You are on page 1of 42

‫رسائل دعوية‬

‫‪ ‬رسائل دعوية‬
‫فضل حسن الخلق‬ ‫‪ ‬معا على طريق الجنة‬
‫‪ ‬الصفحة الرئيسية‬

‫مواقع اسلمية‬

‫الحمد ل المتفضل بالجود والحسان‪ ,‬المنعم على عباده بنعم ل يحصيها العد والحسبان‪ ,‬الكريم المنان الذي‬

‫أسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنه‪ ,‬فله الحمد في الولى والخرة‪.‬‬

‫نحمده تعالى ونشكره ونصلي على نبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬سيد المرسلين وإمام المتقين‪ ,‬وعلى آله‬

‫وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫فإن مكارم الخلق صفة من صفات النبياء والصديقين والصالحين‪ ،‬بها ُتنال الدرجات‪ ،‬وُترفع المقامات‪.‬‬

‫ل عليه وسلم بآية جمعت له محامد الخلق ومحاسن الداب فقال‬


‫ل جل وعز نبيه محمدًا صلى ا ّ‬
‫وقد خص ا ّ‬

‫ظيٍم((‬
‫عِ‬
‫ق َ‬
‫خُل ٍ‬
‫ك َلَعلى ُ‬
‫تعالى‪َ)):‬وِإّن َ‬

‫وإن لحسن الخلق في السلم مكانة عالية‪ ,‬وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي‬

‫والتمسك به‪:‬‬

‫فلقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪)):‬أكمل المؤمنين إيماًنا أحسنهم خلًقا(( سنن الترمذي‬

‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪)):‬إن الناس لم يعطوا شيئًا خيرًا من خلق حسن(( صحيح الجامع‬

‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪)):‬عليك بحسن الخلق وطول الصمت‪ ،‬فوالذي نفسي بيده ما تجمل‬

‫الخلئق بمثلهما(( الترغيب والترهيب‬


‫خلق نعني به‪ :‬طلقة الوجه‪ ،‬وبذل المعروف‪ ،‬وكف الذى عن الناس‪ ،‬هذا مع ما يلزم المسلم من‬
‫حسن ال ُ‬
‫وُ‬

‫كلم حسن‪ ،‬ومدارة للغضب‪ ،‬واحتمال الذى‪.‬‬

‫وتأملوا أحبتي الثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسن خلقه‪:‬‬

‫* به تنال درجة العابدين فقد قال صلى ال عليه وسلم‪ (( :‬إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل ‪،‬‬

‫صائم النهار ))السلسلة الصحيحة‬

‫* إن أثقل ما يوضع في ميزانك عن النبي صلى ال عليه وسلم قال((‪:‬ما من شيء يوضع في الميزان أثقل‬

‫من حسن الخلق ))صحيح الترمذي‬

‫سا إلى النبي فعن النبي صلى ال عليه وسلم‬


‫* ويجعلك أحب الناس إلى ال‪ ،‬و تكون به أقرب الناس مجل ً‬

‫سا يوم القيامة؟!(( قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪)) :‬أحسنكم خلًقا ))صحيح‬


‫ي وأقربكم مني مجل ً‬
‫قال((‪:‬أل أخبركم بأحبكم إل ّ‬

‫الترغيب‬

‫* حسن الخلق طريقا من طرق دخول الجنة بل بلوغ الدرجات العلى فيها‪ ،‬وقال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم((‪:‬أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))رياض الصالحين‬

‫أحبتي فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والعتناء به‪ ,‬وهذه دعوة بأن نحتسب أجر التحلي‬

‫بالصفات الحسنة‪ ،‬ونقود أنفسنا إلى الخذ بها والمجاهدة في ذلك‪.‬‬

‫ل عليه وسلم فهي أعظم نموذج ُيحتذى به في الخلق مع نفسه‪ ،‬ومع زوجاته‪ ،‬ومع‬
‫مقتدين بسيرته صلى ا ّ‬

‫جيرانه‪ ،‬ومع ضعفاء المسلمين بل وحتى مع الكفار‪.‬‬

‫وسنتحدث من خلل هذه السلسلة التي نلقاكم بها خلل يومين في السبوع‪,,‬لنحيي عن عدد من الخلق‬

‫الكريمة التي حث عليها الدين ورتب عليها الجر العظيم‪...‬‬


‫فابقوا معنا فما زال للحديث بقية‬

‫خلق المــانة‬

‫المانة خلق جليل من أخلق السلم‪ ،‬وأساس من أسسه‪.‬‬

‫فهي فريضة عظيمة حملها النسان‪ ،‬بينما رفضت السماوات والرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها‪،‬‬

‫يقول ال تعالى‪} :‬إنا عرضنا المانة على السموات والرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها‬

‫ل{‬
‫النسان إنه كان ظلوًما جهو ً‬

‫مـا هي المانـة؟‬

‫المانة هي أداء الحقوق‪ ،‬والمحافظة عليها‪ ،‬فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه‪.‬‬

‫مــكانــة المــانـة‪:‬‬

‫‪ -1‬لقد أثنى ال على عباده المؤمنين بحفظهم للمانة‪ ،‬فقال تعالى‪} :‬والذين هم لمانتهم وعهدهم راعون{‬

‫‪-2‬المانة خلق الرسول صلى ال عليه وسلم فقد كان يلقب قبل البعثة بالصادق المين‪.‬‬

‫‪ -3‬المانة علمة من علمات اليمان‪ ،‬والخيانة إحدى علمات النفاق‪ ،‬يقول النبي صلى ال عليه وسلم((آية‬

‫ن خان ))البخاري‬
‫المنافق ثلث‪ :‬إذا حّدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اْئُتِم َ‬
‫‪ -4‬إنها من أغلى ما يرزقه ال للعبد ‪ ،‬ول يحزن بعده على أي عرض من الدنيا ‪ ،‬كما جاء في‬

‫الحديث ((أربع إذا كن فيك فل عليك ما فاتك من الدنيا ‪ :‬صدق الحديث‪ ،‬وحفظ المانة ‪ ،‬وحسن الخلق ‪،‬‬

‫وعفة مطعم ))صحيح الترغيب‬

‫أنــواع المـــانــــة‪:‬‬

‫المانة لها أنواع كثيرة‪،‬منها‪:‬‬

‫* المانة في العبادة‪:‬‬

‫فمن المانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف‪ ،‬فيؤدي فروض التي افترضها ال عليه على أتم وجه قاصدًا بها وجه‬

‫ال تعالى‪.‬‬

‫* المانة في حفظ الجوارح‪:‬‬

‫وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والعضاء كلها أمانات‪ ،‬يجب عليه أن يحافظ عليها‪ ،‬ول يستعملها فيما‬

‫يغضب ال‪.‬‬

‫* المانة في الودائع‪:‬‬

‫ومن المانة حفظ الودائع وأداؤها لصحابها عندما يطلبونها كما هي‪ ,‬قال تعالى}إن ال يأمركم أن تؤدوا‬

‫المانات إلى أهلها{‬

‫* المانة في العمل‪:‬‬

‫ومن المانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه‪ ،‬فالعامل والطالب ورب السرة‪....‬إلخ الكل مطالب بأن‬

‫يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة‪.‬‬


‫* المانة في الكلم‪:‬‬

‫ومن المانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة‪ ،‬فيعرف قدر الكلمة وأهميتها‪.‬‬

‫* المانة في حفظ السرار‪:‬‬

‫فالمسلم يحفظ سر أخيه ول يخونه ول يفشي أسراره‪.‬‬

‫ثمـــــرات المــــانة‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ال يحب المناء ويحبهم رسول ال ثم يحبهم الناس لذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬شيوع الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬وجود الطمأنينة وراحة البال وسهولة التعامل بين الناس‪.‬‬

‫‪ -4‬تورث الذكر الجميل بين الناس‪.‬‬

‫كيــف تكون أميـنــــًا؟‬

‫‪ -1‬بالتعود والتنشئة وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر‪.‬‬

‫‪ -2‬تذكر المسئولية والموقف أمام ال يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -3‬السعي لحسن الذكر في الدنيا‪ ,‬وعظيم الجر في الخرة بفضل ال ثم بالتحلي بالخلق الحميدة ومنها‬

‫المانة‪.‬‬

‫‪ -4‬تذكر عاقبة الخيانة وأنها دليل على النفاق‪.‬‬

‫‪ -5‬الستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع المانة‬

‫خلقًا عظيمًا من أخلق السلم‪ ,‬ولنجاهد أنفسنا عليه لننال عظيم الجر من ال جل وعز‬
‫فهيا معًا لنحيي ُ‬
‫هذا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين‪...‬‬

‫وإلى لقاء قريب مع خلق آخر كريم‬

‫خلق اليثار‬

‫ت ممن يعطون الكثر وُيبقون‬


‫خي‪ ،‬وإن كن َ‬
‫سِ‬
‫إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ول يؤلمهم البذل فأنت َ‬

‫لنفسهم فأنت جواد‪.‬‬

‫أما إن كنت ممن يعطون الخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك فقد وصلت إلى‬

‫مرتبة اليثار‪..‬‬

‫ومرتبة اليثار هي من أعلى المراتب‪.‬‬

‫معنـى اليثـار‪:‬‬

‫اليثار هو أن يقدم النسان حاجة غيره من الناس على حاجته‪ ،‬برغم احتياجه لما يبذله‪ ،‬فقد يجوع ليشبع‬

‫غيره‪ ،‬ويعطش ليروي سواه‪.‬‬

‫تقول أمنا عائشة رضي ال عنها‪ :‬ما شبع رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا‪،‬‬

‫ولو شئنا لشبعنا‪ ،‬ولكننا كنا نؤثر على أنفسنا‪.‬‬

‫مكـانـة اليثــار‪:‬‬

‫‪ -1‬أثنى ال على أهل اليثار‪ ،‬وجعلهم من المفلحين‪ ،‬فقال تعالى‪} :‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم‬
‫خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون{‬

‫‪ -2‬لو لم يكن من فضائله إل أنه دليل كمال اليمان وحسن السلم ورفعة الخلق لكفى‪.‬‬

‫‪ -3‬هو طريق إلى محبة الرب سبحانه‪.‬‬

‫ح‪.‬‬
‫شّ‬‫‪ -4‬هو طريق لجلب البركة ووقاية من ال ّ‬

‫درجـات اليثـار‪:‬‬

‫لقد قسم بعض العلماء اليثار إلى مراتب ودرجات‪ ،‬فقد قال المام ابن القيم رحمه ال تعالى‪:‬‬

‫الولـى‪:‬‬

‫خُرُم عليك ِديًنا‪ ،‬ول يقطع عليك طريًقا‪ ،‬يعني أن ُتقدمهم على نفسك في‬
‫ق على نفسك فيما ل ي ْ‬
‫أن ُتْؤِثَر الخل َ‬

‫مصالحهم‪.‬‬

‫ب يعود عليك بصلح قلبك ووقتك وحالك مع ال فل تؤِثر به أحًدا‪ ،‬فإن آثرت به فإنما ُتْؤِثر‬
‫ل سب ٍ‬
‫أما ك ّ‬

‫الشيطان على ال وأنت ل تعلم‪.‬‬

‫الثانيـة‪:‬‬

‫إيثاُر رضا ال على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن‪.‬‬

‫وإيثار رضا ال عز وجل على غيره‪ ،‬هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته‪ ،‬ولو أغضب الخْلق‪ ،‬وهي درجة‬

‫النبياء‪ ،‬وأعلها ِللرسل عليهم صلوات ال وسلمه‪ .‬وأعلها لولي العزم منهم‪ ،‬وأعلها لنبينا صلى ال‬

‫عليه وسلم‪.‬‬

‫ثمـرات اليثـار‪:‬‬

‫‪ -1‬انتشار التعاون والتعاضد بين المسلمين‪.‬‬


‫‪ -2‬تحقيق الكفاية المادية في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬بتحقيق اليثار يتحقق الكمال اليماني في النفس‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم (( ل يؤمن أحدكم حتى يحب‬

‫لخيه ما يحب لنفسه )) البخاري‬

‫‪ -4‬اليثار يقودك إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ‪ ،‬كالحسد والحقد ‪ ،‬والبغض للخرين ‪ ،‬والنانية و‬

‫الجشع ‪ ،‬وغيرها من الصفات الذميمة‪.‬‬

‫دوافع اليثــار‪:‬‬

‫‪ -1‬الرغبة في مكارم الخلق‪ ،‬والتنزه عن سيئها‪ ،‬إذ بحسب رغبة النسان في مكارم الخلق يكون إيثاره‪.‬‬

‫ح علم أل خلص له منه إل بالجود واليثار‪.‬‬


‫شّ‬‫ح‪ ،‬فمن أبغض ال ّ‬
‫شّ‬‫‪ُ -2‬بغض ال ّ‬

‫‪ -3‬توطين النفس على تحمل الشدائد والصعاب‪ ،‬فإن ذلك مما يعين على اليثار‪.‬‬

‫ئ قام بحقها وأيقن أنه إن لم يبلغ رتبة اليثار لم يؤد‬


‫‪ -4‬تعظيم الحقوق‪ ،‬فمتى عظمت الحقوق عند امر ٍ‬

‫الحقوق كما ينبغي فيحتاط لذلك باليثار‪.‬‬

‫نسأل ال العلي القدير بمنه وفضله أن يهدينا لحسن الخلق والقوال والعمال فإنه ل يهدي لحسنها إل هو‬

‫خلق آخر من الخلق الكريمة‪..‬‬


‫ويتجدد اللقاء بكم عما قريب مع ُ‬

‫خلق الحلم‬

‫ل وبركاُته ‪....‬‬
‫السلُم عليكُم ورحمُة ا ِ‬
‫هناك ارتباطًا مؤكدًا بين ثقة المرء بنفسه وبين أناته مع الخرين وتجاوزه عن خطئهم ‪ ،‬فالرجل العظيم حقًا‬

‫هو من اتسع صدره وامتد حلمه وعذر الناس من أنفسهم والتمس المبررات لغلطهم‪.‬‬

‫ما هــو الحلــم؟‬

‫الحلم هو ضبط النفس‪ ،‬وكظم الغيظ‪ ،‬والبعد عن الغضب‪ ،‬ومقابلة السيئة بالحسنة‪.‬‬

‫وهو ل يعني أن يرضي النسان بالذل أو يقبل الهوان‪ ،‬وإنما هو الترفع عن شتم الناس‪ ،‬وتنزيه النفس عن‬

‫سبهم وعيبهم‪.‬‬

‫مـــكانـــة الحلـــــم‪:‬‬

‫* الحلم صفة من صفات ال ‪-‬تعالى‪ -‬فال ‪-‬سبحانه‪ -‬هو الحليم‪ ،‬يرى معصية العاصين ومخالفتهم لوامره‬

‫فيمهلهم قال تعالى }واعلموا أن ال غفور حليم{‬

‫* الحلم خلق من أخلق النبياء‪ ،‬قال تعالى عن إبراهيم }إن إبراهيم لواه حليم{‬

‫وكان الرسول صلى ال عليه وسلم أحلم الناس‪ ،‬فل يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء‪.‬‬

‫* الحلم صفة يحبها ال ‪-‬عز وجل‪ ،-‬قال صلى ال عليه وسلم لحد الصحابة ((إن فيك خصلتين يحبهما ال‪:‬‬

‫الحلم والناة ))رواه مسلم‬

‫ثمـــرات الحلــــم‪:‬‬

‫ظا وهو قادر على‬


‫‪ -1‬الحلم وسيلة للفوز برضا ال وجنته‪ ،‬فقد قال النبي صلى ال عليه وسلم ((من كظم غي ً‬

‫أن ُيْنِفَذْه‪ ،‬دعاه ال ‪-‬عز وجل‪ -‬على رءوس الخلئق يوم القيامة‪ ،‬يخيره من الحور العين ما شاء ))صحيح‬
‫الترغيب‬

‫‪ -2‬الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه‪ ،‬وتحكمه في انفعالته‪ ،‬فقد قال النبي صلى ال عليه وسلم ((ليس الشديد‬

‫عة ‪ ،‬إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))البخاري‬


‫صْر َ‬
‫بال ّ‬

‫‪-3‬الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء‪ ،‬قال تعالى }ادفع بالتي هي‬

‫أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{‬

‫‪ -4‬الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم‪ ،‬فقد قيل‪ :‬أول ما ُيعّوض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن الحلم كله خير‪ ,‬ويأتي بالخير‪ ,‬وأن الشر في الغضب‪ ,‬إل أنه أحيانًا يحمد الغضب بل‬

‫يجب‪...‬فالغــــضب نوعــــان‪:‬‬

‫‪ -1‬الغضب المحمود‪:‬‬

‫هو الذي يحدث بسبب انتهاك حرمة من حرمات ال‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪-‬وهو القدوة‬

‫والسوة الحسنة‪ -‬ل يغضب أبًدا إل أن ُيْنَتهك من حرمات ال شيء‪.‬‬

‫‪ -2‬الغضب المذموم‪:‬‬

‫وهو الذي يكون لغير ال‪ ،‬أو يكون سببه شيًئا هيًنا‪ ,‬وقد ينتهي أمره إلى ما ل يحمد عقباه‪.‬‬

‫ويتم التحلي بخلق الحلم بعدة وسائل منها‪:‬‬

‫‪ -1‬التربية والتعود والتكرار‪.‬‬

‫‪ -2‬تذكر ثواب الحلم وفوائده‪ ,‬وعقوبة السفه والغضب‪.‬‬


‫‪ -3‬مصاحبة الحلماء ومراجعة سيرهم‪.‬‬

‫‪ -4‬تكلف الحلم وقهر النفس عليه‪.‬‬

‫‪ -5‬الترفع عن السباب‪ ,‬وهذا من شرف النفس وعلو الهمة‪.‬‬

‫نسأل ال أن يجعلنا ممن حسنت أخلقهم‪ ,‬وتهذبت نفوسهم‪...‬نفعنا ال بما نقول ونكتب‪...‬وإلى لقاء آخر قريب‬

‫بإذن ال‬

‫خلق الحياء‬

‫خلًقا‪،‬‬
‫حديثنا اليوم عن رأس مكارم الخلق‪ ،‬وزينة اليمان‪ ،‬وشعار السلم كما في الحديث‪" :‬إن لكل دين ُ‬

‫ق السلم الحياء"‪ .‬صحيح ابن ماجه‬


‫خُل ُ‬
‫وُ‬

‫ق الحياء‪ ،‬فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم‪..‬‬


‫خُل ُ‬
‫واعلم رحمك ال أنه على حسب حياة القلب يكون ُ‬

‫حقيــقــة الحيــاء‪:‬‬

‫إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح‪ ،‬فهو من صفات النفس المحمودة‪.‬‬

‫خْبر عن السلمة‪ ،‬والمجير من الذم‪.‬‬


‫فالحياء دليل على الخير‪ ،‬وهو الم ُ‬

‫مكانة الحيـــاء‪:‬‬
‫* الحياء صفة من صفات ال ‪-‬عز وجل‪:-‬‬

‫حيي‬
‫سّتيٌر‪ ،‬يحب الحياء والستر‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((إن ال َ‬
‫حِيي ِ‬
‫فمن صفات ال تعالى أنه َ‬

‫ستير‪ ،‬يحب الحياء والستر ))حديث حسن‬

‫*الحياء خلق الرسول صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫كان النبي أشد الناس حياًء‪ ،‬فقد كان أشد حياًء من العذراء في خدرها‪.‬‬

‫*الحياء خلق السلم ‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم (( إن لكل دين خلقًا وخلق السلم الحياء ))صحيح ابن ماجه‬

‫* إن الحياء من اليمان بل إن الحياء واليمان قرناء وأصدقاء ل يفترقان‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم ((الحياء‬

‫واليمان ُقَرَناء جميًعا‪ ،‬فإذا ُرِفَع أحدهما ُرِفَع الخر ))صحيح الترغيب‬

‫ليس من الحيــاء‪:‬‬

‫وخلق الحياء ل يمنع المسلم من أن يقول الحق‪ ،‬أو يطلب العلم‪ ،‬أو يأمر بمعروف‪ ،‬أو ينهي عن منكر‪.‬‬

‫فهذه المواضع ل يكون فيها حياء‪ ،‬وإنما على المسلم أن يفعل كل ذلك بأدب وحكمة‪،‬ول يستحي من السؤال‬

‫عما ل يعرف‪ ،‬وكان الصحابة يسألون عن أدق المور‪ ،‬فيجيبهم النبي عنها دون خجل أو حياء‪.‬‬

‫أنـــواع الحيــــاء‪:‬‬

‫‪ -1‬الحياء من ال‪:‬‬

‫المسلم يتأدب مع ال ‪-‬سبحانه‪ -‬ويستحيي منه؛ ويكون ذلك كما أخبر عنها نبينا محمد صلى ال عليه وسلم كما‬
‫في الحديث‪):‬استحيوا من ال حق الحياء(‪ ،‬فقال الصحابة‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إنا نستحي والحمد ل‪ ،‬قال‪) :‬ليس‬

‫حَوى‪ ،‬وْلتْذكر الموت‬


‫عى‪ ،‬والبطن وما َ‬
‫ذاك‪ ،‬ولكن الستحياء من ال حق الحياء‪ :‬أن تحفظ الرأس وما َو َ‬

‫واْلِبَلى‪ ،‬ومن أراد الخرة ترك زينة الحياة الدنيا‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد استحيا من ال حق الحياء( صحيح‬

‫الترمذي‬

‫‪ -2‬الحياء من الرسول صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫والمسلم يستحي من النبي ‪ ،‬فيلتزم بسنته‪ ،‬ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة‪.‬‬

‫‪ -3‬الحياء من الملئكة‪:‬‬

‫قال بعض الصحابة إن معكم َمن ل يفارقكم‪ ،‬فاستحيوا منهم‪ ،‬وأكرموهم‪.‬‬

‫‪ -4‬الحياء من الناس‪:‬‬

‫صر في حق وجب لهم عليه‪،‬ول ينكر معروًفا صنعوه معه‬


‫فالمسلم يستحي من الناس‪ ،‬فل ُيَق ّ‬

‫‪ -5‬الستحياء من النفس‪:‬‬

‫حسن السريرة‪.‬‬
‫ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات و ُ‬

‫ثمــرات الحيـــاء‪:‬‬

‫حِيي يحب الحياء والستر ))صحيح النسائي‬


‫ن ال َ‬
‫‪ -1‬أن ال يحب الحياء ‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم ((إ ّ‬

‫‪ -2‬الحياء ل يأتي إل بخير‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((الحياء ل يأتي إل بخير ))رواه مسلم‬

‫‪ -3‬الحياء يقود إلى الجنة كما في الحديث ((الحياء من اليمان واليمان في الجنة ))سنن الترمذي‬

‫‪ -4‬يترتب عليه تعظيم حق ال ثم حق المجتمع‪.‬‬


‫كيفية التخلق بالحياء‪:‬‬

‫‪ -1‬كونه أمرًا فطريًا فيجب تنميته من النشأة‪.‬‬

‫‪ -2‬استحضار عظمة ال‪ ,‬وتذكر النار‪ ,‬وأن من موجبات دخولها الفحش وعدم الحياء‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم الستخفاف بحقوق الناس‪ ,‬والرغبة في الكمال أمامهم‪.‬‬

‫‪ -4‬مجالسة حسني الخلق‪ ,‬والستفادة من سير المتخلقين بالحياء‪.‬‬

‫نفعنا ال وإياكم وهدانا جميعا لما يحبه ويرضاه‬

‫ى قريب بإذن الباري عز وجل‬


‫وإلى ملتق ً‬

‫خلق الستر‬

‫والحمدل رب العالمين‪...‬وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪...‬‬

‫سترها وانكشاف عوراتها!‪،‬‬


‫كم هي البيوت التي تهّدمت على أصحابها بسبب انفضاح ِ‬

‫خصوا في الكلمة وأشاعوها!‪،‬‬


‫وكم هي المشكلت التي حدثت بين الناس لنهم تر ّ‬

‫وكم هي الجراح التي أدمت القلوب لن البعض لم يحفظوا أسراًرا ائتمنوا عليها!‪،‬‬

‫ستر عنهم!‪.‬‬
‫وكم هي المآسي التي امتلت بها حياة الناس نتيجة كشف ال ّ‬

‫خلق عظيم حث عليه ديننا الحنيف وهو مدار حديثنا لهذا اليوم‪..‬‬
‫الستر‪ُ ....‬‬
‫معنـى الســتـــر‪:‬‬

‫الستر هو إخفاء ما يظهر من زلت الناس وعيوبهم‪.‬‬

‫مكــانـة الســتــر‪:‬‬

‫* الستر من صفات ال سبحانه‪:‬‬

‫سّتير يحب الستر‪ ،‬ويستر عباده في الدنيا والخرة‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((يدنو أحدكم من‬
‫فال ِ‬

‫ت كذا وكذا؟ فيقول‪ :‬نعم‪ .‬ويقول‪ :‬عملت كذا وكذا؟ فيقول‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ربه‪ ،‬حتى يضع كنفه عليه فيقول‪ :‬أعمل َ‬

‫ت عليك في الدنيا‪ ،‬وأنا أغفرها لك اليوم ))البخاري‬


‫فيقرره‪ ،‬ثم يقول‪ :‬إني ستر ُ‬

‫* الستر صفة النبياء والصالحين‪:‬‬

‫إن الستر صفة في النسان يحبها ال عز وجل وهي صفة يتحلى بها النبياء والمرسلون ومن تابعهم بإحسان‬

‫فعن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((إن موسى كان رجل حييا ستيرا ل‬

‫ُيرى من جلده شئ استحياء منه ))البخاري‬

‫* جعل ال جزاء الستر في الدنيا سترًا أعظم منه في الخرة‪ ,‬فإن ال تعالى يستره في موقف هو أشد ما يكون‬

‫احتياجا إلى الستر والعفو حين تجتمع الخلئق للعرض والحساب‪ ،‬ففي الحديث ((ومن ستر مسلما ستره ال‬

‫يوم القيامة ))‪.‬البخاري‬

‫أنــواع الستـــر‪:‬‬

‫الستر له أنواع كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫‪ -1‬ستر العورات‪:‬‬

‫المسلم يستر عورته‪ ،‬ول يكشفها لحد ل يحل له أن يراها‪ ,‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ((ل ينظر الرجل‬

‫إلى عورة الرجل‪ ،‬ول المرأة إلى عورة المرأة ))رواه مسلم‬

‫‪ -2‬الستر عند الغتسال‪:‬‬

‫وقد قال صلى ال عليه وسلم ((إن ال ‪-‬عز وجل‪ -‬حيي ستير يحب الحياء والستر‪ ،‬فإذا اغتسل أحدكم فليستتر‬

‫))حديث صحيح‬

‫‪ -3‬ستر أسرار الزوجية‪:‬‬

‫ضي‬
‫ضي إلى امرأته‪ ،‬وُتْف ِ‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ((إن من أشر الناس عند ال منزلة يوم القيامة الرجل ُيْف ِ‬

‫شُر سرها ))رواه مسلم‬


‫إليه ثم َيْن ُ‬

‫‪ -4‬ستر الصدقة‪:‬‬

‫المسلم ل يبتغي بصدقته إل وجه ال ‪-‬سبحانه‪ ،-‬لذا فهو يسترها ويخفيها حتى ل يراها أحد سوى ال عز‬

‫وجل‪.‬‬

‫شـروط الســتـــر‪:‬‬

‫طا لبد أن يراعيها عند ستره؛ حتى يحقق الستر الغرض‬


‫إذا أراد المسلم أن يستر أخاه‪ ،‬فإن هناك شرو ً‬

‫المقصود منه‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬أل يكون الستر وسيلة لذلل المستور واستغلله وتعييره بذنوبه‪.‬‬

‫‪ -2‬أل يمنع الستر من أداء الشهادة إذا طلبت‪} ،‬ول تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه{‬

‫‪ -3‬الستر مرهون برد المظالم‪ ،‬فإذا لم ترد فالساتر شريك للمستور عليه في ضياع حق الغير‪.‬‬

‫صّر على الوقوع في المعصية‪ ،‬وممن يفسد في الرض‪ ،‬فهنا يجب عدم ستره‬
‫‪ -4‬إذا كان المستور ممن ُي ِ‬
‫حتى ل يترتب على الستر ضرر يجعله يتمادى في المعصية‪.‬‬

‫ثمــرات الســـتــــر‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الستر يطفئ نار الفساد ويشيع المحبة في الناس‪.‬‬

‫‪ -2‬ويورث الساتر سعادة وسترا في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬اتصاف صاحبه بالحصافة والحكمة والقدرة على الكتمان وهذا ما ل يتصف به إل الكبار‪.‬‬

‫كيفية التخلق بالســـتـــر‪:‬‬

‫‪ -1‬استشعار فضل الستر‪ ،‬وأن ال يستر من ستر عبدًا مذنبًا‪.‬‬

‫‪ -2‬بتطبيق خلق اليثار‪ ,‬بأن تحب لخيك ما تحبه لنفسك‪.‬‬

‫‪ -3‬تذكر عاقبة من تتبع عورة أخيه‪ ,‬فمن تجرأ على فضح أخيه تكفل ال بفضحه وكشف ستره عنه‪.‬‬

‫سترنا ال وإياكم بستره‪ ,‬وأحاطنا بمزيد عنايته‪ ,‬ووفقنا لكل خير‬

‫ويتجدد اللقاء بكم قريبًا بإذن ال‬

‫خلق الشـــورى‬

‫الحمد ل رب العالمين‪....‬والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪...‬‬

‫قديًما قالوا‪ :‬ما خاب من استخار ول ندم من استشار‪ ،‬وعلى الجانب الخر قالوا‪ :‬من ُأعجب برأيه ضل‪،‬‬

‫وقالوا‪ :‬من استبد برأيه كان من الصواب بعيًدا‪.‬‬


‫خلق عظيم من أخلق السلم التي حثنا عليها وهي موضوع حديثنا لهذا اليوم‪....‬‬
‫الشورى‪ُ ...‬‬

‫معنى الشـــورى‪:‬‬

‫الشورى هي أن يأخذ النسان برأي أصحاب العقول الراجحة والفكار الصائبة‪ ،‬ويستشيرهم حتى يتبين له‬

‫الصواب فيتبعه‪ ،‬ويتضح له الخطأ فيجتنبه‪.‬‬

‫والشورى في السلم تكون في المور التي ليس فيها أمر من ال‪ ،‬أو أمر من الرسول صلى ال عليه وسلم‪،‬‬

‫إذ إنه ل شورى مع وجود نص شرعي‪.‬‬

‫مكانة الشورى‪:‬‬

‫* جعل ال ‪-‬تعالى‪ -‬الشورى صفة من صفات المسلمين‪ ،‬وجعلها في منزلة الصلة والنفاق‪ ،‬قال تعالى‬

‫}والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون{‬

‫* الشورى خلق النبي صلى ال عليه وسلم‪ ..‬ومع أن النبي صلى ال عليه وسلم كان أحسن الناس رأًيا فضلً‬

‫عن كونه مؤيًدا بالوحي اللهي إل أنه دائم المشاورة لصحابه قال أبو هريرة ‪-‬رضي ال عنه‪ :-‬ما َرَأْي ُ‬
‫ت‬

‫ط كان أكثر مشورة لصحابه من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬


‫أحًدا َق ّ‬

‫* والحكم في السلم يقوم على ثلثة أركان أساسية‪ ،‬هي‪ :‬العدل والمساواة والشورى‪ ،‬مما يبين أن الشورى‬

‫لها مكانة عظيمة في ديننا السلمي‪.‬‬

‫ما هي صفات المستـــشــار؟‬

‫طا‬
‫ينبغي للحازم أن يشاور في أمره ذا الرأي الناصح والعقل الراجح‪ ،‬وقد اشترطوا لهلية المستشار شرو ً‬

‫خمسة هي‪:‬‬
‫ل‪ ،‬مع تجربة سالفة‪ ,‬قال بعضهم‪ :‬شاور من جرب المور ؛ فإنه يعطيك من رأيه ما دفع عليه‬
‫ل كام ٌ‬
‫‪ -1‬عق ٌ‬

‫غالًيا وأنت تأخذه مجاًنا‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون ذا دين وتقى؛ فقد ورد في الثر عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬من أراد أمًرا فشاور فيه امرًءا‬

‫مسلًما وفقه ال لرشد أموره‪.‬‬

‫حا ودوًدا؛ فإن النصح والمودة ُيصّدقان الفكرة ويخلصان الرأي‪،‬قال القرطبي‪:‬وصفة‬
‫‪ -3‬أن يكون ناص ً‬

‫المستشار في أمور الدنيا أن يكون عاقل مجربا واّدا في المستشير‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يكون سليم الفكر من هم قاطع وغم شاغل‪ ،‬فإن من عارضت فكره شوائب الهموم ل يسلم له رأي‪ ،‬ول‬

‫يستقيم له خاطر‪.‬‬

‫ى يساعده؛ فإن الرأي إذا عارضه الهوى‬


‫ض يتابعه‪ ،‬ول هو ً‬
‫‪ -5‬أل يكون له في المر المستشار فيه غر ٌ‬

‫وجاذبته الغراض فسد‪.‬‬

‫ثمـــرات الشــــــورى‪:‬‬

‫‪ -1‬الذي يستشير الناس ل يندم أبًدا‪ ،‬وال ‪-‬سبحانه‪ -‬يوفقه للخير‪ ،‬ويهديه إلى الصواب‪.‬‬

‫‪ -2‬وبالشورى يستفيد النسان من تجارب غيره‪ ،‬ويشاركهم في عقولهم‪ ,‬وبذلك يتجنب الخطأ والضرر‪،‬‬

‫ويصبح دائًما على صواب‪.‬‬

‫‪ -3‬أن الشورى فيها تأليف للقلوب‪.‬‬

‫‪ -4‬إن في الشورى تنسيق الجهود وتجميعها‪ ،‬والفادة من الطاقات وعدم تبديدها‪.‬‬

‫‪ -5‬من ثمار الشورى منع الظلم والفردية‪.‬‬


‫‪ -6‬أن فيها إشاعة حرية الرأي‪.‬‬

‫الستــخــــــارة‪:‬‬

‫وإذا كان المسلم يأخذ آراء العقلء من الناس ويستشيرهم في أموره‪ ،‬فإن‬

‫ال ‪-‬سبحانه‪ -‬أقرب من نلجأ إليه حين تختلط علينا المور؛ فنطلب منه الهداية والرشاد‪ ،‬وقد علمنا النبي‬

‫ل ركعتين‪ ،‬ثم يدعو ال بدعاء‬


‫صلى ال عليه وسلم صلة الستخارة‪ ،‬فإذا أقدم المسلم على أمر فليص ّ‬

‫الستخارة‪:‬‬

‫ك‪ ،‬وأسألك من فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تعلم ول أعلم‪ ،‬وَتْقِدُر ول‬


‫ك بُقْدَرِت َ‬
‫سَتْقِدُر َ‬
‫(اللهم إني أستخيرك بعلمك‪ ،‬وَأ ْ‬

‫ت تعلم أن هذا المر )ويذكر حاجته( خيٌر لي في ديني ومعاشي وعاقبة‬


‫َأْقِدُر‪ ،‬وأنت علم الغيوب‪ .‬اللهم إن كن َ‬

‫أمري فاقدره لـي‪ ،‬ويـسره لي‪ ،‬ثم بارك لي فيه‪ ،‬وإن كنت تعلم أن هذا المر )ويذكر حاجته( شٌر لي في ديني‬

‫ضني به )البخاري‬
‫ومعاشي وعاقبة أمري‪ ،‬فاصرفه عني‪ ،‬واصرفني عنه‪ ،‬واْقِدْر لي الخيَر حيث كان ثم ر ّ‬

‫فعلى المسلم أن يحرص على تلك الصلة ويستخير ربه في كل أموره‪.‬‬

‫وفق ال الجميع لما فيه الخير‪...‬وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه‬

‫ويتجدد اللقاء بكم قريبًا بإذن الباري جل جلله‪..‬‬

‫خلق الصـــبر‬
‫الحمد ل رب العالمين‪ ,‬والصلة والسلم على المبعوث رحمة للعالمين‪...‬‬

‫إن هذه الدنيا دار بلء‪ ،‬والخرة دار جزاء‪ ،‬فل يسلم المؤمن في هذه الدار الدنيا من المصائب‪،‬فمن فيها لم‬

‫يصب بمصيبة؟!‬

‫وما أشد الحاجة إلى الصبر‪ ،‬لسيما في هذه الزمان التي اشتدت فيها الغربة‪ ،‬وكثرت فيها الفتن‪ ،‬وصار‬

‫القابض على دينه كالقابض على الجمر‪.‬‬

‫خلــق الصبر‪...‬‬
‫خلق العظيم‪ُ ,‬‬
‫وحديثنا في هذا اليوم‪ ,‬عن هذا ال ُ‬

‫ما هو الصبـــر؟‬

‫الصبر هو أن يلتزم النسان بما يأمره ال به فيؤديه كامل‪ ،‬وأن يجتنب ما ينهاه عنه‪ ،‬وأن يتقبل بنفس راضية‬

‫ما يصيبه من مصائب وشدائد‪.‬‬

‫وقد عرفه بعضهم بأنه‪ :‬حبس النفس عن الجزع‪ ،‬واللسان عن التشكي‪ ،‬والجوارح عن لطم‪ ،‬وشق الجيوب‪،‬‬

‫ونحو ذلك‪.‬‬

‫فضيلة الصبر والصابرين‪:‬‬

‫صيَبٌة‬
‫صاَبْتُهْم ُم ِ‬
‫ن ِإَذا َأ َ‬
‫ن * اّلِذي َ‬
‫صاِبِري َ‬
‫شِر ال ّ‬
‫* إن ال تعالى قد جعل للصابرين ما ليس لغيرهم؛ قال تعالى}َوَب ّ‬

‫ن{‬
‫ك ُهُم اْلمُْهَتُدو َ‬
‫حَمٌة َوُأوَلِئ َ‬
‫ن َرّبِهْم َوَر ْ‬
‫ت ِم ْ‬
‫صَلَوا ٌ‬
‫عَلْيِهْم َ‬
‫ك َ‬
‫ن * ُأوَلِئ َ‬
‫جُعو َ‬
‫ل َوِإّنا ِإَلْيِه َرا ِ‬
‫َقاُلوا ِإّنا ِّ‬

‫صَبُروا{‬
‫ن ِبَأْمِرَنا َلّما َ‬
‫جَعْلَنا ِمْنُهْم َأِئّمًة َيْهُدو َ‬
‫* والصابرون هم أهل المامة في الدين‪ ,‬قال تعالى}َو َ‬

‫* والصــبر خلـــق النبيـــــــاء‪:‬‬


‫ضرب أنبياء ال ‪ -‬صلوات ال عليهم‪ -‬أروع المثلة في الصبر وتحمل الذى من أجل الدعوة إلى ال‪.‬‬

‫خلق الكريم‪":‬من يتصبر يصبره ال‪ ،‬وما أعطي أحٌد‬


‫* واسمع ماذا قال نبينا صلى ال عليه وسلم قال هذا ال ُ‬

‫عطاًء خيًرا وأوسع من الصبر"‪ .‬صحيح الجامع‬

‫أنــواع الصبــــر‪:‬‬

‫الصبر أنواع كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الصبر على الطاعة‪:‬‬

‫فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الصبر عن المعصية‪:‬‬

‫المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية‪ ،‬وهذا يحتاج إلى صبر عظيم‪.‬‬

‫‪ -3‬الصبر على المصائب‪:‬‬

‫ت جرى عليك القلم وأنتَ‬


‫المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أوأهله‪ ,‬وقال المام علي‪ :‬إن صبر َ‬

‫ك القلم وأنت مأزور )عليك وزر وذنب(‬


‫ت جرى علي َ‬
‫مأجور )لك أجر وثواب(‪ ،‬وإن جزع َ‬

‫‪ -4‬الصبر على أذى الناس‪:‬‬

‫طا الناس ويصبر على أذاهم‪ ،‬خير من المسلم الذي ل يخالط‬


‫قال صلى ال عليه وسلم ‪) :‬المسلم إذا كان مخال ً‬

‫الناس ول يصبر على أذاهم(‬


‫ثمـــرات الصــبر‪:‬‬

‫ن{‬
‫صاِبِري َ‬
‫ل َمَع ال ّ‬
‫ن ا َّ‬
‫صِبُروا ِإ ّ‬
‫‪ -1‬ظفرهم بمعية ال سبحانه لهم‪ ,‬قال تعالى}َوا ْ‬

‫ب{‬
‫سا ٍ‬
‫حَ‬
‫جَرُهْم ِبغَْيِر ِ‬
‫ن َأ ْ‬
‫صاِبُرو َ‬
‫‪ -2‬مضاعفة أجر الصابرين على غيرهم‪ ,‬قال تعالى}ِإّنَما ُيَوّفى ال ّ‬

‫ن{‬
‫صَبُروا َأّنُهْم ُهُم اْلَفاِئُزو َ‬
‫جَزْيُتُهُم اْلَيْوَم ِبَما َ‬
‫‪ -3‬الفوز بالجنة و النجاة من النار‪ ,‬قال تعالى}ِإّني َ‬

‫ن{‬
‫صاِبِري َ‬
‫ب ال ّ‬
‫ح ّ‬
‫ل ُي ِ‬
‫‪ -4‬حصول المحبة من ال‪ ,‬قال تعالى}َوا ُّ‬

‫دوافع تعين على الصبر‪:‬‬

‫‪ -1‬تدبر اليات والحاديث الواردة في فضيلة الصبر‪.‬‬

‫‪ -2‬اليقين بأنه ل يقع شيء إل بقدر ال تعالى‪.‬‬

‫‪ -3‬العلم بأن اختيار ال له أحسن من اختياره لنفسه‪.‬‬

‫‪ -4‬استحضار أن أشد الناس بلًء النبياء والصالحون‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يعلم أن زمن البلء ساعة وستنقضي‪.‬‬

‫وفق ال الجميع لما يحب ويرضى‪ ,‬ورزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته‬

‫وإلى لقاء قريب بإذن ال تعالى‬

‫خلق الصـــدق‬

‫الحمد ل كما ينبغي لجلل وجهه وعظيم سلطانه‪,‬والصلة والسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪...‬‬
‫مما لشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد اليمان هي زينة الصدق‬

‫فالصدق أساس اليمان كما إن الكذب أساس النفاق ‪،‬فل يجتمع كذب وإيمان إل وأحدهما يحارب الخر‪...‬‬

‫الصدق‪...‬من أخلق السلم العظيمة‪ ,‬نصحبكم في الحديث عنها هذا اليوم‪...‬‬

‫مــا هـو الصـدق؟‬

‫الصدق بمعناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة‪ ،‬وبمعناه العم مطابقة الظاهر للباطن‪ ،‬فالصادق مع ال‬

‫ومع الناس ظاهره كباطنه‪.‬‬

‫مكــانــة الصـدق‪:‬‬

‫* الصدق مرتبط باليمان‪ ,‬وقد سأل الصحابة فقالوا ((‪ :‬يا رسول ال أيكون المؤمن جبانًـا ؟ قال‪ " :‬نعم "‪،‬‬

‫ل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قيل له‪ :‬أيكون المؤمن كّذابًـا ؟ قال‪ " :‬ل ))حديث حسن‬
‫فقيل له‪ :‬أيكون المؤمن بخي ً‬

‫* الصدق خلق النبياء عليهم السلم‪ ,‬وكان الصدق صفة لزمة للرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫خْيرًا َلُهْم{‬
‫ن َ‬
‫ل َلَكا َ‬
‫صَدُقوا ا َّ‬
‫* الصدق نجاة وخير‪ ,‬وعاقبة الصدق خير وإن توقع المتكلم شًرا قال تعالى }َفَلْو َ‬

‫* الصدق طمأنينة وثبات كما جاء في الحديث ((فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ))حسن صحيح‬

‫مجـالت الصـدق‪:‬‬

‫‪ -1‬الصدق مع ال‪:‬‬
‫وذلك بإخلص العمال كلها ل‪.‬‬

‫‪ -2‬الصدق مع الناس‪:‬‬

‫فل يكذب المسلم في حديثه مع الخرين‬

‫‪ -3‬الصدق مع النفس‪:‬‬

‫فالمسلم الصادق يعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها‪.‬‬

‫متى يسمح بالكذب؟؟‬

‫هناك حالت ثلث يرخص للمرء فيها أن يكذب‪،‬ول يعاقبه ال على هذا؛ بل إن له أجًرا على ذلك‪ ،‬وهذه‬

‫الحالت هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الصلح بين المتخاصمين‪.‬‬

‫‪ -2‬الكذب على العداء في حال الحرب‪.‬‬

‫‪ -3‬في الحياة الزوجية فليس من أدب السلم أن يقول الرجل لزوجته إنها قبيحة ودميمة‪ ،‬بل على الزوج أن‬

‫يطيب خاطر زوجته‪.‬‬

‫الصدق المذموم‪:‬‬

‫إن من الصدق ما يقوم مقام الكذب في القبح والمعرة ومنها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الغيبة‪ :‬وهي ذكر أخاك بما يكره مما هو فيه من صفات في غيبته‪.‬‬

‫ب‪ -‬النميمة‪ :‬نقل الخبار مع قصد الضرار‪ ,‬وهو ذو الوجهين‪.‬‬

‫ثمـرات الصـدق‪:‬‬
‫طلعه‪.‬‬
‫صُلُه الصادق في الدنيا حلوًة في منطقه وهيبًة في م ْ‬
‫ل ما يح ّ‬
‫ن أق ّ‬
‫‪ -1‬إ ّ‬

‫‪ -2‬الفوز بثمرات التقوى العاجلة والجلة‪.‬‬

‫‪ -3‬اطمئنان المؤمن على إيمانه‪ ,‬فالصدق أساس اليمان‪.‬‬

‫‪ -4‬يحظى الصادق دائمًا بثقة من حوله‪.‬‬

‫كيفية تحقيق الصـــدق‪:‬‬

‫‪ -1‬تذكر ثواب الصادقين وعظم منزلتهم‪.‬‬

‫ل الصدق‪ ،‬فإن للمجالسة والمخالطة أثرًا كبيرًا في السلوك والخلق‪.‬‬


‫‪ -2‬مجالسة أه ِ‬

‫‪ -3‬الدعاء‪ ،‬وهذا من أعظم السباب الموصلة إلى محاسن الخلق‪.‬‬

‫نفع ال بكم‪ ,‬وبلغكم منزلة الصديقين في أعلى الجنان‬

‫ويتجدد اللقاء قريبًا بإذن ال عز وجل‪...‬‬

‫خلق العـــدل‬

‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على المبعوث رحمة للعالمين‪...‬‬

‫حديثنا اليوم عن ميزان ال الذي وضعه للخلق‪ ،‬ونصبه للحق؛ فهو إحدى قواعد الدنيا التي ل انتظام لها إل‬

‫به‪ ،‬ول صلح فيها إل معه‪.‬‬

‫العدل‪...‬من محاسن الخلق التي دعا إليها السلم‪,...‬‬


‫ما هو العــــدل؟‬

‫العدل هو النصاف‪ ،‬وإعطاء المرء ما له‪ ،‬وأخذ ما عليه‪.‬‬

‫مـــكانـــة العــــــدل‪:‬‬

‫* العدل اسم من أسماء ال الحسنى وصفة من صفاته سبحانه ففي الحديث القدسي قال تعالى (( يا عبادي إني‬

‫حرمت الظلم على نفسي‪)) ...‬رواه مسلم‬

‫* العدل له منزلة عظيمة عند ال‪ ،‬قال تعالى }وأقسطوا إن ال يحب المقسطين{‬

‫* جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل‪ ،‬وتحث عليه‪ ،‬وتدعو إلى التمسك به‪ ،‬يقول تعالى }إن ال‬

‫يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى{‬

‫مجـالت العـــدل‪:‬‬

‫إننا مطالبون بالعدل في كل شيء‪ ،‬لكننا نشير هنا إلى بعض مجالت العدل‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬العدل بين المتخاصمين‪:‬‬

‫كان صلى ال عليه وسلم مثال في تطبيق العدل‪ ،‬وقد جاء إليه رجلن من النصار يختصمان إليه‪ ،‬ويطلبان‬

‫ن يأخذ حق أخيه‪ ،‬فإنما يأخذ قطعة من النار‪،‬‬


‫منه أن يحكم بينهما‪ ،‬فأخبرهما النبي صلى ال عليه وسلم بأن َم ْ‬

‫فبكي الرجلن وتنازل كل واحد منهما عن حقه لخيه‪.‬‬

‫‪ -2‬العدل في الميزان والمكيال‪:‬‬

‫قال تعالى }وأقيموا الوزن بالقسط ول تخسروا الميزان{‬

‫‪ -3‬العدل بين الزوجات‪:‬‬

‫والمسلم يعدل مع زوجته فيعطيها حقوقها‪ ،‬وإذا كان له أكثر من زوجة فإنه يعدل بينهن في المأكل والمشرب‬
‫والملبس والمسكن والمبيت والنفقة‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم بين زوجاته ‪-‬رضوان ال‬

‫عليهن‪ -‬بالعدل‪ ،‬ويقول ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فل تلمني فيما تملك ول أملك ))حديث صحيح‬

‫‪ -4‬العدل بين البناء‪:‬‬

‫ضا‪ ,‬قال‬
‫ضل بعضهم بهدية أو عطاء؛ حتى ل يكره بعضهم بع ً‬
‫فالمسلم يسّوي بين أولده حتى في الُقْبَلة‪ ،‬فل ُيَف ّ‬

‫صلى ال عليه وسلم (( فاتقوا ال واعدلوا بين أولدكم ))حديث صحيح‬

‫‪ -5‬العدل في الشهادة‪:‬‬

‫عِدُلوا‪{..‬‬
‫ويكون العدل فيها بأن يشهد بما رأى أو سمع فإن شهد بما يخالف ذلك فهو شاهد زور }َوِإَذا ُقْلُتْم َفا ْ‬

‫ثمــرات العــــدل‪:‬‬

‫شعره بالعزة والفخر‪.‬‬


‫‪ -1‬العدل يوفر المان للضعيف والفقير‪ ،‬وُي ْ‬

‫‪ -2‬العدل يشيع الحب بين الناس‪ ،‬وبين الحاكم والمحكوم‪.‬‬

‫‪ -3‬العدل يمنع الظالم عن ظلمه‪ ،‬والطماع عن جشعه‪ ،‬ويحمي الحقوق والملك والعراض‪.‬‬

‫أسباب تعين على التخلق بالعــدل‪:‬‬

‫ل‪.‬‬
‫ل وعم ً‬
‫‪ -1‬بالتربية وحسن التنشئة قو ً‬

‫‪ -2‬قهر النفس على العدل‪ ,‬فكما يحب المرء أن ُيعدل معه وُيحسن إليه‪ ,‬يتيقن كذلك بأن الناس تحب ذلك‬

‫أيضًا‪.‬‬

‫‪ -3‬تذكر عاقبة الظلم‪ ,‬والعذاب المعد لمرتكبه ‪..‬فعن أبي موسى رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال ((إن ال ليملي للظالم‪ ,‬حتى إذا أخذه لم يفلته ))البخاري‬

‫نفعنا ال وإياكم بما نقول ونكتب‪ ,‬وهدانا وإياكم لمحاسن الخلق ومكارمها‪..‬‬
‫خلق كريم من أخلق السلم‪...‬‬
‫ويتجدد اللقاء بكم مع ُ‬

‫خلق العفة‬

‫الحمد ل حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه‪...‬والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪....‬‬

‫قديًما قال بعض أعداء المة‪ :‬كأس وغانية يفعلن في تحطيم المة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع؛‬

‫ب المادة والشهوات‪.‬‬
‫فأغرقوها في ح ّ‬

‫وقد حذر نبي الرحمة من خطر فتنة النساء ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ))البخاري‬

‫وقد كان علج القرآن لهذه الفتنة أبدع العلجات؛‬

‫وكان من الوسائل التي حفظ بها الشرع المسلمين أفراًدا ومجتمعات من خطورة الفواحش‪ ،‬حثهم على العفة‬

‫وترغيبهم في التحلي بها‪...‬‬

‫فماذا نقصد بالعفة؟‬

‫العفة هي الكف عما ل يحل و عف عن المحارم والطماع الدنية والكف عن السؤال‪.‬‬

‫فهي إذن خلق إيماني رفيع يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫فضل ومنزلة العفة‪:‬‬

‫صلِتِهْم‬
‫ن ُهْم ِفي َ‬
‫ن‪ .‬اّلِذي َ‬
‫ح اْلُمْؤِمُنو َ‬
‫* أثنى ال تعالى على أهل العفة وأخبر أنهم أهل الفلح‪...‬قال تعالى }َقْد َأْفَل َ‬

‫عَلى‬
‫ن‪ِ.‬إل َ‬
‫ظو َ‬
‫حاِف ُ‬
‫جِهْم َ‬
‫ن ُهْم ِلُفُرو ِ‬
‫ن‪َ .‬واّلِذي َ‬
‫عُلو َ‬
‫ن ُهْم ِللّزَكاِة َفا ِ‬
‫ن‪َ .‬واّلِذي َ‬
‫ضو َ‬
‫ن الّلْغِو ُمْعِر ُ‬
‫عِ‬‫ن ُهْم َ‬
‫ن‪َ .‬واّلِذي َ‬
‫شُعو َ‬
‫خا ِ‬
‫َ‬

‫ن{‬
‫غْيُر َمُلوِمي َ‬
‫ت َأْيَماُنُهْم َفِإّنُهْم َ‬
‫جِهْم َأْو َما َمَلَك ْ‬
‫َأْزَوا ِ‬
‫خلق النبياء عليهم السلم‪...‬وقد حدثنا القرآن الكريم كيف تجسدت معاني العفة في يوسف عليه‬
‫* العفة ُ‬

‫السلم حينما راودته امرأت العزيز‪..‬‬

‫* ومن الروائع ما قاله ابن القيم رحمه ال عن العفة‪" :‬إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر‪ ،‬لكنها لذة‬

‫يتقدمها ألم حبس النفس‪ ،‬ثم تعقبها اللذة‪ ،‬أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك"‪.‬‬

‫أنـواع العفــة‪:‬‬

‫‪ -1‬عفة الجوارح‪:‬‬

‫فالمسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فل تغلبه شهواته‪.‬‬

‫‪ -2‬عفة الجسد‪:‬‬

‫المسلم يستر جسده‪ ،‬ويبتعد عن إظهار عوراته‪ ,‬وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب‪ ،‬لن شيمتها العفة والوقار‪.‬‬

‫‪ -3‬العفة عن أموال الغير‪:‬‬

‫المسلم عفيف عن أموال غيره ل يأخذها بغير حق‪,..‬كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم‬

‫على شئونه قال تعالى في شأنهم }ول تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا ومن كان غنيًا فليستعفف{‬

‫‪ -4‬عفة المأكل والمشرب‪:‬‬

‫المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه‪ ،‬لن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به كما‬

‫جاء في الحديث‪.‬‬
‫‪ -5‬عفة اللسان‪:‬‬

‫المسلم يعف لسانه عن السب والشتم‪ ،‬فل يقول إل طيًبا‪ ،‬ول يتكلم إل بخير‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم ((ليس‬

‫طّعان ول الّلّعان ول الفاحش ول البذيء ))صحيح الترمذي‬


‫المؤمن بال ّ‬

‫‪ -6‬التعفف عن سؤال الناس‪:‬‬

‫المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج‪ ،‬فل يتسول ول يطلب المال بدون عمل قال صلى ال عليه وسلم‬

‫ف ُيِعّفُه‬
‫‪(( :‬اليد العليا خير من اليد السفلى‪ ،‬وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غًِنى‪ ،‬ومن يستعف ْ‬

‫ن ُيْغِنه ال ))البخاري‬
‫ال‪ ،‬ومن يستغ ِ‬

‫ثمـرات العفـــة‪:‬‬

‫ن‬
‫ك ُهُم اْلَواِرُثو َ‬
‫‪ -1‬وعد ال تبارك وتعالى أهل العفة والحافظين فروجهم بالجنة والخلود فيها قال تعالى } ُأوَلِئ َ‬

‫ن{‬
‫خاِلُدو َ‬
‫س ُهْم ِفيَها َ‬
‫ن اْلِفْرَدْو َ‬
‫ن َيِرُثو َ‬
‫* اّلِذي َ‬

‫‪ -2‬استظلل العبد العفيف بظل عرش الرحمان يوم القيامة‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ((سبعة يظلهم ال‬

‫في ظله ‪ ."...‬منهم‪" :‬رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال‪ ،‬فقال‪ :‬إني أخاف ال ))البخاري‬

‫‪ -3‬النجاة من الصابة بالمراض الخبيثة التي تلحق أصحاب الشهوات‪.‬‬

‫ف أهله‬
‫ف عن المحارم ع ّ‬
‫‪ -4‬العفة تحفظ المجتمع وتحميه‪ ..‬نعم؛ فإن من ع ّ‬

‫أسباب تعين على العفة‪:‬‬

‫‪ -1‬غض البصر‪..‬فإن إطلق البصر إلى ما حرم ال من أعظم أسباب الوقوع في الفواحش‪.‬‬

‫‪ -2‬حرص المرأة المسلمة على الحجاب والتستر‪ ,‬فبالضافة إلى كونه صيانة لها فهو وسيلة من وسائل‬

‫إشاعة العفة والفضيلة في المجتمع‪.‬‬

‫ث النبي شباب أمته على المبادرة إليه وعدم التأخير‪.‬‬


‫‪ -3‬إن من أهم أسباب العفة الزواج‪ ،‬ولهذا ح ّ‬

‫‪ -4‬استشعار مراقبة ال تعالى للعبد و سعة علمه و اطلعه عليه‪.‬‬


‫أسأل ال العلي العظيم أن يطهر قلوبنا وأسماعنا وأبصارنا‪ ,‬ونسأله الهدى والتقى والعفاف والغنى‪...‬‬

‫وإلى لقاء قريب بإذن المولى عز وجل‪...‬‬

‫خلق الكـــرم‬

‫الحمد ل الكريم الوهاب‪...‬والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم‬

‫الدين‪...‬‬

‫ث عليها‬
‫خلق عظيم من مكارم الخلق‪ ،‬وجميل الخصال التي تحّلى بها النبياء‪ ،‬وح ّ‬
‫حديثنا اليوم عن ُ‬

‫المرسلون‪...‬‬

‫خلق الكرم‪...‬‬
‫إنه ُ‬

‫عُلّو المكانة‪ ،‬وانقاد له قوُمه‪ ،‬فما ساد أحد في الجاهلية ول في‬


‫عِرف بشرف المنزلة‪ ،‬و ُ‬
‫ف بالكرم ُ‬
‫عِر َ‬
‫ن ُ‬
‫فَم ْ‬

‫سؤدده ‪ ،‬وتحليه بالكرم‪.‬‬


‫السلم‪ ،‬إل كان من كمال ُ‬

‫ما هو الكـــرم؟‬

‫الكرم يطلق على كل ما يحمد من أنواع الخير والشرف والجود والعطاء والنفاق‪.‬‬

‫وقد سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أكرم الناس؟ قال‪) :‬أتقاهم ل(‪ .‬قالوا‪ :‬ليس عن هذا نسألك‪.‬‬

‫قال‪(:‬فأكرم الناس يوسف نبي ال ابن نبي ال ابن خليل ال) البخاري‬

‫منزلة الكرم والجود‪:‬‬


‫* الكرم صفة من صفات ال عز وجل‪ ,‬فال هو الكريم وهو كثير الخير‪ ،‬الجواد المعطي الذي ل ينفد عطاؤه‪.‬‬

‫خلق النبياء عليهم السلم‪...‬فقد كان النبي صلى ال عليه وسلم أكرم الناس شرفًا ونسًبا‪ ،‬وأجود‬
‫* الكرم ُ‬

‫الناس وأكرمهم في العطاء والنفاق‪.‬‬

‫كما تروي عنه السيدة عائشة ‪-‬رضي ال عنها‪ -‬أنهم ذبحوا شاة‪ ،‬ثم وزعوها على الفقراء؛ فسألها النبي‪) :‬ما‬

‫بقي منها؟( فقالت‪ :‬ما بقي إل كتفها؛ فقال‪) :‬بقي كلها غير كتفها( صحيح الترمذي‬

‫غبنا ال فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم‪ ،‬قال تعالى }وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم ل‬
‫* قد ر ّ‬

‫تظلمون{‬

‫ن بال واليوم الخر‬


‫* وحّثنا نبينا محمد صلى ال عليه وسلم على الكرم ورغب فيه؛ فقال ((من كان يؤم ُ‬

‫فلُيكرم ضيفه ))البخاري‬

‫أنـــواع الكـــــرم‪:‬‬

‫عا كثيرة منها‪:‬‬


‫و بما أن الكرم يطَلق على ما يحمد من الفعال؛ فإن له أنوا ً‬

‫‪ -1‬الكرم مع ال‪:‬‬

‫المسلم يكون كريًما مع ال بالحسان في العبادة والطاعة‪ ،‬ومعرفة ال حق المعرفة‪.‬‬

‫‪ -2‬الكرم مع النبي صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫ويكون بالقتداء بسنته‪ ،‬والسير على منهجه‪ ،‬واتباع هديه‪ ،‬وتوقيره‪.‬‬

‫‪ -3‬الكرم مع النفس‪:‬‬
‫فل يهين النسان نفسه‪ ،‬و يعرضها لقول السوء أو اللغو‪ ،‬وقد وصف ال عباد الرحمن بأنهم }وإذا مروا‬

‫باللغو مروا كراًما {‬

‫‪ -4‬الكرم مع الهل والقارب‪:‬‬

‫المسلم يكرم زوجه وأولده وأقاربه‪ ،‬وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة‪ ،‬والنفاق عليهم‪،‬فقال رسول ال صلى ال‬

‫ت به على مسكين‪،‬‬
‫عليه وسلم ((دينار أنفقته في سبيل ال‪ ،‬ودينار أنفقته في رقبة )إعتاق عبد(‪ ،‬ودينار تصدق َ‬

‫ودينار أنفقته على أهلك‪ ،‬أعظمها أجًرا الذي أنفقته على أهلك ))مسلم‬

‫‪ -5‬إكرام الضيف‪:‬‬

‫قال النبي صلى ال عليه وسلم ((من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يؤِذ جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم‬

‫الخر فليكرم ضيفه ))البخاري‬

‫ثمرات الكرم‪:‬‬

‫‪ -1‬الكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار‪ ،‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪(( :‬السخي قريب من ال‪ ،‬قريب‬

‫من الجنة‪ ،‬قريب من الناس‪ ،‬بعيد من النار‪ .‬والبخيل بعيد من ال‪ ،‬بعيد من الجنة‪ ،‬بعيد من الناس‪ ،‬قريب من‬

‫النار )) الترمذي‬

‫‪ -2‬الكرم بركة للمال‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((ما من يوم يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن‪،‬‬

‫ط ممسًكا تلفًا ))البخاري‬


‫ط منفًقا خلفًا‪ ،‬ويقول الخر‪ :‬اللهم أع ِ‬
‫فيقول أحدهما‪ :‬اللهم أع ِ‬

‫عّز الدنيا‪ ،‬وشرف الخرة‪ ،‬وحسن الصيت‪ ،‬وخلوُد جميل الذكر‪.‬‬


‫‪ -3‬الكرم ِ‬
‫‪ -4‬الكرم يجعل النسان محبوًبا من أهله وجيرانه وأقاربه والناس أجمعين‪.‬‬

‫دوافع تعين على الكرم‪:‬‬

‫ك ل‪.‬‬
‫سه ِمْل ٌ‬
‫‪ -1‬أن يعلم أن المال مال ال‪ ،‬وأنه نف َ‬

‫‪ -2‬أن يثق في ال‪ ،‬فل يخشى الفقر إذا أنفق‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يتأسى بالنبي وبصحابته في إنفاقهم‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يدرب نفسه على الجود والكرم في جميع أوقات العام‪ ،‬وخاصة في شهر رمضان‪ ،‬وفي العياد‬

‫والمناسبات التي تحتاج منه إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يتذكر بأن ثواب ال عظيم وقد جعل عاقبة المنفقين الفوز والفلح‪.‬‬

‫ل‪...‬وأكرمنا بأن نبلغ عفوه ورضاه‪...‬‬


‫بارك ال لي ولكم‪...‬وجعلنا من الكرماء قولً وفع ً‬

‫خلق كريم من أخلقنا العظيمة‪...‬‬


‫ويتجدد اللقاء قريبًا بإذن ال‪ ,,‬مع ُ‬

‫خلق الــوفـــاء‬

‫الحمد ل رب العالمين‪...‬والعاقبة للمتقين‪...‬والصلة والسلم على المبعوث رحمة للعالمين‪...‬‬

‫إن الوفاء من الخلق الكريمة‪ ،‬والخلل الحميدة‪ ،‬وهو صفة من صفات النفوس الشريفة‪ ،‬يعظم في العيون‪،‬‬

‫وتصدق فيه خطرات الظنون‪.‬‬

‫الوفاء من أعظم الصفات النسانية‪،‬فالناس مضطرون إلى التعاون‪ ،‬ول يتم تعاونهم إل بمراعاة العهد والوفاء‬

‫به‪ ،‬ولول ذلك لتنافرت القلوب‪...‬‬


‫ما هو الوفــاء؟‬

‫الوفاء أن يلتزم النسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات‪.‬‬

‫ل{‬
‫وقد أمرال ‪-‬تعالى‪ -‬بالوفاء بالعهد‪ ،‬فقال جل شأنه }وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئو ً‬

‫وقال تعالى }وأوفوا بعهد ال إذا عاهدتم {‬

‫مــكانـة الوفـاء‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الوفاء صفة من صفات الخالق فليس هناك أوفى ول أصدق في إنجاز وعده من ال جل جلله قال‬

‫تعالى }ومن أوفى بعهده من ال{‬

‫‪ -2‬إن الوفاء صفة من صفات الرسل عليهم السلم قال تعالى في مدح سيدنا إبراهيم }وإبراهيم الذي وفى{‬

‫‪ -3‬الوفاء صفة من صفات المؤمنين الصادقين‪ ,‬قال تعالى }من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه{‬

‫ق{‬
‫ن اْلِميَثا َ‬
‫ضو َ‬
‫ل ِينُق ُ‬
‫ل َو َ‬
‫ن ِبَعْهِد ا ّ‬
‫ن ُيوُفو َ‬
‫ب اّلِذي َ‬
‫لْلَبا ِ‬
‫‪ -4‬وهو خلق أولوا اللباب‪ ,‬قال تعالى } ِإّنَما َيَتَذّكُر ُأْوُلوْا ا َ‬

‫أنـــواع الوفــاء‪:‬‬

‫الوفاء له أنواع كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الوفاء مع ال‪:‬‬

‫بين النسان وبين ال ‪-‬سبحانه‪ -‬عهد عظيم مقدس هو أن يعبده وحده ل يشرك به شيًئايقول ال عز وجل }ألم‬

‫أعهد إليكم يا بني آدم أل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم{‬

‫‪ -2‬الوفاء بالعقود والعهود‪:‬‬

‫السلم يوصي باحترام العقود وتنفيذ الشروط التي تم التفاق عليها‪ ،‬وقد قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ((المسلمون عند شروطهم )) حديث صحيح‬

‫‪ -3‬الوفاء بالكيل والميزان‪:‬‬

‫فالمسلم يفي بالوزن‪ ،‬فل ينقصه‪ ،‬لن ال ‪-‬تعالى‪ -‬قال }أوفوا المكيال والميزان بالقسط ول تبخسوا الناس‬

‫أشياءهم{‬

‫‪ -4‬الوفاء بالنذر‪:‬‬

‫والمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد ال على أدائه‪ ,‬ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر‪ ،‬يقول تعالى‬

‫}يوفون بالنذر ويخافون يوًما كان شره مستطيًرا{‬

‫ويشترط أن يكون النذر في خير‪ ،‬أما إن كان غير ذلك فل وفاء فيه‪.‬‬

‫ثمـرات الوفــاء‪:‬‬

‫‪ -1‬اتساع أعمال الخير و البر‪.‬‬

‫‪ -2‬انتشار المودات و استدامة الصداقات ‪.‬‬

‫‪ -3‬استئصال الفوضى و غرس بذور الثقة بين الناس‪.‬‬

‫‪ -4‬سيادة المن و الستقرار النفسي بين الناس‪.‬‬

‫‪ -5‬بتحقيق الوفاء تتحقق التقوى‪ ,‬قال تعالى }بلى من أوفى بعهده واتقى فإن ال يحب المتقين{‬

‫كيف تتخلق بخلق الوفــاء؟‬

‫‪ -1‬التذكير بهذا الخلق بين حين وآخر لتأكيد أهميته‪.‬‬

‫ف يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلقية عظمى‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يتذكر بأن الوفاء شر ٌ‬

‫‪ -3‬يتأمل حال السلف رحمهم ال في وفائهم‪.‬‬

‫‪ -4‬تذكر العاقبة السيئة للغدر‪ ,‬والمنزلة الدنيئة للغادر بين الناس‪.‬‬


‫ل وعم ً‬
‫ل‬ ‫وفق ال الجميع لما يحب ويرضى‪...‬وهدانا لمحاسن الخلق قو ً‬

‫خلق آخر كريم من أخلق السلم‪..‬‬


‫ونلقاكم قريبًا بإذن ال مع ُ‬

‫خلق حفظ اللسان‬

‫الحمد ل أهل الثناء والمجد‪...‬أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد‪...‬والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله‬

‫وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين‪...‬‬

‫"إذا كان الكلم من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلم لبنه وهو يعظه‪.‬‬

‫ول شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لستراحوا وأراحوا‪.‬‬

‫أل ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر‪ ،‬فل ينجو من شّر اللسان إل من قيده بلجام الشرع‪...‬‬

‫لذا كان حفظ اللسان من أخلق السلم العظيمة التي حثنا عليها وهي مدار حديثنا لهذا اليوم‪....‬‬

‫معنــى حفظ اللســان‪:‬‬

‫المقصود به أل يتحدث النسان إل بخير‪ ،‬ويبتعد عن قبيح الكلم‪ ،‬وعن الغيبة والنميمة والفحش‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫والنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث يسجله ال ويحاسبه عليه‪ ،‬يقول ال تعالى}ما يلفظ من‬

‫قول إل لديه رقيب عتيد{‬

‫مكانة حفظ اللسان‪:‬‬


‫ما يدلك عليه كثرة الحاديث التي تبين خطر اللسان والكلمة‪...‬‬

‫* قال ال صلى ال عليه وسلم((ل يستقيُم إيمان عبد حتى يستقيَم قلبه‪ ،‬ول يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه‬

‫)) صحيح الترغيب‬

‫* وقال ال صلى ال عليه وسلم((إذا أصبح ابن آدم فإن العضاء كلها ُتَكّفر اللسان )تذل له وتخضع( تقول‪:‬‬

‫جَنا )) صحيح الترمذي‬


‫جْ‬‫ت اعَو َ‬
‫ج َ‬
‫جْ‬
‫ت استقمنا‪ ،‬وإن اعَو َ‬
‫اتق ال فينا‪ ،‬فإنما نحن بك‪ ،‬فإن استقم َ‬

‫ن أن تبلغ ما بلغت‪،‬‬
‫* وقال صلى ال عليه وسلم((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ال تعالى‪ ،‬ما كان يظ ّ‬

‫ن أن تبلغ ما‬
‫ب ال له بها رضوانه إلى يوم يلقاه‪ ،‬وإن الرجل ليتكّلم بالكلمة من سخط ال‪ ،‬ما كان يظ ّ‬
‫يكُت ُ‬

‫بلغت‪ ،‬يكتب ال له بها سخطه إلى يوم يلقاه )) ‪.‬السلسلة الصحيحة‬

‫ضوابـط الكـلم‪:‬‬

‫من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فل بد له من المور التالية‪:‬‬

‫ضّرا عنه أو عن غيره‪.‬‬


‫‪ -1‬ل يتكلم إل لينفع بكلمه نفسه أو غيره‪ ،‬أو ليدفع ُ‬

‫‪ -2‬أن يتخير الوقت المناسب للكلم‪ ،‬وكما قيل‪ :‬لكل مقام مقال‪.‬‬

‫ل‪.‬‬
‫ل وتطويل مم ّ‬
‫‪ -3‬أن يقتصر من الكلم على ما يحقق الغاية أو الهدف‪ ،‬فالكلم الجيد وسط بين تقصير مخ ّ‬

‫‪ -4‬أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به‪ ،‬فكلمه عنوان على عقله وأدبه‪.‬‬

‫‪ -5‬عدم المغالة في المدح‪ ،‬وعدم السراف في الذم؛ لن المغالة في المدح نوع من التملق والرياء‪،‬‬

‫شّفي والنتقام‪.‬‬
‫والسراف في الذم نوع من الّت َ‬

‫‪ -6‬أل يتكلم بفحش أو َبَذاءٍة أو ُقبح‪ ،‬ول ينطق إل بخير‪.‬‬

‫ج منه إل الكلم الطيب‪.‬‬


‫خِر ُ‬
‫‪ -7‬أن يشغل النسان لسانه دائًما بذكر ال ول ي ْ‬
‫أقـســـام الكـلم‪:‬‬

‫ويدلك على فضل الصمت أمٌر‪ ،‬وهو أن الكلم أربعة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬قسم هو ضرٌر محض‪:‬‬

‫كالكذب وشهادة الزور والنميمة فل بد من السكوت عنه‪.‬‬

‫‪ -2‬وقسم هو نفع محض‪:‬‬

‫كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والتذكير قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ (( :‬من كان‬

‫يؤمن بال واليوم الخر فليقل خيرًا أو ليصمت )) حديث صحيح‬

‫‪ -3‬قسم ليس فيه ضرٌر ول منفعة‪:‬‬

‫ضول‪ ،‬والشتغال به تضييع زمان‪ ،‬وهو عين الخسران‪.‬‬


‫فهو ُف ُ‬

‫‪ -4‬وقسم هو ضرٌر ومنفعة‪:‬‬

‫جا يخفى‬
‫ج بما فيه إثم‪ ،‬من دقيق الرياء والغيبة وتزكية النفس‪ ،‬وفضول الكلم‪ ،‬امتزا ً‬
‫وهذا فيه خطر‪ ،‬إذ يمتز ُ‬

‫إدراكه‪.‬‬

‫ثمرات حفظ اللســــان‪:‬‬

‫‪ -1‬الفوز برضوان ال تعالى لقوله صلى ال عليه وسلم(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ال تعالى‬

‫ماكان يظن ان يبلغ ما بلغت ؛يكتب ال له رضوانه الى يوم يلقاه ))‬

‫‪ -2‬انه قد ضمن الجنة بحفظ لسانه‪ ,‬لقوله صلى ال عليه وسلم ((من يضمن لى ما بين لحييه ومابين رجليه‬

‫اضمن له الجنة )) رواه البخاري‬


‫‪ -3‬انه من أفضل المسلمين فقد سئل صلى ال عليه وسلم عن اي المسلمين أفضل ؟فقال((‪:‬من سلم المسلمون‬

‫من لسانه و يده )) متفق عليه‬

‫‪ -4‬انه ناج من عذاب ال تعالى لقوله صلى ال عليه وسلم ((من صمت نجا )) صحيح الترمذي‬

‫‪ -5‬راحة النفس من المتاعب والهموم والمشاكل‪.‬‬

‫أمور تعينك على حفظ لسانك عن الفات‪:‬‬

‫‪ -1‬التعوذ بال من شّر اللسان‪ ,‬وكان من دعاء النبي صلى ال عليه وسلم(( للهم إنـي أعوذ بك من شر‬

‫سمعي ‪ ..‬ومن شر بصري ‪ ..‬ومن شر لساني ومن شر قلبي ‪..‬ومن شر منيي )) صحيح النسائي‬

‫‪ -2‬استحضار ثمرات حفظ اللسان في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ -3‬استحضار مساوئ عدم حفظ اللسان حيث أنها محبطة لحسناتك يوم القيامة ومثقلة لميزان سيئاتك فهذا ما‬

‫يشجع على حفظ اللسان من الفات ويقوي العزيمة على ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬الكثار من الصمت‪.‬‬

‫‪ -5‬أن تقطع كل السباب الباعثة على آفات اللسان كالغضب والحسد والكبر والغرور والمباهاة‪...‬‬

‫خلق العظيم‪ ,‬نكون اختتمنا هذه السلسة التي شرفت بصحبتكم لي فيها‬‫وبهذا ال ُ‬
‫سائلين المولى جل وعز أن تكون حجة لنا ل علينا‪ ...‬وأن يتقبلها منا بقبول حسن‬
‫وحري بنا أن نجعلها ميدان عمل وتطبيق في حياتنا‪...‬‬
‫فالدين المعاملة‪...‬‬

‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‬


‫أخوكم الراجي لعفو ربه‪ /‬أبو عبدال النونان‬

You might also like