You are on page 1of 48

‫ب�سم الله الرحمن الرحيم‬

‫احلمد لله وال�صالة و ال�سالم على ر�سول الله‬

‫هالل العدد‬

‫العدد ‪151‬‬ ‫بني الته ّجم على النقاب والهجوم على الأق�صى‬
‫ذو القعدة ‪ 1430 -‬هـ‬
‫ملهاة‪ ...‬وم�أ�ساة!‬
‫لق � ��د طرأ مس � ّ‬
‫منرب الداعيات‬
‫�تجد خطي ��ر في العالم اإلس�ل�امي ف ��ي األس ��ابيع األخيرة على‬
‫مس ��تويني‪ ...‬ويكشف هذا املستجد عن حقيقة املأساة التي يعيشها املسلمون في‬
‫هذا العصر‪:‬‬
‫خائن لله ولرس ��وله [ ولدين الله‬ ‫ٍ‬ ‫األول‪ :‬عل ��ى مس ��توى افتع ��ال ملهاة م ��ن‬
‫ٍ‬
‫ولش ��ريعته عندم ��ا هاجم نق ��اب فتاة في معهد ش ��رعي محتج ًا بأن ��ه عادة يجب‬
‫و�سيلة �إعالم ّية‬ ‫التخ ّل ��ي عنه ��ا!! مس ��تغ ًال منصب ��ه الديني‪ ،‬فش� �غ ََل عموم املس ��لمني بالتش ��ويش‬
‫أهل العلم خاصة بالرد عليه و َك ْش ِف َج ْهله مب ِّينني حقيقة موقف‬ ‫وشغل َ‬ ‫َ‬ ‫واإللهاء‬
‫لر�سالة دعو ّية‬ ‫الش ��ريعة من النقاب الذي للمرأة املتد ِّينة أن تقتدي في ُل ْبس ��ه بأطهر النس ��اء‬
‫لباس اتفق أهل العلم ‪ -‬كما يعلم‬ ‫وأحقِّ هن باالقتداء ‪ -‬زوجات النبي [ ‪ -‬وهو ٌ‬
‫متم ّيزة‬ ‫وإن اختلفوا في درجة الطلب‪ :‬هل هي درجة‬ ‫صغار الطلبة ‪ -‬أنه مطلوب ش ��رع ًا ْ‬
‫الفرضية أم درجة األفضلية؟‬
‫وال ش ��ك أنه ينكش ��ف به ��ذا اجلاه ��ل املتعالم وبأمثال ��ه ما حذّ ر من ��ه النبي‬

‫منرب الداعيات‬ ‫[ عندم ��ا يتراجع االهتمام بالعلم الش ��رعي وعندما يع�ِّي�نِّ املتحكّ مون برقاب‬
‫ويض ّل ��ون» كما يدل عليه‬ ‫املس ��لمني «رؤوس� � ًا ُج ّها ًال‪ُ ،‬يفتون بغير عل ��م‪ ،‬ف َي ِضلّون ُ‬

‫جملّة املر�أة‬
‫املخرج في الصحيحني‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حديث الصادق املصدوق‬
‫حل َدث اجللل الذي م ��ا فتئ الصهاينة‬ ‫أم ��ا املس ��توى الثاني‪ :‬فهو مأس ��اة ا َ‬
‫فيحاصرون املسجد األقصى ويهجمون‬ ‫يرتكبونه مس ��تثمرين ملهاة املسلمني ُ‬
‫عل ��ى املصل�ي�ن في ��ه‪ ،‬ثم ل ��م نر موقف� � ًا من ذل ��ك اخلائن ولم نس ��مع ل ��ه صوت ًا‬

‫والأ�سرة‬ ‫ف ��ي اإلفتاء بوج ��وب النفير حلماية األقص ��ى ور ّد عدوان األش ��رار اليهود على‬

‫حق ًا يصدق علينا قول الشاعر‪:‬‬


‫مقدسات املسلمني‪.‬‬

‫يف �إطار‬ ‫ تـكـــــا َثـــ َر ْت ال ِّـظــبـــاء عـلـــى ِخ ٍ‬


‫ـــــراش‬
‫ـــد‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ــ‬ ‫ص‬ ‫ــ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ـــا‬ ‫م‬ ‫ـــراش‬ ‫خ‬ ‫ـدري‬ ‫ي‬ ‫ــا‬ ‫م‬ ‫فــ‬ ‫ ‬
‫املنهج الإ�سالمي‬ ‫فبما ننش ��غل‪ :‬بكش ��ف ضالل التالعب بالش ��ريعة وإلهاء املسلمني بالردود‬
‫وبص ْون ُس ��ور األحكام الش ��رعية أم مبتابعة ح ��دث العدوان‬ ‫لكش ��ف األباطيل َ‬
‫واالش ��تغال بتوعي ��ة املس ��لمني والدع ��اء إلخوانن ��ا الصامدين وكش ��ف خيانة‬
‫املتواطئني مع اليهود الساكتني عن جرائمهم؟!‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫فهر�س العدد‬

‫االفتتاحية‪ :‬من املؤمنني رجال‪ ...‬ومن املتخاذلني أشباه رجال‬ ‫‪4‬‬ ‫جملة �إ�سالمية ن�سائية �شهرية‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة‪1430/‬هــ ‪-‬ت�شرين الثاين‪2009 /‬م‬

‫واقع املرأة املعاصر‪:‬‬


‫أفراحنا في امليزان‬
‫‪6‬‬ ‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو‬
‫للتربع للمجلة‪:‬‬
‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان‬
‫معالم الشخصية اليهودية‪:‬‬
‫شخصية حريصة على احلياة‬
‫‪8‬‬ ‫رقم احل�ساب ‪.‬‬
‫بالدوالر‬
‫‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار)‬
‫‪.‬‬
‫‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬

‫‪ l‬في حوار مع الداعية خولة عابدين‪:‬‬


‫للح ّج على شخصية املسلم‬
‫األثر التربوي َ‬
‫حاجة‬
‫‪ l‬ذكريات ّ‬
‫في ضيافة‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫�أو بنك الربكة‪-‬لبنان ‪ -‬منربالداعيات‬
‫رقم احل�ساب بالدوالر‬
‫‪1795‬‬
‫‪ l‬سباق مع العقارب‬ ‫‪BANK OF NEW YORK N.Y‬‬
‫‪A/C NO.. 8900067675‬‬

‫الرسول األعظم  وخصائصه القيادية‬


‫‪17‬‬ ‫ثمن العدد يف لبنان ‪ 2000‬ل‪.‬ل‪.‬‬

‫‪ ...‬هم علّة العالّت‬ ‫مع الشعر‪:‬‬ ‫‪22‬‬ ‫فاك�س‪+961 /1/652880 :‬‬


‫هاتف‪+961/1/651990 :‬‬
‫‪+961/1/664634‬‬
‫روضة الزهرات‬
‫‪23‬‬ ‫‪+961/1/644660‬‬

‫للمرا�سالت‪:‬‬
‫حوار‪ :‬مع د‪ .‬محمد موسى الشريف‬
‫حول الشباب وفهم التاريخ‬ ‫‪31‬‬ ‫لبنان ‪ -‬بريوت‬
‫�ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪2‬‬
‫�صــاحــــــ��ب االمتـــيــــــ��از‪:‬‬
‫جميــــــ��ل ّ‬
‫نخــــــــــ��ال‬ ‫‪35‬‬ ‫دوحة األسرة‬
‫املديـــــــــ��ر امل�ســــــــــ���ؤول‪:‬‬
‫حممــــــــ��د احللـــــــــــو‬
‫‪41‬‬ ‫شباب‪ ...‬بنات‬

‫مــــديـــ��رة التـــــحريــــــ��ر‪:‬‬
‫�س��هــــــــاد ِّ‬
‫عكيلـــــــــ��ة‬
‫‪44‬‬ ‫الزواج املبكر وانعكاساته االجتماعية‬
‫في حوار مع األستاذة سحر املصري‬

‫�سكـرتيـ��رة التحريـــــــــ��ر‪:‬‬
‫مــنــــ��ال املـــغــربـــــ��ي‬
‫‪48‬‬‫‪ ...‬و قالت الشريعة‬

‫مـــــديـــ��رة الــعــالقــــــ��ات‪:‬‬
‫هن��ادي ال�ش��يخ جنيب‬
‫‪50‬‬‫تهانينا‬

‫الربيد على الإنرتنت‪:‬‬


‫‪51‬‬‫من هنا وهناك‬

‫‪minbar@itihad.org‬‬
‫‪52‬‬
‫أنشطة‬

‫مركـز ال�صـف والإخـراج‪:‬‬

‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬
‫‪56‬‬ ‫على أمل اللقاء‪:‬‬
‫ذات النقاب‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫االفتتاحية‬
‫من امل�ؤمنني رجال‬
‫ومن املتخاذلني �أ�شباه رجال‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬
‫أن ُينفض عنها غبار التخاذل والعار؟!‬ ‫«�إذا خيرتنا السلطات اإلسرائيلية بني أن نُسجن أو‬
‫وف ��ي الوقت ال ��ذي تقت ��رب فيه محن ��ة األقصى من‬ ‫أن نتخلى عن حقّ نا في املس ��جد األقصى فس ��نقول دون‬
‫ال ��ذروة‪ ،‬ال ي ��زال أش ��باه الرج ��ال املتهافت�ي�ن عل ��ى قت ��ل‬ ‫َ‬
‫يعترف‬ ‫تلعث ��م‪ :‬مرحب ًا بالس ��جون‪ ،‬نح ��ن ال يش� � ّرفنا أن‬
‫القضية يتش� � ّبثون بس�ل�ام زائف عماده تضييع احلقوق‬ ‫بن ��ا أحد من املؤسس ��ة اإلس ��رائيلية‪ ،‬يكفينا فخ ��ر ًا أننا‬
‫واإلق ��رار للغاص ��ب باحتالل ��ه ودفعه للمزيد من س ��فك‬ ‫مس ��لمون عن ��د الل ��ه تعال ��ى»‪« ...‬مرحب ًا بالش ��هادة في‬
‫الدماء! وفي س ��بيل ذلك يس� � َع ْون حلماي ��ة أمنه داخلي ًا‬ ‫سبيل الله في ساحات املسجد األقصى»‪.‬‬
‫ولتغطيت ��ه سياس ��ي ًا وإنقاذه حقوقي ًا‪ ،‬ويتس ��ابقون ل َن ْيل‬ ‫هذا ما قاله رئيس احلركة اإلسالمية داخل األراضي‬
‫احلظ ��وة عنده!!! فأين هؤالء م ��ن الذي يقول‪« :‬يكفينا‬ ‫الفلسطينية احملتلة الشيخ املجاهد رائد صالح حفظه‬
‫فخر ًا أننا مسلمون عند الله تعالى»‪.‬‬ ‫الل ��ه تعال ��ى ف ��ي موقف العزة ال ��ذي وقف ��ه وإخوانه من‬
‫وإذا كن ��ا ق ��د نفضن ��ا أيدين ��ا من ه ��ؤالء‪ :‬فأين نحن‬ ‫أبن ��اء احلركة اإلس�ل�امية في األراضي احملتل ��ة‪ ،‬للدفاع‬
‫من حقيقة كوننا مس ��لمني؟ هل ُترانا نر ِّدد يقين ًا بلسان‬
‫عن حياض املس ��جد األقصى ملنع اليهود املتطرفني من‬
‫احلال قبل املقال مع شيخنا اجلليل‪« :‬يكفينا فخر ًا أننا‬
‫تدنيسه احتفا ًال بأعيادهم املزعومة فيه!‬
‫مس ��لمون عند الله تعالى»؟ وهل نش ��عر بها حق ًا ونعمل‬
‫يدخرون جهد ًا في تنفيذ مخططاتهم‬ ‫إن الصهاينة ال ّ‬
‫مبقتضاها؟‬
‫املتدرجة الرامية إلى هدم املسجد األقصى وإقامة الهيكل‬
‫ويقدمن َُهم في‬
‫ِّ‬ ‫يرب�ي�ن الرج ��ال‬‫�اء ّ‬
‫وم ��ن املؤمنني نس � ٌ‬
‫املزع ��وم مكان ��ه‪ ،‬فأي ��ن جهودن ��ا ف ��ي حماية أق ��دس بقعة‬
‫ويقدمن أنفسهن كذلك سجينات وشهيدات‬ ‫ّ‬ ‫سبيل الله‪،‬‬
‫إس�ل�امية بعد احلرمني الشريفني‪{ :‬سبحان الذي أسرى‬
‫رأيناهن في‬
‫ّ‬ ‫وقبل ذلك مجاهدات في س ��بيل الل ��ه؛ فقد‬
‫باحات املس ��جد األقص ��ى مك ِّبرات متض ِّرع ��ات إلى الله‪،‬‬ ‫املسجد األقصى الذي‬ ‫ِ‬ ‫احلرام إلى‬
‫ِ‬ ‫بعبده لي ًال من املسجد‬
‫يصيبهن ما يصيب سائر املرابطني في األقصى‪ .‬فتَحية‬ ‫باركنا حوله‪}...‬؟‬
‫ّ‬
‫إجالل لهؤالء النسوة اللواتي دحضن كل املزاعم القائلة‬ ‫نعل ��م أنّ للبي ��ت ر ّب� � ًا يحمي ��ه‪ ،‬ولكن‪ :‬مب ��ا أنّ الل َه قد‬
‫بأن اإلس�ل�ام ظلم املرأة وحصر دورها في «املطبخ»‪ ...‬ها‬ ‫تع ّبدنا باألسباب ولم يتع ّبدنا بالنتائج‪ ،‬فقد ُأنيطت بنا‬
‫هن يؤ ّدينَ واجبهن اإلس�ل�امي واإلنس ��اني واالجتماعي‬ ‫مس ��ؤولية عظيمة تن ��وء اجلبال الراس ��يات بحملها‪ ،‬لم‬
‫ويشاركن الرجال فيما عجزت عنه األنظمة!‬ ‫وشيبها وأطفالها‬ ‫جتد لها إال ش ��باب فلسطني وفتياتها ِ‬
‫ه ��ؤالء رجال قد حتق ��ق فيهم وعد رس ��ول الله ‪:‬‬ ‫ابتداء‪:‬‬
‫ً‬ ‫يحمون املس ��جد م ��ن دنس الصهاين ��ة بإميانهم‬
‫«ال ت ��زال طائفة من أمت ��ي على احلق ظاهرين لعدوهم‬ ‫ه ��ذا ال ��ذي دفعه ��م لتلبية ن ��داء «ش ��يخ األقص ��ى»‪ ،‬ثم‬
‫قاهرين ال يضرهم َمن خالفهم إال ما أصابهم من لأَ ْ واء‬ ‫بصدوره ��م العاري ��ة حيث لم يجدوا إال حجارة املس ��جد‬
‫حت ��ى يأتيهم أمر الله وهم كذلك» قالوا‪ :‬يا رس ��ول الله‬ ‫واملقاعد البالستيكية املتوفرة فيه وأحذيتهم يرمون بها‬
‫وأين هم؟ قال ‪« :‬ببيت املقدس وأكناف بيت املقدس»‬ ‫بجراح وال باعتقال‪...‬‬ ‫املجنّدين غير آبهني مبوت وال ِ‬
‫رواه أحمد (‪.)22320‬‬ ‫عجب ًا! أليس ف ��ي قادة اجليوش العربية ‪ -‬ولن أقول‬
‫أما أش ��باه الرج ��ال املتخاذلون عن ُنص ��رة قضاياهم‬ ‫احلكوم ��ات ‪ -‬ألي ��س فيه ��م رج � ٌ�ل رش ��يد ُيخجله س�ل�اح‬
‫كوكب آخر‪ :‬في مجزرة غزة كانوا‬ ‫ٍ‬ ‫فلكأنّهم يعيش ��ون على‬ ‫دجج فيه جيوشنا‬ ‫الكراسي واألحذية في الوقت الذي ُت َّ‬
‫إم ��ا متف ِّرجني أو متو ِّرطني‪ ،‬وأم ��ام اخلطر الذي يتهدد‬ ‫باألس ��لحة الثقيلة‪ ،‬و ُتص ��رف لها امليزانيات لتُ س ��تخدم‬
‫األقص ��ى ال يح ِّركون س ��اكن ًا وكأن األم ��ر ال يعنيهم؛ في‬ ‫في االس ��تعراضات العسكرية أو في صدور الشعوب بعد‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪4‬‬
‫الوقت الذي أقاموا الدنيا ومتلّقوا املجتمع الدولي‬
‫البائ ��س دفاع� � ًا ع ��ن أصن ��ام ب ��وذا ف ��ي أنح ��اء م ��ن‬
‫أفغانستان عندما قررت حركة طالبان هدمها!!!‬
‫ليص ��در فتاوى النفير العام‬ ‫فأين «ش ��يخ األزهر» ُ‬
‫حلماي ��ة األقصى ب ��د ًال من أن يحارب فت ��اة صغيرة‬
‫منتقبة‪ ،‬ويخرج علينا بعدها بفتوى أنّ النقاب عادة‬
‫ويقلب حقائق الدين‪ ،‬ويفتح باب ش� � ٍّر على املنقّ بات‬
‫ال ن ��دري متى ُيغ َلق‪ ،‬وليجعل منها قضية اس ��تغلّها‬
‫املتر ّبصون املصطادون في املاء ال َع ِكر للغمز من قناة‬
‫اإلس�ل�ام وأحكام ��ه الش ��رعية خاصة تل ��ك املتعلقة‬
‫باملرأة املسلمة! لقد ضقنا به ذرع ًا وبفتاواه املش ِّوهة‬
‫املفصلة على مقاسات َمن‬ ‫ّ‬ ‫لوجه اإلسالم احلضاري‪،‬‬
‫يس ��تعبدونه! فليتأمل ق ��ول الفُ َض ْيل بن عياض في‬
‫الشعوب اإلسالمية عن ُأولى ِقبلتَي املسلمني!‬ ‫البع ��د عن الس ��لطان كما نتعلم‬ ‫ذل ��ك‪« :‬كن ��ا نتعلم ُ‬
‫املقدم ��ات الت ��ي تس ��بق ذل ��ك التغيي ��ر ف ��ي‬‫ِّ‬ ‫وم ��ن‬ ‫القرآن» لعلك ترعوي!‬
‫القي ��ادة أيض� � ًا‪ :‬اقتن ��اص الف ��رص الت ��ي تس � ِّ�هل مهم ��ة‬ ‫«املنتظرين» بحم ��د الله ُك ُثر‪ ،‬وهم‬ ‫ِ‬ ‫إن رج ��ال األمة‬ ‫ّ‬
‫األم ��ة اإلس�ل�امية‪ ،‬وأذك ��ر فرصت�ي�ن عل ��ى األم ��ة الي ��وم‬ ‫وه ��داة طريقها إلى‬ ‫املس ��تحقون ألن يكون ��وا قادة األمة ُ‬
‫استغاللهما‪:‬‬ ‫املسجد األقصى‪ ،‬لو ُيخلّى بينهم وبني احلدود واملعابر!‬
‫‪ l‬أم ��ا األول ��ى فه ��ي‪ :‬التف � ّ�وق الدميغراف ��ي؛ حي ��ث‬ ‫البعد‬ ‫مقدمات على رأسها استحضار ُ‬ ‫ولكن تسبق ذلك ّ‬
‫فش ��لت «الوكالة اليهودية» ف ��ي إقناع جميع يهود العالم‬ ‫العقائ ��دي ال ��ذي يجع ��ل م ��ن حماية املس ��جد األقصى‬
‫باملجيء إلى أرضه ��م املزعومة‪ ،‬وهجرة ‪ 750‬ألف يهودي‬ ‫واجب� � ًا ش ��رع ّي ًا عل ��ى كل مس ��لم‪ ،‬وه ��ذا ال ُبعد ل ��ن يكون‬
‫ف ��ي الفت ��رة األخي ��رة إل ��ى أوروبا وكن ��دا‪ ،‬وه ��ذا يعني أن‬ ‫حاضر ًا في وعي الشعوب اإلسالمية إال إذا تربت األجيال‬
‫الع ��دد الذي تع ِّول عليه الوكالة ‪ ‬س ��يتناقص نس ��بي ًا مع‬ ‫علي ��ه وتش� � ّربته حتى خالط شَ ��غاف قلوبه ��ا وجتذّ ر في‬
‫األيام القادمة‪ ،‬وفي املقابل يزداد عدد الفلسطينيني‪.‬‬ ‫عقله ��ا وترجمته في س ��لوكياتها وفي أمن ��اط تفكيرها‪.‬‬
‫‪ l‬والثاني ��ة‪ :‬تتمث ��ل ف ��ي إرهاص ��ات اقت ��راب تف ��كك‬ ‫وهذا يحتاج إلى خطة تربوية شاملة مقوماتها‪ :‬البيت‬
‫الواليات املتحدة األمريكية؛ حيث طالبت العديد من‬ ‫(في األساليب التربوية للقائمني عليه وفي السلوكيات‬
‫بنفسها‪...‬‬
‫ِ‬ ‫الواليات بأن تأخذ استقاللها وحتكم نفسها‬ ‫اليومي ��ة ألفراده)‪ ،‬واملدرس ��ة (في مناهجه ��ا التربوية)‬
‫فض�ل ً�ا ع ��ن األزمة االقتصادي ��ة التي تتر ّن ��ح أمريكا من‬ ‫وس ��ائر املؤسسات التربوية واالجتماعية واإلعالمية‬
‫وطأته ��ا‪ ،‬يض ��اف إل ��ى ذل ��ك خس ��ائرها في أفغانس ��تان‬ ‫(ف ��ي برامجه ��ا ومخططاته ��ا اإلس ��تراتيجية)‪ ،‬وأر ِّك ��ز‬
‫والع ��راق‪ ،‬وخس ��ارتها جراء دعمه ��ا الالمتناهي لطفلها‬ ‫عل ��ى األخيرة ملا له ��ا من دور خطير ف ��ي صياغة العقل‬
‫يسمى زور ًا بـ «إسرائيل»‪.‬‬‫املدلل ذاك الذي ّ‬ ‫اإلنس ��اني وتش ��كيل خلفيت ��ه الثقافي ��ة‪ ،‬وف ��ي تبدي ��ل‬
‫وه ��ذه فرص ��ة تاريخي ��ة عل ��ى املس ��لمني التخطيط‬ ‫ركود في‬ ‫قناعات ��ه أو تثبيته ��ا‪ ،‬وفي حتريك ما أَ ِس ��ن من ٍ‬
‫الس ��تغاللها؛ ألنه في الوقت الذي س ��ينهار فيه القطب‬ ‫املجتمعات البش ��رية؛ بدليل أنّه عندما يس� �لّط اإلعالم‬
‫األوحد سيحتاج العالم لقائد جديد يتولى زمام القيادة‬ ‫الضوء على املس ��جد األقصى تتح ّرك القضية وينشغل‬
‫العاملي ��ة‪ ،‬وليس أجدر بهذه املهمة من األمة اإلس�ل�امية‬ ‫الرأي العام اإلسالمي بها‪ ،‬وعندما يغ ِّيبها‪ ،‬تنام األغلبية‬
‫بعدم ��ا حتس ��م أمره ��ا وتع ��ود إل ��ى منه ��اج رس ��ول الل ��ه‬ ‫عنه ��ا إال الصهاين ��ة‪ :‬يس ��تغلون ه ��ذه «النوم ��ة» لتنفيذ‬
‫تتنعم بالعدل واحلرية‬ ‫الذي س ��يتيح لإلنس ��انية أن ّ‬ ‫مخططاته ��م‪ ،‬وما مواصلة حفر األنفاق حتت املس ��جد‬
‫واألمن والرخاء االقتصادي والرقي األخالقي‪l‬‬ ‫بعيد ًا عن عدسات الكاميرات إال آثار من استغالل غفلة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫واقع املر�أة املعا�صر‬

‫أفراحنا في امليزان‬
‫بقلم‪ :‬إباء محمد الدريعي‬

‫ينتظ � ��ر الن ��اس فرح ��ة أبنائه ��م‬


‫العدة‪،‬‬ ‫ويع � ّ�دو َن له ��ا ُ‬
‫بف ��ارغ الصب ��ر‪ُ ،‬‬
‫ويخططون‬ ‫ِّ‬ ‫ويحددون له ��ا امليزانية‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫لتل ��ك املناس ��بة حت ��ى تك ��ون فرح َة‬
‫العمر وذكرى ال ُتنسى‪.‬‬
‫ويعتب ��ر حف ��ل الزفاف بالنس ��بة‬ ‫ُ‬
‫للعروس�ي�ن وللعائل ��ة ح َدث� � ًا مهم� � ًا‬
‫يحتاج إل ��ى كل الترتيب والتنس ��يق‬
‫واالهتم ��ام‪ ،‬وق ��د أظهرت الدراس ��ات‬
‫أنّ حف ��ل الزف ��اف ُيعي ��د للزوج�ي�ن‬
‫ذكريات جميلة تدفعهما لالستمرار‬
‫ف ��ي احلياة الزوجي ��ة والتغاضي عن‬
‫بعض املش ��كالت اليومية التي ميكن‬
‫أن تواج َه ُهما بعد تأسيس العائلة‪.‬‬
‫وال أح ��د ينك ��ر قيم ��ة حف ��ل‬
‫إضافة إلى التحضيرات املس ��بقة واإلسراف الالمتناهي‬ ‫الزف ��اف وأهميت ��ه‪ ،‬ولق ��د درج ��ت‬
‫سواء في اختيار مكان احلفل أو في‬ ‫ً‬ ‫منذ َبدء التحضير‬ ‫الق َدم‪ ،‬وفي كل مكان‪ ،‬وتبرز عادات‬ ‫عليه اإلنس ��انية منذ ِ‬
‫املبالغ ��ة في جتهيزات العروس‪ ،‬وال يقف األمر عند هذا‬ ‫البل ��دان وتراثها في هذه املناس ��بة‪ .‬ولق ��د أكد النبي [‬
‫احلد‪ ،‬بل يتعداه إلى النواحي السلوكية واألخالقية‪.‬‬ ‫عل ��ى ه ��ذا املعنى؛ حيث أمر عائش ��ة رض ��ي الله عنها أن‬
‫فقد د َرج اليوم في مجتمعنا ما يس ��مى باألعراس‬ ‫تنشد في عرس إحدى األنصاريات‪:‬‬
‫املختلطة حيث يكون العرس جامع ًا للرجال والنس ��اء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أتـيـنـــــاكم أتـينـــــاكـم‬
‫و َينظر الرجال إلى مفاتن النس ��اء والنساء إلى عشرات‬ ‫فح ّيونـــــا نحييـكــم‬
‫الرج ��ال‪ ،‬واألخطر من ذلك كله النظر إلى العروس‬ ‫ولوال احل ّب ُة الســودا‬
‫وهي بكامل زينتها وأناقتها وتبرجها‪ ،‬ولرمبا أظهرت‬ ‫ما جينـــــا لواديـكــم‬
‫مفاتن جسدها دون حياء‪ ،‬وبدل أن يكون العرس مدعا ًة‬ ‫ِ‬ ‫وبالتالي فإنّ أصل االحتفاء بالعروسني واالحتفال‬
‫جلم ��ع ش ��مل عروس�ي�ن‪ ،‬يصب ��ح س ��بب ًا لفتن ��ة كثير من‬ ‫في هذا اليوم مباح بل وممتع ليس للعروسني فقط بل‬
‫حد سواء‪ .‬فهذا الرجل لطيف مع‬ ‫النساء والرجال على ٍّ‬ ‫لكل املدعوين حيث يكون االحتفال فرصة للترويح عن‬
‫زوجت ��ه ورمب ��ا مع غيرها أيض� � ًا‪ ،‬وهذه امل ��رأة ذات مظهر‬ ‫النفس وإدخال الس ��رور إلى قلوب اآلخرين مبشاركتهم‬
‫خالّب ومنطق جذاب‪ ...‬وهناك امرأة مس ��كينة أجبرتها‬ ‫فرحتهم‪.‬‬
‫التقالي ��د عل ��ى مجاراة ما يحدث؛ جتل ��س متوترة وهي‬ ‫ولكن ما نراه اليوم في واقعنا يتنافى مع كل األصول‬
‫ت ��رى زوجه ��ا يراق ��ص فالن ��ة ويضح ��ك ألخ ��رى! وذاك‬ ‫والقيم التي ألجلها أبيح االحتفال‪ ،‬وجاء األمر بإعالن‬ ‫ِ‬
‫الرج ��ل يندم على يوم ارتباطه وهو يرى األجس ��اد تهتز‬ ‫الن ��كاح والوليمة أيض ًا بهذه املناس ��بة‪ .‬والناظر إلى هذا‬
‫ليش ��بع رغباته‪ .‬ثم يأتينا َمن‬ ‫وتتمايل‪ ،‬ويختلس النظر ُ‬ ‫الواقع يرى التقليد األعمى في خطوات االحتفال كافة‪،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪6‬‬
‫الن ��اس في ه ��ذا الوقت على رؤوس ��هم الطي ��ر خوف ًا من‬
‫الوقوع في الزلل أو املنكر‪ ،‬فيرفضون كل ما درجت عليه‬
‫الع ��ادات دون تفري ��ق بني اخلطأ والص ��واب‪ ،‬وبني ما هو‬ ‫ب��دل �أن يك��ون العر���س مدعا ًة جلمع �ش��مل‬
‫معتدل وما هو مبا َل ٍغ فيه‪.‬‬ ‫عرو�س�ين‪ ،‬ي�صب��ح �سبب��ا ً لفتنة كثري م��ن الن�ساء‬
‫إن إلق ��اء الض ��وء عل ��ى ه ��ذا املوض ��وع ه ��و م ��ن باب‬ ‫والرجال‬
‫احل ��ث عل ��ى إع ��ادة النظر ف ��ي األف ��راح ف ��ي املجتمعات‬
‫اإلس�ل�امية‪ ،‬والعمل على إيجاد وس ��ائل إلحياء األفراح‬
‫�داء‪ ،‬ثم ُترض ��ي أذواق‬
‫بطريق ��ة متقن ��ة ُترض ��ي الله ابت � ً‬ ‫يتساءل مستنكراً‪ :‬أين اخلطأ في أفراح كهذه؟‬
‫الن ��اس وتعطيه ��م البدائل املقبولة بعيد ًا عن الش ��طط‬ ‫ع ��دا ذلك كله‪ :‬قيام الرجال والنس ��اء في وقت واحد‬
‫واالنحراف عن منهج الله أو املغاالة فيه‪.‬‬ ‫بالرقص عل ��ى أنغام صاخبة وكلم ��ات ماجنة تدعو إلى‬
‫وم ��ن األهمية مب ��كان أن يتم جتهي ��ز أماكن تطمئن‬ ‫الفاحش ��ة و ُت َز ّينها‪ ،‬ومتدح اخلالعة واإلباحية والتمايل‬
‫فيها النساء؛ حيث تفتقر مجتمعاتنا ملثل هذه األماكن‬ ‫سعيد مسرور بهذه الليلة‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫والكل‬ ‫في الطرقات والشوارع‪.‬‬
‫التي ُيس ��مح للمدعوات فيها بإظهار الفرح مع االلتزام‬ ‫امليمونة وهذا الزواج السعيد!!!‬
‫بالثواب ��ت الش ��رعية‪ ...‬م ��ن عدم إظه ��ار الع ��ورات ورؤية‬ ‫واملتأم ��ل ف ��ي واقع احلال‪ ،‬يتعجب م ��ن َقبول الناس‬
‫املنكرات‪ ،‬واالقتصار على األناش ��يد التي متدح املناسبة‬ ‫جزء مفروض ًا‬ ‫ورضاهم باملنكر الذي أصبح طبيعي ًا‪ ...‬بل ً‬
‫ومت ��دح العروس�ي�ن وتعط ��ي الفرص ��ة للنس ��اء وأه ��ل‬ ‫من العرف االجتماعي!!!‬
‫العروسني أن يحتفلوا دون الوقوع في املنكرات‪.‬‬ ‫وه ��ا نحن الي ��وم نرى‪ ،‬وبحزن عمي ��ق‪ ،‬ما وصل إليه‬
‫اللهم‬
‫َّ‬ ‫احل ��ال في املجتمعات املس ��لمة‪،‬‬
‫رحم الله من رجالها ونس ��ائها‪.‬‬ ‫إال من ِ‬
‫وم ��ا هذه الظاه ��رة إال انعكاس لنمط‬
‫احلي ��اة الت ��ي يحياه ��ا الن ��اس كل يوم‬
‫ف ��ي املؤسس ��ات والش ��ركات وامل ��دارس‬
‫متخض عن اإلنترنت‬ ‫واجلامعات‪ ،‬وما ّ‬
‫والفضائي ��ات ووس ��ائل اإلعالم بش ��كل‬
‫ع ��ام‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬ف�ل�ا ش ��ك أن األفراح‬
‫س ��تأخذ االجت ��اه نفس ��ه‪ ،‬واألس ��لوب‬
‫عين ��ه‪ ،‬وتنض ��ح مب ��ا يؤمن ب ��ه الناس‪،‬‬
‫ومب ��ا أصبح ��وا يتعارفون علي ��ه بعيد ًا‬
‫بهد ِي‬‫ع ��ن أمر رب العاملني أو االقتداء ْ‬
‫سيد املرسلني [‪.‬‬
‫واحلقيق ��ة أنن ��ا نحتاج الي ��وم إلى‬
‫وكذلك األمر بالنس ��بة للرجال؛ حيث تكون املناسبة‬ ‫الت ��وازن ف ��ي التطبيق لألوام ��ر الربانية ف�ل�ا إفراط وال‬
‫س ��بب ًا لاللتق ��اء باألقارب واحمل ّب�ي�ن واألصدقاء‪ ،‬على أن‬ ‫أي‬ ‫تفري ��ط‪ .‬ف�ل�ا ُيعقل أيض� � ًا أن يتم الف ��رح دون إظهار ٍّ‬
‫يت ��م االحتفال بعيد ًا عن االخت�ل�اط ليكون ذلك أطهر‬ ‫من عالماته؛ فالبعض ممن تدفعهم َغيرتهم والتزامهم‬
‫وأطيب للنفس‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وأغض للبصر‬ ‫وأس َل َم لها‬
‫للقلوب ْ‬ ‫مينع ��ون كل أش ��كال االحتف ��ال حتى التصفيق للنس ��اء‬
‫وال ش ��ك أنّ بدء احلياة الزوجية برضا الله عز وجل‬ ‫والزغردة بعيد ًا عن الرجال ويعتبرونها بدعة‪ ،‬ومينعون‬
‫ثمر زواج ًا ميمون ًا وذرية صاحلة بإذن اللهً ‪l‬‬ ‫ُي ِ‬ ‫كل أن ��واع اإلنش ��اد أو التعبي ��ر داخل الف ��رح‪ ،‬حتى لكأنَّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫معامل الـ�شـخـ�صية اليهودية‬
‫�شخ�صية حري�صة على احلياة‬
‫بقلم‪ :‬محمد علي دولة‬
‫سوريا ‪ -‬دمشق‬

‫جداً‪ ،‬التي يحمل أصحا ُبها قلوب ًا كأنها احلجارة‪ ،‬والتي‬ ‫�شُهرت الش ��خصية اليهودية طيلة تاريخها الطويل‬
‫صدرت عنها أعمال مفرطة في الوحش ��ية‪ :‬كيف جمعت‬ ‫رع ��ب من‬ ‫بأنه ��ا تخش ��ى الش ��دائد‪ ،‬وته ��اب األقوي ��اء‪ ،‬و ُت َ‬
‫لكن عجبه س ��رعان ما يزول حني‬ ‫بني ُ‬
‫اجل نْب والقس ��وة؟ ّ‬ ‫وش ��هرت كذلك بأنها تعش ��ق‬ ‫لقائه ��م‪ ،‬وال تتم َّن ��ى ذلك‪ُ .‬‬
‫يتذكر أنّ اإلنس ��ان الش ��جاع يرحم الضعيف‪ ،‬ويعفو عن‬ ‫احلياة وتتش� � َّبث بها مهما كانت صورتها‪ ،‬وال ُتقدم على‬
‫العدو‪ ،‬وال ينتقم منه‪.‬‬ ‫العظمى‪ ،‬وتعي ��ش في حالة من‬ ‫امل ��وت في س ��بيل األمور ُ‬
‫مذ ّل ��ة م ��ن خوفه ��م‬ ‫ولق ��د أوردت أس ��فارهم ُص� � َور ًا ِ‬ ‫التوجس وال َق َلق‪ ،‬واخلوف من املستقبل‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وتصاغرهم أمام أعدائهم‪ ،‬ففي ِس ��فْ ر اخلروج‪« :‬وملَّا قرب‬ ‫ُ‬ ‫لذل ��ك فإنه ال يوجد ف ��ي تاريخهم الطويل بطوالت‬
‫فرعون‪ ،‬رفع بنو إسرائيل عيونهم‪ ،‬فإذا املصريون ساعون‬ ‫ومواق ��ف ُتذك ��ر‪ ،‬إال ما كان ف ��ي زمن مملكته ��م الكبرى‪،‬‬
‫الرب‪،‬‬
‫وراءه ��م‪ ،‬فخاف ��وا جداً‪ ،‬وص ّرح بنو إس ��رائيل إل ��ى ِّ‬ ‫وس ��ليمان‪ ،‬وف ��ي زمن بعض‬ ‫الت ��ي حكمه ��ا طالوت وداود ُ‬
‫وقالوا ملوس ��ى‪ِ :‬أم ْن عدم القبور مبص ��ر أتيتَ بنا لنموت‬ ‫الق ��ادة املكاب ّيني‪ ،‬وإال ما كان من الرجال املؤمنني منهم‬
‫ف ��ي البري ��ة؟! م ��اذا صنع ��تَ بن ��ا فأخرجتَنا م ��ن مصر؟‬ ‫الذين رغبوا في الدار اآلخرة وفي اكتس ��اب مرضاة الله‪،‬‬
‫نخدم‬ ‫ألي ��س هذا ما كلّمناك به ف ��ي مصر قائلني‪َ :‬د ْعنا ُ‬ ‫وما أق َّلهم!!‬
‫خير لنا أن نخدم املصريني من أن منوت‬ ‫املصريني‪ ،‬فإنه ٌ‬ ‫***‬
‫في البرية؟! فقال موس ��ى للش ��عب‪ :‬ال تخافوا‪ ،‬اصمدوا‬ ‫وص ْدر االس�ل�ام‪ ،‬حيث‬ ‫ف ��ي بالد العرب في اجلاهلية َ‬
‫الرب لك ��م‪ ،‬فإنكم كما‬ ‫وتعاين ��وا اخلالص ال ��ذي ُيجريه ُّ‬ ‫عاش األبطال الشجعان‪ ،‬لم يتأثر يهود يثرب خصوص ًا‪،‬‬
‫َت� � َر ْون املصري�ي�ن الي ��وم لن تع ��ودوا ترونهم لألب ��د‪ُّ .‬‬
‫الرب‬ ‫ب ��ل ويه ��ود احلجاز عموم� � ًا بالبطوالت العربي ��ة‪ ،‬وكانوا‬
‫يحارب عنكم وأنتم هادئون»‪.‬‬ ‫يعيشون في صياصيهم متحالفني مع إحدى القبيلتني‬
‫وح�ي�ن قاده ��م موس ��ى عليه الس�ل�ام عق ��ب اخلروج‬ ‫ثعالب ُمفس ��دة‪ ،‬ولم‬
‫َ‬ ‫العربيتني‪ :‬األوس أو اخلزرج‪ .‬كانوا‬
‫م ��ن مصر‪ ،‬وعقب ما رأوه من آي ��ات الله الكبرى لهم في‬ ‫تظهر منهم مواقف ُتذكر في أيامهم مع املسلمني إ ّال ما‬
‫املقدسة‪،‬‬
‫إجنائهم من فرعون وجنده إلى مشارق األرض ّ‬ ‫علي‬
‫(م ْر َحب) الذي َجنَّد رسول الله  َّ‬ ‫كان من بطلهم َ‬
‫وسكانها‪،‬‬ ‫تعرفوا له على البالد ُ‬ ‫وبعد أن أرسل منهم رجا ًال َّ‬ ‫ُ‬
‫ب ��نَ أبي طال ��ب‪ ،‬ولم تغْ ِن بطولته وال ش ��جاعة غيره من‬
‫املقدس ��ة‬
‫َعزَم على فتحها وقال لقومه‪ :‬ادخلوا األرض ّ‬ ‫املقاتلني اليهود من هزمية منكرة أمام أبطال اإلس�ل�ام‪،‬‬
‫الت ��ي كتب الل ��ه لكم وال ترت ��دوا على أدبارك ��م فتنقلبوا‬ ‫كامل جليش املسلمني يوم خيبر‪.‬‬ ‫واستسالم ٍ‬
‫ٍ‬
‫وج ُبنوا‬ ‫خاسرين (املائدة‪ .)22:‬لكنهم تخاذلوا َ‬
‫وض ُعفوا َ‬ ‫عم ��ا ُع ��رف‬
‫َب ْي ��د أن ��ه يج ��وز لإلنس ��ان أن يتس ��اءل ّ‬
‫ع ��ن لقاء القوم‪ ،‬وقالوا لنب ِّيهم‪ :‬إنَّ فيها قوم ًا ج ّبارين‪،‬‬ ‫ع ��ن جيش ��هم املعاص ��ر‪ ،‬ال ��ذي س � َّ�م ْوه «جي ��ش الدف ��اع‬
‫�إن يخرجوا‬ ‫وإ ّن ��ا ل ��ن ندخله ��ا حتى يخرج ��وا منه ��ا‪ ،‬ف � ْ‬ ‫اإلس ��رائيلي»‪ ،‬م ��ن مواقف حاس ��مة مع بع ��ض اجليوش‬
‫منه ��ا فإن ��ا داخلون(املائ ��دة‪ .)22 :‬وملّا ش � َّ�جعهم رجالن‬ ‫العربية‪ ،‬ومن انتصارات مد ِّوية سريعة عليها؟!!‬
‫منهم ��ا عل ��ى اجله ��اد والتوكل عل ��ى الله‪ ،‬قال ��وا لنبيهم‬ ‫قصة غريبة تس ��تحق الوقوف عندها‪،‬‬ ‫إنّ قص ��ة ذلك َّ‬
‫بوقاح ��ة منقطعة النظير‪ :‬يا موس ��ى‪ ،‬إن ��ا لن ندخلها‬ ‫وبيان أس ��بابها‪ ،‬وس ��وف أوضح هذا األمر فيما يأتي من‬
‫أبد ًا ما داموا فيها‪ ،‬فاذهب أنت وربك فقاتال‪ ،‬إنا ها هنا‬ ‫هذا املقال‪ .‬وإنّ املرء ليعجب من هذه الشخصية القاسية‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪8‬‬
‫قاعدون(املائدة‪!!)24 :‬‬
‫إن الق ��رآن العظي ��م يق ��ول للمؤمن�ي�ن ع ��ن‬
‫اليه ��ود‪{ :‬ل ��ن يضروك ��م إ ّال أذى وإن يقاتلوك ��م‬
‫يولّوكم األدبار ثم ال ُينصرون (آل عمران‪،)111:‬‬
‫أحرص الن ��اس على حياة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويق ��ول‪ :‬ولتج َدنّهم‬
‫عمر َ‬
‫ألف‬ ‫أحدهم ل ��و ُي ّ‬ ‫�ود ُ‬ ‫وم ��ن الذين أش ��ركوا‪ ،‬ي � ُّ‬
‫عمر‪،‬‬ ‫مبز َْحزحه م ��ن الع ��ذاب أن ُي َّ‬ ‫س ��نة‪ ،‬وما ه ��و ُ‬
‫والله بصير مبا يعملون(البقرة‪.)96 :‬‬
‫ولقد تساءلنا سابق ًا عن س ّر بعض االنتصارات‬
‫التي حصلت للجيش اليهودي في دولة إسرائيل‬
‫عل ��ى الع ��رب في ه ��ذا الزمان؟ وال ب ��أس أن نعيد‬
‫طرح سؤالنا السابق بهذه الصيغة‪:‬‬
‫وبحماية منّا!!‬ ‫ُ‬
‫تد ش ��رس؟ كيف‬ ‫الذليل إلى ُم ْع ٍ‬ ‫كي ��ف حت ّول اجلبانُ‬
‫بأرض‬
‫ٍ‬ ‫وإذا ما خال اجلبانُ‬
‫اس ��تطاعت إسرائيل أن تفرض نفس ��ها على هذه األمة‪،‬‬
‫طلب الطعنَ وحده والنِّزاال‬ ‫ ‬
‫وتمُ ْ لي عليها شروطها‪ ،‬وتهزمها في عدد من املواجهات‪،‬‬
‫معتد ش � ِ�رس‬‫ٍ‬ ‫ل ��كلّ ه ��ذا حت ّول اجلب ��ان الذلي ��ل إلى‬
‫ال سيما في حرب ‪1967‬؟!‬
‫متف ّوق!!‬
‫وأس ��وق اجل ��واب ع ��ن ه ��ذا الس ��ؤال باختص ��ار ف ��ي‬
‫إنَّ اليه ��ود كان ��وا وم ��ا زال ��وا وس ��وف يب َق� � ْون ُجبن ��اء‬
‫األسطر اآلتية‪:‬‬
‫ِأذ ّالء‪ ،‬وإنّ اخلوف من املنازلة الصادقة مع عد ّوهم ميأل‬
‫صمم ��ت وال ت ��زال عل ��ى أن تهزم‬ ‫‪ l‬إنَّ إس ��رائيل ق ��د ّ‬
‫كتاب «مكان حتت الش ��مس»‬ ‫َ‬ ‫قلوبهم!! واقرأوا إن ش ��ئتم‬
‫صمموا وال يزالون على أن يبقوا‬ ‫الع ��رب‪ ،‬وإنّ العرب قد ّ‬
‫الش ��رس (بنيام�ي�ن‬ ‫�ودي احلال ��ي َّ‬ ‫منهزمني!! إنّهم قد آثروا االستس�ل�ام الذي س ��موه زور ًا لرئي ��س ال ��وزراء اليه � َّ‬
‫ّ‬
‫نتنياه ��و)‪ ،‬لت� � َر ْوا اخلوف الش ��ديد الذي مي�ل�أ قلب هذا‬ ‫وبهتان ًا‪ :‬سالم ًا‪ ،‬وارتاحوا إليه!!‬
‫‪ l‬إس ��رائيل لم تغفل عن أس ��لحتها أبداً‪ ،‬قد أعدت الرجل على نفسه وعلى قومه وعلى دولته الباغية‪ ،‬ذلك‬
‫ّ‬ ‫إنّ‬
‫كل س�ل�اح فت ��اك‪ ،‬لك ��ن العرب ل ��م يعدوا اخلوف الذي يسكن في كل سطر من أسطر كتابه!!‬ ‫ملواجه ��ة الع ��رب َّ‬
‫ُِ ّ‬
‫***‬ ‫توف ��ر لهم الس�ل�اح ‪-‬‬ ‫لعد ِّوه ��م الق ��وة ال َّالزم ��ة‪ ،‬وه ��م ّمل ��ا ّ‬
‫إنَّ الش ��خصية اليهودي ��ة ش ��خصية جبان ��ة‪ ،‬تعش ��ق‬ ‫أحيان ًا‪ -‬لم يس ��تعملوه م ��ع عدوهم كما ينبغي‪ ،‬بل ف ّرطوا‬
‫احملصن‬
‫َّ‬ ‫في ��ه وأضاع ��وه رخيص ًا‪ ،‬وما تدمير س�ل�اح اجلو في مصر‪ ،‬احلي ��اة وتك ��ره امل ��وت‪ ،‬تقاتل عن ُب ْع ��د باحلديد‬
‫وم ��ا تس ��ليمهم ملئات الدباب ��ات التي لم تقات ��ل فوق أرض والقذائف بعيدة املدى‪ .‬وإنّ املس ��لم الش ��جاع الذي يريد‬
‫سيناء في حرب حزيران ‪ ...1967‬ما كل ذلك منا ببعيد!! أن يثأر لكرامته ولكرامة دينه ووطنه قد ُفرض عليه أن‬
‫َْ‬
‫ليريه َمن هو‪ ،‬ومن هنا كان‬ ‫محصنة ومن ال يقاتل هذا العدو مواجهة ُ‬ ‫رى‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫في‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫يقاتل‬ ‫الذليل‬ ‫�ان‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫اجل‬ ‫إنَّ‬
‫َّ‬ ‫‪l‬‬
‫وراء ج � ُ�در‪ ،‬يقاتلنا في الطائ ��رات احلربية اجلبارة التي البالء وكانت الهزائم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫لقد أتيح للمس ��لم الشجاع امل ِْقدام أن ُيظهر بطولته‬ ‫املدمرة املبيدة‪ ،‬التي يعزُّ‬ ‫وبالصواريخ‬ ‫أمريكا‪،‬‬ ‫بها‬ ‫ده‬ ‫ت ��ز ّو‬
‫ِّ‬
‫اصطياده ��ا!! وفي الدبابات احملصنة التي تواجه العدو ف ��ي حرب غ ��زة األخي ��رة الت ��ي كان النصر فيه ��ا حليف‬
‫َّ‬
‫بح ْس ��ن الصل ��ة‬ ‫املجاهدي ��ن الصابري ��ن الذي ��ن مت ّي ��زوا ُ‬ ‫عن ُب ْعد‪ ،‬و ُتخفي جنودها‪.‬‬
‫إن املقاتل املس ��لم الشجاع املس ��تميت ُفرض عليه أن بالله باإلضافة إلى ُح ْس ��ن اإلعداد‪ ،‬وكانت هزمية مذلّة‬
‫ال يقات ��ل عدوه‪ ،‬لقد حيل بين ��ه وبني مقاتلة هذا العدو لليه ��ود رغ ��م التف ��اوت الهائ ��ل في الق ��وة العس ��كرية‪...‬‬
‫ّ‬
‫وإن ��زال النكاي ��ة ب ��ه مبعاه ��دات االستس�ل�ام وبالهزائ ��م ولك � َّ�ن السياس ��ة الغب ّية فيم ��ا بعد أضاع ��ت عظمة هذا‬
‫الت ��ي كبلت يديه‪ ،‬وبالس ��جن واملطاردة‪ ،‬واالتهام بش� �تّى االنتصار!!‬
‫ّ‬
‫إنَّ عل ��ى املس ��لمني أن يواجه ��وا اليه ��ود م ��ن جدي ��د‬ ‫االتهامات!!‬
‫لقد خَ ال اجلو للمقاتل اليهودي ِل ُي َعربد فوق أرضنا بالش ��جاعة الت ��ي ُعرف ��وا به ��ا ف ��ي التاري ��خ حت ��ى تنجلي‬
‫ِْ‬
‫قدره أيض ًا‪l‬‬ ‫قدره‪ ،‬ويعرف عدوه ْ‬ ‫احلقائق‪ ،‬ويعرف املسلم ْ‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫حوار‬
‫للح ّج‬
‫األثر التربوي َ‬
‫على شخصية املسلم‬ ‫ ‬
‫في حوار مع الداعية األستاذة خولة عابدين‬
‫حاورتها‪ :‬سهاد عكيلة‬
‫ير�س � ��م املنه ��ج اإلس�ل�امي للمس ��لم‬
‫ش ��خصيته مبختل ��ف جوانبه ��ا وأبعادها‬
‫حتى يحقق ه ��دف وجوده في احلياة من‬
‫�س إال‬‫اجلن واإلن � َ‬
‫َّ‬ ‫ناحي ��ة‪ :‬وم ��ا خلق � ُ�ت‬
‫ليعبدون‪ ،‬ولكي يتمكّ ن من القيام بأعباء‬
‫التكليف العظيم املنوط به‪ :‬عمارة األرض‬
‫وقيادة البش ��رية وفق منهج الله‪ ...‬واحلج‬
‫أحد أهم العبادات التي تصوغ الشخصية‬
‫اإلس�ل�امية مبا يش ��تمل عليه من جوانب‬
‫َعقدية وروحية واجتماعية‪ ...‬وفي احلوار‬
‫مع الداعية األستاذة خولة عابدين‬
‫للحج من آثار‬ ‫ّ‬ ‫عمان سنتعرف على ما‬ ‫من ّ‬
‫تربوية على شخصية اإلنسان املسلم‪.‬‬
‫وصفائها‪.‬‬ ‫‪« .1‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬احل ��ج رحلة‬
‫املكت َسبات الروحية‬ ‫ ‪« .2‬منبر الداعيات»‪ :‬ما أبرز َ‬ ‫يؤصل احلج في نفس‬ ‫إميانية عميقة األبعاد‪ :‬كيف ِّ‬
‫�اج؟ وكيف ل ��ه أن يحافظ على‬ ‫الت ��ي يظفر به ��ا احل � ّ‬ ‫املسلم العقيدة اإلسالمية بصفائها وجاللها؟‬
‫م ��ا جن ��اه م ��ن ه ��ذه العب ��ادة العظيمة في مس ��تقبل‬ ‫‪ l‬احلج ركن من أركان اإلس�ل�ام اخلمسة‪ ،‬وهو عبادة‬
‫أيامه؟‬ ‫َمقصده ��ا االمتثال لله والوفاء بحقِّ ه تعالى الذي قال‪:‬‬
‫املكتسبات الروحية في احلج كثيرة ألن الرحلة من‬ ‫َ‬ ‫‪l‬‬ ‫احلج فال َر َفثَ‬
‫َّ‬ ‫فيهن‬
‫ّ‬ ‫ض‬‫أشهر معلومات فمن ف َر َ‬ ‫ٌ‬ ‫{احلج‬
‫ُّ‬
‫األص ��ل رحلة خالصة لوجه الله‪ .‬ومن هذه املكتس ��بات‪:‬‬ ‫وال ُفسوقَ وال جدال في احلج‪.‬‬
‫فاحلاج ال ينقط ��ع عن ذكر‬ ‫ّ‬ ‫ذك ��ر الله كثي ��ر ًا وش ��كره‪،‬‬ ‫وإخ�ل�اص الني ��ة لل ��ه ش ��رط ف ��ي صح ��ة و َقب ��ول أي‬
‫الله من اللحظة األولى من هذه الرحلة‪ ،‬ألنه في رحلة‬ ‫عبادة‪ ،‬ومنها احلج‪ ،‬فيجب ال ُبعد عن الرياء ألنه ُيحبط‬
‫تعبدية روحية يرتقي بها إلى ر ِّبه س ��بحانه وتعالى؛ قال‬ ‫ُّ‬ ‫العم ��ل‪ ،‬ويجب احلرص في العب ��ادات على متابعته ؛‬
‫أذك ْركم واشكروا لي وال تكفرون‪ .‬بل‬ ‫تعالى‪ :‬فاذكروني ُ‬ ‫فكل عبادة ال ُتقبل إال إذا توافر فيها شرطان‪ :‬اإلخالص‬
‫م ��ن أجلهما ‪ -‬أي الذكر والش ��كر لل ��ه ‪ -‬خلق الله الليل‬ ‫واملتابعة‪ ،‬قال تعال ��ى‪ :‬فاعبد الله مخلص ًا له الدين‪،‬‬
‫والنه ��ار وجعلهما ِخلْفة ملن أراد أنّ َيذَّ َكر أو أراد ُش ��كوراً‪.‬‬ ‫حب ْب ُك ُم الله‪.‬‬
‫وقال‪ ... :‬فاتّبعوني ُي ِ‬
‫ِوذك ��ر الل ��ه يكون بالقلب وباللس ��ان‪ ،‬وش ��كر الله بالقلب‬ ‫ومتابع ��ة الرس ��ول  ال تتحق ��ق إال مبعرفة األركان‬
‫أيام‬
‫واللس ��ان والس ��لوك؛ قال تعالى‪ :‬واذك ��روا الله في ٍ‬ ‫والواجبات وااللتزام بها دون زيادة أو نقصان‪ ،‬ألن األصل‬
‫مع ��دودات‪ ،‬وم ��ن أج ��ل حتقيق الذكر والش ��كر ُش ��رعت‬ ‫ف ��ي العب ��ادات االمتثال واالقت ��داء؛ قال رس ��ول الله ‪:‬‬
‫الش ��رائع والشعائر‪ ...‬وهذه هي الروحانية التي يحصل‬ ‫«م ��ن َع ِمل عم ًال ليس عليه أمرنا فهو َرد»‪ .‬هكذا جند أنّ‬ ‫َ‬
‫�كر ميأل القلب والنفس؛‬ ‫ذكر متواصل وش � ٌ‬ ‫عليها احلاج‪ٌ :‬‬ ‫يؤصل في النفوس العقي ��دة الصحيحة بجاللها‬ ‫احل ��ج ِّ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪10‬‬
‫احلس� �نَة جتلب احلس ��نة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ورس ��ول الله ‪ .‬وكما قيل‪ :‬إن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فمن أعتقه الله من النار سيعود طائعا متقربا إلى الله‬
‫ومراقب ًا لله‪ ،‬فيحافظ على مكتسباته اإلميانية‪.‬‬
‫فاحلجّ للم�ســـلم دورة ليـ�صـبح �ســـيد نف�ســـه‬
‫رف َث وال فسوق وال جدال‬ ‫‪« .3‬منبر الداعيات»‪ :‬ال َ‬ ‫و�سيد �شهواته و�سيد �أخالقه‪ ،‬ال عبداً لل�شهوات‬
‫ف ��ي احلج؛ م ��ن خالل ه ��ذا التوجي ��ه الربان ��ي‪ :‬كيف‬ ‫والأهواء‪.‬‬
‫يربي نفس ��ه على ضبط ش ��هواته وتهذيب‬ ‫للحاج أن ّ‬
‫أخالقه؟‬ ‫قال الرسول ‪« :‬إمنا ُجعل الطواف بالبيت والسعي بني‬
‫ض‬ ‫�هر معلومات فم ��ن ف َر َ‬‫احلج أش � ٌ‬
‫ُّ‬ ‫‪ l‬ق ��ال تعال ��ى‪:‬‬ ‫الصف ��ا واملروة ورمي اجلم ��ار إلقامة ذكر الل ��ه»‪ ،‬فترتقي‬
‫فيه � ّ�ن احل � َّ�ج فال ر َفثَ وال ُفس ��وق وال ج ��دال في احلج;‬ ‫حجه‬ ‫روح املؤم ��ن ف ��ي احل ��ج عندما يعل ��م ويوق ��ن أن ّ‬
‫فم ��ن أح ��رم باحل ��ج يجب علي ��ه تعظي ��م هذه الش ��عيرة‬ ‫يرقى به إلى اجلنات؛ قال الرس ��ول ‪« :‬احلج املبرور‬
‫وص ْونها عن كل ما ُيفس ��دها من ش ��هوات وس ��وء أخالق;‬ ‫َ‬ ‫جزاء إال اجلنة»‪ .‬ه ��ذا باإلضافة إلى العتق من‬ ‫ً‬ ‫لي ��س له‬
‫ف�ل�ا رف ��ث‪ :‬أي اجلم ��اع ومقدمات ��ه وال ��كالم الفاح ��ش‪،‬‬ ‫يوم أكثر عتيق ًا من النار‬‫النار؛ قال الرس ��ول ‪« :‬فلم ُي َر ٌ‬
‫وال فس ��وق‪ :‬أي وال معصي ��ة كعق ��وق الوال َد ْي ��ن وقطيعة‬ ‫باحلج‬
‫ِّ‬ ‫من يوم عرفة»‪ .‬وترتقي روح املؤمن إذا أيقن أنه‬
‫والغيبة والنميمة‪ ...‬وال جدال‪ :‬أي ال‬ ‫الرح ��م وأكل الرب ��ا ِ‬ ‫يتخل ��ص م ��ن كل ذنوب ��ه؛ ق ��ال الرس ��ول ‪« :‬تابعوا بني‬
‫مخاصمة وال منازعة وال مماراة بغير حق‪.‬‬ ‫احلج والعم ��رة فإنهما ينفيان الفَقر والذنوب كما ينفي‬
‫فاحل ��ج مدرس ��ة تربوي ��ة للمس ��لم ليه ��ذِّ ب ش ��هواته‬ ‫الك ْير خَ َب ��ث احلديد والذهب والفضة»‪ ،‬وترتقي روحه‬ ‫ِ‬
‫وأخالق ��ه‪ .‬وه ��ذا التهذي ��ب‪ ،‬األص ��ل في ��ه أن يك ��ون ف ��ي‬ ‫أيض� �ا عندم ��ا ينف ��ق مال ��ه ابتغاء مرض ��اة الل ��ه وابتغاء‬ ‫ً‬
‫كل زم ��ان وم ��كان‪ ،‬ولكن ��ه يظهر ف ��ي احلج أكث ��ر للتذلل‬ ‫التق� � ّرب إليه س ��بحانه وتعال ��ى؛ حتى َيهون امل ��ال و َتهون‬
‫واالنكس ��ار لله والتق ��رب إليه تعالى أكث ��ر‪  ،‬فيكون حج ًا‬ ‫الدنيا ِبأَسرها أمام مرضاة الله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫مبرور ًا جزاؤه اجلنة‪.‬‬ ‫يتحم ��ل املس ��لم املصاع ��ب واملش ��قة واألذى‬ ‫ّ‬ ‫وباحل ��ج‬
‫فاحلج للمس ��لم دورة ليصبح س ��يد نفسه وسيد‬ ‫ّ‬ ‫إذن‪،‬‬ ‫والس ��وء في س ��بيل مرضاة الله عز وجل‪ ،‬وفي هذا تربية‬
‫شهواته وسيد أخالقه‪ ،‬ال عبد ًا للشهوات واألهواء‪.‬‬ ‫للنف ��س عل ��ى جهاده ��ا لترتق ��ي إل ��ى ربها؛ فعن عائش ��ة‬
‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ختام� � ًا‪ ،‬كي ��ف ينبغ ��ي أن‬ ‫رض ��ي الله عنه ��ا أنها قالت‪ :‬يا رس ��ول الله ن ��رى اجلهاد‬
‫أفض ��ل العم ��ل‪ ،‬أفال نجُ اه ��د؟ قال‪:‬‬
‫« َل ُك ّن أحس ��ن اجلهاد‪ :‬ح � ٌّ�ج مبرور»‪.‬‬
‫وباحلج يبدأ املؤمن صفحة جديدة‬
‫فيحيا مع ر ِّب ��ه؛ ذلك ألن في احلج‬
‫انتقــــا ًال س� �ــــريعــ ًا بـني املنــاس� �ـــــك‬
‫�تجابة ألوام ��ر الل ��ه وكما ش ��رع‬ ‫ً‬ ‫اس �‬
‫تعالى‪ ،‬فيتر ّبى املؤمن حا ًال ومقا ًال‬
‫على‪« :‬سمعنا وأطعنا»‪.‬‬
‫�اج الذي وفق ��ه الله للحج‬ ‫واحل � ّ‬
‫فحصد اإلميانيات السابقة الرائعة‬
‫بد‬
‫سيحافظ عليها بعد ذلك ‪ -‬وال ّ‬
‫‪ -‬بدوام العالقة مع ر ِّبه؛ فهو ينتقل‬
‫من َح َس ��نة إلى حس ��نة ومن طاعة‬
‫إلى طاعة ومن حرص على مرضاة‬
‫الل ��ه إل ��ى ح ��رص عل ��ى رض ��ا الله‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫حوار‬
‫أدركت‬
‫ُ‬ ‫مرتني ف ��ي حياتي‪،‬‬
‫أنّ احلج جهاد النس ��اء ملا‬
‫فيه م ��ن اجلهد واملش ��قة‬
‫والتزاح ��م‪ ،‬وأدرك ��ت أن‬
‫أمتن ��ا يج ��ب أن تعرف أنّ‬
‫احل ��ج أجم ��ل وأروع رحلة‬
‫في احلياة‪ :‬رحلة إميانية‬
‫خالص ��ة لل ��ه م ��ن أوله ��ا‬
‫ال ��ى آخره ��ا‪ ،‬فيج ��ب أن‬
‫ُتقضى كلّها في الطاعات‬
‫والقُ ُربات ال في األس ��واق‬
‫وال ف ��ي الس ��هرات وال في‬
‫الغيبة والنميمة!!!‬ ‫ِ‬
‫وأدرك � ُ�ت أمر ًا في غاية‬
‫اخلطورة‪ :‬أن النظافة في‬
‫احل ��ج أمر ض ��روري جداً‪،‬‬
‫فه ��و مظه ��ر حض ��اري ال‬
‫تتجلى روح املسلم االجتماعية في احلج؟‬
‫يس ��تلزم م ��ن احل ��اج إال‬
‫‪ l‬ق ��ال تعال ��ى‪ :‬ليش ��هدوا مناف ��ع له ��م‪ ،‬ق ��ال ابن‬
‫كيس� � ًا ليض ��ع في ��ه كل م ��ا يري ��د التخلص من ��ه‪ ،‬لنثبت‬
‫عب ��اس في تفس ��ير هذه اآلية‪ :‬املنافع ه ��ي منافع الدنيا‬
‫الطهور شطر اإلميان‪ .‬تق ّبل الله من احلجاج‬ ‫للعالم أنّ ‪ُّ :‬‬
‫واآلخ ��رة؛ أما مناف ��ع اآلخرة فرضوان الل ��ه تعالى‪ ،‬وأما‬
‫وأرجعهم ساملني غامنني مغفوري الذنوب‪     .‬‬
‫مناف ��ع الدنيا فما يصيبون من مناف ��ع البدن والذبائح‬
‫***‬
‫والتجارة وغيرها‪...‬‬
‫وتتجل ��ى روح املس ��لم االجتماعي ��ة ف ��ي احل ��ج ف ��ي‬
‫النواحي اآلتية‪:‬‬
‫احلج �أجمل و�أروع رحل��ة يف احلياة‪ :‬رحلة‬ ‫■ َو ْص ��ل حاضر األمة مباضيها ‪ -‬املضيء نور ًا ‪ -‬إلى‬
‫�إمياني��ة خال�ص��ة لل��ه م��ن �أوله��ا اىل �آخره��ا‪،‬‬ ‫أبينا إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫فيج��ب �أن ُتق�ض��ى ك ّلها يف الطاع��ات وال ُق ُربات‬ ‫■ س ��قوط الش ��عارات الزائفة التي جتع ��ل التفاضل‬
‫الغيبة‬
‫ال يف الأ�س��واق وال يف ال�سه��رات وال يف ِ‬ ‫ب�ي�ن الن ��اس حس ��ب أجناس ��هم وألوانه ��م ومكانتهم في‬
‫والنميمة!!!‬ ‫الدني ��ا؛ ففي احلج  تذوب كل الفوارق وتتحقق املس ��اواة‬
‫أكرمكم عند الله أتقاكم‪.‬‬ ‫بني اجلميع‪ :‬إن َ‬
‫وجمع ش ��ملهم حتت راية‬ ‫■ توحي ��د كلمة املس ��لمني َ‬
‫التوحيد‪ ،‬وشعارهم جميع ًا «لبيك اللهم لبيك»‪.‬‬
‫«منب ��ر الداعيات»‪ :‬نش ��كر ضيفتنا على ه ��ذا اللقاء‬
‫■ تب ��ادل املناف ��ع التجاري ��ة واالقتصادي ��ة‪ ،‬وتب ��ادل‬
‫الط ِّي ��ب‪ ،‬س ��ائلني الله تعال ��ى أن يجمع كلمة املس ��لمني‬ ‫اخلبــــ ��رات لتحقـيــ ��ق التكـــامـــ ��ل بـ�ي�ن بلــ ��دان العــالــم‬
‫عل ��ى راية التوحي ��د كما يجمعهم في البلد احلرام على‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬
‫حج ًا روحي ًا خالص ًا دائم ًا‬
‫مدار العام‪ ،‬وأن يرزق املسلمني ّ‬ ‫■   َت َع ُّل ��م احلاج التضحي ��ة وال َبذْ ل والعطاء واجلهاد‬
‫إلى الله قبل احلج ‪l‬‬ ‫باملال واجلهد والوقت‪.‬‬
‫علي بأداء مناس ��ك احلج‬ ‫من الل ��ه ّ‬ ‫وأخي ��راً‪ ،‬بع ��د أن َّ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪12‬‬
‫قصة‬
‫ٌ‬
‫سباق مع العقارب‬
‫قصة‪ :‬إميان شراب‬

‫وأنا بهذا املنظر؟‬ ‫كل ي ��وم أس ��ابق العق ��ارب‪ :‬عق ��رب الس ��اعة والدقائق‬
‫قلت مه ِّونة‪« :‬ال بأس يا ميسون‪ ،‬إنه اإلرهاق الشديد‬ ‫والثواني‪ ...‬أس ��ابقها في الصب ��اح وأنا غادية إلى عملي‪،‬‬
‫الذي تعرضت له الفترة املاضية»‪.‬‬ ‫فتس ��بق هي! وأس ��ابقها وأنا عائدة من العمل‪ ،‬فتس ��بق!‬
‫ي ��ا إله ��ي! وكم كانت الفت ��رة املاضية؟! إنها عش ��رون‬ ‫وأس ��ابقها وأنا ُأعد طعام ًا ‪ -‬دون نكهة غالب ًا ‪ -‬فتس ��بق!‬
‫عام ًا!! كم بقي وينتهي عمري وأموت؟!‬ ‫وأس ��ابقها وأن ��ا أد ِّرس أبنائي في عصبية وتوتر‪ ،‬فتس ��بق‬
‫أم ��وت؟ مخي ��ف ه ��و امل ��وت! م ��اذا فعل ��ت اس ��تعداد ًا‬ ‫أيض ًا!! وأس ��ابقها وأنا أضع جثتي ‪ -‬أقصد بدني ‪ -‬على‬
‫للم ��وت؟! ال ش ��يء! فأنا ف ��ي غاية التب ��رج‪ ،‬ال ُأصلّي وال‬ ‫السرير ألنام‪ ،‬فأفوز أنا هذه املرة!!!‬
‫القبلة حتى! ال أقرأ قرآن ًا وال غير القرآن!‬ ‫أعرف أين هي ِ‬ ‫ومتضي أيام وأعوام‪ ،‬والس ��باق يتكرر! ش ��يء عجيب!‬
‫ليست لي اهتمامات تق ّربني من الله! حتى متى؟‬ ‫أحيان ًا أراني غبية‪ ،‬ألنني كل يوم أكرر السباق نفسه وفي‬
‫‪ -‬اس ��تيقظ زوج ��ي فزع� � ًا على صوت نحيبي‪« :‬بس ��م‬ ‫امليدان نفس ��ه‪ ،‬بل وفي الزمان نفسه!! رعدة برد شديدة‬
‫الله الرحمن الرحيم!! ماذا تفعلني؟ ملاذا تبكني؟»‪.‬‬ ‫أيقظتن ��ي ف ��ي ذلك الي ��وم الذي أحبه كثي ��راً‪ ...‬أردت أن‬
‫قلت‪« :‬نعم‪ ،‬صدقت‪ ،‬هو رحمن رحيم‪ ،‬ولكنه شديد‬ ‫‪ُ l‬‬ ‫آت ��ي مبا يدفئني‪ ،‬أش ��علت الضوء‪ ،‬فرأيتن ��ي في املرآة! يا‬
‫العقاب‪ ...‬أنا خائفة! سأموت! سأوضع في القبر‪ ،‬سأكون‬ ‫إله ��ي! م ��ا هذا املنظ ��ر؟ الش ��عر منكوش‪ ،‬والوج ��ه أزرق‪،‬‬
‫وحدي في ظالم شديد مخيف جداً!!»‪.‬‬ ‫والبش ��رة جافة‪ ،‬والش ��يب أكثر مما كنت أظن! منذ متى‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫أجمل العالم كله!!‬
‫ورج ْوته‪ ...‬بكيت‬ ‫ُ‬
‫ودعوت الله َ‬ ‫ّيت‬
‫�عيت وصل ُ‬ ‫طفت وس � ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ��ي عرف ��ات طوي�ل ً�ا‪ ،‬طالبة العف ��و والرحم ��ة والثبات‪...‬‬
‫ت� ُ‬
‫أملت النا�س وتعجبت‪ :‬كيف يكون امل�سلمون‬
‫تأمل � ُ�ت الن ��اس وتعجب ��ت‪ :‬كي ��ف يك ��ون املس ��لمون به ��ذه‬ ‫بهذه الأعداد الهائلة الرهيبة‪ ،‬وفل�سطني ال تزال‬
‫األع ��داد الهائل ��ة الرهيبة‪ ،‬وفلس ��طني ال ت ��زال محتلة؟!‬ ‫حمتلة؟! كيف لنا �أن منلك هذه الطاقات من‬
‫كي ��ف لن ��ا أن منلك ه ��ذه الطاقات م ��ن الش ��باب‪ ،‬ونكون‬ ‫ال�شباب‪ ،‬ونكون الأ�ضعف؟!‬
‫األضعف؟! ف ��ي طائ ��رة الع ��ودة‪ ،‬ش � ّ�د زوج ��ي عل ��ى يدي‪،‬‬
‫فشعرت بحرارتها ‪ -‬وقد كانت باردة زمن ًا طوي ًال‪...‬‬
‫‪« -‬ما هذ الهذيان؟»‬
‫�رت إلي ��ه مبتس ��مة راضي ��ة‪« :‬أت ��دري؟ كي ��وم‬ ‫‪ l‬نظ � ُ‬
‫‪ l‬قل � ُ�ت أتوس ��ل‪« :‬أرج ��وك ي ��ا عدن ��ان‪ ،‬أري ��د أن أذهب‬
‫زفافنا»‪.‬‬
‫للحج»‪.‬‬
‫‪ -‬قال‪« :‬نعم‪ ،‬أنا سعيد بك كيوم زفافنا»‪.‬‬
‫‪ -‬ضحك ملء فمه مستغرب ًا! ووسط ذلك قال‪« :‬أنت؟‬
‫نحج العام القادم؟»‪.‬‬ ‫فقلت‪« :‬هل ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ l‬مألني الطمع‪،‬‬
‫ميسون حتُ ج؟! منذ متى هذا التدين؟! ثم إن التسجيل‬
‫احلاج‪،‬‬
‫ّ‬ ‫«حج ْج � ُ�ت فض ��و ًال وطمع� � ًا في لق ��ب‬
‫‪ -‬ق ��ال‪َ :‬‬ ‫للح ��ج قد فات أوان ��ه! قومي لتنامي ودعي عنك األحالم‬
‫أحببت احلج وأحببت الدين والصالة والدعاء‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ولكنني‬
‫يا امرأة!»‪.‬‬
‫أحببت وزني اجلديد والرشاقة»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بل‬
‫علي زوجي ليخبرني‬ ‫في اليوم التالي مباش ��رة‪ ،‬دخل ّ‬
‫�رزت أصبع ��ي ف ��ي ِ(كرش ��ه)‪ ،‬وقل � ُ�ت‪:‬‬ ‫�مت وغ � ُ‬
‫‪ l‬ابتس � ُ‬
‫أن ��ه تقدم بطل َب�ْي�نْ للحج!! َمن صاح ��ب الطلب الثاني؟‬
‫«وهذا؟»‪.‬‬
‫وخمن � ُ�ت كل أس ��ماء القريب�ي�ن والبعيدي ��ن‪ ،‬وعج ��زت أن‬ ‫ّ‬
‫حطها الله عني‪ ،‬وإني ألرجو أن‬ ‫‪ -‬ق ��ال‪« :‬ذنوب كثيرة ّ‬
‫أع ��رف ألنه كان أبع ��د ما يكون‪ :‬زوجي!! وه ��و الغارق في‬
‫حطها كلها‪ ،‬لهذا أشعر بالرشاقة!»‪.‬‬ ‫يكون قد ّ‬
‫اللهو غير املباح ثم املباح!‬
‫سنحج‬
‫ّ‬ ‫أعجبني ما قال و‪ ...‬قال‪« :‬ال تكرري السؤال‪،‬‬
‫جتمع الناس‬‫املخصص ��ة‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫ف ��ي مدينتنا‪ ،‬وف ��ي القاعة‬
‫العام القادم إن شاء الله»‪.‬‬
‫إلج ��راء القرع ��ة‪ .‬كن ��ت أجلس بينه ��م متوت ��رة‪ ،‬ومتأكدة‬
‫إيه! س ��أظل ف ��ي س ��باق مع العق ��ارب‪ ...‬ولك ��ن ألفوز‬
‫أن اس ��مي ل ��ن يك ��ون بينهم‪ ،‬فهل أن ��ا ش ��ديدة العصيان‪،‬‬
‫بح ٍّج آخَ ر هذه املرة‪l‬‬ ‫َ‬ ‫س ��يكرمني الله ومينحن ��ي هذه املنح ��ة العظيمة؟ خلت‬
‫القاعة من السعداء الفائزين‪ ،‬متنيت أن يقوم مبعانقتي‬
‫أحد لتهنئتي‪ ،‬متنيت أن يزغرد من أجلي أحد كالباقني!!‬
‫تأثّ ��ر زوج ��ي حلزن ��ي ‪ -‬و َق ّلم ��ا يفع ��ل ‪ -‬وخانت ��ه كلم ��ات‬
‫التعزية‪ ،‬ولن يستطيع!‬
‫خرجت كاملطرودة!‬
‫ُ‬
‫❉ «ميس ��ون عبد الله‪ ...‬ميس ��ون عب ��د الله! أين هي؟‬
‫غير موجودة؟»‪.‬‬
‫‪« l‬إنه اس ��مك يا ميس ��ون‪ ،‬اسمعي! لنعد ونتأكد‪ ،‬هيا‬
‫بسرعة!»‪.‬‬
‫‪ -‬وقف � ُ�ت أم ��ام املن ��ادي مذهول ��ة‪ ،‬خائف ��ة‪ ،‬متلهف ��ة‪،‬‬
‫راجي ��ة‪« :‬أن ��ا هي ميس ��ون عب ��د الل ��ه! هل ف ��زت باحلج؟‬
‫ألصدق!! أين هو اس ��مي؟ أري ��د أن أراه! وزوجي؟‬ ‫ِّ‬ ‫احل ��ف‬
‫هل سيكون معي؟‪ .»...‬‬
‫فتذكرت سيدنا إبراهيم وسيدنا‬ ‫ُ‬ ‫رأيت الكعبة املهيبة‪،‬‬
‫ُ‬
‫وتذكرت نبينا العظيم احلبيب‬ ‫ُ‬ ‫إسماعيل عليهما السالم‪،‬‬
‫محم ��د ًا  ‪ ...‬ما أجمل الكعب ��ة! وما أجمل احلرم! وما‬
‫أجم ��ل الص�ل�اة وأعذبها! وما أجملن ��ي باحلجاب! بل ما‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪14‬‬
‫ذكر يات حاجّة‬
‫وحان املوعد‬
‫بقلم‪ :‬آمال أبو حوسة‬

‫ك � ��م بكي ��ت ليالي ِط ��وا ًال ش ��وق ًا‪:‬‬


‫متى يا ربي؟ متى يحني املوعد؟‬
‫وكم شعرت بحرقة ومرارة عندما‬
‫كان ��ت تطرق مس ��امعي عب ��ارات‪( :‬ال‬
‫ميكن ��ك الذه ��اب‪َ ،‬م ��ن ه � ّ�ن بعمرك‬
‫ال ُيس ��مح له ��ن باحل ��ج‪ ،‬انتظ ��ري‬
‫ع ��دة س ��نوات ُأخَ ��ر)‪ ،‬كن ��ت أقض ��ي‬
‫بعده ��ا معظ ��م الليال ��ي ف ��ي تهجد‬
‫ودع ��اء وصل ��وات وأنا أس ��أل الله عز‬
‫وج ��ل اإلذن ل ��ي بزيارة بيت ��ه الكرمي‬
‫وإمت ��ام فريض ��ة احل ��ج العظيم ��ة‪...‬‬
‫وس � ِ�م َح ل ��ي‬
‫إل ��ى أن أت ��ى أم ��ر الل ��ه ُ‬
‫تق ��دمي املعام�ل�ات الرس ��مية ألداء‬
‫ه ��ذه الفريض ��ة املقدس ��ة برفق ��ة‬
‫ش ��قيقي َم ْحرم ًا ل ��ي‪ ،‬وحينما بدأت‬
‫حم�ل�ات وقواف ��ل احلجاج باملس ��ير‪،‬‬
‫ل ��ه مثي ًال في عمري‪ .‬وب ��دأت القافالت تغادر إلى مدينة‬ ‫بدأت بتهيئة نفسي‪ ،‬وأ ّول أمر فعلته‬
‫قوي بالشوق‪ ..‬فها هي‬ ‫مكة املكرمة‪ ،‬فاعتراني إحس ��اس ّ‬ ‫جهزت ثيابي‬ ‫ه ��و أنني استس ��محت كل من يعرفني ث ��م ّ‬
‫ناظري برؤية البيت‬
‫ّ‬ ‫مجرد سويعات قليلة وأمتّع بعدها‬ ‫وحاجاتي وحقيبتي‪ ،‬وبدأ االنتظار‪ ...‬ويا له من انتظار‬
‫العتيق! وصلنا إلى الس ��كن الذي س ��نقيم فيه‪ ،‬ووضعنا‬ ‫طويل; ففي داخلي األشواق تشتعل‪ ،‬وذكر الله في قلبي‬
‫حاجاتنا واس ��تبدلنا بثيابنا مالبس أخ ��رى نظيفة‪ ،‬ثم‬ ‫ال يتوق ��ف‪ ،‬وعل ��ى لس ��اني الدعاء ال يفت ��ر‪ ،‬والنوم فارق‬
‫توجهنا بكل أدب وثبات ُم َل ِّبني إلى احلرم املكي‪ .‬وكم كانت‬ ‫عيني من كثرة احلنني‪ ،‬يا إلهي! ما أعظم هذه املش ��اعر‬
‫دهش ��تي ش ��ديدة; فهذا امل ��كان أكبر بكثير مم ��ا تصورت‪،‬‬ ‫التي يختزنها قلبي‪...‬‬
‫وحينما دخلنا من باب السالم ‪ -‬الباب الذي كان يدخل‬ ‫وحان املوعد; فهذا املساء ستقلع طائرتنا لتحملني‬
‫إلى املكان الذي متنيت زيارته‪ .‬وقبل االنطالق إلى املطار‬
‫من ��ه س ��يدنا محم ��د  ‪ -‬طلب منا املع� � ّرف التأني في‬
‫تتحمل َو ْعثاء‬
‫ّ‬ ‫وارتديت عباءة بسيطة مريحة‬ ‫ُ‬ ‫�لت‬
‫اغتس � ُ‬
‫الس ��ير‪ ،‬وبدأ يش� � ِّوقنا حت ��ى كادت القلوب تس ��ير أمامنا‬
‫الس ��فر‪ ،‬وصلي � ُ�ت ركعتني لل ��ه تعالى على ني ��ة التوفيق‬
‫من ش ��دة اخلفق ��ان‪« :‬بعد حلظات س ��تكون الكعبة أمام‬
‫في س ��فرنا وتس ��هيله‪ ،‬ووقفت بالباب مستودعة عائلتي‬
‫أعينك ��م جميع� � ًا‪ ..‬وأخير ًا س ��تكحلون أنظارك ��م ببهائها‬ ‫وأهلي وجيراني وأحبابي عند الله تعالى الذي ال تضيع‬
‫وعظمته ��ا‪ ...‬ه ��ا ه ��ي أمامكم» وأش ��ار بيده إل ��ى أقدس‬ ‫َ‬ ‫ودائعه‪ .‬وصلنا إلى مطار ُجدة حيث قضينا ِبضع ساعات‬
‫عيني‬
‫ّ‬ ‫أغمضت كلت ��ا‬
‫ُ‬ ‫بقع ��ة ف ��ي األرض‪ ...‬إل ��ى الكعب ��ة‪.‬‬ ‫ف ��ي س ��احاته ونحن ننهي املعامالت الرس ��مية للدخول‪،‬‬
‫ودعوت الله عز وجل من كل قلبي‪ ،‬وملا فتحت عيني كنت‬ ‫وكان ��ت احلم�ل�ات م ��ن كل أقط ��ار األرض تتواف ��د تباع ًا‬
‫مباشرة أمامها‪ ...‬يا ألله يا ألله يا لعظمة املكان! مجرد‬ ‫وحش ��ود احلجيج منتشرة في كل مكان في مشهد لم أر‬
‫إحساسنا بأن النبي  كان يطوف هنا ويجلس ويعيش‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫الرسول ‪.‬‬
‫وصلنا إلى س ��كننا هن ��اك فجر ًا ولم نس ��تطع املكوث‬
‫يلح علينا‪ ...‬بسرعة‬‫طوي ًال‪ ،‬فالش ��وق لزيارة الرسول  ّ‬ ‫حان وقت الرحيل‪ ...‬كم هو موقف �أليم!!‬
‫وضعن ��ا أمتعتن ��ا وذهبن ��ا إلى احل ��رم النبوي الش ��ريف‪،‬‬ ‫علي ِفراق هذا املكان العظيم ال�شريف‬
‫َ�ص ُعب ّ‬
‫حيث صلينا في الروضة الش ��ريفة‪ ،‬وألقينا التحية على‬ ‫حيث ال رياء وال كذب وال نفاق‪ ...‬حيث النا�س‬
‫س ��يدنا رس ��ول الله  وعلى س ��يدنا أبي بك ��ر رضي الله‬
‫�سوا�سية ك�أ�سنان امل�شط‬
‫عنه وسيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه ساكني املسجد‬
‫الشريف‪.‬‬
‫قضين ��ا بضعة أيام ليس لها مثيل‪ :‬أداء الصالة على‬ ‫هنا‪ ،‬له تأثير عظيم في النفس‪ .‬استلمنا احلجر األسود‬
‫وقته ��ا ف ��ي املس ��جد النب ��وي‪ ...‬خش ��وع لم أش ��عر به في‬ ‫والكعبة على يس ��ارنا بنية الطواف سبعة أشواط للعمرة‬
‫حيات ��ي وكأن على رأس ��ي الطير؛ أما احلجي ��ج فيتعامل‬ ‫وبدأنا بالطواف‪.‬‬
‫بعضه ��م مع اآلخر ب ��كل أدب واحترام وب ��دون تكلّف وال‬ ‫لبثن ��ا في مك ��ة املكرمة بضعة أيام ونح ��ن نعيش مع‬
‫الس ��كينة في‬
‫ري ��اء‪ ...‬حياة بس ��يطة جميلة‪ ،‬واألجمل أن ِ‬ ‫بعضن ��ا ف ��ي الس ��كن عائل ��ة واح ��دة متماس ��كة‪ ،‬نتعام ��ل‬
‫ه ��ذه املدينة الطاهرة وهدوء أهله ��ا ومحبتهم للزائرين‬ ‫فيم ��ا بيننا بكل أدب واحترام وتعاون‪ ...‬صغيرنا يس ��اعد‬
‫وخدمته ��م والس ��هر عل ��ى رعايته ��م وراحته ��م ُتش ��عرك‬ ‫كبيرنا‪ ،‬ننظف ونطهو ونغس ��ل ون ��أكل مع ًا ال حقد بيننا‬
‫وال ُبغْ ض‪ ...‬نس ��اعد فقيرنا دون إحراجه‪...‬‬
‫نذه ��ب ونطوف مع ًا حول الكعبة‪ ...‬وجنلس‬
‫نق ��رأ القرآن الك ��رمي‪ ...‬ومض ��ى الوقت ولم‬
‫نش ��عر إال وقد أقبل الثام ��ن من ذي احلجة‬
‫(يوم التروية)‪ .‬توجهنا إلى مس ��جد السيدة‬
‫عائش ��ة رضي الله عنه ��ا فنوينا أداء فريضة‬
‫احلج وصلّينا ركعت�ي�ن توجهنا بعدهما إلى‬
‫ِمن ��ى لقض ��اء اللي ��ل‪ ،‬وفي الصب ��اح توجهنا‬
‫إل ��ى عرف ��ة حي ��ث قضينا َط ��وال الي ��وم في‬
‫صالة ودعاء وخش ��وع واستغفار إلى أن حان‬
‫وقت النفرة من عرفات إلى مزدلفة‪.‬‬
‫مكثنا في ِمنى ثالثة أيام نرمي اجلمرات‪،‬‬
‫وبع ��د أن أنهين ��ا أداء هذا النس ��ك حان وقت‬
‫علي‬
‫الرحي ��ل‪ ...‬كم هو موق ��ف أليم!! َص ُعب ّ‬
‫وكأن احلبي ��ب املصطف ��ى [ م ��ا زال يتنق ��ل في ش ��وارع‬ ‫ِف ��راق هذا امل ��كان العظيم الش ��ريف حيث ال‬
‫املدينة ويعيش فيها؛ فكيفما نس ��ير نشم الروائح الزكية‬ ‫رياء وال كذب وال نفاق‪ ...‬حيث الناس سواس ��ية كأس ��نان‬
‫الطيب ��ة‪ ...‬س ��بحان الل ��ه! فه ��ذه املدينة حق ًا اس ��م على‬ ‫املش ��ط ال ف ��رق لعربي عل ��ى أعجمي‪ ...‬حي ��ث الناس من‬
‫مسمى‪ ...‬طيبة‪.‬‬ ‫جمي ��ع ال ��دول عربي ��ة كان ��ت أو أجني ��ة ينطق ��ون عبارات‬
‫عدت الى بي ��روت وعدت إلى عمل ��ي ومزاولة‬ ‫حينم ��ا ُ‬ ‫واح ��دة جتمعه ��م وتوحده ��م (ال إل ��ه إال الل ��ه‪ ...‬محم ��د‬
‫ً‬
‫�دت نفس ��ي أن أك ��ون دوم� �ا كم ��ا ف ��ي تل ��ك‬ ‫حيات ��ي عاه � ُ‬ ‫رس ��ول الل ��ه‪ ...‬لبيك اللهم لبيك‪ ...‬لبيك ال ش ��ريك لك‬
‫األراضي املقدسة‪ :‬أعتني بالضعيف‪ ،‬وأهتم ألمر الفقير‪،‬‬ ‫لبيك) ويرتدون ثياب ًا بسيطة ال تبرج فيها وال زينة‪.‬‬
‫ال ضغينة في قلبي وال فس ��وق وال رياء وال كذب‪ ،‬وطلبت‬ ‫أ ّدينا طواف الوداع وكل ما ينبض بأجس ��ادنا يعتصر‬
‫م ��ن الله ع ��ز وجل أن ُيبقي أثر ه ��ذه الفريضة العظيمة‬ ‫من شدة األلم؛ فالفراق صعب جداً‪ ...‬خرجنا من املسجد‬
‫مؤنس� � ًا ِلروح ��ي ومب ِّرد ًا‬
‫املبجل ��ة‪ ،‬محف ��ور ًا ف ��ي قلب ��ي‪ِ ...‬‬
‫ّ‬ ‫وقلوبنا تنزف أمل ًا وحسرةً‪ ،‬والدموع تنهمر‪ .‬حملنا متاعنا‬
‫ألشواقي‪l ...‬‬ ‫وغادرنا مكة املكرمة متوجهني إلى املدينة املنورة‪ ،‬مدينة‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪16‬‬
‫الر�سول الأعظم ‬
‫وخ�صائ�صه القيادية‬
‫بقلم‪ :‬قادر قادري‬
‫إيران ‪ -‬سردشت‬
‫�إ ّن حي ��اة املجتمعات‪ :‬بقادتها‪ ،‬فمنهم تؤخذ‬
‫املواق ��ف والدروس‪ ،‬وه ��م املثل األعل ��ى والقدوة‬
‫األسمى‪ .‬لهذا أكد علماء االجتماع على ضرورة‬
‫وج ��ود القائ ��د لألم ��ة‪ ،‬واعتبروه مبثاب ��ة الرأس‬
‫للجس ��د؛ فكم ��ا أن اجلس ��د بدون ال ��رأس يكون‬
‫َم ْيت ًا ال حول له وال قوة‪ ،‬فكذلك حال الش ��عوب‬
‫واملجتمع ��ات‪ .‬فهو ال ��ذي يدير ش ��ؤونها ويرعى‬
‫أحواله ��ا‪ ،‬ويتول ��ى تطبي ��ق القان ��ون وتنفي ��ذ‬
‫وفعال في‬ ‫األح ��كام العام ��ة‪ ،‬وللقائ ��د دور ه ��ام ّ‬
‫تقدم األمة وانتعاش ��ها أو انتكاسها وانحرافها‪.‬‬
‫م ��ن أجل ذلك تعتب ��ر القيادة من أهم املرتكزات‬
‫األساس ��ية ف ��ي البني ��ة االجتماعي ��ة والفكري ��ة‬
‫والسياس ��ية واالقتصادي ��ة لألم ��ة‪ ،‬وله ��ا تأثي ��ر‬
‫واألخالقي ��ة‪ ...‬ومتثلت في حيات ��ه املباركة صور القيادة‬ ‫عمي ��ق في أح ��داث التاري ��خ ومس ��يرة احلضارة‬
‫الصاحل ��ة ب ��كل أبعاده ��ا‪ ،‬ف ��كان الرس ��ول األعظ ��م امل َثل‬ ‫اإلنسانية والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أو االبتعاد‬
‫األعلى والنموذج األكمل للقيادة على َم ِّر العصور‪.‬‬ ‫عنه‪.‬‬
‫حينم ��ا نتصف ��ح الس ��يرة النبوية الش ��ريفة جند أن‬ ‫يقول الله س ��بحانه وتعالى في كتاب ��ه الكرمي‪َ  :‬ي ْو َم‬
‫معالم القيادة واضحة في ش ��خصيته املباركة؛ اس ��تطاع‬ ‫َاس ِب ِإ َم ِام ِه ْم َف َم ْن ُأ ِوت َي ِكتَا َبهُ ِب َي ِم ِين ِه َف ُأو َل ِئ َك‬
‫ن َْد ُعوا ُك َّل ُأن ٍ‬
‫الرس ��ول  أن ُيح ��ر َز به ��ا النجاح والتقدم في املس ��يرة‬ ‫َي ْق� � َر ُءو َن ِكتَا َب ُه ْم َوال ُي ْظ َل ُم ��ونَ َف ِتي ًال ] َو َم ْن َكانَ ِفي َه ِذ ِه‬
‫البش ��رية بع ��د توفيق الل ��ه تعالى‪ .‬وبها أيض� � ًا َصنع من‬ ‫اآلخ� � َر ِة أَ ْع َمى َوأَ َض ُّل َس ِبي ًال(اإلس ��راء‪:‬‬ ‫أَ ْع َم ��ى َف ُه� � َو ِفي ِ‬
‫موحدة متماسكة وقوية‬ ‫القبائل املتفرقة واملتنازعة أمة ّ‬ ‫‪.)72-71‬‬
‫وهدي الرس ��الة ونهج القرآن‬ ‫س ��ارت حتت لواء الرس ��ول َ‬ ‫ولهذا جند أن الله سبحانه وتعالى اختار لهذه املهمة‬
‫العظيم‪ ،‬فصنعت أعظم املجتمعات التي تسودها القيم‬ ‫العظيم ��ة األنبي ��اء واملرس ��لني‪ ،‬وجعله ��م قادة البش ��رية‬
‫وا ُمل ُث ��ل العليا وس � ّ�طرت أروع املالح ��م والبطوالت وزرعت‬ ‫وز ّوده ��م بالعل ��م واملعرف ��ة‪ ،‬ودعمهم بالوح ��ي واملعجزات‬
‫الفضيلة والرشاد وهدمت الرذيلة والفساد‪.‬‬ ‫ليكونوا القدوة الصاحلة للناس كافة‪ ،‬ويأخذوا بأيديهم‬
‫االرتباط الوثيق بالله تعالى‬ ‫في الس ��ير عل ��ى املنهج الرباني في تنظيم ش ��ؤونهم مبا‬
‫كان ��ت مظاهر االرتباط بالله واضحة في ش ��خصية‬ ‫ويسعدهم في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ُيصلح حالهم ُ‬
‫الرس ��ول  من ��ذ ِص َغ ��ره‪ ،‬مم ��ا جعل ��ه صاح ��ب نف ��س‬ ‫ولقد عاشت البشرية بعد النبي عيسى عليه السالم‬
‫مطمئن ��ة وروح مؤمن ��ة بالل ��ه؛ تش ��عر بالوج ��ود اإلله ��ي‬ ‫تعطش ��ت فيه ملن‬ ‫فت ��رة م ��ن الزم ��ن فراغ ًا قيادي� � ًا هائ ًال ّ‬
‫وبقيمة اإلنس ��ان الذي يجب أن يعبد الله تعالى فقط‪،‬‬ ‫يأخ ��ذ بيدها إلى ش ��اطئ األمن واألم ��ان ويقودها نحو‬
‫فنه ��ض بأعب ��اء الرس ��الة وخ ��اض عملي ��ة التغيي ��ر في‬ ‫الرقي والسالم‪ .‬فبعث الله تعالى رسوله اخلامت محمد ًا‬ ‫ُّ‬
‫وحتمل كل ألوان املعاناة واالضطهاد والعذاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املجتمع‪،‬‬ ‫ برسالة اإلسالم‪ ،‬فكان هو النبي والقائد لألمة الذي‬
‫ويغني ��ه من فضله‬ ‫واثق� � ًا بأنّ الل ��ه معه يس � ِّ�دده ُ‬
‫ويعينه ُ‬ ‫م ��ارس القي ��ادة ب ��كل مجاالته ��ا التش ��ريعية والعبادي ��ة‬
‫ويق ّوي ��ه مهما تكالب ��ت عليه اخلصوم‪ ،‬فل ��م يكن يطلب‬ ‫والســياس� �ـــية واالقتصاديـــة واالجتمــاعيـ ��ة والتــربويــة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫ونعمائ ��ه وعلم ��ه وهدايت ��ه؛ يقول الله ف ��ي كتابه املجيد‪:‬‬ ‫ش ��يئ ًا س ��وى إظهار دي ��ن احلق وتبليغ الرس ��الة وحتقيق‬
‫ َواتَّقُ ��وا ال َّل َه َو ُي َع ِّل ُم ُك � ُ�م ال َّلهُ  (البق ��رة‪َ  ،)282:‬و َم ْن َيت َِّق‬ ‫العدال ��ة والتوحي ��د‪ .‬إنّ مهم ��ة القيادة في ه ��ذه املرحلة‬
‫ال َّل� � َه َي ْج َعلْ َل ��هُ َم ْخ َر ًج ��ا ] َو َي ْرزُقْ هُ ِم ْن َح ْي ُث ال َي ْحت َِس � ُ�ب‬ ‫القوي‬
‫ّ‬ ‫مهمة صعبة وش ��اقة‪ ،‬وال بد للق ��ادة من االرتباط‬
‫اه ُدوا ِفينَا َلن َْه ِد َين َُّه ْم ُس ُب َلنَا‬‫(الطالق‪َ  ،)3-2 :‬وال َِّذينَ َج َ‬ ‫بالل ��ه س ��بحانه‪ ،‬ليتز ّودوا من ��ه بالقوة والثب ��ات واليقني‬
‫َو ِإنَّ ال َّل َه لمَ َ َع المْحُ ِْس ِننيَ (العنكبوت‪.)69 :‬‬ ‫واالطمئنان ويستعينوا به سبحانه وتعالى ويطلبوا منه‬
‫السعة العلمية‬ ‫َّ‬ ‫النُّ صرة واملساعدة‪.‬‬
‫خص الله تعالى رس ��وله الك ��رمي  بالعلم واملعرفة‬ ‫ّ‬
‫وأطلعه على مكنون أس ��رار َو ْحي ��ه و َك ْونه‪ ،‬واختاره حلمل‬
‫رس ��الته وتبليغ دينه؛ فاحلديث عن َسعته العلمية يعني‬
‫احلديث عن رس ��الة اإلس�ل�ام كلها وما انط ��وت عليه من‬
‫جتسدت في سيرته وأقواله‬ ‫أفكار وقيم ومفاهيم وأحكام ّ‬
‫الس ��ر الذي جعل ُس� �نّته‬ ‫ومواقف ��ه الش ��ريفة‪ ،‬وه ��ذا ه ��و ِّ‬
‫املباركة املصدر الثاني للتشريع اإلسالمي بعد كتاب الله‪،‬‬
‫السنة شرح وتوضيح وتبيني ملا ورد في القرآن‪... :‬‬ ‫بل إنّ ُّ‬
‫َّاس َما ُنز َِّل ِإ َل ْي ِه ْم(النحل‪.)44 :‬‬ ‫ِلتُ َبينِّ َ ِللن ِ‬
‫واملفكر والقائد‬ ‫ِّ‬ ‫العالم‬
‫فالرسول  هو ذلك اإلنسان ِ‬
‫ال ��ذي اس ��توعب احلياة ب ��كل جوانبها‪ ،‬وأن ��زل الله عليه‬
‫رسالة اإلسالم فوضع منهاج العقيدة وأصولها والعبادات‬
‫بتفاصيلها واألحكام وتشريعاتها بكل جوانبها وفروعها‪،‬‬ ‫التأمل والتفكر‬
‫واألخ�ل�اق الس ��امية وآدابها‪ ،‬فكان الرس ��ول  ميثل كل‬ ‫انطلق الرسول  في حياته يتفكر في خَ لْق السماوات‬
‫الرسالة بكل أبعادها‪.‬‬ ‫واألرض وما يتمثل فيهما من عظمة‪ ...‬انطلق  يتعبد‬
‫الدرس املستفاد‪ :‬فال بد للقادة والدعاة واملصلحني‬ ‫ويثْني عليه‬ ‫في غار حراء ويدعو الله مبختلف الدعوات ُ‬
‫م ��ن الدراس ��ة املتأني ��ة واملتعمق ��ة لس ��يرة الرس ��ول ‬ ‫بأفض ��ل املناج ��اة ويعت ��رف ل ��ه بالعبودي ��ة والطاعة‪ .‬كان‬
‫واخللفاء م ��ن بعده ليعوا علومه ��م ومواقفهم وحياتهم‬ ‫التأم ��ل والتفك ��ر مي ِّثل لدي ��ه اخلضوع والقُ ��رب املعنوي‬
‫فيتزودوا منهم ومن رس ��الة اإلسالم باخلطوات العملية‬ ‫ومحبة وبصيرة‪ ،‬حتى‬ ‫ً‬ ‫فتش � ُّ�ع روح ��ه نور ًا‬
‫من الله تعالى‪ِ ،‬‬
‫ف ��ي التحرك واملواجه ��ة مع مقتضيات العص ��ر ويقتدوا‬ ‫أصبحت روح ��ه املباركة مهبط الرحمة اإللهية‪ ،‬ومحطة‬
‫بالرسول  وأصحابه خير قدوة‪.‬‬ ‫لتقبل األمانة الربانية‪.‬‬
‫إنّ مهم ��ة القيادة في ه ��ذه املرحلة حتتاج إلى الكثير‬ ‫�وي االتص ��ال بالل ��ه ع ��ز وجل‪،‬‬‫إذ ًا كان الرس ��ول  ق � ّ‬
‫من العلم والوعي والبصيرة واإلحاطة التامة والش ��املة‬ ‫متز ِّود ًا م ��ن العطاء الرباني قو ًة ومواصلة على الطريق‪،‬‬
‫لألم ��ور ف ��ي مختل ��ف جوانبه ��ا لئ�ل�ا ينزلق باألم ��ة إلى‬ ‫وه ��و يعيش ف ��ي ِخ َض ّم الص ��راع مع اجلاهلي ��ة ومبادئها‬
‫مه ��اوي ال َه َلك ��ة والضي ��اع والف�ت�ن‪ ،‬وال ب ��د أن يس ��تعني‬ ‫ليح ِّولها إلى واحة طيبة مباركة ويستبدل بحياتها حيا ًة‬
‫باألكْ ف ��اء واملخلص�ي�ن واملتخصص�ي�ن م ��ن أه ��ل‬ ‫القائ ��د َ‬ ‫إسالمية‪.‬‬
‫ليوفروا له الرؤية املوضوعية‬ ‫اخلبرة واملعرف ��ة والتجربة ِّ‬ ‫ال ��درس املس ��تفاد‪ :‬ف�ل�ا ب ��د للق ��ادة واملصلحني من‬
‫الصحيح ��ة ليحقِّ ق بذل ��ك النجاح والص�ل�اح والوصول‬ ‫تقوية روح العبودية في نفوسهم حتى يقوى فيهم اإلعداد‬
‫باملجتم ��ع إلى احلياة احل ��رة الكرمية وحتقي ��ق العدالة‬ ‫الروحي لتحمل املسؤولية‪ ،‬وذلك هو األساس الذي يقوم‬
‫واألهداف الرسالية السامية‪.‬‬ ‫علي ��ه البن ��اء التغيي ��ري لألمة في طري ��ق حتقيق مبادئ‬
‫قوة الشخصية وثباتها‬ ‫ّ‬ ‫الرس ��الة‪ ،‬فيندفعون للعطاء والتضحية في س ��بيل الله‪،‬‬
‫من الس ��مات القيادية البارزة في شخصية الرسول ‬ ‫وبق ��در م ��ا يتق ��رب العبد إل ��ى الله بالطاع ��ة واإلخالص‬
‫وق ��وة تأثيرها ف ��ي النفوس‪ :‬امتالكه املؤهالت الش ��خصية‬ ‫والتق ��وى ف ��إنّ الل ��ه ُيفي ��ض عليه م ��ن بركات ��ه ورحماته‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪18‬‬
‫للن ��اس بأفض ��ل الوس ��ائل وأحس ��ن األس ��اليب‪ ،‬وكان‬ ‫وح ْس ��ن تقدي ��ر‬ ‫العظيم ��ة واإلرادة القوي ��ة‪ ،‬و ُب ْع ��د النظ ��ر ُ‬
‫يب ��ادر الناس بذل ��ك فيع ِّلمهم الكلمة الطيبة والس ��لوك‬ ‫والس� � ْبق إل ��ى االلت ��زام وأداء املس ��ؤوليات بالدق ��ة‬ ‫األم ��ور‪َّ ،‬‬
‫يتحمل في‬
‫ّ‬ ‫األحس ��ن وم ��ا يقربهم من الله تعال ��ى‪ ،‬وكان‬ ‫املطلوب ��ة واإلمع ��ان‪ ،‬والق ��درة عل ��ى التحم ��ل والصبر في‬
‫ذلك األذى واالضطهاد واملش � ّ�قة‪ ،‬فيغتنم الفُ َرص لير ّبي‬ ‫س ��بيل الله والق ّوة في املواجهة‪ ...‬فكان الرسول  مصدر‬
‫الناس التربية اإلميانية التي أرادها الله؛ فع َّلم أصحابه‬ ‫اإلش ��عاع الروح ��ي في ب ��ث روح الصب ��ر واملرابط ��ة والثبات‬
‫الروح اجلهادية والثقة بالنفس واالعتزاز بالعبودية لله‬ ‫موفق ��ة وناجحة‬ ‫عل ��ى الطري ��ق‪ .‬وبقدر م ��ا تكون القي ��ادة ّ‬
‫والقيام بالتغيير اإلمياني والفكري اجلذري‪ ،‬كما يص ِّوره‬ ‫ف ��ي التغ ُّلب على الصعاب‪ ،‬تك ��ون قوية ومؤ ِّثرة وقادرة على‬
‫لن ��ا الصحاب ��ي اجلليل ِر ْبعي بن عامر ف ��ي مواجهته مع‬ ‫االس ��تمرار مبس ��ؤولياتها‪ .‬وعل ��ى الرغ ��م من كل الوس ��ائل‬
‫رس ��تم ملا استفسره‪ :‬من ابتعثكم؟ فأجابه‪« :‬اللهُ ابتعثنا‪،‬‬ ‫الت ��ي ابتدعه ��ا املش ��ركون لتوه�ي�ن ش ��خصية الرس ��ول ‬
‫ل ُنخ ��رج َمن ش ��اء من عب ��ادة العباد إلى عب ��ادة الله‪ ،‬ومن‬ ‫وإس ��قاط َه ْيبته وإضعاف ش ��خصيته بنعته بشتى النعوت‬
‫ِضيق الدنيا إلى َس ��عة الدني ��ا واآلخرة ومن َج ْور األديان‬ ‫�اح ٌر‬ ‫�ال ا ْل َك ِاف ُرو َن َهذَا َس � ِ‬ ‫ووصف ��ه بالس ��احر والكاذب‪َ  :‬و َق � َ‬
‫إلى عدل اإلس�ل�ام‪ ،‬فأرس ��لنا بدينه إل ��ى خَ لْقه لندعوهم‬ ‫اب(ص‪ )4:‬والش ��اعر واملجنون‪َ ... :‬ب ِل افْ َت� � َرا ُه َبلْ ُه َو‬ ‫َك ��ذَّ ٌ‬
‫فم ��ن َق ِب ��ل منا ذل ��ك َق ِبلنا ذلك من ��ه ورجعنا عنه‬ ‫إلي ��ه؛ َ‬ ‫�اع ٌر(األنبياء‪َ  )5 :‬و َيقُ و ُلو َن أَ ِئنَّا َلت َِار ُكوا آَ ِل َه ِتنَا ِل َش ِاع ٍر‬ ‫شَ � ِ‬
‫ومن أب ��ى قاتلناه أبد ًا حتى‬‫وتركن ��اه وأرض ��ه يليها دوننا‪َ ,‬‬ ‫ُون(الصاف ��ات‪ ،)36:‬وغيرها م ��ن األلقاب والعناوين‪،‬‬ ‫َم ْجن ٍ‬
‫نُفض � َ�ي إل ��ى موع ��ود الله»‪ ،‬ق ��ال‪ :‬وما موعود الل ��ه؟ قال‪:‬‬ ‫ف ��إن ذل ��ك لم ُيضع ��ف عزم ��ه وإرادته ول ��م ُيصب ��ه بالوهن‬
‫«اجلن ��ة ملن م ��ات على قتال َم ��ن أبى‪َّ ،‬‬
‫والظ َف ��ر ملن بقي»‪،‬‬ ‫واالنكسار‪ .‬فكان يتمتع بالشجاعة القيادية وقوة العزمية‬
‫وجعل منهم طليعة قيادية تتحمل مسؤوليتها في إقامة‬ ‫وح ْس ��ن الظن به والثقة‬ ‫واالطمئن ��ان الكامل بالله تعالى ُ‬
‫رسالة احلق وتعبيد الناس لله تعالى‪.‬‬ ‫بنص ��ره ووعده‪ ،‬ول ��م يكن يبال ��ي مبا ُيالقيه من الش ��ماتة‬
‫ال ��درس املس ��تفاد‪ :‬فال بد للق ��ادة أن ميتلك ��وا بوادر‬ ‫وع ْونه؛ فكان‬ ‫والتعذي ��ب والعداء م ��ا دام مؤ َّيد ًا بعناية الله َ‬
‫التغيي ��ر ويباش ��روا بإص�ل�اح الواق ��ع الفاس ��د ويغتنم ��وا‬ ‫ على إميان كامل ويقني صادق بقوله تعالى‪َ  :‬و َل َين ُْص َرنَّ‬
‫املناس ��بات ليع ّلم ��وا الن ��اس الس ��ير عل ��ى تعالي ��م القرآن‬ ‫ال َّل ��هُ َم ْن َين ُْص ُر ُه ِإنَّ ال َّل َه َل َق � ِ�و ٌّي َع ِزيز (احلج‪ )40 :‬وبقوله‬
‫فالتردد‪ ،‬عدم املبادرة‪ ،‬القُ صور في اإلقدام‪ ،‬أو اجلنب‬
‫ُّ‬ ‫الكرمي‪.‬‬ ‫تعال ��ى‪َ  :‬يا أَ ُّي َه ��ا ال َِّذي ��نَ آَ َمنُوا ِإ ْن َتن ُْص � ُ�روا ال َّل� � َه َين ُْص ْر ُك ْم‬
‫في املواقف يض ِّيع على األمة جهود ًا وفرص ًا ال تتكرر؛ فال‬ ‫َو ُي َث ِّب ْت أَقْ َدا َم ُك ْم(محمد‪)7:‬‬
‫بد من تقدير املواقف واالستفادة من الفرص‪.‬‬
‫ولقد امتاز الرس ��ول  بالشجاعة الفائقة في معركة‬ ‫� ّإن مهم��ة القي��ادة يف ه��ذه املرحلة مهمة‬
‫التغيي ��ر االجتماعي وإخراج الن ��اس من عبادة العباد إلى‬
‫�صعبة و�شاقة‪ ،‬وال بد للق��ادة من االرتباط القويّ‬
‫عب ��ادة الل ��ه تعالى‪ ،‬ف ��كان  يتخذ الق ��رارات دون تردد أو‬
‫خوف‪ ،‬مبا يوفر النصر لإلس�ل�ام واملصلح ��ة العليا لألمة‬ ‫بالل��ه �سبحان��ه‪ ،‬ليت��ز ّودوا منه بالق��وة والثبات‬
‫اإلس�ل�امية‪ .‬ففي أيامه األولى كان في قمة الشجاعة وهو‬ ‫واليقني‬
‫يواجه بحر ًا كبير ًا من االنحرافات الكثيرة في مجال الفكر‬
‫فصمم على املواجهة في‬ ‫ّ‬ ‫والعقي ��دة واألخالق واالجتماع‪،‬‬
‫أش ��د الظ ��روف وأصعبها‪ ،‬وحتمل مس ��ؤولية قل ��ب الواقع‬ ‫املبادرة للتغيير والشجاعة في ِّاتخاذ القرار‬
‫اجلاهلي وتغييره َوفْ ق ًا لوحي الله ومنهاجه‪ .‬ثم بعد ذلك‬ ‫ع ��اش الرس ��ول  ف ��ي مجتم ��ع س ��ادت في ��ه أف ��كا َر‬
‫يتحدى األعداء بأس ��اليب عسكرية هجومية‬ ‫ّ‬ ‫اس ��تطاع أن‬ ‫اجلاهلي ��ة البعيدة عن احلق والفضيل ��ة والكرامة‪ ،‬فكان‬
‫ليضعف من ق ّوتهم ويكسر َه ْيبتهم‪.‬‬ ‫ودفاعية ُ‬ ‫ يحم ��ل َه � ّ�م إص�ل�اح ه ��ذا االنح ��راف ويحم ��ل هموم‬
‫فكان ��ت معرك ��ة ب ��در الكب ��رى‪ ،‬حي ��ث دخ ��ل بجيش ��ه‬ ‫الصه ��م ونُصرتهم‬ ‫احملروم�ي�ن واملظلوم�ي�ن ويفكر في خَ َ‬
‫�وي تصميم� � ًا‪ ،‬يدير‬
‫الصغي � ِ�ر ُع ��د ًة وع ��دد ًا والكبير والق � ّ‬ ‫ويس ��عى جاهد ًا لهذه املهمة حتى بعث ��ه الله تعالى نبي ًا‪،‬‬
‫املعركة بدافع اإلمي ��ان فكان النصر حليفهم؛ وكان لهذه‬ ‫يدخ ��ر جه ��د ًا ولم يت ��رك فرص ��ة في س ��بيل تغيير‬ ‫فل ��م ّ‬
‫املعركة األثر البالغ في تعزيز الثقة في نفوس املس ��لمني‬ ‫الواق ��ع اجلاهلي وإيصال ن ��ور الهداية وتعاليم الس ��ماء‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫الشريف حتى أنّ شَ ْيبته الكرمية كانت تمَ س ظهر َبغلته‬ ‫واملس ��تضعفني‪ ،‬وفي رفع معنوياتهم ملواجهة املس ��تقبل‪.‬‬
‫شاكر ًا لله متواضع ًا له‪ .‬وبذلك ُيعطينا درس ًا أن ال نُصاب‬ ‫كذل ��ك ف ��ي معركة األح ��زاب ن ��رى الرس ��ول األعظم ‬
‫بالزه ّو في مثل هذه احلاالت‪ ،‬ألنّ الش ��يطان يتسلل إلى‬ ‫�ات ما يق ��رب من عش ��رة آالف بجي � ٍ�ش قليل‬ ‫يواج ��ه ِب َثب � ٍ‬
‫اإلنسان من خالل هذه املواقف و«إنّ الشيطان يجري من‬ ‫العدد في حني نقض اليهود ِحلْفهم وانضموا إلى العدو‪،‬‬
‫اب ��ن آدم مجرى الدم»‪ .‬وكذل ��ك يتعلم القادة واملصلحون‬ ‫واملنافقون يحيكون املؤامرات ضد رسول الله ‪.‬‬
‫والوهن‪ .‬وال بد من‬‫َ‬ ‫أن ال يصابوا عند الهزمية باالنكسار‬ ‫باإلضاف ��ة إل ��ى أنّ رس ��ول الل ��ه  كان يتمت ��ع ب ُبعد‬
‫أخ ��ذ الدروس من رس ��ول الل ��ه في كل احلاالت ال س ��يما‬ ‫ويحس ُب فيها أسوأ‬
‫ِ‬ ‫النظر في جميع حتركاته العسكرية‬
‫ف ��ي حال َت � ْ�ي الفوز والفش ��ل‪ ،‬ف�ل�ا ب � ّ�د إذ ًا ‪ -‬باإلضافة إلى‬ ‫االحتماالت‪ ،‬وكذلك مبعرفته التفصيلية بفنون احلرب‬
‫ما ُذ ِك َر س ��ابق ًا ‪ -‬من التوازن واالس ��تقامة واحلفاظ على‬ ‫والقت ��ال واملواجهة والتخطيط الدقيق لكس ��ب املواقف؛‬
‫القيادة وتعميق العالقة مع الله تعالى بالش ��كر واحلمد‬ ‫ويربكه ويحرص‬ ‫ف ��كان يباغت العدو في س ��ائر احل ��روب ُ‬
‫في حالة النصر‪ ،‬والتحمل والثبات في حالة الفشل‪.‬‬ ‫عل ��ى كتم ��ان خططه بش ��كل ت ��ا ّم لعلم ��ه بخط ��ر اليهود‬
‫احلكمة في أساليب الدعوة‬ ‫واملنافقني واملث ِّبطني والذين في قلوبهم مرض‪.‬‬
‫وكان النبي  مي ِّثل مشروع ًا حضاري ًا إسالمي ًا مقابل‬
‫املش ��روع اجلاهل ��ي املتأصل ف ��ي النفوس آن ��ذاك‪ ،‬فلم تكن‬
‫حركته املباركة تس ��تهدف األفراد فحس ��ب وإمنا استهدفت‬
‫اجلاهلية الش ��ائعة ب ��كل أبعادها وصوره ��ا املختلفة‪ ،‬لهذا‬
‫جن ��د الرس ��ول  يتخ ��ذ األس ��اليب املختلف ��ة والط ��رق‬
‫اجلدي ��دة إليجاد الصحوة وإحداث التغيير األكبر حس ��ب‬
‫حددته القيم اإلسالمية؛‬ ‫الظروف املتاحة وباملستوى الذي ّ‬
‫بالس ��رية في العم ��ل ويتخذ دار‬ ‫فف ��ي أوائ ��ل الدعوة يلتزم ِّ‬
‫األرقم مدرسة لتثقيف الطليعة األولى من املسلمني‪.‬‬
‫�ص عش ��يرته املق ّربني دون س ��واهم‪ ،‬ثم‬ ‫ث ��م بعدها يخ � ّ‬
‫يتخذ أسلوب الدعوة العامة فيجمع الناس ويعرض عليهم‬
‫اإلسالم‪ .‬بعد ذلك كانت له لقاءات مع القبائل خارج مكة‪،‬‬ ‫التوازن النفسي عند الفوز والفشل‬
‫فزار الطائف وعرض عليهم اإلس�ل�ام ودعاهم لإلميان به‪،‬‬ ‫كم ��ا كان رس ��ول الل ��ه  يتمت ��ع بدرج ��ة عالي ��ة من‬
‫ث ��م كان ��ت اللقاءات مع حجي ��ج يثرب الت ��ي ُت ّوجت بقَبول‬ ‫الت ��وازن ف ��ي ش ��خصيته‪ ،‬فه ��و املعت ��دل واملس ��تقيم ف ��ي‬
‫أهله ��ا لدع ��وة الرس ��ول  فكان ��ت هجرت ��ه املبارك ��ة التي‬ ‫احل ��االت واملج ��االت كافة‪ ،‬ف�ل�ا يدفعه الزه� � ّو باالنتصار‬
‫ترتب عليها قيام الدولة اإلسالمية التي امتازت بالقُ ُدرات‬ ‫إلى الفرح الذي ُيخرجه عن استقامته واعتداله‪ ،‬كما ال‬
‫الهائل ��ة واإلمكان ��ات الكبيرة للمس ��لمني بقيادة الرس ��ول‬ ‫تدفعه اخلسارة إلى االنكسار الروحي والهزمية املعنوية‪،‬‬
‫ عل ��ى مواجه ��ة العدوان ور ّد املش ��ركني‪ .‬بع ��د ذلك تبنّى‬ ‫ب ��ل كان متوازن ًا في أحواله كله ��ا‪ ،‬فيتابع عمله ومواقفه‬
‫الرس ��ول  السياسة العسكرية كأحد األساليب املختلفة‬ ‫وس ��ير أصحابه ويتعرف على عناصر القوة فيزيدها قوة‬
‫للعمل التغييري حسب الظروف احمليطة به‪.‬‬ ‫فيخضعها للدراس ��ة‬ ‫الضعف ُ‬ ‫كم ��ا يتعرف على عناص ��ر َّ‬
‫الدرس املس ��تفاد‪ :‬فال ب ��د أن يتزود الدعا ُة إلى الله‬ ‫والتحلي ��ل‪ ،‬وبالتال ��ي ُيحيله ��ا أيض ًا إلى قوة ويس ��تفيد‬
‫وا ُمل ْصلح ��ون من س ��يرة النبي  وأس ��اليبه املختلفة في‬ ‫منها العبر له وألصحابه كي ال تتكرر ويخسر املسلمون؛‬
‫�دروس والعبر إليص ��ال كلمة احلق‬ ‫َ‬ ‫العمل اإلس�ل�امي‪ ،‬ال �‬ ‫وع َبر‪،‬‬
‫فالقي ��ادة احلكيمة كانت حت ّول الفش ��ل إلى دروس ِ‬
‫والقي ��م والفضيل ��ة للن ��اس كاف ��ة‪ ،‬فاله ��دف ه ��و تثبي ��ت‬ ‫ويع ِّلم أصحابه كيف يقفون على أخطائهم ويكش ��فونها‬
‫مفاهي ��م اإلس�ل�ام في النفوس والواقع ضمن األس ��اليب‬ ‫من خالل الوعي والروح اإليجابية‪.‬‬
‫واملؤث ��رة في العقول حس ��ب‬ ‫ِّ‬ ‫والط ��رق احمل َّبب ��ة للنف ��وس‬ ‫ال ��درس املس ��تفاد‪ :‬ففي فتح مكة ُيروى عن رس ��ول‬
‫املوازين الشرعية‪l‬‬ ‫الله  أنه عندما دخلها منتصر ًا وفاحت ًا كان حاني ًا رأسه‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪20‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫مع ال�شعر‬
‫الع ّ‬
‫الت‬ ‫‪ ...‬هم ِع ّلة ِ‬
‫الصديق‬
‫ّ‬ ‫نظم‪ :‬الشاعر أحمد محمد‬
‫قطر ‪ -‬الدوحة‬
‫فات‬ ‫الر ِ‬ ‫عذاب تل ��ك ُّ‬ ‫َ‬ ‫ال تزي ��دوا‬ ‫�بات‬ ‫ليتك � ْ�م تتركونه ��م ف ��ي ُس � ِ‬
‫�ات‬ ‫�الف الذّ كري � ِ‬ ‫تس ��تعيدونَ س � َ‬ ‫و َدعوهم‪ ..‬ال تنفضوا الترب عنهم‬
‫�فات؟‬ ‫األفكار والفلس � ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ري‬
‫عبق � ّ‬ ‫أتقول ��ونَ‪ :‬ي ��ا ل ��ه ِم ��ن عظي � ٍ�م‬
‫�ات؟!‬ ‫�ارب ا ُملظلم � ِ‬ ‫يتش � َّ�هى املس � َ‬ ‫�ف هذا‪ ..‬وكانَ في ُجحر َض ٍّب‬ ‫كي � َ‬
‫عات‬ ‫اخلاد ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاس � ِ�ف‬ ‫بالس ِ‬ ‫مولع� � ًا َّ‬ ‫الدخي ��ل اغت ��رار ًا‬ ‫ي َت َب ّن ��ى فك ��ر َّ‬
‫�تات‬ ‫راء‪ ..‬وعقله في شَ � ِ‬ ‫لوا‪ُ ..‬ه ً‬ ‫وه ��و كالببغ ��اءِ يجت � ُّ�ر م ��ا ق ��ا‬
‫�ات‬ ‫ــــكـالت واألزمـــ � ِ‬ ‫ِ‬ ‫عـــ ّلــــ ��ة ا ُملش� �‬ ‫الدي ��نَ ‪ ..‬زاعم� � ًا أنَّ في ��ه‬ ‫ين ِْب ��ذُ ّ‬
‫هات‬ ‫الش� � ُب ِ‬ ‫َي َّدعي � ِ�ه ُظ ْلم� � ًا م ��نَ ُّ‬ ‫�ارة فيما‬ ‫ب ��لْ ي ��را ُه خَ ْص َم احلض � ِ‬
‫الع�ل ّ�ا ِت‬ ‫ـ ��وءِ فين ��ا ُه ��م ِع َّل ��ة ِ‬ ‫السـ‬ ‫عبيد ُّ‬ ‫من ِ‬ ‫شباهه ْ‬ ‫و َل َع ْمري‪ ..‬أَ ُ‬
‫مات‬ ‫كر ِ‬ ‫اخلصال وامل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ميل‬
‫ِم ْن َج ِ‬ ‫ز َّين ��وا فك ��ر َة ال ّتح � ُّ�ر ِر‪ ..‬لك � ْ�ن‬
‫�ات‬ ‫حتته ��ا م ��ن خبائ � ِ�ث ال ِّني � ِ‬ ‫عم ��ا‬ ‫تكش � ُ�ف ّ‬ ‫�وق ِ‬ ‫�اب الفُ س � ِ‬ ‫وثي � ُ‬
‫�ورات؟!‬ ‫ّضال والث � ِ‬ ‫كان رم� � َز الن ِ‬ ‫أم َتقول ��ونَ‪ :‬ي ��ا ل ��هُ م � ْ�ن زعي � ٍ�م‬
‫�زات؟‬ ‫واملعج � ِ‬ ‫ِ‬ ‫�وارق‬ ‫وأ َت ��ى باخل � ِ‬ ‫ق ��اد للنص ��ر ُأ ّم � ً�ة‪ ..‬وه ��و َف � ْ�ر ٌد‬
‫ـــــات‬ ‫وب َلغْ نـــــ ��ا فــــي ِظ ِّل ِـــه الغـــاي ِ‬ ‫ألواء‬
‫ً‬ ‫وأرســـــى‬
‫ــــــة َ‬ ‫وبـــَنَــــى نــهـــض ً‬
‫قُ األكاذي � ِ�ب في عه ��ود الطغاة‬ ‫هك ��ذا ر َّوج ��ت عل ��ى الن ��اس أبوا‬
‫ـح ّس� �ــــى مـــرارة الـنـ َكـبـــــــات‬ ‫يـت َ‬ ‫غارق في املآس ��ي‬ ‫�عب ٌ‬ ‫بينما الش � ُ‬
‫الكاذبات‬ ‫ِ‬ ‫بروقه ��ا‬ ‫أس ��فرت عن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ودع ��اوى التح � ُّ�ر ِر ع ْب� � َر اللّيال ��ي‬
‫الترهات‬ ‫ِ‬ ‫ـ ��ؤوم‪ ..‬س ��ادت مناب � ُ�ر‬ ‫ومتادى عه � ُ�د «الرويبضة» املش� �ـ‬
‫عاة‬
‫الد ِ‬ ‫بيت ُّ‬ ‫والسجنُ ُ‬ ‫ـمان ناراً‪ّ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫العقيدة واإليـ‬ ‫ِ‬ ‫أه ُل‬ ‫حيث َي ْص َلى ْ‬ ‫ُ‬
‫�كات‬ ‫الته ُل � ِ‬ ‫وس ��قوط ًا ف ��ي ُه � َّ�و ِة ْ‬ ‫ُ‬ ‫وع � ْ�دو ًا‬ ‫�رف الظامل ��ون بغي� � ًا َ‬ ‫أس � َ‬
‫َوات!‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫بعد‬ ‫ُ‬
‫اإلدراك‬ ‫وبئس‬
‫َ‬ ‫ت‪..‬‬ ‫ه ��لْ ُت� � َرى ُي ْد ِركون تل ��ك اجلنايا‬
‫هات‬‫ُ ِ‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ُّ‬
‫والش‬ ‫�كوك‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫الش‬ ‫ُّ‬ ‫وغث ��اء‬ ‫ُ‬ ‫�ـــــالم ُكــ � َّ�ل َد ِع ٍّ‬
‫ــــي‬ ‫ــــدى اإلس � ُ‬ ‫يتح ّ‬
‫�ات‬ ‫�ات وال ّراي � ِ‬ ‫الصيح � ِ‬ ‫كل َّ‬ ‫ف ��وق ِّ‬ ‫وس� �ـــــيبقى هو املنــــا ُر تس� �ــــامـــى‬
‫أن ي � ِ�أز َف الرحي � ُ�ل اآلتي‬ ‫قب � َ�ل ْ‬ ‫لرش ٍد‬ ‫فاشربوا ال َب ْح َر‪ ...‬أو فثوبوا ْ‬
‫َّجاة؟‬ ‫متلكونَ طوقَ الن ِ‬ ‫هل ُترى ِ‬ ‫�وس فالبح � ُ�ر َغ ْم ٌر‬ ‫وأع � ّ�دوا ال ّنف � َ‬ ‫ِ‬
‫أس الثَّ ِ‬
‫بات‬ ‫فه ��و ُّ‬ ‫منه � ُ�ج الل � ِ�ه‪ْ ..‬‬ ‫�س إال‬ ‫َ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫‪..‬‬ ‫�ت‬ ‫�‬
‫ِ ْ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ُلز‬ ‫ز‬ ‫ُ‬
‫األرض‬ ‫وإذا‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪22‬‬
‫مع الكابنت الداعية‬ ‫حوار‬
‫الدكتور حممد مو�سى ال�شريف‬
‫وفهم التاريخ‬ ‫حول ال�شباب َ‬
‫خاص‪ :‬منبر الداعيات‬
‫لفَهم تط ّورات العصر احلاضر وما يجري فيه من أحداث‪ ،‬والستشراف املستقبل وإحسان التخطيط واالستعداد‬
‫حتض املسلمني على‬ ‫ّ‬ ‫له‪ ،‬ال بد لنا من َفهم املاضي على ضوء سنن التاريخ التي ال تتخلف؛ فكثيرة هي اآليات التي‬
‫َفه ��م التاري ��خ وأحداثه ألخذ ِ‬
‫الع َبر والتن ّبه خلطر الوقوع مبا وقع فيه َمن قبلنا‪ ،‬وأيض ًا للوقوف على أس ��باب ارتفاع‬
‫األمم وس ��قوط احلضارات‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬قل س ��يروا في األرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم}‪ ...‬فكيف‬
‫نوظف دراس ��ة التاريخ في خدمة‬ ‫ينبغ ��ي لش ��باب ه ��ذه األم ��ة أن يفهموا التاريخ ويبن ��وا على ذلك مقتض ��اه؟ وكيف ّ‬
‫قضايانا اإلس�ل�امية؟ وما انعكاس ��ات َفهم التاريخ على الفكر والس ��لوك؟ وما الذي مت ّيزت به حضارتنا على س ��ائر‬
‫األمم والش ��عوب؟ هذه األس ��ئلة وغيرها كانت موضوع ًا للحوار الق ِّيم الذي أجريناه مع الكابنت د‪ .‬محمد موس ��ى‬
‫الشريف‪.‬‬

‫من هو �ضيفنا؟‬
‫‪ l‬من مواليد ُجدة عام ‪ 1381‬هـ ‪ ،‬وأسرته من املدينة‬
‫املنورة‪ ،‬ويتصل نسبهم بآل بيت النبي [‪.‬‬
‫‪ l‬يعم ��ل حالي� � ًا قائد طائرة ف ��ي «اخلطوط اجلوية‬
‫السعودية»‪.‬‬
‫والسنة عام‬
‫‪ l‬حائز على درجة الدكتوراه في الكتاب ُّ‬
‫‪ 1417‬ه� �ـ‪ ،‬من كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم‬
‫القرى‪.‬‬
‫‪ l‬لديه إجازة في رواية حفص من طريق الشاطبية‬
‫نود أن نعرف كيف‬ ‫والط ِّيبة‪ ،‬ويدرس القراءات العشر‪.‬‬
‫‪« .1‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬بداية‪ّ ،‬‬
‫تس ��تطيع اجلم ��ع ب�ي�ن عمل ��ك قائ ��د طائ ��رة‪ ،‬وب�ي�ن‬ ‫‪ l‬مش ��رف عل ��ى موق ��ع التاري ��خ ‪www.altareekh.‬‬
‫‪com‬‬
‫العل ��م والدع ��وة‪ ،‬والكتاب ��ة والتألي ��ف‪ ،‬والواجب ��ات‬
‫العائلية‪...‬؟‬ ‫‪ l‬إمام وخطيب مس ��جد اإلمام الذهبي بحي النعيم‬
‫‪ l‬هذا من توفيق الله تعالى ‪ -‬إن شاء الله ‪ -‬لعبده‪،‬‬ ‫مبدينة جدة‪.‬‬
‫واملطل ��وب عمل قائم ��ة لألولويات حتى ال يطغى ش ��يء‬ ‫‪ l‬رئيس جلنة مساجد آسيا‪.‬‬
‫�تطعت أن أضبط كل ذلك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫على ش ��يء‪ ،‬وال أزعم أني اس �‬ ‫‪ l‬رئي ��س مجل ��س إدارة ش ��ركة أبح ��اث لإلعج ��از في‬
‫أصبت فم ��ن الل ��ه تعالى‪ ،‬وما‬
‫ُ‬ ‫إمن ��ا ه ��ي مح ��اوالت‪ ،‬فما‬ ‫والسنة ‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫الكتاب ُّ‬
‫األمارة بالس ��وء ومن‬ ‫أخط � ُ‬
‫�أت في ��ه وزلل � ُ�ت فمن نفس ��ي ّ‬ ‫‪ l‬مقدم برامج في التلفزيون السعودي وقناة الفجر‬
‫الشيطان‪.‬‬ ‫وقناة اقرأ وقناة املجد‪.‬‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ن خ�ل�ال اعتنائك ��م‬ ‫‪ l‬عمل مد ِّرس� � ًا في قسم الدراس ��ات العليا الشرعية‬
‫تر ْون‬
‫بالتاريخ اإلس�ل�امي‪ ،‬برأيكم‪ :‬ما األسباب التي َ‬ ‫ف ��ي جامع ��ة العل ��وم والتكنولوجي ��ا اليمني ��ة ‪ -‬فرع‬
‫أنها األبرز وراء ضياع األندلس؟‬ ‫ُجدة‪.‬‬
‫‪ l‬أبرز األسباب وراء ضياع األندلس في ظني‪:‬‬ ‫‪ l‬له العديد من املؤلَّفات الفكرية والدعوية‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫د‪ .‬الشريف يتوسط مجموعة من الشبان‬
‫املعتمرين من جمعية االحتاد اإلسالمي‬
‫وإلى ميينه مدير املنتدى الطالبي األخ عبد‬
‫الباسط عوض أوائل رمضان املنصرم ‪1430‬‬

‫ضعف َو ِرثه على‬


‫ٍ‬ ‫‪ l‬العالم اإلسالمي اليوم يعاني من‬ ‫أ‪َ -‬ضع ��ف عقيدة الوالء والب ��راء أو انعدامها‪ ،‬فقد‬
‫مدار أربعة قرون‪ ،‬وهو اليوم آخذ في التعافي التدريجي‬ ‫كان احلاك ��م املس ��لم ملدين � ٍ�ة م ��ا ُيس� �لّم مدين ��ة أخ ��رى أو‬
‫واخل ��روج من دائ ��رة الضعف وإس ��ار الذل واله ��وان‪ .‬وقد‬ ‫حصن� � ًا للصليبي�ي�ن نكاية في أخيه احلاكم املس ��لم‪ ،‬وقد‬
‫ب ��دأت ف ��ي العال ��م اإلس�ل�امي حركت ��ان مهمت ��ان‪ :‬حركة‬ ‫تكرر هذا كثيراً‪.‬‬
‫اليقظ ��ة قبل قرن وثلث تقريب ًا‪ ،‬ث ��م حركة الصحوة قبل‬ ‫ب‪ -‬الفُ رق ��ة واالختالف الش ��ديد الذي كان ِس ��مة‬
‫ثلث قرن عقب معركة رمضان مع اليهود س ��نة ‪1393‬هـ =‬ ‫أمراء األندلس إلى احلد الذي كان فيه أربعة من احلكام‬
‫تش ��رين األول ‪1973‬م‪ .‬واألمة تعيش اآلن زمن صحوتها‪،‬‬ ‫كل ُدعي بأمير املؤمنني!!‬ ‫ٌّ‬
‫وهذا القرن هو قرن اإلسالم كما اعترف بذلك كثير من‬ ‫ج‪ -‬املعاص ��ي والذن ��وب التي جاهروا بها واس ��تعلنوا‬
‫مفكري الغرب‪ ،‬واإلس�ل�ام قادم بقوة إن ش ��اء الله تعالى‪،‬‬ ‫بها حتى حقّ ت عليهم كلمة الله‪.‬‬
‫والدالئ ��ل على ذلك والبش ��ائر أكثر م ��ن أن تحُ صى‪ ،‬لكن‬ ‫د‪ -‬الت ��رف‪ ،‬وإضاع ��ة املال في بناء القص ��ور‪ ،‬ومغاني‬
‫الش ��رف كل الش ��رف والعزة والكرامة واملجد ملن يش ��ارك‬ ‫الغواني‪.‬‬
‫في صنع هذه السيادة القادمة لهذا الدين العظيم‪.‬‬ ‫ه� �ـ‪َ -‬ضع ��ف االس ��تعداد العس ��كري وقل ��ة األخ ��ذ‬
‫نوظف دراسة التاريخ‬ ‫‪« .4‬منبر الداعيات»‪ :‬كيف ّ‬ ‫بأسباب القوة‪.‬‬
‫في خدمة القضايا اإلسالمية املعاصرة؟‬ ‫االدكار واالعتب ��ار واالتع ��اظ مب ��ا يحصل‬ ‫و‪ -‬قل ��ة ِّ‬
‫‪ l‬علم التاريخ علم جليل‪ ،‬فهو مفتاح لفَهم كثير من‬ ‫لبعضهم من استيالء الصليبيني على بالدهم وأموالهم‬
‫بد‬
‫األحداث احلالي ��ة وخلفياتها التاريخية‪ ،‬وهو علم ال ّ‬ ‫وأعراضهم‪.‬‬
‫والف َرق وأس ��باب‬
‫من ��ه لفَهم املذاهب والطوائف واألديان ِ‬ ‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كي ��ف تنظ ��رون إل ��ى واقع‬
‫نش ��أتها وتأثيرها في أحداث املاضي واحلاضر‪ ،‬والتاريخ‬ ‫العالم اإلس�ل�امي الي ��وم؟ وكيف لش ��بابنا أن يفهموا‬
‫والزهاد واألبطال والقادة‬
‫ّ‬ ‫فيه ِس� � َير العظماء من الع ّب ��اد‬ ‫خلفيات األحداث على ضوء سنن التاريخ؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪32‬‬
‫يستعملها ‪ -‬باطل‪.‬‬
‫فالتجديد إذن يكون في الوس ��ائل املتغيرة بطبيعتها‬ ‫الأم��ة تعي�ش الآن زمن �صحوته��ا‪ ،‬وهذا القرن هو‬
‫ولي ��س ف ��ي الثواب ��ت‪ ،‬ويكون على ي ��د أه ��ل البصيرة في‬ ‫ق��رن الإ�سالم كما اعرتف بذلك كثري من مفكري الغرب‪،‬‬
‫الدي ��ن‪ ،‬وليس على يد كل من َه � َّ�ب و َد ّب‪ ،‬ويكون مرتبط ًا‬ ‫والإ�سالم قادم بقوة �إن �شاء الله تعاىل‬
‫باحلاجة إليه‪.‬‬
‫والتجديد ‪ -‬على التحقيق ‪ -‬عمل ال َيصلح أن يكون‬
‫فردي ًا‪ ،‬بل ال بد من قيام مؤسس ��ات عليه ترعاه وحتميه‪،‬‬ ‫ماس ��ة لهذه‬
‫والعلماء والدعاة والفضالء‪ ،‬ونحن بحاجة ّ‬
‫ويش ��ارك ف ��ي حتقيق ��ه ‪ -‬في الواق ��ع ‪ -‬العلم ��اء والدعاة‬ ‫الس� � َير العظيمة لتكون قدوة ألبنائن ��ا وبناتنا‪ .‬والتاريخ‬ ‫ِّ‬
‫العاملون املأمونون على األمة‪.‬‬ ‫لكل أمة هو أصلها الذي تستند إليه في إصالح احلاضر‬
‫‪« .7‬منبر الداعيات»‪ :‬هل توجد صفات مش ��تركة‬ ‫ومن ليس له تاريخ يعتبر ويتعظ به‬ ‫والتهيؤ للمستقبل‪َ ،‬‬
‫مي ��زت عظم ��اء أمتن ��ا الذي ��ن كان له ��م األث ��ر البالغ‬‫ّ‬ ‫فليس له حاضر وال مستقبل مش ّرف‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫والبارز في بناء احلضارة اإلسالمية؟‬ ‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ما انعكاس ��ات َفهم التاريخ‬
‫‪ l‬الصف ��ات املش ��تركة هي‪ :‬اإلخالص‪ُ ،‬حس ��ن الصلة‬ ‫عل ��ى الفك ��ر والس ��لوك؟ ومب ��اذا تنصح ��ون الط�ل�اب‬
‫بالل ��ه تعال ��ى‪ ،‬الهدف العظي ��م‪ ،‬الهمة العالي ��ة‪ ،‬الثقافة‬ ‫الذين يتخصصون بهذه املادة؟‬
‫الواسعة‪ ،‬والعمل الدؤوب‪.‬‬ ‫‪ l‬إن تاريخنا مليء مبواقف العزة والكرامة‪ ،‬ومقاليد‬
‫الس ��يادة والريادة للعالم كله طيلة ألف س ��نة من الزمان‬
‫تقريب ًا‪ .‬وعلى املسلم أن يبذل جهده إلعادة األمة إلى ما‬
‫�إن تاريخن��ا مل��يء مبواقف الع��زة والكرامة وعلى‬ ‫كانت عليه‪ ،‬لكن بش ��رط أن يفهم أحداث التاريخ وسننه‬
‫فهم� � ًا جي ��داً‪ ،‬وه ��ذه ه ��ي وظيف ��ة دارس ��ي عل ��م التاريخ؛‬
‫امل�سلم �أن يبذل جهده لإعادة الأمة �إىل ما كانت عليه‪،‬‬ ‫فمهمتهم تس ��هيل ع ��رض امل ��ادة التاريخية‪ ،‬واس ��تخراج‬
‫لكن ب�شرط �أن يفهم �أحداث التاريخ و�سننه فهما ً جيداً‬ ‫العب ��ر والعظات الكثيرة ج ��د ًا من ثناي ��ا التاريخ وزواياه‬
‫وحناياه‪ ،‬وربط أحداثه بعضها ببعض حتى يستخرجوا‬
‫الس ��نة التاريخي ��ة الت ��ي ال ت ��كاد تتخ ّل ��ف‪ .‬وأيض ًا‬
‫منه ��ا ُّ‬
‫‪« .8‬منبر الداعيات»‪ :‬من خالل دراستكم للتاريخ‬ ‫عليهم واجب مهم هو إيضاح أن تاريخ هذه األمة مرتبط‬
‫اإلسالمي‪ :‬هل من شخصيات نسائية إسالمية بارزة‬ ‫بتاريخ األنبياء منذ آدم عليه الصالة والسالم؛ فتاريخنا‬
‫كان لها أثر في نهضة األمة؟‬ ‫مرتبط بقرآننا وبجميع الرساالت السماوية الصحيحة‬
‫‪ l‬هناك الكثير من النسوة‪ ،‬فمنهم‪ :‬خديجة رضي‬ ‫غير احملرفة‪ ،‬وبجميع األنبياء واملرسلني‪ .‬وواجب عليهم‬
‫الل ��ه عنها‪ ،‬وعائش ��ة رضي الله عنها؛ فق ��د كانت عاملة‪،‬‬ ‫أيض� � ًا بيان أن هذه األمة قد جعل الله لها وظيفة مهمة‬
‫فقيه ��ة‪ ،‬أديب ��ة‪ ،‬ش ��اعرة‪ ،‬عارف ��ة بالطب واألنس ��اب‪ .‬وفي‬ ‫جد ًا أال وهي قيادة األمم إلى اخلير والرش ��د‪ ،‬وذلك بعد‬
‫العصر احلديث فاطمة نس ��ومر املجاه ��دة اجلزائرية‪،‬‬ ‫أن َغ ِض ��ب الله على بني إس ��رائيل ولعنه ��م ونزع الوالية‬
‫وم ��رمي جميل ��ة املهتدي ��ة األميركي ��ة‪ ،‬وزين ��ب الغزالي‬ ‫منهم وأعطاها سبحانه لهذه األمة املباركة‪.‬‬
‫الداعي ��ة املجاهدة‪ ،‬ود‪ .‬فاطمة نصيف من الس ��عودية‪،‬‬ ‫‪« .6‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬من املصطلح ��ات الدارجة‬
‫وكثي ��رات ج ��د ًا غيره ��ن طواه � ّ�ن س ��تار العم ��ل املنزل ��ي‬ ‫ل ��دى املثقفني املعاصرين‪« :‬التجديد» في كل ش ��يء‪:‬‬
‫والتربية‪.‬‬ ‫مقوم ��ات‬
‫ف ��ي الدي ��ن والسياس ��ة واالجتم ��اع‪ ...‬م ��ا ِّ‬
‫وتفوقت به‬ ‫ّ‬ ‫متيزت ب ��ه حضارتن ��ا‪،‬‬ ‫‪ .9‬م ��ا أبرز م ��ا ّ‬ ‫التجديد وش ��روطه؟ وم ��ا هي وس ��ائل تطبيقه على‬
‫على سائر الشعوب واألمم؟‬ ‫واقعنا املعاصر؟‬
‫‪ l‬أبرز ما مت ّيزت به احلضارة اإلسالمية أنها‪:‬‬ ‫‪ l‬التجديد املطلوب هو في الوس ��ائل ال في الثوابت‪،‬‬
‫أ‪ -‬حض ��ارة ربانية موصولة بالله تعالى‪{ :‬اقرأ باس ��م‬ ‫فالثواب ��ت الش ��رعية ال جتدي ��د فيه ��ا‪ ،‬وهن ��اك م ��ن بني‬
‫ر ّبك}‪.‬‬ ‫جلدتن ��ا م ��ن يريد خل ��ط احلقائ ��ق‪ ،‬وباس ��م «التجديد»‬
‫ب‪ -‬حض ��ارة عاملي ��ة َت ْصل ��ح ل ��كل زم ��ان وم ��كان ولكل‬ ‫الي ��وم ُيعتدى عل ��ى ثوابت األمة ومرجعيتها الش ��رعية؛‬
‫الناس‪.‬‬ ‫فكلم ��ة التجدي ��د كلم ��ة حق ُي ��راد بها ‪ -‬عن ��د كثير ممن‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫التجدي��د املطلوب هو يف الو�سائ��ل ال يف الثوابت‬
‫ج‪ -‬قامت على أسس صحيحة من الشرع والعقل‪.‬‬
‫وبا�س��م «التجدي��د» الي��وم ُيعت��دى على ثواب��ت الأمة‬ ‫د‪ -‬صاحلة للس ��يادة والريادة؛ فهي ليس ��ت عنصرية‬
‫ومرجعيتها ال�شرعية‬ ‫وال شعوبية وال قومية‪.‬‬
‫ه� �ـ‪ -‬ق ��ام عليه ��ا رج ��ال عظم ��اء مأمونون‪ ،‬اش ��تُ هروا‬
‫‪« .11‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ا املطل ��وب م ��ن جي ��ل‬ ‫بالس ��يرة احلميدة ال َع ِطرة والتفكير الس ��ديد وااللتزام‬
‫الش ��باب الي ��وم حت ��ى يك ��ون عل ��ى ق ��در املس ��ؤولية‬
‫بأوامر الشرع‪.‬‬
‫والتحديات؟‬
‫و‪ -‬حتمل بذور جتديد ش ��بابها؛ فهي ليس ��ت بحاجة‬
‫‪ l‬املطلوب من الشباب‪:‬‬
‫تدخالت من اخلارج‪.‬‬ ‫إلى ثورات من الداخل وال ُّ‬
‫أ‪ -‬االلتزام اجليد القوي بهذا الدين العظيم‪.‬‬ ‫‪« .10‬منبر الداعيات»‪ :‬كيف لشباب اليوم أن يعتزّ‬
‫ب‪ -‬تعظيم عقيدة الوالء والبراء في نفوسهم‪.‬‬ ‫بانتمائه حلضارة األمة وتاريخها‪ ،‬في ظل محاوالت‬
‫ج‪ُ -‬حسن الصلة بالله تعالى في كل شؤونهم‪.‬‬ ‫يتعرض لها اإلسالم منذ قرون؟‬ ‫التشويه التي‬
‫ّ‬
‫د‪َ -‬فهم اإلس�ل�ام َفهم ًا جيد ًا حت ��ى ال َي ِضلوا أو َي ِزلّوا‬ ‫املتعم ��د له ��ذا الدين هو حيل ��ة العاجز‪،‬‬ ‫‪ l‬التش ��ويه‬
‫ّ‬
‫أو َيغْ ُلوا‪.‬‬ ‫فالق ّسيس ��ون والرهب ��ان خافوا من امتداد دين اإلس�ل�ام‬ ‫ِ‬
‫هـ‪ -‬دعوة غير املسلمني لهذا الدين العظيم‪.‬‬ ‫العظيم إلى بلدانهم وشعوبهم‪ ،‬فقاموا بجرمية تشويهه‬
‫و‪ -‬تذكير املسلمني بااللتزام بدينهم العظيم‪.‬‬ ‫ع ��ن قص ��د وعم ��د‪ ،‬يس ��اعدهم ف ��ي ذل ��ك املستش ��رقون‪،‬‬
‫ز‪ -‬وضع األهداف العظيمة التي تس ��اعد على نهضة‬ ‫والساس ��ة الغربي ��ون‪ ،‬وأذن ��اب م ��ن أمتن ��ا باع ��وا بدينهم‬
‫األمة من كبوتها‪.‬‬ ‫دنياهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬االبتعاد عن أسباب امليوعة والتخنّث والتكسر‪.‬‬ ‫فعل ��ى الش ��باب أن يفهم ��وا ذل ��ك ويع ��وه‪ ،‬ويعلموا أنّ‬
‫الكرام‬‫العظام وق ��ادة األمة ِ‬ ‫ط‪ -‬االقت ��داء بأس�ل�افهم ِ‬ ‫دينه ��م كام ��ل عظيم ألنه من عن ��د الله تعال ��ى‪ ،‬وال ِق َبل‬
‫وعلى رأسهم سيدنا محمد [‪.‬‬ ‫ألحد بطمس معامله وال تشويه ُأسسه ومسيرته‪ ،‬وعليهم‬
‫وتخصصهم حتى يفيدوا‬ ‫ُّ‬ ‫ي‪ -‬اجتهاده ��م في عملهم‬ ‫أن يفهم ��وا دينه ��م َفهم� � ًا جي ��د ًا حت ��ى يعرف ��وا أنّ كل‬
‫األمة‪.‬‬ ‫التشويهات هدفها سياسي وديني‪.‬‬
‫‪« .12‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬ما األس ��اليب التي ينبغي‬
‫للجماع ��ات اإلس�ل�امية أن تعتمده ��ا إلع ��ادة ثق ��ة‬ ‫د‪ .‬الشريف يحاضر في مركز‬
‫جادة‬
‫ه ��ذا اجلي ��ل بتعالي ��م دين ��ه‪ ،‬وللع ��ودة به إل ��ى ّ‬ ‫جمعية االحتاد اإلسالمي‬
‫في بيروت ‪ -‬رجب ‪1430‬‬
‫اإلسالم؟‬
‫‪ l‬األساليب باختصار هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التربية اجلادة القوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التثقيف اجليد‪.‬‬
‫ج‪ -‬االعت ��زاز به ��ذا الدي ��ن وتوثي ��ق الصل ��ة مبراجعه‬
‫وعظمائه‪.‬‬
‫د‪ -‬تقوية احلس الدعوي في نفوس أتباعهم‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تقوية عبادة األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬
‫و‪ -‬تقوي ��ة الصلة بالله تعالى عموم ًا‪ ،‬فهي س ��بيل كل‬
‫جناح‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫]]]‬

‫نثمن م ��ا أفادنا ب ��ه د‪ .‬محمد موس ��ى‬ ‫ف ��ي اخلت ��ام‪ِّ ،‬‬
‫الش ��ريف ف ��ي هذا احلوار‪ ،‬ونس ��أل الله تعال ��ى أن ِّ‬
‫ميكن‬
‫ش ��باب هذا اجليل من اس ��تعادة التاريخ املضيء املش� � ِّرف‬
‫لهذه األمة‪ .‬اللهم آمني ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪34‬‬
‫دوحة األسرة‬
‫خطوات نحو الهاوية‬ ‫زهور وأشواك ‪:‬‬
‫قـــــلـــــــب أم‪ :‬نعم للتركيز‬

‫العناية بغذاء احلاج‬ ‫احلياة الصحية‪:‬‬


‫املطبخ الصحي‪ :‬بطاطا سوفيليه‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫زهور و�أ�شواك‬

‫خطوات نحو الهاوية‬


‫بقلم‪ :‬أسماء عبد الرحمن الباني‬
‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬أبها‬
‫يعام ��ل فيه ��ا كل منهما اآلخر كعدو في ثي ��اب زوج‪ ...‬أو‬ ‫يف اللحظ ��ة الت ��ي غ ��ادر فيه ��ا زوج حنني إل ��ى عمله‪،‬‬
‫خ ��ط متصاعد من اخلالف والش ��جار ينته ��ي بالنهاية‬ ‫أس ��رعت حن�ي�ن إلى الهات ��ف وبدأت مكاملته ��ا الطويلة‪..‬‬
‫املؤسفة املرعبة‪« :‬الطالق»‪...‬‬ ‫كان ��ت والدته ��ا عل ��ى الط ��رف اآلخ ��ر‪ ..‬وكانت الش ��كوى‬
‫سامح كان شا ّب ًا طيب ًا‪ ..‬وال يعني هذا أنه ال يخطئ‪..‬‬ ‫والتذم ��ر والتنه ��دات‪ :‬تصوري‪ ،‬لقد قال ك ��ذا وكذا‪ ..‬هل‬
‫تحدية من حنني بدأ هو أيض ًا‬ ‫ولك ��ن مع هذه املعاملة ا ُمل ِّ‬ ‫تصدقني أنه فعل كذا؟! آه لقد كاد يقتلني بتصرفه هذا‪..‬‬ ‫ِّ‬
‫ي ��ر ّد الص ��اع صاع�ي�ن‪ ..‬وهك ��ذا ب ��دأت خطواتهم ��ا نح ��و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أما والدة حنني فقد كان ضغطها يرتفع رويدا رويدا مع‬
‫الهاوية‪..‬‬ ‫كل تذمر أو ش ��كوى‪ ..‬حتى أخذ منها الغضب كل مأخذ‬
‫‪ l‬يق ��ول خب ��راء احلي ��اة الزوجي ��ة‪ :‬األم ال ُتطيق أن‬ ‫زوج مجرم‪ ..‬ضعيف الش ��خصية‪...‬‬ ‫وصاحت‪ :‬ي ��ا له من ٍ‬
‫مي َّس ِفلْذة َك ِبدها أحد بسوء‪ ,‬ولو بكلمة‪.‬‬‫َ‬ ‫اس ��معي ي ��ا حن�ي�ن‪ ،‬ال تكوني هك ��ذا كالبله ��اء‪ ..‬قفي له‬
‫‪ l‬االبن ��ة كان ��ت حتك ��ي كل م ��ا دار ليس على س ��بيل‬ ‫باملرص ��اد‪ ..‬وعاملي ��ه بش ��دة‪ ..‬إنن ��ي أعرف الرج ��ال‪ ..‬ال‬
‫َضفَضة‪ ..‬وسوف تنسى كل‬ ‫الشكوى وإمنا على سبيل الف ْ‬ ‫تنفع معهم إال الشدة‪..‬‬
‫طيب من زوجها‪ ..‬ولكن األم ستظل‬ ‫ما حدث بعد موقف ٍ‬ ‫ع ��اد س ��امح م ��ن عمل ��ه‪ ..‬وفوج ��ئ بحن�ي�ن صامت ��ة‬
‫تتذك ��ره وتعتب ��ر صهره ��ا ع ��دو ًا لها حني أس ��اء البنتها‪،‬‬
‫بتحد ظاهر‪ ..‬و ُتش ��يح بوجهها عنه بطريقة‬ ‫ٍّ‬ ‫تنظ ��ر إليه‬
‫وتبدأ بتأليب االبنة على زوجها‪.‬‬
‫خمن‬ ‫لي ِّ‬
‫غريب ��ة‪ ..‬حاول أن يتذكر ما دار بينهما باألمس ُ‬
‫‪ l‬ق ��د يك ��ون لألم إرث ق ��دمي من املش ��اكل مع زوجها‬
‫يحدث نفسه‪ :‬لعل السبب هو‬ ‫تصرفها هذا!! وبدأ ِّ‬ ‫سبب ُّ‬
‫فتفسد من حيث تريد اإلصالح‪..‬‬
‫ذل ��ك الثوب الفاحش الثمن الذي ر َد ْد ُته إلى البائع بعد‬
‫‪ l‬م ��ن هذا املنطلق ينصح خبراء الس ��عادة الزوجية‬
‫وبش ��دة‪ ..‬أ ّال ُيفضي الزوجان مبا يدور في بيتهما ألحد‬ ‫أن كانت متشبثة به‪ ..‬آه‪ ..‬ال أعتقد‪ ،‬فهي تعرف أنني لو‬
‫ويستثنى من ذلك األمور اخلطيرة التي‬ ‫دفعت ثمنه لبقينا إلى نهاية الشهر دون مصروف‪..‬‬
‫وخاصة لألم‪ُ ..‬‬
‫تستدعي إطالع الوالدين‪...‬‬ ‫ثم بدأ يس ��تعرض حياتهما منذ تزوجا‪ ..‬والحظ أن‬
‫‪ l‬أم ��ا في مثل حالة حنني‪ ،‬فهذه أمور عادية حتدث‬ ‫زوجت ��ه حن�ي�ن‪ ،‬تلك الفت ��اة اخلجولة الهادئ ��ة‪ ..‬تغيرت‬
‫في كل بيت حتى بني اإلخوة أنفسهم‪ ..‬ولذا ينبغي إعالم‬ ‫شيئ ًا فشيئ ًا وأصبحت حا ّدة التصرفات‪ ..‬عنيفة الردود‪..‬‬
‫األم دائم ًا بجميع املواقف الطيبة واحمل َّببة من الزوج أو‬ ‫تخطئه‪ ،‬وتتمس ��ك بالرأي املعاكس ولو‬ ‫ِّ‬ ‫ال ُيبدي رأي ًا إال‬
‫الزوج ��ة‪ ..‬وطل ��ب الدعاء منها‪ ..‬والتص ��رف بحكمة في‬ ‫كان واضح اخلطأ‪...‬‬
‫ح ��ال علمت األم بتصرف ما من الزوج أو الزوجة وثارت‬ ‫حن�ي�ن وس ��امح زوج ��ان مض ��ى عل ��ى زواجهم ��ا ع ��ام‬
‫ثائرتها فبدأت بكيل التُّ َهم له‪...‬‬ ‫تقريب� � ًا‪ ..‬بدآ حياتهما زوجني متلؤهما الرغبة والفرحة‬
‫نداء إلى كل حنني‪...‬‬ ‫واألمل بحياة سعيدة هادئة‪...‬‬
‫بيتك يا حبيبتي بيدك أن متلئيه بالس ��عادة وبيدك‬ ‫كان ��ت تتصل يومي� � ًا بوالدتها وتش ��رح له ��ا تفاصيل‬
‫أن تس ��يري ب ��ه إلى الهاوي ��ة‪ ..‬فحافظي دائم� � ًا على َج ّو‬ ‫أمس ��ها‪ ،‬وتطلعها على كل صغيرة وكبيرة في حياتهما‪..‬‬
‫املودة والرحمة‪ ..‬واس ��تخدمي س�ل�اح التغاضي والتفهم‬ ‫وم ��ن هنا بدأت خطواتها نح ��و اجلفاف العاطفي الذي‬
‫واملجامل ��ة‪ ..‬وال جتعل ��ي زوج ��ك مح ��ور حديث ��ك دائم ًا‬ ‫ب ��دأ يرخي ظالله على حياتهم ��ا‪ ..‬وميتص منها رحيق‬
‫م ��ع جارتك أو صديقت ��ك أو حتى أمك‪ ..‬وال حت ِّولي كل‬ ‫�وي يجرف حياتهما نحو‬ ‫احلب والس ��عادة‪ ..‬وبدأ تيار ق � ّ‬
‫مشكلة إلى كارثة ضخمة حتكينها في كل مجلس‪l...‬‬ ‫أحد اجتاهني ال ثالث لهما‪ ..‬إما حياة جهنمية ش ��ائكة‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪36‬‬
‫قلب �أم‬

‫بقلم‪ :‬الداعية أم حسان احللو‬


‫نعم للرتكيز‬
‫عمان‬
‫األردن ‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫نحن نرى أنّ أهم أس ��باب النجاح الدراس ��ي هي‬
‫الق ��درة عل ��ى اس ��تجماع الطاق ��ات والتركي ��ز على‬
‫متطلب ��ات الدراس ��ة‪ ،‬فال ��ذي ال يش ��حذ ذهن ��ه ال‬
‫يستطيع حل املسائل العلمية وال حفظ النصوص‬
‫األدبي ��ة‪ ،‬ل ��ذا نرى أن م ��ن أهم األه ��داف التربوية‪:‬‬
‫تربية طفل يستطيع التركيز على أمر حتى ينجزه‪،‬‬
‫لذلك ينصح املربون باألخذ بالنصائح اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حتدي ��د م ��كان الدراس ��ة‪ ،‬وليك ��ن‬ ‫‪ً l‬‬
‫بعيد ًا عن صخَ ب األص ��وات وكثرة األلوان وتداخل‬
‫األشكال‪ ،‬واألفضل أن يكون مكان ًا بعيد ًا عن وسط‬
‫املنزل وجيد اإلضاءة‪.‬‬
‫‪ l‬ثاني� � ًا‪ :‬حتدي ��د زم ��ان الدراس ��ة‪ ،‬وخي ��ر‬
‫األوق ��ات س ��اعات الفجر األول ��ى‪ ،‬وق ��د ورد أن أحد‬
‫مب أدرك ��ت العلم؟ ق ��ال‪« :‬باملصباح‬ ‫العلم ��اء س ��ئل‪َ :‬‬
‫تبطىء اإلجناز‪.‬‬
‫حتى الصباح»‪ ،‬فإن لم يتيس ��ر ه ��ذا الوقت‪ ،‬فإنّ بعضهم‬
‫‪ l‬سادس� � ًا‪ :‬وض ��ع أوق ��ات مح � ّ�ددة للترفيه خالل‬
‫ينص ��ح بس ��اعات ما بع ��د العصر‪ ،‬والبعض ي ��رى أن خير‬
‫ً‬
‫حيوية‬ ‫أوق ��ات العم ��ل املركّز اجلا ّد يجعل الش ��خص أكثر‬
‫األوقات ما بني املغرب والعشاء‪.‬‬
‫وح ّب ًا للعمل‪ .‬وفي دورة مهارتي القرآنية اعتُ بر أنّ الذهن‬
‫عل ��ى أية ح ��ال‪ ،‬ال ش ��ك أن أفضل األوق ��ات هي التي‬
‫يحت ��اج إلى راحة ملدة عش ��ر دقائق بعد كل أربعني دقيقة‬
‫أرش ��دنا إليه ��ا الرس ��ول [ أي البك ��ور‪ ،‬ث ��م تأت ��ي أوقات‬
‫من احلفظ والتركيز‪.‬‬
‫هامة يراها كل إنس ��ان حس ��ب عمله ووضعه االجتماعي‬ ‫ّ‬
‫‪ l‬س ��ابع ًا‪ :‬نصائح التركي ��ز هذه يؤخذ بها أثناء‬
‫والصح ��ي‪ ،‬وعوام ��ل أخ ��رى متداخل ��ة‪ ،‬امله ��م أن ي ��درك‬
‫احلفظ والدراس ��ة لكت ��اب الله الكرمي كم ��ا لغيره من‬
‫ويحدد س ��اعات الذروة بالنس ��بة‬ ‫ِّ‬ ‫اإلنس ��ان ظروف ��ه جيد ًا‬
‫األعمال الهامة‪.‬‬
‫له‪.‬‬
‫‪ l‬ثامن ًا‪ :‬مدارس ��ة املعلوم ��ة الواحدة عدة مرات‬
‫يفضل‬ ‫حدد الش ��خص وقت الذروة ّ‬ ‫‪ l‬ثالث� � ًا‪ :‬إذا ّ‬
‫وم ��ن ع ��دة زوايا يزيدها ثبات ًا ورس ��وخ ًا في الذهن؛ وهذا‬
‫يدخ ��ره ألفض ��ل األعم ��ال في حياته كالدراس ��ة‬ ‫أن ّ‬
‫من أهم أسباب التفوق‪ ،‬لذا لم يكن عبث ًا أن يستعيذ [‬
‫والبح ��ث‪ ،‬ث ��م يأت ��ي الوقت األق ��ل أهمية لألعم ��ال التي‬
‫بالله من ش ��تات األمر‪ ،‬ملا يج ّر من س ��لبيات ال حصر لها‬
‫حتتاج تركيز ًا أقل‪ ،‬ومن اخلس ��ارة الكبرى أن يضيع وقت‬
‫على وقت وجهد وم ��ال صاحبها‪ ،‬وملا للتركيز على األمر‬
‫الذروة في أعمال هامشية كاملهاتفات والزيارات‪.‬‬
‫من إيجابيات ممتدة األثر‪ ،‬ولو أمعنّا النظر في العبادات‬
‫‪ l‬رابع� � ًا‪ :‬وضع جدول يومي وأس ��بوعي وش ��هري‬
‫‪ -‬وأوله ��ا الص�ل�اة ‪ -‬لوجدن ��ا أنّ التركي ��ز ف ��ي فرائضه ��ا‬
‫يساعد على التطور واإلجناز‪.‬‬
‫وسننها وأركانها يس� � ِّبب خشوع اجلوارح وخضوع القلب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ l‬خامس� � ًا‪ :‬تنظيم احلي ��اة االجتماعية من أهم‬
‫ومن ثم َقبولها باذن الله‪l‬‬
‫مس� � ِّببات التط ��ور؛ ألن فوض ��ى العالق ��ات االجتماعي ��ة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫احلياة ال�صحية‬

‫العناية بغذاء احلاج‬


‫املتخصصة في التغذية‬
‫ّ‬ ‫بقلم‪:‬‬
‫عزيزة ياسني‬

‫‪ .8‬احل ��رص عل ��ى الش ��رب م ��ن الك ��وب اخل ��اص به؛‬ ‫عند االس ��تعداد للحج‪ ،‬يفكّ ��ر ا ُمل ِ‬
‫قدم عل ��ى أداء هذه‬
‫لذل ��ك قد يكون من املفيد إبق ��اء كوب من املاء أو قنينة‬ ‫الفريضة املبارك ��ة‪ :‬ماذا يجب عليه أن يتناول من طعام‬
‫صغيرة في احلقيبة اخلاصة باحلاج الستخدامها وقت‬ ‫أثناء إقامته في األراضي املقدس ��ة حتى يؤدي املناس ��ك‬
‫الضرورة‪.‬‬ ‫بيس ��ر؟ وأي ��ن؟ وهل عليه أن يأخ ��ذ بعض األطعمة معه‬ ‫ُ‬
‫الدس ��م‬
‫‪ .9‬عدم اإلكثار من تناول الطعام‪ ،‬وال س ��يما ِ‬ ‫ف ��ي رحلت ��ه؟ وهذه األس ��ئلة تزي ��د إن كان احل ��اج يعاني‬
‫منه‪ ،‬ملا يسببه من ُع ْسر هضم وأوجاع وغثيان‪.‬‬
‫‪ .10‬جتنُّ ��ب األطعم ��ة الت ��ي حتت ��وي عل ��ى املايونيز‬ ‫من بعض األمراض‪ :‬مثل الس ��كري‪ ،‬الضغط‪ ،‬دهون في‬
‫والبيض نظر ًا لسرعة فسادها‪.‬‬ ‫الدم‪ ...‬وغيرها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ .11‬التأكد من نضوج اللحوم عند شراء األطعمة‪.‬‬ ‫لذلك س ��نتناول في ه ��ذا العدد بعض اإلرش ��ادات‬
‫‪ .12‬التأكد من سالمة املعلّبات والعصائر وصالحيتها‬ ‫احلاج‪:‬‬
‫ّ‬ ‫التي تفيد‬
‫قبل تناولها‪.‬‬ ‫املقدس ��ة كل األطعمة التي‬ ‫ّ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ض‬ ‫األرا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ر‬ ‫‪ .1‬تتوف �‬
‫‪ .13‬تناول التمر‪.‬‬ ‫احلاج قريب ��ة من مكان إقامت ��ه‪ ،‬لذلك عليه‬ ‫ّ‬ ‫يحتاجه ��ا‬
‫‪ .14‬عدم اإلكثار من تناول املش ��روبات الغازية حتى‬ ‫أ ّال يأخذ معه األطعمة في سفره‪ ،‬خاصة أنّ بعضها قد‬
‫ال حتلّ مكان شرب املاء‪.‬‬ ‫يتعرض للتلّف أثناء الرحلة‪.‬‬
‫‪ l‬أم ��ا للمرض ��ى الذي ��ن يعان ��ون م ��ن بع ��ض‬ ‫‪ .2‬احلف ��اظ على نظافة اليدين قب ��ل وبعد تناول‬
‫األم ��راض‪ ،‬كأم ��راض القل ��ب والس ��كري وارتف ��اع‬ ‫الطعام‪ ،‬فه ��ذا التدبير الوقائي يجنِّب احلاج الكثير‬
‫الضغط‪ ،‬نتوجه إليهم بهذه النصائح‪:‬‬ ‫من األمراض بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫‪ .1‬أخ ��ذ أدويته ��م اخلاص ��ة م ��ع كمي ��ة‬ ‫�اول األطعمة م ��ن أماكن موثوق‬ ‫‪ .3‬تن � ُ‬
‫إضافية للضرورة‪.‬‬ ‫بنظافتها وجودة طعامها‪.‬‬
‫باحل ْمي ��ة الت ��ي تناس ��ب‬
‫ِ‬ ‫�زام‬ ‫‪ .2‬االلت �‬ ‫‪ .4‬ع ��دم ش ��راء األطعمة املكش ��وفة‬
‫احلالة امل َ َرضية‪.‬‬ ‫املع ّرضة للغبار واحلشرات الطائرة‪.‬‬
‫‪ .3‬أخ ��ذ األدوات الطبي ��ة‬ ‫‪ .5‬شراء الكمية الكافية‪ ،‬والكمية‬
‫اخلاص ��ة الس ��تخدامها وق ��ت‬ ‫املتبقية تنبغي تغطيتها وحفظها‬
‫الضرورة؛ مثل أدوات مراقبة‬ ‫في البراد‪.‬‬
‫الضغط ومستوى السكري‬ ‫‪ .6‬عدم تن ��اول اخلضار‬
‫في الدم‪.‬‬ ‫والفاكه ��ة م ��ن األماك ��ن‬
‫‪ .4‬استشارة الطبيب‬ ‫العامة قبل غسلها جيداً‪.‬‬ ‫ّ‬
‫اخلاص لالس ��تفادة‬ ‫‪ .7‬ش ��رب كمي ��ة كافي ��ة‬
‫من بعض النصائح‬ ‫م ��ن امل ��اء النظيف‬
‫قبل السفر‪l‬‬ ‫املعقم والسوائل‬
‫واللنب‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬ ‫‪38‬‬
‫املطبخ ال�صحي‬

‫*‬
‫بطاطا �سوفليه‬
‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬
‫‪ l‬املكونات‪:‬‬
‫‪ -‬كيلو واحد من البطاطا‪.‬‬
‫‪ -‬كعك ناعم‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقتان من احلليب اجلاف‪.‬‬
‫‪ -‬زبدة‪.‬‬
‫‪ -‬زجنبيل‪.‬‬
‫‪ -‬جوزة الطيب‪.‬‬
‫‪ -‬بهار أبيض‪.‬‬

‫‪ l‬احلشوة‪:‬‬
‫‪ -‬نصف كيلو من اللحم املفروم (اخلالي‬
‫من الدهن)‪.‬‬
‫‪ 4 -‬حبات من البصل‪.‬‬
‫‪ . 5‬رش ��ي الكع ��ك الناعم ف ��وق الوعاء ووزع ��ي الزبدة‬ ‫‪ -‬زيت نباتي‪.‬‬
‫وافتح ��ي بالس ��كني فتح ��ة صغي ��رة في منتص ��ف الطبق‬ ‫‪ -‬ملح وبهار عادي‪ ،‬وبهار أسود‪.‬‬
‫حتى تتوزع احلرارة جيداً‪.‬‬ ‫‪ -‬صنوبر مقلي‪.‬‬
‫‪ .6‬اخبزيه ��ا ف ��ي الفرن ملدة نصف س ��اعة على حرارة‬
‫وحمري السطح قلي ًال‪.‬‬ ‫متوسطة ِّ‬ ‫‪ l‬طريقة التحضير‪:‬‬
‫قدمي الطبق مع الفتوش أو السلطة اخلضراء‪.‬‬ ‫‪ِّ .7‬‬
‫‪ .‬اس ��لقي البطاط ��ا وأضيف ��ي إليه ��ا رش ��ة م ��ن امللح‪،‬‬
‫‪ l‬عن ��د إع ��داد هذا الطب ��ق ننصح باالس ��تعاضة عن‬ ‫وص ِّفيها جيد ًا من املاء‪.‬‬
‫َ‬
‫الزبدة بالزيت النباتي س ��واء زيت دوار الش ��مس أو الذرة‬
‫‪ .2‬اهرسي البطاطا بش ��وكة وأضيفي إليها ملعقتني‬
‫أو الصوي ��ا أو غيرها من الزيوت‪ .‬كما ننصح باس ��تخدام‬
‫م ��ن احللي ��ب اجل ��اف واملل ��ح والبه ��ارات اآلتي ��ة‪ :‬البه ��ار‬
‫احلليب اخلالي من الدس ��م واللحم ��ة احلمراء منزوعة‬‫األبي ��ض والزجنبي ��ل وج ��وزة الطي ��ب‪ ،‬واترك ��ي اخلليط‬
‫الده ��ون‪ .‬عنده ��ا س ��تحتوي احلص ��ة الواح ��دة من هذا‬ ‫حتى يبرد‪.‬‬
‫الطب ��ق على م ��ا يق ��ارب ‪ 666‬كالوري‪ ،‬و‪42‬غ م ��ن الدهون‬
‫‪ .3‬افرم ��ي البص ��ل واقليه بقليل من الزي ��ت النباتي‪،‬‬
‫أغلبه ��ا من اللحم‪ .‬وننصح بتناول طبق اخلضار املذكور‬‫ث ��م أضيفي إلي ��ه اللحم املفروم وامللح والبهار ورش ��ة من‬
‫ف ��ي الوصفة وذلك بس ��بب قلة اخلضار املس ��تخدمة في‬ ‫البهار األسود‪.‬‬
‫إعداد الطبق‪.‬‬
‫وم ّدي‬‫‪ . 4‬في وعاءٍ مناس ��ب للفرن ضعي رش ��ة كعك‪ُ ،‬‬
‫هذة الكمية تكفي ألربعة أشخاص‪l‬‬ ‫البطاطا بطريقة متس ��اوية بعلو ‪1‬سنتم ونصف تقريب ًا‪،‬‬
‫وضع ��ي فوقها اللح ��م املفروم والصنوب ��ر املقلي بالزيت‪،‬‬
‫] اإلش ��راف الصح ��ي للمتخصص ��ة ف ��ي التغذي ��ة‬ ‫ثم أضيفي طبقة ثانية من البطاطا فوق اللحم املفروم‬
‫عزيزة ياسني‪.‬‬ ‫باالرتفاع السابق نفسه‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬

‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬


‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪)0110174520‬‬
‫(يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪40‬‬
‫حتدِّيات‬

‫بيننا‪ ...‬وبينهم‬
‫فيا شباب اإلس�ل�ام الغيارى‪ ،‬إنّ‬ ‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬
‫عليك ��م واجب� � ًا ال مناص م ��ن القيام به‬ ‫‪hanadiminbar@hotmail.com‬‬
‫ملواجهة تيار العلمانية املك ّون ممن فسدت‬ ‫كلم � ��ا جلس مع ��ه ليحاوره بش ��أن العلماني ��ة‪ ،‬وجده‬
‫تصوراتهم‪ ،‬وخربت رؤاهم‪ ،‬واعتملت قلوبهم‬ ‫بتصوراته‬‫ُّ‬ ‫متحصن ًا خلف قناعاته الالدينية‪ ،‬متس ��لح ًا‬ ‫ِّ‬
‫حقد ًا وكبر ًا وغروراً‪...‬‬ ‫الغربية‪ ،‬ش ��اهر ًا مس ��دس احلس ��م في بداي ��ة كل َج ْولة‪،‬‬
‫إن ��ه واج ��ب تصحي ��ح املفاهي ��م‪ ،‬وتصوي ��ب‬ ‫ليطلق رصاصة يتردد صداها‪:‬‬ ‫ُ‬
‫األفكار‪ ،‬وتنقية اخلواطر‪ ،‬وتبرئة ذمة اإلسالم مما‬ ‫«إنه ��م‪ ...‬وإنن ��ا»‪« ،‬عنده ��م‪ ...‬وعندن ��ا»‪« ،‬بينه ��م‪...‬‬
‫ينس ��ب إلي ��ه‪ ،‬وهو منه ف ��ي ِحلّ ‪ ...‬وذل ��ك من خالل‬ ‫اله � َّ�وة الس ��حيقة‬ ‫وبينن ��ا»؛ ف ��ي محاول ��ة من ��ه لكش ��ف ُ‬
‫احلوارات واللقاءات والنش ��اطات املنعقدة حتت راية‬ ‫بينن ��ا (أي املس ��لمني املتخ ّلف�ي�ن) وبينه ��م (الالديني�ي�ن‬
‫والس ��نة وبرعايتهم ��ا‪ ،‬املنطلق ��ة م ��ن تاريخ أمة‬
‫الق ��رآن ُّ‬ ‫والغربي�ي�ن حمل ��ة ل ��واء العل ��م واحلض ��ارة)‪ ،‬ولنق ��ض‬
‫كانت للمجد عنوان ًا‪ ،‬وللس ��ؤدد مكان ًا‪ ،‬ولإلنسانية ِر ً‬
‫فعة‬ ‫نظرية (الدين للدنيا) بنظرية (الدين أفيون الش ��عوب‬
‫وأمان ًا‪...‬‬ ‫ومركَّ ب التخل ُّـف)!‬
‫ُ‬
‫ق ��ال لصاحب ��ه‪ :‬اس ��مع بقلب ��ك وعقل ��ك وروح ��ك‬
‫وسنتناقش غداً‪:‬‬
‫�إذا كان املثقف��ون «عندن��ا» م�أخوذي��ن مب��ا‬ ‫أو ًال‪ :‬إنّ س ��وء التطبي ��ق ال يعن ��ي ع ��دم صوابي ��ة‬
‫خوا�صه��م قد �شه��دوا على َم ّر‬
‫«عنده��م»‪ ،‬ف��� ّإن ّ‬ ‫القاعدة‪.‬‬
‫التاريخ ِل َّلذي «عندنا» بال َع َظمة والتقدير‪...‬‬ ‫ثاني� � ًا‪ :‬إنّ انح ��راف املنتس ��بني واعوجاجهم ال يعني‬
‫عدم صالحية الفكرة‪.‬‬
‫ثالث� � ًا‪ :‬إنّ تك ��رار جن ��اح التجرب ��ة ‪ -‬عل ��ى مدى خط‬
‫وإذا كان املثقف ��ون «عندن ��ا» مأخوذين مبا «عندهم»؛‬ ‫الزم ��ن ‪ -‬يعن ��ي إمكان جناحها‪ ،‬وبنس ��بة عالي ��ة‪ ،‬إذا ما‬
‫وإرضاء‬
‫ً‬ ‫استثقا ًال من التكليف‪ ،‬وا ِّتباع ًا ملنهج التخفيف‪،‬‬ ‫توفرت مك ّوناتها وعناصرها‪...‬‬
‫خواصه ��م (أي عق�ل�اء الغ ��رب‬ ‫ّ‬ ‫�هوة أو « َك ْي ��ف»‪ ،‬ف ��إنّ‬
‫لش � ٍ‬ ‫أجل – شبابنا – إنَّ أتبـاع العلمانية عندما ُيجرون‬
‫وعلماءه ��م‪ ،‬وأي ��ن تالميذه ��م ليس ��معوا وينصف ��وا؟!)‬ ‫ج ��رد ًة حضاري � ً�ة وج ��دوى علمية بينهم وبني املس ��لمني‬
‫ق ��د ش ��هدوا على َم� � ّر التاريخ ِل َّل ��ذي «عندن ��ا» بال َع َظمة‬ ‫(وال أق ��ول اإلس�ل�ام)‪ ،‬فيج ��دون أن الرقع ��ة ق ��د‬
‫والتقدي ��ر والق ��درة عل ��ى النم ��اء والتط ��ور لتغطي ��ة‬ ‫وأقضت املضاجع‪ ،‬وما لها‬ ‫َّ‬ ‫اتس ��عت على الراقع‪،‬‬
‫حاج ��ات البش ��رية‪ ،‬وهم في الوقت نفس ��ه ين َع� � ْون الذي‬ ‫م ��ن دافع‪ ،‬فيب� � ّررون دعواهم بالفصل (أي بني‬
‫«عندهم» بسبب الفساد واالنحالل واحليوانية واملادية‪،‬‬ ‫الدي ��ن والــدولــ ��ة) ويــــطـــالــبـــ ��ون باملعاملة‬
‫ويرفع ��ون أصواتهم منذرين بقرب انهيار «بناء التقنية»‬ ‫باملثل (أي على منهج الغربيني)‪ ،‬ل َيحوزوا‬
‫الرفيع‪ ،‬وانكس ��ار «أنبوب املختبر» املنيع‪ ،‬وانفجار «قطار‬ ‫ما حازوا‪ ،‬ويفوزوا كما فازوا‪...‬‬
‫املسافات» السريع!!!‬ ‫نعم‪ ،‬تلك مقارنة معقودة على كل‬
‫ش ��بابنا األع ��زاء‪ ،‬تل ��ك ه ��ي اخلط ��وة األول ��ى في‬ ‫لس ��ان‪ ،‬خالصتها أن أهل اإلس�ل�ام‬
‫مس ��يرة حت ��دي العلماني ��ة‪ ،‬تليه ��ا خط ��وات أخ ��رى‪،‬‬ ‫مخولني لت ََس� � ُّلم‬
‫َّ‬ ‫واإلمي ��ان غير‬
‫وللحديث تتمة‪ ،‬إن شاء الله‪ ،‬فتابعونا‪l...‬‬ ‫ِزمام احلضارة واملدنية!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫قوة الثقة بالنف�س‬
‫بقلم‪ :‬وفاء مصطفى‬
‫بي‬
‫ُد ّ‬
‫�إذا كنت صاحب شركة وحتتاج إلى تعيني موظفني‪،‬‬
‫وح � ّ�ددتَ موع ��د ًا إلج ��راء املقابالت الش ��خصية و َت ّ‬
‫قد َم‬
‫إلي ��ك موظف ��ان‪ :‬أحدهما لديه معرف ��ة وخبرة ومهارة‬
‫عوزُه مهارات التواصل‪ ،‬والثقة بالنفس؛ واآلخر‬ ‫ولكن ُت ِ‬
‫لديه املعرفة واخلبرة واملهارة نفس ��ها ولكن ش ��خصيته‬
‫قوي ��ة ويتواص ��ل بش ��كل ممت ��از ويؤث ��ر ف ��ي اآلخري ��ن‪،‬‬
‫فأيهما ستختار؟‬
‫�ك حضرت محاض ��رة هامة ث ��م فوجئت أن‬ ‫ول ��و أن � َ‬
‫متمكن ًا من مادت ��ه‪ ،‬وكان مرتبك ًا أثناء‬‫ِّ‬ ‫احملاض ��ر لي ��س‬
‫ِ‬
‫إلق ��اء احملاضرة وصوته خفيض يتحاش ��ى النظر إلى‬
‫وج ��وه احلاضرين هل س ��تتابع االس ��تماع للمحاضرة‬
‫بتركيز؟‬
‫التكي ��ف م ��ع النف ��س‪ ،‬وع ��دم التواف ��ق م ��ع البيئ ��ة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ l‬الثقة بالنفس‪ :‬أولى خطوات النجاح‬
‫واضــــطــــرابـــ ��ات الش ��خصية‪ .‬واجلدي ��ر بالذكر أن أغلب‬ ‫أثبتت الدراس ��ات بأن متيزك يعتمد في ‪ ٪7‬منه على‬
‫الفاش ��لني الذين وصلوا ملرحلة اليأس وعدم الرغبة في‬ ‫املهارات التي تجُ يدها في عملك‪ ،‬وفي‪ ٪93‬على ما جتيده‬
‫احملاولة‪ ،‬لديهم نقص شديد بالثقة بالنفس‪.‬‬ ‫من مهارات ش ��خصية كالثقة بالنفس ومقدرتك على‬
‫حدة تمَ ُّلك تلك‬‫وتتفاوت األعراض تفاوت ًا َط ْردي ًا مع ّ‬ ‫تطويرها‪ ،‬واستغاللها لصاحلك‪.‬‬
‫العوارض من الشخص ذاته أو عدمها‪ ،‬ورمبا يشعر املرء‬ ‫‪ l‬أعراض نقص الثقة بالنفس‪:‬‬
‫بأعراض خفيفة منها‪.‬‬ ‫قليل ��و الثق ��ة بالنف ��س يعان ��ون م ��ن بع ��ض‬
‫ومهد لها‬‫ف ��إذا ترك املش ��اعر الس ��لبية تنم ��و داخل ��ه ّ‬ ‫األع ��راض مث ��ل‪ :‬الت ��ردد‪ ،‬والش ��ك‪ ،‬وال َغ ْي ��رة‪،‬‬
‫الطري ��ق‪ ،‬تفاقم ��ت واس ��تفحلت وزادت ومتكن ��ت من ��ه‬ ‫واحلق ��د‪ ،‬وع ��دم اتخ ��اذ الق ��رار‪ ،‬والوس ��اوس‬
‫جزء كبي ��ر ًا من‬
‫كاألخطب ��وط‪ ،‬ع�ل�اوة عل ��ى اس ��تهالكها ً‬ ‫القهري ��ة‪ ،‬واملخ ��اوف‪ ،‬واإلحب ��اط‪ ،‬والكآبة‪،‬‬
‫طاقته‪ ،‬فتشلّ تفكيره‪ ،‬و ُتربك حركته‪...‬‬ ‫واخلج ��ل‪ ،‬والي ��أس‪ ،‬واالستس�ل�ام‪،‬‬
‫ورمبا يرجع أغلب أس ��باب اخلالف بيننا وبني الناس‬ ‫والس ��خط‪ ،‬وع ��دم َقب ��ول‬‫والغض ��ب‪ُّ ،‬‬
‫إل ��ى نق ��ص الثق ��ة بالنف ��س؛ فنق ��وم باته ��ام اآلخري ��ن‬ ‫ال ��ذات‪ ،‬وس ��وء الظ ��ن‪ ،‬والش ��عور‬
‫بإهانتنا‪ ،‬والس ��خرية منا والنيل من كرامتنا‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫بعدم األهمي ��ة وعدم جدوى‬
‫أن ��ه لن يس ��تطيع أح ��د التمادي معنا إال إذا س ��محنا له‬ ‫احلياة‪ ،‬وسوء العالقات‬
‫بذلك!! وأرى أنه لن يستطيع أحد إهانتنا إال بإذننا!!‬ ‫ا ال جتما عي ��ة ‪،‬‬
‫تقدر ذاتك؟‬
‫‪ l‬كيف ِّ‬ ‫و ع ��د م‬
‫ويع َّبر عن الثقة بالنفس بعبارات نتفوه بها‪،‬‬
‫حكمة �أب‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪42‬‬
‫مهارات‬
‫رس ��ول الل ��ه‬ ‫وهي عبارة عن لغتنا ومفرداتنا وقاموسنا املستخ َدم مع‬
‫[ فيم ��ا يروي ��ه‬ ‫أنفس ��نا‪ ،‬فإذا أعطيناها إش ��ارات إيجابي ��ة‪ ،‬غذينا بذلك‬
‫عنه أب ��و هريرة‪« :‬املؤمن‬ ‫ثقتن ��ا بأنفس ��نا‪ ،‬وإذا خاطبناه ��ا بلغ ��ة س ��لبية نقص ��ت‬
‫الق ��وي خير وأح ��ب إلى الله‬ ‫ثقتن ��ا بأنفس ��نا‪ ،‬وس ��محنا بذل ��ك للناقد الس ��اخر في‬
‫من املؤمن الضعيف» رواه مسلم‪.‬‬ ‫دواخلنا أن ينتقدنا نقد ًا هدام ًا ويق ِّلل من شأننا ويهدم‬
‫وأش ��ير هن ��ا إل ��ى أن الثق ��ة بالنفس‬ ‫معنوياتنا‪...‬‬
‫ه ��ي احت ��رام الش ��خص لذات ��ه قب ��ل كل‬ ‫ويع َّبر عنها أيض ًا بأفعال اعتدنا أن نفعلها‪ ،‬وحركات‬
‫ش ��يء‪ ،‬و َقبوله لنفس ��ه‪ ،‬راضي ًا بخلقته كما‬ ‫نأت ��ي بها تلقائي� � ًا دون أن نالحظها‪ ،‬ولغة اجلس ��د التي‬
‫خلقه ��ا الله تبارك وتعال ��ى دون تغيير خللق‬ ‫تترجم هذا كله‪ .‬ومهما حاول الش ��خص أن ُيخفي عدم‬
‫الل ��ه‪ ،‬حامد ًا ش ��اكر ًا لله‪ ،‬راضي ًا عن س ��لوكه إذا‬ ‫ثقته بنفس ��ه كأن يقول أقوا ًال أو يأتي بأفعال تفيد غير‬
‫كان يوافق رضا الله وطاعته‪ ،‬أو مغ ِّير ًا لنفسه في‬ ‫الذي يعانيه في داخله‪ ،‬فإن لغة جس ��ده تفضحه‪ ،‬يقول‬
‫وم ْصلح ًا من أحواله إذا كان عاصي ًا‬ ‫منطقة نفوذه‪ُ ،‬‬ ‫العلماء‪ :‬إن لغة اجلسد متثل ‪ ٪55‬من االتصال والتأثير‬
‫لل ��ه‪ ،‬متق ِّب�ل ً�ا لواقعه ال ��ذي هو خارج ع ��ن إرادته وال‬ ‫باآلخري ��ن‪ ،‬ونبرات الصوت ‪ ،٪38‬واللغة املس ��تخ َدمة ‪٪7‬‬
‫يق ��ع ف ��ي نطاق س ��يطرته‪ ،‬متقب�ل ً�ا لذاته دون تش ��ويه‬ ‫ينم ��ق ويخت ��ار كلماته‬‫ل ��ذا مهم ��ا ح ��اول الش ��خص أن ِّ‬
‫نفسه أو حتقيرها‪ ،‬ودون شعور بالندم ألقواله أو أفعاله‪.‬‬ ‫بعناي ��ة ف ��إنّ لغ ��ة جس ��ده ونب ��رات صوت ��ه تفي ��د ع ��دم‬
‫والثقة بالنفس جزء منها موروث وجزء مكتس ��ب ميكن‬ ‫مصداقيت ��ه واضطراب ��ه‪ .‬فالثق ��ة بالنف ��س ه ��ي الوقود‬
‫ألي إنس ��ان اكتس ��ابه والتد ّرب عليه‪ ،‬والتظاهر به حتى‬ ‫ِّ‬ ‫وه ّمتنا وإرادتنا وتفاؤلنا‪ ،‬وهي‬ ‫الذي يغذّ ي ش ��خصيتنا ِ‬
‫يتقن ��ه‪ ،‬ويق ��ول املث ��ل اإلجنلي ��زي‪Fake it until you :‬‬ ‫عضدن ��ا‪ ،‬ويق ّوين ��ا على‬‫اله ��واء ال�ل�ازم للحي ��اة‪ ،‬ال ��ذي َي ُ‬
‫‪ make it‬أي اصطنعه ��ا حت ��ى َتثْبت فإذا ثبتت أصبحت‬ ‫العب ��ادة والطاعة وت ��رك املعاصي والذن ��وب والتوبة إلى‬
‫تلقائية وطبيعية ومالزمة لشخصية اإلنسان‪.‬‬ ‫الل ��ه‪ ،‬واليقني بأنه تعالى متقبل توبتنا وس ��يجزينا كما‬
‫الثقة بالنفس قوة نس ��تمدها من قوة اإلميان الذي‬ ‫وعدنا‪ ...‬وهي تس ��اعدنا على التف ��اؤل واإلقدام والعمل‬
‫نحمل ��ه في س ��ويداء قلوبنا ف ��ي رحلة احلي ��اة‪ ،‬يحدونا‬ ‫واملبادرة واالبتكار‪...‬‬
‫األم ��ل ف ��ي الل ��ه‪ ،‬وف ��ي جعبتنا اليق�ي�ن‪ ،‬وعل ��ى راحلتنا‬ ‫‪ l‬الشخص الواثق بنفسه‪:‬‬
‫التوكل على الله آخذين باألس ��باب‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ا َل ِّذينَ‬ ‫يتمت ��ع بصحة نفس ��ية وبدني ��ة جي ��دة‪ ،‬و َيحيا حياة‬
‫آم ُن ��وا َو َت ْط َم ِئ ُّن ُق ُلو ُب ُه ْم ِب ِذ ْك � ِ�ر ال ًل ِّه أال ِب ِذك ِْر ال َل ِّه َت ْط َم ِئ ُّن‬ ‫َ‬ ‫متوازن ��ة‪ ،‬ولدي ��ه صالب ��ة وحت � ٍّ�د‪ ،‬وق ��وة والت ��زام ورباطة‬
‫وب} (الرعد‪.)28 :‬‬ ‫الْقُ ُل ُ‬ ‫وتفهم لنفس ��ه و َفهم‬
‫ج ��أش وانضب ��اط وصبر ومثاب ��رة‪ُّ ،‬‬
‫تنمي ثقتك بنفسك؟‬ ‫‪ l‬كيف ّ‬ ‫وحتمل املس ��ؤولية كاملة‪ ،‬وعدم إلقاء‬ ‫ُّ‬ ‫وتقدير لآلخرين‪،‬‬
‫ذكرتُ في كتابي «ضع احلصان قبل العربة»‪ :‬كيف تكتسب‬ ‫الل ��وم عل ��ى الغي ��ر‪ ،‬والتغلب عل ��ى املش ��كالت‪ ،‬ومواجهة‬
‫ثقتك بنفسك وتصنع جاذبيتك الشخصية التي هي أساس‬ ‫التحدي ��ات‪ ،‬واتخ ��اذ الق ��رار الس ��ليم‪ ...‬يحاف ��ظ عل ��ى‬
‫كل جناح؟ أش ��رت إلى بعض العوامل كالتالي‪ :‬آمن بنفس ��ك‬ ‫حياته بالت ��وازن الصحي والنفس ��ي والروحي والثقافي‬
‫وث ��ق بقدراتك‪ ،‬أف ��رغ ما في صدرك‪ ،‬اهزم اخلوف‪ ،‬حاول وال‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬
‫تستسلم‪ ،‬أصلح عيوبك‪ ،‬أَ ِع َّف نفسك واستقم‪ ،‬اجعل لديك‬ ‫قد يتس ��اءل الش ��خص‪ :‬كيف أعرف أنني واثق‬
‫محف ��ز ًا قو ّي� � ًا‪ ،‬أَنزل نفس ��ك منزلته ��ا‪ ،‬تخلّص من الش ��عور‬ ‫ِّ‬
‫بنفسي؟‬
‫بال ��دون‪ ،‬واهت ��م مبظه ��رك‪ ،‬ق ِّوم نفس ��ك وطباع ��ك‪ ،‬احتفل‬
‫بإجنازاتك‪ ،‬د ِّلل نفسك‪ ،‬تألق‪ ،‬ابتسم‪ ،‬اهزم الناقد الداخلي‪،‬‬ ‫‪ l‬قوة الثقة بالنفس‪:‬‬
‫ج � ِّ�دد حيات ��ك‪ ،‬ج � ِّ�دد حلم ��ك‪ ،‬ركز عل ��ى مناطق نف ��وذك‪...‬‬ ‫متكننا من حتقيق األهداف وبلوغ األحالم‪،‬‬ ‫هي التي ِّ‬
‫وتذكّر بأن التغيير يأتي من الداخل‪ ،‬قال تعالى‪ِ { :‬إ ّ َن ال ّ َل َه ال‬ ‫و َن ْي ��ل املقاصد واآلم ��ال‪ ...‬والثقة بالنف ��س غالية ألنها‬
‫ح َتّى ُيغ ِ َّي ُروا َما ِبأَ ْنفُ ِس ِه ْم} (الرعد‪l)11:‬‬ ‫ُيغ ِ َّي ُر َما ِب َق ْو ٍم َ‬ ‫تنب ��ع من أهم صفة م ��ن صفات كمال الش ��خصية؛ قال‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫والتغيات االجتماعية‬
‫رُّ‬ ‫الزواج املب ِّكر‬
‫يف حوار مع الأ�ستاذة �سحر امل�صري‬
‫خاص ‪ :‬منبر الداعيات‬
‫(‪2‬من‪)2‬‬
‫‪« .1‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬قدمي ًا‪ ،‬كان الش ��باب ذكور ًا‬ ‫الزواج املبكر أصبح قضية‪ ..‬يتباحثها املجتمع مع‬
‫يبكرون في الزواج‪ ،‬أما اليوم فال؛ هل نستطيع أن‬ ‫وإناث ًا ِّ‬ ‫أن ��ه أم ��ر نادى به النبي الكرمي  منذ أربعة عش ��ر قرن ًا‬
‫التأخر في إطار التغي ��رات االجتماعية لكل‬ ‫ّ‬ ‫ُن ��درج ه ��ذا‬ ‫حينما قال‪« :‬يا معشر الشباب‪َ ،‬من استطاع منكم الباءة‬
‫عصر وزمان؟‬ ‫ومن لم‬ ‫وأحصن لل َف � ْ�رج‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ض للبص ��ر‬ ‫فليت ��زوج‪ ،‬فإ ّن ��ه َ‬
‫أغ ّ‬
‫‪ l‬اختلف ��ت النظ ��رة لقضي ��ة ال ��زواج وبن ��اء األس ��رة‬ ‫يس ��تطع فعليه بالص ��وم‪ ،‬فإنه له وج ��اء» رواه البخاري؛‬
‫نتيج ��ة اخت�ل�اف املعايير واملفاهيم والنظرة للمؤسس ��ة‬ ‫فكان ��ت النتيج ��ة أن ج َن ��ت املجتمعات اإلس�ل�امية ثمار‬
‫والق َيم والعادات في‬ ‫الزوجية واختالف منطية التفكير ِ‬ ‫ه ��ذا عفاف ًا وصالح ًا والتزام� � ًا وتكاثراً؛ إال أنه في وقتنا‬
‫مجتمعاتن ��ا؛ وما ذلك إال بس ��بب َضعف ال ��وازع الديني‬ ‫احلاض ��ر وف ��ي ظ ��ل املتغي ��رات الفكري ��ة واالقتصادي ��ة‬
‫وق ّل ��ة معرفتنا بش ��رعنا‪ ،‬وكذلك بس ��بب الغ ��زو الفكري‬ ‫واالجتماعي ��ة ع ��زف الكثي ��ر م ��ن الش ��باب ع ��ن ال ��زواج‬
‫واإلعالمي والعوملي‪.‬‬ ‫املبك ��ر‪ :‬فما أس ��باب ذلك وتداعياته وآثاره على الش ��باب‬
‫باإلضاف ��ة إل ��ى أنّ هن ��اك تغيي ��رات اقتصادية؛ فقد‬ ‫واملجتمع؟‬
‫أصبح تأمني السكن وتكاليف الزواج أمر ًا صعب ًا في ظل‬ ‫ه ��ذه األس ��ئلة كانت موض ��وع حوارنا مع األس ��تاذة‬
‫البطالة والفَقر ونُدرة فرص العمل واألزمة االقتصادية‪..‬‬ ‫سحر علي املصري‪:‬‬
‫ول ��و صلح أمر الش ��باب وتو ّكل ��وا على الله ح ��ق االتكال‬
‫امى ِمن ُْك ْم‬ ‫ألعانه ��م؛ فقد قال َجل وعال‪َ  :‬وأَ ِنك ُح ��وا َ‬ ‫ُعرف ب�ضيفتنا �أو ًال‪:‬‬
‫ولكن لن ّ‬
‫األ َي َ‬
‫ني ِم ْن ِع َب ِاد ُك ْم َو ِإ َم ِائ ُك ْم ِإ ْن َي ُكونُوا ُف َق َرا َء ُيغْ ِن ِه ُم‬
‫الصالحِ ِ َ‬‫َو َّ‬ ‫‪ l‬من مواليد مدينة طرابلس – لبنان‪.‬‬
‫يم (النور‪.)32 :‬‬ ‫َ‬
‫ال َّلهُ ِم ْن ف ْض ِل ِه َواللهُ َو ِاس ٌع َع ِل ٌ‬
‫َّ‬ ‫‪ l‬إج ��ازة ف ��ي العل ��وم ‪ -‬معلوماتي ��ة إداري ��ة‪ :‬اجلامع ��ة‬
‫اللبنانية األميركية (بيروت)‪.‬‬
‫‪ l‬إج ��ازة في اآلداب ‪ -‬اللغة اإلنكليزية وآدابها‪ :‬اجلامعة‬
‫اللبنانية (طرابلس)‪.‬‬
‫اختلفت النظرة لق�ضية الزواج وبناء الأ�سرة‬ ‫ُ‬
‫‪ l‬دبلوم في اإلرشاد األسري ‪ -‬مؤسسة الفرحة‪.‬‬
‫نتيج��ة اخت�لاف املعاي�ير واملفاهي��م والنظرة‬ ‫مؤس َس ��ة جمعي ��ة «م ��و ّدة» لإلرش ��اد األس ��ري ف ��ي‬ ‫‪ِّ l‬‬
‫للم�ؤ�س�س��ة الزوجي��ة واخت�لاف منطي��ة التفكري‬ ‫طرابلس‪.‬‬
‫والق َيم والعادات يف جمتمعاتنا‬
‫ِ‬ ‫‪ l‬تـــكتــ ��ب فـــــ ��ي مـــجلــــ ��ة‬
‫(جـــــنــــــى الشـــــقائق)‬
‫وف ��ي العدي ��د م ��ن‬
‫وم ��ن ناحية ُأخ ��رى فقد تغ ّي ��رت أيض ًا تربي ��ة اآلباء‬ ‫املـــواقــــ ��ع علـــــى‬
‫واألمه ��ات ل�ل�أوالد‪ ،‬فترعرع ��وا وهم فاق ��دو القدرة على‬‫ّ‬ ‫اإلنترنت‪.‬‬
‫وتفهم ملعاني‬
‫ُّ‬ ‫بة‬ ‫مناس‬
‫ِ‬ ‫توعية‬ ‫دون‬ ‫ونشأوا‬ ‫املسؤولية‪،‬‬ ‫حتمل‬
‫الصغر للقيام بدورهم في‬ ‫الزواج‪ ،‬ودون حتضيرهم منذ ِ‬
‫املستقبل‪ ..‬ناهيك عن فنون التباهي بالزخارف والتعلّق‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪44‬‬
‫االقتصادية وزواجهم من أجنبيات لس ��هولته في اخلارج‬ ‫أبناء راغبني في الدنيا ُم ْع ِرضني عن‬
‫فخرجوا ً‬
‫باملادي ��ات‪َّ ،‬‬
‫وتد ّن ��ي تكاليف ��ه‪ ،‬أزمة الثقة بني الش ��باب والش ��ا ّبات في‬ ‫متمسكني بالقشور واملظاهر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الدين‬
‫ِّ‬
‫زم ��ن َك ُث ��رت في ��ه الف�ت�ن و َق ��لّ احلي ��اء‪ :‬اإلع�ل�ام والعوملة‬
‫وما من ش ��أنه أن يغ ِّير من مفاهي ��م وعادات ومعايير في‬ ‫‪« .2‬منبر الداعيات»‪ :‬ما أبرز األس ��باب التي دفعت‬
‫ابتغاء‬
‫ً‬ ‫املجتم ��ع‪ ،‬رفض الفتيات الس� � َكن مع أهل الش ��اب‬ ‫الكثير من الشباب إلى العزوف عن الزواج املبكر؟‬
‫لالس ��تقاللية وخوف ًا من املش ��اكل في املستقبل‪ ،‬املستوى‬ ‫‪ l‬م ��ن أهمه ��ا‪ :‬البطالة والفقر وانخفاض مس ��توى‬
‫التعليم ��ي العال ��ي للفت ��اة وطلبها ملَن مياثله ��ا علمي ًا أو‬ ‫الدخل ما يجعل الش ��اب غير قادر على حتمل مس ��ؤولية‬
‫اجتماعي� � ًا مقابل رغبة الش ��اب غالب� � ًا بالفتاة األقل منه‬ ‫البيت مادي ًا‪ ،‬الفس ��اد املستشري الذي أتاح للشاب إقامة‬
‫املغايرة آلراء‬
‫ِ‬ ‫تدخل األهل وف ��رض آرائه ��م‬ ‫ِس� � ّن ًا وعلم� � ًا‪ُّ ،‬‬ ‫محرمة دون اللجوء إلى قناة ش ��رعية لتصريف‬ ‫َّ‬ ‫عالقات‬
‫تأخر ال ��زواج حلني إيج ��اد حل‬ ‫أبنائه ��م م ��ا ي ��ؤدي إل ��ى ُّ‬ ‫طاقت ��ه اجلنس ��ية‪ ،‬غ�ل�اء امله ��ور وتكالي ��ف ال ��زواج وكثرة‬
‫ُيرضي الطرفني‪ ،‬غياب َدور املؤسس ��ات األهلية والرسمية‬ ‫متطلب ��ات أهل العروس‪ ،‬الدراس ��ة والرغبة في احلصول‬
‫مناسبة لهذه الظاهرة‪.‬‬ ‫في التوعية وإيجاد حلول ِ‬ ‫عل ��ى أعل ��ى درج ��ات العل ��م واعتب ��ار ال ��زواج عائق� � ًا أمام‬
‫الطموح ��ات والتط ّلع ��ات‪ ،‬البح ��ث ع ��ن ش ��روط معين ��ة‬
‫‪« .3‬منبر الداعيات»‪ :‬ما هي االنعكاسات النفسية‬ ‫ومواصف ��ات عالي ��ة ف ��ي ش ��ريك احلي ��اة خاص ��ة إن كان‬
‫واالجتماعية الناجمة عن عزوف الش ��باب والفتيات عن‬ ‫الش ��اب أو الفتاة يتمتّع مبواصفات متميزة‪ ،‬عدم الرغبة‬
‫ال ��زواج ف ��ي وقت مبك ��ر؟ وه ��ل تعتبرينها ظاه ��رة يجدر‬ ‫في حتمل املس ��ؤولية أو تقييد احلرية الش ��خصية‪َ ،‬ف ْقد‬
‫التوقف عندها في لبنان؟‬ ‫املفاهي ��م الش ��رعية الصحيحة لل ��زواج والس� � َكن واملودة‬
‫تأخ ��ر ِس ��ن الزواج ل ��ه انعكاس ��ات وآثار‬
‫‪ l‬ال ش ��ك أن ّ‬ ‫م ��ع ال ُبعد ع ��ن الدين وق ّل ��ة اإلميان بأنّ ال ��رزق من عند‬
‫س ��لبية كثي ��رة تتمثَّل على س ��بيل املث ��ال ال احلصر فيما‬ ‫الل ��ه تعالى‪ ،‬هجرة الش ��باب بس ��بب األوض ��اع األمنية أو‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫يأت ��ي‪ :‬انتش ��ار الرذيل ��ة والفواحش‬
‫احملرم ��ة واالنحراف ��ات‬
‫َّ‬ ‫والعالق ��ات‬
‫الس ��لوكية واألخالقية في املجتمع‪،‬‬
‫انتشار االكتئاب والقلق بسبب عدم‬
‫وج ��ود الس ��كن والش ��ريك وبس ��بب‬
‫ضغوط ��ات املجتم ��ع ما ي ��ؤدي إلى‬
‫السخط على‬ ‫نش ��وء عقد نفس ��ية‪ُّ ،‬‬
‫املجتمع وسوء التك ّيف االجتماعي‪،‬‬
‫امليل للوح ��دة واالنعزالية وحتميل‬
‫األهل أحيان ًا مس ��ؤولية عدم الزواج‬
‫مم ��ا ق ��د ي ��ؤدي إل ��ى العق ��وق‪ ،‬قلّة‬
‫ف ��رص احلم ��ل ل ��دى امل ��رأة الكبيرة‬
‫وزي ��ادة نس ��بة اإلجه ��اض وتش� � ّوه‬
‫اجلن�ي�ن وتع ��رض احلام ��ل الرتفاع‬
‫ضغ ��ط ال ��دم وغيره ��ا‪ ،‬إمكاني ��ة‬
‫تع� � ّرض الطف ��ل ف ��ي ه ��ذه احلال ��ة‬
‫إلعاقة ذهنية أو جس ��دية‪ ،‬الش ��عور‬
‫الدائ ��م بالذن ��ب وتأني ��ب الضمي ��ر‬
‫ف ��ي ح ��ال اللج ��وء إل ��ى احمل ّرم ��ات‬
‫لتفري ��غ الطاقة اجلنس ��ية كالعادة‬
‫الس ��رية واملواقع اإلباحية والقنوات‬
‫الفضائي ��ة الس ��يئة وغيرها‪ ،‬ش ��عور‬
‫امل ��رأة بالنقص وع ��دم رغبة اجلنس‬
‫اآلخر بها ما يؤدي إلى َف ْقد التقدير‬
‫الذاتي والثقة لديها‪ ،‬عدم اس ��تقرار‬
‫املجتم ��ع عن ��د انتش ��ار العنوس ��ة‬
‫املتكافئ الذي ينساق إليه الشاب أو الفتاة عندما يتأخر‬
‫وتعطي ��ل القُ � ُ�درات ألبنائ ��ه ف ��ي ظ ��لّ اجلوع لالس ��تقرار‬
‫في الزواج‪ ،‬انتش ��ار أنواع لم نعهدها من الزواج كاملس ��يار‬
‫النفس ��ي واجلس ��دي‪ ،‬انتش ��ار األم ��راض‬
‫والفريند‪ ...‬التي ال حتقق الس ��كن واملودة‪ ،‬توس ��يع اله ّوة‬
‫اجلنسية بس ��بب الشذوذ‬
‫السن ما يؤدي إلى تفاوت‬ ‫بني اآلباء واألبناء بسبب فارق ِ‬
‫والزن ��ا‪ ،‬كث ��رة ح ��االت‬
‫ثقافي وفكري وعاطفي بينهم‪.‬‬
‫االنتح ��ار واجلرائم‬
‫ومم ��ا ال ش ��ك في ��ه أنّ تأخ ��ر ِس � ّ�ن ال ��زواج أصب ��ح‬
‫واال غـــتـــصـــــــــ ��اب‬
‫ظاه ��رة خطيرة ف ��ي لبنان‪ ،‬ولعله ��ا األقوى ف ��ي البلدان‬
‫وا لــــخـــطــــــــ ��ف‪،‬‬
‫العربية ألس ��باب كثي ��رة‪ ،‬منها‪ :‬انفتاح أهل ��ه على الغرب‬
‫انتشار الطالق‬
‫واحتكاكهم بثقافات وعادات غربية وانتش ��ار الفساد ولو‬
‫الصــــامـــت أو‬
‫بنسب متفاوتة بني منطقة و ُأخرى‪ ،‬فلم يعد َه ّم الشباب‬
‫الفعلي نتيجة‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬نعني الكثير منهم ‪ -‬بناء األسرة وإمنا إنشاء العالقات‬
‫احملرم ��ة‪ ،‬وق ��د ّ‬ ‫لل ��زواج غي ��ر‬
‫خطت اآلثار الس ��لبية لتأخ ��ر الزواج في‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪46‬‬
‫وق ��د بات من املؤكّد الي ��وم أنّ أصابع األعداء هي َمن‬
‫موجه ًا‬
‫العربي َّ‬
‫ّ‬ ‫يح ّرك اإلعالم عاملي ًا‪ ،‬وقد أصبح إعالمنا‬
‫وال غاية ألغلبه سوى تضليل الشعوب وانحالل مفاصل‬ ‫ت�أخر ِ�س ّن الزواج �أ�صبح ظاهرة خطرية‬
‫األخالق عندها!‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ولعلها الأقوى يف البلدان العربية‬
‫وفي احلقيقة إن مش ��كلة تأخر الزواج مش ��كلة كبيرة‬ ‫لأ�سباب كثرية‪ ،‬منها‪ :‬انفتاح �أهله على الغرب‬
‫وه ��ي نتاج طبيعي ملش ��اكل اجتماعي ��ة وتربوية وثقافية‪،‬‬ ‫واحتكاكهم بثقافات وعادات غربية وانت�شار‬
‫وحلل هذه املشكلة ال بد أن يهب جميع املعنيني لاللتفاف‬ ‫الف�ساد‬
‫عليها والقضاء على هذه الظاهرة وآثارها السلبية على‬
‫الفرد واألسرة واملجتمع كله‪.‬‬
‫∗∗∗‬ ‫سامة‪.‬‬
‫جسد لبنان تق ّرحات ّ‬
‫ختام ًا‪ ،‬نش ��كر األس ��تاذة س ��حر املص ��ري على هذا‬
‫أي مدى يلعب اإلعالم احل ��وار املفيد‪ ،‬س ��ائلني املولى أن يوفق املس ��لمني للعمل‬ ‫‪« .4‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬إل ��ى ِّ‬
‫بوس ��ائله كافة (فضائي ��ات – إنترنت – مجالت) دور ًا في على تذليل العقبات التي تحَ ول دون تيس ��ير سبل الزواج‬
‫للش ��باب وس � ّ�د مناف ��ذ الفتن ��ة بإعانته ��م عل ��ى إعف ��اف‬ ‫هذه الظاهرة؟‬
‫‪ l‬كثي ��ر م ��ن وس ��ائل اإلع�ل�ام املرئي ��ة واملس ��موعة أنفسهم‪l‬‬
‫واملقروءة يساهم في نشر أفكار غريبة عن مجتمعاتنا‬
‫اإلسالمية مس ��تقاة في أكثر األحيان من املجتمعات‬
‫الغربية‪ ..‬وهي تتبنّى إقامة عالقة حب قبل اخلطوبة‪،‬‬
‫وتأخير س ��ن الزواج للشباب وللفتيات ‪ -‬بشكل أخَ ص‬
‫‪ -‬بدع ��وات مختلفة كض ��رورة التع ّل ��م العالي وتأمني‬
‫م ��ورد مال ��ي ووظيف ��ة محترم ��ة‪ ،‬وحتث عل ��ى تقوية‬
‫الش ��خصية والنض ��ج والتس ��اوي مع الرج ��ل حتى ال‬
‫«يسيطر» عليها فتصبح له َت َبع ًا! وهي غالب ًا ما ُتظهر‬
‫للم ��رأة أنه ��ا ح�ي�ن تتزوج س ��تكون في موض ��ع َضعف‬
‫رضة للعنف واالحتقار واخليانة‬ ‫وع ً‬ ‫ومكْ س ��ر ًا للعصا ُ‬‫َ‬
‫والط�ل�اق‪ ...‬وكأنّ احلياة الزوجي ��ة عذاب وجحيم ما‬
‫يجعله ��ا تخش ��ى اإلق ��دام على ال ��زواج‪ ..‬ف ��ي حني أنّ‬
‫ظهر املش ��اكل‬ ‫بع ��ض الش ��باب يتأثّ ر باإلع�ل�ام الذي ُي ِ‬
‫ومضخمة فتنأى نفسه عن‬ ‫ّ‬ ‫األسرية بطريقة مش ّوهة‬
‫كلفة مادي ًا ومعنوي ًا!‬ ‫هذه املسؤولية ا ُمل ِ‬
‫كذل ��ك ن ��رى اإلع�ل�ام يش � ّ�جع العالق ��ات احمل ّرمة‬
‫�ف الش ��هوة ف ��ي قن ��وات الرذيلة والفاحش ��ة‪..‬‬ ‫وتصري � َ‬
‫وه ��و يحارب فكرة تعدد الزوجات‪ ،‬والفضيلة واحلياء‬
‫ويح ِّرك مكامن الش ��هوة‪ ..‬وفي دراس ��ة مئة فيلم تبينّ‬
‫أن ف ��ي ‪ ٪98‬منه ��ا لقط ��ات أو كلمات تثي ��ر الغريزة ما‬
‫يدفع الش ��باب للعالقات احمل ّرم ��ة حتى إذا ما وجدوا‬
‫فيها ُبغْ يتهم أعرضوا عن الزواج وتكاليفه!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪ ...‬وقالت ال�شريعة‬
‫فتاوى عن احلج‬
‫*‬
‫للفقيه الدكتور عجَيل النشْمي‬
‫القُ فازي ��ن‪ ،‬فتكش ��ف ع ��ن وجهها إال إذا م� � ّر عليها رجال‬ ‫الكالم باجلوال أثناء الطواف‬
‫أو كان ��ت في محضر رجال كالطواف والس ��عي ونحوهما‬ ‫‪ .1‬رأي ��ت ش ��خص ًا يتكل ��م بالهات ��ف اجل ��وال وه ��و‬
‫فتُ س ��دل جلبابها على وجهها وجتافي بينه وبني وجهها‬ ‫ف ��ي الطواف فنصحت ��ه‪ ،‬فقال‪« :‬إن ال ��كالم جائز في‬
‫لئ�ل�ا يالمس ��ه ق ��در إمكانه ��ا‪ ،‬فإذا ل ��م تكن ف ��ي محضر‬ ‫الطواف‪ ،‬وأنا أكلم أهلي»‪ ،‬فما احلكم في ذلك؟‬
‫رج ��ال كش� �ف َْت ع ��ن وجهها‪ .‬وأم ��ا احلالة املس ��ؤول عنها‬ ‫‪ l‬ذهب الفقهاء إلى جواز الكالم في الطواف إذا كان‬
‫فإنها حالة خاصة م َرضية‪ ،‬ويجوز للمريض ما ال يجوز‬ ‫حلاجة‪ ،‬وبعضهم كرهه لغير حاجة‪ ،‬وقالوا‪ :‬يستحب أن‬ ‫َ‬
‫لغيره‪ ،‬فيجوز لك أن تل َبس ��ي ما يس ��تر الوجه‪ ،‬وحتاولي‬ ‫ي� � َدع احلديث والكالم في الط ��واف إال بذكر الله تعالى‪،‬‬
‫ميس بش ��رة الوجه وذلك قدر إمكانك‪ ،‬وال تلبس ��ي‬ ‫أن ال َ‬ ‫أو قراءة القرآن أو أمر ًا مبعروف‪ ،‬أو نهي ًا عن منكر‪ ،‬أو ما‬
‫النق ��اب ما دام ذلك يؤدي الغ ��رض‪ ،‬ألن النقاب يالصق‬ ‫ال ب � ّ�د منه من ال ��كالم‪ ،‬لقول النب ��ي ‪« :‬الطواف حول‬
‫بش ��رة الوج ��ه‪ ،‬ويجوز ل ��ك أن تدهني وجه ��ك بدهان ال‬ ‫البي ��ت مث ��ل الصالة إال أنك ��م تتكلمون في ��ه‪ ،‬فمن تكلم‬
‫رائح ��ة ل ��ه‪ ،‬فإن ل ��م يوج ��د دواء دهان إال م ��ا فيه رائحة‬ ‫فيه فال يتكلمن إال باخلير» (أخرجه الترمذي ‪.)284/3‬‬
‫فيجوز حينئذ لضرورة أو حاجة العالج‪.‬‬ ‫�اء علي ��ه نرى أن الكالم لغير حاج ��ة مكروه‪ ،‬وإذا كان‬ ‫وبن � ً‬
‫الكالم عبر جهاز نقال فهو ال ريب داخل في الكالم‪ ،‬وهو‬
‫تلبية املرأة‬ ‫محادثة قد يصاحبها تبس ��ط كبير‪ ،‬خاصة أن املخاطب‬
‫‪ .3‬ه ��ل يج ��وز للم ��رأة أن ترف ��ع صوته ��ا بالتلبية‬ ‫عل ��ى الطرف اآلخر ال يستش ��عر املوقف‪ ،‬وال ما فيه من‬
‫بع ��د اإلح ��رام وف ��ي أداء املناس ��ك فتق ��ول‪« :‬لبي ��ك‬ ‫عب ��ادة وازدح ��ام‪ ،‬وال م ��ا يناس ��به م ��ن خش ��وع‪ ،‬وفي هذه‬
‫اللهم لبي ��ك»؟ ومتى يجب على املرأة أن تتوقف عن‬ ‫تقليل من أهمية ومكانة هذه العبادة‪ ،‬فالكراهة‬ ‫ٌ‬ ‫احملادثة‬
‫التلبية؟‬ ‫أش � ّ�د في ال ��كالم في بي ��ت الله وح ��ول الكعب ��ة عبر هذا‬
‫‪ l‬التلبية الواردة عن النبي  هي كما وردت عن ابن‬ ‫اجلهاز‪ .‬وينبغي أن مينع ذلك س ��د ًا لذريعة االس ��تهانة‪،‬‬
‫مس ��عود رض ��ي الله عنه أنه ق ��ال‪« :‬كان م ��ن تلبية النبي‬ ‫وفقدان الشعيرة مكانتها‪ ،‬والتشويش على الطائفني ملا‬
‫‪ :‬لبي ��ك الله ��م لبيك‪ ،‬لبيك ال ش ��ريك ل ��ك لبيك إن‬ ‫يحتاجه من رفع الصوت غالب ًا وس ��ط التهليل والتكبير‬
‫احلمد والنعمة لك» وفي زيادة «وامللك‪ ،‬ال ش ��ريك لك»‪.‬‬ ‫والقراءة والدعاء‪.‬‬
‫وبالنس ��بة لرف ��ع الص ��وت فإنه ُس ��نة بالنس ��بة للرجال‪،‬‬
‫حد الصراخ‬‫فيرف ��ع الرجل صوته بالتلبية لكن ال يصل ّ‬ ‫النقاب في احلج‬
‫وإمنا يكون وس ��ط ًا ال يش ��ق على نفس ��ه وال يؤذي غيره‪.‬‬ ‫‪ .2‬م ��ا حك ��م ارت ��داء النق ��اب أثن ��اء احلج بس ��بب‬
‫وأما املرأة فإنه ال ُيستحب لها أن ترفع صوتها بالتلبية‪،‬‬ ‫احلساسية الشديدة النادرة للشمس‪ ،‬التي قد تصل‬
‫ولكن مطلوب منها أن تلبي و ُتس ��مع نفس ��ها‪ ،‬وإن رفعت‬ ‫إل ��ى إغماء املرأة‪ ،‬وإن كان فيه ش ��يء م ��ن النهي؛ فما‬
‫محرم� � ًا ألن صوت امل ��رأة ليس‬
‫َّ‬ ‫صوته ��ا فمك ��روه ولي ��س‬ ‫حكم وضع دهان احلساسية الثقيل على الوجه؟‬
‫عورة على الصحيح‪ .‬وأما عن وقت التلبية الذي يستوي‬ ‫‪ l‬نه ��ى النب ��ي  أن تنتق ��ب امل ��رأة أو أن تلب ��س‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪48‬‬
‫هل تعرفني؟‬
‫يحررها‬
‫ِّ‬ ‫زاوية حديثية‬
‫الشيخ حسن قاطرجي‬
‫حديث ‪« :148‬أكثر منافقي أمتي قراؤها»‪.‬‬
‫وهو حديث حسن‪ ،‬رواه عن النبي [ ُعقبة بن عامر وعبد‬
‫الله بن عمرو رضي الله عنهم‪.‬‬
‫أم ��ا حدي ��ث عقب ��ة بن عام ��ر فق ��د رواه اإلم ��ام أحمد في‬
‫املعم ��ر جعف ��ر‬
‫املس ��ند (‪17367‬و ‪17410‬و ‪ )17411‬واحلاف ��ظ َّ‬
‫الفريابي في جزئه «صفة املنافق» (‪ 32‬و ‪ 33‬و ‪ 34‬و ‪.)35‬‬ ‫ِ‬
‫وأم ��ا حدي ��ث عبد الل ��ه بن عمرو فق ��د رواه احلاف ��ظ الكبير‬
‫اب ��ن أبي شَ � � ْيبة في «املص َّن ��ف»‪ )35476( ،‬واإلم ��ام أحمد أيض ًا في‬ ‫في ��ه الرجل واملرأة‪ ،‬فإنه يبدأ من وقت اإلحرام إلى أن‬
‫املسند (‪ 6633‬و ‪ 6634‬و ‪6635‬و ‪ )6637‬والفريابي أيض ًا في «صفة‬ ‫يرمي احلاج َج ْمرة العقبة يوم النحر‪ ،‬فيقطع التلبية‬
‫املنافق» (‪ 36‬و ‪ )37‬واإلمام ال َبغَوي في «شرح السنّة» ‪.75:1‬‬ ‫م ��ع أول حص ��اة يرميها‪ ،‬وذلك مل ��ا روى ابن عباس عن‬
‫وقد َح َّسن شيخنا محمد ع ّوامة احلديث عن الصحاب َّيينْ‬ ‫الفض ��ل رض ��ي الله عنهم‪« :‬أن رس ��ول الله  لم يزل‬
‫وينظر «مجم ��ع الزوائد»‬ ‫ف ��ي تعليق ��ه على «املص َّن ��ف» ‪ُ 71 :19‬‬
‫تقصي ط ��رق احلديث فليرجع‬ ‫التوس ��ع في ّ‬‫ُّ‬ ‫‪ .229:6‬وم ��ن أراد‬ ‫يلبي حتى بلغ اجلمرة» (أخرجه مسلم وغيره‪ ،‬تكملة‬
‫إلى ما كتبه الدكتور خلدون األحدب في «زوائد تاريخ بغداد»‬ ‫املنه ��ل الع ��ذب‪ ,)166/1 :‬وروى ابن مس ��عود رضي الله‬
‫‪ 377:1‬وما بعدها‪.‬‬ ‫«رمقت النبي [ فلم ي ��زل يل ّبي حتى رمى‬
‫ُ‬ ‫عن ��ه قال‪:‬‬
‫معنى هذا احلديث اخلطير‬ ‫جمرة العقبة بأول حصاة»‪( ،‬س�ن�ن البيهقي‪.)137/5 :‬‬
‫قال ش ��يخنا ا ُملتقن احملدث الفقيه الواعي ع ّوامة حفظه‬
‫الل ��ه وأمت ��ع بعلم ��ه ف ��ي تعليقات ��ه احلافل ��ة عل ��ى «املصنَّف»‬ ‫وأم ��ا املعتم ��ر فإنه يقط ��ع التلبية إذا اس ��تلم احلجر‬
‫‪« :72-71:19‬ومعنى احلديث أن النفاق س ��يكثر في املنتسبني‬ ‫األس ��ود حلديث ابن عب ��اس رضي الله عن ��ه أن النبي‬
‫إل ��ى العل ��م بالدين والش ��ريعة يتق ّرب ��ون إلى ذوي الس ��لطان‬ ‫ قال‪« :‬يلبي املعتمر حتى يس ��تلم احلجر» (أخرجه‬
‫واجل ��اه مبا يريدون ��ه فيتالعبون بالدين حس ��ب أهوائهم وما‬ ‫أب ��و داود والترم ��ذي والبيهقي‪ ،‬تكمل ��ة املنهل العذب‪:‬‬
‫يري ��دون وم ��ا ُي ��راد منهم! ونس ��أل الل ��ه العافية {ربن ��ا ال ُتزغ‬ ‫‪.)162/1‬‬
‫قلوبن ��ا بع ��د إذ هديتن ��ا وهب لنا م ��ن لدنك رحم ��ة إنك أنت‬
‫الوهاب}»‪.‬‬
‫كل قارئ يقرأ ليكون طالب‬ ‫أقول‪ :‬أال يخ ِّوف هذا احلديث َّ‬ ‫لبس الصندل (النعال)‬
‫عل ��م أو عامل� � ًا؟! وأال يح ��ذِّ ره ه ��ذا احلديث من النف ��اق وإيثار‬ ‫‪ .4‬ه ��ل يج ��وز للمح ��رم لب ��س الصن ��دل ال ��ذي‬
‫احلكّ ام وذوي اجلاه علي مرضاة الله!‬ ‫هوى ُ‬ ‫يغطي الكعب؟‬
‫وم ��اذا يقول أولئك الذي ��ن أف َت ْوا بجواز الصلح مع اليهود‬ ‫اخلف ‪ -‬البوت‬‫‪ l‬يج ��وز لبس النعلني‪ ،‬ويجوز لبس ُ‬
‫احملتل�ي�ن لفلس ��طني يخادع ��ون الناس أنهم جنحوا للس ��لم!‬
‫أال م ��ا أخزاه ��م وم ��ا أخونه ��م وم ��ا أكذبه ��م وما أس ��خفهم!!‬ ‫اخلف الذي يس ��تر‬‫‪ -‬إذا كان غي ��ر س ��اتر للكع ��ب‪ .‬أم ��ا ُ‬
‫وم ��اذا يقول م ��ن ُيفتي بحل الفوائد البنكي ��ة وقد اتفقت كل‬ ‫الكعب فال يجوز لبسه إال إذا لم يجد نعلني يلبسهما‪،‬‬
‫املجام ��ع الفقهي ��ة عل ��ى أنها هي الرب ��ا احمل ��رم؟! وأال يخاف‬ ‫فإذا وجد نعلني فال يجوز االستمرار في ُلبس ُ‬
‫اخلفَّ ني‪.‬‬
‫تهجم على النقاب وزع ��م كاذب ًا أنه عادة‬ ‫ذل ��ك املتج� � ِّرئ الذي َّ‬ ‫وعند جمهور الفقهاء أنّ كلّ ما ستر شيئ ًا من القدمني‬
‫ولي ��س عب ��ادة أال يخ ��اف الله رب العامل�ي�ن؟ وأال يخاف املقام‬ ‫َستْر إحاطة فهو مثل ُ‬
‫ب�ي�ن ي ��دي رب العاملني أؤلئك الذين ُتظه ��ر مواقفهم في أكثر‬
‫اخلف‪ ،‬ال يجوز لبسه إال إذا كان‬
‫من بلد مسلم أنهم يتملّقون السالطني ويتبعون العلمانيني‬ ‫ال يغط ��ي الكعب�ي�ن‪ ،‬وعن ��د ع ��دم وجود النعل�ي�ن‪ .‬وقال‬
‫وأهل الثراء املاجنني ويش ��ايعونهم سياس ��ي ًا مع إفسادهم في‬ ‫ِ‬ ‫احلنفي ��ة‪ :‬كل م ��ا كان غير س ��اتر للكعب�ي�ن اللذين في‬
‫أثر الفُ َضيل اإلمام العابد ش ��يخ اإلسالم‬ ‫األرض؟ ألم يبلغهم ُ‬ ‫ظاهر القدمني ‪ -‬وهما العظمان الناتئان عند مفصل‬
‫رحمه الله (ت ‪187‬هـ)‪ :‬كنا نتعلم اجتناب السلطان كما نتعلم‬ ‫الس ��اق والق ��دم ‪ -‬فيجوز لبس ��ه‪ .‬وعلى ه ��ذا فالصندل‬
‫(ش َعب اإلميان‪.)8970 :‬‬ ‫القرآن؟! ُ‬
‫الله ��م احفظن ��ا م ��ن النف ��اق وث ِّبتن ��ا على اله ��دى‪ ،‬وامأل‬ ‫حرم ُلبسه إال إذا لم‬
‫للم ِ‬
‫الذي يغطي الكعبني ال يجوز ُ‬
‫باحلس ��نى‪ ،‬إنك أكرم‬ ‫قلوبن ��ا ‪ -‬يا ربن ��ا ‪ -‬بالتقوى‪ ،‬واختم لنا ُ‬ ‫يجد نعلني‪ ،‬على رأي جمهور الفقهاء‪l‬‬
‫األكرمني‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫ى‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ج‬
‫جمعية ك‬‫ح‬ ‫ك‬
‫�‬
‫ر‬
‫�‬
‫ا‬
‫�‬
‫ب‬
‫حت‬
‫م‬
‫اال‬ ‫�ئات ف� �ي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ا‬
‫ئ‬
‫ن‬
‫ا‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ا‬
‫احلجاب‪ ،‬كما تبار ش� �ة غ� �زالن وغص اد الإ�س‬
‫� �و‬ ‫كم‬
‫م‬
‫و‬
‫�‬
‫ن‬
‫بارك قس�‬
‫ي‬
‫�ام رض� �وا‬
‫وس�‬ ‫تهانينا‬
‫ه‬ ‫ئ‬ ‫دا‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫إل‬ ‫تعالى أن يزيدهن هى املال لغصون املر ن املرع � ي‬
‫نّ‬
‫ل‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫حجابها‪ ،‬ن‬
‫عي‬ ‫من فضله‪.‬‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ا‬ ‫ب‬ ‫ل‬


‫جمعي بك‬ ‫ج‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ال ارك القس�‬
‫يب‬
‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫اال‬ ‫ة‬ ‫ائي في‬ ‫ب‬ ‫ي مبناس� �‬
‫عاص‬
‫لإ�سالمي‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫حت‬ ‫ها اجلل‬ ‫ئ‬ ‫دا‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫يثبت‬
‫باب الشرعي؛ نسأل لياسمني‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ها على طا‬
‫الل‬
‫ه تعالى أن‬

‫و�س‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ز‬


‫ي‬ ‫ه‬ ‫را‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫تبارك ناه‬
‫مل‬ ‫زوا‬
‫ا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫جهم� �ا؛ ب� �ارك الله ل عبير اللبا‬
‫لرحمن‬ ‫هما وبار‬ ‫ويبارك ال‬
‫عبد شيخ يوسف القا ك عليهما وجم � ع بي صيداني‬
‫ا في خير‪.‬‬
‫نهم‬
‫م‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫دري وزو‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫خل‬ ‫الناصر ا‬
‫ء اخلط‬ ‫ا‬ ‫وعروسه‬ ‫ب‬ ‫يباركان ل‬
‫نور القادري وسام و ِرسام الط ّسي زوا يب حملمد‬
‫جه‬ ‫ية‬
‫عميري مولودتها ما‪ ،‬وكذلك‬
‫دارين‪.‬‬
‫يف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫جمعي�� �املولود‬
‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫حت‬ ‫اال‬ ‫ة‬ ‫ئي في‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬
‫�‬
‫ن‬
‫�‬
‫ل‬
‫س‬
‫ا‬
‫و‬
‫م‬
‫ي‬
‫يب� �ا‬
‫بك� � رك القس� �‬
‫ري‬
‫احل ويوس� �ف‬
‫الإ�س‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫صر‬
‫محي ي لزينة بكداش� �ي ودتهم� �ا ش� �يماء؛ و المي لكفى‬
‫مول‬
‫تب� �ا‬ ‫يا‬
‫جها محمد عرمو رك زكي� �ة‬
‫وزو‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫وبلغ َ لدين‪ ،‬بور‬
‫ش‬ ‫ملوهوب وش‬
‫يا‬ ‫أ ُش ّده‪.‬‬
‫مولودهما‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫مت‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫هب‬
‫و ُرزقتم ِب ّره‬

‫عقد ِجقمعري�ان‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫�‬


‫عب�ل�ا عق� �د ِقرانه ع الب� �ي في‬
‫�‬ ‫ت‬ ‫يب� �ارك املن‬
‫اال‬ ‫ة‬ ‫�‬ ‫�‬
‫عل� �ى عق� �د ِقرانها لى من� �ال هالل‪ ،‬ويه حت� � �اد ا‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫�‬
‫س‬ ‫ل‬
‫إ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫م� �ن هنية كيال لى أحمد محيو؛ ئ كذل� �ك م‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫تبارك إل‬ ‫و‬
‫ن‬ ‫را‬ ‫ني عقد ِق‬ ‫عقد‬
‫ير لكل‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬
‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫و قرا ِنها عل‬
‫ير‪ ،‬وناد‬ ‫الق‪ ،‬و‬ ‫ح ّ‬
‫ز طية ا ُ‬
‫ع‬
‫جلبة مبناس� �بة ع تبارك ماجدة تذك ين حالق‬
‫ر‬ ‫قد‬ ‫فافها عل‬
‫ى محمد دبس� �ي‪ِ .‬قرانهما؛ وتبارك لش جي إلنعام‬ ‫وي‬
‫قيق‬
‫ائلني الله تعالى أن تهما هبة‬
‫س� �‬
‫ة‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ة‬ ‫رزقهم حيا‬
‫يوف‬ ‫مك ّلل‬
‫ق اجلميع‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ة بطاعة ا‬
‫‪l‬‬ ‫وانه‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪50‬‬
‫من هنا وهناك‬
‫ازدهار أزياء املنقبات في مصر‬
‫لم يقصد شيخ األزهر أن ير ِّوج للنقاب مبالحظاته‬
‫الت ��ي أقام ��ت الدني ��ا ول ��م ُتقعدها لكن ه ��ذا ما حدث‬
‫محرك بحث إسالمي يساعد املسلمني‬ ‫بالضب ��ط؛ فق ��د قام ��ت مراس ��لة «صحيف ��ة الهده ��د‬
‫على جتنب املواقع اجلنسية‬ ‫الدولية» بجولة في ش ��ارع «املوسكي» ومحالت «األزهر»‬
‫سيس ��اعد مح ��رك البحث اجلدي ��د «‪ImHalal.‬‬ ‫و«احل َس�ْي�نْ » ووجدت أن جتارة َب ْيع مالبس املنقبات في‬ ‫ُ‬
‫‪ »com‬املس ��لمني ف ��ي جتن ��ب العث ��ور عل ��ى املواق ��ع‬ ‫ازدهار سريع‪.‬‬
‫اإللكتروني ��ة الت ��ي تخال ��ف محتوياته ��ا الش ��ريعة‬ ‫ورغ ��م أن ظاه ��رة النقاب ش ��هدت جد ًال موس ��ع ًا‬
‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫وتوتر ًا في األوس ��اط املصرية مؤخر ًا إال أن لسان حال‬
‫مؤس ��س مح ��رك البح ��ث اجلدي ��د رض ��ا‬ ‫وق ��ال ِّ‬ ‫التج ��ار يق ��ول‪« :‬مصائب ق ��وم عند ق ��وم فوائد»‪ ،‬حيث‬
‫س ��ارديها‪« :‬إننا س ��نمنع قب ��ل كل ش ��يء الدخول إلى‬ ‫وخصصت احملالت‬ ‫ّ‬ ‫ازده ��رت صناعة مالبس املنقب ��ات‪.‬‬
‫املواق ��ع ذات احملت ��وى اجلنس ��ي»‪ ،‬مش � ِّ�دد ًا عل ��ى «أنن ��ا‬ ‫�زء م ��ن واجهاته ��ا إن لم تك ��ن كلها ملالب ��س النقاب‬ ‫ج� ً‬
‫نس ��تنصح حالي� � ًا األئمة لتحديد م ��ا ميكن كذلك أن‬ ‫بكل مش ��تمالتها بداية من العباءة ووصو ًال إلى غطاء‬
‫يعتبر حرام ًا في اإلنترنت»‪.‬‬ ‫الوج ��ه والعين�ي�ن والي ��د‪ ،‬وتن ّوع ��ت أش ��كال العب ��اءات‬
‫وأشار س ��ارديها إلى أنّ فكرة إنشاء املوقع خطرت‬ ‫جلذب النس ��اء والفتيات‪ ،‬هذا م ��ا أكدت عليه عدد من‬
‫له بعدما اشتكى أصدقاؤه من أنهم يعثرون دائم ًا على‬ ‫بائعات احملالّ التجارية مبنطقة وس ��ط البلد وخاصة‬
‫املواق ��ع اجلنس ��ية لدى عمله ��م مع مح ��ركات البحث‬ ‫في ش ��ارع «العزيز بالله» مبنطقة «الزيتون»؛ مش ��يرات‬
‫املشهورة‪ ،‬مثل غوغل وياهو‪.‬‬ ‫إل ��ى أنّ أصح ��اب احمل�ل ّ�ات انتبهوا إل ��ى النمطية التي‬
‫وأع ��رب س ��ارديها ع ��ن أمل ��ه ب ��أن يصب ��ح موق ��ع‬ ‫تتس ��م بها ألوان العباءات اخلاصة باملنقبات من اللون‬
‫«‪ »ImHalal.com‬بعدم ��ا يت ��م نش ��ر آي ��ات الق ��رآن‬ ‫األس ��ود أو الكحلي أو البني‪ ،...‬واألخت املنتقبة ‪ -‬كما‬
‫الك ��رمي وج ��دول الصل ��وات ل ��كل ي ��وم في ��ه‪ ،‬يصب ��ح‬ ‫قل ��ن ‪ -‬ال ترت ��دي ألوان� � ًا زاهي ��ة ألنه ��ا قد تك ��ون الفتة‬
‫«الصفحة الرئيسة جلميع العائالت املسلمة»‪l‬‬ ‫لألنظ ��ار األم ��ر الذي دفع ُم�ل ّ�اك مصان ��ع املالبس أن‬
‫املصدر‪ :‬وكاالت‬ ‫ُيحدث ��وا تنوع ًا يتمثل في ش ��كل النقاب ونوع القماش‬
‫يغطي الوجه‪l‬‬ ‫الذي ّ‬
‫شبكة الهدهد اإللكترونية‬

‫يحذر شباب أمريكا من مخاطر الـ«فيس بوك»‬ ‫ِّ‬ ‫أوباما‬


‫ح ��ذّ ر الرئي ��س األمريكي باراك أوباما‪ ،‬الش ��باب األمريكي من مخاطر عرض الكثير من معلوماتهم الش ��خصية‬
‫عل ��ى مواق ��ع الش ��بكات االجتماعي ��ة مثل‪« :‬في ��س بوك»‪ ،‬قائ ًال إن ��ه ميكن أن يعود ذل ��ك عليهم بالض ��رر في حياتهم‬
‫الالحق ��ة حينم ��ا يب ��دؤون ف ��ي البحث عن عمل‪ .‬وتأتي نصائح أوباما‪ ،‬بعد أن كش ��فت دراس ��ات حديث ��ة عن أن أرباب‬
‫العمل يلجؤون بشكل متزايد إلى املواقع االجتماعية إلجراء حتريات عن طالبي العمل‪l‬‬
‫شبكة اإلعالم العربية (محيط)‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫أنشطة‬

‫من ن�شاطات املنتدى الطالبي ‪ -‬ق�سم الطالبات‬

‫‪ -1‬نظ � ��م املنتدى الطالبي قس ��م الطالب ��ات ثاني أيام‬


‫عيد الفط ��ر املبارك ‪ 2‬ش ��وال‪1430/‬هـ= ‪/21‬أيل ��ول ‪2009‬م‪،‬‬
‫إلى مغارة جعيتا‪.‬‬
‫وتع ّرف ��ت األخ ��وات إل ��ى تاري ��خ ه ��ذه املغ ��ارة والدروس‬
‫املس ��تفادة م ��ن عجي ��ب صن ��ع الل ��ه ع� � ّز وجل كما اش ��تمل‬
‫برنام ��ج الرحل ��ة على‪ :‬ص�ل�اة العصر واملغرب ف ��ي جماعة‬
‫وعلى تناول طعام الغداء‪.‬‬
‫‪ -2‬ل ّبت طالبات م ��ن مختلف اجلامعات دعوة املنتدى‬
‫الطالب ��ي ‪ -‬قس ��م الطالبات في جمعية االحت � ��اد الإ�سالمي إلى‬
‫الست من شوال‪:‬‬ ‫ثالث إفطارات مبناسبة صيام أحد أيام ّ‬
‫أ‪ .‬ف ��ي بي ��روت‪ :‬في مطعم بس ��اط الريح‪ ،‬بتاريخ ‪ 26‬ش ��وال‬
‫‪1430‬ه� �ـ = ‪ 15‬تش ��رين األول ‪2009‬م‪ :‬تخل ��ل اإلفط ��ار كلمة من‬
‫وح ��ي املناس ��بة لألخت روعة النابلس ��ي باإلضاف ��ة إلى توزيع‬
‫جوائز التمبوال‪.‬‬
‫ب‪ .‬في طرابلس‪ :‬في مطعم الشاطر حسن‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬شوال‬
‫‪1430‬هـ = ‪ 17‬تشرين األول ‪2009‬م‪ .‬اشتمل البرنامج على كلمة‬
‫للداعية زينة حربا‪ ،‬باإلضافة إلى جلس ��ات حوار‪ ،‬األولى مع‬
‫الطالب ��ة س ��ارة بركات حيث مت عرض أف ��كار لدعوة الطالبات‬
‫في اجلامع ��ات‪ ،‬والثانية مع الطالبة راني ��ا عبد املعطي حول‬
‫دور الطالب ��ة ف ��ي جامعتها‪ .‬ثم أدت الطالبات صالة املغرب في‬
‫جماعة‪ ،‬وتناولن طعام اإلفطار‪.‬‬
‫ج‪ .‬أما في صيدا‪ :‬فقد دعيت ثلّة من الطالبات اجتمعن‬
‫نظمه املنتدى الطالبي‪ -‬قسم الطالبات‬ ‫في لقاء صباحي ّ‬
‫ف ��ي مرك ��ز الرحمة – صيدا بتاري ��خ ‪ 7‬ذي القعدة‪1430/‬هـ‪،‬‬
‫واشتمل البرنامج على‪ :‬تالوة آيات من الذكر احلكيم تلتها‬
‫قدمت عريفة اللقاء زينب َعزَ ب لكلمة‬ ‫ع�ل�ا عبال‪ ،‬بعدها ّ‬
‫األخ ��ت إلفان ��ا بش ��ير التي كان ��ت بعن ��وان‪« :‬واجبن ��ا تجُ اه‬
‫األقصى» توقفت فيها عند أهمية املس ��جد األقصى ودورنا‬
‫جتاه ��ه‪ ،‬عقبه ��ا اس ��كيتش متثيل ��ي مؤثّ ��ر تن ��اول موضوع‬
‫الفداء واالستش ��هاد‪ .‬بعده ��ا ألقت أحالم احلنفي قصيدة‬
‫بعنوان‪« :‬بركان الغضب»‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪52‬‬
‫أنشطة‬

‫العَودة والقره داغي واملن�شد �أبو راتب يف بريوت‬


‫استقبل اإلخوة في اجلماعة اإلسالمية في بيروت بعد عيد‬
‫الفطر بأيام في مركز الدعوة اإلسالمية في عائشة بكار‪ :‬الدكتور‬
‫س ��لمان العودة املش ��رف على موقع (اإلسالم اليوم)‪ ،‬والدكتور علي‬
‫الق ��رة داغ ��ي (عض ��و مجم ��ع الفقه اإلس�ل�امي الدولي)‪ ،‬واملنش ��د‬
‫الس ��وري أبا راتب بحضور عدد من قيادات العمل اإلس�ل�امي‪ .‬وقد‬
‫حض ��ر ع ��ن جمعية االحتاد الإ�سالمي رئيس ��ها الش ��يخ حس ��ن قاطرجي‬
‫وعضو الهيئة اإلدارية للجمعية الطبيب د‪ .‬سامر منيمنة‪.‬‬

‫�إفطار �شوال – للطالب‬


‫أق ��ام املنت ��دى الطالب ��ي – بالتع ��اون م ��ع الن ��دوة العاملي ��ة للش ��باب‬
‫اإلس�ل�امي إفط ��ار ًا ف ��ي طرابلس غ ��روب االثن�ي�ن ‪ 16‬ش� � ّوال‪ 1430/‬هـ = ‪5‬‬
‫تش ��رين األول‪2009/‬م‪ .‬ش ��ارك فيه ‪ 158‬طالب‪ ،‬متّ ت دعوتهم لإلفطار بعد‬
‫الصيام‪ ،‬في مطعم األصالة‪.‬‬
‫بعد صالة املغرب في جماعة وتناول طعام اإلفطار‪ ،‬استمع احلاضرون‬
‫ثم لقصيدة‬ ‫لت�ل�اوة من القرآن الكرمي بص ��وت األخ احلافظ بالل العلي‪ّ ،‬‬
‫ش ��عرية مؤثّرة لألخ الش ��اعر عامر املانع‪ ،‬ثم بعد ذلك مت تكرمي عدد من‬
‫الط�ل�اب الناجح�ي�ن في الثانوية العام ��ة وكلمة توجيهية للش ��يخ فراس‬
‫ٌ‬
‫عرض‬ ‫ثم ُق ِّدم‬
‫بلّوط بعنوان‪« :‬دور الش ��باب في نُصرة املس ��جد األقص ��ى» ّ‬
‫قدم لكل ِف ْقرات اللقاء‬
‫نظمها املنتدى الطالبي في رمضان هذا العام‪ ،‬هذا وقد ّ‬ ‫مص ّور عن يوميات رحلة العمرة التي ّ‬
‫األخ احلافظ محمد طالب‪.‬‬

‫�إنفلونزا اخلنزير بني العلم والتجارة والدجل‬


‫‪ .2‬مؤامرة التهويل اإلعالمي وحقيقة الوباء الدوري‬ ‫أق ��ام املنت ��دى للتعري ��ف‬
‫سنوي ًا وأنه كله ِخنزيري؟!‬ ‫باإلسالم محاضرة للدكتور‬
‫‪ .3‬مدى اخلطورة الفعلية التي تش ��كّ لها اإلصابة به‬ ‫راميديابي بعنوان‪« :‬إنفلونزا‬
‫فض ًال عن انتشاره عاملي ًا‪ ،‬واجتاه الوباء املستقبلي‪.‬‬ ‫اخلنزير بني العلم والتجارة‬
‫‪ .4‬دلي ��ل الوقاي ��ة اإلس�ل�امي ‪ -‬عالج ��ات الوب ��اء‬ ‫والدجل» وذلك يوم الثالثاء‬
‫الطبيعية‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 13‬تش ��رين األول‪2009/‬‬
‫‪ .5‬ه ��ل احل ��ج موس ��م خطير صحي� � ًا أم أن ��ه مختبر‬ ‫ف ��ي قاع ��ة املنت ��دى‪ .‬حض ��ر‬
‫د‪ .‬ديابي‬
‫تطوير املناعة البشرية للعالم؟‬ ‫اللق ��اء حش ��د م ��ن ط�ل�اب‬
‫‪  .6‬توصيات ختامية‪.‬‬ ‫واملهتمني وأصحاب االختصاص‪ .‬ومما‬ ‫ّ‬ ‫العلم والش ��باب‬
‫ث ��م ختمت احملاض ��رة باإلجابة عن عدد من أس ��ئلة‬ ‫وضحه الدكتور الديابي في محاضرته‪:‬‬ ‫ّ‬
‫احلضور‪.‬‬ ‫‪ .1‬تاريخ مبسط للبحث احلالي عن الوباء‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫واحة القارئات‬
‫ثقافة إعالمية‬
‫موقع قصة اإلسالم‬
‫موقع إس�ل�امي ش ��امل باللغت�ي�ن العربي ��ة واإلجنليزية تت ��م ترجمته‬
‫إلى اللغات األخرى (الفرنس ��ية‪ ،‬اإليطالية‪ ،‬األسبانية‪ ،‬الصينية‪ ،‬األملانية‪،‬‬
‫اليابانية‪ ،)..‬يش ��رف على موقع «قصة اإلس�ل�ام» املؤرخ اإلسالمي د‪ .‬راغب‬
‫السرجاني‪.‬‬
‫يشمل‪ :‬مقاالت ودراسات وبحوث ًا وكتب ًا وأخبار ًا وحتليالت وصوتيات‬
‫ومرئيات وفالشات وخرائط متحركة وصور ًا ومعلومات تاريخية؛ تستوفي‬
‫املطهرة حتى العصر‬ ‫ّ‬ ‫بدء من السيرة النبوية‬
‫العصور اإلسالمية املختلفة‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫احلديث‪ ،‬كما يعرض معلومات وصورا عن دول العالم اإلسالمي املعاصرة‪،‬‬
‫وتراج ��م للش ��خصيات التاريخية القدمية واحلديثة‪ ،‬ويح ��وي أيض ًا أبواب ًا‬
‫تفاعلية‪ :‬اس ��تبيانات‪ ،‬استش ��ارات‪ ،‬منتديات‪ ،‬مسابقات‪ ،‬أسئلة‪ ،‬تعليقات‪ ،‬وتتبلور رسالة املوقع في شعار‪« :‬مع ًا نبني‬
‫خير أمة»‪ ،‬وهو ش ��عار املش ��روع الفكري احلضاري للمش ��رف‪ ،‬وينطلق من دراس ��ة التاريخ اإلس�ل�امي دراسة دقيقة‬
‫مستوعبة‪.‬‬

‫األرقام تتحدث‪:‬‬

‫البحث عن املواقع اإلباحية على اإلنترنت!!‬


‫بلغ عدد مرات البحث عن املواقع اإلباحية في اإلنترنت مبحركات البحث‪:‬‬
‫‪ 68‬مليون طلب يومي ًا‪ ،‬وعدد الرس ��ائل اإللكترونية اإلباحية‪ 2,5 :‬مليار رس ��الة‬
‫يومي ًا!!!‬
‫‪ l‬وهذا إن دل على شيء‪ ،‬فإمنا يدل علىاخلواء الروحي الذي تتخبط فيه‬
‫البشرية‪ ،‬وهو ثمرة سنوات من اجلهود املبذولة لالنحراف بفطرة اإلنسان عن‬
‫مقومات إنسانية بأبعادها املادية والروحية‪.‬‬

‫روائع األخبار‪:‬‬

‫الكتاب أفضل هدية‬


‫أردت اخلروج إلى محمد بن عبد امللك الزيات ففكرت في ش ��يء أهديه‬ ‫ق ��ال اجلاح ��ظ‪ُ :‬‬
‫له فلم أجد ش ��يئ ًا أش ��رف من «كتاب س ��يبويه» فقلت له‪ :‬أردت أن أهدي لك ش ��يئ ًا ففكرت فإذا‬
‫إلي شيئ ًا أحب ّ‬
‫إلي منه‪.‬‬ ‫كل شيء عندك فلم أ َر أشرف من هذا الكتاب‪ ،‬فقال‪ :‬والله ما أهديت ّ‬
‫وكان يق ��ال بالبص ��رة ق ��رأ فالن «الكتاب» فيعلم أنه كتاب س ��يبويه‪ ،‬وق ��رىء نصف الكتاب‪ ،‬فال‬
‫يشك أنه كتاب سيبويه‪ .‬وكان أبو العباس املبرد إذا أراد مريد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول‬
‫له‪ :‬ركبت البحر‪ ،‬تعظيم ًا لكتاب سيبويه واستصعاب ًا ملا فيه!!‬
‫من كتاب‪ :‬مواقف مشرفة في حياة السلف‬
‫تأليف‪ :‬موسى محمد األسود‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪54‬‬
‫قالوا عن اللغة العربية‬

‫ق ��ال اب ��ن ق ّي ��م اجلوز ّية رحم ��ه الله‪« :‬وإنمّ ��ا يعرف‬
‫فض ��ل الق ��رآن َم ْن ع ��رف كالم العرب‪ ،‬فع ��رف علم اللغة‬
‫وعل ��م العربي ��ة‪ ،‬وعل ��م البي ��ان‪ ،‬ونظ ��ر في أش ��عار العرب‬
‫وخطبها ومقاالتها في مواطن افتخارها‪ ،‬ورسائلها‪.»...‬‬ ‫ُ‬
‫«م ��ن كت ��اب الفوائ ��د‪ :‬املش ��وق إل ��ى عل ��وم الق ��رآن وعلم‬
‫البيان‪ ،‬ص ‪ .»7‬كتاب في علوم القرآن يهدف لبيان علوم‬
‫القرآن وتوضيحها وش ��رحها حيث َذ َك َر املؤلف فيه أنواع‬
‫اخلط ��اب والتخصيص والتعمي ��م وغيرها مما يحتاجه‬
‫الطالب وال يستغني عنه العالم‪.‬‬

‫�ألعاب‬
‫أوجد الطريق‬
‫وقطري ًا لتصلي إلى أس ��فل اليمني (الورقة)‬
‫انتقل ��ي من املربع أعلى اليس ��ار (املقص)‪ ...‬انتقل ��ي أفقي ًا وعمودي ًا ُ‬
‫مراعية القاعدة (مقص ‪ -‬ورقة ‪ -‬حجر)‪ .‬ولكن عليك أن تختاري أقصر طريق‪.‬‬ ‫ً‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫على أمل اللقاء‬
‫ذات النقاب‬
‫نظم‪ :‬أحالم احلنفي‬

‫ومفْ خرت ��ي ونُصرة ديني‬ ‫ِعزِّي َ‬ ‫بكم‪:‬‬ ‫النقاب تجُ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫إن تس ��ألوا ذات‬ ‫ْ‬
‫عن غايتي في األرض لن ُيثنيني‬ ‫فحجاب ��ي فخ � ٌ�ر للفت � ِ�اة وإن ��ه‬
‫�هامه يؤذين ��ي‬ ‫ع ��ن فاس � ٍ�د بس � ِ‬ ‫�اتر ملفات � ٍ�ن‬ ‫حس ��بي ب ��ه م ��ن س � ٍ‬
‫س ��أجيبكم‪ :‬حر َّيت ��ي ُترضيني‬ ‫�دت إرادتي!‬ ‫إن تزعم ��وا أني فق � ُ‬
‫كال ولي ��س س ��فو ُركم ُيغرين ��ي‬ ‫ً‬
‫جهالة‬ ‫أنتقب اخلما َر‬ ‫ُ‬ ‫أنا لس � ُ�ت‬
‫�فاهة ُي ْر ِديني؟‬‫�ارق بس � ٍ‬ ‫ع ��ن س � ٍ‬ ‫جواهر‬
‫ٌ‬ ‫ًأ ِمنَ اجلهال � ِ�ة أن ُتصا َن‬
‫َّأم ��ا أن ��ا ففضيلت ��ي حتميني‬ ‫العري ونش � ِ�ر ِه‬ ‫ِّ‬ ‫إنَّ اجلهال� � َة ف ��ي‬
‫وجتـــــ � ُّ�رؤٌ عمـــــا ُأ ِقــــ� � َر بدينـــي‬ ‫قد ُك ْم ونُفو ُر ُك ْم‬ ‫ومن اجلهالة ِح ُ‬
‫ع ��ذر ًا ف ��إنَّ س ��فوركم يؤذين ��ي‬ ‫ببدعة‬‫ٍ‬ ‫إن تران ��ي ق ��د أتي � ُ�ت‬ ‫أن ��ا ْ‬
‫�اتر ُيؤْويني؟‬ ‫�يء س � ٌ‬ ‫م ��اذا ُيخ ِّب � ُ‬ ‫الرجال تساءلوا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أنصاف‬ ‫إن كان‬‫ْ‬
‫األحزاب ما ُيرضيني‬ ‫ِ‬ ‫سورة‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫الرجالتقهقروا‬ ‫ِ‬ ‫سأقول‪ :‬أَن َ‬
‫ْصاف‬ ‫ُ‬
‫فإلي ��ك عن ��ي إنّ ذا يكفين ��ي‬ ‫وهدي � ِ�ه‬ ‫أنع ��م مبرض ��اة اإلل ��ه َ‬ ‫ِ‬
‫�وار التُّ قى تحُ ييني‬ ‫حس ��بي بأن � ِ‬ ‫إن ترى وجهي س ��واد ًا حالكاً‬ ‫أنا ْ‬
‫الرصني ُيريني‬
‫ِ‬ ‫بالفكر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والعقل‬ ‫صادق‬ ‫ٌ‬ ‫في القل � ِ�ب إميانٌ وح � ٌّ�ب‬
‫محمد َيهديني‬ ‫ٌ‬ ‫فيها احلبي � ُ�ب‬ ‫�بة ع ّزت ��ي‬ ‫وألم � ِ�ة اإلس�ل�ام ِنس � ُ‬ ‫ّ‬
‫طريق يقيني‬ ‫ِ‬ ‫مشكا ُة َه ْد ِي في‬ ‫ونس ��اؤه خي � ُ�ر النس ��اءِ أوائ � ٌ�ل‬
‫ألم � ِ�ة التمك�ي ِ�ن‬ ‫�وق َّ‬ ‫دوم� � ًا أت � ُ‬ ‫�احات العال‬ ‫فلتس ��ألوا عني بس � ِ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪56‬‬

You might also like