Professional Documents
Culture Documents
القانون الجنائي
raoufonline في :منتدى الشروق منشور
"أسباب الباحة"
ملخص:
لم تتفق التشريعات جميعا على تسمية واحدة للباحة بل البعض منها يسميها بأسباب
التبرير ،والبعض الخر أسباب انتفاء الجريمة ،والبعض الثالث أسباب الباحة ،والبعض
الرابع الفعال المبررة ،والبعض الخامس بأسباب عدم المؤاخذة بالجرائم ،لكن التشريعات
ورغم اختلف التسمية لها لم تعرف الباحة رغم أن البعض منها يجعلها مجاورة
لموضوعات أخرى تشبهها مما أدى إلى اختلط الموضوعات لدى البعض ،فالمطلع مثل على
القانون الجزائري يجد أنه سماها الفعال المبررة ونص عليها في المادة 39من قانون
العقوبات ،ونص في المادتين 48 ،47من نفس القانون على موانع المسؤولية ،ونص في
المادة 52من نفس القانون أيضا على العذار القانونية معفية كانت أو مخففة ،ونص في
المادة 53من قانون العقوبات على الظروف المخففة ومع ذلك لم يعرفها.
ونتيجة لذلك فإننا نجد أنفسنا مضطرين إلى اللجوء إلى الفقه قصد تعريفها وبيان أساس
وجودها.
تـعـريـف الباحة
المعنى العام :هي إتيان الشخص لكل فعل لم يجرمه القانون أو هو ما يعبر عنه فقهاء
الصول في الشريعة بأن الصل في الشياء الباحة حتى يأتي النص الذي يحرم.
raoufonline 1 منتدى الشروق
المعنى الخاص :هو ما يعرف بأسباب الباحة أو الفعال المبررة ،وهي إخراج فعل من
العقاب استثناء بسبب وقوعه في ظروف خاصة ،وفي هذا التعريف ركز المعرف على
التفرقة بين أسباب الباحة وما يمكن أن تشتبه معها طبيعة ونتائجها ذلك لن أسباب
الباحة تمحو الجريمة أصل ،وأما أسباب عدم المسؤولية فتمحو المسؤولية مع بقاء
الجريمة بينما العذار المعفية من العقوبة ل تمحو الجريمة ول المسؤولية وإنما تعفي
من العقاب.
الفعال المبررة :هي تلك الفعال التي يمكن إسقاطها على نص في القانون يجرمها
ولكن استثناها المشرع بنص خاص أخرجها من دائرة التجريم وأدخلها مجال المباحات
معطل بذلك الشق الول من النص القانوني الجنائي،وعلى هذا جاء نص المادة 39من
قانون العقوبات ،ل جريمة:
-1إذا كان الفعل قد أمر أو أذن به القانون.
-2إذا كان الفعل قد دفعت إليه الضرورة الحالة للدفاع المشروع عن النفس أو عن الغير
أو عن مال مملوك للشخص أو للغير بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة العتداء.
أقسام الباحة
لقد قسمت الباحة إلى قسمين ،إباحة واسعة أو أصلية ،وإباحة ضيقة أو استثنائية.
-الباحة الواسعة أو الصلية :وهي تلك الباحة التي تخول للشخص إتيان كل فعل ل
يجرمه القانون ذلك لن الفعل الذي لم يتناوله المشرع بالتجريم يبقى على أصله وهو
الباحة.
-الباحة الستثنائية :وهي تعني إخراج فعل من دائرة التجريم أصل وذلك بسبب
وقوعه في ظروف خاصة قد رأى المشرع أن إدراجه ضمن المباحات أولى من إدراجه ضمن
المحظورات وذلك تبعا للموازنة بين الحقوق والمصالح ،وعلى هذا فإن الباحة الستثنائية
أصل الفعال فيها أنها مجرمة ابتداء ولكن أذن المشرع بارتكابها استثناء متى وقعت في
ظروف خاصة ومحددة ،وضابط التفرقة بين الباحة الصلية ،والباحة الستثنائية هو مدى
مصادر الباحة
مصادر القانون الجنائي هي التشريع فقط وفق ما نص عليه في المادة 1من ق.ع ،ولكن
أسباب الباحة ل تقتصر فقط على التشريع بل تمتد إلى الشريعة والعرف ومبادئ الطبيعة
وقوانين العدالة.
أساس الباحة
-انتفاء القصد الجنائي:إن أساس الباحة مرده ومرجعه إلى انعدام القصد الجنائي
الذي يمثل أحد أركان الجريمة ،هذا القصد يتجلى في الخطورة الجرامية للفاعل التي
على أساسها شرعت العقوبة ،فالشخص الذي يرتكب فعل ما ويعترف بأنه على علم ودراية
بأنه محظور يستحق العقاب والجزاء دون منازع وهذا لشتماله على خطورة إجرامية ونية
عدوانية تستحق الردع.
الجهة الولى :إن اعتبار انتفاء القصد الجنائي أساس للباحة أمر خاطىء ذلك لن انتفاء
لقصد الجنائي مانع من موانع المسؤولية وليس سبب إباحة ذلك لن القصد الجنائي أمر
شخصي وأسباب الباحة موضوعية وليست شخصية المر الذي يهدم التعويل على القصد
النائي كأساس للباحة.
الجهة الثانية :أن القصد الجنائي أمر مختلف من شخص لخر وإثباته أمر صعب ،وترك
ذلك للقضاء يؤدي إلى اختلف القضاة فيه أو يجعلهم يتحكمون في تقديره مما يؤدي إلى
زعزعة الثقة في القضاء وضرر هذه الزعزعة أكثر من نفع أسباب الباحة جملة ناهيك