Professional Documents
Culture Documents
رسائل دعوية
فضل حسن الخلق معا على طريق الجنة
الصفحة الرئيسية
مواقع اسلمية
الحمد ل المتفضل بالجود والحسان ,المنعم على عباده بنعم ل يحصيها العد والحسبان ,الكريم المنان الذي
نحمده تعالى ونشكره ونصلي على نبيه محمد صلى ال عليه وسلم ,سيد المرسلين وإمام المتقين ,وعلى آله
وصحبه أجمعين.
فإن مكارم الخلق صفة من صفات النبياء والصديقين والصالحين ،بها ُتنال الدرجات ،وُترفع المقامات.
ظيٍم((
عِ
ق َ
خُل ٍ
ك َلَعلى ُ
تعالىَ)):وِإّن َ
وإن لحسن الخلق في السلم مكانة عالية ,وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي
والتمسك به:
فلقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم)):أكمل المؤمنين إيماًنا أحسنهم خلًقا(( سنن الترمذي
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم)):إن الناس لم يعطوا شيئًا خيرًا من خلق حسن(( صحيح الجامع
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم)):عليك بحسن الخلق وطول الصمت ،فوالذي نفسي بيده ما تجمل
* به تنال درجة العابدين فقد قال صلى ال عليه وسلم (( :إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل ،
* إن أثقل ما يوضع في ميزانك عن النبي صلى ال عليه وسلم قال((:ما من شيء يوضع في الميزان أثقل
الترغيب
* حسن الخلق طريقا من طرق دخول الجنة بل بلوغ الدرجات العلى فيها ،وقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم((:أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))رياض الصالحين
أحبتي فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والعتناء به ,وهذه دعوة بأن نحتسب أجر التحلي
ل عليه وسلم فهي أعظم نموذج ُيحتذى به في الخلق مع نفسه ،ومع زوجاته ،ومع
مقتدين بسيرته صلى ا ّ
وسنتحدث من خلل هذه السلسلة التي نلقاكم بها خلل يومين في السبوع,,لنحيي عن عدد من الخلق
خلق المــانة
فهي فريضة عظيمة حملها النسان ،بينما رفضت السماوات والرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها،
يقول ال تعالى} :إنا عرضنا المانة على السموات والرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها
ل{
النسان إنه كان ظلوًما جهو ً
مـا هي المانـة؟
مــكانــة المــانـة:
-1لقد أثنى ال على عباده المؤمنين بحفظهم للمانة ،فقال تعالى} :والذين هم لمانتهم وعهدهم راعون{
-2المانة خلق الرسول صلى ال عليه وسلم فقد كان يلقب قبل البعثة بالصادق المين.
-3المانة علمة من علمات اليمان ،والخيانة إحدى علمات النفاق ،يقول النبي صلى ال عليه وسلم((آية
ن خان ))البخاري
المنافق ثلث :إذا حّدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا اْئُتِم َ
-4إنها من أغلى ما يرزقه ال للعبد ،ول يحزن بعده على أي عرض من الدنيا ،كما جاء في
الحديث ((أربع إذا كن فيك فل عليك ما فاتك من الدنيا :صدق الحديث ،وحفظ المانة ،وحسن الخلق ،
أنــواع المـــانــــة:
* المانة في العبادة:
فمن المانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف ،فيؤدي فروض التي افترضها ال عليه على أتم وجه قاصدًا بها وجه
ال تعالى.
وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والعضاء كلها أمانات ،يجب عليه أن يحافظ عليها ،ول يستعملها فيما
يغضب ال.
* المانة في الودائع:
ومن المانة حفظ الودائع وأداؤها لصحابها عندما يطلبونها كما هي ,قال تعالى}إن ال يأمركم أن تؤدوا
* المانة في العمل:
ومن المانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه ،فالعامل والطالب ورب السرة....إلخ الكل مطالب بأن
ومن المانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة ،فيعرف قدر الكلمة وأهميتها.
ثمـــــرات المــــانة:
-3السعي لحسن الذكر في الدنيا ,وعظيم الجر في الخرة بفضل ال ثم بالتحلي بالخلق الحميدة ومنها
المانة.
خلقًا عظيمًا من أخلق السلم ,ولنجاهد أنفسنا عليه لننال عظيم الجر من ال جل وعز
فهيا معًا لنحيي ُ
هذا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين...
خلق اليثار
أما إن كنت ممن يعطون الخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك فقد وصلت إلى
مرتبة اليثار..
معنـى اليثـار:
اليثار هو أن يقدم النسان حاجة غيره من الناس على حاجته ،برغم احتياجه لما يبذله ،فقد يجوع ليشبع
تقول أمنا عائشة رضي ال عنها :ما شبع رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا،
مكـانـة اليثــار:
-1أثنى ال على أهل اليثار ،وجعلهم من المفلحين ،فقال تعالى} :ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون{
-2لو لم يكن من فضائله إل أنه دليل كمال اليمان وحسن السلم ورفعة الخلق لكفى.
ح.
شّ -4هو طريق لجلب البركة ووقاية من ال ّ
درجـات اليثـار:
لقد قسم بعض العلماء اليثار إلى مراتب ودرجات ،فقد قال المام ابن القيم رحمه ال تعالى:
الولـى:
خُرُم عليك ِديًنا ،ول يقطع عليك طريًقا ،يعني أن ُتقدمهم على نفسك في
ق على نفسك فيما ل ي ْ
أن ُتْؤِثَر الخل َ
مصالحهم.
ب يعود عليك بصلح قلبك ووقتك وحالك مع ال فل تؤِثر به أحًدا ،فإن آثرت به فإنما ُتْؤِثر
ل سب ٍ
أما ك ّ
الثانيـة:
إيثاُر رضا ال على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن.
وإيثار رضا ال عز وجل على غيره ،هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته ،ولو أغضب الخْلق ،وهي درجة
النبياء ،وأعلها ِللرسل عليهم صلوات ال وسلمه .وأعلها لولي العزم منهم ،وأعلها لنبينا صلى ال
عليه وسلم.
ثمـرات اليثـار:
-3بتحقيق اليثار يتحقق الكمال اليماني في النفس ,قال صلى ال عليه وسلم (( ل يؤمن أحدكم حتى يحب
-4اليثار يقودك إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ،كالحسد والحقد ،والبغض للخرين ،والنانية و
دوافع اليثــار:
-1الرغبة في مكارم الخلق ،والتنزه عن سيئها ،إذ بحسب رغبة النسان في مكارم الخلق يكون إيثاره.
-3توطين النفس على تحمل الشدائد والصعاب ،فإن ذلك مما يعين على اليثار.
نسأل ال العلي القدير بمنه وفضله أن يهدينا لحسن الخلق والقوال والعمال فإنه ل يهدي لحسنها إل هو
خلق الحلم
ل وبركاُته ....
السلُم عليكُم ورحمُة ا ِ
هناك ارتباطًا مؤكدًا بين ثقة المرء بنفسه وبين أناته مع الخرين وتجاوزه عن خطئهم ،فالرجل العظيم حقًا
هو من اتسع صدره وامتد حلمه وعذر الناس من أنفسهم والتمس المبررات لغلطهم.
الحلم هو ضبط النفس ،وكظم الغيظ ،والبعد عن الغضب ،ومقابلة السيئة بالحسنة.
وهو ل يعني أن يرضي النسان بالذل أو يقبل الهوان ،وإنما هو الترفع عن شتم الناس ،وتنزيه النفس عن
سبهم وعيبهم.
مـــكانـــة الحلـــــم:
* الحلم صفة من صفات ال -تعالى -فال -سبحانه -هو الحليم ،يرى معصية العاصين ومخالفتهم لوامره
* الحلم خلق من أخلق النبياء ،قال تعالى عن إبراهيم }إن إبراهيم لواه حليم{
وكان الرسول صلى ال عليه وسلم أحلم الناس ،فل يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء.
* الحلم صفة يحبها ال -عز وجل ،-قال صلى ال عليه وسلم لحد الصحابة ((إن فيك خصلتين يحبهما ال:
ثمـــرات الحلــــم:
أن ُيْنِفَذْه ،دعاه ال -عز وجل -على رءوس الخلئق يوم القيامة ،يخيره من الحور العين ما شاء ))صحيح
الترغيب
-2الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه ،وتحكمه في انفعالته ،فقد قال النبي صلى ال عليه وسلم ((ليس الشديد
-3الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء ،قال تعالى }ادفع بالتي هي
-4الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم ،فقد قيل :أول ما ُيعّوض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
وعلى الرغم من أن الحلم كله خير ,ويأتي بالخير ,وأن الشر في الغضب ,إل أنه أحيانًا يحمد الغضب بل
يجب...فالغــــضب نوعــــان:
-1الغضب المحمود:
هو الذي يحدث بسبب انتهاك حرمة من حرمات ال ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم -وهو القدوة
-2الغضب المذموم:
وهو الذي يكون لغير ال ،أو يكون سببه شيًئا هيًنا ,وقد ينتهي أمره إلى ما ل يحمد عقباه.
نسأل ال أن يجعلنا ممن حسنت أخلقهم ,وتهذبت نفوسهم...نفعنا ال بما نقول ونكتب...وإلى لقاء آخر قريب
بإذن ال
خلق الحياء
خلًقا،
حديثنا اليوم عن رأس مكارم الخلق ،وزينة اليمان ،وشعار السلم كما في الحديث" :إن لكل دين ُ
حقيــقــة الحيــاء:
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح ،فهو من صفات النفس المحمودة.
مكانة الحيـــاء:
* الحياء صفة من صفات ال -عز وجل:-
حيي
سّتيٌر ،يحب الحياء والستر .قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((إن ال َ
حِيي ِ
فمن صفات ال تعالى أنه َ
كان النبي أشد الناس حياًء ،فقد كان أشد حياًء من العذراء في خدرها.
*الحياء خلق السلم .قال صلى ال عليه وسلم (( إن لكل دين خلقًا وخلق السلم الحياء ))صحيح ابن ماجه
* إن الحياء من اليمان بل إن الحياء واليمان قرناء وأصدقاء ل يفترقان ،قال صلى ال عليه وسلم ((الحياء
واليمان ُقَرَناء جميًعا ،فإذا ُرِفَع أحدهما ُرِفَع الخر ))صحيح الترغيب
ليس من الحيــاء:
وخلق الحياء ل يمنع المسلم من أن يقول الحق ،أو يطلب العلم ،أو يأمر بمعروف ،أو ينهي عن منكر.
فهذه المواضع ل يكون فيها حياء ،وإنما على المسلم أن يفعل كل ذلك بأدب وحكمة،ول يستحي من السؤال
عما ل يعرف ،وكان الصحابة يسألون عن أدق المور ،فيجيبهم النبي عنها دون خجل أو حياء.
أنـــواع الحيــــاء:
-1الحياء من ال:
المسلم يتأدب مع ال -سبحانه -ويستحيي منه؛ ويكون ذلك كما أخبر عنها نبينا محمد صلى ال عليه وسلم كما
في الحديث):استحيوا من ال حق الحياء( ،فقال الصحابة :يا رسول ال ،إنا نستحي والحمد ل ،قال) :ليس
واْلِبَلى ،ومن أراد الخرة ترك زينة الحياة الدنيا ،فمن فعل ذلك فقد استحيا من ال حق الحياء( صحيح
الترمذي
والمسلم يستحي من النبي ،فيلتزم بسنته ،ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة.
-3الحياء من الملئكة:
-4الحياء من الناس:
-5الستحياء من النفس:
حسن السريرة.
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات و ُ
ثمــرات الحيـــاء:
-2الحياء ل يأتي إل بخير ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((الحياء ل يأتي إل بخير ))رواه مسلم
-3الحياء يقود إلى الجنة كما في الحديث ((الحياء من اليمان واليمان في الجنة ))سنن الترمذي
-2استحضار عظمة ال ,وتذكر النار ,وأن من موجبات دخولها الفحش وعدم الحياء.
خلق الستر
والحمدل رب العالمين...وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
وكم هي الجراح التي أدمت القلوب لن البعض لم يحفظوا أسراًرا ائتمنوا عليها!،
ستر عنهم!.
وكم هي المآسي التي امتلت بها حياة الناس نتيجة كشف ال ّ
خلق عظيم حث عليه ديننا الحنيف وهو مدار حديثنا لهذا اليوم..
السترُ ....
معنـى الســتـــر:
مكــانـة الســتــر:
سّتير يحب الستر ،ويستر عباده في الدنيا والخرة .قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((يدنو أحدكم من
فال ِ
ت كذا وكذا؟ فيقول :نعم .ويقول :عملت كذا وكذا؟ فيقول :نعم.
ربه ،حتى يضع كنفه عليه فيقول :أعمل َ
إن الستر صفة في النسان يحبها ال عز وجل وهي صفة يتحلى بها النبياء والمرسلون ومن تابعهم بإحسان
فعن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((إن موسى كان رجل حييا ستيرا ل
* جعل ال جزاء الستر في الدنيا سترًا أعظم منه في الخرة ,فإن ال تعالى يستره في موقف هو أشد ما يكون
احتياجا إلى الستر والعفو حين تجتمع الخلئق للعرض والحساب ،ففي الحديث ((ومن ستر مسلما ستره ال
أنــواع الستـــر:
المسلم يستر عورته ،ول يكشفها لحد ل يحل له أن يراها ,قال النبي صلى ال عليه وسلم ((ل ينظر الرجل
إلى عورة الرجل ،ول المرأة إلى عورة المرأة ))رواه مسلم
وقد قال صلى ال عليه وسلم ((إن ال -عز وجل -حيي ستير يحب الحياء والستر ،فإذا اغتسل أحدكم فليستتر
))حديث صحيح
ضي
ضي إلى امرأته ،وُتْف ِ
قال صلى ال عليه وسلم ((إن من أشر الناس عند ال منزلة يوم القيامة الرجل ُيْف ِ
-4ستر الصدقة:
المسلم ل يبتغي بصدقته إل وجه ال -سبحانه ،-لذا فهو يسترها ويخفيها حتى ل يراها أحد سوى ال عز
وجل.
شـروط الســتـــر:
-2أل يمنع الستر من أداء الشهادة إذا طلبت} ،ول تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه{
-3الستر مرهون برد المظالم ،فإذا لم ترد فالساتر شريك للمستور عليه في ضياع حق الغير.
صّر على الوقوع في المعصية ،وممن يفسد في الرض ،فهنا يجب عدم ستره
-4إذا كان المستور ممن ُي ِ
حتى ل يترتب على الستر ضرر يجعله يتمادى في المعصية.
ثمــرات الســـتــــر:
-3اتصاف صاحبه بالحصافة والحكمة والقدرة على الكتمان وهذا ما ل يتصف به إل الكبار.
-3تذكر عاقبة من تتبع عورة أخيه ,فمن تجرأ على فضح أخيه تكفل ال بفضحه وكشف ستره عنه.
خلق الشـــورى
الحمد ل رب العالمين....والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
قديًما قالوا :ما خاب من استخار ول ندم من استشار ،وعلى الجانب الخر قالوا :من ُأعجب برأيه ضل،
معنى الشـــورى:
الشورى هي أن يأخذ النسان برأي أصحاب العقول الراجحة والفكار الصائبة ،ويستشيرهم حتى يتبين له
والشورى في السلم تكون في المور التي ليس فيها أمر من ال ،أو أمر من الرسول صلى ال عليه وسلم،
مكانة الشورى:
* جعل ال -تعالى -الشورى صفة من صفات المسلمين ،وجعلها في منزلة الصلة والنفاق ،قال تعالى
}والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون{
* الشورى خلق النبي صلى ال عليه وسلم ..ومع أن النبي صلى ال عليه وسلم كان أحسن الناس رأًيا فضلً
عن كونه مؤيًدا بالوحي اللهي إل أنه دائم المشاورة لصحابه قال أبو هريرة -رضي ال عنه :-ما َرَأْي ُ
ت
* والحكم في السلم يقوم على ثلثة أركان أساسية ،هي :العدل والمساواة والشورى ،مما يبين أن الشورى
طا
ينبغي للحازم أن يشاور في أمره ذا الرأي الناصح والعقل الراجح ،وقد اشترطوا لهلية المستشار شرو ً
خمسة هي:
ل ،مع تجربة سالفة ,قال بعضهم :شاور من جرب المور ؛ فإنه يعطيك من رأيه ما دفع عليه
ل كام ٌ
-1عق ٌ
-2أن يكون ذا دين وتقى؛ فقد ورد في الثر عن ابن عباس رضي ال عنهما :من أراد أمًرا فشاور فيه امرًءا
حا ودوًدا؛ فإن النصح والمودة ُيصّدقان الفكرة ويخلصان الرأي،قال القرطبي:وصفة
-3أن يكون ناص ً
-4أن يكون سليم الفكر من هم قاطع وغم شاغل ،فإن من عارضت فكره شوائب الهموم ل يسلم له رأي ،ول
يستقيم له خاطر.
ثمـــرات الشــــــورى:
-1الذي يستشير الناس ل يندم أبًدا ،وال -سبحانه -يوفقه للخير ،ويهديه إلى الصواب.
-2وبالشورى يستفيد النسان من تجارب غيره ،ويشاركهم في عقولهم ,وبذلك يتجنب الخطأ والضرر،
الستــخــــــارة:
وإذا كان المسلم يأخذ آراء العقلء من الناس ويستشيرهم في أموره ،فإن
ال -سبحانه -أقرب من نلجأ إليه حين تختلط علينا المور؛ فنطلب منه الهداية والرشاد ،وقد علمنا النبي
الستخارة:
أمري فاقدره لـي ،ويـسره لي ،ثم بارك لي فيه ،وإن كنت تعلم أن هذا المر )ويذكر حاجته( شٌر لي في ديني
ضني به )البخاري
ومعاشي وعاقبة أمري ،فاصرفه عني ،واصرفني عنه ،واْقِدْر لي الخيَر حيث كان ثم ر ّ
وفق ال الجميع لما فيه الخير...وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
خلق الصـــبر
الحمد ل رب العالمين ,والصلة والسلم على المبعوث رحمة للعالمين...
إن هذه الدنيا دار بلء ،والخرة دار جزاء ،فل يسلم المؤمن في هذه الدار الدنيا من المصائب،فمن فيها لم
يصب بمصيبة؟!
وما أشد الحاجة إلى الصبر ،لسيما في هذه الزمان التي اشتدت فيها الغربة ،وكثرت فيها الفتن ،وصار
خلــق الصبر...
خلق العظيمُ ,
وحديثنا في هذا اليوم ,عن هذا ال ُ
ما هو الصبـــر؟
الصبر هو أن يلتزم النسان بما يأمره ال به فيؤديه كامل ،وأن يجتنب ما ينهاه عنه ،وأن يتقبل بنفس راضية
وقد عرفه بعضهم بأنه :حبس النفس عن الجزع ،واللسان عن التشكي ،والجوارح عن لطم ،وشق الجيوب،
ونحو ذلك.
صيَبٌة
صاَبْتُهْم ُم ِ
ن ِإَذا َأ َ
ن * اّلِذي َ
صاِبِري َ
شِر ال ّ
* إن ال تعالى قد جعل للصابرين ما ليس لغيرهم؛ قال تعالى}َوَب ّ
ن{
ك ُهُم اْلمُْهَتُدو َ
حَمٌة َوُأوَلِئ َ
ن َرّبِهْم َوَر ْ
ت ِم ْ
صَلَوا ٌ
عَلْيِهْم َ
ك َ
ن * ُأوَلِئ َ
جُعو َ
ل َوِإّنا ِإَلْيِه َرا ِ
َقاُلوا ِإّنا ِّ
صَبُروا{
ن ِبَأْمِرَنا َلّما َ
جَعْلَنا ِمْنُهْم َأِئّمًة َيْهُدو َ
* والصابرون هم أهل المامة في الدين ,قال تعالى}َو َ
أنــواع الصبــــر:
فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها .
- 2الصبر عن المعصية:
المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية ،وهذا يحتاج إلى صبر عظيم.
ن{
صاِبِري َ
ل َمَع ال ّ
ن ا َّ
صِبُروا ِإ ّ
-1ظفرهم بمعية ال سبحانه لهم ,قال تعالى}َوا ْ
ب{
سا ٍ
حَ
جَرُهْم ِبغَْيِر ِ
ن َأ ْ
صاِبُرو َ
-2مضاعفة أجر الصابرين على غيرهم ,قال تعالى}ِإّنَما ُيَوّفى ال ّ
ن{
صَبُروا َأّنُهْم ُهُم اْلَفاِئُزو َ
جَزْيُتُهُم اْلَيْوَم ِبَما َ
-3الفوز بالجنة و النجاة من النار ,قال تعالى}ِإّني َ
ن{
صاِبِري َ
ب ال ّ
ح ّ
ل ُي ِ
-4حصول المحبة من ال ,قال تعالى}َوا ُّ
وفق ال الجميع لما يحب ويرضى ,ورزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته
خلق الصـــدق
الحمد ل كما ينبغي لجلل وجهه وعظيم سلطانه,والصلة والسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
مما لشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد اليمان هي زينة الصدق
فالصدق أساس اليمان كما إن الكذب أساس النفاق ،فل يجتمع كذب وإيمان إل وأحدهما يحارب الخر...
الصدق بمعناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة ،وبمعناه العم مطابقة الظاهر للباطن ،فالصادق مع ال
مكــانــة الصـدق:
* الصدق مرتبط باليمان ,وقد سأل الصحابة فقالوا (( :يا رسول ال أيكون المؤمن جبانًـا ؟ قال " :نعم "،
ل ؟ قال :نعم ،قيل له :أيكون المؤمن كّذابًـا ؟ قال " :ل ))حديث حسن
فقيل له :أيكون المؤمن بخي ً
* الصدق خلق النبياء عليهم السلم ,وكان الصدق صفة لزمة للرسول صلى ال عليه وسلم.
خْيرًا َلُهْم{
ن َ
ل َلَكا َ
صَدُقوا ا َّ
* الصدق نجاة وخير ,وعاقبة الصدق خير وإن توقع المتكلم شًرا قال تعالى }َفَلْو َ
* الصدق طمأنينة وثبات كما جاء في الحديث ((فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ))حسن صحيح
مجـالت الصـدق:
-1الصدق مع ال:
وذلك بإخلص العمال كلها ل.
-2الصدق مع الناس:
-3الصدق مع النفس:
هناك حالت ثلث يرخص للمرء فيها أن يكذب،ول يعاقبه ال على هذا؛ بل إن له أجًرا على ذلك ،وهذه
الحالت هي:
-3في الحياة الزوجية فليس من أدب السلم أن يقول الرجل لزوجته إنها قبيحة ودميمة ،بل على الزوج أن
الصدق المذموم:
أ -الغيبة :وهي ذكر أخاك بما يكره مما هو فيه من صفات في غيبته.
ثمـرات الصـدق:
طلعه.
صُلُه الصادق في الدنيا حلوًة في منطقه وهيبًة في م ْ
ل ما يح ّ
ن أق ّ
-1إ ّ
خلق العـــدل
حديثنا اليوم عن ميزان ال الذي وضعه للخلق ،ونصبه للحق؛ فهو إحدى قواعد الدنيا التي ل انتظام لها إل
مـــكانـــة العــــــدل:
* العدل اسم من أسماء ال الحسنى وصفة من صفاته سبحانه ففي الحديث القدسي قال تعالى (( يا عبادي إني
* العدل له منزلة عظيمة عند ال ،قال تعالى }وأقسطوا إن ال يحب المقسطين{
* جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل ،وتحث عليه ،وتدعو إلى التمسك به ،يقول تعالى }إن ال
مجـالت العـــدل:
إننا مطالبون بالعدل في كل شيء ،لكننا نشير هنا إلى بعض مجالت العدل ،ومنها:
كان صلى ال عليه وسلم مثال في تطبيق العدل ،وقد جاء إليه رجلن من النصار يختصمان إليه ،ويطلبان
والمسلم يعدل مع زوجته فيعطيها حقوقها ،وإذا كان له أكثر من زوجة فإنه يعدل بينهن في المأكل والمشرب
والملبس والمسكن والمبيت والنفقة ,وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم بين زوجاته -رضوان ال
عليهن -بالعدل ،ويقول ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فل تلمني فيما تملك ول أملك ))حديث صحيح
ضا ,قال
ضل بعضهم بهدية أو عطاء؛ حتى ل يكره بعضهم بع ً
فالمسلم يسّوي بين أولده حتى في الُقْبَلة ،فل ُيَف ّ
-5العدل في الشهادة:
عِدُلوا{..
ويكون العدل فيها بأن يشهد بما رأى أو سمع فإن شهد بما يخالف ذلك فهو شاهد زور }َوِإَذا ُقْلُتْم َفا ْ
ثمــرات العــــدل:
-3العدل يمنع الظالم عن ظلمه ،والطماع عن جشعه ،ويحمي الحقوق والملك والعراض.
ل.
ل وعم ً
-1بالتربية وحسن التنشئة قو ً
-2قهر النفس على العدل ,فكما يحب المرء أن ُيعدل معه وُيحسن إليه ,يتيقن كذلك بأن الناس تحب ذلك
أيضًا.
-3تذكر عاقبة الظلم ,والعذاب المعد لمرتكبه ..فعن أبي موسى رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ((إن ال ليملي للظالم ,حتى إذا أخذه لم يفلته ))البخاري
نفعنا ال وإياكم بما نقول ونكتب ,وهدانا وإياكم لمحاسن الخلق ومكارمها..
خلق كريم من أخلق السلم...
ويتجدد اللقاء بكم مع ُ
خلق العفة
الحمد ل حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه...والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....
قديًما قال بعض أعداء المة :كأس وغانية يفعلن في تحطيم المة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع؛
ب المادة والشهوات.
فأغرقوها في ح ّ
وقد حذر نبي الرحمة من خطر فتنة النساء ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ))البخاري
وكان من الوسائل التي حفظ بها الشرع المسلمين أفراًدا ومجتمعات من خطورة الفواحش ،حثهم على العفة
فهي إذن خلق إيماني رفيع يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والخرة.
صلِتِهْم
ن ُهْم ِفي َ
ن .اّلِذي َ
ح اْلُمْؤِمُنو َ
* أثنى ال تعالى على أهل العفة وأخبر أنهم أهل الفلح...قال تعالى }َقْد َأْفَل َ
عَلى
نِ.إل َ
ظو َ
حاِف ُ
جِهْم َ
ن ُهْم ِلُفُرو ِ
نَ .واّلِذي َ
عُلو َ
ن ُهْم ِللّزَكاِة َفا ِ
نَ .واّلِذي َ
ضو َ
ن الّلْغِو ُمْعِر ُ
عِن ُهْم َ
نَ .واّلِذي َ
شُعو َ
خا ِ
َ
ن{
غْيُر َمُلوِمي َ
ت َأْيَماُنُهْم َفِإّنُهْم َ
جِهْم َأْو َما َمَلَك ْ
َأْزَوا ِ
خلق النبياء عليهم السلم...وقد حدثنا القرآن الكريم كيف تجسدت معاني العفة في يوسف عليه
* العفة ُ
* ومن الروائع ما قاله ابن القيم رحمه ال عن العفة" :إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر ،لكنها لذة
يتقدمها ألم حبس النفس ،ثم تعقبها اللذة ،أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك".
أنـواع العفــة:
-1عفة الجوارح:
فالمسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فل تغلبه شهواته.
-2عفة الجسد:
المسلم يستر جسده ،ويبتعد عن إظهار عوراته ,وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب ،لن شيمتها العفة والوقار.
المسلم عفيف عن أموال غيره ل يأخذها بغير حق,..كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم
على شئونه قال تعالى في شأنهم }ول تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا ومن كان غنيًا فليستعفف{
المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه ،لن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به كما
جاء في الحديث.
-5عفة اللسان:
المسلم يعف لسانه عن السب والشتم ،فل يقول إل طيًبا ،ول يتكلم إل بخير ,قال صلى ال عليه وسلم ((ليس
المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج ،فل يتسول ول يطلب المال بدون عمل قال صلى ال عليه وسلم
ف ُيِعّفُه
(( :اليد العليا خير من اليد السفلى ،وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غًِنى ،ومن يستعف ْ
ن ُيْغِنه ال ))البخاري
ال ،ومن يستغ ِ
ثمـرات العفـــة:
ن
ك ُهُم اْلَواِرُثو َ
-1وعد ال تبارك وتعالى أهل العفة والحافظين فروجهم بالجنة والخلود فيها قال تعالى } ُأوَلِئ َ
ن{
خاِلُدو َ
س ُهْم ِفيَها َ
ن اْلِفْرَدْو َ
ن َيِرُثو َ
* اّلِذي َ
-2استظلل العبد العفيف بظل عرش الرحمان يوم القيامة .قال النبي صلى ال عليه وسلم ((سبعة يظلهم ال
في ظله ."...منهم" :رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ،فقال :إني أخاف ال ))البخاري
ف أهله
ف عن المحارم ع ّ
-4العفة تحفظ المجتمع وتحميه ..نعم؛ فإن من ع ّ
-1غض البصر..فإن إطلق البصر إلى ما حرم ال من أعظم أسباب الوقوع في الفواحش.
-2حرص المرأة المسلمة على الحجاب والتستر ,فبالضافة إلى كونه صيانة لها فهو وسيلة من وسائل
خلق الكـــرم
الحمد ل الكريم الوهاب...والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم
الدين...
ث عليها
خلق عظيم من مكارم الخلق ،وجميل الخصال التي تحّلى بها النبياء ،وح ّ
حديثنا اليوم عن ُ
المرسلون...
خلق الكرم...
إنه ُ
ما هو الكـــرم؟
الكرم يطلق على كل ما يحمد من أنواع الخير والشرف والجود والعطاء والنفاق.
وقد سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم :من أكرم الناس؟ قال) :أتقاهم ل( .قالوا :ليس عن هذا نسألك.
قال(:فأكرم الناس يوسف نبي ال ابن نبي ال ابن خليل ال) البخاري
خلق النبياء عليهم السلم...فقد كان النبي صلى ال عليه وسلم أكرم الناس شرفًا ونسًبا ،وأجود
* الكرم ُ
كما تروي عنه السيدة عائشة -رضي ال عنها -أنهم ذبحوا شاة ،ثم وزعوها على الفقراء؛ فسألها النبي) :ما
بقي منها؟( فقالت :ما بقي إل كتفها؛ فقال) :بقي كلها غير كتفها( صحيح الترمذي
غبنا ال فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم ،قال تعالى }وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم ل
* قد ر ّ
تظلمون{
أنـــواع الكـــــرم:
-1الكرم مع ال:
-3الكرم مع النفس:
فل يهين النسان نفسه ،و يعرضها لقول السوء أو اللغو ،وقد وصف ال عباد الرحمن بأنهم }وإذا مروا
المسلم يكرم زوجه وأولده وأقاربه ،وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة ،والنفاق عليهم،فقال رسول ال صلى ال
ت به على مسكين،
عليه وسلم ((دينار أنفقته في سبيل ال ،ودينار أنفقته في رقبة )إعتاق عبد( ،ودينار تصدق َ
ودينار أنفقته على أهلك ،أعظمها أجًرا الذي أنفقته على أهلك ))مسلم
-5إكرام الضيف:
قال النبي صلى ال عليه وسلم ((من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يؤِذ جاره ،ومن كان يؤمن بال واليوم
ثمرات الكرم:
-1الكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار ،قال النبي صلى ال عليه وسلم (( :السخي قريب من ال ،قريب
من الجنة ،قريب من الناس ،بعيد من النار .والبخيل بعيد من ال ،بعيد من الجنة ،بعيد من الناس ،قريب من
النار )) الترمذي
-2الكرم بركة للمال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((ما من يوم يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن،
ك ل.
سه ِمْل ٌ
-1أن يعلم أن المال مال ال ،وأنه نف َ
-4أن يدرب نفسه على الجود والكرم في جميع أوقات العام ،وخاصة في شهر رمضان ،وفي العياد
-5أن يتذكر بأن ثواب ال عظيم وقد جعل عاقبة المنفقين الفوز والفلح.
خلق الــوفـــاء
إن الوفاء من الخلق الكريمة ،والخلل الحميدة ،وهو صفة من صفات النفوس الشريفة ،يعظم في العيون،
الوفاء من أعظم الصفات النسانية،فالناس مضطرون إلى التعاون ،ول يتم تعاونهم إل بمراعاة العهد والوفاء
ل{
وقد أمرال -تعالى -بالوفاء بالعهد ،فقال جل شأنه }وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئو ً
مــكانـة الوفـاء:
-1إن الوفاء صفة من صفات الخالق فليس هناك أوفى ول أصدق في إنجاز وعده من ال جل جلله قال
-2إن الوفاء صفة من صفات الرسل عليهم السلم قال تعالى في مدح سيدنا إبراهيم }وإبراهيم الذي وفى{
-3الوفاء صفة من صفات المؤمنين الصادقين ,قال تعالى }من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه{
ق{
ن اْلِميَثا َ
ضو َ
ل ِينُق ُ
ل َو َ
ن ِبَعْهِد ا ّ
ن ُيوُفو َ
ب اّلِذي َ
لْلَبا ِ
-4وهو خلق أولوا اللباب ,قال تعالى } ِإّنَما َيَتَذّكُر ُأْوُلوْا ا َ
أنـــواع الوفــاء:
-1الوفاء مع ال:
بين النسان وبين ال -سبحانه -عهد عظيم مقدس هو أن يعبده وحده ل يشرك به شيًئايقول ال عز وجل }ألم
أعهد إليكم يا بني آدم أل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم{
السلم يوصي باحترام العقود وتنفيذ الشروط التي تم التفاق عليها ،وقد قال النبي صلى ال عليه
وسلم ((المسلمون عند شروطهم )) حديث صحيح
فالمسلم يفي بالوزن ،فل ينقصه ،لن ال -تعالى -قال }أوفوا المكيال والميزان بالقسط ول تبخسوا الناس
أشياءهم{
-4الوفاء بالنذر:
والمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد ال على أدائه ,ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر ،يقول تعالى
ويشترط أن يكون النذر في خير ،أما إن كان غير ذلك فل وفاء فيه.
ثمـرات الوفــاء:
-5بتحقيق الوفاء تتحقق التقوى ,قال تعالى }بلى من أوفى بعهده واتقى فإن ال يحب المتقين{
الحمد ل أهل الثناء والمجد...أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد...والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله
"إذا كان الكلم من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلم لبنه وهو يعظه.
ول شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لستراحوا وأراحوا.
أل ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر ،فل ينجو من شّر اللسان إل من قيده بلجام الشرع...
لذا كان حفظ اللسان من أخلق السلم العظيمة التي حثنا عليها وهي مدار حديثنا لهذا اليوم....
المقصود به أل يتحدث النسان إل بخير ،ويبتعد عن قبيح الكلم ،وعن الغيبة والنميمة والفحش ،وغير ذلك.
والنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث يسجله ال ويحاسبه عليه ،يقول ال تعالى}ما يلفظ من
* قال ال صلى ال عليه وسلم((ل يستقيُم إيمان عبد حتى يستقيَم قلبه ،ول يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
* وقال ال صلى ال عليه وسلم((إذا أصبح ابن آدم فإن العضاء كلها ُتَكّفر اللسان )تذل له وتخضع( تقول:
ن أن تبلغ ما بلغت،
* وقال صلى ال عليه وسلم((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ال تعالى ،ما كان يظ ّ
ن أن تبلغ ما
ب ال له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ،وإن الرجل ليتكّلم بالكلمة من سخط ال ،ما كان يظ ّ
يكُت ُ
ضوابـط الكـلم:
-2أن يتخير الوقت المناسب للكلم ،وكما قيل :لكل مقام مقال.
ل.
ل وتطويل مم ّ
-3أن يقتصر من الكلم على ما يحقق الغاية أو الهدف ،فالكلم الجيد وسط بين تقصير مخ ّ
-4أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به ،فكلمه عنوان على عقله وأدبه.
-5عدم المغالة في المدح ،وعدم السراف في الذم؛ لن المغالة في المدح نوع من التملق والرياء،
شّفي والنتقام.
والسراف في الذم نوع من الّت َ
كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والتذكير قال رسول ال صلى ال عليه وسلم (( :من كان
جا يخفى
ج بما فيه إثم ،من دقيق الرياء والغيبة وتزكية النفس ،وفضول الكلم ،امتزا ً
وهذا فيه خطر ،إذ يمتز ُ
إدراكه.
-1الفوز برضوان ال تعالى لقوله صلى ال عليه وسلم(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ال تعالى
ماكان يظن ان يبلغ ما بلغت ؛يكتب ال له رضوانه الى يوم يلقاه ))
-2انه قد ضمن الجنة بحفظ لسانه ,لقوله صلى ال عليه وسلم ((من يضمن لى ما بين لحييه ومابين رجليه
-4انه ناج من عذاب ال تعالى لقوله صلى ال عليه وسلم ((من صمت نجا )) صحيح الترمذي
-1التعوذ بال من شّر اللسان ,وكان من دعاء النبي صلى ال عليه وسلم(( للهم إنـي أعوذ بك من شر
سمعي ..ومن شر بصري ..ومن شر لساني ومن شر قلبي ..ومن شر منيي )) صحيح النسائي
-3استحضار مساوئ عدم حفظ اللسان حيث أنها محبطة لحسناتك يوم القيامة ومثقلة لميزان سيئاتك فهذا ما
-4الكثار من الصمت.
-5أن تقطع كل السباب الباعثة على آفات اللسان كالغضب والحسد والكبر والغرور والمباهاة...
خلق العظيم ,نكون اختتمنا هذه السلسة التي شرفت بصحبتكم لي فيهاوبهذا ال ُ
سائلين المولى جل وعز أن تكون حجة لنا ل علينا ...وأن يتقبلها منا بقبول حسن
وحري بنا أن نجعلها ميدان عمل وتطبيق في حياتنا...
فالدين المعاملة...