You are on page 1of 43

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫فصل تمهيدي‬
‫تعريف المحكم ‪ -:‬هو شخص يختاره أطراف المنازعة ويحددون وسيلة اختياره‬
‫لعرض منازعاتهم عليه ليتولى الفصل في هذه المنازعة ‪.‬‬
‫وبالنسبة لنظام التحكيم فقد تعددت التعريفات الفقهية له فيعرفه الدكتور ‪ /‬فتحي والي‬
‫أستاذ قانون المرافعات بأنه نظام قانوني يتم بواسطته الفصل بحكم ملزم في نزاع‬
‫قانوني بين طرفين أو أكثر بواسطة شخص من أشخاص الغير يستمدون مهمتهم من‬
‫اتفاق أطراف النزاع )‪(1‬‬
‫تعرفه المحكمة الدستورية العليا بأنه " عرض نزاع معين بين طرفين علي محكم من‬
‫الغيار يعين باختياريهما أو بتفويض منهما أو علي ضؤ شروط يحددانها ليفصل هذا‬
‫المحكم في ذلك النزاع بقرار قاطع لدا بر الخصومة في جوانبها التي أحالها إليه بعد‬
‫أن يولي كل منهما بوجهة نظرة تفصيليا من خلل ضمانات التقاضي الرئيسية " )‪(2‬‬
‫ولنظام التحكيم عدة مزايا تدعو الكثيرين من الفراد وخاصة في المعاملت التجارية‬
‫إلي تفصيلة عن قضاء الدولة وهي ‪-:‬‬
‫اختيار الطرفين شخص المحكم محل الثقة ليكون قاضي في النزاع‬ ‫‪-1‬‬
‫اختيار شخص له خبرة قانونية متميزة أو خبرة خاصة في مجال معين‬ ‫‪-2‬‬
‫اللتجاء إلي التحكيم يؤدي إلي توفير الوقت والجهد والمال‬ ‫‪-3‬‬
‫يتفق الطرفان علي تخويل هيئة التحكيم الفصل في النزاع وفقا لمعايير‬ ‫‪-4‬‬
‫العدل والنصاف وعندئذ ل تلتزم بتطبيق القانون ‪.....‬‬
‫يمكن للطرفين التفاق علي تطبيق قانون الدولة الذي يحقق النصاف‬ ‫‪-5‬‬
‫لهما‬
‫يتفق الطراف في التحكيم علي الجراءات التي يرونها مناسبة لحل‬ ‫‪-6‬‬
‫النزاع بعيدا عن القانون الجرائي الساري في الدولة‬
‫يتجنب التحكيم التعرض لعلنية القضاء‬ ‫‪-7‬‬
‫يتميز نظام التحكيم بتخفيف العبء علي محاكم الدولة ‪.....‬‬ ‫‪-8‬‬

‫)‪ "(1‬وقد عرفت المادة الرابعة من قانون التحكيم المصري رقم "‪ " 27‬لسنة ‪ 1994‬التحكيم بأنه‬
‫التحكم الذي يتفق عليه طرفا النزاع بإرادتهما الحرة سواء كانت الجهة التي تتولي إجراءات‬
‫التحكيم بمقتضي اتفاق الطرفين منظمة أو مركز دائم للتحكيم أو لم يكن كذلك ‪"....‬‬
‫"وعرفت المادة العاشرة منه بان اتفاق التحكيم هو اتفاق الطرفين علي اللتجاء إلي التحكيم‬
‫لتسوية كل أو بعض المنازعات التي نشأت أو يمكن أن تنشا بينهما بمناسبة علقة قانونية معنية‬
‫عقدية كانت أو غير عقدية ‪".....‬‬
‫)‪ "(2‬حكم المحكمة الدستورية العليا في القضية رقم " ‪ " 38‬لسنة ‪ 3‬ق ‪ .‬دستورية جلسة‬
‫‪" 11/5/2003‬‬

‫‪1‬‬
‫ومما سبق يمكن توضيح الطبيعة القانونية لعمل المحكم وتمييزه عما يشابهه من‬
‫أعمال‬
‫المطلب الول ‪-:‬‬
‫الطبيعة القانونية لعمل المحكم ‪-:‬‬
‫ذكرنا أن المحكم هو شخص يعهد إليه بالفصل في النزاع المعروض علي التحكيم‬
‫بحكم ملزم وهنا تبرز أهمية الطبيعة القانونية لعمل المحكم ‪ ,‬فهمناك أربع نظريات‬
‫سعت كل منها علي حدة لثبات طبيعة قانونية لعمل المحكم وهي ‪-:‬‬
‫ييييييي يييييي ‪ -:‬ذات الطبيعة التعاقدية فيري أنصارها أن‬
‫التحكيم عقد رضائي ملزم للجانبين من عقود المعاوضة فنظام التحكيم يقوم علي‬
‫أساس إرادة الطراف )‪(1‬‬
‫ييييييي ييييييي ‪ -:‬ذات الطبيعة القضائية مفهومها أن المحكم‬
‫بمنزلة القاضي وعمله عمل قضائي علي اعتبار انه يحل محل القاضي في وظيفته‬
‫وصفته والمحكم ل يعمل بإرادة الطراف وحدها بل له طبيعة قضائية أيضا لها الغلبة‬
‫علي طبيعة عمله )‪(2‬‬
‫ييييييي ييييييي ‪ -:‬ذات الطبيعة المختلطة وهي تسعي إلي‬
‫التوفيق بين النظريتين السابقتين العقدية والقضائية قيل أنها جاءت لتلقي النتقادات‬
‫الموجهة إلي النظرية التعاقدية‬
‫ييييييي ييييييي ‪ -:‬ذات الطبيعة المستقلة لعمل المحكم ‪ ,‬فالتحكيم‬
‫له ميزات خاصة به مثل ل وطنية التحكيم وسلطان الرادة غير المقيدة في اختيار‬
‫القواعد الموضوعية والجرائية تلك الذاتية الخاصة تكسب التحكيم طابع يعلو‬
‫بالضرورة فوق الدول فالتحكيم طريق استثنائي ل يجوز ولوجه إل في المنازعات‬
‫المتفق عليها بين الطراف ويشترط أل تكون متعلقة بالنظام العام وان يفصل المحكم‬
‫بمقتضي الجراءات التفاقية والقانونية المقررة ‪(3 )....‬‬
‫المطلب الثاني ‪-:‬‬
‫" تميز المحكم عمن يشابهه "‬
‫أول ‪ -:‬المحكم والموفق ‪-:‬‬
‫الموفق هو شخص يختاره الطراف برضاهم لمحاولة حل نزاعهم بحل يرضيهم دون‬
‫الرجوع إلي القضاء أو التحكيم ‪ ,‬والتوفيق وسيلة تمهيدية لتسوية النزاع بين الطراف‬
‫إل انه متي اتفق الطراف علي التحكيم فل يمكن لحدهما الرجوع فيه‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬إبراهيم احمد إبراهيم – التحكيم الدولي الخاص – دار النهضة العربية طبعة ‪1997‬‬
‫ص ‪ 29‬أثناء عرضه للنظرية التعاقدية ‪".‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬احمد أبو الوفا – التحكيم الختياري والجباري – منشاة المعارف السكندرية ص‬
‫‪202‬‬
‫)‪ (3‬النص كما أورده د‪ /‬احمد أبو الوفا – المرجع السابق ص ‪" 215‬‬
‫مشار إلية في مرجع د‪ /‬حميد محمد علي اللهبي – المحكم في التحكيم التجاري الدولي‬
‫طبعة ‪ 2001/2002‬الولي ص ‪--- 75‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي ذات المعني يراجع مؤلف الدكتور‪ /‬عبد الحميد الحدب – مسئولية المحكم ‪---‬‬

‫حتى صدور الحكم وبالنسبة للتوفيق يمكن لي طرف العدول عنه إلي القضاء أو‬
‫التحكيم والمحكم يقتصر دوره في حل النزاع في التوصل إلي حكم ملزم للطراف ل‬
‫يجوز لهم الطعن فيه بينما الموفق يقتصر دوره علي مجرد دراسة الموضوع وتقديمه‬
‫مقترحات وأراء لتقريب وجهات النظر )‪(1‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬المحكم والوسيط ‪-:‬‬
‫الوسيط يعرض وساطته بين الطراف من تلقاء نفسه أحيانا وللطراف حق القبول أو‬
‫الرفض لهذه الوساطة ‪ ,‬وما يتوصلون إليه ليس إلزام علي احدهم‬
‫ثالثا ‪ -:‬المحكم والمصالح ‪-:‬‬
‫المصالح شخص يختاره الطراف لحل نزاعهم استنادا إلي قواعد العدالة بان ينزل‬
‫كل منهم للخر عن بعض ادعاءاته ‪ ,‬وحيث أن التفاق علي اختيار المحكم يقيد‬
‫الطراف فل يحق لحدهما العدول عن هذا التفاق أما التفاق علي اختيار المصالح‬
‫فل يقيد الطراف ‪ ,‬وأيضا فان المحكم يطبق قواعد القانون الموضوعي والجرائي‬
‫بينما المصالح يعفي من ذلك باستثناء المباديء الساسية والجرائية وقواعد النظام‬
‫العام‬
‫رابعا ‪ -:‬المحكم والتوكيل )‪(2‬‬
‫الوكيل يستمد سلطاته وصلحياته من الموكل ول يملك السلطات والصلحيات إل في‬
‫حدود ما يملك الصيل الموكل – فالوكيل نائب من الوكيل يأتمر بأمره ويؤدي عمله‬
‫في حدود ما وكل فيه إما المحكم فهو مستقل تماما عن الطرف الذي اختاره بداية ‪,‬‬
‫والمحتكم ل يملك بإرادته عزل المحكم بينما الموكل يستطيع عزل وكيله ‪....‬‬
‫خامسا ‪ -:‬المحكم والخبير ‪-:‬‬
‫الخبير شخص من ذوي الكفاءة الفنية والمهنية يعهد إليه في تقرير مسالة فنية‬
‫وينحصر دوره في مجرد إبداء الرأي والمشورة فيما يطرح عليه وعليه فالمحكم رأيه‬
‫وحكمه ملزم بينما الخبير رأيه غير ملزم والخبير قد يعين من قبل هيئة المحكمين ول‬
‫يملك فرض رأيه أو شهادته علي هيئة المحكمين )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬إبراهيم احمد إبراهيم والمرجع السابق ص ‪ 16‬مشار إليه في مؤلف د‪ /‬حميد محمد‬
‫علي اللهبي ‪ .‬المحكم في التحكيم التجاري الدولي طبعة ‪ 2002 – 2001‬الولي ص ‪82‬‬
‫"يعرف القانون المدني المصري الوكالة في المادة ‪ 699‬بأنها " عقد بمقتضاه‬ ‫)‪(2‬‬
‫يلتزم الوكيل بان يقوم بعمل قانوني لحساب الموكل "‬
‫)‪" (3‬يراجع التفرقة بين المحكم والخبير في مؤلف د‪ /‬احمد أبو الوفا – المرجع السابق ص‬
‫‪" 29‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل الثاني ‪ -:‬الشروط الواجب توافرها في المحكم ‪-:‬‬

‫المطلب الول ‪ -:‬الحيدة والستقلل ‪-:‬‬

‫المقصود بالحيدة ‪ -:‬هو عدم انحياز المحكم ضد طرف أو إلي جانب طرف فعدم‬
‫الحيدة حالة نفسية تتعلق أساسا بالعاطفة – ) مصلحة شخصية أو صلة مودة أو عداوة‬
‫بأحد الخصوم ( – يرجع معها عدم استطاعة المحكم الحكم بغير تحيز وقد عرفت‬
‫محكمة استئناف القاهرة عدم الحيدة بأنه ميل نفسي أو ذهني للمحكم لصالح أو ضد‬
‫احد أطراف النزاع بحيث يرجع معه عدم استطاعة المحكم الحكم بغير ميل أو هوي‬
‫لحد أو ضده ‪(1) . ".....‬‬

‫والمقصود بالستقلل ‪ -:‬هو استقلل المحكم الكامل فيما ينتهي إليه من رأي غير‬
‫متأثر فيه بعلقة تربطه بأحد الطرفين سواء كانت علقة مالية أو اجتماعية أو مهنية‬
‫سابقة أو حالية ‪---‬‬
‫وقد عرفت محكمة استئناف القاهرة استقلل المحكم بأنه " عدم ارتباطه بأي رابطة‬
‫تبعية خصوصا بأطراف النزاع أو الدولة أو الغير وعدم وجود روابط مادية أو ذهنية‬
‫تتنافي مع استقلله بحيث تشكل خطرا مؤكدا للميل إلي جانب احد أطراف التحكيم )‬
‫‪(2‬‬
‫‪ -‬وجوب توافر الحيدة والستقلل ‪-:‬‬
‫يلزم لكي يقوم المحكم بمهمته القضائية يحوز ثقة الطراف أن يكون شانه القاضي‬
‫محايدا ومستقل وتعتبر حيدة المحكم واستقلله من الضمانات الساسية في‬
‫التقاضي وذلك حتى يطمئن المتقاضي إلي قاضيه ‪ ,‬وهذان الشرطان معترف بهما‬
‫في كل النظم القانونية للتحكيم دون خلف وقد أشار قانون التحكيم إلي هذين‬
‫الشرطين بنصه في المادة ‪ 16/3‬من قانون التحكيم ‪ 27‬لسنة ‪ 94‬بأنه يجب علي‬
‫المحكم أن يفصح عند قبوله عن أية ظروف من شانها إثارة شكوك حول استقلله‬
‫أو حيدته ‪ ,‬وقرر المشرع في المادة ‪ 18/1‬من ذات القانون أن فقدان المحكم للحيدة‬
‫أو استقلل يجيز رده عن نظر الدعوى ‪.‬‬
‫وعلي ذلك فل يعتبر المحكم مستقل في الحالت التية ‪-:‬‬
‫إذا كان يتقاضي أتعاب أثناء سير إجراءات التحكيم من احد الطراف‬ ‫‪-1‬‬
‫أو إذا كان ممثل للطرف الذي اختاره ويتلقى تعليماته‬
‫إذا كان دائنا أو ضامنا أو كفيل أو وكيل لحد الطراف أو إذا كان‬ ‫‪-2‬‬
‫مساهما‬

‫‪4‬‬
‫)‪ (1‬استئناف القاهرة دائرة ‪ 91‬في القضية رقم "‪ "78‬لسنة ‪ 120‬ق – تحكيم – جلسة‬
‫‪30/3/2004‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة دائرة ‪ 91‬قضية رقم "‪ "1‬لسنة ‪ 120‬ق – في جلسة ‪, 29/4/2003‬‬
‫وجلسة ‪ 29/4/2003‬في الدعوى رقم "‪ "78‬لسنة ‪ 120‬ق ‪ .‬تحكيم ‪.‬‬

‫أو شريكا في شركة تضم احد الطراف‬


‫إذا كان له مصلحة مادية أو أدبية في النزاع أو كانت تربطه بأحد‬ ‫‪-3‬‬
‫الطراف رابطة نسب أو مصاهرة حتى الدرجة الرابعة )‪(1‬‬
‫‪ -‬نطاق شرطي الحيدة والستقلل ‪ -:‬يجب أن يتوافر شرطا الحيدة والستقلل في‬
‫المحكم طوال إجراءات التحكيم وحتى صدور حكم التحكيم المنهي للخصومة كلها )‪(2‬‬
‫وعلي ذلك فان التجاه الغالب والسائد في التحكميين الوطني والدولي في معظم‬
‫التشريعات هو أن المحكم ولو كان معنيا من احد الطراف يجب أن يكون محايدا‬
‫ومستقل وهذا ما أكدته قواعد الشرف المهني للمحكمين الدوليين الصادرة سنة ‪1987‬‬
‫وهو نفس ما تأخذ به جمعية المحكمين المريكية بالنسبة للتحكيم الدولي وهو أيضا ما‬
‫يأخذ به قانون التحكيم المصري ‪------‬‬
‫‪ -‬وجوب التمسك بعدم الحيدة أو عدم الستقلل ‪ -:‬ل يتعلق شرط الحيدة أو‬
‫الستقلل بالنظام العام وإنما بمصلحة الخصوم وعليه فان لكل ذي مصلحة أن‬
‫يتمسك بهذا العيب والسقط حقه في التمسك به ويعتبر متنازل عن هذا الحق إذا‬
‫لم يقم برد المحكم في الميعاد المحدد لذلك أو إذا شارك في احد إجراءاته ولم‬
‫يعترض عليه وفقا لنص المادة "‪ "8‬من قانون التحكيم والتي نصت علي انه " إذا‬
‫استمر احد طرفي النزاع في إجراءات التحكيم مع علمه بوقوع مخالفة الشرط في‬
‫اتفاق التحكيم أو لحكم من أحكام هذا القانون مما يجوز التفاق علي ما لفته ولم‬
‫يقدم اعتراضا علي هذه المخالفة في الميعاد المتفق عليه أو في وقت معقول عند‬
‫عدم التفاق اعتبر ذلك نزول منه عن حقه في العتراض "‬
‫المطلب الثاني ‪ -:‬الهلية المدنية الكاملة ‪-:‬‬
‫وجوب توافر الهلية المدنية الكاملة ‪ -:‬يجب أن تتوافر الهلية المدنية الكاملة في‬
‫المحكم والمقصود بذلك أهلية الداء وتتحدد أهلية المحكم وفقا للقانون الذي يحكم‬
‫حالته الشخصية وهو وفقا للمادة "‪ "11‬من القانون المدني المصري – قانون الدولة‬
‫التي ينتمي إليها المحكم بجنسيته فإذا كان مصريا تحددت أهليته وفقا لما تنص عليه‬
‫المادة ‪ 44/1‬مدني ‪ ,‬ونصت المادة ‪ 16/1‬من قانون التحكيم علي انه " ل يجوز أن‬
‫يكون المحكم قاصرا أو محجوزا عليه أو محروما من حقوقه المدنية بسبب الحكم‬
‫عليه في جناية أو جنحة مخلة بالشرف أو بسبب شهر إفلسه حالم يرد إليه اعتباره‬
‫‪ – " ---‬وذلك أسوة بما تنص عليه‬

‫د‪ /‬حميد محمد علي اللهبي – المحكم في التحكيم التجاري الدولي – الطبعة‬ ‫)‪(1‬‬
‫الولي ‪ 2002 / 2001‬ص ‪113‬‬
‫يراجع في ذلك مؤلف المستشار الدكتور‪ /‬برهام أمر ال – الرئيس بمحكمة‬ ‫)‪(2‬‬
‫استئناف القاهرة – اختيار المحكمين – "‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬وكذلك مؤلف الدكتور‪ /‬يحيي الجمل – أستاذ القانون والمحكم الدولي – حيدة واستقلل‬
‫المحكمين ‪.‬‬

‫المادة ‪ 38‬من قانون السلطة القضائية بالنسبة للقضاة )‪(1‬‬


‫جواز تولي غير المسلم مهمة للتحكيم ‪ -:‬يجوز أن يتولى التحكيم من يدين بغير‬
‫السلم أيا كانت ديانة أطراف التحكيم فالقانون المصري لم يشترط في المحكم ديانة‬
‫معينة وعلي هذا فانه يجوز أن يتولى غير المسلم التحكيم ولو كان أطراف التحكيم أو‬
‫احدهم مسلم وهذا الرأي هو المعتمد في الفقه السلمي ‪(2) -----‬‬
‫‪ -‬ل يلزم أن يكون المحكم رجل قانون أو ذا كفاءة فنية أو مهنية ‪-:‬‬
‫رغم أن التحكيم عمل قضائي فانه ل يشترط في المحكم أن يكون من رجال القانون‬
‫فالمهم أن يجوز ثقة من اختاره أو ثقة الطرفين ‪ ,‬ول يلزم في المحكم أن يكون ذا‬
‫تخصص فني أو مهني يناسب القضية التي يفصل فيها ذلك لنه ل يفصل في النزاع‬
‫باعتباره خبيرا بل اعتباره قاضيا اختاره الطراف ‪----‬‬
‫‪ -‬ل يلزم أن يكون المحكم متعلما ‪ -:‬فيجوز أن يتولى التحكيم المتعلم أيا كانت‬
‫درجة تعليمه كما يجوز أن يتوله شخص أمي – ذلك أن قانون التحكيم لم يشترط‬
‫في المحكم معرفة القراءة والكتابة‬
‫‪ -‬جواز التفاق علي شروط خاصة في المحكم ‪ -:‬لن أساس التحكيم هو‬
‫اتفاق الطراف فانه يجوز للطراف التفاق عي شروط معينة يلتزمون بها في‬
‫اختيار المحكمين كما يلتزم بها الغير أو مركز التحكيم عند اختيارهم ما حرصت‬
‫عليه المادة ‪ 17/3‬من قانون التحكيم بنصها علي أن " وتراعي المحكمة في‬
‫المحكم الذي تختاره الشروط التي يتطلبها هذا القانون وتلك التي اتفق عليها‬
‫الطرفان " ‪ .‬فإذا اختير المحكم دون مراعاة شرط اتفق عليه الطرفان بالنسبة‬
‫لتحكيم معين كان المحكم غير صالح لتولي هذا التحكيم –‬
‫‪ -‬عدم جواز تولي القضاة مهمة التحكيم ‪ -:‬حرصت التشريعات المصرية‬
‫المتعاقبة علي البعد بالقضاة عن موطنه الشبهات حرصا علي كرامتهم واستقللهم‬
‫ولهذا منعت القاضي كأصل عام من تولي مهمة التحكيم إلي جانب عملهم‬
‫القضائي‬
‫ورد النص المانع للقضاة من تولي التحكيم حاسما متداول قانون مصري تنظيم‬
‫السلطة القضائية فنصت المادة ‪ 16/4‬من القانون ‪ 66‬لسنة ‪ 1943‬معدلة بالقانون رقم‬
‫" ‪ " 13‬لسنة ‪ 1948‬علي انه " ل يجوز للقاضي أن يكون محكما ولو بغير اجر ولو‬
‫كان النزاع غير مطروح أمام القضاء "‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬هدي عبد الرحمن – دور المحكم في حقوق التحكيم – رسالة دكتوراة حقوق‬
‫القاهرة بند ‪ 60‬ص ‪93‬‬

‫‪6‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬محمد سليم العوا – مجلة التحكيم الدولي – العد السادس بند ‪ 20‬ص ‪ 84‬مشار‬
‫إليه في مؤلف قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق للدكتور ‪ /‬فتحي والي – الطبعة‬
‫الولي سنة ‪ 2007‬منشاة المعارف السكندرية ص ‪235‬‬

‫وقد ورد الحظر أيضا في القانون ‪ 188‬لسنة ‪ 1952‬في شان استقلل القضاء ولم‬
‫يستثني ‪ .‬هذا القانون إل التحكيم بين أقارب القاضي وأهمها في المادة ‪ 15‬فقرة أخيرة‬
‫لغاية الدرجة الرابعة "‬
‫وبصدور القانون رقم ‪ 56‬لسنة ‪ 1959‬حرص علي إضافة استثناء أخر علي الحظر‬
‫فنص في المادة ‪ 4/ 77‬منه " ول يجوز للقاضي بغير موافقة مجلس القضاء والعلي‬
‫أن يكون محكما ولو بغير اجر ولو كان النزاع غير مطروح أمام القضاء وأل إذا كان‬
‫احد أطراف النزاع من أقاربه أو أصهاره لغاية الدرجة الرابعة بدخول الغاية ‪ ,‬فإذا‬
‫كانت الدولة أو أخري الهيئات العامة طرفا في النزاع المراد فضه بطريق التحكيم‬
‫تولي مجلس القضاء العلي اختيار المحكم الخاص بالحكومة او الهيئة العامة كما‬
‫يتولى مجلس القضاء وحده تحديد المكافأة التي يستحقها "‬
‫وفي قانون السلطة القضائية رقم " ‪ " 43‬لسنة ‪ 1965‬بقي النص كما هو في الفقرتين‬
‫‪ 3,2‬من المادة ‪ 67‬من القانون ‪ ,‬كما بقي النص كما هو في المادة ‪ 63‬من قانون‬
‫السلطة القضائية الحالي رقم ‪ 46‬لسنة ‪(1) 1977‬‬

‫)‪ (1‬يراجع في ذلك فولت الدكتور‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق‬
‫الطبعة الولي سنة ‪ – 2007‬منشاة المعارف السكندرية ص ‪ 241‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الثاني ‪ -:‬رد المحكم وعزله وتنحيته ‪-:‬‬
‫المطلب الول ‪ -:‬رد المحكم ‪-:‬‬

‫أول ‪ -:‬أسباب الرد ‪ -:‬نصت المادة ‪ 18‬من قانون التحكيم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬علي انه "‬
‫ل يجوز رد المحكم إل إذا قامت ظروف تثير شكوكا جدية حول حيدته أو استقلليته‬
‫‪"-----‬‬
‫وتتميز هذه العبارة بأنها يتفادى تعداد أسباب الرد علي سبيل الحصر ‪ ,‬وتعطي‬
‫للقضاء السلطة التقديرية المناسبة لتقييم حقيقة الشبهات المثارة المنسوبة إلي المحكم‬
‫المطلوب رده ومدي تأثيرها في ضؤ ظروف الحال في كل حالة علي حدة ‪.‬‬
‫وواضح أن الشرع هنا لم يتقيد بقيام سبب من أسباب رد القضاة حيث انه في ظل‬
‫قواعد القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي وحيث المغايرة بين أسباب عدم‬
‫صلحية القضاة وأسباب ردهم وبين تلك السباب التي تتعلق بالمحكمين فل جدال أن‬
‫الختلف الجوهري بين التحكم التجاري الدولي وبين قضاء الدولة هو أمر ل يحتاج‬
‫إلي دليل ذلك بان أوضاع وظروف المحكم تختلف بصفة جوهرية عن القاضي علي‬
‫نحو يقتضي توسفا اكبر بالنسبة للمحكم ل مقتضي لها فيما يتعلق بالقضاة الذين قصد‬
‫المشرع إلي إحاطتهم بضمانات تجعل مخاصمتهم محصورة في أضيق نطاق )‪(1‬‬
‫وبناء علي ما سبق فانه من الضروري الفصاح عن أية صلت بين المحكم وأي من‬
‫أطراف النزاع ليس فقط من حيث الرتباط المهني أو الوظيفي ولكن أيضا بالنسبة‬
‫للمعرفة السابقة بالنزاع المطروح ومختلف عناصره الواقعية والقانونية وإذا ما تم‬
‫الفصاح عن ذلك ولم يعترض الطرف الخر علي هذا الترشيح لم يعد من الجائز‬
‫مستقبل إعادة إثارة المر بالنسبة لصلحية المحكم ‪.‬‬
‫وغني عن البيان أن هناك فرق بين رد المحكم ورفض تعيينه فالرد يتعلق بمحكم تم‬
‫تعيينه محكما وقبله الطراف ثم تبين وجود ما يمس استقلله فيطلب احد الخصوم‬
‫رده عن نظر القضية وتعين بديل له أما إذا لم يبين محكما فانه يرفض تعيينه ابتداءا ‪,‬‬
‫ول يجوز لي من طرفي التحكيم رد المحكم الذي عينه أو اشترك في تعيينه إل لسببه‬
‫تبينه بعد أن تم تعيينه‬

‫)‪ (1‬بحث للمستشار ‪ /‬نبيل عمران نائب رئيس محكمة النقض في قواعد رد‬
‫المحكمين في قانون التحكيم المصري ص ‪12‬‬
‫‪ -‬ويراجع في هذا المعني مؤلف الدكتور‪ /‬محمد محمد بدران – وكيل كلية‬
‫حقوق القاهرة – المشاكل الخاصة بتشكيل هيئة التحكيم ص ‪ 41‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬وأيضا مؤلف الدكتور‪ /‬يحيي الجمل – المخاصمة والرد دراسة مقارنة بين‬
‫القضاة والمحكمين ‪ .‬ص ‪ 74‬وما بعدها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -:‬إجراءات الرد ‪-:‬‬

‫ميعاد طلب رد المحكم ‪ -:‬حدد المشرع في المادة ‪ 19‬من قانون التحكيم المصري‬
‫الجديد ميعاد تقديم طلب رد المحكم بأنه خلل خمسة عشر يوما من تاريخ علم طالب‬
‫الرد بتشكيل هيئة المحكمين او علمه بالظروف التي يراها مبررة لتقديمه طلب الرد‬
‫وتعد فترة مناسبة تتاح للخصم خللها فرصة كي يتروي ويحدد موقفه من المحكم بما‬
‫يحقق التوازن بين فتح باب رد المحكمين وبين مقتضيات استقرار الوضاع‬
‫بالسرعة والفاعلية المطلوبين في إجراءات التحكيم علي وجه الخصوص ‪---‬‬
‫‪ -‬طريقة تقديم طلب الرد ‪ -:‬ل يقدم طلب الرد إلي المحكم مباشرة وإنما يقدم‬
‫طلب الرد كتابة إلي هيئة التحكيم مبينا فيه أسباب الرد خلل خمسة عشر يوما‬
‫المذكورة ورأي الشرع أن تنتظر قرار المحكم إذا قرر أن يتنحى أما إذا لم يتنحي‬
‫المحكم المطلوب رده خلل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديم الطلب يحال بغير‬
‫رسوم إلي المحكمة المشار إليها في المادة التاسعة الفصل فيه ويكون حكمها غير‬
‫قابل للطعن ‪ ,‬وطبقا لتلك المادة فانه في التحكيم التجاري الدولي سواء جري في‬
‫مصر آو في الخارج يكون الختصاص بنظر طلب الرد لمحكمة استئناف القاهرة‬
‫مالم يتفق الطرفان علي غير ذلك ‪ ,‬آما في التحكيم الداخلي فان المحكمة المختصة‬
‫هي المحكمة المختصة أصل بنظر النزاع ‪.‬‬
‫‪ -‬اثر تقديم طلب الرد ‪ -:‬ل يترتب علي مجرد تقديم طلب الرد أي اثر فل تقف‬
‫إجراءات التحكيم وذلك وفقا لصريح نص المادة ‪ 19/3‬ق ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬بأنه‬
‫" ‪ ---‬ول يترتب علي تقديم طلب الرد وقف إجراءات التحكيم "‬
‫‪ -‬اثر الحكم برفض طلب الرد ‪ -:‬إذا قضي برفض طلب الرد فانه ل يقبل من‬
‫طالب الرد أن يتقدم بطلب جديد لرد المحكم نفسه في ذات التحكيم وذلك وفقا لنص‬
‫المادة ‪ – 2/ 19‬يقولها ‪ -2 " ---‬ول يقبل طلب الرد ممن سبق له تقديم طلب برد‬
‫المحكم نفسه في ذات التحكيم ‪" ----‬‬
‫وذكرنا أن ذلك الحكم غير قابل للطعن فيه فل يجوز لطالب الرد أن يطعن فيه بأي‬
‫طريق من طريق الطعن ‪----‬‬
‫‪ -‬اثر الحكم بقبول طلب الرد ‪ -:‬إذا صدر حكم برد المحكم ترتب علي ذلك‬
‫اعتبار كل ما تم إجراءات التحكيم كان لم يكن منذ تقديم طلب الرد بما في ذلك‬
‫حكم المحكمين أي ما تم من إجراءات قبل تقديم طلب الرد يظل صحيحا منتجا‬
‫لثاره ‪ , ----‬ومن نافلة القول فانه ل يجوز أيضا للمحكم الطعن في الحكم الصادر‬
‫برده بأي طريق من طريق الطعن لعدم قابلية الحكم للطعن عليه ولن المحكم‬

‫‪9‬‬
‫ليس طرفا في الخصومة ‪ ,‬ونصت المادة ‪ 21‬من قانون التحكيم علي أن إذا انتهت‬
‫مهمة المحكم بالحكم برده أو عزله أو تنحيته أو بأي سبب أخر وجب تعيين بديل‬
‫له طبقا للجراءات التي تتبع في اختيار المحكم الذي انتهت مهمته "‬

‫المطلب الثاني‪ -:‬عزل المحكم ‪-:‬‬


‫يجوز عزل المحكم باتفاق الطرفين وفقا للمادة ‪ 20‬من القانون ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬والتي‬
‫تنص على انه " إذا تعذر على المحكم أداء مهمتة أو لم يباشر ها أو انقطع عن أدائها‬
‫بما يؤدى إلى تأخير ل مبرر له في إجراءات التحكيم ولم يتنحى ولم يتفق الطرفان‬
‫على عزلة جاز للمحكمة المشار إليها في المادة ‪ 9‬من هذا القانون المر بإنهاء‬
‫مهمتة بناء على طلب اى من الطرفين "‪.‬‬
‫وهذا لم يتطلب القانون شكل معين لعزل المحكم فمن الجائز أن يتم شفاهة أو كناية‬
‫من الجائز أن يتم العزل في أية حالة تكون عليها الجراءات ولو بعد صدور حكم من‬
‫المحكم في شق من الموضوع أو بعد إثبات الدعوى ولطبيعة الحال يجوز للخصوم‬
‫النزول عن هذا الحكم أو العتداء بة وإذا صدر حكم من المحكم على الرغم من‬
‫عزلة خاصة الحكم يكون باطل ولو صدر دون علم المحكم بالعزل مادام قد تم من‬
‫جانب الخصوم جميعهم والطبيعي أن يتم العزل قبل إصدار الحكم فل يعتد بالعزل‬
‫إذا تم بعد صدور الحكم في موضوع النزاع )‪(1‬‬
‫وجدير بالذكر أن المحكم مستقل في عمله ومحصن ضد أي تدخل من أي جهة كانت‬
‫ويعتبر استقلل المحكم ضمانة من الضمانات التي تتيح له ممارسة عمله بكل حرية‬
‫دون تحيز او حيف إل أن العزل تقرر استثناء إذا أساء المحكم استعمال وظيفته أو‬
‫بدر منه ما يقدح في عدله أو نزاهته‪ ,‬هذا ويتم عزل المحكم عن طريق الحاكم الذي‬
‫وله أو من قبل الطراف في الحالت التية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬إذا ثبت جوره عمل‬
‫‪ .2‬إذا ثبت اخذ رشوة من احد الطراف‬
‫‪ .3‬إذا ضعف عن العمل بسبب كبر سنه أو لمرض شديد الم به أو لم يكن‬
‫كفؤا للعمل الذي يناط به‬
‫وعزل المحكم حق ثابت للطراف فطالما كان اللجؤ إلي التحكيم أمرا اختياريا‬
‫متروكا لرادتهم فان حقهم في عزله يظل محفوظا شريطة أن يكون ذلك لسباب‬
‫واضحة موجبة للعزل وان يكون باتفاقهم ورضاهم جميعا وقبل صدور الحكم المهني‬
‫للنزاع )‪(2‬‬

‫د‪ /‬احمد أبو الوفا – التحكيم الختياري والجباري ‪ ,‬منشاة المعارف – طبعة‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ , 1978‬ص ‪--- 165‬‬
‫مشار إليه في مؤلف د‪ /‬حميد محمد علي اللهبي – المحكم في التحكيم التجاري‬ ‫)‪(2‬‬
‫الدولي – الطبعة الولي سنة ‪ 2002 / 2001‬ص ‪--- 60‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني ‪ -:‬تنحية المحكم ‪-:‬‬

‫للمحكم رغم قبوله التحكيم أن يعدل عن هذا القبول قبل بدء خصومة التحكيم كما أن له‬
‫بعد بدء خصومة التحكيم أن يتنحى عن التحكيم علي انه يجب أن يكون هناك سبب‬
‫جدي يبرر العدول أو التنحي ويوجد هذا السبب الجدي إذا قام بعد قبول المحكم‬
‫التحكيم أو بعد بدء إجراءاته مانع يمنع المحكم من مزاولة مهمته كما لو أصابه مرض‬
‫يقعده عن العمل أو اضطر إلي سفر طويل وكذلك المر إذا علم بعد قبوله التحكيم أو‬
‫بعد بدء إجراءاته بتوافر ما يؤدي إلي عدم استقلله وعدم حيدته مما قد يعتبر سبب‬
‫لرده أو حدث ما يجعله ل يشعر بالستقلل أو الحيدة أو يستشعر الجرح في القيام‬
‫بمهمته أو الستمرار فيها‬

‫ويرجع التنحي إلي محض إرادة المحكم وما يراه من سبب يدعوه إلي العتذار عن‬
‫نظر القضية فل يجوز إجباره عليه ولهذا فانه إذا طلب أحدا أطراف التحكيم من‬
‫المحكم التنحي عن نظر الدعوى فلم يستجب المحكم لهذا الطلب ولم يقم الطرف يرد‬
‫المحكم فان الحكم الصادر رغم طلب تنحيته ل يكون باطل ‪—(1) --‬‬

‫ومن ناحية أخري فان إذا كان يمكن وفقا للمادة )‪ (2‬تحكيم اللتجاء إلي المحكمة‬
‫المختصة وفقا للمادة ‪ 9‬تحكيم لتعيين محكم بديل فانه في حالة إصرار المحكم علي‬
‫التنحي ل يجوز ولو كان إصراره دون عذر مقبول – اللتجاء إلي المحكم لجباره‬
‫علي الستمرار في التحكيم اذ مهمة المحكم مهمة تتعلق بشخصه ل يجوز قانونا‬
‫إجباره علي تنفيذها ‪---(2) ---‬‬

‫)‪ (1‬استئناف القاهرة "د ‪ 91‬تجاري في القضية رقم ‪ 98‬لسنة ‪ 119‬ق تحكيم جلسة‬
‫‪"29/4/2003‬‬
‫)‪ (2‬يراجع مؤلف د‪ /‬فتحي والي أستاذ قانون المرافعات في قانون التحكيم بين‬
‫النظرية والتطبيق – الطبعة الولي لسنة ‪ 2007‬منشاة المعارف ص ‪" 254 – 253‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثالث ‪ -:‬إجراءات الدعوي التحكيمية أمام المحكمين‬
‫المطلب الول ‪ -:‬اختصاص المحكم قبل السير في إجراءات التحكيم‬
‫ضرورة مراعاة المبادئ الساسية في التحكيم ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬مبدأ الطلب ‪ -:‬ل يباشر المحكم مهمته إل إذا طلب احد الطرفين اللتجاء إليه‬
‫فالمحكم كالقاضي ل يعمل بدون طلب ‪ .‬وإذا خالف المحكم هذا الطلب فان حكمه‬
‫يكون قد نقصه مفترض ضروري وهو الطلب ويكون الحكم باطلً‬

‫‪ -2‬مبدأ المساواة بين الخصوم ‪ -:‬ويقصد به منح الخصوم فرصا متساوية لبداء‬
‫دفاعهم وطلباتهم فوفقا للمادة ‪ 27‬من قانون التحكيم " يعامل طرفا التحكيم علي قدم‬
‫المساواة وتهيأ لكل منها فرصة متكافئة كاملة لعرض دفاعه "‬
‫ويقتصر هذا المبدأ علي الحقوق الجرائية للطرفين في خصومة التحكيم فل شان‬
‫له بما تقضي به هيئة التحكيم أو بما تقوم به استعمال لسلطتها التقديرية في تقدير‬
‫الدلة المقدمة من الخصوم فالمقصود به هو المساواة الجرائية بين الخصوم‬

‫‪ -3‬مبدأ المواجهة ‪ -:‬يجب أن تتم إجراءات التحكيم مواجهة بين الخصوم فنظر‬
‫المحكم للنزاع ل يكون إل مواجهة بين الطرفين وذلك علي النحو المسلم به أمام‬
‫قضاء الدولة )‪-- (1‬‬

‫‪ -4‬احترام الحق في الدفاع ‪ -:‬يجب تمكين كل طرف من إبداء دفاعه والرد علي‬
‫الدفاع من الخصم ومن تقديم مستنداته والطلع علي ما قدمه خصمه من مذكرات أو‬
‫مستندات وكذا منحه الميعاد الذي يكفيه للرد علي هذه المذكرات وعلي هيئة التحكيم‬
‫مراعاة قاعدة أن المدعي عليه هو أخر من يتكلم فل يقبل مستندات أو دفاع من‬
‫المدعي دون منح المدعي عليه فرصة لبداء دفاعه بشأنه ‪----‬‬

‫‪ -5‬عدم جواز قضاء المحكم بعلمه الشخصي ‪ -:‬من القواعد المسلم بها في قضاء‬
‫الدولة انه ليس للقاضي أن يقضي في الدعوى بعلمه الشخصي ‪ ,‬علي انه يلحظ أن‬
‫منع المحكم من القضاء بعلمه الشخصي مقصود منه إل يستمد قناعته من عناصر‬
‫غير قائمة في الخصومة بان يعتمد علي علمه الشخصي كعنصر من عناصر الثبات‬
‫‪----‬‬
‫‪ -6‬وجوب نظر النزاع وإصدار الحكم من جميع أعضاء هيئة التحكيم ‪-:‬‬
‫فليس للهيئة إذا شكلت من ثلثة أن تنعقد في أية جلسة بعضوين فقط أو عضو‬
‫واحد‬

‫‪12‬‬
‫)‪ (1‬مؤلف د‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق – الطبعة الولي سنة‬
‫‪2002 / 2001‬‬
‫وفيما يلي نعرض الختصاص المحكم قبل السير في إجراءات التحكيم ‪ ,‬حيث‬
‫ينص قانون التحكيم علي بعض الحكام بالعمال الجرائية في خصومة التحكيم‬
‫والتي تختلف عن تلك علي العمال الجرائية أمام قضاء الدولة—وهي ‪-:‬‬
‫أول ‪ -:‬البث في وجود اتفاق التحكيم وصحته ‪-:‬‬
‫عندما يلجا الطراف إلي التحكيم لعرض نزاعهم علي محكم يتفقون عليه فان أول‬
‫عمل يقوم به المحكم هو التأكد من وجود وصحة اتفاق التحكيم وهذا العمل من‬
‫صميم اختصاص المحكم يقوم به من تلقاء نفسه أو في حالة ما إذا دفع احد‬
‫الطراف بعدم وجود اتفاق تحكيم ‪ ,‬فالمحكم هو الذي يقرر إذا كان هناك اتفاق أم‬
‫ل ‪---‬‬
‫وحيث نصت المادة العاشرة من قانون التحكيم علي أن اتفاق التحكيم هو اتفاق‬
‫الطرفين علي اللتجاء إلي التحكيم لتسوية كل أو بعض المنازعات التي تنشا أو‬
‫يمكن أن تنشا بينها بمناسبة علقة قانونية معينة عقدية كانت أو غير عقدية "‬
‫‪ -‬يتعين توافر الهلية والمقصود أهلية الداء في الحق المتنازع عليه ‪ ,‬ذلك أن‬
‫التفاق علي التحكيم يعني التنازل عن رفع النزاع إلي قضاء الدولة وهو ما قد‬
‫يعرض الحق المتنازع عليه للخطر وتطبيقا لذلك ل يجوز للمحجور عليه إبرام‬
‫عقد التحكيم ول يجوز للوكيل بغير إذن خاص إبرام هذا العقد ‪----‬‬
‫‪ -‬ول يجوز التفاق علي التحكم إل للشخص الطبيعي أو العتباري الذي يملك‬
‫التصرف في حقوقه ول يجوز التحكيم في السائل التي ل يجوز فيها الصلح م‬
‫‪ 11‬من قانون التحكيم ‪.‬‬
‫فيجب أن يصلح الحق المتنازع عليه كمحل للتحكيم ول يكون كذلك إذا كان مما ل‬
‫يجوز المصالحة عليه وتتولي المادة ‪ 551‬من القانون المدني بيان الموال التي ل‬
‫يجوز الصلح فيها وهي المتعلقة بالحالة الشخصية أو النظام العام كالجرائم والمسئولية‬
‫الجنائية عنها ‪ ,‬وان كان يجوز التحكيم في شان تحديد التعويض المستحق للمجني‬
‫عليه ‪----‬‬
‫كما ل يصلح الحق محل للتحكيم إذا كان النزاع بشأنه مما يجب تدخل النيابة العامة‬
‫فيه إذا عرض علي قضاء الدولة إذ أن النيابة العامة ل تعمل أمام المحكمين ‪.‬‬
‫‪ -‬ويترتب علي اشتمال اتفاق التحكيم علي منازعات ل يجوز التحكيم فيها‬
‫بطلن هذا الشق وحده مالم يثبت مدعي البطلن أن هذا الشق ل ينفصل عن جملة‬
‫التفاق ‪.‬‬
‫ويجب أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا وال كان باطل م ‪ 12‬من قانون التحكيم ول يلزم‬
‫في الكتابة شكل خاص أو ألفاظ معينة ويكون للمحكمة تكييف العقد بحقيقة مقصود‬
‫العاقدين ومراعاة دقة التفرقة بين التحكيم وبين الخبرة والصلح أو الوكالة ول يترتب‬
‫علي تحرير اتفاق التحكيم قطع التقادم وإنما ينقطع بتقدم الدائنين بطلباته إلي المحكم‬
‫‪(1) -----‬‬

‫‪13‬‬
‫نقضه ‪ 30/1/1969‬س ‪ 20‬ص ‪ – 210‬د‪ /‬احمد أبو الوفا – المرجع السابق ص‬
‫‪. 56‬‬

‫مدي لزوم شهر اتفاق التحكيم ‪ -:‬لم يشترط قانون التحكيم المصري شهر اتفاق‬
‫التحكيم ولم يشترط ذلك نظام التحكيم الملغي في قانون المرافعات المصري رقم ‪13‬‬
‫لسنة ‪ 1968‬ذلك أن اتفاق التحكيم ليس من قبيل التصرفات أو الدعاوى الواجب‬
‫شهرها وفقا لحكام المادتين ‪ 17 , 15‬من القانون رقم ‪ 114‬لسنة ‪ 1946‬بتنظيم‬
‫الشهر العقاري ‪---‬‬
‫علي انه يتعين مراعاة أساليب الصياغة الفنية في إعداد اتفاق التحكيم فيجب أن‬
‫تتضمن عقد التحكيم – كأي عقد – البيانات العامة الواجب توافرها في أي عقد ثم‬
‫البيانات الخاصة بعقد التحكيم ‪-----‬‬
‫‪ -‬أثار رفع الدعوي أمام القضاء – في نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم ‪-:‬‬
‫‪ -‬يجب علي المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم‬
‫بعدم قبول الدعوي إذا دفع المدعي عليه بذلك قبل إبدائه أي طلب أو دفاع في‬
‫الدعوي واعتبر الشرع الدفع بعدم قبول الدعوي لوجود اتفاق تحكيم من قبيل‬
‫الدفوع الشكلية التي يتعين إبداؤها قبل التكلم في الموضوع ‪(1) ---‬‬

‫ثانياً ‪ -:‬اختصاص المحكم في البث في اختصاصه ‪-:‬‬


‫إذا دفع احد الطراف بعدم اختصاص المحكم بنظر الدعوي فان المحكم هو الذي‬
‫يحسم هذه المسالة ويفصل في هذا الدفع إذا كان مختصا أم ل وهو ما يعرف بمبدأ‬
‫تحديد الختصاص بالختصاص )‪(2‬‬
‫نص قانون التحكيم المصري علي اختصاص هيئة التحكيم المشكلة من محكم واحد أو‬
‫أكثر في أن تفصل في الدفوع المتعلقة بعدم اختصاصها بما في ذلك الدفع بعدم وجود‬
‫اتفاق تحكيم أو سقوطه أو بطلنه أو عدم شموله لموضوع النزاع ورغم انه نص علي‬
‫المدة التي يجب تقديم الدفوع خللها إل انه لم يحددها تحديدا دقيقا وجعل مدة تقديم‬
‫الدفوع هي المدة المنصوص عليها في المادة ‪ 30‬وهي التي يرسل المدعي عليه‬
‫خللها مذكرة دفاعه ردا علي ما جاء قي بيان الدعوي وهذه أيضا غير محددة‬
‫بصورة قاطعة وإنما هي تحدد باتفاق الطراف أو تحددها هيئة التحكيم وبالتالي فان‬
‫أمر تحديدها متروك لتقدير الطراف أو هيئة التحكيم وهذا من شانه أن يؤدي إلي‬
‫إطالة أمر إجراءات التحكيم )‪(3‬‬

‫نقض ‪ 3/3/1986‬رقم ‪ 1875‬لسنة ‪ 50‬ق ‪ 15/2/1972 ,‬س‬ ‫)‪(1‬‬


‫‪ 23‬ص ‪ 168‬جلسة ‪ 24/5/1966‬س ‪ 17‬ص ‪1223‬‬

‫‪14‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬حميد محمد علي اللهبي – المحكم في التحكيم التجاري الدولي –‬
‫الطبعة الولي سنة ‪ 2002 / 2001‬ص ‪149‬‬
‫المادة ‪ 22‬من قانون التحكيم رقم ‪ 27‬لسنة ‪1994‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫هذا وفي حالة رفض هيئة التحكيم الدفع فان مقدمه ل يستطيع التمسك به بل ل‬
‫يستطيع الطعن فيه أمام القضاء إل عن طريق رفع دعوي بطلن حكم التحكيم المنهي‬
‫للخصومة كلها ‪ ---‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 52/1‬من قانون التحكيم بان " ل تقبل‬
‫أحكام التحكيم التي تصدر طبقا لحكام هذا القانون الطعن فيها بأي طريق من طرق‬
‫الطعن المنصوص عليها في قانون المرافعات ‪" ---‬‬
‫‪ -‬وفي رأينا كان يتعين – توفير للوقت والجهد – أن يعطي القانون للطرف‬
‫المتضرر من قرار هيئة التحكيم برفض دفعه الحق في أن يطعن فيه أمام المحكمة‬
‫المختصة وفي الوقت ذاته يستمر المحكم بالسير في إجراءات التحكيم حتى تفصل‬
‫المحكمة في ذلك الطعن ‪" ---‬‬

‫ثالثا ‪ -:‬اختصاص المحكم في تحديد مكان التحكيم ‪-:‬‬


‫الصل أن يحدد الطراف مكان التحكيم أما في عقد التحكيم أو في اتفاق لحق ولهم‬
‫الحرية في ذلك ويلتزم المحكم في هذه الحالة بإجراء التحكيم في المكان الذي اتفق‬
‫عليه الطراف ‪ ,‬وغالبا ما يكون مكان التحكيم في التحكيم المؤسسي هو المكان الذي‬
‫يوجد فيه مركز أو هيئة التحكيم التي اتفق الطراف علي اللجؤ إليه ‪ ,‬ووفقا للمادة ‪28‬‬
‫من قانون التحكيم " لطرفي التحكيم التفاق علي مكان التحكيم في مصر أو خارجها‬
‫"‬
‫ويمكن أن يرد هذا التفاق في مشارطة التحكيم أو في اتفاق لحق فإذا لم يتفق طرفا‬
‫التحكيم علي مكان التحكيم كان لهيئة التحكيم سلطة اختياره " مع مراعاة ظروف‬
‫الدعوي وملئمة المكان لطرافها من م ‪ 28‬قانون التحكيم ‪.‬‬
‫ويحسن أن يكون المكان قريبا من الخصوم وممثليهم وقريبا من الشهود مما يشجعهم‬
‫علي الدلء بشهادتهم وقريبا من محل النزاع لتيسير معاينته أن لزم المر‬
‫‪ -‬والملحظ أن اختصاص المحكم في تحديد مكان التحكيم يحتل مركزا بارزا‬
‫في معظم تشريعات التحكيم الوطنية والمؤسسية ‪ ,‬فقانون الونسيترال ينص‬
‫صراحة علي أنه مالم يتفق الطراف علي تحديد مكان معين للتحكيم فان هيئة‬
‫التحكيم تتولي تحديده أخذه في العتبار ظروف القضية بما في ذلك مراعاة‬
‫ظروف الطراف بما من شانه أن يحقق راحتهم ‪ ,‬فإذا ما تم تحديد مكان التحكيم‬
‫للتحكيم فللهيئة أن تعقد بعد ذلك اجتماعاتها وجلسات المداولة بين أعضائها في أي‬
‫مكان تراه مناسبا‬
‫‪ -‬أما اتفاقية عمان العربية للتحكيم فالصل فيها أن مكان التحكيم هو مقر المركز‬
‫العربي للتحكيم ولكنها أرادت أن تمنح الطراف حرية تحديد مكان التحكيم‬
‫مراعاة لمصالحهم وتقديرا لظروفهم إل أنها تراجعت عن ذلك فجعلت مسالة‬
‫اختيار الطراف لمكان التحكيم امرأ مرهونا بموافقة هيئة التحكيم ‪(1) .‬‬

‫‪15‬‬
‫يراجع في ذلك مؤلف د‪ /‬حميد محمد علي اللهبي – المرجع السابق ص ‪ 55‬وما‬ ‫)‪(1‬‬
‫بعدها‬

‫رابعاً‪ -:‬اختصاص المحكم في تحديد لغة التحكيم ‪-:‬‬

‫‪ -‬تنظم المادة ‪ 29‬من قانون التحكيم لغة التحكيم علي نحو يتسم بكثير من‬
‫المرونة بما ييسر إجراءات التحكيم سواء بالنسبة للطراف أو بالنسبة لهيئة‬
‫التحكيم وإذا كانت المادة ‪ 59‬من قانون السلطة القضائية تنص علي أن لغة‬
‫المحاكم هي اللغة العربية ‪ ,‬فوفقا للمادة ‪ 1/ 29‬تحكيم " يجري التحكيم باللغة‬
‫العربية مالم يتفق الطرفان أو تحدد هيئة التحكيم لغة أو لغات أخري ويسري حكم‬
‫التفاق علي كل قرار تتخذه هذه الهيئة أو رسالة توجهها أو حكم تصدره مالم‬
‫ينص اتفاق الطرفين أو قرار هيئة التحكيم علي غير ذلك "‬
‫‪ ---‬وعلي ذلك فالصل أن يجري التحكيم باللغة العربية كما انه يجوز لهيئة التحكيم‬
‫عند عدم اتفاق الطرفين بشان اللغة أن تقرر أن يجري التحكيم بلغة غير العربية‬
‫فيكون قرارها ملزم لطرفين ‪ ,‬ويجب أن يستند قرار الهيئة بتحديد لغة التحكيم إلي‬
‫معيار موضوعي ‪ ,‬وقد يكون هذا المعيار هو لغة العقد والمستندات المتبادلة بين‬
‫الطرفين بشأنه أو بشان النزاع أو لغة الدولة التي اتفق الطرفان علي اختيارها مكان‬
‫التحكيم أو لغة الدولة التي انعقد فيها العقد محل النزاع وجري تنفيذه فيها ‪---‬‬
‫‪ -‬كما يختص المحكم أيضا بطلب ترجمة لبعض الوثائق من والي لغة التحكيم‬
‫التي حددها وهو اختصاص المحكم نصت عليه معظم التشريعات المؤسسية‬
‫والوظيفية في مقدمتها قانون الونسترال الذي نص علي أن لطرفي النزاع حق‬
‫التفاق علي اللغة أو اللغات التي يجري بها التحكيم )‪(1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ -:‬اختصاص المحكم في تيسير إجراءات التحكيم ‪-:‬‬


‫أول ‪ -:‬بدء الجراءات وطلب التحكيم ‪-:‬‬
‫طلب التحكيم هو العمل الذي يوجهه المدعي – ) المحتكم (‪ -‬إلي المدعي عليه –‬
‫) المحتكم ضده (‪ -‬تتضمن رغبته في الفصل في النزاع القائم بينهما بطريق التحكيم‬
‫ويوجه الطلب كتابة بورقة تسلم إلي المدعي عليه أو تعلن إليه وفقا لما نصت عليها‬
‫المادة ‪ 7‬تحكيم ويطلق علي هذا الطلب في لئحة مركز القاهرة القليمي – إخطار‬
‫التحكيم –‬
‫ولم ينص قانون التحكيم علي بيانات معينة في الطلب ‪ ,‬ويوجه طلب التحكيم إلي‬
‫المدعي عليه شخصياً‬

‫‪16‬‬
‫)‪ (1‬يراجع مؤلف د‪ /‬حمد محمد اللهبي – المرجع السابق ص ‪ 58‬أو ما‬
‫بعدها‬
‫د‪ /‬احمد أبو الوفا – المرجع السابق ص ‪226‬‬

‫أو من يمثله قانونا حسب الحوال فإذا كانت الدعوي التحكيمية مرفوعة ضد‬
‫احدي الوزارات فإنها توجه إلي الوزير باعتباره ممثلها القانوني وإذا ما كانت‬
‫مرفوعة ضد الدولة فإنها توجه ضد رئيس الدولة –‬
‫‪ -‬وتبدأ إجراءات التحكيم من تاريخ إعلن المدعي عليه إعلنا قانونيا منتجا‬
‫لثاره القانونية ذلك لن العلن غير القانوني ل يعتد به ‪ ,‬وفي هذه المرحلة تنعقد‬
‫اختصاصات المحكم الولي في أن يعين له مساعديه كتبه للقيام بما يكلفهم به من‬
‫أعمال إدارية )‪(1‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 27‬من قانون التحكيم " تبدأ إجراءات التحكيم من اليوم الذي يتسلم‬
‫فيه المدعي عليه طلب التحكيم من المدعي مالم يتفق الطرفان علي موعد أخر "‬
‫اثر تقديم الطلب في قطع التقادم ‪-:‬‬
‫يترتب علي تقديم طلب التحكيم بتسليمه إلي المدعي عليه قانونا إذا تضمن‬
‫المطالبة بدين للطالب قطع تقادم هذا الحق إعمال للمادة ‪ 383‬من القانون المدني‬
‫باعتباره مطالبة قضائية ذلك أن تقديم الطلب يحق معين يوضح حرص الطالب‬
‫علي المحافظة علي حقه فإذا لم تتضمن طلب التحكيم المطالبة بحق محدد فانه ل‬
‫يقطع التقادم ‪ ,‬وينقطع التقادم عندئذ – منذ تقديم بيان الدعوي متضمنا المطالبة‬
‫بحق موضوعي للمدعي ‪----‬‬

‫ثانيا ‪ -:‬إدارة الجلسات وتحديد المواعيد ‪ -:‬تعقد هيئة التحكيم جلسات‬


‫مرافعة لتمكين كل طرف من شرح موضوع الدعوي وعرض حججه وأدلته ولها‬
‫الكتفاء بتقديم مذكرات ووثائق مكتوبة مالم يتفق الطرفان علي غير ذلك ويجب‬
‫إخطار طرفي التحكيم بمواعيد الجلسات والجتماعات التي تقرر هيئة التحكيم‬
‫عقدها قبل التاريخ الذي تعينه لذلك بوقت كاف تقدره هذه الهيئة حسب الظروف )‬
‫‪(2‬‬
‫ويكون سماع الشهود والخبراء بدون أداء يمين م ‪ 33‬قانون التحكيم ‪ ,‬وإذا لم يقدم‬
‫المدعي دون عذر مقبول بيانا مكتوب يدعواه وفقا للفقرة الولي من المادة ‪ 35‬من‬
‫قانون التحكيم وجب أن تأمر هيئة التحكيم بإنهاء إجراءات التحكيم مالم يتفق‬
‫الطرفان علي غير ذلك ‪ ,‬وإذا لم يقدم المدعي عليه مذكرة بدفاعه وفقا للفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 30‬من هذا‬

‫‪17‬‬
‫)‪(1‬د‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم – الطبعة الولي سنة ‪ 2007‬منشاة المعارف السكندرية‬
‫ص ‪320‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬عبد الحميد المنشاوي – المستشار بمحكمة استئناف القاهرة – التحكيم الدولي‬
‫والداخلي طبعة ‪ 1995‬ص ‪54‬‬

‫القانون وجب أن تستمر هيئة التحكيم في إجراءات التحكيم دون أن يعتبر ذلك‬
‫بذاته اقراراً من المدعي عليه بدعوي المدعي م ‪ 34‬تحكيم ‪.‬‬
‫اثر تخلف احد الطرفين عن حضور احدي جلسات خصومة التحكيم ‪-:‬‬
‫‪ -‬إذا تخلف احد الطرفين عن حضور احدي جلسات أو عن تقديم ما طلب منه‬
‫من مستندات جاز لهيئة التحكيم الستمرار في إجراءات التحكيم وإصدار حكم في‬
‫النزاع استنادات إلي عناصر الثبات الموجودة أمامها م ‪ 35‬تحكيم ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -:‬اختصاص المحكم في اتخاذ تدابير مؤقتة وإجراءات تحفيظية ‪-:‬‬


‫عرف بعض الفقه التدابير التحفيظية أو الوقتية بصفة عامة بأنها مجموع ما يؤمر به‬
‫إجراءات علي وجه الستعمال بناء علي طلب كل ذي مصلحة للمحافظة علي الحق‬
‫ودرء الخطر عنه تمهيداً لتحقيقه في المستقبل عند طلب الحماية أمام قضاء‬
‫الموضوع )‪(1‬‬
‫ويوصف التدبير التحفظي بالوقتي لنه يصدر قبل تأكيد إرادة القانون بغرض ضمان‬
‫التحقق العملي لهذه الرادة في المستقبل وعلي هذا الساس يمكن فيما بعد العدول عن‬
‫هذا التدبير الوقتي أو تغييره أو تأكيده‬

‫ومن أمثلة هذه التدابير طلب الحراسة القضائية والحجز التحفظي وبيع البضائع‬
‫المعرضة للتلف وكافة التدابير الخري التي ترمي إلي حماية الموال محل النزاع أو‬
‫إنقاذ الحق أو حفظ الدلة ويمكن تصنيف التدابير التحفظية علي سبيل المثال ل‬
‫الحصر إلي نوعين – الول يهدف إلي حفظ الدليل عند نظر موضوع النزاع أمام‬
‫هيئة التحكيم ‪ ,‬وثانيا – تهدف إلي ضمان تنفيذ حكم التحكيم المتوقع صدوره ‪----‬‬
‫ومن أمثلة النوع الول طلب إثبات حالة بضائع كيماوية عرضة للتلف والتغيير مع‬
‫طول الوقت أو إثبات حالة بناء اخذ في التصدع أو في حالة عدم قيام المقاول بإتمام‬
‫البناء في الوقت المتفق عليه في العقد ‪---‬‬
‫ومن أمثلة النوع الثاني – الحراسة القضائية ‪ ,‬وطلب وقف صرف خطابات ضمان ‪,‬‬
‫طلب توقيع الحجز التحفظي علي كل أو بعض الموال محل النزاع بين الطرفين )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬وجدي راغب – نحو فكرة عامة للقضاء الوقتي في قانون المرافعات – جملة‬
‫العلوم القانونية والقتصادية سنة ‪ – 1973‬العدد الول ص ‪ , 167‬وما بعدها –‬

‫‪18‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬احمد صدقي محمود ‪ /‬التدابير التحفظية اللزمة للفصل في خصومة التحكيم‬
‫– الجزء الول – ص ‪ 50‬وما بعدها ‪---‬‬
‫وأيضا في هذا المعني يراجع مؤلف الدكتور‪ /‬محمد أبو العينية – مدير مركز القاهرة‬
‫القليمي للتحكيم التجاري الدولي – قرارات التدابير التحفيظية المؤقتة التي تصدرها هيئات‬
‫التحكيم في غياب احد الخصوم‬

‫المطلب الثالث ‪ -:‬اختصاص المحكم فيما يتعلق بإجراءات الثبات‬


‫إحالة إلي القواعد العامة‪-:‬‬
‫يجري الثبات أمام المحكمين كما يجري أمام محاكم الدولة ويكون الثبات بأدلة‬
‫الثبات المقررة قانونا بالنسبة للواقعة المراد إثباتها ‪ ,‬وعلي من يدعي واقعة معينة‬
‫فيقع عليه عبء إثباتها ‪ ,‬كما يجب أن يكون إثبات الواقعة مجدياً بان تكون‬
‫الواقعة محددة ومتعلقة بالدعوي ومنتجة فيها ‪ ,‬ويجب أن تكون الواقعة جائزة‬
‫إثباتها بالدليل المطلوب تقديمه وفقا لنظام الثبات الواجب التطبيق‬
‫‪ -‬هذا وإذا قدم احد الطراف طلب لتخاذ إجراء من إجراءات الثبات فان لهيئة‬
‫التحكيم السلطة التقديرية الكاملة في الستجابة له أو رفضه‬
‫‪ -‬وإذا كان المر يقتضي القيام بإجراء من إجراءات الثبات في الخارج فليس‬
‫لهيئة التحكيم إصدار المر بإنابة قضائية لمحكمة في الخارج للقيام بهذا الجراء‬
‫إذ تنص المادة ‪ 37‬تحكيمية علي أن " يختص رئيس المحكمة المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 9‬من هذا القانون بناء علي طلب هيئة التحكيم بما يأتي ‪ ----‬بالمر بالنابة‬
‫القضائية " ولهذا إذا رأت هيئة التحكيم ضرورة سماع شاهد مقيم في الخارج‬
‫تمنعه ظروفه من الحضور أمامها آو معاينة عقارا أو منقول أو مكان معين‬
‫بالخارج يلزم معاينته للفصل في النزاع فإنها تطلب من المحكمة التي تنص عليها‬
‫المادة ‪ 9‬تحكيم إصدار أمر إنابة المحكمة القضائية المختصة بالخارج للقيام بهذا‬
‫الجراء ويكون لما تقوم به المحكمة الجنبية في هذ ‪ 1‬الشأن قوتة في الثبات أمام‬
‫هيئة التحكيم ‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة هيئة التحكيم في تقدير الدلة ‪-:‬‬
‫‪ -‬يكون للمحكم نفس السلطة التي للقاضي بالنسبة لتقدير الدلة المقدمة إليه ‪----‬‬
‫بالنسبة لدلة الثبات القانوني كالقرار والكتابة ‪ ,‬ليس من‬ ‫‪-1‬‬
‫سلطة المحكم تقدير قوة الدليل إذ أن الشرع حددها مقدماً ‪-----‬‬
‫بالنسبة لدلة الثبات الخري للمحكم السلطة المطلقة في تقدير‬ ‫‪-2‬‬
‫الدلة المقدمة إليه لكي ل يبني حكمه إل علي ما يطمئن إليه وجدانه‬
‫وشعوره ولهذا فان للمحكم سلطة تقدير الشهادة للخذ بها من عدمه –‬
‫‪ -3‬سلطة المحكم في تقدير الدلة ل تعني التعسف وإنما تعني‬
‫استعمال المنطق والحساس وخبرة الحياة من اجل تقدير توافر الدليل ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قواعد خاصة في إجراءات الثبات أمام المحكمين ‪-:‬‬

‫‪ -‬ينص قانون التحكيم علي بعض القواعد الخاصة بالنسبة لجراءات الثبات‬
‫أمام المحكمين وهذه القواعد الخاصة يجوز للطراف وفقا للمادة ‪ 25‬تحكيم‬
‫التفاق علي مخالفتها فان لم يوجد هذا التفاق وجب احترامها كما انه إذا لم يتفق‬
‫الطراف علي إجراءات خاصة بالنسبة للثبات وقررت هيئة التحكيم وضع‬
‫إجراءات معينة فإنها تلتزم بها وفقا للمادة ‪ 25‬تحكيم )‪(1‬‬

‫أول ‪ -:‬الطلع علي أصول المستندات ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬


‫يكون لهيئة التحكيم – بناء علي طلب أي من الطرفين – تكليف الخر بتقديم مستند‬
‫تحت يده وذلك بمراعاة الشروط التي ينص عليها قانون الثبات لهذا اللزام في المادة‬
‫‪ 20‬وما يعدها من قانون الثبات )‪. (2‬‬

‫‪ -‬ويلحظ انه إذا لم يمتثل الخصم لتكليف الهيئة له بتقديم مستند تحت يده ‪ ,‬فانه ليس‬
‫للهيئة أن تأمره بتقديمه إذ ليس لها سلطة المر كما انه ليس للهيئة أن تلجا إلي‬
‫المحكمة التي تنص عليها المادة ‪ 9‬تحكيم ل لزامه بذلك إذ لم يخولها قانون التحكيم‬
‫هذه السلطة ‪ ,‬ومن ناحية أخري ليس لهيئة التحكيم أن تعمل ما تنص عليه المادة‬
‫‪ 24 ,23/2‬من قانون الثبات في حالة إنكار الخصم وجود مستند أو لم يقدمه وإنما‬
‫يجوز للهيئة نظر الدعوي عند عدم وجود هذا المستند إذ تنص المادة ‪ 35‬من قانون‬
‫التحكيم علي انه " إذا تخلف احد الطرفين عن حضور احدي الجلسات أو عن تقديم ما‬
‫طلب منه من مستندات جاز لهيئة التحكيم الستمرار في إجراءات التحكيم وإصدار‬
‫حكم في النزاع استنادا إلي عناصر الثبات الموجودة أمامها "‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق ص ‪2007‬‬
‫منشاة المعارف السكندرية ص ‪365‬‬
‫استئناف القاهرة ‪ 8,‬مدني جلسة ‪ 20/12/95‬في التحكيم رقم ‪4‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫لسنة ‪ 995‬ق‬

‫‪20‬‬
‫جحد الورقة العرفية أو الدعاء بالتزوير‪-:‬‬

‫‪ -‬إذا قدم مستند عرفي إلي الهيئة فجحد احد الطراف توقيعه عليه كان للهيئة أن‬
‫تتخذ الجراءات اللزمة للتحقق من صحته بسماع الشهود أو تحيل المستند إلي‬
‫خبير أو أكثر للتحقق من الكتابة أو التوقيع بسماع الشهود أو المضاهاة وذلك دون‬
‫أن تلتزم الهيئة بالتنظيم الجرائي الذي نص عليه قانون الثبات بالنسبة لتحقيق‬
‫الخطط )‪(1‬‬

‫أما إذا أراد احد الطراف الدعاء بالتزوير في مستند مقدم لهيئة التحكيم فان هذا‬
‫الدعاء يخرج عن ولية الهيئة وعلي الهيئة إذا وجدت أن المستند المطلوب تزويره‬
‫لزم للفصل في النزاع أن توقف خصومة التحكيم حتى بصدور حكم نهائي من‬
‫المحكمة المختصة في الطعن بالتزوير م ‪ 46‬تحكيم‬

‫‪ -‬المعاينة ‪ -:‬يجوز لهيئة التحكيم أن تستند إلي الدليل المستمد من المعاينة‬


‫الفعلية لموضوع النزاع وقد تجري المعاينة في الجلسة إذا تعلق المر بمنقول مثل‬
‫معاينة طوبة أو قطعة من السمنت ‪ ,‬وقد تجري المعاينة بعد النتقال إلي مكان‬
‫المعاينة مثل معاينة مبني ويجب في هذه الحالة إعلن الطراف كلها بميعاد‬
‫ومكان المعاينة ‪ ,‬وسلطة هيئة التحكيم في المعاينة ل تمنع احد أطراف التحكيم من‬
‫اللتجاء إلي المحكمة الواردة في المادة ‪ 9‬تحكيم برفع دعوى إثبات حالة سواء‬
‫كانت قبل بدء خصومة التحكيم أو بعدها ‪----‬‬

‫ثانياً ‪ -:‬سماع الشهود ‪ -:‬تنص المادة ‪ 33/4‬تحكيم علي انه " يكون سماع الشهود‬
‫بدون أداء يمين "‪ ,‬ول تلتزم الهيئة بإصدار حكم تمهيدي بسماع الشهود مثل المحكمة‬
‫ولكن يجب أن تحدد الهيئة الوقائع التي تري سماع الشهود بشأنها وان تعين أشخاص‬
‫الشهود ويجب أن يمكن الطراف من مناقشة الشهود ومن تقديم شهود نفي وان تثبت‬
‫أقوال الشهود في محضر الجلسة –‬

‫‪21‬‬
‫د‪ /‬فتحي والي – المرجع السابق ص ‪366‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ولم ينص قانون التحكيم علي إجراءات خاصة لسماع الشهود فيترك المر لتقدير هيئة‬
‫التحكيم مالم يتفق علي إجراءات خاصة بذلك ‪ ,‬وللهيئة الستعانة ببعض إجراءات‬
‫الشهود الواردة في قانون الثبات ‪ 25‬لسنة ‪ 1968‬ولكنها ل تتقيد بهذه الجراءات ‪,‬‬
‫وتخضع اقوال الشهود لتقدير هيئة التحكيم ‪ ,‬هذا وقد جري العمل في التحكيم التجاري‬
‫الدولي علي ان تطلب هيئة التحكيم من الشهود كتابة اقوالهم قبل سماعها وان يتم‬
‫تبادل هذه الكتابة بين الطرفين وعندما يحضر الشاهد يسأله محامي الطرف الذي‬
‫استشهد به ما إذا كان مصراً علي ما كتبه أو يريد الضافة إليه )‪(1‬‬

‫‪ -‬ويختص المحكم أيضا بتنظيم جلسات الستماع إلي الشهود فله أن يجعلها‬
‫مغلقة أو مفتوحة مالم يتفق الطراف علي خلف ذلك وله أن يأمر بإخراج عدد‬
‫من الشهود من قاعة الجلسة أثناء أداء الشهود شهادتهم‬

‫‪ -‬ونحن نري أن يكون للمحكم اختصاص بطلب أداء اليمين من الطراف أو‬
‫الشهود في بعض الحالت كوسيلة من وسائل الثبات بناء علي طلب احد‬
‫الطراف أو بطلب من المحكم نفسه إذا رأي أن هناك لزماً لدائها شريطة التقيد‬
‫بشروط حلفها أو توجيهها والنكول عنها أوردها والنتائج المترتبة علي كل ذلك‬
‫خصوصاً عندما يستمع المحكم إلي احد الطراف كشاهد وتسليم الطرف الخر‬
‫بذلك ‪----‬‬

‫هذا ونصت المادة ‪ / 37‬أ تحكيم علي المحكم علي من يتخلف من الشهود عن‬
‫الحضور أو يمتنع عن الجابة بالجزاءات المنصوص عليها في المادتين ‪ 80, 78‬من‬
‫قانون الثبات في المواد المدنية والتجارية ‪----‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬احمد أبو الوفا – التحكيم الختياري والجباري – طبعة ‪– 2007‬‬
‫ص ‪2056‬‬

‫‪22‬‬
‫ثالثاً ‪ -:‬الستعانة بالخبراء ‪ -:‬لهيئة التحكيم أن تستعين بالخبرة الفنية أو العملية كما‬
‫أن لها إل تستعين بها أن وجدت في الوراق ما يكفي لتكوين عقيدتها فيدخل المر‬
‫في سلطتها التقديرية )‪(1‬‬

‫ويتم تعين الخبير عادة من قائمة الخبراء في مؤسسات التحكيم خصوصاً إذا كان‬
‫التحكيم مؤسسياً أو من جهة أخري حسب ما يراه المحكم أو يطلبه الطراف إل انه‬
‫من الصوب للمحكم أن يقوم بتعين الخبير بالتشاور مع الطراف ضمانا لعدم رده أو‬
‫الطعن في تقريره ويقوم الخبير بإعداد تقرير مكتوب أو شفوي بشان المسائل التي‬
‫طلبت منه ويقدم التقرير إلي المحكم ويثبت في جلسة التحكيم ويرسل المحكم نسخة‬
‫منه إلي الطراف مع إتاحة الفرصة لهم للطلع عليه وعلي المستندات والوثائق‬
‫التي استند إليها الخبير في تقريره وإبداء ملحظاتهم عليها ‪ ,‬ثم بعد ذلك يختص‬
‫المحكم في أن يقرر عقد جلسة من تلقاء نفسه أو بناء علي طلب الطراف أو احدهم‬
‫لسماع أقوال الخبير وإتاحة الفرصة لهم لمناقشة التقرير المقدم وللمحكم سلطة تقديرية‬
‫في الخذ بتقرير الخبير كله أو بعض ‪ ,‬ويختص المحكم بالفصل في المنازعات التي‬
‫قد تثور بين الخبير والطراف بشان صحة المعلومات التي وردت في تقريره أو‬
‫بشان الوثائق التي استند إليها أو البضائع المطلوب تقديمها في النزاع )‪(2‬‬

‫هذا ول يحلف الخبير يميناً قبل مباشرة مهمته أو بعدها م ‪ 33/4‬تحكيم ‪.‬‬
‫وإذا كانت هيئة التحكيم هي التي تقرر بشأنها شان المحكمة مدي الحاجة إلي‬
‫الستعانة بخبير فانه إذا تعلق المر بمسالة فنية ل تعتبر من قبيل المعلومات العامة‬
‫ول يعلمها إل أهل الخبرة فان علي الهيئة كما هو الحال بالنسبة للمحكمة أن تفصح‬
‫في حكمها عن مصدر علمها بها من الوراق وال اعتبر حكمها قضاء يعلمها‬
‫الشخصي غير جائز ويبطل الحكم )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬استئناف القاهرة ‪ 8‬تجاري – جلسة ‪ 20/11/2000‬في الدعويين‬


‫‪ 61,62‬لسنة ‪ 117‬ق ‪ .‬دائرة ‪ 91‬تجاري جلسة ‪ 29/6/2004‬في الدعويين‬
‫‪ 77 , 10‬لسنة ‪ 120‬ق تحكيم ‪----‬‬
‫)‪ (2‬يراجع مؤلف د‪ /‬حميد عبد اللهبي – المرجع السابق ص ‪. 176‬‬
‫)‪ (3‬نقض مدني ‪ 26/3/1964‬مجموعة أحكام النقض السنة ‪ 15‬ص ‪295‬‬
‫رقم ‪. 66‬‬

‫‪23‬‬
‫مباشرة الخبير لمهمته ‪ -:‬يباشر الخبير مهمته بحضور أطراف التحكيم وعلي‬
‫الخبير أن يحترم في عمله المباديء الساسية في التقاضي وأهمها احترام مبدأ‬
‫المواجهة ومبدأ المساواة بين الطرفين ومبدأ احترام حق الدفاع ‪ ,‬ويجب عليه أن يعلن‬
‫الطراف بموعد بدء لعماله وان يمكنهم من تقديم المستندات وإذا ثار خلف بين‬
‫الطراف والخبير تفصل فيه هيئة التحكيم م ‪ 2/ 36‬تحكيم ‪ , .‬وعلي الخبير أن يودع‬
‫التقرير عند انتهاء مهمته وعلي الهيئة أن ترسل صورة من التقرير بمجرد إيداعه إلي‬
‫كل طرف من أطراف التحكيم ‪,‬‬
‫وبعد أن تتاح الفرصة للطراف لتقديم رأيهم بشان تقرير الخبير يجوز للهيئة أن تحدد‬
‫جلسة لسماع الخبير وفي الجلسة المحددة يجري سماع الخبير بدون حلف يمين م‬
‫‪ 33/4‬وتقوم الهيئة والطراف بمناقشته فيما انتهي إليه في تقريره – وتخضع رأي‬
‫الخبير أيا كان لسلطة المحكم التقديرية فعمله ل يعدو أن يكون عنصراً من عناصر‬
‫الثبات الواقعية في الدعوى‬
‫ومن ناحية فان الهيئة غير ملزمة بإجابة طلب الخصم إلي إعادة المأمورية إلي الخبير‬
‫متي اقتنعت بكفاية البحاث التي أجراها وبسلمة السس التي بني عليها رأيه )‪(1‬‬
‫‪ -‬الخبير الستشاري ‪ -:‬يجوز لي من الطراف أن يستعين برأي خبير‬
‫استشاري يستند إلي رأيه الفني بالنسبة لبعض وقائع الدعوى ويكون له هذا سواء‬
‫قررت هيئة التحكيم الستعانة بخبراء أم ل ‪ ,‬ويجوز لي من الطراف إذا كانت‬
‫الهيئة قد قررت الستعانة بخبير وحددت جلسة لسماعه أن يقدم في هذه الجلسة‬
‫خبيرا أو أكثر من طرفه لبداء الرأي في المسائل التي تناولها تقرير الخبير الذي‬
‫عينته هيئة التحكيم مالم يتفق طرفا التحكيم علي غير ذلك م ‪ 4 / 36‬تحكيم‬
‫ولهيئة التحكيم أن تأخذ بما جاء بتقرير الخبير الستشاري أو أن تلتفت عن الخذ به )‬
‫‪(2‬‬

‫)‪ (1‬استئناف القاهرة – ‪ 91‬تجاري – جلسة ‪ 2004 /29/4‬في الدعوى رقم‬


‫‪ 121/ 28‬تحكيم‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة ‪ 91‬تجاري جلسة ‪ 2004/ 4 / 29‬في الدعوى رقم‬
‫‪ 121/ 28‬تحكيم‬

‫‪24‬‬
‫رد الخبير ‪ -:‬لم ينص قانون التحكيم علي أسباب لرد الخبير المعين من هيئة التحكيم‬
‫كما فعل بالنسبة لسباب رد المحكم في المادة ‪ 18‬من قانون التحكيم ‪ ,‬كما لم ينص‬
‫علي إجراءات لهذا الرد علي النحو الوارد في المادة ‪ 19‬تحكيم بالنسبة للمحكم ‪ ,‬ومع‬
‫ذلك يجب – دون نص – أن يتوافر في الخبير الخبرة التامة بين الخصوم والستقلل‬
‫عن أي منهم ‪-------‬‬

‫رابعاً ‪ -:‬تحقيق الخطوط والطعن بالتزوير في المحررات ‪-:‬‬


‫‪ -‬قانون التحكيم المصري لم يعطي للمحكم اختصاص البث في الطعن بالتزوير‬
‫وإنما له أن ينظره ويطلع عليه فقط أما الفصل فيه فمسالة تخرج عن ولية‬
‫المحكم وتختص به المحكمة المختصة التي حددتها المادة ‪ 9‬تحكيم فجاء نص‬
‫المادة ‪ 46‬من قانون التحكيم بان " إذا عرضت خلل إجراءات التحكيم مسالة‬
‫تخرج عن ولية هيئة التحكيم أو طعن بالتزوير في ورقة قدمت لها إذا اتخذت‬
‫إجراءات جنائية عن تزويرها أو عن فعل جنائي أخر جاز لهيئة التحكيم‬
‫الستمرار في نظر موضوع النزاع إذا رأت أن الفصل في هذه المسالة أو في‬
‫تزوير الورقة أو في الفعل الجنائي الخر ليس لزما للفصل في موضوع النزاع‬
‫وال أوقفت الجراءات حتى يصدر حكم نهائي في هذا الشأن ويترتب علي ذلك‬
‫وقف سريان الميعاد المحدد لصدار حكم التحكيم )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬م ‪ 46‬من قانون التحكيم رقم ‪ 27‬لسنة ‪1994‬‬

‫‪25‬‬
‫المطلب الرابع ‪ -:‬اختصاصات المحكم المتعلقة بدعوى التحكيم ‪-:‬‬

‫أول ‪ -:‬تعديل نطاق الدعوى التحكيمية ‪-:‬‬

‫الصل أن المحكم يفصل في موضوع النزاع دون أن يتعداه إلي غيره ول يحق له‬
‫إجراء تعديلت في موضوع الدعوى ‪ ,‬ويلتزم باتفاق الطراف ول يجوز له أن يحكم‬
‫بما لم يشمله التفاق أو بما لم يطلبه أطراف التحكيم ‪ ,‬وقد تطرأ بعض المستجدات‬
‫أثناء سير إجراءات التحكيم مما يدفع الطراف إلي تعديل نطاق طلباتهم المر الذي‬
‫يجعل المحكم يواجه مستجدات تتضمن طلبات جديدة لم يشملها اتفاق التحكيم ‪ ,‬وقد‬
‫أجاز قانون الونسترال للمحكم تعديل نطاق الدعوى بقبول التعديلت والدعاءات‬
‫التي يقدمها الطراف ‪.‬‬

‫النطاق الشخصي للخصومة ‪-:‬‬


‫أطراف الخصومة ‪ -:‬لخصومة التحكيم ‪ ,‬كخصومة القضاء طرفان‬ ‫‪-‬‬
‫مدعي ويسمي طالب التحكيم ومدعي عليه ويسمي المحتكم ضده – ويجب لكي‬
‫يكون الشخص طرفا في الخصومة التحكيمية أن تتوافر لديه أهلية الختصام وهي‬
‫تتوافر لكل من لديه أهلية الوجوب ‪ ,‬وكذلك يجب توافر الهلية الجرائية أي أهلية‬
‫التقاضي وإذا توافرت في الخصم أهلية الوجوب دون أهلية الداء قام ممثله‬
‫القانوني – ) الولي – الوصي – أو القيم ( بتمثيله في الخصومة ‪------‬‬
‫ويلحظ انه يجب لصحة إجراءات الخصومة ليس فقط أن يقوم بها طرف لديه أهلية‬
‫التقاضي أو يقوم بها ممثله القانوني بل يجب أن توافر هذه الهلية أيضا في الطرف‬
‫الخر الموجه إليه العمل )‪(1‬‬

‫الدخال في الخصومة ‪ -:‬لن نطاق خصومة التحكيم يتحدد بأطراف‬ ‫‪-‬‬


‫التفاق علي التحكيم فل يجوز لي من الخصوم أن يختصم أمام هيئة التحكيم من‬
‫ليس طرفا في التفاق مالم يكن من الغير الذين يمتد إليهم هذا التفاق سواء كان‬
‫هذا الختصام ابتداءاً أو ادخالة في الخصومة )‪(2‬‬

‫نقض مدني ‪ 29/11/1973‬مجموعة النقض ‪206 -1188 -24‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪26‬‬
‫)‪ (2‬الوسيط د‪ /‬فتحي والي – بند ‪ 203‬ص ‪319‬‬

‫وتطبيقاً لذلك ل يقبل دعوى الضمان النوعية في خصومة التحكيم إل إذا كان‬
‫الضامن طرف في التحكيم‬
‫ويلحظ أن إدخال من يجوز إدخاله في خصومة التحكيم يدخل في السلطة التقديرية‬
‫لهيئة التحكيم فهي ليست ملزمة بإجابة طلب احد طرفي الخصومة بإدخاله ولو‬
‫توافرت شروط هذا الدخال ‪(1).‬‬

‫التدخل في خصومة التحكيم ‪ -:‬إذا كان التفاق علي التحكيم متعدد الطراف‬
‫وبدأت خصومة التحكيم بين طرفين فانه ل يوجد ما يمنع طرف من الطراف من أن‬
‫يتدخل منضما إلي احد الطرفين في طلباته إذا كانت له مصلحة في هذا وفقاً للمادة‬
‫‪ 126‬مرافعات )‪ , (2‬ذلك أن المتدخل انضمامياً ل يطالب بحق له ويقتصر دوره‬
‫علي مساعدة من تدخل إلي جانبه فهو مجرد طرف تابع له ‪.‬‬

‫ويدخل تكييف التدخل في السلطة التقديرية لهيئة التحكيم بالنظر إلي أساسه ومرماه‬
‫في ضؤ ما يتقدم به المتدخل من طلبات بصرف النظر عما يسبقه عليه من وصف )‪(3‬‬

‫النطاق الموضوعي للخصومة ‪-:‬‬


‫الطلبات الصلية والطلبات العارضة ‪ -:‬الصل أن يتحدد نطاق الخصومة بالطلبات‬
‫الهلية أي طلبات المحتكم الواردة في بيان الدعوى ولكن حرص القانون المصري‬
‫للتحكيم علي أن يجيز الطلبات العارضة فأجاز للمدعي عليه تقديم طلبات مقابلة كما‬
‫أجاز لكل من المدعي والمدعي عليه تعديل طلباته بطلباته إضافية ‪ ,‬وسواء تعلق‬
‫المر بطلبات مقابلة أو طلبات إضافية فان هذه الطلبات يجب أن تكون مرتبطة‬
‫بموضوع النزاع المطروح علي هيئة التحكيم ‪(4) ----‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق طبعة ‪ 2007‬ص‬
‫‪342‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة ‪ 91‬تجاري جلسة ‪ 26/2/2003‬في الدعوى ‪ 82‬لسنة‬
‫‪ 119‬ق‬
‫)‪ (3‬القضية التحكيمية رقم ‪ 147‬لسنة ‪ – 99‬مركز القاهرة القليمي جلسة‬
‫‪ 3/7/2000‬مجلة التحكيم العربي – العدد الثالث ص ‪209‬‬
‫)‪ (4‬د‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم‪ -‬المرجع السابق ص ‪345‬‬

‫‪27‬‬
‫الطلبات المقابلة والدفع بالمقاصة ‪ -:‬تنص المادة ‪ 30/2‬تحكيم علي ان للمدعي‬
‫عليه أن يضمن مذكرة دفاع "‪ ---‬طلبات عارضة متصلة بموضوع النزاع او ان‬
‫يتمسك بحق ناشيء عنه بقصد الدفع بالمقاصة "‬
‫وعلي هذا فانه يجوز للمدعي عليه أن يتقدم بطلبات مقابلة بشرط أن تكون متصلة‬
‫ومرتبطة بموضوع النزاع فليس للمدعي عليه أن يتقدم بدعوى مقابلة ل علقة لها‬
‫بالنزاع المطروح علي هيئة التحكيم يكفي الرتباط البسيط بالطلب الصلي‬

‫الطلبات الضافية – تعديل الطلبات ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬


‫تنص المادة ‪ 32‬تحكيم علي أن " لكل من طرفي التحكيم تعديل طلباته أو استكمالها‬
‫ًخلل إجراءات التحكيم " ‪ ,‬فانه يجوز لكل من المدعي والمدعي عليه تعديل طلباته‬
‫أو الضافة إليها في أية حالة كانت عليها الجراءات وهذا التعديل قد يكون لزماً إذا‬
‫أو تبين المدعي انه في حاجة إلي تعديل طلبه الصل أو إضافة طلبات جديدة أخري‬
‫أو تبين المدعي عليه الحاجة إلي تقديم طلب مقابل إضافي أو تعديل طلبه المقابل‬
‫السابق تقديمه ‪ ----‬ول يلزم لتقديم الطلب الضافي أن تأذن هيئة التحكيم ‪----‬‬
‫الدفوع في خصومة التحكيم ‪-:‬‬
‫الدفوع بعدم قبول الدعوى التحكيمية ‪ -:‬تخضع الدعوى التحكيمية لنفس أحكام‬
‫الدعوى أمام قضاء الدولة وتحيل في هذا إلي فقه القانون المدني ويجب لقبول الدعوى‬
‫التحكيمية شانها شان الدعوى أمام قضاء الدولة توافر المصلحة الشخصية المباشرة‬
‫والقائمة التي يقرها القانون م ‪ 3‬مرافعات وتقضي هيئة التحكيم بعدم قبول الدعوى من‬
‫تلقاء نفسها ‪----‬‬

‫الدفوع الجرائية ‪ -:‬الصل في خصومة التحكيم هو التفاق علي اجراءات التحكيم‬


‫دون التقيد بالجراءات التي ينص عليها قانون التحكيم أو التي ينص عليها قانون‬
‫المرافعات – وتخضع الدفوع الجرائية في خصومة‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬فتحي والي – الوسيط في قانون القضاء المدني – سنة ‪ 2001‬بند‬
‫‪ 22‬ص ‪ 45‬وما بعدها – ويراجع في ذلك مؤلف الستاذ ‪ /‬عبد العظيم‬
‫المغربي – أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب – الدفوع المختلفة في‬
‫المنازعات التحكيمية ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ييييييييي ييي ييي ييييييي يييييي‬
‫يييي ييييي يي ييي يييي يييي ييي يييييي‬
‫ييييييييي يي ييييييي يييي ييييييي‬
‫يي ‪-:‬‬

‫ل يسري علي خصومة التحكيم ما تنص عليه المادة ‪ 108‬مرافعات من‬ ‫‪-1‬‬
‫أنه يجب إبداء الدفوع الجرائية قبل الكلم في الموضوع ويستثني من ذلك الدفوع‬
‫المتعلقة بعدم اختصاص هيئة التحكيم بالدعوى والمبنية علي عدم وجود اتفاق‬
‫تحكيم أو سقوطه أو بطلنه فهذه الدفوع وفق نص المادة ‪ 22‬يجب التمسك بها ‪,‬‬
‫وأيضا الدفع بعدم شمول اتفاق التحكيم لما يثيره الطرف الخر من مسائل أثناء‬
‫نظر الدعوى م ‪ 2/ 22‬تحكيم ‪ ,‬ويترتب علي عدم تقديم الدفوع السابقة في الميعاد‬
‫سقوط الحق في إبداء الدفع )‪. (2) , (1‬‬

‫ل تعرف خصومة التحكيم الدفع بالحاطة للرتباط سواء كانت الدعوى‬ ‫‪-2‬‬
‫الخري المرتبطة مقامة أمام هيئة تحكيم أخري أو أمام محكمة الدولة‬

‫تطبق بالنسبة للعيوب المؤدية للبطلن ما تنص عليه القواعد العامة التي‬ ‫‪-3‬‬
‫تضمنها المادة ‪ 23‬مرافعات والخاصة بتصحيح العيوب الجرائية بتكملة العمل‬
‫الباطل ‪.‬‬
‫الفصل في الدفوع ‪ -:‬وفقا للمادة ‪ 22/3‬تحكيم تفضل هيئة التحكيم في الدفوع‬
‫المتعلقة بعدم اختصاصها والسالف ييبانها قبل الفصل في الموضوع أو تضمها إلي‬
‫الموضوع لتفصل فيها معا وهذا الحكم ل يقتصر علي الدفوع التي يشير إليها النص‬
‫فهو يشمل غيره من الدفوع الجرائية أو الدفوع بعدم القبول فان الهيئة تفصل فيها قبل‬
‫الفصل في الموضوع ‪ .‬أما إذا كان الدفع موضوعيا أو كان دفعا بعدم القبول متعلقا‬
‫بالموضوع مما يعد القضاء فيه حاسما في عنصر من العناصر الساسية التي ينبني‬
‫عليها الفصل في بعض الطلبات الموضوعية فان الفصل يجب أن يتراخى إلي الفصل‬
‫في الموضوع )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬استئناف القاهرة – د ‪ 91‬تجاري – ‪ 30/5/2005‬الدعوى رقم ‪, 108‬‬


‫‪ 111‬لسنة ‪ 121‬ق تحكيم‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجاري ‪ 12/2003 /30‬القضية رقم ‪ 45‬لسنة‬
‫‪ 120‬ق – تحكيم‬

‫‪29‬‬
‫)‪ (3‬الدعوى التحكيمية – رقم ‪ 147‬لسنة ‪ 99‬فيه ‪ 3‬يوليو سنة ‪ 2000‬مجلة‬
‫التحكيم العربي العدد الثالث – ص ‪209‬‬

‫يييييي ييييييي ‪ -:‬ييي ييي ييييي‬


‫ي ييييييي ي ‪ / 53‬ي‬ ‫ييييييي ييييي يي ييييي‬
‫ييييي ‪-:‬‬
‫وتتوافر هذه الحالة أيضا ً سواء اتخذ التفاق صورة شرط أو صورة ولم يحدد‬
‫القانون سببا معينا لبطلن التفاق أو لقابليته للبطال فتنطبق هذه القواعد المقرة‬
‫بالنسبة للعقود بصفة عامة سواء بالنسبة لعيوب الدارة أو بالنسبة عمل العقد أو سببه‬
‫وتدخل في هذه الحالة ما تنص عليه المادة ‪ / 53‬ب من قبول دعوى البطلن وإذا كان‬
‫احد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامه فاقد الهلية أو ناقصها وفقا لقانون الذي يحكم‬
‫أهليته " فالنص عليها بصفة محددة هو مجرد تطبيق للمادة ‪ / 53‬أ‪.‬‬

‫ويجب ملحظة ما ينص عليه قانون التحكيم من شروط خاصة بالنسبة للتفاق علي‬
‫التحكيم ومنها أهلية التصرف في الحق المتنازع عليه وصلحية هذا الحق كمحل‬
‫التحكيم )‪ (1‬وتحديد محل النزاع الذي يرد عليه التحكيم )‪ (2‬وما تنص عليه المادة ‪12‬‬
‫من قانون التحكيم من وجوب أن يكون التفاق علي التحكيم مكتوبا وال كان باطل ‪-:‬‬
‫)‪(3‬‬

‫يييييي ييييييي ‪ -:‬ييي ييي ييييي‬


‫ييييييي ييييييي يييي ي ‪ / 53‬ي‬
‫والمقصود بانتهاء مدة التحكيم ومن تطبيقات هذه الحالة أن يكون اتفاق‬ ‫‪-‬‬
‫التحكيم شرطا أو مشارطة قد نص علي أن تبدأ إجراءات التحكيم خلل مدة معينة‬
‫من واقعة معينة أو من قيام المنازعة أو من التفاق بحيث إذا لم تبدأ قبل انقضائها‬
‫سقط اتفاق التحكيم واسترد كل من الطرفين حقه في اللتجاء إلي قضاء الدولة ‪.‬‬
‫علي انه يلحظ انه إذا انقضي ميعاد التحكيم بالنسبة لخصومة تحكيم‬ ‫‪-‬‬
‫معينة فان هذا النقضاء يكون فقط بالنسبة لخصومة التحكيم التي بدأت وبدا‬
‫حساب الميعاد بالنسبة لها ول يمنع سقوط التفاق بالنسبة للخصومة التي صدر‬
‫فيها الحكم من بقاء اتفاق التحكيم لتبدأ وفقا له خصومة تحكيم جديدة بالنسبة‬

‫‪30‬‬
‫)‪ (1‬نقض الطعن رقم ‪ 1479‬لسنة ‪ 53‬ق ‪ .‬جلسة ‪ 19/11/1987‬مجموعة الطعن ‪38‬‬
‫ص ‪968‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجاري ‪ 29/1/2003‬في الدعوى ‪ 25‬لسنة ‪ 119‬ق ‪.‬‬
‫)‪ (3‬د‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق طبعة ‪ 207‬ص ‪577‬‬

‫‪31‬‬
‫عليه أو في وقت معقول عند عدم التفاق اعتبر ذلك نزول عن حقه في العتراض‬
‫ثالثا ‪ -:‬أسباب بطلن حكم التحكيم ‪-:‬‬
‫عدم قبول دعوى بطلن حكم التحكيم لمخالفته القانون أو الخطأ في‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيقه ‪-:‬‬
‫من المباديء القانونية المسلمة أن عيوب الحكام القضائية تنقسم إلي قسمين‬
‫العيب في الجراء ‪ -:‬فالحكم يعتبر عمل قانونيا تخضع‬ ‫‪-1‬‬
‫لمقتضيات معينة ويجب أن تسبقه أعمال إجرائية أخري يلزم أن تتم‬
‫صحيحة لكي ينتج الحكم أثاره القانونية بهذا العتبار وقد يشوبه عيب‬
‫يترتب عليه بطلن يؤثر في صحة الحكم‬
‫العيب في التقدير ‪ -:‬الحكم فضل عن وجوب صدوره كعمل‬ ‫‪-2‬‬
‫قانوني وفقا لمقتضيات معينة يجب أن يطبق إرادة القانون في النزاع‬
‫المعروض فإذا أخطا في هذا فانه رغم صحته يكون معييبا بمخالفة‬
‫القانون وقد جري قضاء المحكمة استئناف القاهرة بان البطلن ل‬
‫يكون الجزاء لعيب إجرائي وان عيب مخلفة القانون أو الخطأ في‬
‫تطبيقه كان ل يبرر رفع دعوة بطلن أصلية عن الحكم )‪(1‬‬
‫عدم القبول أياً دعوة بطلن حكم تحكيم استنادا إلي تعيين ما قضي به في موضوع‬
‫النزاع ‪ -:‬من المباديء الساسية التي يأخذ بها المشرع المصري بالنسبة للحكام‬
‫الصادرة من محاكم الدولة مبدأ التقاضي علي درجتين وقد اعمل القانون هذا المبدأ‬
‫بتنظيم طريقة التطبيق في الحكام بالستئناف ونتيجة لهذا فانه يترتب علي رفع‬
‫الستئناف نقل موضوع النزاع في حدود طلبات المستئنف إلي محكمة الدرجة الثانية‬

‫‪32‬‬
‫استئناف القاهرة د ‪ 50‬تجاري جلسة ‪ 26/5/99‬في الدعوة رقم ‪/ 41‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ (11 ) /11 , 115‬حكم استئناف القاهرة د ‪ 7‬بتاريخ ‪ 3/6/98‬في الدعوة رقم ‪31‬‬
‫لسنة ‪97‬‬

‫وإعادة طرحه عليها وللخصوم أن يقدموا أمام المحكمة الستئنافية أوجه دفاع ود فوع‬
‫وأدلة إثبات تتعلق بموضوع النزاع إل أن الشرع في التحكيم أخذ بمبدأ التقاضي علي‬
‫درجة واحدة ونص في إعادة ‪ 52‬فيه علي أن ل تقبل أحكام التحكيم التي تصدر طبقا‬
‫لحكام هذا القانون الطعن فيها بأي طريقة من طرق الطعن المنصوص عليها في‬
‫قانون المرافعات ‪.‬‬
‫وإذا كانت محكمة البطلن وهي بصدد بحث بطلن حكم التحكيم ليس لها سلطة بحث‬
‫موضوع النزاع من جديد فانه ليس ل في دعوى البطلن أن يثيرو أمامها هذا‬
‫الموضوع ولهذا ل تقبل دعوى البطلن ضد حكم المحكمين إذا كانت الدعوة ترمي‬
‫إلي إثارة النزاع الموضوعي أمامها )‪(1‬‬
‫أول ‪ -:‬أسباب البطلن العامة‬
‫لشك أن حكم التحكيم يخضع لسباب البطلن العامة أسوة بحكم القضاء ومن هذه‬
‫السباب الخطأ في تقدير الدليل والقصور الجوهري في التسبيب والخلل بحق‬
‫الدفاع والفساد في الستدلل مخالفة الثابت بالوراق وعلي سبيل المثال فانه من‬
‫المستقر عليه أن الغش يفسد كل شيء ومتي بني حكم التحكيم علي غش في مراحله‬
‫أو إجراءاته فان ذلك يعم الحكم بخلل جسيم يهدره من أساسه ويجعله باطل أو علي‬
‫ذلك فان التعداد لسباب البطلن في قانون التحكيم ل يقف مانعا دون الستناد إلي‬
‫سبب أخر لم يرد في هذا القانون بل تحكمه القواعد العامة في بطلن الحكام ولن‬
‫البطلن هو جزاء لعدم توافر مقتضي العمل الجرائي أو تعيينه ضمن المسلم ل يحكم‬
‫بالبطلن إذ لم يتوافر هذا العيب ولهذا فان مخالفة أي شكل إجرائي ل تؤدي إلي‬
‫البطلن إذ لم يكن هذا الشكل لزما سواء بنص القانون الواجب التطبيق أو باتفاق‬
‫الطرفين فمن المقرر أن عدم اشتمال الحكم في ديباجته علي انه يصدر باسم الشعب ل‬
‫يؤدي إلي بطلنه )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجاري – ‪ 26/6/2002‬للدعوة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 119‬ق م‬


‫واستئناف القاهرة ‪ 63‬تجاري ‪ 21/4/99‬في الدعوة رقم ‪ 61‬لسنة ‪ 115‬ق م‬

‫‪33‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة ‪ 62‬تجاري – ‪ 3/5/2004‬في الدعوة رقم ‪ 26‬لسنة ‪ 120‬ق م‬
‫تحكيم‬
‫يراجع في هذا المعني مؤلف د‪ /‬منير عبد المجيد السس العامة للتحكيم الدولي والداخلي في‬
‫القانون الخاص في ضؤ الثقة والقضاء طبعة ‪ 2000‬ص ‪ 443‬وما بعدها‬

‫ثانيا ‪ -:‬السباب المنصوص عليها في قانون التحكيم ‪-:‬‬


‫عدم ورود حالت البطلن في القانون المصري علي سبيل الحصر ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬
‫جري الفقه والقضاء علي أن حالت البطلن التي تجيز رفع دعوى بطلن حكم‬
‫التحكيم قد وردت في القانون علي سبيل الحصر وسند هذا الرأي أن دعوى البطلن‬
‫ترد استثناء علي قاعدة عدم قابلية حكم التحكيم للطعن فيه في المادة ‪ 53/1‬تحكيم وفي‬
‫تقديرنا أن الشرع المصري لم يحصر دعوى بطلن حكم التحكيم في حالت محددة‬
‫بل أجازها في كل حالة يكون فيها حكم التحكيم باعتباره عمل إجرائيا باطل كما‬
‫نصت المادة ‪ 53‬تحكيم وأضافت حالة إذا وقع بطلن في حكم التحكيم إذا كانت‬
‫إجراءات التحكيم باطلة بطلن اثر في الحكم ‪ / 1 / 35‬تحكيم وهذه الحالة عامة تشمل‬
‫كل حالت البطلن ‪-:‬‬
‫الحالة الولي ‪ -:‬إذا لم يوجد اتفاق علي التحكيم م ‪ / 53‬أ تحكيم ‪-:‬‬
‫قضت محكمة النقض بأنه إذا لم يوجد أي اتفاق علي التحكيم فان ما‬ ‫‪-‬‬
‫يصدر خارج المحاكم بغير هذا التفاق ل يكون حكما له المقومات الساسية‬
‫للحكام بما يتيح لي من الطراف دفع الحتجاج عليه به بمجرد إنكاره والتمسك‬
‫بعدم وجوده دون حاجه إلي الدعاء بتزويره أو اللجؤ إلي الدعوى المبتداة‬
‫لهداره )‪(1‬‬
‫والواقع انه يندر أن يصدر حكم تحكيم دون أن يوجد أي اتفاق بين‬ ‫‪-‬‬
‫الطراف علي التحكيم )‪ – (2‬ول شك أن عدم وجود اتفاق تحكيم أصل أو وجود‬
‫اتفاق باطل معيب بعيوب من عيوب الدارة كالغلط أو التدليس أو الكراه أو‬
‫الستغلل يكون سببا من أسباب بطلن التحكيم )‪(4) , (3‬‬

‫)‪ (1‬نقض جلسة ‪ 6/2/1986‬في الطعن رقم ‪ 2186‬لسنة ‪ 52‬ق ‪ .‬مجموعة النقض‬
‫‪ 37‬ص ‪178‬‬

‫‪34‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجاري ‪ 29/11/2004‬في الدعوى رقم ‪ 73‬لسنة ‪ 125‬ق‬
‫تحكيم ‪.‬‬
‫)‪ (3‬د‪ /‬منير عبد المجيد ‪ .‬المرجع السابق ص ‪448‬‬
‫)‪ (4‬د‪ /‬عبد الفتاح مراد – شرح تشريعات التحكيم‪ -‬طبعة ‪1996‬‬

‫للمنازعات التي لم تطرح في الخصومة السابقة ويبدأ بالنسبة للخصومة الجديدة ميعاد‬
‫جديد )‪(1‬‬
‫الحالة الرابعة ‪ -:‬إذا استبعد حكم التحكيم تطبيق القانون الذي‬ ‫‪-‬‬
‫اتفق الطراف علي تطبيقه علي موضوع النزاع م ‪/ 53‬د ‪.‬‬

‫وفقا للمادة ‪ / 53‬د فانه يجب لتوافر هذه الحالة الشرطيين‬ ‫‪-‬‬
‫التيين ‪-:‬‬
‫أن يكون الطراف قد اتفقوا صراحة علي تطبيق قانون معين‬ ‫‪-1‬‬
‫علي موضوع النزاع فل تتوافر في هذه الحالة إذا لم يوجد اتفاق‬
‫صريح بين الطرفين علي تطبيق قانون معين )‪ , (2‬ومن ناحية أخري‬
‫فان هذه الحالة ل تتوافر إذا لم تطبق هيئة التحكيم القانون الذي اتفق‬
‫الطراف علي تطبيقه بالنسبة لجراءات التحكيم ‪.‬‬
‫أن يستبعد حكم التحكيم تطبيق القانون الذي اتفق الطراف علي‬ ‫‪-2‬‬
‫تطبيقه فل تتوافر هذه الحالة إذا طبق الحكم هذا القانون ولكنه خالف‬
‫قاعدة قانونية أو أخطا في اختيار القاعدة الصحيحة واجبة التطبيق فيه‬
‫إذا اختار القاعدة القانونية واجبة التطبيق ولكنه أخطا في تطبيقها أو في‬
‫تأويلها )‪(2‬‬
‫الحالة الخامسة ‪ -:‬إذا فصل حكم التحكيم في مسائل ل يشملها اتفاق التحكيم أو جاوز‬
‫حدود هذا التفاق م ‪ / 53‬و ‪52‬‬
‫فإذا كان التفاق قي صورة شرط تحكيم يحدد الموضوعات التي يمكن أن يثور حولها‬
‫النزاع والتي يجري التحكيم بشأنها فانه ل تخضع له أي نزاع يتعلق بموضوع أخر‬
‫ولهذا فإذا اتفق الطرفان علي خضوع ما يتعلق بتنفيذ احد اللتزامات للتحكيم فل‬
‫يخضع له ما يتعلق بتنفيذ التزام أخر ‪.‬‬
‫فإذا قضت هيئة التحكيم في مسالة ل يشملها اتفاق التحكيم فان قضاءها‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬فتحي والي – المرجع السابق ص ‪579‬‬

‫‪35‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجاري – ‪ 23/4/205‬في الدعوى رقم ‪ 116‬لسنة ‪ 121‬ق‬
‫تحكيم‬
‫)‪ (3‬د‪ /‬فتحي والي – المرجع السابق ص ‪. 579‬‬

‫بشأنها يضحي وارد علي غير محل من خصومة التحكيم وصادراً من جهة ل ولية‬
‫لها بالفصل فيها لدخولها في ولية جهة القضاء صاحبة الولية العامة ويكون حكم‬
‫التحكيم باطل )‪(1‬‬

‫ويلحظ انه إذا فصل الحكم في مسائل ل يشملها التفاق فان الحكم ل‬ ‫‪-‬‬
‫يبطل إل بالنسبة لهذه المسائل ودون المسائل الخري التي قضي فيها والتي‬
‫يشملها التفاق مادام الفصل بينهما ممكنا ) م ‪ / 53‬و تحكيم (‬
‫ويلحظ أن دعوى البطلن تقبل إذا وسع المحكم اختصاصه بالمخالفة لتفاق التحكيم‬
‫ولكنها تكون غير مقبولة إذا كان المحكم قد قضي بعدم اختصاصه بنزاع رغم شموله‬
‫اتفاق التحكيم له إذ تكون عندئذ بصدد مخالفة القانون وهي ليست من أسباب البطلن‬
‫الحالة السادسة ‪ -:‬إذا تم تشكيل هيئة التحكيم أو تعيين المحكمين‬
‫علي وجه مخالف لقانون أو لتفاق الطرفين م ‪. /53/1‬‬

‫هذه الحالة تحتوي علي حالتين متميزتين حالة ما إذا كان هناك عيب في‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيل الهيئة وحالة ما إذا كان هناك عيب في تعين محكم معين وتطبيقا لذلك تقبل‬
‫دعوى بطلن حكم التحكيم إذا صدر حكم من هيئة التحكيم مشكلة من اثنين أو‬
‫أربعة بالمخالفة للمادة ‪ 15/2‬من وجوب أن يكون العد وترا وال كان التحكيم‬
‫باطل أو إذا لم يتوافر في المحكم ما يجب توافره من شروط صلحية كما لو كان‬
‫المحكم أو احد المحكمين قاصرا أو محجوزا أو محروما من حقوقه المدنية بسبب‬
‫الحكم عليه في جناية أو جنحة مخلة بالشرف والمانة بسبب شهر إفلسه‬
‫بالمخالفة للمادة ‪ 16‬من قانون التحكيم مالم يكن قد رد إليه اعتباره )‪--- (2‬‬
‫ويكون لمحكمة البطلن تفسير اتفاق الطراف بشان اختيار المحكمين دون التقيد بما‬
‫انتهي إليه حكم التحكيم ‪.‬‬

‫)‪ – (1‬نقض تجاري ‪ 26/11/2002‬في الطعن رقم ‪ 86‬لسنة ‪ 70‬ق‬

‫‪36‬‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة د ‪ 7 /‬تجاري ‪ 24/9/2001‬في الدعوى رقم ‪ 98‬لسنة ‪ 117‬ق‬
‫تحكيم ودائرة رقم ‪ 91‬تجاري ‪ 27/7/2003‬في الدعوى رقم ‪ 97‬لسنة ‪ /19‬ق تحكيم‬

‫الحالة السابعة ‪ -:‬الخلل بمبدأ المواجهة أو بحق الدفاع ‪-:‬‬

‫وتعبر المادة ‪/53/1‬ج تحكيم عن هذه الحالة بأنها " إذا تعذر علي احد طرفي التحكيم‬
‫تقديم دفاعه بسبب عدم إعلنه إعلنا صحيحا بتعين المحكم أو بإجراءات التحكيم أو‬
‫لي سبب أخر خارج عن إرادته "‬

‫وبعبارة عامة تتعلق هذه الحالة بمخالفة مبدأ المواجهة وبصفه عامة‬ ‫‪-‬‬
‫الخلل بحق الدفاع فيبطل الحكم إذا كانت هيئة التحكيم لم تمكن الخصم من‬
‫الدلء بما يعن له من طلبات ود فوع أو من إثبات ما يدعيه ونفي ما يثبته خصمه‬
‫أو إذا لم تتخذ الجراءات في مواجهة الطرفين أو لم يخبر احد الطرفين بالجلسة‬
‫المحددة للمرافعة أو لم يمكن من تقديم ما لديه من مستندات أو من اتخاذ إجراءات‬
‫الثبات أو إذا خالف الحكم الجراءات التي اتفق عليها الطرفان )‪(1‬‬

‫الحالة الثامنة ‪ -:‬بطلن في الحكم أو في الجراءات اثر في الحكم ‪-:‬‬

‫نصت المادة ‪/53/1‬ذ علي قبول دعوى البطلن إذا وقع بطلن في الحكم أو كانت‬
‫إجراءات التحكيم باطلة بطلنا اثر في الحكم وهذا النص بعمومه يشمل كل العيوب‬
‫التي تشوب الحكم سواء بسب عدم توافر مفترض يلزم صحته وهذا اتفاق التحكيم‬
‫الصحيح الذي سقط أو صدور الحكم ممن له ولية إصداره أو صحة إجراءات‬
‫الخصومة السابقة علي إصدار الحكم وبهذا أفصح الشرع عن أن حالت دعوى‬
‫بطلن الحكم ليست واردة في القانون علي سبيل الحصر ‪ ,‬وتشمل هذه الحالت‬
‫صدور الحكم غير مشتمل علي أسبابه في غير الحوال التي يجوز فيها ذلك ‪ ,‬أو‬
‫كانت أسبابه متناقضة بعضها مع بعض أو غير منطقية أو كانت أسبابه الواقعية‬
‫مشوبة بالتضرر ‪----‬‬
‫هذا وتقتضي طبيعة التحكيم عدم التوسع في مفهوم البطلن الذي يصيب الجراء فل‬
‫ينبغي اعتبار الحكم باطل إل إذا كانت المخالفة التي لحقته جوهرية )‪(2‬‬

‫‪37‬‬
‫)‪ (1‬د‪ /‬فتحي والي – المرجع السابق ص ‪591‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬منير عبد المجيد – المرجع السابق ص ‪469‬‬

‫قضاء المحكمة بالبطلن من تلقاء نفسها ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬

‫بعد أن حددت المادة ‪ 53/1‬تحكيم الحوال التي تقبل فيها دعوى ا لبطلن أضافت‬
‫الفقرة الثانية منها " وتقضي المحكمة التي تنظر دعوى البطلن من تلقاء نفسها‬
‫ببطلن حكم التحكيم إذا تضمن ما يخالف النظام العام في جمهورية مصر العربية‬
‫وإذا كان للمحكمة أن تقضي بالبطلن من تلقاء نفسها إذا تضمن الحكم‬ ‫‪-‬‬
‫ما يخالف النظام العام في مصر فان للمحكوم علية في حكم التحكيم أن يرفع‬
‫دعوى بطلن مستندا إلى هذا السبب ولو لم تتوافر حالة من الحالت التي تنص‬
‫عليها المادة ‪ 53/1‬إذ أن من المقرر أنة إذا كان للمحكمة أن تقضى بالبطلن من‬
‫تلقاء نفسها فان لذي مصلحة أن يتمسك بهذا البطلن ومن ناحية أخرى فانه إذا‬
‫رفع الطرف دعوى بطلن استنادا إلى احد السباب الواردة في المادة ‪ 53‬تحكيم‬
‫فان له أن يضيف إليها كسبب مستقل للبطلن مخالفة الحكم للنظام العام )‪(1‬‬
‫ويجب على الخصم المتمسك بالبطلن لمخالفة الحكم للنظام العام أن‬ ‫‪-‬‬
‫يبين وجه هذه المخالفة وان يقيم الدليل على تحقق هذه المخالفة )‪(2‬‬

‫رابعا ‪ -:‬الثار المترتبة على القضاء ببطلن حكم التحكيم‬

‫الحكم في دعوى التعويض ‪ -:‬المحكمة التي تنظر دعوى البطلن هي‬ ‫‪-‬‬
‫محكمة الدرجة الثانية أل أنها ل تنظر الدعوى باعتبارها درجة ثانية بل باعتباره‬
‫قضية جديدة غير القضية التي فصل الحكم محل دعوى البطلن ‪ ,‬ولمحكمة‬
‫البطلن السلطة الكاملة في بحث جميع عناصر النزاع من الواقع والقانون وتفسير‬
‫اتفاق التحكيم أو بحث ما قدم من الخصوم من مذكرات أو مستندات أمام هيئة‬
‫التحكيم –‬
‫فل تتقيد محكمة البطلن بما تتقيد به محكمة النقض عند نظر الطعن بالنقض‬

‫‪38‬‬
‫)‪ (1‬استئناف القاهرة د ‪91‬تجارى – جلسة ‪ 2003/ 5 / 28‬في الدعوى رقم ‪72 ,71‬‬
‫لسنة ‪ 119‬ق تحكيم‬
‫)‪ (2‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجارى ‪ 26/2/2003‬في الدعوى رقم ‪ 39‬لسنة ‪ 119‬ق‬
‫تحكيم‬

‫فلها السلطة الكاملة في تقدير ظروف النزاع سواء تعلقت بالواقع أو بالقانون ول تلتزم‬
‫المحكمة بالفصل في الدعوى في ميعاد معين علي انه إذا تضمنت صحيفة الدعوى‬
‫طلبا بوقف بتنفيذ حكم التحكيم وأمرت المحكمة بوقفه فان عليها الفصل في دعوى‬
‫البطلن خلل ستة اشهر من تاريخ صدور هذا المر المادة ‪ 57‬تحكيم علي أن هذا‬
‫الميعاد ميعاد تنظيمي ل يترتب عليه سقوط أو بطلن‬
‫اثر صدور الحكم بالبطلن ‪ -:‬يترتب علي الحكم ببطلن حكم التحكيم زوال هذا‬
‫الحكم كله أو جزء منه حسب ما إذا كان البطلن كليا أو جزئيا يزول كل ما ترتب‬
‫عليه إذا كان قد صدر حكم بتفسيره فانه تبعا له إذ يعتبر حكم التفسير متمما له م ‪/ 49‬‬
‫‪ 3‬تحكيم – فيزول بزواله ‪ ,‬وإذا قضت المحكمة ببطلن حكم التحكيم انتهت الخصومة‬
‫أمامها فليس للمحكمة بعد أن تقضي بالبطلن سلطة نظر موضوع النزاع لكي تفصل‬
‫فيه إذ دعوى البطلن ليست استئنافا للحكم )‪ , (1‬وإذا ما صدر حكم بالبطلن يعتبر‬
‫حكم التحكيم كان لم يكن ول يعتد به كمستند صالح للتنفيذ ونزول حجيته )‪(2‬‬
‫سلطة محكمة النقض في نظر الطعن علي حكم البطلن ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقبل الحكم الصادر في دعوى البطلن الطعن فيه بطرق الطعن المقررة في قانون‬
‫المرافعات فإذا كان الحكم في الدعوى صادرا من محكمة الستئناف فانه يقبل الطعن‬
‫بالتماس إعادة النظر أو بالنقض إذا توافرت حالة من الحالت التي تجيز الطعن في‬
‫ايهما وإذا كان صادرا من محكمة ابتدائية دائرة استثنائية فانه ل يقبل الطعن عليه‬
‫بطريق النقض إل حيث يجيز القانون هذا بصفة استثنائية ويطبق في هذا الشأن ما‬
‫يقضي عليه قانون‬

‫)‪ (1‬استئناف القاهرة د ‪ 91‬تجاري جلسة ‪ 4/2004 /28‬في الدعوى رقم‬


‫‪ 27‬لسنة ‪ , 2002‬وجلسة ‪ 29/1/2003‬في الدعوى رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 119‬ق‬
‫د ‪ /‬احمد أبو الوفا – التحكيم الختياري والجباري طبعة ‪ 1978‬ص ‪304‬‬
‫)‪ (2‬د‪ /‬منير عبد المجيد – المرجع السابق ص ‪478‬‬

‫‪39‬‬
‫المرافعات من أحكام وإجراءات تتعلق بالنقض أو بالتماس إعادة النظر باعتبار الحكم‬
‫في دعوى البطلن حكما من محكمة قضائية يخضع له أحكام المحاكم من طرق‬
‫الطعن التي ينص عليها قانون المرافعات‬

‫وتقتصر سلطة محكمة النقض علي مجرد تقريرها المباديء‬ ‫‪-‬‬


‫القانونية الصحيحة الواجبة التطبيق علي النزاع دون أن تتصدي لموضوع الطعن‬
‫وهي إما أن تحكم برفض الطعن أو قبوله ونقض الحكم المطعون فيه في إطار ما‬
‫تم الطعن عليه )‪(1‬‬

‫د‪ /‬منير عبد المجيد – السس العامة للتحكيم الدولي والداخلي‬ ‫)‪(1‬‬
‫في القضاء الخاص في ضؤ الفقه والقضاء – الطبعة الولي س ‪2000‬‬
‫ص ‪481‬‬

‫‪40‬‬
‫ييييي ييييي ‪-:‬‬

‫أن التحكيم كما عرفته المادة العاشرة من القانون ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬في فقرتها الولي‬
‫علي انه اتفاق الطرفين علي اللتجاء إلي التحكيم لتسوية كل أو بعض المنازعات‬
‫التي تنشا أو يمكن أن تنشا بينهما بمناسبة علقة قانونية معينة عقدية أو غير عقدية ‪.‬‬
‫فالتحكيم طريق اتفاقي في نشأته في تحديد ولية المحكم وتحديد المنازعات التي تدخل‬
‫في هذه الولية وليس للمحكم الفصل في غيرها مما قد ينشا بين الطراف من‬
‫منازعات حتى لو نشأت عن ذات الرابطة القانونية طالما لم يشملها التفاق علي‬
‫التحكيم ‪ ,‬كما أن التحكيم يرتبط بوجود نزاع يراد حسمه دون اللجؤ إلي القضاء فإذا لم‬
‫يوجد نزاع فل يكون هناك تحكيم ‪.‬‬
‫فإذا ما تم اللجؤ إلي طريق التحكيم باختيار المحكم الذي تتوافر‬ ‫‪-‬‬

‫فيه شروط الحيدة والستقلل وغير ذلك من الشروط أن سبق ذكرها مع معرض‬
‫بحثنا يقوم المحكم باتخاذ الجراءات القانونية التي نص عليها الشرع في القانون‬
‫‪ 27/94‬وحيث يصدر حكم التحكيم صحيحا يكون له قوة المر المقضي ويكون‬
‫حجة علي أطرافه مثل الحكام القضائية‬
‫ويتميز نظام التحكيم عن اللجؤ إلي القضاء بأنه ل يتقيد بإجراءات التقاضي العادية‬
‫ومواعيدها ومن ثم يتفادى البطء الشديد في إجراءات القضاء العادي وأيضا يتميز‬
‫بالقتصاد في النفقات خاصته في حالة التحكيم الحر إذا ما قورن بتلك التي تسند عليها‬
‫الخصومة القضائية أمام محاكم الدولة ‪ ,‬ويتميز أيضا بالمحافظة علي العلقة بين‬
‫الخصوم ففي التحكيم يرتضي الطراف مقدما عن طيب خاطر ما تنتهي إليه هيئة‬

‫‪41‬‬
‫المحكمين من حكم ‪ ,‬والتحكيم أداة لتشجيع التجارة الدولية إذا كان تجاريا دوليا فهو‬
‫أداة للثقة والطمأنينة في مجال المعاملت الدولية ‪ --- ,‬إل انه رغم هذه المزايا يتسم‬
‫ببعض العيوب فيها أن أحكام التحكيم ل تستأنف وتكون نهائية مما يهدر مبدأ التقاضي‬
‫علي درجتين وقد ل تسعف دعوى البطلن تدارك الخطأ ‪ ,‬وقد يطول أمر التقاضي‬
‫وذلك إذ لجا منه خسر الدعوى إلي رفع دعوى بطلن‬
‫إل انه في النهاية طريق استئنائي للتقاضي الصل فيه اتفاق الطراف‬
‫ييييي ييييي ‪-:‬‬
‫التحكيم طريق خاص لحل المنازعات ‪ ,‬قوامه الخروج عن طرق التقاضي العادي‬
‫ويعتمد أساسا علي أن أطراف النزاع هم الذين يختارون قضائهم بدل من العتماد‬
‫علي التنظيم القضائي للبلد الذي يقيمون فيه ‪ ,‬وهكذا ينشا التحكيم عن إرادة الخصوم‬
‫فهذه الرادة هي التي تخلق التحكيم وهي قوام وجودة وبدونها ل يتصور أن يخلق أو‬
‫يكون ‪ ,‬إل أن هذه الرادة ل تكفي دائما وإنما يتعين أن يقر الشرع إتفاق التحكيم‬
‫وبمعني أخر إذا لم ينص الشرع علي جواز التحكيم وجواز تنفيذ أحكامه ما كانت‬
‫إرادة الخصوم كافية لخلقه‬
‫ولهذا اقر المشرع المصري التحكيم بالقوانين وكان أخرها القانون ‪ 27‬لسنة ‪1994‬‬
‫والعمول به اعتبارا من ‪ 22/5/1994‬ونظم الشرع قواعد التحكيم وإجراءاته احتراما‬
‫لرادة الخصوم ومتي وضحت هذه الرادة وفق الشكل الذي يتطلبه القانون التزم‬
‫الخصوم بحسم النزاع بطريقة التحكيم ‪ ,‬هذا واللجؤ إلي التحكيم ل يؤدي إلي سلب‬
‫اختصاص المحاكم المصرية ذلك أن هيئة التحكيم تستمد سلطانها في الفصل في‬
‫موضوع النزاع من المشرع ذاته فالتحكيم جهة قضاء خاص نظمها القانون ‪----‬‬

‫‪42‬‬
‫ييييييي ييييييييي ‪-:‬‬
‫الدكتور‪ /‬حميد محمد علي اللهبي – المحكم في التحكيم التجاري‬ ‫‪-1‬‬
‫الدولي الطبعة الولي ‪2001/2002‬‬
‫الدكتور المستشار ‪ /‬منير عبد المجيد – السس العامة للتحكيم‬ ‫‪-2‬‬
‫الدولي الداخلي في القانون الخاص في ضؤ الفقه وقضاء التحكيم الطبعة الولي‬
‫سنة ‪ – 2000‬منشاة المعارف السكندرية‬
‫الدكتورة‪ /‬سميحة القليوبي – تنفيذ حكم المحكمين‬ ‫‪-3‬‬
‫المستشار ‪ /‬نبيل عمران – نائب رئيس محكمة النقض – قواعد‬ ‫‪-4‬‬
‫رد المحكمين في قانون التحكيم المصري‬
‫الدكتور‪ /‬احمد أبو الوفا – التحكيم الختياري والجباري –‬ ‫‪-5‬‬
‫طبعة ‪ – 2007‬دار المطبوعات الجامعية أمام كلية الحقوق‬
‫الدكتور‪ /‬عبد الفتاح مراد – شرح تشريعات التحكيم طبعة‬ ‫‪-6‬‬
‫‪1996‬‬
‫الدكتور‪ /‬احمد صدقي محمود – أستاذ المرافعات – حقوق‬ ‫‪-7‬‬
‫طنطا – التدابير التحفظية اللزمة للفصل في خصومة التحكيم – الجزء الول‬
‫الدكتور‪ /‬يحيي الجمل – المخاصمة والرد دراسة مقارنة بين‬ ‫‪-8‬‬
‫القضاة والمحكمين‬
‫الدكتور‪ /‬محمد محمد بدران – وكيل كلية الحقوق – جامعة‬ ‫‪-9‬‬
‫القاهرة – المشاكل الخاصة لهيئة التحكيم ‪.‬‬
‫الدكتور‪ /‬عبد الحميد الحدب – مسئولية المحكم‬ ‫‪-10‬‬
‫الدكتور‪ /‬إبراهيم احمد إبراهيم – القانون الدولي الخاص –‬ ‫‪-11‬‬
‫طبعة ‪1997‬‬
‫الدكتور‪ /‬محمد سليم العوا‪ -‬سلوك المحكمين‬ ‫‪-12‬‬
‫الدكتور‪ /‬يحيي عبد العزيز الجمل – حيدة واستقلل المحكمين‬ ‫‪-13‬‬
‫الدكتور‪ /‬برهام أمر ال – المستشار بمحكمة استئناف القاهرة –‬ ‫‪-14‬‬
‫اختيار المحكمين‬
‫الدكتور‪ /‬فتحي والي – قانون التحكيم بين النظرية والتطبيق –‬ ‫‪-15‬‬
‫الطبعة الولي سنة ‪ 2007‬منشاة المعارف السكندرية‬

‫‪43‬‬

You might also like