You are on page 1of 11

‫إعداد التلميذة ‪ :‬سارة عبيدة‬

‫‪:‬تحت إشراف الستاذ‬


‫العمراني‬

‫إعدادية‪ :‬وادي المخازن‬


‫العرائش‬
‫باسم ال الرحمان الرحيم‬

‫ََ‬
‫فل ً‬
‫م طِ ْ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬‫ج‬‫ٌ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ث‬ ‫مى‬
‫ّ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫م‬‫شاءٌ إَلى أ ٍ ٌ‬
‫ل‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫في ال َْر َ‬
‫حام ِ َ‬ ‫قَر ِ‬
‫و نُ ِ‬
‫'' َ‬

‫شدّك ٌ ْ‬
‫م ''‬ ‫غوا أ َ ٌ‬
‫م ل ِت َب ْل ٌ ٌ‬‫ثٌ ّ‬

‫سورة الحج‪ :‬الية ‪5‬‬

‫تمهيد‬
‫لقد جاءت شريعة السلم بكل ما يصلح أحوالنا ولم تترك صغيرة ول كبيرة إل وأتت فيها بحكم‬
‫وتوجيه‪ .‬جاءت شريعة السلم لسعاد المجتمع‪ ،‬والطفال من ضمن المجتمع فالحمد الله الذي‬
‫رزقك زوجة ولودًا‪ ،‬وجعل لك ذرية‪ ،‬فكم من رجل عقيم ل يولد له ولد‪ ،‬وكم من امرأة كذلك‪،‬‬
‫قال تعالى‪ '' :‬يهب لمن يشاء أنثا ويهب لمن يشاء الذكور‪ ،‬أو يزوجهم ذكرانا ً وأنثا ويجعل من‬
‫يشاء عقيما ً '' )الشورى‪ .(50،49:‬ونحن في زمن ‪ -‬مع السف ‪ -‬غابت فيه الشريعة واندثر‬
‫العلم وانتشر الجهل‪.‬‬
‫إن حقوق الطفل في السلم تبدأ من قبل وجوده‪ ،‬تبدأ من حين البحث عن أم و زوجة صالحة‪.‬‬
‫والحقوق أساسها منح من الله عز و جل عبر التشريعات اللهية في الكتب السماوية‪ ،‬و عبر ما‬
‫أنعم به الله على عباده من إرشادهم لتقنين بعض الحقوق عبر التفاقيات و المواثيق الدولية‪..‬‬

‫أهم المحاور التي نناقشها‪:‬‬

‫حقوق الطفل بين القوانين الوضعية والقوانين الشرعية‬ ‫•‬

‫تميز حقوق الطفل في السلم‬ ‫•‬

‫حقوق الطفل قبل الولدة‬ ‫•‬

‫حقوق الطفل بعد الولدة‬ ‫•‬

‫حقوق الطفل بين القوانين الوضعية والقوانين الشرعية‪:‬‬

‫الطفال زينة الحياة الدنيا تسر الفؤاد مشاهدتهم‪ ،‬وتقر العين رؤيتهم‪ ،‬وتبتهج النفس‬
‫بمحادثتهم‪ ،‬هم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل‪.‬‬
‫و لهذا أصبح الطفل محور اهتمام العالم أجمع‪ ،‬فبدأت تعقد المؤتمرات من أجله‪ ،‬وفي التاسع‬
‫عشر من سبتمبر عام ‪ 2002‬م تعقد المم المتحدة مؤتمرا عالميا للطفل علي غرار مؤتمر‬
‫المرأة والسكان‪.‬‬
‫وقد سبقت هذه القمة ثلثة مؤتمرات تحضيرية انبثقت عنهم وثيقة هامة بحقوق الطفل يطلق‬
‫عليها )عالم جدير‬
‫بالطفال(‪ ،‬ويذكر أن هذه الوثيقة تهدف إلي توجيه العالم كله تحت نظام أخلقي واجتماعي‬
‫واحد ‪ ،‬كما تسعي إلي عولمة الطفل علي النموذج الغربي دون ترك مساحات للخر ليحفظ‬
‫هويته‪.‬‬
‫وللسف فالعالم العربي والسلمي لن يفعل شيئا إزاء هذه البنود ‪ ،‬بل يسير علي النهج‬
‫الغربي في إعداده للطفل تربويا واجتماعيا ونفسيا ‪ ،‬تاركا خلفه الكنز النفيس من القواعد‬
‫والحقوق التربوية التي أرسي قواعدها السلم ‪ ،‬والتي بدورها تخرج رجال ً أسوياء قادرين علي‬
‫تحدي كل المستحدثات الحضارية‪.‬‬
‫ومهما كانت بنود هذه الوثيقة واهتمامها بالطفل ‪ ،‬فلن تضاهي رعاية السلم للطفل التي‬
‫فاقت كل النظمة والقوانين الوضعية قديمها وحديثها‪.‬‬
‫لقد اهتم السلم بالطفل في كل مراحل حياته‪ :‬جنينا ‪ ،‬ورضيعا ‪ ،‬وصبيا ‪ ،‬ويافعا ‪ ،‬ثم شابا إلي‬
‫أن يصل إلي مرحلة الرجولة ‪.‬‬
‫ويشير الدكتور رشاد موسي ‪ -‬أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الزهر ‪ -‬في بحثه‬
‫البناء النفسي للطفل لمواجهة التحدي الحضاري في ضوء السلم ‪ ،‬يشير إلي الحقوق التي‬
‫كفلها السلم للطفل ‪ ،‬حيث أوجب علي الم رعاية جنينها ‪ ،‬والمحافظة عليه ‪ ،‬بل أباح السلم‬
‫لها أن تفطر إذا شعرت أن صيامها خطرا علي جنينها أو رضيعها ‪ ،‬كما ينبهها إلي عدم تناول ما‬
‫يضر بالجنين من مأكل ومشرب ‪ ،‬وحرم علي الم الجهاض إل إذا كان خطرا علي حياتها ‪،‬‬
‫وحفظ للطفل حقه في النسب والحضانة والولية ورعاية شئونه قبل البلوغ ‪ ،‬كما حفظ للطفل‬
‫حقوقه المالية من النفقة عليه وعلي والديه في أثناء الحمل وبعده ‪ ،‬وحفظ له حق الوصية ‪،‬‬
‫والوقف وغيرها من الحقوق التي تتصل بالمولود حين ولدته مثل‪:‬‬
‫‪ -‬استحباب البشارة والتهنئة عند الولدة‪.‬‬
‫‪ -‬استحباب الذان في أذنه اليمني والقامة في أذنه اليسري‪.‬‬
‫‪ -‬تحنيك المولود‪.‬‬
‫‪ -‬حلق شعر المولود والتصدق بوزن شعره ذهبا علي الفقراء‪.‬‬
‫‪ -‬عقيقة المولود‪.‬‬
‫‪ -‬ختان المولود‪.‬‬
‫ويضيف الدكتور رشاد أن السلم اهتم بمرحلة الطفولة ؛ لنها اللبنة الساسية في بناء شخصية‬
‫الفرد إيجابا أو سلبا ‪ ،‬وفقا لما يلقيه من اهتمام ‪ ،‬وقد اعتني السلم بالطفل لما لهذا أبلغ الثر‬
‫في بنائه النفسي اليجابي الذي بدوره ينعكس علي تكوين المجتمع المسلم‪.‬‬
‫وهناك العديد من جوانب العناية التي أولها السلم للطفل‪:‬‬
‫أول ‪ -‬رعايته حضانة ورضاعة ‪ ،‬وهنا يقرر القرآن الكريم حقيقة فائدة الرضاع من حليب الم‬
‫المعقم ‪ ،‬والذي هو أصح غذاء من كل أنواع الحليب الصناعي ‪ ،‬وفائدته الغذائية والنفسية‬
‫المهمة للطفل والم معا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬رعايته جسديا‪ :‬تلخص السنة النبوية رعاية الطفل جسديا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النفقة عليه ‪ :‬عن ثوبان بن مجدد مولي رسول الله )صلي الله عليه وسلم( قال‪) :‬أفضل‬
‫دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه علي عياله(‪.‬‬
‫‪ -‬وقايته من المراض‪ :‬من مقاصد الشريعة السلمية ‪ ،‬حفظ النفس وحاصله في ثلثة معان‬
‫هي‪ :‬إقامة أصله بشرعية التناسل ‪ ،‬وحفظ بقائه من جهة المأكل والمشرب ‪ ،‬وذلك يحفظه من‬
‫الداخل ‪ ،‬والملبس والمسكن ‪ ،‬وذلك يحفظه من الخارج ‪ ،‬وحفظ ما يتغذي به أن يكون مما ل‬
‫يضر أو يقتل أو يفسد‪.‬‬
‫‪ -‬رعايته وجدانيا ‪ :‬ذلك بالحسان إليهم ورحمتهم وملعبتهم وإدخال السرور عليهم‪ ,‬والعدالة‬
‫بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬رعايته علميا وتعبديا‪ :‬وهذه الرعاية من إيمان وقراء‪ ،‬وحفظ لكتاب الله ‪ ،‬وتعليم القراءة‬
‫والكتابة‪ ،‬والصلة والصيام‪ ،‬وأعمال البر وآداب السنة ‪ ،‬إنما هي أسباب الحياة الحقيقية حياة‬
‫القلب والروح والسعادة البدية‪.‬‬
‫‪ -‬رعايتهم سلوكيا واجتماعيا‪ :‬وذلك بتعويدهم علي الفضائل ومكارم الخلق ‪ ،‬وحسن اختيار‬
‫صحبتهم ‪ ،‬والدعاء لهم وتجنب الدعاء عليهم ‪ ،‬وكذلك احترامهم وتشجيعهم علي الصراحة‬
‫بالحق ‪.‬‬
‫وعليه نري أن القائمين علي إعداد الوثائق الدولية إذا التزموا بهذه المحددات التربوية‬
‫المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ‪ ،‬لدي هذا إلي وضع الركائز الساسية لمقومات‬
‫البناء النفسي السليم للطفل حتي يكون قادرا علي مواجهة التحدي الحضاري عبر الزمنة‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫تميز حقوق الطفل في السلم‪:‬‬

‫تميزت حقوق الطفل في السلم على حقوقه في القانون الدولي والوضعي بالعديد من‬
‫المميزات التي يجب علينا تعّرفها وتعّلمها وإدماجها في برامجنا التربوية والتعليمية والتدريبية‬
‫حتى نفعلها في حياتنا تفعيل ً عقليا ً شرعيًا‪ ،‬وحتى ندافع عن ديننا في ظل التشويه العالمي‬
‫والمحلي لهذا الدين وشريعته السمحة الغراء‪ ،‬ووسطيته العادلة الفريدة في عالم غابت فيه‬
‫الوسطية ومعايير العدالة المطلقة‪.‬‬

‫و من هذه المميزات ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن الحقوق المقررة في التشريعات الوضعية جاءت نتيجة لوضاع اجتماعية ظالمة‪ ،‬أو‬
‫بسبب مشكلت يعاني منها المجتمع ومن ثم يحاول علجها والسيطرة عليها بدراسات‬
‫وتشريعات عرضة للخطأ والصواب والتعديل والتبديل‪.‬‬
‫ـ أما حقوق الطفل في الشريعة السلمية فهمي مقررة من رب العباد‪ ،‬الذي ل يضل ول‬
‫ينسى‪ ،‬وهو الخالق العليم بما يصلح للنفس البشرية التي خلقها وسواها ولهذا جاءت أحكام‬
‫الشريعة متخطية لحدود الزمان والمكان‪ ،‬والمحاولة والخطأ عادلة عدالة مطلقة‪.‬‬

‫ـ فالله واهب البنين وواهب البنات وهو واهب الحياة من هنا كان احترام هذه التباينات‬
‫ل من الحوال‪ ،‬وما‬ ‫والحقوق واجب شرعي ل يجوز العتداء عليها في أي زمان ومكان بأي حا ٍ‬
‫حدث في مؤتمرات السكان من محاولت إباحة الجهاض دليل قاطع على أن ديمومة الشريعة‬
‫أجب وأحفظ للحقوق‪.‬‬

‫ـ وعندما حفظت الشريعة حق المولود في النسب المعلوم والموثق والمشهود عليه والمعلن‬
‫وحرمت إنجاب الطفال خارج العلقة الزوجية الشرعية‪ ،‬فقد حمت الطفال من المشكلت‬
‫المستقبلية التي يعاني منها المنجبون خارج إطار السرة الشرعية‪.‬‬

‫ـ حمت الشريعة السلمية حقوق الطفل من مصيبة التشريع بالهواء وعدد الصوات فلعن الله‬
‫نظاما ً يحل قتل الجنين بواحد وخمسين صوتا ً ول يستطيع منعه‪ ،‬بتسع وأربعين صوتًا‪ ،‬فهناك‬
‫ثوابت مثل حق الحياة‪ ،‬وحق النسب‪ ،‬وحق الرعاية البوية‪ ،‬ل يمكن الخروج عليها شرعًا‪.‬‬

‫ـ أقرب الشريعة السلمية حقوقا ً للطفل عجزت القوانين الوضعية لحقوق الطفل التغلب‬
‫عليها كحقه في اختيار الم ذات الخلق الحميدة‪ ،‬وحقه في السم الحسن‪ ،‬وحقه في النجاب‬
‫داخل السرة‪ ،‬وحقه في الرضاعة‪ ،‬وحقه في بيئة رحمية أولية طاهرة‪ ،‬وحقه في التربية‬
‫ذين خلقيا ً وجنسيًا‪.‬‬
‫اليمانية‪ ،‬وحقه في الحماية من النار والشيطان والصيانة من الشا ّ‬

‫ـ كما حمت الشريعة السلمية حق الطفل في الرضاعة الطبيعية‪ ،‬والوصية الحنونة الهادئة‪،‬‬
‫وحقه قبل الميلد في الميراث‪ ،‬وحقه في الوصية والميراث الشرعي‪.‬‬

‫كما حمت الشريعة حق اليتيم في الرعاية الجتماعية‪ ،‬وحفظ الموال‪ ،‬والعطف من الجميع‬
‫والحنان ونشأته في أسرة كافلة سوية‪.‬‬

‫ـ كما أن حقوق الطفل في الشريعة حقوق كلية حرصت على الكليات والحقوق الساسية‬
‫وأجازت الجتهاد لوضع الليات والتفاصيل التي تحكمها المستجدات الجتماعية والقتصادية‬
‫والتربوية والسياسية‪.‬‬

‫ـ كما حمت الشريعة السلمية الطفل من التبني‪ ،‬وتغيير العقيدة‪ ،‬والسترقاق وحفظت حقوق‬
‫اللقيط والمريض وذوي الحتياجات الخاصة‪ ،‬وحقه في الحياة وتحريم المتاجرة في أعضائه‬
‫البشرية تحريما ً أبديا ً قاطعًا‪.‬‬

‫فلماذا ل تبنى جمعيات المرأة والطفل في ديارنا هذه التشريعات الربانية وتناقشها مع‬
‫المنظمات العالمية بدل ً من الكتفاء بالتلقي والتبعية في تلك التشريعات التي تميزت بها‬
‫الشريعة السلمية‪.‬‬

‫حقوق الطفل قبل الولدة‪:‬‬

‫الحق الول ‪ :‬حق اختيار الزوجة والزوج *‬


‫حسن اختيار كل من الزوجين لصاحبه يعتبر حقًا من حقوق الطفل التي أمر بها السلم‪ ،‬ونجمل في هذا المقام أهم السس‬
‫‪:‬للختيار فنقول‬
‫أن تختار المرأة الرجل ذا الخلق والدين عمل بقوله " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إل تفعلوا تكن فتنة في‬
‫‪ ".‬الرض وفساد كبير‬
‫هناك صفات في المرأة مرغوب فيها شرعًا وقد حض السلم عليها لما فيها من بقاء اللفة ودوام العلقة الزوجية‬
‫" منها الزواج بالمرأة الولود "‬
‫قال عليه السلم ‪ " :‬تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم المم يوم القيامة" " ومنها أن تكون المرأة صالحة " فعن ابن‬
‫عمر أن رسول ال قال ‪ ":‬الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " لو تأملنا هذه التوجيهات السلمية لدركنا كيف أن‬
‫السلم أهتم بتربية النشء من قبل ميلده لما له من أثر في تكوين البيت الذي يكتنفه الحب والوفاء لنجاب الذرية القوية‬
‫ذات العقل والذكاء والصلح ‪ ،‬ولدركنا أن السلم سبق النظريات التربوية في عصرنا الحاضر والتي تنادي بضرورة‬
‫‪.‬البدأ بتربية الطفل منذ ولدته‬

‫الحق الثاني‪ :‬واجب رعاية الم للجنين *‬

‫أرشدتنا الشريعة إلى أهم السس التي يجب أن يرعاها كل من الزوجين عند اختيار الخر بهدف إيجاد النسل والذرية‬
‫السلمية لحفظ النوع النساني لعمارة الكون ‪ ،‬ووضعت الشريعة السلمية القواعد والسس التي تحمى هذه الذرية منذ‬
‫تكوينها في بطن الم حتى تخرج لنا إلى الحياة قوية مكتملة البنية‪ ،‬ويتضح لنا هدف الشارع في المحافظة على الجنين من‬
‫جهة توجيه الباء باتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزعات الشيطان وذلك عند وضعه‬
‫في الرحم ‪ ،‬حيث قال عليه الصلة والسلم‪ " :‬أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله بسم ال اللهم جنبني الشيطان وجنب‬
‫‪ ".‬الشيطان ما رزقتنا ثم قدر أن يكون بينهما في ذلك وقضي ولد لم يضره شيطان أبدًا‬
‫أيضًا نلحظ من شدة حرص الشارع على الجنين والعناية به قبل أن يكتمل نموه أنه أباح للمرأة الحامل الفطر في رمضان‬
‫فقد روى عن النبي أنه قال ‪ " :‬إن ال وضع عن المسافر شطر الصلة وعن الحامل أو المرضعة الصوم ـ أو الصيام ـ وال‬
‫لقد قالها النبي كليهما أو أحدهما " و كذلك على الم أن تتناول الطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللزمة لتكوين‬
‫‪.‬الجنين وحمايته‪ ،‬واكتمال نموه‬
‫أيضا نلحظ من شدة حرص الشارع على تعهد الجنين أنه قرر تأجيل إقامة الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها وذلك‬
‫حماية له ‪ ،‬وقد أجمع فقهاء المسلمين على عدم جواز القصاص من الحامل قبل وضعها سواء كانت حامل وقت وقوع‬
‫الجناية أو حملت بعدها وسواء كان القصاص في النفس أو في طرف من أطرافها كل ذلك صيانة ووقاية لهذا المخلوق‬
‫‪.‬الضعيف الذي يقطن أحشاءها‬
‫ولقد أثبت الشرع أهلية الجنين غير أنها أهلية ناقصة فأثبت حقه في الرث إن خرج إلى الدنيا حيا وقد اتفق الفقهاء على‬
‫ذلك‪ ،‬وعلى أن يوقف توزيع التركة قبل الولدة لحين ولدته حتى يتضح أهو ذكر أم أنثى ‪ ،‬وهل هو مفرد أم متعدد وذلك‬
‫‪.‬فيما إذا لم يكن معه وراث أصل أو كان معه وراث محجوب به‬

‫حقوق الطفل بعد الولدة‬

‫أول ‪ :‬حق الذان والقامة في أذن المولود‬


‫حَياِة الّدْنَيا ( ومن هنا‬
‫ن ِزيَنُة اْل َ‬
‫ل َواْلَبُنو َ‬
‫من المعلوم أن من أجل النعم التي يهبها الباري لعبده نعمة النجاب‪ ،‬قال تعالى ) اْلَما ُ‬
‫‪.‬نجد أن المولود يعتبر هبة من ال للنسان تفضل بها عليه ليأنس به في صغره ويستعين به في كبره ويدعو له بعد موته‬
‫لذلك فمن حق الواهب أن يشكر على ما أعطى ‪ ،‬ومن حق الوليد أن يقرع سمعه شعار المالك لمخلوقاته‬
‫" وهو قول ‪ :‬ل إله إل ال "‬
‫حيث أن هذا الشعار متضمن لكلمة التوحيد التي يدخل بها العبد في دينه ولما كانت الشهادة هي أول ماينطق به الداخل في‬
‫‪.‬السلم ‪ ،‬فكان ذلك كتلقين الطفل شعار السلم عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها‬
‫وغير مستبعد وصول أثر الذان إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر‪ ،‬وهناك فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات‬
‫‪.‬الذان‬
‫فعلى الوالدين أن يدركا ذلك ويحرصا على تنفيذ ما فعله رسول ال مع الحسن بن علي‬
‫ثانيا‪ :‬حق تحنيك المولود‬
‫التحنيك معناه وضع التمر ودلك لحنك المولود به وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الصبع وإدخاله في فم‬
‫‪.‬المولود ‪ ،‬ثم القيام بتحريكه يمنة ويسرة بحركة لطيفة‬
‫وذلك تطبيقًا للسنة المطهرة واقتداء بفعل رسول ال ولعل الحكمة من ذلك تقوية عضلت الفم بحركة اللسان مع الحنك مع‬
‫‪.‬الفكين حتى يتهيأ المولود لعملية الرضاعة وامتصاص اللبن بكل قوة وبحالة طبيعية‬
‫ومن الفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالتقوى والورع والصلح تبركا وتفاؤل بصلح المولود وتقواه ‪ ،‬ومن‬
‫الحاديث التي استدل بها الفقهاء على استحباب التحنيك ‪،‬فعن أبي موسى قال ‪ " :‬ولد لي غلم فأتيت النبي فسماه إبراهيم‬
‫" فحنكه بتمرة ودعا بالبركة ودفعه إلي‬
‫)) ثالثا‪ :‬حق الطفل في الغذاء )) الرضاعة‬
‫عملية الرضاعة عملية جسمية ونفسية لها أثرها البعيد في التكوين الجسدي والنفعالي والجتماعي في حياة النسان وليدا ثم‬
‫ً‪.‬طفل‬
‫ولقد أدركت الشريعة السلمية ما لعملية الرضاعة من أهمية للطفل حيث يكون بمأمن من المراض الجسمية والجدب‬
‫النفسي التي يتعرض لها الطفل الذي يتغذى بجرعات من الحليب الصناعي‪ .‬فقد فرض المولى سبحانه على الم أن ترضع‬
‫حْوَلْي ِ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬
‫ن َأْولَدُه ّ‬
‫ضْع َ‬
‫ت ُيْر ِ‬
‫طفلها حولين كاملين ‪ ،‬وجعله حقًا من حقوق الطفل‪ .‬حيث يقول المولى عز وجل‪َ ":‬واْلَواِلَدا ُ‬
‫ن المعروف‬
‫سَوُتُه ّ‬
‫ن َوِك ْ‬
‫عَلى اْلَمْوُلوِد َلُه ِرْزُقُه ّ‬
‫عَة َو َ‬
‫ضا َ‬
‫ن ُيِتّم الّر َ‬
‫ن َأَراَد َأ ْ‬
‫ن ِلَم ْ‬
‫"َكاِمَلْي ِ‬
‫ولقد أثبت البحوث الصحية والنفسية في الوقت الحاضر أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهتين‬
‫الصحية والنفسية‪ ،‬بيد أن نعمة ال وكرمه على المة السلمية لم تنتظر نتائج البحوث والتجارب التي تجرى في معامل‬
‫علم النفس وخلفها من قبل العلماء النفسيين والتربويين بل سبقت ذلك كله‬
‫فالطفل في أيامه الولى‪ ،‬وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية‬
‫‪.‬ليعوض ما اعتاده وألفه وهو في وعاء أمه‬
‫لذلك نجد أن أول ما تبد به الم بعد الوضع هو ممارسة عملية التغذية عن طريق الرضاعة ‪ ،‬أي إرضاع الطفل من ثديها‪،‬‬
‫تهديها فطرتها التي فطرها الباري عليها لما يتميز به لبنها من تكامل عناصره وخلوه من الميكروبات ‪ ،‬ومناعة ضد‬
‫المراض‪ ،‬ولما يحتويه على نسبة من البروتينات المساعدة لعملية الهضم السريع وكمية المعادن والملح كالبوتاسيوم‬
‫))والصوديوم ونسبتها بعضها لبعض المساعدة على إراحة الكليتين ‪ ،‬بالضافة إلى تواجد فيتامين )) ث (( وفيتامين )) أ‬
‫أما الفوائد النفسية والجتماعية من هذه العملية فتنعكس على الوليد في شعوره بالدفء والحنان والمان وهو ملتصق بوالدته‬
‫‪.‬يحس نبضات قلبها‬
‫ولقد أكد علماء النفس أن الرضاعة " ليست مجرد إشباع حاجة عضوية إنما هو موقف نفسي اجتماعي شامل‪ ،‬تشمل‬
‫‪.‬الرضيع والم وهو أول فرصة للتفاعل الجتماعي‬
‫" ولسائل أن يسأل لماذا حددت فترة الرضاعة بعامين ‪ ...‬؟ "‬
‫في الواقع أن العلم اللهي في إدراك مدى حاجة الطفل إلى هذه الفترة والتي يتسم فيها نمو الطفل بالستمرار ‪ ،‬فهي تعتبر‬
‫مرحلة انطلق القوى الكامنة ‪ ،‬حيث أنا نلحظ على الطفل نموا جسميا سريعا وتزايدًا حسيا وحركيا ملحوظا في السيطرة‬
‫حبو فالوقوف ثم المشي (( الضافة إلى تعلم الطفل الكلم‬
‫على الحركات )) حيث تبدو حركات القدمين ثم الجلوس فال َ‬
‫‪.‬واكتساب اللغة ونمو الستقلل والعتماد النسبي على النفس والحتكاك الجتماعي بالعالم الخارجي‬
‫ثم تنتهي هذه المرحلة بالفطام الذي يتطلب من الم التدرج والصبر والحلم وعدم القيام بهذه العملية فجأة ‪ ،‬إذ أن ذلك يسبب‬
‫‪.‬للطفل صدمة نفسية قاسية لسيما إذا لجأت الم إلى استخدام الوسائل البدائية في عملية الفطام‬
‫ومن الممكن أن تتم عملية الفطام بطريقة أكثر فعالية‪ ،‬كأن تستبعد رضعة أو رضعتين خلل السبوع وتحل مكانها وجبة‬
‫‪.‬غذائية أو تقديم كوب من الحليب بدل من الزجاجة‬
‫ونلحظ مدى اهتمام الشريعة بالرضاعة وجعلها حقًا من حقوق الطفل إل أن ذلك الحق لم يكن مقتصرًا على الم فقط إذ أن‬
‫هناك مسؤولية تقع على كاهل الب ‪ ،‬وتتمثل هذه المسؤولية في وجوب إمداد الم بالغذاء والكساء حتى تتفرغ لرعاية طفلها‬
‫وتغذيته‪ .‬وبذلك فكل منهما يؤدي واجبه ضمن الطار الذي رسمته له الشريعة السمحة‪ .‬محافظا على مصلحة الرضيع‬
‫‪ " .‬المسندة إليه رعايته وحمايته على أن يتم ذلك في حدود طاقتهما وإمكانيتهما قال تعالى ‪ " :‬ل يكلف ال نفسًا إل وسعها‬
‫رابعا ‪ :‬تسمية المولود باسم حسن‬
‫قررت الشريعة السلمية أن من ضمن حقوق الطفل على والديه أن يحسنا اختيار اسمه الذي سيدعى به بين الناس مستقبل‬
‫) ولقد جاء توجيه رسول ال في قوله ‪ ) :‬إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬تسموا بأسماء النبياء وأحب السماء إلى عبد ال وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام‬
‫" وأقبحها حرب ومرة‬
‫فهذا دليل واضح على ضرورة أن يحسن الوالدان اختيار اسم طفلهما ولعل الحكمة من ذلك حتى يكون إيحاء للمعاني الخيرة‬
‫التي يحملها هذا السم ‪ ،‬كما أن للفرد الحق في تغيير اسمه إن كان السم يحمل معنى سيئًا وقد ثبت عن رسول ال أنه غير‬
‫اسم عاصية فعن ابن عمر ‪ :‬أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول ال جميلة كما أنه يستحب أن تكون تسمية‬
‫" المولود يوم السابع ‪ ،‬يقول رسول ال ‪ " :‬كل غلم مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمى‬
‫" خامسا ‪ :‬عقيقة المولود "‬
‫العقيقة معناها ‪ :‬ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من ولدته وحكمها سنة مؤكدة عن النبي أنه قال ‪ " :‬من أحب أن ينسك‬
‫" عن ولده فليفعل‬
‫سئل رسول ال عن العقيقة فقال‪ :‬ل يحب ال العقوق كأنه كره السم وقال ‪ " :‬من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن‬
‫الغلم شاتان مكافئتان‪ ،‬وعن الجارية شاة " ‪ .‬و الحكمة هي إظهار البشر والسرور بالنعمة ونشر النسب بالمولود ولم يتوقف‬
‫‪:‬المر عند هذا الحد ولكن لها أيضا فوائد كثيرة نذكر منها‬
‫_ أنها إحياء لسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أنها قربان يقرب عن المولود في أول خروجه إلى الدنيا _‬
‫أنها تفك الرهان المرتهن به المولود ‪ ،‬ولهذا قال عليه السلم ‪ " :‬إن مع الغلم عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه _‬
‫‪".‬الذى‬
‫سادسا ‪ :‬استحباب حلق شعر الرأس والتصدق بوزنه فضة على الفقراء والمستحقين‬
‫‪:‬ومن هنا نستطيع أن نستخلص حكمتين من ذلك‬
‫_حكمة صحية‪ :‬لن في إزالة شعر الرأس تقوية له وفتحا لمسام الرأس بالضافة إلى تقوية حاسة السمع والبصر الشم ‪1‬‬
‫حكمة اجتماعية‪ :‬لن التصدق بوزن شعره فضة معناه فتح ينبوع من ينابيع التكافل الجتماعي‪ ،‬وفي ذلك تحقيق _‪2‬‬
‫لظاهرة التعاون والتراحم والتكامل في ربوع المجتمع ‪ .‬ومن الحاديث الدالة على ذلك ما رواه أنس ابن مالك أن رسول ال‬
‫‪.‬أمر بحلق رأس الحسن والحسين يوم سابعهما فحلقا وتصدق بوزنه فضة‬
‫سابعا ‪ :‬ختان المولود‬
‫هو من أبرز الشعائر التي يتميز بها المسلم عن غيره ‪ ،‬فهو واجب العمل به ومقدم على غيره من الواجبات وهو سنة‬
‫للرجال ‪ ،‬مكرمة للنساء ‪ ،‬ولقد روى عن رسول ال أنه قال للرجال الذي قال قد أسلمت فقال النبي " ألق عنك شعر الكفر‬
‫واختتن " والختان يعتبر من خصال الفطرة الخمسة بل يأتي في مقدمتها ‪ ...‬يقول رسول الهدى صلوات ال وسلمه "‬
‫" ‪.‬الفطرة خمس الختان ‪ ،‬والستحداد ‪ ،‬وقص الشارب ‪ ،‬وتقليم الظافر ‪ ،‬ونتف البط‬
‫والحكمة من ذلك أنه تشريع إلهي شرعه ال لعباده ليكمل به فطرتهم ولنه بواسطته يمكن التخلص من الفرازات الذهنية ‪،‬‬
‫‪.‬كما أنه يقلل من إمكان الصابة بالسرطان ‪ ،‬وأيضا يجنب الطفال من الصابة بسلس البول الليلي‬
‫ثامنا ‪ :‬حق الطفل في الحضانة والنفقة‬
‫أوجبت الشريعة للطفل رعايته والمحافظة على حياته وصحته وتربيته وتثقيفه على البوين هذا ما يعرف بمرحلة الحضانة‪,‬‬
‫ولكي يكتمل نمو هذه النبتة الغضة فقد جعل للم الحق في حضانة طفلها في حالة وقوع الخلفات الزوجية حتى سن السابعة‬
‫من العمر ‪ ،‬التي يكون الطفل قد اجتاز فيها المرحلتين ‪ ،‬مرحلة المهد و مرحلة الطفولة المبكرة إذ تعتبر هاتان المرحلتان‬
‫من أهم المرحل في حياة الطفل حيث يقرر بعدها بقاءه مع أمه أو أبيه ويترك له حرية الختيار بينهما ‪ ،‬فهذا منتهى العدل‬
‫والرحمة اللهية التي تضع المور في نصابها‪ .‬وبالضافة إلى حق الطفل في الحضانة أيضًا له الحق في النفقة ‪ ،‬والنفقة‬
‫‪.‬تشمل الطعام والكسوة والسكن‬
‫تاسعا ‪ :‬حق الطفل في تربيته من خلل طاقاته المختلفة‬
‫اهتم السلم بالقواعد الساسية في تكوين السرة ‪ ،‬و رسم المنهج الذي ينبغي أن يحتذي به كل من الزوج والزوجة عند‬
‫‪.‬تكوين السرة ‪ ،‬ثم بين الحقوق التي يجب أن يؤديها كل منهما للطفل حتى يتمكنا من تنشئته التنشئة الصالحة‬
‫و السلم عندما يوضح ذلك كله ل يقف عند هذا الحد إذ أنه يعتبر مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والساسية التي فيها‬
‫‪.‬تبني شخصية الطفل‬
‫و تظهر العلقات الدالة على مدى نجاحه مستقبل في تحقيق الرسالة التي خلق من أجلها‪ ،‬وذلك عن طريق استغلل جميع‬
‫الطاقات الكامنة لديه ـ الجسمية والعقلية والروحية ـ والتي من خللها يكتسب الطفل العلوم والمعارف ليتحقق الهدف السمى‬
‫‪.‬الذي وجد من أجله‬
‫‪:‬التربية الجسمية‬
‫المقصود بالتربية الجسمية إعداد الجسم كله إعداد سليما‪ ،‬حيث أننا بالضافة إلى الهتمام بالعضلت وحواس الطفل يجب‬
‫الهتمام بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثلة في مشاعر النفس‪ ،‬وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات و النفعالت‪،‬‬
‫‪:‬حيث يراعي السلم أمرين هامين‬
‫أ ( يراعي الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيد والمسكن الصحي‪ ،‬والراحة والنوم الجيد والحصانة من‬
‫‪.‬المراض‬
‫ب ( يوفر الطاقة الحيوية اللزمة لتحقيق أهداف الحياة‪ ،‬وهي أهداف تشمل كيان النسان كله‪ .‬فالغذاء يلعب دورًا هاما في‬
‫نمو الطفل‪ ،‬فهو يزود الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها للقيام بنشاطه‪ ،‬وتكوين الخليا وزيادة مناعة الجسم ضد المراض‬
‫‪.‬ووقايته منها‬
‫أيضا من المور التي يجب أن تهتم بها الم حاجة الطفل إلى النوم إذ أن عملية النوم تعتبر من الحاجات العضوية الجوهرية‬
‫اللزمة لنموه ومن الفضل تعويده على النوم على الشق اليمن أسوة برسول ال‬
‫فعن عبد ال أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده ثم قال ‪ " :‬اللهم قني عذابك يوم تبعث أو تجمع‬
‫‪.‬عبادك‬
‫ولقد تمكن العلماء مؤخرًا من التوصل إلى أن النوم على الشق اليسر يضر بالقلب ويعيق التنفس‪ .‬كما وأن حاجة الطفل إلى‬
‫الملبس يجب أن تحظى بنفس القدر من الهتمام بالحاجات السابقة ‪ ،‬إذ أن على الم الواعية أن تدرك احتياجات طفلها‬
‫للملبس الصيفية أو الشتوية على أن تعوده عند الشروع في الرتداء أن يبدأ باليد اليمنى إقتداء بصاحب السيرة العطرة‬
‫‪).‬محمد )ص‬
‫أيضًا يحبب إليه ممارسة اللعاب الرياضة مثل العدو والسباحة وركوب الخيل والسباق ‪ ...‬إلخ حيث كان يسابق ويرشد أمته‬
‫‪ .‬إلى الخذ بأسباب القوة‬
‫وعلى الوالدين أثناء الهتمام بتربية الطاقة الجسمية للطفل أن يعوداه على حياة الجد ويبعداه عن التراخي والميوعة‬
‫والنحلل وكل ما يرهق العقل والجسم فهذه السس والمبادئ إن حظيت بعناية الم واهتمامها فإنها بل أدنى شك تكون قد‬
‫‪:‬تمكنت من تربية طفلها التربية الجسمية السلمية ‪ ،‬وهي بذلك تكون قد أدت جزءًا من المانة المذكورة في قوله تعالى‬
‫‪".‬والذين هم لماناتهم وعهدهم راعون "‬
‫‪:‬التربية العقلية‬
‫أعتنى السلم بالتربية العقلية باعتباره دين الفطرة فهو يحترم الطاقات البشرية كلها ‪ ،‬إذ ل يهمل جانبًا منها أو يطغي جانبًا‬
‫ل َما‬
‫صاَر َوالَْْفِئَدَة َقِلي ً‬
‫لْب َ‬
‫سْمَع َوا َْ‬
‫ل َلُكُم ال ّ‬
‫جَع َ‬
‫شَأُكْم َو َ‬
‫على آخر شأن بعض الفلسفات‪ .‬فيقول الباري جل ذكره‪) :‬قل ُهَو اّلِذي َأْن َ‬
‫شُكُرو َ‬
‫ن‬ ‫‪َ).‬ت ْ‬
‫فالسلم يحترم الطاقة العقلية ويشجعها ويضع للم الوسائل المعينة لها في إعداد طفلها ‪ ..‬إن من مسؤولياتها الكبرى توعيته‬
‫‪.‬فكريا منذ نعومة أظافره إلى أن يصل إلى سن الرشد والنضج‬
‫ومن هذه المسؤوليات مسؤولية تعليمه وتعويده على الغتراف من معين الثقافة والعلم والتركيز على حفظ القرآن الكريم ‪،‬‬
‫‪.‬ومعرفة السيرة النبوية‬
‫‪:‬وهناك عدة طرق للتربية العقلية نذكرها منها‬
‫‪.‬التلقين الواعي من قبل الوالدين حيث يجب أن يلقن الطفل حقيقة السلم و تعاليمه‬
‫المطالعة الواعية وهذا يتطلب من الوالدين أن يضعا بين يدي الطفل مكتبة صغيرة تشتمل على مجموعة من قصص النبياء‬
‫والصحابة والسيرة النبوية بالضافة إلى بقية كتب أخرى تشتمل على أنواع العلوم المعارف المفيدة والتي سبق وأن أعدت‬
‫‪.‬بما يتلءم وسنه ونموه وقدراته على الستيعاب‬
‫‪.‬كما أن على الوالدين اختيار الرفقاء الصالحين المتميزين عن غيرهم بثقافتهم السلمية‬
‫إن تقصير الباء في تربية أولدهم التربية العقلية وإهمالهم يكون له أثر كبير على سلوكهم ومستقبلهم العلمي ‪ ،‬وبذلك‬
‫‪.‬يكونون قد حادوا عن الطريق وعجزوا عن أداء المانة التي وجدوا من أجلها‬
‫وصدق رسول ال عندما قال في الحديث الذي يرويه ابن عمر ‪ " :‬كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والمير راع والرجل‬
‫" راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‬
‫‪:‬التربية الروحية‬
‫إن النسان ل يبلغ رقيه وحقيقة إنسانيته إل بصحوة روحه وتزكية طاقاتها وعقد الصلة الدائمة بينها وبين المل العلى‬
‫‪:‬ومنهج القرآن في تزكية الروح وتربيتها يقوم على‬
‫البدء بتأصيل اليمان بال الواحد تأصيل معرفة وحب وتقوى وطمأنينة لذلك فواجب الم يتضح في قدرتها على تحين‬
‫الفرص لتفتح ذهن طفلها للتدبر والتفكر في عظمة ال‪ .‬وتقتضي هذه العقلية السليمة من صاحبها أن يحقق في ذاته معاني‬
‫العبودية الحقة ل ‪ ،‬حيث أن العبادة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه فالصلة التي يعتاد عليها الطفل وتعرفه بها أمه‬
‫‪.‬يعتبرها الطفل لقاء ودعاء‬
‫وكذلك الصوم يعتبر في نظر الطفل هجر لما تحبه النفس وإيثار لما يحبه ال والحج زيارة لبلد ال ‪ ..‬وممارسة للركان‬
‫الخمسة ‪ .‬والزكاة تطهير للنفس وإحساس بالفضل‬
‫إن هذه الحياة الروحية التي يحياها الطفل ‪ .‬وذلك بعد ترويضه وتشجيعه على المداومة عليها وأدائها بإخلص في كل‬
‫))القوال والفعال والحركات قاصدا بذلك وجه المولى منطلقا من الية القرآنية الكريمة‪ ) :‬ل نريد منكم جزاًء ول شكورًا‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن حقوق الطفل أمانة ومسؤولية لبد من القيام بها فكم ضيع المانة اليوم من‬
‫المسلمين! ! أضاعوهم صغارا ً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا ً ‪ -‬عاتب أحد الباء‬
‫ولده العاق فقال الولد‪ ) :‬يا أبت إنك عققتني صغيرا ً فعققتك كبيرًا‪ ،‬وأضعتني وليدا ً فأضعتك‬
‫شيخًا‪ ،‬والجزاء من جنس العمل (‪.‬‬

You might also like