You are on page 1of 11

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المدرسة العليا للساتذة‬


‫دائرة التاريخ والجغرافيا‬
‫للدب والعلوم النسانية‬
‫السنـة الثـالثـة‬
‫قسنطينــة‬
‫مقياس‪ :‬جزائر عثمانية‬

‫الـزاوية التجـانـية وتـطورها‬


‫زاويـة تمـاسـين‬
‫نموذجا‬

‫اعداد الطالب‪:‬‬
‫إشراف الستاذ‪:‬‬
‫عبد الكامل عطية‬
‫الطاهر لعمري‬

‫الموسم الجامعي ‪2001/2002‬‬

‫مقـدمــة‬
‫الطريقة التجانية هي طريقة صوفية سههنية وبعبههارة أخههرى هههي منهههج سههلوكي مههن المناهههج‬
‫السلمية التي ظهرت إّبان القرن السادس عشرويقوم هذا المنهههج علههى الكتههاب والسههنة و يهههدف‬
‫أساسا إلى تزكية النفس وتهذيبها والعمل الصالح وتقوية اليمان بالتقرب إلى المولى عز وجل‪.‬‬
‫حظيت باختيار هذا الموضوع نظرا لتعدد الراء حوله وهو ما دفعني أن أبذل كل ما في‬
‫وسعي لفادة القارئ والدارس معا وإعطاء فكرة صحيحة حول ما تطرقت إليه وهو دور الطريقة‬
‫التجانية وإبراز خصائصها ومدى مساهمتها في خدمة المجتمع السلمي‪.‬و ما مدى التطور الذي‬
‫بلغته في مواكبة العصر؟‬
‫وللجابة عن هذا الشكال وتساؤلت أخرى كانت خطة البحث كالتي‪:‬‬
‫جاء في الفصل الول‪:‬ظروف نشأة الطريقة والتعريف بمؤسسها وحياته وآثره وخلفائه‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني‪:‬فتناولت فيه الطريقة ودورها النضالي في خدمة المجتمع السلمي‪.‬‬
‫ولثراء هذا الموضوع اعتمدنا على المراجع التالية‪:‬‬
‫‪-‬تاريخ الجزائر العام ج ‪ 4 ، 3‬لعبد الرحمان بن محمد الجيللي‪.‬‬
‫‪-‬الشيخ سيدي أحمد التجاني ومنهجيته‪،‬في التفسير والفتوى والتربية للدكتور‪:‬عبد الرحمان طالب‪.‬‬
‫‪ -‬الزاوية التجانية بتماسين بين المس واليوم‬
‫‪ -‬الجرائد وبعض المجلت والصور الفوتوغرافية‬
‫أما العوائق التي واجهتني فتعتبر ذليلة أمام نيل واكتساب العلم غير أنه هناك عائق تمثل فههي‬
‫عدم القدرة إلى الوصول إلى بعض الحقائق والتي تعتبر هامة فههي تاريههخ الطريقههة التجانيههة إل أن‬
‫نظر الشهيوخ اقتضهى عهدم الفصهاح عنهها حفاظها منههم علهى وحهدة الصهف وجمهع شهمل المهة‬
‫بالتغاضي عن هفواتها ‪.‬‬
‫و في الخير أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقاديم الزاوية التجانية بالوادي وتلميههذهم منهههم ‪:‬‬
‫علي غريسي وإبراهيم وصيف خالد على المجهود الهذي قهدماه لهي وكهذلك أسههتاذ المقيههاس وكافهة‬
‫الخوة والزملء الطلبة وعلى رأسهم الطالب عيسى إدريس‪.‬‬
‫أعاننا ال في إضاءة الدروب المظلمة‪.‬‬
‫تمهيــــد‬
‫إن ظهور الطرق خلل القرن السادس عشههر ميلدي كههان لههه دور فعههال فههي دمههج الطههوائف‬
‫المختلفة والحفاظ على روح السلم ووحدته التي حههاول الغههرب طمسههها بكههل مهها لههديه‪.‬لكههن قههوة‬
‫الرجال وإيمانهم الصحيح بالشريعة السلمية أزاح ذلك ولكن مايزال البعض من الكتاب جهل‬
‫أوعن دارية ينكرون دور الطرق الصوفية ويعدونها من الحزاب أو الفرق ‪.‬‬
‫غير إن الطريقة التجانية وكما وضحها الدكتور عبد الرحمان طالب‪ ( 1‬في كتابه الشيخ سيدي‬
‫(‬

‫أحمد التجاني"‪ ..‬وهي ليست فكرا عقائديا يدرس الديانات المختلفة والفرق المتعددة وليست مذهبا‬
‫فقهيا يتناول الخلفات المذهبية وليست حزبا سياسيا يطمح للسلطة بل هي منهج تربوي قولي‬
‫وعملي تهتم بتربية النسان من حيث روحه وعقله وجسمه وتعتمد على القرآن الكريم والسنة‬
‫النبوية المطهرة وأعمال الصحابة الكرام‪ -‬رضوان ال عليهم‪ -‬في ما تحتاج إليه في العقائد والفقه‬
‫والتربية بجميع أنواعها ‪،‬والتجانيون ينتسبون للمذهب السائد في البلد فهم مالكيون في البلدان التي‬
‫تعتمد المذهب المالكي وشافعيون في البلد التي تعتمد المذهب الشافعي وكذلك الحنبلي والحنفي‬
‫وهم جزء حي نابض من أجزاء أمة السلم أينما كانوا وحيث ما وجدوا‪".‬‬
‫الفصل الول ‪:‬الظروف الجتماعية والسياسية لنشأة الطريقة‬
‫ل يزال الخلف قائما بين الباحثين حول نشأة الطرق ونظمها السائرة بين أتباعها في السلم‬
‫فمنهم من يرجعها إلى ما قبل سنة ‪ 656‬هه الموافق له ‪1258‬م أي قبل الغزو المغولي لبغداد‪.‬‬
‫ومنهم من يرد ذلك إلى القرن الثاني للهجرة أو إلى النصف الثاني من القرن الثالث الهجري غير‬
‫أنه وبعد اطلعنا على بعض المراجع حيث يرى مؤلفوها بشان ظهورها في الجزائر حيث يرون‬
‫بان الطرق الصوفية ظهرت في الجزائر في بداية القرن السادس عشر ميلدي ‪،‬ثم أخذت تنموا‬
‫في هذا القرن وتنتشر على نطاق واسع في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أو الربع الول‬
‫‪(1‬‬
‫من القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫(‬

‫)‪ (1‬عبد الرحمان طالب"الشيخ سيدي أحمد التجاني " إنجاز الجمعية الثقافية –المعارف‪ -‬تغزوت الوادي‬
‫‪،2001‬ص ‪59‬‬
‫)‪ (1‬عميراوي احميدة " محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث" مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة ‪ 1999‬ص‬
‫‪.136‬‬
‫‪2‬‬
‫وكان لسقوط الندلس والحتلل السباني والفراغ الداري في المغرب الوسط واستعداد‬
‫السكان لتقبل أي حركة روحية إسلمية‪،‬وكان لكل ذلك أثرا بالغا في انتشار الزوايا‪.‬وبظهور‬
‫العثمانيين في الجزائر والتزامهم الجهاد ضد المسيحيين ساعد الزوايا على أن تحصر نشاطها في‬
‫الجانب التعليمي والديني والجتماعي‪ .‬لقد اعتمد العثمانيون على المرابطين الذين يدعون الشرف‬
‫أساسا في قمعهم للطرق الصوفية الثائرة‪.‬اذ كثيرا ما استمال العثمانيون المرابطين إلى صفهم‬
‫بمنحهم المتيازات‪.‬إل أن الطرق الصوفية تمكنت من النتشار وفي عرضنا هذا التجانية نموذجا‬
‫لها نظام إداري يشبه النظم لادارية للحكومات لذلك العهد ول سيما فيما يتصل بالمناصب وجباية‬
‫المال‪.‬كما أن للطرق أسرار كأسرار الدولة لم يكن يطلع عليها سوى الذين يتولون شؤونها من‬
‫‪(2‬‬
‫(‬
‫رجال الطريقة بينما ل يوجد شيء من ذلك عند المرابطين‪.‬‬
‫وما إن جاء الحتلل الفرنسي للجزائر حتى صار‪ ( 3‬معظم المرابطين ينتمون إلى الطرق‬
‫(‬

‫الصوفية وكان لهذه الطرق الحصن المنيع لهم ويأتي اهتمام القبائل بالطرق لن المرابطين‬
‫اكثرهم في الوجاق ولهذا نجد أن مختلف القوى المعادية حاولت ضرب الطريقة التجانية نظرا‬
‫للوضاع التي نشات فيها‪ ،‬ونل حظ ان القوى الستعمارية المبريالية في الخير سعت إلى كسر‬
‫شوكة الطريقة لمحافظتها على مقومات المة السلمية ووحدة الوطان‬
‫وما المقاومات العنيفة التي قادها رجال الطريقة ضد الستعمار ال دليل كافيا على نية المسههتعمر‬
‫للنيل من هذه الطرق المكافحة وهي التي مهدت للوحدة الوطنية لن الشعب الجزائري ادرك جيههدا‬
‫ان النظام العثماني صار عاجزا عن صد الخطر الجنبي فهالتف رجهال الطههرق وخاصهة التجانيهة‬
‫والقادرية والرحمانية والدرقاوية وهو ما يفسر فشل العلماء الدنيين الذين أظهروا للطرق الصوفية‬
‫العداء حيث فشلوا في فرض انفسهم على رجال الطرق‪.‬‬
‫ومن ثم لم ينجح العثمانيون والعلماء وغيرهم في الصمود امام قوة رجال الطريقة التي بفضلها‬
‫وحدت المجتمع روحيا وهو ما عجزت عنه السلطة العثمانية وبالتالي تبقى الطريقة هي محور‬
‫(‬
‫الثقافة العربية السلمية في الجزائر فهي التي كانت وراء تأسيس جل المؤسسات الثقافية‪.( 4‬‬

‫مؤسس الطريقة التجانية‬


‫الشيخ سيدي أحمد التجاني‪:‬‬
‫هو العارف بال قدوتنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مختار الشريف الحسني)رضي ال عنهه(‬
‫ويعتبره المؤرخون من ائمة المذهب المالكي ومجتهديه في القرن الثاني عشر ‪.‬‬
‫ولد بعين ماضي بولية الغواط بالقطر الجزائري عام ‪1150‬هه الموافق له سنة ‪1737‬م‬
‫وهو من اسرة شريفة وتربى في بيئة صالحة ختم القرآن الكريم هول يتجاوز السبع‬
‫سنوات‪،‬اشتغل بالعلوم النقلية والعقلية وتوج فيها بتاج الرئاسة ورحل طالبا العلم الى العديد من‬
‫البلدان وزار مختلف الزوايا الكبرى وعدد من مشائخ الطرق داخل وخارج القطر الجزائري حتى‬
‫حصل على مبتغاه من العلم ليعود الى ارض الوطن ليؤسس في الخير هذه الطريقة التي سميت‬
‫باسمه الطريقة التجانية وذلك عام ‪1196‬هه الموافق له ‪1782‬م بصحراء بوسمغون بالغواط‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫)‪ (2‬المرجع نفسه ص ‪.135‬‬


‫)‪ (3‬المرجع نفسه ص ‪.135‬‬
‫)‪ (4‬المرجع نفسه ص ‪.136‬‬
‫‪3‬‬
‫كان معلمه السيد بوعكاز و كمهها قههرأ علههى الشههيخ المههبروك بههن أبههي العافيههة التجههاني الماضههوي‬
‫مختصر الشيخ خليل والرسالة ومقدمة ابن رشد والخضري وغيرهما‪.‬‬
‫وما إن بلغ العشرين من عمره حتى افتح مدرسا ومفتيا وقد حرر المعقول والمنقول وله اجوبة‬
‫(‬
‫في فنون العلم ابدى فيها واعاد‪.( 1‬‬
‫وفي عام ‪1171‬هه الموافق له ‪1757‬م رحل الى فاس عاصمة العلم‪ ( 2‬التي بها كبار العلماء‬
‫(‬

‫في مختلف الفروع وعلماء الصوفية‪.‬فدرس على يد العديد المشائخ نذكر منهم – الشيخ‬
‫الدقاق‪،‬والشيخ الجمال‪،‬والشيخ السجلماسي والشيخ احمد الصقلي والشيخ الطيب الوزاني وغيرهم‬
‫من الصوفية وبعد هذا رجع قافل الى وطنه كي يفيد بذلك طلب العلم‪.‬وقد نزل بالبيض سيدي‬
‫الشيخ‪.‬‬
‫ومكث به مدة ثم ذهب الى تلمسان حيث درس في المسجد الكبير للتفسير والحديث‪ .‬وفي سنة‬
‫‪1186‬هه الموافق له سنة ‪ 1772‬م ‪ .‬ذهب الشيخ الى الحج مرورا بجرجرة حيث اتصل بالعلمة‬
‫سيدي عبد الرحمان الزهري فاخذ عنه الطريقة الخلوتية ثم ذهب الى تونس واقام بها مدة كان‬
‫يدرس بها ولما علم امير البلد بوجوده طلب منه القامة لتدريس العلم والقيام بنشر الدين‪.‬لكن‬
‫سيدي احمد التجاني امتنع وخرج خفية من تونس متجها الى مصر حيث اتصل بالعلماء العلم‬
‫معترفين له بمكانته العليا وحسن الخلق من بينهم – السيد محمود الكردي الخلوتي‪-‬‬
‫ومن مصر اتجه الى الحجاز فوصل مكة ‪1187‬هه الموافق له ‪ 1773‬م فحج واعتمر واتصل‬
‫بعلمائها منهم‪ -‬السيد احمد بن عبد ال الهندي‪ -‬ثم ذهب الى زيارة قبر سيد المرسلين نبينا محمد‪-‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ -‬بالمدينة المنورة حيث استفاد من علمائها الكبار منهم "الشيخ السمان" وبعد‬
‫رجوعه من الحج نزل بتلمسان ودرس بها‪ .‬ومنها تنقل بين توات في الصحراء الجزائرية‬
‫والشللة‪.‬وبابي سمغون في الوسط وقع له الفتح العظم واذن له في تلقين الطريقة التجانية وكان‬
‫ذلك عام ‪1196‬هه الموافق له ‪ 1788‬م‪.((3‬‬
‫غير أن خوف العثمانيين من قوة وحجة بيان هذا الرجل في اعلء كلمة الحق جهارا والمطالبة‬
‫بتطبيق الشريعة السلمية الحقة‪ ،‬قام الباي محمد بن عثمان باذاء الشيخ حتى خرج من تلمسان‬
‫ونزل بابي سمغون ‪.‬غير ان الذاء المتواصل جعله يغادر الجزائر نهائيا الى فاس سنة ‪1213‬هه‬
‫الموافق له ‪ 1798‬م‪. ((4‬‬
‫حيث استقبله سلطان المغرب ابو الربيع سههليمان بحفههاوة كههبيرة حيههث اخههذ هههذا الخيههر الطريقههة‬
‫التجانية عنه وواصل في نشاطه حتى انتقههل الههى رحمههة اله يههوم الخميههس ‪ 17‬شههوال ‪ 1230‬ههه‬
‫الموافق له ‪ 21‬سبتمبر ‪1815‬م حيث خلد اثره ببنائه زاوية كبيرة بفاس وهههي اليههوم قائمههة مخلههدة‬
‫ذكراه‪.‬‬
‫أثـــــاره‪:‬‬
‫ومن آثههار سههيدنا الشههيخ رسههالة هامههة شههرحا لقصههيدة همزيههة البوصههيري ومههؤلفين جليليههن‬
‫هما‪":‬جواهر المعاني"الذي امله الشيخ على تلميذه " علي حرازم" الذي يعتههبر المرجههع الساسههي‬
‫للتجانية وكتابه"الجامع" الذي كتبه تلميذه سيدي محمد بن المشري الجزائري‪ -‬رضي ال عنه‪-‬‬

‫)‪ (1‬عبد الرحمان طالب"الشيخ سيدي أحمد التجاني " إنجاز الجمعية الثقافية –المعارف‪ -‬تغزوت الوادي‬
‫‪،2001‬ص ‪5‬‬
‫)‪ (2‬مجلة الرشاد‪:‬مؤسس الطريقة التجانية من الغواط إلى فاس ‪ ،‬عالم الثقافة العدد ‪.1995 ،26‬‬
‫)‪ (3‬عبد الرحمان طالب‪ :‬المرجع السابق ص ‪.5‬‬
‫)‪(4‬المرجع نفسه ص ‪.7‬‬
‫‪4‬‬
‫وفي هاذين الكتابين تظهر القوة العلمية للشيخ‪،‬من تفسير لليات القرانية ذات الدللة‬
‫‪((1‬‬
‫البعيدة‪.‬وشرح للحاديث وتحليل حكم ربانية وفتاوى في أمور الدنيا ومن أشهرأقواله " زنوا‬
‫اكلمي بميزان الشرع فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه "‬
‫ومن مآثره كذلك اثر تلمذته في مختلف القطار ودورهم النظالي في نشر السلم والسمو‬
‫بالمجتمعات النسانية وعلى سبيل المثال نكر منهم‪ ( 2‬بقطر‪:‬‬
‫(‬

‫الجزائر‪:‬المجاهد سيدي محمد الكبير واخيه سيدي محمد الحبيب وكذلك سيدي محمد بن المشري‬
‫والشيخ محمد العربي الدمراوي صاحب كتاب"الصلوات الدمراوية"والشيخ الرابحي مفتي البليدة‪،‬‬
‫العلمة عبد الحليم بن سماية من كتبه "فلسفة السلم"وعمر بن قدور الجزائري أحد رواد‬
‫الصحافة الوطنية من مؤلفاته "سائق السعادة"والمقدم سيدي محمد لخضر الرابحي التجاني‬
‫التغزوتي السوفي ‪.‬‬
‫تونس‪:‬منهم مفتي تونس سيدي ابراهيم الرياحي ‪،‬والشيخ مناشو مدرس بالزيتونة ‪،‬وشاعر‬
‫تونس محمد بن صابر من آل الرياحي ‪.‬‬
‫المغرب‪:‬ومنهم السلطان مولي سليمان الربيع‪،‬مولي عبد الحفيظ ومؤلفاته "الجامعة العرفانية‬
‫في فقه الطريقة التجانية"‪.‬‬
‫مصر‪:‬ومنها سيدي محمد الحافظ المصري التجاني ‪،‬ومحمد بن عبد الواحد بناني والسيد محمد‬
‫السقاف والسيد المفضل السقاف ‪.‬‬
‫موريتانيا‪:‬ومنهم شيخ السلم بحق سيدي محمد الحافظ العلوي الشنقيطي وسيدي محمد التشيتي‬
‫وكذلك العلمة التجاني ابن بابا الشنقيطي ناظم متن "منية المريد"‬
‫السنغال‪:‬ومنهم عائلة "سه"سيدي الحاج عبد الملك وسيدي عبد العزيز "سه"‬
‫ومنهم عائلة أنياس‪،‬وعلى رأسهم شيخ السلم سيدي ابراهيم انياس وخليفته الحاج عبد ال أنياس‪،‬‬
‫والدكتور حسن سيسي ‪.‬‬
‫الحجاز‪:‬ومنهم العلمة محمد سيدي الغالي احد خلفاء الشيخ سيدي احمد التجاني وهو استاذ‬
‫الحاج عمر الفوتي في التربية ‪.‬‬
‫حـيـفا‪:‬ومن علمائها الشهيد عز الدين قسام والسيد حسن افندي محمد ‪.‬‬
‫ايطاليا‪:‬الداعية الروبي السيد عبد الصمد الذي طبع وترجم العديد من الكتب السلمية خاصة‬
‫الصوفية "جواهر المعاني"الى اللغة اليطالية ‪،‬وزاويته قائمة للدعوة السلمية في اوربا‪.‬‬

‫خلفاء الشيخ سيدي أحمد التجاني ‪:‬‬


‫خلف سيدي احمد التجاني من بعده‪،‬من يقوم بمواصههلة الطريههق والسههير علههى خطهاه القويمههة فههي‬
‫الحفاظ على مبادئه بزاوية عين ماضي بالغواط وهم على التوالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬سيدي محمد الحبيب‬ ‫‪ -1‬سيدي محمد الكبير‬
‫‪ -4‬سيدي محمد البشير‬ ‫‪ -3‬سيدي احمدعمار‬
‫‪ -6‬سيدي محمد الكبير‬ ‫‪ -5‬سيدي علل‬
‫‪ -8‬سيدي الطيب‬ ‫‪ -7‬سيدي محمود‬
‫‪ -9‬سيدي علي‬
‫اما الخليفة الحالي فهو سيدي عبد الجبار الخليفة العام للطريقة التجانية حفظه ال واطال في عمره‬
‫تقلد الخلفة يوم الثنين ‪ 21‬جمادى الثانية ‪1411‬هه الموافق له ‪ 7‬جانفي ‪ 1991‬وهو القائم‬

‫الوادي ‪.2001‬‬
‫)‪ (1‬الزاوية التجانية بين المس واليوم " المعارف" ص ‪4‬‬
‫)‪ (2‬عبد الرحمان طالب‪ :‬المرجع السابق صفحات ‪. 54،55،56،57،58‬‬
‫‪5‬‬
‫بشؤؤن الطريقة حاليا وله انجازات عظيمة منها المسجد الكبير بمحطة السلطان مايزال على قيد‬
‫النجاز‪. ( 1‬‬
‫(‬

‫خلفاؤه بزاوية تماسين‬


‫سيدي الحاج علي التماسيني‪:‬وهو أبو الحسن التماسيني خادم سيدنا ولد بتماسين ولية‬
‫ورقلة عام ‪1180‬هه الموافق له ‪ 1766‬م ‪،‬ابوه سيدي الحاج عيسى وامه فاطمة بنت الزين‬
‫التماسينية تربى في بيئة صالحة حفظ القرآن الكريم وتغذى بالشريعة السلمية معروف بخدمته‬
‫الجليلة لسيدي احمد التجاني حيث قال فيه "اين مثل التماسيني" عرفه كل الناس فقصدوه من كل‬
‫حدب وصوب حيث سكن تملحت بامر من الشيخ الكبر وبنى زاويته سنة ‪1220‬هه ‪ 1805/‬م‬
‫وتعتبر زاويته تماسين من اكبر الزوايا في العالم حيث يقصدها الزوار من كل مكان حيث تبعد‬
‫عن مدينة توقرت به ‪15‬كلم وعن عاصمة الولية ورقلة به ‪160‬كلم ‪.‬وقد مر على افتتاحها قرنين‬
‫‪(2‬‬
‫(‬
‫وهي الن تقوم بدورها الروحي والثقافي والحضاري‪.‬‬
‫الخليفة الحالي‪ :( 3‬هو الشيخ سيدي محمد العيد التجاني التماسيني ابن)الشيخ سيدي البشير‬
‫(‬

‫المتوفى سنة ‪ 2000‬في ‪ 07‬جانفي المعروف عصره بالتجديد وتفانيه في خدمة السلم (‪.‬‬
‫ولد يوم الجمعة ‪ 4‬رمضان ‪ 1313‬هه الموافق له ‪ 7‬ماي ‪ 1954‬خلف أباه يوم الجمعة ‪ 1‬شوال‬
‫‪ 1420‬الموافق له ‪ 7‬جانفي ‪2000‬م ‪،‬وهو قائم بشؤؤن الزاوية التجانية بتماسين وفروعها‬
‫الخرى ‪.‬‬
‫حامل لمشعل والده في بحث الحركة العلمية بالضافة إلى ثقافته السلمية الواسعة فهو متحصل‬
‫على شهادة الدكتورا في الفيزياء الصلبة وعميد سابق لكلية العلوم الدقيقههة بجامعههة قسههنطينة ‪ ،‬دائم‬
‫التصال بالتباع في كافة القطار رعاه ال‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دورها النضالي‬


‫في الداخل‪:‬‬
‫لعبت الزوايا دورا كبيرا إبان القرن السادس عشر فهي التي بعثت بالتقاليد السلمية في كثير‬
‫من الجماعات البربرية ‪،‬وعملت على التقريب بين عناصر السكان‪.‬إن لم تكن جعلت منهم وحدة‬
‫متكاملة ومن أمثلتها في ذلك الطريقة التجانية التي عملت على نشر السلم وتقوية روابط الخوة‬
‫بين جموع المسلمين‪.‬نرى بأن السادة التجانيين قد قاموا بخدمة المجتمع السلمي‪،‬ومن هذه‬
‫العمال المشهود لهم بها عند العام والخاص وهي كثيرة أهمها‪:( 1‬‬
‫(‬

‫‪ -1‬الصلح بين الناس وهو أهم ما اشتغل به التجانيون مصداقا لقوله تعالى"والصلح‬
‫خير"وقوله"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما"‬
‫‪ -2‬بناء الزوايا لليواء والطعام والصلة والتلوة والذكر‪،‬وما اشتهر به التجانيون بناء‬
‫اللف من الزوايا على تقوى من ال وفي سبيله وحفاظا على تماسك اواصر المجتمع من‬
‫النحلل والعوامل المخلة بوحدته واهمها بالجزائر‬

‫الوادي ‪.2001‬‬
‫)‪ (1‬الزاوية التجانية بتماسين بين المس واليوم " المعارف" ص ‪4‬‬
‫)‪ (2‬مذكرة تخرج"الزاوية التجانية بين الصالة والمعاصرة" الفصل الثالث ص ‪.44‬‬
‫)‪ (3‬عبد الرحمان طالب‪ :‬المرجع السابق ص ‪. 54‬‬
‫)‪ (1‬عبد الرحمان طالب‪ :‬المرجع السابق ص ‪.63‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬زاوية عين ماضي بالغواط‪ -‬تماسين‪ -‬بتقرت قمار بالوادي‪،‬اما خارج الجزائر فاس‬
‫بالمغرب القصى‪.‬وبعضها قائم وله دور فعال في خدمة السلم ‪،‬مثل‪:‬عند وفاة سيدي محمد‬
‫الحبيب سنة ‪1983‬م وتلك الجموع ونرى مدى استعداد الزاوية والتكفل بهؤلء وهو ما يبرز لنا‬
‫‪(2‬‬
‫(‬
‫مدى اهمية الخدمة الجليلة في التكافل بأبناء المة السلمية‪.‬‬
‫أما دور الطريقة وبعد الطلع على بعض الوثائق حيث يتضح لنا ان الطريقة التجانيههة دافعههت‬
‫على السلم وذلك منذ ان برزت الى الوجود‪.‬بدءا بعهد التواجد العثماني واستشهههاد سههيدي محمههد‬
‫الكبير سنة )‪1243‬هه‪1827/‬م( بسهههل غريههس بمعسههكرونقل رأسههه إلههى العاصههمة حيههث أصههبح‬
‫مصلوبا بها تجاه الباب الجديد وبعثوا بسيفه واعلقه إلى السلطان محمود باسطانبول‪، ( 3‬ومن هههذا‬
‫(‬

‫الخير ازدادت المواجهة الدامية مع بعض حكام السلطة العثمانية وهذا نظرا للدور الخطيههر الههذي‬
‫تلعبه التجانية في ايقاض الشعور لدى الشعب ولجور التراك ‪.‬‬
‫وهو يمثل الخطر المهدد لهم‪.‬‬
‫وللتجانيين مواقف مشرفة وبطولت فذة عكههس مههاروجه بعههض المغرضههين حيههث نلحههظ وبعههد‬
‫الطلع على بعض الوثائق ‪.‬ان التجانيين ابان الثورة التحريرية ساهموا بالغالي والنفيس من اجل‬
‫الدفاع عن حرمة الدين السلمي‪.‬وهاهي بعض الحقائق والدلةمن تاريخ الزاوية شاهدة على ذلك‬
‫ونحن بصدد عرضها عكس ما قيل عنها‪:‬‬
‫فنرى سيدي محمد الحبيب بن الشيخ سيدي أحمد التجاني يجاهد مع اتباعه تحت لواء المير عبد‬
‫القادر)الذي انقلب ضده حيث حاصر عين ماضي في فيفري سنة ‪1839‬م بعد مؤامرة دنيئة‬
‫احاكها الجاسوس الفرنسي ليون روش وتفطن اليها المير فيما بعد وتم رفع الحصار وبعث بهدية‬
‫ومعها ابن الشيخ ورسالة تتضمن اعتذار المير وطلب العفو واعادة الروابط الخوية بينهما(‪.( 4‬‬
‫(‬

‫وكذلك ابنه سيدي أحمد عمار الذي خدم السلم والمسلمين وجاهد في ال حق جهاده وقاوم‬
‫الستعمار أشد المقاومة مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى اعتقاله يوم ‪ 10‬فيفري عام ‪1869‬‬
‫وسجنه في بولوغين ثم إلى بوردو بفرنسا‪،.( 5‬وكذلك سيدي بنعمر التجاني) أحد أحفاد الشيخ‬
‫(‬

‫الكبر ( كان يمول المجاهدين في الصحراء بالشاحنات من السلحة والعتاد والطعام واللبسة‬
‫حتى القي عليه القبض و سجنه من طرف سلطات الحتلل وإذاعة خبر اعتقاله يوم ‪ 18‬مارس‬
‫‪ 1957‬في صوت العرب بالقاهرة وصوت الجزائر بتونس ‪.‬‬
‫ول ريب أيضا أنهم يتذكرون المواقف الشجاعة للمغفور له الخليفة الشيخ سيدي أحمد التجاني‬
‫التماسيني الذي قام بدور رئيسي في إحباط مخطط فصل الصحراء عن الجزائر)جريدة المجاهد‬
‫‪ 12‬جانفي ‪ ، ((1( 1962‬ومساهماته ‪ -‬بدعوة من جمعية العلماء‪ -‬في تكوين مؤسسة اقتصادية كي‬
‫تكون نواة اقتصاد كبيروكان قيمة السهم الواحد آنا ذاك نصف مليون فرنك فرنسي‪.( 2‬‬
‫(‬

‫ول ننس سيدي محمد البهودالي ودوره الفعهال مهع ابنهائه فهي خدمهة الثهورة مهن اجهل اسهترجاع‬
‫السيادة الوطنية ومن بينهم الخليفة العام سيدي عبد الجبار‪.‬وهم كثيرون الذين ضههحوا بمهها يملكههون‬
‫وما قدمته زاوية عيههن ماضههي وزاويههة تماسههين لههدليل جلههي علههى مهها أقههوله وتفنيههد كههل الباطيههل‬
‫(‬
‫المروجة المغرضة ضد الطريقة ورجالها الفذاذ‪.( 3‬‬
‫في الخارج‪:‬‬
‫)‪ (2‬المرجع نفسه ص ‪.64‬‬
‫)‪ (3‬عبد الرحمان بن محمد الجيللي"تاريخ الجزائر العام" ج ‪ 3‬ص ‪.336‬‬
‫)‪ (4‬مجلة الرؤية الصادرة عن وزارة المجاهدين جانفي فيفري ‪ 1996‬ص ‪.80‬‬
‫)‪ (5‬د‪ .‬يـحي بـوعـزيز "كـفاح الجـزائر" ص ‪.154‬‬
‫)عمار قـليل "ملحمة الجزائر الجديدة" ص ‪.39،40‬‬
‫)‪ (2‬محمد خير الدين " مذكرات"ج ‪ 1‬الصفحات ‪.364،365،366‬‬
‫)‪ (3‬الزاوية التجانية بتماسين بين المس واليوم " المعارف" ص ‪ 17‬الوادي ‪.2001‬‬
‫‪7‬‬
‫كان للطريقة التجانية ‪ -‬من حيث نشر الفكرة ‪ -‬مواقف مشرفة في خدمة السلم والدفاع عن‬
‫تعاليمه‪.‬‬
‫حيث في أواخر القرن الثامن عشر لما دخلت الدعوة البروتستانتية وضاعفت الكنيسة الكاثوليكية‬
‫دورها كان لبد للمسلمين أن ينتبهوا لمقاومة النصرانية ويقول في هههذا الصههدد الكتههاب أن أسههباب‬
‫هذه النهضة الخيرة راجعة إلى التصوف حيث يقول كوو نتانسون"نرى حركات كثيرة في العههالم‬
‫السلمي ثم تزول كأن لم تكن‪.‬أما العمل الثابت الدائم فيههه‪،‬فهههو عمههل الصههوفية فالفضههل لهههم فههي‬
‫انتشار السلم شرقا وغربا شمال وجنوبا‪ ".‬ويقههول شههاتيلي فههي كيفيههة انتشارالسههلم فههي العههالم‬
‫وعزاه لمساعي مشائخ الطرق قال"والخلصة أن السلم مدين بكل فتوحاته السلمية وانتشاره فههي‬
‫القطار‪،‬لجماعات الصوفية ‪،‬فمشائخ الطرق هم في الحقيقة الذين يديرون حركة السلم الحية ول‬
‫(‬
‫يخفى على أحد ما في هذا من خطر على المصالح "الوروبية"‪.( 4‬‬
‫أما ما ورد في أنباء الناضول‪،‬فإن أتباع الطريقة التجانية جادون في إعادة الصبغة السلمية‬
‫إلى الحكومة التركية وأنهم يتعقبون آثار مصطفى كمال أتاتورك فيمحونها ويهدمونها ومنها‬
‫تماثيله في الماكن العامة‪ ،‬ودخلوا ساحة المجلس الملكي وأذنوا فيه للصلة بالعربية‪،‬وقال أن‬
‫هزيمة حزبه ترجع إلى هذه الجماعة‪.‬وكما جاء في كلم بعض الرواة الصحفيين أن التجانيين‬
‫(‬
‫يطمحون إلى تجديد الخلفة العثمانيةأوإقامة خلفة أخرى من قبيلها ‪.( 5‬‬
‫وكما ورد في محاضرة الستاذ حيدر التجاني الجزائري المقيم بموريتاني التي نضمها المركز‬
‫االسلمي صباح الثنين ‪ 17‬ماي ‪ 2000‬بالجزائر‪ .‬أن التجانية استطاعت بالتزامها بكل ما تدعو‬
‫اليه عقيدة السلم من الزحف إلى قلوب اربعة مائة وخمسون مليون مسلم عبر العالم‪.‬عن طريق‬
‫مشائخ الطريقة – كسيدي عمر الفوتي ودعوته إلى السلم في الغرب الفريقي ‪،‬ونرى النتشار‬
‫الواسع للتجانية عبر أقطار العالم من السينغال إلى سنغفورة والفلبين والصين بآسيا وإلى أمريكا‬
‫وزوايا أطلنطا ونيويورك وأوروبا وفرنسا ‪.‬‬
‫ولقد أسلم على يد هؤلء المشائخ الفذاذ منهم الحاج عمرالتجاني الفوتي وغيره اللف ممن‬
‫(‬
‫كانوا يدينون بديانات أخرى كما عملوا على إزالة الخلفات بين القبائل المتنافرة‪.( 1‬‬
‫ومن قبل ذلك كان للصوفية الفضل الكبير في هزيمة التتار في عين جالوت‪.‬‬
‫ويقول أمير البيان شكيب أرسلن معلقا‪،‬يشير أي للكتاب لوثروب ستوارد المريكي إلى أن‬
‫افريقيا كادت تكون كلها إسلمية لول قضاء فرنسا على سلطنة التجانية هذه‪،‬كما أن أوربا كادت‬
‫تكون إسلمية لول انتصار شارل مارتل على العرب في بواتيه‪.( 2‬‬
‫(‬

‫حاضر الطريقة وآفاقها‬


‫الحركة الدينية‪:‬‬
‫إن الهدف السمى لظهور الزوايا هو التعليم الديني والتمسك بالعقيدة والحفههاظ علههى هويتههها‪.‬لقههد‬
‫عمل شيوخ الزوايا على تلقين الوراد التجانية التي أمر بههها الشههيخ الكههبر‪.‬ومههن ثمههة كههانت هههذه‬
‫الزاوية تتفق مع الزاوية الخرى من حيث المبدأ وهو الكتاب والسنة‪.‬وعلههى نهههج البههاء والجههداد‬
‫سار البناء والحفاد فكانوا خير خلف لخيههر سههلف‪.‬فههأولى أحفههاد التماسههيني عنايههة كههبيرة لتحفيههظ‬
‫القرآن الكريم وتعليم العلوم فقد كان لكل أسهرة معلهم قهرآن خهاص ‪،‬كمها أن المسهجد كهان لهه دور‬
‫فعال إلى جانب العبادة كان معهدا للدراسة والتعليم‪.‬‬

‫)‪ (4‬عبد الرحمان بن محمد الجيللي"تاريخ الجزائر العام"ج ‪ 4‬ص ‪.250‬‬


‫)‪ (5‬عباس محمود العقاد " بين الكتب والناس " ص ‪507‬‬
‫)‪ (1‬عبد الرحمان بن محمد الجيللي المرجع السابق ص ‪.254‬‬
‫)‪ (2‬المير شكيب أرسلن " حاضر العالم السلمي " المجلد الول ج ‪ 1‬ص ‪.398‬‬
‫‪8‬‬
‫فكل المشائخ الذين توافدوا على الزاويههة وخاصههة الطبقههة الولههى )سههيدي الحههاج علههي وأبنههاؤه(‪،‬‬
‫(‬
‫كانوا يلقون دروسهم بالمسجد )الجمعية العتيقة( ‪.( 3‬‬
‫أ‪ /‬دور المدرسة القرآنية‪:‬كانت المدرسة تقوم بواجبها في تحفيظ القرآن وذلك منذ تأسيس‬
‫الزاوية سنة ‪ 1805‬وقام بتحديثها الشيخ سيدي محمد البشير وبعد وفاته دشنها الخليفة الحالي‪:‬إذ‬
‫تحتوي على مائة وسبعة وثلثين طالبا ‪ 92).‬طالب‪ 45،‬طالبة( موزعين عبر قسمين ويشرف‬
‫على تدريسهم ثلثة معلمين وهذا خلل الموسم ‪ . 2001– 2000‬كما توجد جمعية"سيدي الحاج‬
‫(‬
‫علي التماسيني للقصيدة والمديح الديني في المناسبات‪. ( 4‬‬
‫الحياة الجتماعية ‪:‬تهتم الزاوية التجانية بتماسين بالحياة الجتماعية بحكههم الكثافههة السههكانية‬
‫الهائلة من أحفاد المام التماسيني وبعض المريدين ومن أهم المظاهر الجتماعية بالزاوية هي‪:‬‬
‫الزيارات‪:‬وتكون من طرف أتباع ومريدي الطريقة للولي الصالح سيدي الحاج علي التماسههيني‬
‫والقيام بتكافل اجتماعي وحل المشاكل بين الناس وتفقد أحوالهم‪.‬‬
‫الضيافة بالزاوية‪:‬بالزاوية دار الستقبال وكل ماجاء الضيوف قامت الزاوية برعايتهم على أكمههل‬
‫وجه‪،‬وهنا يتجلى كرم أهل الزاوية وتحليهم بالخلق الفاضلة وتجسيد مبادئ ديننا الحنيف‪.‬‬
‫وكما أن للزاويههة وظههائف اجتماعيههة أخههرى منههها مسههاعدة بعههض الفقههراء والمسههاكين‪.‬ومههن أهههم‬
‫المظاهر التي تتجلى فيها العادات والتقاليد بالزاوية نجد ظاهرة الزواج الجماعي مثل‬
‫‪ -‬قامت الزاوية في نوفمبر ‪ 1997‬بعرس كبير يضم ستة عشرة عريسا وبعدها سنة ‪1998‬‬
‫وضم اثنان وعشرين عريسا‪ -‬والغرض من هذا هو خلق فكرة التكافل والتضامن الذي نحن في‬
‫هذا الزمن بحاجة إليه‪.‬وكذلك مساعدة الشباب بعد تفشي ظاهرة العزوبة والعنوسة التي تؤدي إلى‬
‫(‬
‫ما ل يحمد عقباه في المجتمع‪.( 5‬‬
‫الحركة الثقافية في الزاوية‪:‬بعد التعرف على الحركة الدينية والجتماعية بالزاوية أردنا‬
‫التطرق إلى الحياة الثقافية والتربوية ‪.‬حيث لعبت الزاوية الدور المنوط بها من تعليم القرآن‪،‬حيث‬
‫وفد العلمة الشنقيطي سنة ‪ 1258‬ودرس أبناء التماسيني وغيرهم من التلميذ مختصر المام‬
‫خليل وشرح اللفية للمام مالك‪.‬وقد شدد الخليفة الشيخ سيدي أحمدالتجاني التماسيني على أبناء‬
‫الزاوية فكان الواحد منهم ل يتزوج إل إذا حفظ القرآن الكريم‪.‬ومن أهم النوادي التي كان يتدارس‬
‫(‬
‫فيها ابناء الزاوية كتب الفقه والحديث وعلم التصوف وغيرها من العلوم ‪:( 1‬‬
‫‪ -‬دار الكروسة ‪:‬التي كان يدرس فيها الشيخ سيدي )محمد( حمه‪.‬‬
‫‪-‬دار الشيخ أحمد بن حمه‪:‬الذي كان يلقي بها دروسا بين المغرب والعشاء في سنوات الخمسينيات‬
‫‪ -‬نادي حقي السائح‪:‬حيث يتدارسون الشعر والدب ‪.‬‬
‫‪(2‬‬
‫(‬
‫‪ -‬نادي علي بن العيد)قرداش(‪:‬وفيه يلقى صفوة أبناء الزاوية دروسا في التصوف والطريقة ‪.‬‬
‫أما في عهد الخليفههة الحهالي الشهيخ سههيدي العيههد فهإلى جهانب تحهديثه للمدرسههة القرءانيههة فهإنه‬
‫سيفتتح المكتبة في شهر سبتمبر القادم التي تحوي تجهيزات تكنولوجية كالنترنيت والعلم اللي‬
‫لمواكبة العصر ليعيد للزاوية النشاط وممارسة مهامها الثقافية والتربوية‪.( 3‬‬
‫(‬

‫الجانب المعماري والتجديد ‪:‬تحتوي الزاوية على مجموعة من المنازل المتقاربة محاطة‬
‫بالنخيل لعامل الطبيعة فأخذت شكل القباب بالضافة إلى القواس ذات الطابع القديم والزقة‬
‫الضيقة‪.‬وكان يتوسط هذا التجمع السكني بالزاوية ضريح الخليفة سيدي الحاج علي التماسيني‬
‫)‪ (3‬مذكرة تخرج " الزاوية التجانية بين الصالة والمعاصرة"‪.‬‬
‫)‪ (4‬المرجع نفسه ص ‪.59‬‬
‫)‪ (5‬المرجع نفسه ص ‪59‬‬
‫)‪ (1‬المرجع السابق ص ‪.62‬‬
‫)‪ (2‬محمد البشير خير الدين " النسيم الثقافي التماسيني " ‪ 1998‬تماسين‪.‬‬
‫)‪ (3‬مذكرة تخرج ص ‪.48‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.‬ومسجدا للصلة ولكن منذ السبعينات وبداية عصر التجديد قد أخذت الزاوية ثوبا جديدا مع‬
‫المحافظة على الطراز المعماري القديم الصيل‪.‬‬
‫وخلل جولتي بالزاوية قمت بأخذ صورة توضيحية لهذا الطراز المعماري الجديد‪.‬وللزاوية‬
‫مدخلين – المدخل الول ويسمى "باب الخوخة "من الجهة الشمالية الشرقية‪،‬والثاني من الجهة‬
‫الجنوبية الغربيةويسمى "للة مانة"‪ -‬أما هيكل وتقسيم الزاوية فهي على التوالي‪.‬‬
‫مسجد سيدي الحاج علي‪:‬حجم كبير وشكله مستطيل له ‪ 05‬أبواب ويحتوي على طابقين‪:‬‬
‫الول للرجال والخر للنساء وهو مخصص لصلء العيدين والجمعة والمناسبات ‪.‬‬
‫بيت الصلة‪:‬عبارة عن مسجد صغير مخصص للصلوات الخمس‪.‬‬
‫بيت الضريح‪:‬عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل ويفتح في جدارها الغربي باب ثانوي أما الباب‬
‫الرئيسي فهو الذي يفصل بينهما وبين بيت الصلة‪ ،‬ويتوسط هذه الغرفة ضريح الولي الصالح‬
‫سيدي الحاج علي التماسيني حيث التابوت مغطى بأقمشة حريرية وعلى يسار الضريح ويمينه‬
‫توجد قبور خاصة بأقارب هذا الولي يحيط بهم سياج حديدي بالضافة إلى قبور أخرى في أركان‬
‫الغرفة منها قبر شيخ الزاوية الراحل سيدي محمد البشير التجاني رحمه ال و تعلو الضريح قبة‬
‫يصل ارتفاعها إلى ‪ 12‬مترا‪.‬‬
‫غرفة الستقبال ‪:‬وهي غرفة مقسمة إلى قسمين قسم خاص بالرجال وقسم خاص بالنساء‪.‬‬
‫المدرسة القرآنية‪:‬وتم افتتاحها في ‪.2000 / 11 / 3‬‬
‫أقسام أخرى‪:‬منها ما يزال في طور النجاز كالمركب الثقافي ويحتوي على مكتبة وقاعة‬
‫‪(4‬‬
‫للمطالعة وقسم خاص للعلم اللي والنترنيت‪،‬كما توجد مقبرة يدفن بها أبناء وأتباع الطريقة ‪.‬‬
‫(‬

‫خاتمــــــــــــة‬
‫في الخير بعد أن تطرقنا لظروف نشاة الطريقة وأهم مؤسسيها‪،‬ودورها في خدمة المجتمع‬
‫السلمي وما مدى مواكبتها للتطور الذي يعرفه العصر‪.‬إتضح لدينا العديد من النتائج العامة‬
‫سنذكر أهمها‪،‬مع إبراز دورها في ظل تواجد الزاوية ودورها في الحياة السياسية والقتصادية‬
‫والجتماعية والدينية‪.‬‬
‫نرى أن الزوايا والطرق ظهرت في الجزائر إبان القرن السادس عشر في الوقت الذي كانت فيه‬
‫منطقة المغرب تحتاج إلى عامل أو عنصر توحيد شملها وتجلى هذا في الوزن الروحي الذي كان‬
‫له الفضل في لم شمل قبائل البربر وتوحيدها‪.‬‬
‫كذلك محاولة بعض الحكام التراك ضرب وكسر شوكة هذه الطرق )الطريقة التجانية(‪،‬بهدف‬
‫السيطرة على الوضاع لنها تعتبر عامل من عوامل إضعاف السلطان العثماني في المنطقة نظرا‬
‫لدور التوعية وإيقاظ الشعور‪،‬لنحراف بعض الحكام وتجاوزهم أمور الشريعة السلمية في‬
‫حكمهم للرعية‪.‬‬
‫الدور الذي لعبه شيوخ الزوايا في جمع شمل المة والحفاظ على وحدتها وتماسكها وما العدد‬
‫الهائل من أتباع الطريقة التجانية في مختلف أرجاء العالم إل دليل على وحدة المعتقد والدين‬
‫الحنيف‪.‬‬
‫لعبت الطريقة التجانية دورا بارزا في تاريخ المة العربية والجزائرية من خلل ثورات رجالها‬
‫ضد القوى المبريالية وما هذا ال دليل بارز يؤكد مدى تمسك رجالها بالوطن الم والدفاع عنه‬
‫بالغالي والنفيس‪.‬‬
‫في الخير يبقى دور الطريقة التجانية وزواياها متواصل متجددا في بعث الديناميكية في عجلة‬
‫تطور المجتمع السلمي ومع الحفاظ على ركائزه وقواعده الساسية المبنية على الشريعة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫)‪ (4‬المرجع نفسه ص ‪.49‬‬
‫‪10‬‬
‫قائمة المصادر والمرجع‬
‫*القرآن الكريم‬
‫‪ .1‬الدكتور عبد الرحمن طالب "الشيخ سيدي أحمد التجاني ‪:‬ومنهجيته في التفسير والفتوى والتربية"‪ .‬إنجاز‬
‫الجمعية الثقافية‪ -‬المعارف ط ‪ 2‬تغزوت ولية الوادي‪.‬‬
‫‪ .2‬عبد الرحمن بن محمد الجيللي‪:‬تاريخ الجزائر العام ج ‪ 4‬ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر‪.‬‬
‫‪ .3‬الزاوية التجانية بتماسين "بين المس واليوم" مطبوعات جمعية المعارف الثقافية بتغزوت الوادي‪.‬‬
‫‪ .4‬الشيخ محمد خير الدين – مذكرات‪ -‬ج ‪1‬‬
‫‪ .5‬لوثروب ستوراد‪:‬حاضر العالم السلمي‪،‬ترجمة المير شكيب أرسلن‪ -‬المجلد ‪ 1‬ج ‪. 1‬‬
‫‪ .6‬عبد القادر نور‪:‬حوار حول الثورة‪.‬المركز الوطني للتوثيق والصحافة والعلم‪.‬‬
‫‪ .7‬سالم الحبيب التجاني‪:‬نبذة تاريخية عن حياة الشيخ سيدي أحمد التجاني تغزوت الوادي –الجزائر‪1999-‬‬
‫‪ .8‬مذكرة تخرج ‪:‬الزاوية التجانية بين الصالة والمعاصرة‪.‬‬
‫‪ .9‬عباس محمود العقاد‪:‬بين الكتب والناس‪،‬دار الكتاب العربي بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ .10‬جريدة"اليوم" –الثقافة‪ 17 -‬ماي ‪. 2000‬‬
‫‪ .11‬مجلة النسيم الثقافي التماسيني‪:‬إعداد محمد البشير خير الدين التجاني مارس ‪.1998‬‬
‫‪ .12‬عمار قهليل "ملحمة الجزائر الجديدة" ص ‪.39،40‬‬
‫‪ .13‬مجلة الرؤية الصادرة عن وزارة المجاهدين جانفي فيفري ‪ 1996‬ص ‪.80‬‬
‫‪ .14‬د‪ .‬يهحي بهوعهزيز "كهفاح الجهزائر" ص ‪154‬‬

‫‪11‬‬

You might also like