Professional Documents
Culture Documents
مقدمـة
تعتبر الطبقة العاملة من ذوي الياقات الزرقاء والبيضاء مصدرا للخيرات وتلعب الدور الساسي في النطلقة القتصادية الحقيقية .وقد عبر عن هذه
الحقيقة المرحوم بكرم ال الملك الحسن الثاني عندما أعلن في خطابه السامي بمناسبة فاتح ماي لسنة ) 1961بأن عالم الشغل بما فيه من عملة وصناع
).وفلحين هو الذي يمسك بيديه بأكثر خطوط المستقبل ويعرف كلمة السر التي تفضي إلى حياة حافلة بالسعادة والرغد والهناء
وحتى يتأتى لهذه الطبقة النهوض بهذا المجتمع لبد من إنصافها اقتصاديا واجتماعيا وقانونيا عن طريق دخل يكفي لسد حاجياتها والحفاظ على كرامتها
.وإحاطتها بالحماية القانونية من تعسف المؤاجر وخرقه لحقوقها
ونظرا لهمية الجر الذي يعتبر أحد أركان عقد العمل والساس الذي تقوم عليه هذه العلقة ولما يطرحه من إشكاليات يعاني منها الممارس القانوني
بسبب تعدد النصوص القانونية التي ينبغي له أن يتعامل معها .ولختلف منظور الجر بالنسبة للمؤاجر والجير في حالة النزاع .وللكيفية التي يتم
احتسابه أثناء خضوعه لبعض القتطاعات الضريبية أو واجبات الصندوق الوطني للضمان الجتماعي وللخلف الذي قد يقع بين المؤاجر والجير بشأن
اعتبار المزايا المادية والعينية من مشمولت الجر أم ل .ولمعرفة الكيفية التي ينبغي بها احتساب الجر والتعويض الذي يستحقه المصاب بمرض مهني
أو حادثة شغل بسبب الجير أو بفعل المؤسسة أو في حالة إنهاء عقد العمل .ولما يمكن أن يواجه به الجير من دفوعات تمس أجره بسبب التقادم .ومن
أجل معرفة الحماية التي شملها المشرع المغربي للجير عندما يكون دائنا أو مدينا .ومن أجل توحيد الرؤيا والجتهادات القضائية عبر محاكم المملكة
:في بعض الجوانب التي تهم الجر.سوف أتناول هذا الموضوع عبر المحاور التالية
المحور الول :التعريف بالجر
خصص قانون اللتزامات والعقود الفصل 723للحديث عن الجر وأشار إلى أن )إجارة الخدمة أو العمل عقد يلتزم بمقتضاه أحد طرفيه بأن يقدم
للخر خدماته الشخصية لجل محدد أو من أجل أداء معين في نظير أجر يلتزم هذا الخير بدفعه( .فالجر بهذا المفهوم هو الداء المقابل للعمل الذي
يقوم به الجير لفائدة المؤاجر بمقتضى رابطة العمل التي تجمعهما ويعني بالتالي أن الجير ل يستحق أجره إل إذا قام بعمل ويعني بالتالي أن الجير
.الذي ل يقوم بعمل ل يستحق الجر عن المدة التي لم يعمل فيها كما ينص على ذلك الفصل 735من قانون اللتزامات والعقود
إل أن هذا المفهوم لم يعد قائما في عصرنا هذا بعد أن أصبح للجر مفهوم الصفة المعيشية الجزافية .ويبدو ذلك بوضوح في الفصل الول من ظهير 7
يونيو 1941المتعلق بحجز أجور العمال والمستخدمين لدى الغير والمعدل بتاريخ 18غشت 1952والذي جاء فيه) أنه يطبق على الجور المستحقة
لكل الشخاص الجراء أو العاملين بأي صفة كانت وفي أي مكان عند مؤاجر واحد أو عدة مؤاجرين وكيفما كان مبلغ وطبيعة الجر وكيفما كان شكل
).وطبيعة عقدهم
ومن خلل استقراء هذا النص يتضح أن فكرة الجر لم تعد منحصرة في قيام الجير بالشغل بل أصبح هذا الخير محقا فيه بمناسبة الشغل حتى لو لم
يوفر المؤاجر هذا الشغل .ويبدو هذا المفهوم الجديد أكثر وضوحا في حالة العطلة المؤدى عنها رغم أن الجير لم يشتغل .وفي التعويضات اليومية عن
مدة العجز الكلي إلى غير ذلك من التغيبات التي يستفيد معها الجير من أجرته رغم عدم قيامه بأي عمل وهذا المفهوم المشار إليه سالفا هو ما يعبر عنه
.بالجر الجتماعي
وإذا كانت اللغة العربية لتعرف إل عبارة الجر فإننا نجد باللغة الفرنسية مصطلحات متعددة تدور كلها حول الجر من ذلك مثل
traitementوبالموظفين appointementsو بالمستخدمين Cachetوبالفنانين gageوالجر الخاص بالخدم Rémunération . salaire
والجر الذي سلم للجراء يتم بواسطة بطاقة الداء التي تتضمن مجموعة من البيانات اللزامية ،من اسم المؤسسة /والجير ،ورقم انخراطه بالصندوق
الوطني للضمان الجتماعي ،ونوع العمل ،وتاريخ الدخول إليه ،وعدد اليام ،والعطل المؤدى عنها ،وتاريخ الداء ،والمبالغ المستحقة كأجر أساسي،
والسعر ،والقتطاعات ،والصافي المؤدى ،مع الشارة إلى كيفية الداء ،بالساعة ،أو باليوم أو بالسبوع ،أو على رأس كل خمسة عشر يوما ،أو
.بالشهر ،أو بالعمل الذي ينجزه الجير بالوحدة ،أو القطعة ،أو بالنسبة ،وعلى أساس المجهود الذي يقوم به
والجر الذي ل يتضمن المنافع الضافية يسمى بالجر الساسي وهو أجر يسلم في غالب الحيان للعمال المياومين أو المؤقتين أو الموسميين والذي
ينبغي أن ليقل عن الحد الدنى للجور الذي يتم تحديده من حين لخر كلما استجد ما يستوجب ذلك .وقد قمت بجمع القرارات الوزارية التي تحدد الحد
الدنى من سنوات 1975إلى سنة 1988في كتابي المراض المهنية في التشريع المغربي دراسة وتطبيق .ونظرا لضيق الوقت ولكون التطور
التاريخي الذي عرفه الجر المعروف لدى الجميع فإنني لن أتعرض له وللتذكير فان المشرع المغربي في ظهير 6فبراير 1963أوجب خضوع الجر
الذي يزيد عن المبالغ القابلة للتخفيض بنسبة الثلثين أو النصف حسب المبلغ في حالة احتساب التعويضات المستحقة كإيراد عمري سنوي للمصاب
بمرض مهني أو حادثة شغل أو لذوي الحقوق في حالة الوفاة ،وقد قمت بجمع القرارات الوزارية المتعلقة بالموضوع في جدول خاص ضمن الملحق
المدرج بكتابي المشار إليه سابقا -كما أن المشرع المغربي والجتهادات القضائية تتعامل مع الجر واحتسابه في حوادث الشغل والمراض المهنية
.بأسلوب مغاير لما هو عليه في النزاعات الفردية والجماعية
المحور الثاني :العناصر المكونة للجر
تثار أمام المحاكم عادة عدة قضايا تهدف المطالبة بالجر عن مدد سابقة للطرد أو عن دين في ذمة المؤاجر أو من أجل المطالبة باليراد العمري
السنوي أو رأسمال اليراد في حالة حدوث مرض مهني أو حادثة شغل ويقع الخلف بين أطراف النزاع حول الجر الذي ينبغي أن تؤسس عليه
.المطالب المذكورة هل الجر الساسي فقط أم تضاف إليه المنافع المادية والعينية
وإذا كان المر يبدو سهل بالنسبة للحالت التي يقع النص فيها على هذه المتيازات في العقد أو في التفاقية الجماعية أو في النظام الداخلي للمؤسسة ول
يطرح أي إشكال ،فان المر على خلف ذلك في غياب ماذكر حيث يقع التساؤل حول ما إذا كانت هذه المنافع المادية والعينية من جملة العناصر
المكونة للجر وتعتبر مكملة له؟ وإذا كان المر كذلك فكيف يتم احتسابها وعلى أي أساس خصوصا عندما يخضع الجر لقتطاعات ضريبية أو لواجب
.المشاركة في الصندوق الوطني للضمان الجتماعي أو للحجز ومعرفة الجزء القابل لذلك والجزء الذي يستفيد من امتياز الجور ؟
.ثم هل هذه المنافع إلزامية أم اختيارية وهل يمكن اعتمادها لوحدها كأجر
.قبل الجواب عن هذه السئلة وما تطرحه من إشكاليات نود استعراض العناصر المكونة للجر والتي سوف نقسمها إلى امتيازات مادية وأخرى عينية
المتيازات المادية – 1
.سوف نحصر الحديث عن هده المتيازات في المكافأة والكراميات أو الحلوان ثم العمولة فالمساهمة في الرباح والعلوات أو المنح
:المكافأة
وهي عبارة عن تعويض مالي يسلمه المؤاجر للجير تعبيرا منه عن رضاه على سلوكه في عمله أو بمناسبة حدث عائلي كالزواج_ وازدياد الطفال
.وقد يكون في شكل أجرة مضاعفة في نهاية السنة ويعبر عنها بالشهر الثالث عشر
:الكراميات أو الحلوان
وهي عبارة عن مبالغ مالية تدفع للجير من طرف شخص أجنبي عن العمل وبسبب قيام الجير بعمله .وهي إما اختيارية تدفع من الزبون بدون أي قيد
أو شرط ،واما إجبارية تدرج بالفاتورة ضمن الثمن .وقد تدفع للجير مباشرة أو المؤاجر الذي يسلمها للجير ويعتبر القطاع الفندقي والسياحي والمقاهي
.ودور السينما أكثر الماكن استعمال لها
:العمولة
وهي عبارة عن أجرة تدفع للجير من طرف المؤاجر في شكل نسبة معينة عن حجم المعاملت التي أجرها لفائدة المؤسسة المشغلة بغض النظر عن
.ربحها أو خسارتها
ويجري العمل بالعمولة في غالب الحيان مع الجوالين والممثلين التجاريين الذين يحصلون على أجر ثابت إضافة إلى نسبة معينة عن حجم المبيعات أو
.الطلبات التي كان الجوال أو الممثل التجاري سببا فيها
:المساهمة في الرباح
وهي عبارة عن مبلغ مالي من الربح الذي تحققه المؤسسة يدفع بنسبة معينة للعاملين بها من أجل حثهم على العمل بجد ونشاط ول علقة له بكمية العمل
أو نوعه وتعتبر تجربة المغرب في هذا الميدان رائدة إذ سبق لصاحب الجللة الملك الحسن الثاني رحمه ال أن أعلن في 8يوليوز 1973عن إشراك
.العمال في أرباح وملكية معملي السكر بتادلة وسيدي سليمان
:العلوات أو المنح
وهي عبارة عن مبالغ مالية غير مستقرة بالنسبة للجر تدفع للجير لعدة أسباب يرجع بعضها لسترداد مصاريف مثل منحة التنقل ومنها ما يهدف
تشجيع الجير على النتاج مثل منحة النتاج أو المرد ودية ومنها ما يرتبط بخصوصية العمل مثل منحة العمل الخطير أو القذر أو الشاق الخ.....ومنها
ما يهدف تعويض الجراء على كفاءتهم أو إتقانهم أو تفانيهم في خدمة المؤسسة مثل منحة المواظبة والقدمية إلى غير ذلك من المنح التي تنص عليها
.بعض التفاقيات الجماعية
:المتيازات العينية 2-
هذه المتيازات متعددة بدورها منها ما يهم الكل أو اللباس أو السكن أو الماء والكهرباء أو جزء من السلع التي تنتجها الشركة المشغلة ،تلك إذن هي
.المتيازات المادية و العينية أو ما يعبر عنه بمكملت الجر
وللجواب عن السئلة التي طرحناها حول هذه المتيازات نشير إلى أنه في حالة التنصيص عليها في التفاقيات الجماعية للشغل أو عقد الشغل الفردي
.أو العرف تصبح إلزامية وبالتالي تعتبر كأجر مستحق وأحد عناصر الجر وتوابعه
.وفي حالة عدم الشارة إليها فيما ذكر يختلف المر من امتياز لخر
وهكذا يلحظ أن عنصر المكافأة لم يقع التنصيص عليه ضمن الجر إل بصفة استثنائية كما هو الشأن في الفصل 19من ظهير 31دجنبر 1959
المعدل بمقتضى ظهير 27يوليوز 1972المتعلق بالضمان الجتماعي الذي يدخل ضمن مجموع المرتبات التي يتوصل بها الجير لتحديد واجب
الشتراك في الصندوق الوطني للضمان الجتماعي فإذا وقع التنصيص عليه في عقد الشغل الفردي – أو التفاقية الجماعية للشغل اعتبر من ضمن
الجر وتوابعه وبالتالي فان المكافأة تصبح إلزامية ويقع عبء إثباتها طبعا على عاتق الجير وتدخل آنذاك في حساب مختلف التعويضات التي تمنح
للجير وتشملها الحماية القانونية التي تهم المتياز وعدم قابلية الجور للحجز في جزء منها أما إذا لم يقع التنصيص عليها فيما ذكر فإنها تكون اختيارية
.تبعا لرغبة المشغل
أما الكراميات أو الحلوان فهي كما رأينا سابقا إما اختيارية أو إلزامية فالولى تثير صعوبات أثناء احتسابها لكونها غير مضبوطة وتخضع لكرم الزبون
وبالتالي ل يمكن احتسابها ضمن مشمولت الجر .أما الكراميات الجبارية والتي تضاف إلى ثمن الفاتورة ويتسلمها المؤاجر من الزبون قد تحسب
أساسا كأجر شريطة أن ل تقل عن الحد الدنى للجور .وهي منظمة بمقتضى القانون ومنصوص على نسبتها في القطاع الفندقي والسياحي وفي
صالونات الحلقة والمقاهي وتحدد هذه النسب بين %10و %12أو ) % 15أنظر ظهير 1/5/42المعدل والمتمم بظهير 12/11/45و16/8/48
).والقرار المنظم الصادر بتاريخ 12/11/45
ويترتب على اعتبار الحلوان أو الكراميات اللزامية ضمن الجر أو كأجر أساسي إنها تخضع للتقادم القصير ) سنة( وتدخل ضمن القتطاع الخاص
.بالضمان الجتماعي وفي حساب تعويض العطلة السنوية ومهلة الخطار
وبالنسبة للعمولة يلحظ أن عقد العمل غالبا ما يحددها في نسبة معينة كأجر أو كعنصر مكمل له وإذا كان ظهير 21/5/1943المتعلق بالممثلين-
التجاريين والصناعيين قد أشار إلى الشكليات التي يتم بها عقد العمولة وما ينبغي أن يتضمنه من معلومات فان عمل هؤلء واحتساب عمولتهم ل يطرح
أي إشكال في حالة التعرف على حجم المعاملت التي أجروها لفائدة مشغليهم إل أن المر يبدو صعبا في الحالة التي يقومون فيها بأعمال غير مباشرة
.كالتعريف بالمؤسسة أو حصول هذه الخيرة على طلبات بالمراسلة
وتزول هذه الصعوبة عندما يقع النص في عقد العمل على أنه ل تستحق أي عمولة إل إذا انتهت الصفقة بالداء ،وفي حالة غياب النص على ذلك يبقى
التساؤل قائما فهل يستحق الممثل المذكور العمولة أم ل؟ نجيب بأنه يكون محقا فيها لن إتمام عمله يتطلب في بعض الحيان فترة زمنية يكون فيها قد
.بدأ في عمله وبالتالي فإنه يستحق عمولته
وتطرح المساهمة في الرباح في بعض الحيان إشكال باعتبار أن المستفيدين منها هم عمال وشركاء في نفس الوقت وهو شيء متعارض.لكن هذا -
الشكال يزول عندما نراجع بعض النصوص القانونية التي تخول الجير صلحية الجمع بين صفة الجير والشريك من ذلك مثل ظهير
12/11/1945الذي جاء فيه ):يجوز أن يشترط في نظام أية شركة خفية السم أنها شركة يساهم فيها العملة( والفصل 74من نفس الظهير الذي
يشير إلى أن) الرباح العائدة للعمال والمستخدمين المنتسبين إلى التعاونية العمالية توزع بينهم طبقا للقواعد المعنية في نظام الشركة العمالية ولقرارات
).جمعياتها العمومية ول يجوز في أية حالة من الحوال أن تسند أسهم العمل فرديا إلى ما جوري الشركة أعضاء تعاونية اليد العاملة
ونظرا للصفة الحتمالية لهذه الرباح فإنها تدخل كمتممة للجر وتعتبر من توابعه وبالتالي فإنها تستفيد اعتبارا لما ذكر من المتياز العام على -
الجور ،وتدخل في الجر الساس ،وتحسب في القتطاع الخاص بالضمان الجتماعي وفي حساب اليرادات الممنوحة عن حوادث الشغل والمراض
.المهنية وفي التعويضات التي تمنح للجير المفصول تعسفيا
أما العلوات أو المنح فتخضع بدورها لما سبقت الشارة أليه وهي منظمة بمقتضى ظهير 30/12/72بالنسبة للمؤسسات الصناعية والتجارية والحرة
وبمقتضى الفصل 41من ظهير 24/4/73بالنسبة للعمال الفلحيين على أساس نسبة تتراوح بين%5من الجر عن السنتين الوليتين و % 10بعد
.قضاء خمس سنوات و % 15بعد اثنى عشر سنة من عمل و %20كحد أقصى
ومن بين ما تطرحه علوة القدمية من إشكاليات تلك التي تهم بعض القطاعات التي يختلف فيها الجر تبعا لحجم المعاملت أو على أساس الربح حيث
يختلف الجر من فترة لخرى فكيف يتأتى مع ذلك حساب القدمية والجر غير قار؟ نجيب بأن إمكانية احتساب القدمية في مثل هذه الحالة سهل وذلك
.باعتماد ما حصل عليه الجير كأجر في الشهر السابق وعلى أساس أن تكون المدة القصيرة سنتين مثل
وإذا كان ذلك ممكنا بالنسبة للمدة القصيرة فإن الشكال يطرح عندما تكون المدة طويلة تهم نسبة %15أو % 20أي عند مدة تزيد عن إثني عشر سنة.
فهل يحسب الجر الحالي الذي يحصل عليه الجير والذي يتضمن إضافة إلى منحة أقدمية كان قد استفاد منها من قبل؟ لقد تصدى المجلس العلى في
قراره الصادر بالملف 36255بتاريخ 24/4/1973للجواب عن هذا الشكال واعتبر أنه ) مادام الفصل السادس من ظهير 24يناير 1953ينص
على أنه عندما يكون المستخدم يأخذ أجرته في شكل نسبة مئوية ،يحسب التعويض عن القدمية كل شهر ارتكازا على الجرة الحقيقية التي تسلمها
العامل في الشهر السابق هي الجرة التي بلغ إليها العامل في آخر مرحلة من عمله واعتبار التغييرات الطارئة في حياته المهنية مع الشركة كما يفيد أن
).علوة القدمية كانت تحسب كل شهر وتتغير الجرة لكونها داخلة في الجرة فتسري عليها التغييرات التي تسري عليها
وإذا انتقلنا إلى المتيازات العينية نجدها من مكملت الجر ويتجلى ذلك من خلل نص الفصل الول من ظهير 24يناير 1953الذي نص في فقرته
الثانية على ) إمكانية تخصيص منافع عينية بأصحاب المهن أو المستخدمين في المقاولت التي تمنح لهم عادة تلك المنافع ،كما يجوز ذلك إذا نص على
).تخصيص تلك المنافع في اتفاقية جماعية أو في القوانين الساسية الخاصة بالمؤسسة
وتحسب المتيازات العينية المتعلقة بالتغذية والسكنى ضمن الحد الدنى للجور وهي منظمة بمقتضى قوانين تحدد كيفية احتساب وجبة الغداء أو
.الفطور واقتطاع ثمنها من الجر الساسي فقط دون باقي المتيازات
أما امتيازات السكنى فمحددة بدورها بالقوانين التي تنظمها وهي اختيارية وليست إلزامية إل بالنسبة للبوابين في البنايات المعدة للسكنى والتي تتعدى
.عشرة مساكن على القل حيث ينظمها ظهير 8/10/77والفصل 28من ظهير 2/7/47المتعلق بضبط الخدمة والعمل بشأن سكنى الوراش
وفي جميع الحوال ينبغي أن ل تتعدى المتيازات العينية الخاصة بالسكنى نسبة % 33من الجرة الجمالية المقدرة من طرف مصلحة الضرائب
.الحضرية
المحور الثالث :القتطاعات التي يخضع لها الجر
.يخضع الجر لمجموعة من القتطاعات منها ما هو إلزامي ومنها ما هو اختياري
فالقتطاع اللزامي الذي يقوم به المؤاجر قد يتم لفائدة إدارة الضرائب وهو ما يشير إليه القرار الوزيري المؤرخ في 12/1939/ 19في فصله
الخامس ،حيث يقوم المؤاجر باقتطاع واجب الضريبة من الجر الساسي للجراء ويكون مسؤول عنه في مواجهة إدارة الضرائب .ومن جهة أخرى
فان المؤاجر ملزم باقتطاع واجب الشتراك في الصندوق الوطني للضمان الجتماعي من الجر الساسي ولفائدة الصندوق المذكور وهو ما يشير إليه
.الفصل 20من ظهير 27يوليوز 1972بحيث يصبح المؤاجر مسؤول عن هذا القتطاع
ول يقف المر عند ذلك بل نجد أن المؤاجر ملزم بالقتطاع .من الجر ولفائدة الغير بناء على سند تنفيذي أو بناء على ما تنص عليه مقتضيات الفصل
491.من قانون المسطرة المدنية) الوامر المبنية على الطلب( بعد استفاء المسطرة
أما القتطاعات الختيارية وهي عبارة عن غرامات تفرضها إدارة المؤسسة على عمالها الذين يخالفون مقتضيات النظام الداخلي للمؤسسة أو مخالفة
المقتضيات المتعلقة بالمحافظة على الصحة والسلمة وهو ما وقعت الشارة إليه في الفصل 14من ظهير 24يناير 1953وعلى أساس نسب جد
.ضئيلة ل تتعدى ¼ أو 1/5من الجر ولفائدة صندوق من صناديق العانة لمنفعة العملة والمستخدمين وفي حالة عدم وجوده لمؤسسة خيرية
المحور الرابع :أداء الجر
.نص ظهير 24/1/1953على وسيلتين لثبات أداء الجر هي بطاقة الداء ودفتر الداء وتوصيل إبراء الذمة
.وسوف نتناول كل وسيلة من هذه الوسائل على حدة
:بطاقة الداء أو بطاقة الجر 1-
وهي عبارة عن ورقة تسلم للجير وتضمن بها أجرته ويمكن أن تتم بورق عادي أو في غلف وهي معفاة من التنبر ومنظمة بمقتضى الفصل 10من
ظهير 24/1/1953والمعدل بظهير 31/1/1961الخاص بحساب وأداء الجور ،وبغض النظر عما إذا كانت المؤسسة صناعية أو تجارية أو مكتبا
.وبدون تمييز بين أصناف الجراء
وتضمن بطاقة الداء مجموعة من المعلومات التي تهم أداء الجرة ومدة العمل والمنافع المادية والعينية والقتطاعات الخ.....وذلك ليتأتى للجير مراقبة
ماضمن بها من مبالغ وبالتالي المطالبة بالفرق إذا كان هناك ما يستوجبه .كما تخول هذه البطاقة لمفتش الشغل مراقبته على الجور والمنافع التي
.يستحقها الجير
ويطرح بالمناسبة سؤال حول المبالغ المضمنة ببطاقة الداء هل تعتبر قرينة على الداء ؟ للجواب عن ذلك نشير إلى أنها تعتبر فعل قرينة على الداء
إلى أن يثبت العكس .ثم ما هو الحل في حالة عدم الشارة إلى بعض المبالغ المالية التي توصل بها الجير واغفل المؤاجر تضمينها بالبطاقة المذكورة ؟
.نجيب أيضا بأن ذلك يعتبر قرينة على عدم الداء وعلى المؤاجر إثبات العكس
وتثار من الناحية العملية بعض المشاكل التي تخص مبلغ الجر المضمن ببطاقة الداء أو بالعقد إذ جرت العادة أن بعض المؤسسات تعمد أثناء تعاقدها
مع بعض الطر العليا بالمؤسسة إلى تضمين أجر يقل عن الجر الحقيقي في عقد العمل وفي بطاقة الداء ويؤدى للجير الفرق من الصندوق السود
وذلك تهربا من الضرائب واحتياطيا لما يمكن أن يطرح من مشاكل بين المؤاجر والجير في حالة النزاع القضائي فهل للجير وسيلة معينة لثبات أن
.الجر الذي يحصل عليه يفوق الجر المضمن ببطاقة الداء وعقد العمل
للجواب عن ذلك نشير إلى أنه بإمكان الجير إثبات هذه الحقيقة لن بطاقة الداء ليست لها إل قوة إثباتية نسبية وبالتالي فإنها تعتبر مجرد بداية حجة
.يمكن إثبات ما يخالفها
:دفتر الداء 2-
هو دفتر يكون بين يدي المؤاجر لثبات أداء الجرة وهو منظم بمقتضى الفصل 11من ظهير 24يناير 1953والمعدل بمقتضى ظهير 31يناير
.1961والمشغل ملزم بمسكه حسب ترتيب التواريخ دون بياض أو تشطيب أو زيادة ولتحوير وترقم صفحاته ويوقع عليه من طرف مفتشية الشغل.
.ودفتر الداء يعتبر بداية حجة كما هو الشأن في بطاقة الداء وينطبق عليه ما أشرنا إليه من تساؤلت بشأن بطاقة الداء
توصيل إبراء الذمة 3-
وقع التنصيص على وصل البراء في الفصل 745من ق ل ع الذي تضمن الشروط الشكلية التي ينبغي أن يتوفر عليها وصل البراء .ولكون هذه
الشروط واضحة سوف لن نتعرض لها وانما سنطرح الشكاليات التي واجهتنا أثناء الممارسة العملية .ذلك أنه في بعض الحيان يوقع الجير المي
على وصل تصفية الحساب بحضور شاهدين عاملين معه دون أن يوقعا معه بالوصل .فما هي حجة هذا الوصل إذا شهدا بذلك بعد مرور مدة قصيرة
هل يعتبر هذا الوصل مبرئا لذمة المشغل ؟ نجيب أن ذلك ل يجديه لن المشرع الزم ضرورة توقيعهما مع الجير .وقد يتعلق المر بالقاصر الذي يوقع
على وصل تصفية الحساب دون إذن وليه هل يعتبر هذا الوصل صحيحا ؟ للجواب عن ذلك يجب التفريق بين الحالة التي يكون فيها القاصر غير مأذون
له في التصرف في نتاج عمله حيث يعتبر آنذاك الوصل باطل .أما إذا كان المر على خلف ذلك وكان مأذونا له فإن الوصل يكون صحيحا .وهذا ما
.يمكن استنتاجه من الفصل 140من مدونة الحوال الشخصية
ونشير في الخير إلى أن المشرع نظم الطعن في الوصل المذكور داخل أجل 30يوما من تاريخ توقيعه بواسطة رسالة مضمونة موجهة للمؤاجر أو
.برفع الدعوى داخل الجل المذكور وهو أجل إسقاط
المحور الخامس :حماية الجر
أولى المشرع المغربي عناية خاصة للجر وأحاطه بحماية عندما يكون الجير دائنا أو مدينا وذلك للحفاظ على الصفة المعيشية فالجير قد يكون مدينا
للمؤاجر فيلجأ هذا الخير من أجل استخلص ديونه للقيام بالمقاصة وقد يكون الجير مدينا للغير فيقوم هؤلء بالحجز على الجر من أجل استيفاء
ديونهم .وقد يكون الجير دائنا للمؤاجر بالجر فيدخل ضمن كتلة الدائنين الذين قد تزيد ديونهم على أموال المؤاجر ول يبقى للجير شيء لستيفاء
أجره .وكل حالة من هذه الحالت تستوجب منا وقفة لمعرفة الكيفية التي ينبغي أن يتم بها القتطاع من الجر للحفاظ على دوره المعيشي .وقبل ذلك نود
الشارة إلى مفهوم المقاصة .ذلك أنه بالرجوع إلى الفصل 357وما بعده من قانون اللتزامات والعقود نجده ينص على أن المقاصة تقع إذا كان كل من
).الطرفين دائنا للجير ومدينا له بصفة شخصية ) الفصل (357وأن يكون كل من الدينين محدد المقدار ومستحق الداء) الفصل 362
وإذا كان هذا المفهوم الوارد في فصول قانون اللتزامات والعقود صالحا للديون المدنية فان تطبيقه على أجور العمال سيؤدي إلى حرمانهم من أجورهم
باعتبارها الدخل الذي يسدد رمق عيشهم ومن هنا كان ضروريا أن تتم المقاصة بين ما بذمة الجير لفائدة المشغل بشكل يحفظ التوازن لطرفي هذه
:العلقة وهكذا سنتناول
:حماية الجر في مواجهة المشغل
قد يضطر الجير لقتراض مبلغ من المال من المؤاجر بمناسبة عيد ديني كعيد الضحى أو بمناسبة ازدياد مولود أو قد يقترض لظروف خاصة أو قد
:يشتري مواد من مخازن العمل على أساس أن هذه الديون سيتم اقتطاعها على مراحل من أجره .وقد يقوم المؤاجر بتقديم تسبيقات للجير بخصوص
.الوسائل الضرورية لنجاز الشغل-
.المواد ووسائل العمل التي يحتاج إليها الجير-
التسبيقات النقدية التي يحتاج إليها لشراء هذه الشياء فكيف يتم اقتطاع هذه الديون من الجر ،هل تطبق عليها القواعد الخاصة بتنظيم المقاصة بين -
أجور العمال أم القواعد العامة ؟ بالرجوع إلى قواعد المسطرة المدنية ل نجد من بينها ما يفيد خضوع الدين الذي هو في ذمة الجير لفائدة المؤاجر
للمقاصة بل أن الفصل 365من ق ل ع في فقرته الولى يشير إلى أن المقاصة ل تقع ) إذا كان سبب أحد الدينين نفقة أو غيرها من الحقوق التي ل
يجوز الحجز عليها( ومن المعلوم أن أجور العمال غير قابلة للحجز في جزء منها كما ينص على ذلك ظهير 7يونيو 1941ويفهم من ذلك أن أجور
العمال تقبل القتطاع في الجزء القابل للحجز منها فقط وبالتالي فإن الجر يخضع في مثل هذه الحالة للقواعد العامة للمقاصة ،وسنرى فيما بعد المبلغ
.القابل للحجز من الجر
:حماية الجر من مواجهة دائن الجير غير المشغل
قد ترفع زوجة الجير دعوى عليه بالنفقة لها ولبنائها وتضطر للحجز على أجوره لدى المشغل ،وقد يضطر الجير لشراء حاجات خاصة به من
شخص آخر ويلتزم له بالداء في أجل معين ثم يتأخر عن هذا الداء فيرفع المقرض دعواه ضد الجير يطالبه فيها بالداء ويوقع هو الخر حجزا لدى
المشغل .فهل يقوم هذا الخير بذلك ويقتطع الدين من أجر العامل أم أن المر يخضع لجراءات منظمة ؟
للجواب على ذلك نشير إلى أن الحجز لدى الغير بشأن أجور العمال يخضع لقواعد خاصة بحيث أن نسبة مهمة من الجر ل يطبق عليها الحجز .وهكذا
:وبالرجوع إلى ظهير 18/8/1952نجد أن نسبة الحجز تحدد على الشكل التالي
إلى حدود مبلغ 2000درهما سنويا نسبة الحجز هي1/20 ....
....فيما بين 2000و 4000درهما 1/10..................
.فيما بين 4000و 6000درهما 1/15 .....................
.فيما بين 6000و 8000درهما 1/4 .......................
....فيما بين 8000و 10000درهما1/3 .. ................
.والمبلغ الذي يفوق 10000درهما يحجز كله
وتطبق نفس القاعدة بالنسبة للمبلغ القابل للحوالة .وطبعا فإننا عندما نتحدث عن حماية الجر في مواجهة دائني الجير وعن المبلغ الذي يقبل الحجز
فإننا نعني بذلك الجر ومكملته أو توابعه من مكافآت وأرباح والمنافع العينية والتعويض عن الساعات الضافية والكراميات إذا كانت تسلم من الزبون
إلى المشغل وهنا لبد من التنبيه إلى أن حساب الجزء القابل للحجز ل يطرح أي أشكال عندما يكون الجر قارا حيث يمكن خضوعه لنظام الشرائح
.المشار إليها سالفا
لكن ما هو الموقف في الحالة التي يكون فيها الجر الذي يخضع للحجز لدى الغير غير قار ويتعرض للتغييرات بسبب ارتفاع أو انخفاض بعض
العلوات ؟
للجواب عن هذه الشكالية نشير إلى أنه يمكن اللتجاء في مثل هذه الحالة إلى تقسيم مختلف عناصر الجر على 12شهرا ابتداء من توصل المحجوز
لديه بالتبليغ بالحجز من كتابة الضبط .وهنا ل يخلو المر إما أن هذه القتطاعت تكفي لتسديد الدين أو أنها ل تكفي حيث يقوم المؤاجر بتحديد مدة
.أخرى تبتدئ من نهاية المدة الولى وهكذا إلى نهاية الدين
وإذا كان الجر القابل للحجز في جزء منه ل يثير أية صعوبة أو إشكال في مواجهة المدينين العاديين عندما يقومون بالحجز لدى المشغل قصد قيام هذا
الخير باقتطاع جزء من الجر لتسديد الدين تبعا لما سبقت الشارة إليه فان الدين المترتب عن نفقة محكوم بها للزوجة والبناء يحظى بالولوية على
باقي الديون وهذا ما يشير إليه الفصل 5من ظهير 7يونيو 1941حيث يحجز القسط الشهري من النفقة بتمامه من الجزء الغير القابل للحجز من
الجور والمرتبات والعمولت ،أما إذا ترتبت في ذمة الجير المحكوم عليه مبالغ مالية عن عدة شهور فان هذا المبلغ ل يقتطع إل من المبلغ القابل
.للحجز من الجور
.وهي تفرقة مهمة لن المبلغ الذي تجمع كنفقة ل يمكن تسديده بأتمه من الجر
ومادمنا نتحدث عن المبالغ القابلة للحجز لبد من الشارة إلى تلك التي لتقبل الحجز ونشير إلى أنه وقع التنصيص عليها في الفصل الرابع من ظهير 7
:يونيو 1941وهي
.التعويضات المصرح من طرف القانون بأنها لتعقل1-
التعويضات الممنوحة على وجه ترجيح التسبيقات أو المدفوعات للمصاريف التي قام بها بمناسبة خذمته ،العامل أو المستخدم أو المستكتب – 2
وبالضافة إلى ماذكر هناك مبالغ أخرى وقع التنصيص عليها في الفصل 488من قانون المسطرة المدنية وهي بالضافة إلى ما وقعت الشارة إليه
:سالفا
النفقات 1-
.المبالغ التي تسبق أو ترد باعتبارها مصاريف مكتب أو جولة أو تجهيز أو تنقل أو نقل 2-
ومن جهة أخرى نجد الفصل 67من ظهير 27يوليوز 1972ينص على أن التعويضات المقررة في نفس الظهير ليمكن التخلي عنها ولحجزها
باستثناء ما يتعلق منها بأداء الديون الخاصة بالنفقة التي قد يلزم بها المستفيدون من التعويضات و نعني بها التعويضات عن المراض أو الحوادث
.والتعويضات عن الولدة والتعويضات العائلية والعانات الممنوحة عن الوفاة ورواتب الزمانة ورواتب الشيخوخة ورواتب المتوفي عنهم
.حماية الجر في مواجهة دائني المؤاجر
تبدو هذه الحالة عندما يتوقف المؤاجر عن دفع أجور العمال بسبب إفلسه ،فما هي المتيازات التي منحها المشرع المغربي لجور هؤلء العمال ؟
للجواب عن ذلك نشير إلى أن أجور العمال لم تخضع لمقتضيات الفصل 1241من ق ل ع وأعطاها المشرع امتيازا عاما على منقولت المؤاجر
وامتيازات خاصة لعمال يعملون في أشغال وقع النص عليها في الفقرة الرابعة من الفصل 1248من ق ل ع والتعديلت المدخلة عليه بمقتضى ظهير
6يوليوز 1954والفصل 289من القانون التجاري ،وقد رتب المشرع ديون الجراء في المرتبة الرابعة حيث تأتي بعد صرف مبلغ الجنازة
.ومصروفات مرض الميت ثم المصروفات القضائية
وهذه الحماية ل تقتصر على الجر فقط بل تمتد إلى توابعه ومشمولته من عمولت ومكافآت وديون ناشئة بسبب الشغل كالتعويض عن العطلة التي لم
تتقادم وكذا التعويض المستحق بسبب إخلل المشغل بسابق العلم والتعويضات عن الفسخ التعسفي ومعلوم أن هذه الحماية المشمولة بهذا المتياز تمتد
.لستة أشهر تبتدئ من تاريخ الوفاة أو الفلس أو التوزيع .أما المدة السابقة فل يشملها هذا المتياز ولو مع وجود حكم قضى بها
وإذا كان تاريخ الوفاة ل يطرح هنا أي إشكال فان تاريخ الفلس أو التوزيع يطرح عدة إشكاليات .فهل المقصود بتاريخ الفلس التاريخ المعلن لذلك أو
تاريخ التوقف عن الداء أو إيقاف العمل ؟ الحقيقة أن المقصود هنا هو تاريخ الحكم المعلن للفلس أو يوم قبول التصفية القضائية هوالتاريخ الذي يبدأ
.منه حساب الستة أشهر السالفة الذكر
وبالضافة إلى المتياز العام المشار إليه أعله يمكن الشارة إلى المتياز الخاص والذي اعتبر بمقتضاه المشرع المغربي الجزء من الجر والتعويضات
التي لتقبل الحجز ذات امتياز خاص وذلك بالنسبة للثلثين يوما الخيرة من العمل بالنسبة للجراء و 90يوما الخيرة فيما يخص العمولة المستحقة
للجوالين التجاريين والممثلين التجاريين وأوجب أداء هذه الجور داخل أجل عشرة أيام الموالية لصدور الحكم المعلن للفلس وعلى أساس أن تكون بيد
وكيل التفلسة المبالغ المالية الكافية لتغطية هذه الجور .وإذا لم يكن بيده ذلك فإنه ينبغي دفع الحصص السابقة من الجور والعمولت والتعويضات
.بمجرد دخول أول نقود في يد السانديك أوالمصفين
.المحور السادس :النزاعات العمالية بشأن الجر
.تعتبر النزاعات التي تطرح أمام القضاء من طرف الجراء كثيرة ومتعددة منها ما يهم علقة العمل ومنها مايهم حوادث الشغل أو المراض المهنية
ونظرا لكون الموضوع يهم الجر والنزاعات العمالية المتعلقة به فإننا سوف نحصر النزاع في المطالبة بأجر الساعات الضافية وفي الحالة التي يقوم
فيها المشغل بالتقليص من ساعات العمل أو بإغلق محل العمل بترخيص أو بدونه والفصل التعسفي وما يرتبط به من طلبات ،ثم الكيفية التي يتم على
.أساسها احتساب التعويضات اليومية أو اليراد العمري للمصاب بمرض مهني أو حادثة شغل أو لذوي حقوقهم
وهذه الدعاوى التي ترفع أمام القضاء ل يخلو المر فيها إما أنها تتم داخل الجل القانوني وإما أنها ترفع بعد مرور فترة زمنية حيث يواجه هؤلء
.الجراء من طرف مؤاجر يهم بالدفع بالتقادم
وهكذا سنحاول التعرف على التقادم وما يرتبط به من إشكاليات ثم ننتقل بعد ذلك للحديث عن كل نزاع على حدة وكيفية احتساب الجر عن كل حالة
.على حدة
:التقادم – 1
يثار الدفع بالتقادم أثناء إجراءات الدعوى التي تهدف المطالبة بالجر وتوابعه في النزاعات العمالية .ذلك أن تقادم الجر مبني على قرينة الوفاء وهي
قرينة يمكن دحضها بتوجيه اليمين للمؤاجر أو ورثته طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 393من قانون اللتزامات والعقود المغربي .والذي
يؤدي اليمين هو المؤاجر طبقا لما تنص عليه مقتضيات الفصل 85من قانون المسطرة المدنية .إل أن الشكال يطرح عندما يتعلق المر بشركة من
الذي سيحلف هل المدير العام للشركة أو المدير التجاري -أو الممثل القانوني ؟ للجواب عن هذا الشكال نشير إلى أن كل واحد منهم يمكنه أداء اليمين
لن الهدف هو استيفاؤها .ولبد من الشارة هنا إلى ملحظة هامة وهي أن اليمين ل يمكن أن يؤديها السنديك أو المصفي عندما تكون الشركة في حالة
إفلس أو تصفية قضائية .وفي حالة نكول المؤاجر أو ممثله ممن أشير إليهم سالفا فان ذلك يعتبر بمثابة إقرار بالدين وبالتالي يكون المؤاجر ملزما
.بالداء ول يتقادم الدين في مثل هذه الحالة إل بمرور خمس عشرة سنة
وللتذكير فان المطالبة بالجر وتوابعه تتقادم طبقا للفصل 388من قانون اللتزامات والعقود ب 365يوما بغض النظر عن الفئة التي يصنف فيها
.الجير أو طريقة أداء الجر
وقرينة الوفاء التي يعتمدها الفصل 388من قانون اللتزامات والعقود هي قرينة مبنية على اعتبارات مدنية مفادها أن الجير ل يعقل أن يسكت عن
.المطالبة بأجره لمدة تزيد عن السنة إضافة إلى أنها تهدف حماية المؤاجر من الجير سيئ النية
وقد أثار هذا التفسير مناقشة حادة انعكس في بعض المواقف التي يسير عليها القضاء في بعض محاكم المملكة والذي أخذ بالمفهوم المعاكس واعتبر أنه
مادام القانون قد أعطى للمؤاجر وسيلة لحماية مصالحه من تصرف الجير سيئ النية بإثبات الداء بواسطة سجل الداء طبقا للفصل 11من ظهير
24/1/53فانه لمعنى لعمال التقادم القصير ،كما نجد بالمقابل صيحات من طرف المشتغلين بالمادة والذين ينادون بإبعاد مبدأ التقادم القصير بشأن
أداء الجر وخضوعه للتقادم الخماسي على غرار ما فعل القانون الفرنسي في قانون 16يوليوز 1971الذي رفع مدة التقادم من ستة أشهر إلى خمس
.سنوات
وفي ظل ما هو موجود يبقى التساؤل قائما حول ما إذا كان بإمكان القاضي الجتماعي اعتماد مقتضيات الفصل 391من ق ل ع الذي يجعل التقادم
خماسي بالنسبة للحقوق الدورية كما هو الشأن في الجر ؟
للجواب عن هذا السؤال نشير إلى أن الجر ل يكون دائما دوريا إذ قد يكون في شكل أرباح أو نسبة معينة من حجم المبيعات إضافية إل أن مقتضيات
الفصل 388تنص بشكل ل لبس فيه على تقادم أجور العمال وعمولتهم ب 365يوما مما ليمكن معه تطبيق مقتضيات الفصل 391من ق ل ع الذي
يتعارض مع مقتضيات الفصل 388من ق ل ع ونحن نتحدث عن التقادم لبد من الشارة إلى تمديد أو تقليص أمد التقادم أو وقفه .وإذا كانت مقتضيات
الفصل /375من ق ل ع تمنح التفاق على تمديد أجل التقادم لكتر من خمسة عشر سنة فإن عدم النص على تقليص هذا الجل في قانون اللتزامات
والعقود يجعلنا نتساءل عن إمكانية التفاق على ذلك في العقد أو التفاقية الجماعية ؟ للجواب عن ذلك نشير إلى أن قواعد الشغل تهدف حماية مصالح
الجير الذي يعتبر الطرف الضعيف في هذه العلقة التعاقدية ولذلك فإن التقليص من أمد التقادم سيضر بمصالح الجير وبالتالي ليمكن قبول هذا
.التفاق
وقطع تقادم دعوى المطالبة بالجر ووقفه يخضع للقواعد المدنية المنصوص عليها في ق ل ع وهكذا بالرجوع الى مقتضيات الفصول 378و 379و
380ق ل ع نجد أن المشرع المغربي قد منح حق وقف التقادم لمصلحة الشخاص المشار إليهم بالفصول السالفة الذكر وباستقراء هذه الفصول لنجد
من بينها الجر ،على أن هناك متنفسا لهذا الشكال في الفصل 380من قانون اللتزامات والعقود والذي يستفاد منه أن إمكانية وقف التقادم لمصلحة أي
دائن يوجد بالفعل في ظروف تجعل من المستحيل عليه المطالبة بحقوقه خلل الجل المقرر للتقادم وهي حالة يمكن استنتاجها من وضعية الجير الذي
يخشى من التعرض للطرد من طرف مشغله إن هو طالب بحقوقه التي من بينها الجر .وبذلك إذا وقع التفاق على وقف التقادم في التفاقيات الجماعية
أو عقود الشغل الفردية فان ذلك ل يشكل حسب رأيي أي خرق قانوني ،خصوصا وأنه ليس هناك في القانون المدني ما يمنع هذه الحالة فبالحرى في
قواعد الشغل .ومن تم يبقى حق الجير الذي هو الطرف الضعيف قائما مادامت علقة العمل مستمرة وان حساب التقادم في مثل هذه الحالة ليمكن
.حسابه إل من توقف عقد الشغل ،وعندما نأخذ بهذا الحل سوف نحمي مصالح الجير الطرف الضعيف في هذه العلقة التعاقدية
النزاعات العمالية منها مايهم المطالبة بالجر عن الساعات الضافية ومنها ما يهدف المطالبة بالفرق في الجرة أو المطالبة بالجرة في حالة التقليص
من ساعات العمل أو بسبب توقف عقد الشغل ويطرح بالمنسبة سؤال حول كيفية حساب الجر بشأن التعويضات التي تمنح للجير المفصول تعسفيا
.والتعويضات المستحقة بشأن المرض المهني أو حادثة شغل أو بشأن العجز الكلي وكيفية احتساب الجر
.وهكذا سنتناول هذه النزاعات من زاوية الجر الذي يهمنا في هذا العرض
:المطالبة بالساعات الضافية 1-
كثيرا ما تثار أمام المحاكم قضايا تهم المطالبة بأجر الساعات الضافية حيث ينكر المؤاجر في بعض الحيان اشتغال الجير هذه الساعات فيضطر
الجير لثبات ذلك خصوصا وأن أجرها يرتفع تبعا للفترة التي تمت فيها .وتحسب على أساس الجر الساسي .وللتذكير فان الجير يشتغل قانونا مدة
.ثماني ساعات في اليوم يمكن رفعها لمدة عشر ساعات بعد الحصول على ترخيص بذلك من طرف مفتشية الشغل
:التقليص من ساعات العمل 2-
قد تضطر المؤسسة المشغلة للتقليص من ساعات العمل القانونية بتخفيضها من 8ساعات في اليوم إلى النصف أو الثلثين أو الربع الخ وذلك بسبب أزمة
.اقتصادية تمر بها ويتم التقليص من ساعات العمل بناء على ترخيص من طرف السلطات المحلية
وينعكس هذا التقليص على أجور العمال التي تخفض تبعا لساعات العمل وعلى المتيازات المادية التي تحسب ضمن الجر وعلى حساب واجب
.الضريبة التي يؤديها المؤاجر وتلك التي تقتطع من أجور العمال وعلى واجب القتطاع الخاص بالصندوق الوطني للضمان الجتماعي
وعملية التقليص من ساعات العمل المرخص بها تتطلب إجراء عمليات حسابية لقتطاع المبالغ المشار إليها سالفا .ولذلك فإن هذه الوضعية تؤثر على
دخل الجراء عندما تستمر لمدة طويلة وفي إطار المفهوم الجتماعي للجر ينادي البعض بان ل يخضع دخل الجراء لهذا التقليص لن للجر مفهوم
.معيشي ول يعقل أن يتأثر بالوضعية القتصادية أو المالية للمؤسسة
:توقف عقد الشغل 3-
قد يتوقف عقد الشغل لسباب ترجع للجير ول يستحق معها هذا الخير أي أجر كما هو الشأن في حالة المرض أو المومة أو من أجل استكمال الخبرة
.أو من أجل أداء الواجب الوطني أو الخدمة العسكرية أو في حالة الضراب وكل هذه الحالت ل تطرح كنزاع أمام القضاء
وقد يرجع توقف عقد الشغل لسباب ترجع للمؤسسة المشغلة ،وأسباب هذا التوقف منه ما هو مرخص به كالغلق المرخص به للمؤسسة بعد حصولها
على الذن بذلك حيث ل تؤدي للجراء أجورهم طيلة هذا الغلق وينعكس ذلك طبعا على الوضعية المادية للجراء الذين ل دخل لهم في هذه الحالة
ومع ذلك يحرمون من أجورهم ومن هنا تطبق الملحظة التي أشرنا إليها سالفا بشأن الجر الجتماعي والحفاظ على أجور العمال أو على القل حتى
إذا لم يحتفظ لهم بهذا الحق التأكد قبل الغلق من عدم تهور المؤسسة أو كونها هي التي تسببت فيما لحق منتوجها من كساد وعدم الرواج حيث تصرف
للعمال في هذه الحالة أجورهم رغم الغلق وإذا كان ذلك بفعل قوة قاهرة أو بسبب خارج عن تصرف المؤسسة يمكن آنذاك توقف الجر خصوصا
.وان هذا التوقف له أبعاد أخرى غير ما أشير عليه سالفا حيث ينعكس على الضريبة والصندوق الوطني للضمان الجتماعي
وإذا كان الغلق المرخص به يؤدي إلى توقف الجر فان التوقف الغير المرخص به يؤدي إلى أحقية الجراء في المطالبة بأجورهم باعتبار انهم قد
.وضعوا أنفسهم رهن إشارة المشغل وذلك إلى غاية إعادة فتح المؤسسة أو القيام بطرد الجراء
:الطرد التعسفي 4-
.تعتبر قضايا الطرد التعسفي من أكثر القضايا التي تعرفها المحاكم والتي تدور مناقشتها في أغلب الحيان حول ادعاء الخطأ الجسيم أو المغادرة التلقائية
.والذي يهمنا في هذا العرض هو معرفة الكيفية التي يتم بها احتساب الجر في كل تعويض من التعويضات التي يستحقها الجير المطرود تعسفيا
وتنحصر طلبات المفصولين عن عملهم في غالب الحيان حول المطالبة بالفرق في الجرة إذا كانوا يحصلون على أجرة تقل عن الحد الدنى للجور
.وطبعا فانهم يكونون محقين في هذا الطلب شريطة أن ل يثار بشأنه التقادم إذا زادت المدة عن السنة
ومن بين طلبات الجراء المفصولين التعويض عن سابق العلم أو ما يعبر عنه بمهلة الخطار .وإذا كانت التفاقيات الجماعية وظهير 30/7/1951
قد نظما كيفية احتساب هذا التعويض فإننا نود الشارة هنا إلى أن الجر الذي يعتمد في هذه العملية هو الجر الساسي ومكملت الجر من امتيازات
.مادية وعينية والتي يختلف مقدارها حسب صنف الجراء ومدة عملهم والتي تنحصر بين ستة أيام لتصل بالنسبة لبعض أصناف العمال الى ستة اشهر
وسابق العلم منظم بمقتضى المرسوم المؤرخ في 14غشت 1967وبالضافة إلى طلبي الفرق في الجر وسابق العلم هناك الطلب المتعلق
بالرخصة السنوية والتي حددها ظهير 9/1/1946وتحسب العطلة السنوية على أساس يوم ونصف عن كل شهر من العمل الفعلي وباجرة أساسية
.مضاف إليها المكافآت والساعات الضافية والمتيازات العينية ،أما التعويضات العائلية فل تدخل ضمن حساب واجب العطلة السنوية
وننتقل بعد ذلك لطلب التعويض عن العفاء والذي ل يستحقه إل الجير الذي يكون قد اشتغل عند المؤاجر لمدة سنة كاملة ويحسب على أساس معدل
الجور المستحقة عن 52أسبوعا التي تسبق العفاء ويدخل في حساب الجر المعتمد لحتساب العفاء المتيازات العينية والساعات الضافية
.والمكافآت والتعويضات ،أما التعويضات العائلية والعمولت والكراميات فل تدخل ضمن حساب واجب العباء
كما يتقدم المطرود تعسفيا بطلب التعويض عن الضرر الناتج عن الطرد التعسفي وهو مبلغ يمنح للجير كتعويض عن الضرر الذي لحقه من جراء
تعسف مشغله لجبر الضرر ويخضع للسلطة التقديرية للمحكمة والتي تعتمد في ذلك مقتضيات الفصل 754من قانون اللتزامات والعقود في فقرته
.السادسة
:حساب الجر في النزاعات المتعلقة بحوادث الشغل والمراض المهنية
بعد أن تعرفنا على الجر وتوابعه نود الشارة هنا إلى أن المصاب بحادثة شغل أو مرض مهني أو ذوي الحقوق في حالة الوفاة يستحقون اليراد
العمري السنوي أو رأسمال اليراد والذي يؤسس على الجرة السنوية التي كان يحصل عليها المصاب في السنة السابقة للحادثة أو الصابة المرضية
.ونسبة العجز الجزئي المستمر أو حسب النسبة التي يستحقها كل واحد من ذوي حقوق الهالك
والمشرع المغربي تعامل مع الجير في حوادث الشغل والمراض المهنية فيما يخص حساب الجر على أساس معايير مغايرة لما هو عليه المر في
.النزاعات المتعلقة بالمطالبة بالجر أو بسبب الطرد التعسفي
ذلك انه بالرجوع إلى الفصل 6من ظهير 31/5/43المضاف بظهير 29/9/1952المخصص للمراض المهنية نجده ينص على انه " كان الجير
عند توقفه عن عمله بسبب المرض المهني يشتغل في عمل ل يعرضه لخطر المرض ويتقاضى عنه أجرا يقل عن الجرة التي كان يتقاضاها وهو
.يشتغل في العمل الذي عرضه للمرض فان هذا الجر المرتفع هو الذي يحل محل الجر المخفض في احتساب اليراد
ويميز ظهير 6فبراير 1963بين الجير الذي عمل مدة تقل عن سنة حيث تحسب أجرته على أساس ثلثمائة يوم من أيام الشغل في حالة ما إذا كان
الشغل غير متواصل أو إذا كان عدد أيام الشغل الفعلي للمصاب تقل بسبب الشغل عن ثلث مائة يوم خلل الثني عشر شهرا الخيرة أو إذا كان من
الثابت الشتغال عادة في مهنة المصاب اقل من ثلثمائة يوم في السنة وقد وقعت الشارة إلى هذه الحالة في الفصول 123إلى 131من ظهير 1963
أما الجير الذي عمل لكثر من سنة قبل تعرضه للمرض أو لحادثة شغل فتحسب أجرته على أساس المرتب الفعلي الجمالي المنفذ له خلل اثني عشر
شهرا السابقة لوقوع الحادثة حيث تدلي شركة التامين أو المؤسسة بقائمة الجور عن السنة السابقة للحادثة وهنا تدخل مراقبة القضاء حيث يلحظ
القاضي ما إذا كانت هذه الجرة تقل عن الحد الدنى ليقوم برفعها إلى الحد المذكور وإذا كانت تفوق المبلغ الذي يقبل التخفيض يقوم بهذه العملية قبل
.احتساب ليراد أو الرأسمال
ول بد من إبداء ملحظة يعيشها القضاء فيما يخص حوادث الشغل أو المراض المهنية حيث ل يقدم ل المشغل ول شركة التامين القائمة المذكورة ول
يكون المصاب متوفرا عليها فتضطر المحكمة لحتساب التعويض على الحد الدنى للجور مسايرة منها لجتهاد المجلس العلى والذي يشير إلى انه
في حالة ما إذا لم تقدم لئحة الجور أخذت المحكمة بالحد الدنى للجور في الوقت الذي يكون فيه المصاب إطارا يتوصل باجرة مرتفعة ول يتوفر إل
على أجرة بعض الشهود ل الجرة التي عبر عنها الفصل 120من ظهير 6/2/63فيحسب إيراده على أساس الحد الدنى للعتبارات السالفة الذكر "
.ولذلك فانه ينبغي مراجعة نصوص ظهير 6/2/63حماية لهؤلء الجراء
:أراء وملحظات
من خلل هذا العرض يتضح أن هناك نصوصا قانونية لم تعد صالحة للتعامل معها في قانون الشغل بسبب ما عرفه هذا الخير من تطور وما أظهرته
.التجربة العملية من قصور في بعضها
وقبل الحديث عن ذلك نود الشرة إلى أن تعدد النصوص القانونية التي ينبغي للقاضي الجتماعي أن يتعامل معها في إطار الجر فقط كثيرة ومتنوعة
بعضها منصوص عليه في قانون اللتزامات والعقود والخر في القانون التجاري وقانون المسطرة المدنية والبعض الخر عبر ظهائر ومراسيم
وقرارات وأمام تشتت هذه النصوص يكون القاضي مرهقا في البحث عنها أو التنبه لها في بعض الحيان بسبب ثقل القضايا التي تروج بمكتبه وتلك
التي يبت فيها مما يتعين معه جمع هذه النصوص على القل في مرجع تسهل عليه المأمورية وبالضافة إلى ماذكر فان عدم احترام المؤاجرين للقانون
وعدم تمكين العمال من بطاقة الجر وعدم توفرهم على سجلت الداء وغياب المراقبة العامة من طرف مفتشية الشغل يخلق عدة صعوبات أثناء
احتساب الجر وعناصره وينعكس على وضعية هؤلء الجراء الذين يشتغلون في اغلبهم اكثر من الساعات القانونية بدون تعويض وباجرة تقل عن
.الحد الدنى ومن هنا ينبغي الزيادة في المراقبة لتلفي هذه الوضعية
وينتج عن عدم تسليم بطاقة الداء أن الجير عندما ينازع المشغل أمام القضاء بشان حادثة شغل أو مرض مهني تعرض له أو بشأن المطالبة بأجوره
عن العمل أو الفسخ التعسفي ول يتوفر على بطاقة الداء وينازعه المشغل في الجر المدعى به فان المحكمة تضطر لحتسابه على أساس الحد الدنى
.في الوقت الذي يكون فيه الجير يحصل على أجرة تفوق ذلك بكثير فتضيع بذلك حقوقه
وإذا كان ضرر الجير في هذه الحالة واضحا فان هذا الخير يغتنم في بعض الحيان فرصة عدم توفر المشغل على دفتر الداء وعدم توقيعه على
توصله بالجر ليدعي انه كان يتوصل باجرة دون الحد الدنى ويطالب بالفرق بل وقد يطالب بأجرته عن عدة شهور رغم توصله بها فل يستطيع
.المؤاجر إثبات الداء ويتحمل بالتالي وزر إهماله وعدم احترامه للقانون
:بعض النصوص القانونية التي لم تعد صالحة في ميدان الشغل
اصبح للشغل في عصرنا مفهوما اجتماعيا ولم يعد الجير يستحق أجرته مقابل العمل بل اصبح محقا فيها بسبب العمل ولذلك لم يعد للفصول 723إلى
725من ق ل ع أي معنى .ونفس الملحظة يمكن تسجيلها بالنسبة للفصل 730من قانون اللتزامات والعقود الذي يجيز إمكانية الجر بحصة محددة
من المكاسب أو المحصولت والفصل الول من ظهير 24يناير 1953الذي يجيز إمكانية استئجار الشخص بالتغذية والسكنى فقط لذلك ينبغي استبعاد
.هذه النصوص بإلغائها
:اقتراحــــات
نرى انه من النسب أن يعاد النظر في الفصل 288الخاص بتقادم أجور العمال وذلك على غرار ما سار غليه القانون الفرنسي بتاريخ 16يوليوز)1
1971.الذي رفع مدة التقادم من ستة اشهر إلى خمس سنوات وذلك للعتبارات التي سبقت الشارة إليها أثناء الحديث عن التقادم
أن يعاد النظر في ترتيب المتياز المعطي للجور وذلك بعدم حصر المتياز الخاص للجور قي 30يوما بالنسبة للعمال و 90يوما الخيرة بالنسبة )2
.للممثلين التجاريين بل ينبغي أن يتمتع الجر المترتب بذمة المؤاجر مهما بلغت مدته بهذا المتياز الخاص
إعادة النظر في ظهير 18/8/52الخاص بنسبة الحجز على الجور إذ أن المبالغ التي تمت جدولتها في الظهير المذكور كانت تناسب دخل )3
.الخمسينات أما الن فان أعلى مبلغ بها ل يصل حتى الحد الدنى للجور
إعادة النظر في احتساب مبلغ المكافآت والكراميات والرباح والعلوات والمنح ضمن الجر عند اقتطاع واجب لضمان الجتماعي وذلك بأعباء 4
الجراء واحتساب واجب الضمان الجتماعي على أساس الجر الساسي وإذا أريد احتساب ماذكر فينبغي أن يتم ذلك في القتطاع الذي يتم من واجب
.المشاركة الخاص بالمؤاجر ل واجب الجير
إعادة النظر في الفصل 5من ظهير 7يونيو 1941الخاص بالحجز لدى الغير الذي يقتصر على مبلغ الجرة عن الشهر الذي تمت فيه المطالبة من )5
.المبلغ الغير القابل للحجز واقتصاره على المبلغ القابل للحجز على ما ترتب في ذمة الجير عن شهور سابقة
.وعلى مستوى حوادث الشغل والمراض المهنية ينبغي إعادة النظر في النصوص المنظمة للجر الذي يتم احتساب اليراد أو الرأسمال على أساسه )6
إلزام المشغلين بإرفاق التصريح بالمرض المهني أو حادثة شغل بقائمة الجور بإضافة بند يوجب ذلك تحت غرامة مرتفعة وفي حالة عدم الدلء )7
بها إعادة النظر في الفصل 120وما بعده من ظهير 6/2/63وذلك باحتساب الجر السنوي على أساس الجرة المدعمة ولو عن بعض الشهور ما دام
.حساب الجر اصبح واضحا
إعادة النظر في التخفيض الذي يخضع له الجر المرتفع أثناء احتساب اليراد وذلك في إطار المفهوم الجتماعي للجر والحفاظ على الجر بكامله)8
.دون خضوعه لي تخفيض
.إعادة النظر في سعر التعريفة الذي يرجع تاريخه لسنة 1959مع أن سعر السنتيم عرف تطورا ملحوظا منذ التاريخ المذكور إلى يومنا)9