للللل" هي مقولة يتداولها الجزائريون في كل مرة تتعطل مصالحهم ويتأجل بلوغ مبتغاهم ,إيمانا منهم بالقضاء و القدر وصبرا على الشدائد والمحن التي علمتهم كيف ينهضون في كل مرة يتعثرون " .كل تأخير فيه الخير" قالها الجزائريون بعد فوز مصر على زامبيا لنهم يدركون بأن حلوة التأهل إلى المونديال ستكون ناقصة لو حدثت بفضل الزامبيين .وشاء القدر أن يكون الحسم في القاهرة يوم 14نوفمبر فوق أرضية الميدان وليس في وسائل العلم ,وحينذاك يكون التأهل كامل غير منقوص - :سيكون التأهل بجدارة واستحقاق لننا سنعود به من القاهرة أمام أحد أحسن المنتخبات العربية والفريقية منذ بداية اللفية - .سيكون التأهل أحلى وأجمل لننا سنحققه في شهر نوفمبر الذي شهد اندلع واحدة من أعظم ثورات القرن العشرين , وهي ثورة الجزائر المجيدة التي وقف فيها الشقاء المصريون معنا مثلما فعل الكثير من الصدقاء ,ومثلما فعلنا مع الكثير منهم دون أن نتباهى بذلك لنها من شيمنا ولننا قمنا بواجبنا و ل زلنا نقوم به مع شعبنا العزيز في فلسطين ولبنان في العراق - .سيكون التأهل فوق الميدان خير جواب لكل الفواه الساكتة عن ظلم العداء والتي تتفنن في الساءة إلى الصدقاء والشقاء ,ولن نرد عليها إل فوق المستطيل الخضر احتراما وتقديرا لكل الشرفاء العزاء في مصر الغالية عند كل جزائري حر " .كل تأخير فيه الخير" لن مباراتنا مع رواندا بقدر ما أحرقت أعصابنا بما فعله الخصم والحكم ,وبقدر ما كشفت نقائصنا فرديا و جماعيا ,إل أننا سنستفيد منها في مباراتنا مع مصر لن الجزائريين اكتسبوا حنكة وتجربة إضافية ,وأظهروا قدرات فائقة على تحمل الضغوطات ,ويكفي أنهم عادوا في النتيجة و فازوا بثلثية .أما المكسب الهم فيبقى ذلك الحتراف الكبير الذي أظهره رفقاء مطمور في تصرفهم مع الحكم الذي رفض هدفا شرعيا ,و تعاملهم مع استفزازات لعبي رواندا دون أن يحصلوا على أية بطاقة صفراء طيلة اللقاء .وهنا كنت أتمنى أن يتحقق حلم دعاة حضور ملحظين دوليين لمراقبة تحيز الحكم الغيني للجزائريين . نظرا لكل هذا وجدت نفسي أقول مع القائلين "كل تأخير فيه الخير" والحتفال بالتأهل تأجل إلى حين ليام أخر فقط ,وليس لسنوات طوال مثلما حدث على مدى ثلثة عقود من الزمن .وحينها ينتزع جيل نوفمبر في شهر نوفمبر حقه في أن يفرح ويعتز و يفتخر ,ويجدد العهد مع جزائر التفوق والتألق .جزائر ل تريد التفوق والتألق والنتصار على مصر ولكنها تريد أن تحتل مكانتها الحقيقية بين الكبار في لعبة اسمها كرة القدم ,وحينها سيفرح معنا شعبنا العزيز في مصر وسيحزن من نصب نفسه ناطقا رسميا باسم الشعب المصري وراح يتهكم على بلد وشعب بسبب لعبة .أما إذا فاز علينا المنتخب المصري بفارق الهداف وتأهل فسيكون المر منطقيا لنهم أبطال إفريقيا ,و سننال نحن أجر من اجتهد و لم ينل ,وسنصفق لمصر في جنوب إفريقيا ,ولن نمس أبدا كرامة وشرف مصر البلد والمة ,ولن نسمح لي كان في الجزائر أن يفعل ذلك .