Professional Documents
Culture Documents
اعداد الطالب:
إشراف الستاذ:
عبد الكامل عطية
الطاهر لعمري
مقـدمــة
الطريقة التجانية هي طريقة صوفية سههنية وبعبههارة أخههرى هههي منهههج سههلوكي مههن المناهههج
السلمية التي ظهرت إّبان القرن السادس عشرويقوم هذا المنهههج علههى الكتههاب والسههنة و يهههدف
أساسا إلى تزكية النفس وتهذيبها والعمل الصالح وتقوية اليمان بالتقرب إلى المولى عز وجل.
حظيت باختيار هذا الموضوع نظرا لتعدد الراء حوله وهو ما دفعني أن أبذل كل ما في
وسعي لفادة القارئ والدارس معا وإعطاء فكرة صحيحة حول ما تطرقت إليه وهو دور الطريقة
التجانية وإبراز خصائصها ومدى مساهمتها في خدمة المجتمع السلمي.و ما مدى التطور الذي
بلغته في مواكبة العصر؟
وللجابة عن هذا الشكال وتساؤلت أخرى كانت خطة البحث كالتي:
جاء في الفصل الول:ظروف نشأة الطريقة والتعريف بمؤسسها وحياته وآثره وخلفائه.
أما الفصل الثاني:فتناولت فيه الطريقة ودورها النضالي في خدمة المجتمع السلمي.
ولثراء هذا الموضوع اعتمدنا على المراجع التالية:
-تاريخ الجزائر العام ج 4 ، 3لعبد الرحمان بن محمد الجيللي.
-الشيخ سيدي أحمد التجاني ومنهجيته،في التفسير والفتوى والتربية للدكتور:عبد الرحمان طالب.
-الزاوية التجانية بتماسين بين المس واليوم
-الجرائد وبعض المجلت والصور الفوتوغرافية
أما العوائق التي واجهتني فتعتبر ذليلة أمام نيل واكتساب العلم غير أنه هناك عائق تمثل فههي
عدم القدرة إلى الوصول إلى بعض الحقائق والتي تعتبر هامة فههي تاريههخ الطريقههة التجانيههة إل أن
نظر الشهيوخ اقتضهى عهدم الفصهاح عنهها حفاظها منههم علهى وحهدة الصهف وجمهع شهمل المهة
بالتغاضي عن هفواتها .
و في الخير أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقاديم الزاوية التجانية بالوادي وتلميههذهم منهههم :
علي غريسي وإبراهيم وصيف خالد على المجهود الهذي قهدماه لهي وكهذلك أسههتاذ المقيههاس وكافهة
الخوة والزملء الطلبة وعلى رأسهم الطالب عيسى إدريس.
أعاننا ال في إضاءة الدروب المظلمة.
تمهيــــد
إن ظهور الطرق خلل القرن السادس عشههر ميلدي كههان لههه دور فعههال فههي دمههج الطههوائف
المختلفة والحفاظ على روح السلم ووحدته التي حههاول الغههرب طمسههها بكههل مهها لههديه.لكههن قههوة
الرجال وإيمانهم الصحيح بالشريعة السلمية أزاح ذلك ولكن مايزال البعض من الكتاب جهل
أوعن دارية ينكرون دور الطرق الصوفية ويعدونها من الحزاب أو الفرق .
غير إن الطريقة التجانية وكما وضحها الدكتور عبد الرحمان طالب ( 1في كتابه الشيخ سيدي
(
أحمد التجاني" ..وهي ليست فكرا عقائديا يدرس الديانات المختلفة والفرق المتعددة وليست مذهبا
فقهيا يتناول الخلفات المذهبية وليست حزبا سياسيا يطمح للسلطة بل هي منهج تربوي قولي
وعملي تهتم بتربية النسان من حيث روحه وعقله وجسمه وتعتمد على القرآن الكريم والسنة
النبوية المطهرة وأعمال الصحابة الكرام -رضوان ال عليهم -في ما تحتاج إليه في العقائد والفقه
والتربية بجميع أنواعها ،والتجانيون ينتسبون للمذهب السائد في البلد فهم مالكيون في البلدان التي
تعتمد المذهب المالكي وشافعيون في البلد التي تعتمد المذهب الشافعي وكذلك الحنبلي والحنفي
وهم جزء حي نابض من أجزاء أمة السلم أينما كانوا وحيث ما وجدوا".
الفصل الول :الظروف الجتماعية والسياسية لنشأة الطريقة
ل يزال الخلف قائما بين الباحثين حول نشأة الطرق ونظمها السائرة بين أتباعها في السلم
فمنهم من يرجعها إلى ما قبل سنة 656هه الموافق له 1258م أي قبل الغزو المغولي لبغداد.
ومنهم من يرد ذلك إلى القرن الثاني للهجرة أو إلى النصف الثاني من القرن الثالث الهجري غير
أنه وبعد اطلعنا على بعض المراجع حيث يرى مؤلفوها بشان ظهورها في الجزائر حيث يرون
بان الطرق الصوفية ظهرت في الجزائر في بداية القرن السادس عشر ميلدي ،ثم أخذت تنموا
في هذا القرن وتنتشر على نطاق واسع في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أو الربع الول
(1
من القرن التاسع عشر.
(
) (1عبد الرحمان طالب"الشيخ سيدي أحمد التجاني " إنجاز الجمعية الثقافية –المعارف -تغزوت الوادي
،2001ص 59
) (1عميراوي احميدة " محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث" مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة 1999ص
.136
2
وكان لسقوط الندلس والحتلل السباني والفراغ الداري في المغرب الوسط واستعداد
السكان لتقبل أي حركة روحية إسلمية،وكان لكل ذلك أثرا بالغا في انتشار الزوايا.وبظهور
العثمانيين في الجزائر والتزامهم الجهاد ضد المسيحيين ساعد الزوايا على أن تحصر نشاطها في
الجانب التعليمي والديني والجتماعي .لقد اعتمد العثمانيون على المرابطين الذين يدعون الشرف
أساسا في قمعهم للطرق الصوفية الثائرة.اذ كثيرا ما استمال العثمانيون المرابطين إلى صفهم
بمنحهم المتيازات.إل أن الطرق الصوفية تمكنت من النتشار وفي عرضنا هذا التجانية نموذجا
لها نظام إداري يشبه النظم لادارية للحكومات لذلك العهد ول سيما فيما يتصل بالمناصب وجباية
المال.كما أن للطرق أسرار كأسرار الدولة لم يكن يطلع عليها سوى الذين يتولون شؤونها من
(2
(
رجال الطريقة بينما ل يوجد شيء من ذلك عند المرابطين.
وما إن جاء الحتلل الفرنسي للجزائر حتى صار ( 3معظم المرابطين ينتمون إلى الطرق
(
الصوفية وكان لهذه الطرق الحصن المنيع لهم ويأتي اهتمام القبائل بالطرق لن المرابطين
اكثرهم في الوجاق ولهذا نجد أن مختلف القوى المعادية حاولت ضرب الطريقة التجانية نظرا
للوضاع التي نشات فيها ،ونل حظ ان القوى الستعمارية المبريالية في الخير سعت إلى كسر
شوكة الطريقة لمحافظتها على مقومات المة السلمية ووحدة الوطان
وما المقاومات العنيفة التي قادها رجال الطريقة ضد الستعمار ال دليل كافيا على نية المسههتعمر
للنيل من هذه الطرق المكافحة وهي التي مهدت للوحدة الوطنية لن الشعب الجزائري ادرك جيههدا
ان النظام العثماني صار عاجزا عن صد الخطر الجنبي فهالتف رجهال الطههرق وخاصهة التجانيهة
والقادرية والرحمانية والدرقاوية وهو ما يفسر فشل العلماء الدنيين الذين أظهروا للطرق الصوفية
العداء حيث فشلوا في فرض انفسهم على رجال الطرق.
ومن ثم لم ينجح العثمانيون والعلماء وغيرهم في الصمود امام قوة رجال الطريقة التي بفضلها
وحدت المجتمع روحيا وهو ما عجزت عنه السلطة العثمانية وبالتالي تبقى الطريقة هي محور
(
الثقافة العربية السلمية في الجزائر فهي التي كانت وراء تأسيس جل المؤسسات الثقافية.( 4
في مختلف الفروع وعلماء الصوفية.فدرس على يد العديد المشائخ نذكر منهم – الشيخ
الدقاق،والشيخ الجمال،والشيخ السجلماسي والشيخ احمد الصقلي والشيخ الطيب الوزاني وغيرهم
من الصوفية وبعد هذا رجع قافل الى وطنه كي يفيد بذلك طلب العلم.وقد نزل بالبيض سيدي
الشيخ.
ومكث به مدة ثم ذهب الى تلمسان حيث درس في المسجد الكبير للتفسير والحديث .وفي سنة
1186هه الموافق له سنة 1772م .ذهب الشيخ الى الحج مرورا بجرجرة حيث اتصل بالعلمة
سيدي عبد الرحمان الزهري فاخذ عنه الطريقة الخلوتية ثم ذهب الى تونس واقام بها مدة كان
يدرس بها ولما علم امير البلد بوجوده طلب منه القامة لتدريس العلم والقيام بنشر الدين.لكن
سيدي احمد التجاني امتنع وخرج خفية من تونس متجها الى مصر حيث اتصل بالعلماء العلم
معترفين له بمكانته العليا وحسن الخلق من بينهم – السيد محمود الكردي الخلوتي-
ومن مصر اتجه الى الحجاز فوصل مكة 1187هه الموافق له 1773م فحج واعتمر واتصل
بعلمائها منهم -السيد احمد بن عبد ال الهندي -ثم ذهب الى زيارة قبر سيد المرسلين نبينا محمد-
صلى ال عليه وسلم -بالمدينة المنورة حيث استفاد من علمائها الكبار منهم "الشيخ السمان" وبعد
رجوعه من الحج نزل بتلمسان ودرس بها .ومنها تنقل بين توات في الصحراء الجزائرية
والشللة.وبابي سمغون في الوسط وقع له الفتح العظم واذن له في تلقين الطريقة التجانية وكان
ذلك عام 1196هه الموافق له 1788م.((3
غير أن خوف العثمانيين من قوة وحجة بيان هذا الرجل في اعلء كلمة الحق جهارا والمطالبة
بتطبيق الشريعة السلمية الحقة ،قام الباي محمد بن عثمان باذاء الشيخ حتى خرج من تلمسان
ونزل بابي سمغون .غير ان الذاء المتواصل جعله يغادر الجزائر نهائيا الى فاس سنة 1213هه
الموافق له 1798م. ((4
حيث استقبله سلطان المغرب ابو الربيع سههليمان بحفههاوة كههبيرة حيههث اخههذ هههذا الخيههر الطريقههة
التجانية عنه وواصل في نشاطه حتى انتقههل الههى رحمههة اله يههوم الخميههس 17شههوال 1230ههه
الموافق له 21سبتمبر 1815م حيث خلد اثره ببنائه زاوية كبيرة بفاس وهههي اليههوم قائمههة مخلههدة
ذكراه.
أثـــــاره:
ومن آثههار سههيدنا الشههيخ رسههالة هامههة شههرحا لقصههيدة همزيههة البوصههيري ومههؤلفين جليليههن
هما":جواهر المعاني"الذي امله الشيخ على تلميذه " علي حرازم" الذي يعتههبر المرجههع الساسههي
للتجانية وكتابه"الجامع" الذي كتبه تلميذه سيدي محمد بن المشري الجزائري -رضي ال عنه-
) (1عبد الرحمان طالب"الشيخ سيدي أحمد التجاني " إنجاز الجمعية الثقافية –المعارف -تغزوت الوادي
،2001ص 5
) (2مجلة الرشاد:مؤسس الطريقة التجانية من الغواط إلى فاس ،عالم الثقافة العدد .1995 ،26
) (3عبد الرحمان طالب :المرجع السابق ص .5
)(4المرجع نفسه ص .7
4
وفي هاذين الكتابين تظهر القوة العلمية للشيخ،من تفسير لليات القرانية ذات الدللة
((1
البعيدة.وشرح للحاديث وتحليل حكم ربانية وفتاوى في أمور الدنيا ومن أشهرأقواله " زنوا
اكلمي بميزان الشرع فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه "
ومن مآثره كذلك اثر تلمذته في مختلف القطار ودورهم النظالي في نشر السلم والسمو
بالمجتمعات النسانية وعلى سبيل المثال نكر منهم ( 2بقطر:
(
الجزائر:المجاهد سيدي محمد الكبير واخيه سيدي محمد الحبيب وكذلك سيدي محمد بن المشري
والشيخ محمد العربي الدمراوي صاحب كتاب"الصلوات الدمراوية"والشيخ الرابحي مفتي البليدة،
العلمة عبد الحليم بن سماية من كتبه "فلسفة السلم"وعمر بن قدور الجزائري أحد رواد
الصحافة الوطنية من مؤلفاته "سائق السعادة"والمقدم سيدي محمد لخضر الرابحي التجاني
التغزوتي السوفي .
تونس:منهم مفتي تونس سيدي ابراهيم الرياحي ،والشيخ مناشو مدرس بالزيتونة ،وشاعر
تونس محمد بن صابر من آل الرياحي .
المغرب:ومنهم السلطان مولي سليمان الربيع،مولي عبد الحفيظ ومؤلفاته "الجامعة العرفانية
في فقه الطريقة التجانية".
مصر:ومنها سيدي محمد الحافظ المصري التجاني ،ومحمد بن عبد الواحد بناني والسيد محمد
السقاف والسيد المفضل السقاف .
موريتانيا:ومنهم شيخ السلم بحق سيدي محمد الحافظ العلوي الشنقيطي وسيدي محمد التشيتي
وكذلك العلمة التجاني ابن بابا الشنقيطي ناظم متن "منية المريد"
السنغال:ومنهم عائلة "سه"سيدي الحاج عبد الملك وسيدي عبد العزيز "سه"
ومنهم عائلة أنياس،وعلى رأسهم شيخ السلم سيدي ابراهيم انياس وخليفته الحاج عبد ال أنياس،
والدكتور حسن سيسي .
الحجاز:ومنهم العلمة محمد سيدي الغالي احد خلفاء الشيخ سيدي احمد التجاني وهو استاذ
الحاج عمر الفوتي في التربية .
حـيـفا:ومن علمائها الشهيد عز الدين قسام والسيد حسن افندي محمد .
ايطاليا:الداعية الروبي السيد عبد الصمد الذي طبع وترجم العديد من الكتب السلمية خاصة
الصوفية "جواهر المعاني"الى اللغة اليطالية ،وزاويته قائمة للدعوة السلمية في اوربا.
الوادي .2001
) (1الزاوية التجانية بين المس واليوم " المعارف" ص 4
) (2عبد الرحمان طالب :المرجع السابق صفحات . 54،55،56،57،58
5
بشؤؤن الطريقة حاليا وله انجازات عظيمة منها المسجد الكبير بمحطة السلطان مايزال على قيد
النجاز. ( 1
(
المتوفى سنة 2000في 07جانفي المعروف عصره بالتجديد وتفانيه في خدمة السلم (.
ولد يوم الجمعة 4رمضان 1313هه الموافق له 7ماي 1954خلف أباه يوم الجمعة 1شوال
1420الموافق له 7جانفي 2000م ،وهو قائم بشؤؤن الزاوية التجانية بتماسين وفروعها
الخرى .
حامل لمشعل والده في بحث الحركة العلمية بالضافة إلى ثقافته السلمية الواسعة فهو متحصل
على شهادة الدكتورا في الفيزياء الصلبة وعميد سابق لكلية العلوم الدقيقههة بجامعههة قسههنطينة ،دائم
التصال بالتباع في كافة القطار رعاه ال.
-1الصلح بين الناس وهو أهم ما اشتغل به التجانيون مصداقا لقوله تعالى"والصلح
خير"وقوله"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما"
-2بناء الزوايا لليواء والطعام والصلة والتلوة والذكر،وما اشتهر به التجانيون بناء
اللف من الزوايا على تقوى من ال وفي سبيله وحفاظا على تماسك اواصر المجتمع من
النحلل والعوامل المخلة بوحدته واهمها بالجزائر
الوادي .2001
) (1الزاوية التجانية بتماسين بين المس واليوم " المعارف" ص 4
) (2مذكرة تخرج"الزاوية التجانية بين الصالة والمعاصرة" الفصل الثالث ص .44
) (3عبد الرحمان طالب :المرجع السابق ص . 54
) (1عبد الرحمان طالب :المرجع السابق ص .63
6
-زاوية عين ماضي بالغواط -تماسين -بتقرت قمار بالوادي،اما خارج الجزائر فاس
بالمغرب القصى.وبعضها قائم وله دور فعال في خدمة السلم ،مثل:عند وفاة سيدي محمد
الحبيب سنة 1983م وتلك الجموع ونرى مدى استعداد الزاوية والتكفل بهؤلء وهو ما يبرز لنا
(2
(
مدى اهمية الخدمة الجليلة في التكافل بأبناء المة السلمية.
أما دور الطريقة وبعد الطلع على بعض الوثائق حيث يتضح لنا ان الطريقة التجانيههة دافعههت
على السلم وذلك منذ ان برزت الى الوجود.بدءا بعهد التواجد العثماني واستشهههاد سههيدي محمههد
الكبير سنة )1243هه1827/م( بسهههل غريههس بمعسههكرونقل رأسههه إلههى العاصههمة حيههث أصههبح
مصلوبا بها تجاه الباب الجديد وبعثوا بسيفه واعلقه إلى السلطان محمود باسطانبول، ( 3ومن هههذا
(
الخير ازدادت المواجهة الدامية مع بعض حكام السلطة العثمانية وهذا نظرا للدور الخطيههر الههذي
تلعبه التجانية في ايقاض الشعور لدى الشعب ولجور التراك .
وهو يمثل الخطر المهدد لهم.
وللتجانيين مواقف مشرفة وبطولت فذة عكههس مههاروجه بعههض المغرضههين حيههث نلحههظ وبعههد
الطلع على بعض الوثائق .ان التجانيين ابان الثورة التحريرية ساهموا بالغالي والنفيس من اجل
الدفاع عن حرمة الدين السلمي.وهاهي بعض الحقائق والدلةمن تاريخ الزاوية شاهدة على ذلك
ونحن بصدد عرضها عكس ما قيل عنها:
فنرى سيدي محمد الحبيب بن الشيخ سيدي أحمد التجاني يجاهد مع اتباعه تحت لواء المير عبد
القادر)الذي انقلب ضده حيث حاصر عين ماضي في فيفري سنة 1839م بعد مؤامرة دنيئة
احاكها الجاسوس الفرنسي ليون روش وتفطن اليها المير فيما بعد وتم رفع الحصار وبعث بهدية
ومعها ابن الشيخ ورسالة تتضمن اعتذار المير وطلب العفو واعادة الروابط الخوية بينهما(.( 4
(
وكذلك ابنه سيدي أحمد عمار الذي خدم السلم والمسلمين وجاهد في ال حق جهاده وقاوم
الستعمار أشد المقاومة مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى اعتقاله يوم 10فيفري عام 1869
وسجنه في بولوغين ثم إلى بوردو بفرنسا،.( 5وكذلك سيدي بنعمر التجاني) أحد أحفاد الشيخ
(
الكبر ( كان يمول المجاهدين في الصحراء بالشاحنات من السلحة والعتاد والطعام واللبسة
حتى القي عليه القبض و سجنه من طرف سلطات الحتلل وإذاعة خبر اعتقاله يوم 18مارس
1957في صوت العرب بالقاهرة وصوت الجزائر بتونس .
ول ريب أيضا أنهم يتذكرون المواقف الشجاعة للمغفور له الخليفة الشيخ سيدي أحمد التجاني
التماسيني الذي قام بدور رئيسي في إحباط مخطط فصل الصحراء عن الجزائر)جريدة المجاهد
12جانفي ، ((1( 1962ومساهماته -بدعوة من جمعية العلماء -في تكوين مؤسسة اقتصادية كي
تكون نواة اقتصاد كبيروكان قيمة السهم الواحد آنا ذاك نصف مليون فرنك فرنسي.( 2
(
ول ننس سيدي محمد البهودالي ودوره الفعهال مهع ابنهائه فهي خدمهة الثهورة مهن اجهل اسهترجاع
السيادة الوطنية ومن بينهم الخليفة العام سيدي عبد الجبار.وهم كثيرون الذين ضههحوا بمهها يملكههون
وما قدمته زاوية عيههن ماضههي وزاويههة تماسههين لههدليل جلههي علههى مهها أقههوله وتفنيههد كههل الباطيههل
(
المروجة المغرضة ضد الطريقة ورجالها الفذاذ.( 3
في الخارج:
) (2المرجع نفسه ص .64
) (3عبد الرحمان بن محمد الجيللي"تاريخ الجزائر العام" ج 3ص .336
) (4مجلة الرؤية الصادرة عن وزارة المجاهدين جانفي فيفري 1996ص .80
) (5د .يـحي بـوعـزيز "كـفاح الجـزائر" ص .154
)عمار قـليل "ملحمة الجزائر الجديدة" ص .39،40
) (2محمد خير الدين " مذكرات"ج 1الصفحات .364،365،366
) (3الزاوية التجانية بتماسين بين المس واليوم " المعارف" ص 17الوادي .2001
7
كان للطريقة التجانية -من حيث نشر الفكرة -مواقف مشرفة في خدمة السلم والدفاع عن
تعاليمه.
حيث في أواخر القرن الثامن عشر لما دخلت الدعوة البروتستانتية وضاعفت الكنيسة الكاثوليكية
دورها كان لبد للمسلمين أن ينتبهوا لمقاومة النصرانية ويقول في هههذا الصههدد الكتههاب أن أسههباب
هذه النهضة الخيرة راجعة إلى التصوف حيث يقول كوو نتانسون"نرى حركات كثيرة في العههالم
السلمي ثم تزول كأن لم تكن.أما العمل الثابت الدائم فيههه،فهههو عمههل الصههوفية فالفضههل لهههم فههي
انتشار السلم شرقا وغربا شمال وجنوبا ".ويقههول شههاتيلي فههي كيفيههة انتشارالسههلم فههي العههالم
وعزاه لمساعي مشائخ الطرق قال"والخلصة أن السلم مدين بكل فتوحاته السلمية وانتشاره فههي
القطار،لجماعات الصوفية ،فمشائخ الطرق هم في الحقيقة الذين يديرون حركة السلم الحية ول
(
يخفى على أحد ما في هذا من خطر على المصالح "الوروبية".( 4
أما ما ورد في أنباء الناضول،فإن أتباع الطريقة التجانية جادون في إعادة الصبغة السلمية
إلى الحكومة التركية وأنهم يتعقبون آثار مصطفى كمال أتاتورك فيمحونها ويهدمونها ومنها
تماثيله في الماكن العامة ،ودخلوا ساحة المجلس الملكي وأذنوا فيه للصلة بالعربية،وقال أن
هزيمة حزبه ترجع إلى هذه الجماعة.وكما جاء في كلم بعض الرواة الصحفيين أن التجانيين
(
يطمحون إلى تجديد الخلفة العثمانيةأوإقامة خلفة أخرى من قبيلها .( 5
وكما ورد في محاضرة الستاذ حيدر التجاني الجزائري المقيم بموريتاني التي نضمها المركز
االسلمي صباح الثنين 17ماي 2000بالجزائر .أن التجانية استطاعت بالتزامها بكل ما تدعو
اليه عقيدة السلم من الزحف إلى قلوب اربعة مائة وخمسون مليون مسلم عبر العالم.عن طريق
مشائخ الطريقة – كسيدي عمر الفوتي ودعوته إلى السلم في الغرب الفريقي ،ونرى النتشار
الواسع للتجانية عبر أقطار العالم من السينغال إلى سنغفورة والفلبين والصين بآسيا وإلى أمريكا
وزوايا أطلنطا ونيويورك وأوروبا وفرنسا .
ولقد أسلم على يد هؤلء المشائخ الفذاذ منهم الحاج عمرالتجاني الفوتي وغيره اللف ممن
(
كانوا يدينون بديانات أخرى كما عملوا على إزالة الخلفات بين القبائل المتنافرة.( 1
ومن قبل ذلك كان للصوفية الفضل الكبير في هزيمة التتار في عين جالوت.
ويقول أمير البيان شكيب أرسلن معلقا،يشير أي للكتاب لوثروب ستوارد المريكي إلى أن
افريقيا كادت تكون كلها إسلمية لول قضاء فرنسا على سلطنة التجانية هذه،كما أن أوربا كادت
تكون إسلمية لول انتصار شارل مارتل على العرب في بواتيه.( 2
(
الجانب المعماري والتجديد :تحتوي الزاوية على مجموعة من المنازل المتقاربة محاطة
بالنخيل لعامل الطبيعة فأخذت شكل القباب بالضافة إلى القواس ذات الطابع القديم والزقة
الضيقة.وكان يتوسط هذا التجمع السكني بالزاوية ضريح الخليفة سيدي الحاج علي التماسيني
) (3مذكرة تخرج " الزاوية التجانية بين الصالة والمعاصرة".
) (4المرجع نفسه ص .59
) (5المرجع نفسه ص 59
) (1المرجع السابق ص .62
) (2محمد البشير خير الدين " النسيم الثقافي التماسيني " 1998تماسين.
) (3مذكرة تخرج ص .48
9
.ومسجدا للصلة ولكن منذ السبعينات وبداية عصر التجديد قد أخذت الزاوية ثوبا جديدا مع
المحافظة على الطراز المعماري القديم الصيل.
وخلل جولتي بالزاوية قمت بأخذ صورة توضيحية لهذا الطراز المعماري الجديد.وللزاوية
مدخلين – المدخل الول ويسمى "باب الخوخة "من الجهة الشمالية الشرقية،والثاني من الجهة
الجنوبية الغربيةويسمى "للة مانة" -أما هيكل وتقسيم الزاوية فهي على التوالي.
مسجد سيدي الحاج علي:حجم كبير وشكله مستطيل له 05أبواب ويحتوي على طابقين:
الول للرجال والخر للنساء وهو مخصص لصلء العيدين والجمعة والمناسبات .
بيت الصلة:عبارة عن مسجد صغير مخصص للصلوات الخمس.
بيت الضريح:عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل ويفتح في جدارها الغربي باب ثانوي أما الباب
الرئيسي فهو الذي يفصل بينهما وبين بيت الصلة ،ويتوسط هذه الغرفة ضريح الولي الصالح
سيدي الحاج علي التماسيني حيث التابوت مغطى بأقمشة حريرية وعلى يسار الضريح ويمينه
توجد قبور خاصة بأقارب هذا الولي يحيط بهم سياج حديدي بالضافة إلى قبور أخرى في أركان
الغرفة منها قبر شيخ الزاوية الراحل سيدي محمد البشير التجاني رحمه ال و تعلو الضريح قبة
يصل ارتفاعها إلى 12مترا.
غرفة الستقبال :وهي غرفة مقسمة إلى قسمين قسم خاص بالرجال وقسم خاص بالنساء.
المدرسة القرآنية:وتم افتتاحها في .2000 / 11 / 3
أقسام أخرى:منها ما يزال في طور النجاز كالمركب الثقافي ويحتوي على مكتبة وقاعة
(4
للمطالعة وقسم خاص للعلم اللي والنترنيت،كما توجد مقبرة يدفن بها أبناء وأتباع الطريقة .
(
خاتمــــــــــــة
في الخير بعد أن تطرقنا لظروف نشاة الطريقة وأهم مؤسسيها،ودورها في خدمة المجتمع
السلمي وما مدى مواكبتها للتطور الذي يعرفه العصر.إتضح لدينا العديد من النتائج العامة
سنذكر أهمها،مع إبراز دورها في ظل تواجد الزاوية ودورها في الحياة السياسية والقتصادية
والجتماعية والدينية.
نرى أن الزوايا والطرق ظهرت في الجزائر إبان القرن السادس عشر في الوقت الذي كانت فيه
منطقة المغرب تحتاج إلى عامل أو عنصر توحيد شملها وتجلى هذا في الوزن الروحي الذي كان
له الفضل في لم شمل قبائل البربر وتوحيدها.
كذلك محاولة بعض الحكام التراك ضرب وكسر شوكة هذه الطرق )الطريقة التجانية(،بهدف
السيطرة على الوضاع لنها تعتبر عامل من عوامل إضعاف السلطان العثماني في المنطقة نظرا
لدور التوعية وإيقاظ الشعور،لنحراف بعض الحكام وتجاوزهم أمور الشريعة السلمية في
حكمهم للرعية.
الدور الذي لعبه شيوخ الزوايا في جمع شمل المة والحفاظ على وحدتها وتماسكها وما العدد
الهائل من أتباع الطريقة التجانية في مختلف أرجاء العالم إل دليل على وحدة المعتقد والدين
الحنيف.
لعبت الطريقة التجانية دورا بارزا في تاريخ المة العربية والجزائرية من خلل ثورات رجالها
ضد القوى المبريالية وما هذا ال دليل بارز يؤكد مدى تمسك رجالها بالوطن الم والدفاع عنه
بالغالي والنفيس.
في الخير يبقى دور الطريقة التجانية وزواياها متواصل متجددا في بعث الديناميكية في عجلة
تطور المجتمع السلمي ومع الحفاظ على ركائزه وقواعده الساسية المبنية على الشريعة
السلمية.
) (4المرجع نفسه ص .49
10
قائمة المصادر والمرجع
*القرآن الكريم
.1الدكتور عبد الرحمن طالب "الشيخ سيدي أحمد التجاني :ومنهجيته في التفسير والفتوى والتربية" .إنجاز
الجمعية الثقافية -المعارف ط 2تغزوت ولية الوادي.
.2عبد الرحمن بن محمد الجيللي:تاريخ الجزائر العام ج 4ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر.
.3الزاوية التجانية بتماسين "بين المس واليوم" مطبوعات جمعية المعارف الثقافية بتغزوت الوادي.
.4الشيخ محمد خير الدين – مذكرات -ج 1
.5لوثروب ستوراد:حاضر العالم السلمي،ترجمة المير شكيب أرسلن -المجلد 1ج . 1
.6عبد القادر نور:حوار حول الثورة.المركز الوطني للتوثيق والصحافة والعلم.
.7سالم الحبيب التجاني:نبذة تاريخية عن حياة الشيخ سيدي أحمد التجاني تغزوت الوادي –الجزائر1999-
.8مذكرة تخرج :الزاوية التجانية بين الصالة والمعاصرة.
.9عباس محمود العقاد:بين الكتب والناس،دار الكتاب العربي بيروت لبنان.
.10جريدة"اليوم" –الثقافة 17 -ماي . 2000
.11مجلة النسيم الثقافي التماسيني:إعداد محمد البشير خير الدين التجاني مارس .1998
.12عمار قهليل "ملحمة الجزائر الجديدة" ص .39،40
.13مجلة الرؤية الصادرة عن وزارة المجاهدين جانفي فيفري 1996ص .80
.14د .يهحي بهوعهزيز "كهفاح الجهزائر" ص 154
11