعين...،إلخ ،فقل لهم:
ض ،وهو الهدف الستراتيجي 15ـ فإن قالوا :الجهاد والشهادة عنوان فضفا ٌ
الكبير ول رْيب ،ولكن كيف نحقق هدفنا البعيد عمليًا؟ فأين الطائفة
المنصورة وكيف سنصل إليها؟ وأين سنتدرب؟ وكيف؟ د ُّلونا حتى ل نكون
ب ،فقل لهم:ت" فحس ُ مس ّ
كنا ٍ خياليين! ول ُتعطونا " ُ
*ةةةةةةةةةةة:
135