Professional Documents
Culture Documents
والدعية
5
6
-1تحفة الخيار ببيان جملة نافعة مما ورد
في الكتاب والسنة من الدعية والذكار
مقدمة:1
1كتاب )تحفة الخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من
الدعية والذكار( لسماحته رحمه الله.
7
وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة.
وقد ورد في فضل الذكر والدعاء والحث عليهما آيات كممثيرة
وأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر
َ
ن ذي َ هللا ال ّل ِ ما تيسر منها ،قال الله سممبحانه وتعممالىَ} :يا أي ّ َ
ة
كللَر ً حوهُ ب ُ ْ سللب ّ ُ و َ كللًرا ك َِثيللًرا * َ ه ِذ ْ كللُروا الّللل َ مُنللوا اذْ ُ آ َ
َ
م كلل ْ ج ُ ر َ خ ِ ه ل ِي ُ ْ ملئ ِك َت ُ ُ و َ م َ عل َي ْك ُ ْ صّلي َ ذي ي ُ َ و ال ّ ِ ه َ صيًل * ُ وأ ِ َ
مللا{ ،1
حي ً ن َر ِ مِني َ ؤ ِم ْ ْ
ن ب ِللال ُ وكا َ َ ر َ ت إ ِلى الّنو ِ َ ما ِ ُ
ن الظل َ ّ م َ ِ
َ
ول ش لك ُُروا ل ِللي َ وا ْ م َ فاذْك ُُروِني أذْك ُْرك ُل ْ وقال تعممالىَ } :
تما ِ س لِ َ م ْ وال ْ ُ ن َ مي َ س لِ ِ م ْ ن ال ْ ُ ن{ ،2وقال تعالى} :إ ِ ّ فُرو ِ ت َك ْ ُ
ت{ إلى أن قان َِتا ِ وال ْ َ ن َ قان ِِتي َ وال ْ َ ت َ مَنا ِ ؤ ِم ْ وال ْ ُ ن َ مِني َ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ َ
د َ وال ل ّ َ ّ وال ّ
عل ّ تأ َ ذاك َِرا ِ ه كِثي لًرا َ ن الل َ ري َ ذا َك ِ ِ قال سبحانهَ } :
ن مللا{ ،3وقممال تعممالى} :إ ِ ّ ظي ً ع ِ جًرا َ وأ ْ فَرةً َ غ ِ م ْ م َ ه ْ ه لَ ُ الل ّ ُ
ْ َ
رها ِ والن ّ َ ل َ ف الل ّي ْ ِ خِتل ِ وا ْ ض َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ق ال ّ ِ
خل ْ في َ ِ
َ ُ
مللا قَيا ً ه ِ ن الل ّل َ ن ي َلذْك ُُرو َ ذي َ ب * ال ّل ِ ت ِلول ِللي اْلل ْب َللا ِ َلَيا ٍ
َ
نذي َ ها ال ّ ِ م{ ،وقال تعالىَ} :يا أي ّ َ
4
ه ْ جُنوب ِ ِ عَلى ُ و َ دا َ عو ً ق ُ و ُ َ
ه ك َِثيللًرا ّ
كللُروا الللل َ واذْ ُ فللاث ْب ُُتوا َ ة َ فئ َ ً م ِ قيُتلل ْ َ
ذا ل ِ مُنللوا إ ِ َ آ َ
م عل ّك ُ ْ لَ َ
8
م س لك َك ُ ْ مَنا ِ م َ ض لي ْت ُ ْ ق َ ذا َ ف لإ ِ َ ن{ ،1وقممال تعممالىَ } : حللو َ فل ِ ُ تُ ْ
كللًرا{ ،2وقممال شدّ ِذ ْ و أَ َ مأ ْ
فاذْك ُروا الل ّه ك َذك ْرك ُم آباءَك ُ َ
ْ ِ ِ ْ َ َ ُ َ
َ َ
ول م َ وال ُك ُ ْ مل َ مأ ْ هك ُل ْ ِ
من ُللوا ل ت ُل ْ نآ َ ذي َ هللا ال ّل ِ تعالىَ} :يا أي ّ َ
ف لأول َئ ِ َ ُ َ
م هل ُ ك ُ ك َ ل ذَل ِل َ ع ْ ف َ ن يَ ْ م ْ و َ ه َ ر الل ّ ِ ن ِذك ِْ ع ْ م َ ولدُك ُ ْ أ ْ
ة
جللاَر ٌ م تِ َ هل ْ ْ جا ٌ ال ْ َ
هي ِ ل ل ت ُل ِ ر َ ن{ ،وقال تعممالىِ } : سُرو َ خا ِ
3
ة ء الّزك َللا ِ وِإيت َللا ِ ة َ صللل ِ قللام ِ ال ّ وإ ِ َ ه َ ر الل ّل ِ ِ ن ِذك ْ ع ْ ع َ ول ب َي ْ ٌ َ
صللاُر{ ،وقممال َ ْ ُ ْ
ه ال ُ ّ ما ت َت َ َ خا ُ
والب ْ َ ب َ قلو ُ في ِ ب ِ قل ُ و ً ن يَ ْ فو َ يَ َ
4
ن دو َ و ُ ة َ ف ً خي َ و ِ عا َ ضّر ً ك تَ َ س َ ف ِ في ن َ ْ ك ِ واذْك ُْر َرب ّ َ تعالىَ } :
ن مل َ ن ِ ول ت َك ُل ْ ل َ صللا ِ واْل َ و َ غ لد ُ ّ ل ِبال ْ ُ و ِ قل ْ ن ال ْ َ مل َ ر ِ هل ِ ج ْال ْ َ
ة
صللل ُ ت ال ّ ضللي َ ِ ق ِ ذا ُ فللإ ِ َ ن{ ،5وقممال تعممالىَ } : فِلي َ غللا ِ ال ْ َ
ه ل الّللل ِ ضلل ِ ف ْ ن َ ملل ْ غللوا ِ واب ْت َ ُ ض َ ِ فللي اْل َْر شللُروا ِ فان ْت َ ِ َ
ن{.6 حو َ فل ِ ُ م تُ ْ عل ّك ُ ْ ه ك َِثيًرا ل َ َ واذْك ُُروا الل ّ َ َ
والكثار من ذكر الله تبارك وتعالى ودعاءه سبحانه مسممتحب
في جميع الوقات والمناسبات ،وفي الصباح والمسمماء وعنممد
النوم واليقظة ودخول المنزل
9
والخروج منه ،وعند دخول المسجد والخروج منه؛ لممما سممبق
د
مل ِ ح ْ ح بِ َ سب ّ ْ و َ من اليات الكريمات ،ولقوله تعممالى أيضممًاَ } :
دملل ِ ح ْ ح بِ َ سب ّ ْ و َ ر{ ،وقوله تعالىَ } :
1
كا ِ واْل ِب ْ َ ي َ ش ّ ع ِ ك ِبال ْ َ َرب ّ َ
ب{ ،2وقمموله غ لُرو ِ ل ال ْ ُ قب ْ ل َ و َ س َ م ِ شل ْ ع ال ّ ل طلو ِ
قب ْ َ ُ ُ ك َ َرب ّ َ
ة دا ِ غلل َ م ِبال ْ َ هلل ْ ن َرب ّ ُ عو َ ن َيللدْ ُ ذي َ طللُرِد اّللل ِ ول ت َ ْ تعممالىَ } :
َ
حى و َ ف لأ ْ ه{ ،وقمموله تعممالىَ } : 3
هل ُ ج َ و ْ ن َ دو َ ري ل ُ ي يُ ِ ش َّ ع ِ وال ْ َ َ
شللّيا{ ،وقمموله تعممالى: ع ِ و َ حوا ب ُكللَرةً َ ْ سللب ّ ُ ن َ مأ ْ هلل ْ َ
إ ِلي ْ ِ
4
10
عاض لّر ً م تَ َ عوا َرب ّك ُل ْ ن{ 1اليممة ،وقممال تعممالى} :ادْ ُ عا ِ ذا دَ َ إِ َ
فللي دوا ِ سل ُ ف ِ ول ت ُ ْ ن* َ دي َ عت َل ِ
م ْب ال ْ ُ حل ّ ه ل يُ ِ ة إ ِن ّ ل ُ في َ ل ًخ ْ و ُ َ
ة
ملل َ َ و ً َ ْ
ح َ ن َر ْعا إ ِ ّم ً وط َ فا َ خ ْعوهُ َ وادْ ُ ها َ ح َ صل ِ عد َ إ ِ ْ ض بَ ْ ِ الْر
َ
نمل ْ ن{ ،وقممال سممبحانه} :أ ّ س لِني َ ح ِ م ْن ال ْ ُ مل َب ِ ري ٌ ق ِ ه َالل ّ ِ
2
11
وفي صحيح البخاري عن عثمان رضممي اللممه عنممه عممن النممبي
صمملى اللممه عليممه وسمملم أنممه قممال)) :خيركللم مللن تعلللم
القرآن وعلمه((.1
وفي صحيح مسمملم عممن أبممي أمامممة البمماهلي قممال :سمممعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)) :اقرءوا القللرآن
فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا ً لصحابه((.2
وفي صحيح مسلم أيضا ً من حديث النواس بن سمعان رضي
الله عنه قال :سمعت النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم يقممول:
))يؤتى بللالقرآن يللوم القيامللة وأهللله الللذين كللانوا
يعملللون بلله تقللدمه سللورة البقللرة وآل عمللران((،
وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثة أمثال ما
نسممميتهن بعمممد ،قمممال)) :كأنهمللا غمامتللان أو ظلتللان
ر
سوداوان بينهما شرق ،أو كأنهما حزقان مللن طي ل ٍ
صواف تحاجان عن صاحبهما((.3
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :سمعت
12
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)) :من قللرأ حرف لا ً
مللن كتللاب الللله فللله بلله حسللنة ،والحسللنة بعشللر
أمثالها ل أقول )أللم( حرف ولكللن )ألللف( حللرف و
)لم( حللرف و )ميللم( حللرف(( 1رواه الترمممذي بسممند
حسن.
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسمملم أحمماديث كممثيرة
تدل على فضل الذكر والتحميد والتهليممل والتسممبيح والممدعاء
والستغفار كل وقت وفي طرفي الليل والنهممار ،وفممي إدبممار
الصلوات الخمس بعد السلم ،نذكر بعضها:
فممممن ذلمممك قممموله صممملى اللمممه عليمممه وسممملم)) :سلللبق
المفردون(( قالوا يمما رسممول اللممه :مممن المفممردون؟ قممال:
))الذاكرون الله كللثيرا ً والللذكرات(( 2رواه مسمملم فممي
صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللممه عنممه .وقممال صمملى
الله عليه وسلم)) :أحب الكلم إلى الله أربع ل يضرك
بأيهن بدأت :سبحان الللله ،والحمللد لللله ،ول إللله إل
الله ،والله أكبر(( 3رواه مسلم.
1رواه الترمذي في كتاب فضل القرآن ،باب :ما جاء فيمن قرأ حرفا ً من
القرآن ماله من الجر برقم .2910
2أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والستغفار ،باب الحث على
ذكر الله تعالى برقم .2676
3أخرجه مسلم في كتاب الدب ،باب كراهة التسمية بالسماء القبيحة وبنافع
برقم .2137
13
وفي صحيح مسلم أيضا ً عن سعد بن أبي وقاص رضممي اللممه
عنه قال :جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسمملم
فقممال :علمنممي كلم ما ً أقمموله ،قممال)) :قل ل إللله إل الللله
وحده ل شريك له ،الله أكبر كبيرا ً والحمد لله كثيرا ً
وسبحان الللله رب العللالمين ،ول حللول ول قللوة إل
بالله العزيز الحكيم(( فقال :يا رسول الله إن هؤلء لربي
فممما لممي؟ قممال)) :قللل اللهللم اغفللر لللي وارحمنللي
واهدني وارزقني((.1
وقال أيضا ً عليه الصلة والسلم)) :الباقيللات الصللالحات:
سبحان الله ،والحمد لله ،ول إله إل الله ،والله أكبر
ول حول ول قوة إل بالله(( 2أخرجه النسممائي ،وصممححه
ابن حبان ،والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللممه
عنه.
وقال عليممه الصمملة والسمملم)) :ما عمللل ابللن آدم عمل ً
أنجا له من عذاب الله ،من ذكر الله(( 3أخرجه ابن أبي
شيبة
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والستغفار ،باب فضل التهليل
والتسبيح والدعاء برقم .2696
2أخرجه المام أحمد في مسند المكثرين ،مسند أبي سعيد الخدري برقم
.11316
3أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج 2ص .166
14
والطبراني بإسناد حسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه :قممال رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم)) :أل أخبركم بخير أعمللالكم وأزكاهللا
عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ،وخيللر لكللم مللن
إنفللاق الللذهب والفضللة ،وخيللر لكللم مللن أن تلقللوا
عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعنللاقكم .قممالوا:
بلممى يمما رسممول اللممه قممال :ذكر الله(( 1رواه المممام أحمممد
والترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح.
وقال صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :ل يقعد قللوم يلذكرون
الله عز وجل إل حفتهم الملئكة وغشيتهم الرحمة
2
ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنللده((
رواه مسلم من حديث أبممي هريممرة وأبمي سمعيد رضمي اللمه
عنهما.
وقال صلى الله عليه وسمملم)) :من قللال ل إللله إل الللله
وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمللد وهللو علللى
كل شيء قدير عشر
1أخرجه الترمذي كتاب الدعوات ،باب منه برقم 3377وابن ماجه في كتاب
الدب ،باب فضل الذكر برقم 3780والمام أحمد في مسند النصار ،حديث
معاذ بن جبل برقم .21065
2أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب فضل الجتماع على تلوة
القرآن وعلى الذكر برقم .2700
15
مللرات كللان كمللن أعتللق أربعللة أنفللس مللن ولللد
إسماعيل(( 1متفق عليه من حديث أبممي أيمموب رضممي اللممه
عنه.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضممي اللممه عنممه عممن النممبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :من قال ل إللله إل الللله
وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمللد وهللو علللى
كل شيء قدير في يوم مائة مللرة ،كللانت للله عللدل
عشر رقاب ،وكتبت للله مللائة حسللنة ،ومحيللت عنلله
مائة سيئة ،وكانت له حرزا ً من الشيطان يومه ذلك
حتى يمسي ،ولم يأت أحد بأفضللل ممللا جللاء بلله إل
رجل عمل أكثر من ذلك ،ومللن قللال :سللبحان الللله
وبحمده فللي يللوم مللائة مللرة ،حطللت خطايللاه ولللو
كانت مثل زبد البحر((.2
وفي الصحيحين أيضا ً عن رسول الله صلى الله عليمه وسملم
أنه قال)) :كلمتان خفيفتللان علللى اللسللان حبيبتللان
إلى الرحمن ،ثقيلتللان فللي الميللزان ،سللبحان الللله
وبحمده،
16
سبحان الله العظيم((.1
وخرج الترمذي وغيره بإسممناد حسممن عممن أبممي سممعيد وأبممي
هريرة رضي الله عنهممما عممن رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم أنه قال)) :ما قعد قوم مقعدا ً لللم يللذكروا الللله
فيه عز وجل ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه
وسلم إل كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء
غفر لهم((.2
وقالت عائشة رضي الله عنها :كممان النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم يذكر الله على كل أحيانه 3خرجه مسلم في صحيحه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عممن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم أنه قال)) :ما اجتمع قوم فللي بيللت مللن بيللوت
الله يتلون كتاب الللله ويتدارسللونه بينهللم إل نزلللت
عليهللم السللكينة ،وغشلليتهم الرحمللة ،وحفتهللم
الملئكة ،وذكرهم الله في من عنده ،ومن بطللأ بلله
عمله
17
لم يسرع به نسبه(( 1خرجه مسلم في صحيحه.
وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي بكر الصديق رضممي
الله عنه أنه قال :يا رسول الله علمنممي دعمماء أدعممو بممه فممي
صلتي وفي بيتي قال)) :قل اللهم إني ظلمت نفسللي
ظلما ً كللثيرا ً ول يغفللر الللذنوب إل أنللت فللاغفر لللي
مغفللرة مللن عنللدك وارحمنللي إنللك أنللت الغفللور
الرحيم((.2
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النممبي صمملى اللممه
عليممه وسمملم أنممه قممال)) :الدعاء هللو العبللادة(( 3أخرجممه
أصحاب السنن الربعة بإسناد صحيح.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :كان رسول اللممه صمملى
الله عليه وسلم يقول)) :اللهم إني أعوذ بك مللن زوال
نعمتك،
18
1
وتحول عافيتك ،وفجاءة نقمتك ،وجميع سللخطك((
رواه مسلم في صحيحه.
وعنه رضي الله عنه قال :كان رسول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم يقول)) :اللهم إني أعللوذ بللك مللن غلبللة الللدين
وغلبة العدو وشماتة العداء(( 2رواه النسممائي وصممححه
الحاكم.
وعن بريدة رضي الله عنه قال :سمع النبي صلى اللممه عليممه
وسلم رجل ً يقول :اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله
ل إله إل أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا ً أحد ،فقال رسول الله صلى اللممه عليممه وسمملم)) :لقد
سأل الللله باسللمه الللذي إذا سللئل بلله أعطللى ،وإذا
دعي به أجاب(( 3أخرجه الربعة وصححه ابن حبان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :كان رسول الله
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة ،باب أكثر أهل الجنة الفقراء
برقم .2739
2أخرجه النسائي في كتاب الستعاذة ،باب الستعاذة من غلبة الدين برقم
.5475
3أخرجه أبو داود في كتاب الصلة ،باب الدعاء برقم 1493والترمذي في
كتاب الدعوات ،باب ما جاء في جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه
وسلم برقم 3475وابن ماجه في كتاب الدعاء ،باب اسم الله العظم برقم
.3857
19
صلى الله عليه وسمملم يقممول)) :اللهم أصلللح لللي دينللي
الذي هو عصمة أمري ،وأصلح لي دنياي التي فيهللا
معاشللي ،وأصلللح لللي آخرتللي الللتي فيهللا معللادي،
واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ،واجعل الموت
راحة لي من كل شر(( 1أخرجه مسلم.
وعن أبي موسى الشعري رضي الله عنممه قممال :كممان النممبي
صلى الله عليه وسلم يدعو)) :اللهم اغفر لي خطيئتللي
وجهلي ،وإسلرافي فلي أملري وملا أنلت أعللم بله
مني ،اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي
كل ذلك عندي ،اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت
وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني ،أنللت
2
ء قللدير(( المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شي ٍ
متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال :كان رسممول اللممه صمملى اللممه
عليممه وسمملم يقممول)) :اللهللم انفعنللي بمللا علمتنللي
وعلمني
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والستغفار ،باب التعوذ من
شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل برقم .2720
2أخرجه البخاري في كتاب الدعوات ،باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ،برقم 6398ومسلم في كتاب الذكر
والدعاء والتوبة والستغفار ،باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل
برقم .2719
20
ما ينفعني وارزقنللي علمللاً ينفعنللي(( 1رواه النسممائي
والحاكم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنممه قممال :سمممعت رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم يقول)) :والله إني لسللتغفر الللله
وأتوب إليه في اليوم أكثر من سللبعين مللرة(( 2رواه
البخاري.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قمال :كنما نعمد لرسمول اللمه
صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مممائة مممرة ))رب
ي إنك أنت التواب الغفللور(( 3رواه اغفر لي وتب عل ّ
أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن شداد بن أوس رضي اللممه عنممه عممن النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم أنه قال)) :سيد الستغفار أن يقللول العبللد
اللهم أنت ربي ل إله إل أنللت خلقتنللي وأنللا عبللدك
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك مللن
يشر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عل ّ
21
وأبوء بللذنبي فللاغفر لللي فللإنه ل يغفللر الللذنوب إل
أنت(( 1رواه البخاري في صحيحه.
واليات والحاديث في فضل الذكر والدعاء والستغفار كثيرة
معلومة.
وقد رأيت جمع ما يسر الله تعالى مما صح عن النممبي صمملى
اللممه عليممه وسمملم مممن الذكممار والدعيممة المشممروعة عقممب
الصمملوات الخمممس ،وفممي الصممباح والمسمماء ،وعنممد النمموم
واليقظة ،وعند دخممول المنممزل والخممروج منممه ،وعنممد دخممول
المسجد والخروج منه ،وعند الخروج للسممفر والقفممول منممه.
وقد سميتها "تحفة الخيار ببيان جملة نافعة مما ورد
في الكتاب والسنة الصحيحة من الدعية والذكللار"
مقتصرا ً على ما صحت به الخبار عن النبي صلى اللممه عليممه
وسلم دون؛ غيره لتكون زادا ً للمسلم وعونا ً له بمشيئة اللممه
تعالى في المناسبات المذكورة مع أحاديث أخرى في فضممل
الذكر والدعاء ،مممع نصمميحتي لكممل مسمملم ٍ ومسمملمة بالعنايممة
بالذكر والدعاء في جميع الوقات عمل ً بما تقدم مممن اليممات
والحمماديث فممي ذلممك ،واللممه أسممأل أن ينفعنممي بهمما وجميممع
المسلمين إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمممد
وآله وصحبه.
أخرجه البخاري في كتاب الدعوات ،باب فضل الستغفار برقم .6306 1
22
-2فصل في بيان الذكار المشروعة بعد
السلم في الصلوات الخمس
لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسمملم أنممه كممان إذا
سلم من صلة الفريضة اسممتغفر اللممه ثلث ما ً وقممال)) :اللهم
أنللت السلللم ومنللك السلللم تبللاركت يللا ذا الجلل
والكللرام ،1ل إللله إل الللله وحللده ل شللريك للله ،للله
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قللدير ،اللهللم
ل مانع لما أعطيت ول معطي لما منعللت ول ينفللع
ذا الجد منك الجد ،2ل حول ول قوة إل بللالله ل إللله
إل الله ول نعبد إل إياه له النعمة وللله الفضللل وللله
الثناء الحسن ،ل إله إل الله مخلصين له الدين ولللو
كره الكافرون ،3ويسبح الله ثلثا ً وثلثيللن ،ويحمللده
مثل ذلك ،ويكبره مثل ذلللك ،ويقللول تمللام المللائة:
))ل إله إل الله وحده ل شللريك للله ،للله الملللك وللله
الحمد
1أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلة ،باب استحباب الذكر بعد
الصلة وبيان صفته برقم .591
2أخرجه البخاري في كتاب الذان ،باب الذكر بعد الصلة برقم ،844ومسلم
في كتاب المساجد ،باب استحباب الذكر بعد الصلة وبيان صفته برقم .593
3أخرجه مسلم في كتاب المساجد ،باب استحباب الذكر بعد الصلة وبيان
صفته برقم .594
23
وهو على كل شيء قدير(( ،1ويقرأ آية الكرسممي و"قل
هو الله أحد" و "قل أعوذ برب الفلق" و "قللل أعللوذ
برب الناس" بعد كل صلة.
ويستحب تكرار هممذه السممور الثلث ثلث مممرات :بعممد صمملة
الفجر ،وصلة المغممرب لممورود الحممديث الصممحيح بممذلك عممن
النبي صلى الله عليه وسلم ،كما يستحب أن يزيد بعد الممذكر
المتقدم بعد صلة الفجر وصلة المغرب قممول)) :ل إللله إل
الله وحده ل شريك له ،له الملك وللله الحمللد يحيللي
ويميت وهو على كللل شلليء قللدير(( ،2عشممر مممرات؛
لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ،وإن كان إماممما ً
انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلث مًا .وبعممد
قوله :اللهم أنت السلم ومنك السمملم تبمماركت يمما ذا الجلل
والكممرام ثممم يممأتي بالذكممار المممذكورة ،كممما دل علممى ذلممك
أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسمملم منهمما حممديث
عائشة رضي الله عنها في صحيح مسمملم .كممل هممذه الذكممار
سنة وليست فريضة.
1أخرجه مسلم في كتاب المساجد ،باب استحباب الذكر بعد الصلة وبيان
صفته برقم .593
2أخرجه أحمد في باقي مسند النصار ،حديث أبي أيوب النصاري رضي الله
عنه برقم .23007
24
-3فصل في أذكار الصباح والمساء
عن أبي هريرة رضي الله عنممه عممن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسمملم قممال)) :مللن قللال حيللن يصللبح وحيللن يمسللي
سبحان الله وبحمده مللائة مللرة ،للم يلأت أحللد يلوم
القيامة بأفضل مما جاء به إل أحد قال مثل ما قال
أو زاد عليه(( 1رواه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قممال :كممان نممبي اللممه صملى
الله عليه وسلم إذا أمسى قال)) :أمسينا وأمسى الملك
لله ،والحمد لله ،ل إله إل الله وحللده ل شللريك للله،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قللدير ،رب
أسألك خيللر مللا فللي هللذه الليلللة وخيللر مللا بعللدها،
وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها،
رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعللوذ بللك
من عذاب في النار ،وعذاب في القللبر(( ،وإذا أصممبح
قممال ذلممك أيضممًا)) :أصبحنا وأصللبح الملللك لللله(( 2رواه
مسلم.
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والستغفار ،باب فضل التهليل
والتسبيح والدعاء برقم .2692
2أخرجه مسلم في كتابا لذكر والدعاء والتوبة والستغفار ،باب التعوذ من شر
ما عمل ومن شر ما لم يعمل برقم .2723
25
وعن شداد بن أوس رضي اللممه عنممه عممن النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم قال)) :سيد الستغفار :اللهم أنت ربي ،ل
إله إل أنت ،خلقتني وأنا عبللدك ،وأنللا علللى عهللدك
ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شللر مللا صللنعت،
ي ،وأبوء لك بذنبي ،فللاغفر لللي أبوء لك بنعمتك عل ّ
فإنه ل يغفر الللذنوب إل أنلت(( ،قممال)) :ومللن قالهلا
مللن النهللار موقن لا ً بهللا فمللات مللن يللومه قبللل أن
يمسي فهو من أهل الجنللة ومللن قالهللا مللن الليللل
وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو مللن أهللل
الجنة(( 1رواه البخاري.
وعن عبد الله بن حبيب قال :خرجنا فممي ليلممة مطممر وظلمممة
شممديدة نطلممب النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم ليصمملي لنمما
فأدركناه فقال)) :قل ،فلم أقل شلليئًا ،ثللم قللال :قللل
فلم أقل شيئًا ،ثم قال :قل :فقلت :يا رسول الللله
ملللا أقلللول؟ قلللال :قلللل} :قلللل هلللو اللللله أحلللد{
والمعوذتين حين تمسللي وحيللن تصللبح ثلث مللرات
تكفيللك مللن كللل شلليء(( 2رواه أبممو داود ،والترمممذي،
والنسائي بإسناد حسن.
1سبق تخريجه.
2أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب في انتظار الفرج وغير ذلك برقم
3575وأبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم .5082
26
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عممن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم أنه كممان يعلممم أصممحابه يقممول)) :إذا أصبح أحللدكم
فليقل :اللهم بلك أصلبحنا وبلك أمسلينا وبلك نحيلا
وبك نموت وإليك النشور ،وإذا أمسى فليقل اللهم
بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليللك
المصير(( 1رواه أبو داود والترممذي والنسمائي وابمن ماجمة،
وإسناده عند أبي داود وابن ماجة صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ،أن أبمما بكممر الصممديق رضممي
الله عنممه قممال :يمما رسممول اللممه ،مرنممي بكلمممات أقممولهن إذا
أصبحت وإذا أمسيت قال :قل)) :اللهم فاطر السللموات
والرض ،عللالم الغيللب والشللهادة رب كللل شلليء
ومليكه أشهد أن ل إله إل أنت ،أعللوذ بللك مللن شللر
نفسي وشر الشلليطان وشللركه وأن أقللترف علللى
نفسي سللوءً أو أجللره إلللى مسلللم ،قللال :قلهللا إذا
أصللبحت وإذا أمسلليت وإذا أخللذت مضللجعك(( 2رواه
المام
1أخرجه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم ،5068
والترمذي في كتاب الدعوات ،باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى
برقم .3391
2أخرجه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم ،5067
والترمذي في كتاب الدعوات ،باب منه برقم 3529وأحمد في مسند
العشرة المبشرين بالجنة ،مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه برقم .82
27
أحمممد وأبممو داود والترمممذي والنسممائي والبخمماري فممي الدب
المفرد بإسناد صحيح ،وهذا لفظ أحمد والبخاري.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :قال رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم)) :ما من عبللد يقللول فللي صللباح
كل يوم ومساء كل ليلة :بسم الله الذي ل يضر مع
اسللمه شلليء فللي الرض ول فللي السللماء وهللو
السميع العليم ثلث مرات لللم يضللره شلليء(( 1رواه
المام أحمد والترمذي وابممن ماجممة ،وقممال الترمممذي :حسممن
صحيح وهو كما قال رحمه الله.
وعن ثوبان خادم النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم ،أن رسممول
الله صلى اللممه عليممه وسمملم قممال)) :ما ملن عبلد مسللم
يقول حين يصبح وحين يمسي ثلث مللرات رضلليت
د صلللى الللله عليللهبالله ربا ً وبالسلم دين لا ً وبمحم ل ٍ
وسلم نبيا ً إل كان حق لا ً علللى الللله أن يرضلليه يللوم
القيامة(( 2رواه المام أحمد وأبو داود وابن ماجة
1أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا
أمسى برقم ،3388وابن ماجه في كتاب الدعاء ،باب ما يدعو به الرجل إذا
أصبح وإذا أمسى برقم .3869
2أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا
أمسى برقم 3389وأبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم
.5072
28
بإسناد حسن ،وهذا لفظ أحمد ،ولكنه لم يسم ثوبان وسممماه
الترمذي في روايته ،وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة
بلفظ أحمد.
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال)) :من رضللي بللالله رب لا ً
وبالسلم دينا ً وبمحمد نبيا ً وجبت له الجنة((.1
وروى مسلم في صحيحه أيضا ً عن العباس بن عبد المطلممب
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسمملم قممال)) :ذاق
طعم اليمان من رضللي بللالله رب لا ً وبالسلللم دين لا ً
وبمحمد رسول ً((.2
وعن أنس رضي الله عنه أن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
قال)) :من قال حيللن يصللبح أو يمسللي :اللهللم إنللي
أصبحت أشللهدك وأشللهد حملللة عرشللك ،وملئكتللك
وجميع خلقك بأنك أنت الله ل إله إل أنت وحللدك ل
شريك لك ،وأن محمدا ً عبللدك ورسللولك أعتللق الللله
ربعه من النار ،ومن قالها مرتين أعتق الله
1أخرجه مسلم في كتاب المارة ،باب بيان ما أعده الله للمجاهد في الجنة
برقم .1884
2أخرجه مسلم في كتاب اليمان ،باب الدليل على أن من رضي بالله ربا ً
ل" فهو مؤمن وإن ارتكب وبالسلم دينا ً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسو ً
المعاصي الكبائر برقم .34
29
نصفه من النار ،ومن قالهللا ثلث لا ً أعتللق الللله ثلثللة
أرباعه من النار ،فإن قالها أربع لا ً أعتقلله الللله مللن
النار(( 1رواه أبو داود بإسناد حسن ،وأخرجممه النسممائي فممي
عمل اليوم والليلة بسند حسن ،ولفظه)) :مللن قللال حيللن
يصلبح :اللهلم إنلي أشللهدك وأشلهد حملللة عرشلك
وملئكتك وجميع خلقك أنك أنت الله ل إله إل أنللت
وحدك ل شللريك لللك ،وأن محمللدا ً عبللدك ورسللولك
أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار ،فإن قالها أربع
مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار((.2
وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم قال)) :من قال حين يصبح :اللهللم مللا
أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحللدك
ل شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شللكر
يومه ،ومن قال ذللك حيلن يمسلي فقللد أدى شلكر
ليلته(( 3رواه أبممو داود والنسممائي فممي عمممل اليمموم والليلممة
بإسناد ٍ حسن ،وهذا لفظه لكنه لممم يممذكر ))حين يمسللي((
وأخرجه ابممن حبممان بلفممظ النسممائي مممن حممديث ابممن عبمماس
رضي الله عنهما.
أخرجه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم .5069 1
أخرجه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة ،ج .138 /1 2
أخرجه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم .5073 3
30
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما) :لم يكللن النللبي
صلى الله عليلله وسلللم يللدع هللؤلء الللدعوات حيللن
يمسي وحين يصبح :اللهم إني أسألك العافية فللي
الدنيا والخرة ،اللهم إنللي أسللألك العفللو والعافيللة
فللي دينللي ودنيللاي وأهلللي ومللالي ،اللهللم اسللتر
عوراتي وآمن روعللاتي ،اللهللم احفظنللي مللن بيللن
يدي ومن خلفي وعللن يمينللي وعللن شللمالي ومللن
فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحللتي( 1خرجممه
المام أحمد فممي المسممند ،وأبممو داود والنسممائي وابممن ماجممة
وصححه الحاكم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول اللممه صمملى
اللممه عليممه وسمملم)) :من قال ل إللله إل الللله وحللده ل
شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شلليء
قدير ،من قالها عشر مرات حين يصبح كتب الله له
مائة حسنة ،ومحا عنه مائة سيئة ،وكللانت للله عللدل
رقبة ،وحفظ بها يومئذ حللتى يمسللي ،ومللن قالهللا
مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك(( 2رواه
1أخرجه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم ،5074وأحمد
في مسند المكثرين من الصحابة ،مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي
الله عنهما برقم .4770
2أخرجه المام أحمد في باقي مسند المكثرين ،حديث أبي هريرة برقم
.8502
31
المام أحمد في مسنده بإسنادٍ حسن.
وعنه رضي الله عنه أيضا ً قال :قممال النممبي صمملى اللممه عليممه
وسمملم)) :مللن قللال إذا أمسللى ثلث مللرات :أعللوذ
بكلمات الله التامللات مللن شللر مللا خلللق لللم تضللره
حلمة تلك الليلة(( 1رواه المممام أحمممد والترمممذي بإسممنادٍ
حسممن .والحمممة :سممم ذوات السممموم كممالعقرب والحيممة
ونحوهما.
وأخرج مسلم في صحيحه عن خولة بنممت حكيممم رضممي اللممه
عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قممال)) :مللن نللزل
منزل ً فقال :أعوذ بكلمات الله التامات من شللر مللا
خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك((.2
وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيممه رضممي اللممه
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصممبح وإذا
أمسى)) :أصبحنا على فطرة السلللم ،وعلللى كلمللة
الخلص ،وعلى دين نبينللا محمللد صلللى الللله عليلله
وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا ً
32
مسلماً وما كان من المشركين(( 1خرجممه المممام أحمممد
في مسنده بإسنادٍ صحيح.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكممر أنممه قممال لبيممه :يمما أبممت إنممي
أسمعك تدعو كل غداة )اللهم عافني في بدني اللهللم
عافني في سمعي اللهم عافني في بصللري ل إللله
إل أنت( تعيدها ثلثا ً حين تصبح وثلثا ً حين تمسممي ،وتقممول:
)اللهم إني أعوذ بك من الكفلر والفقللر وأعلوذ بلك
من عذاب القبر ل إله إل أنللت ،تعيللدها حيللن تصللبح
ثلث لا ً وحيللن تمسللي ثلث لا ً قللال :نعللم يللا بنللي إنللي
سمعت النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم يللدعو بهللن
فأحب أن أستن بسنته( 2رواه المام أحمد والبخاري في
الدب المفرد وأبو داود والنسائي بإسناد حسن.
ويشرع لكل مسلم ومسلمة أن يقول في صممباح كممل يمموم ل
إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على
33
كل شيء قدير مائة مرة حتى يكون في حرز مممن الشمميطان
يومه ذلك حتى يمسي؛ لما تقدم في الصحيحين مممن حممديث
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللممه عليممه وسمملم
أنه قال)) :من قال :ل إله إل الله وحده ل شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قللدير فللي
يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ،وكتبت للله
مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ،وكانت له حرزا ً
من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يللأت أحللد
بأفضل مما جاء بلله إل رجللل عمللل أكللثر مللن ذلللك،
ومن قال سبحان الله وبحمده في يللوم مللائة مللرة
حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر((.1
34
-4فصل فيما يقال عند دخول المنزل
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :سمممعت رسممول
الله صلى الله عليه وسلم يقول)) :إذا دخل الرجللل بيتلله
فذكر الله تعللالى عنللد دخللوله ،وعنللد طعللامه ،قللال
الشيطان :ل مبيت لكم ول عشللاء ،وإذا دخللل فلللم
يذكر الله تعالى عند دخوله ،قال الشيطان :أدركتم
المبيت ،وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعللامه قللال:
أدركتم المبيت والعشاء(( 1رواه مسلم.
وعن أبي مالك الشعري رضي الله عنممه قممال :قممال رسممول
اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :إذا ولللج الرجللل بيتلله
فليقللل :اللهللم إنللي أسللألك خيللر المولللج ،وخيللر
المخرج ،بسم الله ولجنا ،وبسم الله خرجنا ،وعلللى
الله ربنا توكلنا ،ثم ليسلم علللى أهللله(( 2خرجممه أبممو
داود بإسناد حسن.
1رواه مسلم في كتاب الشربة ،باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما برقم
.2018
2رواه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول الرجل إذا دخل بيته برقم
.5096
35
-5فصل فيما يقال عند الخروج من المنزل
إلى المسجد أو غيره
عن أنس بن مالك رضممي اللممه عنممه قممال :قممال رسممول اللممه
صلى الله عليه وسمملم)) :من قللال إذا خللرج مللن بيتلله:
بسم الله ،تللوكلت علللى الللله ،ل حللول ول قللوة إل
بللالله ،يقللال للله حينئذ :كفيللت ووقيللت وهللديت،
وتنحى عنه الشيطان ،فيقول لشيطان آخللر :كيللف
لك برجللل قللد هللدي وكفللي ووقللي(( 1رواه أبممو داود
والنسائي بإسناد حسن.
وقالت أم سلمة رضي الله عنها :ما خرج رسول اللممه صمملى
الله عليه وسلم من بيممتي قممط إل رفممع طرفممه إلممى السممماء
ضللل ،أو ضللل أو أ ُ َ َ
وقممال)) :اللهم إنللي أعللوذ بلك أن أ ِ
َ ُ َ ُ أَ
هللل زل أو أَزل ،أو أظِلم أو أظل َللم ،أو أجهللل أو ُيج َ ِ
ي(( 2رواه المام أحمد وأبو داود
عل ّ
1أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب ما جاء ما يقول إذا خرج من بيته
برقم ،3429وابن ماجه في كتاب الدعاء ،باب ما يدعو به الرجل إذا خرج
من بيته برقم .3886
2أخرجه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا خرج من بيته برقم
،5094وابن ماجه في كتاب الدعاء ،باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته
برقم ،3884والمام أحمد في باقي مسند النصار ،حديث أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم برقم .26076
36
والترمذي وابن ماجة ،وهذا لفظ أبي داود وإسناده صحيح.
عن أبممي حميممد أو أبممي أسمميد رضممي اللممه عنهممما قممال :قممال
رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :إذا دخل أحدكم
المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلللم
وليقل :اللهم افتللح لللي أبللواب رحمتللك ،وإذا خللرج
فليقل :اللهم إني أسألك من فضلللك(( 1رواه مسمملم
وأبو داود ،واللفظ لبي داود.
وعن عبد الله بن عمرو بممن العمماص رضممي اللممه عنهممما عممن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسممجد قممال:
))أعللوذ بللالله العظيللم وبللوجهه الكريللم ،وسلللطانه
القديم ،من الشيطان الرجيم قال :فإذا قللال ذلللك
قال الشيطان حفظ مني سللائر اليللوم(( 2خرجممه أبممو
داود بإسناد حسن.
1أخرجه مسلم في كتاب صلة المسافرين وقصرها ،باب ما يقول إذا دخل
المسجد برقم ،713وأبو داود في كتاب الصلة ،باب فيما يقوله الرجل عند
دخول المسجد برقم .465
2أخرجه أبو داود في كتاب الصلة ،باب فيما يقول الرجل عند دخوله المسجد
برقم .466
37
وعن أبي هريرة رضي اللممه عنممه أن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم قال)) :إذا دخل أحدكم المسجد فليسلللم علللى
النبي صلى الله عليه وسلم وليقل :اللهم افتح لي
أبواب رحمتك ،وإذا خرج فليسلم على النبي صلللى
الللله عليلله وسلللم وليقللل :اللهللم اعصللمني مللن
الشيطان الرجيم(( 1أخرجه ابن ماجة بإسناد صحيح.
عن حذيفة رضي الله عنه قال :كان رسول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضممع يممده تحممت خممده
ثم يقول)) :اللهم باسمك أموت وأحيللا(( ،وإذا اسممتيقظ
قممال)) :الحمد لللله الللذي أحيانللا بعللدما أماتنللا وإليلله
النشور(( 2رواه البخاري .وأخرج عن أبي ذر رضي الله عنه
مثله .وأخرج مسلم
1أخرجه ابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات ،باب الدعاء عند دخول
المسجد برقم .773
2أخرجه البخاري في كتاب الدعوات ،باب وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمن
برقم .6312
38
عن الممبراء بممن عممازب رضممي اللممه عنممه مثممل حممديث حذيفممة
المذكور.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم:
ة جمللع كفيلله ثللم )كان إذا أوى إلى فراشه كللل ليلل ٍ
قل ْ
ل د{ُ } ، هو الل ّ َ ق ْ نفث فيهما فقرأ فيهما } ُ
حل ٌ هأ َ ُ ل ُ َ
س{ ،ثللم ب الن ّللا ِ عللوذُ ب ِلَر ّ ل أَ ُ ق{ ُ }،
ق ْ ب ال ْ َ َ
فل ِ عوذُ ب َِر ّأَ ُ
يمسح بهما ما استطاع من جسده يبللدأ بهمللا علللى
رأسه ووجهه ،وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلث
مرات(( 1متفق عليه.
ت يحثممو مممن وعن أبي هريممرة رضممي اللممه عنممه) :أنممه أتمماه آ ٍ
الصدقة وكان قد جعله النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم عليهمما
ة بعد ليلة ،فلما كان في الليلة الثالثة قممال :لرفعنممك إلممى ليل ً
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :دعني أعلمك كلمممات
ينفعك الله بها قلت ما هممي؟ فقممال :إذا أويممت إلممى فراشممك
م{ ي ال ْ َ
قي ّللو ُ حل ّ و ال ْ َهل َه إ ِل ّ ُ ه ل إ ِل َ َ فاقرأ آية الكرسي }الل ّ ُ
حممتى تختممم اليممة .فممإنه ل يممزال عليممك مممن اللممه حممافظ ول
يقربنك شيطان حممتى تصممبح( فقممال النممبي صمملى اللممه عليممه
وسمملم ))صللدقك وهللو كللذوب ذاك شلليطان(( 2رواه
البخاري.
1أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ،باب فضل المعوذات برقم .5018
2أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ،باب فضل سورة البقرة برقم
.5010
39
وعن أبي مسعود النصاري رضي الله عنه عممن النممبي صمملى
الله عليه وسلم قال)) :من قرأ اليتين من آخر سللورة
البقرة في ليلة كفتاه(( 1متفق عليه.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :قممال رسممول اللممه
صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :إذا أتيللت مضللجعك فتوضللأ
وضللوءك للصلللة ثللم اضللطجع علللى شللقك اليمللن
وقل :اللهم أسلمت نفسللي إليللك ووجهللت وجهللي
إليك ،وفوضت أمري إليللك ،وألجللأت ظهللري إليللك،
ة إليك ،ل ملجللأ ول منجللا منللك إل إليللك، ة ورهب ً
رغب ً
آمنت بكتابك الذي أنزلت ،ونبيك الذي أرسلت ،فإن
مت من ليلتك مت على الفطرة واجعلهللن آخللر مللا
تقللول(( 2متفممق عليممه ،وفممي روايممة لمسمملم ٍ رحمممه اللممه
))واجعلهن من آخر كلمك((.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عممن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم
1أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ،باب فضل سورة البقرة برقم
،5010ومسلم في كتاب صلة المسافرين وقصرها ،باب فضل الفاتحة
وخواتيم سورة البقرة برقم .807
2أخرجه البخاري في كتاب الوضوء ،باب فضل من بات على الضوء ،برقم
247ومسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع
برقم .2710
40
أنمممه كمممان يقمممول إذا أوى إلمممى فراشمممه)) :اللهلللم رب
السموات ،ورب الرض ورب العرش العظيللم ،ربنللا
ورب كل شيء ،فالق الحب والنوى ،ومنزل التوراة
ء
والنجيل والفرقان ،أعوذ بللك مللن شللر كللل شللي ٍ
أنت آخذ بناصلليته ،اللهللم أنللت الول فليللس قبلللك
شلليء ،وأنللت الخللر فليللس بعللدك شلليء ،وأنللت
الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنللت البللاطن فليللس
1
دونك شيء ،اقض عنا الللدين وأغننللا مللن الفقللر((
رواه مسلم.
وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده
اليمممن ثممم يقممول)) :اللهللم قنللي عللذابك يللوم تبعللث
عبادك(( ،2ثلث مرات .رواه المام أحممد وأبممو داود بإسمناد
حسن.
وعن أنس رضي الله عنه أن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
كان إذا أوى إلى فراشه قال)) :الحمد لله الذي أطعمنللا
وسقانا ،وكفانا ،وآوانا ،فكم ممن ل كافي للله ،ول
مؤوي(( 3خرجه مسلم.
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب ما يقول عند النوم وأخذ
المضجع برقم .2713
2أخرجه أحمد في مسند المكثرين ،مسند عبد الله بن مسعود برقم ،3786
وأبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقال عند النوم برقم .5045
3أخرجه مسلم في كتاب الذكر ،باب ما يقال عند النوم وأخذ المضجع برقم
.2715
41
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أمر رجلً إذا أخذ مضجعه
أن يقول)) :اللهم خلقت نفسي وأنللت تتوفاهللا ،لللك
مماتها ومحياها ،إن أحييتهلا فاحفظهلا ،وإن أمتهلا
فاغفر لها ،اللهم إنللي أسللألك العافيللة(( ،1قممال ابممن
عمر سمعته من رسول الله صملى اللمه عليمه وسمملم خرجمه
مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنممه أن رسممول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم قال)) :إذا أوى أحدكم إلى فراشه ،فليأخذ
م الله فللإنه داخلة إزاره فلينفض بها فراشه ،وليس ّ
ل يعلم ما خلفلله بعللده علللى فراشلله ،فللإذا أراد أن
يضللطجع فليضللطجع علللى شللقه اليمللن وليقللل:
سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنللبي ،وبللك أرفعلله
إن أمسللللكت نفسللللي فارحمهللللا ،وإن أرسلللللتها
فاحفظها بما تحفظ بلله عبللادك الصللالحين(( 2متفممق
عليه واللفظ لمسلم.
وعن علي رضي الله عنه أن فاطمممة رضممي اللممه عنهمما أتممت
النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما ً فلم تجده ،ووجدت
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب ما يقال عند النوم وأخذ
المضجع برقم .2712
2أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ،باب السؤال بأسماء الله تعالى
والستعاذة بها برقم ،7393ومسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب ما يقال
عند النوم وأخذ المضجع برقم .2714
42
ي) :فجاءنمما النممبي
عائشة رضي الله عنها فأخبرتها ،قممال عل م ّ
صمملى اللممه عليممه وسمملم وقممد أخممذنا مضمماجعنا فقممال)) :أل
أدلكما على ما هو خير لكمللا مللن خللادم؟ إذا أويتملا
إلى فراشللكما فسلّبحا ثلثلا ً وثلثيللن واحمللدا ثلثلا ً
وثلثين وكبرا أربعلا ً وثلثيللن ،فللإنه خيللر لكمللا مللن
ي) :فما تركتهن منذ سمعتهن مممن رسممول خادم(( ،قال عل ّ
1
1أخرجه البخاري في كتاب الدعوات ،باب التكبير والتسبيح عند المنام برقم
،6318ومسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب التسبيح أول النهار وعند النوم
برقم .2728
ّ
2أخرجه البخاري في كتاب الجمعة ،باب فضل من تعار من الليل فصلى برقم
.1154
43
-8فصل في الذكار والدعية المشروعة في
ابتداء الشراب والكل والفراغ منهما
عن عمر ابن أبمي سملمة رضممي اللمه عنهمما قمال :قممال لمي
رسول الله صلى اللممه عليممه وسمملم)) :يا غلم سللم الللله
ل مما يليك(( 1متفق عليه. ل بيمينك وك ُ ْ وك ُ ْ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :قممال رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم)) :إذا أكل أحللدكم فليللذكر اسللم الللله
تعالى في أوله .فإن نسي أن يذكر الله تعالى فللي
أوله فليقل :بسم الله أوللله وآخللره(( 2رواه أبممو داود
والنسائي والترمذي وقال :حسن صممحيح .وصممححه الحمماكم،
وأقره الذهبي.
وعن أنس رضي الله عنه قال :قال رسممول اللممه صمملى اللممه
عليه وسلم)) :إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل أكلة
فيحمده
1أخرجه البخاري في كتاب الطعمة باب التسمية على الطعام والكل باليمين
برقم 5376ومسلم في كتاب الشربة ،باب آدم الطعام والشراب وأحكامهما
برقم .2202
2أخرجه أبو داود في كتاب الطعمة ،باب التسمية على الطعام برقم ،3767
والترمذي في كتاب الطعمة ،باب ما جاء في التسمية على الطعام برقم
.1858
44
عليهللا أو يشللرب الشللربة فيحمللده عليهللا(( 1رواه
مسلم.
وعن معاذ بن أنس رضي اللممه عنممه قممال :قممال رسممول اللممه
صلى الله عليه وسلم)) :من أكل طعاما ً فقللال :الحمللد
لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حللول منللي
ول قوة غفر له مللا تقللدم مللن ذنبلله(( 2رواه أبممو داود
والترمذي وابن ماجة بإسناد حسن.
وعن أبي أمامة رضمي اللمه عنممه أن النمبي صملى اللمه عليمه
وسلم كان إذا فرغ من طعممامه قممال)) :الحمد لللله حمللدا ً
كثيرا ً طيب لا ً مبارك لا ً فيلله غيللر مكفللي ول مللودع ول
مستغنى عنه ربنا(( 3رواه البخاري في صحيحه
1أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ،باب استحباب حمد الله تعالى بعد
الكل والشرب برقم .2734
2أخرجه أبو داود في كتاب اللباس برقم ،4023والترمذي في كتاب
الدعوات ،ما يقول إذا فرغ من الطعام برقم ،3258وابن ماجه في كتاب
الطعمة ،باب ما يقال إذا فرغ من الطعام برقم .3258
3أخرجه البخاري في كتاب الطعمة ،باب ما يقول إذا فرغ من طعامه برقم
.5458
45
-9فصل فيما يشرع من الذكار والدعاء عند
رؤية البلدة أو القفول منها
عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
لم ير قرية يريد دخولهمما إل قممال حيممن يراهمما)) :اللهم رب
السموات السبع وما أظللن ،ورب الرضللين السللبع
ومللا أقللللن ،ورب الشللياطين ومللا أضللللن ،ورب
الرياح وما ذريللن ،أسللألك خيللر هللذه القريللة وخيللر
أهلها وخير ما فيهللا ،وأعللوذ بللك مللن شللرها وشللر
أهلها وشر ما فيها(( 1رواه النسائي بإسناد حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال :أقبلنمما مممع النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم حتى إذ كنا بظهر المدينة قال)) :آيبون تائبون
عابدون لربنا حامللدون(( ،2فلممم يممزل يقممول ذلممك حممتى
قدمنا المدينة رواه مسلم.
46
-10فصل فيما يشرع من الذكر والدعاء عند
الذان وبعده
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول اللممه صمملى
الله عليه وسلم قال)) :إذا سمعتم النداء فقولللوا مثللل
ما يقول المؤذن(( 1متفق عليه.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسممول اللممه صمملى
الله عليه وسلم قممال)) :من قللال حيللن يسللمع النللداء:
اللهم رب هذه الدعوة التامة ،والصلة القائمللة ،آت
محمدا ً الوسيلة ،والفضيلة ،وابعثلله مقام لا ً محمللودا ً
الذي وعدته ،جلت له شفاعتي يوم القيامللة(( 2رواه
البخمماري ،وزاد الممبيهقي فممي آخممره بإسممناد حسممن ))إنك ل
تخلف الميعاد((.3
وعن سعد بن أبي وقاص رضممي اللمه عنممه عممن رسممول اللمه
صمملى اللممه عليممه وسمملم قممال)) :من قللال حيللن يسللمع
المؤذن :أشهد أن ل إله
1أخرجه البخاري في كتاب الذان ،باب ما يقول إذا سمع المنادي برقم ،611
ومسلم في كتاب الصلة ،باب استحباب القول ،مثل قول المؤذن لمن سمعه
برقم .383
2أخرجه البخاري في كتاب الذان ،باب الدعاء عند النداء برقم .614
3أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 1ص 410برقم 410برقم .1790
47
إل اللللله وحلللده ل شلللريك لللله وأن محملللدا ً عبلللده
ورسلللوله ،رضللليت بلللالله ربلللًا ،وبمحملللد رسلللو ً
ل،
وبالسلم دينًا ،غفر له ذنبه(( 1رواه مسلم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :قال رسول اللممه
صلى الله عليه وسلم)) :إذا قال المؤذن :الله أكبر الله
أكبر ،فقال أحدكم :الله أكبر الللله أكللبر ،ثللم قللال:
أشهد أن ل إللله إل الللله ،قللال :أشللهد أن ل إللله إل
الله ،ثم قال :أشللهد أن محمللدا ً رسللول الللله قللال:
ي عللى أشهد أن محمدا ً رسلول اللله ،ثلم قلال :حل ّ
ي
الصلة قال :ل حول ول قوة إل بالله ،ثم قال :ح ّ
علللى الفلح قللال :ل حللول ول قللوة إل بللالله ،ثللم
قال :الله أكبر الله أكبر قال :الله أكللبر الللله أكللبر،
ثم قال :ل إله إل الله ،قال :ل إله إل الله من قلبه
دخل الجنة(( 2رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقول)) :إذا سلمعتم الملؤذن
ي فإنه من صّلى فقولوا مثل ما يقول ،ثم صلوا عل ّ
ي صلةً صلى الله عليه عل ّ
1أخرجه مسلم في كتاب الصلة ،باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن
سمعه برقم .386
2أخرجه مسلم في كتاب الصلة ،باب استحباب ا لقول مثل قول المؤذن
لمن سمعه برقم .385
48
بها عشرًا ،ثم سلوا الله لي الوسلليلة فإنهللا منزلللة
د من عباد الله ،وأرجو أن في الجنة ل تنبغي إل لعب ٍ
أكون أنا هو ،فمن سأل الله لي الوسلليلة حلللت للله
الشفاعة(( 1رواه مسلم في صحيحه.
1أخرجه مسلم في كتاب الصلة باب استحباب القول مثل قول المؤذن برقم
.384
2أخرجه البخاري في كتاب اليمان ،باب إطعام الطعام من السلم برقم ،12
ومسلم في كتاب اليمان ،باب بيان تفاضل السلم .وأي أموره أفضل برقم
.39
49
أفشوا السلم بينكم(( 1رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي اللممه عنممه أن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسمملم قممال)) :خمس تجللب للمسلللم علللى أخيلله :رد
السلم ،وتشميت العاطس ،وإجابة الدعوة ،وعيادة
المريض ،واتباع الجنائز(( 2متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه عن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم أنممه
قال)) :حق المسلللم علللى المسلللم سللت :إذا لقيتلله
فسلللم عليلله ،وإذا دعللاك فللأجبه ،وإذا استنصللحك
فانصحه ،وإذا عطس فحمد الله فشمته ،وإذا مرض
فعده ،وإذا مات فاتبعه(( 3رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عممن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم قال)) :إن الله يحب العطاس ويكللره التثللاؤب،
فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم ٍ
سمعه أن يشمته .وأما
1أخرجه مسلم في كتاب اليمان ،باب بيان أنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون
برقم .54
2أخرجه البخاري في كتاب الجنائز ،باب المر باتباع الجنائز ،برقم ،1240
ومسلم في كتاب السلم ،باب حق المسلم على المسلم رد السلم برقم
.2162
3أخرجه مسلم في كتاب السلم ،باب من حق المسلم على المسلم رد
السلم برقم .2162
50
التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع،
فإذا قال :هاء ،ضحك منه الشيطان(( 1متفق عليه.
وعنه أيضا ً أن النبي صلى الله عليه وسلم قممال)) :التثللاؤب
مللن الشلليطان فللإذا تثللاءب أحللدكم فليكظللم مللا
استطاع(( 2رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :قال رسول الله
صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :إذا تثاءب أحللدكم فليمسللك
بيده على فيه فإن الشيطان يدخل(( 3رواه مسلم.
وعن أبممي هريممرة رضممي اللممه عنممه أنممه قممال)) :إذا عطس
أحللدكم فليقللل :الحمللد لللله ،وليقللل للله أخللوه أو
صللاحبه :يرحمللك الللله ،فللإذا قللال للله يرحمللك الللله
فليقل :يهديكم الله ويصلح بالكم(( 4رواه البخاري.
1أخرجه البخاري في كتاب الدب ،باب ما يستحب من العطاس وما يكره من
التثاؤب برقم .6223
2أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق ،باب تشميت العاطس وكراهية
التثاؤب برقم .2994
3أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق ،باب تشميت العاطس وكراهة
التثاؤب برقم .2995
4أخرجه البخاري في كتاب الدب ،باب إذا عطس كيف يشمت برقم .6224
51
وقال أبو موسى الشعري رضممي اللممه عنممه سمممعت رسممول
الله صلى اللممه عليممه وسمملم يقممول)) :إذا عطس أحللدكم
فحمللد الللله فشللمتوه فللإن لللم يحمللد الللله فل
تشمتوه(( 1رواه مسلم.
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قممال)) :اللدين النصليحة ،قيلل
لمن يا رسول الله؟ قال :لللله ،ولكتللابه ،ولرسللوله،
ولئمللة المسلللمين ،وعللامتهم(( 2رواه مسممملم فمممي
صحيحه.
وعممن جريممر بممن عبممد اللممه البجلممي رضممي اللممه عنممه قممال:
))بايعت رسول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم علللى
3
إقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،والنصللح لكللل مسلللم((
رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.
52
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال)) :ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيلله مللا
يحب لنفسه(( 1متفق عليه.
وعن أبي مسعود النصاري رضي الله عنه عممن النممبي صمملى
الله عليه وسلم أنه قال)) :من دل على خيللر فللله مثللل
أجر فاعله(( 2رواه مسلم في صحيحه.
وهذا آخر ما تيسر جمعه ،وأسأل الله أن ينفع به عباده إنه
سميع قريب ،والحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام لدارات البحوث العلمية والفتاء
والدعوة والرشاد
53
-13فضل الذكر
54
حسنة ،ومحا عنه مائة سلليئة ،وكللان فللي حللرز مللن
الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي ،ولم يأت أحللد
بأفضل مما جاء به إل رجل عمل أكثر مللن عمللله((،
وهذا فضل عظيم وخير كثير من الله عز وجل ،وإذا كان هذا
ق وإخلص حصممل لممه هممذا الخيممر ن وصممد ٍ الممذكر عممن إيممما ٍ
العظيم ،والرسول صلى الله عليه وسملم بّيمن عمن اللمه أنمه
يمحو به مائة سيئة ويكتب به مائة حسنة ويكون عدل عشممر
رقاب ،يعني :يعتقها ،لكن ذكر جمع مممن أهممل العلممم أن هممذا
جت َن ُِبلوا ْ
في غير الكبائر مممن الممذنوب؛ لقمموله تعممالىِ} :إن ت َ ْ
كم خل ْ ُ
ون ُ لدْ ِ س لي َّئات ِك ُ ْ
م َ عنك ُ ْ
م َ ه ن ُك َ ّ
فْر َ عن ْ ُ
ن َ و َه ْ
ما ت ُن ْ َ ك ََبآئ َِر َ
ما{ ،1فالعبممد إذا اجتنممب الكبممائر؛ كممانت صمملته ري ً خل ً ك َ ِ
مد ْ َ ّ
ن وطهوره ودعواته وأذكاره كفارةً لسيئاته الصغائر ،وقممد يم م ّ
الله جل وعل على العبد بالكثار مممن الممذكر فيمحممو اللممه بممه
عنه حتى الكبائر ،ولسيما إذا اقترنت بممذلك التوبممة النصمموح.
فينبغي للمؤمن أن تكون له نيمة صمالحة وقصمد صمالح بهمذه
الذكار وإخلص لله وصدق في قولهمما ،مممع التوبممة إلممى اللممه
سبحانه ،مع الصممدق فممي توحيممد اللممه والخلص لممه وعبممادته
وحممده دون كممل ممما سممواه ،ثممم يحملممه هممذا اليمممان وهممذا
الخلص على أداء الفرائض ،وترك المحارم ،والوقمموف عنممد
حدود الله ،حتى تكفر خطاياه كلها متى قال ذلك
55
ن صادق وتوبمةٍ نصمموح ،وبكممل حممال ق وإخلص وإيما ٍ عن صد ٍ
هممذه بشممرى مممن اللممه عممز وجممل وخيممر عظيممم للمممؤمنين
والمؤمنات ،والمقصود من الحديث :أن هممذا الثممواب يحصممل
للمؤمن بهذا الذكر كل يوم إذا قال ذلممك صممادقا ً مخلصمًا ،ول
يجمموز لممه أن يقيممم علممى المعاصممي ،ويتعلممق بهممذا الحممديث
وأمثاله؛ لن ذلك من أسباب حرمانه من هممذا الثممواب؛ لليممة
السابقة ،وقول النبي صلى اللممه عليممه وسمملم)) :الصللوات
الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان
كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر(( ،1وفي لفممظ:
))إذا اجتنبت الكبائر(( خرجه المام مسلم فممي صممحيحه،
والله ولي التوفيق.
56
-14شرح حديث)) :لله ملئكة سياحون((
ج :هذا الحديث صحيح وهممو قمموله صمملى اللممه عليممه وسمملم:
))إن لله ملئكة سياحين يلتمسللون مجللالس الللذكر،
موا إلللى حللاجتكم فيحيطللون فإذا وجدوها تنادوا هل ّ
بهم إلى عنان السماء ،ويسللمعون منهللم أذكللارهم
وأعمالهم الطيبة ،ثم إذا عرجللوا سللألهم الللله عمللا
وجدوا ،وهو أعلم سللبحانه وتعللالى ،فيخللبرونه بمللا
شاهدوا(( ،2ول حجة في هذا للصوفية،
1من ضمن السئلة الموجهة لسماحته بعد محاضرة ألقاها في جامع الملك
خالد بتاريخ 16/7/1411هم ،ونشر في هذا المجموع ج 6ص .126
2أخرجه المام أحمد في باقي مسند المكثرين ،مسند أبي هريرة ،برقم
.7376
57
فالصوفية مبتدعة ،عليهممم أن يلممتزموا بالشممريعة ويسممتقيموا
عليها ويذكروا الله بما شرع ،وإذا ذكروا الله بما شممرع فهممذا
طيب ،ولهم أجر ذلك عنممد اللممه سممبحانه إذا اسممتقاموا علممى
التوحيممد ،ومممن ذكممر اللممه تعليممم القممرآن الكريممم والسممنة
المطهرة وأنواع العلممم النممافع الممذي ينفممع العبمماد فممي دينهممم
ودنيمماهم مممع الخلص للممه فممي ذلممك وطلممب الثممواب منممه
سبحانه .وبذلك ُيعلم أن وجود الملئكة في مجالس الممذكر ل
حجة للصوفية فيه ،ول في اختراعهم البدع التي ما أنزل الله
بها مممن سمملطان وعبممادات ممما شممرعها اللممه لعبمماده ،كعبممادة
بعضهم لهل القبممور بالسممتغاثة بهممم والنممذر لهممم والطممواف
بقبورهم وغير ذلك مممن أنممواع العبممادات ،وكإحممداثهم أذكممارا ً
وعبممادات ممما أنممزل اللممه بهمما مممن سمملطان ،وغيممر ذلممك مممما
اخترعوه من الطرق الباطلة ،نسأل اللممه لنمما ولهممم الهدايممة،
والله ولي التوفيق.
58
-15الذكر بالقلب مشروع في كل زمان
ومكان
59
ج :إذا لم يكن لديك عمل فل حرج في قراءة القرآن ،وهكذا
التسبيح والتهليل والممذكر ،وهممو خيممر مممن السممكوت ،أممما إذا
كانت القراءة تشغلك عن شيء يتعلق بعملممك فل يجمموز لممك
ذلك؛ لن الوقت مخصص للعمل فل يجوز لك أن تشغله بممما
يعوقك عن العمل.
60
-18ما صحة قول)) :رب قارئ للقرآن،
والقرآن يلعنه((
ج :ل أعلم صحة الحديث عن النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
ول حاجة إلى تفسيره 2.ولو صح لكان المعنى أن في القرآن
ما يقتضي ذمه ولعنه؛ لكونه يقرأ القرآن وهو يخالف أوامممره
أو يرتكب نواهيه ،فهو يقرأ كتمماب اللممه وفممي كتمماب اللممه ممما
يقتضي سب وسممب أمثمماله؛ لنهممم خممالفوا الوامممر وارتكبمموا
النواهي هذا هو القرب في معناه إذا صممح عممن النممبي صمملى
الله عليه وسلم؛ ولكني ل أعلم صحته عن النبي صمملى اللممه
عليه وسلم.
61
-19حكم سؤال العبد في صلته إذا مر بآية
ة أو آية عذاب
رحم ٍ
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلممى حضممرة الخ المكممرم
سعادة رئيس تحرير جريدة البلد وفقه الله لكل خير آمين.
م عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: سل ٌ
فقد جاء في جريدة البلد العدد ) (11030الصادر يوم الحممد
20ربيع الخر سنة 1415هم م فممي صممفحة )روضممة السمملم(
تحممت عنمموان )فتمماوى العلممماء( السممؤال التممالي مممع جمموابه
المنسوب إلي وهو:
س :سمعت بعضا لمصلين أثناء قراءته القرآن فللي
الصلة يقطع القراءة ويدعو بأدعية مناسبة فيقول
عند ذكر الجنة :اللهم إني أسألك الجنة ،وعند ذكللرا
لنللار :اللهللم أجرنللي مللن النللار ،فهللل ذلللك جللائز
ً 1
شرعا؟
ن لكل من قرأ في الصلة أو غيرها إذا مر بآية الجواب :يس ّ
ب أنرحمةٍ أن يسأل الله تعالى من فضله ،وإذا مر بآية عذا ٍ
62
يستعيذ به من النار .وإذا مممر بآيممة تنزي مهٍ للممه سممبحانه نزهممه
فقال :سبحانه وتعالى ،أو نحو ذلك ،فيستحب لكل مممن قممرأ:
َ َ
ن{ ،1أن يقممول :بلممى وأنمما مي َ حك َم ِ ال ْ َ
حللاك ِ ِ ه ب ِلأ ْ س الل ّ ُ }أل َي ْ َ
ر د لا
ل َ
ق ب َ
ك لِ لَ ذ س يَ لعلى ذلك مممن السمماهدين ،وإذا قممرأ} :أ َ
ٍ ِ ِ َ ْ
َ
وَتى{ ،2قممال :بلممى أشممهد ،وإذا قممرأ: مل ْ ي ال ْ َ حي ِ َ عَلى أن ي ُ ْ َ
ن{ ،قممال :آمنممت بممالله ،وإذا عدَهُ ي ُ ْ َ } َ
3
مُنو َ ؤ ِ ث بَ ْ دي ٍ ح ِي َفب ِأ ّ
ن{ ،4قممال :ل نكممذب شمميئا ً قرأَ َ } :
ما ت ُك َذَّبا ِ ي آَلء َرب ّك ُ َ فب ِأ ّ
عل َللى{،5 ك اْل َ ْ م َرب ّل َ س َ
حا ْ سب ّ ِ من آيممات ربنمما ،وإذا قممرأَ } :
قال :سبحان ربي العلممى ،ويسممتحب هممذا للمممام والمممأموم
والمنفرد؛ لنه دعمماء فهممو مطلمموب منهممم كالتممأمين ،وكممذلك
الحكم في القراءة في غير الصلة .أ هم.
ول أدري من أين نقلتم هذا السؤال مع جوابه ،وقد سممبق أن
كتبنا لكم برقممم 40/1وتاريممخ 6/1/1415هم م نستوضممح عممن
المصدر الذي تأخذون من هذه الفتاوى.
63
وهذا السؤال وجوابه فيه أشياء لست أفتي بها منها:
ممما يقممال عنممد آخممر قممراءة سممورة الممتين ،وآخممر سممورة
المرسلت؛ لن الحديث في ذلك ضعيف .ومنها ما ذكرتم أنه
يقال عند قراءةَ َ } :
ن{ ،ل شمميء كللذَّبا ِ ي آَلء َرب ّك ُ َ
مللا ت ُ َ فب ِأ ّ
من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
فاصلة :فأرجو الفادة عن أي كتاب نقلتم عممن هممذا السممؤال
وجوابه ،وأرجو أن ترسلوا إلي السئلة التي تحبممون الجممواب
عنها حتى أجيب عنها إن شاء الله ،ول أسمح لكممم أن تنقلمموا
الجممواب إل مممن كتمماب آذن لكممم بالنقممل منممه ،حممذرا ً مممن
الخطاء.
وفق الله الجميع لما يرضيه ،وأعاننمما وإيمماكم علممى كممل خيممر
والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته...
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والفتاء
64
-20دعاء الصباح والمساء
ج :هذا الحديث جاء موقوفا ً على أبي الدرداء رضي الله عنه
من رواية أبي داود فممي سممننه بإسممنادٍ جيممد ،ولفظممه)) :من
قال إذا أصبح وإذا أمسى :حسبي الله ل إله إل هللو
عليه توكلت وهو رب العللرش العظيللم سللبع مللرات
كفاه الله ما أهمه(( 2انتهى.
وليسممت فيممه الزيممادة المممذكورة وهممي) :مممن أمممور الممدنيا
والخرة( .وهو حديث موقوف على أبي الدرداء وليس حديثا ً
مرفوعا ً إلى النبي صلى اللممه عليممه وسمملم ولكنممه فممي حكممم
المرفمموع؛ لن مثلممه ممما يقممال مممن جهممة الممرأي ،واللممه ولممي
التوفيق.
1من برنامج نور على الدرب شريط رقم 7ونشر في المجموع ج 9ص
.294
2رواه أبو داود في كتاب الدب ،باب ما يقول إذا أصبح برقم .5081
65
-21أذكار تقال بعد صلة الفجر والمغرب
66
الصيب لبن القيم ،وغيرها من الكتممب الممتي تنفعممه ويسممتفيد
منها فهذا أحسن.
وأنا أذكر لك فممي ذلممك أن يقممول فممي أول الليممل) :أمسينا
وأمسللى الملللك لللله ،والحمللد لللله ،ول إللله إل الللله
وحده ل شريك له ،له الملك ،وله الحمد وهللو علللى
كل شيء قدير ،اللهم إني أسالك خيللر هللذه الليلللة
وخير ما فيها وخير ما بعدها ،وأعوذ بك مللن شللرها
وشر ما فيها وشر ما بعدها ،اللهللم إنللي أعللوذ بللك
من الكسل ومن سوء الكبر ومللن عللذاب فللي النللار
ومللن عللذاب فللي القللبر ،اللهللم بللك أمسللينا وبللك
أصبحنا وبك نحيللا وبللك نمللوت وإليللك المصللير( وممما
أشبه ذلك مما ورد؛ وهكممذا يقممول فممي الصممباح لكممن يقممول:
)أصبحنا وأصبح الملك لله ،ول إله إل الللله وحللده ل
شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شلليء
قدير ،اللهم إني أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه
وخير ما بعده ،وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما
فيه وشر ما بعده ،رب أعوذ بك من الكسللل وسللوء
الكبر ،وأعوذ بك من عذاب فللي النللار وعللذاب فللي
القبر ،اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا ،وبك نحيا وبك
نمللوت وإليللك النشللور ،اللهللم إنللي أصللبحت علللى
فطرة السلم ،وكلمة الخلص ،ودين نبينا
67
محمد صلى الللله عليلله وسلللم وملللة أبينللا إبراهيللم
عليه الصلة والسلم حنفي لا ً مسلللما ً ومللا كللان مللن
المشركين(.
كل هذه جاءت بها السنة ،ومن ذلك) :اللهم إنللي أسللألك
العافية في الدنيا والخرة ،اللهم إني أسألك العفو
والعافيللة فللي دينللي ودنيللا وأهلللي ومللالي ،اللهللم
استر عوراتي وآمللن روعللاتي واحفظنللي مللن بيللن
يدي ومن خلفي وعللن يمينللي وعللن شللمالي ومللن
فوقي ،وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي(.
فيدعو بهذا الدعاء صممباحا ً ومسمماًء ،وهكممذا قممرأ الكتممب الممتي
ذكرناها آنفا ً يستفيد منها.
68
-22فضل الجلوس للذكر بعد صلة الصبح
ج :هذا الحديث له طرق ل بأس بهمما فيعتممبر بممذلك مممن بمماب
الحسن لغيره ،وتسممتحب هممذه الصمملة بعممد طلمموع الشمممس
وارتفاعها قيد رمح ،أي بعممد ثلممث أو ربممع سمماعة تقريب ما ً مممن
طلوعها.
69
عشر مرات بعد صلة الفجللر وبعللد صلللة المغللرب.
1
فهل ما ورد صحيح؟
70
منك الجد .وإن كان إمامما ً شممرع لممه النصممراف إلممى النمماس
ويعطيهممم وجهممه بعممد قمموله أسممتغفر اللممه ثلث مًا ،اللهممم أنممت
السلم ومنممك السمملم تبمماركت يمما ذا الجلل والكممرام تأسمميا ً
بممالنبي صمملى اللممه عليممه وسمملم فممي ذلممك .وللمممام عنممد
النصراف أن ينصرف عممن يمينممه أو عممن شممماله؛ لن النممبي
صلى الله عليه وسلم فعل هذا وهذا.
وُيستحب للمصلي أيضا ً بعد كل صلةٍ من الصلوات الخمممس
بعد الذكر المذكور أن يقول :سبحان الله والحمممد للممه واللممه
أكبر ،ثلثا ً وثلثين مممرة .فتلمك تسممع وتسمعون ،ويقممول تممام
المائة :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمممد
وهو على كل شيء قدير؛ لنه قد صح عن النممبي صمملى اللممه
عليه وسلم الترغيب في ذلك وبيان أنه من أسباب المغفرة.
وُيشرع للمصلي أيضا ً بعد كل صلةٍ مممن الصمملوات الخمممس:
أن يقرأ آية الكرسي بعد هذه الذكار ،وأن يقرأ :قل هو اللممه
أحد ،وقل أعوذ برب الفلق ،وقل أعوذ برب النمماس ،وُيشممرع
أن يكرر هذه السور الثلث بعد المغممرب وبعممد الفجممر وعنممد
النوم ثلث مرات؛ لورود الحاديث الصحيحة في ذلك.
71
-24مسألة في أذكار المساء
سؤال بعد درس ألقاه سماحته في المسجد الحرام بتاريخ 26/12/1418هم 1
72
ثوابها المتعلق بوقتها ،أما التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير
والستغفار والدعاء ،وقول :ل حممول ول قمموة إل بممالله ،فهممذا
مشروع في جميع الوقات
.
-26مسألة في التسبيح
73
ن ومؤمن مةٍ الكثممار مممن التسممبيح والتحميممد
فينبغي لكل مممؤم ٍ
والتهليل والتكبير ،وقول :ل حول ول قوة إل بالله ففممي ذلممك
خير عظيم وهو من أسممباب تكفيممر الخطايمما وحممط السمميئات
ومضاعفة الحسنات .وقد قال عليه الصلة والسمملم)) :مللن
سّبح الله دبر كل صلة مكتوبة ثلثا ً وثلثيللن وحمللد
الله ثلثا ً وثلثين وكبر الله ثلثا ً وثلثين فتلك تسللع
وتسعون ،وقال تمام المائة ل إله إل الللله وحللده ل
شريك له ،له الملك ،وله الحمد وهو على كل شيء
قدير ،غفرت خطاياه وإن كانت مثللل زبللد البحللر((،
ن ومؤمنمةٍ بعممد كمملفهذا فضل عظيم .فيسممتحب لكممل مممؤم ٍ
فريضة من الصلوات الخمس بعد السلم والذكر المتقدم أن
يقول) :سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلثا ً وثلثين مممرة(
ثم يختم تمام المائة بقوله) :ل إله إل الله وحده ل شريك له،
له الملك ،وله الحمد وهو علممى كممل شمميٍء قممدير(؛ للحممديث
السابق؛ ولحاديث أخرى صحت عن النممبي صمملى اللممه عليممه
وسلم في ذلك ،وإن قال :سبحان الله والحمد لله ول إلممه إل
الله والله أكبر خمسا ً وعشرين مرةً بعد كل صلة في بعممض
الحيان كفى ذلك؛ لن كل ً منهما سنة إذا أتى به هذا أو بهممذا
فكله طيب ،وينبغي أن يعلم أن تكفير السيئات بهذه الذكممار
وغيرها
74
مشروط باجتناب الكبائر وعدم الصرار على الذنوب؛ لقممول
فلْر ه ن ُك َ ّ عْنل ُ ن َ و َ ه ْ ما ت ُن ْ َ جت َن ُِبوا ْ ك ََبآئ َِر َ الله عز وجلِ} :إن ت َ ْ
مللا{ وقمموله 1
ري ً ِ خل ً ك َ مللدْ َ كم ّ خل ْ ُ وُنللدْ ِ م َ سللي َّئات ِك ُ ْ م َ عن ُ
كلل ْ َ
ملللوا ْ َ
و ظَل َ ُ ةأ ْ شللل ً ح َ فا ِ عل ُلللوا ْ َ ف َذا َ ن إِ َ ذي َ وال ّللل ِ سمممبحانهَ } :
فُر غ ِ من ي َ ْ و َ م َ ه ْ فُروا ل ِذُُنوب ِ ِ
ْ غ َ ست َ ْ فا ْ ه َ م ذَك َُروا ْ الل ّ َ ه ْ س ُ ف َ أ َن ْ ُ
م هل ْ و ُ عل ُللوا ْ َ ف َ مللا َ عل َللى َ صلّروا ْ َ م يُ ِ ول َل ْ ه َ ب إ ِل ّ الل ّل ُ الذُّنو َ
ول َئ ِ َ ُ
ت جن ّللا ٌ و َ م َ هل ْ ِ مللن ّرب ّ فلَرةٌ ّ غ ِ م ْ هللم ّ ؤ ُ جَزآ ُ ك َ نأ ْ مو َ عل َ ُ يَ ْ
ج لُر َ َ
مأ ْ عل َ ون ِ ْ هللا َ في َ ن ِ دي َ خال ِل ِ هللاُر َ هللا الن ْ َ حت ِ َ
من ت َ ْ ري ِ ج ِ تَ ْ
ن{ 2وقمممول النمممبي صممملى اللمممه عليمممه وسممملم: مِلي َ علللا ِ ال ْ َ
))الصلوات الخمس ،والجمعة إلى الجمعة ،ورمضان
إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر((
والله ولي التوفيق.
75
-27ما صحة حديث)) :سبحان الله عدد خلق
وسبحان الله مثل ما خلق((
ج :ل أعرف هذا الحديث ،ول أذكر حاله ،ول حممال مممن رواه.
والمحفوظ الذي رواه مسلم فممي الصمحيح قمموله صملى اللمه
عليه وسلم لجويرية لمّما دخل عليها وهي في مصلها بعممدما
ك ،قللالت :نعللم، ت في مكان ِ اشتد الضحى ،قال)) :ل زل ِ
قال :لقد قلت بعللدك أربللع كلمللات ثلث مللرات لللو
وزنت بما قلت منللذ اليللوم لللوزنتهن ،سللبحان الللله
وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشلله ومللداد
2
كلماته((.
1من ضمن أسئلة شخصية مقدمة لسماحته ،وقد أجاب عنه سماحته في يوم
الجمعة 24/8/1416هم
2أخرجه مسلم في كتاب الذكر ،باب التسبيح أول النهار وعند النوم ،برقم
.2726
76
وفيه حديث آخر رواه أبو داود وهو)) :سبحان الله عدد ما
خلق في السماء ،وسبحان الله عللدد مللا خلللق فللي
الرض ،وسللبحان الللله عللدد مللا خلللق بيللن ذلللك،
وسبحان الله عدد ما هللو خللالق ،والحمللد لللله مثللل
ذلك ،ول إله إل الله مثل ذلك ،والله أكبر مثل ذلك،
ول حول ول قوة إل بالله مثل ذلك(( 1لكن في إسناده
رجل غير معروف ،فيكون ضعيفا ً من أجل هذه العلة.
ويكفي عنه حديث جويرية السابق.
أخرجه أبو داود في كتاب الصلة ،باب التسبيح بالحصى برقم .1282 1
77
ة وتسعين اسما ً من أحصاها دخل الجنة(( 1وفي تسع ً
ظ)) :من حفظها دخللل الجنللة(( والمعنممى :إحصمماؤها
2
لف ٍ
بتدبر المعاني ،والنظر في المعاني مع حفظها؛ لما في ذلممك
من الخير العظيم ،والعلم النافع ،ولن ذلك من أسباب صلح
القلب ،وكمال خشيته لله والقيام بحقه سبحانه وتعالى.
78
الحسنى ومثل)) :من صام عرفة كفر الللله بلله السللنة
التي قبلهللا والسللنة الللتي بعللدها(( ))والصللوم يللوم
عاشوراء يكفر السنة التي قبله(( وأشبه ذلك كله مممن
باب الترغيب في طاعة الله عز وجممل وأن هممذا مممن أسممباب
المغفرة مع توافر السممباب الخممرى الممتي ل تمنممع المغفممرة،
فإذا تعاطى المؤمن أسباب المغفرة ،وليس هناك موانع مممن
إصراره على الكبائر أثرت أثرها ،وإذا كان موانممع صممار ذلممك
من أسباب عممدم المغفممرة؛ لقمموله صمملى اللممه عليممه وسمملم:
))الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعللة ورمضللان
إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر((
ظ)) :ما لم تؤت الكبائر(( ولهذا ذهب جمهور أهل وفي لف ٍ
العلم ،أي أكثر أهل العلم إلى أن هذه الحاديث الممتي جمماءت
في فضل كذا ،وفضل كذا ،فضل الصلة وأنها تكفر الممذنوب،
أو الوضوء ،أو صوم عرفة ،أو صوم يوم عاشمموراء أو إحصمماء
أسماء الله الحسنى ،أو ما أشبه ذلك ،كل ذلك مقيد باجتناب
الكبائر ،بالستقامة على ما أوجب اللممه ،وتممرك الكبممائر ،وأن
هممذه الفضممائل وهممذه العمممال ،مممن أسممباب المغفممرة مممع
السباب الخرى التي شرعها اللمه عمز وجمل ،وممع السملمة
من الموانع التي تمنع المغفرة وذلك هو الصرار على
79
عل ُللوا ْف َذا َ ن إِ َ
ذي َ وال ّ ل ِالكبممائر كممما قممال اللممه عممز وجمملَ } :
فُروا ْ غ َسللت َ ْفا ْ ه َم ذَك َُروا ْ الّللل َ ه ْ
س ُ
ف َ موا ْ أ َن ْ ُ و ظَل َ ُ
ش ً َ
ةأ ْ ح َ فا َِ
عَلى صّروا ْ َ م يُ ِول َ ْ
ه َ ب إ ِل ّ الل ّ ُ
فُر الذُّنو َ غ ِ من ي َ ْ و َم َ ه ْ
ِ ل ِذُُنوب ِ
ن{ 1فشرط في هذا عدم الصممرار، مو َ عل َ ُ
م يَ ْ ه ْ
و ُعُلوا ْ َ ف َ ما َ َ
والصرار هو القامة على المعصممية وعممدم التوبممة منهمما وهممو
من أسباب عدم المغفرة ول حول ول قوة إل بالله.
والخلصة :أن هذه الفصائل وهذا الوعد الذي وعد اللممه بممه
من أحصى أسماءه الحسنى بدخول الجنة ،ووعممد مممن صممام
يوم عاشوراء أن يكفر السنة الممتي قبلممه ،وهكممذا فممي صمموم
عرفممة وهكممذا غيممر ذلممك كلممه مقيممد بعممدم الصممرار علممى
المعاصي ،وهكذا ما جاء في أحاديث التوحيد وأن )من شممهد
أن ل إله إل الله صادقا ً من قلبه دخل الجنة( كمل ذلمك مقيمد
بعدم إقامته على المعاصي ،فأممما إذا أقممام علممى المعاصممي،
فهو تحت مشيئة الله قد يغفر لممه ،وقممد يممدخل النممار بممذنوبه
التي أصر عليها ولم يتب ،حتى إذا ط ُّهر وُنقي منها أخرج من
النار إلى الجنة .فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحممذر
التكممال علممى أحمماديث الممترغيب والوعممد ،والعممراض عممن
أحاديث الوعيد وآيات الوعيد ،بل يجممب أن يأخممذ بهممذا وهممذا،
يجب أن يحذر مما حرمه الله من
80
المعاصي ،وأن تكون على باله الحاديث واليممات الممتي فيهمما
الوعيد ،لمن تعممدى حممدود اللممه وانتهممك محممارمه ،ومممع ذلممك
يحسن ظنه بربه ويرجوه ،ويتذكر وعممده بممالمغفرة والرحمممة
لمن يعمل العمال الصالحات ،فيجمع بيممن هممذا وهممذا ،وبيممن
الرجاء والخوف ،فل يقنمط ول يمأمن ،وهمذا همو طريمق أهمل
م ك َللاُنوا هل ْالعلم واليمان كما قال جل وعل عن أنبيائه} :إ ِن ّ ُ
هب ًللا{ أي وَر َغب ًللا َ عون ََنا َر َ وي َلدْ ُت َ خي ْلَرا ِفي ال ْ َ ن ِ عو َ ر ُ سا ِ يُ َ
ن{ 1وقممال سممبحانه: عي َ شل ِ خا ِ وك َللاُنوا ل َن َللا َ رجمماًء وخوف ما ً } َ
سلليل َ َ
ة و ِ م ال ْ َ هل ُ ِ ن إ ِل َللى َرب ّ غللو َ ن ي َب ْت َ ُ
عو َن ي َدْ ُ ذي َك ال ّ ِ }ُأول َئ ِ َ
ه{،2 عل َ
ذاب َ ُ ن َ فو َ خللا ُ وي َ َ
ه َ مت َل ُ
ح َن َر ْ جللو َ
وي َْر ُ ب َ ق لَر ُ م أَ ْ هل ْ
َ
أي ّ ُ
وهكذا أهل اليمان من أبتاع الرسل ،هممم علممى هممذا السممبيل
يوحدون الله ويخشونه ويممؤدون فرائضممه ويممدعون محممارمه،
ويرجونه ويخافونه سبحانه وتعالى.
81
-29ل حول ول قوة إل بالله كنز من كنوز
الجنة
82
-30حكم من رأى رؤيا يكرهها
1نشر في كتاب فتاوى إسلمية ،جمع محمد المسند ج 4ص ،340 ،329
ونشر أيضا ً في جريدة عكاظ ،العدد ،1077بتاريخ 7/1/1417هم.
83
-31الحلم المزعجة
نشر في كتاب فتاوى إسلمية ،جمع محمد المسند ج 4ص .340 1
84
من الله ،والحلم من الشيطان ،فإذا رأى أحدكم مللا
يكره فلينفث عن يسللاره ثلثللاً ،وليتعللوذ بللالله مللن
الشيطان ومن شر مللا رأى ثلثلًا ،ثللم ينقلللب علللى
جنبه الخر ،فإنها ل تضره ول يخبر بها أحلدا ً(( فهممذا
الحديث الصحيح فيه راحة للمؤمن إذا رأى ما يكممره ،وهكممذا
المؤمنة إذا رأت ما تكره ،وهو بحمد الله دواء عظيم ميسممر،
فعليك يا أخي أن تعمل بذلك ،وعليك أن تطمئن وتريح قلبك
ونفسك بهذا الدواء النبوي العظيم .وفق الله الجميع.
85
يساره ثلث مرات ،وأن يتعوذ بالله من الشيطان ومممن شممر
ممما رأى ثلث مممرات ،ثممم ينقلممب علممى جنبممه الخممر فإنهمما ل
تضره ،ول يخبر بها أحدًا؛ لقول النبي صلى الله عليممه وسمملم
فممي الحممديث الصممحيح)) :الرؤيللا الصللالحة مللن الللله،
والحلم مللن الشلليطان ،فللإذا رأى أحللدكم مللا يكللره
فلينفث عن يساره ثلث مللرات وليتعللوذ بللالله مللن
الشيطان ومن شر ما رأى ثلث مرات ،ثم لينقلللب
على جنبه الخر فإنها ل تضره ،ول يخبر بهللا أحللدًا،
وإذا رأى مللا يحللب فليحمللد الللله ،وليخللبر بهللا مللن
يحب((.
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلممى حضممرة الخ المكممرم
ع .م .ص .سلمه الله.
1
سلم عليكم ورحمة الله وبركاته ...وبعد:
فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلمية والفتاء
86
برقم 499وتاريخ 6/2/1408هم .الذي تسأل فيممه عممن عممدد
من السئلة ...وأفيدك بأن سؤال العبد ربمه بعمد الفمراغ ممن
الصلة المكتوبة أن يوسع عليه رزقه ويصلح لمه ذريتمه ونحمو
ذلممك ،ل بممأس بممه فيممما بينممه وبيممن ربممه ،دون رفممع الصمموت
واليدين .وأما الرجل الذي تزوج بامرأةٍ تصلي وهو ل يصمملي،
ي وشاهدي عدل، ثم تاب بعد ذلك فإنه يجب تجديد العقد بول ٍ
إذا رضيت المرأة بذلك في أصممح قممولي العلممماء .وفممق اللممه
الجميع لممما فيممه رضمماه إنمه سممميع مجيممب .والسمملم عليكممم
ورحمة الله وبركاته.
87
-34صفة التكبير أيام التشريق
88
-35التكبير المطلق والمقيد أيام التشريق
89
الوقممات ،مممن صممباح الفجممر مممن يمموم عرفممة إلممى غممروب
الشمس يمموم الثممالث عشممر؛ خمسممة أيممام التاسممع والعاشممر
والحادي عشر والثاني عشر إلى الثمالث عشمر ،إلمى غمروب
الشمس مطلق ومقيد.
-37فضل الستغفار
ج :الحديث المذكور رواه أبو داود 2وابن ماجه 3وهذا ضعيف؛
لن في إسناده الحكم بن مصعب وهو مجهول ،ولكن الدلممة
الكممثير مممن اليممات والحمماديث تممدل علممى فضممل السممتغفار
فُرواغ ِست َ ْ والترغيب فيه مثممل قممول اللممه سممبحانهَ } :
نا ْوأ َْ
َ َ ً
ل
جل ٍسللنا إ ِلللى أ َ مَتاع لا ً َ
ح َ عك ُ ْ
م َ مت ّ ْ م ُتوُبوا إ ِل َي ْ ِ
ه يُ َ م ثُ َّرب ّك ُ ْ
ل ِذي ت كُ ّ ؤ ِوي ُ ْ
مى َ س ّ م َ ُ
1من السئلة الموجهة لسماحته من مجلة الدعوة ،وقد أجاب عنه سماحته
بتاريخ 20/6/1419هم.
2أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة ،باب في الستغفار ،برقم .1518
3أخرجه ابن ماجه في كتاب الدب ،في باب الستغفار ،برقم .3819
90
ه{ 1الية من سورة هممود ،وقمموله سممبحانه فممي ضل َ ُ ل َ
ف ْ ض ٍ َ
ف ْ
م{
حي ٌ غ ُ
فوٌر ّر ِ ن الل ّ َ
ه َ فُروا الل ّ َ
ه إِ ّ غ ِ
ست َ ْ
وا ْآخر المزملَ } :
2
91
المساء ومائة مرة فممي الصممباح ،هممذه ممن أسمباب المغفمرة
لمن وفقه الله لمترك الكبمائر ،وهكمذا قمال صملى اللمه عليمه
وسلم)) :من قللال فللي يللوم ل إللله إل الللله وحللده ل
شريك له ،له الملك ،وله الحمد يحيي ويميللت وهللو
على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عللدل عشللر
رقاب وكتب الله له مللائة حسللنة ومحللي عنلله مللائة
سيئة وكان في حرز من الشيطان يومه ذلللك حللتى
يمسي ولم يأت أحدٌ بأفضللل ممللا جللاء بلله إل رجللل
عمل أكللثر مللن عمللله(( 1أخرجممه البخمماري ومسمملم فممي
الصحيحين ،وهذا يدل على أن من زاد فل بأس ،أو يذكر الله
مائتين أو ألف مممرة كلممه خيممر لممه مزيممد مممن الجممر والخيممر،
المقصود أن التسبيح ل حد له ،والذكر ل حد له يكثر من ذكر
الله وتسبيحه في اليوم والليلة ما يسر الله له.
1أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق ،باب صفة إبليس وجنوده برقم ،3293
ومسلم في كتاب الذكر ،باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء برقم .2691
92
-39حكم القتصار في الصلة على رسول
الله صلى الله عليه وسلم بكلمة )ص( أو
)صلعم(
93
بإرساله صلى الله عليه وسلم.
وفي الصلة عليه صلى الله عليه وسلم فوائد كثيرة منها:
امتثال أمر الله سبحانه وتعممالى ،والموافقممة لممه فممي الصمملة
عليه صلى الله عليه وسمملم ،والموافقممة لملئكتممه أيض ما ً فممي
عل َللى ن َص لّلو َ
ه يُ َ مَلئ ِك َت َ ل ُ
و َ ن الل ّ َ
ه َ ذلك قال الله تعالى} :إ ِ ّ
َ
موا س لل ّ ُ
و َ عل َي ْ ل ِ
ه َ ص لّلوا َ من ُللوا َنآ َذي َ هللا ال ّ ل ِ
ي ي َللا أي ّ َ
الن ّب ِ ل ّ
ما{ .
1
سِلي ًتَ ْ
ومنها أيضًا :مضاعفة أجر المصلي عليه ورجمماء إجابممة دعممائه
وسبب لحصول البركة ودوام محبته صلى اللممه عليممه وسمملم
وزيادتها وتضاعفها وسممبب هدايممة العبممد وحيمماة قلبممه .فكلممما
أكثر الصلة عليه وذكره استولت محبته علممى قلبممه ،حممتى ل
يبقى في قلبه معارضة لشيٍء من أوامره ول شك في شيء
مما جاء به.
كما أنه صلوات الله وسلمه عليممه رغّممب فممي الصمملة عليهمما
بأحاديث ثبتت عنه ،منها ما روى مسلم في صحيحه عن أبممي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليممه وسمملم
ي واحللدة صللّلى الللله عليلله قممال)) :مللن صلللى عللل ّ
عشرا ً(( ،2وعنه رضي الله عنه
94
أيضا ً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال)) :ل تجعلوا
بيوتكم قبورًا ،ول تجعلوا قبري عيدًا ،وصلللوا عللل ّ
ي
فإن صلتكم تبلغني حيثما كنتللم(( ،1وقممال صمملى اللممه
عليه وسلم)) :رغم أنف رجل ذكرت عنده فلللم يصللل
ي((.2
عل ّ
وبما أن الصلة على النبي صلى الله عليممه وسمملم مشممروعة
في الصلوات في التشهد ،ومشروعة فممي الخطممب والدعيممة
والستغفار ،وبعد الذان وعند دخول المسجد والخممروج منممه،
وعند ذكره وفي مواضع أخرى ،فهي تتأكد عنممد كتابممة اسمممه
في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك؛ لما تقممدم
من الدلة .والمشروع أن تكتب كاملة؛ تحقيقا ً لما أمرنا اللممه
تعالى به ،وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ،ول ينبغي عنممد
الكتابة القتصار في الصلة على رسول الله صلى الله عليممه
وسلم على كلمة )ص( أو )صلعم( وممما أشممبهها مممن الرممموز
التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين؛ لما في ذلممك مممن
مخالفة أمر اللمه سمبحانه وتعمالى فممي كتمابه العزيمز بقمموله:
مواسل ّ ُ
و َ عل َي ْ ِ
ه َ صّلوا َ
} َ
1أخرجه أبو داود في كتاب المناسك ،باب زيارة القبور برقم .2042
2أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم رغم أنف رجل برقم .3545
95
ما{ ،1مممع أنممه ل يتممم بهمما المقصممود وتنعممد الفضمملية سلِلي ً
تَ ْ
الموجودة في كتابة صلى الله عليه وسلم كاملة .وقد ل ينتبه
لها القارئ أو ل يفهم المممراد بهمما ،علم ما ً بممأن الرمممز لهمما قممد
كرهه أهل العلم وحذروا منه.
فقد قممال ابممن الصمملح فممي كتممابه علمموم الحممديث المعممروف
)مقدمة ابن الصلح( في النوع الخامس والعشرين من كتابة
الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده قال ما نصه:
)التاسع :أن يحافظ على كتابة الصلة والتسليم على رسممول
الله صلى الله عليه وسلم عند ذكممره ،ول يسممأم مممن تكريممر
ذلك عند تكرره؛ فممإن ذلممك مممن أكممبر الفمموائد الممتي يتعجلهمما
طلبة الحديث وكتبته ،ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا ً عظيمًا،
وقد رأينا لهل ذلك منامات صالحة ،وما يكتبه من ذلممك فهممو
دعاء يثبتممه ل كلم يرويممه؛ فلممذلك ل يتقيممد فيممه بالروايممة ،ول
يقتصر فيه على ما في الصل.
وهكذا المر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحممو
عز وجل ،وتبارك وتعالى ،وما ضاهى ذلك ،إلى أن قممال :ثممم
لتجنممب فممي إثباتهمما نقصممين :أحللدهما :أن يكتبهمما منقوصممة
صورة
96
رامممزا ً إليهمما بحرفيممن أو نحممو ذلممك ،والثللاني :أن يكتبهمما
منقوصة معنى بأل يكتب )وسلم( .وروي عن حمممزة الكنمماني
رحمه الله تعالى أنه كان يقول :كنممت أكتممب الحممديث وكنممت
أكتممب عنممد ذكممر النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم ،ول أكتممب
)وسلم( فرأيت النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم فممي المنممام،
ي؟ قال :فما كتبت بعد ذلك فقال لي :مالك ل تتم الصلة عل ّ
صلى الله عليه وسمملم إل كتبممت )وسمملم( إلممى أن قممال ابممن
الصلح :قلت :ويكره أيضا ً القتصار على قوله )عليه السلم(
والله أعلم( انتهممى المقصممود مممن كلمممه رحمممه اللممه تعممالى
ملخصًا.
وقال العلمة السخاوي رحمه الله في كتممابه" :فتممح المغيممث
شرح ألفية الحديث للعراقي" ما نصه) :واجتنب أيها الكمماتب
الرمز لها -أي الصلة والسلم على رسول الله -صلى اللممه
عليه وسلم في خطك بأن تقتصممر منهمما علممى حرفيممن ونحممو
ذلك ،فتكون منقوصة صممورة كمما يفعلمه )الكتمماني( والجهلمة
من أبناء العجم غالبا ً وأعوام الطلبة ،فيكتبون بدل ً من )صلى
الله عليه وسلم( )ص( أو )صم( أو )صمملعم( فممذلك لممما فيممه
من نقص الجر لنقص الكتابة خلف الولى(.
وقال السيوطي رحمه الله في كتابه" :تدريب الراوي
97
في شرح تقريب النواوي":
)ويكممره القتصممار علممى الصمملة أو التسممليم هنمما ،وفممي كممل
موضع شرعت فيه الصمملة ،كممما فممي شممرح مسمملم وغيممره؛
ما{ ،1إلممى أن سلِلي ً سلل ّ ُ
موا ت َ ْ و َ عل َي ْ ِ
ه َ صّلوا َ
لقوله تعالىَ } :
قال :ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحممرف أو حرفيممن ،كممم
يكتب )صلعم( بل يكتبهما بكمالها( انتهى المقصود من كلمه
رحمه الله تعالى ملخصًا.
هذا ووصيتي لكل مسلم ٍ وقارئ وكمماتب أن يلتمممس الفضممل
ويبحث عممما فيممه زيمادة أجممره وثموابه ويبتعممد عمما يبطلمه أو
ينقصه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعما ً لممما فيممه رضمماه،
إنه جواد كريم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلممه
وصحبه.
98
ج :الدعاء يشرع في كل وقت ،وليس من شمرطه الطهمارة،
يدعو في جميممع الحمموال ،سممواء كمان علممى طهممارةٍ أو علممى
ض أو في ث أصغر ،أو كانت المرأة في حي ٍ جنابة ،أو على حد ٍ
نفاس ،الدعاء مطلوب وهكممذا الممذكر ،ومممن الممذكر :سممبحان
الله والحمد لله ول إله إل الله والله أكبر ،يذكر الله على كل
حاله حتى المرأة في حيضها ونفاسممها ،حممتى الجنممب ،قممالت
عائشة رضي الله عنها) :كان النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
ت وا ِما َ سل َ ق ال ّ ِ خل ْلفي َ ن ِ يذكر الله علممى كممل أحيممانه( }إ ِ ّ
ف الل ّْيلللل والن ّهلللار لَيلللا ٍ ُ وال َْر
وِللللي ت ّل ْ ِ َ ِ َ خت ِل َ ِ وا ْ ض َ ِ َ
ه ّ
ن اللل َ ُ
ن َيلذْكُرو َ ذي َ ّ
ب{ ،والله يقول جل وعل} :الل ِ 1
اللَبا ِْ
م{ . ه ْ جُنوب ِ ِ ى ُ عل َ َ و َدا َعو ً ق ُو ُ ما َ قَيا ً
2
ِ
فالمؤمن مشروع له الذكر في جميع الحوال ،إنما ُينهى عممن
قممراءة القممرآن خاصممة فممي حممال الجنابممة ،ويقممول سممبحانه
ض ْ َ صلَلةُ َ ذا ُ وتعالىَ } :
فإ ِ َ
فللي الْر ِ شلُروا ِ فانت َ ِ ت ال ّ ضي َ ِ ق ِ
م عل ّك ُل ْه ك َِثي لًرا ل ّ َواذْك ُلُروا الل ّل َ ه َل الل ّل ِ ض ِ ف ْ من َ غوا ِ واب ْت َ ُ َ
ن{ .
3
حو َ فل ِ ُ تُ ْ
والمؤمن مأمور بالذكر دائمًا ،قائما ً وقاعدا ً وعلى جنبه ،على
طهارة إل حال قممراءة القممرآن فممإنه يمنممع فممي حممال الجنابممة
خاصة.
99
-41مسألة في الوراد الشرعية والدعوات
الواردة عن النبي وكيفية الصلة عليه صلى
الله عليه وسلم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الخت :ن .ع.
م .س .زادها الله من العلم واليمان وبارك لهمما فممي المموقت
والعمل آمين.
سلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،أما بعد:
فقد وصلني كتابك الكريم وصلك الله بحبل الهدى والتوفيق،
1
وجميع ما تضمنه من السئلة كان معلومًا ،وهذا جوابها..
وأممما الوراد الشممرعية مممن الذكممار والممدعوات الممواردة عممن
النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم ،فالفضممل أن يممؤتى بهمما فممي
طرفي النهار بعد صلة الفجر وصمملة العصممر ،وذلممك أفضممل
من قراءة القرآن؛ لنها عبادة مؤقتة تفوت بفوات وقتها ،أما
قراءة القرآن فوقتها واسع ،ومن اشتغل بقراءة القرآن فممي
طرفي النهار وترك الورد فل بأس؛ لنها
100
كلها نافلة ،والمر فممي ذلممك واسممع ،ول حممرج علممى الحممائض
والنفساء في أصح قولي العلماء في قراءة القرآن عن ظهر
قلب ،سواء كان في الورد أو غيره ،أما الجنب فل يقرأ شيئا ً
من القرآن حتى يغتسل؛ لن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
كممان ل يحجممزه شمميء عممن القممرآن إل الجنابممة ،أممما مممس
المصحف فل يجوز للحائض والنفساء والجنب ،ول يجوز أيضا ً
للمحممدث حممدثا ً أصممغر كالريممح والنمموم حممتى يتوضممأ الوضمموء
الشرعي؛ لحاديث وردت في ذلك عن النبي صلى الله عليممه
وسلم ،أما تثويب الورد للغير ،فالفضل تركممه؛ لعممدم الممدليل
عليه ،وهكذا تثويب قراءة القرآن للغيممر الفضممل تركممه ،كممما
تقدم بيان ذلك؛ لنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسمملم
ول عن الصحابة رضي الله عنهم -فيما نعلممم -ممما يممدل علممى
تثممويب القممرآن أو الذكممار للغيممر ،أممما الممدعاء والصممدقات
فأمرهما واسع ،كما تقدم أيضا ً الكلم في ذلك.
أما حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الذي فيه أنه قال) :يا
رسول الله ،كم أجعل لممك مممن صمملتي؟ (..إلممى آخممره ،فهممو
حديث في إسناده ضعف ،وعلى فرض صحته فقد ذكر شمميخ
السلم ابممن تيميممة رحمممه اللممه وغيممره مممن أهممل العلممم ،أن
المراد بذلك :الدعاء؛ لن الدعاء يسمممى :صمملة ،قممالوا :كممان
ُأبي قد
101
خصص وقتاً للدعاء ،فسأل النبي صلى الله عليه وسلم) :كم
يجعل له من ذلك؟ (...إلى أن قال) :أجعل لك صلتي كلها(،
المعنى :أجعل دعائي كله صلةً عليك ،يعني :في ذلك الوقت
الذي خصصه للدعاء ،والله سبحانه وتعالى أعلم.
وما دام الحديث ليس صممحيح السممناد فينبغممي :أن ل يتكلممف
فممي تفسمميره ،ويكفينمما أن نعلممم أن اللممه سممبحانه شممرع لنمما
الصلة والسلم على رسوله محمد صلى اللممه عليممه وسمملم،
عل َللى ن َ صلّلو َ
ه يُ َ ملئ ِك َت َل ُو َ ن الل ّ َ
ه َ كما قممال عممز وجممل} :إ ِ ّ
َ
موا س لل ّ ُ
و َ عل َي ْ ل ِ
ه َ ص لّلوا َ من ُللوا َ نآ َذي َهللا ال ّ ل ِ
ي ي َللا أي ّ َ
الن ّب ِ ل ّ
ما{ .
1
سِلي ً تَ ْ
وجاءت الحاديث الكثيرة عن النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم
ة على مشروعية الكثار من الصلة والسمملم عليممه ،عليممه دال ً
الصلة والسلم ،وأن من صّلى عليه واحدةً صّلى اللممه عليممه
بها عشممرًا ،فهممذا كلممه يكفممي فممي بيممان شممرعية الكثممار مممن
الصلة والسلم عليه في سممائر الوقممات مممن الليممل والنهممار
خصوصا ً أمام الممدعاء ،وبعممد الذان ،وفممي آخممر الصمملة قبممل
السلم ،وكلما مر ذكره صلى الله عليه وسلم.
ي يوم الجمعللة مللائة مللرة وأما حديث)) :من صلى عل ّ
جاء
102
يوم القيامة ومعه نور لو قسللم بيللن الخلللق كلهللم
ل ،بل هو من كذب الكذابين. لوسعهم(( ،فل نعلم له أص ً
وأما كيفية الصلة على النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم :فقممد
جاء في الحاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم بيانها،
ل وسلم على رسممول اللممه ،أو: وأقل ذلك أن يقول :اللهم ص ّ
اللهم ص ّ
ل وسلم على نبينمما محم مدٍ وآلممه وصممحبه ،أو :اللهممم
ل وسلم على سيدنا محمممد وآلممه وصممحبه ،أو :صمملى اللممه ص ّ
عليك يا رسول الله ،ونحو ذلك ،ومن ذلممك قمموله صمملى اللممه
عليه وسلم لما سئل عن كيفية الصلة عليه ،قال)) :قولللوا
د وعلى آل محمد ،كمللا صللليت ل على محم ٍ اللهم ص ّ
على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد
ل علللى مجيد(( ،وفي لفظ آخر قال)) :قولوا :اللهم ص ل ّ
محمد وعلللى آل محمللد كمللا صللليت علللى إبراهيللم
ظ عنممهوعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد(( ،وفممي لفمم ٍ
صلى الله عليه وسلم أنه قال لهم لما أخبرهم بكيفية الصلة
قال)) :والسلم كما علمتم(( ،1يشير بذلك إلى ما علمهم
إياه
هخذَ الل ّ ُ
وات ّ َ
1أخرجه البخاري في كتاب أحاديث النبياء ،باب قوله تعالىَ } :
ل{ ،برقم ،3370ومسلم في كتاب الصلة ،باب الصلة على خِلي ً
م َ
هي َ
إ ِب َْرا ِ
النبي صلى الله عليه وسلم برقم .405
103
فممي التحيممات وهممو قمموله)) :السلللم عليللك أيهللا النللبي
ظ آخر عنه صلى الله عليه ورحمة الله وبركاته(( وفي لف ٍ
د
ل علللى محمل ٍ وسلم :أنه قال لهممم)) :قولوا اللهللم صل ّ
وعلى أزواجه وذريته كما صللليت علللى آل إبراهيللم
د وعلى أزواجه وذريته كما بللاركت وبارك على محم ٍ
على آل إبراهيم إنك حميد مجيد(( .
1
1أخرجه مسلم في كتاب الصلة ،باب الصلة على النبي صلى الله عليه
وسلم برقم .407
104
-42ما صحة حديث)) :إن الله حرم على
الرض أن تأكل أجساد النبياء((
1أخرجه النسائي في كتاب الجمعة ،باب إكثار الصلة على النبي صلى الله
عليه وسلم ،برقم ،1374وأبو داود في كتاب الصلة ،باب فضل الجمعة
وليلة الجمعة ،برقم ،1047وابن ماجه في كتاب إقامة الصلة ،باب فضل
الجمعة ،برقم ،1085وأحمد في أول مسند المكثرين ،حديث أوس بن أبي
أوس الثقفي ،برقم .15729
2سورة الكهف ،الية ،110سورة فصلت ،الية .6
3سورة الكهف ،الية .8
105
وكان واضعا ً يديه لى أنفه ،وقال له)) :عجلوا بدفن
صاحبكم والله إنه ليأسن كما يأسن سائر البشر((،
وهذا الحديث الذي سمعته موجود فللي كتللاب )نيللل
الوطار شرح منتقى الخبار( والحديث أيضا ً أخرجه
ابللن حبللان فللي صللحيحه والحللاكم فللي مسللتدركه
وقال :صللحيح علللى شللرط البخللاري ولللم يخرجللاه،
حكللي عللن أبيلله وذكره ابن أبي حاتم فللي العلللل ،و ُ
بأنه حديث منكر؛ لن في إسناده عبللد الرحمللن بللن
يزيد بن جابر وهو منكر الحديث ،وقال ابن العربللي
إن الحديث لم يثبت .وأسأل الله تعالى أن يوفقني
1
وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه؟
ج :الحديث المذكور معروف عند أهل العلم ول بأس به عنممد
أهل العلم ول نكارة في ذلك ،فإن الله جل وعل له أن يخص
من يشاء ممن عبمماده بمما يشمماء سمبحانه وتعمالى فممإذا خمص
النبياء بتحريم أجسادهم على الرض فل غرابة في ذلك لممما
لهم لديه من الكرامة.
والصمملة والسمملم عليممه مشممروعة مطلق مًا ،ولممو فرضممنا أن
الجسد قد أكلته الرض كما تأكل أجساد الناس الخرين فممإن
هذا ل يمنع مممن الصمملة والسمملم عليممه ،ول يمنممع أيض ما ً مممن
تخصيص
106
الجمعة بالمزيد من ذلك؛ لما جاء فممي الحممديث فممإن الصمملة
والسلم عليه مشممروعان دائم ما ً عليممه الصمملة والسمملم فممي
حياته وبعد وفاته عليه الصلة والسلم؛ لقول الله عز وجممل:
َ
ن
ذي َ ها اّللل ِ عَلى الن ّب ِ ّ
ي َيا أي ّ َ ن َ صّلو َ
ه يُ َمَلئ ِك َت َ ُ و َ ن الل ّ َ
ه َ }إ ِ ّ
ل وسمملم ما{ ،اللهممم صم ّ سِلي ً سل ّ ُ
موا ت َ ْ و َ
ه َ عل َي ْ ِ
صّلوا َ مُنوا َ آ َ
عليه صلةً وسلما ً دائمين إلى يوم الدين.
وقال عليه الصلة والسمملم كممما رواه مسمملم فممي الصممحيح:
))من صّلى علي واحدة صّلى الله عليه بها عشرا ً((.
وبذلك ُيعلم أن الصلة والسلم مشممروعان فممي حيمماته وبعممد
وفاته ،أممما كممون جسممده يبقممى فقممد جمماء فممي هممذا الحممديث
وسنده ل بأس به عند أهل العلم ،أما قول العبمماس فل أعلمم
إلى يومي هذا صحته ولم أتتبممع أسممانيده ،ولممو فرضممنا صممحة
قول العباس فإنه ل ينافي ما جاء به هذا الحديث من تحريممم
أجساد النبياء على الرض؛ لنه قد يعتري الجسد ممما يعممتريه
ق لمم تمأكله الرض ،فمإن اللمه علممى كممل من التغيير وهمو بمما ٍ
شيء قدير سبحانه وتعالى ،فمإذا وضممع فمي القممبر أمكمن أن
تزول هممذه الرائحممة علممى فممرض صممحة أثممر العبمماس ويبقممى
الجسد سليما ً طريًا ،وليس في الشرع ول في العقل ما يمنع
ذلك.
107
والمقصود أن الصلة والسلم عليه مشروعان مطلقا ً سممواء
بقي الجسد أم لم يبق الجسد وكونه تعرض عليه صلة أمتممه
ل تعلق له بالجسد ،وإنما ذلك على الروح وهي فممي الرفيممق
ن روحه باقية ،وهكذا الرواح باقية عند أهل السنة العلى ،فإ ّ
والجماعممة ،أرواح المممؤمنين فممي الجنممة ،وأرواح الكفممار فممي
النار ،روحه صلى اللمه عليمه وسملم فمي أعلمى علّييمن عليمه
الصلة والسلم ،وأرواح المؤمنين في صفة طيور تعلممق فممي
شجر الجنة ،وأرواح الشهداء في أجواف طيممر خضممر تسممرح
في الجنة حيث شماءت ثممم ترجممع إلممى قناديممل معلقمة تحممت
العرش كما صحت بذلك الحاديث عن النبي صلى الله عليممه
وسلم ،والله ولي التوفيق.
108
-43مسألة في الصلة والسلم على النبياء
والرسل
109
ل أعلم فرقا ً في هذا المقام بين جميع النبياء والرسل ،وقممد
بك َر ّن َرّبلل َحا َسب ْ َ
قال الله جل وعل في آخر الصممافاتُ } :
د
ملل ُ وال ْ َ
ح ْ ن َسللِلي َمْر َعَلى ال ْ ُ سَل ٌ
م َ و َ
ن َ
فو َص ُما ي َ ِ ع ّ
ة َعّز ِال ْ ِ
ن{ 1وفق الله الجميع. مي َعال َ ِ
ب ال ْ َه َر ّل ِل ّ ِ
قا َ
ل و َ
ج :الله شرع لعباده الدعاء ،فقال سبحانه وتعمممالىَ } :
َ
ذاوإ ِ َم{ ،وقممال عممز وجمملَ } : ب ل َك ُ ْ
ج ْست َ ِ
عوِني أ ْ م ادْ ُ َرب ّك ُ ُ
3
110
والسجود محل للدعاء في الفرض والنفل ،وأحممرى الوقممات
لجابة الدعاء :آخر الليل ،وجوف الليل ،وهكمذا السمجود فمي
فرضا أو نفل ً يستجاب فيه الدعاء ،وهكذا آخر الصمملة
ً الصلة
قبل السلم بعد التشهد والصلة على النبي صلى اللممه عليممه
وسلم ،وهكذا الدعاء يوم الجمعة حين يجلس الخطيب علممى
المنبر إلى أن تقضى الصلة ،وبعد صلة العصر إلممى غممروب
الشمس يوم الجمعة.
فينبغي لمن أراد أن يدعو أن يتحرى هذه الوقات ،وهكذا ممما
بين الذان والقامة الدعاء فيه ل يرد ،ومن أهمها آخر الليممل؛
لقممول النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :ينزل ربنللا إلللى
السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليللل الخللر
فيقول مللن يللدعوني فأسللتجيب للله؟ مللن يسللألني
ظ
فأعطيه؟ من يستغفرني فللأغفر للله((؟ ،1وفممي لف م ٍ
ع فيسللتجاب للله؟ هللل مللن آخر فيقممول)) :هل مللن دا ٍ
ب فيتللاب عليلله، ل فيعطى سؤله؟ هل مللن تللائ ٍ سائ ٍ
حتى يطلع الفجر((.2
ن َأن
دو َ
ري ُ
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ،باب قول الله تعالى} :ي ُ ِ
1
111
وهذا وقت عظيم ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يكون لهما فيه
حظ من التهجممد والممدعاء والسممتغفار .وهممذا النممزول اللهممي
نزول يليق بالله عز وجل ل يشابهه نممزول خلقممه ،فهممو ينممزل
سبحانه نممزول يليممق بجللممه ل يعلممم كيفيتممه إل اللممه سممبحانه
وتعالى ،ول يشابه الخلق في شيء مممن صممفاته ،كالسممتواء،
والرحمممة ،والغضممب ،والرضمما وغيممر ذلممك؛ لقمموله سممبحانه:
صيُر{ ،1ومن ذلك ع ال ْب َ ِ
مي ُس ِ و ال ّ ه َو ُ يء ٌ َش ْ ه َ مث ْل ِ ِ }ل َي ْ َ
س كَ ِ
وى{.2 ست َ َ
شا ْ عْر ِ عَلى ال ْ َ ن َ م ُح َقوله تعالى} :الّر ْ
فالستواء يليق بجلله سبحانه ،ومعناه :العلو والرتفاع فوق
العرش ،لكنه استواء يليق بالله ل يشابه فيه خلقممه ول يعلممم
كيفيتممه إل اللممه سممبحانه وتعممالى ،كممما قممال تعممالى} :ل َي ْ َ
س
صيُر{.3 ع ال ْب َ ِ
مي ُس ِ و ال ّ ه َو ُيء ٌ َ ش ْ ه َ كَ ِ
مث ْل ِ ِ
وكما قالت أم سلمة رضي الله عنها) :الستواء غير مجهول،
والكيف غير معقول ،والقرار به إيمان ،وإنكاره كفر(.
وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ المام مالك أحد
112
التابعين رضي الله عنه لما سممئل عممن ذلممك قممال) :السممتواء
غير مجهول ،والكيف غير معقول ،ومن الله الرسالة ،وعلممى
الرسول التبليغ ،وعلينا التصديق(.
ولما سئل المممام مالممك رحمممه اللممه -إمممام دار الهجممرة فممي
زمانه في القرن الثاني -عن الستواء قال) :الستواء معلوم،
والكيف مجهول ،واليمان به واجب ،والسؤال عنه بدعة( ،ثم
قال للسائل) :ما أراك إل رجل سوء( ،ثم أمر بإخراجه.
وهذا الذي قاله المام مالك ،وأم سلمة ،وربيعممة رضممي اللممه
عنهم ،هممو قممول أهممل السممنة والجماعممة كافممة ،يقولممون فممي
أسماء الله وصممفاته :إنهمما يجممب إثباتهمما للممه عممز وجممل علممى
الوجه اللئق به سبحانه وتعالى ،فاليمان والقرار بها واجب،
والتكييف منفي ل يعلم كيفيتها إل الله عز وجل ،ولهذا يقممول
َ
د{ ،1ويقممول سممبحانه: حل ٌوا أ َ ه كُ ُ
فل ً ن ل َل ُ م ي َك ُ ْول َ ْ سبحانهَ } :
صلليُر{ ،ويقممول
2
ع ال ْب َ ِمي ُسل ِ و ال ّ ه َ و ُ يء ٌ َْ ه َ
ش مث ْل ِ ِ س كَ ِ}ل َي ْ َ
ل إن الل ّه يعل َم َ َ
موأن ْت ُ ْ
َ َ ْ ُ َ مَثا َ ِ ّ ه اْل ْ رُبوا ل ِل ّ ِ ض ِفل ت َ ْ سبحانهَ } :
ن{ ،3وهو سبحانه يغضب مو َ عل َ ُ
ل تَ ْ
113
على أهممل معصمميته والكفممر بممه ،ويرضممى عممن أهممل طمماعته،
ويحب أولياءه ،ويبغض أعداءه ،وهذا الحب والبغممض والرضمما
والغضب وغيرها من صفاته سممبحانه كلهمما ثابتممة لممه سممبحانه
على الوجه الذي يليق بجلله عز وجل ،وهو قول أهل السممنة
والجماعة ،فالواجب التزام هذا القول ،والثبات عليممه ،والممرد
على من خالفه.
ومن أدلة الدعاء في السجود :قول الرسول صلى الله عليممه
وسمملم)) :فأمللا الركللوع فعظمللوا فيلله الللرب ،وأمللا
ن أن يسلتجاب قمل ٌ ف َ
السجود فاجتهدوا فلي اللدعاء َ
لكم(( ،1وقال صلى الله عليممه وسمملم)) :أقرب مللا يكللون
العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء(( 2أخرجهمممما
مسلم في صحيحه.
فإذا سممألت المممرأة زوجما ً صممالحا ً فممي السممجود أو فممي آخممر
ل ،وكممذلك الرجممل إذا سممأل ربممه أن يعطيممه الليل ،أو مال ً حل ً
ل ،فكل ذلك طيب. ة صالحة ،أو مال ً حل ً زوج ً
والنكاح عبادة ،وفيه مصالح كثيرة للرجل والمرأة،
114
وهكممذا بقيممة الحاجممات الخاصممة ،كممأن يقممول" :اللهممم أغننممي
بفضلك عمن سواك ،اللهم أغنني عممن سممؤال خلقممك ،اللهممم
ة صالحة" ونحو ذلك. ارزقني ذري ً
ج :هذا من البدع ،النسان يدعو ربه وحده ،ما يحتمماج يتجمممع
مع مجموعمة ويمدعو بهمم واحمد ،ل ،كمل واحمد إذا فمرغ ممن
الصلة يأتي بالذكار الشرعية ويدعو بينه وبين ربه ،أما يكون
لهم إماما ً يدعو بهم ،يرفع يديه ويدعون ،ليس له أصممل ،هممذا
من المحدثات .والله يهدينا وإخواننا المسلمين.
115
-46أفضل الدعية التي يجب على المسلم
أن يرددها
ج :أفضل الذكر ،ل إله إل الله ،أفضل الدعاء ل إلممه إل اللممه،
لكن هنا دعوات مخصوصممة .وأحسممن الممدعاء )ربنمما آتنمما فممي
الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النممار( يممردد هممذا
في آخر الصلة ،في سجوده ،في أوقاته الخمرى؛ لنمه دعمماء
جامع ،وكذلك) :اللهم اغفر لي ذنبي كله ،دقّممه وجل ّممه ،وأولممه
وآخر ،وعلنيته وسره ،اللهم إني أسالك رضاك والجنة وأعوذ
بك من سخطك والنار -دعوات جامعة -اللهم أسألك الجنممة
وما قرب إليها من قول وعمل ،وأعوذ بك من النار وما قرب
إليها من قول وعمل .وفي سممجوده يقممول :اللهممم اغفممر لممي
ذنبي واغفر لي وارحمني واهممدني وارزقنممي وعممافني ،اللهممم
اغفر لي ذنبي كله ،دّقه وجّله ،وأوله وآخره ،وعلنيته وسره،
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع
116
ة وقنمما
ة وفي الخرة حسن ً المسلمين ،ربنا آتنا في الدنيا حسن ً
عذاب النممار؛ لقمموله صمملى اللممه عليممه وسمملم)) :أقرب مللا
يكللون العبللد مللن ربلله وهللو سللاجد فللأكثروا مللن
الدعاء(( ،والحممديث الخممر)) :وأمللا السللجود فاجتهللدوا
ن أن يستجاب لكم((. في الدعاء فقم ٌ
فينبغي أن يكثر من الدعوات الطيبممة ،سممؤال الجنممة ،التعمموذ
بالله من النار ،سممؤال العفممو :اللهممم إنممك عفممو تحممب العفممو
فمماعف عنممي ،اللهممم أصمملح قلممبي وعملممي ،اللهممم اغفممر لممي
ولوالدي .يتحرى الدعوات المناسبة.
س :الخ أ .ع .ح .ق .مللن سللبت العليلا يقللول فللي
سؤاله :بعض الناس يجهر بالدعية جهرا ً يشوش به
على من حوله ،فما حكم فعله هللذا؟ نرجللو التكللرم
1
والفادة.
من أسئلة المجلة العربية ،ونشر في هذا المجموع ج 9ص .397 1
117
ة{ ،1ولن ذلممك خ ْ
في َل ً و ُ
عا َ
ض لّر ً عللوا ْ َرب ّك ُل ْ
م تَ َ سممبحانه} :ادْ ُ
أكمل في الخلص ،وأجمممع للقلممب علممى الممدعاء ،ولممما فممي
ذلكممم مممن عممدم التشممويش علممى مممن حمموله مممن المصمملين
والقراء ،إل إذا كان الدعاء مممما يممؤمن عليممه كممدعاء القنمموت
والستسقاء فإن المام يجهممر بممه حممتى يممؤمن المسممتمعون،
والله الموفق.
2
-48من شروط الدعاء
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام
المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبممار العلممماء وإدارة
البحوث العلمية والفتمماء :مممن أعظممم شممروط الممدعاء الثقممة
بالله والتصديق له ولرسوله ،واليمان بأن الله هو الحممق ،ول
يقممول إل الحممق ،والخلص للممه سممبحانه والمتابعممة لرسمموله
صلى الله عليه وسلم مع اليمان بأن الرسممول عليممه الصمملة
والسلم بلغ الحق وهو الصادق فيما يقول.
118
ن وثقمةٍ بماللهوأضماف سمماحته) :وأن يمأتي بمذلك عمن إيمما ٍ
ة فيممما عنممده ،وأنممه سممبحانه مممدبر المممور ومصممرف ورغبمم ً
الشياء ،وأنه القادر على كل شميء سمبحانه وتعمالى ،ل عمن
ن بالله وثقةٍ به ،وأنه شك ول عن سوء ظن بل عن حسن ظ ٍ
متى تخلف المطلوب فلعلةٍ من العلل ،فالعبد عليممه أن يممأتي
بالسباب ،والله مسبب السباب ،وهو الحكيم العليم(.
وقممال سممماحته :وقممد يحصممل الممدواء ولكممن ل يممزول الممداء
ب أخرى جهلها العبد ولله فيهمما حكممم سممبحانه وتعممالى، لسبا ٍ
وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي؛ الحسي الذي يقوم به
الطبمماء مممن أدوي مةٍ وعمليممات ونحممو ذلممك ،والمعنمموي الممذي
يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلممك مممن السممباب الشممرعية،
ب كممثيرة ،منهمما:ومع هممذا كلممه قممد يتخلممف المطلمموب لسممبا ٍ
الغفلة عممن اللممه سممبحانه ،ومنهمما :المعاصممي ول سمميما أكممل
الحرام(.
واستشهد سماحة مفتي عام المملكة العربية السممعودية بممما
صح عن رسول الله صلى الله عليممه وسمملم أنممه قممال)) :ما
د يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ول قطيعللة من عب ٍ
رحم إل أعطاه الله بها إحدى ثلث :إما أن تعجل له
دعوته في الدنيا ،وإما أن تدخر له في الخرة وإمللا
أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك(( ،قالوا:
119
1
يا رسول الله :إذا نكثر قال ))الله أكثر((.
واختتم سماحته إجابته بقوله :وبذلك يعلم المؤمن أن إجممابته
ب اقتضممتها حكمممة اللممه سممبحانه، قد تؤجل إلى الخرة لسبا ٍ
ب الدعاء شٌر كثير بدل ً مممن أن يعطممى وقد يصرف عنه بأسبا ِ
طلبه ،والله سبحانه وتعمالى هممو الحكيمم العليممم فممي أفعماله
معِلي ل ٌ ن َرب ّ َ
ك َ وأقواله وشرعه وقدره كما قال عز وجل} :إ ِ ّ
2
م{.
كي ٌ
ح ِ
َ
1رواه المام أحمد في باقي مسند المكثرين ،مسند أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه برقم .10749
2سورة يوسف الية .6
3من برنامج نور على الدرب شريط رقم 12ونشر في المجموع ج 9ص
.353
120
))الدعاء ل يرد بين الذان والقامة((.1
-2منها جوف الليل وآخر الليل ،فالليل فيه ساعة ل يرد فيها
سائل أحراها جوف الليل وآخر الليل-الثلث الخير -وقد ثبممت
عنه صلى اللممه عليممه وسمملم أنممه قممال)) :ينزل ربنللا إلللى
سماء الدنيا كل ليلة ،حين يبقى ثلللث الليللل الخللر
فيقول :مللن يللدعوني فأسللتجيب للله مللن يسللألني
فأعطيه ،مللن يسللتغفرني فللأغفر للله حللتى ينفجللر
الفجر ،2((...ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هممذه الوقممات،
والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة في وسط الليل ،وفي
آخر الليممل ،وفممي أي سمماعة مممن الليممل ،لكممن الثلممث الخيممر
وجوف الليل أحرى بالجابة مع
1رواه الترمذي في كتاب الصلة ،باب ما جاء في أن الدعاء ل يرد بين الذان
والقامة برقم 212وأبو داود في كتاب الصلة برقم ،باب ما جاء في الدعاء
بين الذان والقامة 521وأحمد في باقي مسند المكثرين ،مسند أنس بن
مالك رضي الله عنه .برقم .11790
2رواه البخاري في كتاب الجمعة باب الدعاء في الصلة من آخر الليل برقم
1145ومسلم في كتاب صلة المسافرين وقصرها ،باب الترغيب في الدعاء
والذكر في آخر الليل والجابة برقم ،758والترمذي في الصلة ،باب ما جاء
في نزول الرب عز وجل إلى السماء الدنيا برقم .446
121
سممؤال اللممه بأسمممائه الحسممنى وصممفاته العلممى ،أن يجيممب
الدعوة مع اللحاح وتكرار الدعاء ،فاللحاح في ذلك وحسممن
الظن بالله وعدم اليأس ،من أعظممم أسممباب الجابممة ،فعلممى
المرء أن يلح في الدعاء ،ويحسن الظن بالله عز وجل ويعلم
أنه حكيم عليم ،قد يعجل الجابة لحكمة وقد يؤخرها لحكمة،
وقد يعطي السائل خيرا ً مما سأل ،كما ثبت عن النبي صمملى
الله عليه وسمملم أنممه قممال)) :ما مللن مسلللم ٍ يللدعو اللله
ة ليس فيهللا إثللم ول قطيعللة رحللم إل أعطللاه بدعو ٍ
الله بها إحلدى ثلث :إمللا أن تعجلل لله دعلوته فلي
الللدنيا ،وإمللا أن يللدخرها للله فللي الخللرة ،وإمللا أن
يصرف عنه من السوء مثلها ،قممالوا يمما رسممول اللممه إذا ً
نكثر؟ قال)) :الله أكثر((.1
وعليه أن يرجو من ربه الجابة ،ويكثر مممن توسممله بأسمممائه
وصفاته سممبحانه وتعممالى ،مممع الحممذر مممن الكسممب الحممرام،
والحممرص علممى الكسممب الطيممب؛ لن الكسممب الخممبيث مممن
أسباب حرمان الجابة ،ول حول ول قوة إل بالله.
1رواه المام أحمد في باقي مسند المكثرين ،مسند أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه برقم .10749
122
-3السجود ،ترجى فيه الجابة ،يقول عليه الصمملة والسمملم:
))أقرب ما يكون العبد من ربه وهو سللاجد فللأكثروا
الدعاء(( ،1ويقول صلى اللممه عليممه وسمملم)) :أما الركللوع
فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا
ن أن يسللتجاب لكللم(( 2أي حممري أن في الللدعاء فقمل ٌ
يستجاب لكم ،رواه مسلم في صحيحه.
-4حين يجلس المام يوم الجمعة على المنممبر للخطبممة إلممى
أن تقضي الصلة ،فهو محل إجابة.
-5آخممر كمل صملة قبمل السملم ،يشممرع فيمه الممدعاء ،وهممذا
الوقت ترجى فيه الجابة؛ لن النبي صمملى اللمه عليممه وسمملم
لما علمهم
1رواه مسلم في كتاب الصلة ،باب ما يقال في الركوع والسجود برقم 482
واللفظ له ،والنسائي في كتاب التطبيق ،باب أقرب ما يكون العبد من الله
عز وجل برقم 1137وأبو داود في كتاب الصلة ،باب في الدعاء في الركوع
والسجود برقم 875وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم .9165
2رواه مسلم في كتاب الصلة ،باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع
والسجود برقم 479واللفظ له ،ورواه أبو داود في كتاب الصلة ،باب في
الدعاء في الركوع السجود برقم 876وأحمد في مسند بني هاشم ،بداية
مسند عبد الله بن العباس رضي الله عنهما برقم .1903
123
التشممهد قممال)) :ثللم ليخللتر مللن الللدعاء أعجبلله إليلله
فيدعو((.1
- 6آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس ،هو من
أوقات الجابة في حق من جلس علممى طهممارة ينتظممر صمملة
المغرب ،فينبغي الكثار مممن الممدعاء بيممن صمملة العصممر إلممى
غممروب الشمممس يمموم الجمعممة ،وأن يكممون جالسمما ً ينتظممر
الصلة؛ لن المنتظر في حكم المصلي .وقد صح عممن النممبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :في يوم الجمعة سللاعة
ل يسأل الله أحد فيهللا شلليئا وهللو قللائم يصلللي إل
أعطاه الله إياه(( ،2وأشار إلممى أنهمما سماعة قليلممة ،فقمموله
صلى الله عليه وسلم)) :ل يسأل الله فيها شلليئا وهللو
قائم يصلللي(( ،قممال العلممماء :يعنممي ينتظممر الصمملة ،فممإن
المنتظممر لممه حكممم المصمملي ،لن وقممت العصممر ليممس وقممت
صلة.
فالحاصل أن المنتظممر لصمملة المغممرب فممي حكممم المصمملي،
فينبغي أن يكثر من الدعاء قبل غروب الشمس ،إن كان في
1رواه البخاري في كتاب الذان ،باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد برقم
.835
2رواه البخاري في كتاب الجمعة ،باب الساعة التي في يوم الجمعة برقم
.935
124
المسجد ففي المسجد ،وإن كان امرأةً أو مريضا ً فممي الممبيت
شممرع لممه أن يفعممل ذلممك ،وذلممك بممأن يتطهممر وينتظممر صمملة
المغرب ،هذه الوقات كلها أوقات إجابممة ينبغممي فيهمما تحممري
الدعاء ،والكثار منه مع الخلص للممه ،والضممراعة والنكسممار
بين يدي الله ،والفتقار بيممن يممديه سممبحانه وتعممالى ،والكثممار
من الثناء عليممه ،وأن يبممدأ الممدعاء بحمممد اللممه والصمملة علممى
النبي صلى الله عليه وسلم ،فإن البداءة بالحمد للممه والثنمماء
عليه والصلة على النبي صلى الله عليه وسمملم مممن أسممباب
الستجابة ،كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى اللممه
عليه وسلم.
ج :عليك أيها الخ إذا تممأخرت الجابممة أن ترجممع إلممى نفسممك
وتحاسبها ،فإن الله سبحانه وتعالى حيكم عليم قد يؤخر
125
الجابة لحكم ٍ بالغة ،ليكثر دعاؤك ،ويكممثر إبممداء حاجتممك إلممى
ربك ،وتتضرع إليه وتخشع بين يممديه ،فيحصممل لممك بهممذا مممن
الخير العظيم ،والفوائد الكثيرة ،وصلح قلبممك ،ورقممة قلبممك،
ب أخممرى سممبحانه وهو خير لك من الحاجة ،وقد يؤجلها لسبا ٍ
وتعالى ،وقد يؤجلها لحكممةٍ بالغممة ،فممإذا تممأجلت الحاجممة ،فل
تلم ربك ول تقل لماذا ،لماذا يا ربي .ارجع إلى نفسك وانظر
ل عندك شيئا ً من الممذنوب والمعاصممي هممي السممبب فممي فلع ّ
تأخير الجابة ،ولعل هناك أمرا ً آخر تأخرت الجابة مممن أجلممه
يكون فيه خير لك فأنت ل تتهم ربممك ،ولكممن عليممك أن تتهممم
نفسك وعليك أن تنظر في أعمالك وسيرتك حتى تصلح مممن
شأنك ،وحممتى تسممتقيم علممى أمممر ربممك ،وحممتى تعبممده علممى
بصيرة ،وحتى تمتثل أوامره وحتى تنتهي عن نممواهيه ،وحممتى
تقف عند حدوده ،ثم اعلم أنه سبحانه حكيم عليم ،قد يممؤخر
الجابمة لممدة طويلمة ،كمما أخمر إجابمة يعقموب فمي رد ابنمه
يوسف عليممه ،وهممو نممبي عليممه الصمملة والسمملم ،فقممد يممؤخر
الجابممة لحكممةٍ بالغممة وقممد يعطيممك خيممرا ً مممما سممألت ،وقممد
يصرف عنك من الشر أفضل مما سألت ،كممما جمماء الحممديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسمملم أنممه قممال)) :ما مللن
د يدعو الللله بللدعوة ليللس فيهللا إثللم ول قطيعللة عب ٍ
رحم إل أعطاه الله بها إحدى ثلث :إما أن
126
تعجللل دعللوته فللي الللدنيا ،وإمللا أن تللدخر للله فللي
الخرة ،وإما أن يصرف عنلله مللن الشللر مثللل ذلللك.
قالوا :يا رسول الله إذا ً نكثر؟ قال :الله أكللثر(( ،تممبين فممي
هذا الحديث أن الله قد يؤخر الجابة إلى الخممرة ،ول يعجلهمما
في الدنيا لحكمةٍ بالغة؛ لن ذلك أصمملح لعبممده وأنفممع لعبممده،
وقد يصرف عنه شرا ً عظيما ً خيٌر له من إجابممة دعمموته ،وقممد
يعجلها له .فعليك بحسن الظن بالله وعليك أن تسممتمر وتلممح
في الدعاء ،فإن في الدعاء خيرا ً لك كممثيرًا ،وعليممك أن تتهممم
نفسك وتنظر في حالك ،وأن تستقيم على طاعممة ربممك ،وأن
تعلم أن ربك حكيم عليم وقممد ُيعجلهمما لحكمممة ،وقممد يعطيممك
خيرا ً من دعوتك ،وفي الحديث الصمحيح يقممول عليمه الصملة
والسلم)) :يستجاب لحدكم ما لللم يعجللل(( ،1فيقممول:
دعوت ودعوت فل أراه يستجاب لممي ،فيستحسممر عنممد ذلممك
ويذهب الدعاء ،فل ينبغي لك أن تستحسر ،ول ينبغي لممك أن
تممدع الممدعاء ،الممزم الممدعاء وألممح علممى ربممك ،واضممرع إليممه
وحاسممب نفسممك ،واحممذر أسممباب المنممع مممن المعاصممي
والسيئات ،وتحّر أوقات
127
الجابة كآخر الليل وبين الذان والقامة ،وفي آخر الصمملوات
قبل السلم ،وفي السممجود ،كممل هممذه مممن أسممباب الجابممة،
بوعليك بإحضار قلبك عند الدعوة حتى تلح وحتى تدعو بقل م ٍ
حاضر ،وعليك بالمكسممب الطيممب فممإن كسممب الخممبيث مممن
أسباب عدم الجابة.
128
يصادف ساعة الجابة ،فيضممر نفسممه أو يضممر أهلممه ،أو يضممر
ولده ،فينبغي لك أيها السممائل أن تحفممظ لسممانك ،وأن تؤكممد
على من تعلمه يتعمماطى هممذا الممر بممأن يحفممظ لسمانه ،وأن
يتقي الله في ذلك ،حتى ل يدعو على ولممده ،ول علممى غيممره
من المسلمين ،بل يدعو لهم بالخير والسداد والستقامة.
-52مسألة في الدعاء
129
الثقات العّباد رحمه الله ،وهذا الدعاء ل بأس بممه ،ولممم أقممف
عليه في ترجمة محمد المذكور في البداية لبن كثير .ويكفي
عن ذلك التعوذ بالله مممن الشمميطان الرجيممم ،كممما قممال اللممه
ع ْ
ذ سلت َ ِ
فا ْ ن ن َلْز ٌ
غ َ طا ِ شلي ْ َ ن ال ّ مل َك ِغن ّ َ
ما َينَز َ وإ ِ ّ
سبحانهَ } :
م{ ،1وقال سبحانه في سورة النحل: عِلي ٌ
ع َ مي ٌس ِ ه َ ه إ ِن ّ ُِبالل ّ ِ
ش لي ْ َ ذا َ ْ
نطا ِ ن ال ّمل َ ه ِعذْ ب ِللالل ّ ِ
س لت َ ِ ن َ
فا ْ ت ال ْ ُ
ق لْرآ َ قَرأ َ فإ ِ َ} َ
م{ ،2وكان النبي صلى الله عليممه وسمملم يتعمموذ بممالله جي ِ الّر ِ
من الشيطان فممي صمملته وغيرهمما بقمموله)) :أعمموذ بممالله مممن
الشيطان الرجيم(( ،وربما قال)) :أعوذ بالله السممميع العليممم
سممر من الشيطان الرجيم من همزه ونفثممه ونفخممه(( ،وقممد ف ّ
أهل العلم الهمممز بالصممرع والنفممخ بممالكبر والنفممث بالشممعر..
يعنون بذلك الشعر المذموم .والله ولي التوفيق.
130
الهل والقارب والصللدقاء علم لا ً بللأنهم مسلللمون
1
ولله الحمد؟ أفتونا مأجورين.
131
-54الستثناء في الدعاء
132
ج :ل أعلم في هذا شيئا ً إذا كان ليس فيه تكلف ،أما السمجع
المتكلف فل ينبغي ،ولهذا ذم النبي عليه الصلة والسلم من
سجع وقال)) :هذا سجع كسجع الكهللان(( ،1فممي حممديث
حمل ابن النابغة الهذلي ،لكممن إذا كمان سممجعا ً غيممر متكلممف،
فقد وقع في كلم النبي عليه الصلة والسلم وكلم الخيممار،
فالسجع غير المتكلف ل حرج فيه ،إذا كان في نصر الحق أو
في أمر مباح ،وتكرار الممدعوات فيممما يتعلممق بالجنممة أو النممار
وتحريك القلوب ،كل ذلك مطلوب شرعًا.
ج :ل حرج في الدعاء ولو على غير وضوء بل ولو كنت
133
جنبًا؛ لن الدعاء ل تشترط له الطهارة وهذا ممن رحممة اللمه
سبحانه؛ لن العبد محتاج للدعاء في كل وقت ولكن حصمموله
مممع الطهممارة والصمملة أقممرب إلممى الجابممة ول سمميما فممي
السجود؛ لقول النبي صلى اللممه عليممه وسمملم)) :أقرب مللا
1
يكون العبد من ربه وهللو سللاجد فللأكثروا الللدعاء((
خرجه المام مسلم في صحيحه وبالله التوفيق.
1سبق تخريجه.
2نشر في كتاب فتاوى إسلمية لمحمد المسند ج 4ص ،175وفي مجلة
الدعوة العدد 1674بتاريخ 13/9/1419هم.
134
المسك ،إما أن يحذيك ،وإما أن تبتاع منه ،وإمللا أن
تجد منه ريحا ً طيبة ،ومثللل الجليللس السللوء كنافللخ
الكير ،إما أن يحرق ثيابك ،وإمللا أن تجللد منلله ريح لا ً
خبيثة(( 1ولكن ل يجوز للمسمملم أن يعتمممد علممى مثممل هممذه
المور لتكفير سيئاته ،بل يجب عليه أن يلزم التوبة دائما ً من
سائر الذنوب ،وأن يحاسب نفسه ويجاهدها فممي اللممه ،حممتى
يؤدي ما أوجب الله عليه ويحذر ما حممرم اللممه عليممه ،ويرجممو
مع ذلك من الله سبحانه العفممو والغفممران ،وأن ل يكلممه إلممى
نفسه ول إلى عمله ،ولهذا صح عن رسممول اللممه صمملى اللممه
عليممه وسمملم أنممه قممال)) :سللددوا وقللاربوا وأبشللروا
واعلموا أنه لن يدخل الجنة أحدٌ منكم بعمللله ،قممالوا:
ول أنت يا رسول الله؟ قال :ول أنا إل أن يتغمدني الله
برحمة منه وفضل(( 2وبالله التوفيق.
135
-58دعاء ختم القرآن
136
ج :ل مانع أن يقرأ النسممان الممدعاء مممن الورقممة ،إذا كممان ل
يحفظ ،وكتب الدعاء في ورقة وقرأه في الوقات التي يحب
أن يمدعو فيهما مثمل آخمر الليمل ،وأثنماء الليمل أو غيرهما ممن
الوقات ،ولكن لو تيسر حفظ ذلممك ،وأن يقممرأه عممن حضممور
ب وعن خشوع ،كان ذلك أكمل ،أما فممي الصمملة فممالولى قل ٍ
أن يكممون عممن ظهممر قلممب ،وأن تكممون دعمموات مختصممرة
ممموجزة ،ولممو قممرأت مممن ورقممة فممي التشممهد مثل ً أو بيممن
السجدتين فل حرج في ذلك ،لكن كون الداعي يحفظ الدعاء
فإنه يكون أقرب إلى الخشوع .والله ولي التوفيق.
-60الدعاء للمتصدق
نشر في كتاب فتاوى إسلمية من جمع محمد المسند ج 4ص .176 1
137
اجتممماٍع علممى رفممع الصمموات علممى الكيفيممة المممذكورة فهممو
مشروع؛ لقول النبي صلى اللممه عليممه وسمملم)) :ملن صللنع
إليكم معروفا ً فكافئوه فإن لللم تجللدوا مللا تكللافئوه
فادعوا له حتى تروا أنكللم قللد كافللأتموه(( 1رواه أبممو
داود والنسائي بإسناد صحيح.
ج :المسح للوجه لم يرد فيه أحاديث صحيحة ،وإنما ورد فيممه
أحاديث ل تخلو من ضعف؛ فلهذا الرجح والصح أن ل يمسح
وجهه بيديه ،وذكر بعض أهل العلم أنه ل بأس بذلك؛ لنه فيه
وي أحاديث يشد بعضها بعضا ً وإن كانت ضعيفة ،لكممن قممد يق م ّ
سن لغيممره ،كممما ذكممر ذلممك بعضها بعضا ً فتكون من قبيل ال َ
ح َ
الحافظ ابن حجر في كتابه )بلوغ المرام( في الباب الخير.
فالمقصود أن المسح ليس فيه أحاديث صحيحة ،فلممم يفعلممه
النبي
1أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة ،باب عطية من سأل بالله برقم ،1672
والنسائي في كتاب الزكاة ،باب من سأل بالله عز وجل برقم .2567
2من كتاب فتاوى إسلمية جمع محمد المسند ج .4
138
صلى الله عليه وسلم فممي صمملة الستسممقاء ول فممي غيرهمما
من المواقف التي رفع يممديه ،كممموقفه عنممد الصممفا والمممروة
وفي عرفات وفي مزدلفة وعند الجمار لم يذكروا أنه مسممح
وجهه بيديه لما دعا ،فدل ذلك علممى أن الفضممل تممرك ذلممك،
وبالله التوفيق.
ج :كممان صمملى اللممه عليممه وسمملم يرفممع يممديه فممي مواضممع
محدودة وعند الدعاء العارض ،وهناك مواضع يدعو فيها ولممم
يرفع يديه عليه الصلة والسلم ،فقد ثبت أنه رفممع يممديه فممي
الستسممقاء ،لممما استسممقى للمسمملمين يمموم الجمعممة فممي
الخطبة رفممع يممديه ،وهكممذا لممما خممرج إلممى الصممحراء وصمملى
ركعتين وخطب الناس ودعا ،رفع يديه عليه الصلة والسلم،
وكذلك إذا دعا لحدٍ رفع يديه عليممه الصمملة والسمملم ،وثبممت
هذا في أحمماديث كممثيرة رفممع اليممدين وهممو مممن السممنة ومممن
أسباب الستجابة ،ومن
من برنامج نور على الدرب رقم 7ونشر في المجمع ج 9ص .292 1
139
ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :إن الللله طيللب
ول يقبل إل طيبًا ،وإن الله أمر المؤمنين بمللا أمللر
َ
من ُللوانآ َ ذي َهللا ال ّل ِبه المرسلين فقللال تعللالى} :ي َللا أي ّ َ
ه{ 1وقللال شك ُُروا ل ِّللل ِ وا ْم َقَناك ُ ْ
ما َرَز ْ
ت َن طَي َّبا ِ ك ُُلوا ِ
م ْ
مُلوا َ
ع َ وا ْ
ت َ ن الطّي َّبا ِ م َل ك ُُلوا ِ س ُ ها الّر ُ
سبحانهَ} :يا أي ّ َ
حا{ ،2ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشللعث أغللبر صال ِ ً
َ
يمد يديه إلى السماء يا رب ،يا رب ،ومطعمه حرام،
ومشللربه حللرام ،وملبسلله حللرام ،وغللذي بللالحرام،
فأنّلى يستجاب لذلك((.3
فذكر عليممه الصمملة والسمملم أن مممن أسممباب السممتجابة مممد
اليدين إلى السماء ،ولكن لما أن الداعي تلبس بالحرام مممن
وجوهٍ كثيرة استبعد عليه الصمملة والسمملم أن يسممتجاب لممه،
بسبب تعاطيه الحرام ،فعلم بهذا أن رفع اليدين من أسممباب
الستجابة.
وفي الحديث الخر يقول عليه الصلة والسلم)) :إن ربكم
تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع
يديه
140
إلى السماء أن يردهما صفرا ً(( ،1أي :خاليتين.
فهذا يمدل علمى شممرعية رفمع اليممدين فمي الممدعاء وأنممه ممن
أسباب الستجابة لكن ثبت في مواضع أخممرى أنممه لممم يرفممع
فيها عليه الصلة والسلم يديه ،مثل الدعاء بيممن السممجدتين،
والممدعاء فممي آخممر الصمملة قبممل السمملم ،هكممذا الممدعاء بعممد
الفممرائض الخمممس )الظهممر -والعصممر -والمغممرب -والعشمماء-
والفجر( ما كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه بعممد شمميء
منها ،فالسنة في مثل هذا أل ترفع اليدي ،بل الرفع في هذا
بدعة؛ لنه لم يثبت عنه عليه الصلة والسلم ول عن أصحابه
رضي الله عنهم ،ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم ل خير إل
دل المة عليه ،ول شر إل حذرها منه ،عليه الصلة والسلم.
لكن إذا قنت في النوازل شرع له رفممع اليممدين بعممد الركمموع
في الركعة الخيرة ،فإن النبي صلى اللممه عليممه وسمملم فعممل
ذلك لما دعا على القبائل التي اعتدت علممى المسمملمين مممن
القراءة؛ ولنه صلى الله عليممه وسمملم دعمما بعممد الركمموع مممن
الركعة الخيرة على
1رواه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
برقم ،3556وأبو داود في كتاب الصلة ،باب الدعاء برقم ،1488واللفظ
له ،وابن ماجه في كتاب الدعاء ،باب رفع اليدين في الدعاء برقم .3865
141
كفار قريش قبل الفتح ،وهكذا رفع اليدين في قنمموت المموتر.
والله ولي التوفيق.
142
-64مسألة في رفع اليدين في دعاء خطبة
الجمعة
من كتاب فتاوى إسلمية ،إعداد محمد المسند ج 4ص .174 1
143
َ
مللا
ت َ ن طَي ّب َللا ِ مل ْ مُنوا ك ُل ُللوا ِ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِسبحانهَ} :يا أي ّ َ
ن{،1 دو َ عب ُل ُم إ ِي ّللاهُ ت َ ْ ه ِإن ُ
كنت ُل ْ ش لك ُُروا ْ ل ِل ّ ل ِ وا ْم َقن َللاك ُ ْ
َرَز ْ
َ
تن الطّي َّبللا ِ ملل َ ل ك ُُلللوا ِ س ُها الّر ُ وقال سبحانهَ} :يا أي ّ َ
حا{ ،2ثللم ذكللر الرجللل يطيللل السللفر صللال ِ ً مُلوا َ ع َ وا َْ
أشعث أغبر يمد يديه إلللى السللماء :يللا رب ،يللا رب،
ومطعملله حللرام ،ومشللربه حللرام ،وملبسلله حللرام،
وغذي بالحرام ،فأنى يستجاب لذلك((.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم فممي أحمماديث كممثيرة أنممه
رفع يديه في الدعاء فممي خطبممة الستسممقاء ،وعنممد الجمممرة
الولى والثانية فممي أيممام التشممريق فممي حجممة المموداع ،وفممي
مواضع كثيرة ،ولكن كل عبادة جمدت فمي عهمده صملى اللمه
عليه وسلم ،ولم يرفع فيها يديه فممإنه ل يشممرع لنمما أن نرفممع
أيدينا فيها؛ تأسيا ً به صلى الله عليه وسلم ،كخطبممة الجمعممة،
وخطبممة العيممد ،والممدعاء بيممن السممجدتين ،والممدعاء فممي آخممر
الصلة ،والدعاء أدبار الصلوات الخمس؛ لن ذلممك لممم يثبممت
عنه صلى الله عليه وسلم ،والمشروع لنا التأسممي بممه صمملى
الله عليمه وسملم فممي الفعممل والمترك ،كممما قمال عممز وجمل:
ل سو ِ في َر ُ م ِ ن ل َك ُ ْ
كا َ قد ْ َ }ل َ َ
144
سَنة 1{.ٌ.الية ..والله ولي التوفيق. الل ّ ُ
ح َ
وةٌ َ
س َ
هأ ِْ
145
يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السللماء :يللا
رب ،يلللا رب ،ومطعمللله حلللرام ،ومشلللربه حلللرام،
وملبسلله حللرام ،وغللذي بللالحرام ،فللأنى يسللتجاب
لذلك(( رواه مسلم في صحيحه.
فجعل من أسباب الجابممة رفممع اليممدين .ومممن أسممباب المنممع
وعدم الجابة :أكل الحرام والتغذي بممالحرام ،فممدل علممى أن
رفع اليدين من أسمباب الجابمة ،سمواء فمي الطمائرة أو فمي
القطار أو في السيارة أو في المراكب الفضائية ،أو في غيمر
ذلك ،إذا دعا ورفع يممديه ،فهممذا مممن أسممباب الجابممة ،إل فممي
المواضع التي لم يرفع فيها النبي صلى الله عليممه وسمملم فل
نرفع فيها ،مثل خطبة الجمعة ،فلم يرفع فيها صلى الله عليه
وسمملم ،إل إذا استسممقى فهممو يرفممع يممديه فيهمما .كممذلك بيممن
السجدتين وقبل السلم في آخر التشهد لم يكممن يرفممع يممديه
صلى الله عليه وسلم فل نرفع أيدينا في هذا الممموطن الممتي
لم يرفع فيها صلى الله عليه وسمملم؛ لن فعلممه حجممة وتركممه
حجة .وهكذا بعد السلم من الصمملوات الخمممس؛ كممان صمملى
الله عليه وسمملم يممأتي الذكممار الشممرعية ول يرفممع يممديه ،فل
نرفع في ذلك أيدينا اقتداء بممه صمملى اللممه عليممه وسمملم ،أممما
المواضع التي رفع صلى الله عليه وسلم فيهمما يممديه فالسممنة
فيها رفع اليدين تأسيا ً به صلى اللممه عليممه وسمملم؛ ولن ذلممك
من أسباب الجابة ،وهكذا المواضع التي يدعو فيهمما المسمملم
ربه ولم يرد فيها عن النبي
146
صلى الله عليه وسلم رفع ول ترك فإنا نرفع فيها؛ للحمماديث
الدالة على أن الرفع من أسباب الجابة كما تقدم.
ج :قد رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الممدعاء فممي
مواضع كثيرة ،ولكنه في خطبته فممي صمملة الستسممقاء بممالغ
في الرفع .والله الموفق.
147
-67حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء
148
-68القراءة على المريض
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلممى حضممرة الخ المكممرم
ب .م .ع .سلمه الله.
سلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد:
فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلميممة والفتمماء
برقم 2610وتاريخ 4/7/1407هم الذي تذكر فيمه ممما أصمماب
والدتك من النسيان بعد إجرائها عمليممة المممرارة وطلبممك أن
ندلك على علج لشرعي لما أصابها.
وأفيممدك بممأن ممما حصممل علممى والممدتك إنممما هممو بقضمماء اللممه
وقدره ،وعلى المسلم أن يرضى بذلك ويصممبر ويحتسممب ممما
ن ري َ صاب ِ ِ ر ال ّ ش ِ وب َ ّ عند الله من الجر؛ عمل ً بقوله سبحانهَ } :
* ال ّذين إ َ َ
وإ ِن ّللا إ ِل َْيلل ِ
ه ه َ قاُلوا ْ إ ِّنا ل ِّللل ِ ة َ صيب َ ٌم ِ هم ّ صاب َت ْ ُ ذا أ َ ِ َ ِ
ُ
ةمل ٌ ح َ وَر ْ م َ هل ْ ِ مللن ّرب ّ ت ّ وا ٌصل َ َ م َ ه ْ ِ عل َي ْك َ ن * أول َئ ِ َ جعو َ َرا ِ
َ وُأول َئ ِ َ
ب صللا َ ما أ َ ن{ ،وقمموله سممبحانهَ } : دو َ هت َ ُ م ْم ال ْ ُ ه ُ ك ُ
1
َ
ه ْ
د قلَبلل ُ َ هلل ِه يَ ْ ّ
من ِبالل ِ من ي ُ ْ
ؤ ِ و َ ه َ ّ
ن الل ِ ة إ ِل ب ِإ ِذْ ِّ صيب َ ٍ م ِ من ّ ِ
م{ ،وقممال النممبي صمملى اللممه عليممه عِلي ٌ ء َ ي ٍش ْ ل َ ه ب ِك ُ ّوالل ّ ُ
2
َ
وسلم)) :إن عظم الجزاء مع عظم البلء وإن الله إذا
أحب قوما ً
149
ابتلهم فمللن رضللي فللله الرضللا ومللن سللخط فللله
السخط(( 1حسنه الترمذي.
ونوصيك بأن تقرأ عليها بفاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل هو
الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ،وغيممر
ذلك من آيات وسور القرآن العزيز وتكرر ذلك في كممل ليل مةٍ
وفي كممل صمباح ومسماء ممع المدعاء الصمحيح الممأثور مثمل:
))اللهم رب الناس أذهممب البممأس ،واشممف أنممت الشممافي ،ل
شفاء إل شفاءك ،شفاًء ل يغادر سقما ،وباسممم اللممه أرقيممك،
س أو عين حاسد ،الله من كل شيء يؤذيك ،ومن شر كل نف ٍ
يشفيك بسم الله أرقيك(( ،تكرر هذين الدعائين ثلث مرات،
وتدعو لها أيضا ً بما أحببت من الدعاء سوى ذلك ،وكونه مممما
ورد عن النبي صلى اللممه عليممه وسمملم أفضممل ،كممما نوصمميك
بعرضها على الطباء المختصممين ،ولسمميما الممذين أجممروا لهما
العملية ،لعلهم يجدون لها علجًا .وفق اللمه الجميممع لممما فيممه
رضمماه وشممفى والممدتك مممما أصممابها ومت ّممع الجميممع بالصممحة
والعافيممة إنممه سممميع مجيممب ،والسمملم عليكممم ورحمممة اللممه
وبركاته.
1أخرجه الترمذي في كتاب الزهد ،باب ما جاء في الصبر على البلء برقم
2396وابن ماجه في كتاب الفتن ،باب الصبر على البلء برقم .4031
150
-69في القرآن والسنة علج لجميع المراض
1
الحسية والمعنوية
بين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام
المملكة العربية السعودية ،ورئيس هيئة كبار العلماء ،وإدارة
البحوث العلمية والفتمماء :أن اللممه جممل وعل ممما أنممزل داءً إل
وأنزل له شفاء ،علمه من علمه ،وجهله من جهله.
وقال سماحته :إن الله سبحانه وتعالى جعل فيما أنزل علممى
نبيه صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسممنة العلج لجميممع
ض حسيةٍ ومعنوية وقد نفع الله ما يشكو منه الناس من أمرا ٍ
بذلك العباد ،وحصل به من الخيممر ممما ل يحصمميه إل اللممه عممز
وجل.
وأوضح سماحته :أن النسان قد تعرض له أمممور لهما أسممباب
فيحصل من الخوف والذعر ما ل يعرف له سببا ً بّينًا.
وأكد سماحته :أن الله جعممل فيممما شممرعه علممى لسممان نممبيه
صمملى اللممه عليممه وسمملم مممن الخيممر والمممن والشممفاء ممما ل
يحصيه إل الله سبحانه وتعالى.
151
وكممان سممماحته :يممرد بممذلك علممى سممائل يقممول):زوجللتي
ن ،وأصللبحت تخللاف مللن كللل أصلليبت بمللرض معي ل ٍ
شيء ،ول تستطيع البقاء وحدها ،وآخر يقللول :أنلله
يشكو نفس الحالة ،وذلللك أنلله ل يسللتطيع الللذهاب
إلللى المسللجد للصلللة مللع الجماعللة ،ويسللأل عللن
العلج حتى ل يلجأ إلي الكهان والمشعوذين(.
ونصح سماحته السممائلين وغيرهممما أن يسممتعملوا ممما شممرعه
اللممه تعممالى مممن الوراد الشممرعية ،الممتي يحصممل بهمما المممن
والطمأنينة ،وراحة النفوس والسلمة مممن مكممائد الشمميطان،
ومن ذلك كما قال سماحته :قراءة آية الكرسي ،وهممي قمموله
م 1{..إلممى آخممر ي ال ْ َ
قي ّللو ُ و ال ْ َ
ح ّ ه َ ه ل إ ِل َ َ
ه ِإل ُ تعالى} :الل ّ ُ
الية .ووصممف سممماحة الشمميخ ابممن بمماز آيممة الكرسممي :بأنهمما
أعظم وأفضل آية في كتاب الله عز وجل لما اشتملت عليممه
من التوحيد والخلص لله تعالى ،وبيان عظمتممه ،وأنممه الحممي
القيوم المالك لكل شيء ،ول يعجزه شيء سبحانه وبحمده.
واسترسل سماحته يقول :فإذا قرأ هذه الية خلف كل صمملة
كانت له حرزا من كل شر ،وهكذا قراءتها عند النوم.
152
واستشهد بما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صملى اللمه
عليه وسلم)) :أن من قرأها عند النللوم ل يللزال عليلله
من الله حافظ ول يقربه شيطان حتى يصبح((.1
ودعا سماحته الشخص الخائف إلى قراءة آية الكرسي عنممد
النوم وبعد كل صلة ،وقال :ليطمئن قلبه وسوف ل يرى ممما
دق الرسول عليه الصلة والسلم يسوؤه إن شاء الله ،إذا ص ّ
فيما قال ،واطمأن قلبممه لممذلك ،أيقممن أن ممما قمماله الرسممول
صلى الله عليه وسلم هو الحق والصدق الذي ل ريب فيه.
وأكد سماحته :أن الله سبحانه وتعالى شرع أن يقرأ المسلم
والمسلمة بعد كل صلة قل هو الله أحد والمعوذتين.
وقممال سممماحته :إن هممذا أيضما ً مممن أسممباب العافيممة والمممن
والشفاء من كل سوء ،وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
وأشار سماحة الشيخ عبد العزيز بممن بمماز إلممى أن السممنة أن
يقرأ النسان هذه السور الثلث بعد صلة الفجر وبعممد صمملة
المغرب ثلث مممرات ،وهكممذا إذا أوى إلممى فراشممه يقرؤهممن
ثلث مرات؛ لصحة الحاديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بذلك.
ودل سماحته على أن مما يحصل به المن والعافية
رواه البخاري في كتاب بدء الخلق ،باب صفة إبليس وجنوده برقم .3275 1
153
والطمأنينممة والسمملمة مممن كممل شممر أن يسممتعيذ النسممان
بكلمات الله التامممات مممن شممر ممما خلممق ثلث مممرت صممباحاً
ومساء )أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق( موضحا ً
ة علممى أنهمما مممن أسممباب سممماحته أن الحمماديث جمماءت دال م ً
العافية.
ودعا سماحته إلى قراءة )بسلم اللله اللذي ل يضلر ملع
اسللمه شلليء فللي الرض ول فللي السللماء وهللو
السميع العليم( ثلث مممرات صممباحا ً ومسمماء ،وقممال :لقممد
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ))أن من قالها ثلث مممرات
صباحا ً لم يضره شيء حممتى يمسممي ،ومممن قالهمما مسمماءً لممم
يضره شيء حتى يصبح((.
وأفاد سماحته فممي إجممابته :أن هممذه الذكممار والتعمموذات مممن
القرآن والسنة كلها من أسباب الحفظ والمن والسلمة من
كل سوء.
ن ومؤمنممة التيممان بهمما فممي أوقاتهمماودعا سممماحته كممل مممؤم ٍ
والمحافظة عليها ،وهما مطمئنممان وواثقممان بربهممما سممبحانه
وتعالى القائم على كل شيء ،والعممالم بكممل شمميء ،والقممادر
على كل شيء ،ل إله غيممره ول رب سممواه ،وبيممده التصممرف
والمنع والضر والنفع ،وهو المالك لكل شيء عز وجل.
154
-70مسألة في الذكار
155
-71كيفية علج المرضى النفسي
156
صلى الله عليممه وسمملم)) :عباد الللله تللداووا ول تللداووا
بحرام(( ،1ومن الدواء الشرعي القراءة عليه من أهل العلم
واليمان لعل الله ينفعه بذلك.
ومممن السممباب النافعمة لهممذا وأمثمماله :عرضممه علممى الطبمماء
المتخصصين من أهل اليمان والتقوى؛ لعلهم يعرفون سممبب
مرضه وعلجه ،شفاه الله مما أصابه ،وأعممانكم علممى علجممه
بما ينفعه ،ويكشف الله به مرضه .إنه جواد كريم.
ج :المس هو :صرع الجن للنس ،كممما قممال اللممه عممز وجممل:
ْ
ذيم اّللل ِ ن إ ِل ّ ك َ َ
ما ي َ ُ
قو ُ مو َقو ُ ن الّرَبا ل َ ي َ ُ ن ي َأك ُُلو َ }ال ّ ِ
ذي َ
س{ ،3وعلجممه بممالقرآن ملل ّن ال ْ َملل َ ن ِطا ُشللي ْ َ
ه ال ّ خب ّ ُ
طلل ُ ي َت َ َ
الكريم
157
وبالدعية النبوية ،وبممالوعظ والتممذكير ،والممترغيب والممترهيب،
والله الموفق.
158
كفيه عند النوم سورة )قل هو الله أحد( و )المعوذتين( ثلث
مرات ،ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع مممن جسممده،
فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم ،كما صح
الحديث بذلك عن عائشة رضي الله عنها.1
1صدر ضمن مطوية معدلة بتاريخ 1413هم وقف الله تعالى بعنوان)) :رسالة
في حكم السحر والكهانة(( جعلها سماحته بعد التعديل باسم النصيحة.
2سورة الذاريات الية .55
159
وُنوا ْ َ َ ول َ ت َ َ عَلى اْلبّر َ
والت ّ ْ وُنوا ْ َ
على ال ِث ْم ِ عا َ وى َق َ عا َ وت َ َ} َ
ن{ .
1
وا ِعد ْ َوال ْ ُ
َ
وقول النبي صلى اللممه عليممه وسمملم)) :الدين النصلليحة((
ثلث مممرات ،قيممل :لمممن يمما رسممول اللممه؟ قممال)) :لللله،
ولرسوله ،ولكتابه ،ولئمة المسلمين وعامتهم((.2
دعون ونظرا ً لكثرة المشمعوذين فمي الونمة الخيمرة مممن يم ّ
الطب ويعالجون عن طريق السممحر أو الكهانممة ،وانتشممارهم
ذج من النمماس ممممن يغلممب في بعض البلد ،واستغللهم للس ّ
عليهم الجهل رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن بيممن ممما
في ذلك من خطرٍ عظيم على السلم والمسلمين؛ لما فيممه
من التعلق بغير الله تعالى ومخالفة أمره وأمر رسوله صملى
الله عليه وسلم،
فأقول مستعينا ً بالله تعالى يجمموز التممداوي اتفاقمًا ،وللمسمملم
ض باطنية أو جراحيممة أو عصممبية أو أن يذهب إلى دكتور أمرا ٍ
نحو ذلك؛ ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الدويممة
المباحة شرعًا ،حسبما يعرفه في علم الطب؛ لن ذلممك مممن
باب الخذ بالسباب العادية المباحة ،ول ينمافي التوكمل علمى
الله سبحانه وتعالى.
أخرجه مسلم في كتاب اليمان باب بيان أن الدين النصيحة برقم .55 2
160
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء ،عرف
ذلك من عرفه وجهله مممن جهلممه ،ولكنممه سممبحانه لممم يجعممل
شفاء عباده فيما حرمه عليهم ،فل يجوز للمريممض أن يممذهب
دعون معرفممة الغيبيممات؛ ليعممرف إلى الكهنة ونحوهم ،ممن ي ّ
منهم مرضه ،كما ل يجوز له أن يصممدقهم فيممما يخممبرونه بممه،
فإنهم يتكلمون رجما ً بالغيب أو يستحضرون الجن؛ ليستعينوا
بهم على ما يريدون ،وهؤلء شأنهم الكفر والضمملل؛ لكممونهم
دعون أمور الغيب ،وقد روى مسلم في صممحيحه ،أن النممبي ي ّ
صلى الله عليه وسلم قال)) :من أتى عرافا ً فسأله عن
شيء لم تقبل للله صلللة أربعيللن ليلللة(( ،1وعممن أبممي
هريرة رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليممه وسمملم أنممه
قال)) :من أتى كاهنا ً فصدقه بمللا يقللول فقللد كفللر
بما أنزل على محمد صلى الله عليلله وسلللم(( 2رواه
أبو داود ،وخرجه أهممل السممنن الربممع ،وصممححه الحمماكم عممن
النبي صلى الله عليه وسمملم بلفممظ((:ملن أتلى عرافلا ً أو
كاهنا ً وصدقه
1أخرجه مسلم في كتاب السلم ،باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان برقم
.2230
2أخرجه أبو داود في كتاب الطب ،باب في الكاهن برقم 3904إل أنه قال:
))فقد برئ(( بدل ))فقد كفر((.
161
بما يقول فقد كفلر بملا أنلزل علللى محملد(( ،وعممن
عمران بن حصين رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم)) :ليس منا من تطير أو تطيللر للله ،أو
تكهن أو تكهن له ،أو سحر أو سحر للله ،ومللن أتللى
كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد كفللر بمللا أنللزل علللى
محمد صلى الله عليه وسلم(( 1رواه البزار بإسناد جيد.
ففممي هممذه الحمماديث الشممريفة النهممي عممن إتيممان العرافيممن
والكهنممة والسممحرة وأمثممالهم وسممؤالهم وتصممديقهم والوعيممد
على ذلك.
فالواجب على ولة المور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهممم
قدرة وسلطان إنكار إتيان الكهان والعرافين ونحمموهم ،ومنممع
من يتعاطى شيئا ً مممن ذلممك فممي السممواق وغيرهمما ،والنكممار
عليهم أشد النكار ،والنكار على من يجيء إليهممم ،ول يجمموز
أن يغتر بصدقهم في بعض المور ول بكثرة مممن يممأتي إليهممم
ممن ينتسب إلى العلم فإنهم غير راسممخين فممي العلممم ،بممل
من الجهال؛ لما في إتيانهم من المحذور؛ لن الرسول صملى
الله عليه وسلم قد نهممى عممن إتيممانهم وسمؤالهم وتصممديقهم؛
لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر
162
الجسيم والعواقب الوخيمة ولنهم كذبة فجرة.
كما أن في هذه الحاديث دليل ً على كفممر الكمماهن والسمماحر؛
لنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر؛ ولنهما ل يتوصلن إلممى
مقصودهما إل بخدمة الجمن وعبمادتهم ممن دون اللمه ،وذلمك
كفر بالله وشرك به سبحانه ،والمصممدق لهممم بممدعواهم علممم
الغيممب يكممون مثلهممم ،وكممل مممن تلقممى هممذه المممور عمممن
يتعاطاها فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ول
ً
يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علجا ،كتمتمتهم بكلم ٍ
ل يفهم ،وكتابة الطلسممم وهممي الحممروف المقطعممة أو صممب
الرصاص ،ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونهمما ،فممإن هممذا
من الكهانة والتلبيس علممى النمماس ،ومممن رضممي بممذلك فقممد
ساعدهم على باطلهم وكفرهم.
كما ل يجمموز أيض ما ً لح مدٍ مممن المسمملمين الممذهاب لحممد مممن
الكهان ونحوهم ،لسؤاله عمن سيتزوج ابنه أو قريبه ،أو عممما
يكممون بيممن الزوجيممن وأسممرتيهما مممن المحبممة والوفمماء ،أو
العداوة والفممراق ،ونحممو ذلممك؛ لن هممذا مممن الغيممب الممذي ل
يعلمه إل الله سبحانه وتعالى.
والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عممز وجممل فممي
َ
دحل ٍ
نأ َ مل ْ
ن ِ عل ّ َ
مللا ِ ما ي ُ َ
و َ
شأن الملكين في سورة البقرةَ } :
حّتى
َ
163
مللا مللا َ ه َمن ْ ُن ِ مو َ عل ّ ُ في َت َ َفْر َ فل ت َك ْ ُ ة َ فت ْن َ ٌن ِ ح ُ ما ن َ ْ قول إ ِن ّ َ يَ ُ
ه
ن ِبلل ِ ضللاّري َ م بِ َ هلل ْ ما ُ و َ ه َ ج ِ و ِ وَز ْ ء َ مْر ِن ال ْ َ ه ب َي ْ َ ن بِ ِ قو َ فّر ُ يُ َ
َ
ول م َ ه ْض لّر ُ مللا ي َ ُ ن َ مللو َ عل ّ ُوي َت َ َه َ ن الل ّل ِ د ِإل ب ِلإ ِذْ ِ حل ٍ نأ َ مل ْ ِ
ة فللي اْل ِ
خ لَر ِ ه ِ ما ل َ ُ شت ََراهُ َ نا ْ ِ موا ل َ َ
م عل ِ ُ
قد ْ َ ول َ َ
م َ ه ْ ع ُ ف ُ ي َن ْ َ
و ك َللاُنوا م ل َل ْ ه ْسل ُ ف َ ه أ َن ْ ُ وا ب ِل ِ ش لَر ْ مللا َ س َ ول َب ِئ ْ َ ق َ خل ٍ ن َ م ْ ِ
ن{ . مو َ عل َ ُ يَ ْ
1
164
أما النوع الول :وهو الممذي يتقممى بممه خطممر السممحر قبممل
وقوعه ،فأهم ذلممك وأنفعممه هممو التحصممن بالذكممار الشممرعية،
والدعوات والتعوذات المأثورة ،ومن ذلك قراءة آية الكرسي
خلف كل صلةٍ مكتوبة بعد الذكممار المشممروعة بعممد السملم،
ومن ذلك قراءتها عند النوم ،وآية الكرسي :هممي أعظممم آيممة
و ه َ ه ِإل ُ ه ل إ ِل َ َ في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه} :الل ّ ُ
فللي مللا ِ ه َ م ل َل ُ و ٌول ن َل ْ ة َ س لن َ ٌخ لذُهُ ِ م ل ت َأ ْ ُ قي ّللو ُ ي ال ْ َ حل ّ ال ْ َ
ه
عْنللدَ ُ ع ِ ف ُ ش َ ذي ي َ ْ ذا ال ّ ِ ن َ م ْ ض ََِ في اْل َْر ما ِ و َ
ت َ وا ِ ما َ س َ ال ّ
ول م َ هلل ْ ف ُ خل ْ َ مللا َ و َ م َ ه ْ دي ِ ن أْيلل ِ مللا ب َْيلل َ م َ عَللل ُ ه يَ ْ ِإل ِبللإ ِذْن ِ ِ
هسللي ّ ُ ع ك ُْر ِ س َ و ِ شاءَ َ ما َ ه ِإل ب ِ َ عل ْ ِ
م ِ ن ِ م ْ ء ِ ي ٍ ش ْ ن بِ َ طو َ حي ُ يُ ِ
و ال ْ َ َ
ي عِللل ّ هل َ و ُ ما َ ه َ فظُ ُ ح ْ ول ي َُئودُهُ ِ ض َ واْلْر َ ت َ وا ِ ما َ س َ ال ّ
َ
د{ ،و حل ٌهأ َ و الل ّل ُ هل َ ل ُ ق ْ م{ ،1ومن ذلممك قممراءةُ } : ظي ُ ع ِ ال ْ َ
س{، ب الن ّللا ِ عوذُ ب َِر ّ ل أَ ُ ق ْ ق{ ،و} ُ فل ِ
ب ال ْ َ َ عوذُ ب َِر ّ ل أَ ُ ق ْ } ُ
خلمف كمل صمملةٍ مكتوبمة وقممراءة هممذه السممور الثلث )ثلث
مرات( في أول النهار بعد صلة الفجر ،وفي أول الليممل بعممد
صلة المغرب.
ومن ذلك قراءة اليتين من آخر سورة البقرة في أول الليممل
ُ
ن مل ْ ه ِ ل إ ِل َي ْل ِ ز َ مللا أن ْل ِ ل بِ َ سللو ُ ن الّر ُ م َ وهما قوله تعالى} :آ َ
ه
َرب ّ ِ
165
هل س لل ِ ِ وُر ُ ه َ وك ُت ُب ِ ِ ه َ ملئ ِك َت ِ ِ و َ ه َ ن ِبالل ّ ِ م َ لآ َ ن كُ ّ مُنو َ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ َ
عن َللا َ َ ُ و َ َ نُ َ
وأط ْ عَنا َ م ْ سل ِ قللالوا َ ه َ س لل ِ ِ ن ُر ُ مل ْ د ِ حل ٍ نأ َ فّرقُ ب َي ْ َ
سا إ ِل ّ ف ً ه نَ ْ ف الل ّ ُ صيُر * ل َ ي ُك َل ّ ُ م ِ ك ال ْ َ وإ ِل َي ْ َ ك َرب َّنا َ فَران َ َ غ ْ ُ
ت َرب ّن َللا ل َ س لب َ ْ مللا اك ْت َ َ هللا َ عل َي ْ َ و َ ت َ س لب َ ْ ما ك َ َ ها َ ها ل َ َ ع َ س َ و ْ ُ
عل َي ْن َللا ْ َ َ
ل َ مل ْ ح ِ ول َ ت َ ْ خطَأن َللا َرب ّن َللا َ وأ ْ سلليَنا أ ْ خذَْنا ِإن ن ّ ِ ؤا ِ تُ َ
ول َ قب ْل ِن َللا َرب ّن َللا َ مللن َ ن ِ ذي َ عل َللى ال ّل ِ ه َ مل ْت َل ُ ح َ مللا َ صلًرا ك َ َ إِ ْ
ف لْر ل َن َللا غ ِ وا ْ عن ّللا َ ف َ عل ُ وا ْ ه َ ة ل َن َللا ب ِل ِ قل َ طا َ مللا ل َ َ مل َْنا َ ح ّ تُ َ
عَللللى ال ْ َ ول ََنلللا َ َ
وم ِ قللل ْ صلللْرَنا َ فان ُ م ْ ت َ مَنلللآ أنللل َ ح ْ واْر َ َ
ن{ . 1
ري َ ف ِ كا ِ ال ْ َ
وقد صح عن رسول الله أنه قال)) :من قرأ آية الكرسي
ة لم يللزل عليلله مللن الللله حللافظ ول يقربلله في ليل ٍ
شيطان حتى يصبح(( ،2وصح عنه أيض ما ً صمملى اللممه عليممه
وسمملم أنممه قممال)) :من قللرأ اليللتين مللن آخللر سللورة
ة كفتاه(( ،3والمعنممى واللممه أعلممم :كفتمماه البقرة في ليل ٍ
من كل سوء.
ومن ذلك :الكثار من التعوذ بمكلمات الله التامات من شر
166
ما خلق في الليل والنهار ،وعند نزول أي منزلٍ في البناء ،أو
الصحراء ،أو الجو ،أو البحر؛ لقول النبي)) :من نزل منزل ً
فقال :أعوذ بكلمات الله التامات من شللر مللا خلللق
لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك((.1
ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل )ثلث
مرات(()) :بسم الله الللذي ل يضللر مللع اسللمه شلليء
في الرض ول في السماء وهو السللميع العليللم((2؛
لصحة الترغيب في ذلك عممن رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه
وسلم ،وأن ذلك سبب للسلمة من كل سوء.
وهذه الذكار والتعوذات من أعظم السممباب فممي اتقمماء شممر
ق وإيمممانالسحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليهمما بصممد ٍ
وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليممه .وهممي
أيضا ً من أعظم السلح لدفع السحر بعد وقوعه ،مممع الكثممار
من الضراعة إلى الله ،وسؤاله سممبحانه :أن يكشممف الضممرر
ويزيل البأس.
ومن الدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علج
167
المراض من السحر وغيممره ،وكممان صمملى اللممه عليممه وسمملم
يرقي بها أصحابه)) :اللهم رب النللاس ،أذهللب البللأس،
واشف أنت الشافي ،ل شفاء إل شفاؤك ،شللفاء ل
يغادر سقما(( ،1ومن ذلك الرقية الممتي رقممى بهمما جبرائيممل
النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم وهممي قمموله)) :بسللم الللله
أرقيك ،من كل شيء يؤذيك ،ومن شر كل نفس أو
عين حاسد ،الله يشفيك ،بسم الله أرقيك(( 2وليكممرر
ذلك ثلث مرات.
ومن علج السحر بعد وقوعه أيضًا ،وهو علج نافع للرجل إذا
حبمس ممن جمماع أهلمه ،أن يأخممذ سمبع ورقممات مممن السممدر
الخضر ،فيدقها بحجرٍ أو نحوه ،ويجعلها في إناٍء ويصب عليه
مممن الممماء ممما يكفيممه للغسممل ،ويقممرأ فيممه) :آيممة الكرسممي(،
ق{، ب ال ْ َ َ
فل ل ِ عللوذُ ب ِلَر ّ ل أَ ُقل ْد{ ،و} ُحل ٌ
هو الل ّل َ
هأ َ ُ ل ُ َ ق ْو} ُ
س{ ،وآيات السحر التي في سورة ِ ب الّناعوذُ ب َِر ّ ل أَ ُ ق ْو} ُ
َ العراف ،من قوله سممبحانهَ } :
ن
سللى أ ْ مو َ حي َْنا إ ِل َللى ُو َوأ ْ
َ
ب ك{ 3إلى قوله تعالىَ} :ر ّ صا َ ع َق َ أ َل ْ
ِ
1أخرجه البخاري في كتاب المرضى ،باب دعاء العائد للمريض برقم 5675
ومسلم في كتاب السلم ،باب استحباب رقية المريض برقم .2191
2أخرجه مسلم في كتاب السلم ،باب الطب والمرض والرقى برقم .2186
3سورة العراف ،الية .117
168
ن{ ،1واليات في سورة يممونس ،مممن قمموله هاُرو َ و َ سى َ مو َ ُ
م{ ،
2
عِليلل ٍ ر َ ح ٍ
سا ِ ل َ ن ائ ُْتوِني ب ِك ُ ّ و ُ ع ْ
فْر َ ل ِ قا َ و َسبحانهَ } :
ن{ ،واليممات فممي مللو َ ر ُ جم ْرهَ ال ْ ُ و كَ ول َ ْإلى قوله تعالىَ } :
3
َ َ ِ ِ
نمللا أ ْ وإ ِ ّ
ي َ قل َ ن ت ُل ْ ِ
مللا أ ْ سللى إ ِ ّ مو َ قاُلوا َيا ُ سورة طهَ } :
ح
فل ِل ُول ي ُ ْ قى{ ،إلممى قمموله تعممالىَ } :
4
ن أ َل ْ َم ْ ل َ و َ َ
نأ ّ كو َ نَ ُ
ث أ ََتى{.5 حي ْ ُ حُر َ سا ِ ال ّ
وبعد قممراءة ممما ذكممر فممي الممماء يشممرب منممه بعممض الشمميء
ويغتسل بالباقي ،وبذلك يزول الداء إن شاء الله ،وإذا دعممت
الحاجة لستعماله أكثر من مرةٍ فل بأس ،حممتى يممزول الممداء
بإذن الله تعالى.
ومن علجه أيضا ً إتلف ما فعله الساحر من عقدٍ أو غيرهممما،
فيما يعتقد أنه من أعمال الساحر.
أما علجه بعمل السحرة ونحوهم ،مممما يتقربممون إلممى الجممن
بالذبح أو غيره من القربممات ،فهممذا ل يجمموز؛ لنممه مممن عمممل
الشيطان ،بل من الشرك الكبر ،كما ل يجوز علجممه بسممؤال
الكهنة والعرافين والمشعوذين ،واستعمال ما يقولون؛ لنهممم
ل يؤمنون ،ولنهم كذبة فجرة
169
يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس ،وقد حذر الرسممول
صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصممديقهم ،كممما
سبق بيان ذلك.
والله سبحانه وتعالى المسئول أن يوفق المسمملمين للعافيممة
من كل سوء ،وأن يحفظ عليهم دينهم ،ويرزقهم الفقه فيممه،
والعافية من كل ما خالف شمرعه .وصملى اللمه وسملم علمى
عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وأتباعهم بإحسان.
ج :ل بأس بالتممداوي إذا خشممي وقمموع الممداء؛ لوجممود وبمماء أو
أسممباب أخممرى يخشممى مممن وقمموع الممداء بسممببها ،فل بممأس
بتعاطي الدواء لممدفع البلء الممذي يخشممى منممه؛ لقممول النممبي
صلى الله عليه وسلم في الحممديث الصممحيح)) :ملن تصلبح
ت من بسبع تمرا ٍ
1ضمن السئلة التي طرحت على سماحته بعد المحاضرة التي ألقاها في
مستشفى الملك فيصل بالطائف في محرم 1410هم ونشر في هذا المجموع
ج 6ص .21
170
تمر المدينة لم يضره سحر ول سم(( ،1وهذا مممن بمماب
ض وطعممم دفع البلء قبل وقوعه ،فهكممذا إذا خشممي مممن مممر ٍ
ن ل بأس بذلك مممن ضد الوباء الواقع في البلد أو في أي مكا ٍ
باب الدفاع كما يعالج المرض النازل ،يعالج بالممدواء المممرض
الذي يخشى منه ،لكن ل يجوز تعليق التمممائم والحجممب ضممد
المرض أو الجن أو العين؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسمملم
عممن ذلممك .وقممد أوضممح عليمه الصمملة والسمملم أن ذلممك مممن
الشرك الصغر ،فالواجب الحذر من ذلك.
ج :ل أعلم لهذا العمل أصل ً شممرعيًا .والممواجب تركممه؛ لكممونه
مممن الخرافممات الممتي ل أصممل لهمما ،وإنممما تطممرد الشممياطين
بالكثار من ذكر الله وقممراءة القممرآن ،والتعمموذ بكلمممات اللممه
التامات من شر ما خلق .وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال:
1أخرجه مسلم في كتاب الشربة ،باب فضل تمر المدينة برقم 2047بلفظ
))عجوة(( بدل ))تمر المدينة((.
2صدر من مكتب سماحته برقم /237خ في 7/1/1419هم.
171
))من نزل منزل ً فقال :أعوذ بكلمللات الللله التامللات
من شر ما خلق لم يضللره شلليء حللتى يرتحللل مللن
منزله ذلك(( ،وقال لممه رجممل :يمما رسممول اللممه ممماذا لقيممت
البارحة من لدغة عقرب ،فقال له صمملى اللممه عليممه وسمملم:
))أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات من شر
ما خلق لم تضرك(( ،وقال عليه الصمملة والسمملم)) :مللن
قال حين يصبح :بسم الله الذي ل يضللر مللع اسللمه
شلليء فللي الرض ول فللي السللماء وهللو السللميع
العليم ،ثلث مرات لللم يضللره شليء حلتى يمسلي،
ومللن قالهللا حيللن يمسللي لللم يضللره شلليء حللتى
أصبح((.
ج :ل أعلم حرجا ً فممي ذلممك إذا كممان القممراء مممن المعروفيممن
بحسممن العقيممدة والسمميرة .وأسممال اللممه أن يوفقنمما وإيمماكم
وسائر
1سؤال مقدم من صاحب السمو المير ع .م .س أجاب عنه سماحته برقم
/237خ في 7/1/1419هم.
172
إخواننا للعلم النافع والعمل به ،إنممه سممميع قريممب .والسمملم
عليكم ورحمة الله وبركاته.
-78مسألة في الرقية
173
ج :الترتيب ليس على هذا الترتيب ،لكن يسأل ربه الشفاء،
والحمد لله ،يسأل ربه ،الذي ورد ))رب الناس أذهب
البأس واشف أنت الشافي ل شفاء إل شفاؤك ل
يغادر سقما ً(( ،يكرر ثلث مرات)) :بسم الله أرقيك
من كل شيء يؤذيك ،من شر كل نفس أو عين
حاسد ،الله يشفيك ،بسم الله أرقيك(( ،إذا كررها
د{ ،والمعوذتين، هو الل ّ َ ثلث مرات ل بأس } ُ
ق ْ
ح ٌ
هأ َُ ل ُ َ
يكررها ثلث مرات صباحا ً ومساًء وعند النوم ،هذا وارد
طيب ،المقصود أنه يتحرى الوارد فقط أما من كيسه ،يرتب
أشياء من كيسه ،ما عليها دليل ،لكن إذا تحرى الوارد بالدلة
الشرعية في كتب الذكار وكتب الدعية ،فالحمد لله.
174
التاسع جاءها المرض مرةً أخرى ،وشربت من
القراءة ،ولكن في نفس اليوم ولدت طفل ً ميتًا،
د آخر ،وعاودها المرض ة حملت بواح ٍ وبعد فتر ٍ
وشربت من نفس القراءة ،وفي الشهر الثامن
شربت من القراءة وولدت الولد ميتًا ،وبعد فتر ٍ
ة
حملت في شهرها السابع أحست بمرض وشربت
ة حية، منها ،وفي الليلة التي بعدها ولدت طفل ً
وقد سمعت من الناس أن سورة الزلزلة تسقط
الطفال ،وفي القراءة حبة سوداء وأن الحبة
السوداء تسقط الطفل وهي ل تعلم هذا .فهل
1
يحلقها شيء من الطفال الذي ماتوا؟
ج :أول ً :ما يقول الناس عن سورة الزلزلة أنها تشفي
المريض أو يموت وما قالوه أنها تسقط الولد كله ل أصل
له ،بل هو من خرافات العامة الباطلة.
ثانيا ً :ليس على المرأة المذكورة فدية ول كفارة؛ لن
عملها ليس سببا ً لموتهما.
175
-80مسألة في حكم تكرار بعض سور القرآن
والذكار بل عدد معين
ج :ل أعلم لهذا العمل أصل ً بهذا العدد المعين ،بل التعبد
بذلك واعتقاد أنه سنة بدعة ،وهكذا فعل ذلك على هذا
الوجه عند الميت وقت الموت ،أو بعد الموت ،كل ذلك ل
أصل له على هذا الوجه ،ولكن يشرع للمؤمن الستكثار من
قراءة القرآن ليل ً ونهارًا ،وأن يسمي الله سبحانه عند ابتداء
القراءة ،وعند الكل والشرب ،وعند دخول المنزل ،وعند
جماع أهله ،وغير ذلك من الشؤون التي وردت بها السنة،
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :كل
ل ل يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر((.2 ر ذي با ٍأم ٍ
وهكذا استعمال )يا لطيف أو يا الله أو نحو ذلك( بعددٍ
معلوم يعتقد أنه سنة ل أصل لذلك،
176
بل هو بدعة ،ولكن يشرع الكثار من الدعاء بل عددٍ معين.
كقوله :يا لطيف ألطف بنا ،أو اغفر لنا ،أو ارحمنا ،أو اهدنا،
ونحو ذلك .وهكذا يا الله يا رحمن يا رحيم ،يا غفور يا حكيم،
يا عزيز اعف عنا ،وانصرنا وأصلح قلوبنا وأعمالنا وما أشبه
َ
بج ْ ست َ ِ
عوِني أ ْ م ادْ ُل َرب ّك ُ ُ قا َ و َذلك ،لقول الله سبحانهَ } :
َ
سأل َ َ
عّني عَباِدي َك ِ ذا َ وإ ِ َم{ ،وقوله عز وجلَ } : ل َك ُ ْ
1
177
أو غيرها من القرآن فل بأس؛ وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم ما يدل على ذلك .ويستحب تلقينه ل إله إل الله
حتى يختم له بذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
))لقنوا موتاكم ل إله إل الله(( 1رواه مسلم في
صحيحه .والمراد بالموتى هنا المحتضرون في أصح قولي
العلماء ولنهم الذين ينتفعون بالتلقين.
أخرجه مسلم في كتاب الجنائز ،باب تلقين الموتى ل إله إل الله برقم .917 1
178
عبدكم واقف وعلى بابكم عاكف ،ومن تقصيره
خائف ،أغثنا يا رسول الله وما لي غيركم مذهب،
ومنكم يحصل المطلب ،وأنتم خير أهل الله بحمزة
سيد الشهداء ،ومن منكم لنا مددًا ،أغثنا يا رسول
الله ،وكقولهم :اللهم صل على من جعلته سببا ً
لنشقاق أسرارك الجبروتية ،وانفلقا ً لنوارك
الرحمانية ،فصار نائبا ً عن الحضرة الربانية،
وخليفة أسرارك الذاتية ،نرجو بيان ما هو بدعة وما
هو شرك ،وهل تصح الصلة خلف المام الذي يدعو
1
بهذا الدعاء؟
179
ص لله في الفعل، إيمان بالله ورسوله َ وإخل ٍ ٍ ورسوله ،عن
ه{ ،أي 1
دوا ِإل إ ِّيا ُ عب ُ ُك أل ت َ ْ ضى َرب ّ َ ق َ و َ كما قال تعالىَ } :
ب
ه َر ّ مدُ ل ِل ّ ِ ح ْأمر وأوصى بأن يعبد وحده ،وقال تعالى} :ال ْ َ
ن* دي ِ وم ِ ال ّ ك يَ ْ مال ِ ِ حيم ِ * َ ن الّر ِ ِ مح َ ن * الّر ْ مي َ عال َ ِ ال ْ َ
ن{ ،2أبان الله سبحانه بهذه عي ُ
ست َ ِ ك نَ ْ وإ ِّيا َعب ُدُ َ ك نَ ْ إ ِّيا َ
اليات أنه هو المستحق لن يعبد وحده ويستعان به وحده،
َ
ن * أل ل ِل ّ ِ
ه دي َ ه ال ّ صا ل َ ُ خل ِ ً م ْ
ه ُ د الل ّ َ عب ُ ِفا ْ وقال عز وجلَ } :
عوا الل ّ َ
ه فادْ ُ ص{ ،3وقال سبحانهَ } : خال ِ ُ ن ال ْ َ دي ُ ال ّ
ن{ ،4وقال تعالى: فُرو َ كا ِ رهَ ال ْ َِ و كَ ول َ ْن َ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ُْ
َ َ
دا{ ،
5
ح ًهأ َ ع الل ّ ِ م َعوا َ فل ت َدْ ُ ه َ جدَ ل ِل ّ ِ سا ِ م َن ال ْ َ وأ ّ } َ
واليات في هذا المعنى كثيرة ،وكلها تدل على وجوب إفراد
الله بالعبادة ،ومعلوم أن الدعاء بأنواعه من العبادة ،فل
يجوز لحدٍ من الناس أن يدعو إل ربه ول يستعين ول
يستغيث إل به عمل ً بهذه اليات الكريمات ،وما جاء في
معناها ،وهذا فيما عدا المور العادية والسباب الحسية التي
يقدر عليها المخلوق الحي
180
الحاضر ،فإن تلك ليست من العبادة ،بل يجوز بالنص
والجماع أن يستعين النسان بالنسان الحي القادر في
المور العادية التي يقدر عليها ،كأن يستعين به أو يستغيث
به في دفع شر ولده ،أو خادمه ،أو كلبه ،وما أشبه ذلك،
وكأن يستعين النسان بالنسان الحي الحاضر القادر أو
الغائب بواسطة السباب الحسية ،كالمكاتبة ونحوها في بناء
بيته ،أو إصلح سيارته ،أو ما أشبه ذلك ،ومن هذا الباب قول
الله عز وجل في قصة موسى عليه الصلة والسلم:
ه{،1 و ِعد ُ ّ
ن َم ْ
ذي ِعَلى ال ّ ِ
ه َ
عت ِ ِ
شي َ
ن ِ
م ْ ه ال ّ ِ
ذي ِ غاث َ ُ
ست َ َ } َ
فا ْ
ومن ذلك استغاثة النسان بأصحابه في الجهاد والحرب
ونحو ذلك ،فأما الستغاثة بالموات والجن والملئكة
والشجار والحجار فذلك من الشرك الكبر ،وهو من جنس
عمل المشركين الولين مع آلهتهم ،كالعزى واللت وغيرهما،
وهكذا الستغاثة والستعانة بمن يعتقد فيهم الولية من
الحياء فيما ل يقدر عليه إل الله ،كشفاء المرضى وهداية
القلوب ودخول الجنة والنجاة من النار وأشباه ذلك ،واليات
السابقات وما جاء في معناها من اليات والحاديث كلها تدل
على وجوب توجيه القلوب إلى الله في جميع المور
وإخلص العبادة لله وحده؛ لن
181
العباد خلقوا لذلك وبه أمروا كما سبق في اليات ،وكما في
شي ًْئا{،1 ه َ كوا ب ِ ِر ُ
ش ِول ت ُ ْ ه َدوا الل ّ َ عب ُ ُوا ْقوله سبحانهَ } :
ُ
نصي َ خل ِ ِ
م ْه ُ دوا الل ّ َعب ُ ُ
مُروا ِإل ل ِي َ ْ ما أ ِ و َوقوله سبحانهَ } :
ن 2{..الية ،وقول النبي صلى الله عليه وسلم في دي َ لَ ُ
ه ال ّ
حديث معاذ رضي الله عنه)) :حق الله على العباد أن
يعبدوه ول يشركوا به شيئا ً(( 3متفق على صحته،
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود رضي
4
الله عنه)) :من مات وهو يدعو لله ندا ً دخل النار((
رواه البخاري ،وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا ً
إلى اليمن قال له)) :إنك تأتي قوما ً أهل كتاب فليكن
أول ما تدعوهم إليه شهادة أن ل إله إل الله((
وفي لفظ)) :فادعهم إلى أن يشهدوا أن ل إله إل
الله وأني رسول الله(( ،وفي رواية للبخاري:
))فادعهم إلى أن
182
يوحدوا الله(( 1وفي صحيح مسلم عن طارق بن أشيم
الشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال)) :من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله
حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل((،2
والحاديث في هذا المعنى كثيرة ،وهذا التوحيد هو أصل دين
السلم وهو أساس الملة وهو رأس المر وهو أهم الفرائض
وهو الحكمة في خلق الثقلين والحكمة في إرسال الرسل
جميعا ً عليهم الصلة والسلم كما تقدمت اليات الدالة على
س ِإلواْل ِن ْ َ ن َ ج ّ ت ال ْ ِ ق ُ خل َ ْ
ما َ و َ
ذلك ،ومنها قوله سبحانهَ } :
ن{.3 دو ِ عب ُ ُل ِي َ ْ
عث َْنا
قد ْ ب َ َول َ َ
ومن الدلة على ذلك أيضا ً قوله عز وجلَ } :
َ في ك ُ ّ ُ
جت َن ُِبوا وا ْ ه َ دوا الل ّ َ عب ُ ُن اُ ْ سوًل أ ِة َر ُم ٍلأ ّ ِ
َ
قب ْل ِ َ
ك ن َ م ْ سل َْنا ِ ما أْر َ و َت{ ،وقوله سبحانهَ } :
4
غو َ طا ُ ال ّ
حي إل َي َ
ه ِإل ه ل إ ِل َ َ ه أن ّ ُ ِ ْ ِ ل ِإل ُنو ِسو ٍ ن َر ُ م ْ ِ
1أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ،باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله
عليه وسلم برقم 7372ومسلم في كتاب اليمان ،باب الدعاء إلى
الشهادتين وشرائع السلم برقم .19
2أخرجه مسلم في كتاب اليمان ،باب المر بقتال الناس حتى يقولوا ل إله إل
الله برقم .23
3سورة الذاريات ،الية .56
4سورة النحل الية .36
183
ن{ ،1وقال عز وجل عن نوح وهود وصالح دو ِ عب ُ ُ فا ْ أ ََنا َ
دوا عب ُ ُ وشعيب عليهم الصلة والسلم أنهم قالوا لقومهم} :ا ْ
ه{ ،2وهذه دعوة الرسل جميعا ً ه َ
غي ُْر ُ ن إ ِل َ ٍ م ْ م ِ ما ل َك ُ ْ ه َ الل ّ َ
كما دلت على ذلك اليتان السابقتان.
وقد اعترف أعداء الرسل بأن الرسل أمروهم بإفراد الله
بالعبادة وخلع اللهة المعبودة من دونه ،كما قال عز وجل
جئ ْت ََنا َ
في قصة عاد أنهم قالوا لهود عليه الصلة والسلم} :أ ِ
ؤَنا{ ،3وقال عب ُدُ آَبا ُن يَ ْ كا َ ما َ ون َذََر َحدَهُ َ و ْ ه َ عب ُدَ الل ّ َ ل ِن َ ْ
سبحانه وتعالى عن قريش لما دعاهم نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم إلى إفراد الله بالعبادة وترك ما يعبدون من دونه
لع َ َ
ج َ من الملئكة والولياء والصنام والشجار وغير ذلك} :أ َ
ب{ ،4وقال عنهم جا ٌع َ
يءٌ ُ ش ْ ذا ل َ َ ه َ
ن َ دا إ ِ ّ ح ً وا ِ ها َ ة إ ِل َ ًه َ اْلل ِ َ
م
ه ْ ل لَ ُ قي َ ذا ِ كاُنوا إ ِ َ م َ ه ْ سبحانه في سورة الصافات} :إ ِن ّ ُ
َ
كو ر ُن أئ ِّنا ل ََتا ِقوُلو َ وي َ ُن* َ ست َك ْب ُِرو َ ه يَ ْ ه ِإل الل ّ ُ ل إ ِل َ َ
ن{ 5واليات الدالة جُنو ٍ م ْ ر َ ع ٍ شا ِ هت َِنا ل ِ َ آل ِ َ
184
على هذا المعنى كثيرة ،ومما ذكرناه من اليات والحاديث
يتضح لك وفقني الله وإياك للفقه في الدين والبصيرة بحق
رب العالمين :أن هذه الدعية وأنواع الستغاثة التي بينتها
في سؤالك كلها من أنواع الشرك الكبر؛ لنها عبادة لغير
الله وطلب لمور ل يقدر عليها سواه من الموات والغائبين،
وذلك أقبح من شرك الولين؛ لن الولين إنما يشركون في
حال الرخاء ،وأما في حال الشدائد فيخلصون لله العبادة؛
لنهم يعلمون أنه سبحانه هو القادر على تخليصهم من
الشدة دون غيره ،كما قال تعالى في كتابه المبين عن أولئك
وا الل ّ َ
ه ع ُ فل ْ ِ
ك دَ َ في ال ْ ُ ذا َرك ُِبوا ِ المشركينَ } :
فإ ِ َ
مه ْ ذا ُ م إ َِلى ال ْب َّر إ ِ َ ه ْ جا ُ ما ن َ ّ فل َ ّ ن َدي َ ه ال ّن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ُ
ن{ ،وقال سبحانه وتعالى يخاطبهم في آية أخرى 1
كو َ ر ُ ش ِ يُ ْ
ض ّ
ل ر َ ح ِفي ال ْب َ ْ ضّر ِ م ال ّ سك ُ ُم ّ ذا َ وإ ِ َفي سورة سبحانَ } :
َ
م إ َِلى ال ْب َّر أ ْ
مضت ُ ْعَر ْ جاك ُ ْ ما ن َ ّ فل َ ّ ن ِإل إ ِّياهُ َ عو َ ن ت َدْ ُم ْ َ
فوًرا{ .
2 َ
نك ُ سا ُ ْ
ن ال ِن ْ َ وكا ََ َ
فإن قال قائل من هؤلء المشركين المتأخرين :إنا ل نقصد
أن أولئك ينفعون بأنفسهم ويشفون مرضانا أو يعينونا
بأنفسهم أو يضرون عدوا بأنفسهم وإنما نقصد شفاعتهم
إلى الله في ذلك.
185
فالجواب أن يقال لهم :إن هذا هو مقصد الكفار الولين
ومرادهم ،وليس مرادهم أن آلهتهم تخلق أو ترزق أو تنفع أو
تضر بنفسها فإن ذلك يبطله ما ذكره الله عنه في القرآن،
وإنما أرادوا شفاعتهم وجاههم وتقريبهم إلى الله زلفى ،كما
قال سبحانه وتعالى في سورة يونس عليه الصلة والسلم:
م
ه ْ ع ُ ف ُ ول ي َن ْ َ م َ ه ْ ضّر ُ ما ل ي َ ُ ه َ ن الل ّ ِ دو ِ ن ُ م ْ ن ِ دو َ عب ُ ُ وي َ ْ } َ
ه{ ،فرد الله عليهم 1
عن ْدَ الل ّ ِ ؤَنا ِ عا ُ ف َ ش َ ء ُ ؤل ِ ه ُ ن َ قوُلو َ وي َ َُ
َ ّ َ ذلك بقوله سبحانهُ } :
في م ِ عل ُ ما ل ي َ ْ ه بِ َ ن الل َ ل أت ُن َب ُّئو َ ق ْ
ما عاَلى َ ْ َ
ع ّ وت َ َه َ حان َ ُ سب ْ َ
ض ُ في الْر ِ ول ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ال ّ
ن{ ،فأبان سبحانه أنه ل يعلم في السموات ول 2
كو َ ر ُ ش ِ يُ ْ
في الرض شفيعا ً عنده على الوجه الذي يقصده
المشركون ،وما ل يعلم الله وجوده ل وجود له؛ لنه سبحانه
لزي ُ سورة الزمر} :ت َن ْ ِ ل يخفى عليه شيء ،وقال تعالى في
َ
كيم ِ * إ ِّنا أن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ
ك ح ِز ال ْ َ ِ زي
ِ ه ال ْ َ
ع ن الل ّ ِ م َ ب ِ ال ْك َِتا ِ
َ
ن * أل ل ِل ّ ِ
ه دي َه ال ّ صا ل َ ُ خل ِ ً م ْه ُ د الل ّ َ عب ُ ِفا ْ ق َ ح ّ ب ِبال ْ َ ال ْك َِتا َ
ص{ ،3فأبان سبحانه أن العبادة له وحده وأنه خال ِ ُ ن ال ْ َ دي ُ ال ّ
يجب على العباد إخلصها له جل وعل؛ لن أمره للنبي صلى
الله عليه وسلم بإخلص العبادة له أمر للجميع ،ومعنى
الدين
186
هنا هو العبادة ،والعبادة هي طاعته وطاعة رسوله صلى الله
عليه وسلم كما سلف ،ويدخل فيها الدعاء والستغاثة
والخوف والرجاء والذبح والنذر ،كما يدخل فيها الصلة
والصوم وغير ذلك مما أمر الله به ورسوله ،ثم قال عز
ذوا من دون ِ َ
ما
ول َِياءَ َهأ ْ ِ ِ ْ ُ خ ُ ن ات ّ َ ذي َ وال ّ ِ وجل بعد ذلكَ } :
فى{ ،أي يقولون ما 1
ه ُزل ْ َقّرُبوَنا إ َِلى الل ّ ِ م ِإل ل ِي ُ َ ه ْعب ُدُ ُ نَ ْ
نعبدهم إل ليقربونا إلى الله زلفى ،فرد الله عليهم بقوله
ه
في ِم ِ ه ْما ُ في َ م ِ ه ْ م ب َي ْن َ ُ حك ُ ُه يَ ْ ن الل ّ َ سبحانه} :إ ِ ّ
فاٌر{،2 ب كَ ّ كاِذ ٌ و َ ه َ ن ُ م ْ دي َ ه ِ ه ل يَ ْ ن الل ّ َ ن إِ ّ فو َ خت َل ِ ُيَ ْ
فأوضح سبحانه في هذه الية الكريمة أن الكفار ما عبدوا
الولياء من دونه إل ليقربوهم إلى الله زلفى ،وهذا هو
مقصد الكفار قديما ً وحديثًا ،وقد أبطل الله ذلك بقوله} :إ ِ ّ
ن
هل ن الل ّ َن إِ ّ فو َ خت َل ِ ُ ه يَ ْ في ِ م ِ ه ْ ما ُ في َ م ِ ه ْ م ب َي ْن َ ُ حك ُ ُ ه يَ ْ الل ّ َ
فاٌر{. ب كَ ّ كاِذ ٌ و َ ه َ ن ُ م ْ دي َ ه ِ يَ ْ
فأوضح سبحانه كذبهم في زعمهم أن آلهتهم تقربهم إلى
الله زلفى وكفرهم بما صرفوا لها من العبادة ،وبذلك يعلم
كل من له أدنى تمييز أن الكفار الولين إنما كان كفرهم
باتخاذهم النبياء والولياء والشجار والحجار وغير ذلك من
المخلوقات شفعاء بينهم وبين الله ،واعتقدوا أنهم يقضون
حوائجهم من دون
187
إذنه سبحانه ول رضاه ،كما تشفع الوزراء عند الملوك،
فقاسوه عز وجل على الملوك والزعماء ،وقالوا كما أنه من
له حاجة إلى الملك والزعيم يشفع إليه بخواصه ووزرائه
فهكذا نحن نتقرب إلى الله بعبادة أنبيائه وأوليائه ،وهذا من
أبطل الباطل؛ لنه سبحانه ل شبيه له ول يقاس بخلقه ،ول
يشفع أحد عنده إل بإذنه ول يأذن في الشفاعة إل لهل
التوحيد ،وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وبكل
شيء عليم وهو أرحم الراحمين ،ل يخشى أحدا ً ول يخافه؛
لنه سبحانه هو القاهر فوق عباده والمتصرف فيهم كيف
يشاء ،بخلف الملوك والزعماء فإنهم ما يقدرون على كل
شيء ول يعلمون كل شيء ،فلذلك يحتاجون إلى من يعينهم
على ما قد يعجزون عنه من وزرائهم وخواصهم وجنودهم،
كما يحتاجون إلى تبليغهم حاجات من ل يعلمون حاجته ،ولن
الملوك والزعماء قد يظلمون ويغضبون بغير حق فيحتاجون
إلى من يستعطفهم ويسترضيهم من وزرائهم وخواصهم ،أما
الرب عز وجل فهو سبحانه غني عن جميع خلقه وهو أرحم
بهم من أمهاتهم ،وهو الحاكم العدل يضع الشياء في
مواضعها على مقتضى حكمته وعلمه وقدرته ،فل يجوز أن
يقاس بخلقه بوجه من الوجوه ،ولهذا أوضح سبحانه في
كتابه أن المشركين قد
188
أقروا بأنه الخالق الرازق المدبر ،وأنه هو الذي يجيب
المضطر ويكشف السوء ويحيي ويميت إلى غير ذلك من
أفعاله سبحانه ،وإنما الخصومة بين المشركين وبين الرسل
نول َئ ِ ْفي إخلص العبادة لله وحده ،كما قال عز وجلَ } :
َ
ه{ ،1وقال تعالى: ن الل ّ ُ قول ُ ّ م ل َي َ ُ ه ْ ق ُ خل َ َ ن َ م ْ م َ ه ْ سأل ْت َ ُ َ
َ َ ء َ ْ
كمل ِ ُ ن يَ ْ
م ْ ضأ ّ والْر ِ ما ِ س َ ن ال ّ م َ م ِ قك ُ ْ ن ي َْرُز ُ م ْ ل َ ق ْ } ُ
َ
ت
مي ّ ِن ال ْ َ م َ ي ِ ح ّ ج ال ْ َ ر ُ خ ِ ن يُ ْ م ْ و َ صاَر َ واْلب ْ َ ع َ م َ س ْ ال ّ
َ
ن ي ُدَب ُّر اْل ْ
مَر م ْ و َ ي َ ح َّ ن ال ْ َ م َ ت ِ مي ّ َ ج ال ْ َ ر ُ خ ِ وي ُ ْ َ
ن{ ،واليات في هذا و َ ق ْ فل ت َت َ ُ لأ َ ق ْ ف ُ ه َ ن الل ّ ُ قوُلو َ سي َ ُ ف َ َ
2
189
شيًئا إل من بع َ ش َ
ندأ ْ ِ ْ َ ْ ِ ِ م َ ْ ه ْ عت ُ ُفا َ غِني َ ت ل تُ ْ وا ِ ما َ س َ ال ّ
ْ
ضى{ ،وقال في سورة النبياء وي َْر َ شاءُ َ ن يَ َ م ْ ه لِ َن الل ّ ُ ي َأذَ َ
1
ضى ن اْرت َ َ
م ِ ن ِإل ل ِ َ عو َ ف ُش َ ول ي َ ْ في وصف الملئكةَ } :
ن{ ،2وأخبر عز وجل أنه ل قو َ ف ُش ِ م ْ
ه ُشي َت ِ ِ خ ْ ن َ م ْ م ِ ه ْ و ُ َ
يرضى من عباده الكفر وإنما يرضى منهم الشكر ،والشكر
هو توحيده والعمل بطاعته ،فقال تعالى في سورة الزمر:
هعَباِد ِ
ضى ل ِ ِ ول ي َْر َ م َ عن ْك ُ ْي َ غن ِ ّ ه َ ن الل ّ َ
فإ ِ ّ فُروا َ ن ت َك ْ ُ }إ ِ ْ
م{ 3الية. ه ل َك ُ ْ شك ُُروا ي َْر َ
ض ُ ن تَ ْ وإ ِ ْ فَر َ ال ْك ُ ْ
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه
أنه قال) :يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟( ،قال:
))من قال ل إله إل الله خالصا ً من قلبه(( ،أو قال:
))من نفسه(( ،4وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :لكل نبي دعوة
مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت
دعوتي شفاعة لمتي يوم القيامة فهي نائلة إن
شاء الله
أخرجه البخاري في كتاب العلم ،باب الحرص على الحديث برقم .99 4
190
من مات من أمتي ل يشرك بالله شيئاً(( ،1والحاديث
في هذا المعنى كثيرة ،وجميع ما ذكرنا في اليات والحاديث
كلها تدل على أن العبادة حق الله وحده وأنه ل يجوز صرف
شيء منها لغير الله ل للنبياء ول لغيرهم ،وأن الشفاعة ملك
ةع ُفا َ ش َ ه ال ّ ل ل ِل ّ ِق ْالله عز وجل كما قال سبحانهُ } :
عا{ 2الية. مي ً ج ِ َ
ول يستحقها أحد إل بعد إذنه للشافع ورضاه عن المشفوع
فيه ،وهو سبحانه ل يرضى إل التوحيد كما سبق ،أما
ماف َالمشركون فل حظ لهم في الشفاعة كما قال تعالىَ } :
ما
ن{ ،وقال تعالىَ } :
3
عي َ
ف ِ
شا ِ ة ال ّع ُ
فا َ ش َم َ ه ْ ع ُ ف ُ ت َن ْ َ
ع{ 4الية ،والظلم طا ُ فيع ي ُ َ ول َ ِلل ّ
ش ِ ٍ ميم ٍ َح ِ
ن َ م ْ ن ِ مي َظال ِ ِ
م
ه ُ ن ُفُرو َ كا ِ وال ْ َ
عند الطلق هو الشرك ،كما قال تعالىَ } :
مك ل َظُل ْ ٌ شْر َ ن ال ّ ن{ ،5وقال تعالى} :إ ِ ّ مو َ ظال ِ ُ ال ّ
م{.6 ظي ٌ ع ِ َ
1أخرجه مسلم في كتاب اليمان ،باب اختبارا لنبي صلى الله عليه وسلم
دعوته لمته ،برقم .199
2سورة الزمر الية 44
3سورة المدثر الية 48
4سورة غافر الية 18
5سورة البقرة الية 254
6سورة لقمان الية 13
191
أما ما ذكرته في السؤال من قول بعض الصوفية في
المساجد وغيرها) :اللهم صل على من جعلته سبباً لنشقاق
أسرارك الجبروتية وانفلقا ً لنوارك الرحمانية فصار نائبا ً عن
الحضرة الربانية وخليفة أسرارك الذاتية (..الخ ،فالجواب:
أن ُيقال إن هذا الكلم وأشباهه من جملة التكلف والتنطع
الذي حذر منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه
مسلم في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)) :هلك
المتنطعون(( 1قالها ثلثًا.
قال المام الخطابي رحمه الله) :المتنطع المتعمق في
الشيء المتكلف البحث عنه على مذاهب أهل الكلم
الداخلين فيما ل يعنيهم الخائضين فيما ل تبلغه عقولهم(.
وقال أبو السعادات بن الثير) :هم المتعمقون المغالون في
الكلم المتكلمون بأقصى حلوقهم مأخوذ من النطع وهو
الغار العلى من الفم ثم استعمل في كل تعمق قول ً وفع ً
ل(.
وبما ذكره هذان المامان وغيرهما من أئمة اللغة يتضح لك
ولكل من له أدنى بصيرة أن هذه الكيفية في الصلة
والسلم على نبينا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
من جملة التكلف والتنطع المنهي عنه ،والمشروع للمسلم
في هذا الباب أن يتحرى الكيفية الثابتة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في
أخرجه مسلم في كتاب العلم ،باب هلك المتنطعون برقم .2670 1
192
صفة الصلة والسلم عليه وفي ذلك غنية عن غيره ،ومن
ذلك ما روى البخاري ومسلم في الصحيحين واللفظ
للبخاري عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن الصحابة
رضي الله عنهم قالوا) :يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي
عليك ،فكيف نصلي عليك(؟ فقال)) :قولوا :اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد((.1
وفي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم
قالوا) :يا رسول الله :كيف نصلي عليك(؟ قال)) :قولوا
اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما
صليت على آل إبراهيم ،وبارك على محمد وأزواجه
وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد
مجيد(( 2وفي صحيح مسلم عن أبي
1أخرجه البخاري في كتاب أحاديث النبياء ،باب قول الله تعالى)) :واتخذ الله
ل(( برقم 3370ومسلم في كتاب الصلة ،باب الصلة على النبي إبراهيم خلي ً
صلى الله عليه وسلم برقم .406
2أخرجه البخاري في كتاب أحاديث النبياء ،باب قول الله تعالى)) :واتخذ الله
ل(( برقم 3369ومسلم في كتاب الصلة ،باب الصلة على النبي إبراهيم خلي ً
صلى الله عليه وسلم برقم .407
193
مسعود النصاري رضي الله عنه قال :قال بشير بن سعد:
)يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك ،فكيف نصلي
عليك؟( فسكت ثم قال)) :قولوا اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ،وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل
إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ،والسلم كما
علمتم((.
فهذه اللفاظ وأشباهها وغيرها مما ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم هي التي ينبغي للمسلم أن يتعلمها ويستعملها
في صلته وسلمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بما يليق
أن يستعمل في حقه ،كما أنه هو أعلم الناس بما ينبغي أن
يستعمل في حق ربه من اللفاظ ،أما اللفاظ المتكلفة
والمحدثة واللفاظ المحتملة لمعنى غير صحيح كاللفاظ
التي ذكرت في السؤال فإنه ل ينبغي استعمالها لما فيها من
التكلف ولكونها قد تفسر بمعان باطلة مع كونها مخالفة
لللفاظ التي اختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأرشد إليها أمته وهو أعلم الخلق وأنصحهم وأبعدهم عن
التكلف ،عليه من ربه أفضل الصلة والتسليم.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الدلة في بيان حقيقة
التوحيد وحقيقة الشرك
194
والفرق بين ما كان عليه المشركون الولون والمشركون
المتأخرون في هذا الباب ،وفي بيان كيفية الصلة
المشروعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كفاية
ومقنع لطالب الحق.
أما من ل رغبة له في معرفة الحق فهذا تابع لهواه وقد قال
َ
مام أن ّ َ عل َ ْفا ْك َ جيُبوا ل َ َ ست َ ِم يَ ْ ن لَ ْفإ ِ ْالله عز وجلَ } :
رغي ْ ِ
واهُ ب ِ َ ه َ
ع َ ن ات ّب َ َ م َم ّ
ل ِ ض ّ ن أَ َم ْ و َ
م َ ه ْ واءَ ُ ن أَ ْ
ه َ عو َي َت ّب ِ ُ
ن{.1 مي َ ظال ِ ِم ال ّ و َ ق ْدي ال ْ َ ه ِه ل يَ ْ ن الل ّ َ ه إِ ّ ن الل ّ ِ م َدى ِ ه ً ُ
فبين سبحانه في هذه الية الكريمة أن الناس بالنسبة إلى
ما بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من الهدى
ودين الحق قسمان :أحدهما :مستجيب لله ولرسوله،
والثاني :تابع لهواه ،وأخبر سبحانه أنه ل أضل ممن اتبع هواه
بغير هدى من الله ،فنسأل الله عز وجل العافية من اتباع
الهوى ،كما نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا
من المستجيبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
والمعظمين لشرعه والمحذرين من كل ما يخالف شرعه
من البدع والهواء إنه جواد كريم ،وصلى الله وسلم على
عبده ورسوله نبينا محمد وآله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
195
-82مسألة في الدعاء
196
1
أفتونا جزاكم الله خيرًا؟
197
ن{ .1والله ولي التوفيق.
قل ُِبو َ لَ ُ
من ْ َ
ج :دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة أو
السيارة أو الطائرة أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر ،أما
الركوب العادي في البلد أو في المصعد فل أعلم في الدلة
الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر.
ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية ،ل يشرع
منها إل ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الجماع
الصحيح ،والله ولي التوفيق.
198
-85حكم السلم بالشارة باليد
1
س :ما حكم السلم بالشارة باليد؟
ج :ل يجوز السلم بالشارة ،وإنما السنة بالسلم بالكلم
بدءا ً وردًا .أما السلم بالشارة فل يجوز؛ لنه تشبه ببعض
الكفرة في ذلك ،ولنه خلف ما شرعه الله.
لكن لو أشار بيده إلى المسّلم عليه ليفهمه السلم ،لبعده
مع تكلمه بالسلم فل حرج في ذلك؛ لنه قد ورد ما يدل
عليه ،وهكذا لو كان المسّلم عليه مشغول ً بالصلة فإنه يرد
بالشارة كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه
وسلم.
ج :أما العطاس إذا عطس وهو في الصلة فإنه يحمد الله،
كما جاء به النص عن النبي صلى الله عليه وسلم ،فإذا
عطس
199
يحمد الله ول يضره ذلك بينه وبين نفسه ،أما التثاؤب فل
يقول شيئا ً وإنما يكظم ما استطاع ،ويضع يده على فمه،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ،ولم يرد التعوذ ،إنما
هو من فعل الناس ،فإن الناس لما عرفوا أن التثاؤب من
الشيطان ،صاروا يتعوذون منه ،وإل فل نعلم أنه ورد نص
عن النبي صلى الله عليه وسلم في شرعّية التعوذ عند
التثاؤب ،وإنما شرع الله عند التثاؤب الكظم ووضع اليد على
الفم ،ول يقول هاه ،فإن الشيطان يضحك منه إذا قالها،
وإنما الذي عليه أن يضع يده على فمه ،ولكن ل يتعوذ؛ لنه
ليس عليه دليل ،أما في غير الصلة فالمر أوسع .وفق الله
الجميع وتقبل من الجميع.
200
-87السنة في وضع اليد في الصلة وما
يقال بعد الرفع من الركوع
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الخ المكرم
ب .أ .غ .وفقه الله
سلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد :
1
201
وأما عن سؤالك الثالث ،فإن الناشيد فيها تفصيل ،فإن
ة مما يخالف الشرع المطهر فل بأس بها كسائر كانت سليم ً
شعْرِ السليم .ول أذكر أن أفتيت بتحريمها مطلقًا .وأسأل
ال ِ
الله سبحانه أن يمنحك المزيد من التوفيق والمزيد من
العلم النافع والعمل الصالح .وقد عمدت الجهة المختصة
لدينا بإرسال نسخة من مجموع فتاوينا ونسخة من بعض
الكتاب النافعة إليك.
والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
202
كتاب الحاديث
الضعيفة
203
204
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلة والسلم
على رسول الله ،وبعد:
هذه رسالة مستقلة من
إعداد سماحة الشيخ عبد
العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله بعنوان:
)التحفة الكريمة في بيان
بعض الحاديث الموضوعة
والسقيمة(.
205
206
بسم الله الرحمن الرحيم :الحمد لله الذي أكرمنا بدين
السلم ،وجعله أكمل الديان وحفظ كتابه الكريم بقوله عز
ن{،1 ف ُ
ظو َ ه لَ َ
حا ِ وإ ِّنا ل َ ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُ
وجل} :إ ِّنا ن َ ْ
ويسر له جهابذة نقادا ً ينفون عنه تحريف الغالين ،وتأويل
الجاهلين ،وانتحال أهل الزيغ والعدوان ،وحفظ علينا سنة
نبينا صلى الله عليه وسلم بجهود أهل العلم واليمان،
والصدق والتقان .أوضحوا للمة صحيح الحاديث وسقيمها،
وحسنها من ضعيفها ،وبرزوا في هذا الميدان ،ودرسوا
أحوال الرجال من نقلة الخبار ،حتى عرفوا الثقات الثبات،
والصادقين من الرواة ،من ذوي الحفظ والمانة ،والرواية
والدراية ،ومن قد يلتبس بهم من المتهمين والكذابين
وغيرهم ،ممن ساء حفظه ،وفحش غلطه للختلط أو غيره
من السباب ،فبينوا جميع ذلك نصحا ً للمة ،وقياما ً بواجب
البلغ والبيان ،فرضي الله عنهم وجزاهم الله عن عملهم
المشكور ،وجهادهم العظيم أحسن ما جزى به أهل اليمان
والحسان ،وجعلنا من أتباعهم ،والمهتدين بهداهم بمنه
وفضله ،وهو الكريم المنان.
207
أما بعد :فهذه رسالة لطيفة ،في بيان بعض الحاديث
الموضوعة والضعيفة ،قصدت أن أجمع فيها ما تيسر لي؛
وذلك لكون فيها على بصيرة ،ولنتفع بها أو ً
ل ،ولينتفع بها
من شاء الله من الخوان .ومن الله أستمد المعونة
والتوفيق ،وأسأله العون على كل ما يرضيه ،وينفع عباده،
إنه جواد كريم.
وقد رأيت أن أجمع ما وقفت عليه من الحاديث الضعيفة
والمكذوبة ،مرتبا ً على حروف المعجم أسوة بأهل العلم في
ذلك ،وتيسيرا ً لمعرفة الحاديث المطلوبة.
وهذا أوان الشروع في المقصود ،ول حول ول قوة إل بالله
العلي العظيم.
208
وابن لهيعة ضعيف ،ول شك أن المام العادل الرفيق من
أفضل الناس؛ لما في عدله من النفع العظيم ،والمصالح
الكثيرة للمسلمين وغيرهم.
ول شك أيضا ً أن المام الجائر من شّر الناس؛ لما في جوره
وظلمه من المضار الكثيرة على المسلمين.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
ة يظلهم الله في ظله يوم ل ظل إل قال)) :سبع ٌ
ظله 1((...وبدأ بالمام العادل.
وفي الصحيحين أيضا ً عن معقل بن يسار رضي الله عنه
قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)) :ما
د يسترعيه الله رعية ،يموت يوم يموت ،وهو من عب ٍ
غاش لرعيته إل حّرم الله عليه الجنة((.2
209
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت :قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم)) :اللهم من ولي من
أمر أمتي شيئا ً فرفق بهم فارفق به ،اللهم من
ولي من أمر أمتي شيئا ً فشق عليهم فاشقق
عليه((.1
بهذه الحاديث الصحيحة ،يعلم أن المام العادل الرفيق من
خير الناس ،وأن المام الجائر الغاش للمة من شر الناس.
وهكذا كل من ولي من أمر المة شيئا ً من أمير قرية ،أو
مدينة أو وزير أو أي موظف على شيء من أمور المسلمين،
له هذا الحكم .فالواجب الحذر والنصح وأداء المانة ،والله
ولي التوفيق.
1أخرجه مسلم في كتاب المارة ،باب فضيلة المام العادل وعقوبة الجائر
برقم .1828
210
-89حديث)) :أخروهن من حيث أخرهن الله((
يعني النساء
1أخرجه مسلم في كتاب الصلة ،باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الول،
فالول برقم .440
211
روه أبو نعيم والعقيلي من طريق عمرو السكسكي عن
ربيعة بن كعب رفعه ،قال :وعمرو المذكور ضعيف جدًا،
وقال العقيلي :ل يعرف هذا الحديث إل به ،ول يصح فيه
شيء.
وذكر في الكشف له طرقا ً أخرى ،ونقل عن ابن الجوزي أنه
أدخله في الموضوعات فراجع كلمه فيه إن شئت ،والله
الموفق.
ج :أما الحديث :وهو قوله صلى الله عليه وسلم)) :أقيلوا
ذوي الهيئات عثراتهم(( فهو حديث جيد رواه المام
أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي عن عائشة رضي الله
عنها ،ونصه :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال)) :أقيلوا
ذوي الهيئات عثراتهم إل الحدود((.1
1أخرجه أحمد في باقي مسند النصار ،باب المسند السابق برقم ،24946
وأبو داود في كتاب الحدود ،باب في الحسد يشفع فيه برقم .4375
212
-92حديث)) :فضل علي وسلمان وأبي ذر
والمقداد رضي الله عنهم((
-5حديث)) :إن الله يحب من أصحابي أربعة :عليا ً
وسلمان وأبا ذر والمقداد ابن السود الكندي((
أخرجه المام أحمد في المسند في المجلد الخامس ،ص
.356 ،351
والترمذي في المجلد الرابع من الطبعة الهندية بشرح
المباركفوري صفحة ،327وقال :حسن غريب ل نعرفه إل
من طريق شريك ،يعني به شريكا ً القاضي.
وأخرجه ابن ماجه في المجلد الول صفحة ،66وأخرجه
الحاكم صفحة 130من المجلد الثالث كلهم من طريق
شريك القاضي عن أبي ربيعة اليادي عن ابن بريدة عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم رووه عن شريك عن
أبي ربيعة بالعنعنة ما عدا أحمد في إحدى روايتيه ،فإن
شريكا ً صرح فيها بأن أبا ربيعة حدثه بذلك.
وإسناده ضعيف من أجل أبي ربيعة المذكور فإنه انفرد به
وهو منكر الحديث .قاله أبو حاتم الرازي ،وصححه الحاكم.
213
وزعم أنه على شرط مسلم ،وأنكر الذهبي عليه ذلك .وقال:
إن مسلما ً لم يخرج عن أبي ربيعة المذكور ..انتهى.
وكثيرا ً ما يصحح الحاكم رحمه الله أحاديث ضعيفة
وموضوعة ،فل ينبغي أن يغتر بتصحيحه ،وقد أغرب الحافظ
ابن حجر في ترجمة المقداد ،فحسن هذا الحديث ،وليس
ذلك بجيد؛ لضعف إسناده بانفراد أبي ربيعة به ،ونكارة متنه؛
ولن هذا الحديث لو كان صحيحا ً لم يخف على الحفاظ من
أصحاب بريدة.
وعلى فرض صحته فإنه ل مفهوم له؛ لن الله جل وعل يحب
جميع صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم
ن ومؤمنة من سائر الثقلين ،كما ٍ وأرضاهم ،ويحب كل مؤم
بح ّ ه يُ ِوالل ّ ُ ن{ َ } ، قي َ مت ّ ِ ب ال ْ ُ ح ّ ه يُ ِن الل ّ َ قال عز وجل} :إ ِ ّ
1
214
ت{..مَنا ِؤ ِم ْوال ْ ُ
ن َ مِني َ م ْ
ؤ ِ وال ْ ُ
ت َ ما ِ سل ِ َم ْوال ْ ُن َمي َسل ِ ِ
م ْال ْ ُ
ه ك َِثيًرا ن الل ّ َري َ ذاك ِ ِ وال ّ
إلى أن قال عز وجلَ } :
َ ت أَ َ
ما{ ،ظي ً
ع ِ جًرا َ وأ ْ فَرةً َ غ ِ م ْهم ّ ه لَ ُعدّ الل ّ ُ وال ّ
ذاك َِرا ِ
1
َ
واليات في هذا المعنى كثيرة.
تنبيه آخر:
نقل الحافظ الذهبي كلم أبي حاتم المذكور في شأن أبي
ربيعة في الميزان في ترجمة عمر بن ربيعة ص 257الجلد
رقم .2
215
قلت :وفي السند المذكور علة أخرى .وهي النقطاع بين
العوام ،وبين عبد الله بن أبي أوفى؛ لن العوام لم يسمع
منه ،ول من غيره من الصحابة رضي الله عنهم ،كما يعلم
ذلك من تهذيب التهذيب وغيره.
وبذلك يكون الحديث المذكور ضعيفًا؛ لعلتين وهما :النقطاع
وضعف الحجاج ...وقد ذكره كثير من الفقهاء في أول باب
صفة الصلة ،محتجين به على استحباب قيام المأموم عند
قول المؤذن :قد قامت الصلة .ولم يعزه كثير منهم إلى
أحد ،ول حجة فيه لضعفه.
وبذلك يعلم أنه ل تحديد في وقت قيام المأموم للصلة إذا
أخذ المؤذن في القامة فهو مخير في القيام في أول
القامة ،أو في أثنائها أو آخرها .وهو قول أكثر أهل العلم،
وأما التكبير فلم يكن صلى الله عليه وسلم يكبر تكبيرة
الحرام إل بعد الفراغ من القامة ،وبعد أن يأمر الناس
بتسوية الصفوف ،وسد الخلل ،كما استفاضت بذلك
الحاديث الصحيحة عنه عليه الصلة والسلم ،وذلك يدل
على بطلن هذا الحديث ،وعدم صحته .والله ولي التوفيق.
216
-94حديث)) :إذا كثرت ذنوبك فاسق
الماء((...
217
أبي مريم الغساني ،عن خالد بن محمد الثقفي عن بلل بن
أبي الدرداء ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)) :حبك
الشيء يعمي ويصم(( رواه أبو داود عن حيوة بن شريح،
عن بقية عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم به .انتهى
قلت :هذا الحديث المذكور ضعيف؛ لن في إسناده أبا بكر
بن عبد الله بن أبي مريم ،وهو ضعيف ل يحتج به .ولكن
معناه صحيح نسأل الله العافية.
هسول ُ ُ
وَر ُ
ه َم الل ّ ُول ِي ّك ُ ُ
ما َ
-9حديث :إن قوله تعالى} :إ ِن ّ َ
ة
كا َن الّز َ
ؤُتو َوي ُ ْ
صلةَ َ ن ال ّ مو َ قي ُ
ن يُ ِ مُنوا ال ّ ِ
ذي َ نآ َ ذي َوال ّ ِ
َ
ن{ ،نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله 1
عو َم َراك ِ ُ
ه ْ و ُ َ
عنه تصدق بخاتمه وهو راكع ليس بصحيح ،ذكره الحافظ ابن
كثير في التفسير ،وحكم عليه بالضعف؛ لضعف رجال
أسانيده ،وجهالة بعضهم ..وذكر أنه لم يقل أحد من أهل
العلم فيما يعلم بفضل الصدقة حال
218
الركوع .أ هم .المقصود.
وذكر شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في المنهاج المجلد
الول ص 165الطبعة التي حققها الدكتور محمد رشاد
سالم :أن الحديث المذكور موضوع ..وبهذا يعلم أن قوله
ن{ ،معناها وهم خاضعون ،ذليلون لله عو َ
م َراك ِ ُ
ه ْ
و ُ
تعالىَ } :
تعالى؛ لن الركوع والسجود يمثلن غاية الذل لله
والستكانة ،فالمؤمن يتصدق وهو خاضع لله ،ل متكبر ول
مدل بعمله ول مراء ول مسمع ..والله ولي التوفيق.
219
العاشر من تحفة الحوذي شرح جامع الترمذي ،الطبعة
المصرية.
220
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :من
روى عني حديثا ً وهو يرى أنه كذب فهو أحد
الكاذبين(( 1خرجه مسلم في صحيحه.
وفيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلة عقوبة
تكان َ ْصل َةَ َ ن ال ّ تاركها ما يكفي ويشفي ،قال تعالى} :إ ِ ّ
قوًتا{ ،2وقال تعالى عن أهل و ُ م ْن ك َِتاًبا ّ مِني َ ؤ ِم ْ عَلى ال ْ ُ َ
ن
م َ ك ِ م نَ ُ قاُلوا ل َ ْ قَر{ * َ س َ في َ م ِسل َك َك ُ ْ
ما َ النارَ } :
ن{ 3اليات. صّلي َ م َ ال ْ ُ
فذكر سبحانه من صفاتهم التي دخلوا بسببها النار ترك
ن
ع ْ
م َ ه ْن ُ ذي َ ن * ال ّ ِ صّلي َ م َ ل ل ِل ْ ُ
وي ْ ٌ ف َ الصلة ،قال سبحانهَ } :
نعو َ من َ ُوي َ ْن* َ ءو َ م ي َُرا ُ ه ْ ن ُ ذي َ ن * ال ّ ِهو َ سا ُ م َ ه ِْ صلت ِ َ
ن{ . عو َ ما ُ ال ْ َ
4
221
وقال صلى الله عليه وسلم)) :العهد الذي بيننا وبينهم
الصلة ،فمن تركها فقد كفر(( ،1واليات والحاديث
الصحيحة في هذا كثيرة معلومة..
1أخرجه الترمذي في كتاب اليمان ،باب ما جاء في ترك الصلة برقم ،2621
والنسائي في كتاب الصلة ،باب الحكم في تارك الصلة برقم ،463وابن
ماجه في كتاب إقامة الصلة والسنة فيه ،باب ما جاء فيمن ترك الصلة برقم
.1079
222
-100حديث)) :يا علي ليلة أسري بي إلى
السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب
شديد((
223
وبدنها بدن الحمار ،وعليها ألف ألف لون من العذاب ،ورأيت
امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من
فيها ،والملئكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار .فقالت
فاطمة رضي الله عنها :حبيبي وقرة عيني ،أخبرني ما كان
عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال
صلى الله عليه وسلم :يا ابنتي :أما المعلقة بشعرها فإنها
كانت ل تغطي شعرها من الرجال ،وأما المعلقة بلسانها
فإنها كانت تؤذي زوجها ،وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت
تمتنع من فراش زوجها ،وأما المعلقة برجليها فإنها كانت
تخرج من بيتها بغير إذن زوجها ،وأما التي كانت تأكل
جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس ،وأما التي شدت يداها
إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة
الوضوء ،قذرة الثياب ،وكانت ل تغتسل من الجنابة والحيض،
ول تتنظف ،وكانت تستهين بالصلة .وأما العمياء الصماء
الخرساء ،فإنها كانت تلد من الزنا ،فتعلقه في عنق زوجها،
وأما التي كانت يقرض لحمها بالمقارض ،فإنها كانت تعرض
نفسها على الرجال ،وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها،
وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قواده ،وأما التي كان رأسها
رأس خنزير ،وبدنها بدن الحمار ،فإنها كانت نمامة
224
كذابة ،وأما التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في
واحة
دبرها ،وتخرج من فيها .فإنها كانت قينة -مغنية -ن ّ
حاسرة .ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :ويل لمرأة
أغضبت زوجها ،وطوبى لمرأة رضي عنها زوجها(( .انتهى..
هذا خبر مكذوب ،ومتنه منكر ،وبعد البحث التام لم نجد إل
أن بعض الناس عزاه إلى كتاب :بحار النوار ..وبمراجعة
إيضاح المكنون ،ذيل كتاب كشف الظنون وجدنا في حرف
الباء ،أن الكتاب المذكور من مؤلفات بعض الشيعة ،وهو
محمد بن باقر بن محمد تقي الشهير بالمجلسي الشيعي
المتوفى عام 1111هم.
ي
كذا في الكتاب المذكور ،وقد ذكر في البطاقة الموجهة إل ّ
المتضمنة السؤال عن هذا الحديث ،أن صاحب البحار ذكره
في الجزء 18ص ،351وقد حدثني من ل أتهم عن بعض
من له عناية بكتب الشيعة ،أن هذا الكتاب أعني :بحار
النوار ،مملوء من الحاديث المكذوبة الموضوعة ،والله ولي
التوفيق .أ.هم.
225
-101حديث)) :يا أسماء إن المرأة إذا بلغت
المحيض لم يصلح أن يرى منها إل هذا((....
226
على ما كانت عليه الحال ،قبل نزول آية الحجاب ،وهناك
علة خامسة وهي نكارة متنه فإنه ل يظن بأسماء رضي الله
عنها مع تقواها وإيمانها أن تدخل على النبي صلى الله عليه
وسلم في ثياب رقاق ول تستر عورتها ،والله ولي التوفيق.
227
كما في تهذيب التهذيب.
والصواب أنه ضعيف شاذ مخالف للحاديث الصحيحة الدالة
على عدم وجوب الحجاب عن العمى كحديث فاطمة بنت
قيس المخرج في صحيح مسلم ،وحديث إنما جعل
الستئذان من أجل النظر المخرج في الصحيحين ،والله
أعلم.
ي بابها((
-103حديث)) :أنا مدينة العلم وعل ّ
-16حديث)) :أنا مدينة العلم وعلي بابها(( قال العجلوني
في كشف الخفاء ،وهذا حديث مضطرب غير ثابت ،كما قال
الدار قطني في العلل ،وقال الترمذي :منكر ،وقال البخاري:
ليس له وجه صحيح .ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى بن
معين أنه قال :إنه كذب ل أصل له.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ،ووافقه الذهبي وغيره،
وقال أبو زرعة كم خلق افتضحوا فيه ،وقال أبو حاتم ويحيى
بن سعيد :ل أصل له ،وقال ابن دقيق العيد :لم يثبتوه.
وروى الديلمي بل إسناد عن ابن مسعود ورفعه)) :أنا مدينة
العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي
بابها((.
228
روي أيضا ً عن أنس مرفوعًا)) :أنا مدينة العلم وعلي بابها
ومعاوية حلقتها(( .قال في المقاصد :وبالجملة فكلها ضعيفة
وألفاظ أكثرها ركيكة .وقال النجم :كلها ضعيفة واهية .قلت:
بل هي موضوعة بل شك ،والله ولي التوفيق.
229
أول ركعة وأنت قائم قلت :سبحان الله والحمد لله ول إله
إل الله والله أكبر خمس عشرة مرة ،ثم تركع فتقولها وأنت
راكع عشرًا ،ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرًا ،ثم
تهوي ساجدا ً فتقولها وأنت ساجد عشرًا .ثم ترفع رأسك
فتقولها عشرًا ،فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ،تفعل
ذلك في أربع ركعات ،إن استطعت أن تصليها في كل يوم
مرة فافعل ،فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ،فإن لم
تفعل ففي كل شهر مرة .فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة.
فإن لم تفعل ففي عمرك مرة(( أ.هم.
هذا الحديث ذكر ابن الجوزي رحمه الله أنه موضوع على
النبي صلى الله عليه وسلم ،انتهى.
وضعفه الترمذي والعقيلي.
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص ما نصه :والحق أن
طرقه كلها ضعيفة ،وإن كان حديث ابن عباس يقرب من
شرط الحسن ،إل أنه شاذ لشدة الفردية فيه ،وعدم المتابع
والشاهد من وجه معتبر ،ومخالفة هيئتها لهيئة باقي
الصلوات ،وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقا ً صالحا ً فل
يحتمل فيه هذا التفرد ،وقد ضعفها ابن تيمية والمّزي،
وتوقف الذهبي.
حكاه ابن عبد الهادي عنهم في أحكامه ،وقد اختلف كلم
230
الشيخ محيي الدين النووي ،فوهاها في شرح المهذب فقال:
حديثها ضعيف .وفي استحبابها عندي نظر؛ لن فيها تغييرا ً
لهيئة الصلة المعروفة ،فينبغي أن ل تفعل ،وليس حديثها
بثابت ،انتهى.
231
-106حديث)) :إذا مشت أمتي المطيطاء((
232
وذكر شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ج 3ص
290ما نصه بعد كلم سبق :كما أن طائفة أخرى زعموا أن
من سب الصحابة ل يقبل الله توبته وإن تاب ...ورووا عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :سب أصحابي ذنب ل
يغفر((.
وهذا الحديث كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لم يروه أحد ٌ من أهل العلم ،ول هو في شيء من كتب
المسلمين المعتمدة ،وهو مخالف للقرآن الكريم؛ لن الله
فُر
غ ِوي َ ْه َك بِ ِ شَر َ فُر َأن ي ُ ْ غ ِه ل َ يَ ْ ن الل ّ َ جل وعل قال} :إ ِ ّ
شاء{ ،هذا في حق من لم يتب. 1
من ي َ َ ك لِ َ ن ذَل ِ َدو َ ما ُ َ
فوا سَر ُ َ ّ ق ْ وقال في حق التائبينُ } :
نأ ْ ذي َ ي ال ِ عَباِد َل َيا ِ
عَلى َ
ن الل ّ َ
ه ه إِ ّ ة الل ّ ِ م ِح َ
من ّر ْ طوا ِ قن َ ُ م َل ت َ ْ ه ِْ س
ِ ُ
ف أن َ
م{.2 حي ُفوُر الّر ِ و ال ْ َ
غ ُ ه َ ه ُ عا إ ِن ّ ُمي ً ج ِب َ فُر الذُّنو َ غ ِ
يَ ْ
فثبت بالكتاب من الله سبحانه ،وبالسنة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن كل من تاب تاب الله عليه.
ومعلوم أن من سب الرسول من الكفار المحاربين ،وقال:
233
هو ساحر أو شاعر أو مجنون أو معلم أو مفتر ،وتاب تاب
الله عليه ،وقد كان طائفة يسبون النبي صلى الله عليه
وسلم من أهل الحرب ثم أسلموا ،وحسن إسلمهم ،وقبل
النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
منهم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي
صلى الله عليه وسلم ،وعبد الله بن أبي سرح ،انتهى.
ويؤيد ما ذكره شيخ السلم رحمه الله أن الشرك هو أعظم
الذنوب ،ومن تاب منه تاب الله عليه بنص اليات
المحكمات ،والحاديث الصحيحة وإجماع أهل العلم.
وسب الصحابة رضي الله عنهم دون ذلك ،فمن تاب منه
ة نصوحا ً تاب الله عليه من باب أولى ،والله وليتوب ً
التوفيق.
234
-109حديث)) :إن الله تعالى ل يقبل صلة
رجل مسبل إزاره((
235
والعلة الثانية :أنه من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي
جعفر المذكور بالعنعنة ،ويحيى مدّلس ،والمدلس إذا لم
يصرح بالسماع لم يحتج به ،إل ما كان في الصحيحين.
ولو صح فمعناه التغليظ والتشديد؛ ليحذر العود إلى
السبال ..أما صلته فصحيحة؛ لن الرسول صلى الله عليه
وسلم لم يأمره بإعادتها ،وإنما أمره بإعادة الوضوء ،ونفي
القبول في الصلة ل يلزم منه بطلن الصلة في جميع
موارده؛ لنه صلى الله عليه وسلم قال)) :من أتى عرافا ً
1
فسأله عن شيء لم تقبل له صلة أربعين ليلة((
رواه مسلم في صحيحه.
وقد حكى النووي الجماع أنه ل يؤمر بالعادة ،وإنما فاته
الثواب للزجر والتحذير ،وله نظائر في أحاديث أخرى .ويدل
على أن نفي القبول في حديث المسبل ،ل يلزم منه بطلن
الصلة؛ لن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره
بالعادة .وهكذا في حديث ابن مسعود لم يأمره بالعادة،
فدل ذلك على أن مراده صلى الله عليه وسلم بأمره بإعادة
1أخرجه مسلم في كتاب السلم ،باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان برقم
.2230
236
الوضوء هو الزجر والتحذير ..ولعل وضوءه يخفف عنه الثم.
وهذا كله على تقدير صحة الحديث المذكور ،وقد يستدل
بنفي القبول على عدم الصحة؛ لعدم وجود ما يقتضي خلف
ذلك ،مثل قوله صلى الله عليه وسلم)) :ل يقبل الله
صلة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ(( 1متفق عليه.
وحديث ابن مسعود المشار إليه آنفا ً خرجه أبو داود برقم )
(637ج 1ص 172بإسناد صحيح ،عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول)) :من أسبل إزاره في صلته خيلء فليس من
الله في حل ول حرام((.
ثم ذكر أبو داود رحمه الله أنه رواه جماعية موقوفا ً على
ابن مسعود ،انتهى.
وهذا الموقوف له حكم الرفع؛ لنه ل يقال من جهة الرأي،
كما يعلم ذلك من كلم أهل العلم في أصول الفقه.
ومصطلح الحديث ،وبالله التوفيق..
1أخرجه البخاري في كتاب الوضوء ،باب ل يقبل صلة بغير طهور برقم
،6954ومسلم في كتاب الطهارة للصلة برقم .225
237
-110حديث)) :إن أكثر شهداء أمتي أصحاب
الفرش((....
238
شوا ولو بكف من -111حديث)) :تع ّ
حشف((...
239
أما شيخ المام الترمذي ،وهو يحيى بن موسى فثقةٍ
معروف ،روى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي كما
في التقريب .وقال العجلوني في كشف الخفاء ،بعد ما عزاه
للترمذي ،وذكر أن فيه ضعيفا ً ومجهول ً ما نصه .ورواه أبو
نعيم عن أنس بلفظ)) :ل تدعوا عشاء الليل ،ولو بكف من
حشف فإن تركه مهرمة(( ورواه ابن ماجه عن جابر مرفوعا ً
ف من تمر ،فإن تركه بلفظ)) :ل تدعوا العشاء ولو بك ٍ
مهرمة(( ورواه في الللئ معزوا ً لبن ماجه عن جابر بلفظ:
))ل تتركوا العشاء ولو على كف تمر ،فإن تركه يهرم((.
قال :وفي سنده إبراهيم بن عبد السلم ضعيف يسرق
صنعاني.
الحديث ،وقال في المقاصد :وحكم عليه ال ّ
240
محمد العجلوني رحمه الله في كتابه )كشف الخفاء ومزيل
اللباس عما اشتهر من الحاديث على ألسنة الناس( في
حرف الهمزة مع الطاء ،وعزاه إلى البيهقي والخطيب
البغدادي وابن عبد البر والديلمي وغيرهم ،عن أنس رضي
الله عنه ،وجزم بضعفه ،ونقل عن الحافظ ابن حبان صاحب
الصحيح أنه باطل ،كما نقل عن ابن الجوزي أنه ذكره في
الموضوعات ،ونقل عن المزي أن له طرقا ً كثيرة ،ربما يصل
بمجموعها إلى الحسن ،وعن الذهبي أنه روي من عدة طرق
واهية ،وبعضها صالح ،وبهذا يتضح لطالب العلم حكم هذا
الحديث ،وأنه من الحاديث الضعيفة عند جمهور أهل العلم،
وقد حكم عليه ابن حبان بأنه باطل ،وابن الجوزي بأنه
موضوع.
أما قول الحافظ المزي رحمه الله :إنه له طرقا ً ربما يصل
بمجموعها إلى الحسن ،فليس بجيد في هذا المقام؛ لن
كثرة الطرق المشتملة على الكذابين والمتهمين بالوضع
وأشباههم ،ل ترفع الحديث إلى الحسن.
وأما قول الحافظ الذهبي رحمه الله :إن بعض طرقه صالح،
فيحتاج إلى بيان ذلك الطريق الصالح حتى ينظر رجاله،
والجرح في هذا المقام مقدم على التعديل ،والتضعيف
241
مقدم على التصحيح ،حتى يتضح من السانيد وجه التصحيح،
وذلك بأن يكون الرواة كلهم عدول ً ضابطين ،مع اتصال
السند وعدم الشذوذ ،والعلة القادحة ،كما نبه عليه أهل
العلم في كتب المصطلح والصول ،ولو صح لم يكن فيه
حجة على فضل الصين وأهلها؛ لن المقصود من هذا اللفظ:
))اطلبوا العلم ولو بالصين(( لو صح :الحث على طلب العلم
ولو كان بعد المكان غاية البعد؛ لن طلب العلم من أهم
المهمات لما يترتب عليه من صلح أمر الدنيا والخرة ،في
حق من عمل به ،وليس المقصود ذات الصين.
ولكن لما كانت الصين بعيدة بالنسبة إلى أرض العرب ،مّثل
بها النبي صلى الله عليه وسلم لو صح الخبر .وهذا بّين
واضح لمن تأمل المقام ،والله ولي التوفيق.
242
محمد بن عمر بن علي ،عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)) :إذا
ل بها البلءفعلت أمتي خمس عشرة خصلة ،ح ّ
فقيل وما هن يا رسول الله؟ قال :إذا كان المغنم
ل ،والمانة مغنمًا ،والزكاة مغرمًا ،وأطاع الرجل دو ً
زوجته ،وعق أمه ،وبر صديقه ،وجفا أباه وارتفعت
الصوات في المساجد ،وكان زعيم القوم أرذلهم،
وأكر الرجل مخافة شره ،وشربت الخمور ،ولبس
الحرير ،واتخذت القينات والمعازف ،ولعن آخر هذه
المة أولها ،فليرتقبوا عند ذلك ريحا ً حمراء أو
خسفا ً ومسخا ً(( ،1قال أبو عيسى :هذا حديث غريب ل
نعرفه من حديث علي بن أبي طالب ،إل من هذا الوجه ول
نعلم أحدا ً رواه عن يحيى بن سعيد النصاري غير الفرج بن
فضالة ،والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث
وضعفه من قبل حفظه ،وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من
الئمة ...أ هم.
وهو بهذا السند ضعيف لعلتين :إحداهما :ضعف فرج
المذكور كما ذكر المؤلف ،وقد جزم الحافظ في التقريب
بضعفه ونقل في تهذيب التهذيب ضعفه
243
عن جماعة من الئمة ،ونقل عن البرقاني أنه سأل الدار
قطني رحمه الله عن حديثه هذا ،فقال :باطل.
والعلة الثانية :انقطاعه؛ لن محمدا ً بن عمر عن علي رحمه
الله لم يسمع من جده علي رضي الله عنه ،ولم يدرك زمانه
كما يعلم ذلك من تهذيب التهذيب والتقريب ،والله ولي
التوفيق.
244
وساد القبيلة فاسقهم ،وكان زعيما لقوم أرذلهم،
وُأكرم الرجل مخافة شره ،وظهرت القينات
والمعازف ،وشربت الخمور ،ولعن آخر هذه المة
أولها .فليترقبوا عند ذلك ريحا ً حمراء وزلزلة
لوخسفا ً ومسخا ً وقذفا ً وآيات تتابع كنظام با ٍ
قطع سلكه فتتابع(( ،قال أبو عيسى :وفي الباب
عن علي ،وهذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا
الوجه ،انتهى كلمه رحمه الله .ومراده بقوله:
وفي الباب عن علي هو الحديث السابق.
وهذا الحديث أعني حديث أبي هريرة ضعيف جدًا ،لن رميحا ً
الجذامي مجهول ،كما في التقريب وتهذيب التهذيب ،ويقال
له :الحّزامي بالميم المهملة ،والزاي ،ول يتوجه الحكم على
الحديث بالحسن لغيره؛ لكونه جاء من طريقين؛ لن ضعف
كل واحد منهما شديد فل يصلح الحكم على متنهما بالحسن؛
لما عرف في الصول وعلم مصطلح الحديث ولهذا لم
سن الترمذي واحدا ً منهما للعلة المذكورة والله ولي
يح ّ
التوفيق.
245
-115حديث)) :السخي قريب من الله قريب
من الجنة((..
246
-116حديث)) :من دخل السوق فقال :ل إله
إل الله وحده ل شريك له ،له لملك((...
1أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ،باب ما يقول إذا دخل السوق برقم
.3428
247
عن ابن معين :ليس بشيء ،ونقل عن أبي غالب الزدي عن
علي ابن المديني أنه ضعفه جدا ً بسبب حديثه هذا ،ونقل عن
الساجي أن فيه ضعفًا ،وعن ابن شاهين أنه ذكره في
الضعفاء ،ونقل عن المروذي عن أحمد أنه لّينه ،وذكره أنه
روى حديثا ً منكرا ً في الطلق ،أما ابن عدي فنقل عنه
الحافظ في تهذيب التهذيب ما نصه :أحاديثه صالحة ليست
بالمنكرة جدا ً وأرجو أن ل يكون به بأس .أ هم.
ضعفوه ،والقاعدة أن الجرح وبما ذكرنا يعلم أن غالب الئمة ّ
مقدم على التعديل ،وفي هذا السند على أخرى ،وهي أن
أزهر رواه عن محمد بن واسع ،وفي سماعه منه نظر ،كما
يعلم ذلك من تذهيب التهذيب ،أما السند الثاني ففيه عمرو
بن دينار البصري قهرمان آل الزبير ،وهو ضعيف جدا ً وهو
أضعف من أزهر المذكور ،وقد ذكر الحافظ في تهذيب
التهذيب ما يدل على إجماع أئمة الحديث على ضعفه ،وقد
جزم في التقريب بضعفه ،ورمز عله بعلمة الترمذي وابن
ماجه؛ وبذلك يعلم ضعف هذا الحديث من الطريقين جميعًا،
وي ضعفه غرابة متنه ونكارته؛ لن من قواعد أئمة ومما يق ّ
الحديث أن الثواب العظيم على العمل اليسير يدل على
ضعف الحديث ،ول شك أن ما ذكر في المتن غريب جدا ً من
حيث الكمية فيما يعطى من الحسنات
248
ويمحى من السيئات ويرفع من الدرجات ،ولكن هذا
التضعيف والنكارة في المتن ل يمنع من شرعية الذكر في
السواق؛ لنها محل غفلة فالذكر فيها له فضل عظيم ،وفيه
سوا بالذاكر فيذكروا الله .والله ولي
تنبيه للغافلين ليتأ ّ
التوفيق..
249
ذلك العام(( وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء
والمصافحة فيه ونحو ذلك ،فإن هذا الحديث ونحوه كذب
مختلق باتفاق من يعرف علم الحديث ،وإن كان قد ذكره
بعض أهل الحديث ،وقال :إنه صحيح وإسناده على شرط
الصحيح ،فهذا من الغلط الذي ل ريب فيه كما هو مبين في
غير هذا الموضع ،ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين
الغتسال يوم عاشوراء ول الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك
ول ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع
إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه ،ول فعل ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم ول أبو بكر ول عمر ول
عثمان ول علي رضي الله عنهم ،ول ذكر مثل هذا الحديث
في شيء من الدواوين التي صنفها علماء الحديث ل في
المسندات كمسند أحمد وإسحاق وأحمد بن منيع الحميدي
والدالني 1وأبي يعلى الموصلي وأمثالها ،ول في المصنفات
على البواب كالصحاح والسنن ،ول في الكتب المصنفة
الجامعة للمسند والثار مثل موطأ مالك ووكيع وعبد الرزاق
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأمثالها(
250
انتهى المقصود من كلمه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه )لطائف
المعارف( عند الكلم على صوم عاشوراء ما نصه :وكل ما
روي في فضل الكتحال في يوم عاشوراء والختضاب
والغتسال فيه فموضوع ل يصح ،وأما الصدقة فيه فقد روي
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال)) :من صام عاشوراء
فكأنما صام السنة ومن تصدق فيه كان كصدقة السنة((
أخرجه أبو موسى المديني.
وأما التوسعة فيه على العيال ،فقال حرب :سألت أحمد عن
سع على أهله يوم عاشوراء(( فلم الحديث الذي جاء ))من و ّ
يره شيئًا .وقال ابن منصور :قلت لحمد :هل سمعت في
سع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه الحديث ))من و ّ
سائر السنة(( ،فقال :نعم .رواه سفيان بن عيينة عن جعفر
الحمر ،عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ،وكان من أفضل
أهل زمانه أنه بلغه أنه ))من وسع على عياله يوم عاشوراء
أوسع الله عليه سائر سنته(( ،قال ابن عيينة جربناه منذ
خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إل خيرًا ،وقول حرب:
إن أحمد لم يره شيئا ً إنما أراد به الحديث الذي يروى
مرفوعا ً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ل
251
يصح إسناده.
وقد روي من وجوهٍ متعددة ل يصح منها شيء ،وممن روى
ذلك محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ،وقال العقيلي :هو
غير محفوظ ،وقد روي عن عمر من قوله وفي إسناده
مجهول ل يعرف ،وأما اتخاذه مأتما ً كما تفعله الرافضة لجل
قتل الحسين رضي الله عنه فيه ،فهو من عمل من ضل
سعيه في الحياة الدنيا ،وهو يحسب أنه يحسن صنعا ً ولم
يأمر الله ول رسوله باتخاذ أيام مصائب النبياء وموتهم مأتما ً
فكيف بمن دونهم ...أ هم .كلمه رحمه الله.
وبما ذكرنا من كلم شيخ السلم ابن تيمية والحافظ ابن
رجب رحمهما الله يعلم أن الحاديث الواردة في تخصيص
يوم عاشوراء بالكتحال أو الغتسال أو الختضاب موضوعة،
وهكذا أحاديث التوسعة على العيال كلها غير صحيحة ،وأما
ما نقله إبراهيم بن محمد المنتشر وهو من صغار التابعين
عن غيره ولم يسمه وهكذا عمل سفيان بن عينية المام
المشهور فل يجوز الحتجاج بذلك على شرعية التوسعة على
العيال؛ لن الحجة في الكتاب والسنة ل في عمل التابعين
ومن بعدهم؛ وبذلك يعتبر أمر التوسعة على العيال يوم
عاشوراء بدعة غير مشروعة؛ لقول
252
النبي صلى الله عليه وسلم)) :من عمل عمل ً ليس عليه
أمرنا فهو رد(( ،1خرجه مسلم في صحيحه وعلقه
البخاري جازما ً به؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم)) :من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد(( 2متفق
عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأما الصدقة فيه :ففيها حديث عبد الله بن عمرو المذكور
آنفا ً في كلم الحافظ ابن رجب وهو موقوف عليه رواه عنه
أبو موسى المديني ،ولم يتكلم الحافظ ابن رجب رحمه الله
على سنده والغالب على أبي موسى المديني الضعف وعدم
الصحة فل يشرع الخذ به إل بعد صحة سنده عن عبد الله
بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ،ومتى صح عنه وهو
في حكم الرفع؛ لن مثله ل يقال من جهة الرأي ،وأما اتخاذ
يوم عاشوراء مأتما ً فهو من البدع المنكرة التي أحدثها
الرافضة ،وخالفوا بها أهل السنة والجماعة ،وما درج عليه
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فل يجوز التشبه بهم
في ذلك والله المستعان.
1أخرجه مسلم في كتاب القضية ،باب نقض الحكام الباطلة ورد محدثات
المور برقم .1718
2أخرجه البخاري في كتاب الصلح ،باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح
مردود برقم ،2697ومسلم في القضية ،باب نقض الحكام الباطلة ورد
محدثات المور برقم .1817
253
ش العرب لم يدخل في
-118حديث)) :من غ ّ
شفاعتي((...
254
منكر الحديث .أ هم .ملخصًا.
وذكر الحافظ في تهذيب التذهيب تضعيفه عن جماعة من
أئمة الحديث ،وبعضهم رماه بالكذب ،وشذ العجلي فوثقه
وقال الحافظ في التقريب :متروك في الثامنة ،وبذلك يعلم
أن هذا الحديث بهذا السناد ضعيف جدا ً أو موضوع ،والله
ولي التوفيق.
255
ل قد سماه عن محمد بن حدثنا إسماعيل بن عياش عن رج ٍ
يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال :قال
صبحة تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم)) :ال ّ
الرزق((.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تحت السند الول :إسناده
ضعيف جدًا ،ابن أبي فروة هو إسحاق بن عبد الله بن أبي
فروة قال البخاري في التاريخ الكبير ) 1/1/396مديني
تركوه( ثم قال :نهى ابن حنبل عن حديثه ،وفي التهذيب عن
أحمد ل تحل عندي الرواية عنه ،ورماه بعضهم بالكذب،
واتهمه أهل المدينة في دينه ،وقال ابن معين :بنو أبي فروة
ثقات إل إسحاق.
صبحة بفتح الصاد ،وضمها نوم الغداة ،وفي إلى أن قال :وال ّ
اللسان :وفي الحديث أنه نهي عن الصبحة ،وهي النوم أول
النهار؛ لنه وقت الذكر ،ثم وقت طلب الكسب .وقال الشيخ
أحمد شاكر أيضًا :والحديث ذكره السيوطي في الجامع
الصغير رقم ) (5129ونسبه أيضا ً لبن عدي في الكامل،
والبيهقي في الشعب أيضا ً من حديث أنس ورمز له بالصحة
وهو خطأ؛ لن أسانيده تدور على ابن أبي فروة؛ وبذلك
تعقبه المناوي في الشرح الكبير ج 4ص ،232وقد
استدركه قاضي الملك المدراسي في ذيل القول المسدد )
(65/67وأطال القول فيه
256
وتكلف في بعض ما قال ،حتى لقد قال في ابن أبي فروة
تكلموا فيه لكن لم يتهم بالكذب ،وهذا غير جيد ،فإن إسحاق
اتهم بالكذب ،كما نقلناه آنفًا .ثم قال الشيخ أحمد تحت
السند الثاني ) (533إسناده ضعيف جدا ً وهو مكرر )(530
ل ،وقد زاده ضعفا ً إبهام الرجل وقد سبق الكلم عليه مفص ً
الذي روى عنه إسماعيل بن عياش وهو إسحاق بن أبي
فروة وهو علة الحديث ..أ هم.
المقصود من كلم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ،والمر كما
قال فالحديث المذكور ضعيف جدًا ،من الطريقتين جميعا ً
وقد جزم الحافظ في التقريب بأن إسحاق لمذكور متروك
الحديث ،وذلك يدل على اقتناعه رحمه الله بأنه متهم
بالكذب ،ويزيده ضعفا ً أنه من رواية إسماعيل بن عياش عن
إسحاق المذكور وهو مدني ،ورواية إسماعيل المذكور عن
غير الشاميين ضعيفة ل يحتج بها ،كما يعلم ذلك من التهذيب
والتقريب وغيرهما .والله ولي التوفيق.
257
-120حديث)) :من لزم الستغفار جعل الله
له من كل هم فرجًا((
-33روى عبد الله ابن المام أحمد أنه وجد بخط أبيه ،وأبو
داود وابن ماجه والنسائي في عمل اليوم والليلة ،عن الوليد
ابن مسلم قال :أخبرني الحكم بن مصعب المخزومي أنه
سمع محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن
جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال)) :من لزم الستغفار جعل الله له من كل هم
ق مخرجا ً ورزقه من حيث ل فرجا ومن كل ضي ٍ
ً
يحتسب((.
وأخرجه الحاكم من طريق الوليد المذكور عن الحكم بن
مصعب المذكور قال أبو حاتم الرازي :الحكم مجهول
وتناقض ابن حبان رحمه الله فذكره في الثقات والضعفاء،
وجزم الحافظ في المخزومي الدمشقي مجهول من
السابعة ورمز له بعلمة أبي داود والنسائي وابن ماجه أما
الحاكم فصححه ،واعترض عليه الذهبي بقوله :الحكم فيه
جهالة ،وذكره البخاري في التاريخ الكبير ،وذكر أنه روى عن
محمد بن علي ،وروى عنه الوليد بن مسلم ،وسكت فلم
يوثقه ولم يجرحه ،وجزم الشيخ العلمة أحمد شاكر في
258
حاشيته على المسند بأنه صحيح بناًء على سكوت البخاري
عنه ،وهو دليل عند الشيخ أحمد على ثقته عند البخاري،
وهذا فيه نظر إل يثبت بالنص أو الستقراء ما يدل على أن
البخاري أراد ذلك ،ومن تأمل حاشية العلمة أحمد شاكر
اتضح له منها تساهله في التصحيح لكثيرٍ من السانيد التي
فيها بعض الضعفاء كابن لهيعة وعلي بن زيد بن جدعان
وأمثالهما ،والله يغفر له ويشكر له سعيه ويتجاوز له عما زل
به قلمه أو أخطأ فيه اجتهاده إنه سميع قريب.
وعلى كل حال فالحديث المذكور يصلح ذكره في الترغيب
والترهيب؛ لكثرة شواهده الدالة على فضل الستغفار؛ ولن
أكثر أئمة الحديث قد سهلوا في رواية الضعيف في باب
الترغيب والترهيب لكن يروى بصيغة التمريض كيروى،
ويذكر ،ونحوهما ل بصيغة الجزم ،قال الحافظ العراقي في
ألفيته ،رحمه الله:
يشك فيه ل بإسمنادهمما وإن ترد نقل ً لواهٍ أو لمممما
بنقمل ما صح كقال فأت بتمريض كيروى واجزم
فاعلم
من غير تبيين لضعمف وسهلوا في غير موضوع رووا
ورأوا
عن ابن مهدي وغير بيانمه في الحكمم والعقائد
واحمد
تكميل :وقع في بعض روايات هذا الحديث)) :من لزم
الستغفار(( ،وفي بعضها ))من أكثر الستغفار(( والمعنى
المتقارب.
259
-121حديث)) :يا علي أسبغ الوضوء وإن شق
عليك ول تأكل الصدقة((...
260
-122حديث)) :إذا أكل أحدكم طعاما ً فليقل:
اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا ً منه((....
-35روى أبو داود قال :حدثنا مسدد قال أخبرنا حماد يعني
ابن زيد ،وحدثنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا حماد يعني
ابن سلمة عن علي بن زيد عن عمر بن حرملة عن ابن
عباس قال :كنت في بيت ميمونة ،فدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومعه خالد بن الوليد فجاءوا بضبين مشويين
على ثمامتين فَت َب َّزقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
خالد :إخالك تقذره يا رسول الله ،قال :أجل ،ثم ُأتي رسول
الله صلى الله عليه وسلم بلبن فشرب ،فقال رسول الله
ل:ق ْفْلي ُ
صلى الله عليه وسلم)) :إذا أكل أحدكم طعاما ً َ
سقي اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا ً منه ،وإذا ُ
لبنا ً فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس
شيء يجزي من الطعام والشراب إل اللبن(( قال أبو
داود هذا لفظ مسدد.
وهذا الحديث بهذا السناد ضعيف من أجل علي بن زيد ابن
جدعان؛ لنه ضعيف عند جمهور أهل العلم .قال الحافظ في
التقريب :ضعيف في الرابعة.
261
وقال في تهذيب التهذيب عن ابن سعد :فيه ضعف ول يحتج
به .وعن صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه :ليس بالقوي.
وعن حنبل عن أحمد :ضعيف الحديث.
وعن معاوية بن صالح عن يحيى :ضعيف .وعن عثمان
الدارمي عن يحيى :ليس ذلك بالقوي.
وعن ابن أبي خيثمة عن يحيى :ضعيف في كل شيء.
وفي رواية أخرى عنه :ليس بذاك ،وفي رواية الدوري :ليس
بحجة ،وقال مرة :ليس بشيء ،وعن الجوزجاني :واهي
الحديث ضعيف ،وفيه ميل عن القصد ل يحتج به.
وعن أبي زرعة :ليس بقوي .وعن أبي حازم ليس بقوي
يكتب حديث ول يحتج به ،وعن النسائي ضعيف ،وعن ابن
خزيمة :ل أحتج به لسوء حفظه ،وعن ابن عدي لم أر أحدا ً
من البصريين وغيرهم امتنع من الرواية عنه ،وكان يغلو في
التشيع ومع ضعفه يكتب حديثه.
وعن الحاكم أبي أحمد :ليس بالمتين عندهم.
ونقل عن آخرين غير هؤلء تضعيفه ،ونقل عن جماعة قليلة
توثيقه والصواب أنه ضعيف كما قال الكثر؛ لن الجرح
262
مقدم على التعديل عند أهل الحديث.
فإذا كان الجرح من الكثر تأكد ذلك وتعين ،ولم يلتفت إلى
التوثيق .ومن تأمل رواياته عرف ضعفه وسوء حفظه.
وفي سند الحديث علة أخرى وهي أنه من رواية علي
المذكور عن عمر بن حرملة ،وعمر هذا مجهول كما في
التقريب.
وقال الحافظ في تهذيب التهذيب قال أبو زرعة :ل أعرفه إل
في هذا الحديث ،يعني حديث الضب وهو الحديث المذكور
هنا .ونقل الحافظ عن ابن حبان توثيقه.
وجزم الحافظ رحمه الله في التقريب بأنه مجهول يدل على
عدم التفاته لتوثيق ابن حيان ،والله ولي التوفيق.
263
-123حديث)) :أن النبي صلى الله عليه
وسلم عق عن نفسه بعد النبوة((
264
يعق عن نفسه؛ لن السنة في حق غيره.
وقال عطاء والحسن :يعق عن نفسه؛ لنها مشروعة عنه
ولنه مرتهن بها ،فينبغي أن يشرع له فكاك نفسه ،ولنا أنها
مشروعة في حق الوالد فل يفعلها غيره ،كالجنبي كصدقة
الفطر ..أ.هم.
وقال المام ابن القيم رحمه الله في )ُتحفة المودود في
أحكام المولود( ما نصه :الفصل التاسع عشر :حكم من لم
يعق عنه أبواه هل يعق عن نفسه إذا بلغ ،قال الخلل :باب
ما يستحب لمن يعق عنه صغيرا ً أن يعق عن نفسه كبيرًا ،ثم
ذكر من مسائل إسماعيل بن سعد الشالنجي قال :سألت
أحمد عن الرجل يخبره والده أنه لم يعق عنه ،هل يعق عن
نفسه؟ قال :ذلك على الب.
ومن مسائل الميموني قال :قلت لبي عبد الله :إن لم يعق
عنه هل يعق عنه كبيرًا؟ فذكر شيئا ً يروى عن الكبير ضّعفه
ورأيته يستحسن إن لم يعق عنه صغيرا ً أن يعق عنه كبيرًا.
وقال :إن فعله إنسان لم أكرهه ،قال :وأخبرني عبد الملك
في موضع آخر أنه قال لبي عبد الله :فيعق عنه كبيرًا ،قال:
لم أسمع في الكبير شيئا ً قلت :أبوه معسر ثم أيسر فأراد
أل يدع ابنه حتى عق عنه ،قال :ل أدري ولم أسمع في
الكبير شيئًا ،ثم قال لي :ومن فعله فحسن
265
ومن الناس من يوجبه.
والقول الول أظهر وهو أنه يستحب أن يعق عن نفسه؛ لن
العقيقة سنة مؤكدة ،وقد تركها والده فشرع له أن يقوم بها
إذا استطاع؛ ذلك لعموم الحاديث ومنها :قوله صلى الله
ن بعقيقته تذبح عنه عليه وسلم)) :كل غلم مرته ٌ
يوم سابعه ويحلق ويسمى(( أخرجه المام أحمد،
1
1أخرجه أحمد في أول مسند البصريين ،ومن حديث سمرة بن جندب عن
النبي صلى الله عليه وسلم برقم ،19676والترمذي في كتاب الضاحي،
باب العقيقة بشاة برقم 1522وابن ماجه في كتاب الذبائح ،باب العقيقة
برقم .3165
2أخرجه أحمد في باقي مسند النصار ،باقي المسند السابق برقم 25603
والترمذي في كتاب الضاحي ،باب ما جاء في العقيقة برقم 1516وأبو داود
في كتاب الضحايا ،باب في العقيقة برقم 2834وابن ماجه في كتاب الذبائح،
باب في العقيقة برقم .3163
266
الوالد والم وغيرهما من أقارب المولود.
قال الحافظ في التقريب :بمهملت ،الجزري :القاضي
متروك الحديث من السابعة.
ويتلخص من ذلك أقوال ثلثة:
أحدها :أنه يستحب أن يعق عن نفسه لن العقيقة مؤكدة
وهو مرتهن بها.
الثاني :ل عقيقة علية ول يشرع له العق عن نفسه؛ لنها
سنة في حق أبيه فقط.
الثالث :ل حرج عليه أن يعق عن نفسه وليس ذلك
بمستحب؛ لن الحاديث إنما جاءت موجهة إلى الوالد ،ولكن
ل مانع من أن يعق عن نفسه؛ أخذا ً بالحيطة ،ولنها قربة
إلى الله سبحانه ،وإحسانه إلى المولود وفك لرهانه فكانت
مشروعة في حقه وحق أمه عنه وغيرهما من أقاربه ،والله
ولي التوفيق.
267
مر ميسرة المسجد كتب -124حديث)) :من ع ّ
له كفلن من الجر((....
1أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلة ،باب فضل ميمنة الصف برقم
.1007
268
-125حديث)) :اللهم إني أسألك بمعاقد العز
من عرشك((
269
ثم قال :ورواه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات من
طريق أبي عبد الله الحاكم حدثنا محمد بن القاسم بن عبد
الرحمن العتكي ،حدثنا محمد بن أشرس ،حدثنا عامر بن
خداش به سندا ً ومتنا ً وقال ابن الجوزي :هذا الحديث
موضوع بل شك وإسناده مخبط كما ترى وفي إسناده عمر
بن هارون ،قال ابن معين فيه :كذاب ،وقال ابن حبان :يروي
عن الثقات المعضلت ويدعي شيوخا ً لم يرهم ،وقد صح عن
النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن القراءة في السجود
انتهى ما ذكره الزيلعي ،وما نقله عن ابن الجوزي رحمة الله
عليهما جميعًا؛ وبذلك يعلم أن الحديث المذكور من الحاديث
الموضوعة ولفظ )المعاقد( لفظ مجمل ومحتمل فل يجوز
التوسل به ،وذكر شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ص 50
من القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة :أن أباح حنيفة
رحمه الله كره التوسل بمعاقد العز من العرش .انتهى.
وأما التوسل برحمة الله واسمه العظم وكلماته التامة فهو
توسل شرعي قد دل عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة
ه سَنى َ ماء ال ْ ُ َ ول ِل ّ ِ
عو ُ
فادْ ُ ح ْ س َ
ه ال ْ في قوله سبحانهَ } :
ها{.1
بِ َ
270
وقوله صلى الله عليه وسلم)) :من نزل منزل ً فقال
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره
شيء حتى يرتحل من منزله ذلك(( 1رواه مسلم في
صحيحه من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها.
وهكذا التوسل بتوحيد الله واليمان به وبالعمال الصالحات
كل ذلك قد جاءت به السنة الصحيحة كحديث أصحاب الغار
وهو مخرج في الصحيحين ،وكحديث عائشة رضي الله عنها
أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده
بقوله)) :اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك
وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك ل أحصي
ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك(( 2خرجه مسلم
في صحيحه.
ومن المنكرات في هذا الخبر الموضوع :المر بقراءة
الفاتحة وآية الكرسي في السجود ،وقد صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم من حديث علي وابن عباس رضي
الله عنهما النهي عن ذلك خرجه مسلم في صحيحه عنهما،
والله ولي التوفيق.
271
-126حديث)) :إذا تزوج أحدكم فكان ليلة
البناء فليصل ركعتين((....
272
حديث سلمان المذكور؛ لضعف الحجاج ،ولجهالة في رواية
عبد الرزاق؛ لن ابن جريح لم يذكر من حدثه ،أما توثيق ابن
حبان فل يعول عليه؛ لكونه معروفا ً بالتساهل في ذلك.
1أخرجه أبو داود في كتاب الصلة ،باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي
صّلى فيه المكتوبة برقم .1006
273
أصل ...أ.هم.
وأخرجه ابن أبي عاصم أيضًا ،كما نقله القسطلني في
مسالك الخفاء :قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنظور.
الحديث أخرجه جميع بسند ضعيف.
وإخراج ابن خزيمة له في صحيحه متعجب منه فإن إسناده
غريب ،بل قال العقيلي :ليس له أصل .أ.هم.
1أخرجه أبو داود في كتاب الصلة ،باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي
صّلى فيه المكتوبة برقم .1006
274
رضي الله عنه قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم...
الحديث.
وهذا الحديث ضعيف؛ لن في إسناده الحجاج بن عبيد
مجهول كما في التقريب ،وقال أبو حاتم :مجهول.
وفي إسناده أيضا ً إبراهيم بن إسماعيل وهو أيضا ً مجهول
الحال ،كما في التقريب ،وبهذا يتضح ضعف الحديث
المذكور.
275
-130حديث)) :عق رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الحسن والحسين وختنهما((....
276
وفيه علة رابعة وهي :أن الختان في السابع غير معروف في
شيء من الحاديث الصحيحة المروية في شأن الحسن
والحسين والعقيقة عنهما ول في غير ذلك فيما نعلم ،وإنما
المعروف في السنة الختان بعد الكبر على عادة العرب ،كما
قال ابن عباس لما سئل عن سنه حين مات النبي صلى الله
عليه وسلم قال) :توفي رسول الله وأنا مختون( ،وكانت
سنه إذ ذاك حول الحتلم.
277
خصائص الرجال.
ولهذا لم تذكر هذه الزيادة في الروايات الخرى التي ذكرها
المؤلف ول في الروايات التي ذكرها الحافظ في التخليص.
والله ولي التوفيق.
278
قصورا ً فقال :انزل فنزلت ،فقال صل فصليت ،ثم ركبنا،
فقال :أتدري أين صليت؟ قلت :الله أعلم ،قال :صليت
ببطن لحم حيث ولد عيسى المسيح ابن مريم ،ثم انطلق
بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ،فأتى قبلة المسجد
فربط فيه دابته ،ودخلنا المسجد من باب تميل فيه الشمس
والقمر ،فصليت من المسجد حيث شاء الله الحديث....
تفسير ابن كثير ج 3ص .14
279
وكتب في الذكر كل شيء(( .وأما الزيادة التي زادها
بعض الملحدين في هذا الحديث وهي ))وهو ألن على ما
عليه كان((.
فهي زيادة باطلة موضوعة ل أصل لها في شيء من
الروايات نبه على ذلك شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله
في مجموع الفتاوى ج 2ص .272قال رحمه الله :وهذه
الزيادة وهي قوله)) :وهو الن على ما عليه كان(( كذب
مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفق أهل
العلم على أنه موضوع مختلق ،وليس هو في شيء من
دواوين الحديث ل كبارها ول صغارها ،ول رواه أحد من أهل
العلم بإسناد صحيح ول ضعيف ول مجهول ،وإنما تكلم بهذه
الكلمة بعض متأخري متكلمة الجهمية ،وتلقاها منهم هؤلء
الذين وصلوا إلى آخر التجهم وهو التعطيل واللحاد ،إلى أن
قال رحمه الله :وهذه الزيادة اللحادية وهي قولهم)) :وهو
الن على ما عليه كان(( قصد بها المتكلمة المتجهمة نفي
الصفات التي وصف الله بها نفسه من استوائه على العرش
ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك .أ.هم .المقصود.
280
-134حديث)) :من قرأ قل هو الله أحد عشر
مرات بنا الله له بيتا ً في الجنة((...
281
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الله
أكثر وأطيب(( رواه الطبراني وأحمد وقال :عن سهل بن
معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يقل عن أبيه والظاهر أنها سقطت ،وفي إسناده
رشدين بن سعد وزّبان كلهما ضعيف وفيهما توثيق لين.
انتهى.
قلت :والحديث مداره على زّبان بن فائد وقد سبق أنه
ضعيف كما في التقريب ،وقال الحافظ في تهذيب التهذيب
في ترجمة زبان المذكور :قال أحمد أحاديثه مناكير ،وقال
ابن معين شيخ ضعيف وقال ابن حبان منكر الحديث جدا ً
يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة عنده مناكير ،وقال أبو
حاتم :شيخ صالح ،وقال :عنده مناكر ،انتهى ملخصًا.
وبذلك يعلم أن هذا الحديث ضعيف جدا ً لتضعيف الئمة
المذكورين لزبان ،وينبغي أن يعلم أن هذه السورة عظيمة
وفضلها كبير وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال)) :إنها تعدل ثلث القرآن(( وصح في فضلها أحاديث
كثيرة.
282
-135حديث)) :من حج أو اعتمر فليكن آخر
عهده بالبيت((
283
بالبيت إل أنه خفف عن المرأة الحائض(( ،1ومن تأمل
الحاديث الواردة في هذا الباب اتضح له أن العمرة ل يجب
لها وداع؛ لنها مشروعة في جميع العام ،ولنه صلى الله
عليه وسلم لم يأمر المتمتعين بالعمرة بالوداع ،إذا أرادوا
الخروج من مكة لم يأمر المتمتعين بالعمرة بالوداع ،إذا
أرادوا الخروج من مكة لما حلقوا صبيحة الرابعة من ذي
الحجة في حجة الوداع ،وقياس العمرة على الحج ليس
بوجيه؛ لعدم مساواة الفرع للصل.
أما الحديث المذكور فضعيف؛ لنه من طريق عبد الرحمن
بن البيلماني ،وهو ضعيف كما سبق عند التقريب.
وقال الحافظ في تهذيب التهذيب :قال أبو حاتم :لين،
وذكره ابن حبان في الثقات .وقال الدار قطني :ضعيف ل
تقوم به حجة .وقال الزدي منكر الحديث يروي عن ابن
عمر بواطيل .وقال صالح جزرة :حديثه منكر وبهذا يعلم أن
حديثه ل يعول عليه ،ول يحتج به؛ لتضعيف الئمة المذكورين
له.
أما توثيق ابن حبان له فل يعول عليه؛ كما عرف من تساهله
رحمه الله؛ ولن الجرح مقدم على التعديل إذا صدر مبينا ً
من إمام عارف بأسبابه ،وإذا كان الجارحون أكثر كما هنا
صار الضعف أشد ،والله ولي التوفيق.
284
-136حديث)) :من صّلى في مسجدي هذا
أربعين صلة ل تفوته صلة دخل الجنة((
ج :بسم الله والحمد لله ..هذا الحديث ضعيف وقد جاء فيه:
))من صّلى في مسجدي أربعين صلة ل تفوته تكبيرة الولى
كتب له براءة من النار وبراءة من العذاب وبراءة من
النفاق(( ،وهو حديث ليس بصحيح وإن صححه بعضهم فهو
حديث ضعيف ،لكن الصلة في مسجد النبي صلى الله عليه
وسلم فيها خير عظيم ،يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
))صلة في مسجدي هذا خير من ألف صلة فيما
سواه إل المسجد الحرام((.2
285
فالصلة في المسجد النبوي مضاعفة ،لكن هذا اللفظ الذي
فيه براءة من النار والعذاب والنفاق ليس بصحيح.
286
-138حديث)) :فضل الستغفار عند النوم((
قال الترمذي رضي الله عنه :حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا
أبو معاوية عن الوصافي عن عطية عن أبي سعيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال)) :من قال حين يأوي إلى
فراشه أستغفر الله الذي ل إله إل هو الحي
القيوم وأتوب إليه ثلث مرات غفر الله له ذنوبه
وإن كانت مثل زبد البحر ،وإن كانت عدد ورق
الشجر ،وإن كانت عدد رمل عالج ،وإن كانت عدد
أيام الدنيا((.
ثم قال الترمذي :هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل من
هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي .انتهى
من جامع الترمذي بشرح حديث رقم 3406ج .9
قلت :هذا الحديث ضعيف؛ لن في إسناده عبيد الله بن
الوليد الوصافي وهو ضعيف ،كما في التقريب؛ ولن في
إسناده أيضا ً عطية بن سعد العوفي وهو صدوق يخطئ كثيرا ً
وكان شيعيا ً مدلسًا ،كما في التقريب ثم متنه منكر ،ولو صح
لكان ذلك في حق من أتى بهذا الستغفار تائبا ً توبة نصوحًا؛
لن التوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب كلها .والله ولي
التوفيق.
287
-139حديث)) :ركعتان بسواك خير من
سبعين ركعة بدون سواك((
288
ضعيف ليس بصحيح وفي الحاديث الصحيحة ما يغني عنه
والحمد لله.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال)) :ل تصلوا خلف النائم ول المتحدث(( ضعيف
من جميع طرقه كما نبه على ذلك الخطابي وغيره ،ومما
يدل على ضعفه أيضا ً ما ثبت في الصحيحين عن عائشة
رضي الله عنها )أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي
من الليل وهي معترضة بين يديه( والله ولي التوفيق.
289
هكذا رواه الترمذي رحمه الله موقوفًا ،ورواه السماعيلي
بلفظ :ذكر لنا أن الدعاء يكون بين السماء والرض ل يصعد
منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم ،وهو
موقوف ذكر ذلك العلمة ابن القيم رحمه الله في كتابه:
)جلء الفهام( ص 135الطبعة المنبرية الصادرة عام
1357هم.
قلت :وفي السندين جميعا ً أو قرة السدي وهو من رجال
البادية مجهول كما في التقريب ،وهو الراوي له عن سعيد
بن المسيب عن عمر رضي الله عنه...؛ وبذلك يعتبر هذا
الثر ضعيفا ً من أجل جهالة أبي قرة ...والله أعلم.
290
فله أجران(( أفتونا ما هو الصواب في هذه
1
المسألة؟
ج :قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن
يمين كل صف أفضل من يساره ،ول يشرع أن يقال للناس:
اعدلوا الصف ،ول حرج أن يكون يمين الصف أكثر ،حرصا ً
على تحصيل الفضل .أما ما ذكره بعض الحاضرين من
مر مياسر الصفوف فله أجران(( فهو
2
حديث)) :من ع ّ
حديث ضعيف خرجه ابن ماجه بإسناد ضعيف.
291
ج)) :ل صلة لجار المسجد إل في المسجد(( هذا
اللفظ رواه المام أحمد والدار قطني والحاكم والطبراني
والديلمي كلهم بأسانيد ضعيفة ،عن النبي صلى الله عليه
وسلم ،قال الحافظ ابن حجر رحمه الله) :ليس له إسناد
ثابت وإن اشتهر بين الناس(.
فهو حديث ضعيف عند أهل العلم ،وعلى فرض صحته
فمعناه محمول على أنه ل صلة كاملة لجار المسجد إل في
المسجد؛ لن الحاديث الصحيحة قد دلت على صحة صلة
المنفرد ،لكن مع الثم إن لم يكن له عذر شرعي؛ لن
الصلة في المسجد مع جماعة المسلمين واجبة؛ لحاديث
أخرى غير الحديث المسؤول عنه ،مثل قوله صلى الله عليه
وسلم)) :من سمع النداء فلم يأته فل صلة له إل
من عذر(( 1خرجه ابن ماجه والدار قطني وابن حبان
والحاكم وإسناده على شرط مسلم ،ولقوله صلى الله عليه
وسلم للعمى الذي استأذنه أن يصلي في بيته واعتذر بأنه
ليس له قائد يقوده إلى المسجد)) :هل تسمع النداء
بالصلة(( قال :نعم .قال)) :فأجب(( 2خرجه مسلم في
صحيحه.
292
-144حديثك ))نتر الذكر عند البول((
1أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها ،باب الستبراء بعد البول برقم
.326
2أجاب عنه سماحته بتاريخ 2/7/1413هم.
3من ضمن مذكرة لسماحته جمع فيها فوائد في مختلف العلوم.
293
يس(( 1صححه الشيخ اللباني وجماعة ،وظنوا أن إسناده
جيد وأنه من رواية أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار،
وضعفه آخرون وقالوا :إن الراوي له ليس هو أبو عثمان
النهدي ولكنه شخص آخر مجهول ،فالحديث المعروف فيه
أنه ضعيف لجهالة أبي عثمان ،فل يستحب قراءتها على
الموتى ،والذي استحبها ظن أن الحديث صحيح فاستحبها،
لكن قراءة القرآن عند المريض أمر طيب ،ولعل الله ينفعه
بذلك ،أما تخصيص سورة يس فالصل أن الحديث ضعيف،
فتخصيصها ليس له وجه.
1أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز ،باب القراءة عند الموت برقم ،3121
وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ،باب ما جاء فيما يقال عند المريض
إذا حضر برقم .1448
2نشر في كتاب فتاوى إسلمية ،جمع محمد المسند ج 4ص .120
294
ج :هذا الحديث بهذه الزيادة ))إل بمكة(( ضعيف.
أما أصل الحديث فهو ثابت في الصحيحين وغيرهما عن
جماعة من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال)) :ل صلة بعد الصبح حتى تطلع
الشمس ول صلة بعد العصر حتى تغيب
الشمس(( ،1لكن هذا العموم يستثنى منه الصلة ذات
السبب في اصح قولي العلماء كصلة الكسوف وصلة
الطواف وتحية المسجد ،فإن هذه الصلوات يشرع فعلها ولو
في وقت النهي؛ لحاديث صحيحة وردت في ذلك تدل على
استثنائها من العموم والله ولي التوفيق.
1أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلة ،باب ل تتحرى الصلة قبل غروب
الشمس برقم ،588ومسلم في كتاب صلة المسافرين ،باب الوقات التي
نهي عن الصلة فيها برقم .826
295
ركعات ثم دعا الله فإنه يستجاب له سواء كان
مكروبا ً أو غير مكروب أخذا ً من قصة الصحابي
1
النصاري التاجر الذي هجم عليه النص؟
ج :ما وقفت على هذا الكلم الذي فيه أربع ركعات ،وأما
خبر اللص فخبر فيه ضعف.
ولكن دعاء الله والتضرع إليه من أسباب الجابة بنص
عّني َ
فإ ِّني عَباِدي َ
ك ِ سأ َل َ َ ذا َوإ ِ َ
القرآن ،قال تعالىَ } :
ن{ ،2وقال سبحانه: ع إِ َ ُ َ
عا ِذا دَ َ دا ِ3وةَ ال ّ ع َ
ب دَ ْ جي ُ
بأ ِري ٌ ِ ق
َ
م{ ،فنص القرآن وعد الله الدائم ب ل َك ُ ْ
ج ْ ست َ ِ
عوِني أ ْ }ادْ ُ
بالستجابة ،فعلى المؤمن أن يدعو الله ويجتهد في الدعاء،
وأن يقبل على الله بقلبه سواء كان بعد صلة أو في غير
صلة ،متى أقبل على الله واجتهد في الدعاء وتجنب أسباب
الحرمان من أكل الحرام والمعاصي فهو حريّ بالجابة ،لكن
قد يمنع النسان الجابة لسباب عديدة ،إما لنه أصّر على
ص ،أو لنه يستعمل الكسب الحرام ،أو لنه يدعو بقلب معا ٍ
غافل معرض أو لسباب أخرى ،فالدعاء له موانع كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم)) :ما من
296
عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ول قطيعة
رحم إل أعطاه الله بها إحدى ثلث :إما أن تجعل له
دعوته في الدنيا ،وإما أن تدخل له في الخرة،
وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا :يا
رسول الله إذا ً نكثر؟ قال :الله أكثر((.1
فالله سبحانه قد يعجلها وقد يؤخرها؛ لحكمة بالغة وقد
يعطيه خيرا ً منها أو أكثر منها ،قد يصرف عنه منا لشر ما هو
خير له من إعطائه دعوته ،قد يحرم الجابة في ذنوبه
وأعماله السيئة ،بإصراره على المعاصي بأكل الحرام،
بغفلته عن الله إلى غير ذلك ،السباب كثيرة ول حول ول
قوة إل بالله.
297
ما هي هذه السور إذا كان المر كذلك؛ لنني
أعاني من هذه المشكلة وهي تفلت القرآن مني
عندما أنتقل بالحفظ من سورة إلى أخرى
ً 1
وجهوني جزاكم الله خيرا؟
298
-149حديث)) :السبعة الذين ل يكلمهم
الله ....منهم ناكح يده((
س :أنا شاب أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما ً
تقريبا ً أفعل العادة السرية وأنا ليس عندي قدرة
على الزواج ،وكلما عزمت على التوبة عن هذه
الفعلة رجعت إليها مرة ثانية ونحن قد وقعنا
فريسة لهذه الفعلة الخبيثة ،من فضلكم أوضحوا
لنا هذا المر؟ وهل هي محرمة أم ماذا ،وهل
الحديث الذي يقول)) :سبعة ل يكلمهم الله يوم
القيامة ول يزكيهم ...إلخ(( الحديث ،ومنهم الناكح
ليده فهل هذا صحيح نرجو التوضيح جزاكم الله
خيرًا؟
ج :العادة السرية منكر ،ل تجوز ،وأن الواجب على المسلم
تركها والتوبة إلى الله منها؛ لنها خلف قوله جل وعل:
عَلىن * إ ِّل َ ظو َ ف ُ حا ِ م َ ه ْ
ِ جفُرو ِ م لِ ُ ه ْن ُ ذي َ وال ّ ِ} َ
َ َ
ن* مُلو ِ
مي َ غي ُْر َم َ ه ْفإ ِن ّ ُم َ ه ْمان ُ ُ ت أي ْ َ مل َك َ ْ
ما َ و َ مأ ْ ه ْ ِ ج
وا ِ أْز َ
ك َ ُ
ن{ ،1ولما دو َ عا ُم ال ْ َ ه ُ ك ُ ول َئ ِ َ
فأ ْ وَراء ذَل ِ َ غى َ ن اب ْت َ َ م ِ َ
ف َ
ذكر أهل العلم والطباء عنها من مضار كثيرة
299
يجب توقيها ،والله حرم على المؤمن ما يضره في دينه
ودنياه .أما الحديث الذي فيه السبعة الذين منهم ناكح يده
فهو ضعيف غير صحيح عند أهل العلم.
300
ابن يزيد أنه سمع أبا زرعة بن عمرو بن جرير يحدث أنه
سمع أبا هريرة يقول :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم)) :حد يعمل في الرض خير لهل الرض من
أن يمطروا ثلثين صباحا ً(( ،أخبرنا عمرو بن زرارة ،قال
أنبأنا إسماعيل ،قال حدثا يونس بن عبيد عن جرير بن يزيد
عن أبي زرعة قال :قال أبو هريرة رضي الله عنه)) :إقامة
حد بأرض خير لهلها من مطر أربعين ليلة(( ،أ.هم.
وروى المام أحمد في مسنده ) (2/362فقال :حدثنا عبد
الله حدثني أبي حدثنا زكريا بن عدي ابن المبارك عن
عيسى بن يزيد عن جرير بن يزيد عن أبي زرعة عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)) :حد ٌ يقام في
الرض خير للناس من أن يمطروا ثلثين أو أربعين صباحًا((.
ثم قال في ) :(2/402حدثنا عبد الله حدثني أبي ،ثنا عتاب،
ثنا عبد الله ،قال :أخبرنا عيسى بن يزيد ،قال :حدثني جرير
دث أنهبن يزيد ،أنه سمع أبا زرعة ابن عمرو بن جرير يح ّ
سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول :قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم)) :حدٌ يعمل في الرض خير لهل
الرض من أن يمطروا ثلثين صباحا ً((.
وقال ابن ماجه :(2/848) :حدثنا هشام بن عمار ،حدثنا
الوليد ابن مسلم ،ثنا سعيد بن سنان ،عن أبي الزاهرية عن
أبي شجرة كثير
301
ابن مرة ،عن ابن عمر رضي الله عنهما ،أن رسول الله
د من حدود الله صلى الله عليه وسلم قال)) :إقامة ح ٍ
خير من مطر أربعين ليلة في بلد الله عز وجل((،
قال في الزوائد :في إسناده :سعيد بن سنان ضعفه ابن
معين وغيره.
وقال الدار قطني يضع الحديث :حدثنا عمرو بن رافع ،ثنا
عبد الله بن المبارك أنبأنا عيسى بن يزيد -أظنه عن جرير
بن يزيد -عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
))حدٌ يعمل به في الرض خير لهل الرض من أن
يمطروا أربعين صباحا ً((.
وقال في مجمع الزوائد ) :(6/263عن ابن عباس رضي الله
معنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)) :يو ٌ
د
من إمام ٍ عادل خير من عبادة ستين سنة ،وح ٌ
يقام في الرض بحقه أزكى من مطر أربعين
صباحا ً(( رواه الطبراني في الوسط ،وقال :ل يروى عن
ابن عباس إل بهذا السناد ،وفيه زريق بن السخت ولم
أعرفه.
وفي إسناد أبي هريرة في جميع طرقه المذكورة جرير بن
يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي وهو ضعيف ،كما في
التقريب.
وفي إسناد حديث ابن عمر :سعيد بن سنان وهو ضعيف،
كما
302
قال الهيثمي ،وقال الحافظ في التقريب :متروك ،ورماه
الدار قطني وغيره بالوضع ..أ.هم.
303
-153إيراد الحديث الضعيف في المواعظ
والرقائق
ج :ل حرج في ذلك ،فقد ذكر العلماء أنه ل بأس بذكر
الحديث الضعيف في المواعظ والكتب ،على سبيل
الستشهاد والتذكير ،ل على سبيل العتماد ،لكن مع صيغة
التمريض ،فل يجزم النبي صلى الله عليه وسلم إل
بالحاديث الصحيحة.
وإذا كان الحديث ضعيفا ً يقول :يروى عن النبي صلى الله
ذكر عنعليه وسلم ،أو يذكر أو روي عن الرسول ،أو ُ
الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لنه قد يستفاد من الضعيف
في الترغيب والترهيب ،هكذا ذكر جمهور أهل العلم هذا
المعنى ،وذكر هذا الحافظ العراقي رحمه الله في كتابه
المعروف باللفية حيث قال:
من غير تبيين لضعف وسهلوا في غير موضوع رووا
ورأوا
عنا بن مهمدي وغير واحد بيانه في الحكمم والعقائد
يشك فيه ل بإسناد هممما وإن ترد نقل ً لواه أو لممما
بنقل ما صح كقال فأت بتمريض كيروى واجزم
فاعلمم
304
ومعنى سهلوا يعني تسامحوا في رواية الضعيف ،من غير
بيان ضعفه ،إذا كان فيه وعظ وترغيب وترهيب.
أما ما يوافق الحاديث الصحيحة في الحكام كالحلل
والحرام والواجب والسنة ،فهذا ل يحتج فيه إل بالصحيح.
ج :ما أعرف هذا الكتاب ولم أقف عليه ،فيما أعتقد،
والحافظ ابن حجر رحمه الله وغيره من أهل العلم ليس
معصوما ً عن الخطأ ،ولم يعصم أي واحد منهم .ولقد كتبت
على الفتح بعض الشيء من أوله إلى كتاب الحج ،ولحظت
عليه بعض الشيء من أوله إلى كتاب الحج ،ولحظت عليه
بعض الملحظات رحمه الله.
فالمقصود أنه ليس معصومًا ،ولم يعصم من هو أكبر منه،
فإذا ظهر الحق ،فالحق هو ضالة المؤمن ،فإذا قام الدليل
على مسألة من المسائل ،وجب الخذ بما قام عليه الدليل
من كتاب
305
الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وإن خالف إماما ً
كبيرًا ،أكبر من الحافظ ابن حجر ،بل وإن خالف بعض
ه
دو ُ فُر ّ ء َي ٍ
ش ْ في َ م ِ عت ُ ْ فِإن ت ََناَز ْالصحابة ،فالله يقولَ } :
ل{ ،1ولم يقل سبحانه ردوه إلى فلن سو ِ والّر ُ ه َ إ َِلى الل ّ ِ
م
كنت ُ ْ ل ِإن ُ سو ِ والّر ُه َ دوهُ إ َِلى الل ّ ِ فُر ّأو فلن ،بل قالَ } :
خير َ
ن
س ُ ح َ وأ ْك َ ْ ٌ َ ر ذَل ِ َ
خ ِ وم ِ ال ِوال ْي َ ْ ه َن ِبالل ّ ِ مُنو َ ؤ ِ تُ ْ
ء
ي ٍ من َ خت َل َ ْ وي ً ْ
ش ْ ه ِ في ِم ِفت ُ ْ ما ا ْ و َل{ ،وقال سبحانهَ } : ت َأ ِ
ه{.2 ه إ َِلى الل ّ ِ م ُحك ْ ُ ف ُ َ
لكن ل بد من التثبت واحترام أهل العلم ،والتأدب معهم،
فإذا وجد المرء قول ً ضعيفا ً عن أحد الئمة أو العلماء أو
المحدثين المعتبرين ،فإن ذلك ل ينقص من قدرهم ،وعليه
أن يحترم أهل العلم ،والتأدب معهم ،ويتكلم بالكلم الطيب،
ول يسبهم ول يحتقرهم ،ولكن يبّين الحق بالدليل مع دعائه
للعالم ،والترحم عليه ،وسؤال الله أن يعفو عنه.
هكذا يجب أن تكون أخلق أهل العلم مع أهل العلم ،يقدرون
أهل العلم لمكانتهم ،ويعرفون لهم قدرهم ومحلهم وفضلهم.
306
ولكن ل يمنعهم هذا من أن ينبهوا على الخطأ إذا وجدوا خطأ ً
ظاهرًا ،سواء كان من العلماء المتقدمين أو المتأخرين ،ولم
يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض إلى يومنا هذا ،وإلى
يوم القيامة ،يقول المام مالك رحمه الله) :ما منا إل راد ّ
ومردود عليه ،إل صاحب هذا القبر( ،يعني رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
وقال المام الشافعي رحمه الله) :أجمع الناس على أن من
استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لم يكن
له أن يدعها لقول أحد من الناس(.
وقال المام أحمد رحمه الله) :عجبت لقوم عرفوا السناد
وصحته -يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم -يذهبون
إلى رأي سفيان ،يعني الثوري( ،وسفيان رحمه الله :إمام
عظيم ،ومع هذا أنكر أحمد على من يترك الحديث ،ويذهب
إلى رأيه ،ثم قرأ المام أحمد رحمه الله قوله تعالى:
عن أ َمر َ
ة
فت ْن َ ٌ م ِه ْصيب َ ُ
ه أن ت ُ ِ
ن َ ْ ْ ِ ِفو َخال ِ ُن يُ َ
ذي َر ال ّ ِِ فل ْي َ ْ
حذ َ } َ
م{.1 َ ع َ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ م َ ه ْ
صيب َ ُ و يُ ِ أ ْ
وقال المام أبو حنيفة رحمه الله) :إذا جاء الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس ،وإذا
جاء عن الصحابة رضي الله عنهم ،فعلى العين والرأس ،وإذا
جاء عن
307
التابعين فنحن رجال وهم رجال( .وكلم أهل العلم في هذا
1
الباب كثير ،وبالله التوفيق.
308
الحقيقة تنقسم إلى قسمين:
ضعيف يعتبر به حسن عند الترمذي وجماعة .وضعيف ل
يعتبر به ول تقوم به الحجة لشدة ضعفه وذلك بأن يكون فيه
متهم بالكذب ،أو من هو فاحش الغلط ،أو لن فيه انقطاعا ً
أو إرسال ً ول متابع له ول شاهد أو ما أشبه ذلك.
والحسن في اصطلح أبي عيسى الترمذي رحمه الله هو :ما
خف الضبط في رواته وجاء من طريقين فأكثر وليس فيه
من هو متهم بالكذب وليس شاذا ً ول منقطعا ً ول معلول ً بعلة
قادحة ،فهذا يحتج به كالصحيح عند أهل العلم.
وكان الولون يقسمون الحديث إلى قسمين :صحيح وضعيف
ويدخل الحسن في الصحيح ،ثم رأى الترمذي وجماعة بعد
ذلك تقسيمه إلى القسام الثلثة :صحيح ،وضعيف ،وحسن،
فصار الحسن عندهم ما خف الضبط في رواته إذا استقامت
الحوال الخرى من عدالة واتصال وعدم شذوذ وعلة ،فهذا
يحتج به وهو خير من الراء والقياس ،كما قاله المام أحمد
رضي الله عنه.
والحديث الضعيف المتماسك يصلح للحتجاج وهو خير من
الراء البشرية؛ لنه متصل السند غير معلل ول شاذ إل أن
رواته أو بعضهم ليس بكامل الحفظ ،بل عندهم في الحفظ
نقص وليسوا بفاحشي الغلط لكن لهم أوهام وأخطاء.
309
-156حديث)) :من جلس بعد صلة الصبح
يذكر الله حتى تطلع الشمس((...
310
ج :هذا الحديث رواه ابن أبي الدنيا عن طريق أنس بن
مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ،وفي
إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث ،ورواه
أبو داود الطيالسي عن طريق عمر وفي إسناده مجهول،
هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور
عامة؛ للعبرة و التعاظ والدعاء للميت ،أما الحاديث الواردة
في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ،خاصة فكلها
ضعيفة ،بل قيل إنها موضوعة ،فمن رغب في زيارة القبور
أو في زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة
شرعية للعبرة والتعاظ والدعاء للموات ،والصلة على
النبي صلى الله عليه وسلم ،والترضي عن صاحبيه دون أن
يشد الرحال أو ينشئ سفرا ً لذلك فزيارته مشروعة ويرجى
له فيها الجر ،ومن شد لها الرحال أو أنشأ لها سفرا ً أو زار
يرجو البركة والنتفاع به أو جعل لزيارته مواعيد خاصة،
فزيارته مبتدعة لم يصح فيها نص ولم ُتعرف عن سلف هذه
المة ،بل وردت النصوص بالنهي لحديث)) :ل تشد
الرحال إل إلى ثلثة مساجد ،المسجد الحرام،
ومسجدي هذا ،والمسجد
311
القصى(( 1رواه البخاري ومسلم ،وحديث)) :ل تتخذوا
قبري عيدا ً ول بيوتكم قبورا ً وصلوا علي فإن
تسليمكم يبلغني أين كنتم(( 2رواه محمد بن عبد
الواحد المقدسي في )المختارة(.
312
كتاب الحاديث
الموضوعة
313
314
-158التحذير من الكذب على النبي صلى الله
عليه وسلم ،والتنبيه على بعض الحاديث
الموضوعة
1أخرجه البخاري في كتاب العلم ،باب إثم من كذب على النبي صلى الله
عليه وسلم برقم ،106ومسلم في المقدمة ،باب تغليظ الكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم برقم .1
2أخرجه البخاري في كتاب العلم ،باب إثم من كذب على النبي صلى الله
عليه وسلم برقم ،107ومسلم في المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم برقم .3
3أخرجه البخاري في كتاب الجنائز ،باب ما يكره من النياحة على الميت برقم
،1291ومسلم في المقدمة ،باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله
عليه وسلم برقم .4
315
مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال)) :من حدث عني بحديث وهو
يرى أنه كذب هو أحد الكاذبين(( ،1وقد ضبط قوله:
))يرى(( بالضم والفتح فعلى الضم يكون معناه :يظن ،وعلى
الفتح يكون معناه يعلم .كما نبه عليه النووي رحمه الله
تعالى في شرح مسلم.
وهذه الحاديث تدل على تحريم الكذب على النبي صلى الله
عليه وسلم ،وتحريم رواية ما يعلم أو يظن أنه كذب على
النبي صلى الله عليه وسلم إل مع التنبيه عليه .وقد جاء في
هذا المعنى أحاديث كثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه
وسلم وإن الكذب عليه من الكبائر العظيمة .وقد ذهب بعض
أهل العلم إلى كفر من تعمد الكذب على النبي صلى الله
عليه وسلم ،ولكن الكثر من أهل العلم على خلف ذلك إل
أن يستحله ،فإن استحله كفر بالجماع .وعلى كل تقدير
فالكذب عليه صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر؛ لعظم
ما يترتب عليه من المفاسد الكثيرة وما صاحبه عن الكفر
ببعيد ،أسأل الله العافية والسلمة.
أخرجه مسلم في المقدمة ،باب وجوب الرواية عن الثقات برقم .1 1
316
وقد صرح أهل العلم رحمهم الله تعالى بأنه ل تجوز رواية
الحديث الموضوع إل مقرونا ً ببيان حاله ،فإن كان ضعيفا ً
وليس بموضوع لم يجز الجزم بأن النبي صلى الله عليه
وسلم قاله ،ولكن يروى بصيغة التمريض كيروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم ،أو يذكر ونحو ذلك.
وإنما قال ذلك أهل العلم حذرا ً من الكذب على النبي صلى
الله عليه وسلم ورواية ما يخشى أنه كذب.
ي بعض طلبة العلم نبذة مشتملة وفي هذه اليام عرض عل ّ
على حديث مطول في السراء والمعراج في أربعين صحيفة
قد نسبها جامعها إلى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم ،ولما قرأتها وتدبرت ما فيها تحققت
أنها مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ،وعلى ابن
عباس ،وليس فيها من الحاديث الصحيحة المرفوعة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ،إل الشيء اليسير أراد واضعها
شبه بذلك على ضعفاء البصيرة أن يرّوج بذلك باطله وأن ي ّ
كالعامة والمنتسبين إلى العلم بدون تحقيق وعناية.
وأحاديث السراء والمعراج محفوظة بحمد الله تعالى ليس
فيها ما يدل على صحة ما افتراه هذا الواضع في هذه النبذة،
وكل من تدبرها
317
من أهل البصيرة والعلم بأسلوب كلم النبي صلى الله عليه
وسلم ،وأحاديثه الصحيحة الثابتة في قصة المعراج والسراء
يعلم قطعا ً أنها موضوعة ليس فيها كلم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المعروف إل الشيء اليسير.
والنبذة المذكورة قد طبعت على نفقة المكتبة العربية ببغداد
لصاحبها سلمان نعمان العظمي وإنني لسف كثيرا ً لصاحب
هذه المكتبة كيف استساغ طبع هذه النبذة وتغرير
المسلمين بها ولم ينبه على بطلن ما فيها؛ طاعة لله
سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،ونصحا ً للمسلمين،
وإنها لمصيبة عظيمة ونكبة كبيرة للمسلمين من هذا وأمثاله
ممن ينتسب إلى العلم ،ونشره بدون تمحص وعناية ،وتمييز
بين الغث والسمين والصحيح والسقيم ،وما يصلح نشره وما
دي لنشر العلم من أهل ل يصلح نشره .والواجب على المتص ّ
المكاتب وغيرهم التحري والتثبت والحذر من نشر ما يضر
المسلمين من حيث يظن أنه ينفعهم.
وقد عمت البلوى بنشر الكتب والصحف المشتملة على
الخرافات والحاديث الموضوعة والمقالت الضارة والصور
الفاتنة .فالواجب على أهل العلم التحذير من ذلك وإنكاره
والتنبيه
318
على ما يعثرون عليه من ذلك؛ ليكون المسلمون على
بصيرة ،وليسلموا من دسائس أهل الغراض السيئة
المشغوفين بنشر كل ما يشوه سمعة السلم ويصد عن
الحق ويقتل الفضيلة ويحيي الرذيلة ،كبتهم الله وأعاذ
المسلمين من شرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثم إني بعد الطلع على هذه النبذة ،رأيت الحافظ الذهبي
رحمه الله في كتابه) :الميزان( ص 230من المجلد الرابع
في ترجمة ميسرة بن عبد ربه الفارسي التّراس على أنه
الواضع لهذا الحديث :وهذا نص كلمه) :ميسرة بن عبد ربه
كال ،قال ابن أبي حاتم: الفارسي ثم البصري التّراس ال ّ
ميسرة بن عبد ربه هو التّراس روى عن ليث بن أبي سليم
وابن جريج وجماعة ،قال محمد بن عيسى الطباع :قلت
لميسرة بن عبد ربه :من أين جئت بهذه الحاديث؟ من قرأ
غب الناس ،قال ابن حبان: كذا كان له كذا ،قال :وضعته أ َُر ّ
كان ممن يروي الموضوعات عن الثبات ويضع الحديث ،وهو
صاحب حديث فضائل القرآن الطويل ،وقال أبو داود :أقر
بوضع الحديث .وقال الدار قطني :متروك .وقال أبو حاتم:
كان يفتعل الحديث ،روى
319
في فضل قزوين والثغور .وقال أبو زرعة :وضع في فضل
قزوين أربعين حديثا ً وكان يقول :إني أحتسب في ذلك.
وقال البخاري :ميسرة بن عد ربه يرمى بالكذب ،وقال داود
بن المحّبر :ثنا ميسرة بن عبد ربه عن موسى بن عبيدة عن
الزهري عن أنس مرفوعًا)) :من كانت له سجية من
عقل وغريزة يقين لم تضره ذنوبه(( قيل :وكيف ذاك
يا رسول الله؟ قال)) :لنه كلما أخطأ لم يلبث أن
يتوب(( ،وقال ابن حبان :روى ميسرة بن عبد ربه عن عمر
بن سليمان الدمشقي عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا:
))لما أسري بي إلى السماء الدنيا رأيت فيها ديكا ً
له زغب أخضر وريش أبيض ورجله في التخوم
ورأسه عند العرش(( ،وذكر حديثا ً في المعراج نحو
عشرين ورقة .رواه حميد بن زنجويه ،عن محمد بن أبي
خداش الموصلي ،عن علي بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه
فذكره (...أ.هم .المقصود منه.
وهذا الذي ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة
ميسرة نقل ً عن ابن حبان رحمه الله دليل ظاهر على أن
ميسرة المذكور هو الواضع لهذا الحديث المطول ،عامله
الله بما يستحق؛ وبهذا يعلم القراء أن هذه النبذة يتعين
إتلفها
320
وإراحة المسلمين منها؛ لن وجودها منكر ظاهر تجب إزالته؛
ولوجوب البيان والنصح للمسلمين ،حررنا هذه الكلمة في
21/12/1370هم.
321
وسلم :اتق الله تكن أعلم الناس .قال :أريد أن
أكون أغنى الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم :كن
قانعا ً تكن أغنى الناس .قال :أحب أن أكون أخص
الناس إلى الله؟ قال صلى الله عليه وسلم :أكثر
ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله .قال :أحب أن
يكمل إيماني؟ قال صلى الله عليه وسلم :حسن
خلقك يكمل إيمانك .قال :أحب أن أكون من
المحسنين؟ قال صلى الله عليه وسلم :اعبد الله
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .قال :أحب
أن أكون من المطيعين؟ قال صلى الله عليه
وسلم :أدّ فرائض الله تكن من المطيعين .قال:
أحب أن ألقى الله نقيا ً من الذنوب؟ قال صلى الله
عليه وسلم :اغتسل من الجنابة متطهرا ً تلقى الله
نقيا ً من الذنوب .قال :أحب أن أحشر يوم القيامة
في النور؟ قال صلى الله عليه وسلم :ل تظلم
نفسك ول تظلم الناس تحشر يوم القيامة في
النور .قال :حب أن يرحمني ربي يوم القيامة ،قال
صلى الله عليه وسلم :ارحم نفسك وارحم خلق
الله ،يرحمك ربك يوم القيامة .قال :أحب أن تقل
ذنوبي؟ قال صلى الله عليه وسلم :أكثر من
الستغفار تقل ذنوبك .قال :أحب أن أكون أكرم
الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم :ل تشك
322
في أمرك شيئا ً تكن من أكرم الناس .قال :أحب
أن أكون أقوى الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم:
توكل على الله تكن أقوى الناس .قال :أحب أن
ي في الرزق؟ قال صلى الله عليه يوسع الله عل ّ
وسلم :أدم على الطهارة يوسع الله عليك في
الرزق .قال :أحب أن أكون من أحباب الله
ورسوله؟ قال صلى الله عليه وسلم :أحبب أمة
الله ورسوله تكن من أحبابهما .قال :أحب أن
أكون آمنا ً من سخط الله يوم القيامة؟ قال صلى
الله عليه وسلم :ل تغضب على أحد من خلق الله
تكن آمنا ً من سخط الله يوم القيامة .قال أحب أن
تستجاب دعوتي؟ قال صلى الله عليه وسلم:
اجتنب أكل الحرام تستجب دعوتك .قال :أحب أن
ل يفضحني ربي يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه
وسلم :احفظ فرجك من الزنا كيل يفضحك ربك
بين الناس .قال :أحب أن يسترني ربي يوم
القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم :استر عيوب
إخوانك يسترك الله يوم القيامة .قال :ما الذي
ينجيني من الذنوب أو قال من الخطايا؟ قال صلى
الله عليه وسلم :الدموع والخضوع والمراض.
قال :أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى
الله عليه وسلم :حسن الخلق والتواضع
323
والصبر على البلء .قال :أي سيئة أعظم عند الله
تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم :سوء الخلق
والشح المطاع .قال :ما الذي يسكن غضب الرب
في الدنيا والخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم:
الصدقة الخفية وصلة الرحم .قال :ما الذي يطفئ
نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم:
الصبر في الدنيا على البلء والمصائب((.
قال المام المستغفري :ما رأيت حديثا ً أجمع
وأشمل لمحاسن الدين أنفع من هذا الحديث جمع
فأوعى ،رواه المام أحمد بن حنبل.1
ج :هذا الحديث جاء في )كنز العمال( باختلف عما جاء هنا
ونصه :كما جاء في الجزء 16من كتاب )كنز العمال( تحت
الرقم 44154قال الشيخ جلل الدين السيوطي رحمه الله
تعالى :وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في
مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال :قصدت مصر
أريد طلب العلم من المام أبي حامد المصري والتمست
منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ثم عاودته في
ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال:
))جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
324
وسلم فقال :إني سائلك عما في الدنيا والخرة فقال له:
سل عما بدا لك ،قال :يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس
قال :اتق الله تكن أعلم الناس .فقال :أحب أن أكون أغنى
الناس قال :كن قنعا ً تكن أغنى الناس .قال :أحب أن أكون
خير الناس فقال :خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا ً
لهم .فقال :أحب أن أكون أعدل الناس قال :أحب للناس ما
تحب لنفسك تكن أعدل الناس .قال :أحب أن أكون أخص
الناس إلى الله تعالى قال :أكثر ذكر الله تكن أخص العباد
إلى الله تعالى .قال :أحب أن أكون من المحسنين قال:
اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .قال :أحب
أن يكمل إيماني قال :حسن خلقك يكمل إيمانك .فقال:
أحب أن أكون من المطيعين ،قال :أد فرائض الله تكن
مطيعًا .فقال :أحب أن ألقى الله نقيا ً من الذنوب ،قال
اغتسل من الجنابة متطهرا ً تلقى الله يوم القيامة وما عليك
ذنب .قال :أحب أن أحشر يوم القيامة في النور قال :ل
تظلم أحدا ً تحشر يوم القيامة في النور .قال :أحب أن
يرحمني ربي قال :ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك
الله .قال :أحب أن تقل ذنوبي قال :استغفر الله تقل
ذنوبك .قال :أحب أن أكون أكرم الناس قال :ل تشكون الله
سع علي في إلى الخلق تكن أكرم الناس .فقال :أحب أن يو ّ
الرزق ،قال :دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق .قال:
أحب أن أكون من
325
أحباء الله ورسوله ،قال :أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض
ما أبغض الله ورسوله .قال :أحب أن أكون آمنا ً من سخط
الله ،قال :ل تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه.
قال :أحب أن تستجاب دعوتي ،قال :اجتنب الحرام تستجب
دعوتك .قال :أحب ل يفضحني الله على رؤوس الشهاد،
قال :احفظ فرجك كيل تفتضح على رؤوس الشهاد .قال:
أحب أن يستر الله على عيوبي قال :استر عيوب إخوانك
يستر الله عليك عيوبك .قال :ما الذي يسكن غضب
الرحمن؟ قال :إخفاء الصدقة وصلة الرحم .قال :ما الذي
يطفئ نار جهنم؟ قال :الصوم(( .كتاب كنز العمال ص -127
.129
والحديث المذكور موضوع ورواته مجاهيل وكأن واضعه جمع
متنه من الحاديث الصحيحة ومن بعض كلم أهل العلم
وبعض ألفاظه منكرة ل توافق الدلة الشرعية.
ول ريب أن العمدة فيما ذكره في هذا الحديث هو ما دلت
عليه الحاديث الصحيحة ،أما هذا المتن فل يعتمد عليه ول
يحتج به؛ لنه ليس له إسناد صحيح ،والله ولي التوفيق.
326
-160ما صحة حديث)) :لول محمد ما
خلقتك((
327
ج :قلت :هذا الحديث موضوع كما أوضح ذلك شيخ السلم
ابن تيمية رحمه الله؛ لن الله سبحانه إنما خلق الجن
والنس ليعبد وحده ل شريك له ،ومن جملة النس آدم عليه
الصلة والسلم ،والله ولي التوفيق.
328
آلف درهم ،وإذا قلت :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
عشر مرات فقد ُزرت الكعبة ،وإذا قلت :ل حول ول قوة إل
بالله العي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في
الجنة ،وإذا قلت :أستغفر الله العظيم الذي ل إله إل هو
الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت
الخصوم(( ،ولكون ما تضمنته هذه النشرة لم يرد في كتاب
من كتب الحديث المعتمدة ،بل هو من الحاديث الموضوعة
المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم وقد نص بعض
أهل العلم رحمهم الله تعالى على أن الوصايا المنسوبة إلى
در
ل ما ص ّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بها عليًا ،وك ّ
بياء النداء من الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي كلها
يموضوعة ،ما عدا قوله عليه الصلة والسلم)) :يا عل ّ
أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه ل نبي
بعدي(( ،1وممن نص على ذلك الشيخ مل علي القاري في
كتاب) :السرار المرفوعة في الخبار الموضوعة( المعروف
بالموضوعات الكبرى ،والشيخ إسماعيل العجلوني في كتابه:
)كشف الخفاء ومزيل اللباس(.
أخرجه البخاري في كتاب المغازي ،باب غزوة تبوك برقم .4416 1
329
ولذلك فإني أحذر إخواني المسلمين من الغترار بهذا
الحديث وأمثاله من الخبار الموضوعة أو العمل على طبعها
أو نشرها بين المسلمين؛ لما في ذلك من تضليل العامة
والتلبيس عليهم والكذب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي وعد المتعمد له بالوعيد العظيم ،كما قال صلى
الله عليه وسلم في الحديث الصحيح)) :إن كذبا ً عل ّ
ي
ي متعمدا ً ليس ككذب علي غيري ،من كذب عل ّ
دث عني فليتبوأ مقعده من النار(( ،وقال)) :من ح ّ
بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين((.
وفي الخبار الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
المدونة في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والسنن
والمسانيد غنية لمن وفقه الله إلى الخير عن اللجوء إلى
أخبار الكذابين والوضاعين ،أسأل الله أن يرزق الجميع العلم
النافع والعمل الصالح ويجنب الجميع طرق الضلل
والنحراف إنه سميع قريب ،والسلم عليكم ورحمة الله
وبركاته..
330
-162حديث في الخذ من اللحية
331
مل ْت ُ ْ
م ح ّ ما ُ كم ّ عل َي ْ ُ
و َل َ م َ ح ّ ما ُ ه َ عل َي ْ ِما َ وّلوا َ
فإ ِن ّ َ فِإن ت َ َ َ
ل إ ِّل ال ْب ََل ُ
غ سو ِ عَلى الّر ُ ما َ و َدوا َ هت َ ُعوهُ ت َ ْ طي ُوِإن ت ُ ِ َ
ن
فو َ خال ِ ُن يُ َذي َ ّ
ر ال ِ حذ َ ِ ْ
فلي َ ْ ن{ ،ويقول سبحانهَ } : 1
مِبي ُ ْ
ال ُ
م{،2 َ ع َ َ َ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ م َ ه ْ صيب َ ُو يُ ِ ةأ ْ فت ْن َ ٌ م ِ ه ْ صيب َ ُ ه أن ت ُ ِ ر ِم ِ نأ ْ ع ْ َ
والله ولي التوفيق.
332
ج :هذا الكتاب ل يعتمد عليه وهو يشتمل على أحاديث
موضوعة وأحاديث ضعيفة ل يعتمد عليها ،ومنها هذان
الحديثان فإنهما ل أصل لهما ،بل هما حديثان موضوعان
مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم ،فل ينبغي أن
يعتمد على هذا الكتاب وما أشبهه من الكتب التي تجمع
الغث والسمين ،والموضوع والضعيف ،فإن أحاديث الرسول
صلى الله عليه وسلم قد قدمها العلماء من أئمة السنة
وبينوا صحيحها من سقيمها ،فينبغي للمؤمن أن يعتني
بالكتب الجيدة المفيدة مثل الصحيحين ،وكتب السنن الربع،
ومنتقى الخبار لبن تيمية ،ورياض الصالحين للنووي ،وبلوغ
المرام للحافظ ابن حجر ،وعمدة الحديث للحافظ عبد الغني
بن عبد الواحد المقدسي ،ونصب الراية للزيلعي ،وتلخيص
الحبير للحافظ ابن حجر وأمثالها من الكتب المفيدة
المعتبرة عند أهل العلم.
333
-163رد على أخبار باطلة ومكذوبة على
النبي صلى الله عليه وسلم
334
وطلبت من الله الذن بالصلة على النبي صلى
الله عليه وسلم ،وقال :أيها اليهودي قبل كفي
وقدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم ساق
قصة أخرى فقال :إن عثمان بن عفان رضي الله
عنه وجد رجل ً يطوف بالكعبة ،فقال له :إنك زا ً
ن،
فقال له :كيف عرفت ذلك ،قال :عرفته في
ن ،ولكن نظرت إلى عينيك ،فقال الرجل :أنا لم أز ِ
يهودية ،فقال الرجل لعثمان رضي الله عنه :وهل
عرفت ذلك بالوحي ،قال :ل ولكنها فراسة
المؤمن .ولما طلبناه بالدلة كاد أنصاره أن يفتكوا
بنا.
نرجو أن نعرف رأي الشرع ،فيما قاله هذا الرجل
وعن هذه القصة التي جعلها موعظة يعظ بها
الناس مفضل ً إياها على سواها من المواعظ
ً 1
المفيدة والنافعة ،جزاكم الله خيرا؟
ج :هذه الخبار التي ذكرها هذا الواعظ كلها باطلة ،وكلها
مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ،وكلها ل أصل لها،
فلم يفعل عزاء لما توفيت خديجة رضي الله عنها ولم يذبح
ناقة ،ولم يدع الناس إلى العزاء كما يفعل بعض الناس
اليوم ،كل هذا ل أصل له .رضي الله عن خديجة وأرضاها
فقد كان يدعو لها كثيرًا ،وكان في بعض الحيان يذبح الشاة
ويوزعها على صديقاتها من
335
باب الهدية والحسان ليدعوا لها ويحسنوا إليها بدعائهم.
أما أنه فعل عزاء لما ماتت وذبح ناقة أو نحو ذلك فهذا كله
ل أصله له وكله كذب .وهكذا قوله :أنا شجرة وعلي ساقها
إلى آخره ،كل هذا باطل ول أصل له وليس بصحيح .وهكذا
ما ذكر من اليهودي وعن الشجرة التي نطقت ،وقالت :إنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الله أنطقها وأنها
عرجت إلى السماء وطافت حول العرش كل هذا ل أصل له
وكله باطل وكله كذب من كذب المفترين المجرمين .وهكذا
ن وعرف هذا من ما يروى عن عثمان أنه قال لرجل :إنك زا ٍ
عينيه كله باطل ول أساس له من الصحة .وقتادة ليس
بصحابي بل هو تابعي ،فالمقصود :أن هذه الخبار الربعة
كلها باطلة ول صحة لها ،لكن صح عن النبي صلى الله عليه
وسلم من أحاديث أخرى أنه دعا بعض الشجرة فجاء وهو
من علمات النبوة .كان ذات يوم أراد أن يقضي حاجة له
فدعاء شجرتين فجاءتا والتأمتا وجلس بينهما حتى قضى
حاجته ثم رجعت كل واحدة إلى محلها .وجاء نحو هذا من
أحاديث أخرى أنه دعا بعض الشجر فجاء إليه وكان هذا من
آيات النبوة ومن دلئل صدقه صلى الله عليه وسلم ،لكن
هذا غير ذلك الخبر
336
الذي ذكره هذا المفتري على أنها كملت ،وأنها قالت :أنت
محمد وإنما أجابت دعوته لما دعاها عليه الصلة والسلم،
وأما أنها تكلمت وقالت :أنت محمد أو أشهد أن محمدا ً
رسول الله ،أو أنها عرجت إلى السماء وطافت حول
العرش فكل هذا ل أصل له وكله باطل.
فينبغي التحرز من هؤلء الوضاعين ،وينبغي للواعظ إذا
وعظ أن يتقي الله وأن يذكر الناس بما ينفعهم في دينهم
من الحاديث الصحيحة ومن آيات القرآن الكريم ،فيذكر
الناس بكتاب الله عز وجل ويعظهم بذكر اليات التي فيها
وعظهم وتذكيرهم بما ينفعهم وبما يتعلق بما أوجب الله
وبما حرم الله عليهم ،ويذكر لهم الحاديث الصحيحة التي
رواها البخاري أو رواها مسلم أو رواها أهل السنن أو غيرهم
من أهل الكتب المعتمدة بالسانيد الصحيحة ،فهذا طالب
العلم إذا وعظ إخوانه يجب أن يتحرى الحاديث الصحيحة،
يذكر اليات التي فيها وعظ للناس وتذكير لهم بما ينفعهم،
أما أن ينظر في الخبار الموضوعة والمكذوبة التي ل زمام
لها ول خطام ،فل يجوز له ذلك ،ول ينبغي أن يتكلم بها ول
ينبغي أن يعظ الناس بها ،بل يجب الحذر منها والبتعاد عنها؛
لما فيها من الغدر والكذب،
337
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
))من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد
ي
الكاذبين(( ،وقال عليه الصلة والسلم)) :من قال عل ّ
1
338
-164الكلم على حديث موضوع حول صيحة
تحدث في رمضان
بسم الله والحمد لله ،وصّلى الله وسلم على رسوله وعلى
آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ،أما بعد:1
فقد بلغني أن بعض الجهال يوزع نشرة مشتملة على حديث
مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن هذا
الحديث المكذوب ما نصه:
عن ابن مسعود قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
))إذا كان صيحة في رمضان ،فإنه يكون معمعة في شوال،
وتميز القبائل في ذي القعدة ،وتسفك الدماء في ذي الحجة
والمحرم ،وما المحرم؟ يقولها ثلث مرات ،هيهات هيهات
يقتل الناس فيه هرجا ً هرجًا ،قلنا :وما الصيحة يا رسول
الله؟ قال :هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون
هذه توقظ النائم ،وتقعد القائم ،وتخرج العواتق من
خدورهن في ليلة الجمعة ،في سنة كثيرة الزلزل والبرد،
فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة ،فإذا
صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان
فادخلوا بيوتكم ،وأغلقوا
339
أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم ،وسدوا آذانكم ،فإذا
أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدًا ،وقولوا :سبحان
القدوس ،سبحان القدوس ،ربنا القدوس ،فإنه من فعل ذلك
نجا ومن لم يفعل هلك((.
فهذا الحديث ل أساس له من الصحة ،بل هو باطل وكذب،
وقد مر على المسلمين أعوام كثيرة صادفت فيها ليلة
الجمعة ليلة النصف من رمضان فلم تقع فيها بحمد الله ما
ذكره هذا الكذاب من الصيحة وغيرها مما ذكر؛ وبذلك يعلم
كل من يطلع على هذه الكلمة أنه ل يجوز ترويج هذا
الحديث الباطل ،بل يجب تمزيق ذلك وإتلفه والتنبيه على
بطلنه .ومعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يتقي الله في
جميع الوقات ،وأن يحذر ما نهى الله عنه حتى يتم أجله،
د
عب ُ ْ
وا ْكما قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلمَ } :
ن{ ،1والمراد باليقين :الموت، قي ُ ك ال ْي َ ِحّتى ي َأ ْت ِي َ َ َرب ّ َ
ك َ
َ
قح ّه َقوا ْ الل ّ َ
مُنوا ْ ات ّ ُ نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ وقال سبحانهَ} :يا أي ّ َ
قات ِه ول َ ت َموت ُن إل ّ َ
ن{ ،2وقال النبي مو َ سل ِ ُ
م ْ وأنُتم ّ َ ّ ِ ُ تُ َ ِ َ
صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه)) :اتق الله
حيثما كنت وأتبع السيئة
340
الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن(( ،1واليات
والحاديث في وجوب لزوم التقوى والستقامة على الحق
والحذر من كل ما نهى الله عنه في جميع الوقات في
رمضان وفي غيره كثيرة معلومة.
وفق الله المسلمين لما يرضيه،ومنحهم الفقه في الدين،
وأعاذنا وإياهم من مضلت الفتن ،ومن شر دعاة الباطل إنه
جواد كريم ،وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
1أخرجه أحمد في مسند النصار رضي الله عنهم ،حديث معاذ بن جبل رضي
الله عنه برقم .20847
2نشر في كتاب أحكام الجنائز إصدار الجمعية الخيرية بشقراء ص .30 ،29
341
-166ما صحة حديث)) :من صّلى عل ّ
ي يوم
الجمعة مائتي مرة غفر الله ذنبه مائتي عام((
ج :هذا الخبر ل صحة له ،بل هو موضوع مكذوب على النبي
صلى الله عليه وسلم ول أصل له -عامل الله واضعه بما
يستحق -وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث
على الصلة وقال)) :من صلى علي واحدة صلى الله
عليه وسلم الله عليه بها عشرا ً(( ،2وقد قال الله عز
َ
ها عَلى الن ّب ِ ّ
ي َيا أي ّ َ ن َ صّلو َ ه يُ َمَلئ ِك َت َ ُ
و َ
ه َن الل ّ َ
وجل} :إ ِ ّ
ما{.3 سِلي ً سل ّ ُ
موا ت َ ْ و َه َ عل َي ْ ِصّلوا َ
مُنوا َ نآ َ ال ّ ِ
ذي َ
342
فيستحب لكل مؤمن ومؤمنة الكثار من الصلة والسلم
عليه في كل وقت للية المذكورة والحديث المذكور .والله
ولي التوفيق.
343
باركت على إبراهيم وعلى إبراهيم إنك حميد
1
مجيد((
والية المذكورة عامة ،وهكذا الحديث المذكور وما جاء في
معناه عام في الصلة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلة
وخارجها ،وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :من
ي واحدة صّلى الله عليه بها عشرا ً((،2 صّلى عل ّ
وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان ،والله
ولي التوفيق.
1أخرجه مسلم في كتاب الصلة ،باب الصلة على النبي صلى الله عليه
وسلم برقم .405
2أخرجه الترمذي في كتاب الصلة ،باب ما جاء في صفة الصلة على النبي
صلى الله عليه وسلم برقم .384
3نشر في هذا المجموع ج 4ص 327ومجلة البحوث السلمية العدد ،28
وفي مجلة الدعوة العدد 939في 24/7/1404هم.
344
ج :هذا الحديث من الحاديث المكذوبة على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،كما نبه على ذلك غير واحد من أهل
العلم منهم شيخ السلم ابن تيمية رحمة الله عليه حيث
قال رحمه الله في )مجموع الفتاوى( ج 1ص 356بعدما
ذكره ما نصه) :هذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى
الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه ،لم يروه أحد من
العلماء بذلك ول يوجد في شيء من كتب الحديث
المعتمدة( انتهى كلمه رحمه الله.
وهذا المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مضاد
لما جاء به الكتاب والسنة من وجوب إخلص العبادة لله
وحده وتحريم الشراك به ،ول ريب أن دعاء الموات
والستغاثة بهم والفزع إليهم في النائبات والكروب من
أعظم الشرك بالله عز وجل ،كما أن دعاءهم في الرخاء
شرك بالله سبحانه.
وقد كان المشركون الولون إذا اشتدت بهم الكروب
أخلصوا لله العبادة ،وإذا زالت الشدائد أشركوا بالله ،كما
وا الل ّ َ
ه ع ُ
ك دَ َ فل ْ ِ في ال ْ ُذا َرك ُِبوا ِ قال الله عز وجلَ } :
فإ ِ َ
م
ه ْ
ذا ُم إ َِلى ال ْب َّر إ ِ َه ْجا ُ فل َ ّ
ما ن َ ّ ن َدي َ ن لَ ُ
ه ال ّ صي َ خل ِ ِ
م ُْ
ن{ ،واليات في هذا المعنى كثيرة. 1 ُ
ركو َ ش ِ يُ ْ
أما المشركون المتأخرون فشركهم دائم في الرخاء
345
والشدة بل يزداد شركهم في الشدة ،والعياذ بالله ،وذلك
يبين أن كفرهم أعظم وأشد من كفر الولين من هذه
ُ
دوا عب ُ ُ مُروا إ ِّل ل ِي َ ْ ما أ ِ و َ الناحية ،وقد قال الله عز وجلَ } :
فاء{ ،1وقال سبحانه: حن َ َ ن ُ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ الل ّ َ
ه
ر َ و كَ ِ ول َ ْ ن َ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ عوا الل ّ َ فادْ ُ } َ
صا ل ّ ُ
ه خل ِ ً م ْ ه ُ د الل ّ َ عب ُ ِ فا ْ ن{ ،2وقال عز وجلَ } : فُرو َ كا ِ ال ْ َ
ن ال ْ َ َ
مص{ ،وقال سبحانه} :ذَل ِك ُ ُ
3
خال ِ ُ دي ُ ه ال ّ ن أَل ل ِل ّ ِ دي َ ال ّ
ما ه َ دون ِ ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ وال ّ ِ ك َ مل ْ ُ ه ال ْ ُ م لَ ُ ه َرب ّك ُ ْ الل ّ ُ
عوا م ُ س َ م َل ي َ ْ ه ْ عو ُ ر * ِإن ت َدْ ُ مي ٍ قطْ ِ من ِ ن ِ كو َ مل ِ ُ يَ ْ
ة
م ِقَيا َ م ال ْ ِ و َ وي َ ْ م َ جاُبوا ل َك ُ ْ ست َ َ ما ا ْ عوا َ م ُ س ِ و َ ول َ ْم َ عاءك ُ ْ دُ َ
ر{ ،وهذه الية 4
خِبي ٍ ل َ مث ْ ُ ك ِ وَل ي ُن َب ّئ ُ َ م َ شْرك ِك ُ ْ ن بِ ِ فُرو َ ي َك ْ ُ
تعم جميع من يعبد من دون الله من النبياء والصالحين
وغيرهم ،وقد أوضح سبحانه أن دعاء المشركين لهم شرك
به سبحانه كما بين أن ذلك كفر به سبحانه في قوله تعالى:
ما فإ ِن ّ َ ه َ ه بِ ِ ن لَ ُ ها َ خَر َل ب ُْر َ ها آ َ ه إ ِل َ ً ع الل ّ ِ م َ ع َ من ي َدْ ُ و َ } َ
ن{.5 فُرو َ كا ِ ح ال ْ َ فل ِ ُ ه َل ي ُ ْ ه إ ِن ّ ُ عندَ َرب ّ ِ ه ِ ساب ُ ُ ح َ ِ
346
واليات الدالة على وجوب إخلص العبادة لله وحده وتوجيه
الدعاء إليه دون كل ما سواه ،وعلى تحريم عبادة غيره
سبحانه من الموات والصنام والشجار والحجار ونحو ذلك
كثيرة جدًا ،يعلمها من تدبر كتاب الله وقصد الهتداء به ،وقد
جاء في الحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في تحريم الشرك والتحذير منه ما يوافق
ما ذكرنا من اليات الكريمات .والله المستعان ول حول ول
قوة إل بالله.
من برنامج نور على الدرب ونشر في هذا المجموع ج 6ص .370 1
347
يدخله بذلك الجنة .وهكذا من قال :من كان اسمه محمدا ً
فإن بيته يكون لهم كذا وكذا .فكل هذه الخبار ل أساس لها
من الصحة ،فالعتبار باتباع محمد ،وليس باسمه صلى الله
عليه وسلم ،فكم ممن سمي محمدا ً وهو خبيث؛ لنه لم يتبع
محمدا ً ولم ينقد لشريعته ،فالسماء ل تطهر الناس ،وإنما
تطهرهم أعمالهم الصالحة وتقواهم لله جل وعل ،فمن
تسمى بأحمد أو بمحمد أو بأبي القاسم وهو كافر أو فاسق
لم ينفعه ذلك ،بل الواجب على العبد أن يتقي الله ويعمل
بطاعة الله ويلتزم بشريعة الله التي بعث بها نبيه محمدًا،
فهذا هو الذي ينفعه ،وهو طريق النجاة والسلمة ،أما مجرد
السماء من دون عمل بالشرع المطهر فل يتعلق به نجاة ول
عقاب ،ولقد أخطأ البوصيري في بردته حيث قال:
محمدا ً هو أوفى الخلق فإن لي ذمة منه بتسميتي
بالذمم
ً
وأخطأ خطأ أكبر من ذلك بقوله:
سواك عند حلول يا أكر الخلق مالي من ألوذ به
الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا ً بيدي فضل ً وإل فقل يا زلة
القممدم
ومن علومك علم اللموح فإن من جودك الدنيا وضرتها
والقلم
فجعل هذا المسكين لياذه في الخرة بالرسول صلى الله
عليه وسلم دون الله عز وجل ،وذكر أنه هالك إن لم يأخذ
بيده،
348
ونسي الله سبحانه الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع
وهو الذي ينجي أولياءه وأهل طاعته ،وجعل الرسول صلى
الله عليه وسلم هو مالك الدنيا والخرة ،وأنها بعض جوده،
وجعله يعلم الغيب ،وأن من علومه علم ما في اللوح
والقلم ،وهذا كفر صريح وغلو ليس فوقه غلو ،نسأل الله
العافية والسلمة.
فإن كان مات على ذلك ولم يتب فقد مات على أقبح الكفر
والضلل ،فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا الغلو ،وأل
يغتر بالبردة وصاحبها والله المستعان ول حول ول قوة إل
بالله.
ج :هذا الحديث باطل ل أصل له ،ول يجوز تعلم السحر ول
العمل به ،وذلك منكر بل كفر وضلل ،وقد بين الله إنكاره
عوا ْ َ
ما وات ّب َ ُ
السحر في كتابه الكريم في قوله تعالىَ } :
نطي ُ ت َت ُْلوا ْ ال ّ
شَيا ِ
من برنامج نور على الدرب ونشر في المجموع ج 6ص .317 1
349
نول َك ِ ّ ن َ ما ُ سل َي ْ َ فَر ُ ما ك َ َ و َ ن َ ما َ سل َي ْ َ ك ُ مل ْ ِ عَلى ُ َ
ُ
ل ز َ ما أن ِ و َ حَر َ س ْ س ال ّ ن الّنا َ مو َ عل ّ ُ فُروا ْ ي ُ َ ن كَ َ طي َ شْيا ِ ال ّ
ن ما ِ عل ّ َ ما ي ُ َ و َ ت َ ماُرو َ و َ ت َ هاُرو َ ل َ ن ب َِباب ِ َ ملك َي ْ ِ
عَلى ال ْ َ َ َ
فل َ ت َك ْ ُ َ
فْر ة َ فت ْن َ ٌ ن ِ ح ُ ما ن َ ْ قول َ إ ِن ّ َ حّتى ي َ ُ د َ ح ٍ نأ َ م ْ ِ
ه
ج ِ و ِ وَز ْ ء َ مْر ِ ن ال ْ َ ه ب َي ْ َ ن بِ ِ قو َ فّر ُ ما ي ُ َ ما َ ه َ من ْ ُ ن ِ مو َ عل ّ ُ في َت َ َ َ
َ
ن
مو َ عل ّ ُ وي َت َ َه َ ن الل ّ ِ د إ ِل ّ ب ِإ ِذْ ِ ح ٍ نأ َ م ْ ه ِ ن بِ ِ ضآّري َ هم ب ِ َ ما ُ و َ َ
ما شت ََراهُ َ نا ْ َ ْ ول َ َ ول َين َ َ
م ِ موا ل َ عل ِ ُ قد ْ َ م َ ه ْ ع ُ ف ُ م َ ه ْ ضّر ُ ما ي َ ُ َ
هوا ب ِ ِ ْ شَر ْ ما َ س َ ولب ِئ ْ َ َ ق َ ٍ خل َ ن َ م ْ ة ِ خَر ِ في ال ِ ه ِ لَ ُ
مُنوا ْ وات ّ َ كاُنوا ْ يعل َمون * ول َ َ َأن ُ
وا ق ْ مآ َ ه ْ و أن ّ ُ َ ْ َ ْ ُ َ و َ م لَ ْ ه ْ س ُ ف َ
ن{ ،1فأوضح مو َ عل َ ُ كاُنوا ْ ي َ ْ و َ خي ٌْر ل ّ ْ د الّله َ عن ِ ن ِ م ْ ة ّ مُثوب َ ٌ لَ َ
سبحانه في هذه اليات :أن السحر كفر وأنه من تعليم
الشياطين ،وقد ذمهم الله على ذلك وهم أعداؤنا ،ثم بين أن
تعليم السحر كفر؛ وأنه يضر ول ينفع ،فالواجب الحذر منه؛
لن تعليم السحر كله كفر ،ولهذا أخبر عن الملكين أنها ل
يعلمان الناس حتى يقول للمتعلم :إنما نحن فتنة فل تكفر،
َ
ه{، ن الل ّ ِ د إ ِل ّ ب ِإ ِذْ ِ ح ٍ نأ َ م ْ ه ِ ن بِ ِ ضآّري َ هم ب ِ َ ما ُ و َ ثم قالَ } :
فعلم أنه كفر وضلل وأن السحرة ل يضرون أحدا ً إل بإذن
الله ،والمراد بذلك إذنه سبحانه الكوني القدري ل الشرعي
الديني؛ لنه سبحانه لم يشرعه ولم يأذن فيه شرعا ً بل
حرمه ونهى عنه ،وبين أنه كفر ومن تعليم الشياطين،
350
كما أوضح سبحانه أن من اشتراه أو اعتاضه وتعلمه ليس له
في الخرة من خلق ،أي من حظ ول نصيب ،وهذا وعيد
م
ه ْس ُ
ف َه َأن ُ وا ْ ب ِ ِ
شَر ْ ما َ س َ ول َب ِئ ْ َعظيم ،ثم قال سبحانهَ } :
ن{ ،والمعنى باعوا أنفسهم للشياطين بهذا مو َ عل َ ُ
كاُنوا ْ ي َ ْو َ لَ ْ
وا مُنوا ْ وات ّ َ السحر ،ثم قال سبحانه} :ول َ َ
ق ْ مآ َ ه ْو أن ّ َُ ْ
ن{ ،فدل ذلك مو َ َ
عل ُ ْ
و كاُنوا ي َ َْ خي ٌْر ل ّ ْ
د الّله َعن ِن ِ م ْ ة ّ لَ َ
مُثوب َ ٌ
ف
على أن تعلم السحر والعمل به ضد اليمان والتقوى منا ٍ
لهما ،ول حول ول قوة إل بالله.
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الخ المكرم
معالي المين العام لرابطة العالم السلمي سلمه الله.
سلم عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد:1
أشفع لمعاليكم نشرة صادرة من الرابطة أرسلها بعض
1خطاب من سماحته رحمه الله إلى معالي المين العام لرابطة العالم
السلمي بتاريخ 1407هم.
351
الناصحين ذكر فيها خبر موضوع عن علي رضي الله عنه.
وأفيد معاليكم بأن العلماء رحمهم الله تعالى نصوا على أن
الوصايا المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وأنه
أوصى بها عليا ً وكل ما صدر بياء النداء من الرسول صلى
الله عليه وسلم لعلي كلها موضوعة ،ما عدا قوله عليه
الصلة والسلم)) :يا علي أنت مني بمنزلة هارون من
موسى غير أنه ل نبي بعدي(( ،وممن نص على ذلك
مل على القاري في كتابه) :السرار المرفوعة في الخبار
الموضوعة( المعروف بالموضوعات الكبرى طبعة دار المانة
ص 393وفي صفحة 405من نفس الكتاب .وكذلك الشيخ
إسماعيل العجلوني في كتابه) :كشف الخفاء ومزيل
اللباس( جزء 2ص 406طبعة دار إحياء التراث العربي.
بيروت.
والحديث الذي تضمنته هذه النشرة ذكره المنذري في
الترغيب والترهيب ،والذهبي في الكبائر ولم يعزواه لحد.
وبعد مراجعتنا للحاديث الصحيحة الواردة في السراء لم
نجده فيها بهذا النص ولم يرو علي شيئا ً منها.
فعليه نرجو من معاليكم التأكيد على المسئولين في الرابطة
أن ل ينشروا شيئا ً عن الرسول صلى الله عليه وسلم في
المجلة وأخبار العالم السلمي وغيرها إل بعد التأكد من
صحته.
352
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأعانكم على كل خير،
والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
353
العلى وكلمتك التامة ،ثم سل حاجتك ،ثم ارفع
رأسك ثم سلم يمينا ً وشمال ً ول تعلموها السفهاء
فإنهم يدعون بها فيجابون(( رواه الحاكم ،وقال:
قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقًا ،وقال
إبراهيم بن علي الديبلي :قد جربته فوجدته حقًا،
وقال أبو زكريا :قد جربته فوجدته حقًا ،قال
الحاكم ،قد جربته فوجدته حقًا ،تفرد به عامر بن
خداش وهو ثقة مأمون ،قال المصنف عامر :هذا
شيخنا أبو الحسين هو نيسابوري صاحب مناكير،
وقد تفرد به عمر بن هارون البلخي وهو متروك
منهم أثنى عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم انتهى.
والسؤال هل هذا الحديث صحيح فإني معذبة للشك
1
فيه؟
354
م الله في ذلك. وأن هذا الحديث موضوع ،وقد كتبنا ما أت ّ
فيجب تنبيه القراء على كذب هذا الخبر وعلى عدم العتماد
على هذا الكتاب ،وهو كتاب الدعاء المستجاب؛ لما فيه من
الحاديث الضعيفة والموضوعة ،ول ينبغي لحد أن يظن أن
هذا الحديث صحيح ،بل هو مكذوب وليس بصحيح عن النبي
صلى الله عليه وسلم،وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
أنه نهى عن القراءة في الركوع والسجود ،وهذا فيه قراءة
في الركوع والسجود ،وعمر بن هارون الراوي كذاب ل
يعتمد على روايته ،وهكذا من قبله عامر بن خداش،
المقصود :أن الحديث موضوع ومكذوب ل يعتمد عليه ،وقد
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :من صّلى ثنتي
عشر ركعة بنا الله له بيتا ً في الجنة(( ثم بينها في
رواية الترمذي رحمه الله قال)) :أربعا ً قبل الظهر
وثنتين بعدها وثنتين قبل المغرب وثنتين بعد
العشاء وثنتين قبل صلة الصبح(( ،1وهذه الرواتب
التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم ،ومن
حافظ عليها بنا الله له بيتا ً في الجنة ،يصلي أربعا ً قبل الظهر
بتسليمتين ،وثنتين بعدها ،وثنتين بعد المغرب ،وثنتين
1أخرجه مسلم في كتاب صلة المسافرين ،باب فضل السنن الراتبة قبل
الفرائض وبعدها برقم 728والترمذي في كتاب الصلة ،باب ما جاء فيمن
صّلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة برقم .414
355
بعد صلة العشاء ،وثنتين قبل صلة الصبح .هؤلء الركعات
هي التي شرعها الله عز وجل ،ورّتب عليها ما رّتب من
الخير العظيم.
أما هذه الركعات التي جاءت في حديث عمر بن هارون عند
الحاكم فقد عرفت أيتها السائلة أنه حديث موضوع مكذوب،
ول ينبغي لك أن تكوني معذبة ،بل كوني مطمئنة ،اتقي الله
وراقبي الله واعملي بشرع الله ودعي عنك الوساوس
والتعلق بالحاديث الموضوعة والمكذوبة والضعيفة ،ففي ما
شرع الله كفاية وغنية ،أما ما ابتدعه الناس وما كذبه بعض
الناس فيجب الحذر منه والتمسك بالدين ليس بعذاب ،بل
التمسك بالدين هو الراحة وهو الطمأنينة وهو الخير العظيم
المعجل وفي الخرة أعظم وأعظم؛ لن الراحة في الخرة
هي أكبر وهي الفوز العظيم .فل ينبغي أن تكوني معذبة ،بل
كوني مطمئنة وكوني مرتاحة بفعل ما شرع الله وترك ما
حرم الله والكثار من ذرك الله وتسبيحه وتهليله واستغفاره
والتوبة إليه وأبشري بالخير ودعي عنك الوساوس والتحرج
الذي يوقعك في التعذيب والتعب ولكن اشرحي صدرك
لدين الله وتمسكي بشرع الله ،وأكثري من قراءة القرآن،
ومن ذكر الله وستبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه،
واعملي بما شعر الله من العبادات ،وأبشري بالخير
وأبشري بالراحة والسعادة في الدنيا والخرة والسعادة
والراحة في الخرة أكبر ،رزقني الله وإياك الستقامة
والبصيرة في الدين مع حسن الختام.
356
-173ما صحة حديث)) :من تهاون بالصلة
عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة ((...الخ
س :الخ :خ .ن .ن .من الرياض أرسل إلينا رسالة
ومعها نسخة من ورقة توزع بين الناس ،وتتضمن
حديثا ً منسوبا ً للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه:
))من تهاون بالصلة عاقبه الله بخمس عشرة
عقوبة ((...إلى آخر ما جاء في الورقة ،ويسأل عن
1
صحة ذلك الحديث؟
ج :هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ،ل
أساس له من الصحة ،كما بين ذلك الحافظ الذهبي رحمه
الله في الميزان ،والحافظ ابن حجر في لسان الميزان،
فينبغي لمن وجد هذه الورقة أن يحرقها ،وينبه من وجده
يوزعها؛ دفاعا ً عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب
الكذابين.
وفيما ورد في القرآن العظيم والسنة الصحيحة عنا لنبي
صلى الله عليه وسلم في تعظيم شأن الصلة ،والتحذير من
التهاون بها ،ووعيد من فعل ذلك ما يشفي ويكفي ويغني
عن
357
عَلى ظوا ْ َ ف ُ حا ِ كذب الكذابين ،مثل قوله سبحانهَ } :
ن{ ،
1
قان ِِتي َ ه َ موا ْ ل ِل ّ ِ قو ُ و ُ طى َ س َ و ْ ة ال ْ ُ صل َ ِ ت وال ّ وا ِصل َ َال ّ
عواضا ُ فأ َ َ خل ْ ٌ م َ خل َ َ وقوله سبحانهَ } :
ه ْد ِ ع ِمن ب َ ْ ف ِ ف َ
غّيا{،2 ن َ و َ ق ْف ي َل ْ َ و َ س ْ ف َ ت َ وا ِ ه َ ش َعوا ال ّ صَلةَ َ
وات ّب َ ُ ال ّ
عنم َ ه ْ ن ُ ذي َ ن * ال ّ ِ صّلي َ م َل ل ّل ْ ُ وي ْ ٌف َ وقوله سبحانهَ } :
ن{ ،3واليات في هذا المعنى كثيرة .وقول هو َسا ُ م َ ه ْ َ َ
صلت ِ ِ
النبي صلى الله عليه وسلم)) :العهد الذي بيننا وبينهم
الصلة ،فمن تركها فقد كفر(( 4خرجه المام أحمد
وأهل السنن بإسناد صحيح ،وقوله صلى الله عليه وسلم:
5
))بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلة((
أخرجه مسلم في صحيحه.
وقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الصلة يوما ً بين
358
أصحابه)) :من حافظ عليها كانت له نورا ً وبرهانا ً
ونجاة يوم القيامة ،ومن لم يحافظ عليها لم تكن
ة ،وحشر يوم القيامة مع له نورا ً ول برهانا ً ول نجا ً
فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف(( رواه المام
أحمد بإسناد حسن.
قال بعض العلماء في شرح هذا الحديث :وإنما يحشر يوم
القيامة من ضيع الصلة من هؤلء الكفرة؛ لنه إن ضيعها
بسبب الرئاسة شابه فرعون ،ومن ضيعها بسبب الوزارة
والوظائف الخرى شابه هامان وزير فرعون ،فيحشر معه
يوم القيامة إلى النار ،ومن ضيعها بسبب المال والشهوات
شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الرض؛ بسبب
استكباره عن اتباع الحق ،من أجل ماله الكثير واتباعه
الشهوات فيحشر معه إلى النار ،وإن ضيعها بسبب التجارة
وأنواع المعاملت شابه أبي بن خلف -تاجر أهل مكة -من
الكفرة ،فحشر معه يوم القيامة إلى النار .نسأل الله العافية
من حالهم وحال أمثالهم.
359
-174التنبيه على بطلن نشرتين يتداولهما
الناس حول حديث فيمن تهاون بالصلة
1تم إبلغ الصحف المحلية لنشر هذا التنبيه برقم 2373/1في 7/9/1401هم
الصادر من مكتب سماحته ،كما نشر في كتاب فتاوى إسلمية من إعداد
محمد المسند ج 4ص .133
2سورة الزمر الية .66
360
وأتَب ْعَ ذلك بذكر عقوبات يزعم وقوعها بمن أهملها.
وحيث إن هاتين النشرتين من الباطل والمنكرات ورأيت
التنبيه على ذلك ،حتى ل يغتر بهما من تخفى عليهم أحكام
الشرع المطهر ،فأقول وبالله التوفيق.
ل شك أن هذه الطريقة من المور المبتدعة في الدين ،ومن
القول على الله بل علم ،وقد بين الله سبحانه وتعالى في
ق ْ
ل كتابه العزيز :أن ذلك من أعظم الذنوب فقال تعالىُ } :
نما ب َطَ َ و َ
ها َ من ْ َ
هَر ِما ظَ َ ش َ ح َ وا ِ
ف َ ي ال ْ ََ م َرب ّ حّر َ ما َ إ ِن ّ َ
ما ل َ ْ
م ه َ كوا ْ ِبالل ّ ِ ر ُ وَأن ت ُ ْ
ش ِ ق َ ح ّ ر ال ْ َغي ْ َِي بِ َ
غ َ وال ْب َ ْ
م َ وال ِث ْ َ َ
ما ل َ ه َ ّ
على الل ِ َ ْ ُ ُ
وأن ت َقولوا َ سلطاًنا َ َ ْ ه ُ ل بِ ِ ي ُن َّز ْ
ن{ . مو َ عل َ ُتَ ْ
1
361
عشرة عقوبة ...الخ ،فإنه من الحاديث الباطلة على النبي
حّفاظ من العلماء صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك ال ُ
رحمهم الله؛ كالحافظ الذهبي في الميزان رحمه الله،
والحافظ ابن حجر رحمه الله وغيرهما.
قال الحافظ ابن حجر في كتابه )لسان الميزان( في ترجمة
كب على محمد بن علي بن العباس البغدادي العطار :أنه ر ّ
أبي بكر ابن زياد النيسابوري حديثا ً باطل ً في تارك الصلة.
روى عنه محمد ابن علي الموازيني شيخ لبي النرسي ،زعم
المذكور :أن ابن زياد أخذه عن الربيع ،عن الشافعي ،عن
مي ،عن أبي صالح ،عن أبي هريرة رضي الله س َ
مالك ،عن ُ
عنه ورفعه)) :من تهاون بصلته عاقبه الله بخمس عشرة
خصلة(( الحديث ،وهو ظاهر البطلن من أحاديث الطرقية.
أ.هم.
وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء فتوى
ببطلن ذلك الحديث بتاريخ 10/6/1401هم ،فكيف يرضى
عاقل لنفسه بترويج حديث موضوع ،وقد صح عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال)) :من روى عني
حديثا ً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين(( ،وإن
فيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلة وعقوبة
تاركها ما يكفي ويشفي ،قال
362
ن ك َِتاًبا مِني َ ؤ ِ م ْعَلى ال ْ ُ ت َ كان َ ْ صل َةَ َ ن ال ّ تعالى} :إ ِ ّ
في م ِ سل َك َك ُ ْ ما َ قوًتا{ ،وقال تعالى عن أهل النارَ } : و ُ م ْ
1
ّ
ن{ اليات .فذكر من 2
صلي َ ّ م َ ْ
ن ال ُ م َ ك ِ م نَ ُ َ
قالوا ل ْ ُ قَر * َ س َ َ
ن* صلي َ ّ م َ ْ
ل ل ِل ُ وي ْ ٌف َ صفاتهم ترك الصلة ،وقال سبحانهَ } :
ن
ؤو َ م ي َُرا ُ ه ْ ن ُ ذي َ ن * ال ّ ِ هو َ سا ُ م َ ه ِْ صَلت ِ عن َ م َ ه ْن ُ ذي َ ال ّ ِ
ن{ ،3وقال صلى الله عليه وسلم: عو َ ما ُ ن ال ْ َ عو َ من َ ُ
وي َ ْ* َ
))بني السلم على خمس :شهادة أن ل إله إل
الله ،وأن محمدا ً رسول الله ،وإقام الصلة ،وإيتاء
الزكاة ،وصوم رمضان ،وحج البيت(( ،وقال صلى الله
عليه وسلم)) :العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن
تركها فقد كفر(( .واليات والحاديث الصحيحة في هذا
كثيرة معلومة.
وأما النشرة الثانية التي صدرت باليات التي أولها قوله
ن{ ،4وذكر ري َ شاك ِ ِ ن ال ّ م ْ كن ّ و ُ عب ُدْ َفا ْ ه َل الل ّ َ سبحانه} :ب َ ِ
كاتبها أن من وزعها يحصل له كذا من الخير ،ومن أهملها
يعاقب بكذا من العقاب فإنها من أبطل الباطل ،وأعظم
الكذب،
363
وإنها من أعمال الجهلة والمبتدعة الذين يريدون إشغال
العامة بالحكايات والخرافات والقاويل الباطلة ،ويصرفونهم
عن الحق الواضح الب َّين الذي جاء في كتاب الله وسنة
رسوله ،وأن ما يحدث للناس من خير أو شر هو من الله
عل َ ُ
م قل ّل ي َ ْ سبحانه ،وهو العالم به وحده ،قال سبحانهُ } :
ْ َ
ه{ ،1ولم يرد ب إ ِّل الل ّ ُ ض ال ْ َ
غي ْ َ والْر ِ ت َ وا ِ
ما َ
س َ
في ال ّ
من ِ
َ
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من كتب ثلث
آيات ،أو أكثر منها يكون له كذا ،ومن تركها يصيبه كذا،
وادعاء هذا كذب وبهتان ،إذا علم هذا ،فإنه ل يجوز كتابة
النشرتين ،ول توزيعها ،ول المشاركة في ترويجها بأي وجه
من الوجوه ،وعلى من سبق له شيء من ذلك أن يتوب إلى
الله سبحانه ،ويندم على ما حصل منه ،ويعزم على عدم
العودة إلى ذلك مطلقًا.
364
-175ما صحة حديث)) :التمس لخيك سبعين
عذرًا((
365
-176رد على ما كتبه أحد الكتاب في حق
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله
عنه
366
يكفيك أن يقال أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وامرأة
ة لطعمتك أمير المؤمنين عمر .فقال :كل فلو كانت راضي ً
أطيب من هذا( أ.هم.
وهذه القصة باطلة ل تثبت رواية ول دراية .أما الرواية ،فلن
مدارها على جماعة من الضعفاء وبعضهم متهم بالكذب
وتنتهي القصة إلى مبهم ل يعرف من هو ول تعرف حاله وهو
الذي رواها عن عمر؛ وبذلك يعلم بطلنها من حيث الرواية.
وأما من حديث الدراية فمن وجوه:
شذوذها ومخالفتها كما هو معلوم من سيرة -1
عمر رضي الله عنه وشدته في الحجاب وغيرته
العظيمة وحرصه على أن يحجب النبي صلى
الله عليه وسلم نساءه حتى أنزل الله آية
الحجاب.
مخالفتها لحكام السلم التي ل تخفى على -2
عمر ول غيره من أهل العلم ،وقد دل القرآن
والسنة النبوية على وجوب الحتجاب وتحريم
الختلط بين الرجال والنساء على وجه يسبب
الفتنة ودواعيها.
ما في متنها من النكارة الشديدة التي تتضح -3
لكل من تأملها ،وبكل حالة فالقصة موضوعة
على عمر بل شك؛ للتشويه
367
من سمعته أو للدعوة إلى الفساد بسفور النساء للرجال
الجانب واختلطهن بهم أو لمقاصد أخرى سيئة ،نسأل الله
العافية.
ولقد أحسن الشيخ أبو تراب الظاهري والشيخ محمد أحمد
حساني والدكتور هاشم بكر حبشي فيما كتبوه في رد هذه
القصة ،وبيان بطلنها ،وأنه ل يصح مثلها عن أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،جزاهم الله خيرا ً وضاعف
مثوبتهم وزادنا وإياهم علما ً وتوفيقا ً وجعلنا وإياهم وسائر
إخواننا من أنصار الحق.
وللمشاركة في بيان الحق وإبطال الباطل رأيت تحرير هذه
الكلمة الموجزة؛ ليزداد القراء علما ً ببطلن هذه القصة وأنها
في غاية السقوط للوجوه السالف ذكرها وغيرها.
والله المسئول أن يهدينا جميعا ً إلى سواء السبيل وأن يعيذنا
وسائر إخواننا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه سميع
قريب ،وصلى الله على نبينا محمد.
368
-177ما صحة حديث)) :يوم صومكم يوم
نحركم((
ج :ل أعلم له أصل شرعي ،ول أعلم أنه ورد في ذلك حديث
يعتمد عليه ،والله الموفق.
1من ضمن السئلة المقدمة من المجلة العربية وأجاب عنه سماحته في
19/12/1415هم..
369
حجة من بيت الله الحرام؟ وهل قال الرسول صلى
الله عليه وسلم)) :من زار أهل بيتي بعد وفاتي
كتبت له سبعون حجة((؟ نرجو أن تفيدونا جزاكمُ
ً 1
الله خيرا؟
ج :زيارة القبور سنة وفيها عظة وذكرى ،وإذا كانت القبور
من قبور المسلمين دعا لهم ،وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يزور القبور ويدعو للموتى ،وكذا أصحابه رضي الله
عنهم .ويقول الرسول عليه الصلة والسلم)) :زوروا
القبور فإنها تذكركم الخرة(( ،2وكان ُيعلم أصحابه إذا
زاروا القبور أن يقولوا)) :السلم عليكم أهل الديار من
المؤمنين والمسلمين ،وإنا إن شاء الله بكم
لحقون ،نسأل الله لنا ولكم العافية(( ،3وفي حديث
عائشة)) :يرحم الله المستقدمين منا
والمستأخرين((.4
1من برنامج نور على الدرب شريط رقم 8ونشر في هذا المجموع ج 9ص
.283
2رواه ابن ماجه في الجنائز ،باب ما جاء في زيارة القبور برقم .1569
3رواه مسلم في الجنائز ،باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لهلها برقم
،975وابن ماجه في الجنائز ،باب فيما يقال فإذا دخل المقابر برقم .1547
4رواه النسائي في كتاب الجنائز ،باب المر بالستغفار للمؤمنين برقم
.2037
370
وفي حديث ابن عباس)) :يغفر الله لنا ولكم ،أنتم
سلفنا ونحن الثر(( 1فالدعاء لهم بهذا وأشباهه كله
طيب ،وفي الزيارة ذكرى وعظة؛ ليستعد المؤمن لمن نزل
بهم وهو الموت ،فإنه سوف ينزل به ما نزل بهم ،فليعد
العدة ويجتهد في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه
وسلم ويبتعد عما حرم الله ورسوله من سائر المعاصي
ويلزم التوبة عما سلف من التقصير ،هكذا يستفيد المؤمن
من الزيارة.
أما ما ذكرت من زيارة القبور لعلي رضي الله عنه والحسن
والحسين أو غيرهم أنها تعدل سبعين حجة فهذا باطل
ومكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له أصل،
وليست الزيارة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو
أفضل الجميع تعدل حجة ،الزيارة لها حالها وفضلها لكن ل
تعدل حجة ،فكيف بزيارة غيره عليه الصلة والسلم؟ هذا
من الكذب ،وهكذا قولهم)) :من زار أهل بيتي بعد وفاتي
كتبت له سبعون حجة(( ،كل هذا ل أصل له وكله باطل،
وكله مما كذبه الكذابون ،فيجب على المؤمن الحذر من هذه
الشياء الموضوعة المكذوبة على الرسول صلى الله عليه
وسلم.
1رواه الترمذي في كتاب الجنائز ،باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر
.1053
371
وإنما تسن الزيارة للقبور سواء كانت قبور أهل البيت أو من
غيرهم من المسلمين ،يزرهم ويدعو لهم ويترحم عليهم
وينصرف.
أما إن كانت القبور للكفار فإن زيارتها للعظة والذكرى من
دون أن يدعو لهم ،كما زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر
أمه ونهاه ربه سبحانه أن يستغفر لها ،زارها للعظة والذكرى
ولم يستغفر لها ،وهكذا القبور الخرى -قبور الكفرة -إذا
زارها المؤمن للعظة والذكرى فل بأس ولكن ل يسلم عليهم
ول يستغفر لهم؛ لنهم ليسوا أهل ً لذلك.
نشر في كتاب فتاوى إسلمية من إعداد محمد المسند ج 4ص .100 1
372
شهيدا ً يوم القيامة((؛ لنها وردت في بعض الكتب
وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيين
أحدهما يؤيد هذه الحاديث ،والثاني ل يؤيدها.
ج :أما الحديث الول :فقد رواه ابن عدي والدار قطني من
طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه وسلم بلفظ)) :من حج ولم يزرني فقد
جفاني(( ،وهو حديث ضعيف ،بل قيل عنه :إنه موضوع،
أي :مكذوب ،وذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن
بشبل الباهلي عن أبيه وكلهما ضعيف جدًا ،وقال الدار
قطني :الطعن في هذا الحديث علي ابن النعمان ل النعمان،
وروى هذا الحديث البزار أيضا ً وفي إسناده إبراهيم الغفاري
وهو ضعيف ،ورواه البيهقي عن عمر ،وقال :إسناده مجهول.
أما الحديث الثاني :فقد أخرجه الدار قطني عن رجل من آل
حاطب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ،وفي
إسناده الرجل المجهول ،ورواه أبو يعلى في مسنده ،وابن
عدي في كامله ،وفي إسناده حفص بن داود ،وهو ضعيف
الحديث.
أما الحديث الثالث :فقد رواه ابن أبي الدنيا عن طريق
373
أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم بهذا اللفظ ،وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو
ضعيف الحديث ،ورواه أبو داود الطيالسي من طريق عمر،
وفي إسناده مجهول.
هذا وقد وردت أحاديث صحيحة للعبرة والتعاظ والدعاء
للميت .أما الحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله
عليه وسلم خاصة فكلها ضعيفة ،بل قيل :إنها موضوعة.
فمن رغب في زيارة القبور أو في زيارة قبر الرسول صلى
الله عليه وسلم زيارة شرعية للعبرة والتعاظ والدعاء
للميت والصلة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي
عن صاحبيه دون أن يشد الرحال ،أو ينشئ سفرا ً لذلك
فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الجر.
ومن شد لها الرحال أو أنشأ لها سفرا ً فذلك ل يجوز؛ لقول
النبي صلى الله عليه وسلم)) :ل تتخذوا قبري عيدًا ،ول
ي فإن تسليمكم يبلغني بيوتكم قبورًا ،وصلوا عل ّ
أينما كنتم(( رواه محمد بن عبد الواحد المقدسي في
المختارة ،والله أعلم.
374
-180ما صحة حديث)) :الغناء زاد الراكب((
375
النبي صلى الله عليه وسلم ))إن من الشعر حكمة((،1
وقد سمع شعر كعب بن زهير وشعر عبد الله بن رواحة
وشعر كعب ابن مالك وحسان بن ثابت رضي الله عنهم.
أخرجه ابن ماجه في كتاب الدب ،باب الشعر برقم .2844 1
376
ج :الصواب أنه موضوع ،كما صرح بذلك العلمة ابن الجوزي
في الموضوعات ،وضعفه الترمذي والعقيلي ،وقال الحافظ
ابن حجر في التلخيص) :الحق أن طرقه كلها ضعيفة(،
وضعفه شيخ السلم ابن تيمية والمزي ،والحق أنه موضوع
كما قدمنا ،وكما صرح بذلك ابن الجوزي في الموضوعات؛
لضعف أسانيده ونكارة متنه ومخالفته للحاديث الصحيحة
المتواترة في بيان صفة الصلة الشرعية ،والله ولي
التوفيق.
ج :ل يجوز لي أحد أن ينسب إلى الله أو إلى رسوله صلى
الله عليه وسلم إل ما علم صحته ،فإن شك في ذلك
377
فالواجب أل يجزم ،بل يقول :روي عن الله سبحانه أنه قال،
أو يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال،
وهكذا ما أشبه هذه الصيغة من صيغ التمريض التي ليس
فيها جزم عن الله ول عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد صرح أهل العلم بذلك ،ومن ذلك هذا الثر الذي ذكرتم
المنسوب إلى الله عز وجل أنه قال)) :ومن عصاني وهو
يعرفني سلطت عليه من ل يعرفني(( ،وهذا الثر ل
نعلم له أصل ً وإنما هو مشهور في كتب الوعظ والتذكير،
كرين ول يجوز الجزم بهوعلى ألسنة بعض الوعاظ والمذ ّ
عن الله عز وجل ،وإنما الواجب أن يحكى بصيغة التمريض
آنفا ً وأشباهها ،وفق الله المسلمين لك ما فيه رضاه.
378
ج :هذا ليس بحديث ولعله من قول بعض السلف ،ولكن
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر التطاول في
البنيان من أشراط الساعة ،ولكن ليس فيه النهي عن ذلك
من الرسول صلى الله عليه وسلم ،وكذلك من أشراط
الساعة أن تلد المة ربتها ،والمراد بذلك التسري حتى تلد
المة ربتها يعني سيدتها ،وفي لفظ آخر :ربها سمي بذلك؛
لن ولدها سيدها سيد ٌ لها في المعنى ،ومعلوم أن التسري
جائز ولو كانت كثرته من أشراط الساعة ،ول يمنع ذلك كونه
من أشراط الساعة ،وقد تسرى النبي صلى الله عليه وسلم
جاريته مارية ،فولدت له ابنه إبراهيم ،وهكذا الصحابة رضي
الله عنهم تسروا ،وهكذا من بعدهم من السلف الصالح،
والله ولي التوفيق.
379
-185حديث)) :أنا أفصح من نطق بالضاد بيد
1
أني من قريش((
380
-187حديث)) :رجعنا من الجهاد الصغر إلى
1
الجهاد الكبر((
381
-188حديث)) :لعن الله الناظر والمنظور
1
إليه((
382