Professional Documents
Culture Documents
معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلثة هي معركة قامت بين المغرب والبرتغال في 4أغسطس
1578م ،قام ملك البرتغال سباستيان بجزء_من صليبية جديدة على المغرب لكي يسيطر على جميع
شواطئ المغرب ،و كي ل تعيد الدولة السعدية بمعاونة العثمانيين الكرFة على الندلس .انتصر المغرب،
وفقدت البرتغال في هذه المعركة ملكها وجيشها و العديد من رجال دولتها ،ولم يبق من العائلة
المالكة إل شخص واحد
سبب المعركة
تربع )سبستيان( عام 1557م على عرش إمبراطورية البرتغال التي يمتد نفوذها على سواحل إفريقية وآسية
وأمريكية ،فتطلع إلى استخلص الماكن المقدسة المسيحية في المشرق من يد المسلمين ،فاتصل بخاله
ملك أسبانيا فيليب الثاني ملك إسبانيا يدعوه للمشاركة بجزء_من صليبية جديدة على المغرب العربي كي ل
.تعيد الدولة السعدية بمعاونة العثمانيين الكرFة على الندلس
وكان من حكامهم محمد المتوكل على ال وكان فظا fمستبدا fظالما fقتل اثنين من إخوته عند وصوله إلى الحكم
،وأمر بسجن آخر ،فكرهته الرعية ،فرأى عمه عبد الملك أنه أولى بالملك من ابن أخيه ،فأضمر المتوكل الفتك
بعميه عبد الملك وأحمد ففرا منه مستنجدين بالعثمانيين ،الذين كتبوا إلى واليهم على الجزائر ليبعث مع عبد
الملك خمسة آلف من عسكر الترك يدخلون معه أرض المغرب القصى ليعيدوا له الحكم الذي سلبه منه
المتوكل
وعندما دخل عبد الملك المغرب مع التراك ،انتصر في معركة قرب مدينة فاس ،وفر المتوكل من المعركة ،
ودخل عبد الملك فاس سنة 983هـ وولى عليها أخاه أحمد ،ثم ضم مراكش ،ففر المتوكل إلى جبال السوس ،
فلحقته جيوش عمه حتى فر إلى سبتة ،ثم دخل طنجة مستصرخا fبملك البرتغال سبستيان ،بعد أن رفض
ملك أسبانيا معونته
)سبستيان(
أراد ملك البرتغال الشاب محو ما وصم به عرش البرتغال خلل فترة حكم أبيه من الضعف والتخاذل ،كما أراد
أن يعلي شأنه بين ملوك أوروبا فجاءته الفرصة باستنصار المتوكل به على عميه وبن جلدته ،مقابل أن يتنازل
له عن جميع شواطئ المغرب
استعان سبستيان بخاله ملك أسبانيا فوعده أن يمده بالمراكب والعساكر ما يملك به مدينة العرائش لنه
يعتقد أنها تعدل *سائر مراسي المغرب ،ثم أمده بعشرين ألفا fمن عسكر السبان ،وكان سبستيان قد عبأ
معه اثني عشر ألفfا من البرتغال ،كما أرسل إليه الطليان ثلثة آلف ،ومثلها من اللمان وغيرهم عدداًكثيرا، f
وبعث إليه البابا بأربعة آلف أخرى ،وبألف وخمس مائة من الخيل ،واثني عشر مدفعاً ،وجمع سبستيان نحو ألف
مركب ليحمل هذه الجموع إلى العدوة المغربية .وقد حذر ملك أسبانيا ابن أخته عاقبة التوغل في أرض المغرب
ولكنه لم يلتفت لذلك
مسيرة الجيشين إلى وادي المخازن
،الجيش البرتغالي :أبحرت السفن الصليبية من ميناء لشبونة باتجاه المغرب يوم 24يونيو 1578م
ل ،ثم رست بطنجة ،
وأقامت في لكوس بضعة أيام ،ثم توجهت إلى قادس وأقامت أسبوعfا كام f
وفيها لقي سبستيان حليفه المتوكل ،ثم تابعت السفن سيرها إلى أصيل ،وأقام سبستيان بطنجة
يوما fواحدfا ،ثم لحق بجيشه
الجيش المغربي :كانت الصرخة في كل أنحاء المغرب
فتجمعت الجموع الشعبية وتشوقت للنصر أو الشهادة ،وكتب عبد الملك من مراكش إلى سبستيان
إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك ،وجوازك العدوة ،فإن ثبت إلى أن
نقدم عليك ،فأنت نصراني حقيقي شجاع ،وإل فأنت كلب بن كلب
فلما بلغه الكتاب غضب واستشار أصحابه فأشاروا عليه أن يتقدم ،ويملك تطاوين والعرائش
والقصر ،ويجمع ما فيها من العدة ويتقوى بما فيها من الذخائر ،ولكن سبستيان تريث رغم إشارة رجاله ،
وكتب عبد الملك إلى أخيه أحمد أن يخرج بجند فاس وما حولها ويتهيأ للقتال ،وهكذا سار أهل مراكش
،وجنوبي المغرب بقيادة عبد الملك وسار أخوه أحمد بأهل فاس وما حولها
وكان اللقاء قرب محلة القصر الكبير
قوى الطرفين
الجيش البرتغالي 125000 :مقاتل وما يلزمهم من المعدات ،وأقل ما قيل في عددهم ثمانون ألفfا ،
وكان منهم 20000أسباني 3000،ألماني 7000 ،إيطالي ،مع ألوف الخيل ،وأكثر من أربعين
مدفعا ، fبقيادة الملك الشاب سبستيان
وكان معهم المتوكل بشرذمة تتراوح ما بين 6000-300على الكثر
الجيش المغربي :بقيادة عبد الملك المعتصم بال ،المغاربة المسلمون 40000مجاهد ،يملكون
تفوقا fفي الخيل ،مدافعهم أربعة وثلثون مدفعا fفقط ،لكن معنوياتهم عالية ؛ لنهم غلبوا البرتغاليين
من قبل وانتزعوا منهم ثغورا ، fوهم يعلمون أن نتيجة المعركة يتوقف عليها مصير بلدهم ،ولن القوى
الشعبية كانت موجودة في المعركة وكان لها أثرها في شحذ الهمم ورفع المعنويات متمثلة في الشيوخ
والعلماء
قبيل المعركة
اختار عبد الملك القصر الكبير مقرا fلقيادته ،وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة ،ثم كتب
إلى سبستيان مستدرجا fله ) :إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة ،فهل قطعت أنت مرحلة
واحدة لملقاتي ( فنصحه المتوكل ورجاله أن ل يترك أصيلة الساحلية ليبقى على اتصال بالمؤن والعتاد
والبحر ،ولكنه رفض النصيحة فتحرك قاصداًا لقصر الكبير حتى وصل جسر وادي المخازن حيث خيم
قبالة الجيش المغربي ،وفي جنح الليل أر عبد الملك أخاه أحمد المنصور في كتيبة من الجيش أن ينسف
قنطرة جسر وادي المخازن ،فالوادي ل معبر له سوى هذه القنطرة
وتواجه الجيشان بالمدفعيتين ،وبعدهما الرماة المشاة ،وعلى المجنبتين الفرسان ،ولدى الجيش المسلم
قوى شعبية متطوعة بالضافة لكوكبة احتياطية من الفرسان ستنقض في الوقت المناسب
المعركة
في صباح الثنين 30جمادى الخرة 986هـ الموافق 4أغسطس 1578م وقف السلطان عبد الملك
يحرض الجيش على القتال ،ولم يأل القسس والرهبان جهدا fفي إثارة حماس جند أوروبا مذكرين أن البابا
أحل من الوزار والخطايا أرواح من يلقون حتفهم في هذه الحروب
وانطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين كليهما إيذانا fببدء المعركة ،وبرغم تدهور صحة
السلطان عبد الملك الذي رافقه المرض وهو في طريقه من مراكش إلى القصر الكبير خرج بنفسه ليرد
الهجوم الول ،ولكن المرض غالبه فغلبه فعاد إلى محفته ،وما هي إل لحظات حتى لفظ أنفاسه الخيرة ،
ومات وهو واضع سبابته على فمه مشيرا fأن يكتموا المر حتى يتم النصر ،ول يضطربوا ،وكذلك كان
فلم يطلع على وفاته إل حاجبه وأخوه أحمد المنصور ،وصار حاجبه يقول للجند ) :السلطان يأمر فلنا fأن
يذهب إلى موضع كذا ،وفلنا fأن يلزم الراية ،وفلنfا يتقدم ،وفلنا fيتأخر ( ،وفي رواية :إن المتوكل دس
السم لعمه عبد الملك قبل اللقاء ليموت في المعركة فتقنع الفتنة في معسكر المغاربة
ومال أحمد المنصور بمقدمة الجيش على مؤخرة البرتغاليين وأوقدت النار في بارود البرتغاليين ،واتجهت
موجة مهاجمة ضد رماتهم أيضا fفلم يقف البرتغاليون لقوة الصدمة ،فتهالك قسم منهم صرعى ،وولى
الباقون الدبار قاصدين قنطرة نهر وادي المخازن ،فإذا هي أثر بعد عين ،نسفها المسلمون ،فارتموا
بالنهر ،فغرق من غرق ،وأسر من أسر ،وقتل من قتل
وصرع سبستيان وألوف من حوله بعد أن أبدى صمودا fوشجاعة تذكر ،وحاول المتوكل الخائن الفرار
شمال fفوقع غريقا fفي نهر وادي المخازن ،ووجدت جثته طافية على الماء ،فسلخ وملئ تبنا fوطيف به في
أرجاء المغرب حتى تمزق وتفسخ
،دامت المعركة أربع ساعات وثلث الساعة ، ،بل لمعنويات عالية ،ونفوس شعرت بالمسؤولية
ولخطة مدروسة مقررة محكمة
معركة الملوك الثلثة
وتنجلي المعركة عن نصر خالد في تاريخ السلم ،لقي في هذه المعركة ثلثة ملوك حتفهم هم عبد
المالك وسباستيان والمتوكل؛ ولذا عرفت بمعركة الملوك الثلثة ،وفقدت البرتغال في هذه الساعات
ملكها وجيشها ورجال دولتها ،ولم يبق من العائلة المالكة إل شخص واحد ،فاستغل فيليب الثاني ملك
أسبانيا الفرصة وضم البرتغال إلى تاجه سنة )988هـ= 1580م( ،وورث أحمد المنصور العرش السعدي
في فاس
أسباب النصر
آلم المسلمين من سقوط غر ناطة وضياع الندلس ومحاكم التفتيش جراح لم تندمل بعد ،وهي ماثلة -
أمامهم
,الخطة المحكمة المرسومة بدقة ،واستدراج الخصم لميدان تجول فيه الخيول وتصول -
.مع قطع طرق تموينه وإمداده ،ثم نسف القنطرة الوحيدة على نهر وادي المخازن
المشاركة الفعالة للقوى الشعبية بقيادة العلماء والشيوخ ،مليئة باليمان وحب الشهادة -
.وبروح عالية لتحقيق النصر حتى قاتل البعض بالمناجل والعصي
.تفوق المدفعية المغربية على مدفعية الجيش البرتغالي مع مهارة في التصويب والدقة -
.وكانت خيل المسلمين أكثر من خيل النصارى ويلئمها السهل الذي انتقاه السلطان للمعركة -
وكان سبستيان في جانب ومستشاروه وكبار رجالته في جانب آخر -
نتائج المعركة
بعد موت سباستيان ملك البرتغال ضم السبان البرتغال لبلدهم ،و بدأ البرتغاليون يقولون أن
سباستيان لم يمت و سيعود للحكم وستستقل البرتغال ،و تحول أمل عودته لظاهرة مرضية إسمها
السباستيانيزم ،ومع مر السنين بدأ المحتالون يأتون للبرتغال من كل النحاء الكل يقول أنا سباستيان.
من ناحية أخرى تأكدت لمغرب هيبته الدولية ،وأصبحت القوى الوروبية والجنبية تخشى المواجهة
المباشرة مع الجيش المغربي لقرون عدة حافظ فيها المغرب على استقلله إلى غاية معركة للة مغنية
المعركة ت•سمى معركة إيسلي التي وقعت سنة 1844و التي إنهزم فيها جيش مولى عبد الرحمن
السلطان المغربي آنذاك أمام الجيش الفرنسي بقيادة الماريشال بوجو التي حاول فيها المغرب تحرير
.الجزائر من الستعمار الفرنسي وإنهزم فيها الجيش المغربي مما أدى إلى فرض معاهدة الحماية عليه