You are on page 1of 9

‫المحكمة الجنائية الدولية‬

‫المفهوم والممارسة‬

‫إعداد‬
‫دكتور‪ /‬أحمد إبراهيم مصطفى‬
‫مستشار الكاديمية الملكية للشرطة‬
‫بالرغم من أن فكرة إنشاء محكمة جنائية دائمة ترجع إلى عام ‪ ،1948‬منذ أن دعت الجمعية العامة للمم‬
‫المتحدة لدراسة مدى إمكانية إنشاء جهاز قضائي دولي لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم البادة الجماعية أو غيرها من‬
‫الجرائم الدولية‪ ،‬وقيام اللجنة بالفعل بوضع مشروع نظام أساسي لمحكمة جنائية دولية عام ‪ ،1951‬وتقديمه إلى‬
‫الجمعية العامة للمم المتحدة عام ‪ 1954‬بعد تنقيحه‪ ..‬إل أنه تم إرجاء اتخاذ خطوات حاسمة وجادة نحو إنشاء المحكمة‬
‫على ضوء سلبية المناخ السياسي الدولي‪ ،‬نتيجة تصاعد الحروب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي في ذلك‬
‫الوقت ‪.((1‬‬

‫وقد تواصلت الجهود الدولية لعداد مشروع التفاقية المتعلقة بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬إلى أن انعقد‬
‫المؤتمر الدبلوماسي بالعاصمة اليطالية روما‪ ،‬وانتهى باعتماد ما يسمى نظام روما الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫في ‪ 17‬يوليه عام ‪ ،1998‬بعد موافقة ‪ 120‬دولة على إنشاء المحكمة‪ ،‬وامتناع ‪ 21‬دولة عن التصويت‪ ،‬ومعارضة ‪ 7‬دول‬
‫من بينها أمريكا وإسرائيل‪ ،‬وفتح باب التوقيع على النظام الساسي للمحكمة بدًءا من ‪ 18‬يوليه ‪ ،1998‬حتى ‪ 31‬ديسمبر‬
‫‪ 2000‬بمقر المم المتحدة‪ ،‬وتم اكتمال النصاب المطلوب لعمل المحكمة في ‪ 11‬أبريل ‪ 2002‬ودخلت حيز التنفيذ في‬
‫‪ 1‬يوليه ‪ ،2002‬ول تعد المحكمة أحد الجهزة التابعة لمنظمة المم المتحدة ولكنها شخصية قانونية مستقلة ‪.((2‬‬

‫ما أساسًيا للمحاكم الوطنية في‬


‫وتعتبر المحكمة مكوًنا جوهرًيا من مكونات النظام القانوني الدولي‪ ،‬وإسها ً‬
‫جهودها الرامية لمحاكمة الشخاص المشتبه في ارتكابهم جريمة البادة الجماعية‪ ،‬والجرائم ضد النسانية‪ ،‬وجرائم‬
‫الحرب‪ ،‬وجريمة العدوان‪.‬‬

‫وتجدر الشارة إلى أن النظام الساسي للمحكمة أرجأ اختصاص المحكمة بالنظر في جريمة العدوان لحين‬
‫اعتماد حكم بهذا الشأن يعـرف جريمة العدوان‪ ،‬ويضع الشروط التي بموجبها تمارس المحكمة اختصاصها فيما يتعلق‬
‫بهذه الجرائم ) المادة ‪.( 5/2‬‬

‫ولم تتضمن المادة الخامسة من النظام الساسي لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية بين الجرائم التي تختص بها‬
‫المحكمة‪ ،‬الجريمة الرهابية‪ ،‬ولعل السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى عدم التفاق على تعريف محدد للرهاب‪.‬‬
‫وباستقراء الباب السابع المعنون باسم " العقوبات " من مشروع النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪،‬‬
‫ل‪ ،‬مما يعد نقطة تحول جوهرية في القانون الدولي أسهمت في التقارب‬ ‫يتضح بجلء انتهاجه سياسة عقابية أكثر تفصي ً‬
‫صا طبيعيين أم‬ ‫ً‬ ‫أشخا‬ ‫أكانوا‬ ‫سواء‬ ‫الجناة‬ ‫إزاء‬ ‫دولي‬ ‫اجتماعي‬ ‫فعل‬ ‫رد‬ ‫بوصفه‬ ‫فيما بينه وبين الجزاء في القانون الوطني‪،‬‬
‫معنويين‪ ،‬توقعه السلطة القضائية المختصة‪ ،‬متمثلة في محكمة جنائية دولية‪ ،‬متى ارتضت الدول الطراف ذلك ونسب‬
‫للجاني أي من الجرائم الداخلة في اختصاص المحكمة المذكورة‪.‬‬

‫وسوف ألقي الضوء على حدود اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية من خلل استعراض المطالب التالية ‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬أهمية إدراج جرائم الرهاب ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقرير المسئولية المدنية الدولية للدولة التي ترعى الرهاب‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المسئولية الجنائية الدولية الشخصية عن جرائم الرهاب‪.‬‬

‫السباب الحقيقية لعدم إدراج جرائم الرهاب وإقرار مبدأ المسئولية الجنائية الدولية عن‬ ‫المطلب الرابع ‪:‬‬
‫جرائم الرهاب ضمن اختصاص المحكمة‪.‬‬

‫المطلب الول‬
‫أهمية إدراج جرائم الرهاب ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية‬

‫اقترح الفريق العامل المعني بوضع مشروع نظام أساسي للمحكمة الجنائية الدولية إدخال الفعال الخطيرة‬
‫التي جرمها المجتمع الدولي في أحكام التفاقيات الدولية‪ ،‬ضمن دائرة اختصاص المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬ومن بينها‬
‫جرائم المخدرات الخطيرة والجرائم ضد سلمة الطيران‪ ،‬وهي من الجرائم الرهابية‪ ،‬وأكد الفريق العامل على أن جريمة‬
‫ما دولًيا بوصفها من الجرائم ضد النسانية‪ ،‬وهو ما يجعلها في مصاف‬‫الرهاب من الجرائم الخطيرة التي نالت اهتما ً‬
‫الجرائم المنصوص عليها في المادة ‪/7‬ك من النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية – الفعال اللإنسانية التي‬
‫دا في معاناة شديدة أو في أذى خطير يلحق بالجسم أو بالصحة العقلية أو البدنية – وفضل ً عن ذلك فإن‬ ‫تتسبب عم ً‬
‫المبررات التي قدمت لدراج جرائم الرهاب والمخدرات ضمن اختصاص هذه المحكمة ترجع إلى اعتبارهما من الجرائم‬
‫الدولية‪.‬‬

‫)‬
‫‪ (1‬د‪ .‬أبو الخير أحمد عطية‪ " :‬المحكمة الجنائية الدولية الدائمة "‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.13‬‬
‫)‬
‫‪ (2‬لمزيد من التفصيل حول النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬راجع مركز معلومات المحكمة الجنائية الدولية على‬
‫الشبكة الدولية للنترنت‪.http:// www.icc.arsbic.org/docs - .‬‬

‫‪2‬‬
‫ويرى جانب من الفقه أن إدراج جريمة الرهاب ضمن اختصاص المحكمة هو أفضل سبيل لقمع هذا النوع من‬
‫عا أًيا كانت‬
‫الجرائم‪ ،‬إذ يمكن أن ينال مرتكبو جرائم الرهاب ومن يموله أو يرعاه أو يخطط له أو يسانده عقابًا راد ً‬
‫مواقعهم التي يعملون من خللها‪ ،‬ومن خلل إجراءات قضائية تتوافر فيها المحاكمة الجدية العادلة‪ ،‬وسوف تكون الدولة‬
‫ملتزمة بالتعاون بما هو متاح لديها من معلومات حول هذه النشطة وتمويلها واتصالتها‪ ،‬فضل ً عن المعاونة في أعمال‬
‫التحقيقات والقبض والتفتيش وسماع القوال‪ ،‬وسوف يتعذر على الدول التي تعلن أنها تنبذ الرهاب ول تحميه أو تأويه أن‬
‫تتصرف في الواقع على خلف ما تعلن‪ ،‬أو بما ينـاقض التزامها بالتعاون مع المحكمة التي تمثل العدالة الجنائية الدولية‬
‫والتي تكمل القضاء الوطني ول تتعارض معه‪.((1‬‬

‫وأعتقد أن إدراج جرائم الرهاب ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية الدائمة ضرورة حتمية لعدة‬
‫اعتبارات ‪:‬‬

‫العتبار الول ‪:‬‬


‫ما جاء بالملحق )‪ (E /1‬للوثيقة الختامية لمؤتمر روما‪ ،‬أن مؤتمر المم المتحدة الدبلوماسي للمفوضين بشأن‬
‫إنشاء محكمة جنائية دولية وقد اعتمد النظام الساسي للمحكمة‪ ،‬يعترف بأن أعمال الرهاب والتداول غير المشروع‬
‫للمخدرات هي من الجرائم شديدة الخطورة ولذلك يوصى عند مراجعة نظام المحكمة وفق المادة )‪ (121‬من النظام‬
‫الساسي إدراج جرائم الرهاب وجرائم المخدرات وفق التعريف المتفق عليه في قائمة الجرائم التي تدخل في اختصاص‬
‫المحكمة‪.((2‬‬

‫العتبار الثاني ‪:‬‬


‫ما أكده نظام روما الساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة من أن أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع‬
‫الدولي بأسره يجب أل تمر دون عقاب‪ ،‬وأنه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال من خلل تدابير تتخذ على‬
‫الصعيد الوطني‪ ،‬وكذلك من خلل تعزيز التعاون الدولي في منع هذه الجرائم‪ ،‬ووضع حد لفلت مرتكبي هذه الجرائم من‬
‫العقاب‪.‬‬

‫‪(1‬‬ ‫)‬
‫د‪ .‬عبد العظيم وزير‪ " :‬عضو الوفد المصري في مؤتمر إنشاء المحكمة الجنائية الدولية "‪ ،‬وثائق غير منشورة‪ ،1998 ،‬ص‬
‫‪.3‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬إبراهيم العنانى‪ " :‬إنشاء المحكمة الجنائية الدولية "‪ ،‬دراسة في ضوء نظام روما عام ‪ ،1998‬مجلة المن والقانون‪ ،‬كلية‬
‫الشرطة‪ ،‬دبي‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،‬العدد الول‪ ،‬يناير ‪ ،2000‬ص ‪.256‬‬
‫‪3‬‬
‫العتبار الثالث ‪:‬‬
‫ما يتعلق بمجال تحديد الجرائم التي تدخل في نطاق الختصاص الموضوعي للمحكمة‪ ،‬والتي نصت عليها المادة‬
‫الخامسة من النظام الساسي في الفقرات من أ – د )جرائم البادة الجماعية‪ ،‬الجرائم ضد النسانية‪ ،‬جرائم الحرب‪،‬‬
‫جرائم العدوان( وذلك بالنظر لجسامة هذه الجرائم وخطورة الثار المترتبة عليها‪.‬‬

‫والواقع أن ما يترتب على جرائم الرهاب من تهديد لمن وسلمة المجتمع الدولي‪ ،‬والعتداء على أبسط حقوق‬
‫النسان‪ ،‬وهو الحق في الحياة‪ ،‬يؤكد ضرورة إدراجها ضمن الجرائم ضد النسانية باعتبارها عمل ً غير إنساني يرتكب ضد‬
‫السكان المدنيين‪ ،‬والتي تدخل في نطاق اختصاص المحكمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫تقرير المسئولية المدنية الدولية للدولة التي ترعى الرهاب‬

‫المبدأ الساسي للقانون الدولي هو أنه عندما تخل دولة ما بالتزامات دولية فإنها تكون مسئولة عن نتائج ذلك‬
‫ضا العجز عن اتخاذ الجراء المناسب لتنفيذ التزاماتها‪ ،‬ومنع الضرر عن‬
‫الخلل‪ ،‬وإخلل الدولة بالتزاماتها الدولية يشمل أي ً‬
‫الدول الخرى ومواطني أو مصالح الدول الخرى‪ ،‬تلك المسئولية كانت من الناحية التاريخية ذات طبيعة مدنية‪ ،‬رغم أنه‬
‫كانت هناك جهود لتوسيع المسئوليات الجنائية للدولة‪ ،‬إل أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أثارت السؤال مرة أخرى‪،‬‬
‫صا في ضوء قرار مجلس المن‬ ‫‪((1‬‬
‫هل يجب أن تتضمن مبادئ مسئولية الدولة مفهوم المسئولية الجنائية للدولة ؟‪ ،‬خصو ً‬
‫رقم ‪ 1373‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬سبتمبر ‪2001‬م‪ ،‬بشأن التدابير المتصلة بمكافحة الرهاب على المستوى الدولي‪.‬‬

‫ويمكن تعريف المسئولية الدولية بأنها الجزاء القانوني الذي يرتبه القانون الدولي العام‪ ،‬عند قيام شخص قانوني‬
‫كا للتزام دولي‪ ،‬ومقتضى ذلك‪،‬‬ ‫قا للقانون الدولي العام انتها ً‬
‫دولي بتصرف يتمثل في عمل أو امتناع عن عمل يشكل طب ً‬
‫أن يقوم الشخص القانوني الدولي المنسوب إليه العمل غير المباح دولًيا بالتعويض عما ترتب عن فعله من نتائج‪.((2‬‬

‫وأهم ما يثار في هذا الصدد هو أساس المسئولية المدنية الدولية ‪ ....‬وهل هي مسئولية شخصية تقوم على‬
‫فكرة الخطأ‪ ،‬أم مسئولية موضوعية قوامها الخطر؟‪ ،‬المسئولية القائمة على نظرية الخطأ تتلخص في فكرة بسيطة‬
‫مقتضاها أن الدولة ل تعتبر مسئولة ما لم تخطئ‪ ،‬ومن ثم ل تنعقد مسئوليتها الدولية ما لم يثبت أن الدولة قد ارتكبت‬
‫دا أم نتيجة إهمال‪ ،‬أما المسئولية الموضوعية القائمة على أساس‬ ‫خطأ سبب ضرًرا لغيرها من الدول‪ ،‬سواء أكان متعم ً‬
‫نظرية المخاطر أو تحمل التبعة‪ ،‬فمؤداها أن تنعقد المسئولية إذا ما صدر عن الدولة فعل يمثل خطورة استثنائية ترتب‬
‫عا‪ ،‬فالمسئولية هنا تقوم على الضرر ل الخطأ‪ ،‬فما دام الضرر‬ ‫عليه الإضرار بدولة أخرى‪ ،‬ولو كان الفعل في ذاته مشرو ً‬
‫قد وقع من جراء نشاطها انعقدت المسئولية ولو بغير خطأ منها‪.((1‬‬

‫وبالضافة إلى حدوث الفعل ووقوع الضرر‪ ،‬يلزم هنا وجود علقة سببية بينهما‪ ،‬أي أن تكون النتيجة ناتجة عن‬
‫نشاط هذا الفعل أو أن يكون هذا الفعل سبًبا في حدوث الضرر‪ ،‬وهو أمر ليس محل خلف في الفقه الجنائي الدولي‪.((2‬‬

‫وعلى الرغم من أن القانون الدولي المعاصر يمضي إلى إقرار مسئولية الدولة جنائًيا‪ ،‬وتبنى جانب كبير من‬
‫الفقه الدولي مبدأ المسئولية الجنائية الدولية‪ ،‬وهو ما يستتبع توقيع الجزاءات المتمثلة في وسـائل القسر على الدول‬
‫المنتهكة لللتزام الدولي‪ ،‬وذلك في حالة عدم وفاء الدولة المخـلة بالتزاماتها وإصـلح الضرر الذي أوقعته‪ ،‬إل أن مفهوم‬
‫المسئولية الجنائية للدولة قد لقى قدًرا كبيًرا من المعارضة‪ ،‬كما ظهر جلًيا من حقيقة أن النظام الساسي للمحكمة‬
‫الجنائية الدولية ل يحتوى على نوعية تلك المسئولية‪.‬‬

‫ومع ذلك ففي السنوات الخيرة فرض مجلس المن عقوبات على ليبيا والسودان‪ ،‬على أساس أن الدولتين‬
‫المذكورتين قد أعطت الفرصة للمنظمات الرهابية أن تعمل من اراضيهما‪ ،‬وعلى الرغم من أن المسئولية الجنائية‬
‫للدولة لم يتم إقرارها رسمًيا فقد لحقت العواقب القاسية مع ذلك بالدولتين‪ ،‬كلما قرر مجلس المن أن فعل مثل هذه‬
‫الدولة يشكل انتها ً‬
‫كا للسلم بموجب الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة‪.((3‬‬

‫وللسف الشديد فإن هذه المعادلة ليست بالمعادلة الثـابتة‪ ،‬فقد أدت التـغيرات التي يشهدها المناخ الدولي إلى‬
‫محو القيود التقـليدية‪ ،‬وأصبح بإمكان الحكومات الراعية للرهاب أن تقدم التمويل اللزم للهجمات التي يتم شنها على‬
‫أهداف جديدة خارج حدودها‪.‬‬

‫)‬
‫‪ (1‬د‪ .‬شريف بسيونى‪ " :‬وسائل السيطرة القانونية على الرهاب الدولي "‪ ،‬أبحاث غير منشورة ضمن أعمال الدورة التدريبية‬
‫السادسة بعنوان " الجريمة المنظمة والرهاب ووسائل التعاون الدولى لمكافحتها "‪ ،‬المعهد الدولى للدراسات العليا‪،‬‬
‫سيراكوزا‪ ،‬إيطاليا‪ ،2002 ،‬ص ‪.14‬‬
‫) ‪ (2‬د‪ .‬ماجد إبراهيم علي‪" :‬قانون العلقات الدولية ‪ -‬دراسة في إطار القانون الدولي والتعاون الدولي المني"‪ ،‬الطوبجى‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.99‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬يحيى أحمد البنا‪ " :‬الرهاب والتعاون والمسئولية الدولية "‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة المنصورة‪ ،1998 ،‬ص ‪.11‬‬
‫)‬
‫‪ (2‬د‪ .‬أحمد الرفاعى‪ " :‬النظرية العامة للمسئولية الجنائية الدولية "‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.57‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬شريف بسيونى‪ " :‬وسائل السيطرة القانونية على الرهاب الدولي "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪4‬‬
‫ولم تقتصر التغيرات الجوهرية التي شهدها العالم على مدار العقد الماضي على الجماعات الرهابية وأنشطتها‬
‫فحسب‪ ،‬بل امتدت لتظهر إقبال بعض الدول على تدريب وتجهيز وتوجيه هذه الجماعات كأداة استراتيجية تدعم وترعى‬
‫العمال الرهابية بغرض تحقيق أهدافها السياسية‪ ،‬ومع وقوف أجهزة المخابرات القومية خلف عدد من الجماعات‬
‫ضا‪.‬‬‫الرهابية‪ ،‬أصبحت الغراض السياسية القابعة وراء أعمال الرهاب أكثر غمو ً‬

‫من هنا تأتي الحاجة ملحة إلى تكاتف دولي سريع يعتمد على العداد الجيد والمسبق‪ ،‬من خلل أوراق عمل‬
‫تطرح صيًغا توفيقية لوجهات النظر المختلفة‪ ،‬حول مسئولية الدول التي تأوي قادة الرهاب عن الضرار الناشئة عن‬
‫أفعالهم الرهابية‪ ،‬وللسف المجتمع الدولي تراخى في الستجابة‪ ،‬بل والدهى أن الدول الكبرى مثل‪ :‬أمريكا وبريطانيا‬
‫كانت تقوم بإيواء المشتبهه فيهم وتشجعهم على الرهاب‪ ،‬إلى أن عانت من الهجمات الرهابية هي الخرى‪.‬‬

‫وإذا كان المجتمع الدولي – من أجل ما تقدم – أخذ بالمسئولية الموضوعية كأساس للمسئولية الدولية في‬
‫مجال حماية البيئة‪ ،‬فمن باب أولى ان يعتد بها كأساس للمسئولية المدنية في مجال الحوادث الرهابية‪ ،‬فاستقرار فكرة‬
‫أن الرهاب جريمة دولية يجعل الدولة ضامنة للنظام الدولي واحترامه‪ ،‬ومن ثم تعد مسئولة عن كل نشاط لها ساهم في‬
‫عا في ذاته‪ ،‬وإذا ما انعقدت المسئولية المدنية للدولة التي تأوي الرهاب‪ ،‬فإن‬
‫حادث إرهابي حتى لو كان نشاطًا مشرو ً‬
‫ما‬
‫الثر المترتب على انعقادها أن تتحمل هذه الدولة النتائج في مواجهة الدولة المتضررة من الحادث الرهابي التزا ً‬
‫بإصلح الضرر‪ ،‬ويقصد بإصلح الضرر – في القانون الدولي – كافة التدابير التي يتعين على الدولة المسئولة أن تتخذها‬
‫لعادة الحال إلى ما كان عليه قبل وقوع الفعل الضار‪.((1‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬يحيى أحمد البنا‪ " :‬الرهاب والتعاون والمسئولية الدولية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪5‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫المسئولية الجنائية الدولية الشخصية عن جرائم الرهاب‬

‫حدد النظام الساسي للمحكمة اختصاصها بمحاكمة الشخاص الطبيعيين دون الدول‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه‬
‫صراحة الفقرة الولى من المادة )‪ (25‬من النظام الساسي " يكون للمحكمة اختصاص على الشخاص الطبيعيين عمل ً‬
‫بهذا النظام الساسي "‪.‬‬

‫وعلى ذلك ل تخضع الدول لختصاص المحكمة‪ ،‬ولم تحظ فكرة إخضاع الدولة كشخص معنوي للمسئولية‬
‫الجنائية بالقـبول حتى الن‪ ،‬ولكن اختصاص المحكمة هذا ل يتعارض وإثارة مسئولية الدولة المدنية وإلزامها بتعويض‬
‫الضرار الناشئة عن الفعل المجرم متى ثبتت مسئوليتها عنه‪.((1‬‬

‫ومن استقراء نص المادة ‪ 25‬من النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬يعد الشخص مسئول ً جنائًيا إذا كان‬
‫قد ارتكب الجريمة بمفرده أو بالشتراك مع آخرين‪ ،‬أو أمر بها أو حث أو شجع على ارتكابها‪ ،‬أو ساعد أو ساهم في‬
‫ارتكابها‪.((2‬‬

‫ول يستثنى أي شخص من المسئولية الجنائية بسبب صفته الرسمية مثلما قد يكون وارًدا في القانون الداخلي‬
‫)المادة ‪.(27‬‬

‫وتنعقد المسئولية الجنائية في حق القائد أو الرئيس عن أعمال مرؤوسيه‪ ،‬عندما يتوفر العلم أو تتوافر السباب‬
‫المؤدية لعلمه بأن المرؤوس على وشك ارتكاب أفعال إجرامية‪ ،‬أو أنه قد ارتكب بالفعل مثل تلك الفعال‪ ،‬إل أن الرئيس‬
‫فشل في اتخاذ الجراءات الضرورية والمعقولة لمنع ارتكاب مثل هذه الفعال أو لمعاقبة الجاني )المادة ‪.(28‬‬

‫ويمكن القول إن النظام الساسي لم يأخذ بالحصانة كسبب لنفي المسئولية‪ ،‬فالمحكمة الجنائية الدولية لم‬
‫سا إل لمحاكمة كبار مسئولي الدولة عن الفعال التي اقترفوها والتي يجرمها القانون الدولي‪ ،‬وبالتالي أصبح من‬‫تنشأ أسا ً‬
‫الممكن الن إحالة أي مسئول مهما علت درجته أو وظيفته وإدانته وتنفيذ العقوبة بحقه‪.((3‬‬

‫ول يكون الشخص مسئول ً جنائًيا في ظروف معينة‪ ،‬مثل المرض العقلي‪ ،‬أو أي ظروف أخرى تحول دون تحكم‬
‫هذا الشخص في سلوكه‪ ،‬أو التصرف في حالة الدفاع عن النفس أو إذا كان تحت تأثير إكراه )المادة ‪.(31‬‬

‫وهكذا يتبين لنا من مراجعة النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬أن هناك العديد من القواعد التي تحدد‬
‫المسئولية الجنائية الدولية للفراد المرتكبين للجرائم التي تدخل في نطاق الختصاص الموضوعي للمحكمة‪.‬‬

‫والواقع أن نجاح الجهود الدولية في إقامة قضاء جنائي دولي دائم – المحكمة الجنائية الدولية – تخضع له الدول‬
‫ما‪ ،‬ول غنى عنه لتحقيق الشرعية الدولية‪.‬‬
‫العضاء في المجتمع الدولي‪ ،‬يعد أمًرا مه ً‬

‫ولكن نتيجة لتطور الجريمة الرهابية – حيث أصبحت جريمة عالمية عابرة للحدود – كان من الضروري أن‬
‫تتكاتف الجهود من أجل صياغة سياسة جنائيـة متكاملة للتصدي لشكالها الجديدة‪ ،‬وإلى اكتساب الفرد الشخصية‬
‫القانونية الدوليـة ليكون أهل للمسئولية الجنائية الدولية‪ ،‬وهي من الموضوعات التي أثارت جدل ً فقهًيا ما بين معارض‬
‫ومؤيد‪.((1‬‬

‫أ‪ -‬التجاه المعارض ‪:‬‬


‫(‬
‫رفض أنصار هذا التجاه فكرة وجود أشخاص آخرين غير الدول تتمتع بالصفة القانونية كأشخاص القانون الدولي‬
‫‪ ،(2‬ولتبرير آرائهم تقدموا بحجج عديدة منها أن الفرد غير مخاطب بأحكام هذا القانون إل من خلل دولته‪.‬‬

‫ب‪ -‬التجاه المؤيد ‪:‬‬


‫العتراف بالشخصية القانونية للفرد وأهلية التقاضي وبحقوق النسان‪ ،‬وقيام مسئوليته الجنائية عما يصدر عنه‬
‫وا في المجتمع النساني‪ ،‬ينبغي العمل على حمايته من التعسف وحماية‬ ‫‪((3‬‬
‫من أفعال مخالفة للقانون الدولي ‪ ،‬لكونه عض ً‬
‫‪((4‬‬
‫الخرين من سلوكه الذي يقع بالمخالفة لحكام القانون الدولي العام ‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬على يوسف الشكري‪ " :‬القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير "‪ ،‬ايتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.99‬‬
‫)‪ (2‬المستشار‪ /‬شريف عتلم‪ " :‬المحكمة الجنائية الدولية ‪ -‬المواءمات الدستورية والتشريعية "‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب الحمر‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.43‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬على يوسف الشكري‪ " :‬القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬فائزة يونس الباشا‪ " :‬الجريمة المنظمة في ظل التفاقيات الدولية والقوانين الوطنية "‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪.273‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬ماجد إبراهيم‪ " :‬قانون العلقات الدولية في السلم والحرب "‪ ،‬الطوبجى‪ ،‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ص ‪.42‬‬
‫)‪ (3‬د‪.‬محمد سليم غزوى‪":‬جريمة إبادة الجنس البشري"‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬السكندرية‪ ،‬ط ‪،1982 ،2‬ص ‪.64‬‬
‫)‪ (4‬للمزيد انظر‪ :‬د‪ .‬حامد سلطان‪ ،‬د‪ .‬عائشة راتب‪ ،‬د‪ .‬صلح عامر‪ " :‬القانون الدولي العام "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.83 - 82‬‬
‫‪6‬‬
‫ومبدأ المسئولية الجنائية الدولية الشخصية أصبح من المبادئ المستقرة في ضمير الجماعة الدولية‪ ،‬مما‬
‫يستلزم أن يأخذ طريقه للتطبيق العملي على نحو أكثر فعالية‪ ،‬ول يبقى مجرد عمل إنشائي في دائرة العدالة الجنائية‪،((1‬‬
‫ويصدق ذلك بالنسبة للجرائم الرهابية التي تعد من طائفة الجرائم ضد النسانية لنتهاكها أهم الحقوق النسانية‪ ،‬وأولها‬
‫حق النسان في أن يحيا بسلم‪.‬‬

‫ولكن قصر اختصاص المحكمة على الجرائم التي حددتها المادة )‪ (5‬من النظام الساسي‪ ،‬دون إدراج الجرائم‬
‫الرهابية باعتبارها مـن الجرائم التي تهدد أمن وسلمة المجتمع الدولي‪ ،‬وتدخـل في نطـاق الجـرائم ضد النسـانية‬
‫باعتبارها عمل ً ل إنساني يرتكب ضد السـكان المدنيين وعدم إقرار مبدأ المسئولية الجنائية الدوليـة تجاه أحد أشخاص‬
‫القانون الجنائي الدولي إذا ارتكب إحدى الجرائم الرهابية‪ ،‬أمـر يتطلب إعادة النظر في النظام الساسي للمحكمة‬
‫الجنائية الدولية‪.‬‬

‫ولذلك كانت هناك ضرورة للنص على مبدأ المسئولية الجنائية الدولية عن جرائم الرهاب في النظام الساسي‬
‫للمحكمة‪ .‬فلشك أن هناك بعض الفعال الخطرة التي ل يمكن الموافقة عليها أبدًا‪ ،‬والتي ترتب بالتالي تلك المسئولية‪.((2‬‬
‫ولكن نفاذ وحسن تطبيق العقوبة المترتبة على ثبوت المسئولية الجنائية الدولية الشخصية يعود لرادة الدول أطراف‬
‫الجماعة الدولية‪.((3‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫السباب الحقيقية لعدم إدراج جرائم الرهاب وإقرار مبدأ المسئولية الجنائية الدولية‬

‫إن تبرير عدم إدراج جرائم الرهاب وعدم إقرار مبدأ المسئولية الجنائية الدولية عن هذه الجرائم ضمن النظام‬
‫الساسي للمحكمة‪ ،‬يرجع إلى القلق المريكي من عدم القدرة على التحكم في الحكام التي تصدرها المحكمة‪ ،‬حيث‬
‫إنها ل تخضع للفيتو المريكي‪ ،‬كما هو الحال في مجلس المن‪ ،‬على الرغم من الحصول على عدة تنازلت تمت الموافقة‬
‫عليها‪ ،‬منها حق مجلس المن في إحالة القضايا بموجب الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة إلى المحكمة للتحقيق‪،‬‬
‫وطلب إرجاء التحقيق أو المقاضاة لمدة اثني عشر شهًرا قابلة للتجديد )المادة ‪.((4(16 ،13‬‬

‫وا‬
‫كما يرجع إلى رفض المجتمع الدولي منح مجلس المن الدولي – الذي تشكل الوليات المتحدة المريكية عض ً‬
‫ما فيه يتمتع بحق النقض – الشراف على الحالت التي تنظر فيها المحكمة‪.‬‬
‫دائ ً‬

‫حا في سعي حكومة الوليات المتحدة المريكية لبرام اتفاقيات ثنائية مع أكبر عدد‬
‫ولقد ظهر هذا المر واض ً‬
‫ممكن من الدول‪ ،‬بغرض إعفاء مسئوليها من الخضوع لية إجراءات تجريها المحكمة بشأن ارتكاب البادة الجماعية أو‬
‫الجرائم ضد النسانية أو جرائم الحرب‪ ،‬وهي ما تسمى باتفاقيات الفلت من العقاب أو اتفاقيات الحصانة من العقاب‪.((1‬‬

‫وخلصة القول إن النتهاكات والفظائع والهوال البشعة وإرهاب المدنيين‪ ،‬والمخالفات الجسيمة التي يرتكبها‬
‫العدو الصهيوني في فلسطين وترتكبها الوليات المتحدة المريكية في العراق‪ ،‬والتي تعد من أخطر الجرائم التي ترتكب‬
‫ضد النسانية‪ ،‬هو الذي دفع السياسة المريكية إلى عدم إدراج الجرائم الرهابية – على اعتبار أنها من الجرائم ضد‬
‫النسانية – وإقرار مبدأ المسئولية الجنائية الدولية ضمن النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫ويترتب على توافر أو ثبوت المسئولية لحد أشخاص القانون الجنائي الدولي توقيع الجزاء الجنائي الدولي‬
‫المناسب على من يثبت في حقه المسئولية‪ ،‬وقد يكون الجزاء ذا طابع مدني مثل التعويض عن الضرر في صورته العينية‬
‫أو المالية أو ذا طابع أدبي مثل الترضية‪ ،‬وقد يكون ذا طابع قسري عقابي مثل إنزال العقوبات على شخص مرتكب‬
‫الفعل غير المشروع دولًيا‪ ،‬ويستلزم لتوقيع العقوبة الجنائية ثبوت المسئولية الجنائية الدولية‪ ،‬وهذا بالطبع يستلزم خضوع‬
‫الفعل المرتكب لنص تجريمي يكسبه الصفة غير المشروعة‪ ،‬بالضافة إلى عدم خضوع الفعل المجرم لسبب من أسباب‬
‫نفي المسئولية‪ ،((2‬وعلى ذلك فان المر يقتضي بالضرورة إدراج جرائم الرهاب ضمن اختصاص المحكمة الجنائية‬
‫الدولية‪ ،‬فضل ً عن إقرار المسئولية الجنائية الدولية على أحد أشخاص القانون الجنائي الدولي الذي يثبت مسئوليته‬
‫الجنائية عن السلوك الذي تضمن ارتكاب إحدى جرائم الرهاب بشكل فردي أو جماعي ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من هذا الفيض التشريعي العارم دولًيا وإقليمًيا في مجال مكافحة الرهاب‪ ،‬إل أن هذه الجهود‬
‫الدولية أخفقت في وضع عقوبات دولية على ممارسة الدول للرهاب‪ ،‬أو الوصول إلى إقرار أداة قانونية دولية ترتكز‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬محمد حافظ غانم‪ " :‬المسئولية الدولية "‪ ،‬بحث مقدم لمعهد الدراسات العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،1962 ،‬ص ‪.33‬‬
‫(‬
‫‪2) J.Brohmer, State Immunity and Human Rights, M.Nijhoff, Th Hague, 1997, P. 243.‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬أحمد الرفاعي‪ " :‬النظرية العامة للمسئولية الجنائية الدولية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫)‪ (4‬وبمنح هذه الصلحية لمجلس المن تصبح لديه الصلحيات ذات التأثير الدولي‪ : (1) :‬وهي الصلحية السياسية المتمثلة في حق‬
‫التدخل المباشر لحفظ السلم والمن الدوليين والمخولة له بموجب الفصل السابع من الميثاق‪ ،‬وكذلك استخدام حق الفيتو‪ :(2 )،‬وهي‬
‫صلحية قضائية تتمثل في إرجاء التحقيق والمقاضاة‪ ،‬وبذلك تصبح الدول الدائمة العضوية في مجلس المن – وعلى رأسها‬
‫الوليات المتحدة المريكية – بمثابة القوة المحركة للنظام السياسي والقضائي على المستوى الدولي‪ ،‬وهو أمر ل يمكن تصوره في‬
‫ظل غياب توازن القوى في النظام العالمي الجديد‪ ..‬راجع د‪ .‬عبد الفتاح محمد سراج‪" :‬مبدأ التكامل القضائي الجنائي الدولي "‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.111‬‬
‫)‪ (1‬الموقع اللكتروني لمنظمة العفو الدولية ‪. File // A : Us Threats To Th ICC -Htm :‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬أحمد الرفاعي‪ " :‬النظرية العامة للمسئولية الجنائية الدولية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪7‬‬
‫على القاعدة العريضة ممثلة في منظمة المم المتحدة‪ ،‬إل أننى أرى ضرورة أن يطرح على الساحة الدولية التساؤل‬
‫حول مسئولية الدول التي تأوي قادة الرهاب عن الأضرار الناشئة عن أفعالهم الرهابية‪ ،‬وهذا اللتزام الدولي يقرر‬
‫لضروريات المصلحة المشتركة لجميع الدول في مواجهة الرهاب المنظم‪ ،‬ويجد أساسه القانوني في المبادئ العامة‬
‫للقانون الدولي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم العناني‪ " :‬إنشاء المحكمة الجنائية الدولية "‪ ،‬دراسة في ضوء نظام روما عام ‪ ،1998‬مجلة‬ ‫‪.1‬‬
‫المن والقانون‪ ،‬كلية الشرطة‪ ،‬دبي‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،‬العدد الول‪ ،‬يناير ‪.2000‬‬
‫د‪ .‬أبو الخير أحمد عطية‪ " :‬المحكمة الجنائية الدولية الدائمة "‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫د‪ .‬أحمد الرفاعي‪ " :‬النظرية العامة للمسئولية الجنائية الدولية "‪ ،‬كليـة الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.2005‬‬
‫د‪ .‬حامد سلطان‪ ،‬د‪ .‬عائشة راتب‪ ،‬د‪ .‬صلح عامر‪ " :‬القانون الدولي العام "‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫القاهرة‪.1978 ،‬‬
‫د‪ .‬شريف بسيونى‪ " :‬وسائل السيطرة القانونية على الرهاب الدولي "‪ ،‬بحث غير منشور ضمن أعمال‬ ‫‪.5‬‬
‫الدورة التدريبية السادسة بعنوان " الجريمة المنظمة والرهاب ووسائل التعاون الدولي لمكافحتها "‪ ،‬المعهد‬
‫الدولي للدراسات العليا‪ ،‬سيراكوزا‪ ،‬إيطاليا‪.2002 ،‬‬
‫المستشار‪ /‬شريف عتلم‪ " :‬المحكمة الجنائية الدولية – المواءمات الدستورية والتشريعية "‪ ،‬اللجنة‬ ‫‪.6‬‬
‫الدولية للصليب الحمر‪ ،‬ط ‪.2004 ،2‬‬
‫د‪ .‬عبد الفتاح محمد سراج‪" :‬مبدأ التكامل القضائي الجنائي الدولي "‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪.2001‬‬
‫د‪ .‬علي يوسف الشكري‪ " :‬القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير "‪ ،‬ايتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪.2005‬‬
‫د‪ .‬فائزة يونس الباشا‪ " :‬الجريمة المنظمة في ظل التفاقيات الدولية والقوانين الوطنية "‪ ،‬دار‬ ‫‪.9‬‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫د‪ .‬ماجد إبراهيم علي‪" :‬قانون العلقات الدولية – دراسة في إطار القانون الدولي والتعاون الدولي‬ ‫‪.10‬‬
‫المني"‪ ،‬الطوبجي‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫د‪ .‬ماجد إبراهيم‪ " :‬قانون العلقات الدولية في السلم والحرب "‪ ،‬الطوبجي‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫د‪ .‬محمد حافظ غانم‪ " :‬المسئولية الدولية "‪ ،‬بحث مقدم لمعهد الدراسات العربية‪ ،‬جامعة الدول‬ ‫‪.12‬‬
‫العربية‪.1962 ،‬‬
‫د‪ .‬يحيى أحمد البنا‪ " :‬الرهاب والتعاون والمسئولية الدولية "‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة المنصورة‪.1998 ،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫د‪.‬محمد سليم غزوى‪":‬جريمة إبادة الجنس البشري"‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬السكندرية‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫‪.14‬‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.64‬‬

‫ثانًيا‪ :‬المراجع الجنبية‪:‬‬

‫‪1.‬‬ ‫‪J.Brohmer, State Immunity and Human Rights, M.Nijhoff, Th Hague, 1997.‬‬

‫المواقع اللكترونية ‪:‬‬


‫موقع منظمة العفو الدولية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مركز معلومات المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪9‬‬

You might also like