You are on page 1of 8

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(120‬‬

‫الخطبة التاسعة‪:‬‬
‫باقة من بستان‬
‫)*(‬
‫النصح فى ليلة أنس وعرس‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ‬
‫بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل‬
‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريط له‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده‪ ،‬ورسوله‪َ} :‬يا‬
‫َ‬
‫ن‬
‫موت ُ ّ‬ ‫ول َ ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قات ِ ِ‬ ‫ق تُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫مُنوا ْ ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أي ّ َ‬
‫ن{‬ ‫إل ّ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وأنُتم ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫جال ً‬ ‫ر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬ ‫ها َز ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫نّ ْ‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫ساءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ساء َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫ك َِثيًرا َ‬
‫)‪(2‬‬
‫قيًبا{‬ ‫م َر ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫وال َْر َ‬ ‫َ‬
‫وًل‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫َ‬
‫ق ْ‬ ‫و ُ‬‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫دا * ي ُ ْ‬ ‫دي ً‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ما{‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫وًزا َ‬ ‫ف ْ‬‫فاَز َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫من ي ُطِ ْ‬ ‫و َ‬
‫)‪(3‬‬
‫َ‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن أصدق الحديث كتاب الله‪ ،‬وخير الهدى هدى‬
‫محمد‪ ، ‬وشر المور محدثاتها وكل محدثة بدعة‪ ،‬وكل‬
‫)‪(4‬‬
‫بدعة ضللة‪ ،‬وكل ضللة فى النار‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فمرحبا ً مرحبا ً بأحبتى فى الله‪:‬‬
‫نضر الله هذه الوجوه التى طال شوقنا إليها وزكى الله‬
‫هذه النفس التى انصهرنا معها فى بوتقة الحب فى الله‪.‬‬
‫*( ألقيت هذه الخطبة بمسجد التوحيد بالمنصورة )حفل زواج(‪.‬‬ ‫)‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪.102 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة النساء‪1 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬سورة الحزاب‪.71 ، 70 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬هذه خطبة الحاجة التى كان النبى ‪ ‬يستفتح بها خطبة‬ ‫‪4‬‬

‫ودروسه ومواعظه‪ ،‬وللعلمة اللبانى رسالة نافعة فيها فراجعها‪.‬‬


‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(121‬‬

‫وشرح الله هذه الصدور التى جمعنا وإياها كتاب الله‪.‬‬


‫وإنه لمن فضل الله تعالى أن نلتقى بحضراتكم أول‬
‫ما نلتقى بعد طول غيبة فى هذه المناسبة السعيدة‬
‫الكريمة المباركة‪.‬‬
‫ق لَ ُ‬ ‫وصدق الله إذ يقول‪} :‬ومن آيات ِ َ‬
‫كم‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ‬
‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬
‫كم‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬‫ها َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي ْ َ‬‫جا ل ّت َ ْ‬
‫وا ً‬
‫م أْز َ‬ ‫ن أن ُ ِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ّ‬
‫ن{‬‫فك ُّرو َ‬ ‫وم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ت لّ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ك َلَيا ٍ‬ ‫في ذَل ِ َ‬ ‫ن ِ‬‫ة إِ ّ‬
‫م ً‬‫ح َ‬
‫وَر ْ‬
‫ودّةً َ‬‫م َ‬ ‫ّ‬
‫)‪(1‬‬

‫وحتى ل أطيل عليكم فسوف أركز الحديث فى عدة‬


‫عناصر‪:‬‬
‫ل‪ :‬ليلة هانئة وعيشة راضية‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانيًا‪ :‬وصية أم لبنتها عند الزواج‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬وصيتى للشباب والزواج‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬نداء للباء والمهات‪.‬‬
‫فأعيرونى القلوب والسماع وتعالوا بنا لنبدأ بالليلة‬
‫الهانئة‪.‬‬
‫ل‪ :‬ليلة هانئة وعيشة راضية‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫حدثنا التاريخ أن شريحا ً القاضى قابل الشعبى‪.‬‬
‫وأظنكم تعرفون شريحا ً إنه شريح بن شراحيل أو‬
‫شرحبيل الذى وله عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضاء‬
‫الكوفة فأقام عليه ستين سنة وضرب المثل بعدله‬
‫وصدقه ومن أراد أن يرجع إلى ترجمته فليرجع إلى كتاب‬
‫سير أعلم النبلء للذهبى فى المجلد الرابع‪.‬‬
‫أما الشعبى فهو التابعى الجليل علمة عصره وزمانه‬
‫ولد سنة ثمان وعشرين من الهجرة وقال فى حقه سعيد‬
‫بن زيد عن مكحول قال‪ :‬ما رأيت أحدا ً أعلم من الشعبى‪.‬‬
‫له ترجمة طويلة فى سير أعلم النبلء فليرجع إليها من‬
‫أراد فى المجلد الرابع أيضًا‪.‬‬
‫)‪ (1‬سورة الروم‪.21 .‬‬ ‫‪1‬‬
‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(122‬‬

‫أيها الحباب‪:‬‬
‫يحدثنا التاريخ أن شريحا ً قابل الشعبى يوما ً فسأله‬
‫الشعبى عن حاله فى بيته فقال له شريح‪ :‬منذ عشرين‬
‫عاما ً لم أر ما يغضبنى من أهلى‪ ،‬قال له وكيف ذلك؟ قال‬
‫شريح‪:‬‬
‫من أول ليلة دخلت على امرأتى ورأيت فيها حسنا ً‬
‫فاتنا ً وجمال ً نادرًا‪ ،‬قلت فى نفسى أصلى ركعتين شكرا ً‬
‫لله عز وجل‪.‬‬
‫فلما سلمت وجدت زوجتى تصلى بصلتى وتسلم‬
‫بسلمى‪.‬‬
‫فلما خل البيت من الصحاب والصدقاء قمت إليها‬
‫فمددت يدى نحوها فقالت‪ :‬على رسلك يا أبا أمية كما‬
‫أنت‪ .‬ثم قالت‪:‬‬
‫إن الحمد لله أحمده واستعينه واصلى على محمد‬
‫وآله وبعد‪ .‬فإنى امرأة غريبة‪ ،‬ل علم لى بأخلقك‪ ،‬فبين‬
‫لى ما تحب فآتيه‪ ،‬وبين لى ما تكره فأتركه‪ ،‬ثم قالت‪:‬‬
‫فلقد كان لك فى قومك من هى كفء لك‪ ،،‬ولقد‬
‫كان فى قومى من هو كفء لى‪ ،‬ولكن إذا قضى الله أمرا ً‬
‫ل‪،‬وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به فإمساك‬ ‫كان مفعو ً‬
‫بمعروف‪ ،‬أو تسريح بإحسان‪.‬‬
‫أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولك‪.‬‬
‫من منا سمع مثل هذا الكلم ليلة عرسه!؟؟‬
‫قال شريح‪ :‬فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة‬
‫فى ذلك الموضوع‪ ،‬فقلت‪ :‬أحمد الله واستعينه وأصلى‬
‫وأسلم على النبى وآله وبعد فإنك قلت كلما ً إن ثبت عليه‬
‫يكن ذلك حظك‪ ،‬وإن تدعيه يكن حجة عليك‪ ،‬فإنى أحب‬
‫كذا وكذا‪ ،‬وأكره كذا وكذا‪ ،‬وما رأيت من حسنة‬
‫فانشريها ‪ ،‬وما رأيت من شيئة فاستريها فقالت‪ :‬كيف‬
‫محبتك لزيارة أهلى؟‬
‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(123‬‬

‫قلت‪ :‬ما أحب أن يملنى أصهارى‪ .‬فقالت‪ :‬فمن تحب‬


‫من جيرانك أن يدخل دارك فآذن قوم صالحون وبنو فلن‬
‫قوم سوء‪.‬‬
‫قال شريح فبث معها بأنعم ليلة‪ .‬فمكثت معى‬
‫عشرين عاما ً لم أعتب عليها فى شئ إل مرة وكنت لها‬
‫ظالمًا‪.‬‬
‫يالها من حياة هانية وعيشة راضية‪.‬‬
‫وصدق من قال‪:‬‬
‫تأكله فى زاوية‬ ‫رغيف خيز واحد‬
‫تشربه من صافية‬ ‫وكوز ماء بارد‬
‫نفسك فيها هانية‬ ‫وغرفة نظيفة‬
‫عينك عنها راضية‬ ‫وزوجة مطيعة‬
‫محفوفة بالعافية‬ ‫وطفلة صغيرة‬
‫حتى تكون داعية‬ ‫واختارك الله له‬
‫وهى لعمرى كافية‬ ‫خير من الدنيا وما‬
‫فيها‬

‫ثانيًا‪ :‬وصية أم لبنتها عند الزواج‪:‬‬


‫خلت الم الصالحة العاقلة البليغة أمامة بنت الحارث‬
‫خلت بابنتها فى ليلة زفافها وأهدت إليها هذه الوصية‬
‫الغالية‪.‬‬
‫فانتبهوا معى أيها الحباب وانتبهن أيتها الخوات‬
‫الفضليات والمهات الكريمات‬
‫قالت الم لبنتها‪ :‬أى بنيه إن الوصية لو تركت لفضل أدب‬
‫لتركت ذلك لك ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة‪.‬‬
‫أى بنيه‪ :‬لو أن امرأة استغنت عن الزوج‪ ،‬لغنى أبويها‬
‫وشدة حاجتهما إليها‪ ،‬لكنت أغنى الناس عنه‪ ،‬ولكن النساء‬
‫للرجال خلقن‪ ،‬ولهن خلق الرجال‪ ،‬فخذى وصيتى فإن‬
‫فيها تنبيه للغافل ومعونة للعاقل‪.‬‬
‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(124‬‬

‫أى بنيه‪ :‬إنك فارقت الجو الذى منه خرجت‪ ،‬وخلفت‬


‫العيش الذى فيه درجت‪ ،‬إلى وكر لم تعرفيه‪ ،‬وقرين لم‬
‫تألفيه‪ ،‬فأصبح بملكة عليك رقيبا ً ومليكًا‪ ،‬فكونى له أمة‬
‫يكن لك عبدًا‪.‬‬
‫واحفظى له خصال ً عشرا ً تكن لك ذخرًا‪.‬‬
‫أما الولى والثانية‪:‬‬
‫فالخضوع له بالقناعة‪ ،‬وحسن السمع له والطاعة‪.‬‬
‫وأما الثالثة والرابعة‪:‬‬
‫فالتفقد لمواضع عينه وأنفه‪ ،‬فل تقع عينه منك على‬
‫قبيح‪ ،‬ول يشم منك‬
‫إل أطيب ريح‪.‬‬
‫وأما الخامسة والسادسة‪:‬‬
‫فالتفقد لوقت منامه وطعامه‪ .‬فإن تواتر الجوع‬
‫ملهبة‪ ،‬وتنغيص النوم مغضبة‪.‬‬
‫وأما السابعة والثامنة‪:‬‬
‫فالحتراس بماله والرعاء على حشمه وعياله‪،‬‬
‫مملك المر فى المال حسن التدبير وفى العيال حسن‬
‫التقدير‪.‬‬
‫وأما التاسعة والعاشرة‪:‬‬
‫فل تعصين له أمرًا‪ ،‬ول تفشين له سرا ً فإنك إن‬
‫خالفت أمره أو غرت صدره ‪ ،‬وإن أفشيت سره لم تأمنى‬
‫غدره‪.‬‬
‫ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتمًا‪ ،‬والكآبة بين‬
‫يديه إن كان فرحًا‪.‬‬
‫هذه هى أخلق المرأة المسلمة‪ ،‬وهذا فهمها‪ ،‬وهذه‬
‫وصيتها‪ ،‬وتلك ثقافتها‪ ،‬فبالله عليكم هل سمعتم كلما ً‬
‫وعقل ً وحكمة كهذه‪.‬‬
‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(125‬‬

‫هذه هى المرأة المسلمة‪ ،‬يوم أن تسربلت بأخلق‬


‫السلم‪ ،‬وتربعت على عرش حياتها تهز المهد بيمينها‬
‫وتزلزل عروش الكفر بشمالها‪ ،‬ووالله من كانت هذه‬
‫أخلقها فهى من أهل الجنة‪.‬‬
‫ففى الحديث الذى رواه النسائى والطبرانى فى‬
‫الصغير والوسط وهو حديث حسن بشواهده حسنة‬
‫شيخنا اللبانى‪.‬‬
‫أن النبى ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"نساؤكم من أهل الجنة الودود العؤود على‬
‫زوجها )أى بالنفع والخير( التى إذا غضب زوجها‬
‫جاءت حتى تضع يدها فى يد زوجها وتقول ل‬
‫أذوق غمضا )أى نومًا( حتى ترضى"‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬وصيتى للشباب عامة والزواج خاصة‪:‬‬
‫أوصى الشباب بما أوصاهم به المصطفى ‪ ‬فى‬
‫الحديث الذى رواه البخارى ومسلم قال النبى ‪ " :‬يا‬
‫معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج‬
‫فإنه أغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع‬
‫)‪(1‬‬
‫فعليه بالصوم فإنه له وجاء"‬
‫وأبشرهم بحديث رسول الله ‪ ‬الذى رواه الترمذى‬
‫وقال حديث حسن صحيح‪ ،‬وابن حبان فى صحيحة‬
‫والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله ‪‬‬
‫قال‪ ":‬ثلثة حق على الله عونهم‪ :‬المجاهد فى‬
‫سبيل الله‪ ،‬والمكاتب الذى يريد الداء‪ ،‬والناكح‬
‫)‪(2‬‬
‫الذى يريد العفاف"‪.‬‬

‫)‪ (1‬متفق عليه‪} :‬ص‪.‬ج‪ {7975 :.‬رواه البخارى )‪ (4/106‬فى‬ ‫‪1‬‬

‫الصوم ومسلم رقم )‪ (1400‬فى النكاح‪ ،‬وأبو داود رقم )‪(2046‬‬


‫فى النكاح‪ ،‬والترمذى )‪ (1081‬فى النكاح‪ ،‬والنسائى )‪ (4/169‬فى‬
‫الصومن )‪ (57 ، 6/56‬فى النكاح‪.‬‬
‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(126‬‬

‫وأوصى الزواج بنسائهم خيرا ً كما أمرنا الله عز وجل‬


‫بقوله‪:‬‬
‫رُثوا ْ‬ ‫ل ل َك ُ َ‬ ‫مُنوا ْ ل َ ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫م أن ت َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ع ِ‬ ‫هُبوا ْ ب ِب َ ْ‬ ‫ن ل ِت َذْ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ضُلو ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬ ‫ها َ‬‫ساء ك َْر ً‬ ‫الن ّ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه ّ‬
‫شُرو ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫و َ‬
‫ة َ‬ ‫مب َي ّن َ ٍ‬
‫ة ّ‬ ‫ش ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن بِ َ‬‫ن إ ِل ّ أن ي َأِتي َ‬ ‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫آت َي ْت ُ ُ‬
‫هوا ْ‬ ‫سى َأن ت َك َْر ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫هت ُ ُ‬
‫ر ْ‬ ‫فِإن ك َ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬‫ِبال ْ َ‬
‫خي ًْرا ك َِثيًرا{‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫وي َ ْ‬‫شي ًْئا َ‬ ‫َ‬
‫)‪(1‬‬

‫ً )‪(2‬‬
‫ولمر النبى ‪" ‬استوصوا بالنساء خيرا"‬
‫والحديث رواه البخارى ومسلم‪.‬‬
‫فزوجك أمانة‪ ،‬أمنك الله إياها‪ ،‬وسوف يسألك عنها‬
‫يوم القيامة‪ ،‬والرجل راع فى أهل بيته ومسئول عن رعيته‬
‫وهذا موضوع طويل‪.‬‬
‫وأخيرا ً أوصى الباء والمهات بعدم المغالة فى‬
‫المهور‪ ،‬والسراف فى الجهاز والنفقات‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فإنها‬
‫تمحق بركة الزواج‪ ،‬وهذا هو الذى جعل أكثر الشباب عزبا ً‬
‫وجعل أكثر البنات عوانس‪ ،‬والجريمة الولياء الذين‬
‫يتشددون فى هذا المر‪ ،‬وهذا من أقوى أبواب الفساد فى‬
‫المة والعياذ بالله‪.‬‬
‫واذكركم بحديث النبى ‪ ‬الذى رواه أحمد فى‬
‫مسنده والحاكم وفى سنده عيسى بن ميمون قال‬
‫البخارى منكر الحديث وباقى رجاله ثقات وأخرجه ابن‬
‫حبان فى صحيحه من طريق أخر وسنده حسن‪.‬‬

‫)‪ (2‬حسن ‪} :‬ص‪ .‬النسائى‪ ،{3017 :‬رواه الترمذى رقم )‪(1655‬‬ ‫‪2‬‬

‫فى فضائل الجهاد‪ ،‬والنسائى )‪ (6/16‬فى النكاح‪ ،‬وراوه أحمد وابن‬


‫ماجه‪ ،‬وابن حبان فى صحيحه‪ ،‬والحاكم وصححه‪.‬‬
‫)‪ (1‬سورة النساء‪.19 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬متفق عليه‪} :‬ص‪.‬ج‪ ،{960 :.‬رواه البخارى ومسلم من حديث‬ ‫‪2‬‬

‫أبى هريرة رضى الله عنه‪.‬‬


‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(127‬‬

‫عن عائشة رضى الله عنها عن النبى ‪ ‬اقل‪" :‬غن‬


‫أعظم النكاح بركة‬
‫أيسره مؤنة"‪.‬‬
‫أسأل الله الهداية والرشاد للجميع وبارك الله‬
‫للعروسين وبارك عليهما وجمع بينهما فى الخير دائما ً إنه‬
‫ولى ذلك وموله‪.‬‬

You might also like