You are on page 1of 30

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫إنجاح حاجة السائل‬


‫في أهم المسائل‬
‫تأليف الشيخ‬
‫أحمد بن حمود الخالدي‬

‫تقديم‬
‫الشيخ العلمة حمود العقلء الشعيبي‬
‫وفضيلة الشيخ علي الخضير‬

‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫* * *‬
‫‪http://www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.almaqdese.com‬‬
‫‪http://www.alsunnah.info‬‬
‫‪http://www.abu-qatada.com‬‬
‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫تقديم الشيخ العلمة حمود‬


‫العقلء الشعيبي‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم على أشرف‬
‫النبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فقففد اطلعففت علففى كتففاب‪)) :‬التبيففان لمففا وقففع فففي‬
‫الضوابط منسففوبا ً لهففل السففنة بل برهففان(( جمففع وإعففداد‬
‫الشيخ‪ :‬أحمد بن حمود الخالدي وفقه اللفه‪ ،‬فوجفدته كتابفا ً‬
‫نافع فا ً فيمففا تحففدث عنففه فففي مسففألة السففماء والحكففام‬
‫والشرك وقيففام الحجففة ومففا يتعلففق بففذلك ومسففائل البففدع‬
‫والحجة فيها ومسائل الوعيد‪.‬‬
‫وهذه المسائل من المسائل المهمة فففي هففذا العصففر‬
‫لمن وفقه الله في فهمها ومعرفتها حق المعرفففة‪ ،‬فجففزاه‬
‫الله خيرا ً على ذلك‪.‬‬
‫كما اطلعففت علففى رسفالته المسفماه‪)) :‬إنجففاح حاجففة‬
‫السائل في أهم المسائل (( حيث لخص في هذه الرسففالة‬
‫المسائل السابقة في كتابه‪)) :‬التبيان((‪ ،‬ومففا أضففاف إليهففا‬
‫من ذكره لصول في التوحيد والشرك والطاغوت وما إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فوجدته قد أجاد وأفاد وأحسن‪.‬‬
‫نسأل الله أن يوفقنففا وإيففاه وإخواننففا المسففلمين إلففى‬
‫الصواب والحق والله الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬
‫وصففلى اللففه علففى نبينففا محمففد وعلففى آلففه وصففحبه‬
‫اجمعين‪.‬‬

‫أمله‪ :‬حمود بن‬


‫عقلء الشعيبي‬
‫‪1422 /6 / 19‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫تقديم فضيلة الشيخ علي‬


‫الخضير‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله وحده والصلة على من لنبي بعده‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فقد قرأت رسففالة‪)) :‬إنجففاح حاجففة السففائل فففي أهففم‬
‫المسففائل(( الففتي ألفهففا فضففيلة الشففيخ‪ :‬أحمففد بففن حمففود‬
‫الخالدي وفقه الله وجزاه خيرًا‪ ،‬حيث ذكففر فيهففا ‪ 36‬أصفل ً‬
‫فيما يتعلق بالتوحيد ونواقضه وأقسامه وشروطه وأصوله‪،‬‬
‫والكفففر بالطففاغوت‪ ،‬والففولء والففبراء‪ ،‬ومسففألة السففماء‬
‫الشرعية‪ ،‬والسلم والشرك‪ ،‬والمسائل الظاهرة والخفية‪،‬‬
‫ولحوق السففماء والحكففام والحجففة فففي ذلففك وختففم ذلففك‬
‫بمسائل الدار السلمية والكفرية‪.‬‬
‫وقد اختصر تلك المسائل وذكرها علففى شففكل أصففول‬
‫سار فيها على طريقففة الئمففة العلم والمحققيففن الكففرام‬
‫من السابقين واللحقين‪.‬‬
‫ولذا فإنني أنصح كل مسلم خصوصا ً شففباب الصففحوة‬
‫إلى اقتناء هذه الرسالة ودراستها لما اشففتملت عليففه مففن‬
‫التلخيص والختصار واللمام بالمسائل المهمففة الضففرورية‬
‫وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه‪.‬‬
‫وصففلى اللففه علففى نبينففا محمففد وعلففى آلففه وصففحبه‬
‫اجمعين‪.‬‬

‫كتبه‪ :‬علي بن‬


‫خضير الخضير‬
‫القصيم بريدة‬
‫‪1422 / 6 / 22‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫)‪(3‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫الحمد لله على آلئه والشكر على نعمائه وأشهد أن ل‬


‫إلففه إل اللففه وحففده ل شففريك لففه‪ ،‬لففه الحكففم فففي أرضففه‬
‫وسمائه وأشففهد أن محمففدا ً عبففده ورسففوله وخففاتم أنبيففائه‬
‫أرسله على فترةٍ من الرسل فأظهر به الحق‪ ،‬وأرشففد بففه‬
‫الخلق فاتضحة المحجة وقامت به الحجة صلى اللففه عليففه‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرًا‪...‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ما كان التوحيد هو أصففل الصففول ومبففدأ دعففوة كففل‬ ‫ل ّ‬
‫رسول وزبدة الكتب السماوية وخلصة الرسففالت النبويففة‬
‫ومحففط رحلهففا ومففدار حففديثها فقففد سففألني بعففض الخففوة‬
‫الراغبين في طلب العلم وتحصيله أن أضع لهففم مختصففرا ً‬
‫في التوحيد أجمففع فيففه أصففوله وقواعففده مففع ذكففر الففدليل‬
‫تجعففل الموحففد علففى بصففيرةٍ مففن دينففه فاسففتعنت بففالله‬
‫علىجمففع مففا استحضففره مففن كلم الئمففة العلم ومشففايخ‬
‫السلم رحمهففم اللففه تعفالى مففع العففزو إلففى كلم بعضففهم‬
‫وأحيان فا ً أنقففل النصففوص مففن أصففولها بأكملهففا أو مجففتزئ ً‬
‫ة‬
‫ة ليجتمع شتات المسائل وأسميتها‪)) :‬إنجاح حاجففة‬ ‫موج ً‬ ‫مد ْ ُ‬
‫السائل في أهم المسائل((‪.‬‬
‫فأقول والله المسؤل في حصول المأمول‪:‬‬
‫ة فففي التوحيففد ومففا يففترتب‬ ‫ل ومسففائ ٌ‬
‫ل مهمف ٌ‬ ‫هذه أصو ٌ‬
‫عليه ويتعلق به من الحكام على الموحففد قففد جعلتهففا فففي‬
‫فصول‪.‬‬

‫فصل‬

‫)‪(4‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫في تقرير التوحيد وبيان‬


‫أقسامه‬
‫‪ (1‬إن الحكمه من خلق الجن والنس هي عبادة اللففه‬
‫وحففده وتففرك عبففادة مففا سففواه لقففوله تعففالى‪} :‬أيحسففب‬
‫النسان أن يترك سدى{‪} ،‬أفحسففبتم أنمففا خلقنففاكم عبثففا‬
‫وأنكم إلينففا ل ترجعففون{‪} ،‬ومففا خلقففت الجففن والنففس إل‬
‫ليعبدون{ قال ابن عباس‪) :‬إل ليوحدون(‪ ،‬وقال‪) :‬كل أمففر‬
‫بالعبففادة( فففالمراد بففه التوحيففد‪ ،‬فالتوحيففد أول مففا يجففب‬
‫معرفته على المكلف فهو أول واجب وآخر واجب وأول ما‬
‫فلم( وآخففر مففا يخففرج بففه مففن الففدنيا‬‫يدخل به النسان السف‬
‫وعليه في القبر السؤال)‪. 1‬‬
‫‪ (2‬والعباده لغة‪ :‬مأخوذة مففن الففذل‪ ،‬يقففال طريففق‬
‫معبد أي مذلل‪.‬‬
‫وأما ششرعًا‪ :‬فهففي إسففم جففامع لكففل مففايحبه اللففه‬
‫ويرضاه من القوال والعمال الظففاهرة والباطنففة اللزمففة‬
‫والمتعدية لقوله تعالى‪} :‬الذين يؤمنففون بففالغيب ويقيمففون‬
‫الصلة ومما رزقناهم ينفقون{‪.‬‬
‫‪ (3‬وهي قائمه على ركنين هما‪:‬‬
‫أ( غاية ‪.‬‬
‫ب( مع غاية الذل والخضوع للمحبوب)‪.(2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وكلم‬ ‫‪ (4‬وينقسفففم التوحيفففد بحسفففب السفففتقراء‬
‫العلماء إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫أ( توحيد الربوبية‪ :‬وهو إفراد الله بأفعففاله كففالخلق‬
‫والملك والتدبير والرزق لقوله تعفالى‪} :‬قففل مفن يرزقكففم‬
‫مففن السففماء والرض أمففن يملففك السففمع والبصففار ومففن‬
‫يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي ومن يدبر‬
‫المر فسيقولون الله فقل أفل تتقون{‪.‬‬
‫ب( توحيد اللوهية‪ :‬وهو إفراد اللففه بأفعففال العبففاد‬
‫ن صففلتي‬ ‫كالصففلة والذبففح والنففذر لقففوله تعففالى‪}:‬قففل إ ّ‬

‫‪ ()1‬راجع تيسير العزيز الحميد في شففرح كتففاب التوحيففد )ص ‪.(29‬‬


‫النتصار لحزب الله الموحدين للشيخ العلمة عبدالله أبا بطين‪.‬‬
‫‪ ()2‬العبودية لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬مجموعة التوحيد )‪- 162 / 1‬‬
‫‪.(164‬‬
‫‪ ()3‬راجع تعليقات الشيخ العلمة ابن بففاز رحمففه اللففه تعففالى علففى‪:‬‬
‫)متن الطحاوية(‪.‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫ونسففكي ومحيففاي وممففاتي للففه رب العففالين لشففريك لففه‬


‫وبذلك امرت وأنا أول المسلمين{‪.‬‬
‫ج( توحيششد السششماء والصششفات وهششو‪ :‬أن نصففف‬
‫الله بما وصف به نفسه فففي كتففابه أوعلففى لسففان رسففوله‬
‫من غير تحريف ولتعطيل ومن غير تكييف ولتمثيل لقففوله‬
‫تعالى‪} :‬ولله السماء الحسففنى فففادعوه بهففا وذروا الففذين‬
‫ئ وهففو‬
‫يلحدون في أسففمائه{‪ ,‬وقففوله‪} :‬ليففس كمثلففه شففي ٌ‬
‫المثففل العلففى فففي السففموات‬ ‫السففميع البصففير{‪} ،‬ولففه‬
‫والرض وهو العزيز الحكيم{)‪.(4‬‬
‫‪ (5‬فتوحيد الربوبية قد أقر به المشركون ولم يدخلهم‬
‫ى صففلى اللففه عليففه وسففلم‬ ‫وأموالهم النففب ّ‬
‫فففي السففلم بففل قففاتلهم‬
‫وديارهم وسبى نساءهم لقففوله‬ ‫واستباح دماءهم‬
‫تعالى‪} :‬ولئن سألتهم من خلق السموات والرض ليقففولن‬
‫مشفركون{‬ ‫الله{‪ ،‬وقوله‪} :‬ومايؤمن أكثرهم بالله إلوهفم‬
‫فهو وإن كان من الواجب فففإنه ل يففأتي بففالواجب)‪ (5‬لقففوله‬
‫صففلى اللففه عليففه وسففلم‪) :‬أمففرت أن أقاتففل النففاس حففتى‬
‫يشهدوا أن ل إله إل الله وأن محمدا ً رسففول اللففه‪ ،‬ويقمففوا‬
‫الصلة ويؤتوا الزكاة‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم‬
‫وأموالهم إل بحق السففلم‪ ،‬وحسففابهم علففى اللففه(‪ .‬متفففق‬
‫عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫‪ (6‬فلذا كان المر بالتوحيد مقدما ً على كل أمر سواه‬
‫كالصلة والزكفاة والحفج والصفيام وسففائر شفرائع السففلم‬
‫العظام لقوله تعالى‪} :‬وما أمر إلليعبدوا الله مخلصين لففه‬
‫الففدين حنفففاء ويقيمففوا الصففلة ويؤتففوا الزكففاة وذلففك ديففن‬
‫القّيمففة{ وقففد أقففام النففبي صففلى اللففه عليففه وسففلم ثلث‬
‫عشرة سنة يدعو إلى التوحيد ولم تفففرض الصففلة إل فففي‬
‫السنة العاشرة على أحد القولين‪.‬‬
‫ولما أرسل معاذا ً إلى اليمن في السنة العاشففرة مففن‬
‫الهجرة قال له‪) :‬إنك تأتي قوما ً مففن أهففل الكتففاب فليكففن‬
‫أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لإله إل الله(‪ ،‬وفي روايففة‪:‬‬
‫)إلى أن يوحدوا الله(‪ ،‬وفي أخرى‪) :‬إلى عبففادة اللففه(‪ ،‬ثففم‬
‫ذكر الصلة بعد المر بالتوحيففد ثففم الزكففاة‪ ...‬الففخ الحففديث‬
‫وكلها في صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ (7‬كما أن الشرك والنهي عنه مقدم ْعلى كل تحريففم‬
‫ونهى عداه كنكففاح المهففات والخففوات ووأد البنففات وأكففل‬
‫الميتة وشرب المسكرات لقوله تعالى‪} :‬قل تعالوا أتلو ما‬
‫حرم ربكم عليكم أن ل تشركوا به شيئًا{‪ ،‬ثم ذكر سبحانه‬

‫‪ (4)4‬مجموعة التوحيد )‪.(5 / 1‬‬


‫‪ ()5‬مجموعة التوحيد )‪ ،(170 / 1‬الدرر السنية في الجوبة النجدية‬
‫)‪.(98 - 97/ 10 - 24/ 2‬‬
‫)‪ (6‬الدرر السنية )‪.(272 ،2/32،121‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫القتففل بغيففر حففق وسففائر الفففواحش الظففاهرة‬ ‫تحريففم‬


‫والباطنة)‪.(6‬‬

‫فصل‬
‫في وجوب الكفر بالطاغوت‬
‫وبيان معناه‬
‫‪ (1‬والمر بالتوحيد هو الدين العام الذي اتفقففت عليففه‬
‫دعوة جميففع الرسففل مفع اختلف شففرائعهم لقففوله تعففالى‪:‬‬
‫}وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنففه ل إلففه‬
‫إل أنففا فاعبففدون{‪ ،‬ولقففوله صففلى اللففه عليففه وسففلم‪) :‬إنففا‬
‫معاشر النبياء ديننا واحد إخففوة لعلت(‪ ،‬وقففال تعففالى فففي‬
‫ة ومنهاج فًا{ وهففو معنففى‬ ‫الشرائع‪} :‬لكل جعلنا منكم شرع ً‬
‫)إخوة لعلت( فالتوحيد هو المرالذي وقعت فيه الخصومة‬
‫في قديم الدهر وحديثه بين الرسل وأتبففاعهم والطففواغيت‬
‫وأوليائهم قال تعالى‪} :‬ولقد بعثنا في كففل أمففة رسففول ً أن‬
‫‪6‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهففم‬ ‫اعبدوا الله واجتنبوا‬


‫من حقت عليه الضللة{)‪.(7‬‬
‫‪ (2‬وعبادة الله لتحصففل إل بففالكفر بالطففاغوت لقففوله‬
‫تعالى‪} :‬ل إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمففن‬
‫يكفففر بالطففاغوت ويففؤمن بففالله فقففد استمسففك بففالعروة‬
‫الوثقى ل انفصام لها واللففه سففميع عليففم{‪ ،‬ولقففوله صففلى‬
‫الله عليه وسلم‪) :‬من وحد الله ‪ -‬وفي رواية ‪ -‬مففن قففال ل‬
‫إله إل الله وكفر بما يعبففد مففن دون اللففه فقففد حففرم مففاله‬
‫ودمففه وحسففابه علفى اللفه عفّز وجففل(‪ .‬رواه المفام أحمففد‬
‫ومسلم والصل لحمد‪.‬‬
‫))وهذا من أعظم ما يبين معنى ل إله إل الله فإنه لففم‬
‫يجعل التلفظ بها عاصما ً للدم والمال بل ول معرفة معناها‬
‫مع لفظها بل ول القرار بذلك بل ول كونه ليففدعو إل اللففه‬
‫م ماله ودمه حففتى يضففيف إلففى‬ ‫حُر ُ‬
‫وحده لشريك له بل لي َ ْ‬
‫ذلك الكفر بما يعبد من دون اللففه فففإن شففك أوتوقففف لففم‬
‫يحرم ماله ودمه فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها وياله‬
‫من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع(( قاله المام‬
‫المجففدد محمففد بففن عبففد الوهففاب‪) :‬فففي مسففائل البففاب‬
‫السادس من كتاب التوحيد(‪.‬‬
‫‪ (3‬والطششاغوت لغششة‪ :‬مشففتق مففن الطغيففان وهففو‬
‫مجاوزة الحد لقوله تعالى‪} :‬إن ّففا لمففا طغففا المففاء حملنففاكم‬
‫في الجارية{‪.‬‬
‫وأما شرعا ً هو‪)) :‬ما تجاوز به العبد حده من معبود‬
‫أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم مففن يتحففاكمون إليففه‬
‫غير الله ورسوله‪ ،‬أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على‬
‫غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما ليعلمففون أنففه طاعففة‬
‫لله فهذه طواغيت العالم‪ ،‬إذاتأملتها وتأملت أحوال النففاس‬
‫معها‪ ،‬رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة‬
‫فوله صففلى اللففه عليففه‬‫الطاغوت‪ ،‬وعن طاعته و متابعة رسف‬
‫وسلم إلى طاعة الطاغوت ومتابعته(()‪.(8‬‬
‫‪ (4‬وصفة الكفر بالطاغوت تتحقق بخمسة أشففياء قففد‬
‫استخلصها المام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه اللففه‬
‫تعالى وهي‪:‬‬
‫‪‬اعتقاد بطلن عبادة غير الله‪.‬‬
‫‪‬تركها‪.‬‬
‫‪‬بغضها‪.‬‬
‫‪‬تكفير أهلها‪.‬‬
‫‪ ()7‬راجع مسائل الباب الول من‪) :‬كتاب التوحيد(‪.‬‬
‫‪ ()8‬قاله العلمة ابن القيم في أعلم الموقعين‪.(59 - 58 / 1) :‬‬
‫] تحقيق البغدادي [‪.‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫‪‬معاداتهم في الله‪.‬‬
‫والدليل قوله تعالى‪} :‬قد كانت لكم أسوة حسنة فففي‬
‫إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا ب َُرءاُء منكففم وممففا‬
‫تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكففم العففداوة‬
‫دا حتى تؤمنوا بالله وحده{ إذا ً فمن لم يحقففق‬ ‫والبغضاء أب ً‬
‫هففذه الصفففة لففم يكففن مؤمنفا ً بففالله كففافرا ً بالطففاغوت بففل‬
‫العكففس لن اليمففان بالطففاغوت واليمففان بففالله ضففدان ل‬
‫يجتمعففان فففي قلففب إنسففان أبففدا ً إذ ل يمكففن أن يوصففف‬
‫الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت بل لبففد لففه‬
‫من أحد الوصفين ل محالففة إذ لثففالث لهمففا لقففوله تعففالى‪:‬‬
‫مؤمن{ وقوله }إنففا‬ ‫}هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم‬
‫هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورًا{)‪.(9‬‬
‫فهذا الطاغوت الذي ُأمرنا أن نكفر به ونجتنبففه وهففذه‬
‫نهينفففا عنهفففا وأمرنفففا بتركهفففا وتكفيفففر‬ ‫عبفففادته الفففتي‬
‫أهلهاومعاداتههم)‪.(10‬‬

‫فصل‬
‫في بيان حقيقة السلم‬
‫والشرك والفرق بينهما‬
‫‪ (1‬ومرجششع السشماء الششرعية‪ :‬كاسففم المسففلم‬
‫ده الشارع‬‫والمشرك والكافر والمبتدع والفاسق إلى ما ح ّ‬
‫ة ومعنى ومن لم يفرق بين حقفائق هفذه المسفميات‬ ‫حقيق ً‬
‫م سففبحانه مفن لففم‬
‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫فد‬
‫ف‬ ‫وق‬ ‫وخلفط‪،‬‬ ‫خبط‬ ‫في‬ ‫يقع‬ ‫ويتصورها‬
‫يعرف حدود ما أنزل على رسوله فقففال‪} :‬العففراب أشففد‬
‫ونفاقف(ا ً وأجفدر أل يعلمفوا حفدود مفا أنفزل اللفه علفى‬
‫)‪11‬‬
‫كفرا ً‬
‫رسوله{ ‪.‬‬

‫‪ ()9‬راجع مجموعة التوحيد )‪ ،(4 1/14،8‬والدرر السنية في الجوبة‬


‫النجدية )‪.(360 ,2/359‬‬
‫‪ ()10‬راجع مجموعة التوحيد )‪.(17 17،2 1،/1‬‬
‫‪ ()11‬راجع مجموع الفتاوي )‪ ،(335 /19‬منهاج التأسيس والتقديس‬
‫للشيخ العلمة عبد اللطيفف آل الشفيخ )ص ‪ ،(12‬النتصفار للشفيخ‬
‫العلمة عبدالله أبا بطين )ص ‪.(20‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫‪ (2‬فقد بيفن اللففه عففز وجفل فففي كتففابه وعلففى لسفان‬


‫رسوله حقيقة السففلم والشففرك ومففا يففترتب عليهمففا مففن‬
‫الحكام الدنيوية والخروية‪ ،‬فالسلم هففو‪ :‬الستسففلم للففه‬
‫عففز وجففل بالتوحيففد والنقيففاد لففه بالطاعففة والففبراءة مففن‬
‫الشرك وأهله‪ .‬قال تعالى‪} :‬بلى من أسلم وجهه لله وهففو‬
‫محسن{‪ ،‬ولقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬السلم أن تعبد‬
‫الله ولتشرك به شيئا ً وتقيم الصلة(‪ .‬فعرفففه بالستسففلم‬
‫لله بالتوحيد وترك الشرك رأسا ً وإقامة الشعائر الظففاهرة‬
‫الدآلة على النقياد‪.‬‬
‫وأما الشرك فهو‪ :‬تسوية المخلوق بالخالق بصرف‬
‫أي نففوع مففن أنففواع العبففادة لففه قففال تعففالى حكايففة عففن‬
‫المشركين باعترافهم‪} :‬تالله ان كنا لفففي ضففلل مففبين إذ‬
‫نسويكم برب العففالمين{‪ ،‬وقففال تعففالى‪} :‬فل تجعلففوا للففه‬
‫أندادا ً وأنتم تعلمون{‪ ،‬وفي الحففديث‪) :‬أن تجعففل للففه نففدا ً‬
‫وهو خلقك(‪ ،‬وفي اللغة ما يففبين معنففى الشففرك فالشففرك‬
‫يء ما‪ ...‬قففال‬ ‫مأخوذ من المشاركة بين اثنين فأكثر في ش‬
‫تعالى‪} :‬وضففرب اللففه مثل ً رجل ً فيففه شففركاء ٍمتشاكسففون‬
‫ورجل ً سلما ً لرجل هل يستويان مثل ً الحمد لله بل أكففثرهم‬
‫ليعلمون{‪ .‬فجعل الول فيه شففركة وجعففل الخففر خالص فا ً‬
‫لشركة فيه‪.‬‬
‫‪ (3‬والشرك الكبر ليغفر إل بالتوبة منه قبل الممففات‬
‫ويغفر الله ما دونه لمن يشاء قال تعالى‪} :‬إن الله ليغفففر‬
‫أن يشففرك بففه ويغفففر مففا دون ذلففك لمففن يشففاء{‪ ،‬وفففي‬
‫ك أشففرك بعففد إسففلمه‬
‫الحففديث‪) :‬ليقبففل اللففه مففن مشففر ٍ‬
‫عبدالرزاق من حديث حكيم بن معاوية عففن‬ ‫عم ً‬
‫ل(‪ .‬أخرجه‬
‫أبيه عن جده)‪.(12‬‬
‫ح فرم اِلجن َففان و‬
‫‪ (4‬فمففن مففات علففى الشففرك الكففبر ُ‬
‫استحق الخلود في النيران لقوله تعالى‪} :‬إنه ِمففن يشففرك‬
‫بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظففالمين‬
‫من أنصار{‪ ،‬ولقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬من مات وهو‬
‫يدعو لله ندا ً دخل النار( وفي حديث آخر‪) :‬مففن لقففى اللففه‬
‫ليشرك به شيئا ً دخل الجنففة ومففن لقيففه يشففرك بففه شففيئا ً‬
‫دخل النار( رواهما مسلم‪.‬‬
‫ودخول المشرك النففار علففى عمففومه فيففدخلها ويخلففد‬
‫فيها ولفرق في ذلك بين اليهود ولعبدة الوثان أو النيران‬
‫فب إليهفا‬‫والصلبان ولبين من خفالف ملفة السففلم أو انتسف‬
‫ولبين من عاند الحق أوجهله من النس والجآن)‪.(13‬‬

‫‪ ()12‬راجع صحيح ابن حبان )‪.(1/376‬‬


‫‪ ()13‬راجع فتح المجيد‪) -:‬باب الخوف من الشرك(‪.‬‬

‫)‪(10‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في بيان معنى الولء والبراء ووجوب‬
‫إظهار الدين وعذرالمستضعفين‬
‫م ولفو وحففد اللفه‬
‫‪ (1‬واعلم أنه ليسفتقيم للمففرء إسفل ٌ‬
‫وترك الشرك إل بعداوة المشركين والتصففريح لهففم بففذلك‬
‫لقوله تعففالى‪} :‬ل تجففد قومفا ً يؤمنففون بففالله واليففوم الخففر‬
‫يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا ءابآءهم أو أبنففاءهم‬
‫أو إخوانهم أو عشيرتهم‪ ,{...‬وفففي الحففديث‪) :‬أوثففق عففرى‬
‫اليمان الحب في الله والبغض في الله( رواه المام أحمد‬
‫والحففديث حسففن بمجمففوع‬ ‫مففن حففديث الففبراء بففن عففازب‬
‫طرقه ‪ -‬قاله اللباني رحمه الله)‪– (14‬‬
‫وقال العلمففة حمففد بففن عففتيق‪) :‬فأمففا معففاداة الكفففار‬
‫والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلففك‬
‫وأكد إيجابه وحرم موالتهم وشدد فيها حتى إنه ليففس فففي‬
‫كتاب الله تعالى حكم فيه من الدلة أكثر ول أبين من هففذا‬
‫الحكم‪ ،‬بعد وجوب التوحيد وتحريففم ضففده( إذا ً فل بففد مففن‬
‫تحقيق الولء والبراء‪.‬‬
‫‪ (2‬وأصل البراء البغففض وأصففل الففولء المحبففة لقففوله‬
‫ة عن إبراهيففم عليففه السففلم أنففه قففال لقففومه‪:‬‬
‫تعالى حكاي ً‬
‫}أفرئيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءابففأوكم القففدمون فففإنهم‬
‫عدو لي إل رب العالمين{ ولما كان أصففل الففبراء البغضففاء‬
‫‪ (14‬الففدرر السففنية )‪ ،10/139 - 435 /8‬ف ‪) ،(140‬سففبيل النجففاة‬
‫والفكاك من موالة المرتدين وأهل الشراك(‬

‫)‪(11‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫التي محلها القلب كان فرعها الظاهر العداوة قال تعففالى‪:‬‬


‫}قد كانت لكم أسوة حسنة فففي إبراهيففم والففذين معففه إذ‬
‫قالوا لقومهم إنا برءاؤمنكففم وممففا تعبففدون مففن دون اللففه‬
‫كفرنا بكم وبدا بيننفا وبينكفم العفداوة والبغضفاء أبفدا ً حفتى‬
‫تؤمنوا بففالله وحففده{‪ ،‬وهففي مففن صفففة الكفففر بالطففاغوت‬
‫المتقدم ذكرها‪.‬‬
‫))وها هنا نكتة بديعة في قوله‪} :‬إنا برءاؤ منكم وممففا‬
‫تعبدون من دون الله{ وهفي أن اللفه تعفالى قفدم الفبراءة‬
‫من المشركين العابدين غير الله على البراءة مفن الوثففان‬
‫المعبودة من دون الله‪ ،‬لن الول أهم من الثاني‪ .‬فإنه قففد‬
‫يتففبرأ مففن الوثففان وليتففبرأ ممففن عبففدها‪ ،‬فل يكففون آتي فا ً‬
‫بففالواجب عليففه‪ ،‬وأمففا إذا تففبرأ مففن المشففركين فففإن هففذا‬
‫يستلزم البراءة من معبففوداتهم فعليففك بهففذه النكتففة فإنهففا‬
‫تفتح لك بابا ً إلى عداوة أعداء الله فكم مففن إنسففان ليقففع‬
‫منه الشرك ولكنه ليعادي أهله فل يكون مسففلما ً إذا تففرك‬
‫دين جميففع المرسففلين ثففم قففوله‪} :‬كفرنففا بكففم وبففدا بيننففا‬
‫وبينكم العداوة والبغضفاء أبفدا ً حففتى تؤمنففوا بفالله وحفده{‬
‫فقوله‪) :‬وبدا( أي ظهر وبففان وتأمففل تقففديم العففداوة علففى‬
‫البغضاء لن الولى أهم من الثانية فإن النسان قد يبغففض‬
‫المشركين وليعاديهم فل يكففون آتيفا ً بففالواجب عليففه حففتى‬
‫تحصل منه العداوة والبغضففاء وإن كففانت البغضففاء متعلقففة‬
‫بالقلب فلنها لتنفع حتى تظهر آثارهففا وتتففبين علمتهففا ول‬
‫والمقاطعففة((‪ .‬قففاله‬ ‫تكففون كففذلك حففتى تقففترن بالعففداوة‬
‫الشيخ العلمة ‪ /‬حمد بن عتيق رحمه الله)‪.(15‬‬
‫))ول يكون المسلم مظهففرا ً لففدينه حففتى يخففالف كففل‬
‫طائفة بما اشتهر عندها ويصرح لهم بالعداوة والبراءة منه‬
‫فمن كففان كفففره بالشففرك فإظهففار الففدين عنففده التصففريح‬
‫بالتوحيد والنهي عن الشرك والتحذير منه ومن كان كفففره‬
‫بموالة المشركين والدخول تحت طاعتهم فإظهففار الففدين‬
‫ومففن المشففركين((‬ ‫عنده التصففريح بعففداوته والففبراءة منففه‬
‫قاله الشيخ ‪ /‬حمد بن عتيق رحمه الله)‪.(16‬‬
‫))وقففد ليسففتطيع المسففلم إظهففار العففداوة للكفففار‬
‫والمشركين لمانع أو عذر كاستضعاف لمن ليس لففه منعففة‬
‫أو إكففراه فيكففون معففذورا ً إلففى زوال المففانع وأمففا مفن لففم‬
‫يظهر العداوة للمشركين لغرض دنيوي وإيثففارا ً لحففظ مففن‬
‫حظوظ النفس مففع بغضففهم واعتقففاد كفرهففم فهففذا عففاص‬
‫مذنب وكل بحسبه فإن انتفت البغضاء من القلففب انتفففى‬
‫معها اليمففان لملزمففة الظففاهر للبففاطن وذلففك لن محلهففا‬
‫القلب ولسبيل لحد عليها بإكراهٍ أوغيففره كمففا هففو صففريح‬
‫‪(17‬تعالى‪} :‬إل مففن أكففره وقلبففه مطمئن باليمففان{‬ ‫في قوله‬
‫فتنبه(() ‪.‬‬

‫‪ (15‬راجع مجموعة التوحيد )‪.(335 -1/334‬‬


‫‪ (16‬سبيل النجاة والفكاك مجموعة التوحيد )‪ ،(367-1/366‬وراجففع‬
‫إيضاح المحجة والسبيل )ص ‪ (36‬للشيخ العلمة إسففحاق بففن عبففد‬
‫الرحمن آل الشيخ‪.‬‬

‫)‪(12‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في معنى ل إله إل الّله وبيان‬
‫شروطها‬
‫‪ (1‬وكلمة الخلص ل إله إل اللففه قائمففة علففى ركنيففن‬
‫)النفي( و )الثبات(‪) ،‬فل إله( تنفي جميع اللهة الباطلففة و‬
‫)إل الله( تثبت اللوهية الحق لله سبحانه فمعناها لمعبففود‬
‫بحق إل الله وقد عب ّففر عنهففا الخليففل عليففه السففلم بففالنفي‬
‫والثبات كما حكى الله عنه أنففه قففال لقففومه‪} :‬إننففي بففراء‬
‫مما تعبدون إل الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمففة‬
‫باقية في عقبه لعلهم يرجعون{ والكلمة هي ل إله إل الله‬
‫بإجماع المفسرين‪.‬‬
‫‪ (2‬ومبنية على أصلين‪:‬‬
‫أ( الصدق‪.‬‬
‫ب( الخلص‪.‬‬
‫فبالصففدق بففراءة مففن النفففاق وبففالخلص بففراءة مففن‬
‫الشرك‪.‬‬
‫قال ابن القيم في نونيته‪:‬‬
‫ذلك‪(18‬الّتف فوحيد كالركنين‬
‫)‬
‫والصدق والخلص ركنا‬
‫للبنيان‬

‫‪ (17‬الدرر السنية )‪ ،(2/305،8/359‬تكفير المعيففن للشففيخ إسففحاق‬


‫بن عبد الرحمن آل الشيخ )ص ‪.(21‬‬
‫‪ (18‬راجع مجموعة التوحيد )‪.(1/168‬‬

‫)‪(13‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫‪ (3‬وهففذه الكلمففة العظيمففة لتنفففع قائلهففا إل بإجتمففاع‬


‫سبعة شروط إجماعًا‪.‬‬
‫دها أو حفظها فقط فكم مففن‬ ‫وليس المراد من ذلك ع ّ‬
‫ي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له اعددها لم يحسن‬ ‫عام ّ‬
‫ذلك وكم من حافظ للفاظها يجففري فيهففا كالسففهم وتففراه‬
‫يقع فيما يناقضها‪.‬‬
‫وقال الشفيخ العلمفة سفليمان بفن عبفدالله آل شفيخ‪:‬‬
‫‪ (19‬لمعناهففا‬
‫)أما النطق بها – ل إله إل الله – من غيففر معرفففة‬
‫ول عمل بمقتضاها فإن ذلك غير نافع بالجماع() ‪.‬‬
‫أ( الشششرط الول‪ :‬العلففم المنففافي للجهففل‪ ،‬لقففوله‬
‫تعالى‪} :‬فاعلم أنه ل إله إل الله واستغفر لذنبك{‪.‬‬
‫ولقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬من مات وهو يعلففم ل‬
‫إله إل الله دخل الجنة( رواه مسلم من حديث عثمففان بففن‬
‫عفان رضي الله عنه‪.‬‬
‫ب( اليقين المنافي للشك‪ ،‬لقففوله تعففالى‪} :‬إنمففا‬
‫المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا‬
‫بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللففه أولئك هففم الصففادقون{‬
‫ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ‪) :‬من لقيت وراء‬
‫هذا الحائط يشهد أن ل إلففه إل اللففه مسففتيقنا ً بهففا فبشففره‬
‫بالجنة( وفي رواية‪) :‬ل يلقى الله بهمففا – أي الشففهادتين –‬
‫عبد غير شاك فيها( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬
‫ج( الخلص المنششافي للشششرك‪ ،‬لقففوله تعففالى‪:‬‬
‫}فاعبد الله مخلصا ً له الدين{ وقوله‪} :‬والذين هم بربهففم‬
‫ليشركون{ ولقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬من قال ل إله‬
‫إل اللففه خالصففا ً مففن قلبففه – وفففي روايففة مخلصففًا( رواه‬
‫البخاري‪ .‬ولحديث )من لقى اللففه ليشففرك بففه شففيئا ً دخففل‬
‫الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا ً دخل النار( أخرجففه مسففلم‬
‫من رواية جابر رضي الله عنه‪.‬‬
‫هش( الصدق المنافي للكششذب‪ ،‬لقففوله تعففالى‪} :‬إذا‬
‫جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله واللففه يعلففم‬
‫إنك لرسففوله واللففه يشففهد إن المنففافقين لكففاذبون{ وفففي‬
‫الحديث‪) :‬ما من أحد يشهد أن ل إلففه إل اللففه وأن محمففدا ً‬
‫رسففول اللفه صفدقا ً مفن قلبففه إل حرمفه اللفه علفى النففار(‬
‫أخرجاه من حديث أنس رضي الله عنه‪.‬‬
‫و( القبول المنافي للرد‪ ،‬لقففوله تعففالى‪} :‬قولففوا‬
‫آمنا بالله وما أنزل إلينففا{‪ ،‬ولحففديث‪) :‬ليففدخل الجنففة مففن‬
‫كان في قلبه مثقال ذرة من كبر(‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪ (19‬تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص )‪.(70 - 64‬‬

‫)‪(14‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫ز( النقياد المنافي للترك‪ ،‬لقففوله تعففالى‪} :‬ومففا‬


‫ءاتاكم الرسول فخذوه ومففا نهففاكم عنففه فففانتهوا{ ولقففوله‬
‫ئ ففاجتنبوه‬‫صلى الله عليه وسلم‪) :‬ففإذا نهيتكفم عفن شفي ٍ‬
‫وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم( أخرجففه البخففاري‬
‫من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬
‫ح ‪ -‬المحبشششة المنافيشششة لضشششدها مشششن البغشششض‬
‫والكراهيششة لقففوله تعففالى‪} :‬قففل إن كنتففم تحبففون اللففه‬
‫فاتبعوني يحببكم الله{‪ ،‬وفي الحديث‪) :‬أوثق عرى اليمان‬
‫الحب في الله والبغض في الله( تقدم تخريجه في الفصل‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪ (4‬وبهذا يتبين قول أهل السففنة الجماعففة أن اليمففان‬
‫جَنان وعمل بالركان فمتى اختففل‬ ‫قول باللسان واعتقاد بال َ‬
‫قد َ ف َ َ‬
‫ق فد َ صففاحبه اليمففان لقففوله تعففالى‪:‬‬ ‫أحد هذه الثلثة وفُ ِ‬
‫‪(20‬دعا إلى الله وعمل صففالحا ً وقففال‬ ‫ممن‬‫)‬
‫}ومن أحسن قول ً‬
‫‪.‬‬ ‫إنني من المسلمين{‬

‫‪ (20‬راجع مجموعة التوحيد )‪ ،(1/113‬الدرر السنية )‪.(2/35‬‬

‫)‪(15‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في ذكر نواقض السلم وكفر‬
‫من فعل أحدها إل المكره‬
‫‪ (1‬فتعين معرفففة نففواقض السففلم لجتنابهففا والنفففرة‬
‫منهففا‪ ،‬قففال الشففيخ محمففد بففن عبففد الوهففاب‪)) :‬اعلففم أن‬
‫نواقض السلم عشرة‪:‬‬
‫الول‪ :‬الشرك في عبادة الله قال تعففالى‪} :‬إن اللففه‬
‫ليغفففر أن يشففرك بففه ويغفففر مففا دون ذلففك لمففن يشففاء{‬
‫وقوله‪} :‬إنه من يشرك بالله فقففد حففرم اللففه عليففه الجنففة‬
‫ومأواه النار وما للظالمين من أنصفار{‪ ،‬ومنفه الذبفح لغيففر‬
‫الله‪ ،‬كمن يذبح للجن أو للقبور‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬من جعففل بينففه وبيففن اللففه وسففائط يففدعوهم‬
‫ويسألهم الشفاعة‪ ،‬ويتوكل عليهم‪ ،‬فقد كفر إجماعًا‪.‬‬
‫فففر المشففركين‪ ،‬أو شففك فففي‬
‫الثششالث‪ :‬مففن لففم يك ّ‬
‫كفرهم‪ ،‬أو صحح مذهبهم كفر‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬من اعتقد أن غير هدى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أكمل من هديه‪ ،‬أو أن حكم غيره أحسن من حكمففه‬
‫كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه‪ ،‬فهو كافر‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬من أبغض شيئا ً مما جاء به الرسول صففلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬ولو عمل به كفر‪.‬‬
‫السششادس‪ :‬مففن اسففتهزأ بشففيء مففن ديففن الرسففول‬
‫أوثوابه أو عقففابه كففر والفدليل قففوله تعفالى‪} :‬قففل أبفالله‬
‫وآياته ورسوله كنتففم تسففتهزؤن لتعتففذروا قففد كفرتففم بعففد‬
‫إيمانكم{‪.‬‬
‫السابع‪ :‬السحر ومنه الصرف والعطف‪ ،‬فمففن فعلففه‬
‫أورضي به كفروالدليل قوله تعالى‪} :‬وما يعلمان من أحففدٍ‬
‫حتى يقول إنما نحن فتنة فل تكفر{‪.‬‬
‫الثششامن‪ :‬مظفففاهرة المشفففركين ومعفففاونتهم علفففى‬
‫المسلمين والدليل قوله تعالى‪} :‬ومن يتولهم منكففم فففإنه‬
‫منهم إن الله ليهدي القوم الظالمين{‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬من اعتقد أن بعففض النففاس يسففعه الخففروج‬
‫عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضففر‬
‫الخروج عن شريعة موسى عليه السلم فهو كافر‪.‬‬

‫)‪(16‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫العاشر‪ :‬العراض عن دين الله ليتعلمه وليعمل بففه‬


‫والدليل قوله تعالى‪} :‬ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربففه ثففم‬
‫أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون{‪.‬‬
‫ول فرق في جميع هذه النففواقض بيففن الهففازل والجففاد‬
‫والخائف إل المكره‪ ،‬وكلهففا مففن أعظففم مففا يكففون خطففرًا‪،‬‬
‫فذرها‪(21‬ويخففاف‬
‫)‬
‫وأكثر ما يكون وقوعا ً فينبغي للمسلم أن يحف‬
‫منها نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه(( ‪.‬‬
‫‪ (2‬وكل ما تقدم يفتح للمنصف معرفة أهميففة دراسففة‬
‫باب حكم المرتد ‪ -‬والحاجة إليه ‪ -‬الذي ذكره الفقهففاء مففن‬
‫كل مذهب حيث قالوا في تعريف المرتد‪ :‬هففو الففذي يكفففر‬
‫بعد إسلمه بقول أو فعل أو اعتقاد شففكا ً أو جهل ً أو تففأوي ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فلذا قيل يستتاب حتى يعلم أنففه نقففض إسففلمه وأتففى بمففا‬
‫يوجب ردته وكفرانه فإن تاب ترك وإل قتففل ولففم يسففتثنوا‬
‫فب لقففوله تعففالى‪} :‬إل مففن‬ ‫إل المكره بشرط طمأنينة القلف‬
‫ن باليمان{)‪.(22‬‬ ‫أكره وقلبه مطمئ ٌ‬
‫ويتحقق هذا كله في قوله تعففالى‪} :‬قففل هففذه سففبيلي‬
‫أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنففي وسففبحان اللففه‬
‫وما أنا من المشركين{ فيتبين فضل العلم وأهله وتأمل يا‬
‫محب قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد عشففرين‬
‫سنة من البعثة‪} :‬فاعلم أنه ل إله إل الله{‪.‬‬
‫‪ (3‬فبعففد بيففان العبففادة وأنواعهففا والتوحيففد وأقسففامه‬
‫والطاغوت وأفراده ووجوب اجتنابه فاعلم أن مففن صففرف‬
‫شيئا ً من العبادة لغير الله فقد آمن بالطاغوت وكفر بففالله‬
‫وإن ادعففى السففلم وعمففل بالركففان‪ .‬وذلففك لن قبففول‬
‫العمال موقف علففى شففرط صففحتها وهففو التوحيففد لقففوله‬
‫تعالى‪} :‬و من يكفففر باليمففان فقففد حبففط عملففه{‪ ،‬وقففوله‬
‫تعففالى‪} :‬لئن أشففركت ليحبطففن عملففك ولتكففونن مففن‬
‫الخاسففرين{ وقففوله تعففالى‪} :‬مثففل الففذين كفففروا بربهففم‬
‫أعمالهم كرماد ٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف ليقدرون‬
‫مما كسبوا على شيء{‪ .‬لنه لم يعلم معنى ل إله إل اللففه‬
‫ولم يحقق السلم الذي ليقبل اللففه مففن أحففد دينفا ً سففواه‬
‫قال تعالى‪} :‬ومن يبتِغ غير السلم دينا ً فلن يقبل منه وهو‬
‫في الخرة من الخاسرين{‪ ،‬وبعد هذا يتبين لكل مففن قففام‬
‫في قلبه حقيقة التوحيد واليمان غربة هذا الففدين وحقيقففة‬
‫دعوة المرسلين وبيان ملة أبينا إبراهيم عليه السلم الففتي‬
‫أوحينا‪(23‬إليك أن اتبع‬ ‫أمرنا باتباعها كما في قوله تعالى‪} :‬ثم‬
‫ملة إبراهيم حنيفا ً وما كان من المشركين{ ) ‪.‬‬

‫‪ (21‬مجموعة التوحيد )‪ ،(39-1/38‬الدررالسنية )‪.(2/360‬‬


‫‪ (22‬راجع النتصففار للشففيخ عبففدالله أبففا بطيففن‪ ،‬مجموعففة التوحيففد )‬
‫‪ ،(1/107/114‬الدررالسنية )‪.(10/88‬‬
‫‪ (23‬راجففع الدررالسففنية )‪،11/6‬فف ‪ ،(545‬مجموعففة التوحيففد )‪،170‬‬
‫‪ ،(171‬الدررالسنية )‪.(2/350‬‬

‫)‪(17‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في وجوب التفريق بين‬
‫المسائل الظاهرة والخفية‬
‫‪ (1‬وأما من جحد واجبا ً أو استحل محرما ً وكففان مثلففه‬
‫يجهله كحديث العهد بالسلم أو الناشيء في باديففة بعيففدة‬
‫فهذا معذور بجهله غير محكوم بكفففره ولكففن ُيع فّرف فففإن‬
‫خالف بعد قيام الحجة عليه كان مرتدا ً عن السلم‪.‬‬
‫وأمففا مففن كففان ناشففئا ً بيففن المسففلمين فففي القففرى‬
‫والمصار لم يعذر‪ ،‬ولم يقبل منففه ادعففاء الجهففل بالجمففاع‬
‫لن الشففرائع لتلففزم إل بعففد البلغ وتقففوم الحجففة فففي‬
‫الشرائع‪:‬‬
‫أ( بالتمكن من العلم‪.‬‬
‫ب( والقدرة على العمل)‪.(24‬‬
‫‪ (2‬وأمففا الجهففل ببعففض أسففماء اللففه وصفففاته ليكففون‬
‫صاحبه كافرا ً إذا كان مقرا ً بما جاء به الرسول صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم ولم يبلغه ما يوجب العلم بما جهله علفى وجفه‬
‫يقتضي كفره إذا لم يعلم كحديث الرجففل الففذي أمففر أهلففه‬
‫بتحريقه ولكن يقال مخطىء ضففال لففم تقففم عليففه الحجففة‬
‫ويقال من قال كذا فهو كافر ويطلق التكفير بالعموم وأمفا‬
‫التعيين فموقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع فففي‬
‫حق المعين‪.‬‬
‫إذا ً فل بد من التفريق ففي الحكفم علففى الجاهففل بيففن‬
‫المسائل الظاهرة الجلية وبيففن المسففائل الدقيقففة الخفيففة‬
‫التي قد يخفى دليلها على بعض الناس‪.‬‬
‫وفي ذلك قال شيخ السلم ابن تيمية‪)) :‬إذا كان فففي‬
‫المقالت الخفية فقد يقال إنه فيها مخطىء ضال لم تقففم‬
‫عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع فففي طففوائف‬
‫منهم في المور الظاهرة التي يعلم الخاصففة والعامففة مففن‬
‫المسلمين بل اليهفود والنصففارى والمشففركون يعلمففون أن‬
‫محمدا ً ُبعث بها وكفر من خالفهففا مثففل أمففره بعبففادة اللففه‬
‫وحده لشريك له ونهيففه عففن عبففادة أحففد سففوى اللففه مففن‬
‫الملئكففة والنففبيين وغيرهففم فففإن هففذا مففن أظهففر شففعائر‬
‫السلم ومثل معاداة اليهود والنصارى والمشففركين ومثففل‬
‫تحريم الفواحش والربا والخمففر والميسففر ونحففو ذلففك ثففم‬
‫‪ (24‬التبصير في معففالم الففدين لبففن جريففر )‪ ،112‬ف ‪ ،(113‬النتصففار‬
‫أبابطين )‪ ،(11،18‬والمغني لبن قدامففة )‪ ،(3/351‬الدررالسففنية )‬
‫‪ ،10/370،371‬ف ‪ ،355‬ف ‪ ،372‬ف ‪ ،432‬ف ‪ ،.(423‬ومجموع الفتففاوى )‬
‫‪.(2/54) ،(18/54) ،(4/252،259) ،(20،94/ 12) ،(28/50‬‬

‫)‪(18‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫‪(25‬فكففانوا‬
‫النفواع‬
‫)‬
‫تجد كثيرا ً من روؤسففائهم وقعففوا فففي هفذه‬
‫مرتدين وإن كانوا قد يتوبون من ذلك ويعودون(( ‪.‬‬

‫فصل‬
‫في ذكر موانع و شروط‬
‫تكفير أهل الهواء والبدع‬
‫‪ (25‬مجموع الفتاوى )‪ ،(54،7/538،12/491 /18‬منهاج التأسففيس‬
‫للشيخ عبففداللطيف آل شففيخ )‪ ،(217‬وفتففح الففبر )‪ ،(2/297‬الففدرر‬
‫السففنية )‪،(10/332،333،355‬ف )‪ ،(11/449‬إجمففاع السففنة جمففع‬
‫الزير )‪.(146‬‬

‫)‪(19‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫‪ (1‬شروط تكفير أهل الهواء والبدع‪:‬‬


‫أ( قيام الحجة‪.‬‬
‫ب( و إزالة الشبهة‪.‬‬
‫‪‬موانع تكفير أهل الهواء والبدع‪:‬‬
‫‪‬عدم بلوغ النصوص الموجبة لمعرفة الحق‪.‬‬
‫‪‬أو بلغته و لم تثبت عنده‪.‬‬
‫‪‬أو ثبتت عنده ولكن عارضها معارض أوجب لففه‬
‫تأويلها‪.‬‬
‫‪‬أوثبتت ولم يتمكن من فهمها‪.‬‬
‫‪‬أو عرضت له شبهة يعذره الله بها‪.‬‬
‫‪‬أوكان مجتهدا ً مع حسن النية والقصد‪.‬‬
‫‪‬أو مقلدا ً مع الحرص على معرفة الحق‪.‬‬
‫والضلل يكففون بسففبب التقصففير فففي طلففب الحففق أو‬
‫القصور في فهمه أوكليهما‪.‬‬
‫فمن كان مجتهدا ً في طلففب الحففق فأخطففأ فففإن اللففه‬
‫يغفرلففه خطففأه سففواًء فففي المسففائل العلميففة النظريففة أو‬
‫العملية بالجماع‪.‬‬
‫أما من عصففى مففوله واتبففع هففواه وقصففر فففي طلففب‬
‫مذنب ثم قد يلحقه الوعيففد‬ ‫ص‬
‫من ٍ‬‫الحق وتكلم بل علم فهو عا‬
‫ذلك)‪.(26‬‬ ‫وقد ليلحقه لموانع تمنع‬

‫‪ (26‬مجمففوع الفتففاوى )‪ ،180/ 12‬ف ‪،(497،500‬ف )‪،(217 / 19‬ف )‬


‫‪ ،(25 /20) ،(12/494‬التمهيد لبن عبدالبر )‪.(145 / 9‬‬

‫)‪(20‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في ذكر موانع لحوق الوعيد‬
‫ضففلل‬
‫موانففع لحففوق الوعيففد للعصففاة المففذنبين وال ُ‬
‫المبتدعين‪:‬‬
‫أ( التوبة الصادقة‪.‬‬
‫ب( و الحسنات ماحية أو راجحة‪.‬‬
‫ج( أو المصائب المكفرة‪.‬‬
‫د( أوشفاعة شفيع مطاع‪.‬‬
‫هف( أو برحمة أرحم الراحمين‪.‬‬
‫إلى غير ذلك مما هو داخل في معناهفا ومفتى عفدمت‬
‫‪27‬ف(فدم إل‬
‫هذا الموانع لحق الوعيد بالعصففاة والمبتففدعين ولتع‬
‫في حق من شرد على ربه شراد البعير على أهله) ‪.‬‬

‫فصل‬
‫في ذكر شروط قيام الحجة‬
‫وبيان معناها‬
‫‪ (27‬مجمففوع الفتففاوى )‪،(12/180‬ف )‪ ،(20/254‬القواعففد والفففوائد‬
‫الصولية لبن اللحام ص )‪.(5 3 ،52‬‬

‫)‪(21‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫‪ (1‬فإن حجة الله قامت على العباد بشيئين)‪:(28‬‬


‫أ( بلوغ القرآن ومجئ الرسول‪.‬‬
‫ب( و التمكن من الوصول إليهما‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪} :‬لنذركم به ومففن بلففغ{‪ ،‬وقففوله‪} :‬ومففا‬
‫ل{ وقفوله‪} :‬رسفل ً مبشفرين‬ ‫كنا معذبين حتى نبعفث رسفو ً‬
‫ومنذرين لئل يكون للناس على اللففه حجففة بعففد الرسففل{‪،‬‬
‫ولقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬لأحد أحب إليه العفذر مفن‬
‫اللففه فلففذلك أرسففل المبشففرين والمنففذرين( أخرجففاه مففن‬
‫حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنففه وقففوله‪) :‬ليسففمع‬
‫بي من هذه المة يهودي ولنصراني ثم يموت ولففم يففؤمن‬
‫بالذي أرسلت به إل كان من أهل النففار( رواه مسففلم مففن‬
‫حديث أبي هريرة رضي الله عنفه وعلفى ذلفك أجمففع أهفل‬
‫السنة فإن الله أرسل الرسل ليذكروا الناس بالعهد الففذي‬
‫أخذ عليهم كما في قوله تعالى‪} :‬وإذ أخففذ ربففك مففن بنففي‬
‫ت‬‫ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألسفف ُ‬
‫بربكم قالوا بلى شهدنا * أن تقولوا يوم القيامة إنا كنففاعن‬
‫هذا غافلين }أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية‬
‫من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون{ فلذا أشارسبحانه‬
‫وتعالى إلى إرسال الرسل بقوله‪} :‬وكذلك نفصففل اليففات‬
‫ولعلهففم يرجعففون{‪ ،‬والتفصففيل ل يكففون إل عففن طريففق‬
‫الرسل وليرجففع النففاس إلففى مففا فطففروا عليففه وأقففروا بففه‬
‫مسبقا ً قال تعالى‪} :‬فأقم وجهك للدين حنيفا ً فطففرة اللففه‬
‫التي فطر الناس عليها لتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم‬
‫ولكففن أكثرالنففاس ليعلمففون{‪ ،‬ولحففديث‪) :‬مففامن مولففود‬
‫إليولفففد علفففى الفطفففرة ففففأبواه يهفففودانه أو ينصفففرانه أو‬
‫يمجسانه أو يشركانه‪ (...‬أخرجهما مسلم‪.‬‬
‫اذا ً فمن بلغه القرآن أو سمع بالرسففول وكففان مكلف فا ً‬
‫متمكنا ً من العلم )‪ (29‬أي بالغفا ً عففاقل ً قففادرا ً علففى السففؤال‬
‫وسماع الجواب وليحتاج إلى ترجمان كالعجمي أوالصففم‬
‫البكم الذي ليهتدي إلى معرفففة الحففق فقففد قففامت عليففه‬
‫الحجة قففال تعففالى‪} :‬ومففا أرسففلنا مففن رسففول إل بلسففان‬
‫قومه ليبين لهم فيضل اللففه مففن يشففاء ويهففدي مففن يشففاء‬
‫وهو العزيز الحكيم{ وقوله‪} :‬فلله الحجة البالغة فلو شففاء‬
‫لهداكم أجمعين{‪.‬‬
‫))نعم )‪ (30‬لبد في هذا المقام مففن تفصففيل يففزول بففه‬
‫الشكال وهو الفرق بين مقلد تمكففن مففن العلففم ومعرفففة‬
‫‪ (28‬الفتاوى )‪ ،(28/125 - 16/166‬الرد على المنطقيين )ص ‪،(99‬‬
‫الدرر السنية )‪ ،(11/72‬راجع تفسير ابن جرير‪ ,‬ابن كثير آيففة )‪(19‬‬
‫النعام )‪ (15‬السراء‪ ،‬راجففع تفسففير ابففن كففثير آيففة )‪،72‬ف ‪(73،74‬‬
‫العراف‪.‬‬
‫‪ (29‬طريق الهجرتين )الطبقة السففابعة عشففرة(‪ ،‬مففدراج السففالكين‬
‫)فصففل السففماع(‪) ،‬فصففل العلففم(‪ ،.‬منهففاج التأسففيس ص )‪- 99‬‬
‫‪،(223‬كشف الشبهتين للعلمة سليمان بن سحمان ص )‪.(91‬‬
‫‪ (30‬طريق الهجرتين الطبقة السابعة عشرة‪.‬‬

‫)‪(22‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫الحق فففأعرض عنففه‪ ،‬ومقلففد لففم يتمكففن مففن ذلففك بففوجه‪،‬‬


‫والقسمان‪ :‬واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط‬
‫تارك للففواجب عليففه لعففذرله عنففد اللففه وأمففا العففاجز عففن‬
‫السؤال والعلم الذي ليتمكن من العلم بوجه فهم قسمان‬
‫أيضًا؛‬
‫أحدهما‪ :‬مريد للهدى مؤثرله محب له غير قادر عليه‬
‫ولعلى طلبه لعدم مففن يرشففده‪ ،‬فهففذا حكمففه حكففم أهففل‬
‫الفترات ومن لم تبلغه الدعوة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬معرض لإرادة له‪ ،‬وليحدث نفسففه بغيففر مففا‬
‫هو عليه‪.‬‬
‫فالول‪ :‬يقول يارب لو أعلم لفك دينفا ً خيففرا ً ممفا أنففا‬
‫عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن ل أعرف سوى مففا‬
‫أنففا عليففه ولأقففدر علففى غيففره فهففو غايففة جهففدي ونهايففة‬
‫معرفتي‪.‬‬
‫ض بما هو عليه ل يففؤثر غيففره ول تطلففب‬ ‫والثاني‪ :‬را‬
‫ول ٍ‬
‫فففرق عنففده بيففن حففال عجففزه وقففدرته‬ ‫نفسففه سففواه‬
‫وكلهما عاجز وهذا ليجب أن يلحق بالول لما بينهمففا مففن‬
‫الفرق‪.‬‬
‫فالول‪ :‬كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفففر بففه‬
‫فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا ً وجه ً‬
‫ل‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬كمن لم يطلبه بل مات علىشركه وإن كان‬
‫لعجففز عنففه ففففرق بيففن عجففز الطففالب وعجففز‬ ‫لففوطلبه‬
‫المعرض(()‪.(31‬‬

‫فصل‬
‫السم والحكم يفترقان قبل‬
‫قيام الحجة ويجتمعان بعدها‬
‫‪ (1‬قد فرق الله بين ما قبل الرسففالة ومففا بعففدها فففي‬
‫أسماء وجمع بينهما في أسماء و أحكام فعدم قيام الحجففة‬
‫ليغير السماء الشرعية مما سماه الشارع شففركا ً أوكفففرا ً‬
‫أو فسقا ً وإن لفم يعفاقب فففاعله إذا لففم تقففم عليففه الحجفة‬
‫‪ (31‬منهاج التأسيس للعلمة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ )‬
‫‪،.(316‬مجموع الفتاوى )‪.(38-37/ 20) ،(227-35/226‬‬

‫)‪(23‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫وتبلغه الدعوة فاسم المشففرك ثبففت قبففل مجففئ الرسففول‬


‫لنه يشرك بربه ويعدل به غيره وكففل حكففم علففق بأسففماء‬
‫ر‬
‫وتهففود ٍ وتنصف ٍ‬ ‫ق وردةٍ‬‫ن وكففرٍ نفففا ٍ‬
‫الدين من إسلم ٍ وإيمففا ٍ‬
‫ة لذلك‪.‬‬‫اتصف بالصفات الموجب ُ‬ ‫إنما يثبت لمن‬
‫أ( السم‪ :‬كالمسلم والكافر والمشففرك‪ ...‬الففخ‪ ،‬قففال‬
‫تعالى‪} :‬اذهب إلى فرعون إنه طغى{ فسماه طاغيا ً قبففل‬
‫ذهاب موسى عليه السلم إليفه‪ ،‬وقفال تعفالى مخفبرا ً عفن‬
‫بلقيس وقومهففا قبففل مجففئ كتففاب سففليمان عليففه السففلم‬
‫كافرين{ فسماهم كافرين بما‬ ‫من قوم ٍ‬ ‫إليهم‪} :‬إنها كانت‬
‫والشرك‪(32) .‬‬ ‫حدث منهم من الكفر‬
‫ب( والحكم؛ هففو مففايترتب علففى تلففك السففماء مففن‬
‫الحكام وجودا ً وعدمًا‪.‬‬
‫والحكام تنقسم إلى‪:‬‬
‫أحكششام ٍ فششي الششدنيا‪ :‬كاسففتباحة الففدماء والمففوال‬
‫والعراض والموالة والمعاداة‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وأحكام ٍ في الخرة‪ :‬كالثواب والعقاب قففال تعففالى‬
‫عن فرعون بعد تكففذيبه لموسففى عليففه السففلم‪} :‬فعصففى‬
‫ل{‪ ،‬وأيض فا ً قففال تعففالى‬ ‫فرعون الرسول فأخذناه أخففذا ً وبي ً‬
‫م بعقففاب بلقيففس‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫فه‬‫حكاية عن سليمان عليففه السففلم أنف‬
‫وقومها ولم يعذرهم في عدم اليمان بعففد وصففول الكتففاب‬
‫إليهم فقال‪} :‬فلنأتيّنهم بجنود ٍ لقبففل لهففم بهففا ولنخرجّنهففم‬
‫منها أذلففة وهففم صففاغرون{ فتففبين أن مففن فعففل الشففرك‬
‫ُيسمى مشركا ً لنففه حففدث منففه ذلففك فل يمكفن نفيففه عنفه‬
‫بحال وليقتضي ذلك عقابه لن الشرك والكفر هي أسماء‬
‫ذم الفعال إذا ً لتلزم بينهففا وبيففن العقففاب عليهففا وإن قففام‬
‫المقتضي لذلك ووجد سببه لوجود المانع وهففو عففدم قيففام‬
‫الحجة وبلوغ الرسالة التي تكففون المؤاخففذة بعففدها ففففرق‬
‫بين الكفر الغير معذب عليه الذي يكون قبل قيففام الحجففة‬
‫ل عظيففم يجففب‬ ‫عليففه‪(33‬بعففدها وهففذا أص ف ٌ‬ ‫والكفففر المعففذب‬
‫التفطن له والعتناء به) ‪.‬‬

‫‪ (32‬راجفففع مجمفففوع الفتفففاوى )‪ ،(20/37،38‬ف )‪ ،(12/496‬شفففرح‬


‫الواسطية عند قول الشيخ‪) :‬أسماء الدين(‪.‬‬
‫‪ (33‬راجع مجمففوع الفتففاوى )‪،(20/37‬ف )‪ ،(2/78‬تفسففير ابففن جريففر‬
‫سورة النمل آية )‪ ،(43‬درء تعارض العقل والنقففل )‪،(492-8/490‬‬
‫بدائع التفسيرلبن القيم )‪.(2/184‬‬

‫)‪(24‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في بيان حكم دماء الكفار‬
‫وذكر شروط الجهاد‬
‫م الدمي معصوم وكان دم الكافر‬ ‫‪ (1‬فإن الصل أن د ّ‬
‫في أول السففلم معصففوما ً بالعصففمة الصففلية وبمنففع اللففه‬
‫المؤمنين من قتله قال تعالى‪} :‬ألم تر إلى الذين قيل لهم‬
‫كفوا أيديكم{‪.‬‬
‫ؤمر بالقتففل بعففد(‬ ‫ولقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬لم أ ُ ْ‬
‫وكدم القبطي الذي قتله موسى عليه السففلم ودم الكفففار‬
‫الذين لففم تبلغهففم الففدعوة فففي زماننففا فففإن موسففى عليففه‬
‫السلم عد ّ ذلك ذنبا ً في الدنيا والخرة ولن بلففوغ الففدعوة‬
‫استتابة عامة من كل كفففر‪ ،‬وإنففا ل نجيففز قتففل كففافر حففتى‬
‫نستتيبه فإن قتل من لففم تبلغففه الففدعوة غيففر جففائز لقففوله‬
‫تعففالى‪} :‬قففل للففذين كفففروا إن ينتهففوا يغفففر لهففم مففا قففد‬
‫سلف{ وهذا معنى الستتابة‪.‬‬

‫)‪(25‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فإن جهاد الكفار يجب أن يكون مسففبوقا ً بففدعوتهم إ ِذ ْ‬


‫لعذاب إل على من بلغته الرسالة لحديث بريففدة الطويففل‬
‫الذي أخرجه مسلم بعدما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫المر بغزو الكفار فقال‪) :‬فإذا لقيت عدوك من المشركين‬
‫فادعهم إلى ثلث خصال ‪ -‬إلى أن قففال ‪ -‬ثففم ادعهففم إلففى‬
‫السلم( ونحن إذا لقينا عففدونا دعونففاه إلففى السففلم فففإن‬
‫أبى فالجزية فإن أبى استعنا بالله وقاتلنففاه لحففديث بريففدة‬
‫المتقدم‪.‬‬
‫وأما إذا إستفاضت الدعوة وعلم بها القاصي والففداني‬
‫وتحققنا ذلك أخففذناهم علففى كففل حففال فقففد‪) :‬أغففار النففبي‬
‫صلى الله عليه وسلم علففى بنففي المصففطلق وهففم غففاّرون‬
‫فقتل مقاتلتهم‪ ،‬وسففبى نسففاءهم وذراريهففم( أخرجففاه مففن‬
‫حديث ابن عمر‪.‬‬
‫وهذا ليكففون إل بعففد المفاصففلة التامففة بيففن الحزبيففن‬
‫والتميففز بيففن الففدارين دار الكفففر ودار السففلم وإل امتنففع‬
‫قتالهم لقوله تعالى‪} :‬إن الذين ءامنففوا وهففاجروا وجاهففدوا‬
‫في سبيل الله‪.{...‬‬
‫وقال ابن القيم فففي الففزاد أثنففاء كلمففه علففى مراتففب‬
‫الجهففاد‪) :‬ليتففم الجهففاد إل بففالهجرة ولالجهففاد والهجففرة إل‬
‫باليمان( وأما اشتراط المفاصلة فلمنع الله المؤمنين مففن‬
‫ن ثمة مانعٌ يمنففع مفن القتففال وهففو وجففود‬ ‫قتال أهل مكة ل ّ‬
‫رجففال ونسففاء مففن أهففل اليمففان بيففن أظهففر المشففركين‬
‫وليسوا متميزين بمحلففة أو مكففان ليمكففن أن ينففالهم أذى‪،‬‬
‫فلذا قال تعالى‪} :‬ولول رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لففم‬
‫تعلموهم أن تطؤوهم فتصففيبكم منهففم معففرة بغيففر علففم ‪-‬‬
‫إلى أن قال ‪ -‬لو تزيلفوا لعففذبنا الففذين كفففروا منهففم عففذابا ً‬
‫أليمففًا{ فعلففل بعففدم التزايففل الففذي هففو معنففى التميففز‬
‫والمفاصلة فتنبه لهذا الصل فقد ضل بسبب عدم اعتباره‬
‫خلق كثير في مسألة قتال الكفار وجهادهم‪.‬‬
‫وأيضا ً قوله تعالى‪} :‬والذين آمنففوا مففن بعففد وهففاجروا‬
‫وجاهدوا معكم فأولئك منكم{ فبين أن من آمن لم يمكنففه‬
‫الجهاد إل بعد الهجرة وأيض فا ً تنبففه لقففوله }معكففم{ بعففدما‬
‫هاجر فرتب الله الجهاد على الهجرة ترتيبا ً محكمففا ً وأيضففا ً‬
‫قففوله تعففالى‪} :‬يففوم التقففى الجمعففان{ وقففوله‪} :‬إذ أنتففم‬
‫بالعدوة الدنيا وهم بالعففدوة القصففوى{ واليففات فففي ذلففك‬
‫أن‪(34‬تحصر وأشهر من أن تذكر وهي واضحة لمففن‬ ‫أكثر من‬
‫تأملها جدا ً) ‪.‬‬

‫‪ (34‬الصففارم المسففلول )‪ ،(104‬والصفففدية )‪ ،(323-317‬الصففارم‬


‫المسلول )‪ ،.(3،223،325 21‬راجع شرح )باب ما جاء في‪:‬الدعاء‬
‫إلى شهادة أن ل إله إل الله( من كتاب التوحيد‪ ،‬مجموع الفتففاوى )‬
‫‪،9/280،245‬فف ‪،252‬فف ‪ ،(253‬زاد المعففاد لبففن القيففم )‪،3/50،71‬‬
‫‪ ،(3/11 - 160 ،108‬الدرر السنية )‪.(253/ 9 - 241 ،240 /8‬‬

‫)‪(26‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في بيان أقسام الدور وأحكام‬
‫أهلها‬
‫إذا ً فالدار تنقسم إلى دارين لثالث لهما‪:‬‬
‫أ( دار كفششر‪ :‬كحففال مكففة قبففل البعثففة وبعففدها قففال‬
‫تعالى‪} :‬القرية الظالم أهلها{وقوله تعالى}‪ :‬سففأريكم دار‬
‫الفاسقين{‬
‫ب( ودار السششلم‪ :‬كالمدينففة بعففد الهجففرة فففإن‬
‫الهجرة كانت واجبففة مففن مكففة إلففى المدينففة قففال تعففالى‪:‬‬
‫}والذين تبؤوا الدار واليمان من قبلهم يحبففون مففن هففاجر‬
‫إليهم{حتى فتحت مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)لهجرة بعد الفتففح( متفففق عليففه مففن حففديث ابففن عبففاس‬
‫رضي الله عنهما‪.‬‬
‫فدار السلم هي التي تعلوها أحكام السلم وإن كان‬
‫جمهور أهلها كفارا ً كحال المدينة فففي أول المففر قبففل نبففذ‬
‫العهففود وإجلء اليهففود‪ ،‬وكففذا اليمففن ونجففران والبحريففن‬
‫والشام في زمن عمر رضي الله عنه‪.‬‬
‫ودار الكفر هي الففتي تعلوهففا أحكففام الكفففار وإن كففان‬
‫جمهور أهلها مسلمين كدار العبيففديين الففذين ملكففوا مصففر‬
‫والشام والمغرب‪.‬‬

‫)‪(27‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فمتى كانت الشففوكة للكفففار جففرت أحكففامهم وعلففت‬


‫ومتى كانت الشففوكة للمسففلمين علففت أحكففامهم لمحالففة‬
‫فالحكم للغالب ل المغلففوب وأحففوال البلد كففأحوال العبففاد‬
‫تارة مؤمنة وتارة كافرة وذلك لن صفففتها عارضففة ليسففت‬
‫لزمة‪ .‬والحكم يدور مع علته وجودا ً وعدمًا‪.‬‬
‫وأما إذا طرأ على الولة الكفر وهم مع ذلك ل يجرون‬
‫أحكففام الكفففر فففي البلد ول يمنعففون مففن إظهففار شففعائر‬
‫السلم ولهل الدين حوزة واجتماع على الحففق وهففم فففي‬
‫ذلك مظهرون لدينهم ول أحد يمنعهم من ذلك فالبلد حينئذٍ‬
‫بلد إسلم لعدم إجراء أحكام الكفر عليها ولكن يجب إزالة‬
‫هففذا الحففاكم المرتففد وتنصففيب غيففره إن أمكففن ذلففك بل‬
‫مفسدة وفتنة‪.‬‬
‫‪ (2‬وتنقسففم دار الكفففر إلففى‪ :‬كفففار حربيففن أو كفففار‬
‫معاهدين‪.‬‬
‫فالحربيون‪ :‬كأهل مكة قبل صلح الحديبية‪.‬‬
‫والمعاهدون‪ :‬كأهل مكة بعد الصلح‪.‬‬
‫وأما أهل الذمششة؛ فففدارهم دار إسففلم لنهففم تحففت‬
‫حكم المسلمين وبذمتهم آمنين فقد أخذ النبي صففلى اللففه‬
‫عليه وسلم الجزيففة مففن اليهففود والنصففارى لقففوله تعففالى‪:‬‬
‫}حتى يعطوا الجزية عن يد ٍ وهم صاغرون{‪ ،‬وأخذها )مففن‬
‫البخاري من حديث عبففدالرحمن بففن‬ ‫مجوس هجر( أخرجه‬
‫عوف رضي الله عنه)‪.(35‬‬

‫‪ (35‬الدرر السنية )‪،491 ,263 -261،/8) ،(428 ,248،257 /9‬‬


‫‪ ،(497‬وإجماع أهل السنة والجماعففة جمففع الزيففر )‪ ،(93‬ومجمففوع‬
‫الفتففاوى )‪،(284 -18/281‬ف )‪،27/45،53‬فف ‪،(143‬ف )‪،(35/139‬‬
‫أحكام أهففل الذمففة لبففن القيففم )ج‪ (269/‬وراجففع تفسففير السففعدي‬
‫سورة الحشر آية )‪ ،(9‬وزاد العاد )‪.(3/108‬‬

‫)‪(28‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫فصل‬
‫في وجوب الهجرة وبيان‬
‫أحكامها‬
‫فإن وجدت الداران كانت الهجرة واجبة من دار الكفر‬
‫إلى دار السلم ))والهجرة في اللغففة‪ :‬النتقففال مففن أرض‬
‫إلففى أرض وفففي الشففرع النتقففال مففن مواضففع الشففرك‬
‫والمعاصي إلى بلد السلم والطاعففة فكففل موضففع ليقففدر‬
‫النسان فيه على إظهففار دينففه يجففب عليففه أن يهففاجر إلففى‬
‫موضٍع يقدر فيه على إظهار دينه(( قففاله الشففيخ سففعد بففن‬
‫عتيق‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪} :‬قل إن كان أبففاؤكم وأبنففاؤكم ‪ -‬إلففى‬
‫قوله تعالى ‪ -‬أحففب إليكففم مففن اللففه ورسففوله وجهففاد فففي‬
‫سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره واللففه ليهففدي القففوم‬
‫الفاسففقين{ ولقفوله تعففالى‪} :‬إن الففذين توفففاهم الملئكففة‬
‫ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضفعفين فففي‬
‫الرض قففالوا ألففم تكففن أرض اللففه واسففعة فتهففاجروا فيهففا‬
‫فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا{ ولقففوله صففلى اللففه‬
‫عليففه وسففلم‪) :‬أنففا بريففء مففن مسففلم يقيففم بيففن ظهرانففي‬
‫المشركين(‪ ،‬وفي حديث‪) :‬لتتراءى ناراهما(‪ ،‬وفي حففديث‬
‫آخر )من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله( وكلها فففي‬
‫ب‬‫السنن فمن تركها – الهجرة ‪ -‬وهو قادر عليها فهو مرتك ُ‬
‫حرامففا ً بالجمففاع ومففتى تمكففن المففرء مففن إظهففار دينففه‬
‫أستحبت له لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث بريففدة‬
‫الطويفففل‪) :‬أؤمرهفففم أن يتحولفففوا مفففن دارهفففم إلفففى دار‬
‫المهففاجرين فففإن أبففو فففأخبرهم أنهففم يكونففون كففأعراب‬
‫المسلمين( رواه مسلم‪.‬‬
‫وأما المستضعفون وهم الذين ليتمكنففون مففن إظهففار‬
‫دينهففم لضففعفهم وعففدم المن ََعففة ول يسففتطيعون الهجففرة‬
‫لعجزهم وعدم قدرتهم عليها فقد استثناهم الله في قففوله‬
‫تعالى‪} :‬إل المستضعفين مففن الرجففال والنسففاء والولففدان‬
‫ليستطيعون حيلة وليهتدون سبيل{‪ ,‬وفففي اليففة الخففرى‪:‬‬
‫}ومففالكم لتقففاتلون فففي سففبيل اللففه والمستضففعفين مفن‬
‫الرجال والنساء والولدان الذين يقولففون ربنففآ أخرجنففا مففن‬
‫هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولي فا ً واجعففل‬
‫لنا من لدنك نصرًا{ فهم ليسففتطيعون النهففوض والخففروج‬

‫)‪(29‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫إنجاح حاجة‬
‫السائل‬

‫ولو استطاعوا لم يهتففدوا إلففى ذلففك سففبيل وهففم مففع ذلففك‬


‫يدعون ربهم أن يخرجهم مفن دار الكففر إلفى دار السفلم‬
‫وأن يؤيدهم بالنصار والولياء الذين يستنقذونهم من أيدي‬
‫الكفار‪.‬‬
‫وإذا ظهفرت البفدع وانتشفر الفسفق ففي دار السفلم‬
‫شرعت الهجرة إلى دار السففنة واليمففان فففإن عففدمت دار‬
‫السلم وجبت الهجرة إلى أخف الضررين من أجل إقامففة‬
‫الدين والقيام به كأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه‬
‫بالهجرة إلففى أرض الحبشففة وهففي دار النصففارى فففي ذلففك‬
‫الوقت وقال إن فيهففا ملك فا ً ليظلففم عنففده أحففد وقففد قففال‬
‫عبادي الففذين ءامنففوا إن أرضففي واسففعة فإيففاى‬ ‫تعالى‪} :‬يا‬
‫فاعبدون{)‪.(36‬‬
‫هذا وقد تم المقصود مما أردناه‪.‬‬
‫وصففلى اللففه علففى محمفد ٍ وعلففى آلففه وصففحبه وسففلم‬
‫تسليما كثيرًا‪.‬‬
‫تم الفراغ منها‬
‫في‬
‫‪1422 /4 / 24‬‬
‫الحساء ‪ /‬الهفوف‬

‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫* * *‬
‫‪sw.dehwat.www//:ptth‬‬
‫‪moc.esedqamla.www//:ptth‬‬
‫‪ofni.hannusla.www//:ptth‬‬
‫‪moc.adataq-uba.www//:ptth‬‬

‫‪ (36‬الدرر السنية )‪ ،(10/140 - 8/496‬مجموعة التوحيد )‪،(1/371‬‬


‫تفسير ابن جرير آية )‪،23‬ف ‪ (24‬من سففورة التوبففة‪ ،‬آيففة )‪ (97‬مففن‬
‫سورة النساء‪ ،‬تفسير ابن كثير‪ ،‬الدررالسففنية )‪429 ,8/290،428‬‬
‫‪ ،.(9/258 -‬مجموعة التوحيد )‪1/366‬إلى ‪ ،(375‬مجموع الفتاوى‬
‫)‪ ،(28/291‬الدررالسففنية )‪ ،.(9/258 - 8/457،291‬تفسفير ابفن‬
‫جرير آية )‪ (56‬من سورة العنكبوت‪،‬تفسير السعدي‪ ،‬ابن كثير‪.‬‬

‫)‪(30‬‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬

You might also like