Professional Documents
Culture Documents
1
-3المبادئ العامة للقانون.
-4أحكام المحاكم ومقرراتها ووثائقها.
وكان الحق مع الحقوقيين الدوليين أ .بولتوراك ول .سافينسكي حين كتبا أنه لدى تقييم تطور
ً أن ما يسمى بـ "قانون
ً صائبا
قواعد القانون الدولي في المجال قيد البحث يستخلصون استنتاجا
نورنبرغ" أي مجموعة من القواعد الخاصة بالمسؤولية الجنائية عن الجرائم ضد السلم والنسانية
وجرائم الحرب قد تشكل ويمارس فعله وذلك على أساس مبادئ نورنبرغ التي تم تطويرها
واستكمالها في اتفاقيات جنيف بشأن حماية ضحايا الحرب وفي اتفاقية لهاي لعام 1954حول
حماية القيم الثقافية في حالة نشوب نزاع مسلح وكذلك )الضافة من المؤلف( البروتوكولين
الضافيين 1و 2الملحقين باتفاقيات جنيف لعام 1977والتفاقية حول عدم تطبيق مبدأ مضى
المدة على جرائم حرب والجرائم ضد النسانية لعام 1968والتفاقية بشأن البادة بالجملة
والتمييز العنصري.
ً للقانون الجنائي الدولي بالدرجة
وينبغي اعتبار التفاقيات والمعاهدات الدولية قبل غيرها مصدرا
الولى .وتعد التفاقية حول تأسس المحكمة العسكرية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب اللمان
والخرى لمحاكمة مجرمي الحرب اليابانيين الرئيسين وكذلك نظاما هاتين المحكمتين والحكام
الصادرة عنهما مواثيق أساسية منها في أيامنا هذه .إن الوثائق المذكورة آنفا التي تم إعدادها
ً لعلن حكومات التحاد السوفيتي والوليات المتحدة وبريطانيا الصادر في 2
وإقرارها وفقا
نوفمبر عام 1943حول مسؤولية الهتلريين عن الجرائم الوحشية المقترفة ولقرارات مؤتمري
القرم وبودسنام ،تعتبر في حقيقة المر أول قوانين جنائية دولية إجرائية لنها بصفتها وثائق
ً لجراءات مقاضاة
دولية تتضمن لول مرة عناصر للجرائم الدولية وكذلك ترتيبها مفصل
المجرمين والنظر في الدعاوى الخاصة بالجرائم التي تشملها دائرة اختصاص المحكمة الدولية.
على وجه الخصوص .نص نظام محكمة نورنبرغ العسكرية الدولية على عناصر لثلثة أصناف من
الجرائم التي تجر المسؤولية الجنائية إلى الشخاص الطبيعيين أل وهي الجرائم ضد السلم
وجرائم الحرب والجرائم ضد النسانية(1).
والحق مع العضو االمراسل لكاديمية العلوم الروسية غ .تونكين حين كتب يقول إنه "يجري
إحداث قواعد من خلل التوفيق بين إرادة الدول المختلفة أو غيرها من ذوات )أو أهال( القانون
الدولي .وتعتبر المعاهدة الدولية والعرف الدولي مشكلين أساسيين من التوفيق .وتجري عملية
ًا،
ل ،التوفيق بين إرادات الدول بصدد قواعد السلوك بحد ذاته ،ثاني
ًالتوفيق عبر مرحلتين ،أو
التوفيق بين إرادات الدول بصدد العتراف المتبادل بهذه القاعدة كقاعدة ملزمة من الناحية
2
القانونية .وتجدر الشارة إلى أن عملية التوفيق بين إرادات الدول ل سيما عند إحداث القواعد
العادية من القانون الدولي قد تكون طويلة بما فيه الكفاية وتدريجية لذا وفي كل حالة من
الحالت يمكن أن نتعاطى مع بداية هذه العملية أو أطوارها المرحلية أو نهاياتها .وتكمن ميزة هامة
ً في توسيع مجال هذه العملية بواسطة إما المعاهدة
لعملية إحداث القواعد في القانون الدولي أيضا
الدولية إما العرف الدولي).(2
وبين الدلة التي تثبت وجود قواعد القانون الجنائي الدولي يجب بالدرجة الولى ذكر قرار
الجمعية العامة للمم المتحدة رقم ) 95د (1 /الذي تم اقراره بالجماع في 11ديسمبر عام .1946
وأكد هذا القرار أن مبادئ نورنبرغ تعتبر مبادئ للقانون الدولي .وصاغت لجنة القانون الدولي
التابعة للمم المتحدة مبادئ القانون الدولي المعترف بها في نظام محكمة نورنبرغ والحكم
ً للمادة 6من ذلك
ً للمادة بهذا الخصوص .ووفقا
الصادر عنها وناقشت في عام 1950مشروعا
المشروع تشكل الجرائم ضد السلم وجرائم حرب جرائم في نظر القانون الدولي .أما المادة 1من
ً من حيث القانون الدولي عليه أن
ً إجراميا
نفس المشروع فنصت على أن أي شخص يرتكب عمل
يتحمل المسؤولية عنه ويخضع للعقاب.
كما نص مشروع لئحة الجرائم ضد السلم وأمن النسانية الذي أعدته لجنة القانون الدولي
وقدمته للجمعية العامة للمم المتحدة في عام 1954على أن الجريمة ضد السلم وأمن البشرية
ً من حيث القانون الدولي يعاقب من يقترفها من الشخاص .ورغم أن الجمعية
تعتبر جريمة أيضا
ً بصدد كل من الوثيقتين وتم إرجاء بحثها إلى ما بعد ،إل أنها لم تقدم
ً نهائيا
العامة لم تصدر قرارا
اعتراضات على مبدأ المسؤولية الجنائية للشخاص الطبيعيين عن الجرائم الدولية وبذلك أصبحت
ً للقانون الجنائي الدولي .وينبغي هنا القول أن الجمعية العامة في قرارها
هذه الوثائق مصدرا
ً بأن مشروع القرار قد طرح من قبل 14
المتعلق بلئحة الجرائم ضد السلم وأمن البشرية )علما
دولة بما فيها التحاد السوفيتي( كلفت المين العام للمم المتحدة بالتوجه إلى الدول أعضاء
المنظمة بطلب تقديم تعليقاتها وملحظاتها حول مشروع لجنة القانون الدولي حتى 31ديسمبر
ً ليقدم إلى الدورة الجديدة للجمعية العامة.
ً مناسبا
عام 1979على أن تعد السكرتاريا تقريرا
وتعتبر التفاقية الخاصة بعدم تطبيق مبدأ مضي المدة على مجرمي الحرب والجرائم ضد النسانية
التي أقرتها الجمعية العامة للمم المتحدة في 26نوفمبر عام ) 1968في قرارها رقم (2391
وثيقة أخرى تدخل في دائرة مصادر القانون الجنائي الدولي.
ويجب أل يغيب عن البال أن ثمة اتفاقيات أخرى مثل التفاقية بشأن درء جرائم البادة بالجملة
والمعاقبة عليها والتفاقية الدولية حول القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري والتفاقية
3
ً بأن المادة 4منها تحدد بوضوح مسؤولية
بشأن درء جرائم التمييز العنصري والمعاقبة عليها علما
الشخاص الطبيعيين عن ارتكاب جرائم البادة بالجملة أمام المجتمع الدولي .وجاء فيها أن
"الشخاص الذين اقترفوا جرائم البادة بالجملة وأية من الجرائم المسرودة في المادة 3تخضع
ً غير
ً مسؤولين بموجب الدستور أو موظفين أو أشخاصا
للعقاب بغض النظر عن كونهم حكاما
رسميين")(4
يمكن مواصلة قائمة القوانين والوثائق والتفاقيات التي تضبط بصورة مباشرة القانون الجنائي
الدولي وتعتبر مصادر له (5).مع ذلك يمكن استخلص استنتاج من الن مؤداه أنه رغم كون هذه
التفاقيات تثبت المبادئ الساسية للقانون الدولي بصورة عامة .إل أنها تضبط المسؤولية الجنائية
للشخاص الطبيعيين في الزمن والمجال وبهذا تصبح هذه المبادئ مصادر للقانون الجنائي الدولي.
وتنص التفاقيات والمعاهدات العديدة على التزام الدول المشاركة فيها بتمرير عبر هيئاتها
التشريعية وفي حالة نقص القوانين الجنائية الوطنية إجراءات ضرورية لمقاضاة الجرائم
المنصوص عليها في هذه القوانين .وجاء في بعض التفاقيات أن الحكومة تتعهد بمعاقبة من يخالف
تنفيذ اللتزامات وذلك بحرمان المسؤولين من الحرية وغيرها من أصناف العقاب.
ً للقانون الدولي الجنائي .وفي رأي
ً مصدرا
وإلى جانب المعاهدة يمكن اعتبار العرف الدولي أيضا
ًا ،خاصة وأن دور
ً ثاني
العديد من الحقوقيين المشهورين ،ل يجوز اعتبار القانون العرفي مصدرا
العراف يتزايد باستمرار .وبهذا الخصوص كان الحق مع الباحث غ .دانيلينكو حين قال أثناء
انعقاد الجتماع السنوي الثاني والعشرين للجمعية السوفيتية للقانون الدولي في عام 1984إن
"المعاهدة والعرف لهما قوة قانونية متساوية ومماثلة".
ً على
وبموجب المادة 38من نظام المحكمة الدولية الساس يعتبر العرف الدولي بصفته برهانا
ً من مصادر القانون الدولي .في بادئ المر
الممارسة العامة المعترف بها كقاعدة قانونية واحدا
تظهر ظاهرة جديدة من خلل الممارسة التي ل تنكرها أكثرية الدول ومحاكم القانون الدولي
ً يتخذ صفة القاعدة العرفية القانونية.
بل وتعترف بها في صمت .ثم تصبح هذه الممارسة عرفا
وفي كافة الحالت يظهر عنصران مترابطان هما الحاجة العملية الموضوعية التي ل تتوقف،
ل ،وقرار الذوات العملي الواعي بشأن العتراف بهذه
ًكالعادة ،على إرادة الناس ووعيهم .أو
ًا" ،توافق أو ،بالحرى ،تطبق إرادة ذوات القانون الدولي كما يجب أن يقال في هذا
الممارسة ،ثاني
الصدد".
ويشير غ .تونكين بحق إلى أن "مشكلة القواعد العرفية للقانون الدولي تعتبر إحدى أكثر القضايا
ً في الوقت ذاته (6).وبالفعل ،ثمة كثير من النظريات
النظرية في القانون الدولي أهمية وتعقيدا
4
في روسيا وفي الدبيات الجنبية التي ل يضع صاحب هذه السطور تحليلها نصب عينيه لن مثل هذا
التحليل يخرج عن نطاق الطروحة .مع ذلك ينبغي التنويه بأن أغلبية الحقوقيين يعترفون
بضرورة العتراف بين العوامل الخرى بما يسمى بقاعدة عرفية في القانون الدولي pinion junis
من قبل الدول أي توفيق إرادتها حسب قول غ .تونكين(7).
وفي القرن التاسع عشر أدى تطور العلقات بين الدول على قاعدة الرأسمالية الصناعية إلى وجوب
خوض النضال المشترك ضد "الجرائم الدولية" مثل القرصنة وتجارة العبيد.
في رأينا ،كان القانون الجنائي الدولي الذي نشأ في نهاية القرن التاسع عشر ،ما زال في "حالة
الجنين" في مطلع القرن العشرين.
ًا.
ً للقانون الجنائي الدولي أيض
ً مساعدا
ويمكن اعتبار مقررات المنظمات والهيئات الدولية مصدرا
ويمكن أن تنسب إليها قرارات المم المتحدة الخاصة بتسليم مجرمي الحرب وقرارات مجلس
الرقابة على ألمانيا وبالخص القانون رقم 10الصادر عن مجلس الرقابة حول جرائم الحرب
والقانون رقم 11حول إبطال مفعول بعض القوانين الجنائية التي جرى تطبيقها في ألمانيا
بضمنها قانون عدم جواز تسليم الرعايا اللمان وغيرها من القوانين .وتتضمن كل هذه المقررات،
بالتأكيد ،الحكام الكفيلة بإحداث قواعد للقانون الجنائي الدولي.
ً للقانون الجنائي الدولي إذا لقيت هذه التشريعات
ً مساعدا
ً مصدرا
وتعد التشريعات الوطنية أيضا
ً بها على النطاق الدولي أي خارج حدود هذه الدولة أو تلك .على سبيل المثال ،يمكن أن يقر
اعترافا
قانون هذه الدولة أو تلك الخاص بتسليم الجناة قواعد مبنية على أسس المعاملة بالمثل مع دول
ً للقانون الجنائي
أخرى .ثم يمكن للقانون ذاته أن يكتب أهمية اتفاقية دولية ليصبح هكذا مصدرا
الدولي .وتتضمن قوانين بعض الدول قواعد تنص على إلقاء المسؤولية الجنائية عن الجرائم
ًا
ً خاص
المخلة بأمن دول أخرى .على سبيل المثال ،تضن القانون الجنائي اللماني لعام 1971فصل
عنوانه "العمال المعادية للدول الصديقة" كما تضمن القانون الجنائي السويسري لعام 1937
ً الجرائم أو الجنح التي تعرض للخطر العلقات مع الدول الجنبية"...إلخ ،ما
ً معنونا
ً خاصا
فصل
عدا ذلك يمكن سياقة مثال دستور التحاد السوفيتي لعام 1977الذي نص على إنزال عقوبة لقاء
الدعاية للحرب والتحريض عليها.
بالتالي ،يمكن أن ينص التشريع الجنائي الوطني على نشوء حالت حين تصبح أسس المعاشرة
ً للقانون الجنائي الدولي.
ً للعتداء مما يجعل هذا التشريع مصدرا
الدولية هدفا
على صعيد النظرية والقانون الجنائي الدولي يتبين لدى تحليل المؤلفات الروسية والجنبية أنه
ليس ثمة تعريف دقيق لمفهوم هذا الفرع القانوني في نظام القانون العام .ومن أجل تبيان مواقف
5
كبار المؤلفين المتخصصين في هذا المجال ينبغي ،في اعتقادنا ،تناول عدد من الراء التي أدلى بها
ممثلو الجيال السابقة .لقد اعتقدوا بالخص أن مسائل مفعول القانون الجنائي في المجال المعين
وحق الحصانة وتسليم الجناة وحق اللجوء كانت أساسية في القانون الجنائي الدولي في القرن
ً في بعض التعريفات النظرية.
التاسع عشر ،مما وجد انعكاسا
ل ،أن "القانون الجنائي الدولي يتكون من مجموعة القواعد التي ترمي
ًورأى الستاذ ترافرس ،مث
إلى إحدى الغايات التالية:
-1الشارة إلى قانون قابل للتطبيق في الحالة المعينة أو مجموعة من القوانين.
-2تحديد العواقب التي يجب أن يعترف بها سواء في أحد القوانين الجنائية المقرة في بلد آخر أو
المعينة في أحد الحكام الصادرة في مجال مفعول هذه القوانين وتقرير هل يمكن أو يجب أن تكون
هناك منافسة في مسائل إنزال الجزاء بين السلطة المحلية والقائمة في بلد آخر وإثبات عناصر
التفاق بشأن التوحيد المحتمل إذا سنحت الفرصة(8).
ًا ،الذي تبناه ،في رأينا ،الحقوقيون في ذلك الوقت أسهم
ولكن رغم الموقف غير الصحيح ،عموم
العلماء الروس بقسط كبير في قضية إنشاء القانون الجنائي الدولي الحديث بمؤلفاتهم .وكان ن.
كوركونوف من بين الوائل الذين دعموا بالحجج والبراهين في الدبيات الصادرة قبل "تجربة
إنشاء القانون الجنائي الدولي"
ًا) (10في اعتقاده ،اعترفت نظرية
ً عالج فيه هذه المسألة أيض
ً شامل
) (9ثم ألف ف .مارتنس كتابا
القانون الدولي في ذلك الوقت بأصناف معينة من مخالفات القانون ذات الطابع الدولي بصفة
الجرائم وألقت اللتزام الدولي على عاتق كافة الدول بمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم .وكان
ً إذ كتب أن أي إنكار فعلي وغير شروط لحقوق
الحقوقي اللماني أ .جفتر يشاطر هذا الرأي أيضا
الفراد والشعوب وأي اعتداء على هذه الحقوق ذا طابع عام أو خاص مقرونين بعدم اتخاذ تدابير
ً عامة لهدار هذه
ً للقانون الدولي وإهانة لجميع الدول ويخلقان ظروفا
مناسبة يشكلن خرقا
الحقوق"(11).
أما الحقوقي السويسري المعروف بلونشلي فقد نسب إلى عداد الجرائم المقترفة من قبل الشخاص
القرصنة ونهب ممتلكات الجانب واضطهاد الجانب بشكل مكشوف وقاس والستعباد وأشار في هذا
الصدد إلى أنه "ليست الدولة المتضررة وحدها بل وكل الدول الخرى التي تملك طاقات كفيلة
بالدفاع عن القانون الدولي يجب أن تتصدى لي انتهاك للقانون الدولي وبذل جهود فعالة من أجل
ل" (12) .ويجب
ًً شام
استعادة النظام القانوني وتأمينه إذا كان ذلك النتهاك يحمل في طياته خطرا
ً بين
ً واضحا
القول مع ذلك أن نظرية القانون الجنائي الدولي لم تميز في الماضي تمييزا
6
المسؤولية الدولية للدول ،من جهة ،والمسؤولية الجنائية الدولية للشخاص الطبيعيين وصاغت
ً لن هذه المبادئ
مبدأ المسؤولية الجنائية الدولية بشكل مبهم .وكان مثل هذا الموقف مفهوما
ًا
كانت تجتاز مرحلة التكوين في ذلك الوقت .بيد أن التأثير السلبي لمثل هذا الموقف وجد انعكاس
ًا.
ًا ،المر الذي سنتناوله لحق
له في أيامنا هذه أيض
وكانت لمسألة مكانة القانون الدولي الجنائي في النظام العام للقانون أهمية كبيرة من حيث حل
المسائل المحددة النظرية والعملية .وكانت المحاولت الرامية إلى صياغة مفهوم القانون الجنائي
الدولي تستند ول تزال تستند إلى الفكار التالية:
ً في القانون الدولي.
ً مستقل
-1يعتبر القانون الجنائي الدولي فرعا
ً من القانون الدولي.
-2يعتبر القانون الجنائي الدولي جزءا
ً من القانون الجنائي.
-3يعتبر القانون الجنائي الدولي جزءا
ً في القانون.
ً وشامل
ً مركبا
ً مستقل
-4يعتبر القانون الجنائي الدولي فرعا
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع ...........................
ولكي نفهم ونميز المواقف يجب أن ننظر في بعض الفكار التي طرحها ويطرحها من يقفها .على
وجه الخصوص ،كتب الستاذ الروسي ي .كاربيتس الذي يؤيد الفكرة الولى يقول إنه "من
المنطقي استخلص استنتاج مؤداه أن القانون الجنائي الدولي يساعد على التنمية الطبيعية للعلقات
ً من القانون الدولي الذي يعالج مهمات
الدولية .مع ذلك ل يشكل القانون الجنائي الدولي جزءا
أوسع بكثير من مسائل مسؤولية المجرمين القانونية الدولية .ول يجوز اعتبار القانون الجنائي
ً من القانون الدولي العام") (13في رأينا ،أن مثل هذا التحديد لمفهوم القانون الجنائي
الدولي جزءا
ً بين
ً بمعنى أن القانون الجنائي الدولي ،في أساسه ،يعتبر تعاونا
الدولي وجوهره غير صحيح تماما
ً من ذلك وضع القانون
الدول والمنظمات الدولية أي ذوات القانون الدولي .ول يمكن انطلقا
الجنائي الدولي بشكل مصطنع خارج القانون الدولي ،المر الذي يؤكده كاربيتس نفسه في
تعريفه لماهية القانون الجنائي الدولي.
وكان العلماء البارزون الخرون مثل ب .روماشيكن و د .ليفين و أ .تراينين قد طرحوا في
ً عن استقللية القانون الجنائي الدولي كفرع من فروع القانون الدولي.
مؤلفاتهم أفكارا
ً في القانون الدولي فكان الستاذ مايلي
ً شامل
ً مركبا
أما فكرة كون القانون الجنائي الدولي فرعا
والباحثة ل .جالينسكايا) (14من أنصارها إذ أشارا في مؤلفاتهما إلى أن القانون الجنائي الدولي
7
كفرع مستقل في القانون الدولي ليس له وجود ،بل وما هو الموجود هو القانون الجنائي الدولي
كفرع مركب في علم القانون الدولي .ويتمسك الستاذ مايلي بنفس الخط ،إذ وصف القانون
الجنائي الدولي في كتابه المعنون "القانون الجنائي الدولي والمرافعات الجنائية" ،إذ يعترف
بوجود القانون الجنائي الدولي كفرع متكامل مستقل من القانون ،وصفه بـ "مجموعة متكاملة من
القواعد والشروط والحكام القانونية التي تنبثق من واقع خضوع العمال الجرامية حقيقة أو
ً تحت مفعول القوانين الجنائية لعدد من الدول المستقلة بعضها عن البعض من الناحية
افتراضا
السياسية" .لكن لدى مثل هذا التعريف ل تعود إلى القانون الجنائي الدولي إل تلك القواعد أو
الحكام التي تعالج "تصادم" القانونيين الوطنيين أو أكثر وتقتصر على مسائل القانون الجنائي
ً رأي كل من
الدولي على معالجة مسألة مفعول القانون الجنائي في مجال ما .ويكمن في ذلك أيضا
الحقوقيين المشهورين بيل وبوزيا(15).
أما أحد أشهر الحقوقيين الدوليين في أمريكا اللتينية بوستامنتي فيقسم القانون الجنائي الدولي
إلى :القانون العام والقانون الخاص كما هو الحال بالنسبة للقانون الدولي .ويعتقد الباحث أن
القانون الجنائي الدولي العام يجب أن يتولى مسائل تعيين مسؤولية الشخاص المعنويين عن
الجرائم المقترفة من جانبهم (16).غير أن مثل هذا التحديد لمادة القانون الجنائي الدولي ،من
ٍض .كما نعترض على أساس نظرية بوستامنتي حول تقسيم
وجهة نظرنا ،ل يمكن اعتباره مر
القانون الجنائي الدولي إلى قسمين دون التمييز بينها وبين الصنفين من القانون الدولي.
أما علم القانون الروسي فلدى تحليله لنظام القانون ينطلق من أن تقسيم الفرع يجب أن يكون
حسب مادة ضبط العلقات وأسلوبه.
ً للقانون الجنائي الدولي أل وهو:
ويقدم غ .شفارتسينبرغر مفهوما فريدا
-1القانون الجنائي الدولي من حيث الوجه القليمي لتطبيق القانون الجنائي الوطني.
-2القانون الجنائي الدولي بمعنى أحكام القانون الجنائي الوطني التي يعنيها القانون الدولي.
-3القانون الجنائي الدولي بمعنى أحكام القانون الجنائي الوطني التي يسمح القانون الدولي بها.
-4القانون الجنائي الدولي بمعنى القانون الجنائي الوطني الذي يخص المم المتحضرة كلها.
-5القانون الجنائي الدولي بمعنى التعاون الدولي عند تحقيق العدل الجنائي على المستوى
الوطني.
-6القانون الجنائي الدولي في مغزى الكلمة المادي.
إننا نوافق على تعليق الستاذ ي .ريشيتوف على مثل التصنيف) (17بحيث قال إن المعنى الول
والمعنى الخاص من هذا المفهوم متطابقان ،إذ يدور الحديث فيهما عن تعاون الدول في حل
8
الخلفات والنزاعات القانونية عن طريق إما استخدام القواعد الخاصة بحالة النزاع إما عقد
ًا ،فليست للمعنى الثاني والمعنى الثالث علقة
ل .أما ثاني
ً اتفاقيات حول المساعدة القانونية .هذا أو
مباشرة بالقانون الجنائي الدولي لن مادتها تتمثل في أحكام القانون الجنائي الداخلي وإن تنجم
ًا ،يعتبر شفارتسينبرغر من
هذه الحكام عن القانون الدولي ،في نظر غ .شفارتسينبرغر .ثالث
مناصري المذهب الباطل لمسؤولية الدول الجنائية .من هنا ينبع تشاؤمه حيال القانون الجنائي
الدولي بمعنى أهميته بحد ذاته".
هذا وينسب بعض العلماء القانون الجنائي الدولي إلى القانون الجنائي الوطني .ويجب أن نتوقف
عند هذا الموضوع .ومن أجل تبيان بطلن هذا الموقف وخطأه نتناول نظام المحكمة العسكرية
الدولية .تنص المادة 6من النظام على ثلثة أصناف أساسية من الجرائم الدولية هي:
أ -جرائم ضد السلم.
ب -جرائم الحرب.
ج -جرائم ضد النسانية.
إن هذه الجرائم الدولية تتميز بميزة مبدئية جوهرية عن مفهوم عناصر الجريمة المحددة في
القانون الجنائي الوطني من هنا ينجم الختلف في تركيبة عناصر الجريمة.
ل ،يفترض العدوان تنفيذ مجموعة من الجراءات المتعلقة باستخدام مختلف مؤسسات الدولة
ًمث
ومنظماتها وهيئاتها ويشتمل على أعمال القتل الواسعة النطاق ضد السكان المدنيين .والعكس
ً للتشريع الوطني ،مثل القتل أو السرقة أو السلب وغيرها من
بالعكس ،تفترض الجريمة وفقا
ً مثل الطعن بالسكين أو إطلق طلقة نارية منفردة أو السطو على الشقة...إلخ،
ل فرديا
ًالجرائم عم
غير أن العلقة بين القانون الجنائي الدولي والقانون الجنائي الوطني تتمثل من خلل صيرورة
ً من التشريع الوطني .ويتم إنشاء المؤسسات
بعض الحكام المنفردة من القانون الدولي جزءا
والنظم الخاصة في القانون الجنائي الدولي ،بدورها ،على قاعدة المبادئ العامة من القانون الجنائي
ً من طابع الجريمة الدولي أو الوطني .وإذا اعتبر
الوطني .هكذا يجب إجراء التمييز بينهما انطلقا
ً بأن
ً على العلقات الجتماعية السائدة في هذه الدولة بالذات علما
التشريع الوطني جريمة ما تطاول
ً على الطبقة الحاكمة فيها ،فإن الجريمة الدولية من
الفعال الجرامية هي تلك التي تشكل خطرا
ٍ
ّد على أسس المعاشرة الدولية .وينجم عما قيل أن القانون
وجهة نظر القانون الدولي تعتبر تع
ً من القانون الجنائي الوطني.
الجنائي الدولي ل يعتبر جزءا
ً من كون القانون الدولي قد اعترف بمبادئ
وأبدى بعض الحقوقيين البرجوازيين انطلقا
المسؤولية الفردية للشخاص الطبيعيين في نظام محكمة نورنبرغ العسكرية والقرار الخاص
9
الصادر عن الجمعية العامة لمنظمة المم المتحدة في 11ديسمبر عام 1946حول تأكيد مبادئ
القانون الدولي المعترف بها في نظام محكمة نورنبرغ العسكرية ،أبدو رأيهم حول ظهور نوع
جديد من مسؤولية الدولة أل وهي المسؤولية الجنائية .وكان الستاذ بيل من أنشط العاملين على
ً للقانون الجنائي الدولي على شكل ملحق بمؤلفة المعنون
معالجة هذه المسألة ،إذ وضع مشروعا
"الحرب الجرامية ومجرمو الحرب" .وفي هذا العمل سمي الباحث تلك العقوبات التي يجب أن
تنزل بحق الدولة الجانية وهي:
-1العقوبات الدبلوماسية )مثل النذارات وقطع العلقات الدبلوماسية...إلخ(.
-2العقوبات القانونية )مثل مصادرة ممتلكات المواطنين...إلخ( والعقوبات القتصادية )مثل الحصار
القتصادي وفرض الحظر...إلخ(.
-3غيرها من العقوبات الغرامة والحرمان من التمثيل في منظمة دولية لفترة معينة من
الوقت...إلخ ،وحتى نزع الستقلل.
ً بمعنى أنها تنسف ميثاق المم المتحدة ونشاط مجلس المن الذي عهد إليه
وتثير هذه الفكرة جدال
بإصدار قرارات بشأن فرض عقوبات على دول وكذلك سيادة الدول.
ً بمسؤولية الشخاص
وينبغي في الختام ذكر نظرية برجوازية أخرى يبرهن على أساسها استشهادا
الجنائية الدولية من الجرائم ضد السلم وأمن البشرية أي عن التخطيط للحرب العدوانية
وإعدادها وشنها وخوضها .على أن الشخاص ،حسب زعم أصحاب النظرية يعتبرون ذوات )أو أهال(
للقانون الدولي .وينطلق أنصار هذه النظرية ،في رأينا ،من تصورات خاطئة عن تحول القانون
الدولي المزعوم إلى قانون الدولة العالمي الذي يجب أن تصبح الدول والشخاص في آن معا ذوات
له )أو أهال له(.
ل ينحصر موضوع هذا البحث في تناول مسألة الهلية القانونية ،إذ ثمة الكثير من أعمال المؤلفين
الجانب والروس المكرسة لها .في اعتقادنا ،يعتبر مبدأ مسؤولية الشخص الطبيعي الجنائية
ً في القانون الدولي مؤسسة هامة
الدولية من الجرائم ضد السلم وأمن البشرية ،المعترف به حاليا
من مؤسسات القانون الجنائي الدولي.
ً من فروع القانون الدولي وأنظمة قائمة تعتمد
في رأينا ،يعتبر القانون الجنائي الدولي فرعا
قواعده وعلئمه على المصادر التقليدية من القانون الدولي وتضبط التعاون بين الدول في مجال
البحث عن الشخاص الطبيعيين والقبض عليهم ومعاقبتهم وكذلك مسؤولية الدولة والشخاص
بغض النظر عن مكانتهم والتي تعتبر ذوات أو أهال المسؤولية عن الجرائم الدولية وجرائم ذات
الطابع الدولي.
10
* ملحظة" :لقد ذكرنا في دراستنا المذكورة أعله اسم )التحاد السوفييتي( ..والمقصود الفترة
ً فيها على شكل دولة ،أي قبل النهيار".
الزمنية التي كان التحاد السوفييتي موجودا
العرف الدولي
العرف من أهم مصادر القانون الدولي العام ،لنه أوجد معظم قواعد هذا القانون ،ولنه يشمل جميع
الدول التي تعارفت عليه.
ونشأ العرف الدولي بعد أن طبقت الدول لمدة طويلة مجموعة من التصرفات وبصورة متكررة ،ثم
ً في القبول والتعامل ،وإن كان غير جامد يراعي التطور والتبدل.
أصبح إلزاميا
ويفسر الفقهاء أسباب إلزام العرف ،في أنه يستمد قوته من رضى الدول به ،أو لنه خارج عن ارادات
الدول ،التي تلتزم به حتى تدخل في نطاق المجتمع الدولي.
وحتى يقوم العرف الدولي لبد من التكرار والعادة في التعامل معه ،وله صفة عالمية لنه يعالج
أمور عامة تخص جميع الدول.
وينحدر العرف الدولي من مصدرين:
ـ الهيئات الحكومية :ونعني بها سلطات الدولة :التنفيذية التي تشرف على العلقات الخارجية،
والتشريعية التي تضع القوانين الداخلية وبعضها يتعلق بأمور دولية ،والقضائية التي تصدر الحكام
القانونية.
ـ الهيئات الدولية :مثل المؤتمرات الدولية )في مؤتمر فيينا 1815اتفقت الدول المجتمعة على
اتباع نظام معين في ترتيب السفراء ،وفي معاهدات لهاي 1907اتفق على قوانين الحرب.(..
وتساعد المعاهدات الخاصة :معاهدات التحكيم ،ومعاهدات تسليم المجرمين ،والمعاهدات الخاصة
بالقوانين الدولية ..على ظهور الحكام العرفية عندما تبرم بين عدد كبير من الدول وتتضمن
ً مماثلة.
أحكاما
ً لنشوء العرف ،من خلل ما تصدره من
ً أساسيا
كما ويمكن للمحاكم الدولية أن تشكل مصدرا
أحكام ،وقد ظهر أثرها بعد الحرب العالمية الولى بصورة جلية.
* المصدر :مجلة الموقف/العدد 30/1985م
11
له في تصرفاتها ،شأنه في ذلك شأن المعاهدات .وإن كان ثمة فارق بين الساس اللزامي لهذين
المصدرين ،فهو أن رضا الدول صريح في حالة المعاهدات ،في حين أنه ضمني في حالة العرف .
ًا
ويذهب فريق آخر إلى نفي الرضا الضمني للعرف بدليل أن الحكم المستمد من العرف يعد حكم
ً حتى بالنسبة للدول التي نشأت بعد نشوئه وإستقراره ،تلك الدول التي ل يمكن أن ينسب لها
ملزما
الرضا بالخضوع للحكم وقت قيامه .ويصور أصحاب هذا الرأي العرف بأنه أحكام رتبتها حكمة
ً لحكامها ،
الجيال ،وشاع العتقاد لدى أعضاء الجماعة الدولية بوجوب الذعان لها والتصرف وفقا
وذلك لن تنظيم حياة السرة الدولية والمحافظة على بقائها يتطلبان الذعان والخضوع ]. [2
ويضطلع العرف في المجتمع الدولي بوظائف متعددة .فقد يتكيف العرف مع حاجيات كل الدول ،
ً .إلى جانب ذلك يلعب
ً مختلفا
ً جغرافيا
أو بعضها أو لدولتين فقط .ومعنى ذلك أن للعرف نطاقا
ً في استتباب القاعدة القانونية .وقد أقرت محكمة العدل الدولية
العرف من الناحية التقليدية دورا
بوجود عرف إقليمي في قضية اللجوء السياسي المعروفة بقضية )هيادي لتوري( ]. [3
ل; تحديد
ً إن الفقه السلمي يعترف بالعرف ،وينصح بالرجوع اليه في العديد من الحالت ،مث
ً من قبل ،ومعاملت التجارة والسوق والعمل والخدمات وغيرها
مهر الزوجة إذا لم يكن مشروطا
مما تعارف الناس عليه .ويمكن توسيع مفهوم العرف من الدائرة المحلية إلى الدائرة الدولية
ليشمل تأثر الدولة وسلوكها وعلقاتها يالعرف الدولي ،مما ل يخالف الشريعة السلمية .
يقول تعالى )خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين()العراف ، (199 :حيث يؤكد القرآن
على أهمية العراف السليمة والتقاليد الحسنة ،فيدعو الرسول)صلى ال عليه وآله وسلم( إلى أمر
الناس به والتقيد بالعراف والعادات الحميدة ،بإعتبارها من السنن الحسنة في كل مجتمع ،
ولتشجيع الناس على الخير والصلح .يعرف العلمة الطباطبائي العرف بأنه :ما يعرفه عقلء
المجتمع من السنن والسير الجميلة الجارية بينهم بخلف ما ينكره المجتمع وينكره العقل
الجتماعي من العمال النادرة الشاذة ] . [4ويقول الشيخ الطبرسي :أن العرف ضد النكر ،ومثله
المعروف والعارفة وهو كل خصلة حميدة تعرف صوابها العقول ،وتطمئن إليها النفوس ]. [5
ورغم أن مسألة العرف قضية نسبية ،إذ أنها تختلف من مجتمع إلى مجتمع ،ومن زمن إلى زمن
آخر ،فإن المقصود هو العرف الخاص بمجتمع معين في زمن معين .أما في المجتمعات السلمية
ً عليه هو أن ل يخالف أحكام الشريعة ول مفاهيم
ً أو معول
فيشترط في اعتبار العرف مقبول
العقيدة السلمية .
والدول السلمية تأخذ اليوم بالعراف الدولية وتلتزم بها في القانون الدولي وإجراءات المعاهدات
والمفاوضات وغيرها .ويمكن أن نشير إلى احترام الدول السلمية للعرف الدبلوماسي الذي
12
يجري اللتزام به في الزيارات الرسمية واستقبال الوفود الرسمية والمشاركة في المؤتمرات
الدولية وغيرها ]. [6
ويؤيد الفقهاء المسلمون إحترام العراف الدولية كجزء من الواجب السلمي ،فقد جاء في وثيقة
مكة الصادرة في عام 1991أن علماء السلم يدعون »كافة الدول العربية والسلمية ودول العالم
إلى اللتزام بالعهود والمواثيق والعراف الدولية .[7] «...
ً من مصادرها القانونية .فقد نصت
واعتبرت محكمة العدل السلمية الدولية العرف الدولي واحدا
المادة 27ـ ب على ما يلي :
»تسترشد المحكمة بالقانون الدولي والتفاقات الدولية الثنائية أو متعددة الطراف ،أو العرف
الدولي المعمول به ،أو المبادئ العامة للقانون ،أو الحكام الصادرة عن المحاكم الدولية ،أو
مذاهب كبار فقهاء القانون الدولي في مختلف الدول«.
وإذا كان العرف الدولي يسمح بوجود أعراف إقليمية ،فل يبدو هناك عائق لنشوء )عرف إسلمي(
يجري اللتزام به في المعاهدات والتصالت والنشاطات التي تمارسها الدول السلمية .ويمكن أن
ً عليه بفعل الستمرار
يبدأ اللتزام به من قبل الدول السلمية فيما بينها ،حتى يغدو متعارفا
ً ،خاصة وأن الدول السلمية
ً دوليا
بالعمل به ،وتقادم الزمان عليه ،كي يصبح بعد ذلك عرفا
تشكل حوالي ثلث الدول العضاء في منظمة المم المتحدة .والكثير منها لها ثقلها القتصادي
والسكاني والسياسي والستراتيجي .ويمكن التخلص من كثير من العراف الدبلوماسية التي
ً للشخصيات الملتزمة بتعاليم السلم.
تخالف الشريعة السلمية والخلق ،وتسبب إحراجا
منقول
13