Professional Documents
Culture Documents
كلية الحقوق
الدراسات العليا
بحث في:
ومن ال التوفيق...
- 1انظر :د-:نبيل اسماعيل عمر ،التحكيم في المواد المدنية والتجارية والوطنية والدولية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الزاريطة ،2004،ص .3
وإذا كان التحكيم يعتبر اليوم مسارا للفصل في المنازعات إلى جانب مسار القضاء،
فإن البشرية قد عرفت التحكيم قبل أن تعرف القضاء.وللتحكيم فوائد كثيرة منها على
سبيل المثال البعد عن إجراءات التقاضي المطولة التي قد تصل إلى سنوات عدة لن
التحكيم مشروط بمدة معينة يجب أن ينتهي خللها وهى مدة 12شهور يجوز مدها 6
شهور أخرى فقط ما لم يتفق الطرفين في التفاق على غير ذلك .1أما النزاع أمام
المحكمة قد يطول لسنوات ويزيد من العباء المالية والقتصادية على أطراف
ً أنه يخضع في جميع أجزائه إلى اتفاق الطراف بدءا
النزاع.ومن فوائد التحكيم أيضا
من تحرير مشارطة التحكيم وتحديد الجراءات والقانون الواجب التطبيق حتى اختيار
المحكمين ومدة التحكيم وليس للقانون تدخل في التحكيم ،إل إذا كان يكمل إرادة
الطراف في حالة عدم التفاق على أمر معين،وغير ذلك من المزايا التي سأتناولها في
ّرف التحكيم في المطلب الول.
المطلب الثاني لهذا المبحث،بعد أن أع
المطلب الول :تعريف التحكيم.
لم تتعرض غالبية النظمة القانونية ،ومنها القانون العماني والمصري إلى تعريف
التحكيم وذلك تلفيا لصعوبات وضع التعريف واكتفت بالشارة إلى عناصر التحكيم
2
ومفترضاته ،
والتحكيم في اللغة معناه التفويض في الحكم ،فهو مأخوذ من حكم )وأحكمه
فاستحكم( أي صار )محكما (في ماله ،تحكيما إذا جعل إليه الحكم فيه )فاحتكم (عليه في
3
ذلك.
ويقول ابن منظور في لسانه ":حكموه بينهم:أمروه أن يحكم بينهم ،ويقال حكمنا
فلنا فيما بيننا أي أجزنا حكمه بيننا ".
- 1تنص المادة 1\45من قانون اتحكيم العماني بالقول":على هيئة التحكيم اصدار الحكم المنهي للخصومة خلل الميعاد الذي اتفق عليه الطرفان.فإن لم يوجد
اتفاق وجب أن يصدر خلل اثني عشر شهرا من تاريخ بدء إجراءات التحكيم.وفي جميع الحوال يجوز أن تقرر هيئة التحكيم مد الميعاد على أل تزيد فترة المد
على ستة أشهر مالم يتفق الطرفان على مدة تزيد على ذلك.
- 2انظر :د-:أحمد أبو الوفا ،التحكيم الختياري والجباري ،منشأة المعارف ،السكندرية ،الطبعة الخامسة ،1988،ص 15
- 3انظر :مختار الصحاح ،ص ،148انظر كذلك :القاموس المحيط ،ج ،4ص .98
أما التحكيم في الصطلح الشرعي فيقصد به":تولية الخصمين حكما يحكم بينهما ،أي
اختيار ذوي الشأن شخصا أو أكثر للحكم فيما تنازعا فيه دون أن يكون للمحكم ولية
1
القضاء بينهما ".
بينما يقصد بالتحكيم في الصطلح القانوني ،2اتفاق أطراف علقة قانونية معينة ،
عقدية أو غير عقدية ،على أن يتم الفصل في المنازعة التي ثارت بينهم بالفعل ،أو التي
3
يحتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكين .
ّرف التحكيم بأنه اتفاق على طرح نزاع على شخص معين أو أشخاص
أو باختصار يع
4
معينين ليفصلوا فيه دون المحكمة المختصة.
كما ينصرف لفظ التحكيم كما ورد في قانون التحكيم العماني رقم 97\47م وفي
قانون التحكيم المصري رقم 97\9م في المادة 1\4إلى التحكيم الذي يتفق عليه طرفا
النزاع بإرادتهما الحرة سواء كانت الجهة التي تتولى إجراءات التحكيم ،بمقتضى اتفاق
5
الطرفين ،منظمة أو مركز دائم للتحكيم أو لم يكن كذلك .
- 1انظر :عبد الفتاح مراد ،شرح تشريعات التحكيم الداخلي والدولي،بدون تاريخ للنشر،أو مكان النشر ،ص .19
- 2ورد في الباب الثاني من قانون التحكيم العماني تعريفا لتفاق التحكيم حيث نصت المادة 10الفقرة 1بالقول "اتفاق التحكيم هو التفاق الذي يقرر فيه طرفاه
على اللتجاء إلى التحكيم لتسوية كل أو بعض المنازعات التي نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما بمناسبة علقة قانونية معينة عقدية كانت أو غير عقدية ".ولهذا
النص مقابله أيضا في القانون المصري المادة .1\10
- 3انظر :د -:محمود مختار أحمد بريري ،التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية،القاهرة ،1999،ص .5
- 4انظر :د -:عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود الدارية الداخلية والدولية،دار الفكر الجامعي ،السكندرية ،الطبعة الولى ،2006 ،
ص .12
5
-لهذا النص ما يقابله في قوانين التحكيم العربية أو يقاربه حيث تنص المادة 203/1من القانون الماراتي على انه "يجوز للمتعاقدين بصفة عامة
أن يشترط في العقد الساسي أو باتفاق لحق عرض ما قد ينشأ بينهم من النزاع في تنفيذ عقد معين على محكم أو أكثر كما يجوز التفاق على
التحكيم في نزاع معين بشروط خاصة".
وتنص المادة 233من القانون البحريني على انه "يجوز للمتعاقدين أن يشترطوا بصفة عامة عرض ما قد ينشأ بينهم من النزاع في تنفيذ عقد معين
على محكمين .ويجوز التفاق على التحكيم في نزاع معين بوثيقة تحكيم خاصة".
وتقضي المادة 506من القانون السوري بأنه " -1يجوز للمتعاقدين أن يشترطوا بصفه عامة عرض ما قد ينشأ بنهم من النزاع في تنفيذ عقد معين
على محكم واحد أو أكثر؛ -2يجوز التفاق على التحكيم في نزاع معين وبشروط خاصة".
وتقضي المادة ) (1من نظام التحكيم السعودي بأنه "يجوز التفاق على التحكيم في نزاع معين قائم ،كما يجوز التفاق مسبقًا على التحكيم في أي
نزاع يقدم نتيجة تنفيذ عقد معين".
وتنص المادة ) (190/1من القانون القطري بأنه يجوز التفاق على التحكيم في نزاع معين بوثيقة تحكيم خاصة .كما يجوز التفاق على التحكيم في
جميع المنازعات التي تنشأ من تنفيذ عقد معين".
وتقضي المادة ) (262من القانون اللبناني بأنه "يجوز للمتعاقدين أن يدرجوا في العقد التجاري أو المدني المبرم بينهم بندًا ينص على أن تحل
بطريق التحكيم جميع المنازعات القابلة للصلح التي تنشأ عن تنفيذ هذا العقد او تفسيره".
كما تنص المادة ) (765من القانون اللبناني بأن العقد التحكيمي عقد بموجبه يتفق الطراف فيه على حل نزاع قابل للصلح ناشئ بينهم عن طريق
تحكيم شخص او عدة اشخاص".
وإن كنا نسلم بأهمية التحكيم بالنظر إلى عناصره ،إل أننا ل نسلم بأن هدف التحكيم
هو إقامة العدل والحفاظ على السلم بين الخصوم ،أي حل النزاع مع رغبة في
المصالحة والبعد عن لدد الخصومة .فهذا المعنى يتحقق في كافة سبل التسوية الودية
من التفاوض إلى التوفيق والصلح ومن ثم ل يصلح معيارا لتعريف التحكيم أو تحديد
الهدف منه .فالتحكيم يقوم على عدة عناصر تتكاتف معا لتحديد مضمونه والهدف،قد ل
يكون أي منها كافيا في ذاته لتحقيق هذا الغرض ،وليس حاسما في تعريف عملية
التحكيم ،غير أن هذه العناصر مجتمعة تحدد هدف التحكيم وتعرفه.ومن هذه العناصر:
*إفصاح إرادة الطراف عن اختيار التحكيم كأسلوب وحيد لفض النزاع .
*وضوح التفاق وعناصره إلى اتجاه نية الطراف إلى اختيار نظام التحكيم.
1
*الفصاح عن وجوب صدور حكم ملزم لطرافه .
وعند تخلف أحد هذه العناصر يفقد التحكيم أحد ركائزه التي تسهم في تعريفه
لينسحب التحكيم تاركا مكانه لغيره من النظمة ،وننتهي إلى تعريف التحكيم بأنه":
اتفاق الطراف على تفويض المحكم سلطة حسم النزاع بحكم ملزم وقابل للتنفيذ".
فهذا التفاق النابع من السلطة التعاقدية للطراف يرتب التزاما عليهم بالتعاون في
إحالة النزاع للتحكيم ومتابعته ،ويمنح كل الطرفين الحق في اللجوء إلى
التحكيم.والتفاق على حسم النزاع أمر جوهري في تعريف التحكيم لنه يميزه عن
غيره من النظمة التفاقية التي قد تتشابه معه إل أنها ل تحسم النزاع كالتوفيق
والوساطة بما يعنيه من إمكانية العودة إلى مناقشته مرة أخرى.والقوة اللزامية للقرار
هي جوهر التحكيم ،فهي تعني حجية الحكم الصادر كما تعني إمكان تنفيذه جبرا 2رغما
3
عن الطراف طالما توافرت شروط صحته.
- 1انظر:د-:هدى محمد عبدالرحمن ،دور المحكم في خصومة التحكيم،دار النهضة العربية،1997،ص .54
- 2نصت المادة 55من قانون التحكيم العماني ":تحوز أحكام المحكمين الصادرة طبقا لهذا القانون حجية المر المقضي وتكون واجبة النفاذ بمراعاة الحكام
المنصوص عليها في هذا القانون".
- 3انظر :د-:عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة ،مرجع سابق ،ص .12
والتحكيم اصطلح عام يقترن به مسميات فرعية تختلف بحسب المنازعة التي يراد
حسمها،فإذا كانت المنازعة تجارية سمي بالتحكيم التجاري وإذا كانت المنازعة مدنية
أطلق عليه تحكيما مدنيا ،وإذا كانت المنازعة إدارية سمي التحكيم إداريا .1
كما أن اتفاق الطراف على التحكيم قد يكون قبل حدوث أي خلفات بينهم ،فيرد
اتفاقهم في هذه الحالة في شكل شرط أو بند من بنود العقد أو التفاق الذي ينظم
علقتهم الصلية ،وقد يحررون وثيقة أو اتفاقا مستقل ،يضمنونه اتفاقهم على إحالة
ما قد يثور بينهم من منازعات بمناسبة العقد الصلي إلى التحكيم .والصفة المشتركة
بين الصورتين أن التفاق على التحكيم له طابع التحسب للمستقبل ،ويسمى مثل هذا
التفاق في صورتيه بشرط التحكيم .ويجوز للطراف النتظار ،فإذا ما شجر نزاع
بينهم قاموا بإبرام اتفاق على إحالته للتحكيم ،ويسمى هذا التفاق بمشارطة أو وثيقة
2
التحكيم .
ولجوء الفراد إلى التحكيم له مبرراته ،وأسبابه ،وبمعنى آخر خصائص التحكيم
ومزاياه جعلت الحاجة إليه أكثر من القضاء وذلك ما سأتناوله في المطلب التالي.
التحكيم والقضاء العام في الدولة شريكان في تحقيق هدف واحد هو تسوية المنازعات
وإن اختلف الول عن الثاني في أنه يستند إلى إرادة طرفي النزاع كأساس لقيامه ،
حيث تتجه تلك الرادة إلى التحكيم لتسوية المنازعات الحالية أو المستقبلية بصدد
موضوع معين بحكم ملزم لطراف المنازعة ،مفضلة بذلك نظام التحكيم عن اللجوء
إلى القضاء وذلك لما يتسم به التحكيم من المميزات التالية -:
أ-التحكيم أداة لقامة العدل بين الناس وأنه عمل قضائي يجري خارج نطاق المحاكم
فهو قضاء خاص يقوم على أساس تراضي طرفي النزاع وقبولهما لحكم المحكمين
وبعبارة أخرى يقوم التحكيم على تصرف قانوني يتمثل في عقد التحكيم والذي يفيد
- 1انظر:علي طاهر البياتي ،التحكيم التجاري الدولي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،عمان،2006،ص .23
- 2انظر :د-:محمود مختار أحمد بريري،مرجع سابق ،ص .6
بالتزام الخصوم بالمتناع عن طرح النزاع أمام القاضي المختص به واللتزام بطرحه
1
أمام المحكمين لصدار حكمهم فيه.
فهو يكشف عن رغبة الطراف في حسم ما قد يثور بينهما من خلفات ،وينزع إلى حد
ّكم يعرف أنه أمام
كبير صفة الخصومة ويقضي على وسائل المطل واللدد .والمح
أطراف علقة قانونية ،قد ل تنتهي بانتهاء التحكيم ،وإنما قد يكون الحكم مهيئا لمكان
استئناف واستمرار علقاتهم ،فالمحكم ل يدين بقدر ما يرجح وجهة نظر أو تفسير
طرف على وجهة نظر أو تفسير الطرف الخر ،لشرط من شروط العقد أو للتزام من
2
اللتزامات الناشئة عنه.
ب-تمكين أطراف النزاع من اختيار من يصدرون حكما فيه ،وهي ميزة ينفرد بها
التحكيم يفتقدونها في حالة اللجوء إلى القضاء حيث ل يملك الخصم اختيار قاضيه.
ويحقق تمكين أطراف النزاع من اختيار هيئة التحكيم ميزة هامة ،تتمثل في ثقتهم
في هؤلء المحكمين الذين وقع عليهم الختيار لسيما إذا كان النزاع متعلق بمسائل
فنية يصعب على القاضي الفصل فيها دون إحالتها إلى خبير في الموضوع محل
المنازعة المر الذي قد يستغرق وقتا قد يطول رغم ما لهذا الوقت من أهمية بالنسبة
لطراف النزاع ناهيك عن إجهادهم ماليا ،في أمر من شأن لجوئهم للتحكيم للفصل فيه
3
أن يغنيهم عن ذلك.
ّكم على خلف القاضي ،ل يلزم أن يكون رجل قانون ،فالطراف يمكنهم اختيار
فالمح
محكم له خبرة في مجال النشاط الذي يتعلق به النزاع ،فقد يكون مهندسا أو طبيبا أو
رجل أعمال ،مما يجعله مؤهل لفهم وإدراك طبيعة النزاع والمساك بمقطع النزاع
دون أن يكون مضطرا للستعانة بالخبراء وهو أمر ل غنى عنه إذا كان النزاع معروضا
على القضاء .حقا أن القاضي في النهاية هو الخبير العلى ،ولكن تعقد وتنوع المعاملت
التجارية الدولية مثل وتعلقها بعقود تتضمن شروطا وتفاصيل فنية معقدة ،تضطر
القاضي للستعانة بالخبراء وإعداد تقارير فنية ،ل شك أن المحكم الخبير أقدر على
- 1انظر :د -:طالب حسن موسى ،قانون التجارة الدولية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2005،ص .234
- 2انظر :د -:محمود مختار أحمد بريري ،مرجع سابق ،ص .8
- 3انظر:د -:عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة ،مرجع سابق ،ص .22
استيعابها من رجل القانون ،وسيكون مصدر الطمأنينة وثقة الطراف في القرار الذي
سيصدره في النزاع ،فضل عما توفره له خبرته الفنية من قدرة على التصدي ومنع
1
إطالة أمد النزاع عن طريق تقديم تقارير الخبراء المتضادة من قبل أطراف النزاع.
ج -بساطة الجراءات وسرعة القرار-:
إجراءات التحكيم بسيطة حيث يحدد أطراف النزاع تلك الجراءات ،المر الذي يؤدي
إلى سرعة إصدار قرار التحكيم ،فالمحكم يمكن أن يكون متفرغا للفصل في النزاع
المحكم فيه بينما القاضي مدعو للفصل في منازعات عديدة2؛والمحكم مدعو إلى القيام
بمهمته في خلل مهلة محددة يتفق عليها الخصوم وعادة ما تكون قصيرة بينما القاضي
ّمما ييسر للمحكم إنجاز مهمته خلل هذه المهلة هو
ل يتقيد بأي مهلة من هذا النوع ؛و
إمكانية لجوئه إلى إجراءات سريعة وبسيطة بدل من تطبيق أصول المحاكمات العادية
وما تنطوي عليه من شكليات زمانية يفرضها القانون على القاضي ،3إضافة لما في
التحكيم من اختصار لدرجات التقاضي ،حيث تصدر هيئة التحكيم حكم بات غير قابل
4
للطعن فيه من حيث الموضوع وقابل للتنفيذ الفوري.
د-السرية -:
القضاء العادي تتصف إجراءاته بالعلنية وهو أمر قد ل يفضله أطراف النزاع ،
لما تؤدي إليه تلك العلنية من كشف لسرارهم المهنية أو لمركزهم القتصادي الذي
يلحق بهم ضررا قد تفوق جسامته خسرانهم للدعوى5.فإذا ما تعلق المر مثل بتنفيذ
متأخر أو معيب ،فإن المدعي عليه يعلق أهمية كبيرة على بقاء أمر التأخير أو العيب
وبالمثل إذا ما تعلق محجوبا عن منافسيه من ناحية وعن عملئه من ناحية أخرى.
المر بدعوى عدم مطابقة محل العقد للمواصفات المتفق عليها.ثم انه في العقود
الكثر تعقيدا ،والتي يكون في الغالب محلها منتجا جديدا ،تكون السرية أكثر لزوما
لذلك فإنهم يجدون في اللجوء للتحكيم بغيتهم حيث أن إرادتهم هي التي تحدد
إجراءاته ،ولهم-إذا أرادوا ذلك -جعل كافة إجراءات التحكيم سرية،إذا رأوا أن في
علنيتها ما يلحق بهم الضرر وهو المر الذي ل يملكونه في حالة التقاضي أمام القضاء
المر بالحفاظ على الداب العامة أو العادي والذي ل تكون جلساته سرية إل إذا تعلق
2
أمن الدولة الخارجي أو الداخلي وفق تقدير المحكمة المنظور أمامها النزاع.
هح -قلة كلفة التحكيم بمقارنتها مع مصاريف التقاضي أمام المحححاكم ،لكححن عنححدما
يكون التحكيم دوليا هنا قد تكثر المصاريف ففي هذه الحالة ،قد يكون كل من أعضححاء
هيئة التحكيم )الثلثححة مثل( وأطححراف النححزاع والمحححامين مححن جنسححيات مختلفححة ،أو
مقيمين في دولة مختلفححة ،ممححا يعنححي زيححادة مصححاريف التحكيححم بالنسححبة لتنقلتهححم
واجتماعاتهم في مكان معين .هححذا بالضححافة لتعححاب المحكميححن والمصححاريف الداريححة
الخاصة بالمركز الذي ينظم التحكيم حيث يكون التحكيم مؤسسيا .وعلى الغلب ،فححان
هذه التعاب والمصاريف تتناسب طرديا مع قيمة النزاع ،بحيححث يححزداد مقححدارها كلمححا
زادت هذه القيمة .كما أن التحكيم محدد بقدر ما حدده التفاق ،فل ينسحب إلى عقود
أخرى لم يشملها التحكيم.
و -يؤدي إلى التقليل من حالت تنازع القوانين،فشرط التحكيم ل يخضع لحكام القانون
الدولي الخاص،وأن المستثمرين الجانب عند التعاقد مع الدول النامية يسعون دوما إلى
التخلص من أحكام قوانين هذه الدول باشتراط التحكيم ولوحظ أن هذا يشكل صعوبة
من المبادئ العامة المتفق عليها في التحكيم ،حرية أطراف النزاع في تعيين هيئة
التحكيم ،سواء مباشرة باختيار أسمائهم من الطراف ،أو بطريقة غير مباشرة بإحالة
المر إلى جهة ثالثة تتولى مهمة التعيين ،مثل التفاق على احد مراكز التحكيم
المنتشرة في العالم لتولي هذا المر ،ومن ذلك مركز القاهرة القليمي للتحكيم
التجاري الدولي ،أو مركز دبي للتحكيم الدولي ،أو مركز لبنان للتحكيم .وعادة ما
تكون هيئة التحكيم مكونة إما من محكم منفرد أو من ثلثة محكمين .وفي المحكم
المنفرد ،يترك الخيار لطراف النزاع لختيار هذا المحكم .وفي هيئة التحكيم الثلثية،
يعطى كل من طرفي النزاع حرية اختيار محكمه ،في حين يعين المحكم الثالث ،الذي
عادة ما يتولى رئاسة هيئة التحكيم ،إما من قبل الطرفين مباشرة ،أو من قبل المحكمين
ّكم
المطلب الول :الشروط الواجب توافرها في المح
- 1انظر:د:حمزة حداد اتجاهات حديثة في التحكيم التجاري في الدول العربيةورقة عمل مقدمة لمؤتمر خصائص المحكم في دول البحرالمتوسط والشرق
الوسط -القاهرة 24/25آذار ،2001/ص .3
- 2كذلك الحال في أغلب التشريعات العربية ومنها القانون الردني حيث نصت على ذلك في المادة .16
- 3انظر-:د -:حميد محمد اللهبي ،المحكم في التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية ،الطبعة الولى،القاهرة،2002\2001،ص .19
حددت أحكام قانون التحكيم العماني رقم 97\47م عناصر الهلية المدنية للمحكم على
النحو التالي:
- 1تنص 1\18بالقول ":ل يجوز رد المحكم إل إذا قامت ظروف تثير شكوكا جدية حول حيدته أو استقلله"...
- 2انظر:د-:أبو العل علي أبو العل النمر،تكوين هيئات التحكيم )دراسة تحليلية مقارنه(،دار الكتب القانونية،المحلة الكبرى2002،م،ص 48ومابعدها.
- 3انظر:د-:محمود مختار أحمد بريري،مرجع سابق ،ص .85انظر كذلك:د-:أحمد خليل،مرجع سابق،ص .49
- 4انظر:د-:إبراهيم أحمد إبراهيم ،التحكيم الدولي الخاص ،دار النهضة العربية،الطبعة الثانية،1997،ص .8
كذلك اشترطت بعض النظمة القانونية أن يكون المحكم ذكرا ،1لكن مشرعنا
العماني نص بما مفاده أن ليس هناك ما يحول دون تولي المرأة لمهمة التحكيم ،حيث
نصت المادة 2\16بالقول -2 ":ل يشترط أن يكون المحكم من جنس أو جنسية معينة إل
إذا اتفق طرفا التحكيم أو نص القانون على غير ذلك ".ونعتقد أن المر يتعلق بثقة
الطراف في شخص المحكم وخبرته وصلحيته لتولي المهمة رجل كان أم امرأة.
- 1انظر:د:أحمد السيد صاوي ،الوسيط في قانون المرافعات ،دار النهضة العربية،1987،ص .81
- 2انظر:د -:هدى عبدالرحمن ،مرجع سابق،ص .27انظر كذلك :د-:أحمد أبو الوفا ،مرجع سابق،ص .29
هذه العملية ،وذلك لنه ل يعدو كونه مجرد تحديد لمحتوى العقد ول يعد
قضاء.ويستند هذا التجاه إلى أن اتفاق التحكيم مجرد عقد يتم قبل بدء إجراءات
الخصومة ويخضع لما تخضع له عقود القانون الخاص ،وأن قرار المحكم يتقيد بإرادة
الخصوم ويتأثر بالعيوب التي تشوبها.1
كما خلص أنصار هذا التجاه من خلل مقارنة المحكم بالقاضي إلى أن المحكم ليس
من قضاة الدولة بل شخصا عاديا وقد يكون أجنبيا ،ويملك رفض قبول المهمة دون أن
يعد منكرا للعدالة،كما أنه يستمد سلطاته من اتفاق الطراف الذين يختارونه ويقبلون
حكمه .كما أن المحكم ل يملك توقيع جزاءات على الطراف أو الشهود،فضل عن
ضرورة إصدار أمر بتنفيذ حكمه من القضاء وإمكانية رفع دعوى أصلية ببطلنه.ومن
ثم يكون لحكمه الطبيعة التعاقدية.2
لكن هذه النظرية تعرضت لعدة انتقادات منها التركيز على الجانب الرادي في خصومة
ّكم
التحكيم،وإضافة إلى ذلك تعذر تكييف نوع العلقة العقدية التي تربط المح
بالطراف.3،
وفي الحقيقة أن الخذ بهذا التكييف يرتب حتما إنكار الطبيعة القضائية لحكم المحكم
ويفقده الحجية وقوة الشيء المحكوم فيه،وينحصر في وصف مهمة الموفق التي ل
ّكم الذي يحسم
ّمة المح
تتجاوز اقتراح حل يرضي جميع الطراف ،ول يعبر عن مه
النزاع نهائيا بحكم ملزم يستقل بإصداره،إذن الجانب التفاقي الذي تبدأ به عملية
التحكيم ل يحول دون اسباغ الصفة الفضائية على الجراءات ،وهو ما أكدته أحكام
قانون التحكيم العماني،ونتيجة لهذه النتقادات تبنى آخرون نظرية الطبيعة
المختلطة،وهي ما سنوضحه بعد شرح الطبيعة القضائية و الحجج التي قدمها
ّكم بمنزلة القاضي وعمله عمل قضائي على
أنصاره لترجيحها ،حيث يقصد بها أن المح
ّكم قضاء
ّل القاضي فتكون له وظيفته وصفته ،و أن اللجوء إلى المح
اعتبار أنه يحل مح
ّكم ل يعمل بإرادة الطراف و حدها و
إجباري ملزم للطراف متى اتفقوا عليه ،و المح
- 1انظر:ابراهيم أحمد ابراهيم ،مرجع سابق،ص .29
- 2انظر :أحمد أبو الوفا ،مرجع سابق،ص .203انظر كذلك:د:هدى محمد عبدالرحمن،مرجع سابق،ص .30
- 3انظر:المرجع السابق ،ص .31
إنما له طبيعة قضائية أيضا لها الغلبة على طبيعة عمله .ومن ثم فدور المحكم هو دور
قاضي الدولة ويتمثل هذا الدور في تطبيق إرادة القانون على شخص معين وواقعية
ّكم يؤدي وظيفة القضاء بين الطراف
معينة ،إذن فجوهر الطبيعة القضائية أن المح
ّكم من
بحكم يحسم النزاع يحوز حجية المر المقضي به وهذه الحجية استمدها المح
ّكم قابل للطعن فيه ،والمحكم بهذا يؤدي عمل قانونيا
ّرع الذي يجعل حكم المح
المش
ّية ما ذهبوا إليه
ّرية على حج
ّلل أنصار هذه النظ
ملزم للطراف شأنه شأن القاضي .ويد
بالتالي :
ّكم ما هو إل شكل من أشكال ممارسة العدالة التي تمارسها الدولة فإذا
-1أن عمل المح
ّكم تنحصر في ممارسة وظيفة
ّهمة المح
خصت للطراف باللجوء إلى التحكيم فإن م
ّر
ّكم عمل قضائي وحكمه حكم قضائي.
قانونية عامة وبالتالي فعمل المح
ّكم وهي :الدعاء ،المنازعة ،و الشخص الذي
-2أن عناصر ثلثة تتوافر في عمل المح
يخو له القانون حسم النزاع ،وإذا نظرنا إلى هذه العناصر مجتمعة لوجدناها تتوافر في
العمل القضائي.
ّكم يعتبر عمل قضائيا بالمعنى الدقيق من حيث الموضوع و الشكل ،فمن
-3أن حكم المح
حيث الشكل فهو يصدر وفقا للجراءات التي تصدر بها الحكام القضائية ،ومن حيث
ّكم غالبا ما يطبق قواعد القانون الموضوعي ويلتزم باحترام حقوق
الموضوع فالمح
المتخاصمين في الدفاع وتقديم الطلبات والبت فيها.
ّكم يتكون من عناصر ثلثة،إدعاء،تقرير،قرار،ووفقا لمعيار العمل
-4أن حكم المح
ّكم في هذه الصورة عمل قضائيا.
القضائي يعتبر حكم المح
-4أن ذيوع التحكيم وانتشاره وظهور العديد من المنظمات والهيئات والمراكز الدائمة
ّكم.1
ّظم التحكيم يؤكد الطبيعة القضائية لعمل المح
التي تن
الطبيعة المختلطة لعمل المحكم
- 1انظر:د -:حميد محمد اللهبي ،مرجع سابق،ص .71انظر:هدى محمد عبدالرحمن،مرجع سابق،ص .41
ظهرت نظرية الطبيعة المختلطة لعمل المحكم نتيجة العتراف بالخصائص المميزة
للتحكيم،وتفرق هذه النظرية بين العلقة التعاقدية البحتة والعلقة القانونية الجرائية
القضائية البحتة وهي تسعى إلى التوفيق بين النظريتين السابقتين العقدية والقضائية.
وقيل أنها جاءت "لتلفي النتقادات الموجهة للنظرية التعاقدية"".كما ينظر البعض إلى
أن التحكيم في أساسه وجوهره تصرف إرادي،على أنه في انطلقه نحو تحقيق هدفه
يؤدي إلى تحريك نظام تتفاعل عناصر ذات طبيعة مغايرة تدخل في عداد العمل
القضائي.فالظاهرة المستمدة من أصله وهي إرادة الطراف ترجح طابعه التعاقدي بينما
هو قضائي من حيث أنه يلزم الطراف بقوة تختلف عن مجرد قوة العقد .1
إذن فهذه النظرية تجعل المحكم يحتل موقعا وسطا بين الطبيعة التعاقدية والطبيعة
القضائية "فيتراخى العتراف بالطبيعة القضائية لحكم المحكم لما بعد صدور المر
بتنفيذه ،وذلك كنتيجة للربط بين حجية حكم التحكيم وقوته التنفيذية ومن ثم
يتمتع الحم بطبيعة مزدوجة تبدأ تعاقدية وتنتهي قضائية عندما يصدر المر بتنفيذ
الحكم.2
وعلى ذلك فعمل المحكم وفقا لهذه النظرية "عقدي بالنظر إلى الوجوه التي تنشق من
أصل التحكيم وهو العمل الرادي للطراف،وهو قضائي بالنظر إلى كون الحكم الذي
ينتهي إليه يلزم الطراف بقوة تختلف عن مجرد القوة الملزمة للعقد".3
الطبيعة المستقلة لعمل المحكم
يرى أنصار هذه النظرية أن طبيعة عمل المحكم ل يمكن اعتبارها عمل تعاقديا بحتا
و ل قضائيا بحتا بل و ل مختلطا أيضا و لكنه ذو طبيعة خاصة و مستقلة ،فعمل
المحكم و إن بينه و بين النظريات السابقة وجه تشابه إل أنه يختلف عنها في وجوه
كثيرة مما يجعله عمل له ذاتيته المستقلة تماما عن سائر العمال التعاقدية و
القضائية.
ويبرر أنصار هذه النظرية ما ذهبوا إليه بالتي:
- 1انظر:د-:إبراهيم أحمد إبراهيم ،مرجع سابق،ص .34
- 2أخذ المشرع السعودي في قانون التحكيم الجديد بهذه الوجهة من النظر.راجع:أبراهيم أحمد ابراهيم،مرجع سابق،ص .36
- 3هدى محمد عبدالرحمن،مرجع سابق،ص .36انظر كذلك-:د-:نبيل اسماعيل عمر،مرجع ،سابق،ص .177
-1أن الطبيعة الحقيقية للتحكيم تنحصر في أنه نظام أصيل متحرر من العناصر
التعاقدية و القضائية ،مما يكفل السرعة الضرورية في نظر القضايا و التأمينات التي
يدعيها الطراف.
-2أن القضاء سلطة من سلطات الدولة يباشرها القاضي بهدف تحقيق سيادة القانون على
المصالح المتنازعة؛ بعكس التحكيم الذي قد ل يطبق القانون الموضوعي على النزاع،
لن المحكم قد يطبق قواعد العدل ولنصاف أو القانون الذي يتفق على تطبيقه.
-3اتفاق التحكيم ل يعتبر عقدا مدنيا لن العقد المدني ل يرتب بذاته آثار إجرائية ،
كما أن اتفاق التحكيم ل يدخل في مجال الجراءات طالما أن التحكيم خارج عن
اختصاص قضاء الدول.
-4التحكيم يختلف عن القضاء في بنائه الداخلي حيث يتولى قانون المرافعات تنظيم
القضاء عضويا وإجرائيا ،أما التحكيم فينظمه قانون خاص به .كما أن عدالة التحكيم
تختلف عن عدالة القضاء لن عدالة التحكيم عدالة طبيعية سبقت في ظهورها قضاء
الدولة.
-5التحكيم له ميزات خاصة به مثل ل وطنية التحكيم ،وسلطان إرادة الطراف غير
المقيدة في اختيار القواعد لموضوعية و الجرائية ،تلك الذاتية الخاصة تكسب التحكيم
طابعا يعلو بالضرورة فوق الدول و التي عند فصلها في النزاع تطبق استثناء القانون
التجاري الدولي.1
و من ثم " فالتحكيم غير القضاء ،التحكيم طريق استثنائي ل يجوز و لوجه إل في
المنازعات المتفق عليها بين الطراف ،و يشترط أل تكون متعلقة بالنظام العام و أن
يفصل المحكم بمقتضى الجراءات التفاقية و القانونية المقررة ،و يخضع كل هذا
لرقابة القضاء و إشرافه بما له من ولية عامة بغير حاجة إلى أي تحفظ خلل إتباع
هذا الطريق الستثنائي سواء من ناحية المحكم أو من ناحية الخصوم.2
- 1انظر:د -:حميد محمد اللهبي ،مرجع سابق،ص .89انظر كذلك:د -:هدى محمد عبدالرحمن ،مرجع سابق،ص .50
- 2انظر:د -:محمود مختار أحمد بريري،مرجع سابق،ص .85
بإستقلل في مواجهة الطراف وهذا الستقلل الفني ل يتعارض مع خضوع المحكم
لتفاق الطراف أو لحكام القانون. 1
أما عن التمييز بين المحكم والخبير فيقصد بالخبرة اللجوء لشخص فني مختص في
مسألة معينة لبيان رأيه فيها .ويتم اللجوء للخبرة عن طريق المحكمة أو هيئة التحكيم
بمناسبة نزاع معروض عليها .فأثناء إجراءات التقاضي قد تعرض ،مثل ،مسألة تتعلق
بالمحاسبة أو بالمقاولت أو بالهندسة بحاجة إلى خبرة فنية ،ول يتم الفصل بالنزاع
دون معرفة الرأي الفني في تلك المسألة .فيقرر القاضي إحالتها لخبير محاسبي أو
خبير بشؤون المقاولت أو بالشؤون الهندسية ،ويقدم الخبير تقريره حول ما هو
مطلوب منه .وبعد الطلع على التقرير ،قد يأخذ به القاضي وقد يطرحه جانبا إذا لم
يجد فيه الرأي الفني المطلوب ،أو كان هذا الرأي ل يقوم على أسس سليمة ،أو غير
ذلك من أسباب مختلفة .وباختصار ،فان رأي الخبير ل يلزم المحكمة ول الطراف
الذين لهم التفاق على رفضه .وما يقال عن المحكمة ،يقال أيضا عن هيئة التحكيم التي
لها ،كالمحكمة تماما ،أن تستعين بخبير أو أكثر لجلء مسألة فنية معينة لها اثر في
الحكم.
والخبير المعين من قبل المحكمة أو هيئة التحكيم ،يجب أن يتصف بالنزاهة والحياد
والستقللية عن طرفي النزاع .وهو من هذه الناحية ،يشبه المحكم الذي يجب أن
تتوفر فيه هذه الشروط أيضا .إل أن دور الخبير يختلف عن دور المحكم .فالخير
يعتبر بمثابة القاضي ،في حين أن الخبير هو عنصر مساعد لهذا القاضي لغايات الثبات
في الدعوى .ومهمة المحكم إصدار حكم نهائي في النزاع ،في حين يقتصر دور الخبير
على بيان الرأي في مسالة معينة وليس إصدار قرار في تلك المسألة .والمحكم يصدر
حكمه في النزاع المعروض عليه سلبا أو إيجابا ،في حين أن مهمة الخبير تنحصر ببيان
الرأي في مسألة عارضة أو أكثر من مسائل الدعوى ،وليس في الدعوى ذاتها.
ومن اللتزامات التي تفرض على المحكم دون حاجة لنص يقررها ضرورة الحفاظ
على المستندات المقدمة إليه وعدم إفشاء مضمونها للغير حتى بالنسبة لمساعديه أو
القائمين على مؤسسات التحكيم التي يعمل في ظلها ،ويمتد التزام المحكم بالمحافظة
على أسرار الخصوم إلى كل ما يتعلق بالمعلومات والوقائع التي تصل إليه بمناسبة
توليه للمهمة .وتعهد النزاع في مراحله المختلفة وحتى صدور الحكم بالعناية
انظر:د -:حمزة حداد ،التحكيم التجاري و جوانبه التفاقية ،ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الهندسي العربي الستشاري الول)دمشق – (9/2001/ 26-22 -1
.راجع الموقع اللكتروني .www.lac.com.joانظر كذلك:د-:حميد محمد اللهبي،مرجع سابق،ص .91
- 2انظر:د -:أبو العل علي أبو العل النمر ،مرجع سابق،ص .94
اللزمة،مراعيا دقة الجراءات وفعاليتها حريصا على إتمامها في الشكل والميعاد المتفق
عليه أو المقرر قانونا .1
وعدم التنحي إل لسباب جدية وإخطار الطراف بذلك في وقت مناسب. -
منه.
ويمتنع عليه إستخدام أية معلومات نمت إليه من خلل معرفته -
بالسرية.2
فضل عن تسبيب الحكم وإيداعه على التفصيل الذي يحدده النظام القانوني -
لو نظرنا إلى مهام المحكم سنجد أن معظمها يتطلب منه القيام بعمل وتنفيذ تصرف
محدد ،فاللتزام بإصدار الحكم هو اللتزام الرئيسي إل إنه ليس اللتزام الوحيد على
عاتقه.2
ح مصدر إلتزامات المحكم:
كان هناك اختلف حول مصدر التزامات المحكم في مواجهة الخصوم،وهل تجد
أساسها في إطار اللتزامات العقدية ،أم أنها تتجاوز الطار العقدي .
فإذا ما قارنا المركز القانوني للمحكم في الخصومة بمركز المتعاقد لوجدنا أن
إلتزامات المحكم تتجاوز في طبيعتها ونطاقها هذا الطار العقدي ،فبعض إلتزاماته تولد
في مرحلة سابقة على تعيينه بمناسبة ترشيحه كاللتزام بالفصاح ،كما أن جانبا هاما
من هذه اللتزامات يظل قائما حتى بعد إصدار الحكم كاللتزام بالسرية فضل عن
إلتزامه بتفسير الحكم وتصحيحه ،لتتجاوز بذلك نطاق اللتزامات العقدية التي تبدأ
وتنتهي مع وجود العقد،كما أن التزامات المحكم تتحدد قبل جميع الطراف ولو لم
يشارك في تعيينه وسواء عين من قبل أحد الطراف أو كلهما ،فطبيعة إلتزامات
المحكم ل تختلف بإختلف أسلوب تعيينه كما ل تتأثر بتعدد المحكمين ،وهو ما تعجز
العلقة العقدية عن تفسيره.3
كما أن إلتزامات المحكم قبل الطراف ل تقوم على التقابل ،فل يملك المحكم
المتناع عن تنفيذ إلتزاماته حتى عندما يخل الطراف بالتزاماتهم،أو عند رفض
الستجابة لوامره.كما أن النظام القانوني يكفل آلية إعتراض على مسلك المحكم على
نحو مغاير للتنظيم العقدي ،حيث نظم المشرع إجراءات الرد والقالة كما نظم
إجراءت الطعن على الحكم ليخرج من إطار العقد والتفاق إلى رحاب القضاء.إذن يتضح
تثبت مسؤولية المحكم سواء مسؤولية عقدية أو تقصيرية إما بسبب سلوكه
الشخصي أو بسبب خطأ مؤثر ارتكبه في الحكم وذلك كالتالي -:
أول :حالت مسؤولية المحكم لسباب ترجع إلى بطلن اتفاق التحكيم-:
-1صدور الحكم بغير وثيقة التحكيم.
- 1من قواعد التحكيم التي لم ترتب أي مسؤولية على عمل المحكم:
-قانون التحكيم المصري.
-قانون التحكيم اليمني.
-اتفاقية عمان العربية للتحكيم .
-قانون الونسيترال .راجع:حميد محمد علي اللهبي،مرجع سابق ،ص .244
-2صدور الحكم بناءا على وثيقة باطلة.
-3صدور الحكم بعد انتهاء الميعاد.
فإذا صدر الحكم ولم يكن هناك اتفاق تحكيم أو كان هذا التفاق باطل أو قابل
للبطال أو أنه سقط بانتهاء مدته )مادة \53أمن قانون التحكيم العماني(،1فهنا تثور
مسؤولية المحكم شريطة أن يكون البطال راجعا إلى تصرف من تصرفات المحكم أو
بسببه ،كأن يصدر حكمه وهو يعلم بعدم وجود اتفاق تحكيم ومع هذا يمضي في
الجراءات حتى صدور الحكم تحقيقا لرغبة أحد الطراف مثل،وكأن يكون اتفاق
التحكيم باطل أو قابل للبطال بأن يكون غير مستوف للشروط التي يتطلبها القانون
لصحته،وكأن يكون الحكم قد صدر بعد انتهاء ميعاد التحكيم ،إذ أن على المحكم أن
يتأكد وستوثق من وجود اتفاق التحكيم وعدم بطلنه قبل البدء في مباشرة إجراءات
التحكيم،وعليه التأكد أيضا من عدم انقضاء المدة المحددة لصدور الحكم وإنهاء
التحكيم ،2لن الخلل بأمر من هذه المور يوقع المحكم في نطاق المسؤولية العقدية
لخلله بواجب من واجباته ،بل ويسأل بالتعويض عن الضرر الذي يحدث نتيجة لهذه
المخالفة. 3
ثانيا:حالت مسؤولية المحكم لسباب تتعلق بالجراءات:
-1التشكيل غير الصحيح لهيئة التحكيم،4فإذا تسبب في ابطال الحكم لمر يرجع إلى
إهماله أو خطأه الجسيم كأن يتم اختيار وتشكيل المحكمين عن طريقه بشكل مخالف
لتفاق الطراف أو لنص القانون ،فهنا تثور مسؤوليته وذلك في حالة إذا كان مفوضا
للقيام بمهمة التعيين.
-2عدم احترام المبادئ الساسية في التقاضي كالمساواة بين الطراف،أو لم يحترم
مبدأ المواجهة مما أدى إلى بطلن الحكم،فهنا يسأل المحكم بالتعويض ،أما إذا كان
بطلن الحكم راجع إلى سبب ل دخل للمحكم فيه فل مسؤولية عليه ول تعويض.
- 1تنص المادة \53أمن قانون التحكيم العماني ":ل تقبل دعوى بطلن حكم التحكيم إل في الحوال التية-:أ -إذا لم يوجد اتفاق تحكيم أو كان هذا التفاق
باطلأو قابل للبطال أو سقط بانتهاء مدته..ب(............-
- 2انظر:د:أحمد أبو الوفاء،مرجع سابق،ص .217
- 3انظر:د-:حميد محمد اللهبي ،مرجع سابق،ص .248انظر كذلك:د -:أحمد أبو الوفا ،مرجع سابق .216
- 4انظر:د-:هدى عبدالرحمن ،مرجع سابق،ص .409
-3مخافة النظام العام،ومخالفة الحكم لقاعدة من قواعد النظام العام إجرائية كانت أو
موضوعية يعتبر من التصرفات التي تبطل الحكم ،كأن يحكم المحكم في نزاع يخرج
عن نطاق اختصاصه لختصاص القضاء في الفصل فيه ،وكأن يفصل في بعض المنازعات
1
التي ل يجوز التفاق على حلها بالتحكيم مثل قضايا الحدود والقصاص.
ثالثا :حالت مسؤولية المحكم لسباب تتعلق بالحكم.
-1إذا تجاوز اختصاصه المخول له بشكل ظاهر ،أو تجاوز قاعدة أساسية من قواعد
الجراءات مما تسبب في ضياع وقت الطراف وجهدهم دون جدوى ،ول عبرة لما أضاعه
المحكم من وقته وجهده هو،أما إذا لم يكن له دخل في ذلك فل يترتب عليه أي
مسؤولية.2
-2إذا أغفل الفصل في بعض طلبات الطراف ،إذ يجوز للمحكم بناء على طلب أحد
الطراف بعد إصدار الحكم العودة للفصل في تلك الطلبات التي لم يتضمنها الحكم
شريطة أن يكون الغفال ناتجا عن خطأ أو سهو بحسن نية من المحكم لن هذا يعد من
قبيل الخطأ اليسير الذي ل يؤاخذ المحكم عليه ول يؤثر على صحة حكمه ،غير أنه متى
ثبت أن المحكم تعمد إغفال الفصل في هذه الطلبات فإن الحكم يعد باطل ويحق
للطراف الرجوع على المحكم لمساءلته عن هذا التصرف ومطالبته بالتعويض لما
تسبب فيه من إضاعة لوقت وجهد الطراف وإلحاق الضرر بهم وبمصالحهم.3
-3إذا أصدر الحكم دون مراعاة لتفاق الطراف 4بأن استبعد تطبيق أحكام القانون الذي
اتفق الطراف على تطبيقه سواء على إجراءات التحكيم أو على موضوع النزاع ،فهنا
تثبت مسؤولية المحكم لتجاوزه التزاما من أهم اللتزامات أل وهو التقيد بما انفق عليه
الطراف.5
رابعا :حالت مسؤولية المحكم لسباب تتعلق بالمسلك الشخصي للمحكم:
- 1أحمد أبو الوفا،مرجع سابق ،ص .217انظر كذلك،أبو العل علي أبو العل النمر،مرجع سابق،ص .94
- 2انظر:د:هدى محمد عبدالرحمن ،مرجع سابق،ص .409انظر كذلك:د-:حميد محمد اللهبي،مرجع سابق،ص .246
ضرورة توافر علقة السببية بين الخطأ الذي ارتكبه والضرر الذي أصاب المضرور،لن
علقة السببية ركن من أركان المسؤولية .وعلى ذلك يكون المحكم مسئول مسئولية
كاملة عن جبر هذا الضرر،وعلى الطرف المتضرر اللجوء إلى اتباع كافة السبل
والجراءات والقواعد القانونية المقررة لستيفاء حقه من هذا المحكم،ذلك أن المحكم
شأنه شأن أي شخص آخر يخضع للمساءلة المدنية والجنائية،كما يسأل بالتعويض عن
جبر الضرر الناتج عن فعله مثله في ذلك مثل القاضي والمحامي والطبيب.ويختلف
تقدير الخطأ بحسب شخصية المحكم ومدى علمه وثقافته ومستوى خبرته،وترفع
الدعوى على المحكم بذات الجراءات المعتادة لرفع الدعاوي وفي المواعيد المقررة أمام
المحاكم المختصة طبقا للقواعد العامة.1
لذلك نتمنى على تشريعات التحكيم الوطنية 2أن تبادر إلى تبني قواعد تحدد وتنظم
مسؤولية المحكم كما فعلت مع القاضي وأعضاء السلطة القضائية 3وأصحاب المهن
الذين تثبت عليهم المسؤوليات الجنائية والمدنية في حالة ارتكابهم أفعال تستوجب
مساءلتهم ،فمن غير المعقول أن تصدر مثل هذه الفعال من بعض المحكمين ويحاطون
بالحصانة القانونية ،ول يخضعون للمساءلة رغم أنهم ليسوا أكبر شأنا من القضاة،كما
أنهم من الشخاص الذين تنطبق عليهم القواعد القانونية التي تتسم بالعمومية
والتجريد ،فكيف ينص على أن يخضع القاضي والمحامي والطبيب،والمهندس للمساءلة
القانونية ول ينص كذلك بالنسبة للمحكم.؟!
الخاتمة
بالرغم من النتقادات الموجهة للتحكيم كوسيلة بديلة لتسوية المنازعات ،فان
الواقع العملي يدل بشكل واضح على ازدياد اللجوء له ،حتى يمكن القول أن الصل في
تسوية المنازعات الناشئة هو التحكيم وان اللجوء للقضاء هو الستثناء .ومن هنا ازداد
- 1انظر:د-:حميد محمد اللهبي،مرجع سابق،ص .250انظر كذلك-:أحمد أبو الوفا،مرجع سابق،ص .216
- 2نخص بالذكر قانون التحكيم العماني ،والمصري خصوصا ،وقوانين التحكيم في الدول العربية عموما.
- 3أفرد قانون السلطة القضائي العماني فصل كامل تحت عنوان "في مساءلة القضاة" وهو الفصل الثامن الذي حدد ونظم مسئولية القضاة ،والجهة التي
تحاسبهم ،والجراءات التي تتبع حيال ذلك،فمثل نصت المادة 76على أن"يحال إلى مجلس المساءلة كل قاض يخل بواجبات وظيفته أو بشرفها ،أو يسلك سلوكا
يحط من قدرها أو كرامتها (.................،
الهتمام بالتحكيم في مختلف الدول ومنها الدول العربية سواء في مجال التشريعات
أو إنشاء مراكز تحكيم أو عقد الندوات والمؤتمرات الخاصة به .وهذا يعني أن
محاسنه ل زالت تفوق مثالبه ،مما يدعونا إلى التفكير والعمل جديا على تنمية
التحكيم وتطويره ،وإزالة العقبات التي تعترض مسيرته للمام ،وبشكل خاص
التخفيف ما أمكن من القيود التي تقف عثرة في طريق تنفيذه ،سواء كانت إجرائية
أو تتعلق بحالت عدم تنفيذه ،بحيث يضمن من صدر القرار لصالحه أن القرار سينفذ
ما أمكن ،وان ذلك سيتم بأسرع وقت ممكن.
ّرفا بالتحكيم
ولهمية التحكيم تناولته بالبحث في مبحثين ،فكان المبحث الول مع
وبخصائصه التي تميزه عن غيره من طرق تسوية المنازعات ،و يمكن تلخيص
مميزات التحكيم في:
-1خدمة مصالح الدولة في عدم تكدس القضايا .
-2مسايرة النظمة الدولية الحديثة.
-3قلة التكاليف والنفقات .
-4سرعة الفصل في المنازعات .
5ح سرية المنازعات.
-6حرية اختيار المحكمين.
أما المبحث الثاني فقد اقتصر على المحكم وهو المحور الساسي في عملية
التحكيم ،فتناولت في المطلب الول الشروط الواجب توافرها في المحكم ،فأوضحت
أهم الشروط التي نصت عليها قواعد التحكيم المختلفة مثل شرط الهلية التي يجب أن
يتمتع بها المحكم لمباشرة عمله وهي الهلية التي يكون بموجبها صالحا لتنفيذ كافة
التصرفات القانونية،وكذلك شرط الستقلل الذي يعني أن المحكم يجب أن يكون
مستقل تماما عن القضية التحكيمية المطروحة أمامه،فل يكون له صلة بأطراف النزاع
أو بالنزاع ذاته.
أما المطلب الثاني ،فكان عن الطبيعة القانونية لعمل المحكم وتمييزه عن غيره ممن
ّوادها لتحديد طبيعة قانونية
يشابهه،حيث عرضنا النظريات التي صال وجال ر
معينة،فكانت النظرية الولى التي نادت بالطبيعة التعاقدية ،أي أن عمل المحكم عمل
تعاقدي نشأ بموجب العقد المبرم بين الطراف والمحكم،أما النظرية التالية فقد صبغت
عمل المحكم بالطبيعة القضائية ،فاعتبرت المحكم قاض وعمله قضائي على اعتبار أنه
يحل محل القاضي ليؤدي وظيفة قضائية.
جاءت بعد ذلك النظرية الثالثة لتجمع النظريتين السابقتين،فقررت أن عمل المحكم
ذو طبيعة مختلطة،فهو تصرف عقدي وإرادي في نشأته،وهو عمل قضائي في سعيه نحو
تحقيق أهدافه.أما النظرية الرابعة والتي رجحها رأيي فقد ذهبت مذهبا مغايرا ،فقررت
أن عمل المحكم ليس عمل تعاقديا بحتا،ول قضائيا بحتا،ول مختلطا أيضا لن قواعده
وإجراءاته المتميزة تجعله عمل ذو طبيعة خاصة ومستقلة تميزه عن غيره .
ّكم في عملية التحكيم،وأوضحنا أن
ثم المطلب قبل الخير والذي ضم إلتزامات المح
هناك إلتزامات على المحكم لم تذكر بنص القانون ولكنها من البديهيات التي ممكن
إدراكها وإلى جانب ذلك هناك إلتزامات ذكرت في القانون ولكنها معدودة،وتمنينا لو
أن التشريعات تهتم بوضع قواعد أكثر تفصيل ودقة حتى يدرك المحكم إلتزاماته ،فل
يقع في المسؤولية التي غفلت عن علجها أيضا أغلب التشريعات بحجج قد تغطي
الفائدة المرجوة من التحكيم ،وهو ما تناولناه في المطلب الخير.
النتائج:
-1أن الواقع العلمي للتحكيم اليوم المتمثل في وجود قوانين وأنظمة وطنية ومؤسسية
خاصة بالتحكيم ،وانتشار مراكز وهيئات التحكيم في معظم دول العالم ذلك يؤكد انه
أصبح للتحكيم عموما ولعمل المحكم خصوصيا طبيعة قانونية خاصة ومستقلة
ومتميزة تجعله نظام قائم بذاته.
-2أن هناك تشابه كبير بين نصوص قواعد التحكيم المختلفة الوطنية أو المؤسسية
التعاقدية.
التوصيات
-1تحديد المؤهلت المطلوب توافرها في المحكم ومعايير إختياره بدقة.ووضع تنظيم
تفصيلي دقيق لسلطات المحكم ونطاقها وآثارها ,وهو ما حرص عليه المشروع العماني
في قانون التحكيم إلى حد كبير .
-2الحد من الحرية المطلقة للخصوم أو التعويل على حسن نية الطراف في تسيير
إجراءات التحكيم ,ومراعاة التوفيق بين السرعة والعدالة .فل تكون السرعة على حساب
توافر الضمانات القضائية الكاملة .
-3تقرير قواعد مسؤولية المحكم ومؤسسات التحكيم ليكون لها باب ضمن أبواب قانون
التحكيم العماني رقم 97\47م.
-4العمل على نشر أحكام التحكيم الوطنية والجنبية مع تعليق الفقهاء والمتخصصين
عليها على نحو يتيح استبعاد الحكام السيئة وتكوين مجموعة متسقة من السوابق،من
خلل بعض الدوريات المتخصصة أسوة بما يجري عليه العمل في العديد من الدول.
-5الهتمام بالتحكيم وذلك بأن يصبح مادة تدرس ضمن مناهج الجامعات ،وأن يكون
تدريسها في كلية الحقوق إلزاميا بدل من أن تكون كمادة اختيارية.
-6إنشاء مركز متخصص لتدريب المحكمين ومنحهم درجات علمية تبعا لكفاءاتهم،
والتوسع في عقد الندوات والمؤتمرات التي تعالج مشاكل التحكيم
المراجع-:
* -القرآن الكريم
*-القاموس المحيط
*-مختار الصحاح
الكتب:
-1د-:إبراهيم أحمد إبراهيم ،التحكيم الدولي الخاص،دار النهضة العربية،الطبعة الثانية،
.1997
-2د-:أبو العل علي أبو العل النمر ،تكوين هيئات التحكيم)دراسة تحليلية مقارنة(،دار
الكتب القانونية،المحلة الكبرى.2002،
-3د-:أحمد أبو الوفا ،التحكيم الختياري والجباري ،منشأة المعارف ،السكندرية ،الطبعة
الخامسة .1988،
-4د -:أحمد خليل ،قواعد التحكيم ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت2002،م.
-5د-:أحمد السيد صاوي ،الوسيط في قانون المرافعات ،دار النهضة العربية.1987،
-6د -:حميد محمد اللهبي ،المحكم في التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية،
الطبعة الولى،القاهرة2002\2001،
-7د -:عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود الدارية الداخلية
والدولية،دار الفكر الجامعي ،السكندرية ،الطبعة الولى .2006 ،
-8د-:عبدالفتاح مراد ،شرح تشريعات التحكيم الداخلي والدولي،بدون تاريخ أو مكان
للشر.
-9د -:علي طاهر البياتي ،التحكيم التجاري الدولي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،عمان،
.2006
-10د -:طالب حسن موسى ،قانون التجارة الدولية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،
.2005
-:-11محمود مختار أحمد بريري ،التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة
العربية،القاهرة .1999،
-12د-:نبيل اسماعيل عمر ،التحكيم في المواد المدنية والتجارية والوطنية
والدولية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الزاريطة .2004،
رسائل ودوريات:
-13د -:حمزة حداد ،التحكيم التجاري و جوانبه التفاقية ،ورقة عمل مقدمة للمؤتمر
الهندسي العربي الستشاري الول )دمشق – . (9/2001/ 26-22
-14د:-:حمزة حداد اتجاهات حديثة في التحكيم التجاري في الدول العربيةورقة عمل
مقدمة لمؤتمر خصائص المحكم في دول البحرالمتوسط والشرق الوسط -القاهرة
24/25آذار 2001/
-15د-:هدى محمد عبدالرحمن ،دور المحكم في خصومة التحكيم وحدود سلطاته،دار
النهضة العربية.1997،
القوانين:
-16قانون التحكيم العماني رقم 97\47م
-17قانون التحكيم المصري رقم 94\27م
-18قانون السلطة القضائية العماني رقم 99\90م
مواقع النترنت:
www.lac.com.jo -19
الفهرس
الصفحة
المقدمة
المبحث الول:تعريف التحكيم وخصائصه
المطلب الول:تعريف التحكيم
المطلب الثاني:خصائص التحكيم
المبحث الثاني:المركز القانوني للمحكم ومسؤولية في القانون
العماني
المطلب الول :الشروط الواجب توافرها في المحكم
المطلب الثاني :مركز المحكم القانوني
المطلب الثالث :إلتزامات المحكم
المطلب الرابع :مسؤولية المحكم
الخاتمة
التوصيات
المراجع