Professional Documents
Culture Documents
الستقلل المالي
إن اتساع حجم المجتمعات و زيادة الطلب على الخدمات المختلفة بصورة تعكس
استجابة سريعة وحقيقية لحتياجات المواطنين و تمثيلهم و نقل وجهة نظرهم و
مشاركتهم في رسم السياسات العامة التي تخدم المجتمع و المواطنين ،ساهمة في
إنشاء و بروز مؤسسات الدولة كشريك أساسي للحكومة ،من منطلق أن الهتمام و
العناية بالمور العامة issues publicsليست حكرا على الحكومة حيث أن هناك
عناصر أخرى تشارك ليس فقط في الهتمام بل و في أخذ الدور في طرح المور
العامة و المساهمة في أدوار تنموية جادة .
إن التجاهات المعاصرة في إدارة التنمية الشاملة تتطلب مشاركة حقيقية من قبل
الجماعات المحلية .إن هذا التعبير غير شائع الستخدام في كثير من الدول النامية
لسباب مختلفة تتعلق إما بالدور الهامشي لهذه المؤسسات أو عدم رسوخ التجربة و
ممارسة هذه الدارات في النسيج التنظيمي لتلك الدول .و يمكن تحديد مفهوم
وتنظيم المالي لهذه الجماعات في مايلي .
تعريف الولية :
إذا رجعنا إلى قانون الولية نجد أن هذه الخيرة هي هيئة أو مجموعة محلية لمركزية
إقليمية فهي جماعة ذات شخصية معنوية و استقلل مالي و لها اختصاصات ،سياسية ،
اقتصادية وثقافية و هي أيضا تنظيم إداري للدولة .
تعريف البلدية :
هي الجماعة القاعدية القليمية السياسية ،الدارية ،القتصادية و الثقافية الساسية .
و هي تتمتع بالشخصية المعنوية العمومية التي ينتج عنها الستقلل المالي ،وحرية
التقاضي و لها نفس المتيازات و الحقوق والواجبات المقررة للشخاص ماعدا
المرتبطة منها بالشخصية الطبيعية و كذلك أن أموالها غير قابلة للتداول .
الوسائل القانونية للمالية المحلية ) ميزانية الجماعات المحلية ( :
][1
خصائص الميزانية :
تمتاز بجملة من الخصائص أهمها :
-الميزانية هي عمل علني :هذا يعني أن كل مساهم في دفع الضريبة له الحق في
الطلع على مدى استعمال المداخيل الجبائية من قبل الجماعات المحلية قصد تحقيق
المنفعة العامة هذا من جهة و من جهة أخرى ليمكن للمواطن المشاركة في النقاش
عند التصويت على الميزانية .
-الميزانية هي عمل تقديري :تقوم الجماعات المحلية بتحديد المشاريع المراد
تحقيقها ،هذا العمل التقديري يحدد النفقات المتوقعة بالتفصيل .
-الميزانية هي عمل مرخص :تسجل في الميزانية رخص اليرادات و النفقات
المقترحة .وهذه قاعدة إلزامية لكل الجماعات المحلية .
-الميزانية هي عمل دوري :هناك ميزانية واحدة لكل سنة مالية تعد بشكل دوري .
-الميزانية عمل ذو طابع إداري :يسمح بتسيير الحسن لمصالح البلدية .
تعتبر وثائق ميزانية الجماعات المحلية الوسيلة الوحيدة و الساسية التي تبين كيفية
توظيف اليرادات و صرف النفقات ،و التي تتكون من البواب لها عنوان خاص بها ،
تتعلق بكل قسم من أقسام الميزانية .وكل باب ينقسم إلى مواد تحمل رقما معينا .و
تتكون ميزانية الجماعات المحلية من :
-الميزانية الولية :تعتبر الوثيقة الساسية لكل النفقات و اليرادات السنوية
المحققة .
-الميزانية الضافية :عندما تمضي الشهر الولى من السنة ،فإن الحتياجات سترد
بوضوح الشيء الذي يؤدي بالجماعات المحلية إلى المصادقة على الميزانية الضافية .
][2
و المقصود بها هو تصحيح الميزانية الولية أو النقصان في كل من اليرادات و النفقات
.و تعد كآخر أجل في شهر جوان من السنة التي ستطبق فيها .و التصويت عليها
يكون من قبل السلطة الوصية قبل 15جوان .
و تعرف أيضا بأنها ميزانية تعديلية للميزانية الولية .وتحتوي على أرصدة و بواقي
النجاز ولها ثلث مهام هي :
-الرتباط بالنسبة للسنة المالية السابقة التي تترك للسنة الجارية عمليات لم تتم بعد
أو فائضا من الموارد أو عجز في المالية .
-ضبط الميزانية الولية للسنة الجارية .
-برمجة العتاد.
الحساب الداري :
بعد انتهاء السنة المالية يكون من الضروري إعداد حصيلة العمليات التي أنجزت
بالفعل
ه السنة المالية في الحساب الداري .وتقفل وثيقة المحاسبة في شهر أكتوبر من
السنة التي تلي السنة التي هي بصدد عرض ما أنجز بها .فالحساب الداري هو حوصلة
مالية للسنة الماضية متأخرة بسنة .و يعد في 31مارس من السنة المعنية بالنسبة
للسنة الماضية .
أقسام ميزانية الجماعات المحلية :
ميزانية الجمعات المحلية تتكون من قسمين :
-قسم التسير العمومي .
-قسم التجهيز و الستثمار .
ويتقسم كل من هذين القسمين إلى نفقات و إيرادات تتوازن وجوبا .
النفقات :تنطوي النفقات العامة على قيام الهيئات العامة و أشخاص القانون العام
من مركزية و محلية باستخدام ) أو إنفاق مواردها النقدية بقصد إشباع الحاجات
العامة .و لتسيير مصالحها و الخدمات الضرورية لمجموع الفراد .تقوم الجمعات
المحلية بإنفاق الموال اللزمة و التي تقتطع من قسم التسيير العمومي و قسم
التجهيز والستثمار .وهي كالتي :
-نفقات قسم التسيير العمومي :هي تلك النفقات التي تخصص لتسيير المصالح
التابعة للجماعات المحلية و تنقسم إلى :
* نفقات إجبارية .
* نفقات ضرورية .
* نفقات اختيارية .
-نفقات قسم التجهيز والستثمار :هناك نفقات حسب طبيعتها و نفقات حسب
وظيفتها ،فالنفقات حسب طبيعتها هي تلك التي تؤدي إلى زيادة أملك الجماعات
المحلية مباشرة أو تلك المتعلقة بالعانات الممنوحة إلى الجمعيات و الهيئات وكذا
تسديد قروض الجماعات المحلية .أما بالنسبة للنفقات حسب وظيفتها فهي تلك
الخاصة ببرامج التجهيز التي تصبح ملك للجماعات المحلية كالبرامج التي تنجزها
لحساب الغير كالجمعيات و المؤسسات العمومية .
-تسديد رأسمال الدين .
-اقتناء العقارات و العتاد والمعدات .
][3
-الشغال الجديد و التصليحات الكبرى .
-إكساب القيم و السندات .
-المساعدات المالية للوحدات الصناعية والتجارية .
المقصود باستقلل الجمعات المحلية هو أن يكون لها حق إصدار قرارات إدارية نافذة
في حدود معينة دون أن تخضع في ذلك إلى أوامر السلطة المركزية و توجيهاتها ،و
عليه يترتب على استقلل الهيئة المحلية مايلي :
-حرية المبادرة ول تتدخل السلطة المركزية إلفي الحالت المنية على القانون .
-أن ل يكون للسلطة المركزية حق تعديل قرارات الجمعات المحلية .
-أن ل تسأل عن أعمالها حتى وإن كانت خاضعة للسلطة الوصائية .
-حق مخاصمة الدولة ذاتها أمام القضاء و طلب إلغاء القرارات الصادرة من السلطة
المركزية.
نتائج الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المحاسب العمومي
:
إن للمحاسب العمومي صلحية الرقابة من الناحية الخارجية إذ يطلب ملف النفقة
المقدمة غليه ن وليس له الحق في التحقق من مدى شرعيتها ،وبالتالي فإذا تأكد من
شرعية النفقة العمومية بعد قيامه بالتحقيقات يقوم بوضع التأشيرة القابلة للدفع ،مما
يسمح بتسليم مبلغ النفقة إلى الدائن المعني ،إضافة إلى إمكانية رفض القيام
بالتسديد أو الدفع و يقوم بإعلم المر بالصرف عن طريق مذكرة خطية يحدد فيها
أسباب الرفض لكي يجري عليها التسويات اللزمة .ففي حالة رفض المر بالصرف
تسوية الملحظات المشار إليها في المذكرة يرفض المحاسب العمومي بوضع
التأشيرة بصفة نهائية إل أن سلطة المحاسب العمومي ليست مطلقة .
- 2رقابة المجالس الشعبية و السلطات الوصية على ميزانية الجماعات المحلية :
-aرقابة المجالس الشعبية :
إن الدارة المحلية تقوم على أساس العتراف بوجود مصالح إقليمية يترك الشراف
عليها من أشخاص يتم اختيارهم عن طريق النتخاب من طرف إدارة المجتمع ،بحيث
يقومون بحماية مصالح الجماعات القليمية نيابة عنهم ،أي تقوم بالتعبير عن إرادة
الشعب الذي يقوم باختيار من يمثله ،وبالتالي فاللمركزية التي تتمثل في المجالس
المحلية المنتخبة و المتمثلة في البلدية و الولية ،والتي تعتبر تجسيدا للديمقراطية
تسمح للمواطنين في تسيير شؤونهم العمومية بأنفسهم ،كما أنها تعتبر نمطا من
][9
أنماط الدارة ،و بالتالي فالمجالس المحلية المنتخبة يعترف لها بالشخصية العتبارية
من أجل إصدار و تنفيذ القرارات التي تتخذها في مختلف الجوانب من أجل تحقيق
المصلحة العامة و بالتالي إشباع حاجات المواطنين و محاولة تحقيق الكتفاء الذاتي
المحلي وتحقيق التنمية المحلية .
كما أن ممارسة الرقابة سواء من طرف المجالس الشعبية أو السلطة الوصية يكون
في حدود القانون في كونها رقابة شرعية ،إذ تقوم بالطلع الدائم و المستمر على
مختلف العمال و التصرفات المتخذة على المستويين أي المستوى البلدي وعلى
المستوى الولئي .
و من المعلوم أن البلدية تدار من طرف مجلس منتخب بتمثل في المجلس الشعبي
البلدي و الهيئة التنفيذية تتشكل هذه الخيرة من رئيس المجلس الشعبي البلدي و
يمكن أن يساعده في ذلك نائب أو أكثر ،ويعتبر هذا الخير الجهاز الساسي في
البلدية ،إظافة إلى أنه يعتبر المر بصرف النفقات ،وموقع العقود ،يقوم بإعداد
الميزانية بمساعدة أعضاء الجهاز التنفيذي .
و تصبح تصرفات و أعمال المجلس الشعبي البلدي سارية و نافذة منذ المصادقة و
التصويت عليها من العضاء و الرئيس و بعد فوات 15يوما من إيداعها لدى المصالح
الولئية .و تعتبر البلدية الطار للتعبير عن الديمقراطية فهي مسؤولة على تسيير
المالية الخاصة و المتمثلة فيما يلي :
-حصيلة الموارد الجبائية و الرسوم .
-مدا خيل ممتلكاتها .
-العانات .
-القتراضات .
إضافة إلى ذلك فهي مسؤولة على تعبئة حصيلة هذه اليرادات .كما أن العمليات
المالية المترتبة حسب طبيعتها ) خدمات أو مشاريع ( تسمح في أي وقت للمجلس
الشعبي البلدي و كذا المصالح البلدية من معرفة الوضعية المالية لكل مصلحة أو
مشروع أو تجهيز .و قد أوكلت لرئيس المجلس الشعبي مهمة تمثيل البلدية و الولية
فبالنسبة لتمثيل البلدية يقوم باسمها و تحت مراقبة المجلس بجميع العمال الخاصة
بالمحافظة على الموال و الحقوق التي تتكون منها ثروة البلدية و إيراداتها الخاصة .
إذ يقوم بما يلي :
-تسيير إيرادات البلدية و الذن بالتفاق و متابعة تطور مالية البلدية .
-إبرام عقود اقتناء الملك و بيعها و قبول الهبات و الوصايا و الصفقات أو اليجارات .
-إبرام المناقصات أو المزايدات الخاصة بأشغال البلدية و مراقبة حسن تنفيذها .
-اتخاذ كل القرارات الموفقة للتقادم و السقاط .
-رفع الدعاوى أمام القضاء باسم البلدية و لفائدتها .
-المحافظة على الحقوق العقارية و المنقولة التي تمتلكها البلدية بما فيها حق
الشفعة .
-توظيف عمال البلدية و تعيينهم و تسييرهم وفقا للشروط المنصوص عليها في
القوانين و التنظيمات المعمول بها .
-اتخاذ كل الجراءات المتعلقة بالطرق البلدية
][10
-السهر على صيانة المحفوظات .
و الحالت التي يتدخل فيها المجلس الشعبي المحلي في عملية الرقابة على ميزانية
الجماعات المحلية هو أنا ميزانية البلدية يتم التصويت عليها من طرف المجلس
الشعبي البلدي باقتراح من رئيسها و تضبط وفقا للشروط المنصوص عليها في
القانون .إذ يتم التصويت على العتمادات بابا بابا و مادة مادة ،كما يجوز تحويل
اعتمادات مقيدة بتخصيصات .و بالرجوع إلى دستور 23فيفري 1989نجده قد نص
على هذا النوع من الرقابة في المادة 149قبل ذكر رقابة مجلس المحاسبة لما له
من أهمية بالغة .و على الهيئة التنفيذية للجباية و النفاق التحقق من مطابقة النتائج
المتحصل عليها مع التقديرات التي وضعت في و وثيقة الميزانية لتدارك الختلف في
إعداد الميزانية الضافية للسنة الجارية ،لن الميزانية البتدائية ل تعطي فرصة
لمناقشتها بشكل واسعة و فعال و بناء ،على عكس الميزانية الضافية أثناء تقديمها
للمصادقة تفتح لعضاء المجالس المحلية مجال واسع للمناقشة .و يعتبر الحساب
الداري وسيلة مراقبة يسمح للجماعات المحلية تقويم التسيير المالي قبل أي تعديل
للتوقعات المدرجة في الميزانية الولية عن طريق الميزانية الضافية .
و هكذا نستنتج أن الرقابة على ميزانية البلدية تكون عن طريق المقارنة بين اليرادات
و النفقات و مقارنة المجموع المالي لقسم التسيير وقسم التجهيز و الستثمار حسب
النماذج المرفقة مع الميزانية ،و في حالة مطابقتها يتم المصادقة عليها أما في حالة و
جود أخطاء فإن تصحيحها يكون على مستوى مصلحة القباضة البلدية .
][13
الخاتمة و التوصيات :
لقد سمحت لنا هذه الدراسة من رؤية وتحليل مختلف أنواع الرقابة التي تخضع لها
ميزانية الجماعات المحلية لكن السؤال المطروح هو هل أن هذه الرقابة قد جسدت
فعل على أرض الواقع و بالتالي حققت أهدافها المسطرة ،وما هو تفسير في وجود
بلديات تعاني من عجز في ميزانيتها و أخرى استطاعت تحقيق التنمية الشاملة و
إحداث فائض .
يعود تفسير هذا إلى ظاهرة النمو السريع لنفقات الجماعات المحلية و النمو البطيء
ليراداتها و التي كانت السبب الساسي في إحداث ظاهرة خطيرة تتمثل في عدم
التوازن بين اليرادات و النفقات التي تنظمنها الميزانية ،المر الذي أدى بالجماعات
المحلية أن تلجأ بصفة مستمرة إلى الدولة طالبة يد المساعدة .
و كل هذا راجع إلى عدم وجود الرقابة الصارمة سواء عند إعداد الميزانية أو أثناء
تنفيذها ،وهذا ما يؤدى إلى التلعب بأموال الجماعات المحلية من طرف المؤطرين و
بالتالي أدى هذا إلى الزيادة السريعة للنفقات على حساب اليرادات بصورة عشوائية
و غير منتظمة ،برغم أننا نعلم أن معظم الجماعات المحلية تعاني من مشكلة الزيادة
السريعة في النمو الديمغرافي و النزوح الريفي لنعدام بعض المرافق الضرورية و
ظهور مشاكل اجتماعية تدفع البلديات إلى الزيادة في تقديم الخدمات إلى المواطنين
الموجودين في حدود القليم مما يؤدي إلى الزيادة في النفاق ،إل أ ،هذه السباب
يمكن تداركها و السيطرة عليها و ذلك عن طريق وضع خطط محكمة لتفادي النفاق
المتزايد الذي يفوق عن اليرادات و الذي يحدث إخلل في الميزانية .و على رؤساء
المجالس المحلية اللتزام خلل تسير شؤونهم بالتعليمات التالية :
-محاربة التبذير بجميع أشكاله .
-البحث عن موارد جديدة لميزانياتهم .
-استحسان استغلل المصالح العمومية .
-السهر على أن تكون توقعات المداخيل و النفقات قريبة من الحقيقة من أجل تفادي
المداخيل الوهمية .
-السهر على الستعمال المثل و العقلني للمكانيات البشرية و المادية المتوفرة .
-احترام القواعد و القوانين الخاصة بالمحاسبة العمومية ...
][14
المراجع :
-عبد الكريم صادق بركات :المالية العامة ،بيروت ،الدار الجامعية .1986 ،
-أحمد محيو :محضارات في المؤسسات الدارية ،الجزائر ،ديوان المطبوعات
الجامعية .1986 ،
-فيصل فخري مراد :الرقابة المالية نحو أسلوب متطور ،مجلة العلوم الدارية ،العدد
، 1جويلية 1978
الرسائل الجامعية :
-موالك فريد :ميزانية البلدية مذكرة لنيل شهادة الدراسات العليا في العلوم المالية ،
القليعة ) معهد الضرائب ( 1990
-محمد بوكحيل :الضريبة مصدر من مصادر تمويل ميزانية الجماعات المحلية ،
القليعة .1992 ،
-سعاد طيبي :الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر
في القانون ،الجزائر 2002،
المراجع بالفرنسية :
..
][15