You are on page 1of 20

‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬

‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬


‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬

‫واح‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫إ َِلى‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫أو‬
‫ء ال ْ َ‬
‫جّنة‬ ‫سا ِ‬
‫ة نِ َ‬ ‫ص َ‬
‫ف ُ‬ ‫ِ‬

‫تأليف‬
‫مد‬
‫عبد العزيز بن مح ّ‬
‫)أبو أسامة العراقي(‬

‫من الهجرة‬
‫جة ‪ِ 1427‬‬
‫ذو الح ّ‬

‫‪2‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫مششن شششرور‬ ‫ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪.‬ونعششوذ بششالله ِ‬ ‫إ ّ‬
‫مششن ُيضششلل‬ ‫ل لششه‪.‬و َ‬ ‫ضش ّ‬ ‫م ِ‬ ‫من يهده الله فل ُ‬ ‫من سّيئات أعمالنا‪َ .‬‬ ‫أنفسنا و ِ‬
‫ن‬‫ي له‪.‬وأشهد أن ل إله إل اللششه وحششده ل شششريك لششه‪.‬وأشششهد أ ّ‬ ‫فل هاد َ‬
‫مدا ً عبده ورسوله صّلى الله تعالى عليه وسّلم‪.‬‬ ‫مح ّ‬
‫ما بعد‪.‬‬ ‫أ ّ‬
‫ر عظيم هو عبششادته وحششده ل شششريك‬ ‫ن الله تعالى خلق عباده لم ٍ‬ ‫فإ ّ‬
‫ن والنششس إل ليعبششدون (‬ ‫لششه‪ ،‬كمششا قششال تعششالى ) ومششا خلقششت الجشش ّ‬
‫] ألذاريات‪.[ 56:‬‬
‫م الخلشق عنشد اللشه أت ْقشاهم وأحسشنهم عبشادةً للشه‪ ،‬كمشا قشال‬ ‫َ‬ ‫كشَر ُ‬‫وأ ْ‬
‫جرات‪.[ 13:‬‬ ‫ح ُ‬
‫قاكم ( ] أل ُ‬ ‫مكم عند الله أت ْ َ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫تعالى) إ ّ‬
‫ة للشيطان‪ ،‬تلعششب‬ ‫مطِي ّ ً‬ ‫والنسان إذا لم يعبد الله وحده‪ ،‬فإّنه يكون َ‬
‫مك ِّبشا علشى‬ ‫ً‬ ‫عمشى قلبشه‪ ،‬ويمششي ُ‬ ‫به الهواء‪،‬وتشذهب بشه الششهوات‪،‬وي َ ْ‬
‫وجهه‪.‬‬
‫ً‬
‫ض له شيطانا فهو لششه‬ ‫قي ّ ْ‬ ‫ر الّرحمن ن ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ش عن ِذك ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫قال تعالى ) و َ‬
‫دونهم عششن السششبيل ويحسششبون أّنهششم مهتششدون (‬ ‫صش ّ‬ ‫ري ْششن وإّنهششم ل َي َ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫َ‬
‫]ألزخرف‪36:‬ش ‪.[37‬‬
‫دة‬ ‫خْبثششه وفسششاده وش ش ّ‬ ‫هنأ بالتوحيششد والعبششادة‪.‬ول ِ ُ‬ ‫فإبليس اللعين ل ي َ ْ‬
‫خَلصششين‬ ‫م ْ‬ ‫وي َّنهم‪ ،‬إل عباد الله ال ُ‬ ‫غ ِ‬‫طع على نفسه ل َي ُ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫عداوته ِلبني آدم َ‬ ‫َ‬
‫ن بأن ل سبيل له إليهم‪.‬‬ ‫فإّنه موق ٌ‬
‫وي َّنهم أجمعيششن‬ ‫ُ‬
‫ن لهم في الرض ول ْ‬ ‫ُ‬
‫غ ِ‬ ‫ب بما أغويتني لَزي ّن َ ّ‬ ‫) قال ر ّ‬
‫جر‪39:‬ش ‪.[ 40‬‬ ‫ح ْ‬ ‫خَلصين ( ] أل ِ‬ ‫م ْ‬
‫إل عبادك منهم ال ُ‬
‫خَلصون ل سلطان لبليششس عليهشم‪ ،‬كمششا قشال تعشالى‬ ‫م ْ‬‫فعباد الله ال ُ‬
‫ً‬
‫ن وكفششى برب ّششك وكيل ( ] ألسششراء‪:‬‬ ‫ن عبادي ليس لك عليهم سلطا ٌ‬ ‫)إ ّ‬
‫‪.[ 65‬‬
‫مششن الشششيطان‬ ‫ت القششرآن فاسششتعذْ بششالله ِ‬ ‫قشَرأ َ‬ ‫وقششال تعششالى ) فششإذا َ‬
‫ّ‬
‫ن على الذين آمنششوا وعلششى رّبهششم يتوكلششون‬ ‫الرجيم إّنه ليس له سلطا ٌ‬
‫حششل‪:‬‬ ‫ونه والذين هم به مشششركون ( ] ألن ْ‬ ‫ول ْ‬ ‫ّ‬ ‫إّنما سلطانه على الذين ي َت َ َ‬
‫‪98‬ش ‪.[ 100‬‬
‫فسلطان اللعين على أوليائه وأتباعه‪،‬على المشششركين بششالله‪،‬علششى‬
‫المّتبعين لهوائهم‪،‬على العاصين لمر الله تعالى وأمر رسششوله عليششه‬
‫الصلة والسلم‪.‬‬
‫ة‬
‫ل مششا يوصششله إلششى ذلششك‪.‬تششار ً‬ ‫فإبليس يسعى في إغواء بني آدم ِبك ّ‬
‫مششن‬ ‫مششن أتبششاعه‪.‬و ِ‬ ‫بالشبهات‪ ،‬وتارةً بالشهوات التي أغوى بهششا كششثيرا ً ِ‬
‫ور لهم اللذة المحّرمة بصششورة النعيششم وق شّرة العيششن‪.‬وزي ّششن‬ ‫نص ّ‬ ‫ذلك أ ْ‬
‫دي بشالفروج ليسشتر بضشاعته‬ ‫لهشم إطلق البصشار فشي الحشرام والتعش ّ‬
‫الفاسدة التي توجب دار البوار‪.‬‬
‫مششن‬ ‫فأولياء الشيطان إّنما يفعلون ما يدعوهم إليه ِإمامهم اللعيششن ِ‬
‫مششن‬ ‫من أجششل مششاذا ؟ ِ‬ ‫دي بفروجهم ِ‬ ‫إطلق أبصارهم في الحرام والتع ّ‬
‫ع انقضششاءها‪،‬ومششا أعظششم‬ ‫س شَر َ‬‫ة حقيششرة‪ ،‬مششا أ ْ‬ ‫ة دنيئة‪ ،‬ول شذّ ٍ‬ ‫أجششل شششهو ٍ‬
‫مششد‪ ،‬لكّنهششا ت ُششذهب‬ ‫ت إلششى اللششذة وجششدتها قصششيرة ال َ‬ ‫ضششررها‪.‬إذا نظششر َ‬
‫هششاء‪.‬وتسششلب زينششة الحيششاء‪.‬تشششغل‬ ‫حلة الب َ َ‬ ‫ّ‬ ‫اليمان وتطمس النور‪.‬تنزع ُ‬
‫ور‬ ‫صشش َ‬ ‫ً‬
‫كششر عششن الطاعششة‪ ،‬وتقششذف بششالفكر صششريعا إلششى حضششيض ال ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال ِ‬

‫‪3‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫الخسيسة‪.‬فترى المصاب بهذا المرض ش مرض الشششهوة وطلششب اللششذة‬
‫مك َب ّل ً عششن‬ ‫هششواه‪ُ .‬‬ ‫ي فتنة‪.‬عبدا ً لشهوته‪.‬أسيرا ً ل ِ َ‬ ‫المحّرمة ش تراه مفتونا ً أ ّ‬
‫ن‬ ‫حْرمشانه‪.‬ومشا أب َْيش َ‬ ‫ذته‪.‬فمشا أششدّ ِ‬ ‫م لشه إل فشي تحصشيل لش ّ‬ ‫هش ّ‬ ‫الخيشر‪.‬ل َ‬
‫فهه‪.‬‬ ‫س َ‬‫م ما أ ْ‬ ‫فهه ث ّ‬ ‫س َ‬‫خسرانه‪.‬ما أ ْ‬
‫ل‬ ‫واه قد أسخط رّبه ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫سي َْر َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫من المفاسد فإ ّ‬ ‫ل ما سبق ِ‬ ‫وقبل ك ّ‬
‫خَرتششه‪ ،‬وسششعى‬ ‫عآ ِ‬ ‫ض شي ّ َ‬ ‫عدٌ بالعذاب العظيم‪.‬قششد َ‬ ‫و ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫وعل بمعصيته‪.‬فهو ُ‬
‫في تفويت اللذة العظيمة في جّنات النعيم‪.‬‬
‫قال المام ابن القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 311‬‬
‫مها هناك‪،‬‬ ‫ر َ‬
‫ح ِ‬
‫ذاته وأذهبها في هذه الدار ُ‬ ‫من استوفى طّيباته ول ّ‬ ‫)ف َ‬
‫من أذهب طّيباته في الششدنيا واسششتمتع‬ ‫عى سبحانه وتعالى على َ‬ ‫كما ن َ َ‬
‫من ذلك أشدّ الخششوف ( ش ش‬ ‫من تبعهم يخافون ِ‬ ‫بها‪.‬ولهذا كان الصحابة و َ‬
‫ن ترك اللذة المحّرمة لله استوفاها يششوم القيامششة‬ ‫م ْ‬ ‫ن قال ش‪ ) :‬ف َ‬ ‫إلى أ ْ‬
‫مها هنششاك أو نقششص كمالهششا‪.‬فل‬ ‫ر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫من استوفاها هنا ُ‬ ‫أكمل ما تكون‪.‬و َ‬
‫من ترك شششهوته‬ ‫ذة َ‬ ‫من أوضع في معاصيه ومحارمه كل ّ‬ ‫ذة َ‬ ‫يجعل الله ل ّ‬
‫لله أبدًا(‪.‬انتهى كلم ابن القّيم‪.‬‬
‫زنهششا‬ ‫ُ‬
‫وا ِ‬ ‫فيا أّيها العبد اللبيب أنظشْر إلششى مفاسششد اللششذة المحّرمششة‪ ،‬و َ‬
‫ُ‬
‫ب به ذلك المفتون ش عافانششا اللششه‬ ‫ض هو قد أصي َ‬ ‫ي مر ٍ‬ ‫معها‪ ،‬فستعلم أ ّ‬
‫ُ‬
‫من أصيب به فلم يعالج نفسه‬ ‫هَلكة ل ِ َ‬ ‫وإّياك ش فما أخطره‪.‬فهو مرض ال َ‬
‫من راشد‪.‬وكششم‬ ‫من مهتد‪.‬وكم غوى به ِ‬ ‫ل بهذا المرض ِ‬ ‫بالوحي‪.‬فكم ض ّ‬
‫من قتيل‪.‬بعد عّزته صار الحقيَر الذليل‪.‬‬ ‫في طريقه ِ‬
‫فمششرض الفتتششان بالنسششاء مششرض خطيششر ومنتشششر‪ ،‬يششورث مفاسششد‬
‫ي صّلى الله تعالى عليششه وس شّلم‪.‬فعششن أبششي‬ ‫ذرنا منه النب ّ‬ ‫كثيرة‪.‬وقد ح ّ‬
‫ي صّلى اللششه عليششه وس شّلم قششال‬ ‫ي رضي الله عنه عن النب ّ‬ ‫سعيد الخدر ّ‬
‫ن اللششه مسششتخلفكم فيهششا فينظششر كيششف‬ ‫ضششرة‪.‬وإ ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫حلششوةٌ َ‬ ‫ن الششدنيا ُ‬ ‫)إ ّ‬
‫ة بنششي إسششرائيل‬ ‫ل فتنش ِ‬ ‫ن أو ّ‬ ‫تعملون‪.‬فاّتقوا الششدنيا‪.‬واّتقششوا النسششاء‪.‬فششإ ّ‬
‫كانت في النساء ( رواه مسلم ) ‪ 17/55‬ش ألشرح (‪.‬‬
‫ي صشلى اللششه عليششه‬ ‫ّ‬ ‫عنهمششا عششن النششب ّ‬ ‫وعن أسامة بن زيد رضي الله‬
‫َ‬
‫من النساء ( رواه‬ ‫ضّر على الّرجال ِ‬ ‫ةأ َ‬ ‫ت بعدي فتن ً‬ ‫وسّلم قال ) ما ت ََرك ْ ُ‬
‫ي ) ‪ ( 7/11‬ومسلم ) ‪ 17/54‬ش ألشرح (‪.‬‬ ‫البخار ّ‬
‫ت أن أب َّين بمشيئة الله تعالى في هذا الكتاب صفات نسششاء‬ ‫ُ‬
‫وقد أرد ُ‬
‫ن‬ ‫شر الله تعالى بها المؤمنين المّتقين‪.‬فمعرفة صفاته ّ‬ ‫الجّنة اللتي ب ّ‬
‫من أسباب ترك اللذة المحّرمة‪.‬‬ ‫من أسباب اّتقاء فتنة النساء‪،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫ن علم صفات نسششاء‬ ‫َ ْ‬‫م‬ ‫الغفلة‬ ‫أهل‬ ‫سبل‬ ‫سلوك‬ ‫لنفسه‬ ‫يختار‬ ‫فكيف‬
‫ن ؟ وكيششف يختششار سششبل المحروميششن‬ ‫ن وجمششاله ّ‬ ‫الجّنة وعششرف حسششنه ّ‬
‫ة‬ ‫ّ‬
‫وان‪ ،‬فباعوا اللذة العظيمة في الجّنة بلششذ ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫الذين رضوا لنفسهم بال َ‬
‫غصة توجب الحرمان والعقاب ؟‬ ‫من َ ّ‬ ‫غصة ُ‬ ‫من َ ّ‬
‫حقيرة منقطعة ناقصة ُ‬
‫ة‬‫سششاَرع َ‬ ‫م َ‬‫ب ال ُ‬ ‫ب والششترهي ُ‬ ‫فأهل اليمان والتقوى يوجب لهم الششترغي ُ‬
‫ّ‬
‫ب ما حّرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إلى الطاعة‪ ،‬واجتنا َ‬
‫خَر لششي بششه عظيششم‬ ‫فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتششاب‪.‬وأن ي َشدّ ِ‬
‫الثواب‪.‬وأن يهدينا وسائر إخواننا إلى جّنات النعيم‪.‬‬

‫جّنشة‬
‫ء ال َ‬
‫سشا ِ‬
‫ت نِ َ‬ ‫ص َ‬
‫فشا ُ‬ ‫ِ‬

‫‪4‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫مطَ ّ‬
‫هشرة‬ ‫ج ُ‬
‫أزوا ٌ‬
‫ن لهششم‬ ‫شششر الششذين آمنششوا وعملششوا الصششالحات أ ّ‬ ‫قال الله تعششالى ) وب َ ّ‬
‫ة رزقشا ً قششالوا‬ ‫من ثمر ٍ‬ ‫زقوا منها ِ‬ ‫ّ‬
‫النهار كلما ُر ِ‬ ‫من تحتها‬ ‫ت تجري ِ‬ ‫جّنا ٍ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫هششر ٌ‬ ‫مطَ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫مَتشابها ً ولهم فيهششا أزوا ٌ‬ ‫من قبل وأُتوا به ُ‬ ‫زقنا ِ‬ ‫هذا الذي ُر ِ‬
‫وهم فيها خالدون ( ] ألبقرة‪.[ 25:‬‬
‫قال ابن القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 283‬‬
‫مشن أرسشله إليشك‬ ‫شر ومنزلته وصدقه‪ ،‬وعظمششة َ‬ ‫مب َ ّ‬
‫ل جللة ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫) فتأ ّ‬
‫شرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليششك‬ ‫بهذه البشارة‪ ،‬وقدر ما ب ّ‬
‫جنان ومششا‬ ‫وأيسره‪.‬وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بال ِ‬
‫هششرة‪ ،‬ونعيششم‬ ‫مطَ ّ‬ ‫من النهار والثمار‪ ،‬ونعيششم النفششس بششالزواج ال ُ‬ ‫فيها ِ‬
‫القلب وقّرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الباد وعدم انقطاعه‬
‫(‪.‬‬
‫ن‬ ‫ء والبني ش َ‬ ‫مششن النسششا ِ‬ ‫هوات ِ‬ ‫شش َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ن للنششاس ح ش ّ‬ ‫وقششال تعششالى ) ُزي ّش َ‬
‫ر المقن َ‬
‫ومة والنعششام ِ‬ ‫سش ّ‬ ‫م َ‬ ‫ضة والخيل ال ُ‬ ‫من الذهب والف ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫طر ِ‬ ‫والقناطي ِ‬
‫سن المآب قششل أؤن َب ُّئكششم‬ ‫ح ْ‬ ‫حْرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده ُ‬ ‫وال َ‬
‫مششن تحتهششا النهششار‬ ‫ت تجري ِ‬ ‫من ذلكم للذين اّتقوا عند رّبهم جّنا ٌ‬ ‫ر ِ‬ ‫بخي ٍ‬
‫مششن اللششه واللششه بصششيٌر بالعبششاد‬ ‫ن ِ‬ ‫رضششوا ٌ‬ ‫هرةٌ و ِ‬ ‫مطَ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫خالدين فيها وأزوا ٌ‬
‫الششذين يقولششون رّبنششا إّننششا آمن ّششا فششاغفر لنششا ذنوبنششا وقنششا عششذاب النششار‬
‫الصشششابرين والصشششادقين والقشششانتين والمنفقيششششن والمسشششتغفرين‬
‫بالسحار ( ] آل عمران‪14:‬ش ‪.[ 17‬‬
‫ت‬ ‫وقال تعالى ) والششذين آمنششوا وعملششوا الصششالحات سششندخلهم جن ّششا ٍ‬
‫ة‬
‫هششر ٌ‬ ‫مطَ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫من تحتها النهار خالشدين فيهشا أبششدا ً لهششم فيهششا أزوا ٌ‬ ‫تجري ِ‬
‫وندخلهم ظل ظليل ( ] ألنساء‪.[ 57:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شششر اللششه تعششالى بهششا عبششاده المششؤمنين‬ ‫فهششذه بشششارةٌ عظيمششة ب ّ‬
‫ر وخبششث وآفششة‪،‬‬ ‫ل قششذ ٍ‬ ‫مششن ك ش ّ‬ ‫المّتقين‪.‬فأزواجهم في الجّنة طششاهرات ِ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن وباطنه ّ‬ ‫سواء في ذلك ظاهره ّ‬
‫قال المششام ابششن القي ّششم رحمششه اللششه فششي ) حششادي الرواح ( )‪283‬شش‬
‫‪:(284‬‬
‫مششن الحيششض والبششول والنفششاس والغششائط‬ ‫ت ِ‬ ‫هر ْ‬ ‫هرة التي طُ ّ‬ ‫مطَ ّ‬ ‫) وال ُ‬
‫هششر‬ ‫من نسششاء الششدنيا‪.‬فطُ ّ‬ ‫ل أذى يكون ِ‬ ‫ل قذر وك ّ‬ ‫والمخاط والبصاق وك ّ‬
‫هششر‬ ‫مششن الخلق الس شّيئة والصششفات المذمومششة‪.‬وطُ ّ‬ ‫مششع ذلششك باطنهششا ِ‬
‫من أن تطمح بششه إلششى غيششر‬ ‫هر طرفها ِ‬ ‫من الفحش والبذاء‪.‬وطُ ّ‬ ‫لسانها ِ‬
‫من أن يعرض لها دنس أو وسخ (‪.‬‬ ‫ت أثوابها ِ‬ ‫هر ْ‬ ‫ُ‬
‫زوجها‪.‬وط ّ‬
‫وقال المام ابن كثير رحمه الله تعششالى فششي ) النهايششة فششي الفتششن‬
‫والملحم ( ) ‪:( 2/509‬‬
‫مشن‬ ‫هشرة ( ] ألنسشاء‪ [ 57:‬أي ِ‬ ‫ج مط ّ‬ ‫) وقال تعالى ) لهشم فيهشا أزوا ٌ‬
‫ن‬ ‫الحيض والنفاس والبول والغائط والبصاق والمخششاط‪.‬ل يصششدر منه ش ّ‬
‫ن‬ ‫ن وألفششاظه ّ‬ ‫ن وأنفاسششه ّ‬ ‫ت أخلقهشش ّ‬ ‫هششر ْ‬ ‫مششن ذلششك‪.‬وكششذلك طُ ّ‬ ‫شششيءٌ ِ‬
‫ن (‪.‬‬ ‫ن وسجّيته ّ‬ ‫ولباسه ّ‬
‫ي علششى‬ ‫نساء الجّنة فيا أّيها العاقششل اللششبيب ح ش ّ‬ ‫صف‬ ‫و ْ‬ ‫وإذا كان هذا َ‬
‫الجّنة بالعمل الصششالح‪ ،‬أبششذل جهششدك فششي طاعششة اللششه تعششالى وطاعششة‬ ‫ُ‬

‫‪5‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫من المرهوب‪ ،‬وتفششوز‬ ‫الرسول صّلى الله عليه وسّلم‪ ،‬عسى أن تنجو ِ‬
‫بالمرغوب‪.‬‬
‫سن المآب‬ ‫ح ْ‬ ‫مل قوله تعالى ) ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده ُ‬ ‫وتأ ّ‬
‫غبهششم‬ ‫( ] آل عمران‪ [ 14:‬ل ُِيرشد تعالى عباده إلششى ثششواب الخششرة وير ّ‬
‫ن الخرة خيٌر وأبقى فيّتقوا الله‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬ول َِيعلموا أ ّ‬
‫دة الصششابرين ( )‪169‬شش‬ ‫قال المام ابن القي ّششم رحمششه اللششه فششي ) عش ّ‬
‫هوات ( الية‪:‬‬ ‫ب الش َ‬ ‫ن للناس ح ّ‬ ‫‪ (170‬بعد أن ذكر قوله تعالى ) ُزي ّ َ‬
‫ذهششا وشششهواتها‪،‬‬ ‫من مل ّ‬ ‫ن هذا الذي زّين به الدنيا ِ‬ ‫) فأخبر سبحانه أ ّ‬
‫مؤثريها على الخرة‪ ،‬وهو سششبعة أشششياء‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وما هو غاية أماني طلبها و ُ‬
‫ن أعظم زينتهششا وشششهواتها وأعظمهششا فتنششة‪.‬والبنيششن‬ ‫النساء اللتي ه ّ‬
‫ذين‬ ‫ضة الل َ‬ ‫الذين بهم كمال الرجل وفخره وكرمه وعّزه‪.‬والذهب والف ّ‬
‫ومة‬ ‫سش ّ‬ ‫م َ‬
‫دة الشهوات على اختلف أجناسها وأنواعها‪.‬والخيل ال ُ‬ ‫هما ما ّ‬
‫التي هي عّز أصحابها وفخرهم وحصونهم وآلة قهرهم لعدائهم في‬
‫منهششا ركششوبهم وطعششامهم ولباسششهم‬ ‫طلبهم وهربهششم‪.‬والنعششام الششتي ِ‬
‫دة‬‫من مصششالحهم‪.‬والحششرث الششذي هششو مششا ّ‬ ‫وأثاثهم وأمتعتهم وغير ذلك ِ‬
‫قوتهم وقوت أنعامهم ودواّبهم وفاكهتهم وأدويتهم وغير ذلك‪.‬‬
‫وق عباده إلششى‬ ‫مش ّ‬ ‫ن ذلك كّله متاع الحياة الدنيا‪.‬ث ّ‬ ‫م أخبر سبحانه أ ّ‬ ‫ث ّ‬
‫مششن هششذا المتششاع وأبقششى فقششال ) قششل‬ ‫مهم أّنه خيٌر ِ‬ ‫متاع الخرة‪ ،‬وأعل َ َ‬
‫مششن تحتهششا‬ ‫ت تجري ِ‬ ‫من ذلكم للذين اّتقوا عند رّبهم جّنا ٌ‬ ‫أؤن َب ُّئكم بخي ٍ‬
‫ر ِ‬
‫مششن اللشه واللشه بصشيٌر‬ ‫ن ِ‬ ‫رضشوا ٌ‬ ‫هشرةٌ و ِ‬ ‫ج مط ّ‬ ‫النهار خالدين فيها وأزوا ٌ‬
‫بالعباد (‪ ] .‬آل عمران‪.[ 15:‬‬
‫مششن هششم أهلششه الششذين هششم‬ ‫ق هذا المتاع و َ‬ ‫من يستح ّ‬ ‫م ذكر سبحانه َ‬ ‫ث ّ‬
‫أولى به فقال ) الذين يقولون رّبنا إّننا آمّنشا فشاغفر لنشا ذنوبنشا وقنشا‬
‫عششششذاب النششششار الصششششابرين والصششششادقين والقششششانتين والمنفقيششششن‬
‫] آل عمران‪16:‬ش ‪.[ 17‬‬ ‫والمستغفرين بالسحار (‬
‫من‬ ‫من متاع الخرة خير ِ‬ ‫ن ما أعدّ لوليائه المّتقين ِ‬ ‫فأخبر سبحانه أ ّ‬
‫متاع الدنيا‪.‬وهو نوعان‪ :‬ثواب يتمّتعون بششه‪ ،‬وأكششبر منششه وهششو رضششوانه‬
‫عليهم (‪.‬‬
‫ّ‬
‫نسأل الله تعالى أن ي ُب َلغنا جّنته إّنه غفور رحيم كريم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫حسشان‬
‫ت ِ‬
‫خي ْشرا ٌ‬
‫َ‬
‫حسان ( ] ألرحمن‪.[ 70:‬‬ ‫ت ِ‬ ‫خْيرا ٌ‬‫ن َ‬ ‫قال الله تعالى ) فيه ّ‬
‫خّيششرة‪.‬كسششّيدة‬ ‫مششن َ‬ ‫خْيششرة‪.‬وهششي مخففششة ِ‬ ‫) فششالخيرات جمششع َ‬
‫ن خيشششرات الصشششفات والخلق‬ ‫حسشششان جمشششع حسشششنة‪.‬فهششش ّ‬ ‫ولّينشششة‪.‬و ِ‬
‫حسان الوجوه ( حادي الرواح لبن القّيم ) ‪290‬ش ‪.( 291‬‬ ‫والشيم‪ِ .‬‬
‫وقال ابن القّيم أيضا ً في ) روضة المحّبين ( ) ‪:( 243‬‬
‫خْلقهششا‬ ‫محاسششن ظششاهرا ً وباطنشًا‪ ،‬فكمششل َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫) وهي التي قششد جمعش ْ‬
‫حسان الوجوه (‪.‬‬ ‫ن خيرات الخلق ِ‬ ‫خُلقها‪.‬فه ّ‬ ‫و ُ‬
‫مششن‬ ‫ي ) ‪4/20‬ش ش ‪ِ ( 21‬‬ ‫ن ما ورد في صششحيح البخششار ّ‬ ‫سنه ّ‬‫ح ْ‬ ‫ومما يبّين ُ‬
‫ّ‬
‫ي صلى الله عليه وسششلم‬ ‫ّ‬ ‫حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النب ّ‬
‫ب‬‫قششا ُ‬ ‫َ‬
‫من الدنيا وما فيها‪.‬ول َ‬ ‫غدوةٌ خيٌر ِ‬ ‫ة في سبيل الله أو َ‬ ‫قال ) ل ََروح ٌ‬
‫من الدنيا وما‬ ‫طه خيٌر ِ‬ ‫و َ‬
‫س ْ‬‫د يعني َ‬ ‫قي ٍ‬
‫من الجّنة أو موضع ِ‬ ‫س أحدكم ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬
‫ت‬ ‫ت إلششى أهششل الرض لضششاء ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫من أهل الجّنة اطل َ‬ ‫ن امرأةً ِ‬ ‫فيها‪ .‬ولو أ ّ‬
‫مششن الششدنيا ومششا‬ ‫صْيفها على رأسششها خي شٌر ِ‬ ‫‪((1‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ملته ريحا‪.‬ولن َ ِ‬ ‫ما بينهما ول َ َ‬
‫فيها (‪.‬‬
‫ل‪ ،‬ففششي‬ ‫ن نساء الجّنة يزدادون حسنا ً وجمششا ً‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫وقد ورد ما يد ّ‬
‫ن‬
‫صحيح مسلم ) ‪ ( 4/2178‬عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أ ّ‬
‫وقا ً يأتونهششا‬ ‫س ْ‬ ‫ن في الجّنة ل َ ُ‬ ‫رسول الله صّلى الله عليه وسّلم قال ) إ ّ‬
‫ب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون‬ ‫ل جمعة‪ ،‬فته ّ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬فيرجعششون إلششى أهليهششم وقششد ازدادوا حسششنا ً وجمششا ً‬ ‫حسششنا ً وجمششا ً‬
‫ل‪ ،‬فيقولون‪:‬‬ ‫فيقول لهم أهلوهم‪ :‬والله لقد ازددتم بعدنا حسنا ً وجما ً‬
‫وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا ً وجمال ً (‪.‬‬

‫وات‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫سشن أصش َ‬
‫ح َ‬
‫ن ب ِأ ْ‬
‫ن أزواجهش ّ‬
‫غّنيش َ‬
‫يُ َ‬
‫عن ابن عمر رضي الله عنهما قششال‪ :‬قششال رسششول اللششه صشّلى اللششه‬
‫ت‬ ‫ن ِبأحسششن أصششوا ٍ‬ ‫ن أزواجهش ّ‬ ‫غّنيش َ‬ ‫ن أزواج أهل الجّنة ل َي ُ َ‬ ‫عليه وسّلم ) إ ّ‬
‫حد ٌ ق ّ‬
‫حسششان‪.‬أزواج قششوم ٍ‬ ‫خيرات ال ِ‬ ‫ن به‪ :‬نحن ال َ‬ ‫غّني َ‬ ‫ن مما ي ُ َ‬ ‫ط‪.‬إ ّ‬ ‫سمعها أ َ‬
‫ن بششه‪ :‬نحششن الخالششدات فل‬ ‫غّني ش َ‬‫ن ممششا ي ُ َ‬ ‫عيششان‪.‬وإ ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ن بِ ُ‬
‫ق شّر ِ‬ ‫ك ِشَرام‪.‬ي َن ْظُشْر َ‬
‫عّنششه (‪.‬رواه‬ ‫مقيمششات فل ي َظْ َ‬ ‫فن َششه‪.‬نحششن ال ُ‬ ‫خ ْ‬‫منششات فل ي َ َ‬ ‫مت ْن َششه‪.‬نحششن ال ِ‬ ‫يَ ُ‬
‫ي في ) المعجم الوسششط ( ) ‪5/149‬شش ‪ ( 150‬وفششي ) المعجششم‬ ‫الطبران ّ‬
‫وث ِْيمششة بششن‬ ‫دثنا أبششو رفاعششة عمششارة بششن َ‬ ‫الصششغير ( ) ‪ ( 2/35‬فقششال‪ :‬حش ّ‬
‫مد بن‬ ‫دثنا سعيد بن أبي مريم أنبأنا مح ّ‬ ‫موسى بن الفرات المصري ح ّ‬
‫جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضششي اللشه عنهمشا‬
‫فذكره‪.‬‬
‫م‬‫فلش ْ‬‫َ‬ ‫وث ِْيمششة َ‬‫وهذا إسناد رجاله رجال الكتب السّتة سوى عمارة بششن َ‬
‫أجد له ترجمة سوى ما عند ابن الجششوزي فششي ) المنتظششم ( ) ‪( 6/37‬‬
‫في فششي سششنة تسششع وثمششانين ومششائتين فقششال‪:‬‬ ‫و ّ‬
‫من ت ُش ُ‬ ‫فقد ذكره في َ‬
‫دث‬ ‫ولد ِبمصششر وحشش ّ‬ ‫ي ُ‬‫وث ِْيمة بن موسى أبو رفاعة الفارس ّ‬ ‫) عمارة بن َ‬
‫دث‬ ‫ً‬
‫عن أبي صالح كاتب الليث وغيره وصّنف تاريخا على السششنين وح ش ّ‬
‫من هذه السنة (‪.‬‬ ‫ي في جمادى الخرة ِ‬ ‫ف َ‬‫و ّ‬‫به‪.‬وت ُ ُ‬

‫مار فما قدر لبسته‪.‬‬


‫خ َ‬
‫مارها‪.‬وإذا كان هذا قدر ال ِ‬
‫خ َ‬
‫)‪ (1‬أي ِ‬

‫‪7‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫وكذلك ذكره المام ابن كششثير فششي ) البدايششة والنهايششة ( ) ‪( 11/96‬‬
‫من السنة نفسها وعزا له التاريخ‪.‬‬ ‫من العيان ِ‬‫ي ِ‬ ‫و ّ‬
‫ف َ‬ ‫من ت ُ ُ‬‫في َ‬
‫من شيوخ الطبراني في )المعجم الكبير( أيضا‪ً.‬‬ ‫وهو ِ‬
‫ي رحمه الله في ) صحيح الجامع‬ ‫ححه الشيخ اللبان ّ‬ ‫هذا والحديث ص ّ‬
‫ش الحديث رقم ‪.( 1561‬وانظر ) سلسلة الحاديث الصحيحة ش الحششديث‬
‫رقم ‪.( 3002‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫م ْ‬
‫كنشون‬ ‫َ‬
‫مثشال اللؤلشؤ ال َ‬
‫كأ ْ‬
‫ن كأمثال اللؤلششؤ‬ ‫عي ٌ‬
‫ن ) وحوٌر ِ‬‫سِنه ّ‬
‫ح ْ‬ ‫ن وبيان ُ‬ ‫قال تعالى في وصفه ّ‬
‫المكنون ( ] ألواقعة‪22:‬ش ‪.[ 23‬‬
‫ن اللؤلششؤ الرطششب فششي بياضششه وصششفائه ( تفسششير المششام‬ ‫) أي كأّنه ّ‬
‫ابن كثير ) ‪.( 4/287‬‬
‫دفه‪.‬‬
‫ص َ‬‫صون المستور في َ‬ ‫م ُ‬
‫كنون هو ال َ‬ ‫م ْ‬‫وال َ‬
‫قال ابن القّيم في روضة المحّبين ) ‪:( 245‬‬
‫مسه (‪.‬‬ ‫ْ‬
‫مل َ‬‫سن بياضه‪.‬ونعومة َ‬ ‫ح ْ‬ ‫من اللؤلؤ صفاء لونه‪.‬و ُ‬ ‫خذ ْ ِ‬‫ف ُ‬‫) َ‬

‫م ْ‬
‫كنشون‬ ‫َ‬
‫ض َ‬
‫ن ب َْيش ٌ‬
‫كأّنهش ّ‬
‫ض‬
‫ن َبيش ٌ‬ ‫قشال اللششه تعششالى ) وعنششدهم قاصششرات الطّشْرف ِ‬
‫عي ْششن كششأّنه ّ‬
‫مكنون ( ] ألصافات‪48:‬ش ‪.[ 49‬‬
‫ن الله تعالى بالب َْيض الذي يكّنه الريش مثل بيض الّنعام الذي‬ ‫ه ّ‬‫ه ُ‬
‫شب ّ َ‬
‫من الريح والغبار‪.‬‬ ‫يحضنه الطائر ويستره بريشه ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مكنششون ( إن ّششه ب َطششن الششبيض وهششو الششذي‬ ‫وقيل في معنى ) الب َْيض ال َ‬
‫داخل القشر‪.‬فهذا قول ثان‪.‬‬
‫ن في بياضه وصفائه‪.‬وهذا قول ثالث‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫وقيل إّنه اللؤلؤ‪.‬وبه ُ‬
‫شب ّ ْ‬
‫جحشششه الششششوكاني فشششي ) فتشششح‬ ‫ول‪.‬ور ّ‬ ‫والمختشششار هشششو القشششول ال ّ‬
‫القششدير (‪.‬وهششو اختيششار اللوسششي فششي ) روح المعششاني (‪.‬ولششم يششذكر‬
‫الشنقيطي في ) أضواء البيان ( غيره‪.‬والله تعالى أعلم‬

‫مْرجشان‬ ‫َ‬
‫ت وال َ‬
‫ن الياقشو ُ‬
‫كأّنهش ّ‬
‫مْرجان (] ألرحمن‪58:‬‬
‫ن الياقوت وال َ‬
‫ن ) كأّنه ّ‬
‫فه ّ‬
‫ص ِ‬
‫و ْ‬
‫قال تعالى في َ‬
‫[‪.‬‬
‫قال ابن القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 289‬‬
‫سششرين‪ :‬أراد صششفاء اليششاقوت فششي َبيششاض‬
‫مة المف ّ‬
‫) قال الحسن وعا ّ‬
‫مرجان (‪.‬‬‫ن في صفاء اللون وبياضه بالياقوت وال َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ه ُ‬‫مْرجان‪.‬شب ّ َ‬ ‫ال َ‬
‫ونقله ابن كششثير رحمششه اللششه فششي التفسششير ) ‪ ( 4/280‬عششن مجاهششد‬
‫والحسن وابن زيد وغيرهم‪.‬‬
‫وقال ابن القّيم في روضة المحّبين ) ‪:( 245‬‬
‫ن لششونه فششي صششفائه وإشششرابه‬
‫سش َ‬
‫ح ْ‬‫من اليششاقوت والمرجششان ُ‬ ‫خذ ْ ِ‬‫)و ُ‬
‫مرة (‪.‬‬ ‫ح ْ‬‫من ال ُ‬ ‫ر ِ‬ ‫بيسي ٍ‬
‫ي ) ‪ ( 4/160‬ومسلم ) ‪17/171‬ش ‪ 172‬بشرح النووي (‬ ‫وروى البخار ّ‬
‫ي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله‬ ‫واللفظ للبخار ّ‬

‫‪8‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫متي ش م‬ ‫ُ‬
‫من أ ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ) :‬إن أول زمرة يدخلون الجنة ] ِ‬
‫ي [ على‬ ‫وَرتهم ش خ ‪ 4/143‬م ‪ 17/173‬واللفظ للبخار ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫‪ُ ] [ 17/172‬‬
‫ي في‬ ‫ب دُّر ّ‬ ‫صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشدّ كوك ٍ‬
‫ل يبولون‬ ‫السماء إضاءة ] ثم هم بعد ذلك منازل ش م ‪[ 172 /17‬‬
‫صقون ش خ ‪ 4/143‬م‬ ‫متخطون ] ول يب ُ‬ ‫وطون ول ي َْتفلون ول ي َ ْ‬ ‫ول يتغ ّ‬
‫قمون [ أمشاطهم‬ ‫س َ‬ ‫ي ‪ :4/143‬ل ي َ ْ‬ ‫‪ ] [ 173 ،17/172‬زاد البخار ّ‬
‫من الذهب والفضة ش خ‬ ‫الذهب ] وفي رواية‪ :‬آنيتهم وأمشاطهم ِ‬
‫مرهم ]‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬
‫شحهم المسك و َ‬ ‫‪ 4/143‬م ‪ 17/173‬واللفظ لمسلم [ وَر ْ‬
‫َ‬
‫وة الل َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ود‬‫ع ْ‬ ‫جوج ُ‬ ‫مرهم ش خ ‪ [ 143 /4‬الل ُ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫قود َ‬ ‫و ُ‬ ‫وفي رواية‪َ :‬‬
‫ئ منهم زوجتان ] اثنتان ش م‬ ‫عْين ) لكل امر ٍ‬ ‫ور ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫الطّْيب وأزواجهم ال ُ‬
‫من‬ ‫من وراء لحمها ِ‬ ‫خ ساقها ِ‬ ‫م ّ‬‫ة منهما ُيرى ُ‬ ‫‪ [ 171 /17‬كل واحد ٍ‬
‫ي ( ] وفي رواية عند‬ ‫سن ش خ ‪ 4/143‬م ‪ 17/173‬واللفظ للبخار ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ُ‬
‫م ّ‬
‫خ‬ ‫عْين ُيرى ُ‬ ‫ور ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫من ال ُ‬ ‫ئ زوجتان ِ‬ ‫ي ‪ :4/145‬لكل امر ٍ‬ ‫البخار ّ‬
‫من وراء العظم واللحم [ ] وما في الجنة أعزب ش م ‪/17‬‬ ‫ن ِ‬ ‫قه ّ‬ ‫و ِ‬‫س ْ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫ستون ذراعا في‬ ‫خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪ [ 171‬على َ‬
‫سد ش خ ‪[ 145 /4‬‬ ‫حا ُ‬ ‫غض ] ول ت َ َ‬ ‫السماء ) ل اختلف بينهم ول ت ََبا ُ‬
‫شي ّا ش خ ‪ 4/143‬م ‪( 17/173‬‬ ‫ً‬ ‫ع ِ‬ ‫كرةً و َ‬ ‫قلوبهم قلب واحد يسبحون الله ب ُ ْ‬
‫(‪.‬‬
‫ف نساء أهل الجّنة‪ُ ) :‬يرى‬ ‫ص ِ‬ ‫و ْ‬ ‫فقوله صّلى الله عليه وسّلم في َ‬
‫حسن والصفاء‬ ‫ل على ال ُ‬ ‫من وراء العظم واللحم (‪.‬يد ّ‬ ‫ن ِ‬‫قه ّ‬ ‫و ِ‬ ‫س ْ‬
‫خ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ُ‬
‫غْين‪.‬‬ ‫الَبال ِ َ‬
‫قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ) فتح الباري ( ) ‪:( 6/401‬‬
‫م الميششم وتشششديد المعجمششة ششش‪ :‬مششا فششي داخششل‬ ‫خ ششش بضشش ّ‬ ‫مشش ّ‬ ‫) وال ُ‬
‫ن مشا فشي داخشل العظشم‬ ‫العظم‪.‬والمراد به وصفها بالصفاء البشالغ‪.‬وأ ّ‬
‫ل يستتر بالعظم واللحم والجلد (‪.‬‬
‫ّ‬
‫ي ص شلى اللششه عليششه وس شلم‬ ‫ّ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النب ّ‬
‫ة‬
‫ل واحد ٍ‬ ‫عْين على ك ّ‬ ‫ور ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫من ال ُ‬ ‫من أهل الجّنة زوجتان ِ‬ ‫جل ِ‬ ‫قال ) ِللّر ُ‬
‫من وراء الثياب (‪.‬رواه المام أحمششد فششي‬ ‫خ ساقها ِ‬ ‫م ّ‬‫حّلة يرى ُ‬ ‫سبعون ُ‬
‫ماد بن سلمة أنا يششونس عششن‬ ‫فان ثنا ح ّ‬ ‫دثنا ع ّ‬ ‫المسند )‪ (2/345‬قال‪ :‬ح ّ‬
‫مد بن سيرين عن أبي هريرة به‪.‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫مح ّ‬
‫مد بشن المنهشال ثنشا يزيشد‬ ‫ورواه الدارمي ) ‪ ( 931‬فقال‪ :‬أخبرنا مح ّ‬
‫مد بن سيرين عن أبششي هريششرة‬ ‫بن زريع ثنا هشام القردوسي عن مح ّ‬
‫رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صّلى الله عليه وسّلم ) مششا فششي‬
‫حل ّششة‬
‫مششن وراء سششبعين ُ‬ ‫خ ساقهما ِ‬ ‫ه زوجتان‪.‬إّنه ليرى م ّ‬ ‫حدٌ إل ل َ ُ‬ ‫الجّنة أ َ‬
‫من عزب (‪.‬وهذا إسناد صحيح أيضا‪ً.‬‬ ‫ما فيها ِ‬

‫ور‬
‫حشش ْ‬
‫ُ‬
‫ت وعيششون‬ ‫م َ‬
‫قام ٍ أميششن فششي جن ّششا ٍ‬ ‫ن المّتقين في َ‬‫قال الله تعالى ) إ ّ‬
‫عْيششن‬‫ر ِ‬ ‫و ٍ‬
‫حشش ْ‬‫وجناهم ب ِ ُ‬‫مَتقابلين كذلك وز ّ‬‫ق ُ‬
‫س وإستبر ٍ‬ ‫من سند ٍ‬ ‫يلبسون ِ‬
‫وتششة‬
‫م ْ‬‫منيششن ل يششذوقون فيهششا المششوت إل ال َ‬ ‫ةآ ِ‬
‫ل فاكه ش ٍ‬‫دعون فيها ِبك ش ّ‬
‫يَ ْ‬
‫الولى ووقاهم عذاب الجحيم ( ] ألدخان‪51:‬ش ‪.[ 56‬‬
‫قال ابن القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪284‬ش ‪:( 285‬‬

‫‪9‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫ل مكششروه‪،‬‬ ‫من ك ّ‬ ‫من فيه ِ‬ ‫مْنزل وحصول ال ْ‬ ‫سن ال َ‬ ‫ح ْ‬
‫مع لهم بين ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ف َ‬ ‫) َ‬
‫عشششرة‬ ‫سششن اللبششاس‪ ،‬وكمششال ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫واشششتماله علششى الثمششار والنهششار‪ ،‬و ُ‬
‫عْيشن‪ ،‬ودعشائهم بجميشع‬ ‫ور ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫بمقابلة بعضهم بعضًا‪ ،‬وتمشام اللشذة بشال ُ‬
‫من انقطاعهششا ومض شّرتها وغائلتهششا‪ ،‬وختششام‬ ‫مِنهم ِ‬ ‫أنواع الفاكهة‪ ،‬مع أ ْ‬
‫مهم بأّنهم ل يذوقون هناك موتا ً (‪.‬‬ ‫عل َ َ‬ ‫ذلك أ ْ‬
‫وقال أيضا ً في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 138‬‬
‫ت وعيشون (‬ ‫قشام ٍ أميشن فشي جّنشا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن المّتقيشن فشي َ‬ ‫) قال تعالى ) إ ّ‬
‫ل‬‫مششن ك ش ّ‬ ‫مششن ِ‬ ‫مقام‪ :‬موضع القامة‪.‬والمين‪ :‬ال ِ‬ ‫] ألدخان‪51:‬ش ‪ [ 52‬وال َ‬
‫مششن‬ ‫ّ‬
‫سوء وآفة ومكروه‪،‬وهو الذي قد جمع صفات المن كلهششا‪ ،‬فهششو آ ِ‬
‫مششن الخششروج‬ ‫منششون فيششه ِ‬ ‫من الزوال والخراب وأنواع النقص‪ ،‬وأهلششه آ ِ‬ ‫ِ‬
‫منششه‬ ‫والنقص والنكد‪.‬والبلد المين‪ :‬الذي قد أمن أهله فيه مما يخاف ِ‬
‫سواهم‪.‬‬
‫ن المّتقيششن فششي‬ ‫مل كيف ذكر سبحانه المن في قوله تعالى ) إ ّ‬ ‫وتأ ّ‬
‫ل‬ ‫دعون فيهششا بك ش ّ‬ ‫قام ٍ أمين ( ] ألششدخان‪ [ 51:‬وفششي قششوله تعششالى )ي َش ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫مششن‬ ‫ْ‬ ‫وأ‬ ‫شان‬ ‫ش‬ ‫مك‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫شن‬ ‫ش‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫شن‬ ‫ش‬ ‫بي‬ ‫شم‬ ‫ش‬ ‫له‬ ‫شع‬ ‫ش‬ ‫[‪.‬فجم‬ ‫‪55‬‬ ‫شدخان‪:‬‬ ‫ش‬ ‫]أل‬ ‫شن(‬ ‫ش‬ ‫مني‬
‫ِ‬ ‫آ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫فاكه‬
‫الطعام‪ ،‬فل يخافون انقطششاع الفاكهششة ول سششوء عاقبتهششا ومض شّرتها‪،‬‬
‫من الموت فل يخششافون فيهششا‬ ‫منها‪ ،‬فل يخافون ذلك‪ ،‬وأ ْ‬ ‫من الخروج ِ‬ ‫وأ ْ‬
‫موتا ً (‪.‬‬
‫هْين بما آتاهم رّبهم‬ ‫ت ونعيم فاك ِ ِ‬ ‫ن المّتقين في جّنا ٍ‬ ‫وقال تعالى) إ ّ‬
‫كلششوا واشششربوا هنيئا ً بمششا كنتششم تعملششون‬ ‫ووقاهم رّبهم عذاب الجحيم ُ‬
‫عْيشن ( ] ألطشور‪17:‬شش‬ ‫ر ِ‬ ‫و ٍ‬ ‫حش ْ‬‫وجنشاهم ب ِ ُ‬ ‫ة وز ّ‬‫ر مصشفوف ٍ‬ ‫سشر ٍ‬ ‫مّتكئين على ُ‬
‫‪.[ 20‬‬
‫قال ابن القّيم رحمه الله‪:‬‬
‫) ذكر سبحانه أرباب العلوم النافعة والعمال الصالحة والعتقادات‬
‫جنششان‪ ،‬وحششالهم‬ ‫الصحيحة وهم المّتقون‪ ،‬فذكر مساكنهم وهم فششي ال ِ‬
‫فششي المسششاكن وهششو النعيششم‪.‬وذكششر نعيششم قلششوبهم وراحتهششم بكششونهم‬
‫جب بالشششيء‬ ‫مع َ‬ ‫كه‪ :‬ال ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫هْين بما آتاهم رّبهم ( ] ألطور‪.[ 18:‬وال َ‬ ‫) فاك ِ ِ‬
‫كه بالكسر يفكه فهششو فكششه وفششاكه إذا‬ ‫عله‪ :‬ف ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫مغتبط به‪.‬و ِ‬ ‫المسرور ال ُ‬
‫كان طّيب النفس ( شش إلشى أن قشال ابشن القي ّششم شش ‪ ) :‬والمقصشود أّنشه‬
‫كه‪ ،‬ونعيششم البششدن‬ ‫مين‪ :‬نعيم القلششب بششالتف ّ‬ ‫عي َ‬
‫سبحانه جمع لهم بين الن ّ ِ‬
‫بالكششل والشششرب والنكششاح‪.‬ووقششاهم عششذاب الجحيششم‪.‬فوقششاهم ممششا‬
‫وفاق شًا‪ ،‬لّنهششم تركششوا مششا يكششره‪،‬‬ ‫يكرهون‪ ،‬وأعطاهم ما يحّبون‪ ،‬جششزاءً ِ‬
‫ب‪ ،‬فكان جزاؤهم مطابقا ً لعمالهم‪.‬‬ ‫وأَتوا بما يح ّ‬
‫مششه قششوله ) هنيئا ً ( ] ألطششور‪:‬‬ ‫ه َ‬ ‫ف َ‬‫م أخبر عششن دوام ذلششك لهششم بمششا أ ْ‬ ‫ث ّ‬
‫غص عليهم ذلك نعيمهم ولم‬ ‫َ‬
‫‪.[ 19‬فإّنهم لو علموا زواله وانقطاعه لن َ ّ‬
‫يكن هناء لهم‪.‬‬
‫ر‬
‫س شُر ٍ‬ ‫مت ّك ِئ ِي ْششن علششى ُ‬ ‫م ذكششر مجالسششهم وهيئاتهششم فيهششا فقششال ) ُ‬ ‫ثش ّ‬
‫صفوفة ( ] ألطششور‪.[ 20:‬وفششي ِذكششر اصششطفافها تنششبيه علششى كمششال‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫من بعششض ومقابلششة بعضششهم بعض شا‪ ،‬كمششا‬ ‫قْرب بعضهم ِ‬ ‫النعمة عليهم ب ِ ُ‬
‫مششن َتمششام‬ ‫ن ِ‬ ‫مَتقاِبلين ( ] ألواقعة‪.[ 16:‬فإ ّ‬ ‫ن عليها ُ‬ ‫مت ّك ِئ ِي ْ َ‬‫قال تعالى ) ُ‬
‫ب‬ ‫مششن يح ش ّ‬ ‫ن يكون مششع النسششان فششي بسششتانه ومنزلششه َ‬ ‫اللذة والنعيم أ ْ‬
‫حي ْششل بينششه وبينششه‪ ،‬بششل‬ ‫منششه قششد ِ‬ ‫ً‬
‫معاشرته وُيؤثر قربه‪ ،‬ول يكون بعيدا ِ‬

‫‪10‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫مششن بششدائع التفسششير لبششن‬ ‫من يحب ّششه(‪.‬انتهششى ِ‬ ‫سريره إلى جانب سرير َ‬
‫مد‪.‬ونقله عن التبيششان‬ ‫القّيم ) ‪4/257‬ش ‪ ( 258‬ش جمع‪ :‬يسري السّيد مح ّ‬
‫في أقسام القرآن‪.‬‬
‫ن كأمثششال اللؤلششؤ‬ ‫عْيشش ٌ‬ ‫وٌر ِ‬ ‫حشش ْ‬ ‫ن)و ُ‬ ‫فه ّ‬ ‫صشش ِ‬‫و ْ‬ ‫وقششال اللششه تعششالى فششي َ‬
‫المكنون ( ] ألواقعة‪22:‬ش ‪.[ 23‬‬
‫خيام ( ] ألرحمن‪.[ 72:‬‬ ‫ت في ال ِ‬ ‫ورا ٌ‬ ‫ص ْ‬‫ق ُ‬ ‫م ْ‬‫وٌر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫وقال تعالى ) ُ‬
‫عْين‬ ‫ور ال ِ‬ ‫ح ْ‬‫دم الحديث الذي في الصحيحين وفيه‪ ):‬وأزواجهم ال ُ‬ ‫وتق ّ‬
‫(‪.‬‬
‫وراء‪.‬وهششي المششرأة النقي ّششة الَبيششاض‪ ،‬الشششديدة بيششاض‬ ‫ح ْ‬ ‫ور جمع‪َ :‬‬ ‫ح ْ‬‫وال ُ‬
‫دة سواد الحدقة‪.‬‬ ‫مقلة العين في ش ّ‬ ‫ُ‬
‫قال المام ابن جرير الطبري رحمه الله في التفسير ) ‪( 11/248‬‬
‫عْين ( ] ألدخان‪:[ 54:‬‬ ‫ر ِ‬
‫و ٍ‬ ‫ح ْ‬
‫وجناهم ب ِ ُ‬ ‫في قوله تعالى ) كذلك وز ّ‬
‫مششن‬ ‫) يقول تعالى ذكره‪ :‬كما أعطينا هششؤلء المّتقيششن فششي الخششرة ِ‬
‫الكرامة بإدخالهم الجّنات وإلباسهم فيها السندس والستبرق‪ ،‬كششذلك‬
‫ن النقي ّششات‬ ‫مششن النسششاء وهش ّ‬ ‫ورا ً ِ‬ ‫حش ْ‬ ‫وجناهم أيضا ً فيهششا ُ‬ ‫نز ّ‬ ‫أكرمناهم بأ ْ‬
‫م نقل هذا المعنى عن قتادة رحمه الله‪.‬‬ ‫وراء (‪.‬ث ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫دته ّ‬ ‫ح َ‬‫وا ْ ِ‬ ‫الَبياض‪َ .‬‬
‫ت فشي‬ ‫ورا ٌ‬ ‫صش ْ‬
‫ق ُ‬‫م ْ‬
‫وٌر َ‬ ‫حش ْ‬‫ي ) ‪ ( 11/614‬في قوله تعالى ) ُ‬ ‫وقال الطبر ّ‬
‫ور(‪ :‬ب ِي ْششض‪.‬وهششي جمششع‬ ‫حش ْ‬ ‫خيششام ( ] ألرحمششن‪ ) :[ 72:‬يعنششي بقششوله ) ُ‬ ‫ال ِ‬
‫م نقله عن مجاهد رحمه الله‪.‬‬ ‫وراء‪ :‬البيضاء (‪.‬ث ّ‬ ‫ح ْ‬‫وراء‪.‬وال َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫عْين ( ] ألطور‪[ 20:‬‬ ‫ر‬
‫ِ ُ ْ ٍ ِ‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫وجناهم‬ ‫ّ‬ ‫وز‬ ‫)‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫وقال‬
‫في التفسير ) ‪:( 11/487‬‬
‫دة‬‫مقلششة العيششن فششي شش ّ‬ ‫ْ‬ ‫وراء‪ ،‬وهي الشديدة َبياض ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ور جمع َ‬ ‫ح ْ‬ ‫) وال ُ‬
‫سواد الحدقة (‪.‬‬
‫عْين ( ] ألواقعة‪) [ 22 :‬‬ ‫وٌر ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫وقال أيضا ً في تفسير قوله تعالى ) و ُ‬
‫وراء‪ ،‬وهي النقي ّششة َبيششاض العيششن الشششديدة‬ ‫ح ْ‬ ‫ور جمع َ‬ ‫ح ْ‬ ‫‪ ) :(11/632‬وال ُ‬
‫سوادها ( انتهى‪.‬أي‪ :‬نقّية بياض أبيضها وهي المقلششة‪ ،‬شششديدة سششواد‬
‫وٌر‪:‬‬ ‫حش ْ‬ ‫أسودها وهي الحدقة‪.‬كما قال ابن عّباس رضي اللششه عنهمششا‪ُ ) :‬‬
‫ي عنه في) ‪ ( 6/181‬بصيغة الجزم‪.‬‬ ‫دق (‪.‬عّلقه البخار ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ودُ ال َ‬ ‫س ْ‬ ‫ُ‬
‫وقال ابن القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 285‬‬
‫وراء‪ ،‬وهي المرأة الشاّبة الحسناء الجميلة البيضاء‬ ‫ح ْ‬ ‫ور جمع َ‬ ‫ح ْ‬ ‫) وال ُ‬
‫دم‪.‬‬ ‫شديدة سواد العين (‪.‬ويقصد بسواد العين‪ :‬سواد الحدقة كما تق ّ‬
‫ن الحور في كلم‬ ‫م نقل المام ابن القّيم عن ابن عّباس وقتادة أ ّ‬ ‫ث ّ‬
‫م قشال ) الموضشع‬ ‫ور الب ِْيض الوجوه‪.‬ثش ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫العرب‪ :‬الب ِْيض‪.‬وعن مقاتل‪ :‬ال ُ‬
‫السابق (‪:‬‬
‫ن الحششور‬ ‫ور‪ :‬البيششاض‪.‬والتحششوير‪ :‬التششبييض‪.‬والصششحيح أ ّ‬ ‫حش َ‬ ‫) وأصششل ال َ‬
‫وة سششوادها‪.‬فهششو‬ ‫دة بياضها مع ق ّ‬ ‫عْين‪ ،‬وهو ش ّ‬ ‫ور في ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫من ال َ‬ ‫مأخوذ ِ‬
‫دة‬ ‫عيششن فششي ش ش ّ‬ ‫دة بيششاض ال َ‬ ‫من المرين‪.‬وفي الصحاح‪ :‬الحششور ش ش ّ‬ ‫يتض ّ‬
‫ور فششي‬ ‫حش َ‬ ‫ن قشال شش ‪ ) :‬وال َ‬ ‫ور ( شش إلششى أ ْ‬ ‫حش َ‬ ‫وراء بّينة ال َ‬ ‫ح ْ‬ ‫سوادها‪.‬إمرأة َ‬
‫سن البيششاض والسششواد وتناسششبهما واكتسششاب‬ ‫ح ْ‬ ‫من ُ‬ ‫عْين معنى يلتئم ِ‬ ‫ال َ‬
‫وراء‪ :‬إذا اشششتدّ بيششاض‬ ‫حش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مششن الخششر‪.‬وعيش ٌ‬ ‫سششن ِ‬ ‫ح ْ‬‫د منهمششا ال ُ‬ ‫ل واحش ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ور‬ ‫حش َ‬ ‫وراء حّتى تكششون مششع َ‬ ‫ح ْ‬ ‫مى المرأة َ‬ ‫أبيضها وسواد أسودها‪.‬ول ُتس ّ‬
‫عينها بيضاء لون الجسد (‪.‬انتهى كلم ابن القّيم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫ن بششالحور وهششو‬ ‫فه ّ‬ ‫صش َ‬‫و َ‬ ‫وقال فششي ) روضششة المحّبيششن ( ) ‪ ) :( 243‬و َ‬
‫ن وبياضه (‪.‬‬ ‫سن ألوانه ّ‬ ‫ح ْ‬‫ُ‬
‫وراء‪ :‬شششديدة السششواد‪ ،‬نقي ّششة‬ ‫حش ْ‬
‫ن َ‬‫عي ْ ش ٌ‬ ‫ً‬
‫وقششال ابششن القي ّششم أيض شا‪ ) :‬و َ‬
‫مى المششرأة‬ ‫س ّ‬‫سن‪.‬ول ت ُ َ‬ ‫ح ْ‬‫الَبياض‪ ،‬طويلة الهداب مع سوادها‪ ،‬كاملة ال ُ‬
‫ور عينها بياض لون الجسد‪.‬‬ ‫ح َ‬‫وراء حّتى يكون مع َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫حسششان (‬ ‫ٌ ِ‬‫ت‬ ‫شرا‬‫ش‬‫ْ‬ ‫ي‬‫خ‬‫َ‬ ‫)‬ ‫قشال‬ ‫شا‬
‫ش‬ ‫ملحة‪.‬كم‬ ‫َ‬ ‫وال‬ ‫سن‬ ‫ُ ْ‬ ‫ح‬ ‫وال‬ ‫بياض‬ ‫َ‬ ‫بال‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫فه‬ ‫ص‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ف‬
‫ن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫شوهه‬‫ش‬ ‫وج‬ ‫شي‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫شن‬ ‫ش‬ ‫س‬
‫ُ ْ‬ ‫ح‬ ‫وال‬ ‫ن‪،‬‬‫ّ‬ ‫شوانه‬‫ش‬ ‫أل‬ ‫شي‬‫ش‬ ‫ف‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫شا‬
‫ش‬ ‫بي‬
‫َ‬ ‫[‪.‬فال‬ ‫‪70‬‬ ‫شن‪:‬‬ ‫ش‬ ‫ألرحم‬ ‫]‬
‫ن‪.‬وقششد وصششف اللششه سششبحانه نسششاء أهششل الجن ّششة‬ ‫ملحة فششي عيششونه ّ‬ ‫وال َ‬
‫من بدائع‬ ‫بأحسن الصفات‪.‬ودل بما وصف على ما سكت عنه ( انتهى ِ‬ ‫ّ‬
‫مششد‪ .‬ونقلششه‬ ‫التفسير لبن القّيم ) ‪ ( 4/259‬ش جمششع‪ :‬يسششري السشّيد مح ّ‬
‫عن التبيان في أقسام القرآن‪.‬‬

‫عي ْششن (] ألششدخان‪:‬‬ ‫ر ِ‬‫و ٍ‬‫حش ْ‬‫وجناهم ب ِ ُ‬ ‫ول الله تعالى ) وز ّ‬ ‫دم َ‬
‫ق ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫فائدة‪ :‬ت َ َ‬
‫ورا ً‬
‫حشش ْ‬
‫حناهم ُ‬ ‫‪ ] [ 54‬ألطور‪.[ 20:‬قال مجاهد في معنى التزويج‪ ) :‬أن ْك َ ْ‬
‫ي عنه بصيغة الجزم في ) ‪6/163‬ش ‪.( 164‬وهو قول‬ ‫عْينًا(‪.‬عّلقه البخار ّ‬ ‫ِ‬
‫طائفة‪.‬‬
‫َ‬
‫عي ْششن ( أي‪ :‬قَرن ّششاهم ِبهششن‬ ‫ر ِ‬‫و ٍ‬
‫حش ْ‬
‫وجناهم ب ِ ُ‬ ‫وقالت طائفة أخرى‪ ) :‬وز ّ‬
‫من القتران والشفع أي اثنين اثنين‪.‬‬ ‫وجناهم ( ِ‬ ‫ّ‪.‬فعندهم ) ز ّ‬
‫ل علشششى المعنييشششن‬ ‫ن اليشششة تشششد ّ‬ ‫والمختشششاُر واللشششه تعشششالى أعلشششم أ ّ‬
‫ل علششى النكششاح‪ ،‬كمششا قششال مجاهششد رحمششه‬ ‫كليهمششا‪.‬فلفششظ التزويششج يششد ّ‬
‫ل علششى‬ ‫ور ( فششإّنه يششد ّ‬ ‫حش ْ‬ ‫مششا لفششظ البششاء فششي قششوله تعششالى ) ب ِ ُ‬ ‫اللششه‪.‬وأ ّ‬
‫القتران‪.‬‬
‫ت‪ :‬وعلششى‬ ‫ن حكى القششولين‪ ) :‬قلش ُ‬ ‫ولهذا قال المام ابن القّيم بعد أ ْ‬
‫منة‬ ‫ل على النكاح‪ ،‬وتعديته بالباء المتض ّ‬ ‫هذا فتلويح فعل التزويج قد د ّ‬
‫من بششدائع‬ ‫م‪.‬فالقولن واحد‪ ،‬والله أعلم ( انتهى ِ‬ ‫معنى القتران والض ّ‬
‫مششد‪ .‬ونقلششه‬ ‫التفسير لبن القّيم ) ‪ ( 4/258‬ش جمششع‪ :‬يسششري السشّيد مح ّ‬
‫عن التبيان في أقسام القرآن‪.‬‬
‫وقال أيضا ً في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 287‬‬
‫ل علششى النكششاح‪،‬‬ ‫ن ُيراد المران معًا‪.‬فلفظ التزويششج يششد ّ‬ ‫) ول يمتنع أ ْ‬
‫ل علششى القششتران‬ ‫ور‪.‬ولفششظ البششاء يششد ّ‬ ‫حش ْ‬‫كما قال مجاهد‪ :‬أنكحنششاهم ال ُ‬
‫من حذفها‪ ،‬والله أعلم (‪.‬‬ ‫غ ِ‬ ‫م‪ ،‬وهذا أبل ُ‬ ‫والض ّ‬

‫عْيششن‬
‫ِ‬
‫وصف‪.‬‬ ‫دم ِذكُر النصوص الداّلة على هذا ال َ‬ ‫قد تق ّ‬
‫خَلصششين ) وعنششدهم قاصششرات‬ ‫م ْ‬
‫وقششال تعششالى فششي بشششرى عبششاده ال ُ‬
‫عْين (] ألصا ّ‬
‫فات‪.[ 48:‬‬ ‫الطّْرف ِ‬
‫ت‬
‫عش ْ‬
‫م َ‬
‫ج َ‬
‫عي َْناء‪ ،‬وهشي المشرأة الواسشعة العينيشن‪ ،‬الشتي َ‬‫عْين جمع‪َ :‬‬ ‫وال ِ‬
‫سن‪.‬‬ ‫ح ْ‬‫عيناها صفات ال ُ‬

‫قال المام ابن جرير رحمه الله في التفسير ) ‪:( 11/487‬‬


‫سن وسعة (‪.‬‬ ‫ح ْ‬
‫عي َْناء‪ ،‬وهي العظيمة العين في ُ‬
‫عْين جمع َ‬
‫) وال ِ‬
‫من التفسير ) ‪:( 10/487‬‬
‫وقال رحمه الله في موضع آخر ِ‬

‫‪12‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫عْين‪ :‬النجل العيششون عظامهششا‪.‬وهششي جمششع‬ ‫عْين ( يعني بال ِ‬ ‫) وقوله ) ِ‬
‫عي َْناء المرأة الواسعة العين عظيمتها‪ ،‬وهي أحسن ما تكششون‬ ‫عي َْناء‪.‬وال َ‬ ‫َ‬
‫من العيون (‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وقال المام ابن كثير رحمه الله في التفسير ) ‪:( 4/8‬‬
‫حسششان العيششن‪ ،‬وقيششل ضششخام‬ ‫عي ْششن ( أي ِ‬
‫) وقوله تبارك وتعششالى ) ِ‬
‫عي َْناء (‪.‬‬
‫ول‪ ،‬وهي النجلء ال َ‬ ‫العين‪ ،‬وهو يرجع إلى ال ّ‬
‫وقال المام ابن القّيم رحمه الله في حادي الرواح ) ‪285‬ش ‪:( 286‬‬
‫جش ٌ‬
‫ل‬ ‫مششن النسششاء‪.‬وَر ُ‬ ‫عي ْن َششاء‪ ،‬وهششي العظيمششة العيششن ِ‬ ‫عْين‪ :‬جمششع َ‬ ‫) وال ِ‬
‫عْين‪.‬‬‫عي َْناء‪ ،‬والجمع‪ِ :‬‬ ‫عين‪ :‬إذا كان ضخم العين‪.‬وامرأة َ‬ ‫أ ْ‬
‫سن والملحة‪.‬‬ ‫ح ْ‬
‫ن صفات ال ُ‬ ‫ت أعينه ّ‬ ‫ع ْ‬
‫م َ‬
‫ج َ‬
‫عْين اللتي َ‬ ‫ن ال ِ‬‫والصحيح أ ّ‬
‫حسان العين‪.‬‬ ‫عْين ِ‬ ‫قال مقاتل‪ :‬ال ِ‬
‫ضشْيق العيششن فششي‬ ‫من محاسن المششرأة اّتسششاع عينهششا فششي طششول‪.‬و ِ‬ ‫و ِ‬
‫من العيوب (‪.‬انتهى كلمه‪.‬‬ ‫المرأة ِ‬
‫وقال أيضا في ) روضة المحّبين ( ) ‪:( 243‬‬ ‫ً‬
‫دة سششوادها‬ ‫عي َْناء‪ ،‬وهي المرأة الواسعة العين مع ش ّ‬ ‫عْين جمع َ‬ ‫) وال ِ‬
‫وصفاء بياضها وطول أهدابها وسوادها (‪.‬‬

‫ت ال ّ‬
‫طشْرف‬ ‫صشَرا ُ‬ ‫َ‬
‫قا ِ‬
‫فات‪:‬‬ ‫عي ْششن ( ] ألصشا ّ‬ ‫ت الطّشْرف ِ‬ ‫قال اللشه تعشالى ) وعنششدهم قاصشرا ُ‬
‫‪.[ 48‬‬
‫جن َششى‬ ‫مششن إسششتبرق و َ‬ ‫ش بطائنهششا ِ‬ ‫ُ‬
‫مت ّك ِئ ِي ْششن علششى فشُر ٍ‬ ‫وقال تعششالى ) ُ‬
‫ت الط شْرف لششم‬ ‫ّ‬ ‫ن قاصششرا ُ‬ ‫ذبان فيه ش ّ‬ ‫ي آلء رّبكمششا تك ش ّ‬ ‫ن فبششأ ّ‬ ‫الجن ّششتين دا ٍ‬
‫ن الياقوت‬ ‫ذبان كأّنه ّ‬ ‫ي آلء رّبكما تك ّ‬ ‫ن فبأ ّ‬ ‫س قبلهم ول جا ّ‬ ‫ن إن ٌ‬ ‫يطمثه ّ‬
‫ذبان ( ] ألرحمن‪54:‬ش ‪.[ 59‬‬ ‫ي آلء رّبكما تك ّ‬ ‫مْرجان فبأ ّ‬ ‫وال َ‬
‫ت الطْرف أتراب ( ] ص‪.[ 52:‬‬ ‫ّ‬ ‫وقال تعالى ) وعندهم قاصرا ُ‬
‫صرات‬ ‫ً‬
‫قال ابن كثير رحمه الله تعالى في التفسير مبّينا معنى ) قا ِ‬
‫الطّْرف ( ) ‪:( 4/278‬‬
‫ن‪.‬فل يَرْين شيئا ً في الجّنششة أحسششن‬ ‫ضْيضات عن غير أزواجه ّ‬ ‫) أي َ‬
‫غ ِ‬
‫ي وابن زيد (‪.‬‬ ‫ن‪.‬قاله ابن عّباس وقتادة وعطاء الخراسان ّ‬ ‫من أزواجه ّ‬ ‫ِ‬
‫وقال ابن القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 287‬‬
‫ن علششى‬ ‫ن طرفهشش ّ‬ ‫صششْر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن المعنششى َ‬ ‫سششرون كّلهششم علششى أ ّ‬ ‫) والمف ّ‬
‫ن فل يطمحن إلى غيرهم (‪.‬‬ ‫أزواجه ّ‬
‫ن قشد‬ ‫منهش ّ‬ ‫وقال أيضا ً في ) روضششة المحّبيششن ( ) ‪ ) :( 244‬فشالمرأة ِ‬
‫مششن محّبتهششا لششه ورضششاها بششه‪ ،‬فل يتجششاوز‬ ‫ت طَْرفها على زوجها ِ‬ ‫صَر ْ‬ ‫َ‬
‫ق َ‬
‫طَْرفها عنه إلى غيره (‪.‬‬
‫حه إلى غير الزواج‪.‬كمششا قششال‬ ‫و ِ‬ ‫صُر الطّْرف عن طُ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ق ْ‬‫صُر هنا‪َ :‬‬ ‫ق ْ‬ ‫فال َ‬
‫ابن القّيم في ) حادي الرواح ( ) ‪.( 290‬‬
‫ن‪،‬ول‬ ‫ن غيششر أزواجهش ّ‬ ‫رد ْ َ‬‫ن ل ي ُش ِ‬
‫ن‪،‬وأّنهش ّ‬ ‫فتهش ّ‬ ‫ل علششى كمششال ع ّ‬ ‫وهذا يد ّ‬
‫ن‬
‫ذة أزواجه ش ّ‬ ‫ن ِبهم‪ ،‬وبهذا تكمل ل ش ّ‬ ‫ن إلى غيرهم ِلرضاه ّ‬ ‫دى طَْرفه ّ‬ ‫يتع ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫به ّ‬

‫خَيشام‬
‫ت في ال ِ‬
‫وَرا ٌ‬
‫صش ْ‬ ‫م ْ‬
‫ق ُ‬ ‫َ‬

‫‪13‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫خَيششام (] ألرحمششن‪:‬‬ ‫ت في ال ِ‬ ‫وَرا ٌ‬‫ص ْ‬
‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وٌر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن) ُ‬ ‫صفه ّ‬ ‫و ْ‬‫قال تعالى في َ‬
‫‪[ 72‬‬
‫ن‬‫ص شْر َ‬
‫ق ِ‬‫ن قششد ُ‬‫خي َششام (‪ :‬أّنه ش ّ‬‫ت فششي ال ِ‬ ‫وَرا ٌ‬ ‫صش ْ‬ ‫ق ُ‬‫م ْ‬ ‫ومعنى قوله تعالى ) َ‬
‫ن‬
‫ظهششر َ‬ ‫ن ول ي َ ْ‬‫ن‪ ،‬فل يْبششرز َ‬ ‫ة لهشش ّ‬ ‫كرم ش ً‬ ‫ة وت َ ْ‬ ‫خي َششام صششيان ً‬ ‫ن فششي ال ِ‬ ‫س شت ِْر َ‬ ‫و ُ‬
‫ص شُر هنششا كمششا قششال ابششن‬ ‫ق ْ‬ ‫خي َششام‪.‬فال َ‬ ‫ت فششي ال ِ‬ ‫ن مسششتورا ٌ‬ ‫للرجال‪.‬بل ه ّ‬
‫ل عن الت َب َّرج والششبروز والظهششور للرجششال (‪.‬حششادي‬ ‫ج ِ‬‫صر الّر ْ‬ ‫ق ْ‬‫القّيم‪َ ) :‬‬
‫الرواح ) ‪.( 290‬‬
‫وقد روى معنششاه الطششبري عششن ابششن عب ّششاس ومجاهششد وأبششي العاليششة‬
‫ي فششي ) فتششح‬ ‫مششد بششن كعششب والحسششن‪.‬ونقلششه الشششوكان ّ‬ ‫حاك ومح ّ‬ ‫والض ّ‬
‫القدير ( عن أبي عبيدة ومقاتل‪.‬ونقله ابن الجوزي في ) زاد المسير‬
‫( عن أبي صالح أيضًا‪.‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن على أزواجه ّ‬ ‫ن وأنفسه ّ‬ ‫صر طْرفه ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن قد ُ‬ ‫ن المعنى أّنه ّ‬ ‫وقيل إ ّ‬
‫ن إلى سواهم‪.‬‬ ‫ن طْرفه ّ‬ ‫َ‬ ‫ن غيرهم‪ ،‬ول يرفع َ‬ ‫رد ْ َ‬ ‫فل ي ُ ِ‬
‫وهو رواية عن مجاهد شش رواه الطششبري شش ونقلششه ابششن الجشوزي فششي‬
‫) زاد المسير ( عن الربيع‪.‬‬
‫ول‪.‬وهو الذي ذكره القرطبي‬ ‫والمختار والله تعالى أعلم‪ :‬القول ال ّ‬
‫ولم يذكر سواه‪.‬‬
‫ن‬ ‫جحه ابن الجوزي فششي ) زاد المسششير ( ) ‪ ( 8/126‬فقششال بعششد أ ْ‬ ‫ور ّ‬
‫ن العششرب تقششول‪ :‬امششرأة مقصششورة‬ ‫ح‪ ،‬فششإ ّ‬ ‫ول أص ش ّ‬ ‫حكى القولين‪ ) :‬وال ّ‬
‫درها (‪.‬‬ ‫خ ْ‬‫وقصيرة وقصورة إذا كانت ملزمة ِ‬

‫ي في ) فتح القدير ( ) ‪ ( 5/203‬فقال‪:‬‬ ‫جحه الشوكان ّ‬ ‫وهو الذي ر ّ‬


‫ولششى‪ ،‬وبششه قششال أبششو عبيششدة ومقاتششل وغيرهمششا‪.‬قششال فششي‬ ‫َ‬
‫ول أ ْ‬ ‫) وال ّ‬
‫خششدرن‬ ‫ن ُ‬ ‫ً‬
‫ت الشيء أقصره قصرا حبسته‪.‬والمعنى‪ :‬أّنه ش ّ‬ ‫صْر ُ‬ ‫َ‬
‫صحاح‪ :‬ق َ‬ ‫ال ِ‬
‫خيام (‪.‬‬ ‫في ال ِ‬
‫ي في ) روح المعاني ( ) ‪ ( 27/123‬فقال‪:‬‬ ‫جحه اللوس ّ‬ ‫ور ّ‬
‫درة ملزمششة‬ ‫خش ّ‬‫م َ‬
‫خدَّرات‪ُ.‬يقال‪ :‬امششرأة قصششيرة ومقصششورة أي ُ‬ ‫م َ‬‫) أي ُ‬
‫ن‬
‫ح َ‬ ‫مشدَ ْ‬ ‫ن قشال شش‪ ) :‬والنسشاء ي ُ ْ‬ ‫ِلبيتها ل تطوف فشي الطشرق ( شش إلشى أ ْ‬
‫ن قششال ششش‪ ) :‬وهششذا‬ ‫ن ( ش إلى أ ْ‬ ‫ن البيوت ِلدللتها على صيانته ّ‬ ‫ملزمته ّ‬ ‫بِ ُ‬
‫حاك وهششو روايششة عششن‬ ‫التفسير مأثور عن ابن عب ّششاس والحسششن والض ش ّ‬
‫مجاهد‪.‬‬
‫شْيبة وهناد بن السري وابن جريششر عنششه أن ّششه قششال‪:‬‬ ‫وأخرج ابن أبي َ‬
‫ول‬ ‫ن‪.‬وال ّ‬ ‫ن علششى أزواجه ش ّ‬ ‫ن ونفوسششه ّ‬ ‫ن وأبصششاره ّ‬ ‫صششورات قلششوبه ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اللوس‬ ‫كلم‬ ‫انتهى‬ ‫(‬ ‫أظهر‬
‫وهو الذي ذكره الشنقيطي في ) أضواء البيان ( ) ‪6/313‬ششش ‪( 314‬‬
‫من أنواع‬ ‫ن ِبنوعين ِ‬ ‫ن الله أثنى عليه ّ‬ ‫مأ ّ‬‫ولم يذكر غيره فقال‪ ) :‬واعل ْ‬
‫صر‪:‬‬ ‫ق ْ‬ ‫ال َ‬
‫ن قال‬ ‫صَرات الطّْرف (‪.‬والطّْرف‪ :‬العين ( ش إلى أ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ن) َ‬ ‫أحدهما‪ :‬أّنه ّ‬
‫نل‬ ‫مششن أّنهش ّ‬ ‫دمنا ِ‬ ‫ّ‬
‫صشَرات الطشْرف ( هششو مششا قش ّ‬ ‫قا ِ‬‫ن) َ‬ ‫ش‪ ) :‬ومعنى كونه ّ‬
‫ن‪ ،‬بخلف نساء الدنيا‪.‬‬ ‫ن إلى غير أزواجه ّ‬ ‫ي َن ْظُْر َ‬
‫نل‬ ‫خيششامه ّ‬ ‫ورات فششي ِ‬ ‫صش ْ‬
‫ق ُ‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫صششر‪ :‬كششونه ّ‬ ‫ق ْ‬‫مششن نششوعي ال َ‬ ‫والثششاني ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫منها‪ ،‬كمششا قششال تعششالى لزواج نششبّيه ص شلى اللششه عليششه وس شلم‬ ‫ن ِ‬ ‫يخرج َ‬

‫‪14‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫وٌر‬ ‫حش ْ‬ ‫ن ( ] ألحزاب‪.[ 33:‬وذلك في قششوله تعششالى ) ُ‬ ‫ن في بيوتك ّ‬ ‫قْر َ‬ ‫)و َ‬
‫ون المششرأة مقصششورة فششي‬ ‫خَيام ( ] ألرحمن‪.[ 72:‬وك َ ْ‬ ‫ت في ال ِ‬ ‫ورا ٌ‬ ‫ص ْ‬
‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫من صفاتها الجميلة (‪.‬‬ ‫منه ِ‬ ‫بيتها ل تخرج ِ‬
‫وذكششره الشششيخ عبششد الرحمششن بششن ناصششر السششعدي فششي التفسششير )‬
‫خي َششام ( ] ألرحمششن‪ [ 72:‬أي‪:‬‬ ‫ت في ال ِ‬ ‫ورا ٌ‬ ‫ص ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وٌر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫‪ ( 1157‬فقال‪ُ ) ) :‬‬
‫ن‪.‬ول‬ ‫ْ‬
‫ن لزواجهش ّ‬ ‫ن أنفسه ّ‬ ‫ن وأعدَدْ َ‬ ‫هي ّأ َ‬ ‫خيام اللؤلؤ‪.‬قد ت َ َ‬ ‫محبوسات في ِ‬
‫ج شَرت العششادة‬ ‫ن في البسششاتين وريششاض الجن ّششة كمششا َ‬ ‫ينفي ذلك خروجه ّ‬
‫درات الخفرات (‪.‬‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِلبنات الملوك ال ُ‬
‫حْبس صيانة وتكرمة‪.‬‬ ‫ونات‪ ،‬فهو َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ومعنى محبوسات أي َ‬
‫وقال المام ابن القّيم في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 290‬‬
‫خشششدرن فشششي‬ ‫ورات‪ :‬المحبوسشششات‪.‬قشششال أبشششو عبيشششدة‪ُ :‬‬ ‫صششش ْ‬‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫) أل َ‬
‫خيام‪.‬‬ ‫خيام‪.‬وكذلك قال مقاتل‪ :‬محبوسات في ال ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ن محبوسششات علششى‬ ‫ن يكششون المششراد أّنه ش ّ‬ ‫وفيششه معنششى آخششر‪ :‬وهششو أ ْ‬
‫من قال‪:‬‬ ‫ن غيرهم‪ ،‬وهم في الخيام‪.‬وهذا معنى قول َ‬ ‫و َ‬ ‫ن ل ي ََر ْ‬ ‫أزواجه ّ‬
‫مششن‬ ‫ن إلششى َ‬ ‫حشش َ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن غيرهششم‪ ،‬ول ي َط َ‬ ‫رد ْ َ‬ ‫ن فل ُيشش ِ‬ ‫ن علششى أزواجهشش ّ‬ ‫صششْر َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ُ‬
‫سواهم‪.‬ذكره الفّراء‪.‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫صرات بأنفسششه ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫صرات الطْرف‪.‬لكن أولئك َ‬ ‫ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫ت‪ :‬وهذا معنى َ‬ ‫قل ُ‬
‫خيششام ( علششى هششذا القششول‪ :‬صششفة‬ ‫وَرات‪.‬وقششوله ) فششي ال ِ‬ ‫صش ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وهؤلء َ‬
‫ن أرباب هششذا‬ ‫ورات‪.‬وكأ ّ‬ ‫ص ْ‬‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خيام‪.‬وليس معمول ً ل ِ َ‬ ‫ن في ال ِ‬ ‫ور‪.‬أي‪ :‬ه ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫قنهششا إلششى‬ ‫ر ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫خيششام ل ت ُ َ‬ ‫ن محبوسششات فششي ال ِ‬ ‫مششن أن ي َك ُش ّ‬ ‫فشّروا ِ‬ ‫القششول َ‬
‫غَرف والبساتين‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫ن‬ ‫ن اللششه سششبحانه وصششفه ّ‬ ‫ول ُيجيبون عن هذا بششأ ّ‬ ‫وأصحاب القول ال ّ‬
‫ونات‪.‬وذلشك أجمششل فشي الوصششف‪ ،‬ول‬ ‫صش ْ‬ ‫م ُ‬ ‫درات ال َ‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِبصفات النساء ال ُ‬
‫ن‬‫غَرف والبساتين‪ ،‬كمششا أ ّ‬ ‫خيام إلى ال ُ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫رق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ل ي ُفا ِ‬ ‫من ذلك أّنه ّ‬ ‫يلزم ِ‬
‫ن‬ ‫نأ ْ‬ ‫ونات ل ُيمنع ش َ‬ ‫صش ْ‬ ‫م ُ‬‫درات ال َ‬ ‫خش ّ‬‫م َ‬ ‫من النساء ال ُ‬ ‫نساء الملوك وذويهم ِ‬
‫ن اللزم‬ ‫فه ّ‬ ‫صش ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ه وبستان ونحشوه‪.‬ف َ‬ ‫مْنتز ٍ‬ ‫ن في سفر وغيره إلى ُ‬ ‫َيخرج َ‬
‫ن مع الخدم الخروج إلى البسششاتين‬ ‫صر في البيت‪ ،‬وَيعرض له ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫له ّ‬
‫ونحوها ( انتهى كلم ابن القّيم‪.‬‬
‫خَيام الجّنة أّنششه‬ ‫ي صّلى الله عليه وسلم في صفة ِ‬ ‫ّ‬ ‫وقد ورد عن النب ّ‬
‫ة طولها ]‬ ‫ف ٍ‬ ‫و َ‬‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ة واحد ٍ‬ ‫من لؤلؤ ٍ‬ ‫ة ِ‬ ‫َ‬
‫ن للمؤمن في الجّنة لخيم ً‬ ‫قال‪ ) :‬إ ّ‬
‫مي ْل ً [ ِللمششؤمن‬ ‫ضها سّتون ِ‬ ‫عْر ُ‬ ‫ل‪ ].‬وفي رواية‪َ :‬‬ ‫مي ْ ً‬ ‫في السماء [ سّتون ِ‬
‫ون يطششوف عليهششم المششؤمن فل يششرى بعضششهم بعضشا ً (‪.‬وفششي‬ ‫هل ُ ْ‬ ‫فيها أ ْ‬
‫خريششن يطششوف عليهششم‬ ‫ن ال َ‬ ‫و َ‬ ‫ل مششا ي َشَر ْ‬ ‫منهششا أه ش ٌ‬ ‫ة ِ‬ ‫ل زاوي ٍ‬ ‫لفظ‪ ) :‬في ك ّ‬
‫المؤمن (‪.‬‬
‫ي ) ‪ ( 6/182 ) ( 4/143‬ومسلم ) ‪17/176،175‬ش ألشرح (‬ ‫رواه البخار ّ‬
‫واللفظ له‪.‬وما بين المعقوفين ] [ اّتفقا عليه أيضا‪ً.‬‬
‫قال النووي رحمشه اللشه فشي الشششرح ) ‪ ) :( 17/175‬وفشي الروايششة‬
‫ولهششا فششي السششماء‬ ‫مي ْل ً (‪.‬وفششي الثانيششة‪ ) :‬طُ ْ‬ ‫سشّتون ِ‬ ‫ضها ِ‬ ‫عْر ُ‬ ‫الولى‪َ ) :‬‬
‫ولها‬ ‫ُ‬
‫عْرضها في مساحة أرضها وط ْ‬ ‫معارضة بينهما‪ ،‬ف َ‬ ‫ميل ً (‪.‬ول ُ‬ ‫سّتون ِ‬ ‫ِ‬
‫و متساويان ( انتهى كلمشه‪.‬وراجشع ) سلسشلة‬ ‫في السماء أي في العل ّ‬
‫ّ‬
‫ي رحمششه اللششه‪ ).‬ألمجلششد السششابع شش‬ ‫الحاديث الصحيحة ( للشيخ اللبششان ّ‬
‫حديث رقم ‪.( 3541‬‬

‫‪15‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬

‫عششب‬
‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫كش َ‬
‫ب أت َْرابا ً (‬ ‫ع َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ق وأعنابا ً وك َ َ‬ ‫فازا ً حدائ َ‬ ‫م َ‬‫ن للمّتقين َ‬ ‫قال الله تعالى ) إ ّ‬
‫] ألنبأ‪31:‬ش ‪.[ 33‬‬
‫عب( مششا قششاله ابششن القي ّششم رحمششه اللششه فششي ) حششادي‬ ‫ومعنششى )ك َش َ‬
‫وا ِ‬
‫الرواح ( ) ‪:( 295‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫صش ُ‬ ‫ن قشال شش‪ ) :‬وأ ْ‬ ‫هد ( شش إلشى أ ْ‬ ‫عب وهي‪ :‬النا ِ‬ ‫ب جمع كا ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫وا ِ‬‫فالك َ َ‬‫) َ‬
‫ت‬ ‫مششان ليس ش ْ‬ ‫هششد كالر ّ‬ ‫ن َنوا ِ‬ ‫ن ثششدّيه ّ‬ ‫مششن السششتدارة‪.‬والمششراد أ ّ‬ ‫اللفظششة ِ‬
‫عب (‪.‬‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫هد وك َ‬ ‫مين َنوا ِ‬ ‫س ّ‬‫مَتدّلية إلى أسفل‪.‬وي ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وقال أيضا في ) روضة المحّبين ( ) ‪:( 243‬‬ ‫ً‬
‫عب‪.‬وهششي‬ ‫َ‬
‫عب‪.‬وهو جمع‪:‬كششا ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ل بأّنه ّ‬ ‫ن الله عّز وج ّ‬ ‫) وقد وصفه ّ‬
‫مششن‬ ‫ل إلى أسفل‪.‬وهششذا ِ‬ ‫عب ثديها واستدار ولم يتد ّ‬ ‫المرأة التي قد تك ّ‬
‫ن الشباب (‪.‬‬ ‫م لس ّ‬ ‫خْلق النساء وهو ملز ٌ‬ ‫أحسن َ‬
‫ض‬‫من جميل وصف نساء الجّنة‪ ،‬فل ت َْر َ‬ ‫فيا أّيها العاقل اللبيب‪ ،‬هذا ِ‬
‫ر‬ ‫فقة ك ش ّ‬ ‫ر ْ‬ ‫قع الذ ّ‬ ‫ْ‬
‫ل فششاج ٍ‬ ‫ون‪ ،‬ب ِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل وال ُ‬ ‫وا ِ‬‫م َ‬ ‫ون‪ ،‬واْربأ بها عن َ‬ ‫لنفسك بالدّ ْ‬
‫سششاق‬ ‫جششار الف ّ‬ ‫شْرط مرافقتهم اجتماع الجسششاد‪ ،‬بششل الف ّ‬ ‫مفتون‪ ،‬وما َ‬
‫فششار‪،‬‬ ‫ق َ‬ ‫ول ال ِ‬ ‫ديار وطُش ْ‬ ‫عششد ال ش ّ‬ ‫خلن‪ ،‬علششى ب ُ ْ‬ ‫بو ِ‬
‫قاء وإخششوان‪ ،‬وأصششحا ٌ‬ ‫ف َ‬‫ُر َ‬
‫غصة ل هنيئة‪،‬‬ ‫ة من ّ‬ ‫ة دنيئة‪ ،‬ولذّ ٍ‬ ‫وذلك باجتماع قلوبهم على طََلب شهو ٍ‬
‫ل‬ ‫جششار لهششا فششي ذ ّ‬ ‫بششامرأة مفتونششة‪ ،‬أو صششورة ملعونششة‪ ،‬فقلششوب الف ّ‬
‫حسار‪.‬‬ ‫وانكسار‪ ،‬وعيونهم عن مساوئها في إحجام وان ْ ِ‬
‫م الششذي‬ ‫دك مششا اسششتعبد المحششرو َ‬ ‫قشا ً فل يسششتعب ْ‬ ‫ت عبد اللششه ح ّ‬ ‫ن كن َ‬ ‫فإ ْ‬
‫مشن‬ ‫ة فيمشا عنشد اللشه تعشالى ِ‬ ‫ت لك حاله‪.‬بل تنّزه عشن ذلشك رغبش ً‬ ‫َ‬ ‫صف ُ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫الثواب العظيم‪ ،‬وهذا هو سبيل المّتقيششن الموعششودين بأحسششن الوعششد‬
‫ب أترابا ً ( ]‬ ‫ق وأعنابا ً وكواع َ‬ ‫فازا ً حدائ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن للمّتقين َ‬ ‫وأصدقه وأوفاه ) إ ّ‬
‫ألنبأ‪31:‬ش ‪.[ 33‬‬

‫أ َب ْ َ‬
‫كشاٌر‬
‫ن‬
‫جا ّ‬
‫س ول َ‬
‫ن إن ٌ‬ ‫ه ّ‬ ‫لم ي َطْ ِ‬
‫مث ْ ُ‬
‫عُربششا ً أت َْرابششا ً‬ ‫ن أبكارا ً ُ‬ ‫ن إنشاءً فجعلناه ّ‬ ‫قال الله تعالى ) إّنا أنشأناه ّ‬
‫لصحاب اليمين ( ] ألواقعة‪35:‬ش ‪.[ 38‬‬
‫ل علششى عظششم‬ ‫ن إنشششاءً ( فهششو يششد ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل قوله تعالى ) إّنا أنشششأناه ّ‬ ‫وتأ ّ‬
‫ب الرحيششم‪ ،‬سششبحانه وتعششالى‪ .‬نسششأل‬ ‫من الششر ّ‬ ‫شأنه‪ ،‬وأّنه إنشاء كريم‪ِ ،‬‬
‫من فضله‪.‬‬ ‫ل وعل ِ‬ ‫الله ج ّ‬
‫مت ّك ِئ ِي ْششن علششى‬ ‫قششام رّبهششم ) ُ‬ ‫م َ‬‫وقال تعالى في بيان ثواب الخائفين َ‬
‫ي آلء رّبكمششا‬ ‫ن فبششأ ّ‬ ‫جن َششى الجن ّششتين دا ٍ‬ ‫مششن إسششتبرق و َ‬ ‫ش بطائنهششا ِ‬ ‫ف شُر ٍ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫س قبلهششم ول جششا ّ‬ ‫ن إنش ٌ‬ ‫هش ّ‬‫مث ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ت الطشْرف لششم ي َط ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن قاصششرا ُ‬ ‫ذبان فيه ّ‬ ‫تك ّ‬
‫ي آلء رّبكمششا‬ ‫مْرجششان فبششأ ّ‬ ‫ن اليششاقوت وال َ‬ ‫ذبان كششأّنه ّ‬ ‫ي آلء رّبكما تك ّ‬ ‫فبأ ّ‬
‫ذبان (] ألرحمن‪54:‬ش ‪.[59‬‬ ‫تك ّ‬
‫ذبان‬ ‫ي آلء رّبكمششا تكش ّ‬ ‫حسشان فبشأ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫خْيشرا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫هش ّ‬‫في ْ ِ‬‫وقال الله تعالى ) ِ‬
‫س‬ ‫ن إنشش ٌ‬ ‫ه ّ‬ ‫ذبان لم ي َطْ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫ي آلء رّبكما تك ّ‬ ‫خَيام فبأ ّ‬ ‫ت في ال ِ‬ ‫وَرا ٌ‬
‫ص ْ‬
‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وٌر َ‬ ‫ح ْ‬
‫ُ‬
‫ي آلء رّبكما تكذبان ( ] ألرحمن‪70:‬ش ‪.[ 75‬‬ ‫ّ‬ ‫ن فبأ ّ‬‫قبلهم ول جا ّ‬

‫‪16‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال‪ :‬قيل يا رسول الله هل‬
‫ل في اليوم إلششى‬ ‫ل ل َي َ ِ‬
‫ص ُ‬ ‫ج َ‬‫ن الّر ُ‬ ‫ل إلى نسائنا في الجّنة ؟ فقال ) إ ّ‬ ‫ص ُ‬‫نَ ِ‬
‫ذراء (‪.‬‬ ‫ع ْ‬ ‫مائة َ‬
‫رواه الطبراني في ) المعجم الصغير ( ) ‪ ( 2/68‬وفي ) الوسششط (‬
‫) ‪.( 1/219‬وقال الحافظ أبششو عبششد اللششه المقدسششي رحمششه اللششه‪ :‬هششذا‬
‫ححه ابن القّيم رحمه الله فششي‬ ‫شْرط الصحيح‪.‬وص ّ‬ ‫الحديث عندي على َ‬
‫ي رحمه الله فششي ) سلسششلة‬ ‫ححه اللبان ّ‬ ‫) حادي الرواح ( ) ‪.( 307‬وص ّ‬
‫الحاديث الصحيحة ش الحديث رقم ‪.( 367‬‬
‫ن ( مششا قششاله‬ ‫س قبلهششم ول جششا ّ‬ ‫ن إن ٌ‬ ‫ه ّ‬ ‫مث ْ ُ‬‫ومعنى قوله تعالى ) لم ي َطْ ِ‬
‫المام ابن كثير) ‪:( 4/280‬‬
‫ن (‪.‬‬‫من النس والج ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أحدٌ قبل أزواجه ّ‬ ‫ه ّ‬ ‫) لم ي َطَأ ْ ُ‬
‫ومثلشششه نقشششل ابشششن القي ّشششم فشششي ) حشششادي الرواح ( ) ‪ ( 288‬عشششن‬
‫ن أحششد‬
‫معه ّ‬ ‫ن ولششم ُيجششا ِ‬ ‫شششه ّ‬ ‫غ َ‬‫ن ولششم ي َ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن المعنى‪ :‬لم ي َطَأ ْ ُ‬ ‫سرين أ ّ‬ ‫المف ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫قبل أزواجه ّ‬
‫ن أكمششل‬ ‫ن بهش ّ‬ ‫ذة أزواجهش ّ‬ ‫ت محفوظات‪.‬فتكششون لش ّ‬ ‫وَنا ٌ‬
‫ص ْ‬‫م ُ‬
‫كاٌر َ‬ ‫ن أب ْ َ‬‫فه ّ‬
‫م كما قال المام ابن القّيم في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 294‬‬ ‫وأت ّ‬
‫م بكمششال‬ ‫ن ( إعل ٌ‬ ‫س قبلهششم ول جششا ّ‬ ‫ن إن ش ٌ‬ ‫هش ّ‬‫مث ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫) وفي قوله ) لششم ي َط ِ‬
‫ذة الرجل بالمرأة التي لششم يطأهششا سششواه لهششا فض ش ٌ‬
‫ل‬ ‫نل ّ‬ ‫ن‪.‬فإ ّ‬ ‫اللذة به ّ‬
‫ذته بغيرها‪.‬وكذلك هي أيضا ً (‪.‬‬ ‫على ل ّ‬
‫والضششمير فششي قششوله تعششالى ) قبلهششم ( عششائدٌ علششى أزواج هششؤلء‬
‫كئين (‪.‬كما قرره ابن القّيم في )‬ ‫مت ّ ِ‬‫عِنيين ِبقوله تعالى ) ُ‬ ‫م ْ‬ ‫النسوة‪ ،‬ال َ‬
‫حادي الرواح ( ) ‪.( 289‬‬

‫ن المششؤمن ُيعطششى‬ ‫ماع أهششل الجن ّششة أ ّ‬ ‫ج َ‬‫فائدة‪ :‬ومما ورد في صفة ِ‬
‫وة مائة‪ ،‬كما في الحديث عن أنس بن مالك رضي اللششه تعششالى عنششه‬ ‫ق ّ‬
‫وة‬‫ي صّلى الله عليه وسّلم قال ) ُيعطى المؤمن في الجّنة ق ّ‬ ‫عن النب ّ‬
‫و يطيق ذلك ؟ قششال‪ُ :‬يعطششى‬ ‫من الجماع‪.‬قيل يا رسول الله أ َ‬ ‫كذا وكذا ِ‬
‫ححه المشام ابششن‬ ‫ححه ) ‪.( 4/677‬وصش ّ‬ ‫وة مششائة ( رواه الترمششذي وصش ّ‬‫قش ّ‬
‫ً‬
‫ححه أيضا الشششيخ‬ ‫القّيم رحمه الله في ) حادي الرواح ( ) ‪.( 301‬وص ّ‬
‫مشششكاة المصششابيح شش الحششديث رقششم‬ ‫ي رحمه الله فششي تحقيششق ) ِ‬ ‫اللبان ّ‬
‫‪.( 5636‬‬

‫عشُرب‬
‫ُ‬
‫عُربششا ً أت َْرابششا ً‬
‫ن أبكارا ً ُ‬
‫ن إنشاءً فجعلناه ّ‬
‫قال الله تعالى ) إّنا أنشأناه ّ‬
‫لصحاب اليمين ( ] ألواقعة‪35:‬ش ‪.[ 38‬‬
‫ن‪.‬قاله المششام ابششن كششثير رحمششه‬ ‫حّببات إلى بعولته ّ‬ ‫عُربا ً ( أي‪ُ :‬‬
‫مت َ َ‬ ‫و) ُ‬
‫الله في ) النهاية في الفتن والملحم ( ) ‪.( 2/510‬وذكره أيضششا ً فششي‬
‫سششرها ابششن القي ّششم فششي حششادي‬ ‫التفسششير ) ‪.( 4/293‬وبهششذا المعنششى ف ّ‬
‫الرواح )‪.(294‬‬
‫وقال في ) روضة المحّبين ( ) ‪:( 245‬‬

‫‪17‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫وب‪.‬وهي الششتي جمعششت إلششى حلوة الصششورة‬ ‫عُر ْ‬
‫عُرب فجمع َ‬ ‫ما ال ُ‬‫) وأ ّ‬
‫ّ‬
‫عششل والتحب ّششب إلششى الششزوج بششدلها وحششديثها وحلوة‬ ‫حسن التششأّني والتب ّ‬ ‫ُ‬
‫حسن حركاتها (‪.‬‬ ‫منطقها و ُ‬
‫حب َّبشة إلشى‬ ‫مت َ َ‬‫وب (‪ ) :‬وهشي المشرأة ال ُ‬ ‫عشُر ْ‬‫وقال أيضا ً فشي معنشى ) ال َ‬
‫مشن‬ ‫وب ِ‬ ‫عشُر ْ‬ ‫ي‪ :‬ال َ‬‫زوجها بأخلقها ولطافتها وشمائلها‪.‬قال ابن العراب ّ‬
‫حب َّبة إليه‪.‬وقال أبو عبيدة‪ :‬هششي الحسششنة‬ ‫مت َ َ‬
‫النساء المطيعة ِلزوجها‪ ،‬ال ُ‬
‫مششن بششدائع‬ ‫عششل‪ .‬قششال المششبّرد‪ :‬هششي العاشششقة ِلزوجهششا (‪.‬انتهششى ِ‬ ‫التب ّ‬
‫مششد‪ .‬ونقلششه‬ ‫التفسير لبن القّيم ) ‪ ( 4/259‬ش جمششع‪ :‬يسششري السشّيد مح ّ‬
‫عن التبيان في أقسام القرآن‪.‬‬
‫وبشا‪ً،‬‬
‫عُر ْ‬
‫من النساء‪ ،‬أن تكون مع حسن الصورة َ‬ ‫وهذا غاية ما ُيطلب ِ‬
‫كما قال ابن القّيم في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 294‬‬
‫شششرتها‪.‬وهششذا‬ ‫ع ْ‬
‫سششن ِ‬ ‫ح ْ‬‫سن صورتها و ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫) فجمع سبحانه وتعالى بين ُ‬
‫ن (‪.‬‬
‫ذة الرجل به ّ‬ ‫من النساء‪.‬وبه تكمل ل ّ‬ ‫غاية ما ُيطلب ِ‬

‫أ َْتشَراب‬
‫ت الطّْرف أت َْراب ( ] ص‪.[ 52:‬‬ ‫قال تعالى ) وعندهم قاصرا ُ‬
‫ب‬‫ع َ‬‫وا ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ق وأعناب شا وك ش َ‬ ‫ً‬
‫مفششازا حششدائ َ‬ ‫َ‬ ‫ن للمّتقيششن َ‬ ‫وقششال اللششه تعششالى) إ ّ‬
‫أت َْرابا ً ( ] ألنبأ‪31:‬ش ‪.[ 33‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله في التفسير ) ‪:( 4/42‬‬
‫ن والعمر‪.‬هششذا معنششى‬ ‫َ‬
‫) ) أت َْراب ( ] ص‪ [ 52:‬أي متساويات في الس ّ‬
‫مد بن‬ ‫جبير ومح ّ‬ ‫قول ابن عّباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن ُ‬
‫دي (‪.‬‬‫كعب والس ّ‬
‫وقال ابن القّيم في ) حادي الرواح ( ) ‪:( 288‬‬
‫ن عجششائز‬ ‫ن ليششس فيه ش ّ‬ ‫ن أّنه ش ّ‬
‫من الخبار باستواء أسنانه ّ‬ ‫) والمعنى ِ‬
‫ن فيهششم‬ ‫قن الوطء‪.‬بخلف الذكور فششإ ّ‬ ‫ن‪،‬ول ولئد ل ي ُطِ ْ‬ ‫حسنه ّ‬ ‫قد فات ُ‬
‫الولدان وهم الخدم (‪.‬‬
‫وقال في ) روضة المحّبين ( ) ‪:( 245‬‬
‫ر‬
‫ن الصغر‪ ،‬ولم ُيششْز ِ‬ ‫ن الشباب‪ ،‬لم يقصر ِبه ّ‬ ‫س ّ‬
‫ن مستويات في ِ‬ ‫) فه ّ‬
‫ن الشباب (‪.‬‬ ‫س ّ‬‫ن ِ‬‫سّنه ّ‬
‫ن الك َِبر‪ ،‬بل ِ‬‫ِبه ّ‬
‫مشة‬
‫خشات ِ َ‬
‫أل َ‬
‫ن‪ ،‬فمششا‬
‫ن‪ ،‬ويحدو بك إلى داره ّ‬
‫وقك إليه ّ‬ ‫صف نساء الجّنة‪ ،‬ي ُ َ‬
‫ش ّ‬ ‫و ْ‬‫هذا َ‬
‫ن تبتغي مرضاة الله تعالى علششى‬‫ق موق ٍ‬
‫عزيمة صاد ٍ‬ ‫عليك إل أن تعزم َ‬
‫مْنه سبحانه‪.‬‬‫ى ِ‬
‫هد ً‬
‫واني‬ ‫ل فل تكششن ب ِششال َ‬ ‫ص شا ْ َ‬
‫و َ‬ ‫ت ال ِ‬‫مش َ‬ ‫ُر ْ‬ ‫سششكنها‬ ‫م ْ‬ ‫ت طريششق َ‬ ‫ف ُ‬‫ص ْ‬ ‫و َ‬‫ولقد َ‬
‫مشششان‬ ‫سشششَراك هشششذا سشششاعة ل َِز َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫فششششششششششششششششششششششششششششششششششششإ ْ‬
‫مكششششان‬ ‫ت ذا إ ْ‬ ‫مشششش َ‬
‫هَرهششششا مششششا دُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫سي َْر جهدك إّنما‬ ‫ث ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ع و ُ‬ ‫ر ْ‬ ‫س ِ‬ ‫أ ْ‬
‫مششن‬
‫فطششر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل يششوم ال ِ‬ ‫صش ِ‬ ‫وم الو ْ‬ ‫وي َ ش ْ‬ ‫صشششال‬ ‫و َ‬ ‫ث ِبال ِ‬
‫حشششدّ ْ‬
‫قو َ‬ ‫شششش ْ‬ ‫ع َ‬ ‫فا ْ‬
‫رمضشششششششششششششششششششششششششششششششششششان‬ ‫ل‬ ‫س واب ْششششششششششششذُ ْ‬ ‫النفشششششششششششش َ‬
‫مششان‬
‫ف وهششي ذات أ َ‬ ‫و َ‬ ‫خا ِ‬‫م َ‬ ‫قى ال َ‬ ‫ت َل ْ َ‬ ‫قَياهششا‬ ‫ُ‬
‫ل صششيامك قبششل ل ْ‬ ‫عش ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ْ‬
‫حششاِدي‬ ‫ت جمالهششا ال َ‬ ‫عو َ‬ ‫ل نُ ُ‬‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ْ‬
‫سشششششششششششششششششششششششششششششششششششْر‬ ‫و ِ‬‫َ‬

‫‪18‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬

‫) القصيدة النونّية لبن القّيم‪.‬صفحة ‪217‬ش ‪( 218‬‬


‫ل‬‫جش ِ‬ ‫مششن أ ْ‬ ‫ن أهششل العقششول ل َيزهششدون فششي عششرائس الجن ّششة ِ‬ ‫مأ ّ‬ ‫واعل ْ‬
‫ة‬
‫غص ش ٍ‬ ‫من َ ّ‬
‫ة ال ُ‬
‫ة المحّرم ش ٍ‬ ‫ف في هذه الدنيا‪ ،‬ول َيسششتبدلون الل شذّ ٍ‬ ‫ن زائ ٍ‬ ‫س ٍ‬ ‫ح ْ‬‫ُ‬
‫وار‪ ،‬ل يستبدلونها باللششذة‬ ‫ة التي توجب الب َ َ‬ ‫ة المنقطع ٍ‬‫ة الناقص ٍ‬‫ص ٍ‬ ‫غ َ‬‫من َ ّ‬
‫ال ُ‬
‫هه‪ ،‬صششفقته‬ ‫ف َ‬‫سش َ‬
‫دل مششا أ ْ‬ ‫مششن اس شت َب ْ َ‬‫الحقيقي ّششة الكاملششة فششي الجن ّششة‪ ،‬ف َ‬
‫عب ْششد‬‫حلششة‪.‬هششو أسششير شششهوته‪ ،‬و َ‬ ‫م ِ‬
‫م ْ‬
‫خاسرة‪ ،‬وبضاعته فاسدة‪ ،‬وعاقبته ُ‬
‫هواه‪ ،‬محياه ومماته له‪.‬‬
‫حطششششام الفششششاني‬ ‫عيشششششها أو ِلل ُ‬ ‫َ‬ ‫ذة‬ ‫والله لم تخرج إلى الدنيا ِلل ّ‬
‫خسششششششششران‬ ‫ت ِبأقَبششششششششح ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫جئ ْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬ ‫ت لكششي تع شدّ الششزاد‬ ‫جش َ‬‫خَر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫لك ش ْ‬
‫لِ ُ‬
‫شششان‬‫ك عششن ذا ال ّ‬ ‫هششا َ‬ ‫ت الذي أل ْ َ‬ ‫فا ْ َ‬ ‫َ‬ ‫لخششششششششششششششششششششششششششششششششرى‬
‫مششان‬
‫حْر َ‬
‫مششن ال ِ‬ ‫ً‬
‫سششفا ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫عشش ْ‬ ‫ّ‬
‫قط َ‬ ‫ل َت َ َ‬ ‫ت‬‫ف شا ْ َ‬
‫ع الششزاد حششتى َ‬ ‫م َ‬
‫ج ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مل ْ َ‬
‫ه َ‬‫أ ْ‬
‫ق بعششششدَ زمششششان‬‫فْيشششش ُ‬ ‫وسششششوف ت َ ِ‬ ‫بششششششششششششششششششششششششششششششششششششششل‬
‫ة‬
‫ب سششليم ٌ‬ ‫ن القلششو َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫واللششه ل َش ْ‬
‫ب حياتهششا‬ ‫حشش ّ‬
‫لكّنهششا سششكرى ب ِ ُ‬
‫الششششششششششششششششششششششششششششششششششدنيا‬
‫) القصيدة النونّية ‪( 233‬‬
‫ع لنصيحتي وانتفع بها‪:‬‬ ‫من أراد الخير لنفسه‪ ،‬إستم ْ‬ ‫فيا َ‬
‫واك الششذي يزي ّششن لششك اسششتعجال اللششذة فششي الحششرام‪ ،‬قششات ِل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ف َ‬ ‫خا ْل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ه بالعتصام بحبل الله تعالى‪ ،‬وب ُِلزوم طششاعته سششبحانه وطاعششة‬ ‫ع ُ‬‫م ْ‬ ‫ق َ‬ ‫وا ْ‬
‫مششن‬ ‫ن ما عند اللششه تعششالى ِ‬ ‫رسوله صّلى الله عليه وسّلم‪ ،‬وِباليقين بأ ّ‬
‫مششن الحششرام علششى‬ ‫ت ِ‬‫صششل ْ‬‫ح ّ‬ ‫ل ل شذ ّ ٍ‬
‫ة ُ‬ ‫ن كش ّ‬ ‫النعيم للمّتقين خيٌر وأبقششى‪.‬وأ ّ‬
‫م والنكششد والحسششرة‬ ‫حششزن والغشش ّ‬ ‫اختلف دََركششاته فإّنهششا تششؤول إلششى ال ُ‬
‫ت الثواب العظيم في الجّنة‪.‬‬ ‫و ُ‬‫ف ّ‬‫ب العذاب والنار‪ ،‬وت ُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫و ِ‬‫ضْيق‪.‬وت ُ ْ‬ ‫وال ّ‬
‫ة عرضششها‬ ‫فششإن كنششت تريششد نجششاة نفسششك‪ ،‬والسششعي بهششا إلششى جّنشش ٍ‬
‫ل بالطاعة‪.‬واجتنب المعصية‪.‬‬ ‫السموات والرض فاعم ْ‬
‫س مششا‬ ‫ْ‬
‫قال الله تعالى ) يا أّيها الذين آمنوا اّتقششوا اللششه ولتنظ شْر نف ش ٌ‬
‫ن الله خششبيٌر بمششا تعملششون ول تكونششوا كالششذين‬ ‫د واّتقوا الله إ ّ‬ ‫غ ٍ‬‫ت لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ّ َ‬‫َ‬
‫سوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ل يستوي أصحاب‬ ‫نَ ُ‬
‫النار وأصحاب الجّنة أصحاب الجّنة هم الفائزون ( ] ألحشر‪18:‬ش ‪.[ 20‬‬
‫حششل عزمششك‪،‬‬ ‫متك‪ ،‬وي َن ْ َ‬ ‫ه ّ‬
‫ن تستجب له فتذهب ِ‬ ‫وإّياك وداعي العجز‪ ،‬أ ْ‬
‫حل ّششة الخششائبين‪ ،‬الششذين تلعششب‬ ‫م َ‬
‫ط يسششوقك إلششى َ‬ ‫و ٌ‬
‫سش ْ‬
‫فششداعي العجششز َ‬
‫الشيطان بهم‪.‬وإّنما تسّلط عليهم بعملهم‪ ،‬فك َْيد الشيطان ضعيف‪ ،‬ل‬
‫مششن أوليششاء اللششه المخلصششين المّتقيششن‪ ،‬الششذين اّتخششذوا‬ ‫ينششال بششه شششيئا ً ِ‬
‫و‬‫ن الشيطان لكم عد ّ‬ ‫وًا‪ ،‬كما أمرهم الله تعالى فقال ) إ ّ‬ ‫الشيطان عد ّ‬

‫‪19‬‬
‫واح إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫وقُ الْر َ‬‫ش ّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ء ِبلِد الفَراح‬ ‫سا ِ‬‫نِ َ‬
‫عْير ( ] فششاطر‪:‬‬ ‫س ِ‬ ‫من أصحاب ال ّ‬ ‫حْزَبه ِليكونوا ِ‬ ‫وا ً إّنما يدعو ِ‬ ‫فاّتخذوه عد ّ‬
‫‪.[ 6‬‬
‫من حكمة‬ ‫ً‬
‫من توله فإّنه يتسلط عليه‪ ،‬فيكون أسيرا له‪ ،‬وهذا ِ‬‫ّ‬ ‫ما َ‬ ‫فأ ّ‬
‫ش عن‬ ‫ع ُ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫معرضين عن ذكره‪ ،‬كما قال تعالى ) و َ‬ ‫دله في ال ُ‬ ‫ع ْ‬
‫الله و َ‬
‫دونهم عششن‬ ‫صش ّ‬‫ض له شيطانا ً فهو له قريششن وإّنهششم ل َي َ ُ‬ ‫قي ّ ْ‬‫ر الرحمن ن ُ َ‬ ‫ِذك ْ ِ‬
‫السبيل ويحسبون أّنهم مهتدون ( ] ألزخرف‪36:‬ش ‪. [ 37‬‬
‫و منهششا فتخيششب كمششا خششابوا‪،‬‬ ‫حل ّششة الخششائبين‪ ،‬أن ت َش ْ‬
‫دن َ‬ ‫م َ‬‫فإي ّششاك أخششي و َ‬
‫فنفوسهم دنيئة‪ ،‬تطلب المور الحقيرة‪.‬‬
‫ون‪ ،‬ول تنظر إلى الحقير‪.‬‬ ‫ة ل ترضى بالدّ ْ‬ ‫ة أب ِي ّ ً‬
‫ولتكن نفسك شريف ً‬
‫مششن ُ‬
‫ششّبان‬ ‫بو ِ‬‫ششي ْ ٍ‬
‫مششن ِ‬ ‫من قب ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ِ‬ ‫مششن‬
‫كو َ‬‫من ي َل ِي ْش َ‬‫ع َ‬
‫ر َ‬
‫صا ِ‬
‫م َ‬
‫فاْنظْر َ‬
‫ب ِشششذا الدنشششى الشششذي هشششو فشششاني‬ ‫خل‬
‫ي‬
‫ن تبيع العال َ‬ ‫غب ِبعقلك أ ْ‬ ‫واْر َ‬
‫البششششششششششششششششششششششششششششششششاقي‬
‫) القصيدة النونّية ‪( 233‬‬
‫دمت ليشوم الحسشاب‪.‬فإّنشك‬ ‫ل ِبتقوى الله تعالى‪.‬وانظر ماذا قش ّ‬ ‫فاعم ْ‬
‫عيك‪.‬‬ ‫س ْ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫مجز ّ‬
‫غراسها الن‪ ،‬الساعة الساعة‪،‬‬ ‫س ِ‬‫ر ْ‬ ‫خلد فا ْ‬
‫غ ِ‬ ‫ن كنت موقنا ً ِبجّنة ال ُ‬ ‫فإ ْ‬
‫ك حينئذ‪.‬‬ ‫داُر َ‬ ‫ن يفوت وقته فل ت َ َ‬ ‫قبل أ ْ‬
‫فششا ِْني‬‫مششا تشششاء ِبششذا الّزمششان ال َ‬ ‫قْيعششان‬ ‫ت بأّنهششا ال ِ‬ ‫و مششا سششمع َ‬ ‫أ َ‬
‫والتحميشششد والتوحيشششد ِللرحمشششن‬ ‫س‬
‫ر ْ‬ ‫ْ‬
‫فشششششششششششششششششششششششششششششششاغ ِ‬
‫مكشششان‬‫َ‬ ‫دة ال ِ ْ‬
‫مششش ّ‬
‫مشششن ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قشششد فشششات َ ُ‬ ‫سششها التسششبيح والتكششبير‬ ‫غرا ُ‬ ‫و ِ‬
‫ل لششي كيششف يجتمعششان‬ ‫ِبششالله قشش ْ‬ ‫سششه مششاذا الششذي‬ ‫ك غْر ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫ً‬
‫ت َب ّشا ل ِت َششا ِ‬
‫مششن البسششتان‬ ‫جنششي ِ‬ ‫مششا الششذي ت َ ْ‬ ‫قشّر ب ِششذا ول يسششعى لششه‬ ‫من ي ُ ِ‬ ‫يا َ‬
‫ترجششو المغششل يكششون كالكيمششان‬ ‫مششن‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أرضششك ِ‬ ‫و عطل ش َ‬ ‫ت لش ْ‬ ‫أَرأي ْ َ‬
‫ع مقتضششى القششرآن‬ ‫هششذا فراجشش ْ‬ ‫س‬‫غشششششششششششششششششششششششششششششششششرا ٍ‬
‫مششن بششذرها‬ ‫عطّل َْتهششا ِ‬ ‫و َ‬ ‫وكذاك ل َ ْ‬
‫ده‬‫ب العششالمين وعبشش ُ‬ ‫ما قششال ر ّ‬
‫) ألقصيدة النونّية ‪( 247‬‬
‫مت َب َشّرئا ً‬
‫ن ُ‬ ‫ل على الله تعالى وحده‪ ،‬وك ُ ْ‬ ‫ن إلى نفسك‪،‬بل توك ّ ْ‬ ‫ول ترك ْ‬
‫وة إل بالله‪.‬‬ ‫ول والق ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫من ال َ‬ ‫ِ‬
‫قال ابن القّيم في ) روضة المحّبين ( ) ‪490‬ش ‪:( 491‬‬
‫فته‪،‬ومتى ركششن إلششى‬ ‫) فل يركن العبد إلى نفسه وصبره وحاله وع ّ‬
‫ت عنه عصمة الله‪ ،‬وأحاط به الخذلن‪ .‬وقد قششال اللششه تعششالى‬ ‫خل ّ ْ‬ ‫ذلك ت َ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ت ت َْركش ُ‬ ‫َ‬
‫لكرم الخلق عليه وأحّبهششم إليششه ) ولششول أن ثب ّت ْن َششاك لقششد ك ِشدْ َ‬
‫إليهم شيئا ً قليل ً ( ] ألسراء‪.( [ 74:‬‬
‫جن َّبنششا‬
‫منششا ِبجّنتششه‪ ،‬إن ّششه سششميع قريششب‪.‬وأن ي ُ َ‬ ‫نسأل الله تعالى أن ي ُك ْ ِ‬
‫ر َ‬
‫ت على السلم‪.‬‬ ‫الفتن ما ظهر منها وما بطن حّتى نمو َ‬
‫قنا عذاب الّنار‪.‬‬ ‫خرة حسنة و ِ‬ ‫م آِتنا في الدنيا حسنة وفي ال ِ‬ ‫ألله ّ‬

‫‪20‬‬

You might also like