Professional Documents
Culture Documents
الحمدلله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومممن
واله
س طي َ ْ ي عَمد ُّوا َ جعَل ْن َمما ل ِك ُم ّ يقول الله تعالى ) :وَك َذ َل ِ َ
ن ال ِن ْم ِ شمَيا ِ ل ن َب ِم ّ ك َ
ماك َ شاءَ َرب ّ َ ل غُُروًرا وَل َوْ َ ف ال َْقوْ ِ خُر َ ض ُز ْ ٍ م إ َِلى ب َعْ ضه ُ ْ
حي ب َعْ ُ ن ُيو ِ ج َّوال ْ ِ
َ
ن ن َل ي ُؤْ ِ
من ُممو َ صمَغى إ ِل َي ْمهِ أفْئ ِد َةُ ال ّم ِ
ذي َ ن * وَل ِت َ ْ ممما ي َْفت َمُرو َ م وَ َفَعَُلوهُ فَذ َْرهُ ْ
ن(مْقت َرُِفو َ م ُ ما هُ ْ ضوْهُ وَل ِي َْقت َرُِفوا َ ِباْل ِ
خَرةِ وَل ِي َْر َ
وبعد ..
فل تزال رحى الحرب دائرة بين عساكر التوحيد وعساكر التنديد في
كل زمان ،وبإزائها حرب أخرى بين أنصار هؤلء وأنصممار هممؤلء مممن
عساكر السنة وخصومهم من عساكر التجهم والرجمماء ،يرفممع أهممل
السممنة فممي هممذه الحممرب رايممة التوحيممد والجهمماد ويجاهممدون دونهمما
بألسممنتهم وأنفسممهم ودمممائهم ،ويبممذلون لهمما مهجهممم وأرواحهممم
وأعمارهم ،فيما ينصر أعداؤهم رايات التنديد ويجادلون عممن رايممات
التجهم والرجاء ،يبذلون لها أوقاتهم وأموالهم بل ودينهم ،وتشممهد
هذه الحممرب سمماحات المموغى الممتي يضممم ثراهمما هامممات المجاهممدين
وأشلء البطممال ..كمما تشممهدها سمماحات تعممذيب الممدعاة الصمادقين
وحبال المشانق وزنازن السجون التي يزج فيها بالعلماء الربانيين..
وفي غمممار هممذه الحممرب يجتهممد أهممل البممدع ويتسممابقون فممي ترقيممع
بدعهم والجدال عممن بمماطلهم ويسممعون دوممما فممي زخرفتممه وتلميعممه
ليغممروا بممه مممن تصممغى أفئدتهممم إليممه وليرضمموه وليقممترفوا ممما هممم
مقترفون..
خر اللممه لممرد شممبهاتهم ودحممر بمماطلهم وكشممف زيمموفهم ؛ مممن فيس م ّ
يصطفيه سبحانه وتعالى ويسممتعمله فممي ذلممك ،فينفممون عممن الحممق
تحريف المحرفين ،وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين..
وما عبد العزيممز الريممس إل نسممخة مممن هممؤلء المبطليممن المحرفيممن
الجاهلين ،الذين يجاهدون تحت رايممات التجهممم والرجمماء ويناضمملون
فممي الممترقيع لطممواغيت الشممرك وحكومممات التنديممد ،وهممو نسممخة
مستنسخة متزندقة عن الحلبي الفاك عندنا ،وحبيبه الذي يثني عليه
ويعزو إلى كتاباته وسخافاته ..
وصدق عطاء بن أبي رباح في قوله ) :الساقط يوالي من يشاء ( !
)(5 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
وفممي أزمنممة تعطيممل الشممريعة وعممزل أحكممام اللممه وتحكيممم أحكممام
الطواغيت تجد في كل بلد ،حلبّيا ورّيسا ،كما تجد بفضممل اللمه فممي
كل بلد من جند الحق من يتصدى لباطل هؤلء ويدحر شبهاتهم ..
والله يخذل ناصر الطغيان والله ينصر من يقوم بنصره
والحقيقة إن عبد العزيز الريس وعلي الحلبي وأضممرابهم قممد غممالوا
في التجهم والرجاء ،وبالغوا في النضال لرفع رايته ؛ حتى تكشممفت
عوراتهم وظهر باطلهم ولم يعد يخفى حممتى علممى كممثير مممن أدعيمماء
السلفية ومرجئة العصر ،فكتب بعض هممؤلء مممما تجممده مبثوثمما فممي
منتدياتهم في الرد على بعض أباطيممل القمموم ،بحسممب مبلممغ أولئك
الّرادين مممن العلممم والفهممم ،وبحسممب ممما تجممرأت عليممه نفوسممهم ،
توتركوا عظائم المور وخطيرها الذي ُيغضمب التصمدي لمه طمواغي َ
الكفممر ؛ تركوهمما لمممن يسممابق فممي مرضمماة ربممه ول يبممالي بإسممخاط
السلطين ..
وأخونا الفاضل أبي المنذر الحربممي كمما نحسممبه واللمه حسمميبه مممن
هؤلء البطال الممذين تصممدوا لباطممل هممذا الريممس وزخرفممه ،فممدحر
شبهاته وفّندها وكشف زيوفها ولم تأخذه في الله لومة لئم ..
مستحضرا حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنممه ) بايعنمما رسممول
الله صلى الله عليه وسلم على السمع و الطاعة في العسر والُيسمر
ف فممي والمنشط والمكره ....إلى قمموله ..وأن نقممول الح مقّ ل نخمما ُ
الله لومة لئم ٍ ( متفق عليه.
مممار )) :قولمموا الحمقّ ُينمممزلكم الحمقّ منممازل أهممل قال هشام بن ع ّ
ق ،يوم ل ُيقضى إل بالحقّ (( ] 429\11السير للذهبي[ . الح ِ
سممه فممي الممرد علممى المممذكور وقممدمولقممد أطممال أخونمما المؤلممف ن ََف َ
بمقدمات مفيمدة ؛ وجمادله بالحكممة والموعظمة الحسمنة ،وأحسمبه
طف في القمول فمي بعمض المواضمع بمما ل يسمتحقه أمثمال ألن وتل ّ
الريممس ،ول يعمماب ذلممك عليممه فلمنمماظر أهممل البممدع لممه أن يختممار
السلوب الذي يراه مناسبا للمقام ،وإن كنت أرى أن أمثال الريس
أحوج إلى درة عمرية تقرع رأسهم وتحلقها لتزيل منها ما علق فيهمما
من صداع الباطيل والترهات ..فبعممض الصممداع ل يممزال إل هكممذا ..
كما قال الول ..
وسيفي كان في الهيجا طبيبا * يداوي رأس من يشكو الصداعا
1قتل رحمه الله في معركة مع تحالف الشمال الكردي في شمال العراق وله ترجمة
في منبر التوحيد والجهاد في قسم ) حتى ل ننسى إخواننا الذين سههبقونا علههى درب
الجهاد (
2ومن أراد أن يطالع شيئا من أكاذيبه فلينظر إلى تبديده الذي لم يبدد فيه إل دينههه ؛
بالجدال عن الطواغيت و بترويج أكاذيب من ل يثق بهم هو نفسههه ،ولكنههها الخصههومة
العمياء التي توثق المجاهيل بل والكذابين لقبههول كلمهههم فههي الخصههوم !! والخلص
حتى النخاع في الترقيع للطواغيت والدفاع عن دول التنديد ،ونحههن ل نقابههل أكههاذيبه
بأكاذيب ول ندحر باطله بباطههل ،وإنمهها علج أكههاذيبه ورد أبههاطيله يكههون بأمثههال هههذه
ع
مي ٌ ه لَ َ
سه ِ ن الل ّه َوإ ِ ّ
ة َ ن ب َي ّن َه ٍ
عه ْ
ي َ حه ّ ن َم ْ
حَيى َ وي َ ْ
ة َن ب َي ّن َ ٍع ْ ك َهل َ َن َم ْ
ك َ هل ِ َ
الردود العلمية ) ،ل ِي َ ْ
ض(. َ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ عِليم ( َ َ ) ،
في الْر ِ ث ِمك ُس في َ ْ ع الّنا َ
ما ي َن ْف ُما َ وأ ّ جفاءً َ ب ُه ُ ما الّزب َدُ في َذ َ فأ ّ َ ٌ
مقدمة الكتاب
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،الحمد لله الذي له في كل
م إن كان هذا القممائل يفقممه ممما يقممول فيلزمممه إذا غممزت أمريكمما ث ّ
أرضه أن يمنع المسلمين الذين خارج حدود دولته من نصرته ويحممرم
عليهم ذلك.
م لو تنمّزلنا وقلنا بأن كل دولة لها حكم مستقل وما يحصل لها ل ث ّ
يحصل لنا ،فإن بوش أعلنها أكثر من مّرة بأنهمما حممرب دينيممة صممليبية
ودخلت معظم دول أوروبا معه ،فإذا كانت الحرب دينية صليبية ضممد
السلم فهل المسلمون هم أهل تلك الدولة التي غزتهمما دول الكفممر
دون غيرهم أم أننا نحن أيضا ً مسلمون وأن الحرب ضد السلم هممي
حرب ضدنا؟
م لو أننا تنمّزلنا بعد هذا كله وقلنا بأن الذي يقتل المسلمين فممي ث ّ
غير أرضنا ل يعتبر قاتل ً لنا ،فممإنهم قممد آذوا جميممع المسمملمين بإهانممة
القرآن وسب النبي صملى اللمه عليمه وسملم وسمب دينمه ،فهمل نمبر
وُنحسن إلى من يهين القرآن ويسب النمبي صملى اللمه عليمه وسملم
ويسب دينه؟
م لو تنمّزلنا مّرة بعد مّرة ،فممإن الممذي أِذنممت فيممه الشممريعة الممبر ث ّ
وذلك ل يستلزم محبة الكافر ومؤاخاته ،وخطمماب عبممدالله يريممد فيممه
أن تسود المحبة مكان البغضاء والخاء مكان العممداء ،وهممذا ل يجمموز
أبدًا.
والمقصود :أين هم العلماء والدعاة عن هذه المور العظام وعممن
..لنحذر الغرور..
ن الذي نلحظه في صممفوف كممثير مممن أدعيمماء السمملفية الغممرورإ ّ
والمجازفة في تهمة الناس والتماس الخطأ والزلل في قول أو فعل
صدر من الدعاة والمشممايخ لكممي يكممون مشممايخهم هممم من يخرج ويت ّ
ن الذي ينبغي أن نعلمه فقط الذين يعتلون عرش الدعوة السلفية ،إ ّ
ن الله سبحانه ل ينظر فقط إلممى مما يعتقمده النسمان ولكمن ينظمر أ ّ
أيضا ً إلى العمل ،فل يغتر النسمان بمما علممه ممن المعتقمد الصمحيح
)(35 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
ب أن يعمل ويبذل لهذا الدين ويتحمممل الذى فممي ذلممك ،ل فإنه مطال ٌ
أن يجلممس فممي بيتممه أو مممع زملئه لكممي يلمممزوا فلنما ً ويطعنمموا فممي
الجماعة الفلنية.
قد يكون بعض الناس عندهم خلل في بعض مسائل العقيدة كممأن
يكون أشعريا ً أو ماتريديا ً أو غيرها مما ل تخرجه من السلم ولكنهممم
مع ذلك أثبتوا بأفعالهم حب الدين وبذلوا في سممبيل نصممرته النفممس
والمهج فإن هؤلء قد يكونون أقرب وأحب إلى الله من الذين اّتكلوا
على ما علموه من الحق دون أن يبذلوا لدينهم شيئا ً من لعاعة الدنيا
فضل ً عن بذل النفس والمهج ،قال صلى الله عليه وسلم) :إن اللممه
ل ينظر إلمى صموركم ول إلمى أجسمامكم ولكمن ينظمر إلمى قلموبكم
وأعمالكم( رواه مسلم.
وتأمل قول شيخ السلم ابممن تيميممة رحمممه اللممه حيممن قممال :أممما
الطائفة بالشام ومصر ونحوهما فهم في هذا الوقت المقمماتلون عممن
دين السلم وهم من أحق الناس دخول في الطائفة المنصورة الممتي
ذكرها النبي بقوله في الحاديث الصحيحة المستفيضممة عنممه ل تممزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ل يضرهم مممن خممالفهم ول مممن
خذلهم حتى تقوم الساعة .اهم ]مجموع الفتاوى،ج ،28ص .[531
ن شمميخ السمملم اعتممبر العمممل والبممذل للممدين مممن فانظر كيممف أ ّ
ن كثيرا ً ممن أهمل الشمام فمي أعظم صفات الطائفة المنصورة ،مع أ ّ
دمواما جاهدوا فممي سممبيل اللممه وق م ّ ذلك الوقت كان أشعريًا ،ولكن ل ّ
أنفسهم لنصرة دين الله كممانوا مممن أحممق النمماس دخممول ً فممي وصممف
الطائفة المنصورة.
ن إخواننمما المجاهممدين الممذين وقفمموا أمممام الزحممف وهنمما أقممول :إ ّ
الصليبي والصهيوني والشيوعي ،ونصبوا صدورهم دروعا ً للمسمملمين
وما زالوا إلى الن يقاتلون أعداء السلم هم من أحق الناس دخممول ً
في الطائفة المنصورة ،فهم يخافون حيممن يممأمن النمماس ،ويجوعممون
دة والبلء من الخوف والجوع حين يشبع الناس ،ويقاسون ألوان الش ّ
ل ذلك مممن أجممل نصممرة ديممن والعطش والجراح والسر والتعذيب ،ك ّ
الله وإخراج العدو الصائل عن ديار المسلمين وتحكيممم شممريعة اللممه
والدفاع عمن ديمن المسملمين وأنفسمهم وأعراضممهم وأممموالهم ،فممما
أحسممن ممما قممدموه لممدينهم وأمتهممم ،وممما أسمموأ ممما قوبلمموا بممه لقمماء
جهادهم.
)(36 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
..هما طائفتان..
إننا لو نظرنا إلى الصحوة لوجدنا أنهم ينقسمون من حيث الجملة
إلى طائفتين:
-طائفة تقف مع الحكام وتأمر بطمماعتهم وتممرى أن الممذي يحصممل
في العراق وأفغانستان والشيشممان والجممزائر ونحوهمما ليممس بجهمماد،
وتشترط المام في الجهاد ،وتقول إن زماننا ليس زمان جهاد.
-وطائفممة تكّفممر الحكمام الممذين يحكممون بغيممر الشمرع ،ويوالممون
العداء على المسلمين ،وهذه الطائفة ترى فرضية الجهمماد فممي هممذا
الزمان ويأمرون شباب المة بالخروج للجهاد.
ل موضممع صممر ك م ٌ
وفي هذا الكتاب نقاش بين تلممك الطممائفتين ،ليتب ّ
قدميه ،ويتبين له الحق من الباطل ،وهذا الكتاب هو في الحقيقة رد ّ
على ما كتبه عبد العزيز الريس رد ّا ً على المجاهدين ،ولكنه وللسف
وكما هو حال أهل الهوى لممم يممذكر جميممع حجممج وأدلممة مخممالفيه بممل
اجتزأ منها بأشياء وترك أشياء ،وفي هذا الرد سوف أورد كتابه كامل ً
طره أهل العلم والفضل ،وسأرد على غير منقوص ،وأرد ّ عليه بما س ّ
كل شبهة بعد إيرادها كاملة ،والله ولي التوفيممق ،وهممو حسممبنا ونعممم
الوكيل.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فمماطر السممموات والرض
عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفممون
ف فيممه مممن الحممق بإذنممك إنممك تهممدي مممن تشمماء إلممىاهدنا لما اختـل ِ َ
صراط مستقيم.
* * *
وقممال شمميخ السمملم ابممن تيميممة رحمممه اللممه فممي الممرد علممى
المنطقيين) :حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم ،فليممس مممن
شرط حجة الله علم المدعوين بها ،ولهممذا لممم يكممن إعممراض الكفممار
عن استماع القرآن وتدبره مانع من قيام حجة اللممه عليهممم ،وكممذلك
إعراضهم عن المنقول عن النبيمماء وقممراءة الثممار المممأثورة عنهممم ل
يمنع الحجة إذ المكنة حاصلة(.
وقال رحمه الله في رسالته المر بالمعروف والنهي عن المنكممر:
)وإذا أخبر بوقوع المر بالمعروف والنهي عن المنكمر منهما لمم يكممن
من شرط ذلك أن يصل أمر المر ونهي الناهي منها إلى كل مكلممف
في العالم ،إذ ليس هذا مممن شممرط تبليممغ الرسممالة :فكيممف يشممترط
فيما هو من توابعهما؟ بل الشرط أن يتمكن المكلفممون مممن وصممول
ذلك إليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا في وصوله إليهم مع قيام فاعله
بما يجب عليه كان التفريط منهم ل منه .اهم
وقال ابن القيم رحمممه اللممه فممي المقلممد الممذي تمكممن مممن العلممم
ومعرفة الحق فأعرض :فممالمتمكن المعممرض مفمّرط تممارك للممواجب
عليه ل عذر له عند الله .اهم
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :إن الممذي لممم تقممم
عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالسلم والذي نشأ ببادية ،أو يكون
ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فل يكفممر حممتى يعممرف،
وأما أصول الدين التي أوضحها الله فممي كتممابه فممإن حجممة اللممه هممي
القرآن ،فمن بلغه فقد بلغته الحجة] .مجموع مؤلفات الشيخ محمممد
بن عبد الوهاب[.
وقال ابن قدامة في المغنى )كتاب المرتممد( )مسممألة :ومممن تممرك
الصلة() :ل خلف بين أهل العلم في كفر من تركها جاحدا ً لوجوبهمما
2
أفاده ابن القيم في المدارج ).(1/367
3
راجع المدارج ) (1/366ونوا قض اليمان العتقادية ).(2/60
صل ).(3/204ف َ
ال ِ 4
5
سره ابن كثير في تفسيره ).(3/329
الرسائل والمسائل النجدية ) .(3/46وبنحو هذا ف ّ
كما فعله ابن تيمية في مواضع منها في أوائل كتاب الستقامة ) (1/5والقتضاء ).(2/582 3
انظر مجموع الفتاوى ) (7/668والرسائل والمسائل النجديممة ) (3/7وشممرح العمممدة قسممم الصمملة 2
ل)وما( عامة تشمل كل ما ليس بعالم ومن لم يعدل بيممن بنيممه داخ م ٌ
ة في عموم )ما(. في عموم )من( ومسألته التي لم يعدل فيها داخل ٌ
ص تكمون فالنصموص الدالمة علمى عمدم كفمر مثمل همذا وكمل عما ٍ
ة للية من الكبر إلى الصغر لجل هذا أجمع العلماء على عدم صارف ً
الخذ بعموم هذه اليممة ،إذ الخمموارج هممم المتمسممكون بعمومهمما فممي
تكفير أهل المعاصي والذنوب ولم يلتفتوا إلى الصمموارف مممن الدلممة
الخرى.
قال ابن عبد البر :وقد ضّلت جماعة من أهل البدع مممن الخمموارج
والمعتزلة في هذا الباب فاحتجوا بآيات من كتاب اللممه ليسممت علممى
م
ك هُ م ُه فَ مُأول َئ ِ َ
ل الل ّم ُما أ َن َْز َ حك ُ ْ
م بِ َ م يَ ْن لَ ْ
م ْ
ظاهرها مثل قوله تعالى }وَ َ
ن{ .اهم .3 ال ْ َ
كافُِرو َ
وقال :أجمع العلماء على أن الجور في الحكممم مممن الكبممائر لمممن
قال ابن حزم في الفصل ) :(234 /3فإن الله عز وجل قال :ومن لم يحكم بما أنزل اللممه فممأولئك 1
هم الكافرون ،ومن لم يحكم بما أنز الله فأولئك هم الفاسقون ،ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك
هم الظالمون .فليلزم المعتزلة أن يصرحوا بكفر كل عاص وظالم وفاسق لن كل عامممل بالمعصممية
فلم يحكم بما أنزل الله ا.هم
ن( أطلقممت علممى م
َ ْ م) لن أدق مالم
م ع من
م لك مالم(
م )ع بدل )عاقل( بكلمة يعبر درج كثير من العلماء أن 2
الله ،فالله يوصف بالعلم ول يوصف بالعقل .قال الخطممابي فممي كتمماب شممأن الممدعاء ص :113وفممي
أسمائه العليم ومن صفته العلم ،فل يجوز قياسا ً عليممه أن يسمممى عارفما ً لممما تقتضمميه المعرفممة مممن
تقديم السباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك ل يوصف بالعاقل ..ا .هم.
التمهيد ).(17/16 3
م فهممو مممن أنممواع مبه ٌ طاووس عن ابن عباس به ،وفي إسناده رجل ُ
ج بهمما وكقمموله -رضممي اللممه ة ل ُيحت ُ المجهول ورواية المجهول ضعيف ٌ
التمهيد ).(75-5/74 1
قال المكّفر :لقممد أجبممت علممى الحجممة الولممى فممما جوابممك علممى
الحجة الثانية؟
سق :إنك تجعل الصل فممي الكفممر أنممه للكممبر إل بممدليل قال المف ّ
ت لممك الممدليل الصممارف مممن الكممبر إلممى يصرفه عن ذلك ،وقد ذكممر ُ
الصغر وهو فهم الصحابي أو ً
ل.
وثانيا ً كل دليل يدل على عدم كفر من ظلم بين اثنين ولممم يعممدل
بل ومن ظلم مطلقا ً غيره وأيضا ً ما ذكر ابن عبممد الممبر مممن الجممماع
على أن الجور في الحكم ليس كفرا ً بل كبيرةً من كبائر الذنوب.
قال المكّفر :ما جوابك على الحجة الثالثة؟
سق :الجواب من وجهين: قال المف ّ
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -في تعليقه على كلم الشيخ اللباني :احتج اللباني بهممذا الثممر 1
عن ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك غيره من العلماء الذين تلقوه بالقبول لصممدق حقيقتممه علممى
كثير من النصوص ،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ":سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ومممع
َ
حوا ن اقْت َت َُلوا فَأ ْ
ص مل ِ ُ مِني َ ن ال ْ ُ
مؤ ْ ِ م َ
ن ِ
فَتا ِ ن َ
طائ ِ َ ذلك فإن قتاله ل يخرج النسان من الملة لقوله تعالى }وَإ ِ ْ
ة{ لكن لممما كممان هممذا ل يرضممي هممؤلء المفتممونين بممالتكفير خو َ ٌ
ن إِ ْ
مُنو َ ما ال ْ ُ
مؤ ْ ِ ما{ إلى أن قال}إ ِن ّ َ
ب َي ْن َهُ َ
صاروا يقولون :هذا الثر غير مقبول ،ول يصح عن ابن عباس ،فيقال لهم :كيف ل يصممح؟ وقممد تلقمماه
من هو أكبر منكم وأفضل وأعلم بالحديث وتقولون ل يقبل؟!
فيكفينا أن علماء كشيخ السلم ابن تيمية وابن القيم وغيرهما وغيرهما تلقوه بالقبول ،ويتكلمون به
وينقلونه ،فالثر صحيح ،ثم هب أن المر كما قلتم أنه ل يصح عن ابن عبمماس فلممدينا نصمموص أخممرى
تدل على أن الكفر قد يطلق ول يراد به الكفر المخرج عن الملة كما في الية المذكورة ،وكممما فممي
قوله صلى الله عليه وسلم ":اثنتان في الناس هما بهممم كفممر :الطعممن فممي النسممب ،والنياحممة علممى
الميت " وهذه ل تخرج عن الملة بل إشكال ،لكن كما قممال الشمميخ اللبمماني -وفقممه اللممه -فممي أول
كلمه :قلة البضاعة من العلم ،وقلة فهم القواعد الشرعية العامة هي التي توجب هممذا الضمملل ،ثممم
شيء آخر نضيفه إلى ذلك وهو سوء الرادة التي تسممتلزم سمموء الفهممم؛ لن النسممان إذا كممان يريممد
شيئا ً لزم من ذلك أن ينتقل فهمه إلى ما يريده ثم يحرف النصوص علممى ذلممك ،وكممان مممن القواعممد
المعروفة عند العلماء أنهممم يقولممون :اسممتدل ثممم اعتقممد ،ول تعتقممد ثممم تسممتدل فتضممل ،فممالمهم أن
السباب ثلثة:
الولى :قلة البضاعة من العلم الشرعي.
الثانية :قلة الفقه في القواعد الشرعية العامة.
الثالثة :سوء الفهم المبني على سوء الرادة ا .هم انظر تعليق الشيخ ابن عممثيمين فممي كتمماب "
فتنة التكفير للشيخ اللباني " ص .25 - 24
قال :وأما القول الصحيح عن شيخ السلم فهو تفريقه -رحمه الله -بيممن الكفممر المعرفممة ب )ال( 1
وبين " كفر " منكرًا ،فأما الوصف فيصلح أن نقول فيه " هؤلء كافرون " أو هؤلء الكافرون " ،بنمماء
على ما اتصفوا به من الكفر الذي ل يخرج مممن الملممة ،ففممرق بيممن أن يوصممف الفعممل ،وأن يوصممف
الفاعل ا .هم )فتاوى الئمة في النوازل المدلهمة ص .227
مجموع الفتاوى ) (7/312وانظر فتح الباري لبن رجب )(126 /1 2
2
إذا عرفت معنى اللتزام بما تقدم بيانه عرفت معنى كلم المام سممفيان بممن عيينممة فقممد روى عبممد
الله بن أحمد رحمه الله في كتابه السنة ) (384قال :حدثنا سويد بن سعيد قممال سممألن سممفيان بممن
عيينة عن الرجاء فقال :يقولون اليمان قول ،ونحممن نقممول اليمممان قممول وعمممل والمممرجئة أوجبمموا
الجنة لمن شهد أن ل إله إل الله مصرا ً بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفممرائض ذنب ما ً بمنزلممة
ركوب المحارب وليس بسواء لن ركوب المحارم من غير استحلل معصية وترك الفممرائض متعمممدا ً
من غير جهل ول عذر هو كفر ،وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلممماء اليهممود أممما
آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ً ليكون ملك ما ً أو يكممون مممن
الخالدين فسمي عاصيا ً من غير كفر وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليممه سممجدة واحممدة فجحممدها
متعمدا ً فسمي كافرا ً
وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنممه نممبي رسممول كممما يعرفممون أبنمماءهم
وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفارًا.
على صحتها،وهي متواترة عندهم ،معروفة عند علماء التفسمير ،وعلمماء الحمديث ،وعلمماء المغمازي
والسير والتواريخ،وعلماء الفقه وغير هؤلء ا .هم.
مجموع الفتاوى ).(490 /7 2
هذا ملخص ما قرره أبو العباس ابن تيمية ) (7/70مجموع الفتاوى. 3
كما علقه الواحدي في أسباب النزول ص ،108 - 107والبغوي في معالم التنمزيل ).(2/242 2
زاد المعاد ) (5/15واحتج بالحديث المام أحمد كما نقله ابن القيممم فممي روضممة المحممبين )(1/374 1
الخطط ) ،(311- 310 /4وهذا القلقشندي من أعيان القرن الثامن .وتنبه -أيها القارئ -كيف أنممه 3
وصفه بأنه دين عندهم وما كان كذلك فهو خارج محل النزاع لن مثل هذا كفر بالجماع وهو التبديل.
راجع التسعينية لبن تيمية ) (674 /2ومدارج السالكين ) (1/366ومنهاج أهل الحق لبممن سممحمان 2
ص .65-64وكون ترك جنس العمل كفرا ً قد حكى الجماع عليه خمسة من علماء الممدين ،والكتمماب
والسنة دالن علممى ذلممك ،وهممؤلء الخمسممة هممم :الجممري فممي كتمماب الشممريعة ) (2/611والحميممدي
والشافعي كما نقله ابن تيمية عنهما في الفتاوى ) (7/209وأبو عبيد القاسممم بممن سمملم فممي كتمماب
اليمان ص 19-18وابن تيمية نفسه في مجموع الفتاوى ) (120 /14وانظر كتممابي المممام اللبمماني
مجموع الفتاوى ) .(48 /22وانظر كتاب الصلة لبن القيم ص .63 2
) .(695-696 /2ونص كلمه :جاء المرجئة المعاصرون فقالوا :إن من كممان ل يحكممم بكتمماب اللممه 3
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ول يقيم من شريعة الله إل جزءا ً قد يقل أو يكثر ،ل يقيمممه لنممه
من أمر الله وامتثال ً له وإيمانا ً بدينه -ثم قال -وما لم نطلع على ذلك فكل أعماله هي علممى سممبيل
المعصية -ثم قال -كل ذلك معاص ل تخرجه من السلم ما لم نطلع على ما فممي قلبممه فنعلممم أنممه
الرد
::مقدمة مهمة::
ن مممن المهممم أن أضممع بيممن يممدي القممارئ الكريممم مقدمممة أرى أ ّ
ممموجزة حممول الحكممم علممى النظمممة والحكومممات خاصممة الحكومممة
السعودية فإنه رغم كثرة الجدل حول تقويم النظممام السممعودي مممن
الناحية الشرعية فإن أكثر من يتكلم حوله ل يخرج عممن إيممراد بعممض
صمملالنصوص الواردة في طاعة ولة المر دون النظر الفاحص المؤ ّ
عن حكم تلك الحكومة وذلك النظام في ميزان الشرع.
ويجنح معظم المتصدين لنقماش همذه القضمية إلمى اختزالهما فمي
حديث أو حديثين ،ويتعلقون بظواهر بعممض النصمموص الشممرعية دون
اعتبار دللتها ودون اعتبار غيرها مممن النصمموص الشممرعية ول تصممور
مقاصد الشريعة في قضية المامة والحكم في السمملم ،ول مقارنممة
بينها وبين الواقع الممذي يعيشممه النظممام ،وهممذا السمملوب فممي تنمماول
قضية شرعية حساسة ومتشعبة خطأ كبير ،وينبني عليممه اسممتنتاجات
خاطئة مثله.
ثممم إن كممثيرا مممن هممذا النقمماش دار داخممل مجممال نفمموذ الحكممم
السعودي مما يعني استحالة حيادية النقاش ،وتبعمما لممذلك لممن تكممون
هناك دقة في الستنتاج ،لن المشكلة ليست مجمرد إرهمماب الحكممم،
بل بسبب وجممود مؤسسممة دينيممة تتبنممى طريقممة معينممة فممي شممرعية
الحكم السعودي ،ويصعب بل يكاد يستحيل معارضة هذه المؤسسممة
لن التبعات والمضاعفات على معارضة تلك المؤسسة سممتأتي منهمما
قبل أن تأتي من الحكم السعودي نفسه.
والذي يقع فيممه بمماحثو الشممرعية السياسممية هممو تركيزهممم علممى
شممرعية فممرد الحمماكم دون اعتبممار نظممام الحكممم نفسممه ،ومممن ثممم
ُيحرجون أنفسهم بخيارين ،إما تزكيممة الحمماكم أو تكفيممره ،وهممذا مممن
الختزال المرفوض لقضية الشرعية وإرهاب فكري ضمممني ،بممل هممو
بمثابممة تحجيممم للشممريعة ومقاصممدها العظيمممة فممي قضممايا الحكممم
والمامة.
ويشبه هذا الشكال ربط قضية الشممرعية ربطمما عضممويا بقضممية
الخروج المسلح على الحاكم ،واعتبار رفع السلح إلزاما فوريمما لمممن
ل)وما( عامة تشمل كل ما ليس بعالم ومن لم يعدل بيممن بنيممه داخ م ٌ
ة في عموم )ما(. في عموم )من( ومسألته التي لم يعدل فيها داخل ٌ
ص تكمون فالنصموص الدالمة علمى عمدم كفمر مثمل همذا وكمل عما ٍ
ة للية من الكبر إلى الصغر لجل هذا أجمع العلماء على عدم صارف ً
الخذ بعموم هذه اليممة ،إذ الخمموارج هممم المتمسممكون بعمومهمما فممي
تكفير أهل المعاصي والذنوب ولم يلتفتوا إلى الصمموارف مممن الدلممة
الخرى.
قال ابن عبد البر :وقد ضّلت جماعة من أهل البدع من الخمموارج
والمعتزلة في هذا الباب فاحتجوا بآيات من كتاب اللممه ليسممت علممى
م ه فَ مُأول َئ ِ َ
ك هُ م ُ ل الل ّم ُما أ َن َْز َ حك ُ ْ
م بِ َ ن لَ ْ
م يَ ْ م ْ
ظاهرها مثل قوله تعالى }وَ َ
ن{ .اهم .3 ال ْ َ
كافُِرو َ
قال ابن حزم في الفصل ) :(234 /3فإن الله عز وجل قال :ومن لم يحكم بما أنزل اللممه فممأولئك 1
هم الكافرون ،ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هممم الفاسممقون ،ومممن لممم يحكممم بممما أنممزل اللممه
فأولئك هم الظالمون .فليلزم المعتزلة أن يصرحوا بكفر كل عمماص وظممالم وفاسممق لن كممل عامممل
بالمعصية فلم يحكم بما أنزل الله ا .هم
ن( أطلقممت علممى م
َ ْ م) لن أدق مالمم ع من
م لك مالم(
م )ع بدل )عاقل( درج كثير من العلماء أن يعبر بكلمة 2
الله ،فالله يوصف بالعلم ول يوصف بالعقل .قال الخطممابي فممي كتمماب شممأن الممدعاء ص :113وفممي
أسمائه العليم ومن صفته العلم ،فل يجوز قياسا ً عليممه أن يسمممى عارفما ً لممما تقتضمميه المعرفممة مممن
تقديم السباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك ل يوصف بالعاقل ..ا .هم.
التمهيد ).(17/16 3
2
إذا عرفت معنى اللتزام بما تقدم بيانه عرفت معنى كلم المام سممفيان بممن عيينممة فقممد روى عبممد
الله بن أحمد رحمه الله في كتابه السنة ((348قال :حدثنا سويد بن سعيد قممال سممألن سممفيان بممن
عيينة عن الرجاء فقال :يقولون اليمان قول ،ونحممن نقممول اليمممان قممول وعمممل والمممرجئة أوجبمموا
الجنة لمن شهد أن ل إله إل الله مصرا ً بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفممرائض ذنب ما ً بمنزلممة
ركوب المحارب وليس بسواء لن ركوب المحارم من غير استحلل معصية وترك الفممرائض متعمممدا ً
من غير جهل ول عذر هو كفر ،وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلممماء اليهممود أممما
آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ً ليكون ملك ما ً أو يكممون مممن
على صحتها،وهي متواترة عندهم ،معروفة عند علماء التفسمير ،وعلمماء الحمديث ،وعلمماء المغمازي
والسير والتواريخ،وعلماء الفقه وغير هؤلء ا .هم.
مجموع الفتاوى ).(490 /7 2
).(5/96 1
ب إل ّ إذا اسممتحله". الشبهة الثانية :هي قممولهم "ل ُيكّفممر أحمد ٌ بممذن ٍ
وقد رد على هذه الشبهة علماء أهل السنة قديما ً وحديثًا ،منهم على
سبيل المثال ل الحصر المام ابن أبي العز الحنفي ،قال رحمممه اللممه
تعالى أنه قد» :امتنع كثيٌر من الئمة عن إطلق القول :بأّنمما ل نكفممر
أحدا ً بذنب ،بل يقال :ل نكفرهم بكل ذنب كما تفعله الخوارج ،وفرق
بيممن النفممي العممام ونفممي العممموم ،والممواجب إنممما هممو نفممي العممموم
ة لقول الخوارج الذين يكفرون بكل ذنب«. مناقض ً
قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني حفظه الله تعالى معقب ما ً علممى
ن مجرد السممتحلل هممو كفممر وردة، هذا القول» :وهذا بّين واضح ،فإ ّ
ج مممن مكّف مٌر ومخممر ٌ
لن فيه الرد على الله تعالى ،فالستحلل بممذاته ُ
ة لطلبممة الملة ،وهو أحد أنواع الكفر ،ولكن الكفر أنواعٌ أخرى معروف ٌ
الشبهة الثالثة:
"لماذا لم يكفر المام أحمد رحمه الله تعالى المأمون
الذي يقول بخلق القرآن"؟
جهت بهذا السؤال إلى الشيخ عمر بن محمود أبو عممر »أبمي تو ّ
َقتادة الفلسطيني« حفظه اللممه تعممالى ،فأجمماب مشممكورا ً بممما يلممي:
شَبه بعضهم في عدم تكفير الحكام المبدلين لشريعة الرحمممن ن ُم ْ
» ِ
ووجوب الخروج عليهم وعدم جواز عقد البيعة لهم قولهم :أن الئمة
وعلى رأسهم المام أحمد بن حنبممل لممم يكّفممروا المممأمون مممع قمموله
بخلق القرآن ونفي صفات الباري ولممم يخرجمموا عليممه .نقممول وبممالله
التوفيق :إن هذه الشممبهة ل تنطلممي إل ّ علممى الجهلمة وغممار النمماس،
ممما مممن كممان وقائلها إما أنه جاهل أو أنه متلعب بدين اللممه تعممالى ،أ ّ
م كممذلك عارفا ً بحالنا ،عالما ً بأي شمميء كفممر حكممام اليمموم ،وهممو عممال ٌ
ل
بمذهب أئمة السلف مع المتأولين علم أنممه ل يجمموز المقارنممة بحمما ٍ
من الحوال ،إذ هناك فرقٌ كبيٌر بين من أعرض عن الشريعة ونبممذها
عن قصد ونية ،وبين المتأول الذي قصد الحق وأخطأه ،فالمأمون ثم
مممن كممان علممى طريقتهممم مممن المعتصممم لقممولهم بخلممق القممرآن ،و َ
الشبهة السادسة:
أنظمة اليوم ل تكفر لّنها لم تقم بالتشريع وإّنما ورثت
من سبقها قوانينها ع ّ
كتاب هيئة المم المتحدة منذ النشأة حتى اليوم ص ،44-43تأليف طلل محمد نور عطار. 1
مجلة الفيصل العدد ) (106ربيع الخر 1406هم السنة التاسعة وكان مما قال :إن الحكومة العربيممة 1
السعودية تنضم إلى المم المتحدة في تصريحها القائل بأن مبادئ السلم والعدالة والحممق يجممب أن
تسود أنحاء العالم ،وأن العلقات الدولية يجب أن تقوم على هذه المبادئ وإن من دواعمي اغتبماطي
العظيم ،أن أقول :إن هذه المبادئ تطابق تعاليم الدين السلمي الممذي يعتنقممه 400مليممون مسمملم
في العالم ،وهي التعاليم التي اتخذت الحكومة السعودية منها دستورا ً تسير على هديه ا .هم م )كتمماب
المملكة العربية السعودية والسعودية والمنظمات الدولية ص (43-42وقال الملك فهد -وفقه اللممه
لهداه :-ونحن -أيها الخوة المواطنون -نعمل في المحيط الدولي الشامل داخممل دائرة هيئة المممم
المتحدة وفروعها ومنظماتها نلتزم بميثاقها وندعم جهودها ونحارب أي تصرف شاذ يسعى لضممعافها
وتقليص قوة القانون الدولي لتحل محله قوة السلح ولغممة الرهمماب ا .هم م وأضمماف خممادم الحرميممن
الشريفين :ولقد كانت تصرفاتنا وستبقى تعكس إحساسنا بالنتماء إلممى المجموعممة الدوليممة كأسممرة
واحدة مهما اختلفت مصالحها ،وتصور إيماننا بمبادئ السلم المبني على الحممق والعممدل ،ونعتقممد أن
المن الدولي ،والسممتقرار السياسممي مرتبطممان بالعدالممة القتصممادية ومنبعثممان منهمما ا .همم المملكممة
العربية السعودية والمنظمات الدولية ص .48
مذكرة الحكومة السعودية إلى منظمة المم المتحدة حول تطبيق حقوق النسان في المملكة عمل ً 3
بالشريعة السلمية .نشر في العدد الول من المجلة العربية ص ،182وانظر كتاب موقف المملكممة
العربية السعودية من القضايا العالمية في هيئة المم المتحدة ص .98
موقف المملكة العربية السعودية من القضايا العالمية في هيئة المم المتحدة ص .98 2
ج /أنه لو قممدر جممدل ً أن النضمممام إلممى هيئة المممم المتحممدة مممن
الحكم بغير ما أنزل الله لممما كفممرت الدولممة السممعودية بفعلهمما؛ لنممه
تقدم بيان أن الحكم بغير مما أنمزل اللمه علمى شمناعته وكمونه سمببا ً
للضعف وتسلط العداء ،إل أنه ل يخرج من الملة ،وبهذا كممان يفممتي
شمميخنا عبممدالعزيز بممن بمماز والشمميخ اللبمماني -رحمهممما اللممه -كممما
تقدم[ .
لقد بينا في الرد على الشبهة السابقة الدلممة وأقمموال العلممماء أن
الحكم بالقوانين الوضعية كفر أكبر وأشبعنا المسألة شرحا ً وتوضيحا ً
فلتراجع ،ولكن من خلط المؤلف لم يفرق بين الحكم بغير ممما أنممزل
مالله وبين التحاكم إلى غير ما أنزل الله ،فإن من عرف حكم الله ث ّ
أعرض عنه وذهب ليتحاكم إلى طاغوت يحكم بغير ما أنزل الله فإنه
يكفر ،لن فعله دليل على اسممتهانته بحكممم اللممه وعممدم الرضممى بممه،
ورضاه بحكم الطاغوت وبذلك يكون قد نقمض التوحيممد ،لن التوحيممد
إيمان بالله وكفر بالطاغوت لبد من التيممان بهممما لتحقيممق التوحيممد،
فمن آمن بالله ولم يكفر بالطاغوت فليس بموحد حممتى يممؤمن بممالله
ويكفر بالطاغوت ،قال الله تعممالى] :فمممن يكفممر بالطمماغوت ويممؤمن
بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى{ والذي يتحمماكم إلممى الطمماغوت
مؤمن به.
وقال المام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :والطواغيت كثيرة
ورؤوسهم خمسة :الول :الشيطان ...والثاني :الحاكم الجائر المغيممر
لحكام الله ...والثالث :الذي يحكم بغير ما أنزل الله ...الرابع :الممذي
دعي علم الغيب من دون الله ...الخامس :الذي ُيعبد من دون اللممه ي ّ
ض بالعبادة .اهموهو را ٍ
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله :فلو اقتتلممت الباديممة
والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا طاغوتا ً فممي الرض
يحكم بخلف شريعة السلم التي بعث اللممه بهمما رسمموله صمملى اللممه
عليه وسلم .اهم
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى:
» ...فمن خالف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليممه وسمملم بممأن
).(2/198 1
زاد المعاد ) .(5/64وانظر زاد المعاد ) (424-3/422والبدائع ) (941 -939 /4والصارم المسلول ) 1
.(2/372
أضواء البيان ).(2/111 2
قد استفدت من رسالة )الوقفات على شيء مممما فممي كتمماب التبيممان مممن المغالطممات( الممرد الول 1
التفسير).(2/354 2
ولو كان الجهمماد مقصممودا ً لممذاته لممما سممقط بأخممذ الجزيممة كممما قممال
ممما
ن َمممو َ
حّر ُ ن ِبالل ّهِ َول ِبال ْي َوْم ِ اْل ِ
خمرِ َول ي ُ َ مُنو َن ل ي ُؤْ ِذي َتعالى}َقات ُِلوا ال ّ ِ
حرم الل ّه ورسول ُه ول يدينون دين ال ْحق من ال ّذي ُ
حّتى ب َن أوُتوا ال ْك َِتا َ ِ َ َ ّ ِ َ ُ ََ ُ ُ َ َ ِ ُ َ ِ َ َ ّ َ
ن{ وفي حديث بريممدة فممي صممحيح صاِغُرو َ م َ ن ي َدٍ وَهُ ْة عَ ْ طوا ال ْ ِ
جْزي َ َ ي ُعْ ُ
مسلم :كان رسول الله إذا أمر أميرا ً على جيش أو سرية أوصمماه
في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ً ثم قال ":اغزوا
باسم الله في سبيل الله ،قاتلوا من كفممر بممالله ،اغممزوا ول تغلمموا ول
تغدروا ول تمثلوا ول تقتلوا وليدًا ،وإذا لقيت عممدوك مممن المشممركين
فادعهم إلى ثلث خصال أو خلل فذكر السمملم ،فممإن لممم يسممتجيبوا
فالجزية ،فإن لم يعطوا فالقتال ".
التمهيد الثاني :إذا تبين أن الجهاد مشممروع لغيممره ،وهممو إقامممة ديممن
الله في الرض فقبل الدعوة إليه ل بد من الفقممه الشممرعي الممدقيق
والنظر المتعمق الطويممل هممل الممدعوة بهممذه الوسمميلة تحقممق الغايممة
المقصودة وهي إقامة دين الله أم ل؟
ومن المور المعينة على إدراك واقع المسمملمين أنهممم إذا كممانوا فممي
ضمعف مممن جهمة العممدة والعتمماد بالنسممبة لعممدوهم فل يصممح لهمم أن
يسلكوا مسلك جهاد العدو وقتاله لكممونهم ضممعفاء ،ويوضممح ذلممك أن
الله لم يأمر رسوله والصحابة بقتال الكفار لممما كممانوا فممي مكممة،
لضعفهم من جهة العدة والعتاد بالنسبة لعدوهم.
قممال ابممن تيميممة :وكممان مممأمورا ً بممالكف عممن قتممالهم لعجممزه وعجممز
المسلمين عن ذلك ،ثم لما هاجر إلى المدينممة وصممار لممه بهمما أعمموان
أذن له في الجهاد ،ثم لما قووا كتب عليهم القتال ولم يكتب عليهممم
قتال من سالمهم؛ لنهم لم يكونوا يطيقون قتال جميع الكفار .فلممما
فتح الله مكة وانقطع قتال قريش وملوك العرب ،ووفدت إليه وفود
العرب بالسلم أمره الله -تعالى -بقتال الكفار كلهممم إل مممن كممان
وقال ردا ً على سؤال يتعلق بحاجممة المجتمممع السمملمي للجهمماد فممي
سبيل الله بعد بيانه -رحمه الله -فضل الجهاد ومنزلته العظيمة في
الشرع السلمي ليكون الدين كله لله ،وأضاف هممل يجممب القتممال أو
يجوز مع عدم الستعداد له؟ ،فالجواب :ل يجب ول يجوز ونحممن غيممر
مستعدين له ،والله لممم يفممرض علممى نممبيه وهممو فممي مكممة أن يقاتممل
المشمممركين ،وأن اللممه أذن لنمممبيه فمممي صمملح الحديبيمممة أن يعاهمممد
المشممركين ذلممك العهممد الممذي إذا تله النسممان ظممن أن فيممه خممذلنا ً
للمسلمين .كثير منكم يعرف كيف كان صلح الحديبية حتى قال عمر
بن الخطاب :يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا علممى الباطممل؟.
قال :بلى .قال :فلم نعطي الدنية في ديننا؟ ،فظممن أن هممذا خممذلن،
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما في شك أنه أفقه من عمممر،
وأن الله تعممالى أذن لممه فممي ذلممك وقممال :إنممي رسممول اللممه ولسممت
عاصيه وهو ناصممري … وإن كممان ظمماهر الصمملح خممذلنا ً للمسمملمين،
وهذا يدلنا يا إخواني على مسألة مهمة وهو قوة ثقة المممؤمن بربممه..
المهم أنه يجب على المسلمين الجهمماد حممتى تكممون كلمممة اللممه هممي
العليا ويكون الدين كلممه للممه ،لكممن الن ليممس بأيممدي المسمملمين ممما
يستطيعون به جهاد الكفار حتى ولو جهاد مدافعممة وجهمماد المهاجمممة
التمهيد الثمالث :بالضمافة إلمى قمموة العممدة والعتمماد ،فلبمد مممن قموة
اليمان والسلم عند المسمملمين ،وإل فممإذا كممانت ذنمموب المسمملمين
ظاهرة شاهرة متكاثرة ،وكان قيامهم بالدين ضعيفا ً ل سيما في أمر
التوحيد والسنة بأن يكون الشرك والبممدع وعممموم المعاصممي شممائعا ً
عند المسلمين مألوفًا ،ويكون أهلها غالبين ،فإذا كان حال المسلمين
كممذلك ،فممإنهم عممن نصممر اللممه محجوبممون إل أن يشمماء اللممه بفضممله
َ َ َ
ممث ْل َي ْهَمما قُل ْت ُم ْ
م ِ ة قَ مد ْ أ َ
ص مب ْت ُ ْ صيب َ ٌ
م ِ صاب َت ْك ُ ْ
م ُ ما أ َ ورحمته .قال تعالى }أوَل َ ّ
َ أ َّنى هَ َ
م{ سك ُ ْعن ْدِ أن ُْف ِ
ن ِ
م ْ ذا قُ ْ
ل هُوَ ِ
وقال :وأما الغلبة فإن الله تعالى قد يديل الكمافرين علمى الممؤمنين
تارة ،كما يديل المؤمنين على الكممافرين ،كممما كممان يكممون لصممحاب
صممُر النبي مع عدوهم ،لكن العاقبة للمتقين فإن الله يقول}إ ِّنا ل َن َن ْ ُ
د{ وإذا كممان ش مَها ُ م اْل َ ْ م ي َُقممو ُ حَياةِ الد ّن َْيا وَي َوْ َ مُنوا ِفي ال ْ َ نآ َ ذي َ سل ََنا َوال ّ ِ ُر ُ
ف ،وكممان عممدوهم مسممتظهرا ً عليهممم كمان ذلمك في المسملمين ضممع ٌ
بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إممما لتفريطهممم فممي أداء الواجبممات باطن ما ً
وظمماهرًا ،وإممما لعممدوانهم بتعممدي الحممدود باطن ما ً وظمماهرًا ،قممال اللممه
م سمت ََزل ّهُ ُ ممما ا ْ ن إ ِن ّ َمعَمما ِ ج ْ م ال ْت ََقممى ال ْ َ م ي َموْ َمن ْك ُم ْ وا ِ ن ت َوَل ّم ْ ذي َ ن ال ّم ِ تعممالى}إ ِ ّ
َ َ
ة قَ مد ْ صمميب َ ٌ م ِ م ُ صاب َت ْك ُ ْما أ َ سُبوا{ وقال تعالى }أوَل َ ّ ما ك َ َ ض َ ِ ن ب ِب َعْ طا ُ شي ْ َ ال ّ
َ َ َ
م{ وقممال س مك ُ ْ عن ْمدِ أن ُْف ِ ن ِ مم ْ ل ه ُ مو َ ِ ذا قُ م ْ م أن ّممى هَ م َ مث ْل َي ْهَمما قُل ْت ُم ْ م ِ ص مب ْت ُ ْ أ َ
ن ن إِ ْ ذي َ زيمٌز .ال ّم ِ ه ل ََقموِيّ عَ ِ ن الل ّم َ صمُرهُ إ ِ ّ ن ي َن ْ ُ مم ْ ه َ ن الل ّم ُ صمَر ّ تعالى}وَل َي َن ْ ُ
جامع البيان في تفسير القرآن ).(108 /4 1
علقه البخاري )كتاب الجهاد ،باب عمل صالح قبل القتال(. 2
وقال ابن القيم :فلو رجع العبد إلى السبب والموجب لكان اشممتغاله
بدفعه أجدى عليه ،وأنفع له من خصومة من جرى على يديه ،فممإنه -
وإن كان ظالما ً -فهو الممذي سمملطه علممى نفسممه بظلمممه .قممال اللممه
و
ل هُ م َ ذا قُم ْ م أ َّنى هَم َ مث ْل َي َْها قُل ْت ُ ْم ِ
َ
ة قَد ْ أ َ
صب ْت ُ ْ صيب َ ٌ م ِ م ُ صاب َت ْك ُ ْ ما أ َ
َ َ
تعالى}أوَل َ ّ
َ
م{ فأخبر أن أذى عدوهم لهم ،وغلبتهم لهم :إنما هممو سك ُ ْ عن ْدِ أن ُْف ِ ن ِ م ْ ِ
َ
ممماصمميب َةٍ فَب ِ َ م ِ ن ُ مم ْ م ِ صمماب َك ُ ْممما أ َ بسبب ظلمهممم .وقممال اللممه تعممالى}وَ َ
َ
ر{ ا .هم ن ك َِثي ٍ م وَي َعُْفو عَ ْ ديك ُ ْ ت أي ْ ِ سب َ ْ كَ َ
2
وانظر للفائدة كتاب " كشف الشبهات في مسائل العهد والجهاد " لخينا الشمميخ فيصممل بممن قممزاز، 4
ن الستدلل بالمفسدة على إلغمماء حكمم ٍ ما القاعدة الثالثة :فإ ّ وأ ّ
ن،ن دون مكمما ٍ ة ،أو في مكا ٍ من الحكام ،إن أريد به إلغاؤه لمدةٍ قليل ٍ
ح ،بخلف ما إذا ُأريد به تعطيل أصل الحكم ،كما يفعممل مممن يريممد ص ّ
ل بشميٍء ممن أدّلتهمم المعروفمة ،والمتي لمو تعطيمل الجهماد ،فيسمتد ّ
طردت لغلق باب شعيرة الجهاد بالكل ّّية. ُ
ن الضرر الخاص يحتمل لدفع الضرر العام. رابمًعا :أ ّ
ة :تفيممد احتمممال ضممرر قتممل الت ّممرس مثل ً لممدفع والقاعممدة الرابعم ُ
الضرر عن عممموم المسمملمين ،كممما تفيممد احتمممال وقمموع شمميٍء مممن
ت في شيءٍ من ص من الموال والنفس والثمرا ِ الخوف والجوع ونق ٍ
مة بلد المسلمين. بلد السلم ،لدفع الضرر عن عا ّ
ن الّناظر في المصالح والمفاسد في أمر يكممون نظممره سا :أ ّ خام ً
فيه لكل من يناله هذا المر من المسلمين.
ة :ترد ّ على من يقيس المصالح والمفاسد في والقاعدة الخامس ُ
ة ،دون أن يكممون فممي بلدٍ من بلد السلم ،ويجممزم بترجيممح المفسممد ِ
صله من مصالح في بلد المسلمين الخرى ،فجهاد ل ،ما تح ّ ره أص ً نظ ِ
الك ُّفار ُيحّقق مصلحة النكاية التي هي السممبيل إلممى دفعهممم عممن بلد
ة ،من سع ميدان القتال ازدادت النكاية أضعاًفا كثير ً السلم ،وكّلما و ّ
جهة الخوف والرعب ،ومن جهة تكاليف المن المرهقة لقتصممادهم،
م يخشممونه ،ومممن ل بلدٍ فيممه مسممل ٌ ومن جهة توّقعهم للعملّيات في ك ّ
ب لله ورسوله في كل بلد. طل مصالحهم التي هي حر ٌ جهة تع ّ
صممله لمجممموع ي ،مح ّ ومشروعُ القاعممدة مشممروعٌ جهمماديّ عممالم ّ
المة ،وهؤلء ينظرون للجبهة الداخلّية وحدها ،وُيغفلممون عنممد النظممر
بلد المسلمين الخرى ،ول يلتفتون إليها ،ول يوردون ذكرها ،ول هممم
يسعون في دفع العدوان عنها بمما ينمدفع بمثلمه ،ول يحّرضمون علمى
ذلك.
شممرك أعظممم المفاسممد دين ووقمموع ال ّ ن ترك أصول ال م ّ سا :أ ّ ساد ً
على الطلق.
ة في المّرد ّ علمى ممن والمى الك ُّفممار ،أو م ٌوالقاعدة السادسة :مه ّ
صمملواجممة المصملحة ،فمإّنهم لمن يح ّ وغ ذلك ،أو اعتذر لمن فعله بح ّ س ّ
وتوه من التوحيد ،ولن يّتقوا مفسدةً أعظم مما ة أعظم مما ف ّ مصلح ً
شرك. وقعوا فيه من ال ّ
م وأما قصة عبد الله بن أنيس فقد رواها أبممو داود وأحمممد وابممن
حبان وغيرهم:
عن عبد الله بن أنيس رضي اللممه عنممه قممال :بعثنممي رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكممان نحممو عرنممة
وعرفات فقال اذهب فاقتله قال فرأيته وحضرت صلة العصر فقلت
إني لخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخر الصلة فانطلقت أمشممي
وأنا أصلي أومئ إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي من أنت؟ قلممت
رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجممل فجئتممك فممي ذاك قممال
إني لفي ذاك فمشيت معه سمماعة حممتى إذا أمكننممي علمموته بسمميفي
حتى برد .أخرجه أبو داود وحسنه الحافظ بن حجر.
ورواية أحمد عن عبد الله بممن أنيممس قممال :دعمماني رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم فقال :أنه قد بلغنممي أن خالممد بممن سممفيان بممن
نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة فممأته فمماقتله قممال قلممت يمما
رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال إذا رأيته وجدت له اقشممعريرة
قال فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعممن
يرتاد لهن منزل وكان وقت العصر فلما رأيته وجممدت ممما وصممف لممي
رسول الله صلى الله عليممه وسمملم مممن القشممعريرة فممأقبلت نحمموه
وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشممغلني عممن الصمملة فصممليت
وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسممجود فلممما انتهيممت إليممه
)(412 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
قال من الرجل قلت رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجممل
فجاءك لهذا قال أجل أنا في ذلك قال فمشمميت معممه شمميئا حممتى إذا
أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ثممم خرجممت وتركممت ظعممائنه
مكبات عليه فلما قدمت على رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم
فرآني فقال أفلح الوجه قال قلت قتلته يا رسول الله قممال صممدقت.
رواه أحمد في مسنده.
ففي هذه القصة أظهر عبد الله بن أنيس لخالد الموافقممة علممى
دينه وعلى قتال النبي صلى الله عليه وسلم وهممذا أكممثر مممن إظهممار
ن عبد الله منه قتلممه ولممم يعتممبر فعلممهم لما أمنه العدو وتمك ّ
المان ث ّ
غدرا ً بل هو من الجهاد ،والحرب خدعة.
ومع هذا فإن المجاهدين وعلى رأسممهم شمميخهم الشمميخ أسممامة
حفظه الله قد أعذروا إلى الكفار وعرضوا عليهم الهدنممة ولكممن أبممى
أهل الكفر إل أن يذوقوا بأس عباد الله المجاهدين ،والمريكان ومن
على شاكلتهم نقضمموا أمممانهم مممع مممن فممي ديممارهم مممن المسمملمين
بالعتداء عليهم ،ومممن العتممداء الصممريح الممذي يعتممبر ناقض ما ً لعممدهم
وأمانهم مع كل مسلم في بلدهممم وغيممر بلدهممم )إهانممة كتمماب اللمه(
و)الطعن في رسول الله( و)الطعن في دين السلم(.
وبهذا تعلم أن المجاهممدين بحمممد اللممه وفضممله لممم يغممدروا ولممم
يخونوا.
وأما حديث حذيفة رضي الله عنه الذي ذكره المؤلف فقد ذهممب
بعض العلماء إلى أن العهد الذي ُأخذ منهم غير معتبر لنه ُأخممذ حممال
الكراه ،ولكن النبي صلى الله عليممه وسمملم حمايممة لسمممعة الممدعوة
أمرهم أن يرجعوا ول يقاتلوا ،قال المممام النممووي رحمممه اللممه :وأممما
قضية حذيفة وأبيه فإن الكفار استحلفوهما ل يقاتلن مع النبي صلى
الله عليه وسلم في غزاة بدر فأمرهما النبي صلى الله عليممه وسمملم
بالوفاء وهذا ليممس لليجمماب فممإنه ل يجممب الوفمماء بممترك الجهمماد مممع
المام ونائبه ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ل يشمميع عممن
أصحابه نقض العهد وإن كممان ل يلزمهممم ذلممك لن المشمميع عليهممم ل
يذكر تأويل) .شرح النووي على مسلم/ج /12ص .(144
فممإن قيممل:إن الممبرجين كممان فيهممما نسمماء وأطفممال وربممما بعممض
المسلمين ،وهؤلء ل يجوز قتلهم.
قال المؤلف]وهذا فعل شنيع وإثم وجرم كبير سبب لذهاب الممدنيا
والدين وتغلب الكفرة الكافرين على المسلمين ،لكن التأثيم الشديد
شيء غير التكفير ،ومن كفر بمثل هذا فالرد عليه من أوجه:
أن هناك فرقا ًَ بين تكفير النوع والعين فل يلزم من تكفيممر الفعممل
تكفير الفاعل ،وهذا ما عليه محققون مبرزون كالئمممة أبممي العبمماس
ابن تيمية إذ قال ::فإنا بعد معرفة ما جاء الرسممول نعلممم بالضممرورة
أنه لم يشرع لمته أن تدعو أحدا ً من الموات ل النبياء ول الصالحين
ول غيرهممم ل بلفممظ السممتغاثة ول بغيرهمما ول بلفممظ السممتعاذة ول
بغيرها كما أنه لم يشرع لمتمه السمجود لميمت ول لغيمر ميمت ونحمو
ذلك ،بل إنه نهى عن كل هممذه المممور وأن ذلممك مممن الشممرك الممذي
حرمه الله تعالى لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير
من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بممذلك حممتى يتممبين لهممم ممما جمماء بممه
1
الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه ا .هم
أن من حمى الكفر لذاته فهو كافر لن لزمه رضاه وإقممراره لممه،
أما إذا حماه لدافع آخر فهذا مع كونه إثمما ً وجرمما ً كممبيرا ً لكنممه ليممس
كفرا ً إذ ليس لزمه الرضا ثم ل دليل يدل على التكفير بحماية الكفر
لغيممر ذاتممه،كممما تبقممى الكنممائس شممرعا ً فممي الرض الممتي فتحهمما
المسلمون صلحا ً 2كما يدل على هذا فعممل الخلفمماء الراشممدين وهممم
بذلك ل يسمحون لحد أن يعتدي عليها ولو كان هذا محرما ً لما فعله
الخلفاء الراشدون فضل ً عن أن يكون كفممرا ً فيتجلممى لنمما بهممذا أنممه ل
يلزم من حماية الشرك كفر الحاكم بل لبد من النظمر إلمى المدوافع
لذا لم يلزم من حماية الكنيسة التي يزاول فيها الشرك الكممبر كفممر
الحاكم فممإذا وجممدت كنيسمة فممي أرض مسملمين فحماهمما السملطان
لدوافع غير الرضا ،فإن فعله ل يوصف بالكفر فضل ً عن أن يكفر لنه
لم يحمها لذاتها وإنما لمر آخر[.
ت أن الحكم في الدنيا مبني على الظاهر، أقول :قد سبق أن بين ُ
الرد على البكري ص .377 1
الحمد لله والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وبعد:
يجد الناظر في مسألة حكم اقتحام المجاهد على العدو إذا كممان
ل يرجو نجاة ،يجدها تنقسم إلى قسمين ،غيمر أنهممما ينممدرجان تحمت
حكم واحد بحسب الستدلل والنظر ،كما سيتبين إن شاء الله:
أما أحد القسممين :فهمو حكمم القتحمام علمى العمدد الكمبير ممن
العداء إذا علم أنهم سيقتلونه ل محالة ،لن فرصة النجاة تكاد تكون
معدومة ،كأن يحمل على ألممف مممن العممداء فينغمممس فيهممم وحممده،
ومن صوره العصرية أن يدخل فممي معسممكر للعممداء لعمليممة تفجيممر
وهو يعلم أن احتممممال الخممروج مممن المعسممكر معممدوم لن التممدابير
المنية محكمة ،وبسبب كثرة الجند والحرس مثل ،غير أنه فممي هممذه
الحالة تكون مباشرة القتل من العداء فهم الذين يباشرون قتلممه ،ل
من نفسه ،لكنه كان السبب غير المباشر في قتل نفسه لنه اقتحممم
بها إلى موضع يعلم أنه سيقتل فيه ،غير أنه فعل ذلممك لنممه ل سممبيل
في هذه المثال إلى إحداث التفجيممر فممي ذلممك المعسممكر إل بإدخممال
عنصر بشري إلى داخله 0
وأما الثاني فهو :حكم مباشرة المجاهد قتممل نفسممه إذا علممم أن
ذلك سيؤدي إلى أن يقتل معممه عممددا كممبيرا مممن العممداء ،ول يمكنممه
قتلهم بل قتل نفسه معهم ،أو تدمير مركممز حيمموي لقيممادة العممدو أو
لقوته العسكرية ونحو ذلك ،ول يمكن إل بتلف العنصر البشممري فممي
تلممك العمليممة ،ويتحقممق هممذا فممي العصممر الحممديث بوسممائل التفجيممر
الحديثة ،أو إسقاط طائرته على موقمع مهمممم يلحممق بالعمدو خسمائر
عظيمة ونحو ذلك 0
والفرق بين هذين الفرعين ،هو نفس الفممرق بيممن التسممبب فممي
القتل ومباشرة القتل ،غير أنه في هذه الحالممة قتممل النفممس وليممس
قتل الغير ،وعامة العلماء ل يفرقممون بيممن التسممبب والمباشممرة فممي
الحكم ،ومعنى التسبب كما لو شهد شاهدان كذبا على مسلم فُقِتممل
ن عليهما القصاص إذا أقمّرا بكذبهما في الشهادة 0 حدًا ،فإ ّ
)(535 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
قال ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله )النمموع السممابع أن
يتسبب إلى قتله بما يقتل غالبا ،وذلك علممى أضممرب :ثممم ذكممر الول
وهممو أن يكممره رجل علممى قتممل آخممر فيقتلممه فيجممب القصمماص علممى
كره جميعا ،ثم ذكممر الثمماني وهممو أن يشممهد رجلن علممى كره والم َ
الم ِ
رجل بما يوجب قتله فقتل بشهادتهما ثم رجعا واعترفا بتعمممد القتممل
ظلما ،وكذبهما في شهادتهما فعليهما القصاص ،ثم ذكر الثممالث وهممو
إذا حكم الحاكم على رجل بالقتل عالما بذلك متعمدا فقتله واعترف
بمذلك وجمب القصمماص،والكلم فيمه كمالكلم فمي الشماهدين .انتهممى
المقصود المغنى )(7/646
وبهذا يعلم أّنه إذا جاز للمجاهد أن يتسبب بقتل نفسه بالنغماس
في صف العدو وهو ل يرجو النجاة ،فالحكم ل يتغيممر فيممما لممو باشممر
قتل نفسه في صف العدو وبين ظهرانيهممم ،وذلممك بقصممد قتممل أكممبر
عدد منهم ل قتممل نفسممه ،وإنممما جعممل نفسممه وسيلممممة وسممببا لممذلك
فحسب ،ل فرق بين الصورتين في الحكم الشرعي ،لن التسبب لممه
نفس حكم المباشرة فممي القصمماص ،فكممذلك لممه نفممس الحكممم فممي
مسألتنا هذه إذ ل فرق بينهما 0
هذا وقد دلت الدلة ،وفتاوى أهل العلم على جواز ممما ذكممر فممي
القسم الول بشرط أن يحقق المجاهد مصلحة شرعية كالنكاية فممي
العممدو ،أو تجممرئة المسمملمين علممى أعممدائهم ،أو إضممعاف روح العممدو
القتالية وإلحاق الهزيمة النفسية بهم ،ونحو ذلممك وأنممه ل يجمموز بغيممر
مصلحة لنه يعرض نفسه للتلممف لغيمر منفعممة ،والقممول فمي القسمم
الثاني ينبغي أن يكون كالول كما بينا في إلحاق التسبب بالمباشممرة
في الحكم ،وفيما يلي ما يدل علممى ممما ذكممر مممن النقممول عممن أهممل
العلم:
1م ذكر المام القرطبي عن محمد بن الحسن الشيباني قوله )لممو
حمل رجل واحد على ألف من المشركين وهو وحده فل بأس بممذلك
إذا كان يطمع في نجاة ،أو نكاية فممي عممدو وان كممان قصممده إرهمماب
العدو ،وليعلم صلبة المسلمين في الدين فل يبعد جمموازه ،وان كممان
فيه نفع للمسلمين فتلفت نفسه لعزاز الممدين وتمموهين الكفممر ،فهممو
المقام الشممريف الممذي مممدح اللممه تعممالى المممؤمنين بقمموله )إن اللممه
اشترى مممن المممؤمنين أنفسممهم وأممموالهم بممأن لهممم الجنممة( تفسممير
القرطبي 2/364
)(536 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
وقال القرطبي رحمه اللممه )وعلممى ذلممك ينبغممي أن يكممون حكممم
المر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه متى رجا نفعا فممي ديممن اللممه
فبذل نفسه فيه حتى قتل كان في أعلى درجات الشهداء ،قمال اللمه
تعالى }وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علممى ممما أصممابك إن
ذلك من عزم المور{ 0
2م قال المام أبو بكر ابن العربي بعد أن ذكر خلف العلماء في
اقتحممام المجاهممد علممى العسمماكر الكممثيرة الممتي ل طاقممة لممه بهممم
)والصحيح عندي جواز القتحام على العساكر لمن ل طاقة لممه بهممم،
لن فيه أربعة وجوه:
أ م طلب الشهادة
ب م وجود النكاية
ج م تجرئة المسلمين عليهم
د م ضعف نفوسهم ليممروا أن هممذا صممنع واحممد فممما ظنممك بممالجمع
أحكام القرآن لبن العربي .116 /1
3م قال ابن خممويز منممداد مممن علممماء المالكيممة )فأممما أن يحمممل
الرجممل علممى مممائة أو علممى جملممة العسممكر أو جماعممة اللصمموص
والمحاربين والخوارج فلذلك حالتان :إن علم وغلممب علممى ظنممه أنممه
سيقتل من حمل عليه وينجو فحسن ،وكممذلك لممو علممم وغلممب علممى
ظنه أنه يقتل ولكن سينكى نكايممة أو سمميبلى أو يممؤثر أثممرا ينتفممع بممه
المسلمون فجائز أيضا ،وقد بلغنممي أن عسممكر المسمملمين لممما لقممي
الفرس نفرت خيل المسلمين من الفيلة ،فعمممد رجممل منهممم فصممنع
فيل مممن طيممن وأنممس بممه فرسممه حممتى ألفممه ،فلممما أصممبح لممم ينفممر
فرسمممه من الفيل ،فحمل على الفيل الذي كان يقممدمها ،فقيممل لممه:
انه قاتلك :فقال ل ضير أن أقتل ويفتح للمسلمين( تفسير القرطممبي
2/363
فذاك المجاهد الذي آثر إهلك نفسه في سبيل الله تعالى ليقتل
في عملية اقتحام استشهادية ذلك الفيل المقممدم الممذي تتبعممه سممائر
الفيلة التي يتخذها جيش العدو وسيلة لصد هجوم الجيش السلمي،
وتشتيت خيل المسلمين لنهمما تنفممر مممن هيئة الفيممل ،قممد أنقممذ آلف
النفس التي تقتل تحت أقدام الفيلة ،ثم يقتلها العدو مممن وراء تلممك
الفيلة كما أنه بهذه العملية الستشهادية أنهممى الحممرب الممتي تطحممن
لقد كثر الحديث عن هذه المسألة عندما أفتت هيئة كبار العلماء
بجواز الستعانة بالمريكان في الحرب الخليجية الثانية عنممدما غممزت
العراق الكويت.
ن واقعية يرى أنها في الحقيقممة لممم والناظر إلى تلك الحرب بعي ٍ
تكن حربا ً مستقّلة عن تخطيممط خفممي ،فبعممد الحممرب الفغانيممة ضممد
در إليهمما أصممبح معّرضما ً ن النفممط الممذي ُيصم ّالروس شعرت أمريكا بأ ّ
للخطر ،فأرادت أن تأتي وتحمي هذا النفط بنفسها ،وكذلك ما كانت
تخططه من السممتيلء علممى الممدول المجمماورة خاصممة العممراق لقمموة
جيشه إذا قارناه بالجيوش الخليجية.
وتعلم أمريكا أنها إذا دخلت بقواتها إلى أرض الجزيممرة مممن غيممر
مبرر فإن شممبابها لممن يسممكتوا وسمموف يقومممون بممدفعها ومحاربتهمما،
دة بممأس المجاهممدين العممرب فممي أفغانسممتان، ة بعممدما رأت شم ّ خاص ً
فأرادت أن ُتحدث أمرا ً يبرر دخولها إلى الجزيرة ،فاصطنعت الحرب
الخليجية ،ولما كانت الدول الخليجية ل تملك الجيوش التي بإمكانهمما
صد ّ الجيمش العراقمي اسمتعانت بمالجيش المريكمي وبمذلك حصملت
أمريكا على مبرر لدخولها أرض الجزيرة.
وفي تلك الحداث قام عدد من العلماء بالستنكار علممى الدولممة
ن الحرب مصطنعة وأنها خطة أمريكية لكي استعانتها بالكفار وبينوا أ ّ
تدخل أرض الجزيرة وتقيم قواعدها فيها ،فحينئذٍ أخرجممت هيئة كبممار
العلماء بيانا ً ُتجيز فيه السممتعانة بالكفممار ،وقممد كممان الشمميخ ابممن بمماز
رحمه الله قبل تلك الحداث أفتى بحرمة الستعانة بالكفممار مطلق مًا،
في رسالته التي وجهها إلى جمممال عبممد الناصممر وقممال فيهمما بحرمممة
السممتعانة بالكفممار مطلقمما ً ولممو عنممد الضممرورة ،وعنممدما اسممتعانت
السممعودية بالمريكممان أفممتى ومعممه هيئة كبممار العلممماء بممأنه يجمموز
الستعانة بالكفار بل ربما يجب.
وفي تلك الحداث قام الشيخ حمود بن عقل الشعيبي رحمه الله
بتأليف رسالة لطيفة بين فيهمما حكممم السممتعانة بالكفممار ،وفممي هممذه
المسألة أورد من الرسالة ما يختص بموضوعنا.
قال الشيخ رحمه اللممه فممي المقدمممة :الحمممد للممه رب العممالمين
م قممال:
ث ّ
استعانة المسلمين بالدولة الكافرة على دولة كافرة
اتفق جمهور فقهاء المة وعلمائها على تحريم هذا النوع تحريما ً
عاما ً ل يستثنى منه شيء واستدل أصحاب هذا المذهب بأمور منها:
الكتاب العزيز
حيث شدد سبحانه وتعالى في النهي عن موالة الكفار والركون
إليهم واتخاذهم أولياء وأصدقاء فممي كممثير مممن آيممات الكتمماب العزيممز
فمن ذلك قوله} :ول تركنوا إلى الممذين ظلممموا فتمسممكم النممار وممما
لكم من دون الله من أولياء ثم ل تنصممرون{ ) ،(132وقممال سممبحانه
وتعالى} :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم
أولياء بعض ومن يتممولهم منكممم فممإنه منهممم إن اللممه ل يهممدي القمموم
الظالمين{ ) .(133وقال سممبحانه وتعممالى} :يمما أيهمما الممذين آمنمموا ل
ل{ ) .(134وقممال سممبحانه تتخذوا بطانة مممن دونكممم ل يممألونكم خبمما ً
وتعالى} :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي وعممدوكم أوليمماء تلقممون
إليهممم بممالمودة{ ) ،(135فهممذه اليممات وأمثالهمما كممثيرة فممي الكتمماب
العزيز ،كلها تحذر ممن الركمون إلمى الكمافرين ومموالتهم واتخماذهم
أصدقاء ،والستعانة بالكفار ل تتم إل بموالتهم والركون إليهم.
من السنة المطهرة
فمنها ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أنها
قالت :خرج رسول الله )قَِبل بدر فلما كان بحمّرة الوََبره أدركه رجل
بعد بيان حكم الحاكم بغير ما أنزل الله ،وحكممم مظمماهرة الكفممار
على المسلمين ،وحكم التحاكم إلى هيئة المم الملحدة ،وحكم منممع
الجهمماد المتعيممن ،وحكممم حمايممة القبممور والضممرحة والمشممركين
وشركهم ،لبد ّ من توضيح أمرٍ مهم قد زّلت قيه أقدام وأخطأت فيممه
ك في كفره أفهام ،وهو حكم من لم يكّفر الكافر أو ش ّ
ك فممين من لم يكّفر الكافر أو ش ّ لقد بّين العلماء رحمهم الله أ ّ
ن في المسألة تفصممي ً
ل، كفره فإنه يكفر وهذا ليس على إطلقه بل إ ّ
ومن لم يفقه ضوابط هذا الناقض أّدى به عدم فهمه إلممى التسلسممل
فممي التكفيممر ،وهممذا ممما وقممع لجماعممات مممن الغلة أبرزهمما الجماعممة
السلمية المسلحة في الجزائر بعد انحراف مسيرتها ،والتي هممادنت
الطواغيت لتتفرغ لقتال المجاهدين في سبيل الله.
ن
ومن لم يكّفر الكافر فقد يكون ل يعرف حاله ،كمن لم يعلم أ ّ
المدعوّ تركّيا الحمد تلّفظ بما تلّفظ به من الكفر ،فهذا معذوٌر وليس
داخل ً في القاعدة.
ما إذا كان يعرف حاله ،فُينظممر فيممه بحسممب الكممافر الممذي لممم وأ ّ
يكّفره أو شك في كفره أو صحح مذهبه ،وهذا على أقسام:
الّول :أن يكون كفر هذا الكافر من المعلوم بالممدين بالضممرورة،
ومن لم يعرفه فليس من أهل السمملم ،كمممن شممك فممي كفممر عبمماد
الوثان والبوذيين واليهود والنصارى على العموم ،فمن شك في كفر
ن كفر هؤلء وأمثممالهم معلمموم بعض هؤلء الكفار فهو كافر مثلهم ،ل ّ
ذبا ً للكتماب
من الدين بالضرورة فالذي ل يكّفرهمم إمما أن يكمون مكم ّ
والسنة وإما أن يكون غيممر عممارف بأصممل السمملم وحقيقتممه وهممذا ل
ح إسلمه لنممه تممرك ركنما ً مممن أركممان ل إلممه إل اللممه وهممو الكفممر يص ّ
بالطاغوت.
قال شيخ السلم محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) :صفة الكفر
بالطمماغوت :أن تعتقممد بطلن عبممادة غيممر اللممه ،وتتركهمما ،وتبغضممها،
وتكفر أهلها ،وتعاديهم(.
قال العلمة عبد الله أبا بطين ":أجمع المسلمون على كفر مممن
لممم يكفممر اليهممود والنصممارى أو يشممك فممي كفرهممم ونحممن نممتيقن أن
المسلول لبن تيمية ،216 ،13/الدواء العاجل في دفع العدو الصائل للشوكاني 35 :33 /وهو ضمن
الرسائل السلفية ،سممبيل النجمماة والفكمماك مممن ممموالة المرتممدين وأهممل الشممراك لحمممد بممن عممتيق
النجدي 412/وهو ضمن كتاب مجموعة التوحيد.
فصل
في الرد على قوله
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكفر من قممال:أن كممان
ابن عمتك ومن قال اعدل يا محمد وتشبيهه قممول أمهممات المممؤمنين
بأقوال المنافقين مع أن القائل طمماعن فممي حكممم النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم وراميا له بالجور والمحابمماة والظلممم وبيممان وهمممه علممى
ابن تيمية.
فقد وََردت عليه أسئلة فأجاب عليها فكان منها هذا السؤال-:
السؤال الثاني :ممما الحكممم فممي رجممل يشممهد أل إلمه إل اللمه وأن
محمدا رسول الله :لكنه يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كممان
مرائيا ،وكان يظلم الناس ،ويجور في قسمته ،ويحابي قرابته م م وإذا
كان مثل هذا مسلما ،فما حد السممب الممذي يضمماد اليمممان مممن كممل
وجه ،والذي يعتبر كفرا يخرج به صاحبه من السلم.
فقال ":جواب السؤال الثاني /القائل لحد هذه المممور كممافٌر ول
يعذر بجهله ،إذا توافرت في حقه الشروط وانتفت عنه الموانع .لكن
أرجو أن تفرق بين هذه اللفاظ وقول البممدري :أن كممان ابممن عمتممك
وقول الرجل :اعدل يا محمد ،ومناشدة أزواجه إياه العدل إذ هممذه ل
تكون سبا إل مممن بمماب اللزم ولزم المممذهب ليممس لزممما لممذا لممم
يكفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سممبق فممي الوريقممات
الولى" م يريد رسالته]مهمات ومسائل متفرقات وتنبيهات متممممات
تتعلق بالتكفير[.
وقال :بعد ذكره لقول النبي صلى الله عليه وسمملم )وممما يممدريك
لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم(
قال ابن تيميممة عممن حممديث حماطب فممي المنهمماج ] :[331 :4وهممذه
القصة مما أجمممع أهممل العلممم علممى صممحتها وهممي متممواترة عنممدهم،
معروفة عند علماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء المغازي والسير
والتواريخ وعلماء الفقه وغير هؤلء .ا .هم م وهممذا خلف صممنيعه الول
في الصارم إذ حاول التشكيك في صحة زيادة " وما يممدريك أن اللممه
اطلع على أهل بدر"] .مهمات ومسائل متفرقات وتنبيهات متممممات
تتعلق بالتكفير[] .ص.[5 :
فصل
في بيان فساد قوله
أن الساجد للصنم والوثن والبوذا والشمس والمتمسح بالصلبان
ل يكفر إل إذا نوى بقلبممه عبادتهمما وقصممد التقممرب لهمما وأن ذلممك هممو
منزع التكفير وعلته وأن ذلك ل ينافي الكفر بالطاغوت
قال :في السجود للصنم والوثن) ...إن قممدر أن أحممدا سممجد لممه
على غير وجه التقرب فهو غيممر كممافر إذ منممزع التكفيممر هممو التقممرب
للمسجود له ل لذات السجود ..إلى أن قال : ...لذا من سجد لصممنم
غير متقرب له فهو في الواقممع سمماجدا أمممامه وقممدامه ل لممه ...ثممم
قال : ..فيلخص مما سبق أن ل يلزم من السجود لشئ عبادته فمممن
ثممم مممن سممجد لشممئ فل يلممزم منممه عبممادته لممه بممل المممر محتمممل
فُيستفصل منه فإن كان عابممده متقربمما لممه فهممو كفممر وإن لممم يكممن
كذلك فليس كفرا ....إلى أن قال : ..قال بعض الفضلء :بلى يكفممر
من جهة أخرى وهي أن هذا الفاعل لم يكفممر بالطمماغوت إذ لممو كممان
كممافرا بالطمماغوت لممما سممجد للمموثن .واليمممان ل يصممح إل بممالكفر
بالطاغوت .فيقال :هذا غير صحيح إذ لممو لممم يكممن كممافرا بالطمماغوت
لتقرب إليه .( ...نقل قوله من رسالته ]مهمممات ومسممائل متفرقممات
وتنبيهات متممات تتعلق بالتكفير[] .ص [5-1 :وقال في الممرد الول:
]ص) :[41 :نحمممن ل نختلمممف فمممي أن اليممممان ل يصمممح إل بمممالكفر
بالطاغوت لكن الخلف بيننا هل السجود للصممنم علممى غيممر التقممرب
منافي للكفر بالطاغوت أم ل ....وأنا أزعم أنه غير منافي له مطلقا
مع اتفاقنا أيضا أنه آثم لكن الثم شممئ والكفممر شممئ آخممر ( ..وقممال
في ]الرد الول :ص [13 :إجابة العتراض الثالث /أن يقال :إن مممن
المعلوم أن المتلزمين ل ينفكان وما كان هذا ليخفى على مثممل هممذا
المام الفحل الذي نقلت عنه ما يدل على أن المتلزمين ل ينفكممان،
لذا هذا التلزم فيمن سجد له على وجه السممتحقاق فالسممجود مممراد
لذاته ل لمر دنيوي من مال ونحمموه ،إذ ممما مممن عمممل إل ولممه دافممع،
سجود بدون أي دافع هذا ل يكون إل تقربما وتعظيمما للمسمجود .أمما
عنممد وجممود دوافممع كالمممال ونحمموه فممإن التلزم ينفممك إذ هممو ل يريممد
التقرب القلبي وإنما يريد المال وهذا هو السجود إليممه ،والقلممب هممو
وقال فممي الممرد الول ]ص - :[13 :إجابممة العممتراض الثمماني /أن
يقمال :إن الجماعممات المحكيممة مما بيمن أمريمن :إممما أنهمما إجماعمات
منقوضة مخرومة -كما سبق -أو محمولممة علممى السممجود لممه علممى
غير وجه الستحقاق الذي يلزم منه تقرب القلب للوثن -كما سيأتي
بيانه -وهذا الكلم ل يعارض مذهب أهل السنة( ..
******************************************************
***************
الجواب :هذه مصادمة للنصمموص الشممرعية ممن الكتماب والسمنة
وخرقٌ لجماع المة المحمدية من غير مبرر سوى الدعوى العريضممة
العارية والستحسانات الهابطة بمجرد الظنون والتممأويلت السمماقطة
ف ظمماهر الباردة ولكن كما قيل آفة العلم الفهم السقيم وهممذا تحريم ٌ
وتفسيٌر بالمفهوم الباطل وقد تقممدم نقممل الجممماع فممي غيممر موضممع
ونعيده هنا من باب التذكر والستصحاب له
قال المام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بعد أن ذكر نواقض
السلم العشممرة ":ول فممرق فممي جميممع هممذه النممواقض بيممن الهممازل
والجاد ،والخائف إل المكره".
وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في كتابه]:منهمماج التأسمميس
والتقديس ":- [134 :وقد قرر الفقهاء وأهل العلممم فممي بمماب الممردة
وغيرها أن اللفاظ الصممريحة يجممري حكمهمما وممما تقتضمميه وإن زعممم
المتكلم بها أنه قصد ما يخممالف ظاهرهمما .وهممذا صممريح فممي كلمهممم
يعرفه كل ممارس ".
وقال الصممنعاني رحمممه اللممه فممي]تطهيممر العتقمماد[ ":قممد صممرح
الفقهاء في كتب الفقه في باب الممردة :أن مممن تكلممم بكلمممة الكفممر
يكفر وإن لم يقصد معناها.
وقال شيخ السلم ابن تيميممة ":المموجه الثممالث :أن اعتقمماد ح م ً
ل
ب كفر سواء اقترن بممه وجممود السممب أو لممم يقممترن فممإذا ً ل أثممر الس ّ
ب في التكفيممر وجممودا ً وعممدما وإنممما المممؤثر هممو العتقمماد وهممو
للس ً
خلف ما أجمع عليه العلماء .الوجه الرابع :أنممه إذا كممان المكفممر هممو
فصل
وهذا الفصل يتناول قضية الذن بشكل خاص فنقول:
المسألة مبنية على أصول ترد إليها وعلى أدلة خاصة:
الصل الول :أن الخطاب للمسلمين لكممن ُأنيممط الحكممم بممالولة
من أجل العمل لن إناطته بجميع أفممراد المممة يممؤدي إلممى الفوضممى
فممأنيط برؤوسممهم وسممادتهم للتنفيممذ ولضممبط المممور وإقامتهمما علممى
الوجه الكمل ،لنه وكيل عن المسلمين ،ل أنه حممق لهممم يصممير فممي
أيديهم كالملك له يتصرفون فيه كممما شمماؤا بممل هممو تكليممف للتنفيممذ
وليس تمليكا ،فإذا قصروا أو سعوا في إبطممال ممما أنيممط بهممم انتقممل
إلمممى القمممرب فمممالقرب كالعلمممماء وأهمممل الحمممل والعقمممد وأهمممل
الشوكة..الخ.
قال ابن تيمية :في الفتمماوى كتمماب الحممدود ج 34/175خمماطب
الله المؤمنين بالحممدود والحقمموق خطابمما مطلقمما كقمموله }والسممارق
والسممارقة فمماقطعوا أيممديهما{ وقمموله }الزانيممة والزانممي فاجلممدوا{
وقمموله }والممذين يرمممون المحصممنات ثممم لممم يممأتوا بأربعممة شممهداء
فاجلدوهم{ وكذلك قوله }ول تقبلوا لهم شهادة أبدا{ لكن قممد علممم
أن المخاطب بالفعل ل بد أن يكون قادرا عليممه والعمماجزون ل يجممب
عليهم وقد علم أن هذا فرض على الكفاية وهو مثل الجهمماد بممل هممو
نوع من الجهاد فقوله }كتممب عليكممم القتممال{ وقمموله }وقمماتلوا فممي
سبيل الله{ وقوله }إل تنفروا يعذبكم{ ونحو ذلممك هممو فممرض علممى
الكفاية ممن القمادرين ،والقممدرة همي السملطان فلهمذا وجمب إقاممة
الحدود على ذي السلطان ونوابه.
والسنة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوابه فإذا فرض
أن المة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها وعجممز مممن البمماقين أو
غير ذلك فكان لها عدة أئمممة :لكممان يجممب علممى كممل إمممام أن يقيممم
الحدود ويستوفي الحقوق ولهذا قال العلماء إن أهل البغي ينفذ مممن
أحكامهم ما ينفذ من أحكام أهل العدل وكممذلك لممو شمماركوا المممارة
وصاروا أحزابا لوجب على كل حممزب فعممل ذلممك فممي أهممل طمماعتهم
فهذا عند تفرق العلماء وتعددهم وكذلك لو لم يتفرقوا لكن طمماعتهم
للميممر الكممبير ليسممت طاعممة تامممة فممإن ذلممك أيضمما إذا أسممقط عنممه
إلزامهم بذلك لم يسقط عنهم القيام بذلك بل عليهم أن يقيموا ذلك
)(719 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
وكذلك لو فرض عجز بعض المراء عممن إقامممة الحممدود والحقمموق أو
إضاعته لذلك لكان ذلك الفرض على القادر عليه.
وقمول ممن قمال ل يقيمم الحمدود إل السملطان ونموابه إذا كمانوا
قادرين فاعلين بالعدل كما يقول الفقهاء :المر إلى الحاكم إنممما هممو
العادل القادر فإذا كان مضيعا لموال اليتامى أو عاجزا عنها لم يجب
تسليمها إليه مع إمكان حفظها بدونه وكمذلك الميمر إذا كمان مضميعا
للحدود أو عاجزا عنها لم يجب تفويضها إليه مع إمكان إقامتها بدونه.
والصل أن هذه الواجبات تقام على أحسن الوجوه فمتى أمكن
إقامتها من أمير لم يحتج إلى اثنين ومتى لم يقم إل بعدد ومممن غيممر
سلطان أقيمت إذا لم يكممن فممي إقامتهمما فسمماد يزيممد علممى إضمماعتها
فإنها من باب المر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن كان في ذلممك
من فساد ولة المر أو الرعية ما يزيد على إضاعتها لم يممدفع فسمماد
بأفسد منه والله أعلم .اهم بنصه.
وفي كتاب التاج والكليل )في فقه المالكيممة (2/381قممال ابممن
الماجشون إذا كان الناس مع إمام يضيع أمر الهلل فل يدع ذلك من
أنفسهم فمن ثبت عنده برؤية مممن يثممق بصممدقه صممام عليممه وأفطممر
وحمل عليه من يقتدي به اهم.
الصل الثمماني :مبنممي علممى قاعممدة أهممل الوليممات المنمموط بهممم
الوليات أن عملهم مبني على الوكالة وليس على التملك وتصممرفهم
فيها تصرف الوكيل المراعي للمصلحة وليس تصرف المالك حسممب
رغبته.
والوليممات مثممل المممام وممما دونممه مممن الميممر ونحمموه والقاضممي
والولي في النكاح كالب وغيره من العصبات وكالنمماظر فممي الوقممف
وكالوصي في الوصية وولية الملتقممط فممي اللقطممة ووليممة الم فممي
مدة الحضانة والمام في الصلة والوكيل فممي الممبيع والشممراء ونحممو
ذلك .فالقاعدة في هؤلء:
أ -إنهم يتصرفون حسب المصلحة والحظ للعمل المنوط بهم.
ب -أن من فسد منهم في عمله ل يقر عليه بممل ينتقممل إلممى مممن
بعممده إن كممان فيممه تسلسممل وترتيممب وإل انتقممل إلممى بممديل شممرعي
مناسب.
ج -أنهم ليسوا ملكا لما ولوا عليه يتصممرفون فيممه تصممرف الملك
فصل
الرسالة الولى:
لما رد )فممي الفتمماوى (214 /27علممى سممؤال حكممم مممن سممافر
لمجرد زيارة قبور النبياء والصالحين ،وأفتى بالمنع كما هممو الجممماع
وساق كلم أهل العلم ،ووافقه على ذلك علماء عصره .لكن عارضه
ذكرت أسماؤهم فممي الفتمماوى .289 /2 في ذلك أربعة من القضاةُ ،
وأصدروا في حقه بيانا ،وأفتوا بحبسه وزجره وأن ُيشهر أمره ويمنممع
من الفتوى!
فرد ابن تيمية رحمه الله على ممما عارضمموا بممه فتممواه ،وبيممن أن
ردهم باطل مخالف للجماع ،ورد عليهم من وجوه كثيرة بلغت )(42
وجها :سننقل منها إن شاء الله ما يتعلق بموضوعنا فقط :فمن ذلك
-1قال في الوجه الثامن أن ما تنازع فيه العلماء يجممب رده إلممى
الله والرسول وهؤلء لم يردوه إلى الله ول إلى الرسممول بممل قممالوا
إنه كلم باطل مردود على قممائله بل حجممة مممن كتمماب اللممه ول سممنة
رسوله وهذا باطل بالجماع.
-2الوجه الثاني عشر أن ما تنممازع فيممه العلممماء ليممس لحممد مممن
القضاة أن يفصل النزاع فيه بحكم وإذا لم يكن لحد من القضمماة أن
يقول حكمت بأن هذا القمول همو الصمحيح وأن القمول الخمر ممردود
على قائله بل الحاكم فيما تنممازع فيممه علممماء المسمملمين أو أجمعمموا
عليه قوله في ذلك كقول آحاد العلماء إن كان عالما وإن كان مقلممدا
كان بمنزلة العامة المقلدين والمنصمب والوليمة ل يجعمل ممن ليمس
عالما مجتهدا عالما مجتهدا ولو كان الكلم في العلم والدين بالولية
والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بممالكلم فممي العلممم والممدين
وبأن يستفتيه النمماس ويرجعمموا إليممه فيممما أشممكل عليهممم فممي العلممم
والدين فإذا كان الخليفة والسلطان ل يممدعى ذلممك لنفسممه ول يلممزم
الرعية حكمه في ذلك بقول دون قول إل بكتاب اللممه وسممنة رسمموله
فمن هو دون السلطان في الولية أولى بأن ل يتعدى طوره ول يقيم
نفسه في منصب ل يستحق القيام فيه أبو بكر وعمر وعثمان وعلممي
وهم الخلفاء الراشدون فضل عمن هو دونهم فإنهم رضي الله عنهممم
إنما كانوا يلزمون الناس بإتباع كتاب ربهم وسممنة نممبيهم وكممان عمممر
رضي الله عنه يقول إنما بعثممت عمممالي أي نمموابي إليكممم ليعلممموكم
)(726 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
كتاب ربكم وسنة نبيكم ويقسموا بينكم فيئكم ،بل هممذه يتكلممم فيهمما
من علماء المسلمين من يعلم ما دلت عليه الدلة الشممرعية الكتمماب
والسنة فكل من كان أعلم بالكتاب والسنة فهممو أولممى بممالكلم فيهمما
من غيره وإن لم يكن حاكما والحاكم ليس له فيها كلم لكونه حاكما
بل إن كان عنده علم تكلم فيها كآحمماد العلممماء فهممؤلء حكممموا فيممما
ليس لهم فيه الحكم بالجماع وهذا من الحكم الباطل بالجماع.
-3المموجه الثممالث عشممر أن الحكممام الكليممة الممتي يشممترك فيهمما
المسلمون سواء كانت مجمعا عليهما أو متنازعما فيهما ليمس للقضماة
الحكم فيها بل الحاكم العالم كآحاد العلماء يذكر ما عنده مممن العلممم
وإنما يحكم القاضي في أمور معينة وأما كممون هممذا العمممل واجبمما أو
مستحبا أو محرما فهذا من الحكام الكلية التي ليس لحد فيها حكمم
إل اللممه ورسمموله .وعلممماء المسمملمين يسممتدلون علممى حكممم اللممه
ورسوله بأدلة ذلك وهؤلء حكموا في الحكممام الكليممة وحكمهممم فممي
ذلك باطل بالجماع.
-4الوجه الخامس عشر ذكر أن القاضي ليس لمه حمق أن يحكمم
على علممماء المسمملمين فممي الحكممام الكليممة الممتي ل حكممم لممه فيهمما
بالجماع.
-5الوجه السابع عشر قال في المسائل العلمية إذا تنممازع حمماكم
وغيره من العلماء في تفسير آية أو حديث أو بعض مسائل العلم لم
يكن للحاكم أن يحكم عليه بالجماع فإنهما خصمان فيما تنازعمما فيممه
والحاكم ل يحكم على خصمه بالجماع.
-6الوجه التاسع عشر أنه لو كان أحدهم عارفا بمممذهبه لممم يكممن
له أن يلزم علماء المسمملمين بمممذهبه ول يقممول يجممب عليكممم أنكممم
تفتون بمذهبي وأي مذهب خالف مذهبي كان باطل من غير استدلل
على مذهبه بالكتاب والسنة ولو قال من خالف مذهبي فقوله مردود
ويجب منع المفممتى بممه وحبسممه لكممان مممردودا عليممه وكممان مسممتحقا
العقوبة على ذلك بالجماع
-7المموجه العشممرون مممن منممع عالممما مممن الفتمماء مطلقمما وحكممم
بحبسه لكونه أخطأ في مسممائل كممان ذلممك بمماطل بالجممماع فممالحكم
بالمنع والحبس حكم باطل بالجماع فكيف إذا كان المفتى قد أجاب
بما هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول علماء أمته.
فصل
الرسالة الثانية:
ذكر في آخر الفتاوى الكممبرى المجلممد السممادس فممي كتمماب الممرد
على الطوائف الملحدة والزنادقة والجهمية والمعتزلة والرافضة ذكر
أنه في سنة ست وعشرين وسبعمائة ،اجتمع المل عليه من المممراء
والقضاة ومممن معهممم ،وبعممد مراسمملت لممه وهممو فممي السممجن وبعممد
سنوات طلبوا منه أن يعتقد أشياء من كلم أهل البدع ،وطلبمموا منممه
أيضا أن ل يتعرض لحاديث الصفات لله تعالى وآياتها عند العوام ،ول
يكتب بها إلى البلد ،ول في الفتاوى المتعلقة بها.
)والشاهد منها لواقعنا المعاصر أنهم يطلبون اليوم عدم التعممرض
لمسألة الولء والبراء وعدم نشر ملة إبراهيم عليه الصمملة والسمملم
التي من أعظمها الولء والبراء والكفر بالطاغوت والبراءة منه ومممن
أهله وتكفيرهم وعداوتهم .وعدم التعرض لعداء الله مممن الصممليبيين
واليهود وملل الكفر ،وعدم التعرض لمسائل الجهمماد والفتمماء والمممر
بممالمعروف والنهممي عممن المنكممر ومقاومممة المبتدعممة والمنممافقين
والمرتممدين والحكممام المبممدلين والمعاهممدات والنصممرة ...الممخ وأن ل
يتعرض لذلك إل علماء معينين ويمنع بقية علماء المة من نشر ذلممك
مع عدم قيام هؤلء العلماء المعينين بالبيان ،ومع حاجة المة الماسة
لذلك البيان ،فما أشبه اليوم بالبارحة.
فرد عليهم من وجمموه كممثيرة واعتممبره مممن حكممم الجاهليممة ومممن
الحكم بغير ما أنزل الله وننقل منها ما يخدم موضوعنا فقط.
الوجه الول وفيه قال :إن من نهى عن الكلم في آيات الصفات
وأحاديث الصممفات ،فممأمر بممأن ل يفممتي بهمما ،ول يكتممب بهمما ،ول تبل ّممغ
لعممموم المممة ،أن هممذا مممن أعظممم العممراض عنهمما والنبممذ لهمما وراء
الظهر) .ومثلممه اليمموم مممن منممع مممن آيممات وأحمماديث الممولء والممبراء
والكفر بالطاغوت والجهاد وغيره مما ذكرنا(.
الوجه الثاني :إن قول القائل :نطلب منه أن ل يتعرض لحمماديث
الصفات وآياتها عند العوام ول يكتب بهمما إلممى البلد ول فممي الفتمماوى
المتعلقة بها ،يتضمن إبطال أعظم أصول الدين ودعائم التوحيد ،فإن
من أعظمم آيمات الصمفات آيمة الكرسمي المتي همي أعظمم آيمة فمي
القرآن ،وكذلك فاتحة الكتاب وقل هو اللممه أحممد وكممذلك أول سممورة
)(730 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
الحديد وكذلك آخر سورة الحشر .كل ذلك من آيات الصفات باتفمماق
المسمملمين ،وهممذا يقتضممي أن ممما كممان صممفة للممه مممن اليممات فممإنه
يستحب قراءته ،ول خلف بين المسلمين في استحباب قراءة آيممات
في الصفات للصلة الجهرية التي يسمعها العامي وغيره ،فهل يممأمر
من آمن بالله ورسوله بأن يعرض عن هذا كله ،وأن ل يبّلغ المؤمنين
من أمممة محمممد صمملى اللممه عليممه وسمملم ،هممذه اليممات ونحوهمما مممن
الحمماديث ،وأن ل يكتممب بكلم اللممه وكلم رسمموله الممذي هممو آيممات
الصفات وأحاديثها إلى البلد ول يفتي في ذلك.
)واليوم يطلبون عدم التعرض لمسألة الولء والممبراء وعممدم نشممر
ملة إبراهيم عليه الصلة والسلم الممتي مممن أعظمهمما الممولء والممبراء
والكفر بالطمماغوت والممبراءة منممه ومممن أهلممه وتكفيرهممم وعممداوتهم.
وعدم التعرض لعداء الله من الصليبيين واليهود وملل الكفر ،وعممدم
التعممرض لمسممائل الجهمماد والفتمماء والمممر بممالمعروف والنهممي عممن
المنكر ومقاومة المبتدعة والمنافقين والمرتممدين والحكممام المبممدلين
والمعاهدات والنصرة ...الخ وهذا يتضمن إبطال أعظم أصول الممدين
ودعائم التوحيد ،فمإن ممن أعظمم مما جماء فمي القمرآن آيمات المولء
والبراء والكفر بالطاغوت.
الوجه الرابع :إن كتب الصحاح والسنن والمسانيد هي المشتملة
على أحاديث الصفات بل قد بوب فيها أبواب ،ثم سرد البممواب فممي
ذلك) .والشاهد أن الصحاح والسنن والمسانيد المشتملة على آيممات
وأحاديث الولء والبراء والكفر بالطاغوت والجهاد وغيره(.
فهل امتنع الئمة من قراءة هذه الحاديث على عامة المؤمنين،
أو منعوا من ذلممك .أم ممما زالممت هممذه الكتممب يحضممر قراءتهمما ألمموف
مؤلفة من عوام المؤمنين قديما ً وحديثًا ،وأيضا ً فهممذه الحمماديث لممما
حدث بها الصحابة والتابعون ومممن اتبعهممم مممن الخممالفين ،هممل كمانوا
يخفونها عن عموم المؤمنين ويتكاتمونها ويوصون بكتمانها ،أم كممانوا
يحدثون بها كما كانوا يحدثون بسممائر سممنن رسممول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم ،وإن نقل عن بعضهم أنممه امتنممع مممن روايممة بعضممها فممي
بعض الوقات فهذا كما قد كان هذا يمتنع عممن روايممة بعممض أحمماديث
في الفقه والحكام وبعض أحاديث القدر والسماء والحكام والوعيد
وغير ذلك في بعض الوقات ليس ذلك عنده مخصوصما ً بهممذا البمماب،
وهذا كان يفعله بعضهم ويخالفه فيه غيممره ،وذلممك لنممه قممد يممرى أن
)(731 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
روايتها تضر بعض الناس في بعض الوقات ،ويممرى الخممر أن ذلممك ل
يضر بل ينفع ،فكان هذا مما قد يتنممازعون فيممه فممي بعممض الوقممات،
فأما المنع من تبليغ عموم أحاديث الصممفات لعممموم المممة ،فهممذا ممما
ذهب إليه من يؤمن بالله واليوم الخر.
وإنما هذا ونحوه رأي الخارجين المارقين مممن شممريعة السمملم،
كالرافضة والجهمية والحرورية ونحوهم وهو عادة أهممل الهممواء ،ثممم
الحاديث التي يتنازع العلماء في روايتهمما ،أو العمممل بهمما ليممس لحممد
المتنازعين أن يكره الخر على قوله بغير حجة مممن الكتمماب والسممنة
باتفاق المسلمين .لن الله تعممالى يقممول }فممإن تنممازعتم فممي شمميء
فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بممالله واليمموم الخممر ذلممك
خير وأحسن تأويل{.
الوجه الخامس :إنه إذا قدر في ذلك نزاع فقممد قممال اللممه تعممالى
}فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول{ فأمر الله المممة
عند التنازع بممالرد إليممه وإلممى رسمموله ووصممف المعرضممين عممن ذلممك
بالنفاق والكفر ،فقال تعالى }ألم تر إلى الذين يزعمون أنهممم آمنمموا
بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت
وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضمملل بعيممدا وإذا
قيل لهم تعالوا إلى ممما أنممزل اللممه وإلممى الرسممول رأيممت المنممافقين
يصدون عنك صدودا{ فوصف سبحانه من دعي إلى الكتاب والسنة،
فأعرض عن ذلك ،بالنفاق.
المموجه السممادس :إن اللممه تعممالى يقممول فممي كتممابه }إن الممذين
يكتمون ما أنزل الله ممن الكتماب ويشمترون بمه ثمنما قليل أولئك مما
يأكلون في بطونهم إل النار ول يكلمهم الله يوم القيامممة ول يزكيهممم
ولهم عذاب أليم{ فمن أمر بكتم ما وصف الله به نفسه ووصفه بممه
رسوله فقد كتم ما أنزل الله من البينممات والهممدى مممن بعممد ممما بينممه
للناس في الكتاب ،وهممذا مممما ذم اللممه بممه علممماء اليهممود .وهممو مممن
صفات الزائغين من المنتسبين إلى العلم من هذه المة .وقال النبي
صلى الله عليه وسلم " من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمممه اللممه
يوم القيامة بلجام من نار ".
الوجه التاسع :فقد ذكر محمد بن الحسن الجماع علممى وجمموب
الفتاء في باب الصفات بما في الكتاب والسنة ،دون قول المعطلة،
فمن قال ل يتعرض لحاديث الصفات وآياتها عنممد العمموام ،ول يكتممب
)(732 دار الجبهة للنشر والتوزيع
عون الحكيم الخبير فههي الههرد علههى كتههاب "البرهههان المنيههر فههي دحههض شههبهات أهههل
التكفير والتفجير" جمع وإعداد :أبي المنذر الحربي
بها إلى البلد ،ول فممي الفتمماوى المتعلقممة ،فقممد خممالف هممذا الجممماع
)ومثلمه اليمموم ممن منممع مممن آيمات وأحماديث الممولء والممبراء والكفمر
بالطاغوت والجهاد وغيره مما ذكرنا فقد خالف هذا الجماع(.
الوجه العاشر :إن قول القائل :ل يتعرض لحاديث الصفات آياتها
عند العوام ،ول يكتب بها إلى البلد ،ول في الفتاوى المتعلقة بها .إما
أن يريد بمذلك أنمه ل تتلمى همذه اليمات وهمذه الحماديث عنمد عموام
المؤمنين فهذا مما يعلم بطلنه بالضطرار من ديممن المسمملمين ،بممل
هذا القول إن أخذ على إطلقه ،فهو كفر صممريح فممإن الممة مجمعمة
على ما علموه بالضطرار من تلوة هذه اليات في الصلوات فرضها
ونفلهمما ،واسممتماع جميممع المممؤمنين لممذلك ،وكممذلك تلوتهمما وإقرائهمما
واسممتماعها خممارج الصمملة هممو مممن الممدين الممذي ل نممزاع فيممه بيممن
المسلمين ،وكذلك تبليغ الحاديث فممي الجملممة هممو مممما اتفممق عليممه
المسمملمون ،وهممو معلمموم بالضممطرار مممن ديممن المسمملمين .وكممذلك
قوله :ول يكتب بها إلى البلد ول في الفتمماوى المتعلقممة بهمما .إن أراد
أنها نفسها ل تكتب ول يفتى بها ،فهذا مما يعلممم فسمماده بالضممطرار
من دين السلم كما تقدم) .ومثله اليوم من منع من آيات وأحمماديث
الولء والبراء والكفر بالطاغوت والجهاد وغيره مما ذكرنا(.
الوجه الحادي عشر :إن سلف المة وأئمتهمما ممما زالمموا يتكلمممون
ويفتممون ويحممدثون العامممة والخاصممة بممما فممي الكتمماب والسممنة مممن
الصفات.
الوجه الرابع عشر :ليس لحد من الناس أن يلزم الناس ويوجب
عليهم إل ما أوجبه الله ورسوله ول يحظر عليهم إل ممما حظممره اللممه
ورسوله ،فمن وجب ما لم يوجبه الله ورسوله ،وحرم ما لم يحرمممه
الله ورسوله ،فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله.
ولهذا كان من شعار أهممل البممدع ،أحممداث قممول أو فعممل ،وإلممزام
الناس به وإكراههم عليه ،والموالة عليه والمعاداة على تركه.
فممإن العقمماب ل يجمموز أن يكممون إل علممى تممرك واجممب ،أو فعممل
محرم،ول يجوز إكراه أحد إل على ذلك ،واليجاب والتحريم ليممس إل
لله ولرسوله ،فمن عاقب على فعل أو تممرك بغيممر أمممر اللممه وشممرع
ذلك دينًا ،فقد جعل لله ندا ً ولرسوله نظيرًا.
ولهذا كممان أئمممة أهممل السممنة والجماعممة ،ل يلزمممون النمماس بممما
ن القنمموت ل لقد انتشرت عند كثير طلبة العلممم فتمماوى تقممول بممأ ّ
يجوز إل بإذن ولي المر وقممد قمام الشمميخ المجاهممد الصممبور الصممادع
بالحق العلمة حمود بن عقل الشعيبي بالرد على هذه الشبهة جممزاه
الله خيرا ً وأسبغ عليه رحمته.
قال الشيخ رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصمملة والسمملم علممى اشممرف النبيمماء
والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
إلى فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
سبب الكتابة إليكم التوضيح والبيممان وإبممراء للذمممة ،وذلممك أننممي
قرأت أوراقا لكم فرغت مممن شممريط منسمموب لمعمماليكم عممن حكممم
القنوت في النوازل وقممد لحظممت عليممه عممدة ملحظممات ،فممإن كممان
صدر عن معاليكم فأرجو إعممادة النظممر فيممما قلتممموه وعرضممه علممى
كلم العلماء وموافاتي بذلك وإل فسوف أضطر إلى نشره ،ل سمميما
وأنكم أظهرتم أن هممذا القممول لكممم سمموف تلزمممونه أئمممة المسمماجد
ت إنممك لممن ت ذلممك مرتيممن ،بممل قلم َ باعتبارهم تحت وليتكم كممما قل م َ
تتركهم يمضون على ماكان سابقا وهذا ينبئ عممن خطممر عظيممم فممي
مسألة القنمموت للمسمملمين فممي نمموازلهم ومصممائبهم ،إذ هممو تقليممص
عظيم لهذه المسألة إن لم يكن محوا ً لذلك ،كممما سمموف تممرون فممي
مناقشة ما ذهبتم إليه ،وهو أمر لم تسبقوا إليه في هممذه البلد الممتي
تبنى أهلها مساندة المسلمين في كل مكان ،ومن أقل ذلك القنمموت
لهم في نوازلهم وما أكثرها.
وقد نقممل ابممن القيممم فممي كتمماب الصمملة فممي فصممل فممي صممفة
القنوت :قال إسحاق الحربي :سمعت أبا ثممور يقممول لبممي عبممد اللممه
احمد بن حنبل :ما تقول في القنوت في الفجر ،فقال أبو عبممد اللممه:
إنما القنوت في النوازل ،فقال له أبو ثور :أي نوازل أكممثر مممن هممذه
النوازل التي نحن فيها؟ قال :فإذا كان كذلك فالقنوت.
ضمميق أمممر ونحن نقول اليوم :ما أكثر نوازل المسلمين فكيممف ي ّ
لقد شاع عند كثير من الناس ،ويعتقد كثير مممن الممذين يخممالفون
ن المجاهدين علممى منهممج جماعممة الخمموان المسمملمين، المجاهدين أ ّ
ن
والحقيقة أن منهج المجاهدين مخالف ومعارض لمنهج الخوان ،فممإ ّ
منهممج المجاهممدين وللممه الحمممد منهممج مبنممي علممى عقيممدة السمملف
والتوحيممد والصممدع بممالحق والرسمموخ علممى ثمموابت الشممريعة وعممدم
التنازل عنها ،وهذا خلف ما عليه جماعممة الخمموان مممن التنممازل عممن
أصممول الممدين والممدخول فممي المجممالس التشممريعية الشممركية وتممرك
الجهاد بالسلح والتفاوض مع الطواغيت وغيرها.
ن هذه الفترة هي فترة نضج للمنهج الجهادي حيث تطّهر مممن وإ ّ
أفكممار الخمموارج الغلة ومنهجهممم وانشممقت عممن الجماعممات الغاليممة
وقامت على منهممج السمملف بعممد تجربممة مضممنية فممي طريممق الجهمماد
والصلح فهذه جماعممة الجهماد المصمرية الممتي تركممت منهمج جماعمة
الهجممرة والتكفيممر الغاليممة والممتزمت منهممج السمملف وتلممك الجماعممة
السلفية للممدعوة والقتممال فممي الجممزائر والممتي أصممبحت الن تنظيممم
القاعممدة فممي بلد المغممرب السمملمي قممد انشممّقت عممن الجماعممة
السلمية المسملحة بعمد انحمراف مسميرتها وتبنيهمما لمنهمج الخموارج
والتزمت منهج السلف.
ن المجاهدين هم جماعة ن ما يظنه كثير من الناس أ ّ والمقصود أ ّ
ن بين منهج المجاهدين ومنهج ن ظنه خاطئ فإ ّ الخوان المسلمين فإ ّ
جماعة الخوان فرقا ً عظيما ً وبونا ً شاسعًا.
ن المجاهدين ينقلون من كلم سيد قطممب وهممو مممن فإن قيل :إ ّ
جماعة الخوان ،ويعظمون الشيخ عبد الله عزام وهو منهم.
ن سّيد قطب هو من الذين وقفوا وقفة حازمممة فممي فالجواب :أ ّ
وجه طاغوت مصر الحاكم بشريعة الطاغوت والموالي لعممداء اللممه،
كر لديه حق وخطأ وكونه أخطأ فممي بعممض المسممائل ل وهو رجل مف ّ
يمنع ذلك من أخذ ما أصاب فيه ،كما ينقل العلماء مممن كلم الممرازي
وكان من الفلسفة ومن كلم الزمخشري وكان من رؤوس المعتزلة
ولكنهم ينقلون من كلمه ما وافق فيه الحق ،وقد بين شيخ السمملم
ن الواجب علممى مممن أراد ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله أ ّ