You are on page 1of 1

‫)حكامة المحلية بالمغرب بين أهداف التنمية و اكراهات الواقع)‪1‬‬

‫‪-‬‬
‫ص ‪03:43‬‬
‫‪،‬‬
‫‪10/14/2009‬‬

‫‪.‬أضحت الجماعات المحلية المغربية في الونة الخيرة إحدى المحددات الرئيسية للتدخلت العمومية في مختلف مظاهر الحياة العامة للدولة‬

‫ولم تأت هذه الهمية بمحض الصدفة ول من فراغ‪ ،‬بل كانت نتيجة طبيعة لتطورات وطنية ودولية أملتها ظروف ومعطيات معينة أفرزت لنا وحدات‬
‫‪.‬ترابية مبادرة‪ ،‬نشيطة‪ ،‬فعالة وساهرة على تدبير الشأن العام المحلي ومساهمة في القضايا الكبرى للبلد‬

‫ومن جملة تلك الظروف المتحكمة في تنامي دور الجماعات المحلية ما يتعلق بالعوامل الدولية والمتجلية أساسا في انتشار الفكر الديمقراطي والمشاركة‬
‫السياسية ودعائم دولة الحق والقانون التي تدعو إلى إشراك الساكنة المحلية في جميع المبادرات التي تهم الشأن العام المحلي حتى تكون أكثر إسهاما في‬
‫‪.‬التعاطي مع الرهانات المطروحة عليها‬

‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬ساهمت العولمة بكل تجلياتها في تجاوز المفهوم التقليدي للحدود المتعارف عليها إلى مفهوم أكثر امتدادا وشمول للمعرفة والقتصاد‬
‫‪.‬والسوق بحيث ل تعترف بالجهود النفرادية للدولة المركزية‪ ،‬بل تضع من الفكر التشاركي إحدى المبادئ الساسية للتنمية المستديمة‬

‫كما جاءت التوصيات الصادرة عن الهيئات المالية الدولية كالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي لتحث الدولة على إشراك فاعلين اقتصاديين آخرين لحل‬
‫إشكالية التنمية والنمو وفي هذا الصدد يمكن التذكير مثل بالتقريرين الخيرين للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي بخصوص وضعية الدارة المغربية‬
‫‪.‬بحيث دعوا إلى البحث عن أدوار جديدة للجماعات المحلية وتقوية مساهمتها عن طريق نهج اسلوب الحكامة في تدبير الشأن العام المحلي والوطني‬

‫و الحكامة الجيدة كمفهوم جديد للتدبير الجماعات المحلية‪ ،‬باعتبارها الرهان الهم وأحد المحاور ذات الولوية في تدبير الشأن المحلي‪ ،‬خاصة في ظل‬
‫‪.‬ما تتضمنه من تدبير سليم للمالية المحلية وتثمين بالغ للموارد البشرية للجماعات‬
‫وبالفعل فقد تجسدت‪ ،‬ومن خلل مجموعة من المبادرات الوطنية‪ ،‬إرادة السلطات العمومية في تعزيز الحكامة الجيدة للكيانات اللمركزية بغرض‬
‫‪.‬تأهيلها في اتجاه تقديم خدمات تتميز بالجودة لفائدة المواطن‪ ،‬وتحفيز انخراطها على نحو أكثر فاعلية في التنمية المحلية‬
‫ولعل خطاب العرش الخير ‪ 30/07/2009‬الذي أشار فيه صاحب الجللة الملك محمد السادس إلى مفهوم الجهوية الموسعة الذي يتطلب التخطيط‬
‫للتنمية‪ ،‬وتعبئة وسائل التمويل وآلية التنظيم والشراف‪ ،‬وتعزيز التحكم في الشغال‪ ،‬وإضفاء مزيد من المهنية على الخدمات العمومية المحلية وأيضا‬
‫‪.‬الطار القانوني وحياة المؤسسات المحلية‪ ،‬وفي المحصلة عصرنة تدبير الموارد البشرية‬
‫وبالموازاة مع إرساء مناخ قانوني أكثر ملءمة‪ ،‬تعتبر مشاريع الحكامة المحلية في صالح الرهانات المستقبلية بخصوص الجهوية الموسعة‪ ،‬الذي‬
‫اعتمدته المديرية العامة للجماعات المحلية قيد البحث على السبل لتطبيق هده النظرية‪،‬فان برامج دعم تتوخى بالساس تحسين أداء الجماعات المحلية في‬
‫‪.‬مجال التدبير الترابي والتخطيط الستراتيجي للتنمية البشرية والقتصادية هي بوابة لدلك‬
‫ويتجسد دعم مشاريع الحكامة المحلية أيضا من خلل النهوض بمشاركة وانخراط الطراف الساسية المساهمة في النشطة المحددة ضمن برامج‬
‫التنمية )المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على سبيل المثال (‪ ،‬وتحديد الحاجيات الفعلية في مجال التنمية البشرية‪ ،‬إلى جانب إرساء مخططات التنمية‬
‫‪.‬القتصادية والجتماعية في الجماعات‪ ،‬وأيضا إحداث أنظمة للعلم على المستوى المحلي من أجل متابعة وتقييم البرامج‬
‫وبمعنى أكثر وضوحا‪ ،‬فقد جاءت هذه البرامج لتعزيز مسلسل الدمقرطة الذي انخرط فيه المغرب وتبناه المواطنون بشكل كلي‪ ،‬بدءا من المواطن العادي‬
‫إلى صاحب القرار السياسي على المستوى المحلي‬

You might also like