You are on page 1of 216

‫حواشي‬

‫الشيخ عبد الحميد الشرواني‬


‫والشيخ أحمد بن قاسم العبادي‬

‫على‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫للمام‬
‫شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي‬

‫وضعت حاشية الشرواني في أعلى كل صحيفة‬


‫وحاشية ابن قاسم أدناها مفصول بينهما بخط عرضي‬

‫وبهامشه‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫الجزء الول‬

‫دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫طَبُة اْلِكَتا ِ‬
‫ب‬ ‫خْ‬‫ُ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله الذي جعل لكههل أمههة شههرعة ومنهاجهها وخههص هههذه‬
‫المة بأوضحهما أحكاما وحجاجا‪ ،‬وهداهم إلى مهها آثرهههم بههه علههى‬
‫من سواهم من تمهيد الصول والفروع وتحرير المتهون والشهروح‬
‫لتستنتج منها العويصات استنتاجا وأشهد أن ل إله إل الله وحههده ل‬
‫شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي ميههزه اللههه‬
‫على خواص رسله معجزة وخصائص ومعراجهها صههلى اللههه وسههلم‬
‫عليه وعلى آله وصحبه الذين فطموا أعداء الدين القههويم عههن أن‬
‫يلحقوا بشههيء مههن مقاصههده أو مبههاديه شههبهة أو اعوجاجهها صههلة‬
‫وسلما دائمين بدوام جوده الذي ل يزال هطال ثجاجا‪.‬‬
‫)وبعد( فإنه طالما يخطر لي أن أتبرك بخدمة شيء من كتب الفقه للقطب‬
‫الرباني والعالم الصمداني ولي الله بل نههزاع ومحههرر المههذهب بل‬
‫دفاع أبي زكريا يحيى النواوي قدس الله روحه ونور ضههريحه إلههى‬
‫أن عزمت ثاني عشر محرم سنة ثمان وخمسين وتسعمائة علههى‬
‫خدمة منهههاجه الواضههح ظههاهره الكههثيرة كنههوزه وذخههائره ملخصهها‬
‫معتمههدا شههروحه المتداولههة ومجيبهها عمهها فيههها مههن اليههرادات‬
‫المتطاولة طاويا بسط الكلم علههى الههدليل ومهها فيههه مههن الخلف‬
‫والتعليل وعلى عزو المقالت والبحاث لربابها لتعطل الهمم عههن‬
‫التحقيقات فكيف بإطنابههها ومشههيرا إلههى المقابههل بههرد قياسههه أو‬
‫علته وإلى ما تميز به أصله لقلته فشرعت في ذلك مستعينا بالله‬
‫ومتوكل عليه ومادا أكف الضههراعة والفتقههار إليههه أن يسههبغ علههي‬
‫واسع جوده وكرمه وأن ل يعاملني فيه بما قصههرت فههي خههدمه ل‬
‫سيما في أمنه وحرمه إنه الجواد الكريم الرءوف الرحيم‪ .‬وسميته‬
‫)تحفة المحتاج بشرح المنهاج(‪ .‬قال المؤلف رحمه الله تعالى‪:‬‬
‫)بسم( أي أؤلف أو أفتتح تأليفي والباء للمصاحبة‪ ،‬ويصح كونها للستعانة‬
‫نظرا إلى أن ذلك المر المبدوء باسمه تعالى ل يتم شرعا بههدونه‪،‬‬
‫وأصل اسم سمو من السمو‪ ،‬وهو الرتفاع حههذف عجههزه وعههوض‬
‫عنه همزة الوصل فوزنه افع وقيل افل من السيما وقيل اعل من‬
‫الوسم وطولت الباء لتكون عوضها عهن حهذفها‪ ،‬وهههو إن أريههد بهه‬
‫اللفظ غير المسمى إجماعا أو الذات عينه كما لو أطلههق لن مههن‬
‫قواعدهم أن كل حكم ورد على اسم فهو على مههدلوله أو الصههفة‬
‫كان تارة غيرا كالخالق وتارة عينا كالله وتارة ل ول كالعههالم‪ ،‬ولههم‬
‫يقل بالله حذرا من إيهام القسم وليعم جميع أسمائه تعالى )الله(‬
‫هو علم على الذات الواجب الوجههود المسههتحق لجميههع الكمههالت‬
‫لذاته ولم يسم به غيره تعالى ولو تعنتا في الكفر بخلف الرحمن‬
‫على نزاع فيه‪ ،‬وأصله إلههه حههذفت همزتههه وعههوض عنههها أل وهههو‬
‫اسم جنههس لكههل معبههود‪ ،‬ثههم اسههتعمل فههي المعبههود بحههق فقههط‬
‫فوصف ولم يوصف به وعليه فمفهوم الجللة بالنظر لصههله كلههي‬
‫وبالنظر إليه جزئي ومن ثم كان من العلم الخاصة من حيث إنههه‬
‫لم يسم به غيههره تعههالى ومههن الغالبههة مههن حيههث إن أصههله اللههه‬
‫بالنظر لستعماله في المعبود بحق فقط‪ ،‬وكان قول ل إله إل الله‬
‫كلمة توحيد أي ل معبود بحق إل ذلك الواحد الحق ومن زعههم أنههه‬
‫اسم لمفهوم الواجب الوجود لذاته أو المستحق للمعبوديههة‪ ،‬وكههل‬
‫منهما كلههي انحصههر فههي فههرد فل يكههون علمهها لن مفهههوم العلههم‬
‫جزئي فقد سها ولزمه أن ل إله إل الله ل تفيههد توحيههدا كمهها بينتههه‬
‫في شرح الرشاد من أله بكسر عينه إذا تحيههر لتحيههر الخلههق فههي‬
‫معرفته أو بفتحها إذا عبد أو من له إذا ارتفع أو إذا احتجب‪ ،‬وهههذا‬
‫لكههونه نظههرا لصههله قبههل العلميههة ل ينههافي علميتههه وهههو عربههي‬
‫ووروده في غير العربية من توافههق اللغههات كمهها أن الحههق وفاقهها‬
‫للشافعي والكثرين أن كل ما قيل في القرآن من غير العلم أنه‬
‫معرب ليههس كههذلك بههل عربههي تههوافقت فيههه اللغههات ول بههدع أن‬
‫يخفى على مثل ابهن عبهاس كهونه عربيها كمها خفهي عليهه معنهى‬
‫فاطر وفاتح‪ ،‬وقد قال الشافعي رضي الله عنه ل يحيط باللغههة إل‬
‫نبي ومشتق عند الكثرين وقول أبي حيان في نهره ليههس مشههتقا‬
‫عند الكثرين لعله أراد من النحاة وأعرف المعارف وإن كان علما‬
‫)الرحمن( هو صفة في الصل بمعنى كثير الرحمة جههدا ثههم غلههب‬
‫على البالغ في الرحمة والنعام بحيههث لههم يسههم بههه غيههره تعههالى‬
‫وغلبة علميته المقتضية لعرابههه بههدل هنهها ل تمنههع اعتبههار وصههفيته‬
‫فيجوز كونه نعتهها باعتبارههها لوقههوعه صههفة ولكههونه بههإزاء المعنههى‬
‫ومجيئه غير تابع للعلههم بحههذف موصههوفه‪ ،‬ويجههوز صههرفه وعههدمه‬
‫لتعارض سببيهما )الرحيم( أي ذي الرحمة الكثيرة فههالرحمن أبلههغ‬
‫منه بشهادة الستعمال ول يعارضه الحههديث الصههحيح }يهها رحمههن‬
‫الدنيا والخرة ورحيمهمهها{ والقيههاس لن زيههادة البنههاء تههدل علههى‬
‫زيادة المعنههى غالبهها وجعههل كالتتمههة لمهها دل علههى جلئل الرحمههة‬
‫الذي هو المقصود العظم لئل يغفل عما دل عليه من دقائقههها فل‬
‫يسأل ول يعطي ومن حيز التدلي لن الول صار كالعلم كما تقرر‬
‫وكلهما صفة مشبهة من رحم بكسههر عينههه بعههد نقلههه إلههى رحههم‬
‫بضمها أو تنزيله منزلته والرحمة ميل نفساني أريد بها لسههتحالتها‬
‫في حقه تعالى غايتها من النعام أو إرادته وكذا كل صفة استحال‬
‫معناها في حقه تعالى‪.‬‬
‫)الحمد( الذي هو لغة الوصف بالجميل وعرفا فعل ينههبئ عههن‬
‫تعظيم المنعم لنعامه وهذا هو الشههكر لغههة‪ ،‬وأمهها اصههطلحا فهههو‬
‫صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلههى مهها خلههق لجلههه فهههو‬
‫أخص مطلقا من الثلثة ‪ -‬قبلههه أي مههاهيته إن جعلههت أل للجنههس‬
‫وهو الصل أو جميع أفراده إن جعلت للستغراق وهو أبلغ مملوك‬
‫أو مستحق )لله( أي لذاته وإن انتقههم فل مههرد منههه لغيههره تعههالى‬
‫بالحقيقة والجملة خبرية لفظا إنشائية معنى إذ القصههد بههها الثنههاء‬
‫على الله تعالى بمضمونها المذكور من اتصافه تعالى بصفات ذاته‬
‫وأفعاله الجميلة وملكه واستحقاقه لجميع الحمد من الخلق‪ .‬قيههل‬
‫ويرادفه المدح‪ ،‬ورجح واعترض وقيل بينهمهها فههرق وفههي تحقيقههه‬
‫أقوال وجمع بين البتداءين الحقيقي بالبسملة والضافي بالحمدلة‬
‫اقتداء بالكتاب العزيز وعمل بالخبر الصههحيح }كههل أمههر ذي بههال{‬
‫أي حال يهتم به أي وليس بمحرم ول مكههروه وقههد يخرجههان بههذي‬
‫البال‪ ،‬لن الظاهر أن المراد ذووه شرعا ل عرفهها ول ذكههر محههض‬
‫ول جعل الشارع له ابتداء بغير البسههملة كالصههلة بههالتكبير ل يبههدأ‬
‫فيه بالحمد لله‪ .‬وفي رواية }بحمد الله فهو أجذم{ بجيم فمعجمة‬
‫وفي رواية }أقطع{ وفي أخرى }أبههتر{ أي قليههل البركههة‪ ،‬وقيههل‬
‫مقطوعها وفي رواية }ببسم الله الرحمن الرحيههم{ وفههي أخههرى‬
‫}بههذكر اللههه{ وهههي مبنيههة للمههراد وعههدم التعههارض بفههرض إرادة‬
‫البتداء الحقيقي فيهما وفههي أخههرى سههندها ضههعيف }ل يبههدأ فيههه‬
‫بحمد الله والصلة علي فهو أبتر ممحوق من كل بركههة{ ثههم لمهها‬
‫كان عادة البلغاء تحسين ما يكسب الكلم رونقهها وطلوة ل سههيما‬
‫البتداء ثنى بما فيه براعة السههتهلل إشههارة إلههى أن تيسههير هههذا‬
‫الكتاب الذي له هو نعمههة أي نعمههة إنمهها هههو مههن محههض بههر اللههه‬
‫وتوفيقه له وجوده عليه ولطفه به‪ .‬فقال )البر( أي المحسههن كمهها‬
‫يدل عليه اشتقاقه من البر بسائر مواده لنها ترجع إلى الحسههان‬
‫كبر في يمينههه أي صههدق لن الصههدق إحسههان فههي ذاتههه‪ ،‬ويلزمههه‬
‫الحسان للغير وأبر الله حجه أي قبله لن القبول إحسان وزيادة‪،‬‬
‫وأبر فلن على أصحابه أي علهم لنههه غالبهها ينشههأ عههن الحسههان‬
‫لههم فتفسهيره بهاللطيف أو العهالي فهي صهفاته أو خهالق الهبر أو‬
‫الصادق فيمهها وعههد أوليههاءه بعيههد إل أن يههراد بعههض ماصههدقات أو‬
‫غايات ذلههك الههبر )الجههواد( بههالتخفيف أي كههثير الجههود أي العطههاء‬
‫واعترض بأنه ليس فيه توقيف أي وأسماؤه تعههالى توقيفيههة علههى‬
‫الصح فل يجوز اختراع اسم أو صفة لههه تعههالى إل بقههرآن أو خههبر‬
‫صحيح وإن لم يتواتر كما صححه المصنف في الجميههل بههل صههوبه‬
‫خلفهها لجمههع لن هههذا مههن العمليههات الههتي يكفههي فيههها الظههن ل‬
‫العتقاديههات مصههرح بههه ل بأصههله الههذي اشههتق منههه فحسههب أي‬
‫وبشرط أن ل يكون ذكره لمقابلة كمهها هههو ظههاهر نحههو }أم نحههن‬
‫الزارعون{ }والله خير الماكرين{‪ .‬وقول الحليمي يسههتحب لمههن‬
‫ألقى بذرا في أرض أن يقول اللههه الههزارع والمنبههت والمبلههغ إنمهها‬
‫يأتي في الثلثة علههى المرجههوح أنههه ل يشههترط فيمهها صههح معنههاه‬
‫توقيف فإن قلت الجميل ذكر للمقابلة أيضا إذ لفظ الحههديث }إن‬
‫الله جميل يحب الجمال{ فجعل المصنف له من التههوقيفي يلغههي‬
‫اعتبار قيد المقابلة‪ .‬قلت المقابلة إنمهها يصههار إليههها عنههد اسههتحالة‬
‫المعنى الموضوع له اللفظ في حقه تعالى وليههس الجمههال كههذلك‬
‫لنه بمعنى إبداع الشههيء علههى آنههق وجههه وأحسههنه وسههيأتي فههي‬
‫الردة زيادة على ذلك‪ ،‬وأجيب عنه بأن فيه مرسل اعتضهد بمسهند‬
‫بل روى أحمد والترمذي وابن ماجه حديثا طويل فيههه }ذلههك بههأني‬
‫جواد ماجد{ ول فرق بين المنكر والمعرف لن تعريههف المنكههر ل‬
‫يغير معناه كما يأتي في الله الكبر وبالجماع النطقههي المسههتلزم‬
‫لتلقي ذلك المرسل بالقبول ولشعار العاطف بالتغاير الحقيقي أو‬
‫المنههزل منزلتههه حههذف هنهها كقههوله تعههالى }الملههك القههدوس{‬
‫}مسلمات مؤمنات{ }التائبون العابههدون{ اليههات وأتههي بههه فههي‬
‫نحو }هو الول والخههر{ }ثيبههات وأبكههارا{ }المههرون بههالمعروف‬
‫والناهون عن المنكر{‪) .‬الذي( لكثرة بره وسعة جههوده فلههذا أخههر‬
‫عن ذينك )جلههت( عظمههت ولسههتقرار هههذه الصههلة فههي النفههوس‬
‫وإذعانها لها عدل لذلك عن الجليلة نعمههه عههن الحصههاء وإن كههان‬
‫صحيحا فاندفع ما قيل إنه إنما أتي بالموصول هنا لقاعدة هي أنههه‬
‫يتوصل بالذي لوصفه تعالى بما ثبت له ولم يرد بههه توقيههف وكههان‬
‫قائله فهم أن هذا ل يؤدى إل بوصف له تعالى وقههد علمههت تههأديته‬
‫بوصف النعم بما ذكر وهو ل يحتاج لتوقيف )نعمههه( فيههه إيهههام أن‬
‫سبب عدم حصرها جمعههها المنههافي }وإن تعههدوا نعمههة اللههه{ أي‬
‫تريدوا عد أو تشرعوا في عد كل فرد فههرد مههن أفههراد نعمههه كمهها‬
‫يعلههم مههن أن مههدلول العههام كههالمفرد المضههاف هنهها كليههة }ل‬
‫تحصههوها{ أي ل تحصههروها فتعيههن أنههه جمههع نعمههة بمعنههى أنعههام‬
‫وجمعه ل إيهام فيه أي جلت أنعماته أي باعتبار كل أثر من آثارههها‬
‫عن أن تحد فيشمل القليل أيضا ومع هههذا التعههبير بنعمههة موافقههة‬
‫للفظ الية أولى ومن ثم أصلح في نسههخة وكههل نعمههة وإن سههلم‬
‫حصرها هو باعتبار ذاتها ل متعلقاتها مع دوامها معاشا ومعادا وهي‬
‫أي حقيقة كل ملئم تحمد عاقبته‪ .‬ومن ثم قالوا ل نعمة لله علههى‬
‫كافر‪ ،‬وإنما ملذه استدراج فإن قلت هذا ل يوافق تفسههير النعمههة‬
‫لغة من أنههها مطلههق الملئم وهههو الموافههق للسههتعمال فههي أكههثر‬
‫النصوص فما حكمته قلت شههأن المصههطلحات العرفيههة مخالفتههها‬
‫للحقائق اللغوية وكونها أخص منها كالحمههد والصههلة عرفهها ويههأتي‬
‫في تفسير العبد ما يوضههح ذلههك وفائدتههها هنهها بيههان مهها هههو نعمههة‬
‫بالحقيقة ل بالصورة التي اكتفى بها أهل اللغة والههرزق أعههم منههها‬
‫لنه ما ينتفع به ولو حراما خلفا للمعتزلههة )عههن الحصههاء( بكسههر‬
‫أوله وبالمد أي الضبط وهو الحصر وفسر بالعد‪ ،‬وهو الفعههل فهههو‬
‫غير العدد في )بالعداد( أي بكل فرد فرد منها ل بقيد القلههة الههتي‬
‫أوهمتها العبارة كما دل عليه الجمع المحلى بأل بقرينة المقام أي‬
‫عظمت عن أن تحصر أو تعد بعههدد كمهها دلههت عليههه اليههة ومعنههى‬
‫}وأحصى كل شيء عددا{ علمههه مههن جهههة العههدد ومههن أسههمائه‬
‫تعالى المحصي أي العالم أو القوي أو العاد أقوال نعم في الخيههر‬
‫إيهههام أن علمههه بكههل شههيء متوقههف علههى عههده‪ ،‬وليههس كههذلك‪.‬‬
‫)المان( من المنة وهي النعمة مطلقا أو بقيد كونها ثقيلههة مبتههدأة‬
‫من غير مقابل يوجبها فنعمه تعالى مههن محههض فضههله إذ ل يجههب‬
‫لحد عليه شيء خلفا لزعم المعتزلة وجوب الصلح عليههه تعههالى‬
‫الله عن ذلك )باللطف( وهو ما يقع به صلح العبد آخره ويسههاويه‬
‫التوفيق الذي هو خلق قدرة الطاعة في العبد ماصهدقا ل مفهومها‬
‫ولعزته لم يذكر في القرآن إل مرة في هود وليس منه إل إحسانا‬
‫وتوفيقا يوفق الله بينهما لنهما من الوفاق الذي هههو ضههد الخلف‬
‫وقد يطلق التوفيق على أخص من ذلك‪ .‬ومن ثم قال المتكلمههون‬
‫اللطف ما يحمل المكلف علههى الطاعههة ثههم إن حمههل علههى فعههل‬
‫المطلوب سمي توفيقا أو ترك القبيح سمي عصمة‪ ،‬وصههرح أهههل‬
‫السنة في بحث خلق الفعال بأن لله تعالى لطفا لو فعله بالكفههار‬
‫لمنوا اختيارا غير أنه لم يفعله وهو في فعله متفضل وفههي تركههه‬
‫عادل )والرشاد( أي الدللهة علههى سههبيل الخيههر أو اليصههال إليههها‬
‫)الهادي( أي الدال أو الموصل )إلى سههبيل( أي طريههق )الرشههاد(‬
‫وهو كالرشد ضد الغي ومن أعظههم طرقههه وأفضههلها التفقههه فلههذا‬
‫أعقبه بقوله )الموفق( أي المقدر وهو جري علههى مههن يجيههز غيههر‬
‫التوقيفيههة إذا لههو يههوهم نقصهها‪) .‬للتفقههه( أي التفهههم وأخههذ الفقههه‬
‫تدريجا وهو أعني الفقه لغة الفهم من فقه بكسر عينه فههإن صههار‬
‫الفقههه سههجية لههه قيههل فقههه بضههمها‪ ،‬واصههطلحا العلههم بالحكههام‬
‫الشرعية العملية الناشئة عن الجتهههاد وموضههوعه فعههل المكلههف‬
‫من حيث تعاور تلك الحكام عليه واستمداده مههن الدلههة المجمههع‬
‫عليهههها الكتهههاب والسهههنة والجمهههاع والقيهههاس والمختلهههف فيهههها‬
‫كالستصحاب ومسائله كل مطلوب خبري يبرهن عليه فههي العلههم‬
‫وفههائدته امتثههال الوامههر واجتنههاب النههواهي وغههايته انتظههام أمههر‬
‫المعاش والمعاد مع الفوز بكل خير دنيوي وأخههروي )فههي الههدين(‬
‫وهو عرفا وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى‬
‫ما هو خير لهم بالذات‪ ،‬وقد يفسر بما شرع من الحكام ويسههاويه‬
‫الملة ماصدقا كالشريعة لنها من حيههث إنههها يههدان أي يخضههع لههها‬
‫تسمى دينا ومن حيث إنها يجتمع عليها وتملى أحكامها تسمى ملة‬
‫ومن حيث إنها تقصد لنقاذ النفوس من مهلكاتههها تسههمى شههريعة‬
‫)من( مفعول أول للموفق المتعدي للثههاني بههاللم )لطههف بههه( أي‬
‫أراد له الخير وسهله عليه لكونه من عليه بفهم تام ومعلههم ناصههح‬
‫وشههدة العتنههاء بههالطلب ودوامههه )واختههاره( أي انتقههاه للطفههه‬
‫وتوفيقه )من العبههاد( يصههح أن يكههون بيانهها لمههن فههأل فيههه للعهههد‬
‫والمعهود }إن عبههادي ليههس لههك عليهههم سههلطان{‪ .‬وشههاهد ذلههك‬
‫الحديث الصحيح }من يههرد اللههه بههه خيههرا أي عظيمهها يفقهههه فههي‬
‫الدين{ وفي رواية }ويلهمه رشده{ومفعول ثانيا لختار فههأل فيههه‬
‫للجنس والعبد لغة النسان واصطلحا المكلف ولههو ملكهها أو جنيهها‬
‫)أحمده( أي أصفه بجميع صفاته إذ كل منها جميل ورعاية جميعها‬
‫أبلغ في التعظيم ومع هذا التحقيهق أن الحمهد الول أبلهغ وأفضهل‬
‫ومن ثم قدم بل أخذ البلقيني من إيثههار القههرآن }الحمههد للههه رب‬
‫العالمين{ بالبتداء بهه أنهه أبلهغ صهيغ الحمهد وجمهع بينهمها تأسهيا‬
‫بحديث }إن الحمد لله نحمده{ وليجمع بين ما يههدل علههى دوامههه‬
‫واستمراره‪ ،‬وهو الول وعلههى تجههدده وحههدوثه وهههو الثههاني )أبلههغ‬
‫حمد( أي أنهاه من حيههث الجمههال ل التفصههيل لعجههز الخلههق عنههه‬
‫حتى الرسل حتى أكملهم نبينا صلى الله عليههه وسههلم حيههث قههال‬
‫}ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علههى نفسههك{ )وأكملههه( أي‬
‫أتمه ورد بأنه إطناب فقط كالذي بعده وبههأن التمههام غيههر الكمههال‬
‫كما يومئ إليه }اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمههتي{‬
‫فالتمام لزالة نقص الصل والكمال لزالههة نقههص العههوارض مههع‬
‫تمام الصل‪ .‬ومن ثم قال تعالى }تلك عشرة كاملههة{ لن التمههام‬
‫في العدد قد علم وإنما بقي احتمال نقص بعض صفاته ويههرد بههأن‬
‫هذا إنما يتصور في الماهيات الحسية ل العتبارية كماهيههة الحمههد‬
‫وبأن الكمال في الية للدين والتمام للنعمة التي من جملتها ذلك‬
‫الكمال والنصر العام على كل منههافق ومعانههد فلههم يتعههاورا علههى‬
‫شيء واحد فاتجه أنهما فيه بمعنى واحد وبأن التمام يشعر بسبق‬
‫نقص بخلف الكمال‪ ،‬ويرد بفرض تسليمه بنحو ما قبلههه )وأزكههاه(‬
‫أنماه )وأشمله( أعمه )وأشهد( أعلم أتي به للخبر الصههحيح }كههل‬
‫خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء{ أي القليلة البركة )أن‬
‫ل إلههه( أي ل معبههود بحههق )إل اللههه( وفههي نسههخة زيههادة وحههده ل‬
‫شههريك لههه وحينئذ فوحههده تأكيههد لتوحيههد الههذات ومهها بعههده تأكيههد‬
‫لتوحيد الفعال ردا على نحو المعتزلة )الواحد( في ذاتههه فل تعههدد‬
‫له بوجه وصفاته فل نظير له بههوجه وأفعههاله فل شههريك لههه بههوجه‬
‫ولما نظر إلى حقائقها وما يليق بها حجة السههلم الغزالههي رحمههه‬
‫الله تعالى قال ليس في المكان أبدع مما كان أي كل كههائن إلههى‬
‫البد متى دخل في حيز كان ل أبدع منه من حيث إن العلههم أتقنههه‬
‫والرادة خصصته والقدرة أبرزته ول نقص في هههذه الثلثههة فكههان‬
‫بروزه على أبدع وجه وأكمله ولم يتفاوت بالنسبة لبارئه }ما ترى‬
‫فههي خلههق الرحمههن مههن تفههاوت{ بههل لههذواته باعتبههار الحكههام‬
‫فاعتراضه باستلزام ذلك عجز المحدث لهذا العالم عن إيجاد أبدع‬
‫منه أو بخله به أو وجوب فعل الصلح عليه أو أنه مههوجب بالههذات‬
‫هو عين الحمق والجهل على أنه لههو أمكههن أبههدع منههه بههأن تتعلههق‬
‫القدرة بإعدامه حال وجوده لههزم اجتمههاع الضههدين وهههو محههال ل‬
‫تتعلق به القدرة فلههم ينههاف ذلههك صههلوح القههدرة للطرفيههن علههى‬
‫البدلية بأن تتعلق بكل منهما بههدل عههن الخههر ثههم العههتراض إنمهها‬
‫يتوهم حيث لههم تجعههل مهها مصههدرية كمهها هههو ظههاهر )الغفههار( أي‬
‫الستار لذنوب من شاء من عباده المؤمنين فل يؤاخذهم بها ولمهها‬
‫كان من شأن الواحد القهر آثره علههى القهههار لئل تنزعههج القلههوب‬
‫من تواليهما وليتم له ما بينهما من الطباق المعنوي لشههارة الول‬
‫لمقام الخوف والثاني لضده‪.‬‬
‫]تنبيه[ فرقوا بين الواحد والحد وأصله وحد بأن أحههدا يختههص‬
‫بأولي العلم وبالنفي إل إن أريد به الواحد أو الول كمهها فههي اليههة‬
‫ووصفا بالله دون واحد ووحد وبأن نفيه نفههي للماهيههة بخلف فههي‬
‫الواحد إذ ل ينفي الثنين فأكثر‪ ،‬وبأنه يستعمل للمؤنث أيضهها نحههو‬
‫}لستن كأحد من النساء{ والمفرد والجمههع نحههو }مههن أحههد عنههه‬
‫حاجزين{ وبأن له جمعا من لفظههه وهههو الحههدون والحههاد وقههول‬
‫أبي عبيد بترادفهما ولكن الغالب استعمال أحد بعد النفههي اختيههار‬
‫له )وأشهد أن محمدا( علهم منقهول مهن اسهم مفعهول المضهعف‬
‫سمي به نبينا صلى الله عليه وسلم مع أنه لههم يؤلههف قبههل أو أن‬
‫ظهوره بإلهههام مههن اللههه لجههده عبههد المطلههب إشههارة إلههى كههثرة‬
‫خصاله المحمودة ورجاء أن يحمده أهل السههماء والرض ل سههيما‬
‫إن صح ما نقل عن جده أنه رأى سلسلة بيضاء خرجت منه أضههاء‬
‫لها العالم فأولت بولد يخههرج منههه يكههون كههذلك )عبههده( قههدم لن‬
‫وصف العبودية أشرف الوصاف ومن ثم ذكر في أفخههم مقامههاته‬
‫}أسرى بعبده{ }نزل الفرقان على عبده{ }فأوحى إلى عبههده{‬
‫)ورسوله( لكافة الثقلين النس والجن إجماعا معلوما مههن الههدين‬
‫بالضرورة فيكفر منكره وكذا الملئكة كما رجحههه جمههع محققههون‬
‫كالسههبكي ومههن تبعههه وردوا علههى مههن خههالف ذلههك وصههريح آيههة‬
‫}ليكون للعالمين نههذيرا{ إذ العههالم مهها سههوى اللههه وخههبر مسههلم‬
‫}وأرسلت إلى الخلق كافة{ يؤيد ذلك بل‪ .‬قال البارزي أنه أرسل‬
‫حتى للجمادات بعد جعلها مدركة وفائدة الرسال للمعصوم وغيههر‬
‫المكلف طلب إذعانهمها لشههرفه ودخولهمها تحهت دعههوته واتبههاعه‬
‫تشريفا له على سائر المرسههلين والرسههول مههن البشههر ذكههر حههر‬
‫أكمل معاصريه غير النبياء عقل وفطنة وقوة رأي‬
‫وخلقا بالفتح وعقدة موسى أزيلت بدعوته عند الرسال كمهها فههي‬
‫الية معصوم ولو من صغيرة سهوا قبل النبوة على الصههح سههليم‬
‫من دناءة أب وخنى أم وإن عليا ومن منفر كعمى وبههرص وجههذام‬
‫ول يرد علينها نحهو بلء أيهوب وعمهى نحهو يعقهوب بنهاء علهى أنهه‬
‫حقيقي لطروه بعد النباء والكلم فيما قارنه والفرق أن هذا منفر‬
‫بخلفه فيمن استقرت نبوته ومن قلة مروءة كأكههل بطريهق ومههن‬
‫دناءة صنعة كحجامة أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغههه وإن لههم يكههن‬
‫له كتاب ول نسخ كيوشع فإن لم يؤمر فنبي فحسههب وههو أفضههل‬
‫من النبي إجماعا لتميزه بالرسالة التي هي على الصح خلفا لبن‬
‫عبد السلم أفضل من النبوة فيههه وزعههم تعلقههها بههالحق يههرده أن‬
‫الرسالة فيها ذلك مع التعلق بالخلق فهو زيادة كمال فيههها‪ ،‬وصههح‬
‫خبر أن }عدد النبياء مائة وألف وأربعة وعشرون ألفا{ وخههبر أن‬
‫}عدد الرسل ثلثمههائة وخمسههة عشههر{‪ .‬وأمهها الحههديث المشههتمل‬
‫على عدهما ففي سند له ضعيف وفههي آخههر مختلههط لكنههه انجههبر‬
‫بتعدده فصار حسنا لغيره وهو حجة‪ ،‬ومما يقويه تكرر رواية أحمد‬
‫له في مسنده وقههد قههرروا أن مهها فيههه مههن الضههعيف فههي مرتبههة‬
‫الحسن وبما ذكر الصريح في تغههاير النههبي والرسههول يتههبين غلههط‬
‫من زعم اتحادهما في اشتراط التبليغ واسترواح ابههن الهمههام مههع‬
‫تحقيقه في نسبته ذلك الغلط للمحققين وقد صرح قبل بأن الخبر‬
‫إن صح بعددهما المذكور وجب ظنهها اعتقههاده علههى أن الههذي فههي‬
‫كلم محققههي أئمههة الصههلين وغيرهمهها خلف ذلههك التحههاد‪ ،‬وأي‬
‫محققين خلف هؤلء ثههم رأيههت تلميههذه الكمههال بههن أبههي شههريف‬
‫أشار للرد عليه ببعض ما ذكرتههه ووقههع فههي بعههض كتههب التواريههخ‬
‫والتفسير ما ينافي ما ذكرناه من الشروط‪ ،‬وهو تقول ل أصل لههه‬
‫فوجب اعتقاد خلفههه )المصههطفى( أي المسههتخلص مههن الصههفوة‬
‫)المختار( مهن العهالمين لهدعائهم إلهى ربههم فههو أفضهلهم بنهص‬
‫}كنتم خير أمة أخرجت للناس{ إذ كمال المههة تههابع لكمههال نبيههها‬
‫}فبهداهم اقتده{ إذ ل يكون ممتثل له إل إن حوى جميع كمالتهم‬
‫}أنا سيد ولد آدم ول فخر آدم ومن دونه تحت لوائي{ ونهيه عههن‬
‫التفضههيل بيههن النبيههاء وعههن تفضههيله عليهههم محلههه لقههوله تعههالى‬
‫}فضههلنا بعضهههم علههى بعههض{ فيمهها يههؤدي لخصههومة أو تنقيههص‬
‫بعضهم أو هو تواضع أو قبل علمه بأنه الفضل )صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم( مههن الصههلة وهههي مههن اللههه الرحمههة المقرونههة بههالتعظيم‬
‫وخههص النبيههاء بلفظههها فل تسههتعمل فههي غيرهههم إل تبعهها تمييههزا‬
‫لمراتبهههم الرفيعههة وألحههق بهههم الملئكههة لمشههاركتهم لهههم فههي‬
‫العصمة وإن كان النبيههاء أفضههل مههن جميعهههم ومههن عههداهم مههن‬
‫الصههلحاء أفضههل مههن غيههر خواصهههم والسههلم وهههو التسهليم مههن‬
‫الفات المنافية لغايات الكمالت وجمع بينهما لنقلههه عههن العلمههاء‬
‫كراهية إفراد أحدهما عن الخر أي لفظا ل خطا خلفا لمههن عمههم‬
‫قيل والفراد إنما يتحقق إن اختلههف المجلههس أو الكتههاب أي بنههاء‬
‫على التعميم‪ ،‬وكان ينبغي وعلى آله لنها مسههتحبة عليهههم بههالنص‬
‫وصحبه لنهم ملحقون بهم بقيههاس أولههى لنهههم أفضههل مههن آل ل‬
‫صحبة لهم والنظر لمهها فيهههم مههن البضههعة الكريمههة إنمهها يقتضههي‬
‫الشرف من حيث الذات‪ .‬وكلمنا في وصف يقتضي أكثرية العلوم‬
‫والمعههارف )وزاده فضههل وشههرفا( الظههاهر ترادفهمهها فههالجمع‬
‫للطناب‪ ،‬ويحتمل الفرق بأن الول لطلب زيادة العلوم والمعارف‬
‫الباطنة والثاني لطلب زيادة الخلق الكريمة الظههاهرة ثههم رأيههت‬
‫من فرق بأن الول ضد النقص والثاني علو المجد‪ ،‬وهو أميل إلههى‬
‫الترادف )لديه( أي عنده وسههؤال الزيههادة ل يشههعر بسههبق نقههص‪،‬‬
‫لن الكامل يقبل زيادة الترقي فههي غايههات الكمههال فانههدفع زعههم‬
‫جمع امتناع الههدعاء لههه صههلى اللههه عليههه وسههلم عقههب نحههو ختههم‬
‫القرآن باللهم اجعل ثواب ذلك زيادة في شرفه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم على أن جميع أعمال أمته يتضاعف له نظيرها‪ ،‬لنه السبب‬
‫فيها أضعافا مضاعفة ل تحصههى فهههي زيههادة فههي شههرفه وإن لههم‬
‫يسأل له ذلك فسؤاله تصريح بالمعلوم‬
‫)أما بعد( بالبناء على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه فإن لم ينو‬
‫شيء نونت وإن نوي لفظه نصبت علههى الظرفيههة أو جههرت بمههن‬
‫وهي للنتقال من أسلوب إلى آخر‪ .‬وكان صلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫يأتي بها في خطبه فهي سنة قيل وأول من قالها داود صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ورجح ويرد بأنه لم يثبت عنه تكلم بغير لغتههه وفصههل‬
‫الخطاب الذي أوتيه هو فصل الخصومة أو غيرها بكلم مسههتوعب‬
‫لجميع المعتبرات من غير إخلل منها بشيء وفي خبر ضههعيف أن‬
‫يعقههوب قالههها وتلههزم الفهاء فههي حيزهها غالبهها لتضههمن أمهها معنههى‬
‫الشرط مع مزيد تأكيد ومن ثم أفاد أما زيد فههذاهب مهها لههم يفههده‬
‫زيد ذاهب من أنه ل محالة ذاهب‪ ،‬وأنه منه عزيمة ومههن ثههم كههان‬
‫الصل هنا كما أشار إليه سيبويه في تفسيره مهما يكن من شيء‬
‫بعدما ذكر )فإن الشتغال( افتعال من الشههغل بفتههح أولههه وضههمه‬
‫)بالعلم( المعهههود شههرعا وهههو التفسههير والحههديث والفقههه وآلتههها‬
‫واختصاصه بالثلثة الول عرف خههاص بنحههو الوصههية )مههن أفضههل‬
‫الطاعات( ففههرض عينههه أفضههل الفههروض العينيههة لتفرعههها عليههه‬
‫وأفضله معرفة الله تعالى لن العلم يشرف بشرف معلومه وهي‬
‫واجبة إجماعا وكذا النظههر المههؤدي إليههها ووجوبهمهها بالشههرع عنههد‬
‫أكثر الشاعرة إذ ل حكم قبل الشرع وعنههد بعههض منهها والمعتزلههة‬
‫بالعقل وبسط ذلك يطول قيل وكل منهما يلزمه دور ل محيد عنه‬
‫ا هه‪ .‬وليس كذلك‪ ،‬وفرض الكفاية منههه أفضههل فههروض الكفايههات‬
‫ونفله أفضل من بقية النوافههل وكههون معرفههة اللههه تعههالى أفضههل‬
‫مطلقا ثم بقية العلوم على ما تقرر من التفصيل ل ينافي عد ذلك‬
‫من الفضل إذ بعض الفضل قد يكون أفضل بقية أفراده‪ ،‬وقههد ل‬
‫فزعههم خههروج المعرفههة أو إيرادههها غيههر صههحيح وحينئذ فههأولى‬
‫معطوف على أفضل كما يأتي‪ ،‬ويصح عطفه على من أفضل لمهها‬
‫تقرر أن كونه أفضل ل ينافي أنه من الفضل ويؤيده ما صههح عههن‬
‫أنس }كان صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقهها{ فههأتى‬
‫هنا بمن مع أنه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقهها إجماعهها‬
‫فنتج أن كون الشيء من الفضل ل ينافي كونه أفضل بنههص كلم‬
‫أنس هذا الذي هو أقوى حجة في مثل ذلك‪ ،‬وقالت عائشة رضههي‬
‫الله عنها كما صح عنها أيضا فههإذا انتهههك مههن محههارم اللههه تعههالى‬
‫شيء كان من أشدهم في ذلك غضبا فأتت بمن مههع أنههه أشههدهم‬
‫وزعم بعض من ل تحقيق عنده أن من هنا زائدة بخلفها في كلم‬
‫أنس‪ .‬فإن قلت إذا تقرر أن الشتغال بالعلم أفضل الطاعات فمهها‬
‫فائدة من الموهمة خلف ذلك كما هو المتبادر منها قلههت فائدتههها‬
‫الشارة إلى التفصيل الذي ذكرته وهو أن كل مههن العلههوم الثلثههة‬
‫أفضل بقية أفراد نوعه ومفضول بالنسبة لنوع آخر أعلههى منههه أل‬
‫ترى أن فرض الكفاية منه وإن كان أفضل بقية فههروض الكفايههات‬
‫والنوافههل وعليههه حمههل قههول الشههافعي رضههي اللههه تعههالى عنههه‬
‫الشتغال بالعلم أي الذي هو فرض كفاية أفضل من صلة النافلههة‬
‫هو مفضههول بالنسههبة للفههروض العينيههة غيههر العلههم ونفلههه أفضههل‬
‫النوافل كما هو ظاهر كلم الشافعي إذ حمله المههذكور بعيههد‪ ،‬لن‬
‫فههرض الكفايههة مههن العلههم وغيههره أفضههل مههن نفههل الصههلة فل‬
‫خصوصية للعلم حينئذ ول بدع أن يخص قولهم أفضل عبادة البدن‬
‫الصلة بغير ذلك ومفضول بالنسبة لفههروض الكفايههة والعيههن مههن‬
‫غير العلم فلم يصح حذف من لهذا العتبههار لئل يههوهم أنههه أفضههل‬
‫من غيره وإن اختلف الجنههس فتههأمله ثههم فضههله الههوارد فيههه مههن‬
‫اليات والخبار ما يحمل من لههه أدنههى نظههر إلههى كمههال اسههتفراغ‬
‫الوسع في تحصيله مع الخلص فيه إنما هو لمههن عمههل بمهها علههم‬
‫حتى يتحقق فيه وراثة النبياء وحيازة فضههيلة الصههالحين القههائمين‬
‫بما تحتم عليهههم مههن حقههوق اللههه تعههالى وحقههوق خلقههه‪ .‬ويظهههر‬
‫حصول أدنى مراتب ذلك بالتصاف بوصف العدالة التي في بههاب‬
‫الشهادات )و( من )أولى ما أنفقههت( آثههره لنههه ل يقههال إل فيمهها‬
‫صرف في خير وما عداه ولو في مكروه يقههال فيههه ضههيع وخسههر‬
‫وغرم وبناه للمجهول للعلم بفاعله ولكون عينه غير منظههور إليههها‬
‫بخصوصها وليعم )فيه( تعلما وتعليما )نفائس الوقات( من إضافة‬
‫العم إلى الخص أو الصفة إلى الموصهوف أو هههي بيانيههة ومفههرد‬
‫نفههائس نفيسههة ل نفيههس كمهها أفههاده قههوله التههي مههن النفههائس‬
‫المستجادات إذ فعائل إنما تكون جمعا لفعيلهة فإضهافتها للوقهات‬
‫الههتي هههي جمههع مههذكر لتأويلههها بالسههاعات شههبه شههغل الوقههات‬
‫بالعلوم بصرف المال في الخههبر المكنههى عنههه بالنفههاق‪ ،‬ووصههفها‬
‫بالنفاسههة المقتضههية لخطههر القههدر وعههزة النظيههر إشههارة إلههى أن‬
‫فائتها بل خير ل يمكن تعويضه ومن ثم قيل الههوقت سههيف إن لههم‬
‫تقطعه قطعك )وقد( للتحقيهق هنها )أكههثر أصهحابنا( الهذين نظمنها‬
‫وإياهم سلك اتباع الشافعي رضي اللههه عنههه تشههبيها بههالمجتمعين‬
‫في العشرة بجهامع الموافقهة وشهدة الرتبههاط وهههو جمههع صههحب‬
‫الههذي هههو اسههم جمههع لصههاحب لن أفعههال ل يكههون جمعهها لفاعههل‬
‫)رحمهم اللههه( تعههالى أبلههغ مههن اللهههم ارحمهههم لشههعاره بتحقههق‬
‫الوقوع تفاؤل وفيه اقتداء بمن أثنهى اللهه عليههم بقهوله عهز قهائل‬
‫}والذين جاءوا من بعدهم{ الية فإن قلت لههم لههم يعههبر بمهها فههي‬
‫الية قلت إشارة إلى حصول المقصود بكل دعاء أخروي علههى أن‬
‫في إيثار لفظ الرحمة تأسيا بقوله صلى الله عليههه وسههلم }رحههم‬
‫الله أخي موسى{ )من( الظاهر أنها زائدة لصحة المعنههى بههدونها‬
‫وقيل من بمعنى في كههإذا نههودي للصههلة مههن يههوم الجمعههة وفيههه‬
‫تعسف والفرق ظاهر وقيل للمجههاوزة كمهها فههي زيههد أفضههل مههن‬
‫عمرو أي جاوزه فههي الفضههل كمهها أنهههم هنهها جههاوزوا الكثههار فههي‬
‫)التصنيف( وهو جعل الشيء أصنافا متميزة وأخههص منههه التههأليف‬
‫لستدعائه زيههادة هههي إيقههاع اللفهة بيههن النههواع المتميههزة وكتههب‬
‫الصحاب من ذلك فالتصنيف هنا بمعنى التأليف وهههو فههي العلههوم‬
‫الواجبة ل المندوبة كالعروض خلفا لمن عههده مههن جملههة فههروض‬
‫الكفاية من البدع الواجبة التي حدثت بعد عصر الصحابة واختلفوا‬
‫فههي أول مههن اخههترعه فقيههل عبههد الملههك بههن جريههج شههيخ شههيخ‬
‫الشافعي وقيل غيره وكتابة العلم مستحبة وقيل واجبة وهو وجيه‬
‫في الزمنة المتأخرة وإل لضههاع العلههم وإذا وجبههت كتابههة الوثههائق‬
‫لحفظ الحقوق فالعلم أولى )من( قيل بيانيههة وفيههه إن لههم يجعههل‬
‫المصدر بمعنى اسههم مفعههول نظههر لن التصههنيف غيههر المبسههوط‬
‫والمختصر فالوجه أنه بههدل اشههتمال بإعههادة الجههار‪ ،‬والصههل وقههد‬
‫أكثر أصحابنا المصنفات )المبسوطات( هي ما كثر لفظها ومعناها‬
‫)والمختصرات( هي ما قل لفظها وكثر معناها قيل واليجاز لكونه‬
‫حذف طول الكلم وهو الطناب غير الختصار‪ ،‬لنه حذف تكريههره‬
‫مع اتحهاد المعنهى ويشهههد لهه }فههذو دعههاء عريههض{ وفيهه تحكههم‬
‫واستدلل بما ل يدل إذ ليس في الية حههذف ذلههك العههرض فضههل‬
‫عن تسميته فالحق ترادفهما كما في الصحاح )وأتقن( أحكم كههل‬
‫)مختصر( من المختصرات ففيه تفضههيل مسههوغ للبتههداء بههالنكرة‬
‫وهههذا مبنههي علههى مههذهب سههيبويه أنههه يسههتثنى مههن قاعههدة إذا‬
‫اجتمعت معرفة ونكرة تعيين كون المعرفة المبتدأ عند الجمهههور‪،‬‬
‫وقال سيبويه محلها في نكرة غير اسههم اسههتفهام نحههو كهم مالههك‬
‫وغير أفعل التفضيل نحو خير منك زيد ففي هذين يتعين عنههده أن‬
‫المبتدأ النكرة وقال ابن هشام يجههوز كههل مههن الههوجهين لتعههارض‬
‫دليلي الجمهور وسيبويه‪ .‬وذكر السيد في شرح المفتههاح أن كههون‬
‫النكرة المبتدأ أي في غير صورتي سيبويه كثير في كلم الفصحاء‬
‫ول يرد على الجمهور‪ ،‬لنه من باب القلههب المجههوز للحكههم علههى‬
‫كل منهما بما للخر وعليه فهو ل يخالف قول ابههن هشههام إل مههن‬
‫حيث المسوغ فهو عند ابن هشام تعارض الدليلين وعلى ما ذكره‬
‫السيد اعتبار القلب فإن قلت خص الرضي ومن تبعه كههون أفعههل‬
‫المبتدأ عند سيبويه بما إذا وقع جههزءا لجملههة وقعههت صههفة لنكههرة‬
‫كمررت برجل أفضل منه أبوه قلت هذا استرواح توهموه من هذا‬
‫المثال وغفلوا عن كون سيبويه مثل بخير منك زيد كما رأيتههه فههي‬
‫كتابه وهذا يبطل ما اشترطوه ولما كهان المحققههون كهابن هشههام‬
‫وغيره مستحضرين لكلمه مثلوا بمثههاله هههذا وأعرضههوا عههن ذلههك‬
‫الشتراط الذي زعمه هؤلء‪ ،‬وقد سمعنا من محققي مشهايخنا أن‬
‫نقل هؤلء مقدم على نقل العجم لسترواحهم فيه كثيرا وتعويلهم‬
‫على التقييههد بههالمعقول أكههثر مههن المنقههول فههإن قلههت المناسههب‬
‫للسياق المقصود منه مدح المحرر وصلة لمدح كتابه كون المحرر‬
‫هو المحكوم عليه بالتقنية فلم عكسته‪ .‬قلههت‪ ،‬لن تخريجههه علههى‬
‫أنه من أسلوب الحكيم البلغ اقتضى ذلك والتقدير إذا أكثروا مههن‬
‫المختصرات فل حاجة للمحرر ول لكتابك فأجاب بأنههها مههع كثرتههها‬
‫متفاوتة في التقنية وأتقنها هو المحرر فاحتيج إليههه لهههذه التقنيههة‬
‫المحصورة فيه دون غيره وحينئذ تعين ذلك العراب لهذا الغههرض‬
‫العارض‪ ،‬لن غرض البلغية يحوج لذلك كمهها يعههرف مههن أسههاليب‬
‫البلغاء )المحرر( المهذب المنقى ول مانع من كههون الوصههف فههي‬
‫الصل يجعل علم جنس أو شخص أو بالغلبهة‪ ،‬وقهد يجتمعهان بهأن‬
‫يسمى به أشياء ثههم يغلههب علههى بعضههها وتسههميته مختصههرا لقلههة‬
‫لفظه ل لكونه ملخصا من كتاب بعينه‪.‬‬
‫]تنبيه[ التحقيق أن أسماء الكتب من حيز علم الجنس ل اسمه وإن صح‬
‫اعتباره ول علم الشخص خلفا لمن زعمه وإن ألف فيه بما يحتاج‬
‫رده إلى بسط ليس هذا محله‪ ،‬وأن أسماء العلوم مههن حيههز علههم‬
‫الشخص )للمام( هو من يقتدى به في الدين )أبي القاسم( إمههام‬
‫الدين عبهد الكريهم قيهل وههذه التكنيهة ل توافهق مها صهححه مهن‬
‫حرمتها مطلقا بل ما اختاره من تخصيص المنع بزمنه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم أو ما صححه الرافعي من حرمتها فيمن اسمه محمههد‬
‫فقط اهه ويرد بأن من الواضح أن محههل الخلف إنمهها هههو وضههعها‬
‫أول‪ ،‬وأما إذا وضعت لنسان واشتهر بها فل يحرم ذلك‪ ،‬لن النهي‬
‫ل يشمله وللحاجة كما اغتفروا التلقيب بنحههو العمههش لههذلك ثههم‬
‫رأيت بعضهم أشار إلى ذلك ويرد الخيرين القاعدة المقههررة فههي‬
‫الصههول أن العههبرة بعمههوم اللفههظ فههي }ل تكنههوا بكنيههتي{ ل‬
‫بخصوص السبب نعم صح خههبر }مههن تسههمى باسههمي فل يكتنههي‬
‫بكنيتي ومن اكتنى بكنيتي فل يتسمى باسههمي{ وهههو صههريح فههي‬
‫الخير إل أن يجاب بأن الول أصح فقدم لذلك‪ .‬ثم رأيههت بعضهههم‬
‫أشار لذلك )الرافعي( نسبة لرافع بن خديج الصحابي رضههي اللههه‬
‫عنه كما حكي عن خط الرافعي نفسههه وقههول المصههنف لرافعههان‬
‫بلدة من بلد قزوين اعترضوه )رحمه الله( نظير مهها مههر )ذي( أي‬
‫صههاحب وآثرههها علههى صههاحب لقتضههائها تعظيههم المضههاف إليههها‬
‫والموصوف بها بخلفه ومن ثم قال تعالى في معرض مدح يونس‬
‫}وذا النون{ والنهي عن اتباعه كصههاحب الحههوت إذ النههون لكههونه‬
‫جعل فاتحة سورة أفخم وأشههرف مههن لفههظ الحههوت‪ ،‬ويههأتي فههي‬
‫الجمعة صحة إضافتها للمعرفة بمهها فيههه )التحقيقههات( فههي العلههم‬
‫جمع تحقيقة وهي المرة من التحقيق وهو إثبات المسههألة بههدليلها‬
‫أو علتها مع رد قوادحها وحقيقة الشيء وماهيته ما به الشيء هههو‬
‫هو كالحيوان الناطق للنسان‪ ،‬وقد يفترقان اعتبارا وكون الحيوان‬
‫الناطق ماهية حقيقية جعليههة خارجيههة هههو الصههواب بنههاء علههى أن‬
‫الماهية بجعل الجاعههل كمهها هههو مههذهب المتكلميههن وعلههى أنههها ل‬
‫بشرط شيء موجههود خارجهها كمهها هههو المشهههور عنههده والتههدقيق‬
‫إثبات الدليل بدليل آخههر فههإن قلههت جمههع السههلمة للقلههة باتفههاق‬
‫النحاة ومدلول جموع القلة العشرة فما دونها ول مدح فههي ذلههك‪.‬‬
‫قلت أل في مثل هذا تفيد العمههوم إذ الصههح أن الجمههع المعههرف‬
‫باللف واللم أو الضافة للعموم ما لم يتحقق عهد ول منافاة بيههن‬
‫هذا وما ذكر عن النحاة‪ ،‬إما لن كلمهم في جمع السلمة المنكههر‬
‫وكلم الصوليين في المعرف كما قاله إمههام الحرميههن وتوضههيحه‬
‫أن مفيد العموم كأل لما دخل على الجمع فإن قلنا بما عليه أكههثر‬
‫العلماء من الصوليين وغيرهم إن أفراده التي عمها وحههدان فقههد‬
‫ذهب اعتبار الجمعية من أصلها المستلزم للنظر إلى كههون آحههاده‬
‫عشرة فأقل‪ ،‬وإن قلنا بما عليههه جمههع مههن المحققيههن إن أفههراده‬
‫جموع فل تنافي بين استغراق كل جمع جمع وكههون تلههك الجمههوع‬
‫لكل جمع منها عدد معين‪ ،‬وأمها لنهه ل مهانع مهن أن يكهون أصهل‬
‫وضع جمع السلمة للقلة وغلب اسههتعماله فههي العمههوم لعههرف أو‬
‫شرع فنظر النحاة لصل الوضع والصوليين لغلبة الستعمال فيههه‬
‫توفي سنة ثلث أو أربع وعشرين وستمائة عن نيف وستين سههنة‪،‬‬
‫وله كرامات منها أن شهجرة عنههب أضههاءت لهه لفقههد مهها يسههرجه‬
‫وقت التصنيف‪ ،‬وولد المصنف بعد وفاته بنحههو سههبع سههنين بنههوى‬
‫من قرى دمشق ومات بها سنة ست وسبعين وسههتمائة عهن نحهو‬
‫ست وأربعيههن سههنة‪ .‬وذكههر تلميههذه المههام ابههن العطههار أن بعههض‬
‫الصالحين رأى أنههه قطههب‪ ،‬وأن الشههيخ كاشههفه بههذلك واسههتكتمه‬
‫وكشف لبعض الصالحين عنه بعد موته أنه وقع له حظ وافههر مههن‬
‫تجلي الله عليه برضاه وعطفه فسأل الله عود بعضههه علههى كتبههه‬
‫فعاد فعم النفع بها شرقا وغربا للشافعية وغيرهم كما هو مشههاهد‬
‫)وهو( أي المحرر ومدحه بما يأتي مدح لكتابه لشتماله عليههه مههع‬
‫ما تميز به‪ ،‬وليس مههدح الئمههة لكتبهههم فخههرا بههل هههو حههث علههى‬
‫تحري الولى والكمل مبالغة في النصح للمسلمين )كثير الفوائد(‬
‫التي ابتدعها مؤلفه ولم يعثر عليها من قبله جمع فههائدة وهههي مهها‬
‫يرغب في استفادته من الفؤاد‪ ،‬لنها تعقل به فترد عليه استفادة‪،‬‬
‫ومنه إفادة وعرفت بكل نافع دينههي أو دنيههوي مههن فههاد أتههى بنفههع‬
‫)عمدة في تحقيههق المههذهب( أي بيههان الراجههح وإيضههاح المشههتبه‬
‫منه‪ ،‬وأصله مكان الذهاب ثم استعير لما يذهب إليه مههن الحكههام‬
‫تشبيها للمعقول بالمحسوس ثم غلب علههى الراجههح ومنههه قههولهم‬
‫المذهب في المسألة كذا )معتمد( ترق‪ ،‬لنه أبلغ مههن عمههدة فهههو‬
‫مغن عنه لول غرض الطنههاب فههي المههدح )للمفههتي( أي المجيههب‬
‫في الحوادث بما يستنبطه أو يرجحه ولحدوث جوابه وقههوته شههبه‬
‫بالفتى في السن من فتي يفتى كعلم يعلم ثههم اسههتعير لههه لفظهها‬
‫الفتوى بالفتح أو الفتيا بالضم )وغيههره( وهههو المسههتفيد لنفسههه أو‬
‫لفادة غيره )من( بيانية )أولههى( أصههحاب )الرغبههات( بفتههح الغيههن‬
‫جمع رغبة بسكونها وهي النهماك على الخير طلبا لحيازة معاليه‬
‫]تنممبيه[ ممما أفهمممه كلمممه مممن جممواز النقممل مممن الكتممب المعتمممدة ونسبة ما فيها‬
‫لمؤلفيها مجمع عليههه وإن لههم يتصههل سههند الناقههل بمؤلفيههها نعههم‬
‫النقل من نسخة كتاب ل يجوز إل إن وثق بصحتها أو تعددت تعددا‬
‫يغلب على الظن صحتها أو رأى لفظها منتظمهها وهههو خههبير فطههن‬
‫يدرك السقط والتحريف فإن انتفى ذلك قال وجدت كذا أو نحههوه‬
‫ومن جواز اعتماد المفتي ما يراه في كتاب معتمد فيههه تفصههيل ل‬
‫بد منه‪ ،‬ودل عليه كلم المجموع وغيره وهو أن الكتههب المتقدمههة‬
‫على الشيخين ل يعتمد شيء منها إل بعد مزيد الفحههص والتحههري‬
‫حتى يغلب على الظن أنه المههذهب ول يغههتر بتتههابع كتههب متعههددة‬
‫على حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إلههى واحههد أل تههرى أن‬
‫أصههحاب القفههال أو الشههيخ أبههي حامههد مههع كههثرتهم ل يفرعههون‬
‫ويؤصههلون إل علههى طريقتههه غالبهها‪ ،‬وإن خههالفت سههائر الصههحاب‬
‫فتعين سبر كتبهم هذا كله في حكههم لههم يتعههرض لههه الشههيخان أو‬
‫أحههدهما‪ ،‬وإل فالههذي أطبههق عليههه محققههو المتههأخرين ولههم تههزل‬
‫مشايخنا يوصون به وينقلههونه عههن مشههايخهم وهههم عمههن قبلهههم‪.‬‬
‫وهكذا أن المعتمد ما اتفقا عليه أي ما لم يجمههع متعقبههو كلمهمهها‬
‫على أنه سهههو وأنهى بهه أل تهرى أنههم كهادوا يجمعههون عليهه فهي‬
‫إيجابهما النفقة بفرض القاضي ومع ذلك بههالغت فههي الهرد عليهههم‬
‫كبعض المحققين في شرح الرشههاد فههإن اختلفهها فالمصههنف فههإن‬
‫وجد للرافعي ترجيههح دونههه فهههو‪ ،‬وقههد بينههت سههبب إيثارهمهها وإن‬
‫خالفهها الكههثرين فههي خطبههة شههرح العبههاب بمهها ل يسههتغنى عههن‬
‫مراجعته ومن أن هذا الكتاب مقههدم علههى بقيههة كتبههه ليههس علههى‬
‫إطلقههه أيضهها بههل الغههالب تقههديم مهها هههو متتبههع فيههه كههالتحقيق‬
‫فالمجموع فالتنقيح ثم ما هو مختصر فيه كالروضة فالمنهاج ونحو‬
‫فتاواه فشرح مسلم فتصحيح التنبيه ونكته من أوائل تههأليفه فهههي‬
‫مؤخرة عما ذكهر وههذا تقريهب‪ ،‬وإل فهالواجب فهي الحقيقهة عنهد‬
‫تعارض هذه الكتب مراجعههة كلم معتمههدي المتههأخرين واتبههاع مهها‬
‫رجحوه منها )وقد التزم( استئناف أو حال فقد حينئذ واجبة الههذكر‬
‫أو التقدير عند البصريين لتقرب الماضههي مههن الحههال واعترضهههم‬
‫السيد الجرجاني ومن تبعه بما رددتههه عليهههم فههي شههرح الهمزيههة‬
‫فانظره فإنه مهم‪) .‬مصنفة رحمه الله( بحسب ما يظهر من قوله‬
‫في خطبته ناص على ما عليه المعظم فقههول السههبكي أن هههذا ل‬
‫يفهم التزاما مراده أنه ل يصرح به )أن ينص( فيمهها فيههه خلفهها أي‬
‫غالبا )على ما صححه( فيههه )معظههم الصههحاب(‪ ،‬لن الخطههأ إلههى‬
‫القليل أقرب منه إلى الكثير‪ ،‬وهذا حيههث ل دليههل يعضههد مهها عليههه‬
‫القلون وإل اتبعوا ومن ثم وقههع لهمهها أعنههي الشههيخين ترجيههح مهها‬
‫عليه القل ولو واحدا في مقابلة الصحاب واعترضهما المتأخرون‬
‫بما رددته عليهم في خطبة شرح العبههاب وأشههرت إليههه فيمهها مههر‬
‫آنفا‪ ،‬وبما قررته ينهدفع العههتراض علهى الرافعههي بههأنه قههد يجهزم‬
‫ببحث للمام أو غيره‪ .‬والجواب عنه بأنه إنما يفعل ذلك فيمهها فيههه‬
‫تقييد لما أطلقوه ورده بأن هذا ل يطرد في كلمه علههى أن الههذي‬
‫في المجموع وغيره أن ما دخل في إطلق الصحاب منزل منزلة‬
‫تصريحهم به فلعل الرافعي فهم فيما انفرد بههه واحههد أنهه موافههق‬
‫لطلقهم فنزله منزلة تصريحهم به )ووفههى( بههالتخفيف والتشههديد‬
‫أي الرافعي ويصح على بعد عوده للمحههرر )بمهها الههتزمه( حسههبما‬
‫ظهر له أو اطلع عليه في ذلك الوقت فل ينههافي اسههتدراكه عليههه‬
‫فيما يأتي )وهو( أي ما التزمه )من أهم( المطلوبههات )أو( أي بههل‬
‫هو )أهم( وجره مفسد للمعنههى )المطلوبههات( لمههن يريههد معرفههة‬
‫الراجح من المذهب‪ ،‬ويصح كون أو للترديههد إبهامهها علههى السههامع‬
‫وتنشيطا له إلى البحث عن ذلك وللتنويههع إشههارة إلههى أن معرفههة‬
‫الراجح مذهبا من الهم بالنسبة لمن يريد الحاطة بالمدارك وهي‬
‫الهم لمن يريد مجرد الفتاء أو العمل‪ ،‬ومدركا بههالعكس بههل فههي‬
‫الحقيقههة هههي الهههم مطلقهها وإن قههل نائلوههها ومههن ثههم خههالف‬
‫الشافعي وأصحابه في مسائل كثيرة أكثر العلمههاء )لكههن( جههواب‬
‫عما يقال إذا كان بهذه الكمالت فلم اختصههرته واعترضههته بإبههداء‬
‫عذرين ثانيهما يعلم من قوله منها التنبيه إلى آخره وأولهما هو أنه‬
‫وقع )في حجمه( وحجم الشهيء جرمهه النهاتئ مهن الرض )كهبر(‬
‫اقتضى بعده )عن حفظ أكثر أهل( أي جماعههة )العصههر( الراغههبين‬
‫فيما هو الحرى للمتفقه من حفظ مختصر فههي الفقههه عههن ظهههر‬
‫قلههب والعصههر بفتههح أو ضههم فسههكون وبضههمتين وأل فيههه للعهههد‬
‫الذهني وهو هنا الزمن الحاضر وفههي اليههة كههل الزمههن )إل بعههض‬
‫أهل( أي أصحاب )العنايات( منهم وهو مههن أتحههف بخههارق العههادة‬
‫في حفظه فل يكبر أي يعظم عليهم حفظ أبسط منه فضههل عنههه‪،‬‬
‫ثم الستثناء إن كان من أهل لزم أنه مستدرك‪ ،‬لنه مستغنى عنه‬
‫فإنه علم من مفهههوم أكههثر إل أن يكههون صههرح بههه لفههادة وصههف‬
‫القل الذين يحفظونه بكههونهم مههن ذوي العنايههات‪ ،‬وإن كههان مههن‬
‫أكثر لزم ذلك أيضا إل أن يقال إن فيه فائدة هي إفادة أن القلين‬
‫ل يعظم عليهم حفظه لتحملهههم مشههقته‪ .‬وبعههض الكههثر ل يعظههم‬
‫عليهم حفظه لكونهم من أهل العنايات فالمفاد من مفهوم الكههثر‬
‫غيههر المفههاد بالسههتثناء فتههأمله )فرأيههت( مههن الههرأي فههي المههور‬
‫المهمههة أي فبسههبب عجههز الكههثر عههن حفظههه أردت بعههد الههتروي‬
‫واتضاح طريههق القههدام )اختصههاره( مسههتوعبا لمقاصههده بحسههب‬
‫المكان أو غالبا فل يرد ما حذفه منه سهوا أو لخههذه مههن نظيههره‬
‫)في نحو نصف( بتثليث أوله )حجمه( أي قربه بزيادة أو نقههص فل‬
‫ينافي زيادته على النصف‪ ،‬لنههه مههع مهها زاده عليههه لههم يبلههغ ثلثههة‬
‫أرباعه )ليسهل( علة لما مهده مههن تقليلههه لفههظ المحههرر إلههى أن‬
‫صار في ذلك الحجم )حفظه( أي المختصر لمن يرغب في حفههظ‬
‫مختصر )مع ما( حال من المجرور أي مصحوبا بما )أضمه إليه إن‬
‫شاء الله تعالى( للتبرك راجع لما بعد رأيههت امتثههال لقههوله تعههالى‬
‫}ول تقولن لشيء{ الية‪ .‬والسناد لفعل الغير كهو لفعهل النفهس‬
‫)من( بيان لما )النفائس المستجادات( أي المعدات جيادا لبلوغههها‬
‫أقصى الحسن )منها( أي تلك النفههائس )التنههبيه( مههن النبههه بضههم‬
‫فسكون وهي الفطنة )علههى قيههود( جمههع قيههد وهههو اصههطلحا مهها‬
‫جيء به لجمع أو منع أو بيان واقع أذكرههها )فههي بعههض المسههائل(‬
‫أي قليل منها كما أشعر به ذكر بعههض قيههل وهههي عشههر وسههيأتي‬
‫تعريف المسألة )هي من الصل( أي المحههرر )محههذوفات( سهههوا‬
‫أو اتكال على المطولت أو اختصارا مههع كونههها مههرادة قيههل وفههي‬
‫إيثار الحذف علهى الهترك مها يرجهح الخيهر وفيهه مها فيهه )ومنهها‬
‫مواضع يسيرة( نحو الخمسين )ذكرها( أي أثبتها )في المحرر( لهم‬
‫يعبر عنه بالصل هنا تفننا‪ ،‬ولئل يثقل لقربه )على خلف المختههار(‬
‫أي الراجح )في المهذهب( أذكهره فيهها كمها دل عليهه قهوله )كمها‬
‫ستراها( نفسه لتأخر الرؤية قليل عن هههذا المحههل )إن شههاء اللههه‬
‫تعالى( احتاج إليه مع إسناده فعل الرؤية لغيره لما مر أنه كفعلههه‬
‫إذ ل يدري هههل يراههها أو ل أو لتضههمنه فعل لنفسههه هههو إتيههانه بههها‬
‫كذلك‪ ،‬وكما نعت لذكر المحذوف أو حههال والتقههدير أذكههر الراجههح‬
‫فيها ذكرا واضحا مثل الوضوح الذي ستراها عليه وتخالف الشيء‬
‫الواحد باعتبارين سائغ كما في " أنا أبو النجم وشعري شعري "‪.‬‬
‫]تنبيه[ زعم في الكشاف أن هذه السين تفيد القطع بوقوع مدخولها كما في }فسيكفيكهم‬
‫المم{ }أولئك سيرحمهم الله{ سأنتقم منهك ويهرد بهأن القطهع هنها‬
‫لقرينة المقام ل من موضههوع السههين علههى أنههه وطههأ بههه لمههذهبه‬
‫الفاسد من تحتم الجزاء فتوجيه بعض المحققين له غفلة عن هذه‬
‫الدسيسة العتزالية )واضحات( مفعول ثان لههترى العلميههة وكههونه‬
‫وفى بالتزامه النص على ما صححه المعظم ل ينافي ترجيح خلفه‬
‫لما مر أنهم قد يرجحون ما عليه القل )ومنها إبدال ما( هههي مههن‬
‫صههيغ العمهوم‪ .‬ومههع ذلهك ل يعههترض بقههوله ده يههازده خلفهها لمهن‬
‫زعمه‪ ،‬لن وقوعها في ألسنة السلف ثم الخلف كما يأتي أخرجها‬
‫عن الغرابة )كان من ألفاظه غريبا( ل يؤلف كالباغ )أو موهما( أي‬
‫موقعهها فههي الههوهم أي الههذهن )خلف الصههواب( بههأن كههان معنههاه‬
‫المتبادر منه غير مراد أو استوى معنياه فل يدري المراد‪ ،‬وإن كان‬
‫ذلك اللفظ مما يؤلف فل يتحد هذا مع الغريب‪ ،‬لن ذاك فيه عههدم‬
‫إلف ولو بل إيههام وههذا فيهه إيههام ولهو مهع إلهف فبينهمها عمهوم‬
‫وخصوص من وجههه ومهها همهها كههذلك ل يغنههي أحههدهما عههن الخههر‬
‫وبفرض إغناء الخفههي عنهمهها كههأن يقههول إبههداله الخفههي بالوضههح‬
‫والخصر ل يكفي فههي التنصههيص علههى أن المحههرر ارتكههب هههذين‬
‫المرين الحقيقين بالترك والطرح )بأوضح( منههه للههف النههاس لههه‬
‫وسلمته من اليهام )و( مع ذلك يكون بلفظ )أخصر منه بعبارات(‬
‫بدل مما قبله بإعادة الجار جمع عبارة وعبرة بفتح أولههه وهههي مهها‬
‫يعبر به عما في الضمير أي يعرب به عنه )جليات( في أداء المراد‬
‫لخلوها عن الغرابة واليهام واشتمالها على حسن السبك ورصههانة‬
‫المعنى أي غالبا أو بحسههب ظنههه فل ينههافي العههتراض عليههه فههي‬
‫بعضها‪ ،‬وإدخال الباء في حيز البدال على المأخوذ وفي حيز بدل‪،‬‬
‫والتبدل والستبدال على المتروك هو الفصيح وخفي هذا التفصيل‬
‫على من اعترض المتن بآيهة }وبههدلناهم بجنههتيهم جنههتين{ }ومههن‬
‫يتبدل الكفر باليمان فقد ضل{ وقد تدخل فههي حيههز بههدل ونحههوه‬
‫على المأخوذ كما فههي قههوله‪ " :‬وبههدل طههالعي نحسههي بسههعدي "‬
‫على أن الشيء قد يتعاور عليه الخههذ والههترك باعتبههارين فيتعههاور‬
‫عليه أبدل ومقابله رعاية لهمهها )ومنههها بيههان القههولين( أو القههوال‬
‫للشافعي رضي الله عنه قيل ذكر المجتهد لههها لفههادة إبطههال مهها‬
‫زاد ل للعمل بكل انتهى‪ ،‬ول ينحصر في ذلك بل من فههوائده بيههان‬
‫المدرك‪ ،‬وأن من رجح أحدها من مجتهدي المذهب ل يعههد خارجهها‬
‫عنه وأن الخلف لم ينحصر فيها حتى يمنع الههزائد بمعونههة مهها هههو‬
‫مقرر في الصول أنهم إذا أجمعههوا علههى قههولين لههم يجههز إحههداث‬
‫ثالث إل إن كان مركبا منهما بأن يكون مفصههل‪ ،‬وكههل مههن شههقيه‬
‫قال به أحدهما ثم الراجح منهما مها تهأخر إن علههم‪ ،‬وإل فمها نهص‬
‫على رجحانه وإل فما فرع عليه وحههده وإل فمهها قههال عههن مقههابله‬
‫مدخول أو يلزمه فساد‪ ،‬وإل فما أفههرده فههي محههل أو جههواب وإل‬
‫فما وافق مذهب مجتهد لتقههويه بههه فههإن خل عههن ذلههك كلههه فهههو‬
‫لتكافؤ نظريه وهو يدل علههى سههعة العلهم ودقهة الههورع حههذر مههن‬
‫ورطة هجوم على ترجيح من غير اتضههاح دليههل‪ ،‬وزعههم أن صههدور‬
‫قولين معا في مسألة واحدة كفيهها قهولن ل يجهوز إجماعها غلهط‬
‫أفرد رده وإن الجماع علههى جههوازه ووقههوعه مههن الصههحابة فمههن‬
‫بعدهم بتأليف حسن قال المام ووقع ذلههك للشههافعي رضههي اللههه‬
‫عنه في ثمانية عشر موضعا‪ .‬ونقل القرافي الجمههاع علههى تخييههر‬
‫المقلد بين قولي إمامه أي على جهة البدل ل الجمع إذا لم يظهههر‬
‫ترجيههح أحههدهما‪ ،‬وكههأنه أراد إجمههاع أئمههة مههذهبه كيههف ومقتضههى‬
‫مذهبنا كمهها قههاله السههبكي منههع ذلههك فههي القضههاء والفتههاء دون‬
‫العمل لنفسه وبه يجمع بين قول الماوردي يجوز عندنا وانتصر له‬
‫الغزالي كما يجوز لمن أداه اجتهاده إلى تساوي جهتين أن يصههلي‬
‫إلى أيهما شاء إجماعهها وقههول المههام يمتنههع إن كانهها فههي حكميههن‬
‫متضادين كإيجههاب وتحريههم بخلف نحههو خصههال الكفههارة‪ .‬وأجههرى‬
‫السبكي ذلك وتبعوه في العمل بخلف المههذاهب الربعههة أي ممهها‬
‫علمت نسبته لمن يجوز تقليده‪ ،‬وجميع شروطه عنده وحمل على‬
‫ذلك قول ابن الصههلح ل يجههوز تقليههد غيههر الئمههة الربعهة أي فههي‬
‫قضاء أو إفتاء ومحل ذلك وغيره مههن سههائر صههور التقليههد مهها لههم‬
‫يتتبع الرخص بحيث تنحل ربقة التكليف من عنقه‪ ،‬وإل أثم بههه بههل‬
‫قيل فسق وهو وجيه قيل ومحل ضههعفه أن تتبعههها مههن المههذاهب‬
‫المدونههة وإل فسههق قطعهها ول ينههافي ذلههك قههول ابههن الحههاجب‬
‫كالمدي من عمل في مسألة بقول إمام ل يجوز لههه العمههل فيههها‬
‫بقول غيره اتفاقا لتعين حمله علههى مهها إذا بقههي مههن آثههار العمههل‬
‫الول ما يلزم عليه مع الثاني تركب حقيقة ل يقههول بههها كههل مههن‬
‫المامين كتقليد الشههافعي فههي مسههح بعههض الههرأس ومالههك فههي‬
‫طهارة الكلب في صلة واحدة‪ .‬ثم رأيت السبكي في الصلة مههن‬
‫فتاويه ذكر نحو ذلك مع زيادة بسط فيه وتبعه عليههه جمههع فقههالوا‬
‫إنما يمتنع تقليد الغير بعد العمل في تلك الحادثههة نفسههها ل مثلههها‬
‫خلفا للجلل المحلي كههأن أفههتى ببينونههة زوجتههه فههي نحههو تعليههق‬
‫فنكح أختها‪ ،‬ثم أفتى بأن ل بينونة فأراد أن يرجع للولههى ويعههرض‬
‫عن الثانية من غير إبانتها‪ ،‬وكان أخذ بشههفعة الجههوار تقليههدا لبههي‬
‫حنيفة ثم استحقت عليه فأراد تقليد الشههافعي فههي تركههها فيمتنههع‬
‫فيهما‪ ،‬لن كل من المامين ل يقول به حينئذ فاعلم ذلك فإنه مهم‬
‫ول تغتر بمن أخذ بظاهر ما مر‪) .‬والههوجهين( أو الوجههه للصههحاب‬
‫خرجوها على قواعده أو نصوصههه‪ ،‬وقههد يشههذون عنهمهها كههالمزني‬
‫وأبي ثور فتنسب لهما ول تعد وجوها فههي المههذهب )والطريقيههن(‬
‫أو الطرق وهههي اختلفهههم فههي حكايههة المههذهب فيحكههي بعضهههم‬
‫نصين وبعضهم نصوصا وبعضهم بعضها أو مغايرههها حقيقههة كههأوجه‬
‫بههدل أقههوال أو عكسههه أو باعتبههار كتفصههيل فههي مقابلههة إطلق‬
‫وعكسه فلهذا كثرت الطرق في كثير مههن المسههائل )والنههص( أي‬
‫المنصههوص للشههافعي رضههي اللههه عنههه مههن نههص الشههيء رفعههه‬
‫وأظهره‪ ،‬لنه لما نسب إليه من غير معارض كههان ظههاهرا مرفههوع‬
‫الرتبة على غيره )ومراتب الخلف( قوة وضههعفا حيههث ذكههر )فههي‬
‫جميع الحالت( غالبا لما يأتي والمحرر قد يههبين وقههد ل ول ينههافيه‬
‫جزمه بمسائل فيها خلف‪ ،‬لنه لم يلتزم ذكر كل خلف فيما ذكههر‬
‫بل إنه حيث ذكر خلفا بين مرتبته أو فيها نص مههن غيههر ذكههر لههه‪،‬‬
‫لن قضية سياقه التي أنه إنما يذكر نصهها يقههابله وجههه أو تخريههج‪،‬‬
‫وأنه ل يذكر كههل نههص كههذلك بههل إن مهها ذكههره ل يكههون إل كههذلك‬
‫فتأمله‪) .‬فحيث( بالضم ويجوز الفتح والكسر مع إبدال يائه واوا أو‬
‫ألفا وهي دالة على المكان حقيقة أو مجازا كما فههي }اللههه أعلههم‬
‫حيث يجعل رسالته{ بتضمين أعلم معنى ما يتعههدى إلههى الظههرف‬
‫أي الله أنفذ علما حيث يجعل أي هو نافذ العلم في هههذا الموضههع‬
‫فاندفع مهها قيههل يتعيههن أنههها مفعههول بههه علههى السههعة‪ ،‬لن أفعههل‬
‫التفضيل ل ينصبه ل ظرف لنه تعالى ل يكون في مكان أعلم منه‬
‫في مكان‪ ،‬ولن المعنى أنه يعلم نفس المكههان المسههتحق لوضههع‬
‫الرسالة ل شيئا في المكان قيل وكما هنا وهههو عجيههب إذ التقههدير‬
‫فكل مكان من هذا الكتاب )أقول( فيه‪ .‬وزعم الخفههش أنههها تههرد‬
‫للزمان )الظهر أو المشهور فمههن( متعلههق بههالظهر أو المشهههور‬
‫لكههونه كالوصههف لههه أي فأحههدهما كههائن مههن جملههة )القههولين أو‬
‫القوال فإن قوي الخلف( لقوة مههدرك غيههر الراجههح منههه بظهههور‬
‫دليله وعدم شههذوذه وتكههافؤ دليلهمهها فههي أصههل الظهههور‪ ،‬ويمتههاز‬
‫الراجح بأن عليه المعظم أو بكون دليله أوضح‪ ،‬وقد ل يقههع تمييههز‬
‫)قلهههت الظههههر( لشهههعاره بظههههور مقهههابله )وإل( يقهههو مهههدركه‬
‫)فالمشهههور( هههو الههذي أعههبر بههه لشههعاره بخفههاء مقههابله‪ ،‬ويقههع‬
‫للمؤلف تناقض بيههن كتبههه فههي الترجيههح ينشههأ عههن تغيههر اجتهههاده‬
‫فليعتن بتحرير ذلك من يريد تحقيق الشياء علههى وجهههها )وحيههث‬
‫أقول الصح أو الصحيح فمن الوجهين أو الوجه( ثم إن كانت مههن‬
‫واحد فالترجيح بما مر في القوال أو من أكثر فهو بترجيح مجتهههد‬
‫آخر )فإن قوي الخلف( بنظير ما مر في القههوال )قلههت الصههح(‬
‫لشههعاره بصههحة مقههابله وكههان المههراد بصههحته مههع الحكههم عليههه‬
‫بالضعف ومع اسههتحالة اجتمههاع حكميههن متضههادين علههى موضههوع‬
‫واحد في آن واحد أن مدركه له حظ من النظر بحيث يحتههاج فههي‬
‫رده إلى غوص على المعاني الدقيقة والدلة الخفية بخلف مقابل‬
‫الصحيح التي فإنه ليس كذلك بل يرده الناظر ويستهجنه من أول‬
‫وهلههة فكههان ذلههك صههحيحا بالعتبههار المههذكور‪ ،‬وإن كههان ضههعيفا‬
‫بالحقيقة ل يجوز العمل به فلههم يجتمههع حكمههان كمهها ذكههر فتأمههل‬
‫ذلك وأعرض عما وقع هنا مههن إشههكالت وأجوبههة ل ترضههي‪ .‬وقههد‬
‫يقع للمصنف أنه في بعض كتبه يعبر بالظهر وفي بعضها يعبر عن‬
‫ذلههك بالصههح فههإن عههرف أن الخلف أقههوال أو أوجههه فواضههح‪،‬‬
‫والرجح الدال على أنه أقوال‪ ،‬لن مع قائله زيادة علم بنقلهه عههن‬
‫الشافعي رضي الله عنه بخلف نافيه عنه )وإل( يقههو )فالصههحيح(‬
‫هو الذي أعبر به لشعاره بانتفههاء اعتبههارات الصههحة عههن مقههابله‪،‬‬
‫وأنه فاسد ولم يعبر بنظيره في القوال بل أثبت لنظيره الخفههاء‪،‬‬
‫وأن القصههور فههي فهمههه إنمهها هههو منهها فحسههب تأدبهها مههع المههام‬
‫الشافعي كما قال وفرقا بين مقام المجتهد المطلق والمقيد فههإن‬
‫قلت إطباقهم هنا على أن التعبير بالصههحيح قههاض بفسههاد مقههابله‬
‫يقتضي أن كل مهها عههبر فيههه بههه ل يسههن الخههروج مههن خلفههه لن‬
‫شرط الخروج ومنه عدم فساده كما صرحوا به وقد صههرحوا فههي‬
‫مسائل عبروا فيها بالصحيح بسن الخروج مههن الخلف فيههها قلههت‬
‫يجاب بأن الفساد قد يكون من حيث الستدلل الذي استدل به ل‬
‫مطلقا فهو فساد اعتباري وبفرض أنه حقيقي قههد يكههون بالنسههبة‬
‫لقواعدنا دون قواعد غيرنا ولما ظهههر للمصههنف مثل والههذي ظهههر‬
‫لغيههره قههوته فنههدب الخههروج منههه )وحيههث أقههول المههذهب فمههن‬
‫الطريقين أو الطرق( كأن يحكي بعض القطع أي أنه ل نص سواه‬
‫وبعض قول أو وجها أو أكثر‪ ،‬وبعض ذلك أو بعضه أو غيههره مطلقهها‬
‫أو باعتبار كما مر ثم الراجح المعبر عنه بالمذهب قد يكون طريق‬
‫القطههع أو موافقههها مههن طريههق الخلف أو مخالفههها‪ ،‬لكههن قيههل‬
‫الغههالب أنههه الموافههق والسههتقراء النههاقص المفيههد للظههن يؤيههده‪.‬‬
‫وربما وقع للمجموع كالعزيز استعمال الطريقين موضههع الههوجهين‬
‫وعكسه )وحيث أقول النص فهو نص( المههام القرشههي المطلههبي‬
‫الملتقي مع النبي صهلى اللهه عليهه وسههلم فههي جههده الرابههع عبههد‬
‫مناف محمد بههن إدريههس بههن العبههاس بههن عثمههان بههن شههافع بههن‬
‫السائب بن عبيد بن عبههد يزيههد بههن هاشههم بههن المطلههب بههن عبههد‬
‫مناف )الشافعي( نسبة لشهافع المهذكور‪ ،‬وشهافع ههذا أسهلم ههو‬
‫وأبوه السائب صاحب راية قريش يوم بدر )رضي الله تعالى عنه(‬
‫إمام الئمة علما وعمل وورعا وزهدا ومعرفة وذكاء وحفظا ونسبا‬
‫فإنه برع في كهل ممها ذكهر وفهاق فيهه أكهثر مهن سهبقه ل سهيما‬
‫مشايخه كمالك وسفيان بن عيينة ومشايخهم‪ ،‬واجتمع له من تلك‬
‫النواع وكثرة التباع في أكثر أقطار الرض‪ .‬وتقدم مههذهبه وأهلههه‬
‫فيها ل سيما في الحرمين والرض المقدسة‪ ،‬وهذه الثلثههة وأهلههها‬
‫أفضل الرض وأهلها ما لم يجتمع لغيره وهذا هو حكمة تخصيصههه‬
‫في الحديث المعمول به فههي مثههل ذلههك‪ ،‬وزعههم وضههعه حسههد أو‬
‫غلط فاحش وهو قوله صلى الله عليه وسلم }عههالم قريههش يمل‬
‫طباق الرض علما{ قال أحمد وغيره مههن أئمههة الحههديث والفقههه‬
‫نراه الشافعي أي لنه لم يجتمع لقرشي من الشهرة كما ذكر مهها‬
‫اجتمع لههه فلههم ينههزل الحههديث إل عليههه وكاشههف أصههحابه بوقههائع‬
‫وقعت بعد موته كما أخبر ورأى النبي صلى الله عليه وسههلم وقههد‬
‫أعطاه ميزانا فأولت له بأن مذهبه أعدل المذاهب وأوفقها للسنة‬
‫الغراء التي هي أعدل الملههل وأوفقههها للحكمههة العلميههة والعمليههة‬
‫ولد بغزة على الصح سنة خمسين ومائة ثم أجيز بالفتاء وهو ابن‬
‫نحو خمس عشرة سنة‪ ،‬ثههم رحههل لمالههك فأقههام عنههده مههدة ثههم‬
‫لبغداد ولقب ناصر السنة لما ناظر أكابرها وظفر عليهههم كمحمههد‬
‫بن الحسن وكان أبو يوسف إذ ذاك ميتا ثم بعد عامين رجع لمكههة‬
‫ثم لبغداد سنة ثمان وتسعين ثم بعد سنة لمصههر فأقههام بههها كهفهها‬
‫لهلها إلى أن تقطب‪ .‬ومن الخوارق التي لم يقع نظيرههها لمجتهههد‬
‫غيره استنباطه وتحريره لمذهبه الجديد على سعته المفرطة فههي‬
‫نحو أربع سنين وتوفي سنة أربههع ومههائتين بههها‪ ،‬وأريههد بعههد أزمنههة‬
‫نقله منها لبغداد فظهههر مههن قههبره لمهها فتههح روائح طيبههة عطلههت‬
‫الحاضرين عن إحساسهم فتركوه‪ ،‬وقد أكثر الناس التصانيف فههي‬
‫ترجمته حتى بلغت نحو أربعين مصنفا ذكرت خلصههتها فههي شههرح‬
‫المشكاة وليتنبه لكثير مما في رحلته للرازي كالبيهقي فههإن فيههها‬
‫موضوعات كثيرة )ويكون هناك وجه( مقابل له )ضعيف( ل يعتمههد‬
‫وإن كان في مدركه قوة بالعتبار السابق )أو قول( له بنههاء علههى‬
‫أن المخرج ينسب إليه وفيه خلف الصح ل لنههه لههو عههرض عليههه‬
‫لربما أبدى فارقا إل مقيدا كما أفاده قوله )مخرج( مهن نصهه فهي‬
‫نظير المسألة على حكم مخالف بأن ينقل بعض أصحابه نص كههل‬
‫إلى الخرى فيجتمع فههي كههل منصههوص ومخههرج‪ ،‬ثههم الراجههح إمهها‬
‫المخرج وإما المنصوص وإما تقرير النصين والفههرق وهههو الغلههب‬
‫ومنه النههص فههي مضههغة قههال القوابههل لههو بقيههت لتصههورت علههى‬
‫انقضاء العدة بها‪ ،‬لن مدارها على تيقن براءة الرحههم‪ ،‬وقههد وجههد‬
‫وعدم حصول أمية الولد بها‪ ،‬لن مدارها على وجههود اسههم الولههد‪،‬‬
‫ولم يوجد )وحيث أقول الجديد( وهو ما قاله الشافعي رضي اللههه‬
‫عنه بمصر ومنه المختصر والبويطي والم خلفا لمههن شههذ‪ .‬وقيههل‬
‫ما قاله بعد خروجه من بغداد إلى مصر )فالقههديم( وهههو مهها قههاله‬
‫قبل دخولها )خلفه( ومنه كتابه الحجة )أو( أقهول )القهديم أو فهي‬
‫قول قديم( ل ينافيه عدم وقوع هذه في كلمه‪ ،‬لنه لهم يهذكر أنهه‬
‫قالها بل إن صدرت فهي كسابقها )فالجديد خلفه( والعمههل عليههه‬
‫إل في نحو عشرين‪ ،‬وعبر بعضهم بنيف وثلثين مسألة يههأتي بيههان‬
‫كثير منها‪ ،‬وأنه لنحو صحة الحديث به عمل بمهها تههواتر عههن وصههية‬
‫الشافعي أنه إذا صح الحديث من غير معههارض فهههو مههذهبه‪ ،‬ولههو‬
‫نص فيه على ما لم ينص عليه في الجديد‪ ،‬وجب اعتماده‪ ،‬لنه لم‬
‫يثبت رجوعه عن هذا بخصوصه )وحيث أقول وقيل كذا( فهو وجه‬
‫ضعيف )والصحيح أو الصح خلفههه وحيههث أقههول وفههي قههول كههذا‬
‫فالراجح خلفه( وكان تركه لبيان قوة الخلف وضعفه فيهما لعدم‬
‫ظهوره له أو لغراء الطالب على تأمله والبحث عنه ليقوى نظره‬
‫في المدارك والمآخههذ ووصههف الههوجه بالضهعف دون القهول تأدبهها‬
‫)ومنها مسائل( جمع مسألة وهي ما يبرهن علههى إثبههات محمههوله‬
‫لموضوعه في العلم ومن شأن ذلك أن يطلب ويسههأل عنههه فلههذا‬
‫يسمى مطلوبا ومسألة )نفيسة( لعموم نفعها ومس الحاجة إليها‪،‬‬
‫ووصههف الجمههع بههالمفرد رعايههة لمفههرده سههائغ )أضههمها إليههه( أي‬
‫المختصر في مظانها اللئقة بها غالبا )ينبغي( أي يطلب ومههن ثههم‬
‫كان الغلب فيها استعمالها في المنههدوب تههارة والوجههوب أخههرى‪،‬‬
‫وقد تستعمل للجواز أو الترجيههح ول ينبغههي قههد تكههون للتحريههم أو‬
‫الكراهة )أن ل يخلي الكتاب( المذكور وهو المختصر وما ضم إليه‬
‫وقد سماه في ظهر خطبته بخطة المنهههاج وهههو كالمنهههج والنهههج‬
‫بفتح فسكون الطريق الواضح من نهج كذا أوضحه‪ ،‬وقد يسههتعمل‬
‫بمعنى سههلك فقههط )منههها( لنفاسههتها ووصههفها بالنفاسههة‪ ،‬والضههم‬
‫أفاده كلمههه السههابق لكههن أعادهمهها هنهها بزيههادة ينبغههي ومعمههوله‬
‫إظهههار السههبب زيادتههها مههع خلوههها عههن التنكيههت بخلف سههابقها‬
‫)وأقول( غالبا فل يرد عليه نحو قههوله فههي فصههل الخلء ول يتكلههم‬
‫وإن كان زيادة مسألة برأسها وسيعلم من قوله وفي إلحههاق قيههد‬
‫إلخ أن له زيادات من غير تمييز ومههن السههتقراء أنههه يقههول ذلههك‬
‫أيضا في استدراك التصحيح عليههه )فههي أولههها قلههت وفههي آخرههها‬
‫والله أعلم( أي من كل عالم وزعم بعض الحنفية أنه ل ينبغههي أن‬
‫يقال ذلك قيل مطلقهها‪ .‬وقيههل للعلم بختههم الههدرس ويههرد بههأنه ل‬
‫إيهام فيه بل فيه غاية التفويض المطلوب بل في حديث البخههاري‬
‫في باب العلم في قصة موسى مع الخضر صههلى اللههه علههى نبينهها‬
‫وعليهما وسلم ما يدل له وهو قوله فيه فعتب اللههه علههى موسههى‬
‫أي حيث سئل عن أعلم الناس فقال أنا إذ لههم يههرد العلههم إليههه إذ‬
‫رده إليه صادق بأن يقول الله أعلم بل القرآن دال له وهههو }اللههه‬
‫أعلم حيث يجعل رسالته{ وقد قال علي كرم الله وجهههه وأبردههها‬
‫على كبدي إذا سئلت عما ل أعلم أن أقول الله أعلم ول ينافيه ما‬
‫في البخاري أن عمر سأل الصحابة رضي اللههه عنهههم عههن سههورة‬
‫النصر فقالوا الله أعلم فغضب وقال قولوا نعلم أو ل نعلههم‪ .‬وفههي‬
‫رواية أنه قال لمن قاله مرة قد تيقنا إن كنا ل نعلم أن اللههه يعلههم‬
‫لتعين حمله على أنههه فيمههن جعههل الجههواب بههه ذريعههة إلههى عههدم‬
‫إخباره عما سئل عنه‪ ،‬وهو يعلم وقههد ذكههر الئمههة فههي اللههه أكههبر‬
‫وأعلم ونحوهما ما يصهرح بحسهن مها فعلهه المصهنف فعليهك بهه‪،‬‬
‫ومما يؤيده أيضا قولهم يسن لمن سئل عما ل يعلم أن يقول الله‬
‫ورسوله أعلم ومنع نحو مهها أحلههم اللههه نظههرا لتقههدير النحههاة فههي‬
‫التعجب شيء صيره كذا مردود بأن فيه غاية الجلل وبنحو }قههل‬
‫الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والرض أبصر بههه وأسههمع{‬
‫أي ما أبصره وأسمعه‪ .‬كما قاله ابن عطية وغيههره لقههول قتههادة ل‬
‫أحد أبصر من الله ول أسمع وتقدير النحاة المههذكور غيههر لزم ول‬
‫مطرد‪ ،‬لن كل مقام بما يناسبه كشيء وصفه بذلك أما نفسههه أو‬
‫من شاء من خلقه )وما وجدته( أيها الناظر في هذا المختصر )من‬
‫زيادة لفظة( أي كلمة كظههاهر وكههثير فههي قههوله فههي الههتيمم فههي‬
‫عضو ظاهر بجرحه دم كثير )ونحوها( كالهمزة في أحق مهها يقههول‬
‫العبد فإنها جزء كلمة ل كلمة )على ما في المحههرر فاعتمههدها فل‬
‫بد منها( أي ل غنى ول عههوض عنههها لطههالب العلههم لتوقههف صههحة‬
‫الحكم أو المعنههى أو ظهههوره عليههها )وكههذا مهها وجههدته( فيههه )مههن‬
‫الذكار( جمع ذكر وهو لغة كل مذكور وشرعا قول سههيق لثنههاء أو‬
‫دعاء‪ ،‬وقد يستعمل شرعا أيضا لكل قول يثاب قائله )مخالفهها لمها‬
‫في المحرر وغيههره مههن كتههب الفقههه فاعتمههده فههإنى حققتههه( أي‬
‫ذكرته وأثبته وأصله لغة صرت منه على يقين كتحققته )من كتههب‬
‫الحديث( وهو لغة ضد القههديم واصهطلحا علههم يعههرف بههه أحههوال‬
‫ذات رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قههول وفعل وصههفة‬
‫)المعتمدة( في نقله لعتناء أهلههه بلفظههه‪ ،‬والفقهههاء إنمهها يعتنههون‬
‫غالبا بمعناه دون غير المعتمدة ففيه حث على إيثار فعله‪ ،‬لن كل‬
‫أحد يؤثر المعتمد علههى غيههره )وقههد أقههدم بعههض مسههائل الفصههل‬
‫لمناسبة( أي لوقوع النسبة بين الشيئين حههتى يكههون بينهمهها وجههه‬
‫مناسب )أو اختصار( قبل أحدهما كههاف لسههتلزامه الخههر انتهههى‪.‬‬
‫ويرد بمنع الستلزام إذ قد توجد مناسبة بل اختصار بل قد ل توجد‬
‫إل مع عدمه‪ ،‬وقد يوجد اختصار من حيث اللفظ من المناسبة من‬
‫حيث المعنههى‪ ،‬وذلههك كمهها وقههع لههه أول الجههراح فههإنه أخههر بحههث‬
‫المكره عن بحث السبب الموجب للقود ليجمههع أقسههام المسههألة‬
‫بمحل واحد )وربما( للتقليل كمهها جههرى عليههه عههرف الفقهههاء وإن‬
‫قيل إنها للتكثير أكثر‪ ،‬وقد قيل بهما في }ربما يههود الههذين كفههروا‬
‫لو كانوا مسلمين{‪) .‬قدمت فصل( وهو لغة الحاجز بيههن الشههيئين‬
‫وهههو فههي الكتههب كههذلك لفصههله بيههن أجنههاس المسههائل وأنواعههها‬
‫)للمناسههبة( كفصههل كفههارات محرمههات الحههرام علههى الحصههار‬
‫)وأرجو( من الرجاء ضد اليههأس فهههو تجههويز وقههوع محبههوب علههى‬
‫قرب واستعماله في غيره كما في }ما لكم ل ترجون لله وقههارا{‬
‫أي ل تخافون عظمتهه مجهاز يحتهاج لقرينهة )إن( عهبر بهها مهع أن‬
‫المناسههب للرجههاء إذا إشههارة إلههى أنهه مههع رجههائه ملحههظ لمقههام‬
‫الخههوف المقتضههي للههتردد فههي التمههام اللزم للمرجههو )تههم هههذا‬
‫المختصر( الحاضر ذهنا وإن تقدم على وضع الخطبة كما هو مبين‬
‫في أول شرحي للرشاد وتقدمها يدل عليههه صههنيعه فههي مواضههع‪،‬‬
‫وقد تم ولله الحمد )أن يكون في معنى الشرح( من شرح كشههف‬
‫وبين )للمحرر( لقيامه بأكثر وظائف الشههراح مههن إبههدال الغريههب‬
‫والموهم وذكر قيود المسألة وبيههان أصههل الخلف ومراتبههه وضههم‬
‫زيادات نفيسة إليه ولم يبق إل ذكر نحو الدليل والتعليق فلههذا لههم‬
‫يقل شرحا ثم علل ذلههك بقههوله )فههإني ل أحههذف( بإعجههام الههذال‬
‫أسقط )منه شيئا( بحسب ما عزمت عليه )من الحكام( التي في‬
‫نسختي‪ ،‬ولم يكن فيما ذكرته مهها يفهههم مهها حههذفته فل يههرد عليههه‬
‫شيء مما اعترض عليه بحذفه لههه مههن أصههله‪ .‬والحكههم الشههرعي‬
‫خطاب الله تعالى المتعلق بفعههل المكلههف مههن حيههث إنههه مكلههف‬
‫والشيء لغة عند أكثر أئمتنا ما يصهح أن يعلهم ويخهبر عنهه وعليهه‬
‫أكثر الستعمال في القرآن وغيره وعند آخرين كالبيضاوي حقيقههة‬
‫في الموجود مجاز في المعدوم ولم تختلف الشههاعرة والمعتزلههة‬
‫في إطلقه على الموجود‪ ،‬وإنما النزاع بينهما في شههيئية المعلههوم‬
‫بمعنى ثبوته في الخارج وعدم ثبوته فيه فعنههد الشههاعرة ل وعنههد‬
‫المعتزلة نعم قال المصههنف وغيههره ووافقونهها علههى أن المحههال ل‬
‫يسههمى شههيئا ومحههل بسههط ذلههك كتههب الكلم )أصههل( هههي عرفهها‬
‫للمبالغة في النفي مصدرا أو حال مؤكدة لل أحههذف أي مستأصههل‬
‫أي قاطعا للحذف من أصله من قولهم استأصله قطعه من أصههله‬
‫)ول( أحهذف منهه شهيئا بهالمعنى السهابق )مهن الخلف ولهو كهان‬
‫واهيا( أي ضعيفا جدا مجاز عن الساقط )مههع مهها( أي آتههي بجميههع‬
‫ذلك مصحوبا بمهها )أشههرت إليههه مههن النفههائس( المتقدمههة )وقههد(‬
‫للتحقيق )شرعت( بعد شههروعي فههي ذلههك المختصههر كمهها أفههاده‬
‫السياق أو مع شروعي فيه عرفا ول ينافيه ذلك السههياق والتعههبير‬
‫بالتمام لحتمال أنه باعتبههار مهها فههي الههذهن )فههي جمههع جههزء( أي‬
‫كتاب صغير الحجم تشبيها بمعنى الجههزء لغهة وهههو بعهض الشههيء‬
‫)لطيههف( حجمههه جههدا )علههى صههورة الشههرح( صههفة ثانيههة لجههزء‬
‫)لدقائق( جمع دقيقة وهي ما خفي إدراكه إل بعد مزيد تأمل )هذا‬
‫المختصر( من حيث اختصاره لعبارة المحرر ل لكل دقائق الكتاب‬
‫كما أشار إليه لفههظ المختصههر‪ ،‬وصههرح بههه قههوله )ومقصههودي بههه‬
‫التنبيه على الحكمة( أي السبب والتحقيق أنها في نحو ومن يههؤت‬
‫الحكمههة العلههم والعمههل المتههوفر فيهمهها سههائر شههروط الكمههال‬
‫ومتمماته )في العدول عن عبارة المحرر وفي إلحاق( الزائد على‬
‫المحههرر بل تمييههز مههن )قيههد( للمسههألة )أو حههرف( فههي الكلم‬
‫كالهمزة في أحق )أو شرط للمسألة( وهو بالسههكون لغههة تعليههق‬
‫أمههر مسههتقبل بمثلههه‪ ،‬واصههطلحا مهها يههأتي أول شههروط الصههلة‬
‫واختلفوا هل الشرط يرادف القيد‪ ،‬ورجح أن مآلهما لشههيء واحههد‬
‫ويرد بأن من أقسام القيد ما جيء به لبيان الواقع كمهها مههر‪ ،‬وهههو‬
‫نقيض الشرط )ونحو( مبتدأ )ذلك( وهو التنبيه على المقاصد ومهها‬
‫قد يخفى ومنه بيان شمول عبارته لمهها لههم تشههمله عبههارة أصههله‪،‬‬
‫ويصح جر نحو وهو ظاهر )وأكثر ذلك( المذكور )من الضههروريات(‬
‫وهي ما ل مندوحة عنه‪ ،‬وتفسيرها بما يحتاج إليه قاصههر فمههن ثههم‬
‫فسرها بقوله )التي ل بد منها( لمريد الكمال بمعرفة الشياء على‬
‫وجهها‪ ،‬قال الشراح واحترز بذلك عما ليههس بضههروري بههل حسههن‬
‫كزيادة لفظ الطلق في قوله فإن انقطع لم يحل قبل الغسل غير‬
‫الصوم والطلق مع أنه لم يذكره في المحرمات ومههع ذكههر أصههل‬
‫له في الطلق ووجه حسنه التنبيه على ما لعله يخفههى فههي محههل‬
‫احتيج إليه فيه‪ .‬وفي صحته نظر‪ ،‬لن المشار إليه بقوله ذلك ليس‬
‫فيه زيادة مسألة مستقلة وهذا الذي أخرجوه به مسههألة مسههتقلة‬
‫نظير ول يتكلم السابقة فل يصح إخراجه به فالوجه أنه إنما احترز‬
‫بذلك عن إلحاق الحرف فإنه بعض المشار إليه وهو غير ضههروري‬
‫لكن بقيد كونه ل يتوقف صحة المعنى عليه نعم إن كانت الشارة‬
‫لجميع ما مر من النفائس أو المراد بههالحرف مطلههق الكلمههة ولههو‬
‫بالمعنى اللغوي اتجه ما قالوه كما أنه متجه على جر نحو )وعلههى‬
‫الله( ل غيره )الكريم( بههالنوال قبههل السههؤال أو مطلقهها ومههن ثههم‬
‫فسر بأنه الذي عم عطاؤه جميع خلقه بل سههبب منهههم وتفسههيره‬
‫بالعفو أو العلي بعيههد )اعتمههادي( بههأن يقههدرني علههى إتمههامه كمهها‬
‫أقدرني على الشروع فيه فإنه ل يرد من اعتمههد عليهه‪ ،‬وفهي ههذا‬
‫كالههذي سههبق إيههذان بسههبق وضههع الخطبههة )وإليههه( ل إلههى غيههره‬
‫)تفويضههي( مههن فههوض أمههره إليههه إذا رده رضهها بفعلههه واعتقههادا‬
‫لكماله )واستنادي( في ذلك وغيره فإنه ل يخيب مههن اسههتند إليههه‬
‫والعتماد والستناد يصح أن يدعى ترادفهمهها‪ ،‬وأن العتمههاد أخههص‬
‫ولما تم رجاؤه بإجابة سؤاله قدر وقههوع مطلههوبه‪ .‬فقههال )وأسههأله‬
‫النفع به( أي بتأليفه بنية صالحة )لههي( فههي الخههرة إذ ل معههول إل‬
‫على نفعها )ولسائر المسلمين( أي باقيهم أو جميعهم من السههؤر‬
‫أو سههور البلههد بههأن يلهمهههم العتنههاء بهه ولههو بمجههرد كتابههة ونقههل‬
‫ووقف‪ ،‬ونفعهم يستلزم نفعه‪ ،‬لنههه السههبب فيههه )ورضههوانه عنههي‬
‫وعن أحبائي( بالتشديد والهمههز أي مههن يحبههوني وأحبهههم وإن لههم‬
‫يأت زمنهم‪ ،‬لنه ينبغي أن يحب في اللههه كههل مههن اتصههف بكمههال‬
‫سابقا ولحقا )وجميع المؤمنين( فيه تكريههر الههدعاء للبعههض الههذي‬
‫هو منهم والسلم واليمان طال فيمهها بينهمهها مههن النسههب الكلم‬
‫والحق أنهما متحدان ماصدقا إذ ل يوجد شرعا مؤمن غيههر مسههلم‬
‫ول عكسه ومن آمن بقلبه وترك التلفظ بلسههانه مههع قههدرته عليههه‬
‫نقل المصنف الجماع على تخليههده فههي النههار لكههن اعههترض بههأن‬
‫كثيرين بههل المحققيههن علههى خلفههه مختلفههان مفهومهها إذ مفهههوم‬
‫السلم الستسلم والنقياد ومفهوم اليمان التصديق الجازم بكل‬
‫ما علم مجيئه صلى اللههه عليههه وسههلم بههه بالضههرورة إجمههال فههي‬
‫الجمالي وتفصيل في التفصيلي هذا‪.‬‬

‫كتاب أحكام الطهارة المشتملة على وسائل أربعة ومقاصد‬


‫كذلك‬
‫وأفردها بتراجم دون تلههك إل النجاسههة لطههول مباحثههها فرقهها بيههن‬
‫المقصههود بالههذات وغيههره والكتههاب كههالكتب والكتابههة لغههة الضههم‬
‫والجمع‪ ،‬واصطلحا اسم لجملة مختصة مههن العلههم فهههو إمهها بههاق‬
‫على مصدريته أو بمعنى اسم المفعههول أو الفاعههل والضههافة إمهها‬
‫بمعنى اللم أو بيانية‪ ،‬ويعبر عن تلك الجملة بالباب وبالفضل فههإن‬
‫جمعت كههان الول للمشههتملة علههى الخيريههن والثههاني للمشههتملة‬
‫على الثالث وهو المشتملة على مسائل غالبا في الكل‪.‬‬
‫والطهممارة بالفتممح مصممدر طهر بفتح هائه أفصح من ضمها يطههر‬
‫بضمها فيهما‪ ،‬وأما طهر بمعنى اغتسل فمثلث الهاء لغة الخلههوص‬
‫من الدنس ولو معنويا كالعيب‪ ،‬وشرعا لههها وضههعان حقيقههي وهههو‬
‫زوال المنع الناشئ عن الحدث والخبث ومجازي من إطلق اسههم‬
‫المسبب على السبب وهو الفعل الموضوع لفههادة ذلههك أو بعههض‬
‫آثاره كالتيمم‪ ،‬وبهذا الوضهع عرفهها المصهنف بأنهها رفهع حهدث أو‬
‫إزالة نجس أو ما فههي معناهمهها كههالتيمم وطهههر السههلس أو علههى‬
‫صورتهما كالغسلة الثانيههة والطهههر المنههدوب وفيههه أعنههي التعههبير‬
‫بالمعنى والصورة إشارة لقول ابن الرفعة إنههها فههي هههذين ل مههن‬
‫مجاز التشهبيه إل أن يجهاب عنهه بمنعهه وإثبهات أنهها فيهها حقيقهة‬
‫عرفية كما صرحوا به في التيمم‪ ،‬وبدءوا بالطهههارة لخههبر الحههاكم‬
‫وغيره }مفتاح الصلة الطهور{‪ ،‬ثم بما بعدها على الوضههع البههديع‬
‫التي لمرين‪ :‬الول الخبر المشهور }بني السههلم علههى خمههس{‬
‫وأسقطوا الكلم على الشهههادتين‪ ،‬لنههه أفههرد بعلههم وآثههروا روايههة‬
‫تقديم الصوم على الحج‪ ،‬لنه فههوري ومتكههرر‪ ،‬وأفههرد مههن يلزمههه‬
‫أكثر‪ ،‬والثاني أن الغرض من البعثة انتظام أمههر المعههاش والمعههاد‬
‫بكمال القوى النطقية ومكملها العبادات‪ ،‬والشهوية ومكملها غذاء‬
‫ونحوه المعاملت‪ ،‬ووطء ونحههوه المناكحههات‪ ،‬والغضههبية ومكملههها‬
‫التحرز عن الجنايات‪ ،‬وقدمت الولههى لشههرفها‪ ،‬ثههم الثانيههة لشههدة‬
‫الحاجة إليها‪ ،‬ثم الثالثة‪ ،‬لنها دونها في الحاجههة‪ ،‬ثههم الرابعههة لقلههة‬
‫وقوعها بالنسبة لما قبلها‪ ،‬وإنما ختمها الكثر بالعتق تفاؤل‪.‬وبههدءوا‬
‫من مقدمات الطهارة بالمههاء‪ ،‬لنههه الصههل فههي آلتههها وافتتههح هههذا‬
‫الكتاب بآية لتعود بركتها على جميههع الكتههاب ل لكونههها دليلههه‪ ،‬لن‬
‫من شأنه التأخر عن المدلول على أنه إذا كان قاعدة كلية ينطبههق‬
‫عليها أكثر المسائل كما هنا قههدم ولههم يههراع ذلههك فههي غيههره وإن‬
‫راعاه أصله كالشافعي رضي الله عنه اختصارا )قههال اللههه تعههالى‬
‫}وأنزلنا{( أي إنزال مسههتمرا بههاهرا للعقههول ناشههئا عههن عظمتنهها‬
‫)}من السماء{( أي الجرم المعهود إن أريههد البتههداء أو السههحاب‬
‫إن أريد النتهاء )}ماء{( فيه عموم من حيهث إنهه للمتنهان وبههذا‬
‫استفيد منه أنه طاهر إذ ل امتنان بالنجس فمن ثم كههان )طهههورا(‬
‫معناه مطهرا لغيره وإل لههزم التأكيههد والتأسههيس خيههر منههه ويههدل‬
‫لذلك أيضا ليطهركم به‪ ،‬وأنه الصل فههي فعههول وإن جههاء مصههدرا‬
‫وللمبالغة بأن يدل على زيادة في معنههى فاعههل مههع مسههاواته لههه‬
‫تعديا كضروب أو لزومهها كصههبور ولللههة كسههحور لمهها يتسههحر بهه‪،‬‬
‫وبهذا الشتراك مع كون الصل ما ذكر اندفع السهتدلل لطهوريهة‬
‫المستعمل نظرا إلى إفادة المبالغههة علههى أن فيمهها قلنههاه تكههرارا‬
‫أيضا لرفعه أحداث أجزاء العضو الواحد بجريه عليه أما المضههموم‬
‫فيختههص بالمصههدر‪ ،‬وقيههل يههأتي بمعنههى المطهههر لغيههره أيضهها‬
‫واختصاص الطهارة بالماء الذي أشارت إليههه اليههة ول يههرد شههرابا‬
‫طهورا‪ ،‬لنه قد وصف بأعلى صفات الدنيا تعبدي أو لمهها فيههه مههن‬
‫الرقة واللطافة التي ل توجد في غيههره ومههن ثههم قيههل ل لههون لههه‬
‫وبهذا الختصههاص يتضههح منعهههم القيههاس عليههه ل لمفهههومه‪ ،‬لنههه‬
‫لقب‪.‬‬
‫)يشممترط لرفممع الحممدث( إجماعمما واعممترض وهههو هنهها أمههر اعتبههاري قههائم‬
‫بالعضاء يمنع صحة نحو الصلة حيث ل مرخص أو المنع المترتب‬
‫على ذلك وكون التيمم يرفع هذا ل برد‪ ،‬لنههه رفههع خههاص بالنسههبة‬
‫لفرض واحد‪ ،‬وكلمنا في الرفع العام وهذا خاص بالماء‪ ،‬وهههو إمهها‬
‫أصغر ورافعه الوضوء وإما أكبر ورافعه الغسل‪ ،‬وقههد يقسههم هههذا‬
‫نظرا إلى تفاوت ما يحرم به إلى متوسهط‪ ،‬وههو مها عهدا الحيهض‬
‫والنفاس وأكبر وهو هما إذ ما يحرم بهما أكثر‪) .‬و( رفع )النجههس(‬
‫وهو شرعا مستقذر يمنع صحة الصلة حيههث ل مرخههص أو معنههى‬
‫يوصف به المحل الملقههي لعيههن مههن ذلههك مههع رطوبههة وهههذا هههو‬
‫المراد هنا‪ ،‬لنه الههذي ل يرفعههه إل المههاء ولن المصههنف اسههتعمل‬
‫فيه الرفع كما تقرر‪ ،‬وهو ل يصح فيه حقيقة إل على هههذا المعنههى‬
‫أما على الول فوصفه به من مجاز مجاورته للحدث‪ ،‬وكان عدوله‬
‫عن تعبير أصله بالزالة رعاية للول‪ ،‬لنههه حقيقههة ومهها راعههاه هههو‬
‫مجاز وهو أبلغ من الحقيقة باتفاق البلغههاء علههى أن ذاك مههوهم إذ‬
‫يزيله غير الماء‪ ،‬وتخصيصهما لنهما الصل وإل فالطهر المسههنون‬
‫وطهر السلس الذي ل رفع فيه كالذمية والمجنونة لتحل للمسههلم‬
‫والميت كذلك كما يعلههم مههن كلمههه فيمهها يههأتي )مههاء مطلههق( أي‬
‫استعماله بمعنى مروره عليه فل يجوز كما عبر بههه أصههله‪ ،‬وأفههاده‬
‫مفهههوم الشههتراط مههن جهههة أن تعههاطي الشههيء علههى خلف مهها‬
‫أوجبه الشارع حرام‪ ،‬ول يصح كما صههرح بههه كههل مههن نفههى الحههل‬
‫لكن بخفاء وإن سلمنا أنههه يسههتعمل فيهمهها‪ ،‬لن الكههثر اسههتعماله‬
‫فههي الحرمهة فقههط ومهن الشههتراط لكههن بظهههور ففهي كهل مههن‬
‫العبارتين مزية خلفا لمن أطلق ترجيح هذه ولمههن أطلههق ترجيههح‬
‫تلك فتأمله رفع أو إزالة شيء من تلك الربعة إل به لمره تعههالى‬
‫بالتيمم عند فقده }وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصههب‬
‫الذنوب من الماء على بول ذي الخويصرة التميمههي لمهها بههال فههي‬
‫المسجد{‪ ،‬وهو إنما ينصرف للمطلههق‪ ،‬لنههه المتبههادر إلههى الههذهن‬
‫ولمنع القياس عليه كما مر‪ .‬وخرج بتلك الربعة نحههو إزالههة طيههب‬
‫عن بدن محرم‪ ،‬لن القصد زوال عينههه وهههو ل يتوقههف علههى مههاء‬
‫)وهو ما يقع عليه( عند أهل اللسان بالنسهبة للعههالم بحهاله )اسهم‬
‫ماء بل قيد( لزم وإن رشح من بخار الطهور المغلي أو تغير بما ل‬
‫يضر مما يأتي أو جمع من ندى وزعم أنه نفس دابة ل دليههل عليههه‬
‫أو كان زلل وهو ما يخرج من جههوف صههور توجههد فههي نحههو الثلههج‬
‫كالحيوان‪ ،‬وليست بحيوان فإن تحقق كان نجسا‪ ،‬لنه قيء وخههرج‬
‫بالماء من حيث تعلق الشتراط به التراب‪ ،‬ولو في المغلههظ فههإن‬
‫المطهر هو الماء بشرط مزجه به ومحو أدوية الدباغ‪ ،‬لنها محيلههة‬
‫وحجر الستنجاء‪ ،‬لنه مرخص وبقوله بل قيههد مههع قولنهها عنههد إلههى‬
‫آخره المقيد بلزم ولو نحو لم العهد كخبر }إنما الماء من الماء{‬
‫وكالمتغير بالتقديري وكالمستعمل على الصههح وكقليههل وقههع فيههه‬
‫نجس‪ ،‬لن العالم بها ل يذكرها إل مقيدة على أنههها مقيههدة شههرعا‬
‫بخلف المتغير بما ل يضر والمقيد بغيههر لزم نحههو مههاء الههبئر وإذا‬
‫تقرر أن المطلق ما ذكر المعلوم منههه مههع ذكههر اليهة أن ماصههدق‬
‫الطهور والمطلق واحد‪) .‬فههه( المههاء الكههثير والقليههل )المتغيههر بههه(‬
‫مخالط طاهر )مستغنى( بفتح النون وكسرها بعيههد متكلههف )عنههه‬
‫كزعفران( ومني وثمر ساقط وطحلب طرح بعد دقه وورق طرح‬
‫ثم تفتت وملح جبلي وقطران أو كافور مخالط فكل منهما نوعان‬
‫)تغيرا يمنع إطلق اسم الماء( لكثرته ولو تقههديرا‪ ،‬كههأن وقههع فههي‬
‫الماء ما يوافقه كمستعمل لكن في قليل كمهها يههأتي وكمههاء ورد ل‬
‫ريح له فإنه يقدر وسطا كريح لذن ولون عصير وطعم ماء رمههان‬
‫فإن غير مع ذلك ضر وإل فل‪ ،‬لنه لما كان لموافقته ل يغير اعتههبر‬
‫بغيره كالحكومههة )غيههر طهههور( وإن كههان التغيههر بمهها علههى عضههو‬
‫المتطهر كما أنه غير مطلق فلو حلف ل يشههرب مههاء فشههربه لههم‬
‫يحنث‪.‬‬
‫)ول يضر( في الطهورية )تغير ل يمنع السم( لقلته ولو احتمال بأن شك‬
‫أهو كثير أو قليههل مهها لههم يتحقههق الكههثرة ويشههك فههي زوالههها )ول‬
‫متغير( قيل الحسن حذف الميم ليناسب ما قبله ويرد بأن التفنن‬
‫المشعر باتحاد المقصود من العبارتين أفود وأبلغ‪) .‬بمكث( بتثليث‬
‫ميمه وطين وطحلب بفتح لمه وضمها نههابت مههن المههاء أو ألقههي‬
‫فيه ولم يدق وورق وقع بنفسه وإن تفتت وخالط )وما في مقره(‬
‫ومنه كما هو ظههاهر القههرب الههتي يههدهن باطنههها بههالقطران وهههي‬
‫جديدة لصلح ما يوضع فيها بعد من الماء وإن كان من القطههران‬
‫المخالط )وممره( لو مصنوعا من نحو نورة وإن طبخت وكههبريت‬
‫وإن فحش التغير بذلك كله لتعذر صون الماء عنه‪ ،‬ولو وضههع مههن‬
‫هذا المتغير على غيره ما غيره لم يضر على الوجههه‪ ،‬لنههه طهههور‬
‫فهو كالمتغير بالملح المائي‪ ،‬وكههون التغيههر هنهها إنمهها هههو بمهها فههي‬
‫الماء ل بد أنه ل ينظر إليه‪ ،‬لنه أمر مشهكوك فيهه بهل يحتمهل أن‬
‫سببه لطافة الماء المنبث هو في أجزائه فقبله الماء الثاني وانبث‬
‫فيه ولو نزل بنفسه لههم يقبلههه فلههم يكههثر تغيههره بههه لكثههافته ومههع‬
‫الشك ل تسلب الطهورية المحققة أل ترى أنه لو وقع بماء مجاور‬
‫ومخالط‪ ،‬وشككنا في المغير منهما لهم يضهر فكههذا هنها )وكهذا( ل‬
‫يضر فههي الطهوريههة )متغيههر بمجههاور( طههاهر علههى أي حههال كههان‬
‫)كعههود ودهههن( وإن طيبهها وكحههب وكتههان وإن أغليهها مهها لههم يعلههم‬
‫انفصال عين فيه مخالطة تسلب السم‪ .‬وبهذا التفصيل يجمع بين‬
‫إطلقههات متباينههة >ص‪ <73 :‬فههي مههاء مبلت الكتههان‪ ،‬لن لههه‬
‫حالت متفاوتة في التغير أول وآخههرا كمهها هههو مشههاهد نعههم الههذي‬
‫ينبغي فيما شك في انفصال عين فيه أنه لههو تجههدد لههه اسهم آخههر‬
‫بحيث ترك معه اسمه الول السلب‪ ،‬لن هذا التجدد قرينة ظاهرة‬
‫جدا على انفصال تلك العين فيه )أو بتراب( طهور بنههاء علههى أنههه‬
‫مخالط‪ ،‬وإل فل فرق كما هو واضح خلفا لمههن وهههم فيههه‪ ،‬ومثلههه‬
‫في جميع ما يأتي الملح المائي ل الجبلي إل إن كان بممر أو مقر‬
‫)طرح( ل لتطهير مغلظ‪ ،‬وإل لم يصر طينا ل يجري بطبعه وإل أثر‬
‫جزما )في الظهر( إذ التغير بالمجاور ومنه البخور ولههو احتمههال إذ‬
‫ما شك في أنه مخالط أو مجاور له حكم المجاور‪ ،‬ثم رأيت جمعا‬
‫جزموا بأنه مجاور حتى من قال إنه يضر لكنه بناه علههى الضههعيف‬
‫من التفرقة في المجاور بين الريح وغيره‪ ،‬ول ينافي كونه مجاورا‬
‫أن الصح في دخان الشيء أنه من نفس جرمههه‪ ،‬لنههه ل مههانع أن‬
‫ينفصل جرم مجاور مههن جههرم مخههالط إذ المشههاهدة قاضههية فههي‬
‫الدخان بأنه مجاور يطفو على المههاء ول يختلههط بههه مجههرد تههروح‪،‬‬
‫وإن فحش فهو كتغيههر بجيفههة علههى الشههط وبههالتراب‪ .‬أمهها مجههرد‬
‫كدورة ل تمنع السم فعليه هو مجههاور‪ ،‬والمتغيههر بههه مطلههق وهههو‬
‫الشهر وإما للتسهيل على العباد فهو غير مطلق قههال جمههع وهههو‬
‫القعد ويؤيده أن المتن مصرح به‪ ،‬لنه أعاد الباء في بههتراب ولههم‬
‫يجعله من أمثلة المجاوز فههدل علههى أنههه مخههالط‪ ،‬وأن التغيههر بههه‬
‫مغتفر مع ذلك نظرا لما فيه من الطهورية‪ .‬وأصههل هههذا اختلفهههم‬
‫في حد المخالط أهو ما ل يمكههن فصههله فخههرج الههتراب‪ ،‬أو مهها ل‬
‫يتميز فههي رأي العيههن فههدخل‪ ،‬أو المعتههبر العههرف أوجههه أشهههرها‬
‫الول وقضية جزمهم بإخراج التراب عليه أن المههراد مهها ل يمكههن‬
‫فصههله حههال ول مههآل ورجههح شههيخنا فههي بعههض كتبههه تبعهها لشههيخه‬
‫القاياتي ولبي زرعة ما دلت عليه عبارة المتههن‪ ،‬وصههرح بههه جمههع‬
‫متقدمون أن التراب مخالط‪ ،‬وأن ذلك يدل علههى أن الرجههح مههن‬
‫التعاريف الثلثة الثاني‪ ،‬وأنه المعتمد وقد يقال ما ل يمكههن فصههله‬
‫حال ول مآل ل يتميز في رأي العين فيتحدان‪ ،‬ويكون مهها دل عليههه‬
‫بيانا للعرف فل خلف في الحقيقة‬
‫)ويكره( تنزيها وقيل تحريما شرعا ل طبا فحسب فيثاب التارك امتثال شديد حر وبرد‬
‫لمنعهما السباغ أو للضرر فإن قلت ينههافي هههذا حههديث }وإسههباغ‬
‫الوضوء على المكاره{ قلت ل ينافيه‪ ،‬لن ذلههك فههي إسههباغ علههى‬
‫مكرهة ل بقيد الشدة‪ ،‬وهذا مع قيدها الذي من شههأنه منههع وقههوع‬
‫العبادة على كمال المطلوب منها‪ .‬و )المشمس( ولو مغطى لكن‬
‫كراهة المكشوف أشد يعني ما أثرت فيه الشههمس بحيههث قههويت‬
‫على أن تفصل بحدتها منه زهومة ماء كان أو مائعا وكل شههروطه‬
‫للمطولت‪ ،‬وهي أن يكون بقطر حار وقت الحر في إنههاء منطبههع‪،‬‬
‫وهو ما يمتد تحت المطرقة ولو بالقوة كبركة في جبل حديهد غيهر‬
‫نقد ومغشي به يمنع انفصال الزهومة بخلف نقد غشي أو اختلط‬
‫بما تتولد هي منه ولههو غيههر غههالب خلفهها للزركشههي وادعاءاتههها ل‬
‫تتولد إل مههن غههالب أو متحصههل بالنههار ممنههوع ويؤيههده قههوله وإن‬
‫رددته في شرح العباب بتولدها مههن الصههداء بههل هههو شههرط فيههها‬
‫عنده سواء النقد وغيره كما شملته عبارته‪ ،‬وهههي تخههص الكراهههة‬
‫بكل إناء منطبع مصدي وأن يستعمل وهو حار ولو في ثوب لبسه‬
‫رطبا في ظاهر أو باطن بههدن حههي كههأبرص يخشههى زيههادة برصههه‬
‫وغير آدمي يخشى برصه‪ ،‬وذلك للخبر الصحيح }دع ما يريبك إلى‬
‫ما ل يريبك{ واستعماله مريب‪ ،‬لنه يخشى منه البرص كمهها صههح‬
‫عن عمر رضي الله عنه واعتمههده بعههض محققههي الطبههاء لقبههض‬
‫تلك الزهومة على مسام البدن فتنجس الدم‪ ،‬ومحل هذا وما قبله‬
‫حيث لم يظن بقول عدل أو بمعرفة نفسه ضههرره لههه بخصوصههه‪،‬‬
‫وإل حرم فيلزم التيمم إن لم يجد غيره أو لم يتعيهن‪ ،‬وإل بهأن لهم‬
‫يجد غيره وقد ضاق الههوقت وجههب اسههتعماله وشههراؤه ول كراههة‬
‫كمسخن بالنار‪ ،‬ولو بنجههس مغلههظ‪ ،‬لنههها تههذهب الزهومههة لقوتههها‬
‫بخلفها في الطعام المائع لختلطها بههأجزائه‪ .‬ويكههره مههاء وتههراب‬
‫كل أرض غضب عليها إل بئر الناقة بأرض ثمههود‪ ،‬ول يكههره الطهههر‬
‫بماء زمزم ولكههن الولههى عههدم إزالههة النجههس بههه وجههزم بعضهههم‬
‫بحرمته ضعيف بل شاذ وهو أفضل من ماء الكوثر خلفا لمن نازع‬
‫فيه ويكره الطهر بفضل المرأة للخلف فيههه قيههل بههل ورد النهههي‬
‫عنه وعن التطهر من الناء النحاس‪.‬‬
‫)والمستعمل في فرض الطهارة( أي ما ل بد منه في صممحتها كالغسلة الولى‬
‫ولو من طهر صبي لم يميز لطواف أو سلس أو حنفي لههم ينههو أو‬
‫صلة نفل أو كتابيههة انقطههع دمههها لتحههل لحليههل مسههلم أي يعتقههد‬
‫توقههف الحههل عليههه كمهها هههو ظههاهر‪ ،‬لن الكتفههاء بنيتههها إنمهها هههو‬
‫للتخفيف عليه أو مجنونة أو ممتنعههة غسههلها حليلههها المسههلم مههن‬
‫ذلك لتحل له غير طهور أما المستعمل في الخبههث فواضههح‪ ،‬وأمهها‬
‫المستعمل في الحدث فكذلك‪ ،‬لنه حصل باسههتعماله زوال المنههع‬
‫من نحو الصلة فينتقل إليه كما أن الغسالة لما أثرت في المحههل‬
‫تأثرت وإن لم يجههب غسههل النجههس المعفههو عنههه‪ ،‬ومههر أنههه غيههر‬
‫مطلق أيضا‪) .‬قيل و( المستعمل في )نفلها( ومنه مههاء غسههل بههه‬
‫الرجل بعد مسح الخف‪ ،‬لنه لم يزل مانعهها بخلف مههاء غسههل بههه‬
‫الوجه مع بقاء التيمم لرفعه الحدث عنههه )غيههر طهههور( أيضهها‪ ،‬لن‬
‫المدار على تأدي العبادة به‪ ،‬ولو مندوبة ويههرد بههأنه ل مههانع ينتقههل‬
‫إليه حتى يتأثر به فكان باقيا على طهوريته‪ ،‬وبما قررت به المتههن‬
‫يندفع العتراض عليههه بههأن المتبههادر منههه أن هههذا الههوجه يشههترط‬
‫اجتماع الفرض مع النفل‪ ،‬والحق أنه لههو قههال أو كههان أوضههح‪ ،‬ثههم‬
‫قولنا إن المستعمل في فرض غير طهههور إنمهها هههو )فههي( الصههح‬
‫في )الجديد( ل القديم‪ ،‬لن المنع ل يتههأتى انتقههاله للمههاء‪ ،‬ويجههاب‬
‫بأنه انتقههال اعتبههاري )فههإن جمههع( المسههتعمل علههى الجديههد فبلههغ‬
‫)قلتين فطهور( وإن قل بعد بتفريقه )في الصح( بناء على الصح‬
‫أيضا أن اسههتعمال القليههل أضههعفه‪ .‬وقيههل أزال قههوته مههن أصههلها‬
‫كحناء صبغ بههه ل يههؤثر بعههد وكههالنجس إذا بلغهمهها بل تغيههر وأولههى‬
‫وزعم بقاء وصف الستعمال ل يؤثر‪ ،‬لن وصفه ل يضر مع الكثرة‬
‫أل ترى أن المستعمل إذا نزل في ماء قليههل قههدر مخالفهها وسههطا‬
‫كما مر أو كثير لم يقدر‪ ،‬لنه بوصوله إليه صههار طهههورا‪ ،‬فعلههم أن‬
‫الستعمال ل يثبت إل مع قلة الماء أي وبعد فصله ولو حكما كههأن‬
‫جاوز منكب المتوضئ أو ركبته وإن عهاد لمحلهه أو انتقهل مهن يهد‬
‫لخرى‪ ،‬نعم ل يضر في المحدث خرق الهواء مثل للماء من الكف‬
‫إلى الساعد ول في الجنب انفصاله من نحههو الههرأس للصههدر ممهها‬
‫يغلب فيه التقاذف وهو جريان الماء إليه على التصال‪ ،‬ولو أدخههل‬
‫يده للغسل عن الحدث أول بقصههد بعههد نيههة الجنههب وتثليههث وجههه‬
‫المحدث ما لهم يقصههد القتصهار علهى الولهى وإل فبعههدها بل نيههة‬
‫اغتراف ول قصد أخذ المههاء لغههرض آخههر صههار مسههتعمل بالنسههبة‬
‫لغير يده فله أن يغسل بما فيها باقي ساعدها‪ ،‬وواضههح ممهها ذكههر‬
‫أن من يصب عليه تحصل له سنة التثليث ما لههم يقصههد القتصههار‬
‫على الولى لرفع حدث يده بالثانية حينئذ ما لههم ينههو صههرفه عنههه‪.‬‬
‫ولو انغمس محدث‪ ،‬ثم نوى أو جنب فههي مههاء قليههل ارتفههع حههدثه‬
‫وما دام لم يخرج له أن يرفع ما يطرأ عليه فيه مههن أصههغر وأكههبر‬
‫بالنغماس ل بههالغتراف ولههو بيههده وإن نههوى اغترافهها كمهها شههمله‬
‫كلمهم‪.‬‬
‫)ول تنجس قلتا الماء( ولو احتمال كأن شك في ماء أبلغهما أم ل وإن تيقنت قلته‬
‫قبل )بملقاة نجس( للخبر الصحيح }إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل‬
‫الخبههث{ أي لههم يقبلههه كمهها صههرحت بههه روايههة لههم ينجههس وهههي‬
‫صحيحة أيضا‪ ،‬وخههرج بقلتهها المههاء الصههريح فههي أنهمهها كلهمهها مههن‬
‫محض الماء ما لو وقع فههي مههاء ينقههص عههن قلههتين مههائع يههوافقه‬
‫فبلغهما به‪ ،‬ولم يغيره فرضا لو قدر مخالفهها فههإنه ينجههس بمجههرد‬
‫الملقاة ول يدفع الستعمال عههن نفسههه‪ ،‬وإنمهها نههزل ذلههك المههائع‬
‫منزلة الماء في جواز الطهر بالكههل‪ ،‬لنههه أخههف إذ هههو رفههع وذاك‬
‫دفع وهو أقوى غالبا أل ترى أن الماء القليل الههوارد يرفههع الحههدث‬
‫والخبث ول يدفعهما لو وردا عليه ومن ثم اختلفههوا فههي مسههتعمل‬
‫كثر انتهاء هل ترفع كثرته استعماله أو ل واتفقوا فههي كههثير ابتههداء‬
‫على أنه يدفع الستعمال عن نفسه‪ ،‬وخههرج ب غالبهها نحههو الطلق‬
‫فههإنه يرفههع النكههاح‪ ،‬ول يههدفعه لحههل ارتجههاع المطلقههة وعكسههه‬
‫الحرام وعدة الشبهة فهو أقوى تأثيرا منهما‪ ،‬فعلم أن الشيء قد‬
‫يدفع فقط كهذين‪ ،‬وقد يرفع فقط كالطلق والماء هنا وأن الرفههع‬
‫التأثر بما يصلح له لول ذلك الدافع من ذلك قولهم يسن لمن دعهها‬
‫برفع بلء واقع أن يجعل ظهر كفيههه للسههماء‪ ،‬ويههدفعه أن يقههع بههه‬
‫بعد عكسه ولو كان القلتان فههي محليهن بينهمهها اتصهال وبأحهدهما‬
‫نجس نجس الخر إن ضاق ما بينهما وإل طهر النجس كمهها يههأتي‪.‬‬
‫)فإن غيره( أي النجس الماء القلههتين ولههو يسههيرا أو تقههديرا كههأن‬
‫وقههع فيههه موافقههة فغيههره بههالفرض والتقههدير‪ ،‬ثههم إن وافقههه فههي‬
‫الصفات الثلث قدرناه مخالفا أشد فيها كلون الحبر وريح المسك‬
‫وطعم الخههل أو فههي صههفة قههدرناه مخالفهها فيههها فقههط )فنجههس(‬
‫إجماعا ولو بوصف واحد في الولههى أو بعضههه فلكههل حكمههه فههإن‬
‫كثر غير المتغيههر بقههي علههى طهههارته وإل فل‪ ،‬وإنمهها قههدر الطههاهر‬
‫بالوسط لنه أخف ولو وقع في متغير بما ل يضر قدر زوالههه فههإن‬
‫غير حينئذ ضر وإل فل‪) .‬فإن زال تغيره بنفسه( بأن لم ينضم إليههه‬
‫شيء كأن طال مكثه )أو بماء( انضههم إليههه ولههو متنجسهها‪ ،‬أو أخههذ‬
‫منه والباقي كثير بأن كان الناء منخنقا بههه فههزال انخنههاقه ودخلههه‬
‫الريح وقصره أو بمجاور وقع فيه أي أو بمخالط تروح به كمهها هههو‬
‫ظاهر مما يأتي في نحو زعفران ل طعههم ول ريههح )طهههر( لههزوال‬
‫سبب التنجس‪ ،‬وإنما لم تعد طهارة الجللة بزوال التغير مههن غيههر‬
‫علف طاهرا‪ ،‬لن الظاهر أن سبب نجاستها عند القههائل بههها رداءة‬
‫لحمها وهي ل تزول إل بالعلف الطاهر‪ ،‬وإنما لم يقدروا هنا الواقع‬
‫بعد زوال التغير مخالفا أشد لن المخالفة كانت موجودة بالفعههل‪،‬‬
‫ثم زالت لقوة الماء عليها فلم يكههن لفههرض المخالفههة حينئذ وجههه‬
‫بخلفها ابتداء ولههو عههاد التغيههر لههم يضههر أي‪ ،‬وإن لههم يحتمههل أنههه‬
‫بتروح نجس آخر كما شمله إطلقهم ودل عليه أيضا كلمههه إل إن‬
‫بقيت عين النجاسة‪ ،‬وهل يقال بهذا فههي زوال نحههو ريههح متنجههس‬
‫بالغسل‪ ،‬ثم عاد أو يفصل بين عوده فورا أو متراخيا أو بين غسله‬
‫بماء فقط أو مع نحو صابون لندرة العههود هنهها جههدا أو يفههرق بيههن‬
‫البابين للنظر فيه مجال‪ .‬وقضية ما سأذكره أن سبب عدم التأثير‬
‫هنا ضعفه بزواله‪ ،‬ثم عوده وحينئذ فذاك مثلههه لوجههود هههذه العلههة‬
‫فيه نعم قد يؤخذ مما يأتي في محرمات الحرام فههي نحههو فاغيههة‬
‫أو كههاد أو طيههب بثههوب جههف أن ريحههه إن ظهههر بههرش المههاء‬
‫استصحب له اسم الطيب وإل فل لن ظهوره هنهها إذا كههان ناشههئا‬
‫عن نحو ماء أثر إل أن يفرق بأن تأثير الماء في الزالة أقوى مههن‬
‫تأثير الجفاف فيها فأثر‪ ،‬ثم أدنى قرينههة بخلفههه هنهها‪ ،‬وكلم المتههن‬
‫يشمل التغير التقديري أيضا بأن تمضي عليه مدة لو كان ذلك في‬
‫الحسي لزال أو أن يصب عليه من الماء قدر لههو صههب علههى مههاء‬
‫متغير حسا لزال تغيره‪ .‬ويعلم ذلك بأن يكون إلى جانبه غدير فيهه‬
‫ماء متغير فزال تغيره بنفسه بعد مدة فيعلم أن هههذا أيضهها يههزول‬
‫تغيره في هذه المدة‪ ،‬وذلك لن النجاسة مقههدرة فالمزيههل ينبغههي‬
‫أن يكههون مقههدرا )أو( زال أي ظههاهرا فل ينههافى التعليههل بالشههك‬
‫التي فل اعتراض على المصنف بالعطف المقتضي لتقدير الزوال‬
‫الذي ذكرته‪ ،‬ثم رأيت بعض الشههراح أجههاب بههذلك والرافعههي أول‬
‫كلم الوجيز بذلك تغير ريحهه )بمسهك و( لهونه بسهبب )زعفهران(‬
‫وطعمه بخل مثل )فل( للشك في أن التغير زال حقيقة أو اسههتتر‪،‬‬
‫ويؤخذ منه أن زوال الريح والطعم بنحههو زعفههران ل طعههم لههه ول‬
‫ريح والطعم واللون بنحو مسك واللون والريح بنحو خل ل لون له‬
‫ول ريح يقتضي عود الطهارة‪ ،‬وهو متجه وفاقا لجمع من الشراح‪،‬‬
‫لنه ل يشك في الستتار حينئذ ول يشكل هذا بإيجاب نحو صههابون‬
‫توقفت عليه إزالة نجس مع احتمال ستره لريحه بريحه‪ ،‬لن مههن‬
‫شههأن ذاك أنههه مزيههل ل سههاتر بخلف هههذا‪) .‬وكههذا( بنحههو )تههراب‬
‫وجص( أي جبس زال تغيره بأحههدهما فلههم يوجههد ريههح النجههس أو‬
‫طعمه أو لونه ل يطهر الماء )فههي الظهههر( للشههك أيضهها ودعههوى‬
‫أنهما ل يغلبان على أوصاف المهاء يردهها أنهمها يكهدرانه والكهدرة‬
‫من أسباب الستر ول ينافي هذا ما قبله في نحو زعفران ل طعههم‬
‫له‪ ،‬لن الظههاهر أن لهمهها الوصههاف الثلثههة فههإن لههم توجههد اعتههبر‬
‫الوصف المناسب لما فيهما فقط ولههو صههفا المههاء ول تغيههر طهههر‬
‫جزما كههالتراب‪) .‬و( المههاء )دونهمهها( أي القلههتين ولههم يبههال بكههون‬
‫إضافتها إلى الضمير ضعيفة في العربية‪ ،‬لنها شائعة على اللسنة‬
‫مع دعاية الختصار الذي هو بصدده‪ ،‬فزعم أن دونهمهها مبتههدأ فههي‬
‫كلمههه وهههي ل تتصههرف علههى الصههح ليههس فههي محلههه علههى أن‬
‫تصرفها قرئ به في ومنا دون ذلك بالرفع فل بدع فيه هنا بالول‪.‬‬
‫والكلم في دون الظرفية التي هي نقيههض فههوق فمهها بمعنههى‬
‫غير متصرفة وفي الكشاف معنى دون أدنى مكههان مههن الشههيء‪،‬‬
‫وتستعمل لتفاوت حال كزيد دون عمرو أي شرفا‪ ،‬ثههم اتسههع فيههه‬
‫فاستعمل لتجاور حد إلى حد ك }أولياء من دون المؤمنين{ أي ل‬
‫يتجاوزوا ولية المؤمنين إلههى وليهة الكهافرين )ينجههس( حيهث لهم‬
‫يكن واردا وإل ففيه تفصيل يأتي‪ ،‬ومنه فوار أصاب النجههس أعله‬
‫وموضوع على نجههس يترشههح منههه مههاء فل ينجههس مهها فيههه إل إن‬
‫فرض عههود الترشههيح إليههه )بالملقههاة( أي بوصههول النجههس الغيههر‬
‫المعفو عنه له لمفهوم حديث القلتين السههابق المخصههص لعمههوم‬
‫خبر }الماء طهور ل ينجسه شيء{ واختههار كههثيرون مههن أصههحابنا‬
‫مذهب مالك أن الماء ل ينجس مطلقهها إل بههالتغير وكههأنهم نظههروا‬
‫للتسهيل على الناس‪ ،‬وإل فالدليل صريح في التفصيل كمهها تههرى‪،‬‬
‫وإنما تنجس المههائع مطلقهها‪ ،‬لنههه ضههعيف ل يشههق حفظههه بخلف‬
‫الماء فيهما وحيث كان المتنجس الملقي ماء اشههترط أن ل يبلههغ‬
‫قلتين كما علم من قوله )فإن بلغهما بماء( ولو متنجسا أو متغيههرا‬
‫أو مستعمل أو ملحا مائيا أو ثلجا أو بردا ذاب وتنكير الماء ليشمل‬
‫النواع الثلثة الول ل ينافيه حدهم المطلق بههأنه مهها يسههمى مههاء‪،‬‬
‫لن هذا حد بالنظر للعرف الشرعي‪ ،‬ولهذا لو حلف ل يشرب ماء‬
‫اختص بالمطلق وما في المتن تعبير بالنظر لمطلق العههرف وهههو‬
‫شامل للمطلق وغيره )ول تغير( به )فطهههور( لكههثرته حينئذ ومههن‬
‫بلوغهما به ما لهو كهان النجههس أو الطهاهر بحفهرة أو حهوض آخههر‬
‫وفتح بينهما حاجز‪ ،‬واتسع بحيث يتحرك ما في كههل بتحههرك الخههر‬
‫تحركا عنيفا وإن لم تزل كدورة أحدهما ومضههى زمههن يههزول فيههه‬
‫تغير لو كان أو بنحو كههوز واسههع الههرأس بحيههث يتحههرك كمهها ذكههر‬
‫ممتلئ غمس بماء‪ ،‬وقد مكث فيه بحيث لههو كههان مهها فيههه متغيههرا‬
‫زال تغيره لتقويه بههه حينئذ بخلف مهها لههو فقههد شههرط مههن ذلههك‪،‬‬
‫وينبغي في أحواض تلصقت الكتفاء بتحرك الملصههق الههذي يبلههغ‬
‫به القلتين دون غيره‪) .‬فلو كوثر بههإيراد( مههاء )طهههور( عليههه أكههثر‬
‫من النجس كما أفهمه المتههن لكههن بالنسههبة للضههعيف المشههترط‬
‫لكونه أكثر كما يعلم ذلك مما ذهب إليه أكثر المفسرين فههي }ول‬
‫تمنن تستكثر{ وإن كان التحقيق نظرا للمقام أنه نهى عن البههذل‬
‫لطلب الجزاء مطلقا )فلم يبلغهما لم يطهر( للقلة‪ ،‬وبههه يعلههم أن‬
‫قولهم إن الوارد القليل ل يتنجههس بملقههاة النجاسههة‪ ،‬وقههولهم إن‬
‫الناء يطهر حال بإدارة ماء على جوانبه أي ولو بعد أن مكث الماء‬
‫فيه مدة قبل الدارة على ما جزم به غير واحد أخههذا مههن كلمهههم‬
‫أي‪ ،‬لن إيراده منع تنجسه بالملقاة فلم يضههر تههأخير الدارة عنههها‬
‫محلهما في وارد على حكمية أو عينية أزال جميع أوصافها بخلف‬
‫مهها لههو ورد علههى عينيههة بقههي بعههض أوصههافها كنقطههة دم أو مههاء‬
‫متنجس ولم يبلغهما‪ ،‬ثم رأيت السنوي وغيره صرحوا بههذلك فمهها‬
‫في الجواهر وغيرها من أنه لو صب ماء بإناء فيه نجس مائع ولههم‬
‫يتغير به طهر بالدارة ضعيف )وقيل( هو )طاهر ل طهههور( كثههوب‬
‫غسل ويرده مفهوم حديث القلهتين السهابق‪ ،‬ويجهاب عهن قياسهه‬
‫بأن الثوب زالت نجاسته بمهها ورد عليههه دون المههاء واسههتفيد مههن‬
‫كلمه أن الضعيف يشههترط كههونه واردا وطهههورا وأكههثر أي وأن ل‬
‫يكون فيه نجس عيني ول هنا اسم بمعنى غير لفقد بعض شههروط‬
‫عطفها ومنه أن ل يصدق أحد متعاطفيها على الخر إعرابههها فيمهها‬
‫بعدها لكونها على صورة الحرف‪.‬‬
‫]تنبيه[ قيل يؤخذ من كلمهم أنه لو صب ماء مههن أنبوبههة إنههاء‬
‫به ماء قليل على سرجين مثل‪ ،‬وصههار كههالفوار الههذي أولههه بالنههاء‬
‫وآخره متصل بالنجس تنجس حتى ما في الناء كقليل مههاء اتصههل‬
‫بعضههه بنجههس وفيههه نظههر حكمهها وأخههذا بههل الههذي يتجههه تشههبيهه‬
‫بالجاري المندفع في صبب بل هذا لكههونه أقههوى تههدافعا بانصههبابه‬
‫من العلو إلى السفل أولى منه بحكمه أنههه ل ينجههس إل الممههاس‬
‫للنجس دون ما قبله وهذا واضههح‪ ،‬وإنمهها الههذي يههتردد فيههه النظههر‬
‫نظير ذلك في المائع أيلحق بالماء فيما ذكر فل ينجههس منههه أيضهها‬
‫إل المتصل بالنجس ل لكون الجاري له تأثير فيه بل لكون ما فيههه‬
‫من النصباب أقوى ممهها فههي الجههاري منههع تسههمية غيههر الممههاس‬
‫متصل بالنجس أو يفرق بههأن المههائع يسههتوي فيههه الجههاري وغيههره‬
‫اعتبارا بالتواصل الحسههي فيههه لضهعفه بخلف المههاء كهل محتمههل‬
‫لكن كلم المام التي في المبيع قبل قبضه ظاهر في الول فههإنه‬
‫نقل عنهم في زيت أفرغ من إناء في إناء آخهر بهه فهأرة ميتهة مها‬
‫وجهه بما يفيد أن ما هو في هواء الظههرف الثههاني المصههبوب فيههه‬
‫الصادق باتصاله بما في إنائه وبالفههأرة بههل هههذا هههو المتبههادر مههن‬
‫صب مائع إناء في إناء آخر ل ينجههس منههه إل ملقيههها‪ ،‬ووجهههه مهها‬
‫قدمته من أنه لم يوجههد فيههه حقيقههة التصههال العرفههي‪ .‬ثههم رأيههت‬
‫الزركشي صرح في قواعده بههأن الجريههة مههن المههائع الجههاري إذا‬
‫وقع بها نجس صار كله نجسا بخلف الماء ومههع ذلههك الههذي يتجههه‬
‫أنه ل فرق هنا لما تقرر من النصباب هنا القوى مما في الجههاري‬
‫إلى آخره‪ ،‬ثم رأيته في شرح المهههذب صههرح نقل عههن الصههحاب‬
‫بما ذكرته أنه ل اتصال هنا في ماء ول مائع‪ ،‬وعبارته بعههد أن قههرر‬
‫أن المصلي لو جرح فخههرج دمههه يتههدفق ولههوث البشههرة قليل لههم‬
‫تبطههل صههلته واحتجههوا بالحههديث الحسههن فههي ذلههك قههالوا ولن‬
‫المنفصل عن البشرة ل يضاف إليها‪ ،‬وإن كان بعههض الههدم متصههل‬
‫ببعضه‪ ،‬ولهذا لو صب الماء من إبريق على نجاسة‪ ،‬واتصل طرف‬
‫الماء بالنجاسة لم يحكم بنجاسة الماء الذي في البريق وإن كههان‬
‫بعضه متصل ببعض أي حسا ل حكما انتهههت وبههها يعلههم بطلن مهها‬
‫قيل يؤخذ من كلمهم إلى آخره‪ ،‬وصحة ما ذكرته بل لكون ما فيه‬
‫من النصباب إلى آخره‪ ،‬وبيههانه أنهههم جزمههوا بههأن المنفصههل عههن‬
‫الشيء ل يضاف إليه‪ ،‬وإن تواصل بعضه ببعض حههتى اتصههل أولههه‬
‫بما في البريق وآخره بالنجس فالخروج من البريههق منههع إضههافة‬
‫الخارج منه لما فيه ماء كان أو مائعهها فلههم يتههأثر مهها فيههه بالخههارج‬
‫المتصهل بالنجاسهة‪ ،‬وإن اتصهل بمها فيهه أيضها لمها تقهرر أن ههذا‬
‫التصال ل عبرة به مع كون العرف قطع إضافته إليه كما ذكههروه‪،‬‬
‫وإل لم يعف عن ذلك الدم فيمهها إذا اتصههل بههدم كههثير فههي الرض‬
‫مثل وبقياسهم مسألة الدم على مسألة الماء علم أنهم مصرحون‬
‫بأنه ل فرق بين الماء والمائع في عدم إضافة مهها فههي المههاء إلههى‬
‫الخارج عنه فتأمل ذلك فإنه مهم‪ ،‬وقههد غفههل عنههه كههثيرون قلههدوا‬
‫ذلك القائل أنه يؤخذ من كلمهم النجاسة‪.‬‬
‫)ويستثنى( ممهها ينجههس قليههل المههاء الملحههق بههه كههثير غيههره‬
‫وقليله بملقاته له فالخلف التي في الماء أيضا خلفا لمههن زعههم‬
‫أن المتن يههوهم تخصيصههه بالمههائع نظههرا إلههى أنههه قسههم لههه عنههد‬
‫الفقهاء وغفلة عههن المسههتثنى منههه )ميتههة ل دم لههها( أي لجنسههها‬
‫)سائل( عند شق عضههو منههها فههي حياتههها كههذباب وبعههوض وقمههل‬
‫وبراغيث وخنافس وبق وعقرب ووزغ وبنات وردان وزنبور وسههام‬
‫أبرص ل حية وسلحفاة وضفدع ولو شك في شيء أيسيل دمههه أو‬
‫ل لم يجرح فيما يظهر خلفا للغزالي كما بينته في شههرح الرشههاد‬
‫وغيره بل له حكم ما ل يسيل دمه‬
‫]تنبيه[ جوز في المجموع في سائل الرفع والنصههب ووجههمهها‬
‫ظاهر والفتح واعترض للفاصل بما بسطت رده في شرح العبههاب‬
‫فراجعه فإنه مهم‪) .‬فل تنجس( رطبا )مائعا( كههان أو غيههره كثههوب‬
‫وآثر المائع لموافقته للشراب التي في الخبر ل للتخصيص بههه فل‬
‫اعتراض عليه بملقاتها له إذا لههم تغيههره )علههى المشهههور( للخههبر‬
‫الصحيح }إذا وقع الذباب في شههراب أحههدكم فليغمسههه كلههه‪ ،‬ثههم‬
‫لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفههي الخههر شههفاء{ وفههي روايههة‬
‫صحيحة }وأنه يتقي بجناحه الذي فيههه الههداء{ وفههي أخههرى }أحههد‬
‫جناحي الذباب سم والخر شفاء فإذا وقههع فههي الطعههام فههامقلوه‬
‫أي اغمسوه فيه فإنه يقدم السم ويؤخر الشهفاء{ وغمسهه يهؤدي‬
‫إلى موته ل سيما في الحار فلو نجس لم يأمر به وقيس بالههذباب‬
‫غيره من كل ما ليس فيههه دم متعفههن‪ ،‬وإن لههم يعههم وقههوعه‪ ،‬لن‬
‫عدم الدم المتعفن يقتضي خفة النجاسة بل طهارتها عنههد جماعههة‬
‫كالقفال فكانت الناطة به أولى‪ .‬ومع ذلك ل بد من رعايههة ذاك إذ‬
‫لو طههرح فيهه ميهت مهن ذلهك نجههس إذ ل حاجههة حينئذ‪ ،‬وإن كهان‬
‫الطارح غير مكلف لكن من جنسه أو المطروح ماء أو مائعهها هههي‬
‫فيه على ما اقتضاه إطلقهم إل أن يقال يغتفر فههي الشههيء تابعهها‬
‫ما ل يغتفر فيه مقصودا ويؤيده مهها مههر فههي وضههع المتغيههر بمهها ل‬
‫يضر على غيره فغيره‪ ،‬ول ينههافي الول عههدم تههأثير إخراجههها وإن‬
‫تعددت بنحو أصبع واحد مع أن فيه ملقاتها قصدا لوضههوح الفههرق‬
‫فإنه هنا محتههاج بههل مضههطر لخراجههها‪ ،‬وبللههها طههاهر فل مههوجب‬
‫للتنجيس وثم عين النجاسة وقعت بفعل ل ضههرورة إليههه فههأثرت‪،‬‬
‫ويؤيد ذلك قول الزركشي ينبغي أن يستثنى مههن ضههرر المطههروح‬
‫مهها يحتههاج إليههه كوضههع لحههم مههدود فههي قههدر الطبيههخ فقههد صههرح‬
‫الدارمي بأنه ل ينجس على الصح ا هه‪.‬‬
‫ويؤخذ منه رد ما توهم أنه ل يضر الطههرح بل قصههد مطلقهها إذ‬
‫لو أرادوا هذا لم يصح ذلك الستثناء فتههأمله ول ينههافي ذلههك قههول‬
‫غير واحد لو طرحت فيه قصدا ضر جزما‪ ،‬لن القصد قيههد للجههزم‬
‫ل لصههل الحكههم كمهها هههو واضههح نعههم لههو أخرجههها بأصههبعه مثل‬
‫فسقطت منه بغير اختياره لم يضر وكذا لههو صههفى مههاء هههي فيههه‬
‫من خرقة على مائع آخر إذ ل طرح هنا أصههل ول أثههر لطههرح نحههو‬
‫الريح كما هو ظهاهر‪ ،‬لنهه ليههس مهن جنهس المكلفيههن ول لطهرح‬
‫الحي مطلقا أو الميتة التي نشؤها منه كما هو ظههاهر كلمهمهها أي‬
‫من جنسه‪ ،‬وفرض كلمهما في حي طرح فيمهها منشههؤه منههه‪ ،‬ثههم‬
‫مههات فيههه بههدليل كلم التهههذيب ممنههوع إذ طرحههها حيههة ل يضههر‬
‫مطلقا‪ ،‬وعبارة المجموع قال أصحابنا فإن أخرج هذا الحيوان مما‬
‫مات فيه وألقي في مائع غيره أورد إليه فهل ينجس فيه القههولن‬
‫في الحيوان الجنبي أي الذي وقع بنفسه‪ ،‬وههذا متفهق عليهه فهي‬
‫الطريقين أنه ل يضر ا ه فتأمله ليندفع به ما لكثيرين هنا‪.‬‬
‫]تنبيه[ ما ذكرته من التفصيل في المطروحة هو ما عليه جمع‬
‫من محققي المتأخرين وجرى أكههثرهم علههى أن المطروحههة تضههر‬
‫مطلقا وجمع منهم البلقيني وغيره ودل عليه كلم تنقيح المصههنف‬
‫أنه ل يضر الطرح مطلقا‪ ،‬وبينت ما في ذلك في شرح العباب‬
‫]تنبيه آخر[ يظهر من الخبر السابق ندب غمس الههذباب لههدفع‬
‫ضرره‪ ،‬وظاهر أن ذلك ل يأتي في غيره بههل لههو قيههل بمنعههه فههإن‬
‫فيه تعذيبا بل حاجههة لههم يبعههد‪ ،‬ثههم رأيههت الههدميري صههرح بالنههدب‬
‫وبتعميمه قال‪ :‬لن الكل يسمى ذبابا لغة إل النحل لحرمههة قتلههه ا‬
‫ه‪ ،‬والوجه ما ذكرته‪ ،‬وتلك التسمية شاذة على أنه لم يعول عليههها‬
‫فههي القههاموس‪ ،‬وعبههارته والههذباب معههروف والنحههل وعههبر فههي‬
‫الروضة بالظهر وما هنا أولى إذ ل فههرق للخلف مههع هههذا الخههبر‪.‬‬
‫)وكذا( يستثنى )في قول نجس( غيههر مغلههظ وليههس بفعلههه علههى‬
‫الوجه )ل يدركه( لقلته ولههو احتمههال بههأن شههك أيههدركه أو ل فيمهها‬
‫يظهر عمل بالصل )طههرف( أي بصههر معتههدل مههع فههرض مخالفههة‬
‫لون الواقع عليه له فل ينجس‪ ،‬وإن تعددت محاله ولو اجتمع لكثر‬
‫على خلف يأتي في نظيههره فههي شههروط الصههلة رطبهها للمشههقة‬
‫أيضا أي نظرا لما من شأنه‪ ،‬ومن ثم مثلوه بنقطة خمههر )قلههت ذا‬
‫القول أظهر( من القول الخر الذي ل يستثنى هذا )والله أعلم(‪.‬‬
‫ويستثنى صور أخرى استوعبتها مع بيههان مهها فيههها فههي شههرح‬
‫العباب منها ما على رجل الذباب وإن رئي ويسير عرفا من شههعر‬
‫أو ريش نعم المركوب يعفى عن كثير شعره ومن دخههان أو بخههار‬
‫تصههعد بنههار وإل كبخههار كنيههف وريههح دبههر رطههب فطههاهر‪ ،‬وبحههث‬
‫القمولي نجاسة جميع رغيف أصههابه كههثيره لرطههوبته مههردود بههأنه‬
‫جامد فل يتنجههس إل مماسههة فقههط ول يطهههره المههاء ومههن غبههار‬
‫سرجين وما على منفذ غير آدمههي ممهها خههرج منههه وروث منشههؤه‬
‫منه وذرق طير وما على فمه وفههم كههل مجههتر كمهها نقلههه المحههب‬
‫الطبري عن ابن الصباغ في البعير واعتمده وفم صبي قههال جمههع‬
‫وكههذا مهها تلقيههه الفئران مههن الههروث فههي حيههاض الخليههة إذا عههم‬
‫البتلء به ويؤيده بحث الفزاري العفو عن بعر فأرة في مههائع عههم‬
‫بها البتلء وشرط ذلك كله أن ل يغير‪ ،‬وأن يكون من غير مغلههظ‪،‬‬
‫وأن ل يكون بفعله فيما يتصور فيه ذلك‬
‫]تنبيه[ علم من كلمهم فههي هههذه المسههتثنيات أنههها ل تنجههس‬
‫ملقيها وفي شروط الصلة أن المعفوات ثم تنجس لكن ل تبطل‬
‫بها الصههلة مثل‪ ،‬وحينئذ يشههكل الفههرق فههإن الضههرورة أو الحاجههة‬
‫الموجبة للعفو موجودة في الكل إل أن يقههال علههى بعههد إن أصههل‬
‫الضرورة هنا آكد‪ ،‬وقد يؤيههد ذلههك عههدم تههأثير الخمههر فههي نجاسههة‬
‫طرفها إذا تخللت‪.‬‬
‫واختلفهم في قليل شعر الجلد إذا انههدبغ هههل يطهههر تبعهها لههه‬
‫كالذي قبله أو يعفى عنه فقط أي‪ ،‬لنههه أخههف ضههرورة منههه‪ ،‬ولههو‬
‫تنجس آدمي أو حيوان طاهر وإن ندر اختلطه بالنههاس‪ ،‬ثههم غههاب‬
‫وأمكن إعادة طهره حتى من مغلظ‪ ،‬والنههزاع فههي الهههرة بههأن مهها‬
‫تأخذه بلسانها قليل ل يطهر فمها يهرده أنهها تكههرر الخههذ بهه عنههد‬
‫شربها فينجذب إلى جههوانب فمههها ويطهههر جميعههه لههم ينجههس مهها‬
‫مسههه‪ ،‬وإن حكمنهها ببقههاء نجاسههته عمل بالصههل لضههعفه باحتمههال‬
‫طهره مع أصل طهارة الممسوس ويؤخذ منه أنههه لههو أصههابه مههن‬
‫أحد المشتبهين شيء لم ينجسه للشك وهو واضههح قبههل الجتهههاد‬
‫أما بعده فههإنه إذا ظهههر لههه بههه النجههس فأصههابه شههيء منههه فههإنه‬
‫ينجسه كما هو ظاهر نعم هل ينعطف الحكم على مهها مسههه قبههل‬
‫ظهور نجاسته بالجتهاد لبعد التبعيض مع بقههاء ذات مهها فههي النههاء‬
‫على حالها أو ل وآخرا‪.‬‬
‫والختلف إنما هو في خهارج عنهها وههو الشهك قبهل الجتههاد‬
‫والظن بعده أو ل‪ ،‬لنه ل معارض للشك فيمهها مضههى بخلفههه الن‬
‫عارضه ما هو مقدم على الصههل وهههو الجتهههاد لتصههريحهم التههي‬
‫بطرح النظر للصل بعد الجتهاد كل محتمل‪ ،‬والول أقرب وادعاء‬
‫قصر معارضة ما ذكر على مهها بعههد الجتهههاد ممنههوع بههل تنعطههف‬
‫المعارضة فيما مضى أيضا‪ ،‬ثم رأيتني فههي شههرح العبههاب رجحههت‬
‫الثاني وعللته بمهها حاصههله أن النجاسههة ل تثبههت بالنسههبة لمهها هههو‬
‫محقق الطهارة بغلبة الظن‪ ،‬وإن ترتبت علههى اجتهههاد ول يعارضههه‬
‫امتناع التطهر بماء غلهب علههى الظهن نجاسههته بالجتههاد‪ ،‬لنهه إن‬
‫استعمله في حدث تعذر جزمه بالنية أو في خبث فهههو محقههق فل‬
‫يزول بمشكوك فيه‪ ،‬ولنه لو حل التطهر به حل التطهر بمظنههون‬
‫الطهارة بالولى فيلزم استعمال يقين النجاسة نعم يعلم من قول‬
‫الزركشي قضية ما نقلوه عن ابن سريج فيما إذا تغير اجتهاده أنه‬
‫يورده موارد الول الحكم بتنجسه هنا أن محل قولنها ل أثهر لظنهه‬
‫نجاسة ما أصابه الرشاش بالنسبة لعدم تنجيسه لمماسه حيث لم‬
‫يستعمل ما ظن طهارته‪ ،‬وإل لزمه بالنسههبة لصههحة صههلته غسههل‬
‫ذلك لئل يصلي بيقين النجاسة‪.‬‬
‫)والجاري( وهو ما اندفع في منحدر أو مستو فإن كههان أمههامه‬
‫ارتفاع فهو كالراكد وجريه مع ذلك متباطئ ل يعتد به )كراكد( في‬
‫تفصيله السابق مهن تنجههس قليلهه بالملقههاة وكهثيره بهالتغير‪ ،‬لن‬
‫خبر القلتين عام )وفي القديم ل ينجههس( قليلههه )بل تغيههر( لقههوته‬
‫وعلى الجديد فالجريات وإن اتصلت حسا هي منفصلة حكما فكل‬
‫جرية وهي الدفعة بين حافتي النهر أي ما يرتفع منههه عنههد تمههوجه‬
‫تحقيقا أو تقديرا طالبة لما أمامها هاربههة ممهها وراءههها فههإن كههانت‬
‫دون قلتين بأن لم تبلغهما مساحة أبعادها الثلثة تنجسههت بمجههرد‬
‫الملقاة وإل فالمتغير ثم إن جرت النجاسة في جرية بجريها طهر‬
‫محلها بما بعدها‪ ،‬وإل فكل ما مر عليها من الجريات القليلة نجس‬
‫حتى يقف الماء ومن ثم يقال لنا ماء فوق ألههف قلههة وهههو نجههس‬
‫من غير تغير‪.‬‬
‫)والقلتان( بالمساحة في المربع ذراع وربع طول ومثله عرضا‬
‫ومثله عمقا بذراع الدمي وهو شبران تقريبا ومجمههوع ذلههك مههائة‬
‫وخمسة وعشرون ربعا على إشكال حسابي فيه بينتههه مههع جههوابه‬
‫في شرح العباب وهي الميزان فلكل ربع ذراع أربعة أرطال لكههن‬
‫على مرجح المصنف في رطل بغههداد وعلههى مرجههح الرافعههي لههم‬
‫يتعرضوا له ويوجه بأنه ل يظهر هنهها بينهمهها تفههاوت إذ هههو خمسههة‬
‫دراهم وخمسة أسباع درهم ومثههل ذلههك ل يظهههر بههه تفههاوت فههي‬
‫المساحة ففي غير المربع يمسح ويحسب ما يبلغه أبعاده فإن بلغ‬
‫ذلههك فقلتههان وإل فل‪ ،‬وقههد حههددوا المههدور بههأنه ذراع مههن سههائر‬
‫الجوانب بذراع الدمي‪ ،‬وهو شبران تقريبا وذراعههان عمقهها بههذراع‬
‫النجار وهو ذراع وربع وقيل ذراع ونصف‪.‬‬
‫]تنهههبيه[ الظهههاهر أن مرادههههم بهههذراع النجهههار ذراع العمهههل‬
‫المعروف‪ ،‬وحينئذ فتحديده بما ذكر ينههافيه قههول السههمهودي فههي‬
‫تاريخه الكبير ذراع العمل ذراع وثلث من ذراع الحديد المسههتعمل‬
‫بمصر وذلك اثنان وثلثون قيراطهها وذراع اليههد الههذي حررنههاه أحههد‬
‫وعشرون قيراطا ا هه وبه يتأيد الثاني إذ التفههاوت حينئذ بيههن ذراع‬
‫ونصف باليد وذراع العمل نصف قيراط ولم يستثنه لقلته وبالوزن‬
‫)خمسههمائة رطههل( بفتههح الههراء وكسههرها وهههو أفصههح )بغههدادي(‬
‫بإعجامهمهها وإهمالهمهها وإعجههام واحههدة وإهمههال الخههرى وبإبههدال‬
‫الخيرة نونا لخههبر الشههافعي والترمههذي والههبيهقي }إذا بلههغ المههاء‬
‫قلتين بقلل هجر لم ينجس{ وهي بفتح أوليها قرية بقرب المدينة‬
‫النبوية على مشرفها أفضل الصلة والسلم‪ ،‬وقههد قههدر الشههافعي‬
‫رضي الله عنه القلة منها أخذا من تقدير شههيخ شههيخه ابههن جريههج‬
‫الرائي لها بقربتين ونصف بقههرب الحجههاز والواحههدة منههها ل تزيههد‬
‫غالبا على مائة رطل بغدادي‪ ،‬وحينئذ فانتصار ابن دقيق العيد لمن‬
‫لم يعمل بخبر القلتين محتجا بأنه مبهم لم يههبين عجيبهها إذ ل وجههه‬
‫للمنازعة في شيء ممهها ذكههر‪ ،‬وإن سههلم ضههعف زيههادة مههن قلل‬
‫هجر‪ ،‬لنه إذا اكتفههى بالضههعيف فههي الفضههائل والمنههاقب فالبيههان‬
‫كذلك بل أبو حنيفة رضي الله عنه يحتههج بههه مطلقهها وأمهها اعتمههاد‬
‫الشافعي لها فهو يدل على أنه إما لهذا أو لثبوتها عنههده )تقريبهها(‪،‬‬
‫لن تقدير الشافعي أمر تقريبي فل يضر نقص رطلين فأقل علههى‬
‫المعتمد وخلفه بينت ما فيه فههي غيههر هههذا المحههل )فههي الصههح(‬
‫وقيل هما ألف وقيل ستمائة لختلف قرب العرب فأخذنا السوأ‪،‬‬
‫ويرد بأن المدار على الغالب وهو ما مر وقيل تحديد فيضههر نقههص‬
‫أي شيء كان‪ ،‬ورد بأنه إفراط وبتفسير التقريب‪ ،‬ثم التحديههد هنهها‬
‫يعلم أن التحديد ثم غير التحديههد هنهها‪) .‬والتغيههر المههؤثر بطههاهر أو‬
‫نجس طعم أو لههون أو ريههح( وحمههل طعههم ومهها بعههده باعتبههار مهها‬
‫اشتمل عليه صحيح أي تغير طعم إلههى آخههره فانههدفع مهها قيههل إن‬
‫هذا حمل غير مفيد ل يقال سلمنا إفههادته‪ ،‬وهههو ل يتقيههد بههالمؤثر‪،‬‬
‫لن غير المؤثر تغير طعم إلى آخره أيضا‪ ،‬لنا نقول ليههس المههراد‬
‫حمل كل على حدته حتى يههرد ذلههك بههل حمههل مهها أفههاده مجمههوع‬
‫المتعاطفات من انحصار المؤثر في أحههدها فل يشههترط اجتماعههها‬
‫ول يؤثر غيرها كحرارة أو برودة فههأو مانعههة خلههو‪ ،‬وخههرج بههالمؤثر‬
‫بطاهر التغير اليسير به وبالمؤثر بنجس التغير بجيفة بالشههط ومهها‬
‫لو وجد فيه وصف ل يكههون إل للنجاسههة فل يحكههم بنجاسههته فيمهها‬
‫يظهر ترجيحه فههي الثانيههة خلفهها للبغههوي ومههن تبعههه لحتمههال أن‬
‫تغيره تروح ول ينافيه ما لو وقع فيه نجس لم يغيره حههال بههل بعههد‬
‫مدة فإنه يسأل أهل الخبرة ولو واحدا فيما يظهر فههإن جههزم بههأنه‬
‫منه فينجس‪ ،‬وإل فل لتحقق الوقههوع هنهها لثههم‪ ،‬وممهها يصههرح بمهها‬
‫ذكرته ما مر في عههود التغيههر ول نجاسهة بهل ذاك أولهى مههن هههذا‬
‫لتحقق النجاسة وتأثيرها أو ل لكن لما زالههت ضههعف تأثيرههها فلههم‬
‫يؤثر عودها فإذا لم يؤثر عود المتحقق قبل فأولى مهها لههم يتحقههق‬
‫أصل فإن قلت يمكههن حمههل كلم البغههوي علههى مهها إذا علههم أن ل‬
‫نجاسة‪ ،‬ثم يحتمل تروحه بها قلت يمكهن‪ .‬ويؤيهده قهولهم لهو رأى‬
‫في فراشه أو ثههوبه منيهها ل يحتمههل أنههه مههن غيههره لزمههه الغسههل‬
‫وقولهم لو رأى المتوضههئ علههى رأس ذكههره بلل يحتمههل أنههه مههن‬
‫غيههره لزمههه الوضههوء‪ ،‬وقههولهم شههرعت المضمضههة والستنشههاق‬
‫ليعرف طعم الماء وريحه‪ ،‬ويؤخذ ممهها ذكههروه فههي المنههي وعلههى‬
‫رأس الذكر أنه لو وقع فههي مههاء كههثير نجههس وطههاهر فتغيههر فههإن‬
‫احتمل أنه من أحدهما فقههط‪ ،‬ومنههه أن يكههون النجههس لههو فههرض‬
‫وحده لغير فله حكمه وإن شك فإن ترتبا في الوقوع وتأخر التغير‬
‫عنهما أسندناه إلى الثاني أخذا من مسألة الظبية وإن وقعا معا أو‬
‫مرتبا‪ ،‬ولم يعلم ذلك لم يههؤثر‪ ،‬لن الصههل طهههارة المههاء هههذا مهها‬
‫يظهر في طهارة المسألة‪ ،‬ووقههع فههي الخههادم وغيههره مهها يخههالفه‬
‫فاحذره ولو خلطهما قبههل الوقههوع تنجههس‪ ،‬لن التغيههر بههالمتنجس‬
‫كالنجس ومن ثم قال في المجموع إن دخان النجاسة والمتنجس‬
‫حكمهما واحههد أي خلفهها لمههن فههرق لمههدرك يخهص هههذه نعههم إن‬
‫خالط النجس ماء واحتجنا للفههرض بههأن وقهع هههذا المختلههط فيمهها‬
‫يوافقه فرضههنا المغيههر النجههس وحههده‪ ،‬لن المههاء ممكههن يههوافقه‬
‫فرضنا المغيههر النجههس وحههده‪ ،‬لن المههاء ممكههن طهههره أو مائعهها‬
‫فرضنا الكل‪ ،‬لن عين الجميع صارت نجسة ل يمكن طهرههها كمهها‬
‫هو ظاهر‪.‬‬
‫)ولو اشتبه( على من فيهه أهليهة الجتههاد فهي ذلهك المشهتبه‬
‫بالنسبة لنحو الصلة ولو صبيا مميزا كما هو ظاهر )ماء( أو تههراب‬
‫وذكههره‪ ،‬لن الكلم فيههه وإل فسههيعلم ممهها سههيذكره فههي شههروط‬
‫الصلة أن الثياب والطعمة وغيرههها سههواء اختلههط مههاله بمههاله أم‬
‫بمال غيره يجوز الجتهاد فيههها‪ .‬وظههاهر أنههه ل يعتههد فيههها بالنسههبة‬
‫لنحو الملك باجتهاد غير المكلف )طاهر( أي طهههور ليوافههق قههوله‬
‫وتظهر إلى آخره )بنجس(‬
‫أي متنجس أو بمستعمل )اجتهد( وإن قل عدد الطاهر كواحد في‬
‫مائة بأن يبحث عن أمارة يظن بها ما يقتضي القههدام أو الحجههام‬
‫وجوبهها مضههيقا بضههيق الههوقت وموسههعا بسههعته إن لههم يجههد غيههر‬
‫المشتبهين‪ ،‬ولم يبلغا بالخلط قلتين فإن ضاق الوقت عن الجتهاد‬
‫تيمم بعد تلفهما‪ ،‬وجوازا إن وجههد طهاهرا أو طههورا بيقيهن وزعههم‬
‫بعض الشراح وجوبه هنا أيضا مستدل بأن كل مهن خصهال المخيهر‬
‫يصدق عليه أنه واجب ليس في محله‪ ،‬لن ما هنهها ليههس كههذلك إذ‬
‫خصال المخير انحصرت بالنص‪ ،‬وهههي مقصههودة لههذاتها والجتهههاد‬
‫وسيلة للعلم بالطاهر فإن لم يجد غير المشههتبهين تعينههت كسههائر‬
‫طرق التحصيل وإن وجد غيرهما لم تنحصر الوسيلة في هذا بل ل‬
‫يصدق عليه حد الوسيلة حينئذ فلم يجب أصل‬
‫فتأمله )وتطهر بما ظههن( بالجتهههاد مههع ظهههور المههارة )طهههارته(‬
‫منهما فل يجوز الهجوم مههن غيههر اجتهههاد ول اعتمههاد مهها وقههع فههي‬
‫نفسه من غير إمارة فإن فعههل لههم يصههح طهههره‪ ،‬وإن بههان أن مهها‬
‫استعمله هو الطهور كما لو اجتهد وتطهر بما ظن طهارته‪ ،‬ثم بان‬
‫خلفه لما هو مقرر أن العبرة في العبادات بما فههي نفههس المههر‪،‬‬
‫وظن المكلف وسيأتي أنهههم أعرضههوا فههي هههذا البههاب عههن أصههل‬
‫طهارة المههاء فيؤخههذ منههه أن مهها ظههن طهههارته باجتهههاده ل يجههوز‬
‫لغيره استعماله إل إن اجتهد فيه بشرطه وظن ذلك أيضا‪ ،‬وظاهر‬
‫أن للمجتهد تطهير نحو حليلته المجنونة به أو غير مميزة للطواف‬
‫به أيضا )وقيل إن قدر على طاهر( أي طهور آخر غير المشههتبهين‬
‫كما أفاده كلمه خلفا لمن اعترضه )بيقين فل( يجوز لههه الجتهههاد‬
‫في الناءين كالقبلة‪ ،‬ورد بأنها في جهة واحدة فطلبها مههن غيرههها‬
‫عبث بخلف الماء ونحوه‪ .‬ومن ثم لو قدر على طهور بيقين كمههاء‬
‫نازل من السماء جاز له تركه والتطهر بالمظنون‪ ،‬وقد كان بعههض‬
‫الصحابة يسمع من بعض مع قدرته على السماع من النههبي صههلى‬
‫الله عليه وسلم ومع ذلك المقتضى لشذوذ هذا الوجه ل يبعد ندب‬
‫رعايته‪ ،‬ثم رأيته مصرحا به )والعمى كبصير( فيما مر فيه فل يرد‬
‫عليه أن له التقليد أي ولو لعمى أقوى منه إدراكا كما هههو ظههاهر‬
‫إذا تحير بخلف البصير )في الظهر( لقههدرته علههى إدراك النجههس‬
‫بنحههو لمههس وشههم وذوق وحرمههة ذوق النجاسههة مختصههة بغيههر‬
‫المشتبه‪ ،‬وإنما جاز له في المواقيت التقليد ابتداء‪ ،‬لن إدراكه لههه‬
‫أعسر منه هنا فإن فقد تلك الحواس لم يجتهد جزما‪ ،‬ويتيمم فيما‬
‫إذا تحير وفقد من يقلههده ولههو لختلف بصههيرين عليههه لههم يترجههح‬
‫أحدهما عنههده‪ ،‬ويظهههر ضههبط فقههد المقلههد بههأن يجههد مشههقة فههي‬
‫الذهاب إليه كمشقة الذهاب للجمعة فإن كان بمحل يلزمه قصده‬
‫لها لو أقيمت فيههه لزمههه قصههده لسههؤاله هنهها وإل فل‪) .‬أو( اشههتبه‬
‫)ماء وبول( لنحو انقطاع ريحه )لم يجتهد( فيهما )على الصههحيح(‪،‬‬
‫لن البول ل أصل له في التطهير يرد بالجتهاد إليه ول نظر لصله‬
‫لستحالته إلى حقيقههة أخههرى مغههايرة للمههاء اسههما وطبعهها بخلف‬
‫الماء المتنجس فاندفع تفسير الزركشي له بإمكههان رده للطهههارة‬
‫بوجه وهو في الماء ممكههن بمكههاثرته دون البههول انتهههى علههى أن‬
‫فيه غفلة عن قولهم لو كان مع جمع ماء كثير ل يكفيهههم إل ببههول‬
‫يستهلك فيه ول يغيههره لسههتهلكه بههه لزمهههم خلطههه بههه قيههل لههه‬
‫الجتهاد هنا لشرب ما يظن طهارته وهو غفلة عما يأتي فههي نحههو‬
‫خمر وخل ولبن أتان ولبن مأكول )بل( هنا وفيما يههأتي انتقاليههة ل‬
‫إبطالية كما هو الكثر فيها‪ ،‬ومن ثم قههال جمههع محققههون لههم يقههع‬
‫الثاني في القرآن‪ ،‬لنه فههي الثبههات إنمهها يكههون مههن بههاب الغلههط‬
‫فزعم ابن هشام أن هذا وهم غير صحيح )يخلطههان( عطههف علههى‬
‫جملة لم يجتهد أو يصبان أو يصب من أحدهما في الخر‪ ،‬واحتمال‬
‫أنه صب من الطاهر فهو باق على طاهريته ليس أولى مههن ضههده‬
‫فلم ينظر إليه على أن المدار على أن ل يكون معه طهور بيقيههن‪،‬‬
‫وبذلك الصب ل يبقى معههه طهههور بيقيههن فل إشههكال أصههل وبهههذا‬
‫أعني جعلهم من التلف صب شيء مههن أحههدهما فههي الخههر يتأيههد‬
‫قول القمولي كالرافعي يشترط لجواز الجتهاد أن ل يقع من أحد‬
‫المشههتبهين شههيء فههي الخههر لتنجههس هههذا بيقيههن فههزال التعههدد‬
‫المشترط كما سيأتي انتهى‪.‬‬
‫نعم تعليله غير صحيح‪ ،‬وإنما ألحق تعليله بما ذكرته فإن قلههت‬
‫يشكل عليه ما في زوائد الروضة وجرى عليه القمههولي أيضهها أنههه‬
‫لو اغترف من دنين فيهما ماء قليههل أو مههائع فههي إنههاء فههرأى فيههه‬
‫فأرة اجتهد وإن اتحدت المغرفة مههع أنهمهها حينئذ إمهها نجسههان إن‬
‫كانت في الول أو الثههاني إن كههانت فيههه فهههو نجههس يقينهها فههزال‬
‫التعدد المشترط قلت يفرق بأن الجتهاد هنا لحل التناول ولو في‬
‫الماءين القليلين فكفى فيه لضعفه بعدم توقفه على النيههة التعههدد‬
‫صورة ليتناول الول أو يتركه‪ ،‬ثم رأيت الفنيني استشكل الجتهههاد‬
‫في مسألة الروضة بأن الثاني متيقن النجاسة وشرط الجتهاد أن‬
‫ل تتيقن نجاسة أحدهما بعينه‪ ،‬ثم أجاب عنه بقوله‪ :‬ولعل ذلههك إذا‬
‫جهل الثاني بعد ذلك أي فحينئذ يجتهد ليظهر له الثههاني مههن الول‬
‫ورأيتني في شرح العباب بسطت الكلم فههي ذلههك فراجعههه فههإنه‬
‫مهم ومنه الجواب عن الشكال المستلزم لتنههاقض القمههولي بههأن‬
‫الجتهاد هنا إنما هو لبيان محل الفأرة وكههل مههن النههاءين يحتمههل‬
‫أنه محلها فالمجتهد فيه باق على تعدده بخلفه ثههم‪ ،‬ونبههه بههالخلط‬
‫على بقية أنههواع التلههف فل اعههتراض عليههه )ثههم يههتيمم( بعههد نحههو‬
‫الخلط فل يصح قبله هنا وفيما إذا تحير المجتهد أو اختلف اجتهاده‬
‫أو غير ذلك كأن تحير العمى ولم يجد من يقلده أو وجههده وتحيههر‬
‫أو اختلف عليه اثنههان ول مرجههح‪ ،‬لن معههه مههاء طههاهرا بيقيههن لههه‬
‫قدرة على إعدامه وبه فارق التيمم بحضههرة مههاء منعههه منههه نحههو‬
‫سبع‪) .‬أو( اشتبه عليه ماء )وماء ورد( لنقطاع ريحه‬
‫)توضأ( وجوبا إن لم يجد غيرهما وجوازا إن وجده خلفا لمن منههع‬
‫حينئذ )بكل( منهما )مرة( وإن زادت قيمة ماء الورد الههذي يملكههه‬
‫على ثمن مثههل مههاء الطهههارة هههو عنههد التحصههيل ل الحصههول مههع‬
‫ضعف ماليته بالشتباه المههانع ل يههراد عقههد الههبيع عليههه ول يجتهههد‬
‫فيهما لما مر أنه ل أصل لغير الماء في التطهير قيل ويلزمه وضع‬
‫بعض كل في كف‪ ،‬ثههم يغسههل بكفيههه معهها وجهههه مههن غيههر خلههط‬
‫ليتأتى لههه الجههزم بالنيههة حينئذ لمقارنتههها لغسههل جههزء مههن وجهههه‬
‫بالماء يقينا انتهى وهو وجيه معنى وظههاهر كلمهههم أنههه منههدوب ل‬
‫واجب للمشقة وفيما إذا اشههتبه طهههور بمسههتعمل ل يتوضههأ بكههل‬
‫منهما كما يصرح به كلم المجموع لعدم جزمههه بالنيههة مههع قههدرته‬
‫على الجتهاد إل إن فعل تلههك الكيفيههة كمهها حررتههه بمهها فيههه فههي‬
‫شرح الرشاد الصغير )وقيل له الجتهاد( فيهما كالماءين ويرده ما‬
‫تقرر من الفرق نعم له الجتهاد للشرب ليشرب ما يظنه الماء أو‬
‫ماء الورد وإن لم يتوقف أصل شربه على اجتهاد‪ ،‬ثم إذا ظهر لههه‬
‫بالجتهاد الماء جاز له التطهههر بههه علههى مهها قههاله المههاوردي‪ ،‬لنههه‬
‫يغتفر في الشههيء تبعهها مهها ل يغتفههر فيههه مقصههودا‪ ،‬ونظيههره منههع‬
‫الجتهاد للوطء ابتداء وجوازه بعد الجتهاد للملك‪.‬‬
‫)وإذا استعمل ما ظنه( الطاهر من الماءين بالجتهههاد أي كلههه‬
‫أو بعضههه )أراق( نههدبا )الخههر( إن لههم يحتجههه وقيههد بالسههتعمال‬
‫بفرض أنه لم يههرد باسههتعمال أراد‪ ،‬لنههه ل يتحقههق العههراض عههن‬
‫الخر إل به غالبا فل ينافي أن المعتمد ندب الراقة قبله لئل يغلط‬
‫ويتشوش ظنه )فإن تركه( بل إراقة فإن لههم يبههق مههن الول بقيههة‬
‫لم يجز الجتهاد‪ ،‬لن شرطه على الصح عنههد المصههنف أن يكههون‬
‫في متعدد حقيقة فل يجوز في كمين لثوب مثل مهها دامهها متصههلين‬
‫به‪ .‬وزعم أنه إذا تلف أحدهما ينبغههي اسههتعمال البههاقي بل اجتهههاد‬
‫كالمشكوك في نجاسته نظرا للصل مردود بأن باب الجتهاد ترك‬
‫فيه الصل بالشك أي أصل الطهههارة وأصههل عههدم وقههوع النجههس‬
‫في كل إناء بخصوصه كما ترك الصل في ظبية رئيههت تبههول فههي‬
‫ماء كثير‪ ،‬ثم رئي عقب البول متغيرا عمل بالظاهر لقوته باستناده‬
‫لمعين مع ضههعف احتمههال خلفههه‪ ،‬وإن بقههي مههن الول بقيههة وإن‬
‫قلت لوجوب اسههتعمال النههاقص لزمههه عنههد إرادة الوضههوء إعههادة‬
‫الجتهاد فإن وافق الول فواضح )و( إن )تغير ظنه( فيه )لم يعمل‬
‫بالثاني( من ظنيه )على النههص( لئل ينقههض الجتهههاد بالجتهههاد إن‬
‫غسل جميع ما أصابه الول أو يصلي بيقين النجاسة إن لم يغسله‬
‫والتزام المخههرج الول قياسهها علههى القبلههة بعيههد‪ ،‬لن أحههد هههذين‬
‫الفسادين ل يأتي في العمل بالثههاني فيههها لحتمههال الجهههة الثانيههة‬
‫للصواب كالولى فلم يلزم عليه نقض اجتهاد أصل‪ ،‬وأخذ البلقينههي‬
‫مما ذكر أنه لو غسل بين الجتهادين جميع ما أصابه بمههاء غيرهمهها‬
‫عمل الثاني إذ ل يلزم عليه ما ذكر وحينئذ هو نظير مسألة القبلههة‬
‫وظاهر كلمهم العراض عن الظن الثاني‪ ،‬وما يترتب عليههه حينئذ‬
‫فلهو تغيهر اجتهههاده ووضههوءه الول بهاق صهلى بهه ول نظههر لظنهه‬
‫نجاسة أعضائه الن لما علمت من إلغاء هذا الظن لما يلزم عليههه‬
‫من الفساد المذكور )بل يتيمم( بعد نحو الخلههط ل قبلههه كمهها مههر‬
‫)بل إعادة( حيث لم يغلب وجوده في محل الههتيمم )فههي الصههح(‪،‬‬
‫لنه ليس مع طاهر بيقين ول نظر إلى أن معه طاهرا بالظن‪ ،‬لنه‬
‫ل عبرة بهذا الظن لما يلزم عليه من الفساد كما تقرر‪.‬‬
‫]تنبيه[ ما قررت به المتن من فرض قوله وتغير ظنه فيمها إذا‬
‫بقي مههن الول بقيههة‪ ،‬إنمهها هههو ليههأتي علههى طريقتههه أنههه ل يجههوز‬
‫الجتهاد إل في متعدد ومن التقييد بنحو الخلط إنما هو ليصح قوله‬
‫بل إعادة لما علم من قوله بل يخلطان‪ ،‬ثم يتيمم إن شرط صههحة‬
‫التيمم تلفهما أو تلههف أحههدهما‪ ،‬وأمهها اشههتراط أن ل يغلههب وجههود‬
‫الماء فمعلوم من كلمهه فهي الهتيمم فعلهم أنهه ل اعهتراض عليهه‬
‫بوجه‪ ،‬وأنه يصح تخريج كلمه على طريق الرافعي أيضا من جواز‬
‫الجتهاد مع عدم التعدد‪ ،‬وأنه ل يحتاج عليها في عدم العادة إلههى‬
‫تقييد بنحو خلط‪ ،‬لنه ليس معه إل إناء واحد فل طهور معه بيقيههن‬
‫هذا كله مع قطع النظر عن قوله في الصح فمع النظر إليه يتعين‬
‫تخريجه على رأي الرافعي فقط‪ ،‬لنه ل يظهههر مقابههل الصههح مههع‬
‫نحو الخلط المشترط على رأي المصنف بل مع وجود واحد فقط‪،‬‬
‫لنه طاهر بالظن‪ .‬وزعم بعضهم تخالفهما في العادة فهههي علههى‬
‫طريقة الرافعي ل تجب وعلى طريقههة المصههنف تجههب‪ ،‬لن معههه‬
‫طهورا بيقين غفلة عن وجوب تقييد ما أطلقه هنا بمهها قههدمه مههن‬
‫أن الخلط أي أو نحوه شرط لصحة التيمم وهذا الذي سلكته فههي‬
‫تقرير عبارته من التفصيل أولههى ممهها وقههع للمتكلميههن عليههه مههن‬
‫إطلق بعضهم تخريج كلمه علههى الرأييههن وبعضهههم حصههره علههى‬
‫رأي الرافعي وعلم مما مر في المههاء والبههول أن شههرط الجتهههاد‬
‫أيضا أن يتأيد بأصل حل المطلوب فل يجتهد عند اشتباه خل بخمر‬
‫أو لبن أتان بلبن مأكول أو مذكاة بميتة ومما سيذكره فههي موانههع‬
‫النكاح أن شرطه أيضا أن يكون للعلمة فيههه مجههال ومههن ثههم لههم‬
‫يجتهههد فههي صههورة اختلط المحههرم التيههة‪ .‬ثههم وممهها قههدمته فههي‬
‫المتحير أنه يشترط للعمل به ظهور العلمة فل يجههوز لههه القههدام‬
‫على أحدهما بمجرد الحدس والتخميههن كمهها مههر‪ ،‬وإنمهها كههان هههذا‬
‫شرطا للعمل بخلف ما قبله‪ ،‬لن تلههك إذا وجههدت اجتهههد‪ ،‬ثههم إن‬
‫ظهر له شيء عمل به وإل فل فما دل عليههه ظههاهر الروضههة تبعهها‬
‫للغزالي من أن الخير شرط للجتهاد أيضا غير مههراد وعههن بعههض‬
‫الصحاب اشتراط كونهما لواحد‪ ،‬وإل تطهر كل بإنائه كما فههي إن‬
‫كان ذا غرابا فهي طالق وعكسه الخر ولم يعلم فههإن زوجههة كههل‬
‫تحل له ورد بأن الوطء يستدعي ملك الواطئ للمحههل‪ ،‬والوضههوء‬
‫يصح بمغصههوب وأوضههح منههه أنههه ل مجههال للجتهههاد فههي البضههاع‬
‫فأبقينا كل على أصههل الحههل إذ ل نيههة ثههم تتههأثر بالشههك‪ ،‬وهنهها لههه‬
‫مجال من حيث إنه يصح من كل النظر في الطاهر منهما فههوجب‬
‫لتأثر النية بالشك في حق كل منهما‪.‬‬
‫)ولو أخبر بتنجسه( أي الماء وهههو مثههال أو اسههتعماله لهه ولههو‬
‫على البهام أو بطهارته على التعيين قبل اسههتعمال ذلههك أو بعههده‬
‫وفارق البهام‪ ،‬ثم التعيين هنا بههأن التنجيههس علههى البهههام يههوجب‬
‫اجتنابهما‪ ،‬والطهارة على البهام ل تجههوز اسههتعمال واحههد منهمهها‪،‬‬
‫وإن استويا في إفادة البهام في كل جواز الجتهاد فيهما )مقبههول‬
‫الرواية( وهو المكلف العدل ولو امههرأة وقنهها عههن نفسههه أو عههدل‬
‫آخر فل يكفي إخبار كافر وفاسق ومميز إل إن بلغوا عههدد التههواتر‬
‫أو أخبر كل عن فعلهه فيقبههل قههوله عمهها أمههر بتطهيهره طهرتهه ل‬
‫طهر )وبين السبب( في تنجسه أو استعماله أو طهره ك ولغ هههذا‬
‫الكلب في هذا وقههت كههذا‪ ،‬ولههم يعارضههه مثلههه ك كههان فههي ذلههك‬
‫الوقت بمحل كذا وإل كههأن اسههتويا ثقههة أو كههثرة أو كههان أحههدهما‬
‫أوثق والخر أكثر سقطا وبقي أصههل طهههارته )أو كههان فقيههها( أي‬
‫عارفهها بأحكههام الطهههارة والنجاسههة أو السههتعمال وإطلق الفقيههه‬
‫على نحو هذا شائع عرفا نظير ما يأتي في نحههو الوقههف والوصههية‬
‫وتخصيصه بالمجتهد اصطلح خاص )موافقا( لعتقههاد المخههبر فههي‬
‫ذلك أو عارفا به وإن لم يعتقده فيما يظهر‪ ،‬لن الظههاهر أنههه إنمهها‬
‫يخههبره باعتقههاده ل باعتقههاد نفسههه لعلمههه بههأنه ل يقبلههه فههالتعبير‬
‫بالموافق للغالب فإن قلت يحتمل أنه يخبره باعتقاد نفسه ليخرج‬
‫من الخلف قلت هذا احتمال بعيد ممن يعرف المذهبين فل يعول‬
‫عليه على أنه غيههر مطههرد )اعتمههده( وجوبهها وإن لههم يههبين بخلف‬
‫عامي ومخالف لم يبينا سببا لنتفههاء الثقههة بقولهمهها‪ ،‬وإنمهها قبلههت‬
‫الشهادة على الردة مع الطلق على ما يأتي تغليظا على المرتههد‬
‫لمكان أن يبرهن عن نفسه ووجب التفصيل في الشهادة بالجرح‬
‫ولو من الفقيه الموافق على ما فيه‪ ،‬لن الحاكم يلزمههه الحتيههاط‬
‫ومنه أن ل يعول على إجمال غيههره مطلقهها علههى مهها يههأتي أواخههر‬
‫الشهادات‪.‬‬
‫)ويحل استعمال كل إناء طاهر( من حيث كونه طههاهرا وإن حههرم‬
‫من جهة أخرى كجلد آدمي غير حربههي ومرتههد وكمغصههوب بخلف‬
‫النجس فيحرم إل في ماء كثير أو جاف والنههاء جههاف نعههم يكههره‪،‬‬
‫وظاهر أن المراد بالنجس هنا ما يعم المتنجس ول ينافي الحرمههة‬
‫هنا ما يهأتي مهن كراههة البهول فهي المهاء القليهل‪ ،‬لنهه ل تضهمخ‬
‫بنجاسههة ثههم أصههل والكلم هنهها فههي اسههتعمال متضههمن للتضههمخ‬
‫بالنجاسة في بدن وكذا ثوب بناء على حرمة التضمخ بها فيه وهههو‬
‫ما صححه المصنف فههي بعههض كتبههه ويؤيههد ذلههك تصههريحهم بحههل‬
‫استعمال النجس في نحو عجن طين )إل( منقطهع إن نظرنها إلهى‬
‫التأويل السابق )ذهبا وفضة( أي إناء ولو بابهها ومههرودا وخل ل كلههه‬
‫أو بعضه من أحدهما أو منهما )فيحرم( استعماله في أكل أو غيره‬
‫وإن لم يؤلف كان كبه على رأسه واستعمل أسفله فيما يصلح لههه‬
‫كما شمله إطلقهم‪ ،‬ولو على امرأة أكحلهت بهه طفل لغيهر حاجهة‬
‫الجلء للنهي عن ذلك مع التوعد عليه بما قههد يؤخههذ منههه أن ذلههك‬
‫كبيرة وتجويزهم الستنجاء بالنقد محله في قطعة لههم تهيههأ‪ ،‬لنههها‬
‫حينئذ ل تعد إناء ولم تطبع‪ ،‬لنه ل احترام لهها واتخهاذ الهرأس مهن‬
‫النقد للناء محله أيضا إن لم يسم إناء بأن كههان صههفيحة ل تصههلح‬
‫عرفا لشيء مما تصلح له النية ومع ذلك يحرم نحههو وضههع شههيء‬
‫عليه للكل منه مثل كما هههو ظههاهر‪ ،‬لنههه اسههتعمال لههه فهههو إنههاء‬
‫بالنسبة إليه وإن لم يسم إناء على الطلق نظير الخلل والمههرود‬
‫والعلة العين بشرط ظهور الخيلء أي التفاخر والتعاظم ومههن ثههم‬
‫قالوا لو صدئ إناء الذهب أي بحيههث سههتر الصههداء جميههع ظههاهره‬
‫وباطنه حل استعماله لفوات الخيلء‪ ،‬وبه يعلم أن تغشههية الههذهب‬
‫الساترة لجميعه كالصههداء بههل أولههى وإن لههم يحصههل منههها شههيء‬
‫خلفا لجمع‪ .‬وظاهر أن المدار على الستعمال العرفي أخههذا مههن‬
‫قولهم يحرم الحتواء على مجمرة النقد وشم رائحتههها مههن قههرب‬
‫بحيث يعد متطيبا بها ل من بعد ويحرم تبخير نحو البيت بها انتهههى‬
‫فل تحرم الملقاة بالفم أو غيره مههن المطههر النههازل مههن ميههزاب‬
‫الكعبة وإن مسه الفم على نزاع فيه‪ ،‬لنه ل يعد استعمال له عرفا‬
‫وليس من النية سلسلة النههاء وحلقتههه ول غطههاء الكههوز أي وهههو‬
‫غير رأسه السههابق صههورة وصههفيحة فيههها بيههوت للكيههزان ومحلههه‬
‫حيث لم يكن شيء من ذلههك علههى هيئة إنههاء أو ل كحههق الشههنان‬
‫حرم ومن الحيل المبيحة لستعماله صب ما فيه ولو في نحو يد ل‬
‫يستعمله بها‪ ،‬ثم يستعمله منها نعم هي ل تمنع حرمة الوضههع فههي‬
‫]تنهبيه[ صهرحوا فهي نحهو‬ ‫الناء ول حرمة اتخههاذه فتفطهن لهه‬
‫كيس الدراهم الحرير بحله وعللوه بههأنه منفصههل عههن البههدن غيههر‬
‫مستعمل فيما يتعلق به فيحتمل أن يقال بنظيههر هههذا هنهها ويؤيههده‬
‫تعليلهم حل نحو غطاء الكوز بأنه منفصل عههن النههاء ل يسههتعمل‪،‬‬
‫ويحتمل الفرق بأن ما هنهها أغلههظ ولعلههه القههرب ومحههل تعليلهههم‬
‫المذكور حيث لم يكن على هيئة إناء كما علم مما تقرر‪.‬‬
‫]تنبيه آخر[ محل النظر لكونه يسمى إناء بالنسبة للفضههة أمهها‬
‫الذهب فيحرم منه نحو السلسلة مطلقا نظير ما يأتي فههي الضههبة‬
‫لغلظه )وكذا( يحرم )اتخاذه( أي اقتناؤه خلفا لمن وهم فيه )فههي‬
‫الصههح(‪ ،‬لنههه يجههز لسههتعماله غالبهها كآلههة اللهههو قههال الزركشههي‬
‫كالشبابة ومزمارة الرعاة وككلب لم يحتج له أي ل وقههرد وإحههدى‬
‫الفواسق الخمس وصور نقشت على غير ممتهههن وسههقف ممههوه‬
‫بنقد يتحصل منه شيء انتهههى ومهها ذكههره فههي القههرد غيههر صههحيح‬
‫لتصههريحهم بصههحة بيعههه والنتفههاع بههه‪ ،‬ومهها أدى إلههى معصههية لههه‬
‫حكمها‪ ،‬وإنما جاز اتخاذ نحههو ثيههاب الحريههر بالنسههبة للرجههل علههى‬
‫خلف ما أفتى به ابن عبههد السههلم الههذي اسههتوجهه بعضهههم‪ ،‬لن‬
‫للنفس ميل ذاتيا لذاك أكثر فكان اتخههاذه مظنههة اسههتعماله بخلف‬
‫غيههره‪) .‬ويحههل( النههاء )الممههوه( أي المطلههي مههن أحههدهما بنحههو‬
‫نحاس مطلقا كما مر أو من غيرهما بأحدهما أي اسههتعماله حيههث‬
‫لم يتحصل يقينا منه شيء وعبارة النههوار متمههول ويوافقههها قههول‬
‫الزركشي يظهر في الوزن بالنار‬
‫]تنبيه[ ذكر بعض الخبراء المرجوع إليه في ذلههك أن لهههم مههاء‬
‫يسمى بالحاد‪ ،‬وأنه يخرج الطلء ويحصله وإن قل بخلف النار من‬
‫غير ماء فإن القليل ل يقاومها فيضههمحل بخلف الكههثير‪ ،‬والظههاهر‬
‫أن مهراد الئمهة هههذا دون الول لنهدرته كالعهارفين بهه نعهم زعهم‬
‫بعضهم أن ما خلههط بههالزئبق ل يتحصههل منههه شههيء بههها وإن كههثر‬
‫وبتسههليمه فيظهههر اعتبههار تجههرده عههن الزئبههق‪ ،‬وأنههها حينئذ هههل‬
‫ليحصههل منههه شههيء أو ل )فههي الصههح( لنتفههاء العيههن حينئذ فههإن‬
‫حصههل حههرم لوجودههها والكلم فههي اسههتدامته كمهها أفهمههه قههوله‬
‫المموه أما فعل التمويه فحههرام فههي نحههو سههقف وإنههاء وغيرهمهها‬
‫مطلقهها خلفهها لمههن فههرق‪ ،‬لنههه إضههاعة مههال بل فههائدة فل أجههرة‬
‫لصانعه كالنههاء ول أرش علههى مزيلههه أو كاسههره والكعبههة وغيرههها‬
‫سواء في ذلك نعم بحث حله في آلة الحرب تمسكا بههأن كلمهههم‬
‫يشمله ويوجه بعد تسليمه بأنه لحاجة كما يأتي‬
‫]تنبيه[ يؤخذ من إطباقهم هنا على نفههي الجههرة شههذوذ قههول‬
‫الماوردي والروياني يحل ما يؤخذ بصههنعة محرمههة كههالتنجيم‪ ،‬لنههه‬
‫عن طيب نفس ويرد ما علل به أن كسب الزانيههة كههذلك‪ ،‬والخههبر‬
‫الصحيح أن كسب الكاهن خبيث وأن بذل المال في مقابلههة ذلههك‬
‫سفه فأكله من أكل أموال الناس بالباطههل ومههن ثههم شههنع الئمههة‬
‫في الرد عليهما‪ ،‬وليس من التمويه لصق قطههع نقههد فههي جههوانب‬
‫الناء المعبر عنه في الزكاة بالتحلية لمكان فصلها من غير نقههص‬
‫بل هي أشبه شيء بالضبة لزينة فيأتي فيها تفصيلها فيمهها يظهههر‪،‬‬
‫ثم رأيت بعضهم عرف الضبة في عههرف الفقهههاء بأنههها مهها يلصههق‬
‫بالناء وإن لم ينكسر‪ ،‬وكأنه أخذه من جعلهم سههمر الههدراهم فههي‬
‫الناء كالضبة وهو صريح فيما ذكرته‪ ،‬وبهههذا يعههرف أن تحليههة آلههة‬
‫الحرب جائزة وإن كثرت كالضبة لحاجة وإن تعددت وأن إطلقهم‬
‫تحريم تحلية غيرها يتعين حمله على قطع يحصههل مههن مجموعههها‬
‫قدر ضبة كبيرة لزينة فتأمله‪.‬‬
‫)و( يحل الناء )النفيس( في ذاته )كياقوت( ومرجههان وعقيههق‬
‫وبلور أي استعماله )في الظهر( كالمتخذ من نحههو مسههك وعنهبر‪،‬‬
‫لنه ل يعرفه إل الخواص فل تنكسر به قلوب الفقراء بخلف النقد‬
‫ومحل الخلف في غير فص الخاتم فيحل منه جزما وكههل مهها فههي‬
‫تحريمه خلف قوي كما هنا ينبغي كراهته )ومهها( أي والنههاء الههذي‬
‫)ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة( عرفا )لزينههة( ولههو فههي بعضههها‬
‫بأن يكون بعضها لزينة وبعضها لحاجة كما في أصله المقتضي أنههه‬
‫ل فرق فيما للزينة بين صغره وكبره وكان وجهههه أنههه لمهها انبهههم‪،‬‬
‫ولم يتميز عما للحاجة غلب وصار المجموع كأنه للزينة وعليه فلو‬
‫تميز الزائد على الحاجة كان له حكم ما للزينة وهو متجههه )حههرم(‬
‫هو يعني استعماله للزينة مع الكبر أي المحقق فما شك في كبره‬
‫الصل إباحته )أو صغيرة بقدر الحاجة( وهي هنا غرض الصههلح ل‬
‫العجز عن غيرها‪ ،‬لنه يبيح أصههل النههاء )فل( يحههرم بههل ول يكههره‬
‫للحاجة مههع الصههغر )أو صههغيرة لزينههة أو كههبيرة لحاجههة جههاز( مههع‬
‫الكراهههة فيهمهها )فههي الصههح( لوجههود الصههغر الواقههع فههي محههل‬
‫المسامحة وللحاجة وضبة نصبت ب ضبب كنصب المصههدر بفعلههه‬
‫توسعا‪ ،‬لنها اسم عين وعليه فباء بذهب بمعنى من وهو حال مههن‬
‫ضبة النكرة سوغه تقدمه عليها أو بنزع الخافض وهو مههع شههذوذه‬
‫موهم نعم الههوجه أن الضههبة المموهههة بنقههد يتحصههل كالمتمحضههة‬
‫منه‪) .‬وضبة موضع الستعمال( بنحو شرب أو أكههل )كغيههره( ممهها‬
‫ذكر في الحل والحرمة )في الصح( ول أثر لمباشرتها بالستعمال‬
‫مع وجود المسوغ ولههو تعههددت ضههبات صههغيرات لزينههة فمقتضههى‬
‫كلمهم حلها ويتعين حمله على مهها إذا لههم يحصههل مههن مجموعههها‬
‫قدر ضبة كههبيرة‪ ،‬وإل فينبغههي تحريمههها لمهها فيههها مههن الخيلء وبهه‬
‫فارق ما يأتي فيما لو تعدد الدم المعفو عنه ولو اجتمع لكثر علههى‬
‫أحههد الههوجهين فيههه وحاصههله أن أصههل المشههقة المقتضههية للعفههو‬
‫موجههود وبههه يبطههل النظههر لتقههدير الكههثرة بفههرض الجتمههاع وهنهها‬
‫المقتضي للحرمة الخيلء وهو موجود مههع التفههرق الههذي هههو فههي‬
‫قوة الجتماع فإن قلت الذي اعتمدته في شرح العباب أنه ل تحل‬
‫الزيادة علههى طرازيههن أو رقعههتين لزينههة فهل كههان مهها هنهها كههذلك‬
‫بجامع أن الكل للزينة‪ .‬وأن الصل في الفضة والحرير التحريم بل‬
‫الفضة أغلظ فكان ما هنا أولى فإذا امتنههع الههزائد علههى ثنههتين ثههم‬
‫فهنا أولى قلت يفرق بأن صغر ضبة الزينههة وكبرههها أحههالوه علههى‬
‫محض العرف وهههو عنههد التعههدد مضههطرب فنظههروا إلههى أن ذلههك‬
‫التعههدد هههل يسههاوي الكههبيرة فيحههرم أو ل فيحههل‪ .‬وأمهها ثههم فههورد‬
‫تقديره بأربع أصابع وكان قضيته أنه ل يجوز أكثر مههن رقعههة لكههن‬
‫وجدنا الطراز يحل مههع تعههدده فألحقنهها بههه الههترقيع‪ ،‬فالحاصههل أن‬
‫هناك أصل واردا فاعتبرناه ول كذلك هناك فاعتبرنا قياس المتعههدد‬
‫المضطرب فيه العرف على الكبير للزينة‪ ،‬لنههه ل اضههطراب فيههها‬
‫)قلت المذهب تحريم( إناء )ضبة الذهب مطلقا(‪ ،‬لن الخيلء فيههه‬
‫أشد كضبة الفضة إذا عمت الناء ومنه ما اعتيد في مهرآة العيههون‬
‫كما هو ظاهر وأخذ من العلة أنه لو فقد غير إنائهما تعيههن الفضههة‬
‫وهو محتمل )والله أعلم( والصل في الضبة أن قدحه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم الذي كان يشرب فيه سلسههله أنههس رضههي اللههه عنههه‬
‫فضة لنصداعه أي شعبه بخيط فضهة لنشههقاقه وهههو وإن احتمههل‬
‫أن ذلك فعل بعد وفاته صلى الله عليه وسههلم خوفهها عليههه دللتههه‬
‫باقية‪ ،‬لن إقدام أنس وغيههره عليههه مههع مبههالغتهم فههي البعههد عههن‬
‫تغيير شيء من آثاره مؤذن بأنهم علموا منه الذن في ذلك‪ ،‬ونهي‬
‫عائشة عن المضبب بفرض صحته محتمل‪ ،‬وأصههلها مهها يصههلح بههه‬
‫خلل الناء‪ ،‬ثم أطلقت على ما هو للزينة توسعا‬

‫باب أسباب الحدث‬


‫المراد عند الطلق غالبا‪ ،‬وهو الصغر ومر له معنيان ويطلههق‬
‫أيضا على السباب التية‪ ،‬فإن أريد أحد الوليههن فالضههافة بمعنههى‬
‫اللم أو الثالث فهي بيانية وعبر بالسباب ليسههلم عمهها أورد علههى‬
‫التعبير بالنواقض من اقتضائه أنهها تبطهل الطههر الماضهي وليهس‬
‫كذلك‪ ،‬وإنما ينتهي بها ول يضر تعههبيره بههالنقض فههي قههوله فخههرج‬
‫المعتاد نقض‪ ،‬لنه قد بان المراد به وبالموجبات من اقتضائه أنههها‬
‫توجبه وحدها وليههس كهذلك بههل هههي مهع إرادة فعهل نحهو الصههلة‬
‫ولتقدم السبب طبعا المناسب له تقدمه وضههعا كههان تقههديمها هنهها‬
‫على الوضوء أظهر من عكسه الذي في الروضههة‪ ،‬وإن وجههه بههأنه‬
‫لما ولد محدثا أي له حكم المحدث احتههاج أن يعههرف أول الوضههوء‬
‫ثم ناقضه ولذا لم يولد جنبهها اتفقههوا علههى تقههديم مههوجب الغسههل‬
‫عليه )هي أربعة( ل غير والحصر فيها تعبههدي‪ ،‬وإن كههان كههل منههها‬
‫معقول المعنى فمن ثم لم يقس عليها نوع آخر‪ ،‬وإن قيههس علههى‬
‫جزئياتها ولم ينقض ما عداها‪ ،‬لنه لم يثبت فيه شههيء كأكههل لحههم‬
‫جزور على ما قههالوه وتوزعههوا بههأن فيههه حههديثين صههحيحين ليههس‬
‫عنهما جواب شاف وأجيب بأنا أجمعنا على عدم العمل بهمهها‪ ،‬لن‬
‫القائل بنقضه يخصه بغير شحمه وسنامه ويههرد بأنهمهها ل يسههميان‬
‫لحما كما يأتي في اليمان فأخذ بظاهر النص‪ ،‬وخههروج نحههو قيههء‬
‫ودم ومس أمرد حسن أو فرج بهيمة وقهقهة مصل وانقضاء مههدة‬
‫المسح وإيجابه لغسل الرجلين حكم من أحكامه ل لكههونه يسههمى‬
‫حدثا والبلوغ بالسن والهردة‪ ،‬وإنمهها أبطلهت الهتيمم لضهعفه ونحههو‬
‫شفاء السلس ل يرد‪ ،‬لن حدثه لههم يرتفههع )أحههدها خههروج شههيء(‬
‫ولو عودا أو رأس دودة‪ ،‬وإن عادت ول يضر إدخاله‪ ،‬وإنما امتنعت‬
‫الصلة لحمله متصل بنجس إذ ما في الباطن ل يحكم بنجاسههته إل‬
‫إن اتصل به شهيء مهن الظهاهر )مهن قبلهه( أي المتوضهئ الحهي‬
‫الواضح ولو ريحا من ذكره أو قبلههها وإن تعههددا نعههم لمهها تحققههت‬
‫زيادته أو احتملت حكم منفتح تحت المعههدة أو بلل رآه عليههه ولههم‬
‫يحتمل كونه من خارج خلفا لمن وهم فيه أو وصل نحو مذيها لما‬
‫يجب غسله في الجنابههة‪ ،‬وإن لههم يخههرج إلههى الظههاهر أو خرجههت‬
‫رطوبة فرجها إذا كانت من وراء ما يجب غسله يقينهها وإل فل أمهها‬
‫المشكل فل بد من خروجه من فرجيههه )أو دبههره( كالههدم الخههارج‬
‫من الباسور‪ ،‬وهو داخل الدبر ل خارجه وكالباسور نفسههه إذا كههان‬
‫ثابتهها داخههل الههدبر فخههرج أو زاد خروجههه وكمقعههدة المزحههور إذا‬
‫خرجت فلو توضأ حال خروجههها ثههم أدخلههها لههم ينتقههض‪ ،‬وإن اتكههأ‬
‫عليها بقطنة حتى دخلت ولو انفصل على تلك القطنة شيء منههها‬
‫لخروجه حهال خروجههها وبحههث بعضهههم النقهض بمهها خهرج منههها ل‬
‫بخروجها‪ ،‬لنها باطن الدبر‪ ،‬فإن ردها بغير باطن كفه‪ ،‬فإن قلنهها ل‬
‫يفطر بردها أي‪ ،‬وهو الصح كمهها يههأتي فمحتمههل‪ ،‬وإن قلنهها يفطههر‬
‫نقضت ضعيف بل ل وجههه لههه وذلههك للنههص علههى الغههائط والبههول‬
‫والمذي والريح وقيس بها كل خارج )إل المني( أي مني المتوضئ‬
‫وحده الخههارج منههه أول فل نقههض بههه حههتى يصههح غسههله‪ ،‬وإن لههم‬
‫يتوضأ اتفاقا على ما قيل‪ ،‬وينوي بوضوئه له سههنة الغسههل ل رفههع‬
‫الحههدث وزعههم أن المههتيمم حينئذ يصههلي بههه فروضهها نظههرا لبقههاء‬
‫وضوئه غلط‪ ،‬لن الجنابة وحدها توجب التيمم لكل فرض‪ ،‬وذلههك‪،‬‬
‫لنه أوجب أعظم المرين بخصوص كونه منيهها فل يههوجب أدونهمهها‬
‫بعموم كونه خارجا‪ ،‬وإنمهها نقههض الحيههض والنفههاس‪ ،‬لن حكمهمهها‬
‫أغلظ ولهو خهرج منههه منههي غيهره أو نفسهه بعهد اسهتدخاله نقهض‬
‫كمضغة من امرأة على الوجه لختلطها بمني الرجل وزعههم ابههن‬
‫العماد النقض بخروج منيها مطلقا لختلطه ببلههة فرجههها يههرد بههأن‬
‫ذلك الختلط غير محقق دائما فساوت الرجل )ولو( خلههق منسههد‬
‫الفرجين بأن لم يخرج منهمهها شههيء نقههض خههارجه مههن أي محههل‬
‫كان‪ ،‬ولو الفم أو أحدهما نقض المناسب لههه أو لهمهها سههواء أكههان‬
‫انسداده بالتحام أم ل خلفا لشيخنا وصرح الماوردي بهأنه ل يثبهت‬
‫للصلي أحكههامه حينئذ وفيههه نظههر لبقههاء صههورته فلينقههض مسههه‪،‬‬
‫ويجب الغسههل والحههد بههإيلجه واليلج فيههه وغيههر ذلههك ثههم رأيههت‬
‫صاحب البيان صحح النتقاض بمسه وعللههه بههأنه يقههع عليههه اسههم‬
‫الذكر وهو صريح فيما ذكرته فعلهم أنهه ل يثبهت للمنفتههح حينئذ إل‬
‫النقههض خلفهها لمهها قههد يههوهمه كلم المههاوردي المههذكور أو غيههر‬
‫منسده‪ ،‬وإنما طرأ له )إن انسد مخرجه( المعتاد أي صار بحيث ل‬
‫يخرج منه شهيء )وانفتههح( مخهرج )تحهت معهدته( فخههرج المعتههاد‬
‫خروجه‪ ،‬وهي بفتح فكسر فههي الفصههح وبفتههح أو كسههر فسههكون‬
‫وبكسر أوليه هنا سرته وحقيقتها مستقر الطعههام مههن المنخسههف‬
‫تحت الصدر إلى السرة )فخرج المعتاد( خروجههه )نقههض( إذ ل بههد‬
‫للنسان من مخرج يخرج منه حدثه )وكذا نادر كههدود( ومنههه الههدم‬
‫وكذا الريح هنا‪ ،‬وإن كههان مطلقهه معتههادا )فههي الظهههر( كالمعتههاد‬
‫)أو( انفتههح )فوقههها( أي المعههدة أو فيههها أو محاذيهها لههها )وهههو( أي‬
‫الصلي )منسد( انسدادا طارئا )أو( انفتح )تحتها وهههو منفتههح فل(‬
‫ينقض خارجه المعتاد والنادر )في الظهر(‪ ،‬لنه مههن فوقههها وفيههها‬
‫ومحاذيها بالقيء أشبه ومن تحتها عنه غني وحيث نقههض المنفتههح‬
‫لم يثبت له من أحكام الصلي غيههر ذلههك وفههي المجمههوع لههو نههام‬
‫ممكنه من الرض أي مثل لم ينتقض وضوءه‬
‫]تنبيه[ ظاهر المتن هنهها مشههكل‪ ،‬لنههه جعههل انسههداد الصههلي‬
‫مقسما ثم فصل بين انسداده وانفتههاحه وقههد يجههاب بههأن قههوله أو‬
‫فوقها معطوف على تحت ل بقيد ما قبله ونحو ذلك قههد يقههع فههي‬
‫كلمهم )الثاني زوال العقل( أي التمييههز بجنههون أو إغمههاء أو نحههو‬
‫سكر ولو ممكنا مقعده إجماعا أو نوم للخبر الصههحيح }فمههن نههام‬
‫فليتوضأ{ وقد بينت خلصة ما للعلماء في تعريف العقههل وتههوابعه‬
‫في شرح العباب وهو أفضههل مههن العلههم‪ ،‬لنههه منبعههه وأسههه‪ ،‬لن‬
‫العلم يجري منه مجهرى النهور مهن الشهمس والرؤيهة مهن العيهن‬
‫ومن عكس أراد من حيث استلزامه له‪ ،‬وأنه تعههالى يوصههف بههه ل‬
‫بالعقل )إل( متصل كما عرف في تفسههير العقههل بمهها ذكههر )نههوم(‬
‫قاعد )ممكن مقعده( أي ألييه مههن مقههره ولههو دابههة سههائرة‪ ،‬وإن‬
‫استند لما لو زال عنه لسقط أو احتبى وليههس بيههن بعههض مقعههده‬
‫ومقره تجههاف للمههن مههن خههروج شههيء حينئذ وعليههه حملنهها خههبر‬
‫مسلم أن الصحابة كههانوا ينههامون ثههم يصههلون ول يتوضههئون وفههي‬
‫رواية لبي داود ينامون حتى تخفههق رءوسهههم الرض ويؤخههذ مههن‬
‫قولهم للمن إلى آخههره أنههه لههو أخههبر نائمهها غيههر ممكههن معصههوم‬
‫كالخضر بناء على الصح أنهه نههبي بههأنه لهم يخهرج منههه شههيء لهم‬
‫ينتقض وضوءه واعتمده بعضهههم وقههد تنههازعه قاعههدة أن مهها نيههط‬
‫بالمظنة ل فرق بين وجوده وعدمه كالمشههقة فههي السههفر وعلههى‬
‫هذا يتجه عد المتن الزوال نفسههه فههي غيههر النههائم الممكههن سههببا‬
‫للحدث‪ .‬وأما على الول فوجه عده أنه سههبب لخههروج شههيء مههن‬
‫الدبر غالبا فكأنه قال الول الخههروج نفسههه والثههاني سههببه وخههرج‬
‫بالقاعد الممكهن غيههره كالنهائم علههى قفههاه‪ ،‬وإن اسههتثفر وألصههق‬
‫مقعده بمقره وبالنوم النعاس وأوائل نشأة السكر لبقاء نههوع مههن‬
‫التمييز معهما إذ من علمات النعاس سماع كلم الحاضههرين‪ ،‬وإن‬
‫لم يفهمه ول ينتقض وضوء شههاك هههل نههام أو نعههس أو هههل كههان‬
‫ممكنا أو ل أو هل زالت أليته قبل اليقظة أو بعههدها وتيقههن الرؤيهها‬
‫مع عدم تذكر نوم ل أثر له بخلفه مههع الشههك فيههه‪ ،‬لنههها مرجحههة‬
‫لحد طرفيه ول وضوء نبينا كسائر النبياء صلى الله عليهم وسههلم‬
‫بالنوم لبقاء يقظة قلههوبهم فتهدرك الخهارج وعهدم إدراكهه لطلهوع‬
‫الشمس في قصة الوادي‪ ،‬لن رؤيتها من وظائف البصر أو صرف‬
‫القلب عنه للتشريع المستفاد منه في هذه القصة من الحكام مهها‬
‫ل يحصى كثرة )الثالث التقاء بشههرتي الرجههل( أي الههذكر الواضههح‬
‫المشتهي طبعا يقينا لذوات الطباع السليمة ولو صههبيا وممسههوحا‬
‫)والمرأة( أي النثى الواضحة المشتهاة طبعا يقينهها لههذوي الطبههاع‬
‫السليمة‪ ،‬وإن كان أحدهما مكرههها أو ميتهها لكههن ل ينتقههض وضههوء‬
‫الميت قال بعضهم أو جنيا‪ ،‬وإنمهها يتجههه إن جوزنهها نكههاحهم وذلههك‬
‫لقوله تعالى }أو لمستم النسهاء{ أي لمسهتم كمها قهرئ بهه فهي‬
‫السبع وبه يندفع تفسيره بجمعهم علههى أنههه خلف الظههاهر وخههبر‬
‫}كان صلى الله عليههه وسههلم يقبههل بعههض أزواجههه ثههم يصههلي ول‬
‫يتوضأ{ ضعيف من طريقيه الههوارد منهمهها وغمههزه رجههل عائشههة‪،‬‬
‫وهو يصلي يحتمل أنه بحائل ووقائع الحوال الفعلية يسقطها ذلك‬
‫واللمس الجس باليد ونقض‪ ،‬لنه مظنة اللتذاذ المحههرك للشهههوة‬
‫التي ل تليق بحال المتطهههر وقيههس بهه اللمههس بغيرههها ولههو زائدا‬
‫أشل سهوا بغير شهههوة واختههص المههس التههي ببطههن الكههف‪ ،‬لن‬
‫المظنة ثم منحصرة فيه والبشرة ظاهر الجلد وألحق بها نحو لحم‬
‫السنان واللسان وهو متجه خلفا لبن عجيههل أي ل بههاطن العيههن‬
‫فيما يظهر‪ ،‬لنه ليههس مظنههة للههذة اللمههس بخلف مهها ذكههر فههإنه‬
‫مظنة لذلك أل ترى أن نحو لسان الحليلة يلتذ بمصه ولمسهه كمها‬
‫صح عنه صلى الله عليه وسلم في لسان عائشة رضي الله عنههها‬
‫ول كذلك باطن العين وبه يههرد قههول جمههع بنقضههه توهمهها أن لههذة‬
‫نظههره تسههتلزم لههذة لمسهه وليههس كههذلك بههدليل السههن والشههعر‬
‫والفرق بأنهما مما يطرأ‪ ،‬ويزول ل يجدي‪ ،‬لنهم لههم يلحظههوا فههي‬
‫عدم نقضهما إل أنه يلتذ بنظرهما دون مسهما وهههذا موجههود فههي‬
‫باطن العين‪.‬‬
‫]فائدة مهمة[ ل يكتفى بالخيال في الفرق قاله المام وعقبههه‬
‫بما يبين أن المراد به ما ينقدح على بعد دون ما يغلب على الظن‬
‫أنه أقرب من الجمع وعبر غيره بأن كل فرق مههؤثر مهها لههم يغلههب‬
‫على الظن أن الجامع أظهههر أي عنههد ذوي السههليقة السههليمة وإل‬
‫فغيرها يكثر منه الزلل في ذلك ومن ثم قال بعههض الئمههة الفقههه‬
‫فرق وجمع )إل محرما( بنسب أو رضاع أو مصههاهرة ولههو احتمههال‬
‫كأن اختلطت محرمة بغير محصور فل ينقض لمسههه ولههو بشهههوة‬
‫)في الظهر(‪ ،‬لنه ليس مظنة للشهوة فاستنبط من النص معنههى‬
‫خصصه ول يلحق بههه نحههو مجوسههية‪ ،‬لن تحريمههها لعههارض يههزول‬
‫وجعلها كالرجل في حل إقراضها وتملكها باللقطة إنمهها هههو لقيههام‬
‫المههانع بههها المخههرج عههن مشههابهة ذلههك لعههارة الجههواري للههوطء‬
‫فاندفع ما لبعضهم هنا وعلم من اللتقاء أنه ل نقض بههاللمس مههن‬
‫وراء حائل‪ ،‬وإن رق ومنه ما تجمد من غبار يمكههن فصههله أي مههن‬
‫غير خشهية مبيهح تيمهم فيمها يظههر أخهذا ممها يهأتي فهي الوشهم‬
‫لوجوب إزالته ل من نحو عرق حتى صار كالجزء من الجلههد‪ ،‬وأنههه‬
‫ل فرق بين اللمس والمملوس لكن فيه خلف صههرح بهمهها لجلهه‬
‫فقال )والملمههوس كلمههس( فههي انتقههاض وضههوئه )فههي الظهههر(‬
‫لشتراكهما في مظنة اللذة كالمشتركين فههي الجمههاع‪ ،‬وإنمهها لههم‬
‫ينتقض وضوء الممسوس فرجه‪ ،‬لنه لم يوجههد منههه مههس لمظنههة‬
‫لذة أصل بخلفه هنا )ول تنقض صههغيرة( وصههغير ل يشههتهيان كمهها‬
‫مر )وشعر وسن(‪ ،‬وينبغي أن يلحق به كل عظم ظهر بههل أولههى‪،‬‬
‫لن في نظر السهن لهذة أي لهذة بخلف نظهر ههذا وقهول النهوار‬
‫المراد بالبشرة هنا غير الشعر والسن والظفر مراده مهها صههرحوا‬
‫به هنا من أنها ظههاهر الجلههد ومهها ألحههق بههه كمهها مههر وقههول جمههع‬
‫بنقضه يرده أن هذا ل يلتذ بلمسه ول بنظههره كمهها تقههرر )وظفههر(‬
‫بضم فسكون أو ضم وبكسر فسكون أو كسر والخامسههة أظفههور‬
‫)في الصح( لنتفاء لذة اللمس عنها ول نظر لللتههذاذ بنظرههها ول‬
‫جزء منفصل أي‪ ،‬وإن التصق بعد بحرارة الدم لوجوب فصله كمهها‬
‫يأتي في الجراح بل‪ ،‬وإن لم يجب فصله لخشية محذور تيمم منه‬
‫فيما يظهر‪ ،‬لنههه مههع ذلههك فههي حكههم المنفصههل‪ ،‬وإنمهها لههم يجههب‬
‫الفصل لعارض بدليل أنه لو زالت الخشههية وجههب نعههم لههو فههرض‬
‫عههود الحيههاة فيههه بههأن نمهها وسههرى إليههه الههدم احتمههل أن يلحههق‬
‫بالمتصل الصلي وله وجه وجيه واحتمل أنه ل فرق‪ ،‬وهو القههرب‬
‫إلى إطلقهم أنه بالفصل الول صار أجنبيا فلههم ينظههر لعههود حيههاة‬
‫ول لغيههره ومههن ثههم لههو ألصههق موضههعه عضههو حيههوان لههم يلحههق‬
‫بالمتصل‪ ،‬وإن نمهها جزمهها كمهها هههو ظههاهر فعلمنهها أن عههود الحيههاة‬
‫وصف طردي ل تأثير له إل إن كان فوق النصف خلفهها لمههن قههال‬
‫بنقض النصف أيضا ولمن قال ل ينقض إل النصف الذي فيه الفرج‬
‫وعجيب استحسان بعضهم لهذا مع وضههوح فسههاده‪ ،‬لن الفههرج ل‬
‫دخههل لههه هنهها ول مهها شههك فههي نحههو أنههوثته أو خنههوثته إن قههرب‬
‫الحتمال عادة فيما يظهر من كلم غير واحد ويسن الوضههوء مههن‬
‫كل ما قيل فيه إنه ناقض كلمس المرد‪.‬‬
‫]تنبيه[ ظاهر كلمهم في هذا البههاب أنههه لههو أخههبره غيههر عههدد‬
‫التواتر بنحو ناقض منه أو له لم يعتمده وقياس ما مههر فههي إخبههار‬
‫عدل الرواية بنجاسة المههاء قبههوله هنهها إل أن يفههرق بههأن مهها أديههر‬
‫المر فيه على فعل النسان كالعدد في الصلة والطواف ل يقبههل‬
‫فيه الخبر والحدث من هذا بخلف النجاسة ثم رأيت المههام فههرق‬
‫بين قطعهم فيمن غلب على ظنه الحدث بعد تيقهن الطههارة بهأن‬
‫له الخذ بها وحكايتهم الخلف فيما غلبههت نجاسههته بههأن السههباب‬
‫التي تظهر بها النجاسة كثيرة جدا بخلفها في الحدث فإنها قليلههة‬
‫ول أثر للنادر فكان التمسك باستصحاب اليقين أقوى انتهى وفيههه‬
‫تأييد لما ذكرته ورأيتني في شرح العباب قلت ما نصه وظاهر أنههه‬
‫لو أخبره عدل بمسها له أو بنحو خروج ريح منههه فههي حههال نههومه‬
‫متمكنا وجب عليه الخذ بقوله ول يقال الصههل بقههاء الطهههارة فل‬
‫يرفع بالظن إذ خبر العدل إنما يفيهده فقهط‪ ،‬لنها نقهول ههذا ظهن‬
‫أقامه الشارع مقام العلم في تنجس المياه كمهها مههر وفههي غيرههها‬
‫كما يأتي انتهى وهذا هو الذي يتجه ويفرق بين ما هنا والعههدد فههي‬
‫ذينك بأنه ل يلزم منههه الحسهبان إذ قههد توجهد الربهع أو السهبع ول‬
‫يحسب له منها إل واحدة لترك نحو ركن أو وجود صارف فلم يفد‬
‫الخبار به المقصود فألغي ولههو بلهغ حههد التهواتر علههى مهها اقتضههاه‬
‫إطلقهم كما يأتي بما فيه وهنا الخبار قيد للمقصود إذ ل احتمههال‬
‫يسقطه فوجب قبوله على أن الحههدث قههد يكههون مههن غيههر فعلههه‬
‫)الرابع مس( الواضح والخنثى جزءا ولو سهوا أو مكرها من )قبل‬
‫الدمي( الواضح الفرج والنههاقض منههه ملتقههى شههفريه المحيطيههن‬
‫بالمنفذ إحاطة الشفتين بالفم دون ما عدا ذلك والذكر حتى قلفته‬
‫المتصلة ولو بعضا منهما منفصل إن بقي اسمه كههدبر قههور وبقههي‬
‫اسمه وقول الزركشي ل يتقيد بقدر الحشفة منه موهم ومشههتبها‬
‫به وكذا زائد عمل أو كان على سنن الصلي )ب( جزء من )بطههن‬
‫الكف( الصلية والمشتبهة بها وكذا الزائدة مههن كههف أو إصههبع إن‬
‫عملت أو سامتت الصلية بأن كانت على معصههمها والصههبع علههى‬
‫كفها وسامتاهما وبحث أن العهبرة فههي العمهل والمسههامتة بههوقت‬
‫المس دون ما قبله وما بعههده‪ ،‬وهههو ظههاهر وذلهك للخههبر الصههحيح‬
‫خلفا لمن نازع فيه }إذا أفضههى أحههدكم بيههده إلههى فرجههه وليههس‬
‫بينهما ستر ول حجههاب فليتوضههأ{ وبمفهههومه لشههتماله علههى أداة‬
‫الشههرط خههص عمههوم الخههبر الصههحيح أيضهها }مههن مههس ذكههره‬
‫فليتوضأ{ إذ الفضاء لغة المس ببطن الكف وهو بطههن الراحههتين‬
‫وبطن الصابع والمنحرف إليهما عند انطباقهما مههع يسههير تحامههل‬
‫ومس فرج غيره أفحش لهتكه حرمته أي غالبا إذ نحو يههد المكههره‬
‫والناسي كغيرهما بل رواية من مس ذكرا تشههمله لعمههوم النكههرة‬
‫الواقعة في حيز الشروط والخبر الناص علههى عههدم النقههض قههال‬
‫البغوي كالخطابي منسوخ وفيه‪ ،‬وإن جرى عليه ابن حبههان وغيههره‬
‫نظر ظاهر بينته في شرح المشكاة مع بيان أن الخذ بخبر النقض‬
‫أرجح فتعين‪ ،‬لنه الحوط بل والصح عند كثيرين من الحفاظ‬
‫]تنبيه[ ل ينافي ما تقرر من نقض كل مههن يههدين أو ذكريههن أو‬
‫فرجين إن اشتبه أو زاد وسامت عدم النقض بأحد فرجي الخنههثى‬
‫ويوجه بأن كل منهما ل يصدق عليه وحده أنه فههرج رجههل أو أنههثى‬
‫فلم يؤثر الشبه الصوري فيه بخلف كل من تلك فإنه يصدق عليه‬
‫أنه يد رجل أو أنثى وذكر رجل وفرج أنههثى فههأثر فيههه ذلههك )وكههذا‬
‫في الجديد حلقة( بسكون اللم علههى الشهههر )دبههره( كقبلههه‪ ،‬لن‬
‫كل ينقض خارجه ويسههمى فرجهها وهههي ملتقههى المنفههذ فل ينقههض‬
‫باطن صفحة وأنثيان وعانة وشعر نبههت فههوق ذكههر أو فههرج وخههبر‬
‫}مههن مههس ذكههره فليتوضههأ أو رفغيههه أي بضههم الههراء وبالفههاء‬
‫والمعجمة أصل فخههذيه فليتوضههأ{ موضههوع‪ ،‬وإنمهها هههو مههن قههول‬
‫عروة وحينئذ يسن الوضوء من ذلك خروجهها مههن الخلف )ل فههرج‬
‫بهيمة( ومنها هنا الطير فل يرد عليه وذلك لعدم حرمتها واشههتهائه‬
‫طبعا ومن ثم حل نظره وانتفى الحد فيه‬
‫]تنبيه[ ظاهر كلمهم بل صريحه أن القديم يقههول بنقههض دبههر‬
‫البهيمة ل دبر الدمي‪ ،‬وهههو مشههكل جههدا إل أن يفههرق بههأن دبرههها‬
‫مساو لفرجها من كل وجه فشمله اسم الفرج بخلف دبره ليههس‬
‫مساويا لفرجه لتخالف أحكامهمهها فههي فههروع كههثيرة فلههم يشههمله‬
‫اسم الفرج على القديم الناظر للوقوف علههى مجههرد الظههاهر ثههم‬
‫رأيت الرافعي لحظ ذلك الشكال فخص الخلف بقبلها وقطع في‬
‫دبرها بعدم النقههض قههال‪ ،‬لن دبههر الدمههي ل ينقههض فههي القههديم‬
‫فدبرها أولى انتهى وقد علمههت أن لكلمهههم وجههها )وينقههض فههرج‬
‫الميت والصغير( لصدق السم عليهم )ومحههل الجههب( أي القطههع‪،‬‬
‫لنه أصل الذكر أو الفرج ولو بقي أدنى شاخص منه نقههض قطعهها‬
‫)والذكر( والفرج )الشل وباليد الشلء في الصح( لشمول السم‬
‫قيل إدخال الباء هنا متعين‪ ،‬لن الضافة في مههس قبههل للمفعههول‬
‫ومتى كانت اليد ممسوسههة للههذكر ل ينتقههض الوضههوء كمهها أفههاده‬
‫قولهم ببطن الكههف الصههريح فههي بههاء اللههة المقتضههي كونههها آلههة‬
‫المس انتهى وما ذكره في الضافة صحيح وقوله ومتى إلخ فاسد‬
‫كزعمه تعين الباء لللة‪ ،‬لن جعل اليد آلة إنما هو باعتبههار الغههالب‬
‫ولم يبالوا بذلك اليهام اتكال على ما مهدوه من أنههها مظنههة للههذة‬
‫الصريح في أنه ل فرق بين كونههها ماسههة للههذكر أو ممسوسههة لهه‬
‫)ول تنقض رءوس الصابع وما بينها( وحرفها وحههرف الكههف لخههبر‬
‫الفضاء السابق مع أنها ليست مظنة للذة‬
‫)ويحرم( على غير فاقد الطههورين ونحهو السهلس )بالحهدث(‬
‫الذي هو أحد السباب أو المانع السابق‪ ،‬ويصههح إرادة المنههع لكههن‬
‫بتكلف إذ ينحل المعنى إلى أنه يحرم بسبب المنع من نحو الصلة‬
‫الصلة‬
‫وذلك المنههع هههو التحريههم فيكههون الشههيء سههببا لنفسههه أو بعضههه‬
‫)الصههلة( إجماعهها ومثلههها صههلة الجنههازة وسههجدة تلوة أو شههكر‬
‫وخطبة جمعة )والطواف( فرضا ونفل للحديث الصحيح على نههزاع‬
‫في رفعه صحح المصنف منه عدمه الطواف بمنزلة الصلة إل أن‬
‫الله قد أحل فيه المنطق )وحمل المصحف( بتثليههث ميمههه وخههرج‬
‫به مهها نسههخت تلوتههه وبقيههة الكتههب المنزلههة )ومههس ورقههه( ولههو‬
‫البياض للخبر الصحيح }ل يمس القرآن إل طههاهر{ والحمههل أبلههغ‬
‫من المس )وكذا جلده( المتصل به يحرم مسه ولو بشعرة )علههى‬
‫الصحيح(‪ ،‬لنه كالجزء منه ويؤخذ منه أنههه لههو جلههد مههع المصههحف‬
‫غيره حرم مس الجلد الجههامع لهمهها مههن سههائر جهههاته‪ ،‬لن وجههود‬
‫غيره معه ل يمنع نسبة الجلههد إليههه وبتسههليم أنههه منسههوب إليهمهها‬
‫فتغليب المصحف متعين نظير ما يأتي في تفسير وقرآن اسههتويا‪،‬‬
‫فإن قلت وجود غيره معه فيه يمنع إعداده لههه قلههت العههداد إنمهها‬
‫هو قيد في غيره مما يأتي ليتضح قياسه عليههه وأمهها هههو فكههالجزء‬
‫كما تقرر فل يشترط فيههه إعههداده‪ ،‬ويلههزم عههاجزا عههن طهههر ولههو‬
‫تيمما حمله أو توسده إن خاف عليه نحو غرق أو حرق أو كافر أو‬
‫تنجس ولم يجد أمينا يودعه إياه‪ ،‬فإن خاف ضياعه جههاز الحمههل ل‬
‫التوسد‪ ،‬لنه أقبح‪ ،‬ويحرم توسد كتاب علم محترم لم يخههش نحههو‬
‫سههرقته )و( حمههل ومههس )خريطههة وصههندوق( بفتههح أولههه وضههمه‬
‫ومثله كرسي وضع عليه كما هو ظاهر )فيهما مصحف( وقد أعههدا‬
‫له أي وحده كمها ههو ظههاهر لشهبههما حينئذ بجلهده بخلف مها إذا‬
‫انتفى كونه فيهما أو إعدادهما له فيحل حملهمها ومسههما وظهاهر‬
‫كلمهم أنه ل فرق فيما أعد له بين كونه على حجمههه وأن ل‪ ،‬وإن‬
‫لم يعد مثله له عادة‪ ،‬وهو قريب )و( حمل ومس )ما كتب لههدرس‬
‫قرآن( ولو بعض آية )كلوح في الصههح(‪ ،‬لنههه كالمصههحف وظههاهر‬
‫قولهم بعض آية أن نحو الحرف كاف وفيه بعد بل ينبغي في ذلههك‬
‫البعض كونه جملة مفيدة وقولهم كتب لدرس أن العبرة في قصد‬
‫الدراسة والتبرك بحال الكتابة دون ما بعههدها وبالكههاتب لنفسههه أو‬
‫لغيههره تبرعهها وإل فههآمره أو مسههتأجره وظههاهر عطههف هههذا علههى‬
‫المصحف أن ما يسمى مصحفا عرفا ل عههبرة فيههه بقصههد دراسههة‬
‫ول تبرك‪ ،‬وأن هذا إنما يعتبر فيما ل يسماه‪ ،‬فإن قصد بههه دراسههة‬
‫حرم أو تبرك لم يحرم‪ ،‬وإن لم يقصد به شيء نظر للقرينة فيمهها‬
‫يظهههر‪ ،‬وإن أفهههم قههوله‪ :‬لههدرس أنههه ل يحههرم إل القسههم الول‬
‫)والصح حل حمله فههي( هههي بمعنههى مههع كمهها عههبر بههه غيههره فل‬
‫يشترط كون المتاع ظرفا له )أمتعة( بل متاع ومثله حمههل حههامله‬
‫بقصده‪ ،‬لن المصحف تابع حينئذ أي بالنسبة للقصد فل فهرق بيهن‬
‫كبر جرم المتاع وصغره كما شههمله إطلقهههم أو مطلقهها علههى مهها‬
‫اقتضاه كلم الرافعي وجرى عليه شيخنا وغيره لكن قضية ما في‬
‫المجموع عن الماوردي الحرمة‪ ،‬وهي قياس ما يأتي فههي اسههتواء‬
‫التفسير والقرآن وفي بطلن الصلة إذا أطلق فلم يقصههد تفهيمهها‬
‫ول قراءة ويؤيده تعليلهم الحل في الولى بأنه لم يخههل بههالتعظيم‬
‫إذ حمله هنا يخل به لعدم قصد يصرفه عنه‪ ،‬فإن قصههد المصههحف‬
‫حرم‪ ،‬وإن قصدهما فقضية عبارة سليم بل صريحها الحرمة خلفا‬
‫للذرعي وجههرى عليههها غيههر واحههد مههن المتههأخرين‪ .‬وهههو القيههاس‬
‫وجرى آخرون أخذا من العزيز على الحههل‪ ،‬والمههس هنهها كالحمههل‬
‫فإذا وضع يده فأصاب بعضها المصحف وبعضههها غيههره تههأتى فيههها‬
‫التفصيل المذكور ولو ربط متاع مع مصحف فهههل يههأتي هنهها ذلههك‬
‫التفصيل كما شمله كلمهم أو ل‪ ،‬لنه لربطه به مع علمه بههذلك ل‬
‫يتصههور قصههد حملههه وحههده كههل محتمههل‪ ،‬فههإن قلههت تصههور كههون‬
‫أحدهما هو المقصود بالحمل والخر تابع يتأتى ولو مع الربط قلت‬
‫إنما يتأتى هذا إن فصلنا في قصدهما بناء علههى الحرمههة فيههه بيههن‬
‫كون أحدهما تابعا والخر متبوعا‪ ،‬وفيه بعد من كلمهم بل الظاهر‬
‫منه أنه عند قصدهما ل فرق )و( حمله ومسه في نحو ثههوب كتهب‬
‫عليه و )تفسير( أكثر منه مع الكراهههة وكههذا فههي حملههه مههع متههاع‬
‫للخلف في حرمته أيضا ل أقل أو مساو تميههز القههرآن عنههه أم ل‪،‬‬
‫لنههه المقصههود حينئذ وفههارق اسههتواء الحريههر مههع غيههره بتعظيههم‬
‫القرآن وهل العبرة هنا في الكثرة والقلة بههالحروف الملفوظههة أو‬
‫المرسومة كل محتمل والذي يتجههه الثههاني ويفههرق بينههه وبيههن مهها‬
‫يأتي في بدل الفاتحههة بههأن المههدار ثههم علههى القههراءة‪ ،‬وهههي إنمهها‬
‫ترتبط باللفظ دون الرسم وهنا على المحمول‪ ،‬وهههو إنمهها يرتبههط‬
‫بالحروف المكتوبة لتعد في كل وينظر الكثر ليكون غيره تابعا له‬
‫وعلى الثاني فيظهر أنه يعتبر فههي القههرآن رسههمه بالنسههبة لخههط‬
‫المصحف المام‪ ،‬وإن خرج عن مصطلح علم الرسم‪ ،‬لنه ورد لههه‬
‫رسم ل يقاس عليه فتعين اعتباره به وفي التفسههير رسههمه علههى‬
‫قواعد علم الخط‪ ،‬لنه لما لم يرد فيه شههيء وجههب الرجههوع فيههه‬
‫للقواعد المقررة عند أهله ولههو شههك فههي كههون التفسههير أكههثر أو‬
‫مساويا حل فيما ظهر لعدم تحقق المانع‪ ،‬وهو الستواء ومههن ثههم‬
‫حل نظير ذلك فهي الضهبة والحريهر‪ .‬وجهرى بعضههم فهي الحريهر‬
‫على الحرمة فقياسها هنا كذلك بل أولههى‪ ،‬ويجههري ذلههك فيمهها لههو‬
‫شك أقصد به الدراسة أو التبرك ويفرق بين هذا وما قههدمته فيمهها‬
‫لم يقصد به شيء بأنه لما لههم يوجههد ثههم مقتههض لحههل ول حرمههة‬
‫تعين النظر للقرينة الدالة على أنه من جنس ما يقصد به تبرك أو‬
‫دراسة وهنا وجد احتمالن تعارضا فنظرنهها لمقههوي أحههدهما‪ ،‬وهههو‬
‫أصههل عههدم الحرمههة والمههانع علههى الول والحتيههاط علههى الثههاني‬
‫فتأمله وبما قدرته في عطف تفسير انههدفع جعلههه معطوفهها علههى‬
‫الضمير المجرور ثم اعتراضه بأنه ضعيف على أن التحقيهق أنهه ل‬
‫ضعف فيه )و( حمله ومسه في )دنانير( عليههها سههورة الخلص أو‬
‫غيرها‪ ،‬لن القرآن لما لم يقصهد هنهها لمها وضههع لهه مههن الدراسهة‬
‫والحفظ لم تجر عليه أحكامه ولههذا حههل أكههل طعههام وهههدم جههدار‬
‫نقش عليهما وفي بمعنههى مههع فيمهها ل ظهههور للظرفيههة فيههه كمهها‬
‫قدمت الشارة إليه )ل( حل )قلب ورقه( أو ورقة منه )بعود( مثل‬
‫من جانب إلى آخر ولههو قائمههة كمهها شههمله إطلقههه )فههي الصههح(‬
‫لنتقاله بفعله فصار كأنه حامله )و( الصح )أن الصبي( المميههز إذ‬
‫ل يجوز تمكين غيره منه مطلقا‪ ،‬لنه قد ينتهكههه )المحههدث( حههدثا‬
‫أصغر أو أكبر وبحث منع الجنههب القههرآن‪ ،‬وأنههه يحههرم علههى وليههه‬
‫تمكينه منه إنما يتأتى على بحث منع الجنب هنا من المس وليههس‬
‫كههذلك علهى أنههه آكههد لحرمتهه علههى المحهدث بخلف القهراءة فل‬
‫قيههاس )ل يمنههع( مههن مسههه وحملههه عنههد حاجههة تعلمههه ودرسههه‬
‫ووسيلتهما كحمله للمكتب والتيان بههه للمعلههم ليعلمههه منههه فيمهها‬
‫يظهر وذلك لمشقة دوام طهره ثم رأيههت ابههن العمههاد قههال يجههوز‬
‫تمكينه من حمله للدراسة والتبرك ونقله إلى محل آخر‪ ،‬وأن هههذا‬
‫هو صريح كلمهم اعتبارا بما من شأنه أن يحتاج إليه انتهههى وفههي‬
‫عمههومه نظههر كتخصههيص السههنوي ومههن تبعههه بالحمههل للدراسههة‬
‫فالوجه ما ذكرته )قلت الصح حل قلب ورقه( مطلقهها )بعههود( أو‬
‫نحوه )وبه قطع العراقيون والله أعلم(‪ ،‬لنه ليههس بحمههل ول فههي‬
‫معناه ومن ثم لو انفصلت الورقة على العود حرم اتفاقا كمهها هههو‬
‫ظاهر‪ ،‬لنه حمل كما لو لف كمه على يده وقلب بههها ورقههة منههه‪،‬‬
‫وإن لم تنفصل‪ ،‬ويحرم مسههه ككههل اسههم معظههم بمتنجههس بغيههر‬
‫معفو عنه وجزم بعضهم بأنه ل فرق تعظيما له ووطء شيء نقش‬
‫به ويفرق بينه وبين كراهة لبس ما كتب عليه المستلزم لجلوسههه‬
‫عليه المساوي لوطئه بأنهها لههو سههلمنا هههذا السههتلزام والمسههاواة‬
‫أمكننا أن نقول‪ :‬وطؤه فيه إهانة له قصدا ول كذلك لبسه ويغتفههر‬
‫في الشيء تابعا ما ل يغتفر فيه مقصههودا ووضههع نحههو درهههم فههي‬
‫مكتوبه وجعلهه وقايهة ولهو لمها فيهه قهرآن فيمها يظههر ثهم رأيهت‬
‫بعضهم بحث حل هذا وليس كما زعم وتمزيقه عبثا‪ ،‬لنه إزراء بههه‬
‫وترك رفعه عن الرض‪ ،‬وينبغههي أن ل يجعلههه فههي شههق‪ ،‬لنههه قههد‬
‫يسقط فيمتهن وبلع ما كتب عليه بخلف أكله لزوال صورته قبههل‬
‫ملقاته للمعدة ول تضر ملقاته للريههق‪ ،‬لنههه مهها دام بمعههدنه غيههر‬
‫مستقذر ومن ثم جاز مصه من الحليلة كما يأتي في الطعمة‪.‬‬
‫قال الزركشي ومد الرجل للمصههحف وللمحههدث كتبههه بل مههس‬
‫ويسن القيام له كالعههالم بههل أولههى وصههح }أنههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم قام للتوراة{ وكأنه لعلمه بعدم تبديلها ويكره حرق ما كتب‬
‫عليه إل لغرض نحو صيانة ومنههه تحريههق عثمههان رضههي اللههه عنههه‬
‫للمصاحف والغسل أولى منه على الوجه بل كلم الشههيخين فههي‬
‫السير صريح في حرمة الحرق إل أن يحمههل علههى أنههه مههن حيههث‬
‫كونه إضاعة للمال‪ ،‬فإن قلت مر أن خوف الحرق موجب للحمههل‬
‫مع الحدث وللتوسد وهذا مقتض لحرمة الحرق مطلقهها قلههت ذاك‬
‫مفروض في مصحف وهذا في مكتوب لغير دراسة أو لها وبه نحو‬
‫بلى مما يتصور معه قصد نحو الصيانة وأما النظر لضههاعة المههال‬
‫فأمر عام ل يختص بهذا على أنها تجوز لغههرض مقصههود ول يكههره‬
‫شرب محوه‪ ،‬وإن بحث ابن عبد السلم حرمته )ومن تيقن طهههرا‬
‫أو حدثا وشك( أي تردد باستواء أو رجحان )في ضده( أطرأ عليههه‬
‫أم ل )عمل بيقينه( باعتبار الستصحاب فل ينههافي اجتمههاع الشههك‬
‫معه وذلك }لنهيه صلى الله عليه وسلم الشاك فههي الحههدث عههن‬
‫أن يخرج من المسجد إل أن يسمع صوتا أو يجد ريحا{ وفي وجههه‬
‫يجب الوضوء وحينئذ فالقياس ندبه لكن يشههكل عليههه النهههي فههي‬
‫الحديث إل أن يقال المراد منه النهي عههن أخههذ بشههك يههؤدي إلههى‬
‫وسوسة وتشكك غالب وزعم الرافعي ومن تبعه أنهه يعمهل بظهن‬
‫الطهر بعد يقين الحدث مههؤول أو وهههم ورفههع يقيههن الطهههر بنحههو‬
‫النههوم ويقيههن الحههدث بالمههاء المظنههون طهههره ل يههردان علههى‬
‫القاعدة‪ ،‬لنهما مما جعل فيه الظن كاليقين وكذا ما ذكروه بقههوله‬
‫)فلو تيقنهما( بأن وجدا منههه بعههد الشههمس مثل )وجهههل السههابق(‬
‫منهما )فضد ما قبلهما( يأخذ به بتفصههيله المطههوي اختصههارا )فههي‬
‫الصح(‪ ،‬فإن كان قبلهمهها محههدثا فهههو الن متطهههر مطلقهها لههتيقنه‬
‫الطهههر وشههكه فههي تههأخر الحههدث عنههه والصههل عههدم تههأخره أو‬
‫متطهرا‪ ،‬فإن احتمل وقوع تجديد منه فهو الن محدث لتيقن رفههع‬
‫الحدث لحد طهريه مع الشك في تأخر الطهر الخر عنه والصههل‬
‫عدم تأخره وقرينة احتمههال التجديههد تؤيههده‪ ،‬وإن لههم يحتمههل فهههو‬
‫متطهر‪ ،‬لن الظاهر تأخر طهره الثاني عن حدثه ولو علههم قبلهمهها‬
‫طهارة وحدثا وجهل أسبقهما نظر لما قبل قبلهما وهكذا ثههم أخههذ‬
‫بالضد في الوتار وبالمثل في الشفاع بعههد اعتبههار احتمههال وقههوع‬
‫التجديد وعدمه كما بينته بما فيه في شرح العباب‪ ،‬فإن لههم يعلههم‬
‫ما قبلهما لزمه الوضوء بكل حال حيث احتمههل وقههوع تجديههد منههه‬
‫لتعارض الحتمالين بل مرجح بخلف من لم يحتمههل وقههوع تجديههد‬
‫منه فإنه يأخذ بالطهر بكل حال فل أثر لتذكره وعدمه‪.‬‬
‫)فصل( في آداب قاضي الحاجة ثم الستنجاء )يقدم( ندبا‬
‫)داخل الخلء( ولو لحاجة أخرى وكذا في أكثر الداب التية وعبر‬
‫به كالخارج للغالب والمراد الواصل لمحل قضاء الحاجة ولو‬
‫بصحراء والتعيين فيها لغير المعد بالقصد لصيرورته به مستقذرا‬
‫كالخلء الجديد وفيما له دهليز طويل يقدمها عند بابه ووصوله‬
‫لمحل جلوسه وأصل الخلء بالمد المحل الخالي ثم خص بما‬
‫تقضى فيه الحاجة قيل‪ ،‬وهو اسم شيطان فيه لحديث يدل له‬
‫)يساره( أو بدلها ككل مستقذر من نحو سوق ومحل قذر‬
‫ومعصية كالصاغة فيحرم دخولها على ما أطلقه غير واحد لكن‬
‫قيده المصنف في فتاويه بما إذا علم أن فيها أي حال دخوله كما‬
‫هو ظاهر معصية كربا ولم تكن له حاجة في الدخول ومنه يؤخذ‬
‫أن محل حرمة دخول كل محل به معصية كالزنية ما لم يحتج‬
‫لدخوله أي بأن يتوقف قضاء ما يتأثر بفقده تأثرا له وقع عرفا‬
‫على دخول محلها وذلك‪ ،‬لنها للمستقذر )و( يقدم )الخارج يمينه(‬
‫كالداخل للمسجد‪ ،‬لنها لغير المستقذر ومن ثم كان الوجه فيما‬
‫ل تكرمة فيه ول استقذار أنه يفعل باليمين وفي شريف وأشرف‬
‫كالكعبة وبقية المسجد تتجه مراعاة الشرف وشريفين كمسجد‬
‫بلصق مسجد مثله يتجه التخيير وبه يعلم تخير الخطيب عند‬
‫صعوده للمنبر وشريف ومستقذر بالنسبة إليه كبيت بلصق مسجد‬
‫وقذر وأقذر منه كخلء في وسط سوق يتجه مراعاة الشريف في‬
‫الولى والقذر في الثانية‪) .‬ول يحمل( داخله أي الواصل لمحل‬
‫قضاء الحاجة )ذكر الله( أي مكتوب ذكره ككل معظم من قرآن‬
‫واسم نبي وملك مختص أو مشترك وقصد به المعظم أو قامت‬
‫قرينة قوية على أنه المراد به‪ ،‬ويظهر أن العبرة بقصد كاتبه‬
‫لنفسه وإل فالمكتوب له نظير ما مر فيكره حمل ما كتب فيه‬
‫شيء مما ذكر للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسلم كان‬
‫ينزع خاتمه إذا دخل الخلء{ وكان نقشه محمد رسول الله محمد‬
‫سطر ورسول سطر والله سطر ولم يصح في كيفية وضع ذلك‬
‫شيء ولو دخل به ولو عمدا غيبه ندبا بنحو ضم كفه عليه‪ ،‬ويجب‬
‫على من بيساره خاتم عليه معظم نزعه عند استنجاء ينجسه‬
‫ومال الذرعي وغيره إلى الوجه المحرم لدخال المصحف الخلء‬
‫بل ضرورة‪ ،‬وهو قوي المدرك (ويعتمد( ندبا في حال قضاء حاجته‬
‫)جالس يساره(‪ ،‬لنها النسب بذلك بخلف يمينه فيضع أصابعها‬
‫بالرض‪ ،‬وينصب باقيها‪ ،‬لن ذلك أسهل لخروج الخارج أما القائم‪،‬‬
‫فإن أمن مع اعتماد اليسرى تنجسها اعتمدها وإل اعتمدهما وعلى‬
‫هذا يحمل إطلق بعض الشراح الول وبعضهم الثاني وقد بحث‬
‫الذرعي حرمة البول أو التغوط قائما بل عذر إن علم التلويث ول‬
‫ماء أو ضاق الوقت أو اتسع وحرمنا التضمخ بالنجاسة عبثا أي‪،‬‬
‫وهو الصح وبه يقيد إطلقهم كراهة القيام بل عذر وواضح أنه لو‬
‫لم يأمن من التنجيس إل باعتماد اليمين وحدها اعتمدها (ول‬
‫يستقبل القبلة( أي الكعبة وخرج بها قبلة بيت المقدس فيكره‬
‫فيها نظير ما يحرم هنا )ول يستدبرها( أدبا مع ساتر ارتفاعه ثلثا‬
‫ذراع فأكثر وقد دنا منه ثلثة أذرع فأقل بذراع الدمي المعتدل‪،‬‬
‫فإن فعل فخلف الولى هذا في غير المعد أما هو فذلك فيه مباح‬
‫والتنزه عنه حيث سهل أفضل )ويحرمان( أي الستقبال‬
‫والستدبار بعين الفرج الخارج منه البول أو الغائط ولو مع عدمه‬
‫بالصدر لعين القبلة ل جهتها على الوجه ولو اشتبهت عليه لزمه‬
‫الجتهاد‪ ،‬ويأتي هنا جميع ما يأتي قبيل صفة الصلة فيما يظهر‬
‫)بالصحراء( يعني بغير المعد وحيث ل ساتر كما ذكر ومنه إرخاء‬
‫ذيله‪ ،‬وإن لم يكن له عرض لن القصد تعظيم جهة القبلة ل‬
‫الستر التي وإل اشترط له عرض يستر العورة ل يقال تعظيمها‬
‫إنما يحصل بحجب عورته عنها‪ ،‬لنا نمنع ذلك بحل الستنجاء‬
‫والجماع وإخراج الريح إليها وأصل هذا التفصيل نهيه صلى الله‬
‫عليه وسلم عن ذينك مع فعله للستدبار في المعد وقد سمع عن‬
‫قوم كراهة الستقبال في المعد فأمر بتحويل مقعدته للقبلة‬
‫مبالغة في الرد عليهم ولو لم يكن له مندوحة عن الستقبال‬
‫والستدبار تخير بينهما على ما يقتضيه قول القفال لو هبت ريح‬
‫عن يمين القبلة‪ ،‬ويسارها وخشي الرشاش جازا فتأمل قوله جازا‬
‫ولم يقل تعين الستدبار وعليه يفرق بين هذا وتعين ستر القبل‬
‫فيما لو وجد كافي أحد سوأتيه التي في شروط الصلة بأن‬
‫الملحظ ثم أن الدبر مستتر بالليين بخلف القبل وهنا أن في كل‬
‫خروج نجاسة بإزاء القبلة إذ ل استتار في الدبر وقت خروجها‬
‫فاختلفا ثم ل هنا‪ ،‬فإن قلت يرد على ذلك كراهة استقبال‬
‫القمرين دون استدبارهما‪.‬‬
‫قلت هذا تناقض فيههه كلم الشههيخين وغيرهمهها فل إيههراد‪ ،‬وإن‬
‫كان الصح ما ذكر وعليه فيفههرق بأنهمهها علويههان فل تتههأتى فيهمهها‬
‫غالبا حقيقة الستدبار فلم يكره بخلف القبلة فإنه يتأتى فيها كههل‬
‫منهما فتخير ومحل الكراهة هنا حيههث ل سههاتر كالقبلههة بههل أولههى‬
‫ومنه السحاب كما هو ظاهر وشمل كلمهم محاذاة القمههر نهههارا‪،‬‬
‫وهو محتمل ويحتمل التقييد بالليل‪ ،‬لنه محل سلطانه‪ ،‬وعليه فما‬
‫بعد الصبح يلحق بالليل نظير ما يأتي في الكسوف‪ .‬ثم رأيت عههن‬
‫الفقيه إسماعيل الحضرمي التقييد بالليههل وأجههاب عمهها يحتههج بههه‬
‫للطلق من رعاية ما معه من الملئكة بأنه يلزم عليه كراهة ذلك‬
‫في حق زوجته نظرا لما معها من الحفظة )ويبعد( ندبا عن الناس‬
‫في الصههحراء بحيههث ل يسههمع لخهارجه صهوت ول يشهم لهه ريههح‪،‬‬
‫ويظهر أن البنيان كذلك إن سهل فيه ذلك ثم رأيت الذرعي نقههل‬
‫عن الحليمي أن غير الصحراء مما لم يعد مثلههها لكههن تقييههده بمهها‬
‫لم يعد بعيد بل الوجه البعاد مطلقا إن سهل كما ذكرته‪ ،‬فههإن لههم‬
‫يبعد سن لهههم البعههاد عنههه كههذلك ويسههن أن يغيههب شخصههه عههن‬
‫الناس للتباع بل صح }أنه صلى الله عليه وسلم كان‪ ،‬وهو بمكههة‬
‫يقضي حاجته بالمغمس{ محل على نحو ميلين منها والظههاهر أن‬
‫هههذه المبالغههة فههي البعههد كههانت لعههذر كانتشههار النههاس ثههم حينئذ‬
‫)ويستتر( بالساتر السابق لكن مع عرض يمنع رؤية عورته ومحله‬
‫في الجالس كما دل عليه تعليل بعضهم له بأنه يسههتر مههن سههرته‬
‫إلى قدميه فافهم أنه ل بد فيه بالنسههبة إلههى القههائم مههن ارتفههاعه‬
‫زيادة على ما مر حتى يستر من سههرته إلههى ركبتههه ومههن عرضههه‬
‫حتى يستر عورته هذا إن لم يكن ببناء يسهههل تسههقيفه عههادة وإل‬
‫كفى‪ ،‬وإن بعد عنه الساتر وفارق ما مر في القبلة بأن القصد ثههم‬
‫تعظيمها كما مر‪ ،‬وهو ل يحصل مع ذلههك وهنهها عههدم رؤيههة عههورته‬
‫غالبا‪ ،‬وهو يحصل مع ذلك فزعم اتحادهما ليس في محلههه ومحههل‬
‫ذلك كله حيث لم يكن ثم من ينظر لعورته غير حليلته وعلمههه وإل‬
‫لزمه الستر على المنقول المعتمد ويسن رفههع ثههوبه شههيئا فشههيئا‬
‫مبالغة في الستر‪ ،‬فإن رفعه دفعة قبل دنوه كره إل لخشههية نحههو‬
‫تنجس ول يتخرج على كشف العورة في الخلوة‪ ،‬لنه يبههاح لدنههى‬
‫غرض وهذا منه وأن يعد الحجار أو الماء قبل جلوسه ولو تعارض‬
‫الستر والبعاد أو والستقبال أو والستدبار قدم الستر‬
‫في الولى كما بحث وفي غيرها إن وجب فيمهها يظهههر )ول يبههول(‬
‫ول يتغوط )في ماء( مملوك له أو مبههاح غيههر مسههبل ول موقههوف‬
‫)راكد( قل أو كثر للخبر الصحيح أنه صلى اللههه عليههه وسههلم نهههى‬
‫عن ذلك‪ ،‬فإن فعل كره ما لم يستبحر بحيث ل تعافه نفههس البتههة‬
‫أما الجاري فل يكره في كثيره لقوته وبحث المصنف حرمتههه فههي‬
‫القليل‪ ،‬لن فيهه إتلفها لهه عليهه وعلهى غيهره جهوابه‪ ،‬وإن وافقهه‬
‫السنوي في بعض تفصيل اعتمده ما قررته أن الكلم في مملوك‬
‫له أو مباح وطهره ممكن بالمكاثرة نعههم إن دخههل الههوقت وتعيههن‬
‫لطهره حرم كإتلفه‪ ،‬ويحرم في مسبل وموقوف مطلقا وماء هههو‬
‫واقف فيه إن قل لحرمة تنجههس البههدن ويكههره فههي المههاء بالليههل‬
‫مطلقهها كالغتسههال لمهها قيههل أنههه مههأوى الجههن وعجيههب اسههتنتاج‬
‫الكراهة من هذه العلة التي ل أصل لها بل لو فرض أن لههها أصههل‬
‫كانت التسمية دافعة لشرهم فلتحمل الكراهة هنا على الرشهادية‬
‫وقد يجاب بالتزام أنها شهرعية ويهوجه بنظيهر مها مهر فهي كراههة‬
‫المشههمس أنههه مريههب وفههي الحههديث }دع مهها يريبههك إلههى مهها ل‬
‫يريبك{ ودفع التسمية لذلك إنما يظن في غير عتاة كفريتهم‪ ،‬فإن‬
‫قلت الماء العذب ربوي‪ ،‬لنه مطعوم فليحههرم البههول فيههه مطلقهها‬
‫كالطعام قلت هذا ما تخيله بعض الشراح‪ ،‬وهو فاسد‪ ،‬لن الطعام‬
‫يتنجس ول يمكن تطهير مائعه والماء له قوة ودفهع للنجاسهة عهن‬
‫نفسه فلههم يلحههق هنهها بالمطعومههات )و( ل يبههول ول يتغههوط فههي‬
‫)حجر( لصحة النهي عنه‪ ،‬وهو الثقب أي الخرق المسههتدير النههازل‬
‫في الرض وألحق به السرب بفتههح أوليههه أي الشههق المسههتطيل‪،‬‬
‫فإن فعل كره خشية أن يتأذى أو يؤذي حيوانا فيه ومنههه يؤخههذ أن‬
‫الكلم في غير المعد‪ ،‬وأنه ل يكفي العداد هنا بالقصد‬
‫]تنبيه[ وقع لشيخنا وغيره أنهم نقلوا عن المجمههوع أنههه بحههث‬
‫الحرمة هنا لصحة النهي‪ ،‬وأنه قيد الكراهة بغير المعد ولم أر ذلك‬
‫في عدة نسخ فيه هنهها‪ ،‬فههإن كههان فيههه بمحههل آخههر أو فههي بعههض‬
‫نسخه وإل فكلمهم مؤول بأن مقتضى بحثه في الملعن الحرمههة‬
‫لصحة النهي فيها أن هذا مثلها فنسبوه إليه تسامحا نعم نقل ذلك‬
‫الذرعي وغيره عن المصنف ولم ينسههبوه لكتههاب مههن كتبههه قيههل‬
‫ونهي عن البول في البالوعة وتحت الميههزاب وعلههى رأس الجبههل‬
‫)و( ل يبول ول يتغوط مائعا في محل صلب )و( ل في )مهب ريح(‬
‫أي جهة هبوبها الغالب في ذلك الزمن فيكره ذلههك‪ ،‬وإن لههم تكههن‬
‫هابة بالفعل لئل يعود عليه رشاش الخارج وكالمائع جامههد يخشههى‬
‫عود ريحه والتأذي به ول يبول ول يتغوط في مستحم ل منفذ لههه‪،‬‬
‫لنه يجلههب الوسههواس )و( ل فههي )متحههدث(‪ ،‬وهههو محههل اجتمههاع‬
‫الناس في الشمس شههتاء والظههل صههيفا والمههراد هنهها كههل محههل‬
‫يقصد لغرض كمعيشة أو مقيل فيكره ذلك إن اجتمعوا لجههائز وإل‬
‫فل )وطريق( فيكههره وقيههل يحههرم التغههوط وعليههه جماعههة وذلههك‬
‫لصحة النهي عن التخلي فيهما معلل بأنه يجلب اللعن كهثيرا )و( ل‬
‫يبول ول يتغوط )تحت( شجرة )مثمرة( أي من شأنها ذلك فيكههره‬
‫ما لم يطهر المحل أو يعلم مجيء ماء يطهره قبل وجودها خشية‬
‫تلويثها فتعاف ومنه يؤخذ أن الكلم في ثمرة مأكولههة إل أن يقههال‬
‫إن غيرها يعههاف اسههتعماله‪ ،‬وإن طهههر وفههي عمههومه نظههر ظههاهر‬
‫والكراهة في الغائط أخف من حيههث إنههه يههرى فيجتنههب أو يطهههر‬
‫وفي البول أخف من حيث إقدام الناس غالبا علهى أكهل مها طههر‬
‫منه بخلف الغائط وعلى هذا يحمل الختلف في ذلك )ول يتكلم(‬
‫أي يكره له إل لمصلحة تكلم حال خروج بههول أو غههائط ولههو بغيههر‬
‫ذكر أو رد سلم للنهي عن التحدث على الغائط ولو عطههس حمههد‬
‫بقلبه فقط كمجامع‪ ،‬فههإن تكلههم ولههم يسههمع نفسههه فل كراهههة أو‬
‫خشي وقوع محذور بغيره لول الكلم وجههب أمهها مههع عههدم خههروج‬
‫شيء فيكره بذكر أو قرآن فقط واختير التحريم فههي القههرآن )ول‬
‫يستنجي بماء في مجلسههه( بغيههر معههد أو بههه إن صههعد منههه هههواء‬
‫مقلوب فيكره خشية تنجسه ويسن لمستنج بحجههر عههدم النتقههال‬
‫بل يلزمه حيث ل ماء يكفيه لطهههارة الخبههث والحههدث وقههد دخههل‬
‫الوقت‪ ،‬لن قيامه يمنعه إجزاء الحجر إل أن يباعد ما بيههن فخههذيه‬
‫بحيههث ل يتمههاس باطنهها صههفحتيه )ويسههتبرئ( نههدبا وقيههل وجوبهها‬
‫وانتصر له جمع إن ظن عههوده لههول السههتبراء )مههن البههول( وكههذا‬
‫الغائط إن خشي عود شيء منه عنههد انقطههاعه فيمهها يظهههر بنحههو‬
‫تنحنح ونتر ذكر وجذبه بلطف لئل يضعفه قال بعضهم ودق الرض‬
‫بنحو حجر ومسح البطن أخذا مههن أمههر غاسههل الميههت بههه انتهههى‬
‫ومسح ذكر وأنههثى مجههامع العههروق بيههده وغيههر ذلههك ممهها اعتههاده‬
‫مخرجا للفضلة لئل يعود شيء فينجسه ول يبالغ فيههه‪ ،‬لنههه يههورث‬
‫الوسواس والضرر‪ ،‬ويظهر أنه لو احتاج في نحههو المشههي لمسههك‬
‫الههذكر المتنجههس بيههده جههاز إن عسههر عليههه تحصههيل حههائل يقيههه‬
‫النجاسههة ويكههره لغيههر سههلس حشههو ذكههره ويكههره القيههام قبههل‬
‫الستنجاء أي لمن استبرأ من جلههوس لئل ينههافي مهها مههر‪ ،‬ويحههرم‬
‫التبرز على محترم كعظم وقبر وفي موضع نسك ضههيق كههالجمرة‬
‫والمشعر وبقرب قبر نبي قال الذرعي وبين قبور نبشت لختلط‬
‫تربتها بأجزاء الميت ويكره بقرب قبر محترم وتشتد الكراهة فههي‬
‫قبر ولي أو عالم أو شهيد ويسههن اتخههاذ إنههاء للبههول فيههه ليل نعههم‬
‫}نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عههن أن ينقههع البههول فههي‬
‫إنائه{‪ ،‬لن الملئكة أي الذين للرحمة والزيههارة ل تههدخل بيتهها هههو‬
‫فيه ككلههب ولههو معلمهها وجنههب وصههورة ونهههى أن يقههول النسههان‬
‫أهرقت المههاء ولكههن ليقههل بلههت )ويقههول( نههدبا )عنههد دخههوله( أي‬
‫وصوله لمحل قضاء حاجته أو لبابه‪ ،‬وإن بعد محههل الجلههوس عنههه‬
‫ولو لحاجة أخرى‪ ،‬فإن أغفل ذلك حههتى دخههل قههاله بقلبههه )باسههم‬
‫الله( أي أتحصن ول يزيد " الرحمن الرحيم "‪ ،‬وإنمهها قههدم التعههوذ‬
‫عليها عند القراءة‪ ،‬لنها مهن جملتهها وعهن ابهن كهج أنهه إن قصهد‬
‫باسم الله القرآن حرم‪ ،‬وهو مبني على حرمة قراءة القههرآن فههي‬
‫الخلء‪ ،‬وهو ضعيف )اللهم إني أعوذ( أي أعتصم )بك من الخبههث(‬
‫بضم الباء وإسكانها جمع خبيث وهم ذكران الشياطين )والخبائث(‬
‫جمع خبيثة وهههن إنههاثهم للتبههاع )و( يقههول )عنههد خروجههه منههه( أو‬
‫مفارقته له )غفرانك( أي اغفر أو أسألك وحكمههة هههذا‪ ،‬العههتراف‬
‫بغاية العجز عن شكر هذه النعمة المنطوية على جلئل من النعههم‬
‫ل تحصى ومن ثم قيل يكررها )الحمد لله الذي أذهب عني الذى(‬
‫بهضمه وتسهيل خروجه )وعافاني( منه للتبههاع أيضهها ومههن الداب‬
‫أيضا أن ينتعل‪ ،‬ويستر رأسه ول يطيل قعوده بل ضرورة ول يعبث‬
‫ول ينظر للسماء أو فرجه أو خارجه بل حاجة )ويجب( ل فورا بههل‬
‫عند إرادة نحو صلة أو ضيق وقت وحينئذ لو تعين الماء وعلههم أن‬
‫ثم من ل يغههض بصههره عههن عههورته لههم يعههذر بخلف نظيههره فههي‬
‫الجمعة‪ ،‬لنهم توسعوا فيها بأعذار هذا أشد من كههثير منههها بخلف‬
‫إخههراج الصههلة عههن وقتههها )السههتنجاء( للحههاديث المههرة بههه مههع‬
‫التوعههد فههي بعضههها علههى تركههه مههن النجههو‪ ،‬وهههو القطههع فكههأن‬
‫المستنجي يقطع بههه الذى عههن نفسههه مقههدما وجوبهها علههى طهههر‬
‫سلس ومتيمم وندبا في غيههره )بمههاء( علههى الصههل‪ ،‬ويكفههي فيههه‬
‫غلبة ظن زوال النجاسههة ول يسههن حينئذ شههم يههده وزعههم وجههوبه‬
‫رددته في شرح العباب‪ ،‬وهو من يده دليل على نجاسة يده فقههط‬
‫إل أن يشمها من الملقي للمحل فإنه دليههل علههى نجاسههتهما كمهها‬
‫هو ظاهر‪ .‬والكلم في ريح لم تعسر إزالتههها كمهها يعلههم ممهها يههأتي‬
‫ولههو تههوقفت فههي المحههل علههى نحههو أشههنان أو صههابون فقضههية‬
‫إطلقهم ثم الوجوب هنا وفيههه مههن العسههر مهها ل يخفههى‪ ،‬وينبغههي‬
‫السترخاء لئل يبقى أثرههها فههي تضههاعيف شههرج المقعههدة فليتنبههه‬
‫لذلك )أو حجر( ونحوه للتباع ومر حكم ماء زمههزم وحجههر الحههرم‬
‫كغيره )وجمعهما( في بول أو غائط بأن يقدم الحجر )أفضل( مههن‬
‫القتصار على أحدهما ليجتنب مس النجاسة لزالة عينههها بههالحجر‬
‫ومن ثم حصل أصل السنة هنا بالنجس خلفا لمن نازع فيه ولمههن‬
‫نقل عن نص كلم الصحاب أنه يأثم به‪ .‬وإن قيل محلههه أن فعلههه‬
‫عبثا وبدون الثلث مع النقاء فيهما والقتصههار علههى المههاء أفضههل‬
‫منه على الحجر‪ ،‬لنه يزيلهمهها بههل يتعيههن فههي قبلههي مشههكل دون‬
‫ثقبته التي بمحلهما على الوجه لصالتها حينئذ وفي ثقبههة منفتحههة‬
‫وبول القلف إذا وصل للجلهدة وبهول ثيهب أو بكهر وصهل لمهدخل‬
‫الذكر يقينا ل في دم حيض أو نفاس لم ينتشر عن محله فلها بعههد‬
‫النقطاع ولو ثيبا الستنجاء به فيما إذا أرادت الههتيمم لفقههد المههاء‬
‫ول إعادة عليها ويوجه ما ذكر فههي البههول الواصههل لمههدخل الههذكر‬
‫بأنه يلزم من انتقاله لمدخله انتشاره عن محله إلههى مهها ل يجههزئ‬
‫فيه الحجر فليس السبب عدم وصول الحجر لمههدخله خلفهها لمههن‬
‫وهم فيه‪ ،‬لن نحو الخرقة تصل له واعلم أن الواجب عليها غسههل‬
‫ما ظهر بجلوسها على قدميها ونازع فيه السنوي بأن المتجههه هههو‬
‫الوجه الموجب لغسل باطن فرجها‪ ،‬لنه صار ظاهرا بالثيابههة قههال‬
‫كما يجب غسل باطن الفم من النجاسة دون الجنابة انتهههى ولههك‬
‫رده بأن باطن الفههرج الههذي ل يظهههر بههالجلوس علههى القههدمين ل‬
‫يشبه الفم‪ ،‬لنه يظهر ول يعسر إيصال الماء إليه فمههن ثههم فصههل‬
‫فيه بين الجنابة والنجاسة‪ .‬وأما بههاطن الفههرج المههذكور فل يظهههر‬
‫أصل‪ ،‬ويعسر إيصال المههاء إليههه فلههم يجههب غسههله فههي جنابههة ول‬
‫نجاسة )وفي معنى الحجر( الوارد بناء على أن الصح عنههدنا فههي‬
‫الصول أن القياس يجوز في الرخص خلفا لبي حنيفة وقههوله إن‬
‫ذلك ثبت بدللة النهص ممنهوع كيهف وحقيقهة الحجهر مغهايرة لمها‬
‫ألحق به )كل جامد طاهر قالع غيههر محههترم( فل يجههزئ نحههو مههاء‬
‫ورد ومتنجس‪ ،‬وإنما جاز الدبغ به كالنجس‪ ،‬لنه عوض عن الههذكاة‬
‫وهي تجوز بالمدية النجسة وقصب أملس وتراب أو فحم رخو بأن‬
‫يلصق منه شيء بالمحههل‪ ،‬ويتعيههن المههاء ل فههي أملههس لههم ينقههل‬
‫والنص بإجزاء التراب لحديث فيه أي ضعيف محمول على متحجر‬
‫قيل أو على مريد تنشيف الرطوبة ثم غسله بالماء ويرد بهأن ههذا‬
‫ل يسمى استنجاء ول محترم بل‪ ،‬ويعصي بههه‪ ،‬وإن لههم يجههد غيههره‬
‫فيتيمم ويعيد كمطعوم لنا ولو قشرا مأكول كالبطيخ بخلف قشههر‬
‫مزيل ل يؤكل لكنه يكره به إن كههان المطعههوم داخلههه وفههي خههبر‬
‫ضعيف المر بماء وملح فههي غسههل دم الحيههض وألحههق الخطههابي‬
‫بالملح العسههل والخههل والتههدلك بنحههو النخالههة وغسههل اليههد بنحههو‬
‫البطيههخ انتهههى وكههأن الزركشههي أخههذ منههه قههوله الظهاهر أن منههع‬
‫اسههتعمال المطعههوم ل يتعههدى السههتنجاء إلههى سههائر النجاسههات‬
‫فيجوز استعمال الملح مع الماء في غسل الدم انتهى‪ .‬وقد علمت‬
‫أن الخذ غيههر صههحيح لضههعف الخههبر والههذي يتجههه أن النجههس إن‬
‫توقف زواله على نحو ملح مما اعتيد امتهانه جههاز للحاجههة وإل فل‬
‫ويفرق بين الستنجاء وغيره بأن المطعوم فههي غيههره صههحبه مههاء‬
‫فخف امتهانه بخلفه في الستنجاء وما ذكههر فههي النخالههة واضههح‪،‬‬
‫لنها غير مطعومة وفيما بعدها يههوجه بههأنه حيههث انتفههت النجاسههة‬
‫انتفى قبيح المتهان فليكره نظير ما مر آنفا أو للجن كعظههم‪ ،‬وإن‬
‫أحههرق أو لنهها وللبهههائم والغههالب نحههن وكحيههوان كفههأرة وجههزئه‬
‫المتصل وكذا نحو يد آدمي محترم‪ ،‬وإن انفصلت ويفرق بين نحههو‬
‫الفأرة ونحو الحربي بأنه قههادر علههى عصههمة نفسههه فكههان أخههس‬
‫وكمكتوب عليه اسم معظم أو منسههوخ لههم يعلههم تبههديله‪ ،‬ويحههرم‬
‫على غير عالم متبحر مطالعة نحو توراة علم تبديلها أو شههك فيههه‬
‫ويفههرق بيههن إلحههاق المشههكوك فيههه بالمبههدل هنهها ل فيمهها قبلههه‬
‫بالحتياط فيهما أو علم محترم كمنطههق وطههب خليهها عههن محههذور‬
‫كالموجودين اليوم‪ ،‬لن تعلمهما فرض كفايههة لعمههوم نفعهمهها أمهها‬
‫مكتههوب ليههس كههذلك فيجههوز السههتنجاء بههه وهههو صههريح فههي أن‬
‫الحروف ليست محترمة لذواتها فإفتاء السبكي ومن تبعه بحرمههة‬
‫دوس بسط كتب عليها وقف مثل ضعيف بل شاذ كما اعترف هههو‬
‫به وحرمة جعل ورقة كتب فيها اسم معظم كاغدا لنحهو نقههد إنمهها‬
‫هو رعاية للسم المعظم كمهها هههو واضههح وعجيههب السههتدلل بههه‬
‫وجاز بالماء العذب مع أنه مطعوم لدفعه النجس عههن نفسههه كمهها‬
‫مر )وجلد( بالرفع والجر‪ ،‬لنه قسههيم للجامههد المههذكور‪ ،‬وإن كههان‬
‫في الحقيقههة قسههما منههه باعتبههار مهها فيههه مههن التفصههيل والخلف‬
‫فاندفع زعم أنه ل يصح كههل منهمهها )دبههغ( فههي لنتقههاله عههن طبههع‬
‫اللحم إلى طبع الثياب وإلحاق جلد الحوت الكبير به ينبغههي حملههه‬
‫على ما إذا تحجر بحيههث صههار ل يليههن‪ ،‬وإن نقههع فههي المههاء )دون‬
‫غيره فههي الظهههر(‪ ،‬لنههه إمهها نجههس أو مههأكول نعههم إن اسههتنجى‬
‫بشعره الطاهر أجزأ‪ ،‬ويحرم بجلد علههم إن اتصههل ومصههحف‪ ،‬وإن‬
‫انفصل‪ ،‬وإنما حل مسه‪ ،‬لنه أخف )وشرط( إجزاء القتصار علههى‬
‫)الحجر( وما في معناه أو المراد بالحجر ما يعمهمهها )أن( ل يكههون‬
‫به رطوبة كالمحل ولو من عرق على مهها اعتمههده الذرعههي وفيههه‬
‫نظر والذي يتجه أنه ل يؤثر ويؤيده ما يأتي وأن )ل يجف النجههس(‬
‫الخارج أو بعضه وإل تعين الماء في الجاف وكههذا غيههره إن اتصههل‬
‫به‪ ،‬وإن بال أو تغوط مائعا ثانيا ولم يبل غير مهها أصههابه الول كمهها‬
‫اقتضاه إطلقهم لتعين الماء بالجفههاف فل يرتفههع بمهها حههدث لكههن‬
‫قال جمع متقدمون بإجزائه حينئذ وكأنه لكون الطارئ مههن جنههس‬
‫الول فصارا كشيء واحد وبه يعلم رد بحث بعضهم فيمن بال ثههم‬
‫أمنى أنه يجزئه الحجر ولو غسل ذكره ثم بههال قبههل الجفههاف لههم‬
‫ينجس غير مماس البول كما يعلم من قههوله فههي شههروط الصههلة‬
‫وإل فغير المنتصف )و( أن )ل ينتقل( الخارج الملوث عمهها اسههتقر‬
‫فيه عند خروجه إذ ل ضرورة لهذا النتقال فصار كتنجسههه بههأجنبي‬
‫)و( أن )ل يطرأ( على المحل المتنجههس بالخههارج )أجنههبي( نجههس‬
‫مطلقا أو طاهر جاف اختلط بالخارج لما مر في التراب أو رطههب‬
‫ولههو مههاء لغيههر تطهيههره ل عههرق إل إن سههال وجههاوز الصههفحة أو‬
‫الحشفة إذ ل يعم البتلء بههه حينئذ خلفهها لمههن زعمههه )ولههو نههدر(‬
‫الخارج كدم )أو انتشر فوق العادة( الغالبة وقيل فوق عادة نفسه‬
‫)ولم يجاوز( غائط )صفحته(‪ ،‬وهي ما ينضم من الليين عند القيام‬
‫)و( بول )حشفته( وهي ما فوق محل الختان‪ ،‬ويههأتي فههي فاقههدها‬
‫أو مقطوعها نظير ما يأتي في الغسل كما هو ظاهر )جههاز الحجههر‬
‫في الظهر( إلحاقا له بالمعتاد‪ ،‬لن جنسه مما يشههق‪ ،‬فههإن جههاوز‬
‫تعين الماء في المجاوز والمتصههل بههه مطلقهها وكههذا إن لههم يجههاوز‬
‫وانفصل عما اتصل بالمحل فيتعين فههي المنفصههل فقههط‪ ،‬ويظهههر‬
‫أخذا مما يأتي في الصوم من العفو عن خههروج مقعههدة المبسههور‬
‫وردها بيده أن من ابتلي هنا بمجههاوزة الصههفحة أو الحشههفة دائمهها‬
‫عفههي عنههه فيجزيههه الحجههر للضههرورة‪ ،‬ويطهههر فههي شههعر ببههاطن‬
‫الصفحة أنه مثلههها ول نظههر لنههدب إزالتههه فل ضههرورة لتلههوثه‪ ،‬لن‬
‫تكليف إزالته كلما ظهر منه شيء مشق مضاد للترخيص في هههذا‬
‫المحههل )ويجههب( لجههزاء الحجههر أيضهها )ثلث مسههحات( للنهههي‬
‫الصحيح عن الستنجاء بأقل من ثلثة أحجار )ولههو( بطرفههي حجههر‬
‫بأن لم يتلوث في الثانية فتجوز هههي والثالثههة بطههرف واحههد‪ ،‬لنههه‬
‫إنما خفف النجاسة فلم يؤثر فيه الستعمال بخلف المههاء ولكههون‬
‫التراب بدله أعطي حكمههه أو )بههأطراف حجههر( ثلثههة‪ ،‬لن القصههد‬
‫عدد المسحات مع النقاء وبه فارق عده في الجمههار واحههدة‪ ،‬لن‬
‫القصد عدد الرميات )فإن لم ينق( المحههل بههالثلث بههأن بقههي أثههر‬
‫يزيله ما فوق صغار الخزف إذ بقاء ما ل يزيله إل هههي معفههو عنههه‬
‫)وجب النقاء( برابع وهكذا ثم إن أنقى يوتر فواضح )و( إل )سههن‬
‫اليتار( للمر به ولم يسن هنا تثليث كما في إزالة النجاسة‪ ،‬لنهههم‬
‫غلبوا جههانب التخفيههف فههي هههذا البههاب )وكههل حجههر لكههل محلههه(‬
‫يحتمل عطفهه علههى ثلث فيفيههد وجههوب تعميههم كههل مسههحة مههن‬
‫الثلث لكل جزء من المحل وهو المنقول المعتمههد الههذي ل محيههد‬
‫عنه كما بينته في شههرحي الرشههاد والعبههاب وعلههى اليتههار فيفيههد‬
‫ندب ذلك لكن من حيث الكيفية بأن يبدأ بأولها من مقدم صههفحته‬
‫اليمنههى ويهديره إلههى محههل ابتهدائه وبالثهاني مهن مقهدم اليسهرى‬
‫ويديره كذلك ويمر الثالث على مسهربته وصهفحته جميعها ويهديره‬
‫قليل قليل ول يشترط الوضع أول على محل طاهر ول يضر النقههل‬
‫المضطر إليه الحاصل من عدم الدارة )وقيل يوزعن( أي الحجار‬
‫)لجانبيه( أي المحل )والوسط( فيمسح بحجر الصفحة اليمنههى أي‬
‫أول وهذا مراد من عبر بوحدها ثههم يعمههم وبثههان اليسههرى أي أول‬
‫كههذلك وبثههالث الوسههط أي أول كههذلك فههالخلف فههي الفضههل ول‬
‫ينافي ما سبق من وجوب التعميم‪ ،‬لنههه ليههس مههن محههل الخلف‬
‫كما صرح به تصريحا ل يقبل تأويل إطبههاقهم علههى وجههوب الثههاني‬
‫والثالث‪ ،‬وإن أنقى بالول وعللوه بأنهمهها حينئذ للسههتظهار كثههاني‬
‫القراء وثالثههها فههي العههدة فتههأمله‪ ،‬وإنمهها محلههه كيفيههة اسههتعمال‬
‫الثلثة فيه مع قول كل قائل بههالتعميم وكيفيههة السههتنجاء بههالحجر‬
‫في الذكر قال الشيخان أن يمسحه على ثلثة مواضع من الحجههر‬
‫فلو أمره على موضع واحد مرتين تعين الماء‪ ،‬وهههو المعتمههد ولههو‬
‫مسحه صعودا ضر أو نزول فل والولى للمستنجي بالماء أن يقدم‬
‫القبههل وبههالحجر أن يقههدم الههدبر‪ ،‬لنههه أسههرع جفافهها )ويسههن‬
‫الستنجاء( في التصريح بههه أظهههر شههاهد لعطههف كههل علههى ثلث‬
‫)بيساره( للنهي الصحيح عنه باليمين فيكره كمسه بها والسههتعانة‬
‫بها في الستنجاء لغير حاجة وقيل يحرم وعليه جمع منا وكههثيرون‬
‫من غيرنا‪) .‬ول استنجاء( واجب )لدود وبعر بل لههوث فههي الظهههر(‬
‫إذ ل معنى له كالريح ومقابله يوجبه اكتفههاء بمظنههة التلههويث‪ ،‬وإن‬
‫تحقق عدمه وبه فارق الريح عنده وبهذا يظهر قوته ومن ثم تأكههد‬
‫الستنجاء منه خروجا مههن الخلف ويكههره مههن الريههح إل إن خههرج‬
‫والمحل رطب فل يكره وقيل يحرم وقيل يكره وبحث وجوبه شاذ‬
‫ولو شك بعد الستنجاء هل غسل ذكره أو هل مسح ثنتين أو ثلثهها‬
‫لم تلزمه إعادته كما لو شك بعد الوضوء أو سلم الصلة في ترك‬
‫فههرض ذكههره البغههوي وقههوله لكههن ل يصههلي صههلة أخههرى حههتى‬
‫يستنجي لتردده حال شهروعه فههي كمهال طهههارته ضهعيف‪ ،‬وإنمها‬
‫ذاك حيث تردد في أصل الطهارة على أن الذي يتجه فههي الولههى‬
‫وجوب الستنجاء فههي الههذكر وليههس قيههاس مهها ذكههره‪ ،‬لن بعههض‬
‫الوضوء والصلة داخل فيهما وقههد تيقههن التيههان بهمهها بخلفههه هنهها‬
‫فإن كل من الذكر والدبر مستقل بنفسه فتيقنه مطلق السههتنجاء‬
‫ل يقتضي دخول غسل الذكر فيه‬

‫باب الوضوء‬
‫هو اسم مصدر وهو التوضههؤ والفصههح ضههم واوه إن أريههد بههه‬
‫الفعل الذي هو استعمال الماء في العضاء التية مههع النيههة‪ ،‬وهههو‬
‫المبوب له وفتحها إن أريد به المههاء الههذي يتوضههأ بههه مههأخوذ مههن‬
‫الوضاءة وهي النضارة لزالته لظلمة الذنوب وفههرض مههع الصههلة‬
‫ليلة السراء‪ ،‬وهو من الشرائع القديمة كما دلههت عليههه الحههاديث‬
‫الصحيحة والذي من خصائصنا إمهها الكيفيههة المخصوصههة أو الغههرة‬
‫والتحجيل وموجبه الحدث مع إرادة نحههو الصههلة‪ ،‬ويختههص حلههوله‬
‫بالعضاء الربعة وحرمة مس المصههحف بغيرههها لنتفههاء الطهههارة‬
‫الكاملة المبيحة للمس‪ ،‬وهو معقول المعنى‪ ،‬وإنما اكتفههي بمسههح‬
‫جههزء مههن الههرأس‪ ،‬لنههه مسههتور غالبهها فكفههاه أدنههى طهههارة‪ ،‬لن‬
‫تشريفه المقصود يحصل بذلك وشرطه كالغسل ماء مطلق وظن‬
‫أنه مطلق أي عند الشتباه وعدم نحو حيض في غير نحههو أغسههال‬
‫الحج وأن ل يكون على العضو ما يغير المههاء تغيهرا ضهارا أو جههرم‬
‫كههثيف يمنههع وصههوله للبشههرة ل نحههو خضههاب ودهههن مههائع وقههول‬
‫القفال تراكم الوسخ على العضو ل يمنع صحة الوضوء ول النقض‬
‫بلمسه يتعين فرضه فيما إذا صار جزءا من البدن ل يمكههن فصههله‬
‫عنه كما مر ول يضر اختلط الخضههاب بالنشههادر‪ ،‬لن الصههل فيههه‬
‫الطهارة فقد أخبرني بعض الخبراء أنه ينعقد من الهباب مههن غيههر‬
‫إيقاد عليه بالنجاسة فغايته أنه نوعان وعند الشك ل نجاسة‬
‫على أن الول منه ما مادته طاهرة‪ ،‬وهههي التبههن ونحههوه ول يضههر‬
‫الوقود عليه بالنجاسة وتخيل أن رأس إنائه منعقد من دخانههها مههع‬
‫الهباب‪ ،‬لن هذا غير محقق لحتمال أنه منعقد من الهباب وحههده‪،‬‬
‫وأن دخانها سبب لذلك العقد‪ ،‬وإن لم يكن مهن عينههه وبهههذا يعلهم‬
‫اسههترواح مههن جههزم بنجاسههة النشههادر حيههث وجههد ول يضههر فههي‬
‫الخضاب تنقيطه للجلد وتربيتههه القشههرة عليههه‪ ،‬لن تلههك القشههرة‬
‫من عين الجلد ل من جرم الخضاب كما هههو واضههح وجههري المههاء‬
‫عليه وإزالة النجاسة على تفصيل يأتي وتحقق المقتضههي إن بههان‬
‫الحال وإل فطهر الحتيههاط بههأن تيقههن الطهههر وشههك فههي الحههدث‬
‫فتوضأ من غير ناقض صحيح إذا لم يبههن الحههال ول يكلهف النقهض‬
‫قبله لما فيه من نوع مشقة لكن الولى فعله خروجا من الخلف‪،‬‬
‫وإنما صح وضوء الشاك في طهره بعد تيقن حدثه مع تردده‪ ،‬وإن‬
‫بان الحال‪ ،‬لن الصل بقاء الحدث بل لو نههوى فههي هههذه إن كههان‬
‫محههدثا وإل فتجديههد صههح‪ ،‬وإن تههذكر وإسهلم وتمييههز إل فهي نحهو‬
‫غسل كتابيههة مههع نيتههها لتحههل لحليلههها المسههلم وتغسههيله لحليلتههه‬
‫المجنونة أو الممتنعة مع النية منه بخلف مهها إذا أكرهههها ل يحتههاج‬
‫لنية للضرورة وتجب إعادته بعد زوال الكفر أو الجنون أو المتنههاع‬
‫لزوال الضرورة وعدم الصارف بأن ل يأتي بمناف للنيههة كههردة أو‬
‫قول إن شاء الله ل بنية التبرك أو قطع ل نوم طويل مههع التمكههن‬
‫فل يحتاج لتجديدها إن كان البناء بفعله كمهها يههأتي‪ ،‬فههإن قلههت لههم‬
‫ألحق الطلق هنا بقصد التعليق وفي الطلق بقصد التههبرك قلههت‬
‫يفرق بأن الجزم المعتبر في النية ينتفي به لنصرافه لمههدلوله مهها‬
‫لم يصرفه عنه بنية التبرك وأما في الطلق فقد تعارض صههريحان‬
‫لفظ الصيغة الصريح في الوقوع ولفظ التعليق الصريح في عدمه‬
‫لكن لما ضعف هذا الصريح بكونه كثيرا ما يستعمل للتبرك احتيههج‬
‫لما يخرجه عن هذا الستعمال‪ ،‬وهو نية التعليق به قبل فراغ لفظ‬
‫تلك الصيغة حتى يقوى على رفعها حينئذ ومعرفة كيفيته وإل‪ ،‬فإن‬
‫ظن الكل فرضا أو شرك ولم يقصد بفرض معين النفليههة صههح أو‬
‫نفل فل‪ ،‬ويأتي هذا في الصههلة ونحوههها‪ ،‬وهههذه الخمسههة الخيههرة‬
‫شروط في الحقيقة للنية وزيد وجههوب غسههل زائد اشههتبه بأصههلي‬
‫وجزء يتحقق به استيعاب العضو وفيه نظر‪ ،‬لن هذين مههن جملههة‬
‫الركان كما صرح به قولهم ما ل يتم الواجب إل به واجب‪ ،‬ويزيههد‬
‫السلس بدخول الوقت وظن دخوله وتقديم نحو استنجاء وتحفههظ‬
‫احتيج إليه والولء بينهما وبينهما وبين الوضوء وبيههن أفعههاله وبينههه‬
‫وبين الصلة وسيأتي بعض ذلك )فرضه( أي أركههانه )سههتة( فقههط‬
‫في حق السليم وغيره وما تميز به من وجوب زائد عليها شههروط‬
‫كما تقرر ل أركان أربعة بنص القرآن واثنان بالسنة ولكونه مفردا‬
‫مضافا إلى معرفة‪ ،‬وهو على الصحيح حيث ل عهد للعموم الصالح‬
‫للجمعيههة مههن حيههث مههدلول لفظههه إذ هههو حينئذ المعنههى الههذي‬
‫استغرقه لفظه الصالح له من غيههر حصههر‪ ،‬وإن كههان مههدلوله فههي‬
‫التركيب من حيث الحكم عليه كلية على الصههح أي محكومهها فيههه‬
‫على كل فرد فرد مطابقة‪ ،‬لنه فههي قههوة قضههايا بعههدد أفههراده أو‬
‫الصريح فيههها بنههاء علههى ظههاهر كلم النحههاة وليسههت العههبرة فههي‬
‫مطابقة المبتدأ للخبر إل باصطلحهم أن مههدلوله كههل أي محكههوم‬
‫فيه على مجموع الفراد من حيث هو مجموع أخههبر عنههه بههالجمع‪.‬‬
‫ثم رأيت بعض الصههوليين وضههح مهها أشههرت إليههه بقههولي الصههالح‬
‫للجمعية فقال قد يكون معنى العموم شمول المجموع المحكههوم‬
‫عليه لكل فرد‪ ،‬وإن كههان الحكههم علههى المجمههوع ل علههى الفههراد‬
‫ومثاله قوله تعالى }إل أمم أمثالكم{ فإن الحكم بأنههها أمههم علههى‬
‫مجمههوع الههدواب والطيههور دون أفرادههها والحاصههل أنهه قههد تقههوم‬
‫قرينة تدل على أن الحكم في العههام حكههم علههى مجمههوع الفههراد‬
‫من حيث هو مجموع من غير نظر إلى كون أفراد العام الجمههع أو‬
‫نحوه آحادا أو جموعا فيكون المحكوم عليههه كل ل كليههة‪ ،‬وهههو مهها‬
‫مر ول كليا وهو المحكوم فيه على الماهية من حيث هههي أي مههن‬
‫غير نظر إلى الفراد وذكر بعض الصوليين أن للعام دللتين دللههة‬
‫على المعنى المشترك‪ ،‬وهي التي الحكههم فيههها علههى الكلههي مههن‬
‫غير نظر إلى خصوص الفراد‪ ،‬وهي قطعية ودللة علههى كههل فههرد‬
‫فرد من الفراد بالخصوص‪ ،‬وهي ظنية انتهى‪ .‬وفيه تأييد لمهها مههر‪،‬‬
‫وإن كان فيه نظر ومخالفة لما عليه محققوهم أي إن أراد الدللة‬
‫الحقيقية المطابقية )أحدها نية رفع حدث( أي رفع حكمه كحرمههة‬
‫نحو الصههلة‪ ،‬لن القصههد مههن الوضههوء رفههع ذلههك فههإذا نههواه فقههد‬
‫تعرض للمقصود فالحدث هنا السههباب‪ ،‬لن تلههك الحرمههة مترتبههة‬
‫عليها ويصح أن يههراد بههه المههانع أو المنههع فل يحتههاج لتقههدير حكههم‬
‫والمراد رفع ما يصدق عليه ذلك‪ ،‬وإن نوى غير ما عليه مههن أكههبر‬
‫أو أصغر لكن غلطا ل عمدا لتلعبه وبه يههرد استشههكال تصههوره إذ‬
‫التلعب والعبث كثيرا ما يقع مههن ضههعفاء العقههول أو نفههي بعههض‬
‫أحداثه أو نوى رفعه في صههلة واحههدة دون غيرههها‪ ،‬لنههه ل يتجههزأ‬
‫فإذا ارتفع بعضه ارتفع كله ول يعارض بضههده‪ ،‬لن المرتفههع حكههم‬
‫السباب ل نفسها وهو واحد تعددت أسبابه‪ ،‬وهي ل يجب التعرض‬
‫لها فلغا ذكرها ولو نوى رفعه وأن ل يرفعه أو رفعه في صلة وأن‬
‫ل يرتفع لم يصح للتناقض وكذا لو نوى أن يصلي به بمحل نجههس‪.‬‬
‫قيل تعبير أصله برفع الحههدث أولههى‪ ،‬لن أل فيههه للعهههد أي الههذي‬
‫عليه أو للشمول الداخل فيه ما عليههه بخلف التنكيههر‪ ،‬لنهه يههدخل‬
‫فيه نية ما لههم يكههن عليههه انتهههى‪ ،‬ويههرد بههأن فيههه إيهههام اشههتراط‬
‫التعريف في النية‪ ،‬وهو أضر مما أوهمه التنكير علهى أن التعريهف‬
‫يوهم أيضا أنه ل تصح نية غير ما عليه مطلقا فساوى التنكير فههي‬
‫هذا فالحق أن كل أحسن من وجه‪ ،‬وأن التنكيههر أخههف إيهامهها )أو(‬
‫نية الطهارة عن الحههدث أو نيههة )اسههتباحة مفتقههر إلههى طهههر( أي‬
‫وضوء كما أومههأ إليههه التعههبير بالسههتباحة ودل عليههه قههوله‪ :‬أو مهها‬
‫يندب له الوضوء كقراءة فل وذلك كطواف‪ ،‬وإن كههان بمصههر مثل‬
‫أو عيد ولو في رجب‪ ،‬لن نية ما يتوقف عليه‪ ،‬وإن لم يمكنه فعله‬
‫متضمنة لنية رفع الحدث‪ .‬وظاهر أنه لو قال نويت استباحة مفتقر‬
‫لوضوء أجزأه‪ ،‬وإن لم يخطر له شيء من مفرداته أنه وكون نيتههه‬
‫حينئذ تصدق بنية واحد مبهم مما يفتقر له ل يضههر‪ ،‬لنههه مههع ذلههك‬
‫متضمن لنية رفع الحههدث )أو( نيههة )أداء فههرض الوضههوء( وتههدخل‬
‫المسنونات في هذا ونحوه تبعا كنظيره في نية فرض الظهههر مثل‬
‫على أنه ليس المههراد بههالفرض هنهها حقيقتههه وإل لههم يصههح وضههوء‬
‫الصبي إذا نواه بل فعل طهارة الحدث المشههروطة لنحههو الصههلة‬
‫وشرط الشيء يسمى فرضا ول يرد عليه صحة نية الصبي فههرض‬
‫الظهههر مثل بههل وجوبههها عنههد الكههثرين‪ ،‬لن المههراد بههالفرض ثههم‬
‫صههورته كمهها فههي المعههادة أو أداء الوضههوء أو فههرض الوضههوء أو‬
‫الوضوء والطهارة كالوضههوء فههي الثلثههة الول‪ ،‬فههإن قلههت خههروج‬
‫الخبث بأداء الطهارة واضح‪ ،‬لنه ل يستعمل فيههه‪ .‬وأمهها اختصههاص‬
‫فرض الطهارة ومثله الطهارة الواجبههة كمهها فههي النههوار بالحههدث‬
‫فمشكل إذ طهارة الخبث كذلك قلههت الربههط بههالفرض والوجههوب‬
‫إنما يتبادر منه تلك ل هذه‪ ،‬لنها قد ل تجههب للعفههو عنههه ومههن ثههم‬
‫اختص بتلك الطهارة للصلة على أن ربطههها بههها يمحضههها لههها ول‬
‫يضر شمولها للوضوء المجدد كما ل يضر شمول نيههة الوضههوء لههه‬
‫وطهر الخبث الغير المعفو عنه واجب لذاته بدليل الثههم بالتضههمخ‬
‫به ومن ثم وجب الفور في إزالته حينئذ ولم تجههب فيهه نيهة لعهدم‬
‫تمحضه للعبادة‪ ،‬فإن قلت هي تشمل الغسههل أيضهها قلههت ل يضههر‬
‫لما يأتي أنه يكفي عن الوضوء فليس بأجنبي ومن ثههم كفههت فههي‬
‫الغسل أيضا لستلزامها رفع الحدث الكافي فيه أيضهها فهههي مثلههه‬
‫في الكتفاء بها فههي البههابين ل الرابعههة‪ ،‬لنههها تشههمل الطهههر عههن‬
‫الحدث والخبث من غير مميز قال الرافعي وعدم وجوب التعرض‬
‫للفرضية يشعر بأن اعتبار النية هنا ليس للقربههة بههل للتمييههز‪ ،‬لن‬
‫الصحيح اعتبار التعرض للفرضية في نيههة العبههادات وبههه إن سههلم‬
‫وإل فما يأتي أن نيهة رمضهان ل يشههترط فيههها التعههرض للفرضهية‬
‫ينازع في عمومه يتضح ما مر أن الكتابية تنوي وعلم منه أيضا أن‬
‫نية فرض الوضههوء كافيههة ولههو قبههل الههوقت للغههاء ذكههر الفرضههية‬
‫والصل في وجوب النية الحديث المتفق عليه }إنما العمال{ أي‬
‫إنما صحتها لكمالها‪ ،‬لنه خلف الصل }بالنيات{ جمع نيههة‪ ،‬وهههي‬
‫شرعا قصد الشيء مقترنا بفعله وإل فهو عزم ومحلها القلههب فل‬
‫عبرة بما في اللسان نعههم يسههن التلفههظ بههها فههي سههائر البههواب‬
‫خروجا من خلف مههوجبه والقصههد بههها تمييههز العبههادة عههن العههادة‬
‫وتمييز مراتههب العبههادات )ومههن دام حههدثه كمستحاضههة( وسههلس‬
‫)كفاه نية الستباحة( وغيرها مما مر كمن لم يدم حدثه ولو ماسح‬
‫الخف )دون( نية )الرفع( للحدث أو الطهارة عنههه )علههى الصههحيح‬
‫فيهما( أي في إجزاء نية نحو الستباحة وحههدها وعههدم إجههزاء نيههة‬
‫نحو الرفههع وحههدها‪ ،‬لن حههدثه ل يرتفههع وقيههل ل بههد مههن جمعهمهها‬
‫لتكون الولى للحق والمقارن والثانية للسابق وعلى الصح يسن‬
‫الجمههع بينهمهها خروجهها مههن هههذا الخلف وقيههل تكفههي نيههة الرفههع‬
‫لتضمنها الستباحة‪ ،‬ويرد بمنع علته على أنهه لهو سهلم كهان لزمها‬
‫بعيدا‪ ،‬وهو ل يكتفي به في النيات وحكمه في نية ما يستبحه حكم‬
‫المتيمم‪ ،‬ويأتي إجزاء نيته لرفع الحدث إن أراد بههه رفعههه بالنسههبة‬
‫لغرض فقط فكذا هنا وبه يندفع زعم أن تفسير رفع الحدث برفههع‬
‫حكمه فيما مر يلزمه صحة نيههة السههلس لههه بهههذا المعنههى ووجههه‬
‫اندفاعه أن رفع حكمه عههام وهههو مختههص بالسههليم وخههاص‪ ،‬وهههو‬
‫الجائز للسلس ومجدد الوضوء ل تحصل له سههنة التجديههد إل بنيههة‬
‫مما مر حتى نية الرفع أو الستباحة على ما قاله ابن العمههاد وهههو‬
‫قريب إن أراد صورتهما كمهها أن معيههد الصههلة ينههوي بههها الفههرض‬
‫وزعههم أن ذاك فههي المعههادة خههارج عههن القواعههد ممنههوع كيههف‬
‫والشيء ل يسمى تجديدا ومعادا إل إن أعيد بصفته الولى ويؤخههذ‬
‫منه أن الطلق هنا كاف كهو ثم فل تشترط إرادة الصورة بههل أن‬
‫ل يريههد الحقيقههة اكتفههاء بانصههرافها لمههدلولها الشههرعي هنهها مههن‬
‫الصورة بقرينة التجديد هنا كالعادة ثم )ومن نوى تبردا( أو تنظفا‬
‫)مع نية معتبرة( مما مهر )جههاز( لهه ذلهك أي لهم يضهره فههي نيتههه‬
‫المعتبرة )في الصحيح( لحصوله‪ ،‬وإن لم ينو فل تشريك فيه لكههن‬
‫من حيث الصحة بخلفه من حيث الثههواب ومههن ثههم اختلفههوا فههي‬
‫حصوله والوجه كمهها بينتههه بههأدلته الواضههحة فههي حاشههية اليضههاح‬
‫وغيرها إن قصد العبادة يثاب عليه بقدره‪ ،‬وإن انضم له غيره ممها‬
‫عدا الرياء ونحوه مساويا أو راجحا وخههرج بمههع طروههها بعههد النيههة‬
‫المعتبرة فيبطلها ما لم يكن ذاكرا لها‪ ،‬لنها حينئذ تعد قاطعههة لههها‬
‫فيجب إعادة ما غسله للتبريد بنية رفع الحدث كما فههي المجمههوع‬
‫وغيره )أو( نوى استباحة )ما يندب لههه وضههوء كقههراءة( لقههرآن أو‬
‫حديث أو علم شرعي أو آلة له وكدرس أو كتابة لشيء مههن ذلههك‬
‫وكدخول مسجد وزيارة قبر وبعد تلفظ بمعصية وألحههق بههه فعلههها‬
‫وغضب وحمل ميههت ومسههه كنحههو أبههرص أو يهههودي ونحههو فصههد‬
‫وقص ظفر وكل ما قيل إنه ناقض وغير ذلك ممهها اسههتوعبته فههي‬
‫شرح العباب )فل( يجوز له ذلك أي ل يكفيه في رفع الحدث )فههي‬
‫الصح(‪ ،‬لنه جائز معه فل يتضمن قصده قصههد رفههع الحههدث نعههم‬
‫إن نوى الوضوء للقههراءة لههم يبطههل إل إن قصههد التعليههق بههها أول‬
‫بخلف ما لو لم يقصههده إل بعههد ذكههره الوضههوء مثل لصههحة النيههة‬
‫حينئذ فل يبطلها ما وقع بعد أو القراءة إن كفت وإل فالصلة صههح‬
‫على ما مال إليه في البحر كما لو نوى زكاة ماله الغائب إن بقههي‬
‫وإل فالحاضر واعترض بأن الوضوء عبادة بدنية‪ ،‬وهي أضيق لعدم‬
‫قبولها النيابة بخلف المالية وقد يجاب بأن كونههها وسههيلة أضههعفها‬
‫فلم يبعد إلحاقها بالمالية أما ما ل يندب له وضههوء كعيههادة وزيههارة‬
‫نحو والد وقادم وتشييع جنازة وخروج لسههفر وعقههد نكههاح وصههوم‬
‫ونحو لبس فل تكفي نيته جزمهها )ويجههب قرنههها( أي النيههة )بههأول(‬
‫مغسول )من الوجه( ومنه ما يجههب غسهله مههن نحهو اللحيهة قهال‬
‫بعضهم ومن مجههاوره مههن نحههو الههرأس وظههاهر كلمهههم يخههالفه‪،‬‬
‫ويظهر أن ما يجب غسله من النف التي ليس كالمجاور‪ ،‬لن هذا‬
‫بدل عن جزء من الوجه فههأعطي حكمههه بخلف ذاك وذلههك ليعتههد‬
‫بما بعده فلو قرنها بأثنههائه كفههى ووجههب إعههادة غسههل مهها سههبقها‬
‫لوقوعه لغوا بخلوه عن النية المقومة له‬
‫]تنبيه[‪ :‬الوجه فيمن سقط غسل وجهه فقط لعلة ول جههبيرة‬
‫وجوب قرنها بأول مغسول من اليد‪ ،‬فههإن سههقطتا أيضهها فههالرأس‬
‫فالرجل ول يكتفي بنية التيمم لستقلله كما ل تكفي نيههة الوضههوء‬
‫في محلها عن التيمم لنحو اليد كما هو ظاهر )وقيل يكفي( قرنههها‬
‫)بسنة قبله(‪ ،‬لنها من جملته ومحله إن لم تدم لغسل شههيء مههن‬
‫الوجه وإل كفت قطعا لقترانها بههالواجب حينئذ نعههم إن نههوى غيههر‬
‫الوجه كالمضمضة عند انغسال حمرة الشفة كان ذلك صارفا عههن‬
‫وقههوع الغسههل عههن الفههرض ل عههن العتههداد بالنيههة‪ ،‬لن قصههد‬
‫المضمضة مع وجود انغسال جزء من الوجه ل يصههلح صههارفا لههها‪،‬‬
‫لنه من ما صدقات المنوي بها بل للنغسال عن الوجه لتواردهمهها‬
‫على محل واحد مع تنافيهما فاتضح بهذا الذي ذكرته أنه ل منافههاة‬
‫بين إجههزاء النيههة وعههدم العتههداد بالمغسههول عههن الههوجه لختلف‬
‫ملحظيهما فتأمله لتعلم بههه انههدفاع مهها أطههال بههه جمههع هنهها )ولههه‬
‫تفريقها( أي نية رفع الحدث والطهارة عنه ل غيرهما لعدم تصوره‬
‫فيه )على أعضائه( أي الوضوء كأن ينوي عنههد غسههل الههوجه رفههع‬
‫الحدث عنه أو عنه ل عههن غيههره وهكههذا )فههي الصههح( كمهها يجههوز‬
‫تفريق أفعال الوضوء وفي كل من هاتين الصورتين يحتاج لتجديههد‬
‫النية عند كل عضو لم تشمله نية ما قبله لو أبطله أو نحو الصههلة‬
‫في الثناء أثيب على مهها مضههى إن كههان لعههذر وإل فل وظههاهر أن‬
‫خلف التفريق يأتي في الغسل وقد يشكل ما هنا بههالطواف فههإنه‬
‫ل يجههوز تفريههق النيههة فيههه مههع جههواز تفريقههه كالوضههوء وقههول‬
‫الزركشي يجوز التقرب بطوفة واحدة ضههعيف وقههد يجههاب بههأنهم‬
‫ألحقوا الطواف في هذه بالصلة‪ ،‬لنه أكههثر شههبها بهها مههن غيرههها‬
‫)الثاني غسل وجههه( يعنهي انغسهاله ولهو بفعهل غيهره بل إذنهه أو‬
‫بسقوطه في نحو نهر إن كان ذاكرا للنية فيهمهها وكههذا فههي سههائر‬
‫العضاء بخلف ما وقع منها بفعلههه كتعرضههه للمطههر ومشههيه فههي‬
‫الماء ل يشترط فيه ذلك إقامة له مقامها قههال تعههالى }فاغسههلوا‬
‫وجوهكم{ وخرج بالغسل هنها وفهي سهائر مها يجهب غسهله مهس‬
‫الماء بل جريان فل يكفي اتفاقها بخلف غمهس العضهو فهي المهاء‬
‫فإنه يسمى غسل )وهو( طول ظاهر )ما بين منابت( شعر )رأسههه‬
‫غالبا و( تحت )منتهى( أي طرف المقبههل مههن )لحييههه( بفتههح اللم‬
‫على المشهور فهو من الوجه دون ما تحته والشههعر النههابت علههى‬
‫ما تحته وبتأويل الرافعي له بأن المنتهى قد يراد بههه مهها يليههه مههن‬
‫جهة الحنههك ل آخههره ينههدفع العههتراض علههى المتههن بههأنه يقتضههي‬
‫خروج منتهاهما من البينية وهما العظمان اللذان عليهمهها السههنان‬
‫السفلى‪.‬‬
‫وتفسير المنتهى بما ذكرته يشمل طرف المقبل مما تحت العههذار‬
‫إلى الذقن التي هي من منتهاهما أي مجتمعهما ومن ثم عبر غيره‬
‫بمنتهى اللحيين والذقن )و( عرضا ظاهر )ما بين أذنيههه( حههتى مهها‬
‫ظهر بالقطع من جرم نحو أنههف قطههع لوقههوع المواجهههة المههأخوذ‬
‫منها الوجه بذلك بخلف باطن عين بل ل يسن بههل قههال بعضهههم‪:‬‬
‫يكره للضرر وأنف وفم‪ ،‬وإن ظهر بقطع جفن وأنف وشفة‪ ،‬وإنمهها‬
‫جعههل ظههاهرا إذا تنجههس لغلههظ أمههر النجاسههة واختلفههت فتههاوى‬
‫المتأخرين في أنملة أو أنف مههن نقههد التحههم وخشههي مههن إزالتههه‬
‫محذور تيمم والذي يظهر وجوب غسل ما في محل اللتحههام مههن‬
‫النف ل غير‪ ،‬لنه ليس بدل إل عن هذا إذ النف المقطوع ل يجب‬
‫أن يغسل مما ظهر بالقطع إل ما باشره القطههع فقههط وكلههه مههن‬
‫النملة‪ ،‬لنه بدل عن جميع ما ظهر بالقطع وليههس هههذا كههالجبيرة‬
‫حتى يمسح باقيه بدل عما أخههذه مههن محههل القطههع‪ ،‬لنههها رخصههة‬
‫وبصدد الزوال‪ ،‬ويأتي ذلك في عظم وصل ولم يكتس ومع ذلك ل‬
‫ينقههض لمسههه كمهها هههو ظههاهر لختلف المههدركين‪ ،‬وإذا تقههرر أن‬
‫الوجه ما ذكر )فمنه( الجبينان وهما جانبهها الجبهههة والبيههاض الههذي‬
‫بين الذن والعذار وهو الشعر النههابت علههى العظههم النههاتئ بقههرب‬
‫الذن و )موضع الغمم(‪ ،‬وهو ما ينبت عليههه الشههعر مههن الجبهههة ل‬
‫موضههع الصهلع‪ ،‬وهههو مها انحسهر عنهه الشههعر مههن مقههدم الههرأس‬
‫وعنهما احترزوا بقولهم غالبا‪ .‬قال المههام وغيههره وهههو مسههتدرك‪،‬‬
‫لن محل الول ليس من منابت الرأس والثاني ليههس مههن منههابت‬
‫الوجه قيل الحسن قوله أصههله الههرأس‪ ،‬لن منههابت شههعر رأسههه‬
‫شههيء موجههود ل غههالب فيههه ول نههادر ا ه وليههس فههي محلههه‪ ،‬لن‬
‫الموجود كذلك هو الشعر وأما محل نبته الغالب وغيره فل يفههترق‬
‫الحههال فيههه بيههن التعههبير بههالرأس ورأسههه كمهها هههو واضههح )وكههذا‬
‫التحههذيف( بإعجههام الههذال أي موضههعه مههن الههوجه )فههي الصههح(‬
‫لمحاذاته بياض الوجه إذ هو مها بيهن ابتهداء العهذار والنزعهة يعتههاد‬
‫تنحيته ليتسع الوجه )ل( الصدغان وهما المتصلن بالعذار من فوق‬
‫وتد الذنين إل أنه ل يمكن غسل الوجه إل بغسل بعض كل منهمهها‬
‫كما يعلم مما يأتي ول )النزغتان( بفتح الزاي أفصههح مههن إسههكانها‬
‫)وهما بياضان يكتنفان الناصية( أي يحيطان بها فليسا مههن الههوجه‬
‫بل من الرأس‪ ،‬لنهما في تدويره )قلت صحح الجمهور أن موضههع‬
‫التحذيف من الرأس( لتصال شعره بشعره )والله أعلههم( ويسههن‬
‫غسل كل ما قيل إنههه مههن الههوجه كالصههلع والنزعههتين والتحههذيف‪،‬‬
‫)ويجب غسههل( محههاذيه مههن سههائر جههوانبه ممهها ل يتحقههق غسههل‬
‫جميعه إل بغسله‪ ،‬لن مهها ل يتههم الههواجب المطلههق إل بههه واجههب‪،‬‬
‫ويجهب غسهل شهعر المحهاذي‪ ،‬وإن كثهف كمها يجهب غسهل )كهل‬
‫هدب( بالمهملة )وحاجب وعذار( بالمعجمة‪ ،‬وهو ما مر وما انحط‬
‫عنه إلى اللحيههة عههارض وحكمههه حكمههها )وشههارب وخههد وعنفقههة‬
‫شعرا وبشرا( تحته‪ ،‬وإن كثف لندرة الكثافة فيها فألحقت بالغالب‬
‫وميز بهذين مع أن تلك أسماء للشههعور إل الخههد ليههبين أن المههراد‬
‫هنا هي ومحلها وقيل ليرجع شعرا للخد وبشرا لغيره وفيههه قلقههة‬
‫بل إيهام أن واجب الخد غسل شعره فقط وغيههره غسههل بشههرته‬
‫فقط )وقيل ل يجب باطن عنفقة كثيفة( بالمثلثة أي غسله شههعرا‬
‫ول بشرا‪ ،‬لن بياض الوجه ل يحيههط بههها فهههي عليههه كاللحيههة فههي‬
‫أحكامههها التيههة )واللحيههة( بكسههر اللم أفصههح مههن فتحههها‪ ،‬وهههي‬
‫الشههعر النههابت علههى الههذقن الههتي هههي مجتمههع اللحييههن ومثلههها‬
‫العارض وأطلقها ابن سيده على ذلههك وشههعر الخههدين )إن خفههت‬
‫كهدب( فيجب غسل داخلها وباطنها أيضا )وإل( تخههف بههأن كثفههت‬
‫بأن لم تر البشرة مهن خللهها فهي مجلهس التخهاطب عرفها قيهل‬
‫يلزم عليه أن الشارب مثل ل يكون إل كثيفا لتعههذر رؤيههة البشههرة‬
‫من خلله غالبا إن لم يكن دائما مع تصريحهم فيه بههأنه ممهها تنههدر‬
‫فيه الكثافة فالولى الضبط بأن الكثيف ما ل يصل الماء لباطنه إل‬
‫بمشقة بخلف الخفيف ا هه‪ .‬ويرد بأن هذا الضبط فيه إيهام لعههدم‬
‫انضباط المشقة فالحق ما قالوه ول يرد ما ذكر في الشارب‪ ،‬لن‬
‫مرادهم أن جنههس تلههك الشههعور الخفههة فيههه غالبههة بخلف جنههس‬
‫اللحية والعارض نعم لما حكى الرافعي الول قال‪ :‬وقيل الخفيههف‬
‫ما يصل الماء إلى منبته بل مبالغة وقههد يرجههح بههأن الشههارب مههن‬
‫الخفيف والغالب منعه الرؤية ا هه‪ .‬ويجاب بأن كون الشههارب مههن‬
‫الخفيههف إنمها ههو بالنسهبة للحكهم إذ كههثيفه كخفيفهه حكمها وأمها‬
‫بالنسبة للحد فالوجه فيه هو الول ول يرد عليه الشارب لما تقرر‬
‫)فليغسل( الذكر المحقق )ظاهرها( ول يكلف غسل باطنههها‪ ،‬وهههو‬
‫البشرة وداخلها وهو مهها اسهتتر مهن شهعرها لعسهر إيصهال المهاء‬
‫إليهما إذ كثافتها غير نادرة ولما خرج منها عن حد الوجه بأن كههان‬
‫لو مد خرج بالمد عن جهة نزوله أخذا مما يأتي في شعر الههرأس‪،‬‬
‫لنه ل تنقطع نسبته عن بشرة الوجه ليههأتي فيههه الخلف التههي إل‬
‫حينئذ ويؤيده قياس الضعيف التي علههى ذؤابههة الههرأس‪ ،‬ويحتمههل‬
‫ضبطه بأن يخرج عن تدويره بأن طال على خلف الغالب حكمههها‬
‫لوقوع المواجهة به كهي وبه يفرق بين وجوب هههذا وعههدم إجههزاء‬
‫مسح ذاك‪ ،‬لنه ل يسمى رأسا فيجب غسل بههاطن الخفيههف أيضهها‬
‫وظاهر الكثيف فقط كالسلعة المتدلية عن حد الوجه وكههذا خههارج‬
‫بقيههة شههعور الههوجه ومحههاذيه مسههامحة فيههه دون أصههوله لوقههوع‬
‫الخلف في وجوب غسله من أصله كما قال‪) .‬وفي قههول ل يجههب‬
‫غسل( ظاهر كثيف ول ظاهر وبههاطن خفيههف )خههارج عههن الههوجه(‬
‫من اللحية وغيرههها لخروجههه عههن محههل الفههرض كذؤابههة الههرأس‪،‬‬
‫وإنما وجب التعميم مطلقا اتفاقا في غسل الجنابة لعدم المشههقة‬
‫فيه لقلة وقوعه بالنسبة للوضوء وأما لحية الخنههثى فيجههب غسههل‬
‫باطنها حتى من الخههارج مطلقهها للشههك فههي مقتضههى المسههامحة‬
‫فيها‪ ،‬وهو الذكورة فتعين العمل بالصل من غسل الباطن فانههدفع‬
‫ما لبعضهم هنا وكذا المرأة لندرة اللحيههة لههها فضههل عههن كثافتههها‪،‬‬
‫ولنه يسن لها نتفها أو حلقها‪ ،‬لنها مثلة في حقها وهل خارج بقية‬
‫شعورهما كذلك فيجب غسل باطنه مطلقا لمرهمهها بههإزالته‪ ،‬لنههه‬
‫مشوه أو هما كغيرهما فيه كل محتمل والول أقرب ثم رأيت في‬
‫كلم شيخنا ما يصرح به ولو خف بعضها‪ ،‬فإن تميههز فلكههل حكمههه‬
‫وإل وجب غسل باطن الكل احتياطا وتضعيف المجموع الذي نقله‬
‫شههيخنا عنههه لهههذا بههأنه خلف مهها قههاله الصههحاب ومهها علههل بههه‬
‫الماوردي ل دللة فيه لم أره في عدة نسخ منه‪ ،‬فلههذا جزمههت بههه‬
‫ومن له وجهان يلزمه غسلهما‪ ،‬وإن فرض أن أحدهما زائد لوقههوع‬
‫المواجهة بهما أو رأسان كفى مسههح بعههض أحههدهما‪ ،‬لن الههواجب‬
‫مسح جزء مما رأس وعل وكل كذلك‪ ،‬ويندب أن يبدأ بأعلى وجهه‬
‫وأن يأخذ الماء بيديه جميعا للتباع }وكان صلى الله عليههه وسههلم‬
‫يبلغ براحتيه إذا غسل وجهه ما أقبل من أذنيه{‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬ذكروا في الغسل أنه يعفى عن باطن عقد الشعر أي‬
‫إذا تعقد بنفسه وألحق بها مههن ابتلههي بنحههو طبههوع لصههق بأصههول‬
‫شعره حتى منع وصول الماء إليها ولههم يمكنههه إزالتههه لكههن صههرح‬
‫شيخنا بخلفه‪ ،‬وأنه يتيمم وحمله على ممكن الزالة غيههر صههحيح‪،‬‬
‫لنه ل يصح التيمم حينئذ والذي يتجه العفو للضرورة‪ ،‬فههإن أمكنههه‬
‫بحلق محله فالذي يتجه أيضا وجوبه ما لم يحصههل لههه بههه مثلههة ل‬
‫تحتمل عادة )الثالث غسل يديه( من كفيههه وذراعيههه واليههد مؤنثههة‬
‫)مع مرفقيه( بكسر ثم فتح أفصح من عكسه ودل علههى دخولهمهها‬
‫التباع والجماع بل والية أيضا بجعل إلى غاية للترك المقدر بنههاء‬
‫على أن اليد حقيقة إلى المنكب كما هو الشهر لغة‪ ،‬ويجب غسل‬
‫جميع ما في محل الفرض من نحو شق وغههوره الههذي لههم يسههتتر‬
‫ومحل شوكة لم تغص في الباطن حتى استترت والصهح الوضهوء‬
‫وكذا الصلة على الوجه إذ ل حكم لما في الباطن ول يرد التصاق‬
‫العضو بعد إبانته بالكليههة بحههرارة الههدم‪ ،‬لن مهها بههان صههار ظههاهرا‬
‫وسلعة‪ ،‬وإن خرجت عنه وظفر‪ ،‬وإن طال ول يتسامح بشيء مما‬
‫تحتههه علههى الصههح وشههعر‪ ،‬وإن كتههف وطههال‪ ،‬ويههد‪ ،‬وإن زادت‬
‫وخرجت عن المحاذاة وما تحاذيه فقط من نحههو يههد نابتههة خارجههة‬
‫وبعد قطع الصلية تستصحب تلك المحاذاة على الوجه وبه يعلههم‬
‫أن ما جاوز أصابع الصلية ل يجب غسله وبه صرح جمع متأخرون‬
‫وقول بعضهم يجب غسههل الجميههع وقههولهم المحههاذي جههري علههى‬
‫الغالب ضعيف وجلدة متدلية إليه ولههو اشههتبهت الصههلية بههالزائدة‬
‫وجب غسلهما احتياطها ولهو تجهافت جلهدة التحمهت بالهذراع عنهه‬
‫لزمه غسل ما تحتها لندرته وإل لم يلزمه بل لم يجز له فتقها نعم‬
‫إن زال التحامها لزمه غسل ما ظهر مههن تحتههها لههزوال الضههرورة‬
‫وبه فارق خلق اللحية )فإن قطع بعضه( أي المههذكور مههن اليههدين‬
‫)وجب( غسل )ما بقي( منههه‪ ،‬لن الميسههور ل يسههقط بالمعسههور‬
‫)أو( قطع )من مرفقيه( بأن فك عظم الههذراع مههن عظههم العضههد‬
‫وبقي العظمان المسميان بههرأس العضههد )فههرأس عظههم العضههد(‬
‫يجب غسله )علههى المشهههور(‪ ،‬لنههه مههن المرفههق إذ هههو مجمههوع‬
‫العظام الثلث )أو( قطع من )فوقه نههدب( غسههل )بههاقي عضههده(‬
‫محافظة على التحجيل التي )الرابع مسمى مسح( بيههد أو غيرههها‬
‫)لبشرة رأسه(‪ ،‬وإن قل حتى البياض المحاذي ل على الدائر حول‬
‫الذن كما بينته في شرح الرشاد الصغير وحههتى عظمههه إذا ظهههر‬
‫دون باطن مأمومة كما قاله بعضهم وكأنه لحههظ أن الول يسههمى‬
‫رأسا بخلف الثههاني )أو( مسههمى مسهح لبعهض )شههعر( أو شهعرة‬
‫واحدة )في حده( أي الههرأس بههأن ل يخههرج بالمههد عنههه مههن جهههة‬
‫نزوله واسترساله‪ ،‬فإن خرج منها ولم يخرج من غيرها مسح غيههر‬
‫الخارج‪ ،‬وإنما أجزأ تقصيره في النسههك مطلقهها‪ ،‬لنهه ثههم مقصههود‬
‫لذاته‪ ،‬وهنا تابع للبشرة والخارج غير تابع لها ولو وضع يده المبتلة‬
‫على خرقة على رأس فوصل إليه البلل أجزأ قيل المتجه تفصههيل‬
‫الجرموق ا ه‪ ،‬ويرد بما مر أنه حيث حصل الغسل بفعله بعد النيههة‬
‫لم يشترط تذكرها عنده والمسح مثله ويفرق بينه وبين الجرموق‬
‫بأن ثم صارفا‪ ،‬وهو مماثلة غير الممسوح عليه لههه فاحتيههج لقصههد‬
‫مميز ول كذلك هنا وذلك للية مع فعله صلى الله عليه وسلم فإنه‬
‫اقتصر على مسح الناصية‪ ،‬وهي ما بين النزعتين وهههو دون الربههع‬
‫بل دون نصفه وليههس الذنههان منههه وخههبر }الذنههان مههن الههرأس{‬
‫ضعيف‪ ،‬وإنما وجب تعميم الوجه فههي الههتيمم‪ ،‬لنههه بههدل فههأعطي‬
‫حكم مبدله ول يرد مسح الخف لجوازه مههع القههدرة علههى الصههل‬
‫فلم تتحقههق فيههه البدليههة )والصههح جههواز غسههله( بل كراهههة‪ ،‬لنههه‬
‫محصل لمقصود المسح مههن وصههول البلههل للههرأس وزيههادة وهههذا‬
‫مراد من عههبر بههأنه مسههح وزيههادة فل يقههال المسههح ضههد الغسههل‬
‫فكيف يحصله مع زيادة‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬عللوا هنا عدم كراهة الغسل بأنه الصل وفرقههوا بيههن‬
‫وجوب التعميم في المسح فهي الهتيمم ل هنها بهأنه ثهم بهدل وهنها‬
‫أصل فنتج أن كل مههن الغسههل والمسههح أصههل وحينئذ فقياسههه أن‬
‫الغسل أحد ما صدقات الههواجب المخيههر فكيههف يقولههون بإبههاحته‪،‬‬
‫وأنه غير مطلههوب وقههد ذكههرت الجههواب عنههه فههي شههرح الرشههاد‬
‫الصغير وقد يجاب أيضا بههأن فههي الغسههل حيثيههتين حصههول البلههل‬
‫المقصود من المسح والزيادة على ذلك فهههو مههن الحيثيههة الولههى‬
‫أصلي وواجب ومن الحيثية الثانية ل ول بل مباح فل تنافي‬
‫]تنبيه آخر[‪ :‬قد يقال يعارض ما ذكر مههن إجههزاء نحههو الغسههل‬
‫القاعدة الصولية أنه ل يجوز أن يسههتنبط مههن النههص معنههى يعههود‬
‫عليه بالبطال ويجاب بأن هذا ليس من تلههك بههل مههن قاعههدة أنههه‬
‫يستنبط من النص معنى يعممه‪ ،‬وهههو هنهها بنههاء علههى أنههه معقههول‬
‫المعنى الرخصة في هذا العضو لستره غالبا كما مر وحينئذ فيلزم‬
‫من الكتفاء فيه بالقل الكتفههاء فيههه بالكمههل حمل للمسههح علههى‬
‫وصول البلههل الصههادق بحقيقههة المسههح وحقيقههة الغسههل فتههأمله‪،‬‬
‫وبهذا يعلم ورود السؤال على القائلين بالتعبد إل أن يكونوا قائلين‬
‫بتعييههن المسههح )و( جههواز )وضههع اليههد( عليههه )بل مههد( لحصههول‬
‫المقصود المذكور به )الخامس غسل رجليه مههع كعههبيه( مههن كههل‬
‫رجههل أو مسههح خفيهمهها بشههروطه قههال تعههالى }وأرجلكههم إلههى‬
‫الكعبين{ بنصبه‪ ،‬وهو واضح وبجره على الجواز خلفهها لمههن زعههم‬
‫امتناعه وفصل بين المعطوفين للشههارة إلههى وجههوب الههترتيب أو‬
‫عطفا علههى الههرءوس حمل علههى مسههح الخفيههن أو علههى الغسههل‬
‫الخفيف إذ العرب تسميه مسحا وحكمتههه أنهمهها مظنههة للسههراف‬
‫فأشير لتركه بذلك والحامل على ذلك الجماع على تعين غسلهما‬
‫حيث ل خف وخلف الشيعة في ذلك وغيره ل يعتد بههه ودل علههى‬
‫دخول الكعبين هنا ما مر فهي المرفقيههن وهمها العظمهان النههاتئان‬
‫مههن الجههانبين عنههد مفصههل السههاق والقههدم ولههو فقههد الكعههب أو‬
‫المرفق اعتبر قدره أي من غالب أمثاله فيما يظهر بخلف مهها إذا‬
‫وجد في غير محله المعتاد كأن لصههق المرفهق المنكههب والكعههب‬
‫الركبة فإنه يعتبر وكذا في الحشههفة كمهها اقتضههاه إطلقهههم وقههال‬
‫جمع متأخرون‪ :‬يعتبر قدره من غالب النههاس والنصههوص وكلمهههم‬
‫محمولن على غالب‪ ،‬ويجب هنا جميع ما مههر نظيههره فههي اليههدين‬
‫بما عليهما وما حاذاهما وهنا وثم إزالة ما بنحو شههق أو جههرح مههن‬
‫نحو شمع أو دواء ما لم يصل لغور اللحم الغيههر الظههاهر أو يلتحههم‬
‫فل وجوب أو يضره فيتيمم )السههادس‪ :‬ترتيبههه هكههذا( مههن تقههديم‬
‫غسل الوجه فاليدين فههالرأس فههالرجلين لفعلههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم المبين للوضوء المأمور به ولقوله في حجة الوداع }ابههدءوا‬
‫بمهها بههدأ اللههه بههه{ والعههبرة بعمههوم اللفههظ‪ ،‬ولن الفصههل بيههن‬
‫المتجانسين ل بد له من فائدة هي وجوب الترتيب ل نههدبه بقرينههة‬
‫المر في الخبر فلو غسل أربعة أعضائه معا لم يحسب إل الههوجه‬
‫ول يسقط كبقية الفروض والشروط لنسيان أو إكههراه‪ ،‬لنههها مههن‬
‫باب خطاب الوضع )فلو اغتسل محههدث( فههي مههاء قليههل أو كههثير‬
‫بنية مما مر حتى نية الوضوء على الوجههه أو نيههة نحههو الجنابههة أو‬
‫أداء الغسل غلطا ل عمدا خلفا للزركشي )فالصح أنههه إن أمكههن‬
‫تقدير( وقوع )ترتيب( في الخارج )بأن غطس ومكث( بقدر زمههن‬
‫الترتيب )صح( له الوضوء )وإل( يمكث بأن خههرج حههال )فل( يصههح‬
‫)قلت الصح الصحة بل مكههث واللهه أعلهم(‪ ،‬لن الغسههل فيمهها إذا‬
‫أتى بنية صالحة لههه يكفههي للكههبر فههأولى الصههغر ول نظههر لكههون‬
‫المنههوي حينئذ طهههرا غيههر مرتههب‪ ،‬لن النيههة ل تتعلههق بخصههوص‬
‫الترتيب ولتقدير الترتيب في لحظات لطيفة‪ ،‬وإن لم تحههس قيههل‬
‫هذا خلف الفرض إذ هو أنه ل يمكن تقدير ترتيبه‪ ،‬ويههرد بمنههع مهها‬
‫علل به كيف والتقدير من المههور الوهميههة ل الحسههية وشههتان مهها‬
‫بينهما وقول الروياني أن نية الوضههوء بغسههله أي أو رفههع الحههدث‬
‫الصغر ل تجزئه إذا لم يمكنه الترتيب حقيقة مبنههي علههى طريقههة‬
‫الرافعي خلفا لمن زعم بناءه علههى الطريقههتين لمهها يههأتي وبحههث‬
‫ابن الصلح عدم الجزاء عند نية ذلك أي‪ ،‬وإن أمكن‪ ،‬لنه لم يقههم‬
‫الغسل مقام الوضوء ضعيف وما علل به ممنوع إذ ل ضههرورة بههل‬
‫ول حاجههة لهههذه القامههة بههل العلههة الصههحيحة هههي إمكههان تقههدير‬
‫الترتيب فكفته نية ما يتضمن ذلك من جميع ما ذكههر حههتى قصههده‬
‫بغسله الوضوء ومن ثم كان الوجه أنه ل يؤثر نسيان لمعة أو لمههع‬
‫في غير أعضاء الوضوء بل لو كان علههى مهها عههدا أعضههاء الوضههوء‬
‫مانع كشمع لم يؤثر فيما يظهر سواء أمكن تقههدير الههترتيب أم ل‪.‬‬
‫ومن قيد كالسنوي ومن تبعه بإمكانه إنما أراد التفريع على العلههة‬
‫الولى الضعيفة خلفا لمن زعم تفريعه علهى العلهتين ومها أفهمهه‬
‫المتن من أن الغمس ل بد منه‪ ،‬وأن الخلف إنما هو فههي المكههث‬
‫هو كذلك‪ ،‬لن تقدير الترتيب ل يأتي إل عند عمههوم المههاء لعضههاء‬
‫الوضوء معا في حالة واحدة وما ذكرته من أن الغمس في القليل‬
‫أي مع تأخر النيههة عههن الغمههس يرفههع الحههدث عههن جميههع أعضههاء‬
‫الوضوء‪ ،‬وإن لم يمكث نظرا لذلك التقدير هههو المنقههول المعتمههد‬
‫خلفا لمن زعم رفعه عن الههوجه فقههط إل أن يحمههل علههى تقههدم‬
‫النية على غمسه وسيعلم مما يأتي في الغسل أنه لو غسل جنب‬
‫بدنه إل أعضاء الوضوء ثههم أحههدث لههم يجههب ترتيبههها‪ ،‬لن الصههغر‬
‫اندرج فكأنه لم يوجد‪ ،‬وإنما سنت نية رفعه خروجا من خلف مههن‬
‫لم يقل باندراجه فل تنافي خلفا لمن وهههم فيههه أو إل رجليههه مثل‬
‫ثم أحدث كفاه غسلهما عههن الكههبر بعههد بقيههة أعضههاء الوضههوء أو‬
‫قبلها أو في أثنائها والموجود في الخيرين وضوء خال عههن غسههل‬
‫الرجلين وهما مكشوفتان بل علة إذ لم يجب فيه غسههلهما ل عههن‬
‫الترتيب لوجوبه فيما عداهما )وسننه( أي الوضوء )السههواك( هههذا‬
‫الحصر إضافي باعتبار المذكور هنا فل اعتراض‪ ،‬وهو مصدر سههاك‬
‫فاه يسوكه وهو لغة الدلك وآلته‪ ،‬وشرعا استعمال نحو عههود فههي‬
‫السنان وما حولها وأقله مرة إل إن كان لتغيههر فل بههد مههن إزالتههه‬
‫فيما يظهر ويحتمل الكتفاء بها فيه أيضا‪ ،‬لنها تخففه وذلك للخههبر‬
‫الصحيح }لول أن أشههق علههى أمههتي لمرتهههم بالسههواك عنههد كههل‬
‫وضوء{ أي أمرا يجاب ومحله بين غسل الكفين والمضمضههة‪ ،‬لن‬
‫أول سننه التسمية كما يأتي ويسن في السواك حيث ندب ل بقيد‬
‫كونه في الوضوء‪ ،‬وإن أوهمته العبارة اتكههال علههى مهها هههو واضههح‬
‫كونه )عرضا( أي في عرض السنان ظاهرها وباطنها ل طههول بههل‬
‫يكره لخبر مرسل فيه وخشية إدماء اللثة وإفساد عمههور السههنان‬
‫ومع ذلك يحصل به أصل السههنة نعههم اللسههان يسههتاك فيههه طههول‬
‫لخبر فيه في أبههي داود وشههرط السههواك أن يكههون بمزيههل‪ ،‬وهههو‬
‫الخشن فيجههزئ )بكههل خشههن( ولههو نحههو سههعد وأشههنان لحصههول‬
‫المقصود به مهن النظافههة وإزالهة التغيهر نعهم يكهره بمهبرد وعههود‬
‫ريحان يؤذي‪ ،‬ويحرم بذي سم ومع ذلك يحصههل بههه أصههل السههنة‪،‬‬
‫لن الكراهة أو الحرمة لمر خارج والعود أفضل مههن غيههره وأوله‬
‫ذو الريح الطيب وأوله الراك للتباع مع ما فيه مههن طيههب طعههم‬
‫وريح وتشعيرة لطيفة تنقي ما بين السنان ثم بعههده النخههل‪ ،‬لنههه‬
‫آخر سواك استاك به رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وصههح‬
‫أيضا أنه كان أراكا لكن الول أصح أو كل راو قههال بحسههب علمههه‬
‫ثم الزيتون لخبر الدارقطني }نعم السههواك الزيتههون مههن شههجرة‬
‫مباركة تطيب الفم وتذهب بالحفر أي‪ ،‬وهو داء في السنان‪ ،‬وهههو‬
‫سواكي وسواك النبياء قبلي{ واليابس المندى بالمههاء أولههى مههن‬
‫الرطب ومن المندى بماء الههورد أي مههن جنسههه ويحتمههل مطلقهها‬
‫وذلك‪ ،‬لن في المههاء مهن الجلء مهها ليههس فهي غيهره‪ .‬ويظهههر أن‬
‫اليابس المندى بغير الماء أولى من الرطب‪ ،‬لنه أبلغ فههي الزالههة‬
‫)إل أصبعه( المتصلة فل يحصل بها أصل سنة السواك‪ ،‬وإن كههانت‬
‫خشنة )في الصح( قالوا‪ ،‬لنها ل تسمى سواكا ولما كههان فيههه مهها‬
‫فيه اختار المصنف وغيره حصوله بها أما الخشنة من أصههبع غيههره‬
‫ولو متصلة وأصبعه المنفصلة فيجزئ‪ ،‬وإن قلنا يجههب دفنههها فههورا‬
‫وبحث السنوي إجزاءها‪ ،‬وإن قلنها بنجاسهتها ككهل خشهن نجهس‪،‬‬
‫ويلزمه غسل الفم فورا لعصيانه واعترض بأن قياس عههدم إجههزاء‬
‫الستنجاء بالمحترم والنجس عههدمه هنهها وجههوابه أن ذاك رخصههة‪،‬‬
‫وهههي ل تنههاط بمعصههية والمقصههود منههه الباحههة‪ ،‬وهههي ل تحصههل‬
‫بنجس بخلف هذا ليههس رخصههة إذ ل يصههدق عليههه حههدها بههل هههو‬
‫عزيمة المقصود منه مجرد النظافة فل يههؤثر فيههه ذلههك ول ينههافيه‬
‫خلفا لبعضهم خبر }السواك مطهرة للفم{‪ ،‬لن معناه آلههة تنقيههه‬
‫وتزيل تغيره فهي طهارة لغوية ل شرعية كما هو واضح ول يجههب‬
‫عينا بل الواجب على من أكل نجسا له دسههومة إزالتههها ولههو بغيههر‬
‫سواك )ويسن( أي يتأكد )للصلة( فرضها ونفلههها‪ ،‬وإن سههلم مههن‬
‫كل ركعتين وقرب الفصههل ولههو لفاقههد الطهههورين‪ ،‬وإن لههم يتغيههر‬
‫فمه‪ .‬والقياس أنه لو تركه أولها سن له تداركه أثناءها بفعل قليل‬
‫كما يسن له دفع المار بين يههديه بشههرطه وإرسههال شههعر أو كههف‬
‫ثوب ولو من مصل آخههر ولسههجدة التلوة أو الشههكر‪ ،‬وإن تسههوك‬
‫للقهراءة علهى الوجهه ويفهرق بينهه وبيهن تهداخل بعهض الغسهال‬
‫المسنونة بأن مبناها علههى التههدخل لمشههقتها ومههن ثههم كفههت نيههة‬
‫أحدها عن باقيها ول كذلك هنا لما تقههرر أنههه يسههن لكههل ركعههتين‪،‬‬
‫وإن قرب الفصل‪ ،‬ولنه يسن للصهلة‪ ،‬وإن تسهوك لوضهوئها ولهم‬
‫يفصل بينهما‪ ،‬ويفعله القارئ بعد فراغ الية وكذا السامع كمهها هههو‬
‫ظاهر إذ ل يدخل وقتها في حقه أيضا إل به فمن قال يقدمه عليههه‬
‫لتتصل هي بههه لعلههة لرعايههة الفضههل ولصههلة الجنههازة وللطههواف‬
‫وذلك لخبر الحميههدي بإسههناد جيههد }ركعتههان بسههواك أفضههل مههن‬
‫سبعين ركعهة بل سههواك{ وليههس فيهه دليهل علههى أفضهليته علهى‬
‫الجماعة التي هي بسبع وعشرين درجة‪ ،‬لنه لم يتحد الجزاء فههي‬
‫الحديثين‪ ،‬لن درجة من هذه قههد تعههدل كههثيرا مههن تلههك السههبعين‬
‫ركعة وأيضا خبر الجماعة أصح بل في المجموع إن خههبر السههواك‬
‫ضعيف من سههائر طرقههه‪ ،‬وإن الحههاكم تسههاهل علههى عههادته فههي‬
‫تصحيحه فضل عن قوله أنه على شرط مسلم‪ .‬وقههول ابههن دقيههق‬
‫العيد المراد بالدرجة الصلة لخبر مسههلم }صههلة الجماعههة تعههدل‬
‫خمسا وعشرين من صلة الفذ{ منازع فيه بأنه ليس متفقها عليهه‬
‫كما صرحوا به أي لمكان الخذ بقضيته مضموما للدرجة التي في‬
‫غيههره فتكههون صههلة الجماعههة بخمههس وعشههرين صههلة وخمههس‬
‫وعشرين درجة وهذا هو الليق ببههاب الثههواب المبنههي علههى سههعة‬
‫الفضل والمانع من حصههره بحمههل الدرجههة علههى الصهلة‪ ،‬ويمنعهه‬
‫أيضهها أن روايههة الصههلة خمههس وعشههرين وروايههة الدرجههة سههبع‬
‫وعشرون فكيف يتأتى الحمههل مههع ذلههك وحينئذ فل إشههكال بههوجه‬
‫وبتسههليم أن الدرجههة الصههلة فل شههك أن للجماعههة فههوائد أخههرى‬
‫زائدة على هذا التضعيف في مقابلة الخطأ إليههها وتههوفر الخشههوع‬
‫والحفظ من الشيطان المقتضي لمزيد الكمال والثواب وغير ذلك‬
‫مما وردت به السههنة وذلههك يزيههد علههى زيههادة السههواك بكههثير فل‬
‫تعارض‪ .‬وأما الحمل الذي ذكره شيخنا في شرح الروض فل يخلو‬
‫عن تكلف ومخالفة لظاهر الحديثين فيحتاج لدليل لمكههان الجمههع‬
‫بغيره مما يوافق ظاهرهما كما علمت وجاء بسند حسن عههن ابههن‬
‫عمران }الجماعة في مسجد العشيرة بخمس عشرة صلة وفههي‬
‫مسجد الجماعة بخمس وعشرين{ ومثل هذا ل دخههل للههرأي فيههه‬
‫فهو في حكم المرفوع وبه ينههدفع أيضهها تفسههير الدرجههة بالصههلة‪،‬‬
‫لن أحههاديث الدرجههة متفقههة علههى الخمههس والعشههرين وأحههاديث‬
‫الصلة مختلفة فدل على أن الدرجة غير الصلة‪ ،‬لنها لههم تختلههف‬
‫بالمحال والصلة اختلفت بههها وحينئذ فتكههون الصههلة جماعههة فههي‬
‫مسجد العشيرة‪ ،‬وهو ما بإزاء الههدور بههاثنين وأربعيههن صههلة وفههي‬
‫مسجد الجماعة وهو الجامع الكثر جماعة غالبهها بههاثنين وخمسههين‬
‫صلة وبهذا يتأيد ما قدمته أن تضعيف الجماعة يزيد على تضههعيف‬
‫السواك بكثير ولو عرف من عههادته إدمههاء السههواك لفمهه اسههتاك‬
‫بلطف وإل تركه‪ ،‬ويفعله لها ولغيرها ولو بالمسجد إن أمن وصول‬
‫مستقذر إليه وكراهة بعض الئمة له فيه أطالوا في ردههها )وتغيههر‬
‫الفم( ريحا أو لونا بنحو نوم أو أكل كريه أو طول سكوت أو كههثرة‬
‫كلم للخبر الصحيح }السواك مطهرة{ أي بكسههر الميههم وفتحههها‬
‫مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل من التطهير أو اسم لللههة للفههم‬
‫مرضاة للرب‪ .‬ويتأكد في مواضع أخر كقههراءة قههرآن أو حههديث أو‬
‫علم شرعي أو آلته وكذكر كالتسمية أول الوضوء ولدخول مسجد‬
‫ولو خاليا ومنزل ولو لغيره ثم يحتمل تقييده بغير الخههالي ويفههرق‬
‫بينه وبين المسجد بأن ملئكته أفضل فروعوا كما روعههوا بكراهههة‬
‫دخوله خاليا لمن أكل كريها بخلف غيره‪ ،‬ويحتمل التسوية والول‬
‫أقرب ولرادة أكل أو نوم ولستيقاظ منه وبعد وتههر وفههي السههحر‬
‫وعند الحتضار وللصائم قبل أوان الخلوف‬
‫]تنبيه[‪ :‬ندبه للذكر الشامل للتسمية مههع نههدبها لكههل أمههر ذي‬
‫بال الشامل للسواك يلزمه دور ظاهر ل مخلص عنه إل بمنع ندب‬
‫التسمية له ويوجه بأنه حصل هنا مانع منها هو عدم التأهل لكمال‬
‫النطق بها ويسن أن يكون باليمين مطلقا‪ ،‬لنها ل تباشر القذر مع‬
‫شرف الفههم وشههرف المقصههود بالسههواك وأن يبههدأ بجههانب الفههم‬
‫اليمن‪ ،‬وينبغي أن ينوي بالسواك السنة كالنسهل بالجمهاع ويؤخهذ‬
‫منه أن ينبغي بمعنى يتحتم حتى لو فعل ما لم تشمله نية ما سههن‬
‫فيه بل نية السنة لم يثب عليه وأن يعوده الصبي ليألفه وأن يجعل‬
‫خنصره وإبهامه تحته والصابع الثلثة الباقية فوقه وأن يبلههع ريقههه‬
‫أول استياكه إل لعذر وأن ل يمصه وأن يضعه فههوق أذنههه اليسههرى‬
‫لخبر فيه واقتداء بالصحابة رضههي اللههه عنهههم‪ ،‬فههإن كههان بههالرض‬
‫نصبه ول يعرضه وأن يغسله قبل وضعه كما إذا أراد السههتياك بههه‬
‫ثانيا وقد حصل به نحو ريح ول يكره إدخاله مههاء وضههوئه أي إل إن‬
‫كان عليه ما يقذره كما هو ظاهر وأن ل يزيد في طوله على شبر‬
‫وأن ل يسههتاك بطرفههه الخههر قيههل‪ ،‬لن الذى يسههتقر فيههه‪ .‬وهههو‬
‫بسواك الغيههر بل إذن ول علههم رضهها حههرام وإل فخلف الولههى إل‬
‫للتبرك كما فعلتهه عائشهة رضههي اللهه عنههها‪ ،‬ويتأكههد التخليههل إثههر‬
‫الطعام قيل بل هو أفضل للختلف في وجوبه‪ ،‬ويرد بههأنه موجههود‬
‫في السواك أيضا مع كثرة فههوائده الههتي تزيههد علههى السههبعين ول‬
‫يبلع ما أخرجه بالخلل بخلف لسههانه‪ ،‬لن الخههارج بههه يغلههب فيههه‬
‫عدم التغير )ول يكره( في حالة من الحالت بل هههو سههنة مطلقهها‬
‫ولو لمن ل أسنان له لما مههر أنههه مرضههاة للههرب )إل للصههائم بعههد‬
‫الزوال(‪ ،‬لن خلوف فمه‪ ،‬وهو بضههم أولههه ويفتههح فههي لغههة شههاذة‬
‫تغيره أطيب عند الله من ريح المسك يههوم القيامههة كمهها صههح بههه‬
‫الحديث وذكر يوم القيامة‪ ،‬لنههه محههل الجههزاء وإل فههأطيبيته عنههد‬
‫الله موجودة في الدنيا أيضا كمهها دل عليههه حههديث آخههر وأطيههبيته‬
‫تدل على طلب إبقائه ودل على تخصيصه بما بعد الزوال مهها فههي‬
‫خبر رواه جماعة وحسنه بعضهم أن مههن خصوصههيات هههذه المههة‬
‫أنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند اللههه مههن ريههح المسههك‬
‫والمساء لما بعد الزوال‪ ،‬ويمتد لغة إلههى نصههف الليههل ومنههه إلههى‬
‫الزوال صباح وحكمة اختصاصه بذلك أن التغير بعده يتمحض عههن‬
‫الصوم لخلو المعدة بخلفه قبله‪ ،‬وإنما حرمههت إزالهة دم الشهههيد‪،‬‬
‫لنها تفويت فضيلة على الغير ومن ثم لو سوك الصائم غيره بغير‬
‫إذنه حرم عليه لذلك ولو تمحض التغير مههن الصههوم قبههل الههزوال‬
‫بأن لم يتعاط مفطرا ينشأ عنه تغير ليل كره مههن أول النهههار ولههو‬
‫أكل بعد الزوال ناسيا مغيرا أو نام وانتبه كره أيضهها علههى الوجههه‪،‬‬
‫لنه ل يمنع تغير الصوم ففيه إزالة له ولو ضمنا وأيضهها فقههد وجههد‬
‫مقتض هو التغير ومانع هو الخلوف والمانع مقههدم إل أن يقههال إن‬
‫ذلك التغير أذهب تغير الصوم لضمحلله فيه وذهابه بالكلية فسن‬
‫السواك لذلك كما عليه جمع وتزول الكراهة بالغروب‬
‫]تنبيه[‪ :‬هل تكههره إزالههة الخلههوف بعههد الههزوال بغيههر السههواك‬
‫كأصبعه الخشنة المتصلة‪ ،‬لن السواك لم يكره لعينههه بههل لزالتههه‬
‫له كما تقرر فكان ملحظ الكراهة زواله‪ ،‬وهو أعههم مههن أن يكههون‬
‫بسواك أو بغيره أول كما دل عليه ظاهر تقييدهم إزالتههه بالسههواك‬
‫وإل لقالوا هنا أو في الصوم يكره للصائم إزالههة الخلههوف بسههواك‬
‫أو غيههره كههل محتمههل والقههرب للمههدرك الول ولكلمهههم الثههاني‬
‫فتأمله )والتسمية أوله( أي الوضوء للتباع ولخبر }ل وضههوء لمههن‬
‫لم يسم{ وأخذ منه أحمد وجوبها ورده أصههحابنا بضههعفه أو حملههه‬
‫على الكامل لما يأتي فههي المضمضههة وأقلههها بسههم اللههه وأكملههها‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم )فإن ترك( ها ولو عمههدا )ففههي أثنههائه(‬
‫يأتي بها تداركا لها قائل بسم الله أوله وآخره ل بعههد فراغههه وكههذا‬
‫في الكل ونحوه كما يصرح به كلم الروضههة وغيرههها بخلف نحههو‬
‫الجماع لكراهة الكلم عنده‪ ،‬وهي هنا سنة عين وفههي نحههو الكههل‬
‫سنة كفاية لما يأتي رابع أركان الصلة‪ ،‬ويتردد النظر فههي الجمههاع‬
‫هل يكفي تسمية أحدهما والظاهر نعم )وغسل كفيه( إلى كههوعيه‬
‫)وإن تيقن طهرهما( ويسن غسلهما معا للتباع قيل ظاهر تقديمه‬
‫السواك أنه أول سههننه ثههم بعههده التسههمية ثههم غسههل الكفيههن ثههم‬
‫المضمضة ثم الستنشاق وبه صرح جمع متقدمون قال الذرعههي‪،‬‬
‫وهو المنقول وإليه يشير الحديث والنص ا هه‪ .‬وليس كما قال بههل‬
‫المنقههول عههن الشههافعي وكههثير مههن الصههحاب أن أولههه التسههمية‬
‫وجزم به المصنف في مجمههوعه وغيههره فينههوي معههها عنههد غسههل‬
‫اليدين إذ هو المراد بأوله في المتن بأن يقرن النيههة بههها عنههد أول‬
‫غسلهما كقرنها بتحرم الصلة وحينئذ فيحتمل أنه يتلفظ بالنية بعد‬
‫البسملة وعليه جريت في شرح الرشههاد لتشههمله بركههة التسههمية‬
‫ويحتمل أنه يتلفظ بها قبلها كما يتلفظ بها قبههل التحههرم ثههم يههأتي‬
‫بالبسههملة مقارنههة للنيههة القلبيههة كمهها يههأتي بتكههبير التحههرم كههذلك‬
‫فاندفع ما قيل قرنها بههها مسههتحيل‪ ،‬لنههه يسههن التلفههظ بالنيههة ول‬
‫يعقل التلفظ معه بالتسههمية وممههن صههرح بههأنه ينهوي عنهد غسههل‬
‫اليدين الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب وابن الصباغ فههالمراد‬
‫بتقديم التسمية على غسلهما الذي عبر به غير واحد تقديمها على‬
‫الفههراغ منهه‪ .‬وعلهى ههذا المعتمهد يكههون السههتياك بيهن غسهلهما‬
‫والمضمضة كما استظهره ابن الصلح كالمام ووجهه بعضهم بههأن‬
‫المههاء حينئذ يكههون عقبههه كمهها يجمههع فههي السههتنجاء بيههن المههاء‬
‫والحجر‪ ،‬ويلزم الول خلو السواك عن شمول بركة التسمية له أو‬
‫مقارنتها لههه دون غسههل الكفيههن وهههو خلف مهها صههرحوا بههه كمهها‬
‫علمت واعتبر قرن النية بما ذكر ليثاب عليه إذ ما تقدمها ل ثههواب‬
‫فيه‪ ،‬وإنما أثيب ناوي الصوم ضحوة من أول النهار‪ ،‬لنههه ل يتجههزأ‬
‫ويجزئ هنا نية مما مر‪ .‬وكذا لو نوى بكل السههنة كمهها هههو ظههاهر‪،‬‬
‫لنه تعهرض للمقصهود )فهإن لهم يههتيقن طهرهمهها( بههأن تههردد فيهه‬
‫وصدقه بتيقن نجاستهما غيههر مههراد لوضههوحه )كههره غمسهههما( أو‬
‫غمس إحداهما )في النههاء( الههذي فيههه مههائع أو مههاء دون القلههتين‬
‫)قبل غسلهما( ثلثا لنهي المستيقظ عن غمس يده في الناء قبل‬
‫غسلها ثلثا معلل له بأنه ل يههدري أيههن بههاتت يههده الههدال علههى أن‬
‫سبب النهي توهم النجاسة لنوم أو غيره‪ ،‬وإنما لههم تههزل الكراهههة‬
‫بمرة مع تيقن الطهر بها‪ ،‬لن الشههارع إذا غيهها حكمهها بغايههة فإنمهها‬
‫يخرج عن عهدته باستيفائها فاندفع استشههكال هههذا بهأنه ل كراهههة‬
‫عند تيقن الطهر ابتداء‪ .‬ومن ثم بحههث الذرعههي أن محههل هههذا إذا‬
‫كان مستندا ليقيههن غسههلهما ثلثهها فلههو غسههلهما فيمهها مضههى مههن‬
‫نجس متيقن أو متوهم دون ثلث بقيت الكراهة وهذه الثلث هههي‬
‫الثلث أول الوضوء لكنههها فههي حالههة الههتردد يسههن تقههديمها علههى‬
‫الغمس فيما مر )و( بعد غسل الكفيههن تسههن )المضمضههة و( بعههد‬
‫المضمضة كما أفهمه قوله‪ :‬التي ثم يستنشق يسن )الستنشاق(‬
‫للتباع ولم يجبا للحديث الصحيح }ل تتم صلة أحدكم حتى يسههبغ‬
‫الوضههوء كمها أمههره اللههه فيغسههل وجههه‪ ،‬ويههديه‪ ،‬ويمسههح رأسهه‪،‬‬
‫ويغسل رجليه{ وخبر }تمضمضوا واستنشقوا{ ضعيف وحكمتهما‬
‫معرفة أوصاف الماء )والظهر أن فصههلهما أفضههل( مههن جمعهمهها‬
‫لخبر فيه )ثم( على هذا )الصح( أن الفضل أنه )يتمضمض بغرفة‬
‫ثلثا ثم يستنشق بههأخرى ثلثهها( حههتى ل ينتقههل عههن عضههو إل بعههد‬
‫كمال طهره ومقابله ثلث لكههل متواليههة أو متفرقههة‪ ،‬لنههه أنظههف‬
‫وأفادت ثم ما مر من أن الترتيب هنا مسههتحق علههى كههل قههول ل‬
‫مستحب لختلف المحل كسائر العضهاء فمهتى قهدم شهيئا علهى‬
‫محله كأن اقتصر على الستنشاق لغا واعتههد بمهها وقههع بعههده فههي‬
‫محلهه مهن غسهل الكفيهن فالمضمضهة فالستنشهاق‪ ،‬لن اللغههي‬
‫كالمعدوم كما صرحوا به في العفههو عههن الديههة ابتههداء فلهه العفههو‬
‫بعده عن القود عليها‪ ،‬لن عفوه الول لما وقع في غير محله كان‬
‫بمنزلة المعدوم فجاز له العفو عن القود عليها‪ ،‬فإن قلههت قيههاس‬
‫ما يأتي أنه لو أتى بالتعوذ قبل دعاء الفتتههاح اعتههد بههالتعوذ وفههات‬
‫دعاء الفتتاح العتداد بالستنشاق فيما ذكر وفوات ما قبلههه قلههت‬
‫يفرق بأن القصهد بهدعاء الفتتهاح أن يقهع الفتتهاح بهه ول يتقهدمه‬
‫غيره وبالبداءة بالتعوذ فإن ذلك لتعذر الرجوع إليه والقصد بالتعوذ‬
‫أن تليه القراءة وقد وجد ذلك فاعتد به لوقههوعه فههي محلههه‪ .‬ومهها‬
‫نحن فيه ليس كذلك‪ ،‬لن كل عضو من العضاء الثلثههة المقصههود‬
‫منههه بالههذات تطهيههره وبالعرضههل وقههوعه فههي محلههه وبالبتههداء‬
‫بالستنشاق فات هذا الثههاني فوقههع لغههوا وحينئذ فكههأنه لههم يفعههل‬
‫شههيئا فسههن لههه غسههل اليههدين فالمضمضههة فالستنشههاق ليوجههد‬
‫المقصود من التطهير ووقوع كل في محله إذ لم يوجههد مههانع مههن‬
‫ذلك فتأمله‪ ،‬ويأتي في تقديم الذنين على محلهمهها مهها يؤيههد ذلههك‬
‫وقدمت لشرف منافع الفههم‪ ،‬لنههه محههل قههوام البههدن أكل ونحههوه‬
‫والروح ذكرا ونحوه وأقلهما وصول الماء للفههم والنههف وأكملهمهها‬
‫أن يبالغ في ذلك كما قال )ويبالغ فيهما غير( برفعه فههاعل ونصههبه‬
‫استثناء أو حال من ضمير المتوضئ الدال عليه السههياق )الصههائم(‬
‫لمر بذلك في الخبر الصحيح بههأن يبلههغ المههاء إلههى أقصههى الحنههك‬
‫ووجهي السنان واللثات ويسن إمرار الصبع اليسرى عليههها ومههج‬
‫الماء‪ ،‬ويصعد الماء بنفسه إلى خيشومه مع إدخال خنصههر يسههراه‬
‫وإزالة ما فيه مههن أذى ول يستقصههى فيههه فههإنه يصههير سههعوطا ل‬
‫استنشاقا أي كامل وإل فقد حصل به أقله كما علههم ممهها مههر فههي‬
‫بيان أقله أما الصائم فل يبالغ كذلك خشية السههبق إلههى الحلههق أو‬
‫الدماغ فيفطر ومن ثم كرهت له‪ .‬وإنمهها حرمههت القبلههة المحركههة‬
‫للشهههوة لن أصههلها غيههر منههدوب مههع أن قليلههها يههدعو لكثيرههها‬
‫والنزال المتولد منها ل حيلة في دفعه وهنا يمكنه مج الماء )قلت‬
‫الظهر تفضيل الجمع( بينهما لصههحة أحههاديثه علههى الفصههل لعههدم‬
‫صحة حديثه والفضل على الجمههع كههونه )بثلث غههرف يتمضههمض‬
‫من كل ثم يستنشق( من كل )والله أعلم( لورود التصريح به فههي‬
‫روايههة البخههاري وقيههل يجمههع بينهمهها بغرفههة واحههدة وعليههه قيههل‬
‫يتمضمض ثلثها ولء ثههم يستنشهق ثلثها ولء وقيههل يتمضهمض ثهم‬
‫يستنشق ثههم ثانيههة كههذلك ثههم ثالثههة كههذلك والكههل مجههزئ‪ ،‬وإنمهها‬
‫الخلف في الفضل‬
‫)وتثليث الغسل( ولو للسلس علههى الوجههه خلفهها للزركشههي لمهها‬
‫يأتي أنه يغتفر له التأخير لمندوب يتعلههق بالصههلة وذلههك للجمههاع‬
‫على طلبه‪ ،‬ويحصل بتحريك اليد ثلثا ولو في مههاء قليههل‪ ،‬وإن لههم‬
‫ينو الغتراف على المعتمد لما مر أنه ل يصههير مسههتعمل بالنسههبة‬
‫لها إل بالفصل كبدن جنب انغمس ناويا في ماء قليل‪ ،‬ويههأتي فههي‬
‫تثليث الغسل ما يوضح ذلك فبحههث أنههه لههو ردد مههاء الولههى قبههل‬
‫انفصاله عن نحو اليد عليها ل تحسب ثانية‪ ،‬فيههه نظههر‪ ،‬وإن أمكههن‬
‫توجيهه بأن القصد منها النظافة والستظهار فل بد من مههاء جديههد‬
‫وقد يحرم بأن ضاق الوقت بحيث لو ثلث لم يدرك الصههلة كاملههة‬
‫فيه وقهول الشهارح أن تركهه حينئذ سهنة صهوابه واجهب أو احتهاج‬
‫لمائه لعطش محترم أو لتتمة طهره ولو ثلث لم يتم بههل لههو كههان‬
‫معه ماء ل يكفيه حرم استعماله في شيء من السههنن أيضهها وقههد‬
‫يندب تركه بأن خاف فوت نحو جماعة لم يههرج غيرههها )والمسههح(‬
‫إل للخف والجبيرة والعمامههة للحههديث الحسههن بههل الصههحيح كمهها‬
‫أشار إليه المصنف }أنه صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ثلثهها{‬
‫والدلك والتخليل‪ ،‬ويظهر أنه مخير بين تأخير ثلثة كههل مههن هههذين‬
‫عن ثلثة الغسل وجعل كل واحههدة منهمهها عقههب كههل واحههدة مههن‬
‫هذه‪ ،‬وأن الولى أولى والسواك وسائر الذكار كالبسههملة والههذكر‬
‫عقبه للتباع فههي أكههثر ذلههك ويكههره النقههص عههن الثلث كالزيههادة‬
‫عليها أي بنية الوضوء كما بحثه جمع وتحرم من ماء موقوف على‬
‫التطهير‪ ،‬وإنما لم يعط المندوب مما وقف للكفان‪ ،‬لنههه يتسههامح‬
‫في الماء لتفاهته ما ل يتسامح في غيره وشرط حصههول التثليههث‬
‫حصول الواجب أول ول يحصل لمن تمم وضوءه ثم أعههاده مرتيههن‬
‫خلفا لجمع متقدمين‪ ،‬لنه لم ينقل مع تباعد غسههل العضههاء وبههه‬
‫فارق ما مر في الفم والنف ولو اقتصر على مسههح بعههض رأسههه‬
‫وثلثه حصلت له سنة التثليث كما شمله المتههن وغيههره وقههولهم ل‬
‫يحسب تعدد قبل تمام العضو‪ ،‬مفروض في عضو يجههب اسههتيعابه‬
‫بالتطهير ويفرق بينه وبين حسبان الغهرة والتحجيهل قبهل الفهرض‬
‫بأن هذا غسل محل آخر قصههد تطهيههره لههذاته فلههم يتوقههف علههى‬
‫سبق غيره له وذاك تكرير غسل الول فتوقف على وجود الولههى‬
‫إذ ل يحصل التكرير إل حينئذ )ويأخذ الشاك( في استيعاب أو عدد‬
‫)باليقين( وجوبا في الواجب ونههدبا فههي المنههدوب ولههو فههي المههاء‬
‫الموقوف نعم يكفي ظن استيعاب العضو بالغسل‪ ،‬وإن لم يههتيقنه‬
‫كما بينته في شرح الرشاد ول نظر لحتمههال الوقههوع فههي رابعههة‪،‬‬
‫وهي بدعة‪ ،‬لنها ل تكون بدعة إل مع التحقق )ومسح كههل رأسههه(‬
‫للتباع إذ هو أكثر ما ورد في صفة وضوئه صلى الله عليههه وسههلم‬
‫وخروجا من خلف موجبه والفضل في كيفيته أن يضع يديه علههى‬
‫مقدم رأسه ملصقا مسههبحته بههالخرى وإبهههامه بصههدغيه‪ ،‬ويههذهب‬
‫بهما لقفاه ثم إن انقلب شعره ردهما لمبدئه ليصل الماء لجميعههه‬
‫ومن ثم كانا مرة وفارقهها نظيرهمهها فههي السههعي‪ ،‬لن القصههد ثههم‬
‫قطههع المسههافة وإل لنحههو ضههفره أو طههوله فل لصههيرورة المههاء‬
‫مستعمل أي لختلط بلله ببلل يده المنفصههل عنههه حكمهها بالنسههبة‬
‫للثانية ولضعف البلل أثر فيه أدنههى اختلط فل ينههافيه مهها مههر مههن‬
‫التقدير في اختلط المستعمل بغيره‪ ،‬ويقع أقل مجههزئ هنهها وفههي‬
‫سائر نظههائره كزيههادة نحههو قيههام الفههرض علههى الههواجب إل بعيههر‬
‫الزكاة لتعذر تجزئه فرضا والباقي نفل على المعتمههد مههن تنههاقض‬
‫فيه بينته بمهها فيههه فههي شههرح العبههاب وعلههى وقههوع الكههل فرضهها‬
‫فمعنى عدهم له من السنن أنه باعتبار فعل الستيعاب فإذا فعلههه‬
‫وقع واجبا )ثم( مسههح جميههع )أذنيههه( ظاهرهمهها وباطنهمهها ببههاطن‬
‫أنملتي سبابتيه وإبهاميه بماء غير مههاء الههرأس ومسههح صههماخيهما‬
‫بطرفي سبابتيه بماء جديد أيضهها للتبههاع فههي ذلههك كلههه نعههم مههاء‬
‫الثانية أو الثالثة من ماء الرأس يحصل أصل سههنة مسههحهما‪ ،‬لنههه‬
‫طهور وأفادت ثم إلغاء تقديمهما على مسح الرأس فيسن فعلهما‬
‫بعده )فإن عسر رفع العمامة( أو نحو القلنسهوة أو الخمهار أو لهم‬
‫يرد ذلك نعم قد يوجه تقييده بأن سببه توقف الخروج من الخلف‬
‫عليه )كمل بالمسح عليها( وإن لم يضعها علههى طهههر‪ ،‬لنههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم }مسح ناصيته وعلى عمامته{ وأفهم قوله‪ :‬كمل‬
‫أنه ل يكفههي المسههح عليههها اسههتقلل والخههبر المقتصههر عليههه فيههه‬
‫اختصار بدليل الخههبر الول‪ ،‬وينبغههي أن ل يقتصههر علههى أقههل مههن‬
‫الربع خروجا من خلف موجبه‪ ،‬وإن قيل ل وجه له وأفهههم قههولهم‬
‫إن التكميل بالمسح عليها رخصة أن شرطه أن يتعدى بلبسها من‬
‫حيث اللبس كههأن لبسههها محههرم مههن غيههر عههذر كمهها يمتنههع عليههه‬
‫المسح على خف كذلك )وتخليل( ما يجب غسل ظاهره فقط من‬
‫نحو العارض و )اللحية الكثهة( مهن الهذكر والفضهل كهونه بأصهابع‬
‫يمناه ومن أسفل وبغرفههة مسههتقلة وعههرك عارضههيه للتبههاع ومههر‬
‫سن تثليثه وواضح أنه ل يكمل إل بتعدد غرفههاته ثلثهها خروجهها مههن‬
‫خلف من قال إن ماء النفل مستعمل ويقاس به غيههره فههي ذلههك‬
‫ويخللها المحههرم نههدبا برفههق أي وجوبهها إن ظههن أنههه يحصههل منههه‬
‫انفصال شههيء وإل فنههدبا )و( تخليههل )أصههابعه( اليههدين بالتشههبيك‬
‫والرجلين بأي كيفية كان والفضل بخنصر يسرى يديه ومن أسفل‬
‫ومبتدئا بخنصر يمنى رجليه مختتما بخنصر يسراهما للمر بتخليههل‬
‫اليدين والرجلين فههي حههديث حسههن وورد }أنههه صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم كان يههدلك أصههابع رجليههه بخنصههره{‪ ،‬ويجههب فههي ملتفههة ل‬
‫يصل لباطنها إل بههه كتحريههك خههاتم كههذلك‪ ،‬ويحههرم فتههق ملتحمههة‬
‫ويسن أن يبدأ بأطراف أصابع يديه ورجليه‪ ،‬وإن صب عليههه غيههره‬
‫على المعتمد مجريا للماء بيده ول يكتفي بجريانه بطبعه‪ ،‬لنه قههد‬
‫ينقطع فل يعم وقولهم ول يكتفي يحتمل عطفه على يبههدأ فيكههون‬
‫ذلك سنة أيضا واسههتئنافه لكههن محلههه إن لههم يظههن عمههوم المههاء‬
‫للعضو وإل كفى‪ ،‬وإن جرى بطبعه كما هو ظاهر )وتقديم اليمنى(‬
‫لنحو القطع مطلقا أي إن توضأ بنفسه كما هو ظاهر ولغيره فههي‬
‫اليدين بعد الوجه والرجلين بخلف البقيههة تطهههر معهها وذلهك‪ ،‬لنههه‬
‫صلى الله عليه وسلم }كان يحب التيمن في تطهره وشأنه كلههه{‬
‫أي مما هو من باب التكريم ويلحق به ما ل تكرمههة فيههه ول إهانههة‬
‫كما مر ويكره تركه )وإطالة غرته( بههأن يغسههل مههع الههوجه مقههدم‬
‫رأسه وأذنيه وصفحتي عنقه )و( إطالة )تحجيلههه( بههأن يغسههل مههع‬
‫اليدين بعض العضدين ومع الرجليههن بعههض السههاقين‪ ،‬وإن سههقط‬
‫في الكل غسل الفههرض لعههذر وغههايته اسههتيعاب العضههد والسههاق‬
‫وذلك لخبر الصحيحين }إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين‬
‫من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعههل{ زاد‬
‫مسههلم }وتحجيلههه{ أي يههدعون بيههض الوجههوه واليههدي والرجههل‬
‫فالغرة والتحجيل اسمان للواجب وإطالتهمهها يحصههل أقلههها بههأدنى‬
‫زيادة وكمالها باستيعاب ما مر ومن فسرهما بغسل مهها زاد علههى‬
‫الواجب فقد أبعد وخالف مدلولهما لغهة لغيهر مهوجب )والمهوالة(‬
‫بيههن أفعههال وضههوء السههليم بحيههث ل يحصههل زمههن يجههف فيههه‬
‫المغسول قبههل الشههروع فيمهها بعههده مههع اعتههدال الهههواء والمحههل‬
‫والزمن والبدن ويقدر الممسوح مغسول للتباع ومههر وجوبههها فههي‬
‫طهر السلس وإذا ثلههث فههالعبرة بههالخيرة ومههتى كههان البنههاء بعههد‬
‫زوال الولء بفعله لم يشترط استحضاره للنية كمهها مههر )وأوجبههها‬
‫القديم( مطلقا حيث ل عههذر‪ ،‬لنههه صههلى اللههه عليههه وسههلم }رأى‬
‫رجل يصلي وفي ظهر قدميه لمعة مثل الههدرهم لههم يصههبها المههاء‬
‫فأمره أن يعيد الوضوء{ وأجابوا عنههه بههأن الخههبر ضههعيف مرسههل‬
‫وبأنه صح عن ابن عمر رضي اللههه عنهمهها التفريههق بعههد الجفههاف‬
‫بحضرة الصحابة ولم ينكروا عليه )وترك الستعانة( بالصههب عليههه‬
‫لغير عذر‪ ،‬لنها ترفه ل يليههق بمتعبههد فهههي خلف السههنة‪ ،‬وإن لههم‬
‫يطلبها والسين إما للغالب أو التأكيد أما هي فههي غسههل العضههاء‬
‫فمكروهة‪ ،‬ويجب طلبها ولههو بههأجرة مثههل فاضههلة عمهها يههأتي فههي‬
‫الفطرة وقبولها على من تعينت طريقا لطهره‪ ،‬فإن فقههدها تيمههم‬
‫وصههلى وأعههاد‪ ،‬وهههي فههي إحضههار نحههو المههاء مباحههة )و( تههرك‬
‫)النفض(‪ ،‬لنهه كهالتبري مهن العبهادة فههو خلف السهنة كمها فهي‬
‫التحقيق وشرحي مسلم والوسيط وصحح في الروضة والمجموع‬
‫إباحته والرافعي كراهته لخهبر فيههه ورد بههأنه ضههعيف )وكههذا( كهأن‬
‫حكمتها مع أن الخلف بقوته فيما قبله أيضهها تميههز مقههابله بصههحة‬
‫حديث الحاكم التي به فل اعههتراض عليههه )التنشههيف(‪ ،‬وهههو أخههذ‬
‫الماء بنحو خرقة فل إيهام في عبارته خلفا لمن زعمه يسن تركه‬
‫في طهر الحي )فههي الصههح(‪ ،‬لنههه يزيههل أثههر العبههادة فهههو خلف‬
‫السنة‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم }رد منديل جيء بههه إليههه لجههل‬
‫ذلك‪ ،‬عقب الغسل من الجنابة{ ما لم يحتجه لنحو بههرد أو خشههية‬
‫التصاق نجس به أو لههتيمم عقبههه فل يسههن تركههه بههل يتأكههد فعلههه‬
‫واختار في شرح مسلم إباحته مطلقا وخبر }أنه صلى اللههه عليههه‬
‫وسلم كان له منديل يمسح به وجهههه مههن الوضههوء{ وفههي روايههة‬
‫}خرقة يتنشف بها{ صححه الحاكم وضعفه الترمههذي وعلههى كههل‬
‫ينبغي حمله على أنه لحاجة والولى عدمه بنحو طرف ثوبه وفعله‬
‫صلى الله عليه وسلم ذلك مههرة لبيههان الجههواز‪ ،‬ويقههف هنهها وفههي‬
‫الغسل حامل المنشفة عن يمينه والصاب عن يساره }وكههانت أم‬
‫عياش توضئه صلى الله عليههه وسههلم‪ ،‬وهههي قائمههة‪ ،‬وهههو قاعههد{‬
‫)ويقول بعههده( أي عقههب الوضههوء بحيههث ل يطههول بينهمهها فاصههل‬
‫عرفا فيما يظهر نظير سنة الوضوء التية ثم رأيههت بعضهههم قههال‪،‬‬
‫ويقول فورا قبل أن يتكلم انتهى ولعله بيان للكمههل )أشهههد أن ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له وأشهههد أن محمههدا عبههده ورسههوله(‬
‫لتكفل ذلك بفتح أبواب الجنة الثمانية لقائله يدخل مههن أيههها شههاء‬
‫كما صح )اللهم اجعلني مههن التههوابين واجعلنههي مههن المتطهريههن(‬
‫رواه الترمذي )سبحانك( مصدر جعههل علمهها للتسههبيح وهههو بههراءة‬
‫الله من السوء أي اعتقاد تنزيهه عما ل يليق بجلله منصوب علهى‬
‫أنههه بههدل مههن اللفههظ بفعلههه الههذي لههم يسههتعمل فيقههدر معنههاه ل‬
‫ينصرف بل يلزم الضافة وليس مصههدر السههبح بههل سههبح مشههتق‬
‫منه اشتقاق حاشيت من حاشا ولوليت من لههول وأففههت مههن أف‬
‫)اللهم وبحمههدك( واوه زائدة فالكههل جملههة واحههدة أو عاطفههة أي‬
‫وبحمدك سبحتك )أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك(‪،‬‬
‫لن ذلك يكتب لقائله فل يتطرق إليه إبطال كمهها صههح حههتى يههرى‬
‫ثوابه العظيم ويسن أن يهأتي بجميهع ههذا ثلثها كمها مهر مسهتقبل‬
‫القبلة بصدره رافعا يديه وبصره ولو نحو أعمى كمهها يسههن إمههرار‬
‫الموسى على الرأس الذي ل شعر به تشههبها للسههماء‪ ،‬وأن يقههول‬
‫عقبههه وصههلى اللههه وسههلم علههى محمههد وآل محمههد‪ ،‬ويقههرأ }إنهها‬
‫أنزلناه{ أي ثلثا كمهها هههو القيههاس ثههم رأيههت بعههض الئمههة صههرح‬
‫بذلك‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬معنى أستغفرك أطلب منك المغفرة أي ستر ما صدر‬
‫مني من نقص بمحههوه فهههي ل تسههتدعي سههبق ذنههب خلفهها لمههن‬
‫زعمه وظاهر كلمهم ندب وأتوب إليك ولههو لغيههر متلبههس بالتوبههة‬
‫واستشكل بأنه كذب ويجاب بأنه خههبر بمعنههى النشههاء أي أسههألك‬
‫أن تتوب علي أو هو باق على خبريته والمعنى أنه بصههورة التههائب‬
‫الخاضع الذليل‪ ،‬ويأتي في وجهت وجهههي وخشههع لههك سههمعي مهها‬
‫يوافق بعض ذلك )وحذفت دعاء العضههاء( المههذكور فههي المحههرر‬
‫وغيره وهو مشهور )إذ ل أصل له( يعتههد بههه ووروده مههن طههرق ل‬
‫نظر إليه‪ ،‬لنها كلها ل تخلو من كذاب أو متهههم بالوضههع كمهها قههاله‬
‫بعض الحفاظ فهي ساقطة بالمرة ومههن شههرط العمههل بالحههديث‬
‫الضعيف كما قاله السبكي وغيههره أن ل يشههتد ضههعفه فاتضههح مهها‬
‫قاله المصنف واندفع ما أطههال بههه الشههراح عليههه وبقههي للوضههوء‬
‫سنن كثيرة استوفيتها بحسهب المكهان فهي شهرح العبهاب‪ .‬ومهن‬
‫المشهههور منههها اسههتقبال القبلههة فههي جميعههه والههدلك‪ ،‬ويتأكههد‬
‫كالموالة لقوة الخلف فيهما وتجنب رشاشه وجعل ما يصب منههه‬
‫عن يساره وما يغترف منه عن يمينه وترك تكلم بل عذر ول يكره‬
‫ولو من عار‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم }كلم أم هههانئ يههوم فتههح‬
‫مكة‪ ،‬وهو يغتسهل‪ ،‬ولطههم الهوجه بالمههاء{ واعهترض بحههديث فيهه‬
‫ويجاب بأنه لبيان الجواز وإسراف ولو على شط وأن يكون مههاؤه‬
‫نحو مد كما يأتي وتعهد ما يخههاف إغفههاله كمههوقيه وعقههبيه وخههاتم‬
‫يصل الماء لمهها تحتههه وغسههل رجليههه بيسههاره وشههربه مههن فضههل‬
‫وضوئه ورش إزاره به إن توهم حصول مقذر له فيما يظهر وعليه‬
‫يحمل رشه صلى الله عليه وسلم لزاره به قيل وأن ل يصب مههاء‬
‫إنائه حتى يطف مخالفههة للمجههوس وبينههت مهها فيههه فههي الفتههاوى‬
‫}وكان صلى الله عليه وسههلم إذا توضههأ أفضههل مههاء حههتى يسههيله‬
‫على موضع سجوده{ فينبغي ندب ذلك لمن احتاج لتنظيف محههل‬
‫سجوده بتلههك الفضههلة خلفهها لمهها يههوهمه كلم بعضهههم مههن نههدبه‬
‫مطلقا وصلة ركعتين بعده أي بحيث ينسبان لههه عرفهها كمهها يههأتي‬
‫بما فيه قبيل الجماعة‪ ،‬ويحصههلن بغيرهمهها كتحيههة المسههجد وفههي‬
‫مسح الرقبة خلف والراجح عدم ندبه واعترض بأن حههديثه يعمههل‬
‫به في الفضائل‪ .‬ويرد بما مر آنفا كما يشير إليه قول المصنف أن‬
‫خبرهما موضوع فبتقدير سلمته من الوضع هو شديد الضههعف فل‬
‫يعمل به ويؤثر الشك قبل الفههراغ مههن الوضههوء ل بعههده ولههو فههي‬
‫النية على الوجه استصحابا لصههل الطهههر فل نظههر لكههونه يههدخل‬
‫الصلة بطهر مشكوك فيه قياس ما يأتي في الشك بعههد الفاتحههة‬
‫وقبل الركوع أنه لو شك بعد عضو في أصل غسههله لزمههه إعههادته‬
‫أو بعضه لم يلزمه فليحمل كلمهههم الول علههى الشههك فههي أصههل‬
‫العضو ل بعضه‬
‫]فرع[‪ :‬صلى الخمس مثل كل بوضوء مسههتقل ثههم علههم تههرك‬
‫مسح الرأس مثل من إحداهن لزمه إعههادة الخمههس ثههم إن كمههل‬
‫وضوء العشاء بفرض أن الترك منه وأعادهن به أجزأه‪ ،‬لن الترك‬
‫إن كان من غيره فواضح أو منههه فقههد كملههه‪ ،‬وإن أعههادهن بههه بل‬
‫تكميل فل‪ ،‬خلفا لمههن وهههم فيههه لمتنههاع الصههلة بههه لحتمههال أن‬
‫الترك منه فنيته غير جازمة ومن ثم لو غفل وأعادهن به لههم يبههق‬
‫عليه إل العشاء كما لو توضأ عن حدث وأعههادهن ثههم علههم الههترك‬
‫من هذا أيضا لن الههترك الول إن كههان مههن العشههاء فليههس عليههه‬
‫غيرها أو من غيرههها فوضههوء العشههاء كامههل وقههد أعههادهن بههه مههع‬
‫الجزم بالنية في الصورتين‪.‬‬

‫باب مسح الخف‬


‫المراد به الجنس أو الخف الشرعي وكلهما مجمل هنا مههبين‬
‫في غيره فل يرد منع لبس خههف علههى صههحيحة ليمسههحها وحههدها‬
‫وإن كانت الخرى عليلة لوجوب الههتيمم عنههها فكههانت كالصههحيحة‬
‫بخلف ما لو لم يكن له إل رجل فإن بقي من فرض الخرى بقيههة‬
‫وإن قلت تعين لبس خفها ليمسح عليهما وإن لم يبههق منههه شههيء‬
‫مسح على الخرى وحدها‪ ،‬وذكههره هنهها لتمههام مناسههبته بالوضههوء‪،‬‬
‫لنه بههدل عههن غسههل الرجليههن فيههه بههل ذكههره جمههع فههي خههامس‬
‫فروضه لبيان أن الههواجب الغسههل أو المسههح‪ .‬وأخههره جمههع عههن‬
‫التيمم‪ ،‬لن فههي كههل مسههحا مبيحهها وأحههاديثه صههحيحة كههثيرة بههل‬
‫متواترة ومن ثم قال بعههض الحنفيههة أخشههى أن يكههون إنكههاره أي‬
‫من أصله كفرا )يجوز في الوضوء( ولو وضوء سلس لمهها تقههرر ل‬
‫في غسل واجههب أو منههدوب ول فههي إزالههة نجههس بههل ل بههد مههن‬
‫الغسل إذ ل مشقة وأفهههم يجههوز أن الغسههل أفضههل منههه نعههم إن‬
‫تركه رغبة عن السنة أي ليثاره الغسههل عليههه ل مههن حيههث كههونه‬
‫أفضههل منههه سهواء أوجههد فههي نفسههه كراهتههه لمهها فيههه مههن عههدم‬
‫النظافة مثل أم ل‪ ،‬فعلم أن الرغبة عنه أعم وأن من جمههع بينهمهها‬
‫أراد اليضاح أو شكا في جوازه أي لتخيل نفسههه القاصههرة شههبهة‬
‫فيه أو خاف من الغسل فوت نحههو جماعههة أو أرهقههه حههدث وهههو‬
‫متوضئ ومعه ماء يكفيه لو لبسه ومسح ل إن غسل كههان أفضههل‬
‫بل يكره تركه ومثله في الولين سائر الرخههص‪ .‬وقههد يجههب لنحههو‬
‫خوف فوت عرفة أو إنقاذ أسير وجعله بعضهم هنا أفضل ل واجبهها‬
‫ويتعين حمله على مجرد خوف من غير ظن لكن سيأتي أنه يجههب‬
‫البدار إلى إنقاذ أسير رجي ولو على بعد وأنههه إذا عارضههه إخههراج‬
‫الفرض عن وقته قدم النقاذ أو لكونه لبسه بشرطه‪ ،‬وقد تضههيق‬
‫الوقت وعنده من الماء ما ل يكفيه لو غسل ويكفيه لو مسح وقههد‬
‫يحرم كأن لبسه محرم تعديا ثم إذا لبسه بشرطه كانت المدة فيه‬
‫)للمقيم المسح على الخف( وكل من سفره ل يبيح القصر )يومهها‬
‫وليلة وللمسافر( سفر قصر )ثلثة أيام بلياليها( المتصلة بها سههبق‬
‫اليوم الول ليلته بأن أحدث وقت الغروب أو ل بههأن أحههدث وقههت‬
‫الفجر ولو أحدث أثناء ليل أو نهههار اعتههبر قههدر الماضههي منههه مههن‬
‫الليلة الرابعة أو اليوم الرابع‪ .‬وكذا في اليوم والليلههة للنههص علههى‬
‫ذلك في الحاديث الصههحيحة‪ ،‬وابتههداء المههدة إنمهها يحسههب )مههن(‬
‫انتهاء )الحدث( كبول أو نوم أو مههس ولههو مههن نحههو مجنههون كمهها‬
‫اقتضاه إطلقهم ويوجه بههأن المعتههبر فههي نحههو الشههروط خطههاب‬
‫الوضع كما يأتي في شروط الصلة وحينئذ فالمجنون وغيره سواء‬
‫في ذلك فبحث البلقيني استثناءه‪ ،‬لنههه ل صههلة عليههه غفلههة عههن‬
‫ذلك فعلى الول إن أفاق وقد بقي من المدة الههتي حسههبت عليههه‬
‫من الحدث شههيء اسههتوفاه وإل فل علههى أن علتههه تلحههق الصههبي‬
‫المميز بالمجنون فيما ذكره ول أظن أحدا يقول به فلههو عههبر بههأنه‬
‫ليس متههأهل للصههلة لسهلم مههن ذلهك )بعههد لبههس( لههدخول وقهت‬
‫المسح به فلو أحدث فتوضأ وغسل رجليه فيه ثم أحدث فابتداؤها‬
‫مههن الحههدث الول ويسههن للبسههه قبههل الحههدث تجديههد الوضههوء‬
‫ويمسح عليه واغتفر لههه هههذا قبههل الحههدث لن وضههوءه تههابع غيههر‬
‫مقصود ومن ثم ل تحسب المدة إل من الحدث ول يمسح سههلس‬
‫أحدث غير حدثه الدائم ومتيمم لغير فقههد المههاء كمههرض وبههرد إل‬
‫لما يحل له لو بقي طهره الذي لبس عليه الخف فإن كان الحدث‬
‫قبل فعل الفرض مسح له وللنوافل أو بعده مسح للنوافل فقههط‪،‬‬
‫لن مسههحه مههترتب علههى طهههره المفيههد لههذلك ل غيههر فههإن أراد‬
‫الفرض وجب النزع وكمال الطهر‪ ،‬لنههه محههدث بالنسههبة للفههرض‬
‫الثاني فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طههره ل يرفهع الحهدث‪.‬‬
‫واستشههكل جههواز لبسههه ليمسههح عليههه مههع بطلن طهههره بتخلههل‬
‫اللبس بينه وبين الصلة ولبس في محله لنه يغتفر له الفصل بما‬
‫بين صلتي الجمع وهو يسع اللبس وإن تكرر ولههو شههفي السههلس‬
‫والمتيمم وجب الستئناف وغسههل الرجليههن وصههورة المسههح فههي‬
‫التيمم المحض لغير فقد المههاء أن يتكلههف الغسههل وتكلفههه حههرام‬
‫على الوجه‪ ،‬لن الفرض أنه مضر وفي المتحيرة تردد‪ ،‬ويتجه أنها‬
‫ل تمسح إل للنوافل لنها تغتسل لكل فرض فهههي بالنسههبة لغيههره‬
‫من أقسهام السهلس أمها مهتيمم لفقهد المهاء فل يمسهح شهيئا إذا‬
‫وجده لبطلن طهره برؤيته وإن قل‪) .‬فإن مسح( بعد الحدث ولههو‬
‫أحد خفيه )حضرا ثم سافر أو عكس( أي مسح سفرا ثم أقام )لم‬
‫يستوف مدة سفر( تغليبهها للحضههر نعههم إن أقههام فههي الثههاني بعههد‬
‫مضي أكثر من يوم وليلة أجزأه ما مضى وخههرج بالمسههح الحههدث‬
‫ومضهى وقهت الصهلة حضهرا فل عهبرة بهمها‪ ،‬بهل يسهتوفي مهدة‬
‫المسافر وفارق هذا اعتبار الحدث في ابتداء المدة بأن العبرة ثم‬
‫بجههواز الفعههل وهههو بالحههدث وفههي المسههح بههالتلبس بههه لنههه أول‬
‫العبادة بههدليل أن مههن سههافر وقههت الصههلة لههه قصههرها دون مههن‬
‫سافر بعد إحرامه بها فدخول وقت المسح كههدخول وقههت الصههلة‬
‫وابتداؤه كابتدائها )وشرطه( ليجههوز المسههح عليههه )أن يلبههس بعههد‬
‫كمال طهر( لكل بدنه من الحدثين ولو طهر سلس ومتيمم تيممهها‬
‫محضا أو مضموما للغسل كما علم مما مر لقوله صلى الله عليههه‬
‫وسلم في الحديث الصحيح }إذا تطهر فلبههس خفيههه{ فلههو غسههل‬
‫رجل وأدخلها ثم الخرى وأدخلها لم يجز المسح حتى ينزع الولههى‬
‫لدخالههها قبههل كمههال الطهههر ولههو غسههلهما فههي سههاق الخههف ثههم‬
‫أدخلهما محل القدم أو وهمها فههي مقرهمهها ثهم نزعهمهها عنهه إلهى‬
‫ساق الخف ثم أعادهما إليه جاز المسح بخلف مهها لههو لبههس بعههد‬
‫غسلهما ثم أحدث قبل وصولهما موضههع القههدم‪ .‬وإنمهها لههم يبطههل‬
‫المسح بإزالتهما عن مقرهما إلى سههاق الخههف يقيههده التههي ولههم‬
‫يظهر منهما شيء عمل بالصل فيهما )ساتر( هو وما بعده أحههوال‬
‫ذكرت شروطا نظرا لقاعدة أن الحههال مقيههدة لصههاحبها وأنههها إذا‬
‫كانت من نوع المأمور به أو من فعل المأمور تناولههها المههر كحههج‬
‫مفردا وادخل مكة محرما بخلف اضرب هنههدا جالسههة فههإن قلههت‬
‫هذه الحوال هنهها مههن أي القسههمين قلههت يصههح كونههها مههن الول‬
‫باعتبار أن المأمور به أي المأذون فيه لبههس الخههف والسههاتر ومهها‬
‫بعده من نوعه أي مما له به تعلق ومن الثاني باعتبار أنها تحصههل‬
‫بفعل المكلف أو تنشأ عنه )محل فرضه( ولو بنحو زجاج شههفاف‪،‬‬
‫لن القصد هنا منع نفوذ الماء وبه فارق سههتر العههورة وهههو قههدمه‬
‫بكعبيه من سائر جههوانبه غيههر العلههى عكههس سههاتر العههورة‪ ،‬لنههه‬
‫يلبس من أسفل ويتخذ لستر أسفل البههدن بخلف سههاترها فيهمهها‬
‫ولكون السراويل مههن جنسههه ألحههق بههه وإن تخلفهها فيههه ول يضههر‬
‫تخرق البطانة والظهارة ل على التحاذي ولتصال البطانة به أجههزأ‬
‫الستر بها بخلف جورب تحته )طاهرا( ل نجسا ول متنجسا بمهها ل‬
‫يعفى عنه مطلقا أو بما يعفههى عنههه وقههد اختلههط بههه مههاء المسههح‬
‫لنتفاء إباحة الصلة به‪ ،‬وهي المقصود الصلي منههه ومههن ثههم لههم‬
‫يجز لههه أيضهها نحههو مههس المصههحف علههى المنقههول المعتمههد فههي‬
‫المجموع وغيره‪ .‬ومن أوهم كلمه خلف ذلههك يتعيههن حملههه علههى‬
‫نجس حدث بعد المسح نعم يعفى عن محل خههرزه بشههعر نجههس‬
‫ولو من خنزير رطب لعموم البلوى به فيطهر ظاهره بغسله سبعا‬
‫بالتراب ويصلي فيه الفرض والنفههل إن شههاء لكههن الحههوط تركههه‬
‫ويظهر العفو عنه أيضا في غير الخفاف مما ل يتيسر خرزه إل بههه‬
‫)يمكن اتباع المشي فيه( بل نعل للحوائج المحتاج إليها غالبهها فههي‬
‫المدة التي يريد المسح لها وهي يوم وليلة للمقيههم ونحههوه وثلثههة‬
‫أيام للمسافر ويتجه اعتبار هذا في السلس وإن كان يجدد اللبس‬
‫لكل فرض‪ ،‬لنه لو تركه ومسح للنوافل اسههتوفى المههدة بكمالههها‬
‫فتقدر قوة خفه بههها‪ ،‬ويحتمههل تقههديره بمههدة الفههرض الههذي يريههد‬
‫المسح له فعلم أنه ل بد من قوته وإن أقعد لبسه )لتردد مسههافر‬
‫لحاجاته( المعتادة ثلثة أيام وإل امتنع المسههح عليههه كواسههع رأس‬
‫أو ضيق ل يتسع بالمشي عن قرب ورقيق لم يجلد قدمه‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬أخذ ابن العماد من قولهم هنا لمسافر بعد ذكرهم لههه‬
‫وللمقيم أن المراد التردد لحوائج سفر يوم وليلههة للمقيههم وسههفر‬
‫ثلثة أيام لغيره والذي يتجه أن تعبيرهم بالمسافر هنا للغالب وأن‬
‫المراد في المقيم تردده لحاجة إقامته المعتادة غالبا كما مر‪ .‬وأما‬
‫تقدير سفره وحههوائجه لههه واعتبههار تههردده لههها فل دليههل عليههه ول‬
‫حاجة إليه مع ما قررته فتأمله )قيههل و( ويشههترط أيضهها أن يكههون‬
‫)حلل( فل يكفي حرير لرجل ونحو مغصوب ونقد‪ ،‬لن الرخصههة ل‬
‫تناط بمعصية والصح أن ذلك ل يشههترط كههالتيمم بمغصههوب‪ ،‬لن‬
‫المعصية ليست لذات اللبس بل لخهارج ومهن ثهم لهم يجهز مسهح‬
‫خف المحرم‪ ،‬لن معصيته به من حيث اللبههس ل غيههر فهههو كمنههع‬
‫الستجمار بالمحترم‪ ،‬لن المانع فههي ذاتههه وإنمهها منعههت المعصههية‬
‫بالسههفر الههترخص‪ ،‬لنههه مبيههح والمغصههوب هنهها ليههس مبيحهها بههل‬
‫مستوفى به‪) .‬ول يجزئ منسوج ل يمنع ماء( يصب على رجليه أي‬
‫نفوذه وإن كان قويا يمكن تبههاع المشههي عليههه )فههي الصههح( لنههه‬
‫خلف الغههالب مههن الخفههاف المنصههرف إليههها النصههوص وليههس‬
‫كمنخرق البطانة والظهارة بل تحاذ‪ ،‬لن هذا مع عدم منعههه لنفههوذ‬
‫الماء إلى الرجل يسمى خفهها فهههو كخههف يصههل المههاء مههن محههل‬
‫خههرزه بخلف ذاك كجلههدة شههدها علههى رجليههه وأحكمههها بههالربط‬
‫بجامع أن كل ل يسمى خفا وفي وجههه أن المعتههبر مههاء المسههح ل‬
‫الغسل وهو ضعيف نقل ومدركا وإن جههرى عليههه جمههع‪ ،‬لن أدنههى‬
‫شيء يمنع ماء المسح أما منسوج يمنع ماء الغسل فيجههزئ كلبههد‬
‫وخرق مطبقة‪) .‬ول جرموقان( بضم الجيم وهما عند الفقهاء خهف‬
‫فوق خف مطلقهها والمههراد هنهها خفههان صههالحان وقههد مسههح علههى‬
‫أعلهما فل يجزئ )في الظهر( لن الرخصة إنما وردت فههي خههف‬
‫تعم الحاجة إليه وهذا ل تعم الحاجة إليه أي غالبا فل نظر لعمومها‬
‫إليه في بعض القاليم الباردة مع أنه يمكنه إدخال يده مثل ومسح‬
‫بعض السفل ولو وصل البلل إليه من موضع خرز فههإن قصههده أو‬
‫والعلههى أو أطلههق كفههى أو العلههى وحههده فل لوجههود الصههارف‬
‫بقصده ما ل يصح مسحه وحده فإن لم يصلح السههفل فكاللفافههة‬
‫فيمسح العلى أو العلى مسح السفل فإن مسح العلى فوصههل‬
‫بلله للسفل تأتت تلك الصور الربع أو لم يصههلح واحههد منهمهها فل‬
‫إجزاء وذو الطاقين إن خيطا ببعضهما بحيث تعههذر فصههل أحههدهما‬
‫فكالخف الواحد وإل فكالجرموقين ولو تخرق السفل وهههو بطهههر‬
‫الغسل أو المسح جاز مسح العلى‪ ،‬لنه صار أصههل أو وهههو علههى‬
‫حدث فل كاللبس على حدث ول يجزئ مسههح خههف فههوق جههبيرة‪،‬‬
‫لنه ملبوس فوق ممسوح فهو كمسح العمامههة )ويجههوز مشههقوق‬
‫قدم شد( بالعرى بحيث ل يظهر شيء من محل الفرض‬
‫]تنبيه[‪ :‬عبر شارح بقوله شد قبل المسح وقضيته أنه لو لبس‬
‫المشقوق ولم يشده إل بعد الحدث أنه يجزئه المسح عليههه وفيههه‬
‫نظر بل ل وجه له‪ ،‬لنه بالحههدث شههرع فههي المههدة وحينئذ فكيههف‬
‫تحسب المدة على ما لم توجد فيه شروط الجزاء فالوجه أن كل‬
‫ما طرأ وزال مما يمنع المسح إن كان قبل الحدث لم ينظههر إليههه‬
‫أو بعده نظر إليه )في الصح( لحصههول السههتر والرتفههاق بههه فههي‬
‫الزالة والعادة بسهولة وبه فارق جلدة الدم السابقة واستشههكل‬
‫بأنه ل يسمى خفا بل زربول ويرد بمنع ذلك‪ .‬وتسميته زربههول إنمهها‬
‫هو اصطلح لبعههض النههواحي فل ينظههر إليههه وبتسههليمه فهههذا فههي‬
‫معنى الخف من كل وجه بخلف نحو تلك الجلدة‪ ،‬أما إذا لم يشههد‬
‫كههذلك فل يكفههي وإن لههم يظهههر شههيء مههن الرجههل‪ ،‬لنههه يظهههر‬
‫بالمشههي )ويسههن مسههح( ظههاهر )أعله( السههاتر لظهههر القههدم‬
‫)وأسفله( وعقبه وحرفه )خطوطا( بأن يضههع يسههراه تحههت عقبههه‬
‫ويمناه على ظهر أصابعه ثم يمر اليمنى لساقه واليسرى لطراف‬
‫أصابعه من تحت مفرجا بين أصابع يديه لخبرين في ذلك أحههدهما‬
‫صحيح وبفرض ضعفهما الضعيف يعمل به في الفضائل فاندفع ما‬
‫قيل كان الولى أن يقول والكمل بدل يسن‪ ،‬لنههه لههم يثبههت فههي‬
‫ذلك سنة على أن الفرق بيههن العبههارتين عجيههب واسههتيعابه خلف‬
‫الولههى ويكههره تكههرار مسههحه )ويكفههي مسههمى مسههح( كمهها فههي‬
‫الرأس ومن ثم أجزأ مسح بعض شعرة تبعا له علههى الوجههه‪ ،‬وإن‬
‫بحث جمع أنه ل يجزئ قطعا وله وجه وبله وغسله وكره هنا ل ثم‬
‫لنه يفسده ويجزئ مسح شيء منه )يحاذي الفرض( إل باطن مهها‬
‫يحههاذي الفههرض اتفاقهها و )إل( ظههاهر مهها يحههاذي )أسههفل الرجههل‬
‫وعقبها( وهو مؤخر القدم )فل( يكفي مسح ذلك )علههى المههذهب(‬
‫لنه لم يرد القتصار عليهما وثبت علههى العلههى‪ ،‬والرخههص يتعيههن‬
‫فيها التباع )قلت حرفه كأسفله( لما ذكر )والله أعلم( )ول مسههح‬
‫لشاك في بقاء المدة( كأن شك في زمن حدثه أو أن مسحه فههي‬
‫الحضر أو السفر‪ ،‬لن المسههح رخصههة بشههروط منههها المههدة فههإذا‬
‫شك فيها رجع لصل الغسههل وظههاهر كلمههه أن الشهك إنمهها يمنهع‬
‫فعل المسههح مهها دام موجههودا حهتى لهو زال جههاز فعلهه فلهو شهك‬
‫مسافر فيه في ثاني يوم ثههم زال قبههل الثههالث مسههحه وأعههاد مهها‬
‫فعله في الثاني مع التردد الموجب لمتنههاعه‪ ،‬وفههي المجمههوع لههو‬
‫شك أصلى بالمسح ثلث صلوات أو أربعا أخذ فههي وقههت المسههح‬
‫بالكثر وفي أداء الصلة بالقههل احتياطهها للعبههادة فيهمهها قيههل هههذا‬
‫مناف لقولهم لو شك بعد خروج وقت صلة في فعلههها لههم يلزمههه‬
‫قضاؤها ا هه‪ .‬وهو اشتباه لما سههأذكره أوائل الصههلة أنههه إن شههك‬
‫في فعلها لزمه القضاء أو في كونههها عليههه لههم يلزمههه مههع الفههرق‬
‫بينهما‪) .‬فههإن أجنههب( أو حههاض أو نفههس لبسههه فههي أثنههاء المههدة‬
‫)وجب( عليه إن أراد المسح )تجديد لبس( بأن ينزعه ويتطهههر ثههم‬
‫يلبس ول يجزئه لمسح بقية المههدة الغسههل فههي الخههف‪ ،‬لن نحههو‬
‫الجنابة قاطع للمدة للمر بالنزع منها الدال على عدم إجزاء غيره‬
‫ولنها ل تكههرر بتكههرر الحههدث الصههغر وإنمهها لههم يههؤثر فههي مسههح‬
‫الجبيرة‪ ،‬لن الحاجة فيها أشد والنزع أشق ولههو تنجسهها فغسههلهما‬
‫فيه بقيت المدة للمر بالنزع في الجنابههة دون الخبههث وليههس هههو‬
‫في معناها )ومن نزع( خفيه أو أحدهما ولو لخبث لم يمكنه غسله‬
‫في الخف أو انفتح بعض الشرج أو ظهر بعههض الرجههل أو اللفافههة‬
‫عليها أي ولم يستره حال وإل احتمل العفو عنه نظير ما يأتي فههي‬
‫كشف الريح لساتر العورة واحتمل الفرق بأن هذا نادر هنا بخلفه‬
‫ثم وهو الذي يتجه‪ ،‬لنهم احتاطوا هنا بتنزيل الظهور بالقوة وعلى‬
‫خلف العادة منزلة الظهور بالفعل ولم يحتاطوا بنظيههر ذلههك ثههم‪،‬‬
‫وسره أن ما هنا رخصة والشك في شرطها يوجب الرجوع للصل‬
‫ول كذلك سههتر العههورة أو طههال سههاق الخههف علههى خلف العههادة‬
‫فخرجت الرجل إلى حد لو كان معتاد الظهور شيء منها أو انتهت‬
‫المدة ولو احتمال بطل مسحه فيلزمه استئناف مدة أخرى ثههم إن‬
‫وجد واحد مما ذكر )وهو بطهر المسههح( وإن غسهل بعهده رجليهه‪،‬‬
‫لنه لم يغسلهما باعتقاد الفرض لسقوطه بالمسح )غسل قدميه(‬
‫فقههط لبطلن طهرهمهها دون غيرهمهها بههذلك لن الصههل الغسههل‪،‬‬
‫والمسح بدل عنه فإذا قدر على الصههل تعيههن كمههتيمم رأى المههاء‬
‫)وفي قول يتوضأ( لن الوضوء عبادة يبطلها الحههدث فبطههل كلههها‬
‫ببطلن بعضها كالصههلة ويجههاب بههأن الصههلة تجههب فيههها المههوالة‬
‫بخلف الوضوء ثم رأيت شارحا أجاب بنحوه وخرج بطهههر المسههح‬
‫طهر الغسل بههأن توضههأ ولبههس الخههف ثههم نزعههه قبههل الحههدث أو‬
‫أحدث ولكن توضأ وغسل رجليه في الخف فل يلزمه شيء‬

‫باب الغسل‬
‫بفتههح الغيههن مصههدر غسههل واسههم مصههدر لغتسههل وبضههمها‬
‫مشترك بينهما وبين الماء الههذي يغتسههل بههه وبكسههرها اسههم لمهها‬
‫يغسل به من سدر ونحوه‪ ،‬والفتح في المصدر واسمه أشهههر مههن‬
‫الضم وأفصح لغة وقيهل عكسهه والضهم أشههر فهي كلم الفقههاء‬
‫وهو لغة سيلن المههاء علههى الشههيء وشههرعا سههيلنه علههى جميههع‬
‫البدن بالنية ول يجب فورا وإن عصى بسببه بخلف نجههس عصههى‬
‫به لنقطاع المعصية ثم ودوامها هنا )مههوجبه مههوت( لمسههلم غيههر‬
‫شهيد كما يعلم مما سيذكره في الجنائز ول يرد عليههه السههقط إذا‬
‫بلغ أربعة أشهر ولم تظهر فيه أمارة الحياة فإنه يجب غسههله‪ ،‬لن‬
‫حد الموت وهو مفارقة الحياة أو عدمها عما مههن شههأنه الحيههاة أو‬
‫عرض يضههادها صههادق عليههه )وحيههض ونفههاس( إجماعهها لكههن مههع‬
‫انقطاعهما وإرادة نحههو صههلة فههالموجب مركههب هنهها وفيمهها يههأتي‬
‫)وكذا ولدة بل بلل( ولو لعلقة ومضغة قههال القوابههل إنهمهها أصههل‬
‫آدمي )في الصههح( لن ذلههك منههي منعقههد ومههن ثههم صههح الغسههل‬
‫عقبها وإنما لم يجب بخروج بعض الولد على ما بحثه بعضهم‪ ،‬لنه‬
‫ل يتحقق خروج منيها إل بخروج كله ولو علل بانتفاء اسم الههولدة‬
‫لكان أظهر إذ الذي دلت عليههه الخبههار أن كههل جههزء مخلههوق مههن‬
‫منيهما‪) .‬وجنابة( إجماعا وتحصل لدمي حي فاعههل أو مفعههول بههه‬
‫)بدخول حشفة( من واضح أصلي أو مشتبه به متصههل أو مقطههوع‬
‫لخههبر الصههحيحين }إذا التقههى الختانههان فقههد وجههب الغسههل{ أي‬
‫تحاذيهها ل تماسهها‪ ،‬لن ختانههها فههوق ختههانه وإنمهها يتحاذيههان بتغييههب‬
‫الحشفة ل بعضها وإن جاوز قدرها العادة على ما مر في الوضههوء‬
‫فلم يجب به غسل نعم يسن خروجهها مههن خلف مههوجبه وإن شههذ‬
‫)أو قدرها( من مقطوعههها أو مخلههوق بههدونها الواضههح المتصههل أو‬
‫المنفصل فيهما كما صههرح بههه جمههع متههأخرون فههي الول وعبههارة‬
‫التحقيق ل تنافي ذلههك خلفهها لمههن ظنههه‪ ،‬وقههد صههرحوا بههأن إيلج‬
‫المقطوع على الوجهين في نقض الوضوء بمسههه‪ ،‬والصههح نقضههه‬
‫ويجري ذلك في سائر الحكام ففي الول يعتبر قههدر الذاهبههة مههن‬
‫بقية ذكرها وإن جاوز طولههها العههادة كمهها يقتضههيه إطلقهههم وفههي‬
‫الثاني يعتبر قدر المعتدلة لغالب أمثال ذلههك الههذكر وعليههه يحمههل‬
‫قول البلقيني يعتبر الغالب في غيههره ا ه وكههذا فههي ذكههر البهيمههة‬
‫يعتبر قدر تكون نسبته إليه كنسبة معتدلههة ذكههر الدمههي المعتههدل‬
‫إليه فيما يظهر فيهما ولم تعتبر المسههاحة لنههه يلههزم عليههها عههدم‬
‫الغسل بدخول جميع ذكر بهيمة لم يساو ذلك المعتدل وهههو بعيههد‪،‬‬
‫ولو ثناه وأدخل قدر الحشفة منه مع وجود الحشههفة لههم يههؤثر وإل‬
‫أثر على الوجه‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬قضية إطلقهم من أنه ل أثههر لههدخول بعههض الحشههفة‬
‫الشامل لدخول قدر ما فقد منها من باقي الذكر وأن قدر الذاهبة‬
‫مثلها أنه لو قطع بعضها ل يقههدر بقههدره مههن بههاقيه فل يههؤثر إيلج‬
‫الباقي منها ولو مع بقية الذكر وفيهه بعههد‪ ،‬لنهه إذا قههدر منههه قههدر‬
‫كلها الذاهب فأولى بعضها إل أن يجاب بأن المههوجب تغييههب كلههها‬
‫أو قدره فل يتبعض من بعضههها الموجههود وقههدر المفقههود‪ ،‬وقضههية‬
‫إطلقهم البعض أنه ل فرق بين قطعه من طولها أو عرضههها وهههو‬
‫قريب إن اختلت اللذة بقطع بعض الطول أيضا ويلههزم ممهها تقههرر‬
‫من عدم الفرق وأنه ل يقدر قدر البعههض الههذاهب أنههها لههو شههقت‬
‫نصفين أو شق الذكر كذلك ل غسههل بتغييههب أحههد الشههقين وفههي‬
‫ذلههك اضههطراب للمتههأخرين ولعههل منشههأه مهها أشههرت إليههه مههن‬
‫إطلقهههم‪ ،‬والمههدرك المعههارض لههه والههذي يتجههه مههدركا أن بعههض‬
‫الحشفة يقدر من باقي الذكر قههدره سههواء بعههض الطههول وبعههض‬
‫العههرض وأن بعههض الحشههفة المشههقوق ل شههيء فيههه وأن الههذكر‬
‫المشقوق إن أدخل منه قدر الذاهب منها أثر وإل فل ول بعههد فههي‬
‫تأثير قدر الذاهب وإن كان موجودا فههي الشههق الخههر‪ ،‬لن الشههق‬
‫صيرهما كذكرين مستقلين‪.‬‬
‫وزعم أن كل منهما ل يسمى ذكرا ممنوع بإطلقه لتصههريحهم‬
‫بأن ما قطعت حشفته وبقي قدرها منههه للكديههة ولههو بعههد قطعههه‬
‫فكذا كل من الشقين الباقي منه قدر ما فقد منه مههن الحشههفة ل‬
‫بعد تسميتهما ذكرين حينئذ فتأمله ثم رأيت عبارة المجموع وهههي‬
‫ول يتعلق ببعض الحشفة وحده شيء من الحكام فقوله وحده قد‬
‫يفهم أنه ل بد أن ينضههم لههذلك البعههض قههدر الههذاهب مههن البههاقي‬
‫فيؤيد ما قدمته )فرجا( واضحا أي مهها ل يجههب غسههله منههه قبل أو‬
‫دبرا ولهو لسههمكة وميهت وجنيهة إن تحقههق كعكسهه علههى الوجهه‬
‫فيهما‪ ،‬وإن كان ناسيا أو مكرها أو الذكر عليه خرقة كثيفة بل ولو‬
‫كان في قصبة كما أفتى به بعضهم وإن نوزع فيه بأن الوجههه أنههه‬
‫ل يترتب على ذلك حكم أصل‪ ،‬لن القصبة فههي معنههى الخرقههة إذا‬
‫زادت كثافتها الشامل لها قههولهم وإن كثفههت فلتنههط الحكههام بههها‬
‫كهههي‪ .‬أمهها الخنههثى المولههج أو المولههج فيههه فل غسههل عليهه إل إن‬
‫تحقق كأن أولههج رجههل فههي فرجههه وهههو فههي فههرج امههرأة أو دبههر‬
‫فيجنب المشكل يقينا‪ ،‬لنه جامع أو جومع والذكر الزائد إن نقههض‬
‫مسه وجب الغسل بإيلجه وإل فل )وبخههروج منههي( بتشههديد اليههاء‬
‫وقد تخفف من مني صب إلى ظاهر الحشفة وفرج البكههر أو إلههى‬
‫ما يظهر عند جلوس الثيب على قدميها أي منههي الشههخص نفسههه‬
‫أول مرة أو مني الرجل من امرأة وطئت في قبلههها أو اسههتدخلته‬
‫وقضت شهوتها بذلك الجماع أو الستدخال‪ ،‬لنه حينئذ يغلب على‬
‫الظن اختلط منيها بالخارج فهو اعتبار للمظنة كههالنوم بخلف مهها‬
‫إذا لم تقضههها إذ ل منههي لههها حينئذ يختلههط بالخههارج )مههن طريقههه‬
‫المعتاد( إجماعا ولهو لمهرض كمها صهرحوا بهه فهي سهلس المنهي‬
‫)وغيره( إن استحكم بأن لم يخههرج لمههرض وكههان مههن فههرج زائد‬
‫كأحد فرجي الخنثى أو من منفتح تحت صلب رجل بأن يخرج مههن‬
‫تحت آخر فقرات ظهره أو ترائب امرأة وهي عظههام الصههدر وقههد‬
‫انسههد الصههلي وإل فل إل أن يخلههق منسههد الصههلي ولههو غيههر‬
‫مستحكم فيما يظهر قياسا على ما مر في المنفتح تحههت المعههدة‬
‫)ويعرف( المني وإن خرج دما عبيطا بخاصة واحههدة مههن خواصههه‬
‫الثلث التي ل توجد في غيره )بتدفقه( وهو خروجههه بههدفعات وإن‬
‫لم يلتذ به ول كان له ريح )أو لذة( بالمعجمة قوية )بخروجههه( وإن‬
‫لم يتدفق لقلته مع فتور الذكر عقبه غالبا )أو ريح عجين( أو طلههع‬
‫نخل كما بأصله ولعله سقط من نسخته أو اكتفى بأحههد النظيريههن‬
‫حال كون المني )رطبهها و( ريههح )بيههاض بيههض( حههال كههون المنههي‬
‫)جافا( وإن لم يتدفق ول التذ بخروجه كأن خرج ما بقي منههه بعههد‬
‫الغسههل )فههإن فقههدت الصههفات( يعنههي الخههواص المههذكورة )فل‬
‫غسل( لنه ليس بمني بخلف ما لو فقد الثخههن أو البيههاض ووجههد‬
‫أحد تلك الثلثة نعم لو شك في شيء أمني هو أم مذي تخير ولههو‬
‫بالتشهي فإن شاء جعله منيا واغتسل أو مذيا وغسله وتوضأ‪ ،‬لنههه‬
‫إذا أتى بأحدهما صار شاكا في الخر ول إيجههاب مههع الشههك وإنمهها‬
‫لزم من نسي صلة من صلتين فعلهما لتيقن لزومهما له فل يههبرأ‬
‫منهما إل بيقين ومن معه إناء مختلط تزكية الكثر لسهههولة العلههم‬
‫بالسبك نعم يقوى ورود قولهم لو شكت هل عليههها عههدة طلق أو‬
‫وفاة لزمها الكثر أو شك هل زكاته بقرة أو شاة أو دراهههم لزمههه‬
‫الكل إل أن يفههرق بههأن مبنههى العههدة علههى الحتيههاط والسههتظهار‬
‫لبراءة الرحم ما أمكن ومن ثم وجب فيها التكرر مع الكتفاء فههي‬
‫أصل مقصودها بدونه وبأن ما ذكههر فههي الزكههاة إنمهها يتجههه فيمههن‬
‫ملك الكل وشك في إخراج بعهض أنههواعه وحينئذ ههو كمههن نسهي‬
‫صلة من صلتين فيما ذكر فيه ويلزمه سائر أحكام ما اختههاره مهها‬
‫لم يرجع عنه على الوجه وحينئذ فيحتمل أنه يعمل بقضية ما رجع‬
‫إليه في الماضي أيضا وهو الحوط ويحتمل أنه ل يعمل بها إل في‬
‫المستقبل لنه التزم قضية الول بفعله بموجبه فلم يهؤثر الرجهوع‬
‫فيه‪.‬‬
‫]تنبيه[ هل غير الخارج منههه ذلههك مثلههه فههي التخييههر المههذكور‬
‫وعليه فهل يلزم كل الجري على قضية ما اختههاره حههتى لههو اختههار‬
‫صاحبه أنه مذي والخر أنه مني لم يقتد به‪ ،‬لنه جنب بحسههب مهها‬
‫اختاره لم أر في ذلك شيئا والذي ينقدح أن الثاني ل يلزمه غسههل‬
‫ما أصابه منه للشك وأنه ل يقتدي به في الصورة الخيههرة ويتخيههر‬
‫أيضا خنثى بإيلجه في دبر ذكر ول مههانع مههن النقههض أو فههي دبههر‬
‫خنثى أولج ذكره في قبله كما بينته فههي شههرح العبههاب مههع رد مهها‬
‫وقع للزركشي من وهم فيه وكذا يتخير المولج فيه أيضا ولههو رأى‬
‫منيا محققا في نحو ثوبه لزمههه الغسههل وإعههادة كههل صههلة تيقنههها‬
‫بعده ما لم يحتمل أي عادة فيما يظهر حدوثه من غيره )والمههرأة‬
‫كرجل( فيما مر من حصول جنابتها باليلج وخروج المني ومن أن‬
‫منيها يعرف بإحدى الخواص الثلث على المعتمد نعم الغالب فههي‬
‫منيها الرقة والصفرة وظاهر المتن حصر الموجب فيما ذكههر وهههو‬
‫كذلك وتحير المستحاضة ليس هههو المههوجب بههل احتمههال انقطههاع‬
‫الحيض كما يأتي وتنجس جميع البدن إنمهها يههوجب إزالههة النجاسههة‬
‫ولو بكشط الجلد )ويحرم بها( أي الجنابة وإن تجردت عن الحدث‬
‫الصغر ويأتي ما يحرم بالحيض في بابه )مهها حههرم بالحههدث( ومههر‬
‫في بابه )والمكث( وهل ضابطه هنا كما فههي العتكههاف أو يكتفههى‬
‫هنا بأدنى طمأنينة لنه أغلظ‪ ،‬كل محتمل والثاني أقرب‬
‫أو التردد من مسلم )في( أرض أو جدار أو هههواء )المسههجد( ولههو‬
‫بالشاعة أو الظاهر لكههونه علههى هيئة المسههاجد فيمهها يظهههر‪ ،‬لن‬
‫الغالب فيما هو كذلك أنه مسجد ثهم رأيهت السهبكي صهرح بهذلك‬
‫فقال إذا رأينا مسجدا أي صورة مسههجد يصههلى فيههه أي مههن غيههر‬
‫منازع ول علمنا له واقفا فليس لحد أن يمنههع منههه لن اسههتمراره‬
‫على حكم المسههاجد دليههل علههى وقفههه كدللههة اليههد علههى الملههك‬
‫فدللة يد المسلمين على هذا للصلة فيه دليل علههى ثبههوت كههونه‬
‫مسهجدا‪ .‬قهال وإنمها نبههت علهى ذلهك لئل يغهتر بعهض الطلبهة أو‬
‫الجهلة فينازع في شيء من ذلك إذا قام له هوى فيههه ا ه ويؤخههذ‬
‫منه أن حريم زمزم تجري عليه أحكام المسجد وكون حريم الههبئر‬
‫ل يصح وقفه مسههجدا إنمهها ينظههر إليههه إن علههم أنههها خارجههة عههن‬
‫المسههجد القههديم ولههم يعلههم ذلههك بههل يحتمههل أنههها محفههورة فيههه‬
‫وعضده إجمههاعهم علههى صههحة وقههف مهها أحههاط بههها مسههجدا وإل‬
‫فوقههف الممههر للههبئر كوقههف حريمههها إذ الحههق فيهمهها لعمههوم‬
‫المسهلمين وكالمسههجد مها وقهف بعضهه وإن قهل مسهجدا شهائعا‬
‫وسيعلم مما يأتي أنههه ل عههبرة فههي منههى ومزدلفههة وعرفههة بغيههر‬
‫مسههجدي الخيههف ونمههرة أي الصههل منهمهها ل مهها زيههد فيهمهها )ل‬
‫عبوره( أي المرور به ولو على هينته وإن حمل علههى الوجههه‪ ،‬لن‬
‫سير حامله منسوب إليه في الطواف ونحوه ولو عن لههه الرجههوع‬
‫قبل الخروج من الباب الخههر بخلف مهها إذا قصههده قبههل وصههوله‪،‬‬
‫لنه تردد وهو أعني المرور بههه لغيههر غههرض خلف الولههى‪ .‬وذلههك‬
‫للخبر الحسن }إني ل أحل المسجد لحائض ول جنههب{ مههع قههوله‬
‫تعالى }‪ :‬ول جنبا إل عابري سبيل{ والصل في الستثناء التصال‬
‫الموجب لتقدير مواضهع قبهل الصههلة نعهم إن احتلهم فيههه وعسهر‬
‫عليه الخروج منههه جههاز لههه المكههث فيههه للضههرورة ولزمههه الههتيمم‬
‫ويحرم بترابه وهو الداخل في وقفه ولو فقد المههاء إل فيههه ومعههه‬
‫إناء تيمم ودخل لملئه ليغتسل به خارجه فإن فقههد النههاء جههاز لههه‬
‫الغتسال فيه واغتفر له زمنه للضرورة بل لو كان الماء فههي نحههو‬
‫بركة فيه جاز له دخوله مطلقا ليغتسل منها وهههو مهار فيهها لعههدم‬
‫المكث ومن خصائصه صلى الله عليه وسههلم حههل المكههث لههه بههه‬
‫جنبا وليس علي رضي الله عنه مثله في ذلك وخبره ضههعيف وإن‬
‫قال الترمذي حسن غريب‪ .‬قاله فههي المجمههوع وخههرج بالمسههجد‬
‫نحو الرباط والمدرسة ومصلى العيد‪) .‬والقرآن( من مسههلم أيضهها‬
‫ولو صبيا كما مر ولو حرفا منههه أي قراءتههه بههاللفظ بحيههث يسههمع‬
‫نفسههه إن اعتههدل سههمعه ول عههارض يمنعههه وبإشههارة الخههرس‬
‫وتحريك لسانه كما بينههت ذلههك مههع مهها فيههه فههي شههرح العبههاب ل‬
‫بالقلب للحديث الحسههن }ل يقههرأ الجنههب ول الحههائض شههيئا مههن‬
‫القرآن{ ويقرأ بكسر الهمزة نهي وبضمها خبر بمعنههاه نعههم يلههزم‬
‫فاقد الطهورين قراءة الفاتحههة فههي صههلته لتوقههف صههحتها عليههها‬
‫وإنما يحرم ما ذكر إن قصد القراءة وحدها أو مههع غيرههها )وتحههل(‬
‫لجنب وحائض ونفساء )أذكاره( ومههواعظه وقصصههه وأحكههامه )ل‬
‫بقصد قرآن( سههواء أقصههد الههذكر وحههده أم أطلههق‪ ،‬لنههه أي عنههد‬
‫وجود قرينة تقتضي صههرفه عههن موضههوعه كالجنابههة هنهها ل يكههون‬
‫قرآنا إل بالقصد‪ .‬وذهب جمع متقدمون إلى أن ما ل يوجههد نظمههه‬
‫إل في القرآن كالخلص يحرم مطلقا وهو متجه مههدركا ومههن ثههم‬
‫اختار جمع الحرمة في حالة الطلق مطلقا لكن تسوية المصههنف‬
‫بين أذكاره وغيرها مما ذكر صريح في جواز كله بل قصد واعتمده‬
‫غير واحد ولو أحدث جنب تيمههم بحضههر أو سههفر حههل لههه المكههث‬
‫والقراءة لبقاء تيممه بالنسبة إليهما وخههرج بههالقرآن نحههو التههوراة‬
‫وما نسخت تلوته‪ ،‬والحديث القدسي وبالمسههلم الكههافر فل يمنههع‬
‫من القراءة إن رجي إسلمه ولم يكن معاندا ول من المكث‪ ،‬لنههه‬
‫ل يعتقد حرمتهما وإنما منع مههن مههس المصههحف لن حرمتههه آكههد‬
‫نعهم الذميهة الحهائض أو النفسهاء تمنهع منهمها بل خلف كمها فهي‬
‫المجموع وبه يعلم شذوذ مشيهما على مقههابله فههي موضههع آخههر‪،‬‬
‫وذلك لغلظ حدثهما وليههس لههه ولههو غيههر جنههب دخههول مسههجد إل‬
‫لحاجة مع إذن مسلم مكلف أو جلوس قاض للحكم به ويظهههر أن‬
‫جلوس مفت به للفتاء كذلك )وأقله( أي الغسل للحي من جنابههة‬
‫أو غيرههها أو لسههبب ممهها سههن لههه الغسههل إذ الغسههل المنههدوب‬
‫كالمفروض في الواجب من جهة العتداد به والمنهدوب مهن جههة‬
‫كماله نعم يتفارقان في النية كما يعلم مما يأتي في الجمعة وبمهها‬
‫تقرر يعلم أن في عبارته شههبه اسههتخدام‪ ،‬لنههه أراد بالغسههل فههي‬
‫الترجمههة العههم مههن الههواجب والمنههدوب وبالضههمير فههي مههوجبه‬
‫الهواجب وفهي أقلهه وأكملهه العهم إذ الهواجب مهن حيهث وصهفه‬
‫بالوجوب ل أقل له ول أكمل )نيههة رفههع جنابههة( ويههدخل فيههها نحههو‬
‫حيض عليها كعكسه أي رفع حكمه على ما مر بيههانه فههي الوضههوء‬
‫)أو استباحة مفتقر إليه( كالقراءة بخلف نحههو عبههور المسههجد )أو‬
‫أداء فههرض الغسههل( أو فههرض أو واجههب الغسههل أو أداء الغسههل‪،‬‬
‫وكذا الغسل للصلة فيمهها يظهههر كالطهههارة للصههلة السههابقة فههي‬
‫الوضوء أو رفع الحدث‪ ،‬لن رفعه يتضمن رفع الماهية مههن أصههلها‬
‫وقولهم إذا أطلق انصرف للصغر غالبا مرادهم إطلقه في عبارة‬
‫الفقهاء أو الطهارة عنه أو الواجبة أو للصلة ل الغسل أو الطهارة‬
‫فقط‪ ،‬لنه قد يكون عادة وبه فارق الوضوء أو رفع جنابههة وعليههها‬
‫نحو حيض وعكسه غلطا كنية الصغر غلطا وعليههه الكههبر فيرتفههع‬
‫حدثه عن أعضاء الوضوء فقط غير رأسه لنه لم ينو إل مسههحه إذ‬
‫غسله غير مطلوب بخلف باطن شعر ل يجب غسههله‪ ،‬لنههه يسههن‬
‫فكأنه نواه ومنه يؤخذ ارتفاع جنابة محههل الغههرة والتحجيههل إل أن‬
‫يفرق بأن غسل الوجه هو الصل ول كذلك محل الغرة والتحجيههل‬
‫ويصح رفع الحيههض بنيههة النفههاس وعكسههه مهها لههم تقصههد المعنههى‬
‫الشههرعي كمهها هههو ظههاهر كنيههة الداء بالقضههاء وعكسههه التههي‬
‫والسلس هنا كما مر فتمتنع عليه نية رفع الحدث ونحوه ومر فههي‬
‫شروط الوضوء شروط للنية وأنها كالبقيههة تههأتي هنهها ويجههب فههي‬
‫النية أن تكون نية )مقرونة( بنصبه لكونه صههفة لمصههدر محههذوف‬
‫معمول لنية الملفوظ به ويصح رفعه كمهها نقههل عههن خطههه )بههأول‬
‫فرض( ليعتد بما بعدها وهو هنا أول مغسول ولو من أسفل البدن‬
‫إذ ل يجههب هنهها ترتيههب ويسههن تقههديمها مههع السههنن المتقدمههة‬
‫كالسواك ليثههاب عليههها كالوضههوء ويههأتي فههي عزوبههها مهها مههر ثههم‬
‫وبقولي كالسواك اندفع الفرق بأن ما تقدم هنا من جملة الغسههل‬
‫الواجب فليكتف به جزما وحينئذ ل يحتاج لقههوله فههرض بخلف مهها‬
‫تقهدم ثهم ليهس مهن الوضهوء الهواجب فاحتهاج إلهى الستصهحاب‬
‫لغسههل شههيء مههن الههوجه ا ه‪ .‬علههى أن الههذي يظهههر أن قصههده‬
‫بالمتقدم كغسل اليد قبههل إدخالههها النههاء عنههد شههكه فههي طهرههها‬
‫السنة صارف له عن العتداد به عههن الغسههل فتجههب إعههادته دون‬
‫النية على قياس ما مر في غسل بعض الشههفة بقصههد المضمضههة‬
‫فاستويا من كل وجه )وتعميم( ظاهر وبههاطن )شههعره( ولههو لحيههة‬
‫كثيفة ما عدا النابت في نحو عيههن وأنههف وإن طههال وذلههك للخههبر‬
‫الحسههن‪ ،‬وإن قههال المصههنف فههي موضههع إنههه ضههعيف بههل‪ .‬قههال‬
‫القرطبي إنه صحيح عن علي كرم الله وجهههه يرفعههه }مههن تههرك‬
‫موضع شعرة من جنابة لم يغسله فعل بههه كههذا وكههذا مههن النههار{‬
‫قال فمن ثم عههاديت شههعر رأسههي فيجههب نقههض ضههفائر ل يصههل‬
‫لباطنههها إل بههالنقض بخلف مهها انعقههد بنفسههه وإن كههثر ولههو نتههف‬
‫شههعرة لههم يغسههلها وجههب غسههل محلههها مطلقهها )وبشههره( حههتى‬
‫الظفار وما تحتها وما ظهر من صماخ وفههرج عنههد جلوسههها علههى‬
‫قدميها وشقوق وما تحت قلفة وما ظهر ممهها باشههره القطههع مههن‬
‫نحو أنف جدع وسائر معاطف البدن ومحل التوائه نعم يحرم فتق‬
‫الملتحم‪ ،‬وذلك لحلول الحدث لكل البدن مع عدم المشههقة لنههدرة‬
‫الغسل ومر أنه يضر تغير الماء تغيرا ضارا ولههو بمهها علههى العضههو‬
‫خلفا لجمع )ول تجب مضمضههة واستنشههاق( وإن انكشههف بههاطن‬
‫الفم والنف بقطع ساترهما وكذا باطن العين وهو ما يسههتتر عنههد‬
‫انطباق الجفنين وإن انكشف بقطعهما كما في الوضوء‬
‫وكان وجه نفيه هذا هنا دون الوضوء قوة الخلف هنا وعدم إغنههاء‬
‫الوضوء عنهما لن لنا قول بوجوب كليهما كالوضوء ومن ثههم سههن‬
‫رعايته بالتيان بهما مستقلين وفي الوضوء وكره تههرك واحههد مههن‬
‫الثلثة وسن إعادة ما تركه منها وتأكههد إعههادة الوليههن وفههارق مهها‬
‫ذكر في باطن العين وجوب تطهيره من الخبث‪ ،‬لنه أفحش وأخذ‬
‫منه أن مقعدة المبسور إذا خرجت لم يجههب غسههلها عههن الجنابههة‬
‫ويجب غسل خبثها ومحله إن لههم يههرد إدخالههها وإل لههم يجههب هههذا‬
‫أيضا‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬قد يستشكل عدهم باطن الفم باطنهها هنهها ومهها يظهههر‬
‫من فرج الثيب ظاهرا بل قد يقال هذا أولى بكونه باطنا ثم رأيههت‬
‫المام صرح بهذه الولويههة فقههال ل يجههب غسههل مهها وراء ملتقههى‬
‫الشفرين كباطن الفم بل أولى ا هه‪ .‬وقد يجههاب أخههذا مههن تشههبيه‬
‫الصحاب لباطن الفم بباطن العين الذي وافق الخصههم فيههه علههى‬
‫أنه باطن ومن تشههبيه الشههافعي لمهها يظهههر مههن الفههرج بمهها بيههن‬
‫الصابع بأن حائل الفم ل تعهد له حالة مستقرة يعتههاد زوالههه فيههها‬
‫بالكلية ويبقى داخله ظاهرا كلههه بخلف بههاطن الفههرج فههإن حههائله‬
‫يعهد فيه ذلههك بههالجلوس علههى القههدمين المعتههاد المههألوف دائمهها‬
‫فأشبه ما بين الصابع فإنه يظهر بتفريقها المعتاد فاستويا فههي أن‬
‫لكل حالة بطون وهو التقاء الشفرين والصابع وحالة ظهههور وهههو‬
‫انفراج كل منهما فكما اتفقوا فيما بيههن الصههابع علههى أنههه ظههاهر‬
‫فكذلك فيما بين الشههفرين ووراء مهها ذكرنههاه مههذاهب أخههرى فههي‬
‫باطن الفم منها أنه ظاهر في الوضوء والغسههل‪ .‬وبههه قههال أحمههد‬
‫وغيره ظاهر في الغسل فقط وكل تمسك من السههنة بمهها أجههاب‬
‫عنه في المجموع‪) .‬وأكمله( أي الغسل )إزالههة القههذر( بالمعجمههة‬
‫الطاهر كمني والنجس كمههذي قههال المصههنف وينبغههي أن يتفطههن‬
‫من يغتسل من نحو إبريق لدقيقة وهي أنه إذا طهههر محههل النجههو‬
‫بالماء غسله ناويا رفع الجنابة‪ ،‬لنه إن غفل عنه بعد بطههل غسههله‬
‫وإل فقد يحتاج للمس فينتقض وضوءه أو إلى كلفة في لف خرقة‬
‫على يده ا ه وهنا دقيقة أخرى وهي أنه إذا نههوى كمهها ذكههر ومههس‬
‫بعد النية ورفع جنابة اليد كما هو الغالب حصل بيده حههدث أصههغر‬
‫فقط فل بد من غسلها بعههد رفههع حههدث الههوجه بنيههة رفههع الحههدث‬
‫الصغر لتعذر الندراج حينئذ )ثم الوضوء( كامل للتبههاع ويسههن لههه‬
‫استصحابه إلههى الفههراغ حههتى لههو أحههدث سههن لههه إعههادته‪ .‬وزعههم‬
‫المحاملي ومن تبعه اختصاصه بالغسل الواجب ضعيف كمهها علههم‬
‫مما قدمته )وفي قول يؤخر غسل قههدميه( للتبههاع أيضهها والخلف‬
‫فههي الفضههل ورجههح الول‪ ،‬لن فههي لفههظ رواتههه كههان المشههعرة‬
‫بالتكرار بل قيل الثاني إنما يههدل علههى الجههواز ل غيههر وعلههى كههل‬
‫تحصل سنة الوضوء بتقديم كلههه وبعضههه وتههأخيره وتوسههطه أثنههاء‬
‫الغسل ثم إن تجردت جنابته عن الصغر نوى به سههنة الغسههل أي‬
‫أو الوضوء كما هو ظاهر وإل نوى نية مجزئة مما مر في الوضههوء‬
‫خروجهها مههن خلف مههوجبه القههائل بعههدم النههدراج وهههذه النيههة‬
‫بقسميها سنة لجزاء نية الغسل عنها كما تكفي نيهة الوضهوء عهن‬
‫خصوص نية المضمضهة ثهم لهو أحهدث بعهد ارتفهاع جنابهة أعضهاء‬
‫وضوئه لزمه الوضوء مرتبا بالنية لزوال اندراجه الموجب لسقوط‬
‫النية والترتيب أو بعضها لزمه غسل ما تأخر حدثه في محله بالنية‬
‫كما علم مما مر آنفا )ثم( بعد الوضوء )تعهههد معههاطفه( وهههي مهها‬
‫فيه التواء وانعطههاف كههالذن وطبههق البطههن والسههرة بههأن يوصههل‬
‫الماء إليها حتى يتيقن أنه أصاب جميعها وإنما لم يجب ذلك حيههث‬
‫ظن وصوله إليها‪ ،‬لن التعميههم الههواجب يكتفههى فيههه بغلبههة الظههن‬
‫ويتأكد ذلك في الذن بأن يأخذ كفا من ماء ثم يميل أذنههه ويضههعها‬
‫عليه ليأمن من وصههوله لبههاطنه وبحههث تعيههن ذلههك علههى الصههائم‬
‫للمن به من المفطر )ثم( بعد تعهدها )يفيض( الماء )على رأسههه‬
‫و( قبل الفاضة عليه الولى له إذا كان له شعر في نحو رأسههه أو‬
‫لحيته أنه )يخلله( بأن يدخل أصابعه العشر مبلولههة أصههول شههعره‬
‫للتباع ويسههن تخليهل سهائر شهعوره‪ ،‬لن ذلهك أقههرب إلهى الثقههة‬
‫بعمههوم المههاء لههها والمحههرم كغيههره لكههن يتحههرى الرفههق خشههية‬
‫النتتاف )ثم( بعد الفراغ من الرأس تخليل ثم إفاضة يفيض المههاء‬
‫على )شقه اليمن( مقدمه ثم مؤخره )ثم( بعد فراغه منه جميعههه‬
‫يفيضه على شقه )اليسر( كذلك وفارق ما يأتي في غسل الميت‬
‫بأن ما هناك فيه يستلزم تكرر قلبه وفيه مشههقة بخلفههه هنهها ومهها‬
‫ذكر من هذا الترتيب هههو مههراد مههن عههبر بعههد ذلههك يسههن ترتيههب‬
‫الغسل خلفا لما يوهمه بعض العبارات‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬وقع في الروضة وغيرها مهها يصههرح بههأنه يقههدم غسههل‬
‫أعضههاء وضههوئه علههى الفاضههة علههى رأسههه لشههرفها ونههازع فيههه‬
‫الزركشي ثم أوله بما تنبو عنه عبارتها‪ ،‬وقد توجه على بعدها بههأن‬
‫شرف أعضاء الوضههوء اقتضههى تكريههر طهارتههها بالوضههوء أول ثههم‬
‫يغسلها بعد ثم يغسلها في ضمن الفاضة على الههرأس ثههم البههدن‬
‫)ويدلك( ما تصل له يده مههن بههدنه خروجهها مههن خلف مههن أوجبههه‬
‫دليلنا أن الية والخبر ليس فيهما تعرض لههه مههع أن اسههم الغسههل‬
‫شرعا ولغة ل يفتقر إليه ويؤخذ من العلة أن ما لم تصههل لههه يههده‬
‫يتوصل إلى دلكه بيد غيره مثل إذ المخالف يههوجب ذلههك )ويثلههث(‬
‫بالشروط السابقة في الوضوء تخليل رأسه ثم غسههله للتبههاع ثههم‬
‫تخليل شعور وجهه ثههم غسههله ثههم تخليههل شههعور بقيههة البههدن ثههم‬
‫غسله قياسا عليه‪ .‬وهذا الترتيب ظاهر وإن لهم أر مهن صههرح بهه‪،‬‬
‫وتثليث البقية إما بأن يغسل شقه اليمن ثم اليسر ثم هكذا ثانيههة‬
‫ثم ثالثة أو يوالي ثلثة اليمن ثم ثلثة اليسر وكههان قيههاس كيفيههة‬
‫التثليث في الوضوء تعين الثانية للسنة واقتضاه كلم الشارح لكن‬
‫من المعلوم الفرق بين مهها هنهها وثههم فههإن كل مههن المغسههول ثههم‬
‫كاليدين متميز منفصل عن الخر فتعينت فيهه تلهك الكيفيهة لهذلك‬
‫بخلف ما هنا فإن كون البدن فيه كالعضو الواحد منع قياسه على‬
‫الوضوء في خصوص ذلك وأوجب له حكما تميههز بههه وهههو حصههول‬
‫السههنة بكههل مههن الكيفيههتين فتههأمله‪ .‬وكههذا يسههن تثليههث الههدلك‬
‫والتسمية والذكر وسائر السنن هنا نظيههر مهها مههر هنههاك ومههن ثههم‬
‫جرى هنا أكثر سنن الوضوء كتسههمية مقترنههة بالنيههة واستصههحابها‬
‫وترك نفض وتنشههف واسههتعانة وتكلههم لغيههر عههذر وكالههذكر عقبههه‬
‫والستقبال والموالة بتفصيلها السابق ثم وسههيذكرها فههي الههتيمم‬
‫وغير ذلك ويكفي في راكد وإن قل تحرك جميههع البههدن ثلثهها وإن‬
‫لم ينقل قدميه إلى محل آخر على الوجه من اضطراب فيه بيههن‬
‫السنوي والمتعقبين لكلمههه‪ ،‬لن كهل حركهة تههوجب مماسهة مههاء‬
‫لبدنه غير المههاء الههذي قبلههها ولههم ينظههر لهههذه الغيريههة المقتضههية‬
‫للنفصهههال المقتضهههي للسهههتعمال‪ ،‬لن المهههدار فهههي النفصهههال‬
‫المقتضي له على انفصال البدن عنه عرفهها ومهها هنهها ليههس كههذلك‬
‫وكان الفرق أنه يغتفر في حصول سههنة التثليههث مهها ل يغتفههر فههي‬
‫حصههول السههتعمال‪ ،‬لنههه إفسههاد للمههاء فل يكفههي فيههه المههور‬
‫العتبارية‪ ،‬وقههد مههر فيمههن أدخههل يههده بل نيههة اغههتراف أن لههه أن‬
‫يحركها ثلثا وتحصل له سنة التثليث )وتتبههع( المههرأة ولههو بكههرا أو‬
‫عجوزا خلية غير المحدة والمحرمة )لحيض( ولو احتمال كمهها فههي‬
‫المتحيرة علههى الوجههه أو نفههاس‪ ،‬وتنجسههه بخههروج الههدم ل يمنههع‬
‫تطييبه المقصود منه )أثره( أي عقب انقطههاع دمههه والغسههل منههه‬
‫)مسكا( بأن تجعله فهي قطنهة وتهدخلها فرجهها الهواجب غسهله ل‬
‫غيره وإن أصابه الدم خلفا للمحاملي والمتولي نعم للثقبههة الههتي‬
‫ينقض خارجها حكم الفرج على الوجههه‪ .‬وذلههك لمههره صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم بما ذكر ومن ثم تأكد وكره تركه‪ ،‬لنههه يطيههب المحههل‬
‫ثم يهيئه للعلوق حيث كان قابل له )وإل( ترده وإن وجدته بسهولة‬
‫)فنحوه( من طيب وأوله أكثره حرارة كقسط أو أظفار ومن ثههم‬
‫جاء عن عائشة رضي اللههه عنههها اسههتعمال الس فههالنوى فالملههح‬
‫فإن لم ترد الطيب فالطين لحصههول أصههل الطيههب بههذلك بههل لههو‬
‫جعلت ماء غير ماء الرفع بههدل ذلههك كفههى فههي دفههع كراهههة تههرك‬
‫التباع بل وفي حصول أصل سنة النظافة كما هو ظاهر فالترتيب‬
‫للولوية كما علم مما تقرر وبه يندفع ما قيل إجههزاء غيههر المسههك‬
‫مع وجوده فيه استنباط معنى يعههود علههى النههص بالبطههال ووجههه‬
‫اندفاعه أنه يكفي في حكمة النص عليه كونه أفضل من غيره أما‬
‫المحدة فتقتصر على قليل قسط أو أظفار ول يضر ما فيهما مههن‬
‫التطيب‪ ،‬لنه يسير جدا فسههومح لههها فيههها للحاجههة قههال الذرعههي‬
‫والمحرمة كالمحدة وأولى بالمنع أي لقصههر زمههن الحههرام غالبهها‪.‬‬
‫ومن ثم رجح غيره الفرق بينهما وسيأتي فههي الصههائمة أنههه يكههره‬
‫لها التطيب فلو انقطع قبيل الفجر فنوت وأرادت الغسل بعده لم‬
‫يسن لها التطيب فيما يظهر )ول يسن تجديده( أي الغسل لنه لم‬
‫ينقل ولما فيه من المشههقة وكههذا الههتيمم )بخلف الوضههوء( يسههن‬
‫تجديده ولو لماسح الخف كما مر وإن كمههل بههالتيمم لنحههو جههرح‪،‬‬
‫وكون التيان ببعض الطهارة غير مشروع إنما هو مع إمكان فعههل‬
‫بعضها الخر‪ ،‬وذلك لن التجديد كان يجب لكههل صههلة فلمهها نسههخ‬
‫وجوبه بقي أصل طلبه وفي خبر صححه بعضهم }من توضأ علههى‬
‫طهر كتب له عشر حسنات{ ومحل ندب تجديده إذا صلى بههالول‬
‫صلة ما ولو ركعة ل سجدة وطوافا وإل كره كالغسلة الرابعة نعم‬
‫يتجه أنه لو قصد به عبادة مستقلة حرم لتلعبههه وإذا لههم يعارضههه‬
‫ما هو أهم منه وإل لزم التسلسل‪) .‬ويسن أن ل ينقص( بفتح أوله‬
‫متعديا فضمير الفاعل للمتطهر وقاصرا فالماء هو الفاعل وهو ما‬
‫نقل عن خطه )ماء الوضوء عههن مههد( وهههو رطههل وثلههث )و( مههاء‬
‫)الغسل عن صاع( وهو خمسة أرطال وثلث تقريبهها فيهمهها للتبههاع‬
‫ومحله فيمن بدنه قريب من اعتدال بدنه صلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫ونعومته وإل زيد ونقص لئق به وقضية عبارتهمهها مههن نههدب عههدم‬
‫النقص لمن بدنه كذلك أنه ل يسن لهه تهرك زيهادة ل سهرف فيهها‬
‫والوجه ما أخذه ابن الرفعههة مههن كلمهههم‪ .‬والخههبر أنههه ينههدب لههه‬
‫القتصههار عليهمهها أي إل لحاجههة كههتيقن كمههال التيههان بجميههع‬
‫المطلوبات وزعم غيره أن كلمهههم يشههعر بنههدب زيههادة ل سههرف‬
‫فيها‪ ،‬لن مندوباتهما ل تتأتى إل بها قطعا ممنههوع )ول حههد لههه( أي‬
‫لمائهما فلو نقص عما ذكههر وأسههبغ كفههى وفههي خههبر حسههن }أنههه‬
‫صلى الله عليه وسلم توضأ بثلثي مد{ ويسن أن ل يغتسل لجنابة‬
‫أو غيرها وأن ل يتوضأ لحدث أو غيره علههى الوجههه فههي راكههد لههم‬
‫يستبحر كنابع من عين غيههر جهار‪ ،‬لنهه قههد يقهذره وأن يهؤخر مههن‬
‫أجنب بخروج المني غسله عن بههوله لئل يخههرج معههه فضههلة منيههه‬
‫فيبطل غسله قال بعض الحفاظ وأن يخط مههن يغتسههل فههي فلة‬
‫ولم يجد ما يستتر به خطا كالدارة ثم يسههمي اللههه ويغتسههل فيههها‬
‫وأن ل يغتسل نصف النهار ول عند العتمههة وأن ل يههدخل المههاء إل‬
‫بمئزره فههإن أراد إلقههاءه فبعههد أن يسههتر المههاء عههورته ا ه وكههأنه‬
‫اعتمد في غير الخير على ما رآه كافيهها فههي نههدب ذلههك‪ .‬وإن لههم‬
‫يذكروه وفيه ما فيه وأن ل يزيل ذو حدث أكبر قبله شيئا من بدنه‬
‫ولو نحو دم قال الغزالي لن أجزاءه تعود إليه في الخرة بوصههف‬
‫الجنابة ويقال إن كل شعرة تطالبه بجنابتها وأن يغسل كحائض أو‬
‫نفساء انقطع دمها فرجه ويتوضأ إن وجد الماء وإل تيمم ويحصههل‬
‫أصل السنة بغسههل الفههرج إن أراد نحههو جمههاع أو نههوم أو أكههل أو‬
‫شرب وإل كره وينبغي أن يلحههق بهههذه الربعههة إرادة الههذكر أخههذا‬
‫من تيممه صلى الله عليه وسلم لرد سههلم مههن سههلم عليههه جنبهها‬
‫والقصد به في غير الول تخفيف الحدث فينتقض بههه وفيههه زيههادة‬
‫النشاط للعود فل ينتقض به وهو كوضوء التجديههد والوضههوء لنحههو‬
‫القراءة فل بد فيه من نية معتبرة ويجوز الغسل عاريا قال جمع ل‬
‫الوضوء عقبه ويرد بأن محله إذا لم يحتج لههه وإل كخههوف رشههاش‬
‫يلحق ثوبه جاز لما يأتي من حل التعري في الخلوة لدنههى غههرض‬
‫وأفتى بعضهم بحرمة جماع من تنجههس ذكههره قبههل غسههله أي إن‬
‫وجد الماء وينبغي تخصيصه بغير السههلس لتصههريحهم بحههل وطههء‬
‫المستحاضة مع جريان دمها وغير مهن يعلههم مههن عههادته أن المههاء‬
‫يفتره عن جماع يحتاج إليه‪) .‬ومن به( أي ببدنه )نجههس( عينههي أو‬
‫حكمي )يغسله ثم يغتسل ول تكفي لهما غسلة( واحدة )وكذا في‬
‫الوضوء( لنهما واجبان مختلفا الجنس فل يتداخلن )قلههت الصههح‬
‫تكفيه( حتى في الميت وللعلم بهذا مما هنا سكت عههن اسههتدراك‬
‫ما يأتي ثههم كمهها سههتعلمه )واللههه أعلههم( لحصههول الغههرض منهمهها‬
‫بمرور الماء على المحل أما في الحكمية فواضح‪ .‬وأما في العينية‬
‫فالفرض أنها زالت بجرية وأن الماء وارد لم يتغير ول زاد وزنه ول‬
‫حالت بينه وبين العضو فإن انتفى شرط مههن ذلههك فالحههدث بههاق‬
‫كالنجس‪ ،‬فعلم أن المغلظة ل يطهههر محلههها عههن الحههدث إل بعههد‬
‫تسبيعها مع التعفير‪) .‬ومن اغتسل لجنابة( أو حيههض أو نفههاس )و(‬
‫نحو )جمعة( أو عيد بنيتهما )حصل( أي غسههلهما وإن كههان الكمههل‬
‫إفراد كل بغسل وإنمهها لههم يصههح الظهههر وسههنته وخطبههة الجمعههة‬
‫والكسوف بنية‪ ،‬لن مبنى الطهارات على التداخل بخلف الصههلة‬
‫وما في معناها كالخطبة )أو لحدهما حصل فقههط( عمل بمهها نههواه‬
‫وإنما لم يندرج المسنون في الواجب‪ ،‬لنه مقصود ومن ثههم تيمههم‬
‫للعجز عنه بخلف التحية ومن ثم حصلت بغيرها وإن لم تنو علههى‬
‫مهها يههأتي‪ ،‬لن القصههد إشههغال البقعههة وأفهههم المتههن عههدم صههحة‬
‫الواجب بنية النفل وكذا عكسه لكن يظهر أن محلههه إن تعمههد وإل‬
‫فينبغي حصول السنة بذلك لعذره وأنه لو اغتسل لحد واجههبين أو‬
‫أحد نفلين فأكثر بنيته فقط حصههل الخههر وهههو كههذلك لمهها مههر أن‬
‫مبنى الطهههارات علههى التههداخل وظههاهر أن المههراد بحصههول غيههر‬
‫المنوي سقوط طلبه كما في التحية‪) .‬قلت ولو أحههدث ثههم أجنههب‬
‫أو عكسه( أو وجدا معا )كفى الغسل( وإن لم ينو معه الوضوء ول‬
‫رتب أعضاءه )علههى المههذهب واللههه أعلههم( لنههدراج الصههغر فههي‬
‫الكبر ول نظر لختلف الجنس مع حصول المقصود وأفهههم قههوله‬
‫كفى أن الصغر اضمحل ولم يبق له حكم وهو كذلك‪.‬‬

‫باب النجاسة وإزالتها‬


‫قيل كان ينبغي تأخيرها عن التيمم‪ ،‬لنه بدل عما قبلها ل عنها‬
‫أو تقديمها عقب المياه‪ ،‬وقد يجاب بههأن لهههذا الصههنيع وجههها أيضهها‬
‫وهو أن إزالتها لما كههانت شههرطا للوضههوء والغسههل علههى مهها مههر‬
‫وكان ل بد في بعضها مههن تههراب الهتيمم كهانت آخههذة طرفهها ممهها‬
‫قبلههها وممهها بعههدها فتوسههطت بينهمهها إشههارة لههذلك )هههي( لغههة‬
‫المسههتقذر وشههرعا بالحههد مسههتقذر يمنههع صههحة الصههلة حيههث ل‬
‫مرخص وحدت بغيههر ذلههك‪ ،‬وقههد بسههطت الكلم عليههه فههي شههرح‬
‫العباب بما ل يستغنى عن مراجعتههه لكههثرة فههوائده وعههزة أكثرههها‬
‫وبالعد وسلكه لسهولة معرفتههها بههه وإشههارة إلههى أن الصههل فههي‬
‫العيان الطهارة‪ ،‬لنها خلقت لمنافع العباد وإنما تحصههل أو تكمههل‬
‫بالطهارة وإلى أن ما عدا ما ذكره ونحوه طاهر )كههل مسههكر( أي‬
‫صالح للسكار فدخلت القطرة من المسكر وأريد بههه هنهها مطلههق‬
‫المغطي للعقل ل ذو الشدة المطربة وإل لم يحتج لقولهم )مههائع(‬
‫كخمر بسائر أنواعها وهي المتخذة من العنب‪ ،‬ونبيذ وهههو المتخههذ‬
‫من غيره لنه تعالى سماها رجسا وهو شرعا النجس ول يلزم منه‬
‫نجاسة ما بعدها في الية‪ ،‬لن النجس إما مجاز فيههه والجمههع بيههن‬
‫الحقيقة والمجاز جائز وعلى امتناعه وهههو مهها عليههه الكههثرون هههو‬
‫مههن عمههوم المجههاز أو حقيقههة لنههه يطلههق أيضهها علههى مطلههق‬
‫المستقذر واستعمال المشترك في معانيه جائز اسههتغناء بالقرينههة‬
‫كما في الية فاندفع ما لبن عبد السلم هنها وفهي الحهديث }كهل‬
‫مسكر خمر{ وخرج بالمائع نحو البنج والحشيش والفيون وجوزة‬
‫الطيب وكثير العنبر والزعفران فهذه كلها مسههكرة لكنههها جامههدة‬
‫فكانت طاهرة والمراد بالسكار هنا الذي وقع في عبارة المصنف‬
‫وغيره في نحو الحشيش مجرد تغييب العقل فل منافاة بينه وبيههن‬
‫تعبير غيره بأنها مخدرة خلفا لمن وهم فيه وما ذكرته في الجوزة‬
‫من أنههها مسههكرة بههالمعنى المههذكور وأنههها حههرام صههرح بههه أئمههة‬
‫المذاهب الثلثة واقتضاه كلم الحنفية ول يههرد علههى المتههن جامههد‬
‫الخمر ودرديه ول ذائب نحو حشيش لههم تصههر فيههه شههدة مطربههة‬
‫نظرا لصلهما )وكلب( للمر بالتطهير من ولوغه سبعا مع التعفيههر‬
‫والصل عدم التعبد إل لدليل بعينه ول دليههل علههى ذلههك )وخنزيههر(‬
‫لنه أسوأ حال منه إذ ل يجوز النتفاع به فههي حالههة الختيههار بحههال‬
‫مع صلحيته له فل يرد نحو الحشرات‪ ،‬ولنه مندوب إلى قتله مههن‬
‫غير ضرر )وفرعهما( أي فرع كل منهما مع الخر أو مع غيره ولههو‬
‫آدميا تغليبا للنجس إذ الفرع يتبع أخس أبويه في النجاسة وتحريم‬
‫الذبيحهة والمناكحهة وأشهرفهما فهي الهدين وإيجهاب البهدل وعقهد‬
‫الجزية والب في النسب والم في الحريههة والههرق وأخفهمهها فههي‬
‫نحو الزكاة والضحية وقضية ما تقههرر مههن الحكههم بتبعيتههه لخههس‬
‫أبههويه أن الدمهي المتولهد بيههن آدمهي أو آدميههة ومغلهظ لهه حكهم‬
‫المغلظ في سائر أحكامه وهو واضح في النجاسة ونحوههها وبحههث‬
‫طهارته نظرا لصورته بعيد من كلمهم بخلفههه فههي التكليههف‪ ،‬لن‬
‫مناطه العقل ول ينافيه نجاسة عينه للعفو عنههها بالنسههبة إليههه بههل‬
‫وإلى غيره نظير ما يأتي في الوشم ولو بمغلظ إذا تعذرت إزالتههه‬
‫فيدخل المسجد ويماس الناس ولو مع الرطوبههة ويههؤمهم‪ ،‬لنههه ل‬
‫تلزمه إعادة ومال السنوي إلى عدم حل مناكحته وجزم به غيره‪،‬‬
‫لن في أحد أصليه ما ل يحل رجل كان أو امرأة ولو لمن هو مثله‬
‫وإن استويا في الدين وقضية ما يهأتي فههي النكههاح مهن أن شههرط‬
‫حل التسري حل المناكحة أنه ل يحل له وطء أمتههه بالملههك أيضهها‬
‫لكن لو قيل باستثناء هذا إذا تحقق العنهت لهم يبعههد ويقتهل بهالحر‬
‫المسلم قيل ل عكسه لنقصه وقياسه فطمه عن مراتب الوليههات‬
‫ونحوها كالقن بل أولههى نعههم فيههه ديههة إن كههان حههرا‪ ،‬لنههها تعتههبر‬
‫بأشرف البوين كما مر قال بعضهم وبعيد أن يلحق نسههبه بنسههب‬
‫الواطئ حتى يرثههه اهههه‪ .‬والههوجه عههدم اللحههوق‪ ،‬لن شههرطه حههل‬
‫الوطء أو اقترانه بشههبهة الههواطئ وهمهها منتفيههان هنهها نعههم يههتردد‬
‫النظر في واطئ مجنههون إل أن يقههال المحههل الموطههوء هنهها غيههر‬
‫قابل للوطء فتعذر اللحاق بالواطئ هنا مطلقا فعلم أنه ل قريههب‬
‫له إل من جهة أمه إن كهانت آدميههة والههذي يتجههه أن لهه أن يهزوج‬
‫أمته‪ ،‬لنه بالملك ل عتيقته لما تقرر أنههه بعيههد عههن الوليههات قههال‬
‫بعضهم ولو وطئ آدمي بهيمههة فولههدها الدمههي ملههك لمالكههها ا ه‬
‫وهو مقيس‪) .‬وميتة غير الدمي والسمك والجههراد( لتحريمههها مههع‬
‫عدم إضرارها فلم يكن إل لنجاستها وزعم إضرارها ممنههوع وهههي‬
‫ما زالت حياته بغير ذكاة شرعية فخرج مههوت الجنيههن بههذكاة أمههه‬
‫والصيد بالضغطة أو قبههل إمكههان ذكههاته والنههاد بالسهههم‪ ،‬لن هههذا‬
‫ذكاتها شرعا واستثنى منها الدمي لتكريمه بالنص وهو في الكافر‬
‫من حيث ذاته فل ينافي إهههداره لوصههف عرضههي قههام بههه وللخههبر‬
‫الصحيح }ل تنجسوا موتاكم فإن المسلم ل ينجس حيهها ول ميتهها{‬
‫وذكر المسلم للغالب ومعنى نجاسة المشركين في اليههة نجاسههة‬
‫اعتقههادهم أو المههراد اجتنههابهم كههالنجس والخلف فههي غيههر ميتههة‬
‫النبياء صلوات الله وسلمه عليهم قيل ومثلهم الشهداء والسههمك‬
‫للجماع والجراد للجماع أيضهها علههى مهها قههاله غيههر واحههد وللخههبر‬
‫الحسههن }أحلههت لنهها ميتتههان ودمههان السههمك والجههراد والكبههد‬
‫والطحال‪ {،‬لكن الصحيح كما في المجموع أن القائل أحلههت إلههى‬
‫آخره ابن عمر رضي الله عنهما لكنه فههي حكههم المرفههوع وروايههة‬
‫رفع ذلك ضعيفة جدا ومن ثم قال أحمد إنها منكرة وخبر }الجراد‬
‫أكثر جنود الله ل آكله ول أحرمه{ صريح في حله خلفا لمن وهههم‬
‫فيه وإنما لم يأكله لعذر كالضب على أنه جاء عند أبي نعيم }أنهم‬
‫غزوا سبع غزوات يأكلونه ويههأكله معهههم{ وروايهة يهأكلونه صههحت‬
‫في البخاري وغيره‪) .‬ودم( إجماعهها حههتى مهها يبقههى علههى العظههام‬
‫ومههن صههرح بطهههارته أراد أنههه يعفههى عنههه واسههتثنى منههه الكبههد‬
‫والطحال والمسك أي ولههو مههن ميتههة إن تجسههد وانعقههد وإل فهههو‬
‫نجس تبعا لها والعلقة والمضغة ومنههي أو لبههن خرجهها بلههون الههدم‬
‫ودم بيضة لم تفسد )وقيههح( لنههه دم مسههتحيل وصههديد وهههو مههاء‬
‫رقيق يخالطه دم وكذا مههاء قههرح أو نفههط إن تغيههر كمهها سههيذكره‬
‫)وقيء( وإن لم يتغير وإل استقر في المعههدة‪ ،‬لنههه فضههلة وبلغههم‬
‫المعدة بخلفه من رأس أو صدر كالسائل مههن فههم النههائم مهها لههم‬
‫يعلم أنه من المعدة نعم من ابتلي به عفي عنههه منههه فههي الثههوب‬
‫وغيره وإن كثر كدم البراغيث كما هو ظاهر وما رجع من الطعههام‬
‫قبل وصوله للمعدة متنجس على مهها قههاله القفههال وأطلههق غيههره‬
‫طهارته وكلم المجموع في مواضع يؤيدها وممهها يصههرح بهمهها مهها‬
‫نقله الزركشي وغيره عن ابن عدلن وأقروه من أن محههل بطلن‬
‫صلة من ابتلع طرف خيههط وبقههي بعضههه بههارزا إن وصههل طرفههه‬
‫للمعدة لتصال محموله وهو طرفه البههارز بالنجاسههة حينئذ بخلف‬
‫ما إذا لم يصل إليها‪ ،‬لنه الن ليس حامل لمتصههل بنجههس ويظهههر‬
‫على الول أن ما جاوز مخرج الحاء المهملة من ذلك‪ ،‬لنههه بههاطن‬
‫وجرة وهي ما يخرجههه الحيههوان ليجههتره ومههرة سههوداء أو صههفراء‬
‫وهي ما في المرارة لسههتحالتهما لفسههاد‪) .‬وروث( بالمثلثههة وهههو‬
‫إما خاص بما من الدمي كالعذرة أو بمهها مههن غيههر الدمههي أو بمهها‬
‫من ذي الحافر أو أعم وهو ما في الههدقائق فعلههى غيههره أريههد بههه‬
‫العم توسعا )وبول( ولو من طائر وسمك وجراد وما ل نفههس لههه‬
‫سائلة‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم سمى الروث ركسا وهو شههرعا‬
‫النجس وأمر بصب الماء على البههول‪ ،‬وحكايههة جمههع مالكيههة قههول‬
‫للشههافعي بطهههارة بههول الطفههل غلههط‪ .‬واختههار جمههع متقههدمون‬
‫ومتأخرون طهارة فضلته صلى الله عليه وسلم وأطالوا فيههه ولههو‬
‫قاءت أو راثت بهيمة حبا صلبا بحيههث لههو زرع نبههت فهههو متنجههس‬
‫يغسل ويؤكل والعسل يخرج قيل من فم النحل فهو مستثنى مههن‬
‫القيء وقيل من دبرها فهو مستثنى من الروث وقيل مههن ثقبههتين‬
‫تحت جناحها فل استثناء إل بالنظر إلى أنه حينئذ كاللبن وهههو مههن‬
‫غير المأكول نجس وليس العنبر روثهها خلفهها لمههن زعمههه بههل هههو‬
‫نبات في البحر فما تحقق منه أنههه مبلههوع متنجههس‪ ،‬لنههه متجسههد‬
‫غليظ ل يستحيل وجلدة المههرارة طههاهرة دون مهها فيههها كههالكرش‬
‫ومنه الخرزة المعروفة فيها لنعقادها من النجاسة كحصى الكلههى‬
‫أو المثانة وجلدة النفحة من مأكول طاهرة تؤكل وكذا ما فيها إن‬
‫أخذت من مذبوح لم يأكل غير اللبن وإن جاوز سنتين كما اقتضاه‬
‫إطلقهم والفرق بينه وبين الطفهل التهي غيههر خفههي وعههن العهدة‬
‫والحاوي الجههزم بنجاسههة نسههج العنكبههوت ويؤيههده قههول الغزالههي‬
‫والقزويني أنه من لعابها مع قولهم إنها تتغذى بالذباب الميت لكن‬
‫المشهور الطهارة كمهها قههاله السههبكي والذرعههي أي لن نجاسههته‬
‫تتوقف على تحقق كونه مههن لعابههها وأنههها ل تتغههذى إل بههذلك وأن‬
‫ذلك النسج قبل احتمال طهارة فمها وأنى بواحد من هههذه الثلثههة‬
‫وأفتى بعضهم فيما يخرج من جلد نحو حية أو عقههرب فههي حياتههها‬
‫بطهارته كالعرق وفيه نظر لبعد تشههبيهه بههالعرق بههل القههرب أنههه‬
‫نجس‪ ،‬لنههه جههزء متجسههد منفصههل مههن حههي فهههو كميتتههه‪ .‬وفههي‬
‫المجموع عن الشيخ نصر العفو عن بول بقر الدياسة على الحههب‬
‫وعن الجويني تشديد النكير على البحههث عنههه وتطهيههره )ومههذي(‬
‫للمر بغسل الذكر منه وهو بمعجمة ويجوز إهمالههها سههاكنة‪ ،‬وقههد‬
‫تكسر مع تخفيف الياء وتشديدها ماء أصفر رقيق غالبا يخرج غالبا‬
‫عند شهوة ضعيفة )وودي( إجماعهها وهههو بمهملههة ويجههوز إعجامههها‬
‫ساكنة ماء أبيض كدر ثخين غالبا يخرج غالبا إما عقب البول حيههث‬
‫استمسكت الطبيعة أو عند حمههل شههيء ثقيههل‪) .‬وكههذا منههي غيههر‬
‫الدمي في الصههح( كسههائر المسههتحيلت أمهها منههي الدمههي‪ ،‬ولههو‬
‫خصيا وممسوحا وخنثى إذا تحقق كونه منيا فطاهر لما صح }عههن‬
‫عائشة رضي الله عنها كنت أحكه من ثوب رسول الله صلى اللههه‬
‫عليه وسلم وهو يصلي{ وصح السههتدلل بههه‪ ،‬لن المخههالف يههرى‬
‫في فضلته صلى الله عليه وسلم ما هو مذهبنا أنها كغيرههها علههى‬
‫أنه كان من جمههع فيلههزم اختلط منههي المههرأة بههه‪ ،‬لنههه ل يحتلههم‬
‫كالنبياء صلى الله عليه وسلم وتجويز احتلمه الههذي أفهمههه قههول‬
‫عائشة في إصباحه صائما جنبا من جماع غير احتلم محمول على‬
‫أن الممتنع احتلم من فعل برؤيهة‪ ،‬لن ههذا ههو الهذي يكهون مهن‬
‫الشيطان بخلفه ل عن رؤية شيء لنه قد ينشأ عن نحو مرض أو‬
‫امتلء أوعية المني وبفرض صحة هذا فهو نادر فل نظههر لحتمههاله‬
‫وزعم خروجه من مخرج البول غير محقق بل قال أهههل التشههريح‬
‫إن في الذكر ثلث مجاري مجرى للمنههي ومجههرى للبههول والههودي‬
‫ومجههرى للمههذي بيههن الوليههن وبفرضههه فالملقههاة باطنهها ل تههؤثر‬
‫بخلفها ظاهرا ومن ثم يتنجس من مستنج بغير الماء لملقاته لههها‬
‫طاهرا ول ينافي الول ما مر في الطعام الخارج‪ ،‬لن الملقاة هنا‬
‫ضرورية في باطنين بخلفها ثم ومن ثم لم يلحقههوا بههه بلغههم نحههو‬
‫الصدر كما مر‪ .‬وبما تقرر علم أن ما في الباطن نجس لكنههه فههي‬
‫الحي ل يدار عليههه حكههم النجههس إل إن اتصههل بالظهاهر أو اتصههل‬
‫بعض الظاهر كعود به وفههي قواعههد الزركشههي إسهههاب فههي ذلههك‬
‫وهذا خلصة المعتمد منه بل قولنا نجس لكنه إلى آخره يجمع بههه‬
‫بين القولين بأنه ليس في الجوف نجاسة ومقههابله ويسههن غسههله‬
‫رطبا وفركه يابسا لكن غسله أفضل‪) .‬قلههت الصههح طهههارة منههي‬
‫غير الكلب والخنزير وفرع أحدهما والله أعلم( لنههه أصههل حيههوان‬
‫طاهر فأشبه مني الدمي ومثله بيض ما ل يؤكل لحمه فهو طههاهر‬
‫مطلقا يحل أكله ما لم يعلم ضرره وبيض الميتة إن تصلب طههاهر‬
‫وإل فنجس‪) .‬ولبن ما ل يؤكل غير الدمي( لنه فضلة وليس أصل‬
‫حيوان طاهر وبه فارق منيه أمهها لبههن المههأكول كههالفرس فطههاهر‬
‫إجماعا إل من ذكر أو جللة فهو نجس على قول والصح خلفه‪.‬‬
‫]تنبيه[‪:‬لههم أر مههن تعههرض لههه صههرح بعههض الحنفيههة فههي لبههن‬
‫الرمكة وهي الفرس أو البرذونة المتخذة للنسل بأنه مسههكر فيههه‬
‫شدة مطربة جدا فإن ثبت ذلك في لبن بعينههه قلنهها بنجاسههته دون‬
‫غيره‪ ،‬لن الظاهر أن ذلههك يختلههف بههاختلف الطبههاع وأمهها الحكههم‬
‫على الجنس كله لوجوده في أفراد منه فبعيد نعهم قيهاس مها مهر‬
‫في الميتة التي ل نفس لها سائلة أنه لو ثبت ذلك في أكثر أفههراد‬
‫الجنس حكمنا به على كله ثم رأيت في بعض كتبهم المعتمههدة أن‬
‫الخلف فيه ليس من حيث إسكاره‪ ،‬لنه حينئذ كبزر البنج عنههدهم‬
‫وهو مباح أي القليل منه بههل مههن حيههث إن اللبههن تبههع للحههم وأبههو‬
‫حنيفة له فيه رواية أنه ل يحل‪ ،‬والصح حله عنده وأن الكلم ليس‬
‫في اللبن نفسه مطلقا بل في المتخههذ منههه أي وهههو أنههه يحمههض‬
‫فإذا حمض كان إسكاره على قدر حمضههه‪ ،‬وقههد يتخههذ منههه عههرق‬
‫ليشتد السكر منه وهذا ل شك فهي نجاسهته لصهدق حهد المسهكر‬
‫عليه ول فرق بين أكل المحبل وعدمه كحمار أحبههل فرسهها وشههاة‬
‫ولدت كلبا كما شمله كلمهم وقههول الزركشههي إنههه نجههس قطعهها‬
‫ممنوع‪ .‬وأما لبن الدمي ولو ذكرا وصغيرة وميتا فظاهر أيضا إذ ل‬
‫يليق بكرامته أن يكون منشؤه نجسهها والزبههاد لبههن مههأكول بحههري‬
‫كما في الحاوي ريحه كالمسك وبياضه بياض اللبن فهههو طههاهر أو‬
‫عرق سنور بري كمهها هههو المعههروف المشههاهد وهههو كههذلك عنههدنا‬
‫ويعفى عن قليل شعره كالثلث كذا أطلقوه ولم يبينوا أن المههراد‬
‫القليل في المأخوذ للستعمال أو في النههاء المههأخوذ منههه والههذي‬
‫يتجه الول إن كان جامدا لن العههبرة فيههه بمحههل النجاسههة فقههط‬
‫فإن كثرت في محل واحد لم يعههف عنههه وإل عفههي بخلف المههائع‬
‫فإن جميعه كالشيء الواحد فإن قل الشعر فيه عفي عنهه وإل فل‬
‫ول نظر للمأخوذ‪) .‬والجهزء المنفصههل مههن الحههي كميتتهه( طهههارة‬
‫ونجاسة فيد الدمي طاهرة خلفا لكثيرين وأليههة الخههروف نجسههة‬
‫للخبر الحسن أو الصحيح }ما قطع من حي فهو ميت{ نعم فههارة‬
‫المسك المنفصلة في الحياة ولو احتمال على الوجه أو بعد ذكاته‬
‫طاهرة وإل لتنجس المسك بها لرطوبته قبههل انعقههاده قيههل ومنههه‬
‫نوع من غيههر مههأكول هههو أطيبههه وهههو المسههمى بههالتركي فيتعيههن‬
‫اجتناب ما علههم فيههه ذلههك لنجاسههته‪) .‬إل شههعر المههأكول فطههاهر(‬
‫إجماعا وكذا الصوف والوبر والريش سواء أنتههف أم جههز أم تنههاثر‬
‫وخرج بشعر المأكول عضههو أبيههن وعليههه شههعر فههإنه نجههس وكههذا‬
‫شعره وكذا لحمة عليها ريشة ول أثر لما بأصلها من الحمرة حيث‬
‫ل لحم به ول لشعر خرج مههع أصههله بخلفههه مههع قطعههة جلههد هههي‬
‫منبته وإن قلت أخذا مما تقرر في لحمههة عليههها ريشههة خلفهها لمهها‬
‫يوهمه كلم بعضهم‪ ،‬ولو شك في شعر أو نحههوه أهههو مههن مههأكول‬
‫أم غيره أو هل انفصل من حههي أو ميههت فهههو طههاهر‪ ،‬لن الصههل‬
‫طهههارة نحههو الشههعر وقياسههه أن العظههم كههذلك وبههه صههرح فههي‬
‫الجههواهر )وليسهت العلقهة( وهههي دم غليهظ اسههتحال عههن المنههي‬
‫سمي بذلك لعلوقه بكل ما لمسه‪) .‬والمضغة( وهههي قطعهة لحهم‬
‫بقدر ما يمضغ استحالت عن العلقة‪) .‬ورطوبههة الفههرج( أي القبههل‬
‫وهو ماء أبيض متردد بين المذي والعرق يخرج مههن بههاطن الفههرج‬
‫الذي ل يجب غسله بخلف ما يخرج مما يجب غسههله فههإنه طههاهر‬
‫قطعا ومن وراء باطن الفرج فههإنه نجهس قطعها ككههل خههارج مههن‬
‫الباطن كالماء الخارج مع الولد أو قبيله والقطههع فههي ذلههك ذكههره‬
‫المام واعترض بأن المنقول جريههان الخلف فههي الكههل )بنجههس(‬
‫من الحيوان الطاهر وقول الشارح من الدمي ليس لخراجها مههن‬
‫غيره بل لبيان أن مقابل الصح فيها أقوى من غيره منه فيها مههن‬
‫الدمي كما يعلم من تقريره له )في الصههح( أمهها الوليههان فههأولى‬
‫من المني‪ ،‬لنهما أقرب منههه إلههى الحيوانيههة وأمهها قههول السههنوي‬
‫شرطهما على طريقة الرافعي أن يكونا من الدمي لنجاسة منههي‬
‫غيره عنههده وهمهها أولههى منههه بالنجاسههة ويههدل لههه جههزم الرافعههي‬
‫بطهارة مني الدمي وحكايته خلفا قويا في نجاسههتهما منههه ا هههه‪.‬‬
‫فمردود بأنهما أقرب إلى الحيوانية منه وهههو أقههرب إلههى الدمويههة‬
‫منهما وفيه نظر‪ ،‬لن أصههالة المنههي لههم يعارضههها فيههه مهها يبطلههها‬
‫وأصالتهما عارضها عند مقابل الصح القائل بنجاستهما مهها أبطلههها‬
‫وهههو أن العلقهة دم كهالحيض والمضهغة قطعهة لحهم فهههي كميتهة‬
‫الدمي النجسة على قول للشههافعي فلهههذا اتضههح جههزم الرافعههي‬
‫بطهارة المني وحكايته الخلف القوي في نجاستهما لكنا مع ذلههك‬
‫ل نجزم على طريقههة الرافعههي بمهها قههاله السههنوي مههن تقييههدهما‬
‫بكونهما من الدمي بل ذلك محتمهل لمها ذكههر ولطلق طهارتهمهها‬
‫من الحيوان الطاهر نظرا إلى أقربيتهما من الحيوانية ول يعارضههه‬
‫جزم الرافعي بطهارته وحكايته الخلف فههي نجاسههتهما‪ ،‬لنههه تههابع‬
‫فههي ذلههك للصههحاب النههاظرين لمهها ذكرتههه أن أصههالة المنههي لههم‬
‫يعارضههها شههيء بخلف أصههالتهما وأمهها الخيههرة ول فههرق بيههن‬
‫انفصالها وعدمه على المعتمد فلنها كههالعرق وتولههدها مههن محههل‬
‫النجاسة غيههر مههتيقن خلفهها لمههن زعمههه فل ينظههر إليههه وبفرضههه‬
‫فضههرورة وصههول ذكههر المجههامع والههبيض والولههد لمحلههها أوجبههت‬
‫طهارتها حتى ل يتنجس ذكره بها كالبيض والولد ومن ثم قال فههي‬
‫المجمههوع فههي موضههع ل يجههب غسههل المولههود إجماعهها وإن قلنهها‬
‫بنجاسة الرطوبههة‪ .‬وبحههث البلقينههي أن رطوبههة ثقبههة بههول المههرأة‬
‫نجسة قطعا إن كان أصلها من الخارج وكذا إن شههك‪ ،‬لن الصههل‬
‫في مثل هذه النجاسة إل مها تحقهق اسهتثناؤه وكهذا رطوبهة فهرج‬
‫الحيوان الطاهر فإنه مخرج البول وكذا رطوبة الدبر قههال وقضههية‬
‫كلم البغوي الجزم بطهارة رطوبة باطن الذكر أي وصرح به جمع‬
‫ول شك أن مخرجي المني والبول يجتمعان فههي ثقبتههه فههإن كههان‬
‫البلههل مههن مجههرى المنههي فطههاهر أو مههن مجههرى البههول أو شههك‬
‫فنجس ا هه‪ .‬وما ذكره ظاهر إل في مسألة فرج الحيوان لمهها مههر‬
‫فيه وإل في مسألة الشك فالذي يتجه فيههه فههي الجميههع الطهههارة‬
‫ودعواه الصل السابق ممنوعة‪ ،‬لن تلك الرطوبة مشابهة للعههرق‬
‫كما علم مما مر فل نحكم بنجاستها إل إن علم اختلطههها بنجههس‪.‬‬
‫)ول يطهر نجس العين( بغسل لنه إنما شرع لزالة ما طهرأ علهى‬
‫العين ول استحالة إلههى نحههو ملههح‪ ،‬لن حقيقههة السههتحالة هنهها أن‬
‫يبقى الشيء بحاله وإنما تغيرت صههفاته فقههط لكههن يسههتثنى مههن‬
‫هههذا شههيئان ل ثههالث لهمهها فههي الحقيقههة للنههص عليهمهها ولعمههوم‬
‫الحتياج بل الضطرار إليهمهها ومههن ثههم قههال )إل خمههرا( ولههو غيههر‬
‫محترمة وأراد بها هنا مطلق المسههكر ولههو مههن نحههو زبيههب وتمههر‬
‫وحههب لتصههريحه كالصههحاب فههي بههابي الربهها والسههلم بحههل تلههك‬
‫المستلزم لطهارتها على أن أهل الثر ومالكا وأحمد علههى وصههفه‬
‫بذلك كما هو قول للشافعي )تخللههت( بنفسههها مهن غيهر مصهاحبة‬
‫عين أجنبيههة لههها لن علههة النجاسههة والتحريههم السههكار‪ ،‬وقههد زال‬
‫ولحل اتخاذ الخل إجماعا وهو مسبوق بههالتخمر قيههل إل فههي ثلث‬
‫صور فلو لم يطهر لتعذر اتخاذه ول يرد علههى إطلقههه خلفهها لمههن‬
‫زعمه تخلل ما وقع فيه خمر أو عظم نجهس ثههم نههزع قبهل تخللهه‬
‫لن مانع الطهارة هنا تنجسه ل كونه خمرا‬
‫]تنبيه[‪ :‬المستثنى إنما هو الخمر بقيد التخلل ل مطلقا كما هو‬
‫واضح فاندفع مهها قيههل فههي عبههارته تسههاهل‪ ،‬لن الطهههر للخههل ل‬
‫للخمر ويتفرع على سبق الخل بالتخمر الحنث في أنت طههالق إن‬
‫تخمههر هههذا العصههير فتخلههل ولههم يعلههم تخمههره نظههرا للغههالب أو‬
‫المطرد )وكذا إن نقلت مههن شههمس إلههى ظههل وعكسههه( فتطهههر‬
‫)في الصح( إذ ل عين )فههإن خللههت بطههرح شههيء( كملههح أو وقههع‬
‫فيها بل طرح وبقي إلى تخللها وإن لم يكن له أثر فههي التخلههل أو‬
‫نزع‪ ،‬وقد انفصل منه شيء أو كان نجسا وإن نههزع فههورا كمهها مههر‬
‫نعم يستثنى نحو حبات العناقيد مما يعسر التنقي منه كمهها يصههرح‬
‫به كلم المجموع وجههرى عليههه جمههع متقههدمون ومتههأخرون خلفهها‬
‫لخرين وإن أولوا كلم المجموع وبنوا كلم غيره علههى ضههعيف إذ‬
‫ل ملجههئ لهههم إلههى ذلههك وكههذا مهها احتيههج إليههه لعصههر يههابس أو‬
‫استقصاء عصر رطب‪ ،‬لنه من ضرورته )فل( تطهر ويحههرم تعمههد‬
‫ذلك لخبر مسلم }أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر تتخذ‬
‫خل فقال ل{ وعلتههه تنجههس المطههروح بالملقههاة فينجههس الخههل‪،‬‬
‫وقيل لنه استعجل إلههى مقصههوده بفعههل محههرم فعههوقب بنقيههض‬
‫قصده كما لو قتل مورثه وعلى هذا ل تطهر بالنقههل السههابق وههو‬
‫مقابل الصح ثم ويطهر بطهرها طرفها وما ارتفعت إليه لكن بغير‬
‫فعله تبعا لها وفي معنههى تخلههل الخمههر انقلب دم الظبيههة مسههكا‬
‫ونحوه ل دم البيضة فرخا‪ ،‬لنه بانقلبه إليه يتبين أنههه طههاهر‪ ،‬لنههه‬
‫أصل حيوان كالمني وعند عدم انقلبههه إن كههانت عههن كبههس ذكههر‬
‫فكذلك لصلحيته لمجيء الفرخ منه وإل فل وبه يجمع بين تنههاقض‬
‫المصنف فيه‬
‫]تنبيه[‪ :‬يكثر السؤال عن زبيب يجعل معه طيب متنوع وينقههع‬
‫ثم يصفى فتصير رائحته كرائحة الخمر والذي يتجههه فيههه أن ذلههك‬
‫الطيب إن كان أقل من الزبيب تنجس وإل فل ول عههبرة بالرائحههة‬
‫أخذا من قولهم لو ألقي على عصههير خههل دونهه أي وزنهها كمها هههو‬
‫ظههاهر تنجههس‪ ،‬لنههه لقلههة الخههل فيههه يتخمههر وإل فل لن الصههل‬
‫والظاهر عدم التخمر ويؤخذ منههه أنهههم نظههروا فههي هههذا للمظنههة‬
‫حتى لو قال خبير إن شاهدناه من حيههن الخلههط فههي الولههى إلههى‬
‫التخلل ولم يشتد ول قذف بالزبد لم يلتفت لقولهما وكذا لههو قههال‬
‫في الخيرتين شاهدناه اشتد وقههذف بالزبههد ويحتمههل الفههرق بههأن‬
‫الشتداد قد يخفى فلم ينظر لقولهما في الولى بخلف ما بعدها‪،‬‬
‫لنهما أخبرا بمشاهدة الشتداد فلم يمكن إلغاء قولهم إل إن قلنهها‬
‫إن ما نيط بالمظنة ل نظر لتخلفه في بعض أفراده وأن العلمة ل‬
‫يلزم من وجودها وجود ما هي علمة عليه كما صرحوا بههه‪ ،‬فحينئذ‬
‫يتجههه إطلقهههم النجاسههة والحرمههة فههي الولههى وعههدمهما فههي‬
‫الخيرتين وظاهر أن الخل في كلمهم مثال فيلحق به كل ما فههي‬
‫معناه مما ل يقبل التخمر ويمنع من وجوده إن غلب أو ساوى‬
‫]تنبيه آخر[‪ :‬اختلف في انقلب الشيء عن حقيقتههه كالنحههاس‬
‫إلى الذهب فقيل نعم لنقلب العصا ثعبانا حقيقة بدليل }فإذا هي‬
‫حية تسعى{ وإل لبطل العجههاز ول مههانع فههي القههدرة مههن تههوجه‬
‫المر التكويني إلى ذلك وتخصههيص الرادة لههه‪ ،‬وقيههل ل لن قلههب‬
‫الحقائق محال والقدرة ل تتعلق به‪ ،‬والحق الول بمعنى أنه تعالى‬
‫يخلق بدل النحاس ذهبا على ما هو رأي المحققين أو بههأن يسهلب‬
‫عن أجههزاء النحههاس الوصههف الههذي صههار بههه نحاسهها ويخلههق فيههه‬
‫الوصف الذي يصير به ذهبا على ما هو رأي بعض المتكلميههن مههن‬
‫تجانس الجواهر واستوائها في قبول الصفات‪ ،‬والمحههال إنمهها هههو‬
‫انقلبه ذهبا مع كونه نحاسا لمتناع كون الشيء في الزمن الواحد‬
‫نحاسا وذهبا‪ ،‬ومن ثم اتفق أئمة التفسير على ما مههر فههي العصهها‬
‫بأحد هذين العتبارين المذكورين وبثانيهما يتجههه قههول أئمتنهها فههي‬
‫كلب مثل وقع في مملحة فاستحال ملحا أنه باق على نجاسته بل‬
‫وعلى الول أيضا‪ ،‬لنه غير متيقن فعملوا بالصل‬
‫]تنبيه آخر[‪ :‬كثيرا ما يسأل عن علم الكيمياء وتعلمه هل يحل‬
‫أو ل ولم نههر لحههد كلمهها فههي ذلههك وظههاهر أنههه ينبنههي علههى هههذا‬
‫الخلف فعلى الول من علم العلههم الموصههل لههذلك القلههب علمهها‬
‫يقينيا جاز له عمله وتعليمه إذ ل محذور فيه حينئذ بوجه وما تخيههل‬
‫أنه من هتههك سههر القههدر وهههو ل يجههوز إفشههاؤه كمهها فههي تفسههير‬
‫البيضاوي في }بلغ ما أنزل إليك{ فيرد بمنع أن هذا منههه‪ ،‬لن مهها‬
‫وضع له علم يتوصل إليه به ل يسمى العمل به هتكهها لههذلك وإنمهها‬
‫الذي منه فعل الخضر صلى الله عليه وسلم في قتل الغلم وفههي‬
‫بعض حواشي البيضاوي المعتمدة هذا منه منزع صوفي وهو يؤيههد‬
‫ما ذكرته أن الهتك إنما هو في نحو فعل الخضر صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم مما يكشفه الله لخصههائه موهبههة إلهيههة مههن غيههر تعلههم ول‬
‫استعداد‪ ،‬وإن قلنا بالثاني أو لم يعلم النسان ذلك العلههم اليقينههي‬
‫وكان ذلك وسيلة للغش فالوجه الحرمة وكذا تطهيههر نحههو نحههاس‬
‫حتى يقبل صهبغا أو خلطها‪ ،‬لنهه غهش صهرف نعهم إن بهاعه لمهن‬
‫يعلمه بحقيقته جاز ما لم يظههن أنههه يغههش بههه غيههره كههبيع العنههب‬
‫لعاصههر الخمههر وتخيههل أن الصههبغ الههذي ل ينكشههف ملحههق بقلههب‬
‫العيان فاسد لقولهم ضابط الغش أن يكون فيه وصف لههو اطلههع‬
‫عليه لم يرغب فيه بذلك الثمن أي ول تقصير مههن المشههتري لمهها‬
‫يأتي في زجاجة ظنها جوهرة وهنا ل تقصههير إذ يعههز الطلع علههى‬
‫حقيقة ذلك المصبوغ‪ ،‬فإن قلت صرحوا بكراهة ضرب مثل سههكة‬
‫المام‪ ،‬وظاهره حل ضرب مغشوش غشههه بقههدر غههش مضههروب‬
‫المام قلت هذا الظاهر متجه إذ ل محذور حينئذ حيث كان يساويه‬
‫غشا وليونة بحيث ل يتفاوت ثمنهما‪) .‬و( إل )جلد نجههس بههالموت(‬
‫خرج بهه جلهد المغلهظ )فيطههر بهدبغه( وانهدباغه وآثهر الول لنهه‬
‫الغالب )ظاهره( وهو ما لقاه الههدباغ )وكههذا بههاطنه( وهههو مهها لههم‬
‫يلقههه مههن أحههد الههوجهين أو مهها بينهمهها )علههى المشهههور( للخبههار‬
‫الصحيحة فيه كخبر }إذا دبغ الهاب فقد طهر{ ودعوى أن الههدباغ‬
‫ل يصل لباطنه ممنوعة بل يصلحه بواسطة الرطوبة فيجههوز بيعههه‬
‫والصلة فيه واستعماله في الرطب نعم يحههرم أكلههه مههن مههأكول‬
‫لنتقاله لطبع الثياب ول يطهر شعره إذ ل يتأثر بالدباغ لكن يعفههى‬
‫عن قليله عرفا فيطهر حقيقههة تبعهها كههدن الخمههر واختههار كههثيرون‬
‫طهههارة جميعههه‪ ،‬لن الصههحابة قسههموا الفههراء وهههي مههن دبههاغ‬
‫المجوس وذبحهم ولم ينكره أحد بل نقل جمع أن الشههافعي رجههع‬
‫عن تنجس شههعر الميتههة وصههوفها ويجههاب بههأن الرجههوع لههم يصههح‬
‫والختيار لم يتضح‪ ،‬لنها واقعة حال فعلية محتملههة ذبههح المجههوس‬
‫من حيث الجنس وهو ل يؤثر إل إن شوهد في شيء بعينههه فعلههى‬
‫مدعي ذلك إثباته ومن ثم علم ضعف ما مال إليه غيههر واحههد وإن‬
‫ألف فيه بعضهم من منع الصلة في فراء السههنجاب لنههه ل يذبههح‬
‫ذبحا صحيحا بل الصواب حلها‪ ،‬لن ذلك لم يعلم في شههيء بعينههه‬
‫مطلقا فهو من باب ما غلب تنجسه يرجع لصههله وكههذا يقههال فههي‬
‫نظائر ذلك كالجبن الشامي المشتهر عمله بإنفحههة الخنزيههر‪ ،‬وقههد‬
‫}جاءه صلى الله عليه وسلم جبنههة مههن عنههدهم فأكههل منههها ولههم‬
‫يسأل عن ذلك{ )والدبغ نزع فضوله( أي هو حقيقته أو المقصههود‬
‫منه والندباغ انتزاعها وهو ما يعفنه من نحههو لحههم ودم )بحريههف(‬
‫وهههو مهها يلههذع اللسههان بحرافتههه كقههرظ وشههب بالموحههدة وشههث‬
‫بالمثلثة وذرق طير للخبر الحسن يطهرها أي الميتة الماء والقرظ‬
‫وضابط نزعها منه أن يكون بحيث لو نقع في المههاء لههم يعههد إليههه‬
‫النتن وهو مراد من عبر بالفسههاد أو هههو أعههم ليشههمل نحههو شههدة‬
‫تصلبه وسرعة بلئه لكن في إطلق ذلك نظر‪ .‬والذي يتجه أن مهها‬
‫عدا النتن إن قال خبيران إنه لفساد الدبغ ضر وإل فل‪ ،‬لنا نجد ما‬
‫اتفق على إتقان دبغه يتأثر بالماء فل ينبغي النظههر لمطلههق التههأثر‬
‫به بل لتأثر يدل على فسههاد الههدبغ )ل شههمس وتههراب( وملههح وإن‬
‫جف وطاب ريحه لنها لم تزل لعود عفونته بنقعههه فههي المههاء )ول‬
‫يجب الماء( وفي نسخة ماء )فههي أثنههائه( أي الههدبغ )فههي الصههح(‬
‫لنه إحالة ل إزالة والمقصود يحصل برطب غيره‪ ،‬وذكر الماء فههي‬
‫الخبر السابق شههرط لحصههول الطهههارة الكاملههة ل لصههلها بههدليل‬
‫حذفه مههن الحههديث الول )والمههدبوغ كثههوب نجههس( أي متنجههس‬
‫لملقاته للدباغ النجس أو الذي تنجس به قبل طهههر عينههه فيجههب‬
‫غسله بماء طهور مع التتريب والتسبيع إن أصابه مغلظ وإن سههبع‬
‫وترب قبل الدبغ‪ ،‬لنه حينئذ ل يقبل الطهارة‪) .‬وما نجس( ولو من‬
‫صيد ما عدا التراب إذ ل معنى لتتريبه )بملقاة( المفاعلة هنا غيههر‬
‫مرادة كعاقبت اللص )شيء( غير داخل ماء كثير كما اقتضاه كلم‬
‫المجموع لكن ظاهر كلم التحقيق أنه ل فرق ويههوجه بههأن الكههثير‬
‫بمجههرده ل يطهههر المغلههظ فل يمنعههه ابتههداء وكههان هههذا هههو وجههه‬
‫اعتماد الذرعي وغيره للثاني ولم ينظر والتصههريح للمههام وغيههره‬
‫بالول‪ ،‬لنه مبني على قول المام ومن تبعههه بطهههارة النههاء تبعهها‬
‫في الصورة التية قريبا مع بيان ضعفه ولو وصل شيء من مغلظ‬
‫وراء ما يجب غسله من الفرج فهل ينجسه فيتنجس ما وصل إليه‬
‫كذكر المجامع أو ل‪ ،‬لن الباطن ل ينجسههه مهها لقههاه كههل محتمههل‬
‫فعلى الثههاني يسههتثنى هههذا مههن المتههن )مههن نحههو بههدن( أو عههرق‬
‫)كلب( وإن تعدد أو متنجس بههه )غسههل سههبعا( فيههه رد علههى مههن‬
‫أورد عليه تنجس ماء كثير بنحو بوله فإنه يطهر بزوال التغير على‬
‫أن القليل كذلك ويطهر بالكثيرة فهو الذي يههرد ببههادئ الههرأي أمهها‬
‫ظرفه فل يطهر إل بمها يهأتي فهإنه بعهد تنجسهه بمغلهظ لهم يعههد‬
‫طهره بغير التسبيع بخلف المههاء عهههد فيههه الطهههر بههزوال التغيههر‬
‫والمكاثرة فل تبعية خلفا لمن زعمها )إحههداهن بههالتراب( الطهههور‬
‫للحديث الصحيح }طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله‬
‫سبع مرات أولهن بالتراب{ وإذا وجههب ذلههك فههي ولههوغه مههع أن‬
‫فمه أطيب ما فيه لكثرة لهثه فغيره أولههى وفههي روايههة أخراهههن‪،‬‬
‫وفي أخرى الثامنة أي لمصاحبة التراب لها بههدليل روايههة السههابعة‬
‫وفههي أخههرى إحههداهن وههي مبينههة لن النهص علههى الولهى لبيههان‬
‫الفضل والخرى لبيان الجواز وبفههرض عههدم ثبوتههها فالقاعههدة أن‬
‫القيود إذا تنافت سقطت وبقي أصل الحكم وأوفى روايههة أولهههن‬
‫أو أخراهن شك من الراوي كما بينه البيهقي ومزيل العيههن غسهلة‬
‫واحدة وإن تعدد وفارق ما مر في السهتنجاء بهالحجر ببنهائه علهى‬
‫التخفيف وبحث أنه ل يعتد بالتتريب قبل إزالههة العيههن وهههو متجههه‬
‫المعنههى ويكفههي مههرور سههبع جريههات وتحريكههه سههبعا‪ .‬ويظهههر أن‬
‫الذهاب مرة والعود أخرى ويفرق بينه وبين مهها يههأتي فههي تحريههك‬
‫اليد في الحك في الصلة بأن المدار ثم على العههرف فههي الراكههد‬
‫من غير تراب في نحو النيههل أيههام زيههادته فعلههم أن الههواجب مههن‬
‫التراب ما يكدر الماء ويصل بواسطته لجميع أجزاء النجس سههواء‬
‫أمزجهما قبل ثم صبهما عليه وهو الولههى خروجهها مههن الخلف أم‬
‫سبق وضع الماء أو التراب وإن كان المحل رطبا لنه وارد كالمههاء‬
‫وقولهم ل يكفي ذره عليه ول مسحه أو دلكه بههه المههراد بمجههرده‬
‫)والظهر تعيههن الههتراب( لنههه مههأمور بههه للتطهيههر إذ القصههد منههه‬
‫الجمع بين نوعي الطهور فلم يقم غيره من نحو أشنان أو صابون‬
‫مقامه كالتيمم وبه فارق عدم تعيههن نحههو القههرظ فههي الههدباغ )و(‬
‫الظهر )أن الخنزيههر ككلههب( لمهها مههر أنههه أسههوأ حههال منههه ومثلههه‬
‫المتولد منه أو من كلب مع طاهر آخر )ول يكفي تراب نجس( ول‬
‫مستعمل في الصح‪ ،‬لنه لههم يحصههل الجمههع بيههن نههوعي الطهههور‬
‫ومن ثم اشترط في التراب هنا ما يأتي في التيمم نعههم المختلههط‬
‫برمل خشن أو ناعم ونحو دقيق قليل ل يؤثر في التغير يكفي هنا‬
‫كما هو ظاهر لحصول المقصود به هنا ل ثم والطيههن تههراب تيمههم‬
‫بالقوة فيكفي )ول( تراب )ممزوج بمائع( وهو هنهها مهها عههدا المههاء‬
‫الطهور )في الصح( للنص على غسله بالمههاء سههبعا مههع مصههاحبة‬
‫التراب لحداهن‪ .‬ومحل عدم الجزاء فيما إذا غسله بالمههاء سههبعا‬
‫الذي أطلقه في التنقيح أن غير المائع الماء أو كأن وضع الممزوج‬
‫بمائع بعد جفاف المحل بحيث ل يمتزج بالماء وفي تحقيههق محههل‬
‫الخلف الذي في المتن بسط ليس هذا محله‪) .‬ومهها نجههس ببههول‬
‫صبي( ذكر محقق )لم يطعههم( بفتههح أولههه أي يههذق للتغههذي )غيههر‬
‫لبن( ولم يجاوز سنتين )نضح( بأن يعمه الماء وإن لههم يسههل كمهها‬
‫فعله صلى الله عليه وسلم مع قوله المراد به النشاء فههي الخههبر‬
‫الصحيح }يغسل من بول الجارية ويرش من بههول الغلم{ ومثلههها‬
‫الخنثى وفارقت الذكر بأن البتلء بحمله أكثر أما إذا أكل غير لبههن‬
‫للتغذي كسههمن أو جههاوز سههنتين فيتعيههن الغسههل ول يضههر تنههاول‬
‫شيء للتحنيك أو للصلح ول لبن آدمي أو غيههره ولههو نجسهها علههى‬
‫الوجه‪ ،‬لن للمستحيل في الباطن حكم المستحال إليه ومههن ثههم‬
‫لههو أكهل أو شهرب مغلظها لزمههه غسهل قبلهه ودبههره مهرة ل غيههر‬
‫وأجزأه الحجر والنص بوجوب السبع مع التراب محمول علههى مهها‬
‫إذا نزل المغلظ بعينه غير مستحيل خلفا لما في فتاوى البلقيني‪.‬‬
‫)وما نجس بغيرهما( أي المغلظ والمخفف )إن لم يكن( أي يوجههد‬
‫فيه )عين( بأن كان الذي نجسه حكمية وهي التي ل تحههس ببصههر‬
‫ول شم ول ذوق والعينية نقيض ذلك )كفى جري الماء( على ذلههك‬
‫المحل بنفسه وبغيره مرة إذ ليس ثم ما يزال ومههن ذلههك سههكين‬
‫سقيت نجسا وحب نقع في بول ولحم طبخ به فيطهر باطنها أيضا‬
‫بصب الماء على ظاهرههها ويفههرق بينههها وبيههن نحههو آجههر نقهع فهي‬
‫نجس فإن الظاهر أنه ل بد من نقعه فيه حتى يظن وصوله لجميع‬
‫ما وصل إليه الول بأن الول يشبه تشههرب المسههام وهههو ل يههؤثر‬
‫كما لو نزل صائم في ماء فأحس به في جوفه وأيضا فباطن تلههك‬
‫يشبه الجواف وهي ل طهههارة عليههها كمهها نههص عليههه بخلف نحههو‬
‫الجر فيهما وفارق نحو السكين لبنا عجن بمههائع نجههس ثههم حههرق‬
‫فإنه ل يطهر بههاطنه بالغسههل إل إذا دق وصههار ترابهها أو نقههع حههتى‬
‫وصل الماء لباطنه بتيسر رده إلى التراب وتأثير نقعه فيههه بخلف‬
‫تلك فإن في رد أجزاء بعضههها حههتى تصههير كههالتراب مشههقة تامههة‬
‫وضياع مال وبعضها ل يؤثر فيه النقع وإن طال نعم نص الشافعي‬
‫رضي اللههه عنههه علههى العفههو عمهها عجههن مههن الخههزف بنجههس أي‬
‫يضطر إليه فيه واعتمده كثيرون وألحقههوا بههه الجههر المعجههون بههه‬
‫)وإن كانت( عين فيه من غيرهما بل أو من أحههدهما علههى الوجههه‬
‫في المخففهة والكتفهاء بالنضهح فيهها إنمها ههو للغهالب مهن زوال‬
‫أوصافها به )وجب( بعد زوال عينها )إزالة( أوصافها مههن )الطعههم(‬
‫وإن عسر لن بقاءه دليل علههى بقههاء العيههن‪ ،‬والوجههه جههواز ذوق‬
‫المحل إذا غلهب علهى ظنهه زوال طعمهه للحاجهة )ول يضهر( فهي‬
‫الحكم بطهر المحل حقيقة )بقاء لون أو ريح( يدرك بشههم المحههل‬
‫أو بالهواء وظاهر أنه بعد ظن الطهههر ل يجههب شههم ول نظههر نعههم‬
‫ينبغي سنه هنا فعلم أنه لو زال شمه أو بصره خلقة أو لعارض لم‬
‫يلزمه سؤال غيره أن يشهم أو ينظهر لهه )عسهر زوالهه( ولههو مهن‬
‫مغلظ بههأن لههم تتوقههف إزالتههه علههى شههيء أو تههوقفت علههى نحههو‬
‫صابون ولم يجده فيما يظهر للمشقة فههإن وجههده أي بثمههن مثلههه‬
‫فاضل عما يعتبر في الههتيمم فيمهها يظهههر أيضهها بجههامع أن كل فيههه‬
‫تحصيل واجب خوطب به ومن ثم اتجه أيضا أن يأتي هنا التفصيل‬
‫التي فيما إذا وجده بحد الغوث أو القرب نعم ل يجب قبههول هبههة‬
‫هذا‪ ،‬لن فيها منة بخلف الماء أو توقفت على نحههو حههت وقههرص‬
‫لزمه وتوقفت الطهارة عليه ويظهر أن المدار فههي التوقههف علههى‬
‫ظن المطهر‪ .‬وعليه يظهر أيضا أن محله إن كان له خههبرة وحينئذ‬
‫ل يلزمه الرجوع لقول غيره وإل سأل خبيرا ويظهههر أيضهها أنههه لههو‬
‫عرف من مغير شههيئا لههم يطههرده فيههه لختلف اللصههوق بالمحههل‬
‫بالعراض من نحو هواء ومزاج كما هههو مشهاهد وأفهههم المتههن أن‬
‫المصبوغ بالنجس مههتى تيقنههت فهههي عيههن النجاسههة بههأن ثقههل أو‬
‫كانت تنفصل مههع المههاء اشههترط زوالههها أو لونههها أو ريحههها فقههط‬
‫وعسر عفي عنه ومر أوائل الطهارة ما لو زال الريح ثم عاد وفي‬
‫الستنجاء جواز الستعانة بنحو العسل والملح )وفي الريح( العسر‬
‫الزوال )قول( إنه يضر وفي اللون وجه أيضا )قلت فإن بقيا معهها(‬
‫بمحل واحد )ضر على الصحيح واللههه أعلههم( لقههوة دللتهمهها علههى‬
‫بقاء العين وندرة العجز عنهما بخلف ما لو بقيا بمحلين أو محههال‬
‫من نحو ثوب واحد ول يتأتى فيه الخلف فيما لو تفرقت دماء في‬
‫ثوب كل منها قليل ولو اجتمعت لكثرت لن مهها هنهها طههاهر محلههه‬
‫حقيقة وتلك نجسة معفو عنها بشرط القلة فإذا كثرت ولو بالنظر‬
‫لمجموعها ضر عند المتولي ولهم يضهر عنهد المهام واسهتفيد مهن‬
‫المتن أن الرض إذا لم تتشرب ما تنجست به ل بد من إزالة عينه‬
‫قبل صب الماء القليل عليها كما لو كهان فهي إنهاء وههو المعتمهد‪،‬‬
‫ومر في شرح قوله فإن كوثر بإيراد طهههور إلههى آخههره مهها يؤيههده‬
‫وإفتاء بعضهم بخلف ذلك توهما من بعههض العبههارات غيههر صههحيح‬
‫وبعضهم بأن صب الماء على عين بول يطهره إذا لم يزد بها وزن‬
‫الغسالة يحمل كما أشار إليه التقييد على آثار العين دون جرمههها‪.‬‬
‫وقول الماوردي إذا صب عليها مهاء فغمرهها أي بحيهث اسهتهلكت‬
‫فيه طهر المحل والماء ل يختلف فيه أصحابنا طريقة ضعيفة‪ ،‬لن‬
‫مراده العراقيون وهم قائلون بالضعف المار في قول المتههن فلههو‬
‫كوثر بإيراد طهور إلى آخههره ولههو كههانت النجاسههة جامههدة فتفتههت‬
‫واختلطت بالتراب لم يطهر كالمختلط بنحو صههديد بإفاضههة المههاء‬
‫عليههه مطلقهها بههل ل بههد مههن إزالههة جميههع الههتراب المختلههط بههها‪.‬‬
‫)ويشترط( فههي طهههر المحههل )ورود المههاء( القليههل علههى المحههل‬
‫النجس وإل تنجس لما مر فل يطهر غيره لستحالته وفارق الوارد‬
‫بقوته لكونه عامل ومن ثههم لههم يفههترق الحههال بيههن المنصههب مههن‬
‫أنبوب والصاعد من فوارة مثل فلو تنجههس فمههه كفههى أخههذ المههاء‬
‫بيده إليه وإن لم يعلها عليه ويجب غسل كل ما فههي حههد الظههاهر‬
‫منه ولو بالدارة كصب ماء في إناء متنجس وإدارته بجوانبه‬
‫ول يجوز له ابتلع شيء قبل تطهيره وأفههتى ابههن كبههن فههي مطههر‬
‫نازل وسط إناء متنجس كلههه بنجاسههته فل يطهههره ويتعيههن حملههه‬
‫على نقط قليلة لم يتجاوز كل محلها‪ ،‬لنها غير واردة حينئذ إذ هههو‬
‫كما تقرر العامل بأن أزال النجاسة عن محل نزوله فما تقهرر هنها‬
‫وأول الطهارة في طهارة نحو الناء بههالدارة وإن لههم تكههن عقههب‬
‫الصهب مفهروض فهي وارد لهه قهوة قهههرت النجاسهة بخلف تلهك‬
‫النقط ولو على ثوب متنجس فإن كل منها لما لههم تتجههاوز محلههها‬
‫لم تكن واردة فمحلها باق على نجاسته‪ ،‬لنها لمها عمتهه لهم تكهن‬
‫للنقط النازلة بالبعض قوة على تطهيره )ل العصر( ولههو فيمهها لههه‬
‫حمههل كالبسههاط )فههي الصههح( لطهههارة الغسههالة بشههرطها التههي‬
‫والبلل الباقي فيه بعضها ومحل الخلف إن صب عليههه فههي إجانههة‬
‫مثل فإن صب عليه وهههو بيههده لههم يحتههج لعصههر قطعهها كالنجاسههة‬
‫المخففة والحكمية )والظهر طهارة غسالة( لنجاسههة عفههي عنههها‬
‫كدم أو ل والتفرقة بينهما غيههر صههحيحة‪ ،‬لن محلههها قبههل الغسههل‬
‫ويؤيد ذلك مهها مههر أن مهاء المعفههو عنههه مسههتعمل )تنفصهل( عهن‬
‫المحل وهي قليلة )بل تغير( ول زيادة وزن بعههد اعتبههار مهها يأخههذه‬
‫الثوب من الماء ويعطيه من الوسخ الطاهر ويظهر الكتفاء فيهمهها‬
‫بالظن )وقد طهر المحل( بأن لم يبق فيههه طعههم ول لههون أو ريههح‬
‫سهل الزوال ونجاستها إن تغير أحد أوصههافها أو زاد وزن المههاء أو‬
‫لم يطهر المحل‪ ،‬لن البلل الباقي به بعههض المنفصههل فلههزم مههن‬
‫طهارته بعده طهارته ومن نجاسته نجاسته وإل وجد التحكم فعلههم‬
‫أنها قبل النفصال عن المحل حيث لههم تتغيههر هههي طههاهرة قطعهها‬
‫وأن حكمها حكم المحل بعههد الغسههل فلههو تطههاير شههيء مههن أول‬
‫غسلت المغلظ قبل التتريب غسل ما أصابه ستا إحههداهن بههتراب‬
‫أو من السههابعة لههم يجههب شههيء وأن غسههالة المنههدوب كالغسههلة‬
‫الثانية والثالثة بعد طهر المحل فههي المتوسههطة والمغلظههة‪ ،‬وكههذا‬
‫المخففة فيما يظهر خلفا لبعضهم وسقوط وجههوب الغسههل فيههها‬
‫للترخيص ل يقتضي سقوط ندب التثليث فيها أل تههرى أن الغسههل‬
‫لما سقط عن الرأس فههي الوضههوء لههذلك لههم يسههقط تثليثههه وإذا‬
‫ندب في المتوهمة كما مر ثم فأولى المتيقنههة طهههور وأنههه يتعيههن‬
‫في نحو الدم إذا أريد غسله بالصههب عليههه فههي جفنههة مثل والمههاء‬
‫قليل إزالة عينه وإل تنجههس المههاء بههها بعههد اسههتقراره معههها فيههها‬
‫ومال جمع متأخرون إلى المسهامحة مهع زيهادة الهوزن‪ ،‬لنهه عنهد‬
‫عدم الزيادة النجاسة في الماء والمحل أو أحههدهما ولكههن أسههقط‬
‫الشارع اعتباره فلم يفترق الحال بين الزيادة وعههدمها ويههرد بأنههها‬
‫حيث لم توجد فالماء قهر النجاسة وأعههدمها فكأنههها لههم توجههد ول‬
‫كذلك مههع وجودههها‪ .‬ومههر مهها يعلههم منههه أنههه مههتى عسههرت إزالههة‬
‫النجاسة عن المحل نظر للغسالة فقط فإن لههم ينقطههع اللههون أو‬
‫الريح مع المعان ويظهر ضبطه بأن يحصل بالزيادة عليه مشقة ل‬
‫تحتمل عادة بالنسبة للمطهر في الغسل مع نحو صابون أو قرض‬
‫ارتفع التكليف واستثنى من أن لها حكم المحههل تغيههره بالمغلظههة‬
‫أو زيادة وزنها فيجب التسبيع بالتراب من رشاشها مع أن المحههل‬
‫يطهر بما بقي من السبع وفيه نظر‪ ،‬وكلمهههم يأبههاه وكمهها سههومح‬
‫في الكتفاء في المحل بما بقي من السبع مع أن البههاقي بههه فيههه‬
‫عين النجاسة فكذا غسالته على أن لك أن تأخذ مما مر أن مزيههل‬
‫العيههن مههرة أنههه مههتى نزلههت الغسههالة متغيههرة أو زائدة الههوزن ل‬
‫تحسب من السههبع وإنمهها يبتههدأ حسههبانها بعههد زوال التغيههر وعههدم‬
‫الزيادة وأفتى بعضهم في مصحف تنجس بغير معفو عنه بوجههوب‬
‫غسله وإن أدى إلى تلفه ولو كان ليتيم ويتعين فرضه على ما فيه‬
‫فيما إذا مست النجاسة شيئا من القرآن بخلف ما إذا كههانت فههي‬
‫نحو الجلد أو الحواشي‪) .‬ولو تنجس مائع( غير الماء وهههو المههتراد‬
‫منه على قرب أي عرفا كما هو ظاهر ما يمل محل المههأخوذ منههه‬
‫وضده الجامد )تعذر تطهيره( لتقطعه فل يعم الماء أجههزاءه ومههن‬
‫ثم كان الزئبق مثله وإن كان على صورة الجامد ومن ثم يشههترط‬
‫في تنجسه توسط رطوبة‪ ،‬وذلك لنهه يتقطههع تقطعها مختلفهها كهل‬
‫وقت فتبعد ملقاة الماء لجميع ما تنجس منه ولهذا لو لههم يتخلههل‬
‫بين تنجسه وغسله تقطههع كههان كالجامههد فيطهههر بغسههل ظههاهره‪.‬‬
‫)وقيل يطهر الدهن( إن تنجس بغير دهن )بغسله( ويرده الحههديث‬
‫الصحيح في }الفارة تموت فههي السههمن إن كههان جامههدا فألقوههها‬
‫وما حولها وإن كان مائعا فل تقربوه{ وفههي روايههة }فههأريقوه{ إذ‬
‫لو أمكن طهره شرعا لم يأمر رسول الله صلى الله عليههه وسههلم‬
‫بإراقته لما فيه من إضاعة المال نعم محل وجوب إراقته حيث لم‬
‫يرد استعماله في نحو وقود أو إسقاء دابة أو عمل نحو صابون به‬
‫ويأتي قبيل العيد حكم اليقاد به في المسجد وغيره والحيلههة فههي‬
‫تطهير العسل المتنجس إسقاؤه للنخل وسيأتي قبيل السير فههرع‬
‫نفيس يتعلق به‪.‬‬

‫باب التيمم‬
‫هو لغة القصد وشرعا إيصال التراب للوجه واليههدين بشههرائط‬
‫تأتي وهو رخصههة مطلقهها وصههحته بههالتراب المغصههوب لكههونه آلههة‬
‫الرخصة ل المجوز لها والممتنع إنما هههو كههون سههببها المجههوز لههها‬
‫معصههية‪ ،‬ومههن خصوصههياتنا وفههرض سههنة أربههع وقيههل سههنة سههت‬
‫والصل فيه الكتاب والسههنة والجمههاع )يههتيمم المحههدث( إجماعهها‬
‫)والجنب( للخبر الصحيح فيه والحائض والنفساء والمأمور بغسههل‬
‫أو وضوء مسنون‪ ،‬وكذا الميت وخص الولين‪ ،‬لنهمهها محههل النههص‬
‫وأغلب من البقية )لسباب( ويكفي فيها الظن كما قاله الرافعي‬
‫]تنبيه[‪ :‬جعله هذه أسبابا نظر فيههه للظههاهر أنههها المبيحههة فل‬
‫ينافي أن المبيح في الحقيقة إنما هو سبب واحههد هههو العجههز عههن‬
‫استعمال الماء حسا أو شرعا وتلك أسههباب لهههذا العجههز قيههل لههو‬
‫قال لحد أسباب كان أولى ويههرد بوضههوح المههراد جههدا فل أولويههة‬
‫)أحدها فقد الماء( حسا كأن حال بينه وبينه سبع فالمراد بالحسي‬
‫ما تعذر استعماله حسا ويؤيده قولهم في راكههب بحههر خههاف مههن‬
‫الستقاء منه ل إعادة عليه‪ ،‬لنه عههادم للمههاء ويههترتب علههى كههون‬
‫الفقد هنا حسيا صحة تيمم العاصي بسفره حينئذ‪ ،‬لنههه لمهها عجههز‬
‫عن استعمال الماء حسا لم يكن لتوقف صحة تيممه علههى التوبههة‬
‫فائدة بخلف ما إذا كان مانعه شههرعيا كعطههش أو مههرض وعبههارة‬
‫المجموع ل يتيمم للعطش عاص بسفره قبل التوبة اتفاقهها‪ ،‬وكههذا‬
‫لو كان به قروح وخاف من استعمال الماء الهلك‪ ،‬لنه قادر علههى‬
‫التوبههة وواجههد للمههاء انتهههت قههال اللههه تعههالى }فلههم تجههدوا مههاء‬
‫فتيمموا{‪) .‬فإن تيقن( المراد باليقين هنا حقيقته خلفا لمن وهههم‬
‫فيه بدليل ما يأتي في معنى التوهم )المسههافر( أو الحاضههر وذكههر‬
‫الول للغالب )فقده تيمم بل طلب(‪ ،‬لنه حينئذ عبث )وإن توهمه(‬
‫أي جوز‪ ،‬ولو على ندور وجود الماء وعههود الضههمير للمضههاف إليههه‬
‫سائغ على حد فإنه رجس كما هو التحقيق في الية بل متعين هنا‬
‫بقرينة السياق فل اعتراض )طلبه( وجوبا في الههوقت‪ ،‬ولههو بنههائبه‬
‫الثقة وإن أنابه قبل الوقت ما لم يشترط طلبه قبلههه‪ ،‬ولههو واحههدا‬
‫عن ركب للية‪ ،‬إذ ل يقال لمن لههم يطلههب لههم يجههد ولنههه طهههارة‬
‫ضرورة ول ضرورة مع إمكان الطهر بالمههاء ول يكفههي طلههب مههن‬
‫لم يأذن ول طلب فاسق إل إن غلب على ظنه صههدقه‪ ،‬وإنمهها لههم‬
‫يجب طلب المال للحج والزكاة‪ ،‬لنه شرط للوجوب وهو ل يجههب‬
‫تحصيله وما هنا شرط للنتقال عن الواجب إلى بدله فلزم كطلب‬
‫الرقبة في الكفارة وامتنعت النابههة فههي القبلههة‪ ،‬لن المههدار فيههها‬
‫على الجتهاد وهو أمههر معنههوي يختلههف بههاختلف الشههخاص وهنهها‬
‫على الفقد الحسي وهو ل يختلف‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬ظاهر قولهم طلبه أنههه ل بههد مههن تيقههن أنههه طلههب أو‬
‫أناب من يطلب وطلب فلو غلب على ظنه أنه أو نائبه طلب فههي‬
‫الوقت لم يكف‪ ،‬لن الصل عدم وجههوده ولمهها يههأتي أن مهها تعلههق‬
‫بالفعل كعدد الركعات ل بد فيه من اليقين ول ينههافيه مهها مههر عههن‬
‫الرافعي‪ ،‬لن الفقد وما بعده أمر خههارج عههن فعلههه‪ ،‬وإنمهها يلزمههه‬
‫الطلههب ممهها تههوهمه فيههه )مههن رحلههه( وهههو منزلههه وأمتعتههه بههأن‬
‫يفتشهما )ورفقته( بتثليث الههراء المنسههوبين لمنزلههه عههادة ل كههل‬
‫القافلة إن تفاحش كبرها عرفا كما هو ظاهر إلههى أن فل بههد مههن‬
‫ذكره وشرط ضم أو بدل عليه لههذلك وفيههه وقفههة‪ ،‬لن فيمهها ذكههر‬
‫طلب الدللة عليه بالولى )ونظر( مهن غيهر مشهي )حهواليه( مهن‬
‫الجهات الربع إلى الحد التي )إن كان بمستو( من الرض ويخص‬
‫مواضههع الخضههرة والطيههر بمزيههد احتيههاط وظههاهره وجههوب هههذا‬
‫التخصيص‪ ،‬وإنما يطهر إن تههوقفت غلبههة ظههن الفقههد عليههه )فههإن‬
‫احتاج إلى تهردد( بهأن كهان ثهم انخفهاض أو ارتفهاع أو نحهو شهجر‬
‫)تردد( حيههث أمههن بضههعا ومحترمهها نفسهها وعضههوا ومههال وإن قههل‬
‫واختصاصهها وخههروج الههوقت )قههدر نظههره( أي مهها ينظههر إليههه فههي‬
‫المستوي وهو غلوة سهم المسههمى بحههد الغههوث وضههبطه المههام‬
‫وغيههره بههأن يكههون بحيههث لههو اسههتغاث بالرفقههة مههع تشههاغلهم‬
‫وتفاوضهم لغاثوه ويختلف ذلك باستواء الرض واختلفها هههذا مهها‬
‫في الروضة كأصلها المشهير إلههى التفههاق عليهه لكههن خههالفه فهي‬
‫المجموع فقال إن كلمههم يخهالفه لقهولهم إن كهان بمسهتو نظهر‬
‫حواليه ول يلزمه المشي أصل وإن كان بقربه جبههل صههعده ونظههر‬
‫حواليه‪ .‬إن أمن قال الشافعي في البويطي وليس عليههه أن يههدور‬
‫لطلب الماء‪ ،‬لن ذلك أضر عليه من إتيانه في الموضع البعيد مههن‬
‫طريقه وليس ذلك عليه عند أحههد ا ه قههال الزركشههي فقههد أشههار‬
‫إلى نقل الجماع على عدم وجوب التردد ا هه ويمكن حملههه علههى‬
‫تردد لم يتعين بأن كان لو صههعد أحههاط بحههد الغههوث مههن الجهههات‬
‫الربع‪ ،‬إذ ل فائدة مع ذلك لوجوب التردد وحمل الول على مهها إذا‬
‫كان نحو الصعود ل يفيد النظر لجميع ذلك فيتعين التردد واعترض‬
‫السبكي المتن وتبعه جمع بههأنه إن أراد قههدر نظههره سههواء ألحقههه‬
‫غوث أم ل خالف كل الصههحاب أو ضههبط حههد الغههوث فهههو كههذلك‬
‫غالبا لكن لو زاد نظره عليه أو نقص عنههه اعتههبر حههد الغههوث دون‬
‫النظر وإن لم يصرحوا به ا ه وقههد علههم الجههواب عههن المتههن بمهها‬
‫جمعت به مع ما هو ظاهر أن المراد النظر المعتههدل فل اعههتراض‬
‫عليه‪) .‬فإن لم يجد( الماء بعههد الطلههب المههذكور )تيمههم( لحصههول‬
‫الفقد حينئذ )فلو( طلب كما ذكههر وتيمههم و )مكههث موضههعه( ولههم‬
‫يتيقن بالطلب الول أن ل ماء )فالصح وجوب الطلب( مما يتوهم‬
‫فيه الماء ثانيهها وثالثهها وهكههذا حيههث لههم يفههده الطلههب الول يقيههن‬
‫الفقد )لما يطرأ( من نحو حدث وإرادة فرض ثان‪ ،‬لنههه قههد يطلههع‬
‫على بئر خفيت عليه أو يجد من يدل عليه ويكههون الطلههب الثههاني‬
‫أخف ونظر فيه بأنه يلزم عليه انعدامه لو تكرر ويجاب بمنههع ذلههك‬
‫حيث لم يفده التكرر اليقين فإنه ل بد في كل طلب من النظر أو‬
‫التردد على ما مر وإنما التفاوت في المعان في التفههتيش ل غيههر‬
‫بتسليمه حيث أفاده التكرار اليقين ارتفع الطلب عنه كما صههرحوا‬
‫به فل وجه للنظر حينئذ أما إذا انتقل لمحل آخر أو حدث ما يههوهم‬
‫ماء كرؤية ركب أو سحاب فيلزمه الطلب قطعا )فلو علههم( علمهها‬
‫يقينيا نعم يظهههر أن إخبههار العههدل كههاف‪ ،‬لن الشههارع أقههامه فههي‬
‫مواضههع مقههام اليقيههن )مههاء( بمحههل )يصههله المسههافر لحههاجته(‬
‫كاحتطههاب )وجههب قصههده(‪ ،‬لنههه إذا سههعى إليههه لشههغله الههدنيوي‬
‫فالههديني أولههى ويسههمى حههد القههرب وهههو أزيههد مههن حههد الغههوث‬
‫السابق‪ ،‬ومن ثم ضبطوه بنصف فرسخ تقريبا‪ ،‬وإنما يلزمه قصده‬
‫)إن لم يخف( خروج الوقت وإل كأن نزل آخههره لههم يلزمههه خلفهها‬
‫للرافعي وإن تبعههه جمههع متههأخرون بههل يههتيمم ويصههلي بل قضههاء‪،‬‬
‫وإنما لزم من معه ماء التطهر بههه وإن علههم خههروج الههوقت‪ ،‬لنههه‬
‫واجد ومحل ذلك فيمن ل يلزمه القضاء لو تيمههم وإل لههزم قصههده‬
‫وإن خرج الوقت‪ ،‬لنه ل بد له من القضاء ولم يخف )ضرر نفس(‬
‫أو عضو أو بضع له أو لغيره )أو مال( كههذلك فهوق مهها يجههب بهذله‬
‫في الماء ثمنا أو أجرة فإن خههاف شههيئا مههن ذلههك تيمههم للمشههقة‬
‫بخلف مال يجب بذله‪ ،‬لنه ذاهههب منههه إن قصههد المههاء وإن تههرك‬
‫فلزمه القصد لعدم العذر حينئذ وبخلف اختصاص‪ ،‬لنه ل خطر له‬
‫في جنب يقين الماء مع قدرة تحصههيله‪ ،‬إذ دانههق مههن المههال خيههر‬
‫منه وإن كثر وزعم أن هذا ل يأتي في نحو الكلب إل إن حل قتلههه‬
‫وإل فل طلب‪ ،‬لنه يلزمه سقيه والتيمم فكيف يههؤمر بتحصههيل مهها‬
‫ليس بحاصل ويضيعه غلط فاحش‪ ،‬لن الخشية علههى الختصههاص‬
‫هنا إنما هي خشية أخذ الغير لههه لههو قصههد المههاء وتركههه ل خشههية‬
‫ذهاب روحه بالعطش وخوف انقطاع عن الرفقة حيث توحش بههه‬
‫عذر هنا ل في الجمعة‪ ،‬لنه هنا يأتي بالبههدل والجمعههة ل بههدل لههها‬
‫)فإن كان( الماء )فوق ذلك( الههذي هههو حههد القههرب ويسههمى حههد‬
‫البعد )تيمم( وإن علههم وصههوله فههي الههوقت للمشههقة التامههة فههي‬
‫قصده‪) .‬ولو تيقنه( أي وجود الماء )آخههر الههوقت( بههأن يبقههى منههه‬
‫وقت يسع الصلة كلها وطهرها فيه‪ ،‬ولو في منزله الذي هههو فيههه‬
‫على الوجههه خلفهها للمههاوردي )فانتظههاره أفضههل( لفضههل الصههلة‬
‫بالوضههوء عليههها بههالتيمم )أو ظنههه( آخههره أو شههك فيههه كمهها علههم‬
‫بالولى )فتعجيل التيمم أفضل في الظهههر(‪ ،‬لن فضههليته محققههة‬
‫فل تفوت لمظنون ومن ثم لو ترتب على التههأخير تفههويت فضههيلة‬
‫محققة نحههو جماعههة سههن التقههديم قطعهها‪ ،‬ومحههل الخلف مهها إذا‬
‫اقتصر على صلة واحدة فإن صلى بالتيمم أول الوقت وبالوضههوء‬
‫آخره فهو النهاية في إحراز الفضيلة ويجههاب عههن استشههكال ابههن‬
‫الرفعة له بأن الفرض الولههى ولههم تشههملها فضههلية الوضههوء بههأن‬
‫الثانية لما كانت عين الولى كانت جابرة لنقصههها ويلههزم علههى مهها‬
‫قاله أن إعادة الفرض جماعههة ل تنههدب‪ ،‬لن الفههرض الولههى ولههم‬
‫تشملها فضيلة الجماعة فكمهها أعرضههوا عههن هههذا‪ ،‬ثهم لمها ذكرتهه‬
‫فكذا هنا وقولهم الصلة بهالتيمم ل تعهاد‪ ،‬لنهه ل يههؤثر مهع التيههان‬
‫بالبدل بخلف العادة للجماعة فيهما محلههه فيمههن ل يرجههو المههاء‬
‫بعد وكأن وجه الفرق أن تعاطي الصلة مع رجاء الماء‪ ،‬ولههو علههى‬
‫بعد ل يخلو عن نقص‪ ،‬ولذا ذهب الئمة الثلثة إلى مقابههل الظهههر‬
‫أن التأخير أفضل مطلقا فجبر بندب العادة بالماء بخلف من لههم‬
‫يرجه أصههل فل محههوج للعههادة فههي حقههه‪ .‬وأمهها حمههل الزركشههي‬
‫العادة على متيقن الماء آخر الوقت‪ ،‬لن إيقاعه الصلة مههع ذلههك‬
‫فيه خلل فهو غلط‪ ،‬لن كلمهم إنمهها هههو فههي مسههألة الظههن كمهها‬
‫تقرر أما لو ظن أو تيقن عدمه آخره فالتقديم أفضل جزما وتيقههن‬
‫السترة والجماعة والقيام آخههره وظنههها كههتيقن المههاء وظنههه نعههم‬
‫يسن تأخير لم يفحش عرفا لظان جماعة أثناء الههوقت ويظهههر أن‬
‫الخرين كذلك‪ ،‬ولو علم ذو النوبة من متزاحمين علهى نحهو بئر أو‬
‫ستر عورة أو محل صلة أنها ل تنتهههي إليهه إل بعهد الههوقت صهلى‬
‫فيه بل إعادة إن كان من شأن ذلك المحل وقت التيمم عدم غلبة‬
‫وجود الماء فيه كما يعلم مما يأتي وذلك‪ ،‬لنه عههاجز حههال وجنههس‬
‫عذره غير نادر والقدرة بعد الوقت ل تعتبر بخلف مههن عنههده مههاء‬
‫لو اغترقه أو غسل به خبثا خرج الوقت فإنه ل يصلي لعدم عجههزه‬
‫حال‪) .‬ولو وجد( محدث أو جنب )ماء( ومنه برد أو ثلج قههدر علههى‬
‫إذابته أو ترابا )ل يكفيه فالظهر وجوب استعماله( للخبر الصههحيح‬
‫}إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم{‪ ،‬وإنما لههم يجههب شههراء‬
‫بعض الرقبة في الكفارة‪ ،‬لنه ليس برقبة وبعض المههاء مههاء‪ ،‬ولههو‬
‫لم يجد ترابا وجب استعماله جزما ول يكلههف مسههح الههرأس بنحههو‬
‫ثلج ل يذوب ولم يجد مههن المههاء مهها يطهههر الههوجه واليههدين لعههدم‬
‫تصور استعماله قبل التيمم المذكور في قوله )ويكون( اسههتعماله‬
‫وجوبا على المحدث والجنب )قبل التيمم(‪ ،‬لن التيمم لعدم الماء‬
‫فل يصح مع وجوده نعم الترتيب في المحدث واجب وفههي الجنههب‬
‫الذي عليه أصههغر أيضهها أم ل منههدوب فيقههدم أعضههاء وضههوئه‪ ،‬ثههم‬
‫رأسه‪ ،‬ثم شقه اليمن‪ ،‬ثم اليسههر‪ ،‬وإنمهها لههم يجههب ذلههك لعمههوم‬
‫الجنابة لجميع بدنه فل مرجح يقتضي الوجوب‪ ،‬ومن ثم لو فعل ما‬
‫ذكر من تقديم أعضاء الوضوء‪ ،‬ثم وجد بعض ماء يكفيه في فرض‬
‫ثان أيضا وجب صرفه إلى الجنابة‪ ،‬لن أعضههاء الوضههوء حينئذ قههد‬
‫ارتفعت جنابتها فكان غيرها أحق بصرف الماء إليههه ليزيههل جنههابته‬
‫نعم ينبغي أخذا مما قالوه في النجس أن محههل مهها ذكههر فيمههن ل‬
‫قضاء عليه فمن يقضي يتخير‪) .‬ويجب شراؤه( أي الماء للطهههارة‬
‫ومثله التراب ولو بمحل يلزمه فيه القضاء ونحو الدلو واسههتئجاره‬
‫بعد دخول الوقت ل قبله كما يلزمه شراء ساتر العورة فإن امتنههع‬
‫صاحب الماء من بيعه للطهر ولههو تعنتهها لههم يجههبر بخلف امتنههاعه‬
‫من بذله بعوضه وقد احتاج طالبه إليه لعطههش ولههم يحتههج مههالكه‬
‫لشربه حال فيجههبر بههل لههه مقههاتلته فههإن قتههل هههدر أو العطشههان‬
‫ضمنه‪ ،‬ولو لم يكن معههه إل ثمههن المههاء أو السههترة قههدمها لههدوام‬
‫نفعها مع عدم البدل‪ ،‬ومن ثم لزمه شراء ساتر عورة قنههه ل مههاء‬
‫طهره سفرا وعلم من وجوب شراء ذلك بطلن نحو بيع ذلك فههي‬
‫الوقت بل حاجة للموجب أو القابهل ويبطهل تيممهه مها قهدر علهى‬
‫شيء منه في حد القرب وإنما صحت هبة عبههد يحتههاجه للكفههارة‪،‬‬
‫لنها على التراخي أصالة فل آخر لوقتها وهبة ملههك يحتههاجه لههدينه‬
‫لتعلقه بالذمة‪ ،‬وقد رضي الدائن بها فلم يكن له حجر على العيههن‬
‫فإن عجز عن استرداده تيمم وصلى وقضى تلههك الصههلة بمههاء أو‬
‫تراب بمحل يغلب فيه عدم الماء ل ما بعدها‪ ،‬لنه فوته قبل وقتها‬
‫بخلف ما إذا أتلفه عبثا فهي الهوقت ل يلزمهه قضهاء أصهل لفقهده‬
‫حسا لكنه يعصي إن أتلفه لغير غرض ل له كتبرد )بثمن( أو أجههرة‬
‫)مثله( وهو ما يرغب به فيه زمانا ومكانا مهها لههم ينتههه المههر لسههد‬
‫الرمق‪ ،‬لن الشربة حينئذ قد تساوي دنانير فل يكلف زيههادة علههى‬
‫ذلك وإن قلت ما لم يبع بمؤجل ممتد إلههى زمههن يمكنههه الوصههول‬
‫فيه لمحل ماله عادة والزيههادة لئقههة بالجههل عرفهها )إل أن يحتههاج‬
‫إليه( أي الثمن أو الجرة )لدين( عليه‪ ،‬ولو مؤجل سواء الذي فههي‬
‫ذمته والمتعلهق بعيههن مههاله كضههمانه دينها فيهها )مسهتغرق( صههفة‬
‫كاشفة‪ ،‬إذ من لزم الحتياج إليه لجله استغراقه )أو مؤنة سفره(‬
‫المباح ذهابا وإيابا على التفصيل التي في الحج‪ .‬ومن ثم اعتههبرت‬
‫هنهها الحاجههة للمسههكن والخههادم أيضهها ويتجههه فههي المقيههم اعتبههار‬
‫الفضل عن يوم وليلة كالفطرة )أو نفقة( المههراد بههها هنهها المؤنههة‬
‫أيضا وهي أعم لشمولها لسائر ما يحتاج إليه سفرا وحضرا كههدواء‬
‫وأجرة طبيب وأجرة خفارة وغيرها )حيوان( آدمههي أو غيههره‪ ،‬ولههو‬
‫لغيره وإن لم يكن معه على الوجه‪ ،‬لن هههذه المههور ل بههدل لههها‬
‫بخلف الماء )محترم( وهو ما حرم قتله ككلب منتفع به‪ ،‬وكذا مهها‬
‫ل نفع فيه ول ضرر على المعتمد بخلف نحو حربي ومرتههد وكلههب‬
‫عقور وتارك صههلة بشههرطه ومنههه أن يههؤمر بههها فههي الههوقت وأن‬
‫يستتاب بعده فل يتوب بناء على وجوب اسههتتابته ومثلههه فههي هههذا‬
‫كل من وجبت استتابته وزان محصن فإن وجودهم كالعدم والمههاء‬
‫المحتاج لثمنه لشيء مما ذكر كالعدم أيضا‪) .‬ولو وهب له ماء( أو‬
‫أقرضه )أو أعير دلوا( أو حبل )وجب القبول(‪.‬‬
‫في الوقت ل قبله )في الصح(‪ ،‬وكذا يجب سؤال كل من ذلك إن‬
‫تعين طريقا ولم يحتج له المالك‪ ،‬وقد ضاق الوقت‪ ،‬وقد جوز بذله‬
‫له فيما يظهر لغلبة المسههامحة فههي ذلههك فلههم تعظههم المنههة فيههه‬
‫ولصل غلبة السلمة لم ينظر والحتمال تلف نحههو الههدلو ول إلههى‬
‫زيادة قيمته على ثمن مثل الماء فإن لم يقبههل أثههم‪ ،‬ثههم إن تيمههم‬
‫والماء موجود بحد القرب مقدور عليه لم يصههح تيممههه وأعههاد وإل‬
‫بأن عدم أو امتنع مالكه منه صح ول إعادة )ولو وهههب( أو أقههرض‬
‫)ثمنه( أو آلههة السههتقاء )فل( يلزمههه قبههوله إجماعهها لعظههم المنههة‬
‫وفارق قرض الماء بأن القدرة عليه عند المطالبة أغلب منها على‬
‫الثمن وحيث طولب وللماء قيمة ولو تافهة لزمه قبوله منه‪) .‬ولههو‬
‫نسيه( أي الماء أو ثمنه أو آلة الستقاء )في رحلههه أو أضههله فيههه(‬
‫بههأن فتههش عليهه فيههه )فلهم يجهده بعههد( إمعهان )الطلهب فهتيمم(‬
‫وصلى‪ ،‬ثم بان أنه معه )قضى( الصلة )في الظهر( لنسههبته فههي‬
‫إهماله حتى نسيه أو أضله إلى نوع تقصير‪ ،‬ومن ثم لو نسههي بئرا‬
‫بقربه قضى أيضا كما إذا لم يعثر عليها به وهي ظاهرة الثههار أمهها‬
‫إذا لم يمعن فيه فيقضي جزما وخرج بنسيه ما لو أدرج ذلههك فههي‬
‫رحله ولم يعلمه فل قضاء وعلم مهن ذلهك أنهه لهو ورث مهاء ولهم‬
‫يعلمه لم يلزمه القضاء )ولو أضل رحله( الذي فيه الماء أو الثمن‬
‫أو آلة الستقاء )في رحال( لغيره فصلى بالتيمم‪ ،‬ثههم وجههده فههإن‬
‫لم يمعن في الطلب قضى قطعا وإن أمعن فيههه )فل( قضههاء‪ ،‬لن‬
‫من شأن مخيم الرفقة أو الغالب فيه أنه أوسهع مهن مخيمهه فلهم‬
‫ينسههب هنهها لتقصههير البتههة وختههم بهههاتين مههع أنهمهها بههآخر البههاب‬
‫المبحوث فيه عن القضاء أنسب كما يظهر ببادئ الرأي تذييل لهذا‬
‫المبحث لمناسبتهما له وإفادتهما مسائل حسنة في الطلههب وهههي‬
‫أنه ل يفيد مههع وجههود التقصههير وأن النسههيان ليههس عهذرا مقتضههيا‬
‫لسقوطه وأن الضلل يغتفر تارة ول يغتفر أخرى فاندفع اعتراض‬
‫الشراح عليه في ذكر هاتين هنا واتضح أنهما هنا أنسب‪) .‬الثههاني(‬
‫من أسباب التيمم الفقد الشرعي ل من حيههث نحههو المهرض كهأن‬
‫وجده بأكثر من ثمن مثله أو وهو مسههبل للشههرب أو‪ ،‬وقههد احتههاج‬
‫إليه لعطش كما قال )أن يحتاج إليه( أي المههاء )لعطههش( حيههوان‬
‫)محترم( بعمومه ومعناه السابقين‬
‫بأن يخشى منه مرضا أو نحوه مما يههأتي‪ ،‬لن نحههو الههروح ل بههدل‬
‫لها ومن ثم حرم عليههه التطهههر بمههاء وإن قههل مهها تههوهم محترمهها‬
‫محتاجا إليه في القافلة وإن كههبرت وخرجههت عههن الضههبط وكههثير‬
‫يجهلون فيتوهمون أن التطهر بالماء حينئذ قربههة وهههو خطههأ قبيههح‬
‫كما نبه عليه المصنف في مناسكه ول يكلف الطهر به‪ ،‬ثم جمعههه‬
‫لشرب غير دابة لستقذاره عرفا ويلزمه ذلك إن خشههي عطشههها‬
‫وكفاههها مسههتعمله ويظهههر أنههه يلحههق بالمسههتعمل كههل متغيههر‬
‫بمستقذر عرفا بخلف متغيههر بنحههو مههاء ورد ول يجههوز لههه شههرب‬
‫نجس ما دام معه طاهر على المعتمد بل يشرب الطههاهر ويههتيمم‬
‫ودعوى أن الطاهر مستحق للطهارة فصار كأنه معدوم يردههها أن‬
‫النجس ل يجوز شربه إل للضرورة ول ضرورة مههع وجههود الطههاهر‬
‫وليس تعينه للطهارة أولى من تعينه للشرب بههل المههر بههالعكس‪،‬‬
‫لنه ل بدل له بخلفها فتعيهن مهها ذكهر‪ ،‬ولهو احتهاج لشههرب الدابهة‬
‫لزمه سقيها النجس ويظهر إلحاق غير مميز بالدابة في المستقذر‬
‫الطاهر ل في النجس ويجههوز لعطشههان بههل يسههن إن صههبر إيثههار‬
‫عطشان آخر ل لمحتاج لطهر إيثار محتههاج لطهههر وإن كههان حههدثه‬
‫أغلظ كما اقتضاه إطلقهم‪ ،‬لن الول حق للنفس والثاني حق لله‬
‫تعالى نعم لو انتابوا ماء للتطهر ولم يحرزوه جاز تقديم الغير‪ ،‬لن‬
‫انتهاء المحتاج إلى ماء مباح من غيههر إحههرازه ل يههوجب ملكههه لههه‬
‫)ولو( لم يحتج إليههه لههذلك حههال بههل )مههآل( أي مسههتقبل وإن ظههن‬
‫وجوده لما تقرر أن الروح ل بدل لها فاحتيط لها برعايههات المههور‬
‫المستقبلة أيضا لعم لو احتاج مالك ماء إليههه أي‪ ،‬ولههو لممههونه ول‬
‫يقال الحق لغيره كما هو ظاهر مآل وثههم مههن يحتههاجه حههال لزمههه‬
‫بذله له لتحقق حاجته ومن علم أو ظن حاجة غيره له مههآل لزمههه‬
‫التزود له إن قدر وإذا تزود للمآل ففضلت فضلة فإن ساروا على‬
‫العادة ولم يمههت منهههم أحههد فالقضههاء أي لمهها كههانت تكفيههه تلههك‬
‫الفضلة باعتبار عادته الغالبة فيمهها يظهههر وإل فل ول يجههوز ادخههار‬
‫ماء ول استعماله لطبههخ يتيسههر الكتفههاء بغيههره ول لتحويههل كعههك‬
‫يسهل أكله يابسا على الوجه فيهما‪) .‬الثالث( من السباب الفقههد‬
‫الشرعي من حيث ذلهك بههأن يكههون بهه الن أو يظهن حهدوثه بعهد‬
‫)مرض يخاف معه( ليس بشرط بل‪ ،‬لن الغههالب خههوف مهها يههأتي‬
‫مع وجود المرض دون فقده والمراد أن يخاف )من استعماله( أي‬
‫الماء مطلقا أو المعجوز عن تسخينه مرضا أو زيههادته ولههه وقههع ل‬
‫نحو صداع أو تألم خفيف أو )على منفعة عضو( بضم أوله وكسره‬
‫أن تذهب كنقص ضوء أو سمع فالخوف على ذهاب أصههل العضههو‬
‫أو الروح أولى نعم متى عصى بنحو المرض توقفت صههحة تيممههه‬
‫على التوبة لتعديه )وكذا بطء البرء( بضم البههاء وفتحههها فيهمهها أي‬
‫طول مدته وإن لم يزد اللم‪ ،‬وكذا زيادته وإن لم تطههل المههدة )أو‬
‫الشين الفاحش( من نحو استحشههاف أو نحههول أو ثغههرة تبقههى أو‬
‫لحمة تزيد وأصله الثر المستكره )في عضو ظاهر( وهو مهها يبههدو‬
‫في المهنة غالبهها كههالوجه واليههدين‪ .‬وقيههل مهها ل يعههد كشههفه هتكهها‬
‫للمروءة ويرجع للول إن أريد النظر لغالب ذوي المروآت وظههاهر‬
‫تقييد نحو العضو هنا بالمحترم ليخرج نحو يد تحتم قطعها لسههرقة‬
‫أو محاربة بخلف واجبة القطع لقود لحتمال العفو )فههي الظهههر(‬
‫لقوله تعالى }وإن كنتم مرضى{ الية وصح }أنه صلى الله عليههه‬
‫وسلم قههال لمهها بلغههه أن شخصهها احتلههم وبههه جههرح برأسههه فههأمر‬
‫بالغسل فمات قتلوه قتلهم الله أولم يكن شههفاء العههي السههؤال{‬
‫وألحق ما ذكر بالمرض‪ ،‬لنه في معناه وخرج بالفاحش نحو قليههل‬
‫سواد وأثر جدري وبالظاهر الباطن‪ ،‬ولو في أمة حسناء تنقص بههه‬
‫قيمتها واستشكله ابن عبد السههلم بههأنهم لههم يكلفههوه فلسهها زائدا‬
‫على ثمن المثل وأجيب عنه بما يقتضي عدم تحقق ذلك وأنههه لههو‬
‫تحقق نقصه جاز التيمم ورد بأنه يلزم ذلك في الظاهر أيضهها ولههم‬
‫يقولوا به وليس في محله‪ ،‬لن الستشكال فيه أيضا وبما يقتضههي‬
‫استعمال الماء وإن تحقق نقص ذلك كما يقتل بههترك الصههلة ورد‬
‫بأن ترك قتله يؤدي إلى تفويت حق الله تعههالى بالكليههة ول كههذلك‬
‫هنا‪ ،‬لن للماء بدل ويمكن توجيه ما أطلقوه بأن الغالب عدم تأثير‬
‫القليل في الظاهر والكثير في الباطن بخلف الكثير فههي الظههاهر‬
‫فأناطوا المر بالغالب فيهما ولم يعولوا علههى خلفههه ويفههرق بينههه‬
‫وبين بذله زائدا على الثمن بأن هذا يعد غبنهها فههي المعاملههة وهههي‬
‫لكونها العقل أي مرتبطة بكماله ل يسمح أهلههها بههالغبن فيههها كمهها‬
‫جاء عن ابن عمر رضهي اللهه عنهمها أنهه كهان يشهح فيهها بالتهافه‬
‫ويتصدق بالكثير فقيل لهه فقههال ذاك عقلههي وهههذا جههودي‪ ،‬ثهم إن‬
‫عرف ذلك‪ ،‬ولو بالتجربة اعتمد معرفتههه وإل فإخبههار عههارف عههدل‬
‫رواية فإن انتفيا وتوهم شيئا مما مههر تيمههم علههى الوجههه ولزمتههه‬
‫العادة لكههن ل يفعلههها إل بعههد الههبرء أو وجههود مههن يخههبره بمبيههح‬
‫التيمم ونازع ابن العماد في جواز التيمم بما فيه نظر والفرق بين‬
‫هذا ونظرهم إلى توهم سههم طعههام أحضههر إليههه حههتى يعههدل عنههه‬
‫للميتة بأن الصلة هنا لزمت ذمته بيقين فل يبرأ منها إل بيقين يرد‬
‫بأنا ل نقول بعدمها حتى يرد ذلك بل بفعلها‪ ،‬ثم بإعادتها وهذا غاية‬
‫الحتياط لها مع الخروج عما قد يكههون سههببا لتلههف نحههو النفههس‪.‬‬
‫)وشدة البرد( التي يخشى منها محذور مما ذكههر‪ ،‬وقههد عجههز عههن‬
‫تسخينه أو تدفية أعضائه )ك( خوف نحو )مرض( في إباحة التيمم‬
‫لما صح أن عمرو بن العاص رضي الله عنههه تيمههم لخههوف الهلك‬
‫من شدة البرد فأقره صلى الله عليه وسلم على ذلك‪) .‬وإذا امتنع‬
‫استعماله( أي الماء )في( كل البهدن وجهب تيمههم واحههد ل غيهر أو‬
‫في محل من البدن )عضو( أو غيره لعلة يؤخذ من تعههبيره بههامتنع‬
‫حرمة استعمال الماء مع خشية محذور ممهها مههر وهههو متجههه فههي‬
‫غيههر الشههين ويههدل لههه قههولهم السههابق فههإن خشههي ضههرر نحههو‬
‫المشمس حههرم عليههه اسههتعماله نعههم الشههين الظههاهر ل يقتضههي‬
‫حرمة إل في قن تنقص قيمته ولم يأذن مالكه كما هو ظههاهر )إن‬
‫لم يكن عليه ساتر وجههب( عليههه قطعهها عنههدنا )الههتيمم( الشههرعي‬
‫خلفا لمن اكتفى بمر التراب عليه وذلك لئل يخلو محل العلة عههن‬
‫طهارة )وكذا( يجب )غسههل الصههحيح( الههذي يمكههن غسههله )علههى‬
‫المههذهب( لروايههة صهحيحة فهي قصههة عمهرو السهابقة أنهه غسههل‬
‫معاطفه وتوضأ وضوءه للصلة‪ ،‬ثم صلى قال الههبيهقي معنههاه أنههه‬
‫غسل ما أمكنه وتوضأ وتيمم للباقي ويتلطههف مههن خشههي سههيلن‬
‫الماء لمحل العلة بوضع خرقة مبلولة بقربه لينغسههل بقطرههها مهها‬
‫حواليه من غير أن يسيل إليه شههيء ويلههزم العههاجز اسههتئجار مههن‬
‫يفعل ذلك بأجرة مثله إن وجدها فاضههلة عمهها يعتههبر فههي الفطههرة‬
‫فإن تعذر ذلك قضى لندوره ول يجب مسح محل العلة بالماء كمهها‬
‫أفهمه كلمه ويجب بالتراب إن كان بمحل التيمم ما لم يخش منه‬
‫شههيء ممهها مههر‪) .‬ول ترتيههب بينهمهها( أي الههتيمم وغسههل الصههحيح‬
‫)للجنب( والحائض والنفساء أي ل يجب ذلك‪ ،‬لن الصههل ل يجههب‬
‫فيه ذلك فأولى بدله‪ ،‬وإنما وجههب تقههديم الغسههل إذا وجههد مههاء ل‬
‫يكفيه‪ ،‬لن التيمم هنا للعلة وهي مستمرة وثم لفقد الماء فههوجب‬
‫استعماله أول ليوجد الفقد عند التيمم والولى تقديم التيمم ليزيل‬
‫الماء أثر التراب وبحث السنوي ندب تقديم ما يندب تقديمه فههي‬
‫الغسل ففي جرح برأسه يغسههل صههحيحه‪ ،‬ثههم يههتيمم‪ ،‬ثههم يغسههل‬
‫باقي بدنه‬
‫]تنبيه[‪ :‬ما أفاده المتن أن الجنب إذا أحدث ل يلزمهه الهترتيب‬
‫وإن كانت علته في أعضاء الوضوء يشمل ما لو كههانت علتههه فههي‬
‫يده مثل فتيمم عن الجنابة‪ ،‬ثم أحههدث فتوضههأ وأعههاد الههتيمم عههن‬
‫الكبر لرادته فرضا ثانيا فيندرج فيه تيمههم الصههغر وإن كههان قبههل‬
‫الوضوء وهو متجه نظير ما مر في جنههب بقههي رجله فأحههدث لههه‬
‫غسلهما قبل بقية أعضاء وضوئه وما أومأ إليههه كلم شههارح أنههه ل‬
‫بد من التيمم في هذه الصورة عههن الصههغر وقههت غسههل العليههل‬
‫فهو مناف لكلمهم أنه حيث اجتمع الصغر والكبر اضمحل النظههر‬
‫إلههى الصههغر مطلقهها‪) .‬فههإن كههان محههدثا( حههدثا أصههغر )فالصههح‬
‫اشتراط التيمم وقههت غسههل العليههل( رعايههة لههترتيب الوضههوء فل‬
‫ينتقل عن عضو عليل حههتى يكملههه غسههل وبههدل فههإن كههان الههوجه‬
‫وجب تقديم التيمم على الشروع في غسل شيء من اليدين ولههه‬
‫تقديمه على غسههل صههحيح الههوجه وهههو أولههى وتههأخيره عنههه‪ ،‬لن‬
‫العضو الواحد ل ترتيب فيه )فإن جرح عضهواه فتيممهان( يلزمهانه‬
‫لما تقرر من اشتراط التيمم وقت غسل العليل أو أربعههة أعضههائه‬
‫ولم تعم الجراحة الرأس فثلث تيممات‪ ،‬لن الرأس يكفهي مسهح‬
‫صحيحه فإن عمته فأربع تيممات أو الثلثة أيضا فتيمم واحههد عههن‬
‫الوضوء لسقوط الترتيب أو ما عدا الرأس فتيمم واحد عن الوجه‬
‫واليدين لسقوط غسلهما المقتضي لسقوط ترتيبهما بخلف ما لو‬
‫بقي بعضهههما‪ ،‬ثههم مسههحه‪ ،‬ثههم واحههد عههن الرجليههن ويسههن جعههل‬
‫اليدين كعضههوين‪ ،‬وكههذا الههرجلن‪) .‬وإن كههان( علههى العليههل سههاتر‬
‫)كجبيرة( وهي نحو ألواح تشد لنجبار نحو الكسر أو لصههوق بفتههح‬
‫أوله أو طلء أو عصابة فصد )ل( عبارة أصله ول قيل وهههي أولههى‬
‫ليهام تلك أن ما يمكن نزعه ل يسههمى سههاترا ا ه ويههرد بههأن مههن‬
‫الواضح أن هذا قيههد للحكههم ل لتسههميتها سههاترا فلههم يحتههج للههواو‬
‫)يمكههن نزعههها( عنههه لخههوف محههذور ممهها مههر)غسههل الصههحيح(‬
‫ويتلطف بغسل ما أخذته الجبيرة من الصحيح بحسب المكان وما‬
‫تعذر غسله مما تحتها وأمكنه مسه الماء بل إفاضة لزمههه وإن لههم‬
‫توجد فيههه حقيقههة الغسههل‪ ،‬لنههه أقههرب إليههها مههن المسههح فتعيههن‬
‫وحههرف مسههه بمسههحه‪ ،‬ثههم استشههكل وليههس فههي محلههه للفههرق‬
‫الظاهر بينهما‪ ،‬ومن ثم لم يجب المسههح هنهها وفههارق المههس بههأنه‬
‫أقرب للغسهل كمها تقهرر )وتيمهم( لروايهة سهندها جيهد عنهد غيهر‬
‫البيهقي في المحتلم السابق إنما يكفيههه أن يههتيمم ويعصههب علههى‬
‫جرحه خرقة‪ ،‬ثم يمسح عليهما ويغسل سائر جسده )كمهها سههبق(‬
‫في مراعاة المحدث للترتيب وتعدد الههتيمم بتعههدد العضههو العليههل‬
‫أما إذا أمكن نزعها بل خههوف محههذور ممهها مههر فيجههب ويظهههر أن‬
‫محله إن أمكهن غسهل الجهرح أو أخهذت بعهض الصهحيح أو كهانت‬
‫بمحل التيمم وأمكن مسح العليل بههالتراب وإل فل فههائدة لوجههوب‬
‫النزع وسيأتي آخر الباب بقية من أحكامها‪ ،‬ومنها أنههه يجههب عليههه‬
‫وضعها على طهر )ويجب مع ذلك( السابق )مسح كل جههبيرته( أو‬
‫نحوها وقت غسل عليله )بماء( أما أصل المسح فلخبر المشههجوج‬
‫السابق‪ .‬وأما تعميمه فلنه مسح أبيح للعجز عن الصههل كالمسههح‬
‫في التيمم وبه فارقت الخف‪ ،‬ومن ثم لم تتأقت ولو نفذ إليها نحو‬
‫دم الجرح وعمها عفي عن مخالطة ماء مسحها له أخذا مما يههأتي‬
‫في شههروط الصههلة أنههه يعفههى عههن اختلط المعفههو عنههه بههأجنبي‬
‫يحتاج إلى مماسته له )وقيل( يكفي مسح )بعضههها( كههالخف وهههو‬
‫يدل عما أخذته من الصحيح‪ ،‬ومههن ثههم لههو لههم تأخههذ منههه شههيئا أو‬
‫أخذت شيئا أو غسله لم يجب مسههحها وكههان قياسههه أنههه ل يجههب‬
‫مسح الزائد على ما أخذته من الصحيح لما تقرر أن مسههحها إنمهها‬
‫هو بدل عما أخذته منه ل عن محل الجرح‪ ،‬لن بدله التيمم ل غير‬
‫فوجوب مسح كلها مستشهكل إل أن يجهاب بهأن تحديهد ذلهك لمها‬
‫شق أعرضوا عنههه وأوجبههوا الكههل احتياطهها وخههرج بالمههاء مسههحها‬
‫بالتراب إذا كان بعضو التيمم فل يجب‪ ،‬لنه ضههعيف فل يههؤثر مههن‬
‫فههوق حههائل نعههم يسههن كسههتر الجههرح يمسههح عليههه خروجهها مههن‬
‫الخلف‪) .‬فإذا تيمم( من ذكر‪ ،‬وقد صلى فرضا بعد تيممه وغسههل‬
‫صحيحه كما مر )لفههرض ثههان( لمهها يههأتي أنههه ل يههؤدى بههالتيمم إل‬
‫فرض )ولم يحدث( يعني ولم يبطل تيممه )لم يعد الجنههب غسههل(‬
‫لشيء من بدنه لبقاء طهره كما يأتي )ويعيد المحدث( غسهل )مها‬
‫بعههد عليلههه( لبطلن طهههر العليههل ويلزمههه بطلن مهها بعههده عمل‬
‫بقضية الترتيب الواجب على المحدث دون الجنب ويرده مهها يههأتي‬
‫أن طهارته باقية بدليل أنه يتنفل به )وقيل يسههتأنفان( أي الجنههب‬
‫والمحدث لتركب طهرهما من أصل وبدل فإذا بطههل البههدل بطههل‬
‫الصل كنههزع الخههف بنههاء علههى الضههعيف أن فيههه الوضههوء )وقيههل‬
‫المحدث كجنب( فل يحتاج إلى إعادة غسههل مهها بعههد عليلههه لبقههاء‬
‫طهر العليل بدليل صحة تنفله كما تقرر‪ ،‬وإنما وجبت إعادة تيممه‬
‫المتحد أو المتعدد لضعفه عن أداء فرض ثان به فإن قلههت قيههاس‬
‫سقوط الترتيب في هذه الطهارة الثانية لما تقرر من بقاء طهههره‬
‫الول بدليل التنفل به أن ل تجب إعادة التيمم المتعدد في الولى‬
‫بل يكفي تيمم واحد‪ ،‬لن تعدده فيها إنما كههان لضههرورة الههترتيب‪،‬‬
‫وقد سقط في الثانية فتعدده فيها الذي جزم به في شرح الروض‬
‫جزم المذهب إنما يناسب مصحح الرافعي قلههت هههذا القيههاس لههه‬
‫وجه وإن أمكن الجواب عنه بأن الصل فيما وجب في الولههى أن‬
‫يجب في الثانية سقط الماء لبقههاء طهههره فبقههي الههتيمم المتعههدد‬
‫بحاله‪ ،‬لن العلة في إيجابه نقصه عن أداء فرض ثان بههه وقههد مههر‬
‫في الوضههوء المجههدد أنههه فههي نحههو النيههة كالصههل عمل بمقتضههى‬
‫التجديد أنه حكاية الول بصفته وهذا مقرب لما هنا فوجوب تعههدد‬
‫التيمم هنا إنما هههو لتههوجه حكايههة الول فلههم ينظههر لكههون الههتيمم‬
‫الواحد يكفي فتأمله )قلت هذا الثالث أصههح واللههه أعلههم( ووجهههه‬
‫واضح كما علمته مما تقرر فيه خلفا لمن نازع فيه أما إذا أحههدث‬
‫أو بطل تيممه فإنه يعيد جميههع مهها مههر‪ ،‬ولههو بههرئ أعههاد المحههدث‬
‫غسل عليله وما بعده وما صله جاهل به أو توهمه فأزال اللصههوق‬
‫ولم يظهر من الصحيح ما يجب غسله لم يبطل تيممه‪ ،‬وإنما بطل‬
‫بتوهم الماء‪ ،‬لنه يوجب طلبه والبحث عنه ول كههذلك تههوهم الههبرء‬
‫لو سقطت جبيرته في صلته بطلت كنزع الخف ومحله ما إذا بان‬
‫شيء مما يجب غسله‪ ،‬إذ ل يمكههن بقاؤههها مههع وجههوب غسههل مهها‬
‫ظهر‪ ،‬وكذا ما بعده في الحدث الصغر أو ما إذا تههردد فههي بطلن‬
‫تيممه وطال التردد أو مضى معه ركههن‪ ،‬ثههم إن علههم الههبرء بطههل‬
‫تيممه أيضا وإل فل وبما تقرر مههن أن ملحههظ بطلن الصههلة غيههر‬
‫ملحظ بطلن التيمم اندفع قول بعضهم ل أثههر لظهههور شههيء مههن‬
‫الصحيح في بطلن التيمم‪ ،‬لنه عن العليل ووجه اندفاعه أننهها لههم‬
‫نجعههل هههذا الظهههور سههببا لبطلن الههتيمم بههل لبطلن الصههلة‬
‫وملحظهما مختلف كما تقرر‪.‬‬
‫فصل(‪ :‬في أركان التيمم وكيفيته وسننه ومبطلته وما(‬
‫يستباح به مع قضاء أو عدمه وتوابعها )تيمم بكل( ما صدق عليه‬
‫اسم )تراب(‪ ،‬لنه الصعيد في الية كما قاله ابن عباس وغيره‬
‫ومما يمنع تأويله بغيره قوله تعالى }فامسحوا بوجوهكم‬
‫وأيديكم{ وزعم أن من فيه للبتداء سفساف ل يعول عليه وصح‬
‫}جعلت الرض كلها لنا مسجدا وترابها{ وفي رواية صحيحة‬
‫}وتربتها{ وهما مترادفان كما قاله أهل اللغة خلفا لمن وهم فيه‬
‫}لنا طهورا{ والسم اللقب في حيز المتنان له مفهوم كما هو‬
‫مبين في محله )طاهر( أراد به ما يشمل الطهور بدليل قوله‬
‫التي ول بمستعمل وذلك لتفسير ابن عباس وغيره للطيب في‬
‫الية بالطاهر فل يجوز بنجس كأن جعل في بول‪ ،‬ثم جف أو‬
‫اختلط به نحو روث متفتت ومنه تراب المقبرة المنبوشة‬
‫لختلطها بعذرة الموتى وصديدهم المتجمد ومن ثم لم يطهره‬
‫المطر قال القاضي‪ ،‬ولو وقعت ذرة نجاسة في صبرة تراب‬
‫كبيرة تحرى وتيمم وهو مبني على الضعيف السابق أنه ل يشترط‬
‫التعدد في التحري فعلى الصح ل يتحرى إل إن كان النجس ل‬
‫يتجزأ‪ ،‬ثم جعل التراب قسمين نطير ما مر في فصل الكمين عن‬
‫القميص بعد تنجس أحدهما ول يضر أخذه من ظهر كلب لم يعلم‬
‫التصاقه به مع رطوبة )حتى ما يداوى به( كالرمني بكسر أوله‬
‫وما يؤكل سفها كالمدر وطين مصر المسمى بالطفل كما صرح‬
‫به جمع وما أخرجته الرضة منه وإن اختلط بلعابها كمعجون بمائع‬
‫جف وإن تغير به لونه وطعمه وريحه ويشترط أن يكون له غبار‬
‫ولم يذكره‪ ،‬لنه الغالب فيه‪) .‬و( من ثم صح )برمل( خشن )فيه‬
‫غبار(‪ ،‬ولو منه بأن سحق وصار له كما بينته في شرح الرشاد‬
‫وغيره أما الناعم فل‪ ،‬لنه للصوقه بالعضو يمنع وصول الغبار إليه‪،‬‬
‫ومن ثم لو علم عدم لصوقه لم يؤثر فإناطتهم‪.‬ذلك بالخشن‬
‫والناعم للغالب ول ينافي ما تقرر إعادة الباء المفيدة لمغايرة‬
‫الرمل للتراب‪ ،‬لنه بالنظر لصورة الرمل قبل السحق نعم التيمم‬
‫حقيقة إنما هو بالغبار الذي صار ترابا ل بالرمل ففي العبارة نوع‬
‫قلب وهو مما يؤثره الفصحاء لغراض ل يبعد قصد بعضها هنا ل‬
‫بمعدن كنورة سحاقة خزف ومثله طين سوي وصار رمادا‪ ،‬لنه‬
‫ليس بتراب بخلف ما أصابته نار فاسود ولم يصر رمادا‪.‬‬
‫)ومختلط بدقيق ونحوه( كجص وزعفران وإن قل الخليط جدا‬
‫بحيث ل يدرك‪ ،‬لنه لنعومته يمنع وصول التراب للعضو )وقيل إن‬
‫قل الخليط جاز( نظير ما مر في الماء ويرده ما تقرر أن قليل‬
‫الخليط هنا يمنع ولو احتمال وصول المطهر للعضو لكثافته بخلفه‬
‫ثم للطافة الماء‪) .‬و( مر أن التراب ل بد أن يكون طهورا فحينئذ‬
‫)ل( يصح التيمم )بمستعمل( في حدث‪ ،‬وكذا خبث فيما يظهر بأن‬
‫استعمل في مغلظ )على الصحيح( كالماء بل أولى وكون التراب‬
‫ل يرفع الحدث فل يتأثر بالستعمال بخلف الماء يرد بأن السبب‬
‫في الستعمال ليس هو خصوص رفع الحدث كما مر بل زوال‬
‫المنع من نحو الصلة بدليل أن ماء السلس مستعمل مع أنه ل‬
‫يرفع حدثا فاستويا )وهو( أي المستعمل )ما بقي بعضوه( أي‬
‫المتيمم بعد مسحه‪) .‬وكذا ما تناثر( بالمثلث منه بعد مسه له وإن‬
‫لم يعرض عنه فلو أخذه من الهواء عقب انفصاله عما مسه لم‬
‫يجز وإيهام قول الرافعي‪ ،‬وإنما يثبت له حكم الستعمال إذا‬
‫انفصل بالكلية وأعرض عنه إل جزاء غير مراد له‪ ،‬لن غايته أنه‬
‫كالماء وهو يضر فيه ذلك فأولى التراب نعم يفترقان في أنه ل‬
‫يضر هنا رفع اليد بما فيها من التراب‪ ،‬ثم عودها إليه‪ ،‬لنه لما‬
‫احتاج لهذا هنا نزلوه منزلة التصال بخلفه ثم )في الصح(‬
‫كالمتقاطر من الماء وما قيل في توجيه مقابل الصح أن التراب‬
‫كثيف إذا علق بالمحل منع غيره أن يلصق به بخلف الماء لرقته‬
‫يرد بأن ذلك بفرض تسليمه إنما يقتضي علوق بعض المماس ل‬
‫كله فبعض المماس متناثر وقد اشتبه فمنع الكل لعدم التمييز‪،‬‬
‫ومن ثم لو تميز الملصق عن غيره وتحقق أن المتناثر هو ذلك‬
‫الغير لم يكن مستعمل كما هو واضح‪ ،‬ثم رأيت المجموع صرح‬
‫بذلك فإنه قسم المتناثر إلى ما أصاب العضو ثم تناثر عنه وصحح‬
‫أنه مستعمل وإلى ما لم يمسه ألبتة وإنما لقى ما لصق به وقال‬
‫المشهور أنه غير مستعمل كالباقي بالرض ا هه‪ .‬نعم ل يضر هنا‬
‫رفع اليد عن العضو‪ ،‬ثم عودها إليه لمسح بقيته للحتياج إليه هنا‬
‫ل في الماء كما تقرر وعلم من ذلك جواز تيمم كثيرين من تراب‬
‫يسير مرات كثيرة حيث لم يتناثر إليه شيء مما ذكر‪) .‬ويشترط‬
‫قصده( أي التراب لقوله تعالى }فتيمموا صعيدا طيبا{ أي‬
‫اقصدوه بالنقل بالعضو أو إليه )فلو سفته( أي التراب )ريح عليه(‬
‫أي على وجهه أو يده )فردده( على العضو )ونوى لم يجز( بضم‬
‫أوله لنتفاء القصد بانتفاء النقل المحقق له وإن قصد بوقوفه في‬
‫مهبها التيمم‪ ،‬لنه في الحقيقة لم يقصد التراب وإنما أتاه لما‬
‫قصد الريح‪ ،‬ومن ثم لو أخذه من العضو ورده إليه أو سفته على‬
‫اليد فمسح بها وجهه مثل أو أخذه من الهواء ومسح به مع النية‬
‫المقترنة بالخذ في غير الثانية ورفع اليد للمسح فيها كفى لوجود‬
‫النقل المقترن بالنية حينئذ وظاهر أنه لو كثف التراب في الهواء‬
‫فمعك وجهه فيه أجزأ أيضا كما لو معكه بالرض )ولو يمم( بل‬
‫إذنه لم يجز كما لو سفته ريح أو )بإذنه( بأن نقل المأذون التراب‬
‫للعضو ومسحه به ونوى الذن نية معتبرة مقترنة بنقل المأذون‬
‫ومستدامة إلى مسح بعض الوجه )جاز(‪ ،‬ولو بل عذر إقامة لفعل‬
‫مأذونه مقام فعله‪ ،‬ومن ثم اشترط كون المأذون مميزا ول يبطل‬
‫نقل المأذون بحدث الذن‪ ،‬لنه غير مباشر للعبادة فهو كجماع‬
‫المستأجر في زمن إحرام الجير كذا قاله القاضي ومن تبعه‬
‫والمعتمد ما بحثه الشيخان أنه يبطل‪ ،‬لنه المباشر للنية بل‬
‫والعبادة‪ ،‬لن مأذونه إنما ناب عنه في مجرد أخذ التراب ومسح‬
‫عضوه به ومن ثم لم يضر كفره ل في النية المقومة للعبادة‬
‫والمحصلة لها وبه فارق المقيس عليه المذكور ويؤيده قولهم ل‬
‫يضر حدث المأذون‪ ،‬لن الناوي غيره وبه فارق بطلن حجه عن‬
‫الغير بجماعه‪ ،‬لنه الناوي ثم )وقيل يشترط عذر( للذن‪ ،‬لنه لم‬
‫يقصد التراب ويرده أن قصد مأذونه كقصده‪) .‬وأركانه( خمسة‬
‫وزاد في الروضة التراب وقصده وقال الرافعي الحسن‬
‫إسقاطهما‪ ،‬لنهم لم يعدوا الماء ركنا في الوضوء فكذا التراب‬
‫ولنه يلزم من النقل القصد وأجيب عن الول بأن اشتراط‬
‫طهورية الماء ل يختص بالوضوء بل يشاركه فيه الغسل وإزالة‬
‫النجس فلم يحسن عده ركنا للوضوء بخلف التراب فإنه مختص‬
‫بمحل التيمم ويرد بمنع اختصاص التراب أيضا لوجوبه في‬
‫المغلظة فساوى الماء إل أن يفرق بأن المطهر ثم هو الماء لكن‬
‫بشرط مزجه به فاختص استقلله بالتطهير به فحسن عده ركنا‬
‫فيه بخلف الماء‪ ،‬ثم وعن الثاني بانفكاك القصد عن النقل بدليل‬
‫ما مر فيمن وقف بمهب ريح قاصدا التراب ورد بأن المدعى أنه‬
‫يلزم من النقل القصد أي لوجوب قرن النية به كما يأتي ل‬
‫عكسه فل يرد ما ذكر في الوقوف بمهب الريح‪ ،‬لن الذي فيه أنه‬
‫لم يلزم من القصد النقل نعم قال السبكي إفراد القصد بالحكم‬
‫عليه بالركنية أولى من عكسه المذكور في المتن‪ ،‬لن القصد‬
‫مدلول التيمم المأمور به في الية والنقل لزم له ويجاب بمنع‬
‫لزوم النقل له كما تقرر وبتسليمه فما في المتن هو الولى‪ ،‬لنه‬
‫ذكر أول الملزوم رعاية للفظ الية‪ ،‬ثم اللزم‪ ،‬لنه المطرد وهو‬
‫الطريق لذلك الملزوم )نقل التراب( أي تحويله من نحو الرض‬
‫أو الهواء إلى العضو المسموح بنفس ذلك العضو كأن معك وجهه‬
‫ويديه بالرض ول بد من الترتيب حقيقة‪ ،‬إذ ل يمكن تقديره هنا أو‬
‫بغيره من مأذونه كما مر أو من نفسه كأن أخذ ما سفته الريح‬
‫من الهواء أو من الوجه كما يأتي‪ ،‬ثم رده إليه وكأن سفت على‬
‫يده أو كمه‪ ،‬ولو قبل الوقت فمسح به وبعده‪ ،‬لن النقل به للوجه‬
‫إنما وجد بعد الوقت وأفهم عد النقل ركنا بطلنه بالحدث قبل‬
‫مسح الوجه ما لم يجدد النية قبل وصول التراب للوجه لوجود‬
‫النقل حينئذ )فلو نقل من وجه( إليه أو )إلى يد( بأن حدث عليه‬
‫بعد زوال ترابه بالكلية تراب آخر فأخذه ومسح به يديه )أو‬
‫عكس( أي نقل من يد إلى وجه كذا منها إليها )كفى في الصح(‬
‫لوجود حقيقة النقل‪ ،‬ولو أخذه ليمسح به وجهه فتذكر أنه مسحه‬
‫جاز أن يمسح به يديه أو ليديه ظانا أنه مسح وجهه فبان أنه لم‬
‫يمسحه جاز مسحه به‪ ،‬لن قصد عين المنقول إليه ل يشترط‬
‫على المعتمد )و( ثانيها )نية استباحة الصلة( ونحوها مما يفتقر‬
‫للطهر وسيأتي تفصيل ما يستبيحه‪ ،‬ولو تيمم بنيتها ظانا أن حدثه‬
‫أصغر فبان أكبر أو عكسه صح بخلف ما لو تعمد نظير ما مر في‬
‫نية المغتسل أو المتوضئ غير ما عليه‪ ،‬واتحاد النية والستباحة‬
‫في الحدثين هنا ل يقتضي الصحة مع التعمد خلفا لما وقع لبن‬
‫الرفعة )ل( نية )رفع الحدث( أو الطهارة عنه‪ ،‬لنه ل يرفعه وإل‬
‫لم يبطل بغيره كرؤية الماء ولنه صلى الله عليه وسلم قال‬
‫لعمرو بن العاص صليت بأصحابك وأنت جنب فسماه جنبا مع‬
‫تيممه إفادة لعدم رفعه نعم لو نوى بالحدث المنع من الصلة‬
‫وبرفعه رفعا خاصا بالنسبة لفرض ونوافل جاز كما هو ظاهر‪ ،‬لنه‬
‫نوى الواقع‬
‫]تنبيه[‪ :‬قوله صلى الله عليه وسلم لعمرو صهليت إلهخ صهريح‬
‫في تقريره على إمامته وحينئذ فإن قيل بلزوم العادة أشكل بأن‬
‫من تلزمه ل تصح إمامته أو بعدم لزومها أشكل بأن المتيمم للبرد‬
‫تلزمه العادة‪ ،‬وقد يجاب بأنه إنما يفيد صهحة صهلته‪ .‬وأمها صهحة‬
‫صلتهم خلفه فهي واقعة حال محتملة‪ ،‬لنهم لههم يعلمههوا بوجههوب‬
‫العههادة حالههة القتههداء فجههاز اقتههداؤهم لههذلك وحينئذ فل إشههكال‬
‫أصل‪.‬‬
‫)ولهو نهوى( الهتيمم لهم يكهف جزمها أو )فهرض الهتيمم( أو فهرض‬
‫الطهارة )لم يكف في الصح(‪ ،‬لنه طهههارة ضههرورة غيههر مقصههود‬
‫في نفسه فلم يصلح لن يجعل مقصودا بخلف الوضوء‪ ،‬ومن ثههم‬
‫ل يسن تجديده فإن قلت كيف ل يصح هذا مع أنه إنما نوى الواقع‬
‫قلت ممنوع بإطلقه‪ ،‬لنه وإن نواه من وجه نوى خلفه مههن وجههه‬
‫آخههر‪ ،‬لن تركههه نيههة السههتباحة وعههدوله إلههى نيههة الههتيمم أو نيههة‬
‫فرضيته ظاهر في أنه عبادة مقصودة في نفسههها مههن غيههر تقييههد‬
‫بالضرورة وهذا خلف الواقع‪ ،‬ومن ثم لما لم يكن في تيمههم نحههو‬
‫غسل الجمعة استباحة جههاز لههه نيههة تيمههم الجمعههة وسههنة تيممههها‬
‫لنحصار المر فيها ويؤخذ مما قررته أنه لو نوى فرضههية البههدالي‬
‫ل الصلي صح ويوجه بأنه الن نوى الواقع من كل وجه فلههم يكههن‬
‫للبطال وجه )ويجب قرنها( أي النية )بالنقههل( السههابق أي بههأوله‪،‬‬
‫لنه أول الركان )وكذا( يجب )استدامتها( ذكرا )إلى مسح شههيء‬
‫من الوجه على الصحيح( حتى لههو عزبههت قبههل مسههح شههيء منههه‬
‫بطلت‪ ،‬لنه المقصود وما قبلههه وسههيلة وإن كههان ركنهها فعلههم مههن‬
‫كلمهم بطلنه بعزوبها فيما بيههن النقههل المعتههد بههه والمسههح وهههو‬
‫كذلك وإن نقل جمع عههن أبههي خلههف الطههبري الصههحة واعتمههدوه‬
‫وليس من محل الخلف كما هو ظاهر ما إذا عزبههت قبههل وصههول‬
‫يده لوجهه‪ ،‬ثم قرنها بنقلها إليه لما علم مما مههر أنههه حيههث بطههل‬
‫نقله قبل وصول يديه لوجهه فنوى ورفعهما إليه أو مرغههه عليهمهها‬
‫كفههى‪) .‬فههإن نههوى( بههتيممه )فرضهها ونفل( أي اسههتباحتهما )أبيحهها(‬
‫عمل بنيته وأفهم تنكيره الفرض عدم اشههتراط توحيههده فلههو نههوى‬
‫فرضين أو أكثر استباح واحدا منهما أو من غيرهمهها وتعيينههه ففههي‬
‫إطلقه يصلي أي فرض شاء وفههي تعيينههه كههأن تيمههم لمنههذورة أو‬
‫لفائتة ضحى يصلي غيره كالظهر بعد دخول وقته ولنههه صههح لمهها‬
‫قصده فجاز غيره‪ ،‬لنه من جنسه نعم لههو عيههن فأخطههأ لههم يصههح‬
‫بخلف الوضههوء‪ ،‬لنههه يرفههع الحههدث وإذا ارتفههع اسههتباح مهها شههاء‬
‫والتيمم مبيح وبالخطأ صادفت نيته استباحة ما ل يستباح )أو( نوى‬
‫)فرضهها( فقههط )فلههه النفههل علههى المههذهب(‪ ،‬لنههه تههابع أولههوي‬
‫بالستباحة وسيعلم أن صلة الجنازة في حكههم النفههل وإن تعينههت‬
‫عليه وظاهر أن الطواف كالصلة ففرضه يبيح فرضها ونفلههه يبيههح‬
‫نفلها )أو( نوى )نفل( فقط )أو( نوى )الصلة( وأطلههق )تنفههل( أي‬
‫جاز له النفل )ل الفرض على المذهب( لن الفرض أصل فل يتبههع‬
‫غيره وأخذا بالحوط في الثانية وكون المفرد المحلى بأل للعموم‬
‫إنما يفيد فيما مداره على اللفاظ والنيات ليست كههذلك علههى أن‬
‫بناءها على الحتياط يمنههع العمههل فيههها بمثههل ذلههك لههو فههرض أن‬
‫لللفاظ فيها دخل فانههدفع مهها للسههنوي وغيههره هنهها ونيههة مهها عههدا‬
‫الصلة كسجدة تلوة أو مس مصحف أو قراءة أو مكههث بمسههجد‬
‫أو استباحة وطء تبيح جميع ما عداها ل شيئا منها‪ ،‬لنها أعلى ونية‬
‫الدون ل تبيح العلى نعم نية خطبههة الجمعههة كنيههة صههلة الجنههازة‬
‫فيستبيح بها ما عدا الفرض العيني فالحاصل أن نية الفههرض تبيههح‬
‫الجميع ونية النفل أو الصههلة أو صههلة الجنههازة أو خطبههة الجمعههة‬
‫تبيح ما عدا الفرض العيني ونية شيء ممهها عههدا الصههلة ل تبيحههها‬
‫وتبيح جميع ما عداها‪) .‬و( ثالثها ورابعها وخامسها سواء أكان عههن‬
‫حههدث أكههبر أم أصههغر )مسههح( جميههع )وجهههه( السههابق بيههانه فههي‬
‫الوضوء إل ما يأتي بالتراب أي إيصاله إليه‪ ،‬ولو بخرقة ومنه ظاهر‬
‫لحيته المسترسل والمقبل من أنفه على شههفته وينبغههي التفطههن‬
‫لهذا ونحوه فإنه كثيرا ما يغفل عنه )ثههم( مسههح جميههع )يههديه مههع‬
‫مرفقيه( للية مع خبر الحههاكم وصههححه }الههتيمم ضههربتان ضههربة‬
‫للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين{ لكن صوب غيره وقفه على‬
‫ابن عمر رضي الله عنهما‪ ،‬ومن ثم اختار المؤلههف وغيههره القههديم‬
‫أنه يكفي مسحهما إلى الكوعين لحديث الصههحيحين الظههاهر فيههه‬
‫ولكن البدلية المقتضية لعطاء البدل حكم المبدل منه قههد ترجههح‬
‫الول على أنه واقعة حال فعلية محتملههة فقههدم مقتضههى البدليههة‪،‬‬
‫لنه لم يتحقق له معارض‪ ،‬ومن ثم وجب الههترتيب هنهها كهههو‪ ،‬ثههم‪،‬‬
‫وإنما لم يجب في الغسل‪ ،‬لنه لما وجب فيههه تعميههم البههدن صههار‬
‫كله كعضههو واحههد‪ ،‬ومههن ثههم يجههب وإن تمعههك‪ ،‬لن تعميههم البههدن‬
‫بالتراب ل يجب مطلقا فلم يشبه الغسل ويكفي غلبة ظن تعميههم‬
‫العضههو بههالتراب‪ ،‬وقههد يعههترض وجههوب الههترتيب بههأن فههي حههديث‬
‫البخاري المههذكور مهها يصههرح بعههدمه لههول تأويههل الههواو بثههم نظههرا‬
‫للبدليههة المههذكورة‪) .‬ول يجههب( بههل ويسههن )إيصههاله( أي الههتراب‬
‫)منبت الشعر الخفيف( وفي وجه أو يد لما فيه من المشههقة وبههه‬
‫فارق الوضوء )ول ترتيب( بالفتح واجب بل مندوب )في نقله( أي‬
‫التراب إلى العضوين )في الصح فلههو ضههرب بيههديه( الههتراب معهها‬
‫)ومسح بيمينههه( أو يسههاره )وجهههه وبيسههاره( أو يمينههه )يمينههه( أو‬
‫يساره )جاز(‪ ،‬لن الفرض الصلي المسح والنقل وسيلة إليه فلههم‬
‫يشترط فيه ترتيب‬
‫]تنبيه[‪ :‬يشترط لصهحة الهتيمم تقهدم طههر جميهع البهدن مهن‬
‫نجس غير معفو عنه إذا كان معه من الماء ما يكفي لزالة الخبث‬
‫القادر هو على إزالته سواء المسافر والحاضر وإن لزمته العههادة‬
‫بكل تقدير وتقدم الجتهاد في القبلههة ل سههتر العههورة‪ ،‬لنههه أخههف‬
‫ولهذا ل تجب العادة مع العري بخلفها مع الخبههث وعههدم القبلههة‪.‬‬
‫)ويندب( للتيمم جميع ما مر في الوضوء ممهها يتصههور جريههانه هنهها‬
‫فمن ذلك )التسمية( أول حتى لجنب ونحوه والذكر آخره السههابق‬
‫ثم‪ ،‬وذكههر الههوجه واليههدين بنههاء علههى نههدبه والسههتقبال والسههواك‬
‫ومحله بين التسههمية وأول الضههرب كمهها أنههه ثههم بيههن غسههل اليههد‬
‫والمضمضة‪ ،‬والغرة والتحجيل وأن ل يرفع يده عههن العضههو حههتى‬
‫يتههم مسههحه وتخليههل أصههابعه كمهها يههأتي )ومسههح وجهههه ويههديه‬
‫بضربتين( لورودهما مع الكتفاء بضربة حصههل بههها التعميههم وقيههل‬
‫يسهن ثلث ضهربات لكههل عضههو ضهربة )قلهت الصههح المنصهوص‬
‫وجوب ضربتين وإن أمكههن بضههربة بخرقههة ونحوههها( كههأن يضههرب‬
‫بخرقة كبيرة‪ ،‬ثم يمسح ببعضها وجهه وببعضها يديه )واللههه أعلههم(‬
‫لخبر الحاكم المار آنفا بما فيه‪ ،‬قيل ويشكل على وجوبهمهها جههواز‬
‫التمعك ويرد بأنه ل إشكال في ذلههك‪ ،‬لن المههراد بالضههرب النقههل‬
‫ولو بالعضو الممسوح كما مر ل حقيقة الضرب والتمعههك يشههترط‬
‫فيه الترتيب كما مر فإذا معك وجهه‪ ،‬ثم يديه فقد حصل له نقلتان‬
‫نقلة للوجه ونقلة لليهدين وآثهروا التعهبير بالضهرب لموافقهة لفهظ‬
‫الحديث والغالب إذ يكفي وضع اليد على تراب ناعم بدونه كما أن‬
‫قوله فيه ضربة للوجه وضربة لليههدين للغههالب أيضهها‪ ،‬إذ لههو مسههح‬
‫ببعض ضربة الوجه وببعضها مع أخرى اليدين كفى وتجب الزيههادة‬
‫على ضربتين إن لم يحصل الستيعاب بهمهها وإل كرهههت علههى مهها‬
‫في المجموع على المحاملي والروياني‬
‫]تنبيه[‪ :‬الصورة المذكورة بعد قوله وإن أمكن بضههربة بخرقههة‬
‫هل الضربة الثانية الواجبة فيها يمسح بها اليدين جميعهما أو بعض‬
‫إحداهما مبهما أو معينا‪ ،‬لنه لو عمم بالولى الوجه وبعض اليههدين‬
‫جاز‪ ،‬للنظر في ذلك مجال والذي يتجه أن الذي يجب مسههحه بههها‬
‫هو آخر جزء مسحه مههن اليههد‪ ،‬لن هههذا هههو الههذي تتعيههن الضههربة‬
‫الثانية له فيقع بالولى لغوا بخلف ما قبله‪) .‬ويقدم( نههدبا )يمينههه(‬
‫على يساره )و( يقدم ندبا أيضا )أعلى وجهه( على باقيه كالوضوء‬
‫فيهما وأسقط من أصله ندب الكيفية المشهورة في مسح اليدين‬
‫لعدم ثبوت شيء فيها‪ ،‬ومن ثم نقههل عههن الكههثرين أنههها ل تنههدب‬
‫لكنه مشى في الروضة على ندبها‪ ،‬وإنما سههن فيههها مسههح إحههدى‬
‫الراحتين بالخرى ولم يجب لتههأدي فرضهههما بضههربهما بعههد مسههح‬
‫الوجه وجاز مسح الذراعين بترابهما لعدم انفصاله وللحاجة لتعههذر‬
‫مسح الذراع بكفها فهو كنقل الماء من محل إلى آخر ممهها يغلههب‬
‫فيه التقاذف ويعذر في رفع اليد وردها كما مر كرد متقاذف يغلب‬
‫في الماء )وتخفيف الغبار( مههن كفيههه إن كثههف بههالنفض أو النفههخ‬
‫حتى ل يبقى إل قدر الحاجة للتباع ولئل يشههوه خلقههه ومههن ثههم ل‬
‫يسن تكرار المسح ويسن أن ل يمسح التراب عن أعضههاء الههتيمم‬
‫حههتى يفههرغ مههن الصههلة )ومههوالة الههتيمم( بتقههدير الههتراب مههاء‬
‫)كالوضوء( فتسن وقيههل تجههب‪ ،‬لنههه بههدله )قلههت‪ ،‬وكههذا الغسههل(‬
‫تسن موالته كالوضوء خروجا من الخلف‪) .‬ويندب تفريق أصابعه‬
‫أول( أي أول كل ضربة‪ ،‬لنه أبلغ في إثههارة الغبههار لختلف موقههع‬
‫الصابع فيسهل تعميم الوجه بضربة واحدة‪ ،‬وكذا اليههدان ووصههول‬
‫الغبار بين الصابع مههن التفريههج فههي الولههى ل يمنههع إجههزاءه فههي‬
‫الثانية إذا مسح به لما مر أن ترتيههب النقههل غيههر شههرط فحصههول‬
‫التراب الثاني مههن التفريههج فههي الثانيههة إن لههم يههزد الول قههوة ل‬
‫ينقصه على أن الحاصل من ذلههك غالبهها غبههار لبسهه علههى المحههل‬
‫وهو ل يمنع الجزاء بتراب التيمم ومن ثم لو غشيه غبار لم يكلف‬
‫نفضه للتيمم إل إن منع وصول ترابه للعضههو وعليههه يحمههل إطلق‬
‫التهههذيب وجههوب النفههض وظههاهر أنههه ل يضههر وصههول الغبههار مههن‬
‫الولى وإن كثر لما تقرر أن ترتيب النقل غير شرط فالواصل من‬
‫الولى يصلح للتيمم به إذا مسح به ويفارق مسألة التهذيب بأنه ل‬
‫نقل فيها‪ ،‬ومن ثم لو أخذ التراب فيها بيده ونوى ثم مسح به أجزأ‬
‫وإن كثر كما علم مما مر فيما لو سفته ريح على وجهه ول ينههافي‬
‫ندب التفريق في الثانية نقل ابن الرفعة التفاق على وجوبه فيها‪،‬‬
‫لنه محمول على ما إذا لم يرد التخليل والول علههى مهها إذا أراده‬
‫فالواجب فيها إما التفريق وإمهها التخليههل فهههو مههع التفريههق سههنة‪.‬‬
‫)ويجب نزع خاتمه( عند المسح )في( الضربة )الثانية والله أعلم(‬
‫ول يكفي تحريكه لتوقف وصول التراب لمحله على نزعه لكثافته‬
‫وإن اتسع خلفهها لمها يههوهمه تعههبير غيههر واحهد بغالبها‪ ،‬لن انتقهاله‬
‫للخاتم بالتحريك ثم عوده للعضو يصيره مستعمل وليس كانتقههاله‬
‫لليد الماسههحة ثههم عههوده للحاجههة إلههى هههذا دون ذاك ويسههن فههي‬
‫الولى ليمسههح وجهههه بجميههع يههديه للتبههاع فههإن قلههت قولههك‪ ،‬لن‬
‫انتقاله إلى آخره غير كاف‪ ،‬لنه إن وصل للخاتم قبل مس العضو‬
‫فل استعمال أو بعده فقد طهر العضو بمسههه قلههت بههل هههو كههاف‬
‫لحالة أخرى أغفلها حصرك وهي أن التراب ل بد أن يصههيب جههزءا‬
‫مما تحت الخاتم الذي تجافى عنه وهههذا الههتراب يحتمههل التكههاثف‬
‫الههذي مههن شههأنه أنههه طبقههة فههوق أخههرى ومعلههوم أن السههفلى‬
‫مستعملة‪ ،‬لنها الماسة دون التي فوقههها وبتحريههك الخههاتم ينتقههل‬
‫هذا المختلط إلى الجزء الذي يلي الول ممهها لههم يصههبه تههراب فل‬
‫يطهره وهكذا كل جزء فرضته أصابه التراب دون ما يليههه فاتضههح‬
‫أن المانع موجود مههع وجههود الخههاتم مطلقهها فتفطههن لههه‪ ،‬نعههم إن‬
‫فرض تيقن عموم التراب لجميع ما تحت الخاتم من غيههر تحريكههه‬
‫فل إشههكال فههي الجههزاء حينئذ‪) .‬ومههن تيمههم(‪ ،‬لمههرض لههم يبطههل‬
‫تيممه إل بالبرء‪ ،‬وقد يشمله المتن بجعل الفقد شههامل للشههرعي‪،‬‬
‫وكذا وجده بأن يزول مانعه ولم يقههترن بمههانع آخههر أو )لفقههد مههاء‬
‫فوجده( أو ثمنه مع إمكان شرائه وإن قل )إن لم يكن في صههلة(‬
‫بأن كان قبل الراء من تكههبيرة الحهرام )بطههل( تيممهه وإن ضهاق‬
‫الوقت عن الوضوء إجماعا‪ ،‬وكذا لو توهمه وإن زال توهمه سريعا‬
‫كأن رأى ركبا أو تخيل سرابا ماء أو سههمع مههن يقههول عنههدي مههاء‬
‫لفلن أو نجس أو مستعمل أو ماء ورد‪ ،‬لنه لم يأت بالمانع إل بعد‬
‫توهمه الماء بمجرد سماعه للفظه بخلف أودعني فلن مههاء وهههو‬
‫يعلم غيبته وعدم رضاه بأخذه أما لو لههم يعلههم ذلهك فيبطههل‪ ،‬لنههه‬
‫يلزمه البحث عنه ولنههه إذا شههك فههي الرضهها صههار آخههذه متههوهم‬
‫الحههل‪ ،‬وإنمهها يبطههل فيمهها إذا رآه مثل أو تههوهمه )إن لههم يقههترن(‬
‫وجوده أو توهمه )بمانع كعطش( وسع وتعههذر اسههتقاء‪ ،‬لنههه حينئذ‬
‫كالعدم ويؤخذ منه أن كل ما منع وجههوب الطلههب كههذلك ومنههه أن‬
‫يخشى من ل تلزمه العادة خروج الههوقت لههو طلبههه فقههولهم هنهها‬
‫وإن ضاق الوقت محله فيمن يلزمه طلبه وإن خاف خروج الوقت‬
‫وهو من تلزمه العادة وهذا معلوم مما قدموه في الطلب فوجب‬
‫حمل إطلقهم هنا عليه كما تقرر وإنما لم يبطل بتههوهم سههترة أو‬
‫برء لعدم وجوب طلبها لغلبة الضنة بها وعدم حصوله بالطلب‪.‬‬
‫]فرع[‪ :‬ذكر شارح هنا كلما عن الحنفيهة فيمها لهو مههر مهتيمم‬
‫نائم ممكنا بماء‪ ،‬ثم استيقظ وعلمه بعد بعده عنه ولم يههبين حكههم‬
‫ذلك عندنا والذي يظهر من كلمهم فيمهها إذا أدرج فههي رحلههه مههاء‬
‫ولم يقصر في طلبه أو كان بقربه بئر خفيههة الثههار أو رأى واطههئ‬
‫متيممة الماء دونها عدم بطلن تيممه‪) .‬أو( إن وجده بل مانع أيضا‬
‫ول عبرة بتوهمه هنا )فههي صههلة( بههأن كههان بعههد تمههام الههراء مههن‬
‫تكبيرة الحرام )ل يسقط( أي قضاؤها )به( لكههونه بمحههل الغههالب‬
‫فيه وجههود المههاء )بطلههت( الصههلة لبطلن تيممههها كمهها علههم مههن‬
‫سياق كلمه إذ المبحث في مبطلههه ل مبطلههها فل اعههتراض عليههه‬
‫)على المشهور( وإن ضاق الوقت على ما تقرر لعدم الفائدة فههي‬
‫بقائها لوجوب إعادتها )وإن أسقطها( لكونه بمحل الغالب فيه فقد‬
‫الماء أو استوى فيه المران )فل( تبطل الصلة بههل يتمههها ويسههلم‬
‫الثانية‪ ،‬لن تيممه ل يبطل إل بانتهائها وإن تلههف المههاء وهههي منههها‬
‫تبعا ففعلها إل سجود سهو تذكره بعدها وإن قرب الفصل لفصههله‬
‫عنها بالسلم صورة وإن بان بالعود لو جاز أنه لم يخرج بههه ووجههه‬
‫عدم بطلنها برؤيته هنا أنه تلبس بالمقصود كوجود المكفر الرقبة‬
‫بعد شروعه في الصوم وليس كمصههل بخههف تخههرق فيههها لمتنههاع‬
‫افتتاحها مع تخرقه مع تقصيره بعدم تعهههده ول كههأعمى قلههد فههي‬
‫القبلة فأبصر فيهما لبنائها على أمههر ضههعيف هههو التقليههد علههى أن‬
‫البدل هنا لم ينقض بخلف التيمم ول كمعتدة بالشهر حاضت فيها‬
‫لقدرتها على الصل قبل فراغ البدل ول كمستحاضة شههفيت فيههها‬
‫لتجدد حدثها نعم إن نوى قاصر بعد رؤيته إقامة أو إتمامهها بطلههت‪،‬‬
‫لن إنشاءه بهذه النية زيادة لم يستبحها كافتتاح صلة أخرى وهههو‬
‫بعد الرؤية باطل فاندفع بالتصوير فيهما بالقاصر ما للسنوي هنهها‪.‬‬
‫أما لو أقام أو نوى ذلك قبل رؤية الماء أو معها فل تبطل والشفاء‬
‫في الصلة كرؤية الماء ففيها تفصيله المذكور فإن وضههع الجههبيرة‬
‫على طهر لم تبطل وإل بطلت‪ ،‬ولو يمم ميت لفقد المههاء وصههلي‬
‫عليه‪ ،‬ولو بالوضوء‪ ،‬ثم وجده‪ ،‬ولو بعد صلته وجب غسله والصلة‬
‫عليه في الحضر‪ ،‬لن ذلك خاتمة أمره فاحتيط له وقياسه أن من‬
‫صلي عليه بالتيمم‪ ،‬ثم رأى الماء قبل دفنه لزمه إعادتههها إن كههان‬
‫حاضرا أما المسافر فل يلزمه شههيء مههن ذلههك إذا وجههده فيههها أو‬
‫بعدها فقد نقل ابن الرفعة وأقروه التفاق بل أشار لنقل الجمههاع‬
‫على أن صلة الجنازة كالخمس في وجود المههاء قبههل إحرامههها أو‬
‫بعده وردوا تفرقة السنوي بينهما أخذا من كلم البغوي والحاصههل‬
‫أنها كغيرها من الخمس وأن تيمم الميت كتيمم الحي‪ .‬وأمهها قههول‬
‫ابن خيران ليس لحاضر أن يتيمم ويصلي على الميت فيههرد حيههث‬
‫لم يكن ثم غيره وإن أمكن توجيهه بأن صلته ل تغني عن العههادة‬
‫وليس هنا وقت مضيق وتكون بعده قضاء حتى يفعلها لحرمته بأن‬
‫وقتها الواجب فعلههها فيههه أصههالة قبههل الههدفن فتعيههن فعلههها قبلههه‬
‫لحرمته‪ ،‬ثم بعده إذا رئي الماء لسقاط الفههرض علههى أن عبههارته‬
‫أولت بأنها في حاضر أي أو مسههافر واجههد للمههاء خههاف لههو توضههأ‬
‫فاتته صلة الجنازة فهذا ل يتيمم عندنا خلفهها لبههي حنيفههة أمهها إذا‬
‫كان ثم من يحصل بههه الفههرض فليههس لههه الههتيمم لفعلههها‪ ،‬لنههه ل‬
‫ضرورة به إليه ول فرق فههي عههدم بطلن الصههلة السههابقة برؤيههة‬
‫الماء بين الفرض والنفل‪) .‬وقيل يبطل النفههل(‪ ،‬لنههه ل حرمههة لههه‬
‫كالفرض وإدخاله النفل فيما يسقط بالتيمم تارة وتههارة ل يقتضههي‬
‫أن نحو المقيم كما يلزمههه قضههاء الفههرض يسههن لهه قضههاء النفههل‬
‫الذي يشرع قضههاؤه وأنههه يجههوز لههه فعههل النفههل بههالتيمم وإن لههم‬
‫يشههرع قضههاؤه وبههه يصههرح قههوله بعههد وأن المتنفههل إلههى آخههره‬
‫)والصههح إن قطعههها( أي الصههلة الههتي تسههقط بههالتيمم الشههاملة‬
‫للنافلة كما يصرح به كلمه فحمل غير واحد من الشراح لها علههى‬
‫الفرض إنما هو‪ ،‬لن من جملة مقابل الصح وجههها بحرمههة القطههع‬
‫وهو ل يأتي في النفل )ليتوضههأ أفضههل( مههن إتمامههها بههالتيمم وإن‬
‫كان في جماعة تفوت بالقطع أو نوى إعادتههها بالمههاء بعههد فراغههها‬
‫كما شمله كلمهم خروجا من خلف مههن أوجبههه وقههدم علههى مههن‬
‫حرمه‪ ،‬لنه أقوى ول يجوز له قلبها نفل ويسلم مههن ركعههتين‪ ،‬لنههه‬
‫كافتتاح صلة بعد رؤية الماء ومر أنه باطل وبههه فههارق نههدبه لمههن‬
‫خشي فوت الجماعة كما يأتي نعههم إن ضههاق وقتههها بههأن كههان لههو‬
‫توضأ وقع جزء منها خارجه حرم قطعها لتفويته بعضههها مههع قههدرة‬
‫فعل جميعها فيه بل ضرورة )و( الصح )أن المتنفل( الذي لم ينههو‬
‫عددا بل أطلق‪ ،‬ثم رأى الماء قبل ركعتين )ل يجهاوز ركعهتين( بهل‬
‫يسلم منهما‪ ،‬لنه الحب المعهود في النوافل فإن رآه بعد فعلهما‬
‫اقتصر على الركعة التي رآها فيها وحمل شارح هذا للعبههارة قههال‬
‫لصدقها على أنه لم يجاوز ركعتين بعد رؤيههة المههاء فههأوهم أن لههه‬
‫فعل ركعتين بعد رؤيته مطلقا وليههس كههذلك )إل مههن نههوى عههددا(‬
‫قبل رؤية الماء وإن زاد على ما نواه عند الحرام كمهها هههو ظههاهر‬
‫ومنه الركعة عند الفقهاء فالعتراض عليه باصطلح الحساب غيههر‬
‫سديد على أن بعضهم وافق الفقهاء )فيتمههه( عمل بنيتههه ول يزيههد‬
‫عليه لما مر أن الزيادة كافتتاح صلة أخرى‪ ،‬ولهو رآه أثنهاء قهراءة‬
‫تيمم لها بطل تيممه وإن نوى قدرا معلومهها لعههدم ارتبههاط بعضههها‬
‫ببعض وبه يعلههم أنههه لههو رآه أثنههاء طههواف بطههل أيضهها‪ ،‬لن صههحة‬
‫بعضه ل ترتبط ببعض أو رأته نحههو حههائض أثنههاء وطههء تيممههت لههه‬
‫وجب النزع بخلف ما لههو رآه هههو لبقههاء تيممههها‪ ،‬لنههه ل يبطههل إل‬
‫برؤيتها دون رؤيته خلفا لمن وهههم فيههه‪) .‬ول يصههلى بههتيمم(‪ ،‬ولههو‬
‫من صبي وجنب تجردت جنابته عههن الحههادث الصههغر خلفهها لمههن‬
‫غلطههوا فيههه ويشههكل علههى الصههبي تجههويزهم جمههع المعههادة مههع‬
‫الصلية بتيمم واحد إل أن يفرق بأن صلة الصبي صههالحة للوقههوع‬
‫عن الفرض لو بلغ فيها ول كذلك المعادة وإن استويا فههي وجههوب‬
‫نية الفرض فيهما كما يأتي أي صورة والقيام وغيرهمهها‪ ،‬وإنمهها لههم‬
‫يصل بتيممه لفرض بلغ بعده وقبل الدخول في الفرض فرضا كما‬
‫صححه في التحقيق احتياطا له‪ ،‬إذ صلته فهي الحقيقهة نفهل فلهم‬
‫يقع تيممه إل للنفل )غير فرض( واحههد عينههي كمهها صههح عههن ابههن‬
‫عمر قال البيهقي ولم يعههرف لههه مخههالف مههن الصههحابة بههل روى‬
‫الدارقطني عن ابن عباس من السنة أن ل يصلي بههتيمم واحههد إل‬
‫صلة واحدة‪ ،‬ثم يحدث للثانية تيمما وقههول الصههحابي مههن السههنة‬
‫في حكم المرفوع ولنه طهارة ضههعيفة ولن الوضههوء كههان يجههب‬
‫لكل فرض فنسههخ يههوم الخنههدق فبقههي الههتيمم علههى الصههل مههن‬
‫وجوب الطهر لكل فرض وخرج بيصلى تمكين الحليل مرارا بتيمم‬
‫وجمعها بين ذلك وصلة فرض بأن نوته في تيممها كمهها مههر فههإنه‬
‫جائز للمشقة وعلم من كلمه فههي غيههر هههذا المحههل أن الطههواف‬
‫بمنزلة الصلة فل يجمع بين فرضين منههه ول بيههن فرضههه وفههرض‬
‫الصلة كالخطبة والجمعة مطلقا‪ ،‬لنه لما جههرى قهول أنههها بمثابهة‬
‫ركعتين ألحقت بالفرض العينههي‪ ،‬وإنمهها لههم يسههتبح الجمعههة بنيتههها‬
‫نظرا لكونها فرض كفاية فالحاصل أن لههها شههبها متأصههل بههالعيني‬
‫روعي كما روعي كونها فرض كفاية احتياطا فيهما ويؤيده مهها مههر‬
‫في الصبي فإنه روعي في صلته صورة الفههرض فلههم يجمههع بيههن‬
‫فرضين وحقيقة النفل فلم يصل الفرض لو بلههغ‪ ،‬وإنمهها لههم يجههب‬
‫تيمم لكل من الخطبتين‪ ،‬لنهمهها بمنزلههة شههيء واحههد‪ ،‬ولههو صههلى‬
‫بتيمم فرضا تجب إعادته كأن ربط بخشبة‪ ،‬ثم فك جاز لههه إعههادته‬
‫به وإن كان فعل الولى فرضا‪ ،‬لن الثانية هههي الفههرض الحقيقههي‬
‫فجاز الجمع نظرا لهذا وصلته الثانية بتيمم الولى نظرا لفرضيتها‬
‫أول هذا غاية ما يوجه به كلمهم هنا‪ ،‬ثم رأيت في كلم شيخنا مهها‬
‫يوافقه لكن قياسه هذا على ما يأتي فههي المنسههية مههن خمههس ل‬
‫يتم‪ ،‬لن ما عدا الفرض ثم وسهيلة لهه ول كهذلك هنهها‪ ،‬لن الولهى‬
‫وجبت لحرمة الوقت والثانية للخروج من عهدة الفرض فل وسيلة‬
‫أصل ومع ذلك كله فهذا يشكل على ما مر في الصبي مههن رعايههة‬
‫الصورة والحقيقة احتياطا بل هذا أولى فتأمله‪) .‬ويتنفل ما شههاء(‪،‬‬
‫لن النفل ل ينحصههر فخفههف فيههه )والنههذر( أي المنههذور مههن نحههو‬
‫صههلة وطههواف )كفههرض( أصههلي )فههي الظهههر(‪ ،‬لن الصههل أنههه‬
‫يسلك به مسلك واجب الشرع نعم إن نذر إتمهام كهل نفههل شهرع‬
‫فيه جاز له نوافل مع فرضه‪ ،‬لن ابتداءها نفل والقراءة المنههذورة‬
‫كذلك إن عينههها نعههم إن قطعههها بنيههة العههراض‪ ،‬ثههم أراد إتمامههها‬
‫احتمل وجوب التيمم‪ ،‬لنه بالعراض عن البقيههة صههيرها كههالفرض‬
‫المستقل ومثله ما لو نههذر سههورتين فههي وقههتين فيحتمههل وجههوب‬
‫التيمم لكل‪ ،‬لنهما ل يسميان الن فرضهها واحههدا )والصههح صههحة(‬
‫فروض كفاية نحو )جنائز( وإن تعينت )مههع فههرض( عينههي لشههبهها‬
‫أصالة بالنفل في جههواز الههترك وتعينههها بههانفراد المكلههف عههارض‪،‬‬
‫وإنما لم يجز فيها الجلوس والركههوب‪ ،‬لنههه يمحههو ركنههها العظههم‬
‫وهو القيام ومههر أن نيههة النفههل تبيحههها خلفهها لقههول شههارح هنهها ل‬
‫تبيحها‪ ،‬لنههه مههن غيههر جنسههها فهههي رتبههة متوسههطة بيههن الفههرض‬
‫والنفل ا هه ويلزمه أن نية النفل ل تبيح نحو مس المصههحف‪ ،‬لنههه‬
‫من غير جنسه وهو خلف ما صرحوا به‪) .‬و( الصح )أن من نسي‬
‫إحدى الخمس( ولم يعلم عينها لزمه فعل الخمس فورا وجوبا إن‬
‫كان الفوات بغير عذر وإل فندبا وكنسيان إحداهن مهها لههو صههلهن‬
‫بخمس وضوءات‪ ،‬ثم علم ترك لمعة من إحداهن لههتيقنه حينئذ أن‬
‫عليه إحداهن‪ ،‬وقد جهل عينها فيلزمههه فعلهههن‪ ،‬إذ ل تههتيقن بههراءة‬
‫ذمتهه إل بهذلك فهإن أراد فعلههن بهالتيمم )كفهاه تيمهم لههن(‪ ،‬لن‬
‫الفرض واحههد ووجههوب مهها عههداه مههن الخمههس إنمهها هههو بطريههق‬
‫الوسيلة لتتحقق براءة الذمة قههال السههبكي والحسههن كفههاه لهههن‬
‫تيمم ليهام ذاك أنه إنما يكفيه تيمههم إذا نههوى بهه الخمههس وليههس‬
‫مههرادا بههل المههراد أنههه يههتيمم تيممهها واحههدا للمنسههية ويصههلي بههه‬
‫الخمس انتهى وإيهام ذلك يدفعه ما هو معلوم أنههه إذا وجههد فعههل‬
‫وما فيه رائحته كان التعلق بالفعل فقط ويعضده بل يعينه السياق‬
‫فإنه إنما هو في نية فرض واسههتباحته مههع غيههره تبعهها‪ ،‬ولههو تههذكر‬
‫المنسية بعد فعل الخمس لم تلزمه إعادتها كمهها رجحههه المصههنف‬
‫وسبقه إليه صاحب البحر ويفرق بينه وبين ما لو ظن حدثا فتوضههأ‬
‫له‪ ،‬ثم تيقنه بأنه ثم يمكنه اليقين بنحههو المههس بخلفههه هنهها‪) .‬وإن‬
‫نسي صلتين منهن وعلم كونهمهها مختلفههتين( كظهههر وعصههر مههن‬
‫يوم أو يومين )صلى كل صلة( من الخمس )بتيمم( وهذه طريقة‬
‫ابن القاص )وإن شاء تيمم مرتين( عههدد المنسههي )وصههلى( بكههل‬
‫تيمم عدد غيههر المنسههي مههع زيههادة واحههد وتههرك مهها بههدأ بهه قبلههه‬
‫فيصلي في هذه الصورة )بالول أربعا( كالظهر والعصر والمغرب‬
‫والعشاء وعلم مما مر أنه إن كان الفوات بغير عههذر وجههب كونههها‬
‫ولء أو بعذر كالنسيان هنا سن كونها )ولء( لما فيه مههن المبههادرة‬
‫ببراءة الذمة )وبالثههاني أربعهها( كههذلك )ليههس منههها الههتي بههدأ بههها(‬
‫كالصبح والعصر والمغرب والعشاء فيبرأ بيقين‪ ،‬لنه صلى ما عههدا‬
‫الصبح والظهر بههتيممين فههإن كههانت المنسههيتان فيهههن تههأدت كههل‬
‫بتيمم وإن كانتا تينك تأدت الظهههر بههالتيمم الول والصههبح بالثههاني‬
‫وإن كانتا إحدى أولئك مع إحدى هاتين فكذلك وهههذه طريقههة ابههن‬
‫الحداد وهي المستحسنة عندهم ولهم فيها عبارات وضههوابط أخههر‬
‫أما إذا لم يههترك مهها بههدأ بههه كههأن يصههلي بالثههاني الظهههر والعصههر‬
‫والمغرب والصبح فل يبرأ لحتمال أن المنسيتين العشههاء وواحههدة‬
‫غير الصبح فبالول تصههح غيههر العشههاء فتبقههى العشههاء عليهه‪) .‬أو(‬
‫نسههي )متفقيههن( بينهمهها ول يكونههان إل مههن يههومين أو شههك فههي‬
‫اتفاقهما )صلى الخمههس مرتيههن بههتيممين(‪ ،‬لن الفههرض فههي كههل‬
‫مرة واحد فيقع بذلك التيمم وما عداه وسيلة كما مههر‪ ،‬ولههو تيقههن‬
‫ترك واحههد مههن طههواف وإحههدى الخمههس طههاف وصههلى الخمههس‬
‫بتيمم‪ ،‬لن الفرض في الحقيقة واحد ووجوب فعههل الكههل وسههيلة‬
‫نظير ما مر‪) .‬ول يتيمم لفرض قبل( ظن دخول )وقت فعله(‪ ،‬لنه‬
‫طهارة ضرورة ول ضههرورة قبههل الههوقت‪ ،‬وإنمهها جههاز أولههه ليحههوز‬
‫فضيلته ومبادرة لبراءة ذمته ول يصح أيضا النفل قبله‪ ،‬ولو احتمال‬
‫إل إن جدد النية بعده قبل المسح كما مر أما فيههه فيصههح لههه ولههو‬
‫قبل بعض شروطه كخطبة جمعة لغير الخطيب لما مر فيه أنههه ل‬
‫بد له من تيممين مطلقا وكستر كما أفاده قههول الروضههة وأصههلها‬
‫قبل وقته وصرح به السنوي وغيره ول ينافيه زيادة المتن وأصههله‬
‫فعله‪ ،‬لن الوقت قبل فعل هذه الشروط يسمى وقهت الفعهل فل‬
‫اعتراض عليهما خلفا لمههن ظنههه‪ ،‬وإنمهها لههم يصههح أي عنههد وجههود‬
‫الماء ل مطلقهها خلفهها لمههن وهههم فيههه ففههي المجمههوع إذا قلنهها ل‬
‫يجزئ الحجر في نادر كالمذي أو إن رطوبة الفههرج ل يعفههى عنههها‬
‫يتيمم ويقضي ويأتي في المتههن أن مههن بجرحههه دم ل يعفههى عنههه‬
‫يتيمم ويقضي قبل طهر جميع البدن مما ل يعفى عنه للتضمخ بههه‬
‫مع ضعف التيمم ل لكون زواله شرطا لصحة الصلة وإل لما صههح‬
‫قبل زواله عن الثوب والمكان وألحق به الجتهاد فههي القبلههة ممهها‬
‫مر من وجوب العادة فيهما ويدخل وقت فعههل الثانيههة فههي جمههع‬
‫التقديم بفعل الولى فيتيمم لها بعدها ل قبلها نعم إن دخل وقتههها‬
‫قبل فعلها بطل تيممه‪ ،‬لنه إنما صح لههها تبعهها وقههد زالههت التبعيههة‬
‫بانحلل رابطة الجمع وبه فارق ما مر من استباحة الظهر بههالتيمم‬
‫لفائتة ضحى‪ ،‬لنه ثم لمهها اسههتباحها اسههتباح غيرههها تبعهها وهنهها لههم‬
‫يستبح ما نههوى علههى الصههفة المنويههة فلههم يسههتبح غيههره وقضههيته‬
‫بطلن تيممه ببطلن الجمع بطول الفصل وإن لههم يههدخل الههوقت‬
‫فقولهم يبطل بدخوله مثههال ل قيههد‪ ،‬ولههو أراد الجمههع تههأخيرا صههح‬
‫التيمم للظهر وقتها نظرا لصالته لها ل للعصر‪ ،‬لنه ليس وقتا لههها‬
‫ول لمتبوعها‪ ،‬لنها الن غير تابعة للظهر ووقت الفائتة تذكرها فلو‬
‫تيمم شاكا فيها‪ ،‬ثم بانت لم تصح والمنذورة المتعلقة بوقت معين‬
‫ل يصح لها قبله وصلة الجنازة ل يصح لها قبل الغسل أو بدله بههل‬
‫بعده‪ ،‬ولو قبل التكفين لكههن يكههره‪) .‬وكههذا النفههل المههؤقت( راتبهها‬
‫كان أو غيره ل يتيمم له قبل دخول وقته )في الصح( لما مر فههي‬
‫الفههرض وسههيأتي بيههان وقههت صههلة الرواتههب والعيههد والكسههوف‬
‫ووقت صلة الستسههقاء لمهن أرادههها وحههده انقطهاع الغيههث ومههع‬
‫النههاس اجتمههاع أكههثرهم وظههاهر أنههه يلحههق بههها فههي ذلههك صههلة‬
‫الكسوفين فيدخل الوقت لمن أرادههها وحههده بمجههرد التغيههر ومههع‬
‫الناس باجتمههاع معظمههم واعههترض التوقهف علههى الجتمهاع بههأنه‬
‫يلزم عليه أن من أراد صلة الجنازة أو العيد في جماعههة ل يههتيمم‬
‫لها إل بعد الجتماع ول قائل به ويجاب بالفرق بأن صههلة الجنههازة‬
‫مؤقتة بمعلوم وهو مههن فههراغ الغسههل إلههى الههدفن والعيههد وقتههها‬
‫محههدد الطرفيههن كالمكتوبههة فلههم يتوفقهها علههى اجتمههاع وإن أراده‬
‫بخلف الستسقاء والكسوفين‪ ،‬إذ ل نهاية لوقتهما معلومههة فنظههر‬
‫فيهما إلى مهها عههزم عليههه وظههن بعضهههم أن ل مخلههص مههن ذلههك‬
‫العههتراض فأجههاب بههأن الفههرض فههي مههتيمم للفقههد يريههد فعلههها‬
‫بالصحراء فإن علم أن ل ماء بها يتيمم بعههد الخههروج إليههها ل قبلههه‬
‫لئل يحههدث تههوهم يبطههل تيممههه وإن تههوهم أن بههها مههاء أخههر إلههى‬
‫الجتماع ويرد بأن فيه مخالفة لطلقهم اعتبار الجتماع وبههأنه قههد‬
‫يعلم أن ل ماء بها فيحدث ما يوهم حدوث ماء بها فيؤخر للجتماع‬
‫فل وجه لما ذكره من التفصههيل والتحيههة بههدخول المسههجد وخههرج‬
‫بالمؤقت النوافل المطلقة فيتيمم لها أي وقت شاء ما عههدا وقهت‬
‫الكراهة إن تيمم قبله أو فيه ليصلي فيه وإل صح فههإن قلههت هههي‬
‫مؤقتة أيضا بمقتضى ما ذكر قلت المههراد بههالمؤقت مهها لههه وقههت‬
‫محههدود الطرفيههن والمطلقههة ليسههت كههذلك‪ ،‬لن مهها عههدا وقههت‬
‫الكراهة يزيد وينقص لما يأتي فيه أن منه مهها يتعلههق بالفعههل وهههو‬
‫قد يزيد‪ ،‬وقد ينقص‪) .‬ومن لم يجد ماء ول ترابهها( لكههونه بصههحراء‬
‫فيها حجر أو رمل فقط أو بحبس فيههه تههراب نههدي ول أجههرة معههه‬
‫يجففه بها )لزمه في الجديههد أن يصههلي الفههرض( المكتههوب الداء‬
‫ولو الجمعههة لكنههه ل يحسههن مههن الربعيههن لنقصههه وذلههك لحرمههة‬
‫الوقت كالعههاجز عههن السههترة والسههتقبال وإزالههة النجاسههة وهههي‬
‫صلة صحيحة يحنث بها من حلف ل يصههلي ويحههرم الخههروج منههها‬
‫ويبطلها الحدث ونحوه كرؤية ماء أو تراب‪ ،‬ولههو بمحههل ل يسههقط‬
‫القضاء ويتجه جوازها أول الوقت خلفا لبحث الذرعههي أنههه يجههب‬
‫تأخيرها إلى ضيقه ما دام يرجو ماء أو ترابا وعن القفال أنه أفههتى‬
‫بفعله لصلة الجنازة ويوجه بوجوب تقديمها علههى الههدفن وإن لههم‬
‫تفت به ففعلت وفاء بحرمة الميت كحرمة الوقت في غيرها لكن‬
‫الذي نقله الزركشي عن قضية كلم القفال أنه ل يصليها أي‪ ،‬لنها‬
‫في مرتبة النفل كما مر‪ ،‬ثم رأيته علله بقوله كما في حق الميههت‬
‫إذا تعذر غسله وتيممه فإنه ل يصلى عليه ولنها فههي حكههم النفههل‬
‫وهو ممنوع منه ا ه وتبعه غيره فقال قول القفال يصلى فيه نظههر‬
‫وإن تعينت عليه وسبقهما لههذلك الذرعههي فقههال ل يجههوز إقههدامه‬
‫على فعلها قطعها‪ ،‬لن وقتههها متسههع ول تفههوت بالههدفن ول ينههافي‬
‫ذلك أن المههتيمم فههي الحضههر يصههلي عليههها‪ ،‬لنهه يبههاح لههه النفههل‬
‫الملحقة هي به ووقع للذرعي أنهه نهاقض نفسهه فقهال فهي بهاب‬
‫الجنائز من ل يسقط بتيممه الفرض وفاقههد الطهههورين إن تعينههت‬
‫على أحدهما صلى قبل الدفن‪ ،‬ثم أعادها إذا وجد الطهههر الكامههل‬
‫وهذا التفصيل له وجه ظاهر فليجمع به بين من قال بههالمنع ومههن‬
‫قال بالجواز‪ .‬وأما قوله الثاني وإن تعينت عليه ففيههه نظههر ظههاهر‬
‫وكفاقدهما من عليه بحيث خشي من إزالته مبيههح تيمههم أو حبههس‬
‫عليه وخرج بالفرض المذكور ما عداه فل يجوز له تنفل ول قضههاء‬
‫فائتة‪ .‬مطلقا ول نحو مس مصحف‪ ،‬وكذا نحو قراءة لغير الفاتحههة‬
‫في الصلة ومكث بمسجد لنحو جنههب وتمكيههن زوج بعههد انقطههاع‬
‫نحو حيض لعدم الضرورة )ويعيد( وجوبا‪ ،‬لن عههذره نههادر ل يههدوم‬
‫ول بدل هنا هذا إن وجد ماء‪ ،‬وكذا ترابا بمحههل يسههقط القضههاء إل‬
‫لم تجز العادة هنا كغيههره‪ ،‬لنههه ل فههائدة فيههها وليههس هنهها حرمههة‬
‫وقت حتى تراعى واختار المصنف القول بأن كل صلة وجبت في‬
‫الوقت من خلل ل تجب إعادتها‪ ،‬لن القضاء إنما يجب بأمر جديههد‬
‫ولم يثبت في ذلك شيء قيل مراده بالعادة القضاء كما بأصله ل‬
‫مصههطلح الصههوليين أن مهها بههوقته إعههادة ومهها بخههارجه قضههاء ا ه‬
‫وليس بصحيح بل مراده بها ما يشمل المرين فيلزمه فعلههها فههي‬
‫الوقت وإن وجد ما مر فيه وإل فخارجه‪) .‬ويقضي المقيم المتيمم‬
‫لفقد الماء( لندرة فقده في القامة وعدم دوامه ويباح له بههالتيمم‬
‫إذا كان جنبا أو نحوه القراءة مطلقهها كمهها اقتضههاه كلم الشههيخين‬
‫وغيرهما وقال جمع إنه كفاقد الطهورين ويسن له قضاء ما صله‬
‫من النوافل أي التي تقضى‪ ،‬والجمعههة يفعلههها ويقضههي الظهههر )ل‬
‫المسافر( المتيمم فل يقضي وإن قصر سفره لعمههوم الفقههد فيههه‬
‫والتعبير بهما للغالب والضابط أنه متى تيمم بمحل الغههالب وقههت‬
‫التيمم فيه أي وفيما حواليه إلى حههد القههرب مههن سههائر الجههوانب‬
‫فيما يظهر أخذا مما مر أنه يلزمه السعي لههذلك عنههد تيقههن المههاء‬
‫فيه فل تعتبر الغلبة فيما وراء ذلك وجود الماء أعاد وإل بأن غلههب‬
‫فقده أو استوى المران فل ول يعتههبر محههل الصههلة علههى الوجههه‬
‫)إل العاصي بسفره( كآبق وناشزة فإنه يقضي سههواء تيمههم لفقههد‬
‫ماء أو جرح أو مرض )في الصههح(‪ ،‬لن سههقوط الفههرض بههالتيمم‬
‫فيه رخصة أيضا فل تناط بمعصية ولنه لما لزمه فعلههه خههرج عههن‬
‫مضاهاة الرخص المحضة قاله المام ويؤخذ منه أن الواجب ليس‬
‫رخصة محضة‪ ،‬ومن ثم قال السبكي هههو رخصههة مههن حيههث قيههام‬
‫سبب الحكم الصلي وعزيمة من حيههث وجههوبه وتحتمههه ا ههه وبهه‬
‫يجمع بين من عبر في أكل الميتة للمضطر بأنه رخصة ومههن عههبر‬
‫بأنه عزيمة‪ .‬وأما تردد المام في موضههع أن الوجههوب هههل يجههامع‬
‫الرخصة فيحمل على أن مرده هل يجامع الرخصههة المحضههة هههذا‬
‫ولك أن تقول الذي يتجه ما صرح بههه كلمهههم أن الوجههوب يجههامع‬
‫الرخصة المحضة وأنه ل ينافي تغيرها إلههى سهههولة‪ ،‬لن الوجههوب‬
‫فيها لما كان موافقا لغرض النفس من حيث إنه أخههف عليهها مهن‬
‫الحكم الصلي غالبا لم يكن منافيا لما فيههها مههن التسهههيل ويصههح‬
‫تيممه فيه إن فقد الماء حسا لحيلولة نحو سبع لما مر أول البههاب‬
‫ل شرعا لنحو مرض وعطش فل يصح تيممه حههتى يتههوب لقههدرته‬
‫على زوال مانعه بالتوبة‪ ،‬ولو عصى بالقامههة بمحههل ل يغلههب فيههه‬
‫وجههود المههاء وتيمههم لفقههده لههم يلزمههه القضههاء‪ ،‬لنههه ليههس محل‬
‫للرخصة بطريههق الصههالة حههتى يفههترق الحههال فيههه بيههن العاصههي‬
‫وغيره بخلف السفر فاندفع ما للسههبكي هنهها‪) .‬ومههن تيمههم لههبرد(‬
‫بحضر أو سفر )قضى في الظهر( لندرة فقد ما يسخن بههه المههاء‬
‫أو يدثر به أعضاءه‪ ،‬وإنما لم يههأمر صههلى اللههه عليههه وسهلم عمههرا‬
‫بالعادة في حديثه السابق إما لعلمه بههأنه يعلمههها أو‪ ،‬لن القضههاء‬
‫علههى الههتراخي وتههأخير البيههان لههوقت الحاجههة جههائز )أو( تيمههم‬
‫)لمرض( في غير سفر معصية لما مر فيه )يمنع الماء مطلقا( أي‬
‫في كل أعضاء الطهارة )أو( يمنعه )فههي عضههو( منههها )ول سههاتر(‬
‫عليه )فل( قضاء عليه لعموم عذره )إل أن يكون بجرحه( أو غيههره‬
‫)دم كثير( ل يعفى عنه لكونه بفعله قصههدا أو جههاوز محلههه أو عههاد‬
‫إليه كما يعلم مما يأتي في شروط الصلة فإذا تعذر غسههله حينئذ‬
‫أعاد لندرة العجز عن إزالتههه بمههاء حههار أو نحههوه‪ .‬أمهها اليسههير فل‬
‫يضر إل إن كان بمحل التيمم ومنع وصههول الههتراب لمحلههه لنقههص‬
‫البدل والمبدل حينئذ قيل ل حاجة لهههذا السههتثناء‪ ،‬لن مههن صههلى‬
‫بنجاسههة ل يعفههى عنههها يلزمههه القضههاء وإن لههم يكههن متيممهها ا ه‬
‫ويجاب بأن فيه فائدة وهي التفصيل المذكور فههي مفهههوم الكههثير‬
‫)وإن كان( بالعضاء أو بعضها )ساتر( كجبيرة ولههم يكههن بههه دم ل‬
‫يعفى عنه هنا أيضا وذكره في الول تمثيل ل تقييد )لم يقض فههي‬
‫الظهر إن وضع علههى طههر( لشهبهه بههالخف بههل أولههى للضهرورة‬
‫ومحله إن لم يكن بعضو التيمم وإل لزمه القضاء قطعهها علههى مهها‬
‫فههي الروضههة لنقههص البههدل والمبههدل لكههن كلمههه فههي المجمههوع‬
‫يقتضي ضعفه )فإن وضع على حههدث وجههب نزعههه( إن لههم يخههف‬
‫منه محذور تيمم‪ ،‬لنه مسح على ساتر فاشترط وضعه على طهر‬
‫كالخف )فإن تعذر( نزعه ومسح وصههلى )قضههى علههى المشهههور(‬
‫لفههوات شههرط الوضههع ومهها أوهمهه صههنيعه مهن أنهه ل يجههب نهزع‬
‫الموضوع علهى طههر غيهر مهراد بهل ههو كالموضهوع علهى حهدث‬
‫لستوائهما في وجوب مسحهما نعم مر أن مسحه إنما هو عههوض‬
‫عما أخذه من الصحيح وأنه لو لم يأخذ شيئا منه لم يجههب مسههحه‬
‫وحينئذ فيتجه حمل قههولهم بوجههوب النههزع فيهمهها وتفصههليهم بيههن‬
‫الوضع على طهر وعلى حدث على ما إذا أخذت شيئا منه وإل لههم‬
‫يجب نزع ول قضاء‪ ،‬لنه حينئذ كعدم الساتر‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬المراد بالطهر الواجب وضعها عليههه ليسههقط القضههاء‬
‫الطهر الكامل كالخف ذكهره المهام وصهاحب الستقصهاء وعبهارة‬
‫المجموع صريحة فيه وهههي تجههب عليههه الطهههارة لوضههع الجههبيرة‬
‫على عضوه وهو مراد الشافعي رضي اللهه تعهالى عنهه بقهوله ول‬
‫يضعها إل على وضوء انتهت وقضية التشبيه بالخف أمور الول أنه‬
‫ل بد من كمال طهارة الوضوء إن وضعها على شيء من أعضههائه‬
‫وكلم ابن الستاذ صريح في هذا وهو ظاهر الثاني أنه لههو وضههعها‬
‫على طهارة التيمم لفقد الماء ل يكفيههه كمهها ل يلبههس الخههف فههي‬
‫هذه الحالة وهو ظاهر أيضا الثالث أنه لو وضعها على غير أعضههاء‬
‫الوضوء اشترط طهره من الحدثين أيضا وفيه بعههد‪ ،‬ومههن ثههم لههم‬
‫يرتضه الزركشهي بهل رجهح الكتفهاء بطههارة محلهها فلهو وضهعها‬
‫المحدث على غير أعضاء الوضوء ول جنابههة‪ ،‬ثههم أجنههب مسههح ول‬
‫قضاء‪ ،‬لنه على طهارة الغسل وهههي ل تنتقههض إل بالجنابههة فهههي‬
‫الن كاملة‪.‬‬
‫باب الحيض‬
‫والستحاضة والنفههاس‪ .‬ولمهها كانهها كالتههابعين لههه لصههالته أمهها‬
‫الستحاضههة فواضههح‪ .‬وأمهها النفههاس فلن أكههثر أحكههامه بطريههق‬
‫القياس عليه ولغلبه أحكامه أفردوه بالترجمة‪ ،‬وهههو لغههة السههيلن‬
‫وشرعا دم جبلة يخرج في وقت مخصوص‪ ،‬والنفاس الدم الخارج‬
‫بعد فراغ الرحم والستحاضة ما عداهما على الصح والقول بههأن‬
‫بني إسرائيل أول من وقع الحيض فيهم يبطله حههديث الصههحيحين‬
‫}هذا شيء كتبه الله على بنات آدم{ )أقل سنه( الههذي يمكههن أن‬
‫يحكم على ما تراه المرأة فيه بكونه حيضهها )تسههع سههنين( قمريههة‬
‫أي استكمالها إل إن رأته قبل تمامها بدون ستة عشر يوما بلياليها‬
‫فزعم إيهام هذا أن التسع كلها ظرف للحيههض ول قههائل بههه ليههس‬
‫في محله‪ ،‬لنه إنما يوهم ذلك لو كانت التسع ظرفا وهي هنا خههبر‬
‫كما هو جلي وشتان ما بينهما ول حد لخر سههنه ول ينههافيه تحديههد‬
‫سن اليأس باثنين وستين سنة لنه باعتبههار الغههالب حههتى ل يعتههبر‬
‫النقص عنه كما يأتي‪ ،‬ثم وإمكههان إنزالههها كإمكههان حيضههها بخلف‬
‫إمكان إنزال الصبي ل بد فيه من تمههام التاسههعة‪ ،‬والفههرق حههرارة‬
‫طبع النساء كذا قيل والوجه أنه ل فرق ثم رأيته صرح بههذلك فههي‬
‫المجموع حيث جعل الصح فيهمهها اسههتكمال التسههع أي التقريههبي‬
‫المعتبر بما مر وزاد في الصبي وجههها تسههع ونصههف ووجههها عشههر‬
‫سنين‪ ،‬وأشار إلى أن المام فرق بأنها أسرع بلوغا منههه أي‪ ،‬لنههها‬
‫أحر طبعا منه‪) .‬وأقله( زمنا )يوم وليلة( أي قههدرهما متصههل‪ ،‬وهههو‬
‫أربع وعشرون ساعة‪ ،‬وإن لم تتلفق إل من أربعة عشر يومهها مثل‬
‫بناء على قول السحب التي آخر الباب وسيأتي ثم مهها يعلههم منههه‬
‫أن المراد بالتصال أن يكون نحو القطنة بحيههث لههو أدخههل تلههوث‪،‬‬
‫وإن لم يخرج الدم إلى ما يجب غسههله فههي السههتنجاء‪) .‬وأكههثره(‬
‫زمنا )خمسة عشر( يوما )بلياليها(‪ ،‬وإن لم تتصل وغههالبه سههتة أو‬
‫سبعة كل ذلك باستقراء الشافعي رضي الله عنه بههل صههح النههص‬
‫بالخير‪) .‬وأقل( زمن )طهر بين( زمني )الحيضتين خمسههة عشههر‬
‫يوما( بلياليها لنه أقل ما ثبت وجوده أما بين حيض ونفاس فيكون‬
‫أقل من ذلك تقدم الحيض أو تأخر بل لو رأت الحامل يومها وليلهة‬
‫دما قبيل الطلق كان حيضا‪ ،‬ولو رأت النفاس سههتين‪ ،‬ثههم انقطههع‪،‬‬
‫ولو لحظة‪ ،‬ثم رأت الدم كان حيضا بخلف انقطاعه فههي السههتين‬
‫فإن العائد ل يكون حيضا إل إن عاد بعهد خمسهة عشهر يومها‪) .‬ول‬
‫حد لكثره( إجماعا‪ .‬فإن المههرأة قههد ل تحيههض أصههل وغههالبه بقيههة‬
‫الشهر بعد غالب الحيض السابق‪ ،‬ولو اطردت عادة امرأة أو أكثر‬
‫بمخالفة شيء مما مر لم تتبع لن بحث الولين أتههم وحمههل دمههها‬
‫على الفساد أولى من خرق العادة المسههتمرة وقههد يشههكل عليههه‬
‫خرقهم لها برؤية امرأة دما بعد سن اليأس حيث حكموا عليه بأنه‬
‫حيض وأبطلوا به تحديدهم له بما مر وقد يجههاب بمهها مههر آنفهها أن‬
‫ذاك تحديد بالنسبة للنقص عنه ل غير وبههأن السههتقراء‪ ،‬وإن كههان‬
‫ناقصا فيهما لكنه هنا أتم بدليل عدم الخلف عندنا فيه بخلفه ثههم‬
‫لمهها يههأتي مههن الخلف القههوي فههي سههنه وفههي أن المههراد نسههاء‬
‫عشيرتها أو كل النساء وعليه المراد فههي سههائر الزمنههة أو زمنههها‬
‫فهذا كله مؤذن يضعف الستقراء فلم يلتزموا فيه ما التزموه في‬
‫الحيض فتأمله فإنه مهم لظهور التناقض في كلمهم ببادئ الرأي‪.‬‬
‫)ويحرم به( أي الحيض )ما حرم بالجنابههة(‪ ،‬لنههه أغلههظ )و( زيههادة‬
‫هي الطهارة بنية التعبد لغيههر نحههو النسههك والعيههد ل يقههال هههذا ل‬
‫يختص بالحيض بل يوجد في جنب بعد خروج منيه وقبل انقطاعه‪،‬‬
‫إذ الظههاهر حرمههة غسههله حينئذ بنيههة التعبههد وحينئذ فل زيههادة‪ ،‬لن‬
‫هذه الصورة داخلة في قههوله مهها حههرم بالجنابههة‪ ،‬لنهها نقههول هههذه‬
‫الحرمة ليسههت لخصههوص المنههي لصههحة الطهههر بنيههة التعبههد مههن‬
‫سلسه‪ ،‬وإنما هي لعموم كونه مانعا من صحتها في غيههر السههلس‬
‫بخلف الحيض فههإن الحرمههة لههذاته‪ ،‬إذ ل يتصههور صههحة طهههر مههع‬
‫وجوده مطلقا فتأمله و )عبههور المسههجد إن خههافت(‪ ،‬ولههو بمجههرد‬
‫الحتمال كما شمله كلمهم وعليه يفرق بينه وبين اشتراط الظههن‬
‫في حرمة بيع نحو العنب لمتخذه خمرا بأن المسجد يحتههاط لههه ل‬
‫سيما مع وجود قرينة التلويث هنا )تلويثه( بمثلثة بعد التحتية بالدم‬
‫صيانة له عن الخبههث فههإن أمنتههه كههره لغلههظ حههدثها وبههه فههارقت‬
‫الجنب ويجري ذلك في كل ذي خبث يخشى تلويثه به كههذي جههرح‬
‫أو نعل به خبث رطب فإن أمن لم يكره فيما يظهههر وبهههذا يظهههر‬
‫الفرق ويندفع ما قيل ل يحتههاج لهههذا‪ ،‬لنههه ليههس مههن خصوصههيات‬
‫الحائض ل يقال يجري ذلك أيضا في كل مكان مستحق للغير لمهها‬
‫هو واضح أنه يحرم تنجيسه كالسههتجمار بجههدار الغيههر‪ ،‬لنهها نقههول‬
‫إنمهها يصههح ذلههك عنههد التحقههق أو غلبههة الظههن ل مطلقهها بخلف‬
‫المسجد لعظم حرمته فظهر الفرق بينههه وبيههن غيههره وعلههم ممهها‬
‫ذكر حرمة البول فيه في إناء وإدخال نجس فيههه بل ضههرورة‪ ،‬وإن‬
‫أمن التلويث نعم يجوز إخراج دم نحو فصد ودمل واستحاضة فههي‬
‫إنههاء أو قمامههة أو تههراب مههن غيههره فيههه‪ ،‬وإن سهههل إخههراج ذلههك‬
‫خارجه خلفا لبعضهم وبحث حل دخول مستبرئ يههده علههى ذكههره‬
‫لمنع مهها يخههرج منههه سههواء السههلس وغيههره‪) .‬والصههوم( ول يصههح‬
‫إجماعا فيما‪ ،‬وهو تعبدي والصح أنه لم يجب أصههل وتظهههر فههائدة‬
‫الخلف فههي اليمههان والتعههاليق وفيمهها إذا قضههت فل تحتههاج لنيههة‬
‫القضاء بناء على أنه ما سبق لفعله مقتض في الوقت‪ ،‬وهذا أولى‬
‫ممهها ذكههره السههنوي وغيههره فليتأمههل )ويجههب قضههاؤه( إجماعهها‬
‫وتسميته قضاء مع أنه لم يسههبق لفعلههه مقتههض فههي الههوقت كمهها‬
‫تقههرر إنمهها هههو بههالنظر إلههى صههورة فعلههه خههارج الههوقت )بخلف‬
‫الصلة( ل يجب قضاؤها إجماعا للمشقة بل يكره كمهها قههاله جمههع‬
‫متقههدمون أو يحههرم كمهها قههاله البيضههاوي وأقههره ابههن الصههلح‬
‫والمصنف‪ ،‬وهو الوجه‪ ،‬ثم رأيت الشههارح المحقههق جههزم بههه فههي‬
‫شرحه لجمع الجوامع ول تنعقد منها عليهما‪ ،‬لن الكراهة والحرمة‬
‫هنا من حيث كونها صلة ل لمر خارج نظير ما يأتي فههي الوقههات‬
‫المكروهة نعم ركعتا الطههواف يسههن لههها قضههاؤهما علههى مهها فههي‬
‫شرح مسلم عن الصحاب ونص عليه لكنههه صههوب فههي مجمههوعه‬
‫خلفه‪ ،‬إذ ل يدخل وقتهما إل بفراغه فلههم يكههن الوجههوب أي علههى‬
‫القول به في زمن الحيض قال فههإن فههرض طههروه عقههب فراغههه‬
‫أمكن ذلك إن سلم ثبوتهما حينئذ ا ه وتسليم ذلك ظاهر إن مضى‬
‫عقب الفراغ وقبل الطرو ما يسعهما لكنههه ليههس قضههاء لمهها وقههع‬
‫طلبه في الحيض‪) .‬و( يحرم )ما بين سرتها وركبتههها( إجماعها فهي‬
‫الوطء ولو بحائل بل مههن اسههتحله كفههر أي زمههن الههدم ولمفهههوم‬
‫الخبر الصحيح }لك مهها فههوق الزار{ كنايههة عنهمهها وعمهها فوقهمهها‬
‫مطلقا وعما بينهما بحههائل فههي غيههر الههوطء )وقيههل ل يحههرم غيههر‬
‫الوطء( لخبر مسلم }اصنعوا كل شيء إل النكاح{ ورجحههوا الول‬
‫مع أن هذا أصح منه لتعارضهما وعنده يترجح ما فيه احتياط وفههي‬
‫الخبر }من حام حول الحمههى يوشههك أن يقههع فيههه{ وبههه يضههعف‬
‫اختيار المصنف للثاني‪ ،‬وإن وجه بأن الحديث الول فههي مفهههومه‬
‫عموم للوطء وغيره وخصوص بما تحههت الزار‪ ،‬والثههاني منطههوقه‬
‫فيه عموم لما تحت الزار وفوقه وخصوص بما عدا الوطء فيكون‬
‫خصوص كل قاضيا على عموم الخر لنا ل نسلم أن هذا من بههاب‬
‫التخصههيص بههل مههن بههاب أن ذكههر بعههض أفههراد العههام ل يخصصههه‬
‫وحينئذ يتحقق التعارض ويتعين الحتياط كما تقرر فتأمله وعبههارته‬
‫تحتمل أن المحرم الستمتاع‪ ،‬وهو عبارة أصله والروضة وغيرهمهها‬
‫وأنه المباشرة وهههي عبههارة المجمههوع والتحقيههق وغيرهمهها فعلههى‬
‫الول يحرم النظر بشهوة ل اللمس بغيرها وعلى الثههاني عكسههه‪،‬‬
‫وهو الوجه‪ .‬وبحث السنوي تحريم مباشرتها لههه بنحههو يههدها فيمهها‬
‫بينهما ردوه بأنه استمتاع بما عدا ما بين سرتها وركبتها‪ ،‬وهو جائز‬
‫إذ ل فرق بين استمتاعه بما عداهما بلمسه بيده أو سههائر بههدنه أو‬
‫بلمسها له لكنها تمتنع بمنعه ول عكس‪ ،‬وقههد يقهال إن كهانت ههي‬
‫المستمتعة اتضح ما قاله‪ ،‬لنه كما حرم عليه اسههتمتاعه بمهها بيههن‬
‫سرتها وركبتها خوف الههوطء المحههرم يحههرم اسههتمتاعها بمهها بيههن‬
‫سرته وركبته لذلك وخشية التلوث بالدم ليس علههة ول جههزء علههة‬
‫لوجود الحرمة مع تيقن عدمه‪ ،‬وإن كان هو المستمتع اتجه الحل‪،‬‬
‫لنه مستمتع بما عدا ما بينهمهها وسههيذكر فههي الطلق حرمتههه فههي‬
‫حيض ممسوسة ليست بحامههل بحمههل تعتههد بوضههعه فل اعههتراض‬
‫عليه في ذكره حلههه فههي قههوله‪) .‬فههإذا انقطههع( دم الحيههض لزمههن‬
‫إمكانه ومثلههه النفههاس )لههم يحههل قبههل الغسههل( أو الههتيمم )غيههر(‬
‫الطهر بنية التعبد والصلة لفاقد الطهورين بههل تجههب و )الصههوم(‪،‬‬
‫لن سههبب تحريمههه خصههوص الحيههض وإل لحههرم علههى الجنههب‪.‬‬
‫)والطلق( لزوال مقتضى التحريم‪ ،‬وهو تطويل العدة وما بقههي ل‬
‫يزول إل بالغسل أو بدله لبقاء المقتضى من الحدث المغلههظ فههي‬
‫غير الستمتاع‪ .‬وأما فيه فلقوله تعالى }حتى يطهرن{ قههرئ فههي‬
‫السبع بالتشديد‪ ،‬وهو واضهح الدللهة وبهالتخفيف وههو بفهرض أنهه‬
‫بمعنى المشههدد كمهها قههاله ابههن عبههاس وجماعههة واضههح أيضهها وإل‬
‫فلقوله عقبه }فإذا تطهرن{‪.‬‬
‫]تنبيه[‪ :‬ذكروا أن الجماع في الحيض يورث علههة مؤلمههة جههدا‬
‫للمجامع وجذام الولد وحكى الغزالهي امتهداد ههذا الثهاني للغسهل‬
‫ويرتفع قبل الطهر أيضا سقوط قضاء الصههلة كههذا عههبر الرافعههي‬
‫بالقضاء‪ ،‬وكان وجهه أن من شأن القضاء سبق مقتض له فاتضههح‬
‫التعبير فيه بالسقوط تارة وعدمه أخرى ول كذلك الداء فاختصههار‬
‫عبارته بحذف القضههاء واسههتعمال السههقوط فيهمهها يفههوت التنههبيه‬
‫على هذه النكتة الدقيقهة ول يهرد ارتفهاع حرمهة نكهاح المسهتبرأة‬
‫بالنقطاع‪ ،‬لنه لم يحرم بالحيض بل حرمته موجودة قبلههه فليههس‬
‫مما نحن فيه‪.‬‬
‫)والستحاضة( كأن يجاوز الدم خمسة عشههر ويسههتمر )حههدث‬
‫دائم كسلس( بفتح اللم أي دوام بههول أو نحههوه فههإنه حههدث دائم‬
‫أيضا فهو تشبيه لبيان حكمههها الجمههالي ل تمثيههل لهها فلهههذا فههرع‬
‫عليه قوله )فل تمنع الصوم والصلة( وغيرهما مما يحرم بههالحيض‬
‫كالوطء‪ ،‬ولو حال جريان الدم‪ ،‬والتضمخ بالنجاسههة للحاجههة جههائز‬
‫بيانا لذلك الحكم الجمالي‪ .‬وقوله )فتغسههل المستحاضههة فرجههها(‬
‫بيانا لحكمها التفصيلي وإشارة إلى أن أكههثر أحكامههها التيههة تههأتي‬
‫في السلس وجوبهها إن لههم تههرد السههتنجاء بههالحجر أو خههرج الههدم‬
‫لمحههل ل يجههزئ فيههه الحجههر قبههل الوضههوء أو الههتيمم )و( عقههب‬
‫الستنجاء تحشؤه وجوبا بنحو قطن دفعا للنجس أو تخفيفا له‪ ،‬ثم‬
‫إن انقطع به لم يلزمها عصبه وإل لزمها عقب ذلك أنههها )تعصههبه(‬
‫بفتح فسكون بعصابة على كيفية التلجم المشهورة نعههم إن تههأذت‬
‫بالحشههو أو العصههب وآلمههها اجتمههاع الههدم لههم يلزمههها‪ ،‬وإن كهانت‬
‫صائمة تركت الحشو نهارا واقتصرت على العصب محافظة علههى‬
‫الصههوم ل الصههلة عكههس مهها قههالوه فيمههن ابتلههع خيطهها‪ ،‬لن‬
‫الستحاضة علة مزمنة الظاهر دوامههها فلههو روعيههت الصههلة ربمها‬
‫تعذر قضاء الصههوم ول كههذلك‪ ،‬ثههم وبههه يعلههم رد قههول الزركشههي‬
‫ينبغي منعها من صوم النفل‪ ،‬لنها إن حشت أفسرت وإل ضههيعت‬
‫فرض الصلة من غير اضطرار لذلك‪ ،‬ووجه رده أن التوسههعة لههها‬
‫في طرق الفضههائل بههدليل مهها يههأتي مههن جههواز التههأخير لمصههلحة‬
‫الصلة وصلة النفل‪ ،‬ولو بعد الوقت كما في الروضة‪ ،‬وإن خههالفه‬
‫في أكثر كتبه اقتضههت أن تسههامح بههذلك ول يضههر خههروج دم بعههد‬
‫العصب إل إن كان لتقصير في الشد وبحث وجوب العصههب علههى‬
‫سلس المني أيضا تقليل للحدث كالخبث قال الجلل البلقيني‪ ،‬ولو‬
‫انفتح في مقعدته دمل فخرج منه غائط لم يعف عههن شههيء منههه‬
‫وقال والده بعد قول السنوي إنما يعفههى عههن بههول السههلس بعههد‬
‫الطهارة ما ذكره غير صحيح بل يعفى عن قليلههه أي الخههارج بعههد‬
‫أحكام ما وجب من حشههو وعصههب فههي الثههوب والبههدن كمهها فههي‬
‫التنبيه قبل الطهارة وبعههدها وتقييههدهم بههها إنمهها هههو لبيههان أن مهها‬
‫يخرج بعدها ل ينقضها وتبعه في الخادم بل قال ابن الرفعة سلس‬
‫البههول ودم الستحاضههة يعفههى حههتى عههن كثيرهمهها لكههن غلطههه‬
‫النشههائي أي بالنسههبة لكههثير البههول‪) .‬و( عقههب العصههب )تتوضههأ(‬
‫وجوبا فل يجههوز لههها تههأخير الوضههوء عنههه كمهها ل يجههوز لههها تههأخير‬
‫الحشو عن الستنجاء والعصب عن الحشو ول يجوز لها أن تتوضههأ‬
‫إل )وقت الصلة( ل قبله‪ ،‬لنها طهارة ضرورة كههالتيمم‪ ،‬ومههن ثههم‬
‫كانت كالمتيمم في تعين نيههة السههتباحة كمهها قههدمه فههي الوضههوء‬
‫وفي أنها ل تجمع بين فرضين عينيين كمهها سههنذكره وفههي أنههها إن‬
‫نوت فرضا ونفل أبيحا وإل فما نوته وغيره ما لم يكههن أعلههى منههه‬
‫مما مر في الههتيمم بتفصههيله )وتبههادر( بالوضههوء لوجههوب المههوالة‬
‫عليها فيه كما مههر ولههها تثليثههه وبقيههة سههننه لمهها يههأتي و )بههها( أي‬
‫الصلة عقبه تخفيفا للحدث ما أمكن وقال جمع يغتفر الفصل بمهها‬
‫بين صلتي الجمع‪) .‬فلههو أخههرت لمصههلحة الصههلة كسههتر( لعههورة‬
‫)وانتظار جماعة( مشروعة لها وإجابة مؤذن وإقامة وأذان لسلس‬
‫وذهاب إلى المسجد العظم إن شرع لها )لم يضر( لندب التأخير‬
‫لذلك فل تعد به مقصههرة واستشههكل بههأن اجتنههاب الخبههث شههرط‬
‫ومراعاته أحق ويجاب بأن ذلك إنما يتوجه لو كانت المبادرة تزيله‬
‫بالكلية‪ ،‬وإنما لم يراع تخفيفه لما مر أن الستحاضههة علههة مزمنههة‬
‫والظاهر دوامها فوسع لها في النوافل وإن أدى إلى عدم اجتنههاب‬
‫بعض الخبث‪ ،‬ومن ثم لو اعتادت النقطاع فههي جههزء مههن الههوقت‬
‫بقدر ما يسع الوضوء والصلة ووثقت بذلك لزمها تحريه فإذا وجد‬
‫النقطاع فيه لزمها المبادرة بالفرض فقط ولم يجههز لههها التعجيههل‬
‫لسنة فإن رجت ذلك فقط ففي وجوب التأخير له وجهههان بناهمهها‬
‫الشيخان على ما مر في التيمم ورجح الزركشي ما جزم بههه فههي‬
‫الشامل من وجوب التأخير كما لو كان ببدنه نجاسههة ورجهها المههاء‬
‫آخر الوقت فإنه يجب التأخير لزالتها فكذا هنا انتهى‪ ،‬وفيه وقفههة‪،‬‬
‫لن ذا النجاسة ثم بتسليم ما ذكر فيه ل عذر له في التعجيههل مههع‬
‫أنه يلزمه القضاء لو صلى بالنجاسة‪ ،‬وهههذه لههها عههذر لمهها مههر أن‬
‫الستحاضههة علههة مزمنههة والظههاهر دوامههها )وإل( يكههن التههأخير‬
‫لمصلحة الصلة )فيضر على الصحيح( لما مههر مههن تكههرر الحههدث‬
‫المستغنية عنه‪) .‬ويجب الوضوء لكل فرض( ولههو منهذور أو تتنفهل‬
‫ما شاءت كالمتيمم بجامع دوام الحدث فيهمهها وصههح قههوله صههلى‬
‫الله عليه وسلم لمستحاضة }تتوضأ لكل صلة{ )وكذا( يجب لكل‬
‫فههرض )تجديههد( غسههل الفههرج ولحشههو و )العصههابة فههي الصههح(‬
‫كتجديد الوضوء‪ ،‬ولو ظهر الدم على العصابة أو زالت عههن محلههها‬
‫زوال له وقع وجهب التجديهد قطعها لكهثرة الخبهث مهع إمكهان بهل‬
‫سهولة تقليله‪) .‬ولو انقطههع الههدم بعههد( نحههو )الوضههوء(‪ ،‬ولههو فههي‬
‫الصلة أو فيه )ولم تعتد انقطاعه وعوده( وجب الوضههوء لحتمههال‬
‫الشفاء والصل أن ل عود )أو( انقطع فيه أو بعده‪ ،‬وقد )اعتههادت(‬
‫النقطاع‪ ،‬ولو على ندور على ما اقتضاه كلم المعظم لكهن بحهث‬
‫الرافعههي أنههه كالعههدم )ووسههع( فههي الصههورتين )زمههن النقطههاع(‬
‫المعتاد )وضههوءا والصههلة( أي أقههل مهها يمكههن مههن واجبهمهها فيمهها‬
‫يظهههر ترجيحههه مههن تههردد للذرعههي باعتبههار حالههها والصههلة الههتي‬
‫تريدها على الوجه الههذي أفهمتههه عبههارة الروضههة خلفهها للسههنوي‬
‫)وجب الوضوء( وإعادة ما صلته به لمكان أداء العبادة بل مقارنههة‬
‫حدث وتبين بطلن الطهر اعتبارا بما في نفس المر أمهها لههو عههاد‬
‫الدم قبل إمكان ما ذكر سواء اعتادت عوده أم ل أو ظنههت قههرب‬
‫عوده لعادة أو إخبار ثقة قبل إمكان ذلك أيضا فههإن وضههوءها بههاق‬
‫بحاله فتصلي به نعم إن امتد الزمن على خلف العادة بحيث يسع‬
‫ما ذكر بأن بطلن وضوئها وما صلته بههه وبمهها تقههرر علههم أن خههبر‬
‫العارف الثقة بعوده قريبا أو بعيدا كالعادة‪ ،‬ولو شفيت حقيقههة لههم‬
‫يلزمها تجديد شيء إل إن خرج حدث عند الشروع في الوضههوء أو‬
‫بعده‪.‬‬

‫فصل(‪ :‬في أحكام المستحاضة‪ .‬إذا )رأت( المرأة الدم(‬


‫)لسن الحيض( السابق أي فيه‪ ،‬وهو ما بعد التسع )أقله( فأكثر‬
‫)ولم يعبر( أي يجاوز الدم ل بقيد كونه أقله لستحالته فلم يحتج‬
‫للحتراز عنه على أنه يصح أن يريد بالقل هنا ما عدا الكثر‬
‫وحينئذ ل يرد على العبارة شيء‪ ،‬ل يقال دون الكثر بقيد كونه‬
‫دونه ل يمكن مجاوزته للكثر أيضا فساوى القل‪ ،‬لنا نقول بل‬
‫يمكن‪ ،‬والفرق أن القل بقيد كونه يوما وليلة ل يتوهم فيه‬
‫مجاوزة حتى تنفى بخلف الدون لشموله لما عدا آخر لحظة من‬
‫الخمسة عشر فهو لتصاله به قد تتوهم مجاوزته فاحتيج لنفيه‬
‫ونظيره قول المتن فإن بلغهما أي الماء دون القلتين كما هو‬
‫صريح السياق ففيه هذا التأويل‪ ،‬وإن كان الظاهر رجوع الضمير‬
‫للماء ل بقيد كونه دون )أكثره( ولم يكن بقي عليها بقية طهر كما‬
‫هو معلوم من حكمه على الطهر بأنه ل يمكن أن يكون دون‬
‫خمسة عشر فاندفع إيراد هذا عليه )فكله حيض( على أي صفة‬
‫كان واحتمال تغير العادة ممكن فلو رأت خمسة أسود‪ ،‬ثم أحمر‬
‫حكمنا على الحمر أيضا أنه حيض ثم إن انقطع قبل خمسة عشر‬
‫استمر الحكم وإل فالحيض السود فقط‪ ،‬أما إذا بقي عليها بقية‬
‫طهر كأن رأت ثلثة دما‪ ،‬ثم اثني عشر نقاء‪ ،‬ثم ثلثة دما‪ ،‬ثم‬
‫انقطع فالثلثة الخيرة دم فساد وخرج بانقطاع ما لو استمر فإن‬
‫كانت مبتدأة فغير مميزة أو معتادة عملت بعادتها كما قالوه فيما‬
‫لو رأت خمستها المعهودة أول الشهر‪ ،‬ثم نقاء أربعة عشر‪ ،‬ثم‬
‫عاد الدم واستمر فيوم وليلة من أول العائد طهر‪ ،‬ثم تحيض‬
‫خمسة أيام منه ويستمر دورها عشرين وبمجرد رؤية الدم لزمن‬
‫إمكان الحيض يجب التزام أحكامه‪ ،‬ثم إن انقطع قبل يوم وليلة‬
‫بان أن ل شيء فتقضي صلة ذلك الزمن وإل بان أنه حيض‪ ،‬وكذا‬
‫في النقطاع بأن كانت لو أدخلت القطنة خرجت بيضاء نقية‬
‫فيلزمها حينئذ التزام أحكام الطهر‪ ،‬ثم إن عاد قبل خمسة عشر‬
‫كفت وإن انقطع فعلت وهكذا حتى تمضي خمسة عشر فحينئذ‬
‫ترد كل إلى مردها التي فإن لم تجاوزها بان أن كل من الدم‬
‫والنقاء المحتوش حيض وفي الشهر الثاني وما بعده ل تفعل‬
‫للنقطاع شيئا مما مر لن الظاهر أنها فيه كالول هذا ما صححه‬
‫الرافعي‪ ،‬وهو وجيه لكن الذي صححه في التحقيق والروضة وهو‬
‫المنقول كما في المجموع أن الثاني وما بعده كالول‪) .‬والصفرة‬
‫والكدرة حيض في الصح( لشمول الذى في الية لهما وصح عن‬
‫عائشة رضي الله عنها أن النساء كن يبعثن بالدرجة فيها‬
‫الكرسف فيه الصفرة فتقول ل تعجلن حتى ترين القصة البيضاء‬
‫ول يعارضه قول أم عطية كنا ل نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر‬
‫شيئا‪ ،‬لن الول أصح وعائشة أفقه وألزم له صلى الله عليه‬
‫وسلم من غيرها على أن قولها بعد الطهر مجمل لحتماله بعد‬
‫دخول زمنه أو بعد انقضائه والمبين أولى منه وما اقتضاه المتن‬
‫من جريان الخلف في المبتدأة والمعتادة في أيام العادة وغيرها‬
‫هو المعتمد خلفا لما وقع في الروضة وغيرها قيل سياقه يوهم‬
‫أنهما دم والمعروف أنهما ماءان ل دمان انتهى وإيهامه لذلك‬
‫ممنوع على أن نفي الدموية عنهما من أصلها ليس بصحيح‪) .‬فإن‬
‫عبره( أي الدم أكثره فإما أن تكون مبتدأة أو معتادة‪ ،‬وكل منهما‬
‫ما مميزة أو غير مميزة والمعتادة إما ذاكرة للقدر والوقت أو‬
‫ناسية لهما أو لحدهما فالقسام سبعة )فإن كانت مبتدأة( أي‬
‫أول ما ابتدأها الدم )مميزة بأن( تفسير لمطلق المميزة ل بقيد‬
‫كونها مبتدأة )ترى قويا وضعيفا فالضعيف استحاضة(‪ ،‬وإن طال‬
‫)والقوي حيض إن لم ينقص( القوي )عن أقله( أي الحيض )ول‬
‫عبر أكثره( ليمكن جعله حيضا )ول نقص الضعيف عن أقل‬
‫الطهر( وهو خمسة عشر يوما ولء ليجعل طهرا بين الحيضتين‬
‫فلو اختل شرط مما ذكر كانت فاقدة شرط تمييز وسيأتي حكمها‬
‫كأن رأت يوما أسود ويوما أحمر وهكذا لعدم اتصال الضعيف‬
‫بخلف ما لو رأت يوما وليلة أسود‪ ،‬ثم أحمر مستمرا سنينا كثيرة‬
‫فإن الضعيف كله طهر‪ ،‬لن أكثر الطهر ل حد له وإنما يغتفر للقيد‬
‫الثالث كما قاله المتولي إن استمر الدم بخلف ما لو رأت عشرة‬
‫سوادا‪ ،‬ثم عشرة حمرة مثل وانقطع فإنها تعمل بتمييزها مع‬
‫نقص الضعيف عن خمسة عشر‪ ،‬وكذا لو رأت خمسة أسود‪ ،‬ثم‬
‫خمسة أصفر‪ ،‬ثم ستة أحمر أو سبعة أسود‪ ،‬ثم سبعة أحمر‪ ،‬ثم‬
‫ثلثة أسود فتعمل بتمييزها فحيضها السود الول على المعتمد‬
‫الذي صححه في التحقيق وجرى عليه أكثر المتأخرين ومحله إن‬
‫انقطع لما تقرر عن المتولي وإل فهي فاقدة شرط تمييز‪ ،‬ولو‬
‫رأت يوما وليلة أسود فأحمر فإن انقطع قبل خمسة عشر فالكل‬
‫حيض‪ ،‬وإن جاوز عملت بتمييزها فحيضها السود وتقضي أيام‬
‫الحمر وفي الشهر الثاني بمجرد انقلب الحمر تلتزم أحكام‬
‫الطهر وتعرف القوة والضعف باللون فأقواه السود ومنه ما فيه‬
‫خطوط سواد فالحمر فالشقر فالصفر فالكدر وبالثخانة والريح‬
‫الكريه وما له ثلث صفات كأسود ثخين منتن أقوى مما له‬
‫صفتان كأسود ثخين أو منتن وما له صفتان أقوى مما له صفة‬
‫فإن تعادل كأسود ثخين وأسود منتن وكأحمر ثخين أو منتن‬
‫وأسود مجرد فالحيض السابق وشمل قوله والقوي حيض ما لو‬
‫تأخر كخمسة حمرة‪ ،‬ثم خمسة أو أحد عشر سوادا‪ ،‬ثم أطبقت‬
‫الحمرة‪ ،‬ولو رأت مبتدأة خمسة عشر حمرة ثم مثلها أسود‬
‫تركت الصلة والصوم جميع الشهر‪ ،‬لنه لما اسود في الثانية تبين‬
‫أن ما قبله استحاضة‪ ،‬ثم إن استمر السود كانت غير مميزة‬
‫فحيضها يوم وليلة من أول كل شهر وقضت الصلة فل يتصور‬
‫مستحاضة تؤمر بترك الصلة والصوم إحدى وثلثين يوما إل هذه‪،‬‬
‫وليس قياس هذا ما لو رأت أكدر خمسة عشر ثم أصفر‪ ،‬ثم‬
‫أشقر‪ ،‬ثم أحمر‪ ،‬ثم أسود كذلك‪ ،‬ثم أسود ثخينا أو منتنا‪ ،‬ثم ثخينا‬
‫منتنا كذلك حتى تترك ذينك ثلثة أشهر ونصفا خلفا لجمع لنا إنما‬
‫رتبنا الحيض فيما مر على الخمسة عشر الثانية لنسخها للولى‬
‫لقوتها من غير معارض مع أن الدور لم يتم وهنا لما تم الدور ثم‬
‫استمر الدم لم ينظر للقوة لنه عارضها تمام الدور المقتضي‬
‫للحكم عليه حيث مضى ولم يوجد فيه تمييز بأن يوما وليلة منه‬
‫حيض وبقيته طهر فوجب في الدور الثاني أن يكون كذلك عمل‬
‫بالحوط المبني عليه أمرها‪ ،‬أما المعتادة فيتصور تركها لذينك‬
‫خمسة وأربعين يوما بأن تكون عادتها خمسة عشر أول كل شهر‬
‫فترى أول شهر خمسة عشر حمرة‪ ،‬ثم ينطق السواد فتترك‬
‫الخمسة عشر الولى للعادة‪ ،‬ثم الثانية للقوة رجاء استقرار‬
‫التمييز‪ ،‬ثم الثالثة لنه لما استمر السواد بان أن مردها العادة‪،‬‬
‫ولو رأت بعد القوي ضعيفين وأمكن ضم أولهما كخمسة سوادا‪،‬‬
‫ثم خمسة حمرة‪ ،‬ثم صفرة مستمرة وكخمسة سوادا ثم خمسة‬
‫صفرة‪ ،‬ثم حمرة مستمرة فالعشرة الولى حيض فإن كانت‬
‫الحمرة في الولى أحد عشر تعذر ضمها للسواد وتعين ضمها‬
‫للصفرة‪) .‬أو( كانت )مبتدأة ل مميزة بأن فيه ما مر رأته بصفة(‬
‫واحدة )أو( مميزة بأن رأته بأكثر لكن )فقدت شرط تمييز(‬
‫ففقدت معطوف على ل مميزة ل على رأت فاندفع ما قيل إنه‬
‫يقتضي أن فاقدة شرط تمييز تسمى غير مميزة وليس كذلك بل‬
‫تسمى مميزة غير معتد بتمييزها على أن قولهم التي وحيث إلى‬
‫آخره يقتضي أنها ل يطلق عليها اسم المميزة بل قيد ومن ثم‬
‫أطلق عليها في الروضة أنها غير مميزة فل اعتراض عليه‪ ،‬وإن‬
‫عطف فقدت على رأت )فالظهر أن حيضها يوم وليلة و( أن‬
‫)طهرها تسع وعشرون( لتيقن سقوط الصلة عنها في القل وما‬
‫بعده مشكوك فيه واليقين ل يترك إل بمثله أو أمارة ظاهرة‬
‫كالتمييز والعادة لكنها في الدور الول تصبر إلى خمسة عشر‬
‫لعله ينقطع‪ ،‬ثم بعدها إن استمر الدم على صفته أو تغير لدون‬
‫اغتسلت وصلت‪ ،‬وإن تغير لعلى صبرت أيضا كما مر وفي الدور‬
‫الثاني وما بعده تغتسل وتصلي بمجرد مضي يوم وليلة وتقضي‬
‫ما زاد على يوم وليلة في الدور الول وعبر بتسع وعشرين ل‬
‫ببقية الشهر‪ ،‬لن شهر المستحاضة الذي هو دورها ل يكون إل‬
‫ثلثين هذا كله إن عرفت وقت ابتداء الدم وإل فمتحيرة كما يأتي‬
‫وحيث أطلقت المميزة فالمراد الجامعة للشروط السابقة‪) .‬أو(‬
‫كانت )معتادة( غير مميزة )بأن سبق لها حيض وطهر( وهي‬
‫تعلمهما )فترد إليهما قدرا ووقتا(‪ ،‬وإن زاد الدور على تسعين‬
‫يوما كأن لم تحض من كل سنة إل خمسة أيام فهي الحيض‬
‫وباقي السنة طهر للحديث الصحيح بأمر مستحاضة بالرد لذلك‬
‫نعم يلزمها في أول دور أن تمسك عند مجاوزة العادة عما يحرم‬
‫بالحيض لعله ينقطع قبل أكثره فيكون الكل حيضا وفي الدور‬
‫الثاني وما بعده تغتسل بمجرد مجاوزة العادة وشمل كلمهم هنا‬
‫اليسة إذا حاضت وجاوز دمها خمسة عشر فترد لعادتها قبل‬
‫اليأس لما يأتي في العدد أنها تحيض برؤية الدم ويتبين كونها غير‬
‫آيسة فلزم كونها مستحاضة بمجاوزة دمها الكثر‪ ،‬وقول الفتى‬
‫وكثيرين من معاصريه إنه دم فساد غفلة عما ذكروه في العدد إن‬
‫أرادوا الحكم على جمعيه بذلك وإل فهو تحكم مخالف لتصريحهم‬
‫هنا أن دم الحيض المجاوز استحاضة وقد يجاب عنهم بأنه يطلق‬
‫على الستحاضة أنها دم فساد فلم يخالفوا غيرهم )وتثبت العادة(‬
‫المردودة هي إليها فيما ذكر )بمرة في الصح(‪ ،‬لن الحديث‬
‫المذكور دل على اعتبار الشهر الذي وليه شهر الستحاضة من‬
‫غير تفصيل بين أن يخالف ما قبله أو يوافقه فلو كانت عادتها‬
‫المستمرة خمسة من كل شهر‪ ،‬ثم صارت ستة في شهر‪ ،‬ثم‬
‫استحيضت ردت للستة هذا في عادة متفقة وإل فإن انتظمت لم‬
‫تثبت إل بمرتين كأن حاضت في شهر ثلثة‪ ،‬ثم في شهر خمسة‪،‬‬
‫ثم في شهر سبعة ثم ثلثة‪ ،‬ثم خمسة‪ ،‬ثم سبعة‪ ،‬ثم استحيضت‬
‫في السابع فترد لثلثة ثم خمسة‪ ،‬ثم سبعة لن تعاقب القدار‬
‫المختلفة قد صار عادة لها فإن لم تتكرر بأن استحيضت في‬
‫الرابعة ردت للسبعة إن علمتها ولو نسيت ترتيب تلك المقادير أو‬
‫لم تنتظم أو لم يتكرر الدور ونسيت آخر النوب فيهما احتاطت‬
‫فتحيض من كل شهر ثلثة ثم هي كحائض في نحو الوطء وطاهر‬
‫في العبادة إلى آخر السبعة لكنها تغتسل آخر الخمسة والسبعة‪،‬‬
‫ثم تكون كطاهر إلى آخر الشهر أو معتادة مميزة قدمت التمييز‬
‫كما قال‪) .‬ويحكم للمعتادة المميزة( حيث خالفت العادة التمييز‬
‫كأن كانت خمسة من أول كل شهر فاستحيضت فرأت خمستها‬
‫حمرة‪ ،‬ثم خمسة سوادا‪ ،‬ثم حمرة مطبقة )بالتمييز ل العادة(‬
‫فيكون حيضها السواد فقط )في الصح(‪ ،‬لن التمييز علمة‬
‫حاضرة وفي الدم الذي هو محل النزاع والعادة منقضية وفي‬
‫صاحبته ومحل الخلف حيث لم يتخلل بينهما أقل الطهر وإل كأن‬
‫كانت عادتها خمسة أول الشهر فرأت عشرين أحمر‪ ،‬ثم خمسة‬
‫أسود كان كل منهما حيضا قطعا‪) .‬أو( كانت )متحيرة بأن( هي‬
‫إما على بابها‪ ،‬لن المراد هنا المتحيرة المطلقة وهي محصورة‬
‫فيما ذكر فيكون قوله التي الذي هو تصريح بمفهوم الحصر‪ ،‬وإن‬
‫حفظت المفيد لقسمين آخرين كل منهما يسمى متحيرة مقيدة‬
‫راجعا لمطلق المتحيرة ل بقيد التفسير المذكور‪ ،‬وهذا أحسن أو‬
‫بمعنى كان ليفيد بالمنطوق أنها ثلثة أقسام أيضا هذا أحدها‬
‫والخران أفادهما مقابله‪ ،‬وهو‪ ،‬وإن حفظت إلى آخره فتعيين‬
‫شارح هذا وادعاؤه أنه الصوب ممنوع )نسيت( أو جهلت وقت‬
‫ابتداء الدور أو )عادتها قدرا ووقتا( ول تمييز لها وإن قالت دوري‬
‫ثلثون وتسمى أيضا محيرة بكسر الياء‪ ،‬لنها حيرت الفقهاء في‬
‫أمرها‪ ،‬ومن ثم لم يختلف أصحابنا ويخطئ بعضهم بعضا في باب‬
‫كما هنا )ففي قول كمبتدأة( غير مميزة فيكون حيضها يوما وليلة‬
‫على الظهر من أول الهلل‪ ،‬لنه الغالب على ما فيه وطهرها‬
‫بقية الشهر لما في الحتياط التي من الحرج الشديد المرفوع‬
‫عن المة )والمشهور وجوب الحتياط( التي‪ ،‬لن كل زمن يمر‬
‫عليها محتمل للحيض والطهر والنقطاع وإدامة حكم الحيض‬
‫عليها باطل إجماعا والطهر ينافيه الدم والتبعيض تحكم فاقتضت‬
‫الضرورة الحتياط إل في عدة فرقة الحياة فإنها بثلثة أشهر على‬
‫التفصيل التي في العدد نظرا للغالب أن كل شهر ل يخلو عن‬
‫حيض وطهر ولن انتظار سن اليأس فيه ضرر ل يطاق ما لم‬
‫تعلم قدر دورها فبثلثة أدوار فإن شكت في قدر دورها‪ ،‬وقالت‬
‫أعلم أنه ل يزيد على ستة فدورها ستة وإذا تقرر وجوب الحتياط‬
‫)فيحرم( على حليلها )الوطء( ومباشرة ما بين سرتها وركبتها‬
‫ويحرم عليها تمكينه لحتمال الحيض ل طلقها لن علة تحريمه‬
‫من تطويل العدة ل يتأتى هنا لما تقرر في عدتها وعلى زوجها‬
‫مؤنها ول خيار له‪ ،‬لن وطأها متوقع )ومس المصحف( والمكث‬
‫بالمسجد إل لصلة أو طواف أو اعتكاف‪ ،‬ولو نفل )والقراءة في‬
‫غير الصلة(‪ ،‬وإن خشيت النسيان لمكان دفعه بإمرارها على‬
‫القلب والنظر في المصحف إما في الصلة فجائزة مطلقا‬
‫وفارقت فاقد الطهورين بأن جنابته محققة‪) .‬وتصلي( وجوبا‬
‫)الفرائض( ولو منذورة‪ ،‬وكذا صلة الجنازة كما بحثه السنوي‬
‫)أبدا( لحتمال الطهر )وكذا النفل( الراتب وغيره )في الصح(‬
‫ندبا‪ ،‬لنه من مهمات الدين فل وجه لحرمانها إياه‪ ،‬ولو بعد خروج‬
‫وقت الفرض كما صححه في الروضة‪ ،‬وإن صحح في كتب خلفه‬
‫لن إباحة النوافل المطلقة لها تدل على أنهم وسعوا لها في‬
‫شأن النوافل وسكت أي هنا وإل فقد صرح به في فصل القدوة‬
‫عن وجوب قضائها مع أنه المعتمد عندهما لطول تفريعه لكن‬
‫انتصر كثيرون لعدم وجوبه وأنه الذي عليه النص والجمهور‪.‬‬
‫)وتغتسل لكل فرض( في وقته كما بأصله وكأنه اكتفى بقوله‬
‫وتتوضأ وقت الصلة وذلك لحتمال النقطاع كل وقت ومن ثم لو‬
‫ذكرت وقته كعند الغروب اغتسلت عنده كل يوم فقط أو كانت‬
‫ذات تقطع لم تكرره مدة النقاء‪ ،‬لنه لم يطرأ بعده دم ويلزمها‬
‫إذا لم تنغمس إن ترتب بين أعضاء الوضوء على الوجه لحتمال‬
‫أنه واجبها ول يلزمها نيته على الوجه أيضا‪ ،‬لن جهلها بالحال‬
‫يصيرها كالغالط‪ ،‬وهو يجزئه الوضوء بنية نحو الحيض ول تجب‬
‫المبادرة بها عقبه‪ ،‬لنه ل يمكن تكرر النقطاع بينه وبينها بخلف‬
‫الحدث واحتمال وقوعه في الحيض والنقطاع بعده ل حيلة في‬
‫دفعه لكن ينبغي ندبها‪ ،‬لنها تقلل الحتمال‪ ،‬لنه في الزمن‬
‫الطويل أظهر منه في اليسير فإن أخرت جددت الوضوء حيث‬
‫يلزم المستحاضة المؤخرة‪) .‬وتصوم رمضان( لحتمال أنها طاهر‬
‫جميعه )ثم( تصوم )شهرا( آخر )كاملين( حال من رمضان وشهرا‬
‫وتنكيره غير مؤثر لتخصيصه بما قدرته وهي مؤكدة لرمضان لئل‬
‫يتوهم إطلقه على بعضه بل مؤسسة كما يعلم من قولنا التي‬
‫فالكمال إلى آخره ومؤسسة ل " شهرا " لفادتها أن المراد به‬
‫ثلثون يوما متوالية )فيحصل( لها بفرض أن رمضان ثلثون يوما‬
‫)من كل( منهما )أربعة عشر( يوما لحتمال أن حيضها الكثر وأنه‬
‫طرأ أثناء يوم وانقطع أثناء السادس عشر فيبطل منه ستة عشر‬
‫يوما فإن نقص رمضان حصل لها منه ثلثة عشر وبقي عليها ستة‬
‫عشر فإذا صامت شهرا كامل بقي عليها يومان هنا أيضا فالكمال‬
‫في رمضان قيد لغرض حصول الربعة عشر ل لبقاء اليومين كما‬
‫هو واضح فل اعتراض على المتن كما ل يعترض عليه بأنه ل يبقى‬
‫عليها شيء إذا علمت أن النقطاع كان ليل لوضوحه أيضا )ثم(‬
‫إذا بقي عليها يومان )تصوم من ثمانية عشر( يوما ستة أيام‬
‫)ثلثة أولها وثلثة آخرها فيحصل اليومان الباقيان(‪ ،‬لن الحيض‬
‫إن طرأ أثناء أول صومها حصل الخيران أو ثانيه فالول والثامن‬
‫عشر أو ثالثه فالولن‪ ،‬أو أثناء السادس عشر حصل الثاني‬
‫والثالث أو السابع عشر فالثالث والسادس عشر أو الثامن عشر‬
‫فالسادس عشر والسابع عشر ول تتعين هذه الكيفية كما هو‬
‫مبسوط في المطولت بل بالغ بعضهم فقال يمكن تحصيلها‬
‫بكيفيات تبلغ ألف صورة وصورة ولعله في جميع مسائل الصوم‬
‫بأنواعه ل في هذه الصورة بخصوصها لبداهة فساده )ويمكن‬
‫قضاء يوم( عليها بنذر مثل )بصوم يوم‪ ،‬ثم( صوم )الثالث( من‬
‫الول )والسابع عشر( منه لوقوع يوم من الثلثة في الطهر بكل‬
‫تقدير كما علم مما مر ول يتعين هذا أيضا‪) .‬وإن حفظت( أي‬
‫المتحيرة ل بقيد التفسير كما مر )شيئا( من عادتها ونسيت شيئا‬
‫كالوقت فقط أو القدر فقط )فلليقين( من طهر أو حيض‬
‫)حكمه(‪ ،‬وهذه تحيرها نسبي فلذا جعلها عقب المتحيرة المطلقة‬
‫فزعم أن سياقه يقتضي أنها متحيرة مطلقة ليس في محله‬
‫)وهي في( الزمن )المحتمل( للحيض والطهر )كحائض في‬
‫الوطء( ومس المصحف والقراءة في غير الصلة )وطاهر في‬
‫العبادة( المحتاجة للنية كما علم من المثلة السابقة احتياطا‬
‫كالمتحيرة المطلقة )وإن احتمل انقطاعا وجب الغسل لكل‬
‫فرض( احتياطا أيضا وإل فالوضوء لكل فرض ففي حفظ القدر‬
‫فقط كأن قالت كان حيضي ستة أيام من العشر الول من كل‬
‫شهر الخامس والسادس حيض يقينا وما بعد العاشر طهر يقينا‬
‫ومن السابع للعاشر يحتمل النقطاع فتغتسل لكل فرض ومن‬
‫الول للخامس يحتمل الطرو فل غسل قالوا ول تخرج هذه أي‬
‫المحافظة للقدر فقط عن التحير المطلق إل بحفظ قدر الدور‬
‫وابتدائه وقدر الحيض كهذا المثال بخلف قولها حيضي خمسة‬
‫وأضللتها في دوري ول أعرف سوى هذا أو ودوري ثلثون ول‬
‫أعرف ابتداءه فهي متحيرة مطلقة لن كل زمن يمر عليها‬
‫محتمل للثلثة الحيض والطهر والنقطاع وفي حفظ الوقت فقط‬
‫كأن قالت اعلم أني أحيض في الشهر مرة وأكون في سادسه‬
‫حائضا السادس حيض يقينا والعشر الخير طهر يقينا ومنه‬
‫للعشرين يحتمل النقطاع دون الطرو ومن الول للسادس‬
‫يحتمل الطرو فقط )والظهر أن دم الحامل( الصالح لكونه حيضا‪،‬‬
‫ولو بين توأمين حيض للخبر الصحيح }دم الحيض أسود يعرف{‬
‫ولنه ل يمنعه الرضاع لو وجد‪ ،‬وإن ندر فكذا الحمل‪ ،‬وإنما حكم‬
‫الشارع ببراءة الرحم به نظرا للغالب‪ ،‬وكون الحمل يسد مخرج‬
‫الحيض إنما هو أغلبي أيضا نعم الدم الخارج مع الطلق أو الولد‬
‫ليس حيضا ول نفاسا وإذا ثبت أنه حيض جرت عليه أحكامه إل‬
‫حرمة الطلق فيه إن انقضت العدة بالحمل لكونه منسوبا‬
‫للمطلق وإل حرم لنقضاء العدة بالحيض حينئذ )و( الظهر أن‬
‫)النقاء بين الدم( الذي يمكن كونه حيضا بأن لم يزد النقاء مع‬
‫الدم على خمسة عشر واحتوش بدمين في الخمسة عشر ولم‬
‫ينقص مجموع الدم عن أقل الحيض كما تفيده " أل " العهدية في‬
‫الدم فإصلح نسخة المصنف التي بخطه كذلك إلى أقل الحيض‬
‫ليس في محله )حيض( سحبا لحكم الحيض عليه‪ ،‬لنه لما نقص‬
‫عن أقل الطهر أشبه الفترة بين دفعات الدم‪ ،‬والفرق بينهما أن‬
‫النقاء شرطه أن تخرج القطنة بيضاء نقية والفترة تخرج معها‬
‫ملوثة‪ ،‬ومن ثم اتفقوا على أنها حيض ومحل الخلف في نحو‬
‫الصلة والصوم والوطء دون انقضاء العدة فإنه ل يحصل به‬
‫إجماعا ودون الطلق فإنه ل يحل فيه‪) .‬وأقل النفاس( وهو الدم‬
‫الخارج بعد فراغ جميع الرحم‪ ،‬وإن وضعت علقة أو مضغة فيها‬
‫صورة خفية أخذا مما مر في الغسل‪ ،‬إذ ل تسمى ولدة إل حينئذ‬
‫كما صرحوا به فل تخالف بين ما ذكروه هنا وفي العدد خلفا لمن‬
‫ظنه‪ ،‬وإطلقهم أنها ل تنقضي بعلقة محمول على الغلب أنه ل‬
‫صورة فيها خفية من النفس‪ ،‬وهو الدم‪ ،‬إذ به قوام الحياة أو‬
‫لخروجه عقب نفس وإذا لم يتصل بالولدة فابتداؤه من رؤية‬
‫الدم على تناقض للمصنف فيه وعليه فزمن النقاء ل نفاس فيه‬
‫فيلزمها فيه أحكام الطاهرات لكنه محسوب من الستين كما قاله‬
‫البلقيني )لحظة( هو كقول غيره مجة بمعنى قول الروضة ل حد‬
‫لقله أي ل يتقدر بل ما وجد منه‪ ،‬وإن قل نفاس لكن اللحظة‬
‫أنسب بذكر الغالب والكثر‪ ،‬لن الكل زمن )وأكثره ستون( يوما‬
‫)وغالبه أربعون( يوما بالستقراء كما مر‪) .‬ويحرم به ما حرم‬
‫بالحيض( حتى الطلق إجماعا‪ ،‬لنه دم حيض يجتمع قبل نفخ‬
‫الروح وبعد النفخ يكون غذاء الولد ول يؤثر في لحوقه به في ذلك‬
‫تخالفهما في غيره‪ ،‬إذ النفاس ل يتعلق به عدة ول استبراء ول‬
‫بلوغ لحصولها قبله بالولدة أو النزال الناشئ عنه العلوق وأقله‬
‫ل يمكن أن يسقط صلة لتعذر استغراقه لوقتها بخلف أقل‬
‫الحيض كذا نقله ابن الرفعة عن البندنيجي ولك منعه بأنه يتصور‬
‫إسقاطه لها بأن تكون مجنونة من أول الوقت إلى أن تبقى‬
‫لحظة فتنفس حينئذ فمقارنة النفاس لهذه اللحظة أسقطت‬
‫إيجاب الصلة عنها حتى ل يلزمها قضاؤها‪ ،‬ثم رأيت بعض الشراح‬
‫أشار لذلك )وعبوره ستين( يوما )كعبوره( أي الحيض )أكثره(‬
‫فيأتي هنا أقسام المستحاضة بأحكامها فإن اعتادت نفاسا وحيضا‬
‫فنفاسها العادة وبعد قدرها إلى مضي قدر طهرها المعتاد من‬
‫الحيض طهر‪ ،‬ثم بعده حيضها كعادتها أو نفاسا فقط فهي مبتدأة‬
‫في الحيض فطهرها بعد نفاسها المعتاد تسعة وعشرون يوما‪ ،‬ثم‬
‫تحيض أقله وتطهر تسعة وعشرين يوما وهكذا ومثلها فيما ذكر‬
‫مبتدأة فيهما‪ ،‬وإن تكررت ولدتها بل دم ونفاس المبتدأة مجة أو‬
‫حيضا فقط ردت في الحيض لعادتها فيه كالطهر وفي النفاس‬
‫لمحة كما ترد مميزة فيه لتمييزها ما لم تزد على ستين ول شرط‬
‫للضعيف هنا ولو نسيت عادة نفاسها احتاطت أبدا سواء المبتدأة‬
‫في الحيض والناسية لعادتها فيه‪ .‬وأما قول ابن الرفعة ل يتصور‬
‫التحير في النفاس إذ المذهب أن من عادتها أن ل تراه أصل إذا‬
‫رأت الدم وجاوز الستين تكون كالمبتدأة وحينئذ فابتداء نفاسها‬
‫معلوم وبه ينتفي التحير ففيه نظر‪ ،‬إذ ما ذكره ل يدل على انتفاء‬
‫مطلق التحير عن النفاس لما تقرر في الناسية‪ ،‬ومن ثم قال‬
‫الجلل البلقيني النفساء الناسية إن نسيت قدر عادة نفاسها‬
‫وعلمت وقت ولدتها وجاوز الدم تحتاط أبدا إن كانت مبتدأة‪ ،‬لن‬
‫ابتداء حيضها غير معلوم‪ ،‬وإن نسيت القدر والوقت بأن تقول‬
‫ولدت مجنونة واستمر بي الدم وأنا مبتدأة في الحيض احتاطت‬
‫‪.‬أبدا أيضا‬
‫كتاب الصلة‬
‫هههي شههرعا أقههوال وأفعههال مخصوصههة مفتتحههة بههالتكبير مختتمههة‬
‫بالتسليم غالبا فل ترد صلة الخرس وصلة المريض التي يجريههها‬
‫على قلبه‪ ،‬بل ل يردان مع حذف غالبا‪ ،‬لن وضع الصلة ذلك فمهها‬
‫خرج عنه لعارض ل يرد عليه سميت بذلك لشتمالها على الصههلة‬
‫لغة وهي الدعاء وخرج بقولي مخصوصة سههجدتا التلوة‪ ،‬والشههكر‬
‫فإنهما ليستا صلة كصههلة الجنههازة )المكتوبههات( أي المفروضههات‬
‫العينية )خمس( معلومة من الدين بالضرورة فههي كههل يههوم وليلههة‬
‫ول ترد الجمعة‪ ،‬لنها من جملة الخمس في يومها كما سيعلم من‬
‫كلمه ولم تجتمع هذه الخمس لغير نبينهها صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫وورد أن الصبح لدم‪ ،‬والظهر لداود‪ ،‬والعصر لسليمان‪ ،‬والمغههرب‬
‫ليعقوب‪ ،‬والعشاء ليونس ول ينافيه قول جبريل فههي خههبره التههي‬
‫بعد صلته الخمس هذا وقت النبياء قبلك لحتمال أن المههراد أنههه‬
‫وقتهههم علههى الجمههال وإن اختههص كههل ممههن ذكههر منهههم بههوقت‬
‫وفرضت ليلة السراء ولم يجب صحيح يوم تلك الليلة لعدم العلم‬
‫بكيفيتها فإن جبريل لما علمها له صلى اللههه عليههه وسههلم بصههلته‬
‫عند باب الكعبة مما يلي الحفرة‪ ،‬ثم إلى الحجر بالكسههر الخمههس‬
‫في أوقاتها مرتين في يومين ابتههداء بههالظهر إشههارة إلههى أن دينههه‬
‫سيظهر على الديان ظهورها على بقية الصلوات فمن ثههم تأسههى‬
‫أئمتنا بذلك وبآية }أقم الصلة لدلوك الشمس{ فههي البههداءة بههها‬
‫فقالوا‬
‫)الظهههر( سههميت بههذلك‪ ،‬لنههها أول صههلة ظهههرت كمهها تقههرر‬
‫ولفعلها وقت الظهيههرة أي الحههر )وأول وقتههه زوال الشههمس( أي‬
‫عقب وقت زوالها أي ميلها عن وسههط السههماء المسههمى بلوغههها‬
‫إليه بحالة الستواء باعتبار ما يظهر لنهها ل نفههس المههر فلههو ظهههر‬
‫أثناء التحرم لم يصح وإن كان بعده في نفس المر‪ ،‬وكذا في نحو‬
‫الفجر ويعلم بزيادة الظل على ظل الستواء إن كان وإل فبحدوثه‬
‫)وآخره مصير ظل الشيء( هو لغة الستر ومنه أنا في ظههل فلن‬
‫واصطلحا أمر وجودي خلقه اللههه لنفههع البههدن وغيههره تههدل عليههه‬
‫الشمس كما في الية لكن في الدنيا بههدليل }وظههل ممههدود{ ول‬
‫شمس ثم فليس هو عدمها خلفا لمن تههوهمه )مثلههه سههوى ظههل‬
‫استواء الشمس( أي الظل الموجود عنههده فههي غههالب البلد وقههد‬
‫ينعدم في بعضها كمكة في بعض اليام واختلفههوا فههي قههدره فيههها‬
‫فقيل يوم واحد هو أطول أيههام السههنة وقيههل جميههع أيههام الصههيف‬
‫وقيل ستة وخمسون يوما وقيل ستة وعشرون قبل انتهاء الطول‬
‫ومثلها عقبه وقيل يومان يوم قبل الطههول بسههتة وعشههرين يومهها‬
‫ويوم بعده بستة وعشرين وما عدا الخير‪ ،‬والول غلط والذي بينه‬
‫أئمة الفلك هو الخير وقول أصحابنا أن صنعاء كمكههة فههي ذلههك ل‬
‫يوافق ما حرره أئمة الفلك‪ ،‬لن عرض مكة أحد وعشههرون درجههة‬
‫وعرض صنعاء على ما في زيج ابن الشاطر خمس عشههرة درجههة‬
‫تقريبا فل ينعدم الظل فيهها إل قبههل الطهول بنحههو خمسهين يومها‬
‫وبعده بنحوها أيضا وقد بسطت الكلم علههى ذلههك ومهها يتعلههق بههه‬
‫ويوضحه في شرح العباب ولها وقت فضههيلة أول الههوقت‪ ،‬وجههواز‬
‫إلى ما يسع كله‪ ،‬ثم حرمة ونوزع فيه بأن المحرم التههأخير إليههه ل‬
‫إيقاعههها فيههه ويههرد بههأن هههذا ل يمنههع تسههميته وقههت حرمههة بههذلك‬
‫العتبار‪ ،‬وضرورة وسيأتي وهذه الربعة تجههزئ فههي البقيههة وعههذر‬
‫وهو وقت العصر لمن يجمع‪ ،‬واختيار وهو وقت الجههواز )وهههو( أي‬
‫مصير ظل الشيء مثله سههوى ظههل السههتواء أي عقبههه هههو )أول‬
‫وقت العصر( لكن ل يكاد يتحقق ظهور ذلك إل بأدنى زيههادة وهههي‬
‫من وقت العصر فلو فرض مقارنة تحرمه لها باعتبار ما يظهر لنهها‬
‫صح نظير ما قالوه في عههرض الشههراك أن فعههل الظهههر ل يسههن‬
‫تأخيره عنه‪ ،‬والتأخير في خهبر جبريهل لمصهير الفيهء مثلهه ليهس‬
‫للشتراط‪ ،‬بهل‪ ،‬لن الهزوال ل يتهبين بأقهل مهن قهدره عهادة فهإن‬
‫فرض تبينه بأقل منه عمل به وذلك لما في حديث جبريل وسههنده‬
‫صحيح }وصلى بههي العصههر حيههن كههان ظلههه أي الشههيء مثلههه ول‬
‫ينافيه قوله وصلى بي الظههر حيهن كهان ظلهه مثلهه{‪ ،‬لن معنهاه‬
‫فرغ منها حينئذ كما شههرع فههي العصههر فههي اليههوم الول حينئذ فل‬
‫اشتراك بين الوقتين لخبر مسلم }وقت الظهر إذا زالت الشمس‬
‫ما لم يحضر العصر{ )ويبقى( وقته )حتى تغرب( الشههمس للخههبر‬
‫الصهحيح }وقهت العصهر مها لهم تغهرب الشهمس{ سهميت بهذلك‬
‫لمعاصرتها الغروب كذا قيل ولو قيل لتناقص ضوء الشههمس منههها‬
‫حتى يفنى تشبيها بتناقص الغسالة من الثوب بالعصر حههتى تفنههى‬
‫لكان أوضح )‪ ،‬والختيار أن ل يؤخر( بالفوقية )عن( وقههت )مصههير‬
‫الظل( للشيء )مثلين( سوى ظل السههتواء إن كههان‪ ،‬لن جبريههل‬
‫صلها به في ثاني يوم حينئذ ولههها غيههر الوقههات الربعههة السههابقة‬
‫وقت اختيار وهو هذا ووقههت عههذر وهههو وقههت الظهههر لمههن يجمههع‬
‫ووقت كراهة بعد الصفرار فأوقاتها سبعة وزيد ثامن على ضعيف‬
‫وهو صلتها فيه بعد إفسادها فإنها قضاء عند جمع ومع ضعفه هههو‬
‫ل يختص بالعصر وهي الصلة الوسطى لصحة الحديث به من غير‬
‫معههارض فهههي أفضههل الصههلوات وتليههها الصههبح‪ ،‬ثههم العشههاء‪ ،‬ثههم‬
‫الظهر‪ ،‬ثم المغرب فيمها يظههر مهن الدلهة وإنمها فضهلوا جماعهة‬
‫الصبح‪ ،‬والعشاء‪ ،‬لنها فيهما أشق‬
‫]فرع[‪ :‬عادت بعد الغروب عاد الوقت كمهها ذكههره ابههن العمههاد‬
‫وقضههية كلم الزركشههي خلفههه وأنههه لههو تههأخر غروبههها عههن وقتههه‬
‫المعتاد قدر غروبها عنده وخرج الوقت وإن كانت موجودة ا ه وما‬
‫ذكره آخرا بعيد‪ ،‬وكذا أول فالوجه كلم ابن العمهاد ول يضهر كهون‬
‫عودها معجزة له صلى الله عليه وسلم كما صح حديثها في وقعههة‬
‫الخندق خلفا لمن زعم ضعفه‪ ،‬أو وضعه‪ ،‬وكذا صههح أنههها حبسههت‬
‫له عن الغروب ساعة من نهههار ليلههة السههراء‪ ،‬لن المعجههزة فههي‬
‫نفس العود وأما بقاء الوقت بعودها فبحكم الشههرع ومههن ثههم لمهها‬
‫عههادت صههلى علههى العصههر أداء‪ ،‬بههل عودههها لههم يكههن إل لههذلك‬
‫لشتغاله حتى غربت بنومه صلى الله عليه وسلم في حجره قههال‬
‫ابن العماد ويحتاج لمعرفة وقت العصر إذا طلعت من مغربههها ا ه‬
‫وأقول‪ :‬جاء في حديث مرفوع }أنها إذا طلعت من مغربههها تسههير‬
‫إلى وسط السماء‪ ،‬ثم ترجههع‪ ،‬ثههم بعههد ذلههك تطلههع مههن المشههرق‬
‫كعادتها{ وبه يعلم أنه يدخل وقت الظهههر برجوعههها‪ ،‬لنههه بمنزلههة‬
‫زوالهها ووقههت العصهر إذا صهار ظهل كهل شهيء مثلهه‪ ،‬والمغههرب‬
‫بغروبها وفي هذا الحديث أن ليلة طلوعها من مغربها تطول بقدر‬
‫ثلث ليال لكن ذلك ل يعرف إل بعد مضيها لنبهامههها علههى النههاس‬
‫فحينئذ قياس ما يأتي في التنبيه التي أنه يلزمههه قضههاء الخمههس‪،‬‬
‫لن الههزائد ليلتههان فيقههدران عههن يههوم وليلههة وواجبهمهها الخمههس‬
‫)والمغههرب( يههدخل وقتههه )بههالغروب( أي غيبوبههة جميههع قههرص‬
‫الشمس وإن بقي الشعاع ويعرف في العمران‪ ،‬والصههحاري الههتي‬
‫بها جبال بزوال الشعاع من أعالي الحيطههان‪ ،‬والجبههال مههن غههرب‬
‫بعههد )ويبقههى( وقتههها )حههتى يغيههب الشههفق الحمههر فههي القههديم(‬
‫للحاديث الصحيحة الصريحة فيه‪ ،‬والحمر صفة كاشفة إذ الشفق‬
‫حيث أطلق إنما ينصرف للحمر وخرج بههه الصههفر‪ ،‬والبيههض ولههو‬
‫لم يغب‪ ،‬أو لم يكن بمحل اعتبر حينئذ غيبته بأقرب محل إليه ولها‬
‫غير الربعة السههابقة وقههت عههذر وهههو وقههت العشههاء لمههن يجمههع‬
‫ووقت اختيار وهو وقت الفضيلة لنقل الترمههذي عههن العلمههاء مههن‬
‫الصحابة فمن بعدهم كراهة تأخيرها عن أول الوقت ويؤخذ منه إذ‬
‫من هؤلء القائلون بالجديد كراهة هذا التهأخير حهتى علهى الجديههد‬
‫وحينئذ فل يتصور عليها أن لههها وقههت جههواز بل كراهههة وكههأنه‪ ،‬لن‬
‫في وقتها مههن الخلف مهها ليههس فههي غيههره فههإن قلههت يههأتي فههي‬
‫ضبطه وقت الفضيلة ما يفهم منه أنه يقرب من وقت الجواز هنهها‬
‫على الجديد قلت ادعهاء قربهه منهه ممنهوع إذ المعتهبر فهي وقهت‬
‫الجواز على الجديد زمن ما يجب ويندب بتقههدير وقههوعه وإن نههدر‬
‫وهذا يقرب من نصههف وقتههها علههى القههديم وفههي وقههت الفضههيلة‬
‫عليهما ما يحتاجه بالفعل وهو ينقص عن ذلك بكثير فيتصهور حههتى‬
‫على الجديد وقت فضيلة أول الوقت وما فضل عنه كراهة فتأمله‬
‫)وفي الجديد ينقضي بمضي قههدر( زمههن )وضههوء( وغسههل وتيمههم‬
‫وطلب خفيف وإزالة خبث يعههم البههدن‪ ،‬والثههوب‪ ،‬والمحههل ويقههدر‬
‫مغلظا )وستر عورة( واجتهههاد فههي القبلههة )وأذان( ولههو فههي حههق‬
‫امرأة على الوجه‪ ،‬لنه ينههدب لههها إجههابته )وإقامههة( وألحههق بهمهها‬
‫سائر سنن الصلة المتقدمة عليها كتعمم وتقمص ومشههي لمحههل‬
‫الجماعة وأكل جائع حتى يشبع )وخمس ركعات(‪ ،‬بل سههبع لنههدب‬
‫ثنتين قبلها أيضا‪ ،‬لن جبريل صلها في اليههومين فههي وقههت واحههد‬
‫وجوابه أن المبين فيه إنما هو أوقات الختيار وقد تقههرر أن وقههت‬
‫اختيارها هو وقت فضيلتها على أنه متقدم بمكههة وهههذه الحههاديث‬
‫متأخرة بالمدينة فقدمت ل سههيما وهههي أكههثر رواة وأصههح إسههنادا‬
‫واستثنيت هذه المور لتوقف بعضههها علههى دخههوله وعههدم وجههوب‬
‫تقديم باقيها‪ ،‬والعبرة في جميعها بالوسط المعتدل من فعههل كههل‬
‫إنسان واستشكل الجديد باتفاقهم علههى جمههع التقههديم فيههه ومههن‬
‫شرطه وقوع الثانية في وقت الولى وأجيب بأن الههوقت السههابق‬
‫يسعهما سيما إن قدمت تلك المور على الوقت )ولههو شههرع فههي‬
‫الوقت( على الجديد وقد بقي منه ما يسعها وإل لم يجز المد كههذا‬
‫أطلقوه وبه يندفع بحث بعضهم أن من أدرك ركعة لزمه المبههادرة‬
‫بإيقاع ما يمكنه منههها فههي الههوقت‪ ،‬أو دون ركعههة لههم يلزمههه ذلههك‬
‫)ومد( في صلته المغرب وهي مثال إذ سائر الخمههس إل الجمعههة‬
‫كذلك بقراءة‪ ،‬أو ذكر‪ ،‬بل‪ ،‬أو سكوت كما هو ظههاهر )حههتى( خههرج‬
‫وقتها على الجديد جاز قيل بل خلف فل كراهة ول خلف الولههى‪،‬‬
‫أو حتى )غاب الشفق جاز( لههه ذلههك المههد مههن غيههر كراهههة لكنههه‬
‫خلف الولههى )علههى الصههحيح( وإن لههم يوقههع منههها ركعههة علههى‬
‫المعتمد لما صح }أنه صلى الله عليه وسلم قرأ فيها العراف في‬
‫الركعتين كلتيهما{ وأن الصديق رضي الله عنه طههول فههي الصهبح‬
‫فقيههل لههه كهادت الشههمس أن تطلههع فقههال لههو طلعههت لههم تجههدنا‬
‫غافلين ولظهور شذوذ المقابل قطع في غير هذا الكتههاب بههالجواز‬
‫نعم يحرم المد إن ضاق وقت الثانية عنها ويظهر أن مثلههه مهها لههو‬
‫كان عليه فائتة فورية وسههيأتي آخههر سههجود السهههو بسههط يتعلههق‬
‫بذلك فراجعه )قلت القديم أظهر والله أعلم(‪ ،‬بههل هههو جديههد‪ ،‬لن‬
‫الشافعي رضي الله عنه علق القههول بههه فههي الملء علههى صههحة‬
‫الحديث وقد صحت فيه أحاديث من غير معارض )والعشاء( يدخل‬
‫وقتها وهي بكسر العين‪ ،‬والمد لغة اسم لول الظلم وسميت بههه‬
‫الصلة لفعلها حينئذ )بمغيب الشفق( الحمر لما مر وينبغهي نههدب‬
‫تأخيرها لزوال الصفر‪ ،‬والبيض خروجا من خلف من أوجب ذلههك‬
‫ومر أن من ل شفق لهم يعتبر بأقرب بلد إليهم ويظهههر أن محلههه‬
‫ما لم يؤد اعتبار ذلههك إلههى طلههوع فجههر هههؤلء بههأن كههان مهها بيههن‬
‫الغههروب ومغيههب الشههفق عنههد هههم بقههدر ليههل هههؤلء ففههي هههذه‬
‫الصورة ل يمكن اعتبار مغيب الشفق لنعدام وقت العشههاء حينئذ‬
‫وإنما الذي ينبغي أن ينسب وقت المغرب عنههد أولئك إلههى ليلهههم‬
‫فإن كان السههدس مثل جعلنهها ليههل هههؤلء سدسههه وقههت المغههرب‬
‫وبقيته وقت العشاء وإن قصههر جههدا‪ ،‬ثهم رأيهت بعضهههم ذكهر فهي‬
‫صورتنا هذه اعتبار غيبوبهة الشههفق بههالقرب وإن أدى إلهى طلههوع‬
‫فجر هؤلء فل يدخل به وقت الصبح عنهد ههم‪ ،‬بهل يعتهبرون أيضها‬
‫بفجر أقرب البلد إليهم وهو بعيد جدا إذ مع وجود فجر لهم حسي‬
‫كيف يمكن إلغاؤه ويعتبر فجر القرب إليهم والعتبار بههالغير إنمهها‬
‫يكون كما يصرح به كلمهم فيمن انعدم عند هم ذلك المعتبر دون‬
‫ما إذا وجد فيدار المر عليه ل غير ول ينافي هذا إطلق أبي حامد‬
‫التي لتعين حمله على اعتبار ما قررته من النسبة )ويبقى( وقتههها‬
‫)إلى الفجر( الصادق لخبر مسلم }ليههس فههي النههوم تفريههط إنمهها‬
‫التفريط على من لههم يصههل الصههلة حههتى يههدخل وقههت الخههرى{‬
‫خرجت الصبح إجماعا فيبقى على مقتضاه فههي غيرههها )والختيههار‬
‫أن ل تؤخر عن ثلث الليل( اتباعا لفعل جبريل )وفي قوله نصههفه(‬
‫لحديث صحيح فيه ومن ثههم كههان عليههه الكههثرون ولههها غيههر هههذا‪،‬‬
‫والربعة السابقة وقههت كراهههة وهههو مهها بيههن الفجريههن كمهها قههاله‬
‫الشيخ أبو حامد وهو أوجه من قههول الرويههاني باتحههاده مههع وقههت‬
‫الجواز وإن حكاه في شرح الروض ولم يتعقبه‪ ،‬ووقهت عههذر وههو‬
‫وقت المغرب لمن يجمع تقديما‬
‫]تنبيه[‪ :‬لو عدم وقههت العشههاء كههأن طلههع الفجههر كمهها غربههت‬
‫الشههمس وجههب قضههاؤها علههى الوجههه مههن اختلف فيههه بيههن‬
‫المتأخرين ولو لم تغب إل بقدر ما بين العشههاءين فههأطلق الشههيخ‬
‫أبو حامد أنه يعتبر حالهم بأقرب بلد يليهم وفههرع عليههه الزركشههي‬
‫وابن العماد أنهم يقدرون في الصوم ليلهم بأقرب بلههد إليهههم‪ ،‬ثههم‬
‫يمسكون إلى الغروب بأقرب بلد إليهم وما قاله إنما يظهر إن لم‬
‫تسع مدة غيبوبتها أكل ما يقيم بنية الصائم لتعذر العمل به عندهم‬
‫فاضطررنا إلى ذلك التقدير بخلف ما إذا وسههع ذلههك وليههس هههذا‬
‫حينئذ كأيام الدجال لوجود الليل هنا وإن قصر ولو لم يسع ذلك إل‬
‫قدر المغرب أو أكل الصائم قدم أكله وقضى المغرب فيما يظهههر‬
‫)والصبح( يدخل وقتها )بههالفجر الصههادق(‪ ،‬لن جبريههل صههلها أول‬
‫يوم حين حرم الفطر على الصائم وإنمهها يحههرم بالصههادق إجماعهها‬
‫ول نظر لمن شذ فلم يحرمه إل بطلوع الشمس ومن ثههم رد وإن‬
‫نقل عن أجلء صحابة وتابعين بأنه مخالف للجماع وإن استدل له‬
‫بقوله تعالى }فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهههار مبصههرة{ الههدال‬
‫على أنه ل آية للنههار إل الشهمس المؤيهد بآيهة }يولهج الليهل فهي‬
‫النهار{ الدالة على أنه ل فاصههل بينهمهها‪ ،‬لن كههل ذلههك سفسههاف‬
‫ومن ثم استبعد غير واحد صحة ذلك عن أحد يعتد به )وهو( بياض‬
‫شعاع الشمس عند قربها مههن الفههق الشههرقي )المنتشههر ضههوءه‬
‫معترضا بالفق( أي نواحي السهماء بخلف الكههاذب وههو مهها يبههدو‬
‫مستطيل وأعله أضوأ من باقيه‪ ،‬ثم تعقبه ظلمة‬
‫]تنبيه[‪ :‬فههي تحقيههق هههذا وكههونه مسههتطيل كلم طويههل لهههل‬
‫الهيئة مبني على الحههدس المبنههي علههى قواعههد الحكمههاء الباطلههة‬
‫شرعا من منع الخرق‪ ،‬واللتئام‪ ،‬أو التي لههم يشهههد بصههحتها علههى‬
‫أنه ل يفي ببيان سبب كون أعله أضوأ مع أنه أبعد من أسفله من‬
‫مستمده وهو الشمس ول ببيان سبب انعدامه بالكلية حتى تعقبههه‬
‫ظلمة كما صرح به الئمة وقدروها بسههاعة‪ ،‬والظههاهر أن مرادهههم‬
‫مطلق الزمن‪ ،‬لنها تطول تارة وتقصههر أخههرى وزعههم بعههض أهههل‬
‫الهيئة عدم انعدامه وإنما يتناقص حتى ينغمر فههي الفجههر الصههادق‬
‫ولعله باعتبار التقدير ل الحس وفي خبر مسههلم }ل يغرنكههم أذان‬
‫بلل ول هذا العارض لعمود الصبح حتى يستطير{ أي ينتشر ذلههك‬
‫العمود أي في نواحي الفق وقهد يؤخهذ مههن تسههمية الفجهر الول‬
‫عارضا للثههاني شههيئان أحههدهما أنههه يعههرض للشههعاع الناشههئ عنههد‬
‫الفجر الثاني انحباس قهرب ظهههوره كمهها يشهعر بههه التنفهس فهي‬
‫قوله تعالى }والصبح إذا تنفس{ وعند ذلك النحباس يتنفس منههه‬
‫شيء من شبه كوة‪ ،‬والمشاهد في المنحبس إذا خرج بعضه دفعة‬
‫أن يكون أوله أكثر من آخههره وههذا لكههون كلم الصهادق قههد يهدل‬
‫عليههه ولنبههائه عههن سههبب طههوله وإضههاءة أعله واختلف زمنههه‬
‫وانعههدامه بالكليههة الموافههق للحههس أولههى ممهها ذكههره أهههل الهيئة‬
‫القاصر عن كل ذلههك‪ ،‬ثانيهمهها أنههه صههلى اللههه عليههه وسههلم أشههار‬
‫بالعارض إلى أن المقصود بالذات هههو الصههادق وأن الكههاذب إنمهها‬
‫قصد بطريق العرض ليتنبه الناس به لقرب ذلههك فيتهيئوا ليههدركوا‬
‫فضههيلة أول الههوقت لشههتغالهم بههالنوم الههذي لههول هههذه العلمههة‬
‫لمنعهم إدراك أول الوقت فالحاصل أنه نور يبرزه اللههه مههن ذلههك‬
‫الشعاع‪ ،‬أو يخلقه حينئذ علمة على قرب الصبح ومخالفها لهه فهي‬
‫الشكل ليحصل التمييز وتتضح العلمة العارضة مههن المعلههم عليههه‬
‫المقصود فتأمل ذلك فإنه غريب مهم‬
‫وفي حديث عند أحمد }ليس الفجر البيض المستطيل في الفههق‬
‫ولكن الفجر الحمر المعترض{ وفيه شاهد لما ذكرته آخههرا وممهها‬
‫يؤيد ما أشرت إليه من الكوة ما أخرجه غير واحد عن ابن عبههاس‬
‫أن للشمس ثلثمائة وستين كوة تطلع كل يههوم مههن كههوة فل بههدع‬
‫أنها عند قربها من تلك الكوة ينحبس شعاعها‪ ،‬ثم يتنفس كما مر‪،‬‬
‫ثم رأيت للقرافي المالكي وغيره كالصبحي من أئمتنا فيههه كلمهها‬
‫يوضحه ويبين صحة ما ذكرته من الكوة ويوافق استشكالي لكونه‬
‫يظهر‪ ،‬ثم يغيب وحاصله وإن كان فيه طول لمس الحاجة إليه أنه‬
‫بياض يطلع قبل الفجر الصادق‪ ،‬ثم يذهب عنههد أكهثر البصهار دون‬
‫الراصد المجتهد القوي النظر‪ .‬وذكر ابن بشههير المههالكي أنههه مههن‬
‫نور الشمس إذا قربت مههن الفههق فههإذا ظهههر أنسههت بههه البصههار‬
‫فيظههر لهها أنهه غهاب وليهس كهذلك ونقهل الصهبحي إبراهيهم أن‬
‫بعضهم ذكر أنه يذهب بعد طلوعه ويعود مكههانه ليل وهههذا البعههض‬
‫كثيرون من أئمتنا كما مر وأن أبا جعفر البصري بعد أن عرفه بأنه‬
‫عند بقاء نحو ساعتين يطلع مستطيل إلى نحههو ربههع السههماء كههأنه‬
‫عمود وربما لم ير إذا كان الجو نقيا شتاء وأبين ما يكههون إذا كههان‬
‫الجو كدرا صيفا أعله دقيق وأسفله واسههع أي ول ينههافي هههذا مهها‬
‫قدمته أن أعله أضوأ‪ ،‬لن ذاك عند أول الطلوع وهههذا عنههد مزيههد‬
‫قربه من الصادق وتحته سواد‪ ،‬ثم بياض‪ ،‬ثههم يظهههر ضههوء يغشههي‬
‫ذلك كله‪ ،‬ثم يعترض‪ :‬ورده بأنه رصده نحو خمسين سنة فلم يههره‬
‫غاب وإنما ينحدر ليلتقي مع المعترض في السواد ويصيران فجههرا‬
‫واحدا وزعم غيبته‪ ،‬ثم عوده وهم‪ ،‬أو رآه يختلف باختلف الفصول‬
‫فظنه يذهب وبعض الموقههتين يقههول هههو المجههرة إذا كههان الفجههر‬
‫بالسههعود ويلزمههه أنههه ل يوجههد إل نحههو شهههرين فههي السههنة قههال‬
‫القرافي وقال آخرون هو شعاع الشمس يخههرج مههن طههاق بجبههل‬
‫قاف‪ ،‬ثم أبطله بأن جبل قاف ل وجود له وبرهن عليه بما يرده ما‬
‫جاء عن ابن عباس من طرق خرجها الحفاظ وجماعة منهم ممههن‬
‫التزموا تخريج الصحيح وقول الصحابي ذلك ونحههوه ممهها ل مجههال‬
‫للرأي فيه حكمه حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليههه وسههلم‬
‫منها }أن وراء أرضههنا بحههرا محيطهها‪ ،‬ثهم جبل يقههال لهه قهاف‪ ،‬ثههم‬
‫أرضا‪ ،‬ثم بحرا‪ ،‬ثم جبل وهكذا حههتى عههد سههبعا مههن كههل{ وأخههرج‬
‫بعض أولئك عن عبد الله بههن بريههدة أنههه جبههل مههن زمههرد محيههط‬
‫بالدنيا عليه كنفا السماء وعن مجاهد مثله وكما اندفع بذلك قههوله‬
‫ل وجود له اندفع قوله‪ :‬أثره ول يجوز اعتقاد ما ل دليل عليه‪ ،‬لنههه‬
‫إن أراد بالدليل مطلق المارة فهذا عليه أدلة أو المارة القطعيههة‬
‫فهذا مما يكفي فيه الظن كما هو جلي‪ ،‬ثههم نقههل أعنههي القرافههي‬
‫عن أهل الهيئة أنه يظهر‪ ،‬ثم يخفى دائما‪ ،‬ثم استشكله‪ ،‬ثم أطههال‬
‫في جوابه بما ل يتضح إل لمن أتقن علمههي الهندسههة‪ ،‬والمنههاظرة‬
‫وأولى منه أنه يختلف باختلف النظر لختلفه بههاختلف الفصههول‪،‬‬
‫والكيفيات العارضة لمحله قد يههدق فههي بعههض ذلههك حههتى ل يكههاد‬
‫يرى أصل وحينئذ فهههذا عههذر مههن عههبر بههأنه يغيههب وتعقبههه ظلمههة‬
‫)ويبقى حتى تطلههع الشههمس( لخههبر مسههلم بههذلك ويكفههي طلههوع‬
‫بعضههها بخلف الغههروب إلحاقهها لمهها لههم يظهههر بمهها ظهههر لقههوته‬
‫)والختيههار أن ل تههؤخر عههن السههفار( وهههو الضههاءة بحيههث يميههز‬
‫الناظر القريب منه‪ ،‬لن جبريل صلها ثاني يههوم كههذلك ولههها غيههر‬
‫هذا‪ ،‬والوقات الربعة السابقة وقت كراهههة مههن الحمههرة إلههى أن‬
‫يبقى ما يسعها‬
‫]تنبيه[‪ :‬المراد بوقت الفضيلة ما يزيد فيههه الثههواب مههن حيههث‬
‫الوقت وبوقت الختيار ما فيههه ثههواب دون ذلهك مههن تلههك الحيثيههة‬
‫وبوقت الجواز ما ل ثواب فيه منها وبوقت الكراهيههة مهها فيههه ملم‬
‫منها وبوقت الحرمة ما فيه إثم منها وحينئذ فل ينافي هذا ما يههأتي‬
‫أن الصلة غير ذات السبب في الوقت المكروه‪ ،‬أو المتحههرى هههو‬
‫بها ل تنعقد‪ ،‬لن الكراهة ثم من حيث إيقاعها فيه وهنا مههن حيههث‬
‫التأخير إليه ل اليقاع وإل لنافى أمر الشههارع بإيقاعههها فههي جميههع‬
‫أجزاء الوقت فإن قلت ظاهر ما ذكر في وقت الفضيلة‪ ،‬والختيار‬
‫تغايرهما وقد صرحوا باتحادهما في وقت المغههرب كمهها مههر وفههي‬
‫قولهم في نحو العصر وقت اختيارها من مصير المثل إلههى مصههير‬
‫المثلين وفضههيلتها أول الههوقت قلههت الختيههار لههه إطلقههان إطلق‬
‫يههرادف وقههت الفضههيلة وإطلق يخالفههها وهههو الكههثر المتبههادر فل‬
‫تنافي ومما يصرح بالثاني قولهم في كل من العصههر‪ ،‬والصههبح لههه‬
‫وقت فضيلة أول الوقت‪ ،‬ثم اختيار إلى مصير المثلين‪ ،‬أو السفار‬
‫فصرحوا بتخالفهما هنا جريا على الطلق الثاني‬
‫]فائدتان[‪ :‬إحداهما قيههل الحكمههة فههي كههون المكتوبههات سههبع‬
‫عشرة ركعة أن زمن اليقظة من اليوم‪ ،‬والليلة سبع عشرة ساعة‬
‫غالبا اثنا عشر النهار ونحو ثلث سههاعات مههن الغههروب وسههاعتين‬
‫من قبيل الفجر فجعل لكل ساعة ركعة لتجههبر مهها يقههع فيههها مههن‬
‫التقصيرات ثانيتهما اختصاص الخمس بهذه الوقات تعبد عند أكثر‬
‫العلماء وأبدى غيرهههم لههه حكمهها مههن أحسههنها تههذكر النسههان بههها‬
‫نشههأته إذ ولدتههه كطلههوع الشههمس ونشههؤه كارتفاعههها وشههبابه‬
‫كوقوفها عند الستواء وكهولته كميلها وشيخوخته كقربها للغههروب‬
‫وموته كغروبها وفيه نقص فيزاد عليه وفناء جسمه كانمحاق أثرها‬
‫وهو الشفق الحمهر فهوجبت العشهاء حينئذ تهذكيرا بهذلك كمها أن‬
‫كماله في البطن وتهيئته للخروج كطلوع الفجر الههذي هههو مقدمههة‬
‫لطلوع الشمس المشبه بالولدة فوجبت الصبح حينئذ لههذلك أيضهها‬
‫وكان حكمة كون الصبح ركعتين بقاء كسل النوم والعصرين أربعهها‬
‫أربعهها تههوفر النشههاط عنههد همهها بمعانههاة السههباب وكههان حكمههة‬
‫خصوصها تركههب النسههان مههن عناصههر أربعههة وفيههه أخلط أربعههة‬
‫فجعل لكل من ذلك في حال النشاط ركعة لتصلحه وتعدله وهههذا‬
‫أولى وأظهر مههن قههول القفههال إنمهها لههم يههزد عليههها‪ ،‬لن مجمههوع‬
‫آحادها عشرة ول شيء من العدد يخرج أصله عنها‪ ،‬والمغرب ثلثا‬
‫أنها وتر النهار كما في الحديث فتعود عليه بركة الوترية }أن اللههه‬
‫وتر يحب الوتر{ ولم تكن واحدة‪ ،‬لنها تسههمى البههتيراء مههن البههتر‬
‫وهو القطع وألحقت العشههاء بالعصههرين لينجههبر نقههص الليههل عههن‬
‫النهار إذ فيه فرضان وفي النهار ثلثة لكون النفس علههى الحركههة‬
‫فيه أقوى‬
‫]فرع[‪ :‬صح أن أول أيام الدجال كسنة وثانيههها كشهههر وثالثههها‬
‫كجمعة‪ ،‬والمر في اليوم الول وقيس بههه الخيههران بالتقههدير بههأن‬
‫تحرر قدر أوقات الصلوات وتصلى‪ ،‬وكذا الصوم وسههائر العبههادات‬
‫الزمانية وغير العبادات كحلول الجال ويجري ذلك فيما لو مكثههت‬
‫الشمس طالعة عند قوم مدة‬
‫]تنبيه[‪ :‬ذكر أصههحابنا أن المههواقيت مختلفههة بههاختلف ارتفههاع‬
‫البلد فقد يكون الزوال ببلد طلوعههها بههآخر وعصههرا بههآخر ومغربهها‬
‫بآخر وعشاء بآخر وما ذكروه أن سبب ذلك اختلف ارتفاع الرض‬
‫ل يوافق كلم علماء الهيئة‪ ،‬والميقات‪ ،‬لن ذلههك إنمهها ينبنههي علههى‬
‫كرية الرض‪ ،‬والفلك دون ارتفاع الرض وانخفاضها‪ ،‬لنه ليس لههه‬
‫كههبير ظهههور فههي الحههس إذ أعظههم جبههل ارتفاعهها علههى الرض‬
‫فرسخان وثلث فرسخ ونسبته إلى كرة الرض تقريبا كنسبة سبع‬
‫عرض شعيرة إلى كرة قطرههها ذراع فلههم ينشههأ ذلههك الختلف إل‬
‫من اختلف أوضهاع الشهمس بالنسهبة إلهى كهرة الرض فمها مهن‬
‫درجة من الفلك تكون فيها الشههمس فههي وقههت مههن الوقههات إل‬
‫وهي طالعة بالنسبة إلى بقعة غاربة بالنسبة إلى أخرى متوسههطة‬
‫بالنسبة إلى أخرى في وقههت عصههر بالنسههبة إلههى أخههرى وعشههاء‬
‫وصبح كذلك )قلت يكره تسمية المغرب عشاء و( تسمية )العشاء‬
‫عتمة( للنهي الصحيح عنهما وورود تسمية الثاني لبيان الجواز )و(‬
‫يكره )النهوم قبلههها( أي قبههل فعلههها بعهد دخههول وقتهها ولهو وقههت‬
‫المغرب لمن يجمع }‪ ،‬لنه صلى اللههه عليههه وسهلم كههان يكرهههه{‬
‫وما بعده رواه الشيخان ولنه ربما استمر نومه حتى فات الههوقت‬
‫ويجري ذلك في سائر أوقات الصلوات ومحل جواز النوم إن غلبه‬
‫بحيث صار ل تمييز له ولم يمكنههه دفعههه‪ ،‬أو غلههب علههى ظنههه أنههه‬
‫يستيقظ وقد بقي من الههوقت مهها يسههعها وطهرههها وإل حههرم ولههو‬
‫قبل دخول الوقت على ما قاله كثيرون ويؤيده ما يأتي من وجوب‬
‫السهعي للجمعهة علههى بعيهد الههدار قبههل وقتهها إل أن يجههاب بأنههها‬
‫مضافة لليوم بخلف غيرها ومن ثم قال أبو زرعة المنقههول خلف‬
‫ما قاله أولئك )والحديث بعدها( أي بعد دخول وقتها وفعلههها فيههه‪،‬‬
‫أو قدره إن جمعها تقديما ل قبل ذلك على الوجه‪ ،‬لنه ربما فههوته‬
‫صلة الليل‪ ،‬أو أول وقت الصبح‪ ،‬أو جميعه وليختههم عملههه بأفضههل‬
‫العمال وقضية الول كراهته قبلها أيضا لكن فههرق السههنوي بههأن‬
‫إباحة الكلم قبلها تنتهي بالمر بإيقاعها فههي وقههت الختيههار‪ ،‬وأمهها‬
‫بعدها فل ضابط له فكان خوف الفوات فيه أكههثر وهههو أوجههه مههن‬
‫قول غيره‪ :‬هو قبلها أولى بالكراهههة لتفههويته فضههيلة أول الههوقت‪،‬‬
‫ويرد بما يعلم مما يأتي أن مطلق الحديث قبلها ل يستلزم تفويت‬
‫ذلك فصح تقييدهم ببعدها‪ ،‬وأما ما قبلها فإن فوت وقههت الختيههار‬
‫كره أي كان خلف الولى وإل فل )إل( لمنتظههر الجماعههة ليعيههدها‬
‫معهم ولو بعد وقت الختيار وللمسافر لخبر أحمههد }ل سههمر بعههد‬
‫العشههاء إل لمصههل‪ ،‬أو مسههافر وإل لعههذر{‪ ،‬أو )فههي خيههر( كعلههم‬
‫شرعي‪ ،‬أو آلة له‪ ،‬أو قراءة أو ذكر‪ ،‬أو مذاكرة آثار الصههالحين‪ ،‬أو‬
‫إيناس ضيف‪ ،‬أو زوجة عنههد زفافههها‪ ،‬أو الملطفههة بههها ونحههو ذلههك‬
‫)والله أعلم( لما صح }أنه صههلى اللههه عليههه وسههلم كههان يحههدثهم‬
‫عامة ليله عن بني إسرائيل{ ولنه خيههر نههاجز فل يههترك لمفسههدة‬
‫متوهمة‬
‫)ويسن تعجيل الصلة لول الوقت( إذا تيقن دخوله للحههاديث‬
‫الصحيحة أن الصلة أول وقتها أفضل العمههال ويحصههل باشههتغاله‬
‫بأسبابها عقب دخوله ول يكلف العجلة على خلف العههادة ويغتفههر‬
‫له مع ذلك شغل خفيههف وكلم قصههير وأكههل لقههم تههوفر خشههوعه‬
‫وتقديم سنة راتبة‪ ،‬بل لو قدمها أعني السباب قبل الههوقت وأخههر‬
‫بقدرها من أوله حصل سنة التعجيل على ما في الذخائر ويستثنى‬
‫من ندب التعجيل مسائل كثيرة ذكرتها فههي شههرح العبههاب وغيههره‬
‫وضابطها أن كل ما ترجحت مصلحة فعلههه ولههو أخههر فههاتت يقههدم‬
‫على الصلة وأن كهل كمههال كالجماعهة اقهترن بالتههأخير وخل عنهه‬
‫التقديم يكون التأخير لمن أراد القتصار على صلة واحدة حههتى ل‬
‫ينافي ما يأتي في البراد معه أفضل ويندب للمام الحههرص علههى‬
‫أول الوقت لكن بعد مضي وقت اجتماع النههاس وفعلهههم لسههبابها‬
‫عادة وبعده يصلي بمههن حضههر وإن قههل‪ ،‬لن الصههح أن الجماعههة‬
‫القليلة أوله أفضل من الكثيرة آخره ول ينتظههر ولههو نحههو شههريف‬
‫وعالم فإن انتظره كره ومههن ثههم لمهها }اشههتغل صههلى اللههه عليههه‬
‫وسلم عن وقت عادته أقاموا الصلة فتقههدم أبههو بكههر مههرة وابههن‬
‫عوف أخرى مع أنه لههم يطههل تههأخره‪ ،‬بههل أدرك صههلتهما واقتههدى‬
‫بهما وصوب فعلهما{ نعم يأتي في تأخر الراتب تفصههيل ل ينههافيه‬
‫هذا لعلمهم منه صلى الله عليه وسلم بالحرص علههى أول الههوقت‬
‫وقد يجب التأخير ولو عن الوقت كما في محرم خاف فوت الحههج‬
‫لو صلى العشاء وكمن رأى نحو غريق‪ ،‬أو أسير لو أنقذه أو صائل‬
‫على محترم لو دفعه خرج الوقت ويجب التأخير أيضا للصلة على‬
‫ميت خيف انفجاره‬
‫]تنبيه[‪ :‬تجب الصههلة بههأول الههوقت وجوبهها موسههعا إلههى أن ل‬
‫يبقى إل ما يسعها كلها بشروطها ول يجوز تأخيرها عن أوله إل إن‬
‫عزم على فعلها أثناءه‪ ،‬وكذا كل واجب موسع قيل إنما يجب ذلك‬
‫حيث لم يسن التأخير ل كالبراد وفيه نظر‪ ،‬ثم رأيههت بعضهههم رده‬
‫بأنه يلزم مريد جمع التأخير الشههامل للمنههدوب‪ ،‬والجههائز نيتههه وإل‬
‫عصى وكانت قضاء وكان وجه الرد به إن نههدب التههأخير لههم ينههاف‬
‫وجوب النية وإن اختلف ملحظ البابين‪ ،‬والولى في وجهه أن ندب‬
‫التأخير عارض فل يرفع حكم الههواجب الصههلي وهههو توقههف جههواز‬
‫التأخير على العزم وإذا أخرها بالنية ولم يظن موته فيه فمات لم‬
‫يعص‪ ،‬لنه لم يقصر لكون الوقت محدودا ولههم يخرجههها عنههه وبههه‬
‫فارق ما يأتي في الحج ومثله فائتة بعههذر‪ ،‬لن وقتههها العمههر أيضهها‬
‫فإن قلت مر في النوم أنه لو توهم الفوت معه حرم فهل قياسههه‬
‫هذا حتى يتضيق بتههوهم الفههوت قلههت نعههم إل أن يفههرق بههأن مههن‬
‫شأن النوم التفويت فلم يجز إل مع ظن الدراك بخلفه هنا )وفي‬
‫قوله تأخير( فعههل )العشههاء أفضههل( مهها لههم يجههاوز وقههت الختيههار‬
‫لحاديث فيه ومن ثم اختههاره المصههنف وغيههره لكههن تقههديمها هههو‬
‫الههذي واظههب عليههه النههبي صههلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬والخلفههاء‬
‫الراشدون )و( مر أن محل ندب التعجيل ما لههم تعارضههه مصههلحة‬
‫راجحههة فلههذلك )يسههن البههراد بههالظهر( أي إدخالههها وقههت الههبرد‬
‫بتأخيرها دون أذانها عن أول وقتههها إلههى أن يبقههى للحيطههان ظههل‬
‫يمشي فيه قاصههد الجماعههة ول يجههاوز نصههف الههوقت )فههي شههدة‬
‫الحر( لخبر البخاري }إذا اشتد الحههر فههأبردوا بههالظهر فههإن شههدة‬
‫الحر مههن فيههح جهنههم{ أي غليانههها وانتشههار لهبههها وخههرج بههالظهر‬
‫الجمعة‪ ،‬لن تأخيرها معرض لفواتها لكههون الجماعههة شههرطا فيههها‬
‫وما في الصحيحين مما يخههالف ذلههك حمههل علههى بيههان الجههواز )‪،‬‬
‫والصههح اختصاصههه( أي سههن البههراد )ببلههد حههار( أي شههديد الحههر‬
‫كالحجاز وبعض العراق‪ ،‬واليمن )وجماعههة مسههجد( أو محههل آخههر‬
‫غيههره )يقصههدونه( كلهههم‪ ،‬أو بعضهههم بمشههقة فههي طريقهههم إليههه‬
‫شديدة بحيث تسلب خشوعهم كأن يأتوه )من بعد( في الشههمس‬
‫لمشقة التعجيل حينئذ بخلف وقت بارد أو معتههدل وإن كههان ببلههد‬
‫حار وبلد باردة‪ ،‬أو معتدلة وإن وقع فيها شدة حر أي‪ ،‬لنه عههارض‬
‫لوضعها فلم يعتبر ويؤخذ منه أن البلد لو خالفت قطرها في أصل‬
‫وضههعه بههأن كههان شههأنه الحههرارة دائمهها وشههأنها الههبرودة كههذلك‬
‫كالطائف بالنسبة لقطر الحجاز أو عكسها لم يعتبر القطر هنا‪ ،‬بل‬
‫تلك البلد التي هو فيها وبهذا يجمع بيههن مههن عههبر ببلههد ومههن عههبر‬
‫بقطر فالول في بلههد خههالفت وضهع القطهر والثهاني فهي بلههد لههم‬
‫تخالفه كذلك لكن قد يعرض لها مخالفته وعلهى ههذا يحمهل قهول‬
‫الزركشي اشتراط شدة الحر مخالف لتعليل الرافعي إل أن يريههد‬
‫بقوله في شدة الحر أي من حيهث الجملهة ل بالنسههبة إلهى أفههراد‬
‫البقاع‪ ،‬والشخاص ا هه فالحاصل أنه ل بههد مههن كههونه وقههت الحههر‬
‫وإن تخلف بالنسبة لبقعة‪ ،‬أو شخص وبلد حار وضههعا ومههن يصههلي‬
‫ببيته منفردا أو جماعة وجمع بمصلى يأتونه بل مشقة‪ ،‬أو حضههروه‬
‫ولم يأتهم غيرهم أو يأتيهم من غير مشقة عليه لنحو قرب منزله‪،‬‬
‫أو وجود ظل يمشي فيه فل يسن البراد لهؤلء لعدم المشقة نعم‬
‫نحو إمام محل الجماعة المقيم به يسن له تبعا لهم للتباع والههذي‬
‫يتجه أن الفضل له فعلها أول‪ ،‬ثم معهم‪ ،‬لن سن البراد في حقه‬
‫بطريق التبع كما تقرر فشمل ذلك قولهم‪ :‬يسن لراجههي الجماعههة‬
‫أثناء الوقت فعلها أوله‪ ،‬ثم معهم وعههدم نقههل العههادة عنههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم ل يستلزم عدم ندبها وفرق بعضهههم بيههن مهها هنهها‬
‫وقولهم يسن إلى آخره بما ل يصح فاحذره وكذا يسن البراد لمن‬
‫يقصد المسجد للصلة فيه منفردا كما بحثه السنوي وغيره وفههي‬
‫كلم الرافعههي إشههعار بههه )ومههن وقههع بعههض صههلته فههي الههوقت(‬
‫وبعضها خارجه )فالصههح أنههه إن وقههع( فههي الههوقت منههها )ركعههة(‬
‫كاملة بأن فرغ من السههجدة الثانيههة )فههالجميع أداء وإل( يقههع فيههه‬
‫منههها ركعههة كههذلك )فقضههاء( كلههها سههواء أخههر لعههذر أم ل لخههبر‬
‫الشيخين }مههن أدرك ركعههة مههن الصههلة فقههد أدرك الصههلة{ أي‬
‫مههؤداة‪ ،‬والفههرق اشههتمال الركعههة علههى معظههم أفعههال الصههلة إذ‬
‫غالب ما بعدها تكرير لها فجعل ما بعد الوقت تابعا لههها بخلف مهها‬
‫دونههها ولمهها كههان فههي هههذه التبعيههة مهها فيههها كههان التحقيههق عنههد‬
‫الصوليين أن ما في الوقت أداء مطلقها ومها بعهده قضهاء مطلقها‬
‫والحديث كما تهرى ظهاهر فهي رد ههذا ول خلف فههي الثهم علهى‬
‫القوال كلها كما يعلم من كلم المجموع أن من قال بخلف ذلههك‬
‫ل يعتههد بههه وثههواب القضههاء دون ثههواب الداء خلفهها لمههن زعههم‬
‫استواءهما على أنه يتعين فرضه في قضاء ما أخره لعههذر وإل فل‬
‫وجه له ومر أن من أفسد صلته في الوقت‪ ،‬ثم أعادها فيه كههانت‬
‫أداء ل قضاء خلفا لكثيرين )ومن جهل الوقت( لنحو غيم )اجتهههد(‬
‫جوازا إن قدر على اليقين ووجوبا إن لم يقدر ولو أعمى نظير مهها‬
‫مر في الواني نعههم إن أخههبره ثقههة عههن مشههاهدة‪ ،‬أو سههمع أذان‬
‫عدل عارف بالوقت في صحو لزمه قبوله ولههم يجتهههد إذ ل حاجههة‬
‫به للجتهاد حينئذ بخلف ما لو أمكنه الخروج لرؤية نحههو الشههمس‬
‫لن فيه مشقة عليه في الجملة وإنما حرم على القادر على العلم‬
‫بالقبلة التقليد ولو لمخبر عههن علههم لعههدم المشههقة فههإنه إذا علههم‬
‫عين القبلة مرة واحدة اكتفى بها ما لم ينتقههل عههن ذلههك المحههل‪،‬‬
‫والوقات متكررة فيعسر العلم كل وقت وللمنجم العمل بحسههابه‬
‫ول يقلده فيه غيره وإذا أخبر ثقة عن اجتهاد لم يجز لقادر تقليههده‬
‫إل أعمى البصههر‪ ،‬أو البصههيرة فههإنه مخيههر بيههن تقليههده‪ ،‬والجتهههاد‬
‫نظرا لعجزه في الجملة )بهورد( كقهراءة ودرس )ونحهوه( كصهنعة‬
‫منه‪ ،‬أو من غيره وصياح ديك مجرب وكثرة المههؤذنين يههوم الغيههم‬
‫بحيث يغلب على الظن أنهم لكثرتهم ل يخطئون‪ ،‬وكذا ثقة عارف‬
‫بأوقات يومه إذ ل يتقاعد عههن الههديك المجههرب وعلههم مههن كلمههه‬
‫حرمة الصلة وعدم انعقادها مع الشك في دخول الوقت وإن بان‬
‫أنها في الوقت‪ ،‬لنه ل بد من ظن دخوله بأمارة ووقع في حههديث‬
‫عند أبي داود ما ظاهره يخالف ذلك في المسههافر ول حجههة فيههه‪،‬‬
‫لنه واقعة حال محتملة أنها للمبالغة في المبادرة وغيرها‪ ،‬بل عند‬
‫التأمل ل دللة فيه أصل‪ ،‬لن قول أنههس }كنهها إذا كنهها مههع رسههول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في السفر فقلنا زالت الشمس‪ ،‬أو لهم‬
‫تزل صلى الظهر{‪ ،‬لن الذي فيه أنهم إنما شكوا قبل صلته بهههم‬
‫لستحالة شكهم معها وبفرضه هو ل عههبرة بههه أل تههرى أنههه يجههوز‬
‫اعتماد خههبر العههدل وإن شههك فيههه إلغههاء للشههك واكتفههاء بوصههف‬
‫العدالة ففعله صههلى اللههه عليههه وسههلم أولههى بههذلك وبهههذا يتضههح‬
‫اندفاع قول المحب الطبري ل يبعد تخصيص المسافر بما فيه من‬
‫جواز الظهر عنههد الشههك فههي الههزوال أي مثل كمهها خههص بالقصههر‬
‫ونحوه )فإن( اجتهد وصلى‪ ،‬ثم بعد خروج الوقت )تيقن صلته( أي‬
‫إحرامه بها )قبل الوقت( ولو بخبر عدل رواية عن علههم ل اجتهههاد‬
‫)قضى في الظهر( لفوات شههرطها وهههو الههوقت فههإن تيقههن فههي‬
‫الوقت أعاد قطعها قيل لو قال أعاد كان أولى ا ه وهههو وهههم لمهها‬
‫علمت أن محل الخلف إنما هو في تهبين ذلههك بعهد الهوقت )وإل(‬
‫يتيقنها قبله ولو بان لم يبن الحههال )فل( قضههاء عليههه لعههدم تيقههن‬
‫المفسد‬
‫]فرع[‪ :‬صلى في الوقت‪ ،‬ثم وصل قبله لبلههد يخههالف مطلعههها‬
‫مطلع بلده لزمه إعادتها نظير ما يأتي في الصوم كذا بحههث ولههك‬
‫أن تقول إن أراد بما يههأتي الموافقههة معهههم فههي الخههر صههوما‪ ،‬أو‬
‫فطرا فليس نظير مسههألتنا لختلف يههوم الرؤيههة ويههوم الموافقههة‬
‫وإنما الذي يتوهم أنه نظيرها أن يههرى ببلههده فيصههوم‪ ،‬ثههم يسههافر‬
‫ويصل أثناء يومه لبلد لم ير أهله وحكم هههذه لههم أره صههريحا‪ ،‬بههل‬
‫كلمهم محتمل إذ قضية تعليلهم بأنه بالنتقهال إليههم صهار مثلههم‬
‫الفطر وقضية تخصيص الشراح قول الحاوي‪ ،‬والرشاد فطرا بمن‬
‫سافر من بلد غير الرؤية إلى بلدها أنه يستمر صائما ويههوجه بههأنه‬
‫استند هنا إلى حقيقة الرؤية فلم يعارضها في ذلك اليوم إل ما هو‬
‫أضعف منها وهو استصههحاب المنتقههل إليهههم بخلف مهها لههو أصههبح‬
‫آخره صائما فانتقل فههي ذلههك اليههوم لبلههد عيههد فههإنه يفطههر‪ ،‬لنههه‬
‫عارض الستصحاب ما هو أقوى منه وهو الرؤيهة وعلهى الحتمهال‬
‫الول يفرق بأن الصلة خفف فيها من حيث الوقت ما لههم يخفههف‬
‫في رمضان‪ ،‬لنه ل يقبل غيره بخلفها فاحتيط له أكثر ومن ثم لو‬
‫جمع تقديما‪ ،‬ثم دخل المقصد في وقت الظهههر لههم تلزمههه إعههادة‬
‫العصر ثم رأيت بعضهههم رجههح مقتضههى هههذا فقههال القههرب عههدم‬
‫لزوم العادة كصبي صلى‪ ،‬ثم بلههغ فههي الههوقت )ويبههادر بالفههائت(‬
‫الذي عليه وجوبا إن فات بغير عذر وإل كنوم لم يتعد بههه ونسههيان‬
‫كذلك بههأن لههم ينشههأ عههن تقصههير بخلف مهها إذا نشههأ عنههه كلعههب‬
‫شطرنج‪ ،‬أو كجهل بالوجوب وعذر فيههه ببعههده عههن المسههلمين أو‬
‫إكراه على الترك‪ ،‬أو التلبس بالمنههافي فنههدبا تعجيل لههبراءة ذمتههه‬
‫)ويسن ترتيبههه وتقهديمه( إن فههات بعههذر )علهى الحاضههرة الهتي ل‬
‫يخاف فوتها( وإن خشي فوت جماعتها على المعتمد خروجهها مههن‬
‫خلف من أوجب ذلك وللتباع ولههم يجههب‪ ،‬لن كههل واحههدة عبههادة‬
‫مستقلة وكقضاء رمضان‪ ،‬والترتيب في المؤديان إنما هو لضرورة‬
‫الوقت وفعله صلى الله عليه وسههلم المجههرد للنههدب وقههدم علههى‬
‫الجماعة مع كونه سنة وهي فرض كفاية لتفاق موجبيه علههى أنههه‬
‫شرط للصحة وقول أكثر موجبيها عينا أنها ليست شههرطا للصههحة‬
‫فكانت رعاية الخلف فيه آكد وبهذا يندفع ما للسنوي وغيههره هنهها‬
‫أما إذا خاف فوت الحاضرة بأن يقع بعضها وإن قل خههارج الههوقت‬
‫فيلزمه البداءة بها لحرمة خههروج بعضههها عههن الههوقت مههع إمكههان‬
‫فعل كلها فيه ويجب تقديم ما فات بغير عذر على مهها فههات بعههذر‬
‫وإن فقد الترتيب‪ ،‬لنه سنة‪ ،‬والبدار واجب ومن ثم وجب تقههديمه‬
‫على الحاضرة إن اتسع وقتها‪ ،‬بل ل يجوز كما هو ظاهر لمن عليه‬
‫فائتة بغير عذر أن يصرف زمنا لغير قضائها كالتطوع إل ما يضطر‬
‫إليه لنحو نوم‪ ،‬أو مؤنههة مههن تلزمههه مههؤنته‪ ،‬أو لفعههل واجههب آخههر‬
‫مضيق يخشى فوته ولو تذكر فائتة وهو فههي حاضههرة لههم يقطعههها‬
‫مطلقا‪ ،‬أو شرع في فائتة ظانا سعة وقت الحاضههرة فبههان ضههيقه‬
‫لزمه قطعها ولو شك في قدر فوائت عليه لزمه أن يأتي بكل مهها‬
‫لم يتيقن فعله‪ ،‬أو بعد الوقت في فعل مههؤداته لزمههه قضههاؤها‪ ،‬أو‬
‫في كونها عليه فل‪ .‬ويفرق بأن شكه في اللزوم مههع قطههع النظههر‬
‫عن الفعههل شههك فههي اسههتجماع شههروط اللههزوم‪ ،‬والصههل عههدمه‬
‫بخلفههه فههي الفعههل فههإنه مسههتلزم لههتيقن اللههزوم‪ ،‬والشههك فههي‬
‫المسقط‪ ،‬والصل عدمه وسيأتي أنه ل تجههوز إعههادة الفههرض فههي‬
‫غير جماعة إل إن شك في شرط لههه‪ ،‬أو جههرى فههي صههحته خلف‬
‫ووقع في بعض روايات حديث الصبح التي ناموا عنههها مهها يقتضههي‬
‫على ما زعمه شارح ندب فعلها ثانيهها فههي مثههل وقتههها مههن اليههوم‬
‫الثاني قال وهي مسألة عزيزة لم أر من صرح بها ا ه وليس كمهها‬
‫قال لما علمت أن قواعدنا تقتضي حرمة ذلك ول حجههة فههي تلههك‬
‫الرواية‪ ،‬لن لفظها }صلوها الغههد لوقتههها{ أي ل تظنههوا أن وقتههها‬
‫تغير بصلتنا لها في غيره‪ ،‬بل دوموا على ما كنتم عليه من صلتها‬
‫في وقتها ويؤيده الرواية الخرى }أنه صلى الله عليهه وسهلم لمها‬
‫صلى بهم قالوا يا رسههول اللههه أل نقضههيها لوقتههها مههن الغههد قههال‬
‫نهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم{ فهذا صههريح فيمهها قلنههاه مههن‬
‫معنى تلك الرواية‪ ،‬بل في حرمة فعل الفائتة ثانيا من غير موجب‬
‫)وتكره الصلة عند الستواء( وإن ضاق وقته‪ ،‬لنههه يسههع التحريههم‬
‫للنهي الصحيح عنه )إل يوم الجمعة( ولو لمن لم يحضرها لحههديث‬
‫فيههه لكههن فيههه مقههال إل أن يكههون قههد اعتضههد )وبعههد( أداء فعههل‬
‫)الصبح حتى( تطلع الشمس بخلفه قبل فعلها يجوز النفل مطلقا‬
‫ومن طلوعها حتى )ترتفع الشمس كرمح( طوله نحو سههبعة أذرع‬
‫في رأي العين وإل فالمسافة طويلة سواء أصلى الصههبح أم ل )و(‬
‫بعههد أداء فعههل )العصههر( ولههو لمههن جمههع تقههديما )حههتى( تصههفر‬
‫الشمس بخلفه قبل فعلها يجوز النفل مطلقا ومن الصفرار حتى‬
‫)تغرب( لمن صلى العصر ومن لم يصلها فالكراهة تتعلق بالفعههل‬
‫في وقتين وبالزمن في ثلثة أوقات كما تقرر وهي للتحريم وقيههل‬
‫للتنزيه وعليهما ل تنعقد‪ ،‬لنها لذات كونها صههلة وإل لحرمههت كههل‬
‫عبههادة وههي تنهافي النعقههاد إذ ل يتناولهها مطلههق المهر وإل كهان‬
‫مطلوبا منهيا عنه من جهة واحدة وهو محهال كمهها ههو مقهرر فههي‬
‫الصول وأصل ذلك ما صح من طرق متعددة }أنه صلى الله عليه‬
‫وسلم نهى عن الصلة في تلك الوقههات{ مههع التقييههد بالرمههح‪ ،‬أو‬
‫الرمحين في رواية أبي نعيههم فههي مسههتخرجه علههى مسههلم لكنههه‬
‫مشكل بما يأتي في العرايا أنهم عند الشك في الخمسة أو الدون‬
‫أخذوا بالكثر وهو الخمسهة احتياطهها فقياسهه هنهها امتههداد الحرمههة‬
‫للرمحين لذلك وقد يجاب بأن الصههل جههواز الصههلة إل مهها تحقههق‬
‫منعه وحرمة الربا إل ما تحقق حله فأثر الشك هنهها الخههذ بههالزائد‬
‫وثم الخذ بالقل عمل بكل من الصلين فتأمله ومع الشههارة إلههى‬
‫حكمة النهي بأنها تطلع وتغرب بين قرنههي شههيطان وحينئذ يسههجد‬
‫لها الكفار ومعنى كونها بين قرنيه وفاقا لجمع محققيههن وإن نههازع‬
‫فيه آخرون وأطال ابن عبههد السههلم فههي النتصههار إلههى أنههه تعبههد‬
‫محض وأن ما أبدى له من الحكم الكثيرة كلههها غيههر متضههحة‪ ،‬بههل‬
‫متكلفة وقد نهينا عن التكلف أنههه يلصههق ناصههيته بههها حههتى يكههون‬
‫سههجود عابههديها سههجودا لههه )إل لسههبب( لههم يتحههره متقههدم علههى‬
‫الفعل‪ ،‬أو مقارن له )كفائتة( ولو نافلة اتخذها وردا }لصلته صلى‬
‫اللههه عليههه وسههلم سههنة الظهههر بعههد العصههر لمهها شههغل عنههها{‪،‬‬
‫والمختص به إدامتها بعد ل أصل فعلها‬
‫]تنبيه[‪ :‬علل غير واحد اختصاص هههذه الدامههة بههه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم بأنه }كان إذا عمل عمل داوم عليه{ ويههرده مهها يههأتي‬
‫في معنى الراتب المؤكد وغيره وما جاء في رواية }أنه صلى الله‬
‫عليه وسلم في نومهم عن الصبح قضى سنتها ولم يداوم عليههها{‬
‫وبتسليمه فمعنى داوم عليه أنه كان ل يههتركه إل لمهها هههو أهههم‪ ،‬أو‬
‫لبيان الجواز وما ذكره المتكلمون في الخصائص أن منها مداومته‬
‫في هذه الصورة ولم يتعرضوا لما سواها ووجه الخصوصية حرمة‬
‫المداومههة فيههها علههى أمتههه وإباحتههها لهه علههى مهها يصههرح بهه كلم‬
‫المجموع أو ندبها له على ما نقله الزركشي وعليهما فتركه صههلى‬
‫الله عليه وسلم للمداومة ل إشكال فيه بوجه فتأمله )وكسههوف(‪،‬‬
‫لنها معرضة للفوات )وتحية( لههم يههدخل المسههجد بقصههدها فقههط‬
‫)وسجدة شكر( وتلوة كما بأصله وكان إيثارها‪ ،‬لنها محل النههص‪،‬‬
‫لن كعب بن مالك رضي اللههه عنههه فعلههها بعههد الصههبح لمهها نزلههت‬
‫توبته ومحله إن لم تقرأ قبل الوقت‪ ،‬أو فيه بقصد السههجود فقههط‬
‫فيه وإل لم تنعقد أي إن استمر قصههد تحريههه إلههى دخههول الههوقت‬
‫فيما يظهر‪ ،‬وكذا يقال في كل تحر‪ ،‬لن قصهد الشهيء قبهل وقتهه‬
‫المنقطع قبله ل وجه للنظر إليه ويؤيده ما يأتي في رد قول جمههع‬
‫المكروه تأخيرها إليه إلى آخره وركعتي طواف وصلة جنازة ولههو‬
‫علههى غههائب علههى الوجههه وإعههادة مههع جماعههة ولههو إمامهها خلفهها‬
‫للبلقينههي ومههن تبعههه نعههم يلزمههه نيههة المامههة كمهها يههأتي وصههلة‬
‫استسقاء وسنة وضوء وكذا عيد وضحى بناء علههى دخههول وقتهمهها‬
‫بالطلوع وقد نقل ابن المنهذر الجمهاع علهى فعهل الفائتهة وصهلة‬
‫الجنازة بعد الصبح‪ ،‬والعصر ويقاس بهما ما في معناهما مما ذكههر‬
‫أما ما ل سبب لها كصلة التسبيح وذات السبب المتههأخر كركعههتي‬
‫الستخارة وركعتي الحرام ونوزع فيه بأن سببهما إرادتههه ل فعلههه‬
‫ويرد بمنع ذلك‪ ،‬بل هههو السههبب الصهلي‪ ،‬والرادة مههن ضهروريات‬
‫وقوعه أما إذا تحرى إيقاع صلة غير صههاحبة الههوقت فههي الههوقت‬
‫المكروه من حيث كونه مكروها أخذا من قول الزركشي الصواب‬
‫الجزم بالمنع إذا علم بالنهي وقصههد تأخيرههها ليفعلههها فيههه فيحههرم‬
‫مطلقا ولو فائتة يجههب قضههاؤها فههورا‪ ،‬لنههه معانههد للشههرع وعههبر‬
‫الزركشي وغيره بمراغم للشرع بالكليههة وهههو مشههكل بتكفيرهههم‬
‫من قيل له قص أظفههارك فقههال ل أفعلههه رغبههة عههن السههنة فههإذا‬
‫اقتضههت الرغبههة عههن السههنة التكفيههر فههأولى هههذه المعانههدة‪،‬‬
‫والمراغمة ويجههاب بتعيههن حمههل هههذا علههى أن المههراد أنههه يشههبه‬
‫المراغمههة‪ ،‬والمعانههدة ل أنههه موجههود فيههه حقيقتهمهها وقههول جمههع‬
‫المكروه وتأخيرههها إليههه ل إيقاعههها فيههه مههردود بههأن المنهههي عنههه‬
‫بالذات اليقاع ل التأخير وكذا إذا دخل المسجد بقصد التحية فقط‬
‫بخلف تأخير الصلة على ميت حضر قبل الصبح‪ ،‬والعصههر لكههثرة‬
‫المصلين عليه بعدهما‬
‫]تنبيه[‪ :‬فيه تحقيق لكثير مما سبق ورد لوهام وقعههت فيههه اعلههم‬
‫أن المعتمد أن المراد بالمتأخر وقسيميه بالنسبة للصلة ل للوقت‬
‫المكههروه فصههلة الجنههازة‪ ،‬والفائتههة ونحههو صههلة الستسههقاء‪،‬‬
‫والكسوف والنذر وسنة الطواف‪ ،‬والتحية‪ ،‬والوضههوء أسههبابها مههن‬
‫طهر الميت وتذكر الفائتة‪ ،‬والقحط‪ ،‬والكسوف‪ ،‬والنذر‪ ،‬والطواف‬
‫ودخول المسجد‪ ،‬والوضوء متقدمههة علههى الول وعلههى الثههاني إن‬
‫تقدمت على الوقت فمتقدمة وإل فمقارنههة وهههذا التفصههيل أولههى‬
‫من إطلق المجموع في الثانية أن سببها متقدم وغيره أنه مقارن‬
‫وقيل تحرم‪ ،‬لن سببها متأخر أي وهو الغيث ويرد بأن القحط هههو‬
‫الحامل عليها لطلب الغيههث فههالول هههو السههبب الصههلي فكههانت‬
‫إناطة الحكم به أولى قيل وقع في المجمههوع حرمتههها وهههو سههبق‬
‫قلم انتهى وليس في محله‪ ،‬بل الذي فيه حلها ونازع الغزالي فههي‬
‫جههواز سههنة الوضههوء بههأنه ل يكههون سههببا للصههلة‪ ،‬بههل هههي سههببه‬
‫فاستحالت نيته بها بأن يضيفها إليه ويرد بأن معنى كونه سببا لههها‬
‫أنه سبب لندب صلة مخصوصة عقبههه ل لمطلههق الصههلة وكونههها‬
‫سببه أن مشروعيته لجههل الصههلة مههن حيههث هههي صههلة وواضههح‬
‫فرقان ما بين المقامين فبطلت الستحالة التي ذكرههها‪ ،‬والمعههادة‬
‫لتيمم‪ ،‬أو انفراد ل يكون سببها إل مقارنا لستحالة وجود سبب لها‬
‫قبل الوقت‪ ،‬وكذا العيد‪ ،‬والضحى بناء على دخول وقتهما بالطلوع‬
‫ويأتي في التحية حال الخطبة وفيمن شرع في صلة قبل الخطبة‬
‫فصعد الخطيب المنبر أنه يلزمه القتصههار علههى ركعههتين فيحتمههل‬
‫القيههاس ويحتمههل الفههرق بههأن ذاك أغلههظ لسههتواء ذات السههبب‬
‫وغيرها‪ ،‬ثم ل هنا والذي يتجه القياس في الولى بجامع أن كل لههم‬
‫يؤذن لههه إل فههي ركعههتين فالزيههادة عليهمهها كإنشههاء صههلة أخههرى‬
‫مطلقا‪ ،‬ثم ول سههبب لههها هنهها ل فههي الثانيههة فههإذا نههوى أكههثر مههن‬
‫ركعتين من النفل المطلق‪ ،‬ثم دخل وقت الكراهة ولم يتحر تأخير‬
‫بعضها إليه لم يلزمه القتصار على ركعتين بدخوله‪ ،‬لنه يغتفر في‬
‫الدوام ما ل يغتفر في البتداء )وإل( صهلة )فههي( بقعهة مهن بقهاع‬
‫)حرم مكههة( المسههجد وغيههره ممهها حههرم صههيده )علههى الصههحيح(‬
‫للحديث الصحيح }يا بنهي عبهد منهاف ل تمنعهوا أحهدا طهاف بههذا‬
‫البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار{ ولزيههادة فضههلها ثههم‬
‫فل يحرم من اسههتكثارها للمقيههم بههه ولن الطههواف صههلة بههالنص‬
‫واتفقوا على جوازه فالصلة مثله قههال المحههاملي‪ ،‬والولههى عههدم‬
‫الفعل خروجهها مههن خلف مههن حرمههه انتهههى ل يقههال هههو مخههالف‬
‫للسنة الصحيحة كما عرف‪ ،‬لنا نقول ليههس قههوله وصههلى صههريحا‬
‫في إرادة ما يشمل سنة الطواف وغيرها وإن كان ظاهرا فيه نعم‬
‫في رواية صحيحة }ل تمنعوا أحدا صلى{ من غيههر ذكههر الطههواف‬
‫وبها يضعف الخلف‪.‬‬

‫فصل(‪ :‬فيمن تلزمه الصلة أداء وقضاء وتوابعهما )إنما تجب(‬


‫الصلة( السابقة وهي الخمس )على كل مسلم( ولو فيما مضى‬
‫فدخل المرتد )بالغ عاقل( ذكر‪ ،‬أو أنثى‪ ،‬أو خنثى )طاهر( ل كافر‬
‫أصلي بالنسبة للمطالبة بها في الدنيا‪ ،‬لن الذمي ل يطالب‬
‫بشيء وغيره يطالب بالسلم أو بذل الجزية‪ ،‬بل للعقاب عليها‬
‫كسائر الفروع أي المجمع عليها كما هو ظاهر في الخرة لتمكنه‬
‫منها بالسلم ولنص }لم نك من المصلين{ }الذين ل يؤتون‬
‫الزكاة{ ول صبي ومجنون ومغمى عليه وسكران بل تعد لعدم‬
‫تكليفهم ووجوبها على متعد بنحو جنونه عند من عبر به وجوب‬
‫انعقاد سبب لوجوب القضاء عليه ول حائض ونفساء وإن‬
‫استعجلتا ذلك بدواء‪ ،‬لنهما مكلفتان بتركها قيل إن حمل عدم‬
‫الوجوب على أضداد من ذكره على عدم الثم بالترك وعدم‬
‫الطلب في الدنيا ورد الكافر‪ ،‬أو على الول ورد أيضا‪ ،‬أو على‬
‫الثاني ورد غيره ممن ذكر انتهى وليس بسديد‪ ،‬لن الوجوب حيث‬
‫أطلق إنما ينصرف لمدلوله الشرعي وهو هنا كذلك ثبوتا وانتفاء‬
‫غاية ما فيه أن في الكافر تفصيل‪ ،‬والقاعدة أن المفهوم إذا كان‬
‫فيه تفصيل ل يرد فبطل إيراده على أن قوله ورد غيره سهو‬
‫وصوابه ورد الصبي )ول قضاء على الكافر( إذا أسلم ترغيبا له‬
‫في السلم ولقوله تعالى }قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم‬
‫ما قد سلف{ )إل المرتد( بالجر كذا اقتصر عليه غير واحد ولعله‬
‫لقتصار ضبط المصنف عليه‪ ،‬أو لكونه الفصح فيلزمه قضاء ما‬
‫فاته زمن الردة حتى زمن جنونه‪ ،‬أو إغمائه‪ ،‬أو سكره فيها ولو بل‬
‫تعد تغليظا عليه بخلف زمن حيضها ونفاسها ووقع في المجموع‬
‫ما يخالفه وهو سبق قلم‪ ،‬لن إسقاطها عنها عزيمة فلم تؤثر فيها‬
‫الردة وعنه رخصة فأثرت فيها إذ ليس المرتد من أهلها ونظر فيه‬
‫المام بأنه لم يعص بالجنون فمقارنة الردة له كمقارنة المعصية‬
‫في السفر له وجوابه ما تقرر أن الردة الموجبة للقضاء مقارنة‬
‫للجنون فلم يؤثر فيها تغليظا عليه بخلف السفر فإنه لم يقترن‬
‫به مانع للقصر أصل فإن قلت لم وجب القضاء مع الجنون‬
‫المقارن لها تغليظا ومنع الجنون صحة إقراره فلم ينظر للتغليظ‬
‫عليه لجلها وأوجب السكر الول ولم يمنع الثاني تغليظا فيهما مع‬
‫أنها أفحش منه قلت‪ ،‬لنها ليس فيها جناية إل على حقوق الله‬
‫تعالى فاقتضت التغليظ فيها فحسب وهو فيه جناية على الحقين‬
‫فاقتضى التغليظ عليه فيهما فتأمله )ول( قضاء على )الصبي(‬
‫الذكر‪ ،‬والنثى لما فاته زمن صباه بعد بلوغه لعدم تكليفه )ويؤمر(‬
‫مع التهديد فل يكفي مجرد المر أي يجب على كل من أبويه وإن‬
‫عل ويظهر أن الوجوب عليهما على الكفاية فيسقط بفعل أحدهما‬
‫لحصول المقصود به‪ ،‬ثم الوصي‪ ،‬أو القيم‪ ،‬وكذا نحو ملتقط‬
‫ومالك قن ومستعير ووديع وأقرب الولياء فالمام فصلحاء‬
‫المسلمين فيمن ل أصل له تعليمه ما يضطر إلى معرفته من‬
‫المور الضرورية التي يكفر جاحدها ويشترك فيها العام‪ ،‬والخاص‬
‫ومنها }أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بمكة ودفن‬
‫بالمدينة{ كذا اقتصروا عليهما‬
‫وكان وجهههه أن إنكههار أحههدهما كفههر لكههن ل ينحصههر المههر فيهمهها‬
‫وحينئذ فل بد أن يههذكر لههه مههن أوصههافه صههلى اللههه عليههه وسههلم‬
‫الظاهرة المتواترة مهها يميههزه ولههو بههوجه‪ ،‬ثههم ذينههك‪ ،‬وأمهها مجههرد‬
‫الحكم بهمهها قبههل تمييههزه بههوجه فغيههر مفيههد فيجههب بيههان النبههوة‪،‬‬
‫والرسالة وأن محمدا الذي هو من قريههش واسههم أبيههه كههذا وأمههه‬
‫كذا وبعث بكذا ودفن بكههذا نههبي اللههه ورسههوله إلههى الخلههق كافههة‬
‫ويتعين أيضهها ذكههر لههونه لتصههريحهم بههأن زعههم كههونه أسههود كفههر‪،‬‬
‫والمراد لئل يزعم أنه أسود فيكفر ما لم يعههذر ل أن الشههرط فههي‬
‫صحة السلم خطور كونه أبيض‪ ،‬وكذا يقال في جميههع مهها إنكههاره‬
‫كفر فتأمله‪ ،‬ثم أمره )بها( أي الصلة ولو قضاء وبجميع شههروطها‬
‫وبسائر الشرائع الظاهرة ولو سنة كسواك ويلزمه أيضا نهيه عههن‬
‫المحرمات )لسبع( أي عقب تمامها إن ميز وإل فعند التمييههز بههأن‬
‫يأكل ويشرب ويستنجي وحده ويوافقه خبر أبههي داود }أنههه صههلى‬
‫الله عليه وسلم سئل متى يؤمر الصبي بالصههلة فقههال إذا عههرف‬
‫يمينه من شماله أي ما يضره ممهها ينفعههه{‪ .‬وإنمهها لههم يجههب أمههر‬
‫مميز قبل السبع لندرته )ويضرب( ضههربا غيههر مههبرح وجوبهها ممههن‬
‫ذكههر )عليههها( أي علههى تركههها ولههو قضههاء‪ ،‬أو تههرك شههرط مههن‬
‫شروطها‪ ،‬أو شيء من الشرائع الظاهرة ولههو لههم يفههد إل المههبرح‬
‫تركهما وفاقا لبن عبد السلم وخلفهها لقههول البلقينههي يفعههل غيههر‬
‫المبرح كالحد‪ ،‬والفرق ظاهر وسيذكر الصوم في بابه )لعشر( أي‬
‫عقب تمامها ل قبله على المعتمد للحديث الصحيح }مروا الصههبي‬
‫بالصلة إذا بلغ سبع سنين وإذا بلغ عشر سههنين فاضههربوه عليههها{‬
‫وفي رواية }مروا أولدكم{‪ .‬وحكمة ذلك التمرين عليههها ليعتادههها‬
‫إذا بلغ وأخر الضرب للعشر‪ ،‬لنههه عقوبههة‪ ،‬والعشههر زمههن احتمههال‬
‫البلوغ بالحتلم مههع كههونه حينئذ يقههوى ويحتملههه غالبهها نعههم بحههث‬
‫الذرعي في قن صغير ل يعرف إسلمه أنه ل يؤمر بههها أي وجوبهها‬
‫لحتمال كفره ول ينههى عنههها لعههدم تحقهق كفهره‪ ،‬والوجهه نههدب‬
‫أمره ليألفها بعد البلوغ واحتمال كفره إنما يمنع الوجوب فقط ول‬
‫ينتهي وجوب ذينك على من ذكر إل ببلوغه رشههيدا وأجههرة تعليمههه‬
‫ذلك كقرآن وآداب في ماله‪ ،‬ثم علههى أبيههه وإن عل‪ ،‬ثههم أمههه وإن‬
‫علت ومعنى وجوبها في ماله كزكاته ونفقههة ممههونه وبههدل متلفههه‬
‫ثبوتها في ذمته ووجوب إخراجها من ماله علههى وليههه فههإن بقيههت‬
‫إلى كماله وإن تلف المال لزم إخراجها وبهذا يجمههع بيههن كلمهههم‬
‫المتناقض في ذلك‬
‫]تنههبيه[‪ :‬ذكههر السههمعاني فههي زوجههة صههغيرة ذات أبههوين أن‬
‫وجوب ما مر عليهما فالزوج وقضيته وجوب ضربها وبههه ولههو فههي‬
‫الكبيرة صرح جمال السلم بن البزري بتقديم الههزاي نسههبة لههبزر‬
‫الكتان وهو ظاهر‪ ،‬لنه أمر بمعروف لكن إن لم يخههش نشههوزا أو‬
‫أمارته وهذا أولى من إطلق الزركشههي النههدب وقههول غيههره فههي‬
‫الوجوب نظر‪ ،‬والجههواز محتمههل وأول مهها يلههزم المكلههف الجاهههل‬
‫بههالله تعههالى معرفتههه تعههالى عنههد الكههثرين وعنههد غيرهههم النظههر‬
‫المؤدي إليها ووجوبها قطعي وشرعي ل عقلي على الصح ويلههزم‬
‫من كونه شرعيا توقفه على معرفة النبي صلى الله عليههه وسههلم‬
‫وبهذا يتضح ما صرح به السمعاني من أنهها أول الواجبهات مطلقها‬
‫ل يقال هذا أيضا يتوقههف علههى ذاك فجههاء الههدور‪ ،‬لنهها نقههول هههذا‬
‫توقههف بههوجه وذاك توقههف بالكمههال فل دور وإن قلنهها الههواجب‬
‫المعرفة بوجه ما‪ ،‬لن الحيثية بذلك الوجه مختلفههة بالعتبههار ومههر‬
‫أول الكتاب إشارة لذلك )ول( قضاء )على( شههخص )ذي حيههض(‪،‬‬
‫أو نفاس ولو في ردة كما مر إذا طههر‪ ،‬بههل يحههرم عليهه كمهها مهر‬
‫أول الحيض )أو( ذي )جنون أو إغماء(‪ ،‬أو سكر بل تعد إذا أفاق إل‬
‫فههي زمههن الههردة كمهها مههر )بخلف( ذي )السههكر(‪ ،‬أو الجنههون‪ ،‬أو‬
‫الغماء المتعدي بههه إذا أفههاق منههه فههإنه يلزمههه القضههاء وإن ظههن‬
‫متناول المسكر أنه لقلته ل يسههكره لتعههديه‪ ،‬وكههذا يجههب القضههاء‬
‫على من أغمي عليه أو سكر بتعد‪ ،‬ثم جن‪ ،‬أو أغمي عليه أو سكر‬
‫بل تعد مدة ما تعههدى بههه وإن عههرف وإل فمهها ينتهههي إليههه السههكر‬
‫غالبهها‪ ،‬والغمههاء بمعرفههة الطبههاء ل مهها بعههده بخلف مههدة جنههون‬
‫المرتد كما مر‪ ،‬لن من جن في ردته مرتد في جنونه حكما ومههن‬
‫جن مثل في سكره ليس بسكران في دوام جنههونه قطعهها وظههاهر‬
‫ما تقرر أن الغماء يقبل طرو إغماء آخر عليههه دون الجنههون وأنههه‬
‫يمكن تمييز انتهاء الول بعد طرو الثاني عليه وفي تصور ذلك بعد‬
‫إل أن يقال إن الغمههاء مههرض وللطبههاء دخههل فههي تمههايز أنههواعه‬
‫ومددها بخلف الجنون وقد يعكر عليه ما أفهمه كلمهم أيضهها مههن‬
‫دخههول سههكر علههى سههكر إل أن يقههال إن السههكر يتميههز خارجهها‬
‫بالشدة‪ ،‬والضعف فالتمييز بين أنواعه ممكن ويندب القضاء لنحههو‬
‫مجنون ل يلزمه‪ ،‬ثم وقت الضرورة السابق أنه يجههري فههي سههائر‬
‫الصلوات هو وقت زوال مانع الوجههوب )و( حكمههه أنههه )لههو زالههت‬
‫هذه السباب( الكفر الصلي‪ ،‬والصبا ونحو الحيههض‪ ،‬والجنههون )و(‬
‫قد )بقي من( آخر )الوقت تكبيرة( أي قدرها )وجبههت الصههلة( أي‬
‫صلة الوقت إن بقي سليما زمن يسع أخف ممكن منها كركعههتين‬
‫للمسافر القاصر ومن شروطها قول المحشي قوله )‪ ،‬لنه يمكنه‬
‫فعلها وقوله ما يعلم منهه وقهوله أمها الصههبي فواضهح( ليهس فههي‬
‫نسخ الشارح التي بأيدينا على الوجه خلفا لمن نازع فههي بعضههها‬
‫ومن مؤداة لزمتههه تغليبهها لليجههاب كمهها لههو اقتههدى مسههافر بمتههم‬
‫لحظة من صلته يلزمه التمام وكان قياسه الوجوب بدون تكبيرة‬
‫لكن لما لم يظهر ذلك غالبا هنا أسقطوا اعتباره لعسر تصههوره إذ‬
‫المدار على إدراك قدر جزء محسوس من الوقت وبه يفههرق بيههن‬
‫اعتبار التكبيرة هنا دون المقيس عليه‪ ،‬لن المدار فيه على مجرد‬
‫الربههط وسههيعلم ممهها يههأتي أن محههل عههدم الوجههوب بههإدراك دون‬
‫تكههبيرة إذا لههم تجمههع مههع مهها بعههده وإل لزمههت معههها إن خل مههن‬
‫الموانع قدرهما )وفي قول يشترط ركعة( بهأخف مها يمكهن لخهبر‬
‫من أدرك ركعههة السههابق وجههوابه أن الحههديث محتمههل‪ ،‬والقيههاس‬
‫المذكور واضح فتعين الخذ به وإنما لم تدرك الجمعة بدون ركعة‪،‬‬
‫لنه إدراك إسقاط وهذا إدراك إيجههاب فههاحتيط فيهمهها )والظهههر(‬
‫على الول )وجوب الظهر( مع العصر )بإدراك تكبيرة آخههر( وقههت‬
‫)العصر و( وجهوب )المغهرب( مهع العشهاء بهإدراك تكهبيرة )آخهر(‬
‫وقت )العشاء( لتحههاد الوقههتين فههي العههذر ففههي الضههرورة أولههى‬
‫ويشترط بقاء سلمته هنا أيضا بقدر ما مر وما لزمه فلو بلههغ‪ ،‬ثههم‬
‫جن مثل قبل ما يسع ذلك فل لزوم وإن زال الجنون فورا على ما‬
‫اقتضاه إطلقهم نعم إن أدرك ركعة آخر العصههر مثل فعههاد المههانع‬
‫بعد ما يسع المغرب وجبت فقط لتقههدمها بكونههها صههاحبة الههوقت‬
‫وما فضل ل يكفي للعصر هذا إن لم يشرع فيها قبل الغههروب وإل‬
‫تعينت لعدم تمكنه من المغرب ونوزع فيه بما ل يجدي ولههو أدرك‬
‫من وقت العصر قدر ركعتين ومن وقت المغرب قدر ركعتين مثل‬
‫وجبت العصر فقط كما لو وسههع مههع المغههرب قههدر أربههع ركعههات‬
‫للمقيههم أو ركعههتين للمسههافر فتتعيههن العصههر‪ ،‬لنههها المتبوعههة ل‬
‫الظهر‪ ،‬لنها تابعة ويأتي نظير ذلك فههي إدراك تكههبيرة آخههر وقههت‬
‫العشاء‪ ،‬ثههم خل مههن الموانههع قههدر تسههع ركعههات للمقيههم أو سههبع‬
‫للمسافر فتجههب الصههلوات الثلث أو سههبع‪ ،‬أو سههت لههزم المقيههم‬
‫الصبح‪ ،‬والعشاء فقط‪ ،‬أو خمس فأقل لم يلزمه سوى الصبح ولههو‬
‫أدرك ثلثا من وقت العشههاء لههم هههي‪ .‬وكههذا تجههب المغههرب علههى‬
‫الوجه نظرا لتمحض تبعيتها للعشاء وخههص مهها ذكههر‪ ،‬لن الصههبح‪،‬‬
‫والعصر‪ ،‬والعشاء ل يتصور وجههوب واحههد منههها بههإدراك جههزء ممهها‬
‫بعدها إذ ل جمع وللبلقيني في فتاويه هنا مهها ينبغههي مراجعتههه مههع‬
‫التأمل قيل لو حذف آخر لفاد وجههوب الظهههر بههإدراك غيههر الخههر‬
‫أيضا ا ه وليس بصحيح‪ ،‬لن ما قبل الخههر ل يلههزم فيههه الظهههر إل‬
‫إن أدرك بعد قدر صاحبة الوقت قدرها كما يأتي فتعين في كلمههه‬
‫التقييد بالخر وإن استويا فهي أنهه ل بهد مهن إدراك مها يسهع فهي‬
‫الكل لفتراقهما في أن إدراك ما يسع في غيههر الخههر يكههون مههن‬
‫الوقت وفيههه يكههون مههن غيههر الههوقت )ولههو بلههغ فيههها( أي الصههلة‬
‫بالسن ول يتصور بالحتلم لتوقفه على خههروج المنههي وإن تحقههق‬
‫وصوله لقصبة الذكر )أتمها( وجوبا )وأجزأته علههى الصههحيح(‪ ،‬لنههه‬
‫أداها صحيحة بشرطها فلم يؤثر تغير حاله بالكمال فيها كقن عتق‬
‫أثنههاء الجمعههة وكههون أولههها نفل ل يمنههع وقههوع باقيههها واجبهها كحههج‬
‫التطوع وكما لو نذر إتمام ما هو فيه من صههوم تطههوع نعههم تسههن‬
‫العادة هنا وفيما يأتي خروجها مهن الخلف )أو( بلهغ )بعهدها( فهي‬
‫الوقت حههتى العصههر مثل فههي جمههع التقههديم بسههن‪ ،‬أو غيههره )فل‬
‫إعادة( واجبة )على الصحيح( لما ذكر وفارق ما لو حج ثم بلغ بأنه‬
‫غير مأمور بالنسك فضل عن ضههربه علههى تركههه وبههأنه لمهها وجههب‬
‫مرة في العمر امتههاز بتعيهن وقهوعه حهال الكمهال بخلفهها فيهمهها‬
‫ومحل هذا وما قبله إن قلنا إن نية الفرضية ل تلزمه‪ ،‬أو نواها أمهها‬
‫إذا قلنا بلزومها ولم ينوها فهو لم يصل شيئا هنا وليس في صههلة‬
‫ثم فتلزمه ولو زال عههذر جمعههة بعههد عقههد الظهههر لههم يههؤثر إل إذا‬
‫اتضح الخنثى بالذكورة وأمكنته الجمعة لتبين كونه من أهلها وقت‬
‫عقدها )ولههو( طههرأ مههانع كههأن )حاضههت( أو نفسههت )أو جههن(‪ ،‬أو‬
‫أغمي عليه )أول الههوقت( واسههتغرقه )وجبههت تلههك( الصههلة )إن(‬
‫كان قد )أدرك( من الهوقت قبههل طهرو مههانعه فههالول فههي كلمههه‬
‫نسبي بدليل ما عقبه به فل اعههتراض عليههه )قههدر الفههرض( الههذي‬
‫يلزمه بأخف ممكههن مههع إدراك زمههن طهههر يمتنههع تقههديمه كههتيمم‬
‫وطهههر سهلس بخلف غيهره‪ ،‬لنهه كهان يمكنههه تقههديمه وقههد عههد‬
‫التكليف بالمقدمة قبل دخول الوقت كالسههعي إلههى الجمعههة قبههل‬
‫وقتها على بعيد الدار وبه يعلم أنه ل فرق هنا بين الصبي‪ ،‬والكافر‬
‫وغيرهما‪ ،‬وادعههاء أن الصههبي غيههر مكلهف بههه وأن التخفيهف علهى‬
‫الكافر اقتضى اعتبار قدر الطهر في حقه بعد الوقت مطلقا يهرده‬
‫في الول أنهم لو نظروا للتكليف لم يعتبروا المكان قبههل الههوقت‬
‫مطلقا‪ ،‬وفي الثاني أنه مكلف كالمسلم فكما اعتبروا المكان في‬
‫المسلم فكذا فيه‪ ،‬والتخفيف عليههه إنمهها يكههون فههي أمههر انقضههى‬
‫بجميع آثاره قبل السلم وما هنا ليس كذلك فتههأمله ويجههب معههها‬
‫ما قبلها إن جمعت معها وأدرك قدرها أيضا دون ما بعدها مطلقهها‪،‬‬
‫لن وقت الولى ل يصلح للثانية إل في الجمع ووقت الثانية يصههلح‬
‫للولى مطلقا وكالول ما لو طرأ المانع أثناءه كما علم مما تقرر‪.‬‬
‫وأما إذا زال أثناءه فهالحكم كهذلك لكهن ل يتهأتى اسهتثناء طههر ل‬
‫يمكن تقديمه فههي غيههر الصههبي‪ ،‬والكههافر )وإل( يههدرك ذلههك )فل(‬
‫يجب لنتفاء التمكن واشترطوا هنا قدر الفههرض وفهي الخههر قهدر‬
‫التحرم‪ ،‬لن ما هناك إزالة فيمكنه البناء بعد الوقت ول كهذلك هنها‬
‫فاشترط تمكنه‬
‫]تنبيه[‪ :‬صرح في أصل الروضة‪ ،‬والمجموع فههي الصههبي يبلههغ‬
‫آخر وقت العصر مثل بتكبيرة أنه ل بد في لزوم العصر له مههن أن‬
‫يدرك من زمن المغرب قدرها وقدر الطهارة وفي أصههل الروضههة‬
‫فيما إذا بلغ أول وقت الظهر مثل أنه ل بهد مهن إدراك قهدرها أول‬
‫الوقت دون الطهارة‪ ،‬لنه كان يمكنه تقهديمها علههى الهوقت وهههذا‬
‫مشههكل جههدا‪ ،‬لنهههم فههي إدراك الخههر لههم يعتههبروا قههدرته علههى‬
‫الطهههارة قبههل البلههوغ مههع كونههها فههي الههوقت وفههي إدراك الول‬
‫اعتبروا قدرته عليها قبل الوقت وكان العكس أولههى بههل متحتمهها‪،‬‬
‫لنه قبل الوقت لم يتوجه إليه خطاب من وليه بطهارة ومههع ذلههك‬
‫اعتبرت قدرته على تقديم الطهارة حتى لو جن بعد أن أدرك مههن‬
‫أول الوقت قدر الفرض فقط لزمه قضاؤه وفي الوقت توجه إليه‬
‫خطاب الولي بها ومع ذلك لم تعتبر قدرته عليها في الههوقت قبههل‬
‫البلوغ‪ ،‬بههل اشههترطوا خلههوه مههن الموانههع وقههت المغههرب بقههدرها‬
‫كالفرض حتى لو جن قبل ذلك لم يلزمه قضاء العصر وحينئذ فقد‬
‫يؤخذ من هذا ترجيح ما أشارت إليه الروضة اعتراضا علهى أصهلها‬
‫أنه ينبغههي اسههتواء الخههر‪ ،‬والول فههي عههدم اعتبههار القههدرة علههى‬
‫التقديم‪ ،‬لنه لم يجب‪ ،‬وإلى هذا مال جماعة لكن أكثر المتههأخرين‬
‫على اعتماد ما في أصل الروضههة مههن التفرقههة المههذكورة وعليههه‬
‫فيمكن التمحل لما لمحوه فههي الفههرق بههأمرين‪ :‬أحههدهما أنههه فههي‬
‫الخر لما لم يدرك قدر العصر المتبوع للطهارة في الههوقت وإنمهها‬
‫قدر عليه بعده لزم اعتباره بعده أيضا إعطاء للتابع حكههم متبههوعه‬
‫وحذرا من تميز التابع باعتباره فههي الههوقت مههع كههون متبههوعه لههم‬
‫يعتبر إل بعده وفي الول لما أدرك قدر الفرض الذي هههو المتبههوع‬
‫أول الوقت استغنى به عن تقههدير إمكههان تههابعه الممكههن التقههديم‬
‫أول الوقت أيضا فالحاصههل أن المتبههوع فههي إدراك الخههر اسههتتبع‬
‫تابعه في كونه يقدر بعد الوقت مثل لئل يتميههز التههابع وفههي إدراك‬
‫الول اكتفى بوقوع المتبوع كله في الوقت عههن وقههوع تههابعه فيههه‬
‫احتياطا للفرض بلزومهه بمها ذكهر‪ .‬ثانيهمها‪ :‬أنهه فهي إدراك الخهر‬
‫تعارض عليه أمران بقياس ما قرروه‪ :‬العصر وهي تقتضي اعتبههار‬
‫الطهههارة مههن وقههت المغههرب‪ ،‬والمغههرب وهههي تقتضههي اعتبههار‬
‫طهارتها من وقت العصر لما تقرر في إدراك أول الههوقت فعملههوا‬
‫هنا بذلك فيهما فاعتبروا طهارة العصر بعد وقتها وطهارة المغرب‬
‫قبل وقتها ولم يعتبروا تمكنه من الطهارتين في وقت العصر‪ ،‬لن‬
‫فيه إجحافهها عليههه بههإلزامه بالفرضههين الداء‪ ،‬والقضههاء وإن زالههت‬
‫السلمة قبل تمكنه من الطهههارتين فخرجههوا عههن ذلههك الجحههاف‬
‫ولم يلزموه بالعصر إل إن أدرك قدر طهرههها مههن وقههت المغههرب‬
‫واقتضى الحتياط لصاحبة الوقت وهههي المغههرب الكتفههاء بقههدرته‬
‫على تقديم طهارتها قبل وقتها‪ ،‬وأما الدراك أول فلم يتعارض فيه‬
‫شيئان بههالنظر لصههاحبة الههوقت فههاحتيط لههها بههإلزامه بههها بمجههرد‬
‫تمكنه من طهرها قبل الوقت‬
‫فصل(‪ :‬في الذان‪ ،‬والقامة‪ .‬الصل فيهما الجماع المسبوق(‬
‫برؤية عبد الله بن زيد المشهورة ليلة تشاورا فيما يجمع الناس‬
‫ورآه عمر فيها أيضا قيل وبضعة عشر صحابيا وفي رواية أنه‬
‫صلى الله عليه وسلم سمى تلك الرؤية وحيا وصح قوله إنها رؤيا‬
‫حق إن شاء الله وفي حديث عند البزار فيه مقال أنه صلى الله‬
‫عليه وسلم أريه ليلة السراء‪ ،‬ثم أخر للمدينة حتى وجدت تلك‬
‫المرائي وكان حكمة ترتبه دون سائر الحكام عليها أنه تميز مع‬
‫اختصاره بأنه جامع لسائر أصول الشريعة وكمالتها فاحتاج لما‬
‫يؤذن بهذا التميز ول شك أن تقدم تلك الرؤيا مع شهادته صلى‬
‫الله عليه وسلم بأنها حق ومقارنة الوحي لها‪ ،‬أو سبقه عليها‬
‫لرواية أبي داود وغيره }أنه قال لعمر لما أخبره برؤيته سبقك بها‬
‫الوحي{ رفع لشأنه وتعظيم لقدره )الذان( بالمعجمة وهو لغة‬
‫العلم وشرعا ذكر مخصوص شرع أصله للعلم بالصلة‬
‫المكتوبة )والقامة( وهي لغة مصدر أقام وشرعا الذكر التي‪،‬‬
‫لنه يقيم إلى الصلة كل منهما مشروع إجماعا‪ ،‬ثم الصح أن كل‬
‫منهما )سنة( على الكفاية كابتداء السلم إذ لم يثبت ما يصرح‬
‫بوجوبهما )وقيل( إنهما )فرض كفاية( لكل من الخمس للخبر‬
‫المتفق عليه }إذا حضرت الصلة فليؤذن لكم أحدكم{ ولنها من‬
‫الشعائر الظاهرة كالجماعة وهو قوي ومن ثم اختاره جمع فيقاتل‬
‫أهل بلد تركوهما‪ ،‬أو أحدهما بحيث لم يظهر الشعار ففي بلد‬
‫صغيرة يكفي بمحل وكبيرة ل بد من محال نظير ما يأتي في‬
‫الجماعة والضابط أن يكون بحيث يسمعه كل أهلها لو أصغوا إليه‬
‫وعلى الول ل قتال لكن ل بد في حصول السنة بالنسبة لكل أهل‬
‫البلد من ظهور الشعار كما ذكر فعلم أنه ل ينافيه ما يأتي أن‬
‫أذان الجماعة يكفي سماع واحد له‪ ،‬لنه بالنظر لداء أصل سنة‬
‫الذان وهذا بالنظر لدائه عن جميع أهل البلد ومن ثم لو أذن‬
‫واحد في طرف كبيرة حصلت السنة لهله دون غيرهم وبهذا‬
‫يعلم أنه ل فرق فيما ذكر بين أذان الجمعة وغيرها وإن كانت ل‬
‫تقام إل بمحل واحد من البلد‪ ،‬لن القصد من الذان غيره من‬
‫إقامتها كما هو واضح من قولنا فعلم أنه ل ينافيه ما يأتي إلى‬
‫آخره )وإنما يشرعان للمكتوبة( دون المنذورة وصلة الجنازة‪،‬‬
‫والنفل وإن شرعت له الجماعة فل يندبان‪ ،‬بل يكرهان لعدم‬
‫ورودهما فيها نعم قد يسن الذان لغير الصلة كما في آذان‬
‫المولود‪ ،‬والمهموم‪ ،‬والمصروع‪ ،‬والغضبان ومن ساء خلقه من‬
‫إنسان‪ ،‬أو بهيمة وعند مزدحم الجيش وعند الحريق قيل وعند‬
‫إنزال الميت لقبره قياسا على أول خروجه للدنيا لكن رددته في‬
‫شرح العباب وعند تغول الغيلن أي تمرد الجن لخبر صحيح فيه‪،‬‬
‫وهو‪ ،‬والقامة خلف المسافر )ويقال في العيد ونحوه( من كل‬
‫نفل شرعت فيه الجماعة وصلي جماعة ككسوف واستسقاء‬
‫وتراويح ل جنازة‪ ،‬لن المشيعين حاضرون غالبا )الصلة( بنصبه‬
‫إغراء ورفعه مبتدأ أو خبرا )جامعة( بنصبه حال ورفعه خبرا‬
‫للمذكور‪ ،‬أو المحذوف أو مبتدأ حذف خبره لتخصيصه بما قبله‬
‫وذلك لثبوته في الصحيحين في كسوف الشمس وقيس به ما في‬
‫معناه مما ذكر‪ ،‬أو الصلة الصلة‪ ،‬أو هلموا إلى الصلة‪ ،‬أو الصلة‬
‫رحمكم الله‪ ،‬والول أفضل‪) ،‬والجديد ندبه( أي الذان )للمنفرد(‬
‫بعمران‪ ،‬أو صحراء وإن بلغه أذان غيره على المعتمد للخبر التي‬
‫)ويرفع( المؤذن ولو منفردا )صوته( بالذان ما استطاع ندبا للخبر‬
‫الصحيح }إذا كنت في غنمك‪ ،‬أو باديتك فأذنت للصلة فارفع‬
‫صوتك بالنداء فإنه ل يسمع مدى صوت المؤذن جن ول إنس ول‬
‫شيء إل شهد له يوم القيامة{ )إل بمسجد(‪ ،‬أو غيره )وقعت فيه‬
‫جماعة( أو صلوا فرادى وانصرفوا فل يندب فيه الرفع‪ ،‬بل يندب‬
‫عدمه لئل يوهمهم دخول وقت صلة أخرى‪ ،‬أو يشككهم في وقت‬
‫الولى ل سيما في الغيم فيحضرون مرة ثانية وفيه مشقة شديدة‬
‫وبه اندفع ما قيل ل حاجة لشتراط وقوع الجماعة لليهام على‬
‫أهل البلد أيضا وذلك‪ ،‬لن إيهامهم أخف مشقة إذ يفرض توهمهم‬
‫ل يحصل منهم الحضور إل مرة‬
‫]تنههبيه[ إنمهها يتجههه التقييههد بالنصههراف فيمهها إذا اتحههد محههل‬
‫الجماعهههة بخلف مههها إذا تعهههدد‪ ،‬لن الرفهههع فهههي أحهههدها يضهههر‬
‫المنصرفين من البقية بعود كل لما صلى به‪ ،‬أو لغيره فيتجه حينئذ‬
‫ندب عدم الرفع وإن لم ينصرفوا وقضههية المتههن نههدب الذان مههع‬
‫الرفع للجماعة الثاني وإن كرهت ونوزع فيه بههأنه ينبغههي كراهتههه‪،‬‬
‫لنه وسيلة ويرد بأن كراهتها لمر خارج ل يقتضي كراهة وسههيلتها‬
‫كما هو ظاهر )ويقيم للفائتة( قطعا )ول يؤذن( لههها )فههي الجديههد(‬
‫لزوال الوقت ولما صح }أنه صلى اللههه عليههه وسههلم فههاتته صههلة‬
‫يوم الخندق فقضاها ولم يؤذن لها{)قلههت القهديم( أنهه يهؤذن لهها‬
‫فعلت جماعة‪ ،‬أو فرادى خلفا لما يوهمه كلم الشههارح ول ينههافيه‬
‫القديم السابق للختلف عنه‪ ،‬بل قيل إن ذاك جديد ل قههديم وهههو‬
‫)أظهر والله أعلم( للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسلم لمهها‬
‫فاتته الصبح بالوادي سار قليل‪ ،‬ثم نزل وأذن بلل فصلى ركعتين‪،‬‬
‫ثم الصبح{ وذلههك بعههد الخنههدق فههالذان علههى الول حههق للههوقت‬
‫وعلى الثاني حق للفرض وفي الملء حههق للجماعههة )فههإن كههان(‬
‫عليه )فوائت( وأراد قضاءها متواليههة )لههم يههؤذن لغيههر الولههى( أو‬
‫متفرقة فإن طال فصل بين كل عرفا أذن لكهل ولهو جمهع تهأخيرا‬
‫أذن للولهى فقهط سههواء كهانت صهاحبة الههوقت‪ ،‬أم غيرههها‪ ،‬وكههذا‬
‫تقديما ما لم يههدخل وقههت الثانيههة قبههل فعلههها فيههؤذن لههها لههزوال‬
‫التبعيههة ولههو والههى بيههن فائتههة ومههؤداة أذن لولهمهها إل أن يقههدم‬
‫الفائتة‪ ،‬ثم بعد الذان لها يههدخل وقههت المههؤداة فيههؤذن لههها أيضهها‬
‫)وتنههدب لجماعههة النسههاء(‪ ،‬والخنههاثى ولكههل علههى انفههراده أيضهها‬
‫)القامة( على المشهور‪ ،‬لنها لستنهاض الحاضرين فل رفههع فيههها‬
‫يخشى منه محذور مما يههأتي )ل الذان علههى المشهههور( لمهها فيههه‬
‫من الرفع الذي قد يخشى من افتتان‪ ،‬والتشبه بالرجهال ومهن ثهم‬
‫حرم عليها رفع صوتها به وإن كان ثم أجنبي يسمع وإنما لم يحرم‬
‫غناؤها وسماعه للجنبي حيث ل فتنة‪ ،‬لن تمكينها منههه ليههس فيههه‬
‫حمل الناس على مؤد لفتنة بخلف تمكينها من الذان‪ ،‬لنههه يسههن‬
‫الصغاء للمؤذن‪ ،‬والنظر إليه وكل منهما إليها مفتن ولنه ل تشههبه‬
‫فيه إذ هو مههن وضههع النسههاء بخلف الذان فههإنه مختههص بالههذكور‬
‫فحرم عليها التشههبه بهههم فيههه وقضههية هههذا عههدم التقييههد بسههماع‬
‫أجنبي إل أن يقال ل يحصل التشبه إل حينئذ ويؤيده مهها يههأتي فههي‬
‫أذانها للنساء الظاهر في أنه ل فرق في عدم كراهته بين قصههدها‬
‫للذان وعدمه فإن قلت ينافيه مها يهأتي مههن حرمتههه قبههل الههوقت‬
‫بقصده بجامع عدم مشروعية كل قلت يفرق بأن ذاك فيه منابههذة‬
‫صريحة للشرع بخلف هذا إذ الذي اقتضاه الدليل فيه عههدم نههدبه‬
‫ل غير ول رفع صوتها بالتلبية‪ ،‬لن كل أحههد مشههغول بتلبيههة نفسههه‬
‫مع أنه ل يسن الصغاء لها ول نظر الملبي ولو أذنت للنساء بقههدر‬
‫ما يسمعن لم يكره وكان ذكر الله تعههالى‪ ،‬وكههذا الخنههثى )والذان‬
‫مثنى( معدول عن اثنين اثنيههن أي معظمههه إذ التكههبير أولههه أربههع‪،‬‬
‫والتشهد آخره واحد )‪ ،‬والقامة فرادى إل لفظ القامههة( للحههديث‬
‫المتفق عليه }أمر بلل أي أمره صلى الله عليه وسلم{ كما فههي‬
‫رواية النسائي }أن يشههفع الذان ويههوتر القامههة{ إل القامههة أي‪،‬‬
‫لنها المصرحة بالمقصود وإل لفظ التكبير فإنه يثنى أولها وآخرههها‬
‫واعتذر عنه بأنه على نصف لفظه في الذان فكأنه فرد قال ولهذا‬
‫شرع جمههع كههل تكههبيرتين فههي الذان بنفههس واحههد أي مههع وقفههة‬
‫لطيفة على الولى للتباع فإن لم يقف فالولى الضم وقيل الفتح‬
‫بخلف بقية ألفاظه فإنه يأتي بكل كلمة فههي نفههس وفههي القامههة‬
‫يجمع كل كلمتين بصوت )ويسن إدراجها( أي إسههراعها )وترتيلههه(‬
‫أي الثاني فيه للمر بهما ولنه للغههائبين فالترتيههل فيههه أبلههغ وهههي‬
‫للحاضرين فالدراج فيها أشههبه ومههن ثههم سههن أن تكههون أخفههض‬
‫صههوتا منههه )‪ ،‬والههترجيع فيههه( لثبههوته فههي خههبر مسههلم وهههو ذكههر‬
‫الشهادتين مرتين سرا بحيث يسمعه من بقربه عرفا قبههل الجهههر‬
‫بهمهها ليتههدبرهما ويخلههص فيهمهها إذ همهها المقصههودتان المنجيتههان‬
‫وليتذكر خفاءهما أول السلم‪ ،‬ثم ظهورهمهها الههذي أنعههم اللههه بههه‬
‫على المة إنعاما ل غاية وراءه سمي بذلك‪ ،‬لنه رجههع للرفههع بعههد‬
‫تركه‪ ،‬أو للشهادتين بعد ذكرهما فيصح تسمية كل به لكن الشهههر‬
‫الذي في أكثر كتب المصنف أنه للول )والتثويب( بالمثلثههة )فههي(‬
‫كل من أذاني مؤداة وأذان فائتة )الصههبح( وهههو الصههلة خيههر مههن‬
‫النوم مرتين بعد الحيعلتين للحديث الصحيح فيه من تاب إذا رجع‪،‬‬
‫لنه بمعنى ما قبله فكان به راجعا إلى الدعاء بالصلة ويكههره فههي‬
‫غير الصبح كحي على خير العمل مطلقا فإن جعله بدل الحيعلتين‬
‫لم يصح أذانه وفي خبر الطههبراني بروايههة مههن ضههعفه ابههن معيههن‬
‫}أن بلل كان يؤذن للصبح فيقول حههي علههى خيههر العمههل فههأمره‬
‫صلى الله عليه وسههلم أن يجعههل مكانههها الصههلة خيههر مههن النههوم‬
‫ويترك حي على خير العمل{ وبه يعلههم أنههه ل متشههبث فيههه لمههن‬
‫يجعلونها بدل الحيعلتين‪ ،‬بل هو صريح في الرد عليهم )وأن يؤذن(‬
‫ويقيم )قائما( وعلى عال احتيج إليه و )للقلبة(‪ ،‬لنه المأثور سههلفا‬
‫وخلفا ولخبر الصحيحين }يا بلل قههم فنههاد{‪ ،‬بههل يكههره أذان غيههر‬
‫مستقبل وكأنهم إنما لم يأخذوا بما في خبر الطبراني وأبي الشيخ‬
‫أن بلل كان يترك الستقبال في بعضههه غيههر الحيعلههتين لمخههالفته‬
‫للمههأثور المههذكور الههذي هههو فههي حكههم الجمههاع المؤيههد بههالخبر‬
‫المرسل }استقبل وأذن{ على أن الخبر ضههعيف‪ ،‬لن فههي سههنده‬
‫من ضعفه ابن معين ومعارض برواية راويه المذكور أيضهها أن بلل‬
‫كان ينحرف عن القبلة عن يمينه في مرتي حي على الصلة وعن‬
‫يساره في مرتي حي على الفلح ويستقبل القبلة في كههل ألفههاظ‬
‫الذان الباقية وحينئذ كان الخذ بهذا الموافق لمهها مههر‪ ،‬والمههوجب‬
‫لحجية المرسههل‪ ،‬والمثبههت للسههتقبال فيمهها عههدا الحيعلههتين وهههو‬
‫مقدم على النافي أولى وغير قائم قدر نعم ل بأس بأذان مسههافر‬
‫راكبا‪ ،‬أو ماشيا وإن بعد محل انتهائه عههن محههل ابتههدائه بحيههث ل‬
‫يسمع من في أحدهما الخر‪ ،‬واللتفات بعنقه ل بصدره يمينا مههرة‬
‫في مرتي حي على الصلة‪ ،‬ثم يسارا مرة فههي مرتههي حههي علههى‬
‫الفلح وخصا بذلك‪ ،‬لنهما خطاب آدمي كسههلم الصههلة ومههن ثههم‬
‫ينبغي أن يكون اللتفات هنا بخده ل بخديه نظير ما يأتي ثم وكره‬
‫في الخطبة‪ ،‬لنها وعظ للحاضرين فاللتفات إعراض عنهههم مخههل‬
‫بأدب الوعظ من كل وجه وإنما ندب في القامة‪ ،‬لن القصد منههها‬
‫مجرد العلم ل غير فهي من جنههس الذان فههألحقت بههه واختلههف‬
‫في التثويب فقال ابن عجيل ل وغيره نعم‪ ،‬لنه في المعنى دعههاء‬
‫كالحيعلتين ويسههن جعههل سههبابتيه فههي صههماخي أذنيههه فيههه دونههها‬
‫والفرق أنه أجمع للصوت المطلوب رفعه فيه أكثر وأنه يستدل به‬
‫الصم‪ ،‬والبعيد وقضيتهما أنه ل يسههن لمههن يههؤذن لنفسههه بخفههض‬
‫الصههوت وبهمهها علههم سههر إلحههاقهم لههها بههه فههي اللتفههات ل هنهها‬
‫)ويشترط( في كل منه ومن القامههة إسههماع النفههس لمههن يههؤذن‬
‫وحده وإل فإسماع واحد وعدم بناء غيههره علههى مهها أتههى بههه‪ ،‬لنههه‬
‫يوقع في اللبس وكالحج و )ترتيبه ومههوالته( للتبههاع ولن تركهمهها‬
‫يوهم اللعب ويخههل بههالعلم ول يضههر يسههير كلم وسههكوت ونههوم‬
‫وإغماء وجنون وردة وإن كره )وفههي قههوله ل يضههر كلم وسههكوت‬
‫طويلن( كسائر الذكار‪ ،‬والكلم فههي طويههل لههم يفحههش وإل ضههر‬
‫جزما )وشرط المؤذن(‪ ،‬والمقيم )السلم‪ ،‬والتمييههز( فل يصههحان‬
‫من كافر وغير مميز كسكران لعدم تأهلهم للعبادة ويحكم بإسلم‬
‫غير العيسوي بنطقه بالشهادتين فيعيههده لوقههوع أولههه فههي الكفههر‬
‫ويشترط لصحة نصههب نحههو المههام لههه تكليفههه وأمههانته ومعرفتههه‬
‫بالوقت‪ ،‬أو مرصد لعلمه به‪ ،‬لن ذلك ولية فاشههترط كههونه مههن‬
‫أهلها )و( شرط المههؤذن )الههذكورة( فل يصههح أذان امههرأة وخنههثى‬
‫لرجال وخناثى ولو محارم كإمامتها لهم وأذانهما للنساء جائز كمهها‬
‫مر‬
‫)ويكره( كل منهما )للمحدث( غير المتيمم لخبر الترمههذي }ل‬
‫يؤذن إل متوضئ{ نعم إن أحدث أثناءه سن له إتمامه )و( كراهته‬
‫)للجنب( غير المتيمم )أشد(‪ ،‬لن حدثه أغلظ )والقامة( مههع أحههد‬
‫الحدثين )أغلظ( منه مع ذلك الحههدث لتسههببه لوقههوع النههاس فيههه‬
‫بانصرافه للطهارة وبحههث السههنوي مسههاواة أذان الجنههب لقامههة‬
‫المحدث ويسن( للذان )صيت( أي عههالي الصههوت لزيههادة العلم‬
‫وللخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسلم قال لرائي الذان فههي‬
‫النوم ألقه على بلل فإنه أندى صوتا منك{ أي أبعههد مههدى صههوت‬
‫وقيل أحسن ويسن )حسن الصوت( وإن كان يلقنه لعدم إحسانه‪،‬‬
‫لنه أبعث علههى الجابههة و )عههدل( ليقبههل خههبره بههالوقت وليههؤمن‬
‫نظره إلى العورات وحر وعالم بالمواقيت من ذرية مؤذنيه صههلى‬
‫الله عليه وسههلم فذريههة مههؤذني أصههحابه فذريههة صههحابي ويظهههر‬
‫تقديم ذريته صلى الله عليههه وسههلم علههى ذريههة مههؤذني الصههحابة‬
‫وعلى ذرية صحابي ليس منهم ويكره أذان فاسق وصبي وأعمى‪،‬‬
‫لنهههم مظنههة الخطههأ‪ ،‬والتمطيههط‪ ،‬والتغنههي فيههه مهها لههم يتغيههر بههه‬
‫المعنى وإل حرم‪ ،‬بل كثير منه كفر فليتنبه لذلك ول يجوز ول يصح‬
‫نصب راتب مميز‪ ،‬أو فاسق مطلقا‪ ،‬وكذا أعمههى إل إن ضههم إليههه‬
‫من يعرفه الههوقت )والمامههة أفضههل منههه فههي الصههح( لمههواظبته‬
‫صلى الله عليههه وسههلم وخلفههائه الراشههدين عليههها ولن الصههحابة‬
‫احتجوا بتقديم الصديق للمامة على أحقيته بالخلفههة ولههم يقولههوا‬
‫بذلك في بلل وغيره )قلت الصح أنه( مههع القامههة ل وحههده كمهها‬
‫اعتمده خلفا لمهن نهازع فيهه )أفضهل واللهه أعلهم( لقهوله تعهالى‬
‫}ومن أحسن قول ممن دعا إلى الله{ قالت عائشة هم المؤذنون‬
‫ول ينافيه قول ابن عباس هو النبي صلى اللههه عليههه وسههلم‪ ،‬لنههه‬
‫الحسن مطلقا وهم الحسههن بعههده ول كههون اليههة مكيههة‪ ،‬لنههه ل‬
‫مانع من أن المكي يشير إلى فضههل مهها سيشههرع بعههد ولمهها صههح‬
‫}أنه صلى الله عليه وسلم دعا له بههالمغفرة وللمههام بالرشههاد{‪،‬‬
‫والمغفرة أعلى ومن ثم قال الماوردي دعا للمام بالرشاد خههوف‬
‫زيفه وللمؤذن بههالمغفرة لعلمههه بسههلمة حههاله وأنههه جعلههه أمينهها‪،‬‬
‫والمام ضامنا‪ ،‬والمين خير من الضامن وأنه قال }المؤذن يغفههر‬
‫له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس{ وأخذ ابههن حبههان مههن‬
‫خبر }من دل على خير فله مثل أجر فاعله{ أن المؤذن يكون لهه‬
‫مثل أجر من صلى بأذانه وإنما لم يواظب صلى الله عليههه وسههلم‬
‫وخلفههاؤه عليههه لحتيههاج مراعههاة الوقههات فيههه إلههى فههراغ وكههانوا‬
‫مشغولين بأمور المة ومههن ثههم قههال عمههر رضههي اللههه عنههه لههول‬
‫الخليفى أي الخلفة لذنت واعترض بأن الشتغال بذلك إنما يمنههع‬
‫الدامة ل الفعل فههي بعههض الحيههان ل سههيما أوقههات الفههراغ كمهها‬
‫اعترض الجواب بأنه لو أذن لقال إني رسول اللههه وهههو ل يجههزئ‪،‬‬
‫أو أن محمدا رسول الله ول جزالة فيه بأنه في غاية الجزالة ككل‬
‫إقامة ظاهر مقام مضمر لنكتة على أنه صههح }أنههه أذن مههرة فههي‬
‫السفر راكبا{ فقال ذلك }ونقل عنه في تشهههد الصههلة أنههه كههان‬
‫يأتي بأحدهما تارة وبههالخر أخههرى{ علههى مهها يههأتي ثههم فالحسههن‬
‫الجواب بأن عدم فعله للذان ل دللة فيه لحههد القههولين لحتمههاله‬
‫وقد تفضل سنة الكفاية على فرضها كابتداء السههلم علههى جههوابه‬
‫وقيل إن علم من نفسه القيام بحقههوق المامههة فهههي أفضههل وإل‬
‫فهههو وقضههيته‪ ،‬بههل صههريحة أن كل مههن الههوجهين الوليههن قههائل‬
‫بأفضههلية مهها رآه علههى الطلق )وشههرطه( عههدم الصههارف‪ ،‬وكههذا‬
‫القامة فلو قصد تعليم غيره لم يعتد به ل النية على الصههح ومههن‬
‫ثم ينبغي ندبها وفرع على الصح أنه لو كبر تكبيرتين بقصههده‪ ،‬ثههم‬
‫أراد صرفهما للقامة لم ينصرفا عنه فيبني عليهمهها وفههي التفريههع‬
‫نظر و )الوقت(‪ ،‬لنه إنما يراد للعلم به فل يجههوز ول يصههح قبلههه‬
‫إجماعا كما صرح به بعضهم لللباس ومنه يؤخذ أنه حيث أمن لههم‬
‫يحرم‪ ،‬لنه ذكر نعم إن نوى به الذان اتجهت حرمتههه‪ ،‬لنههه تلبههس‬
‫بعبادة فاسدة ويستمر ما بقي الوقت‬
‫وقول ابن الرفعة إلههى وقههت الختيههار لعلههه للفضههل‪ ،‬والنههص‬
‫على سقوط مشروعيته بفعل الصلة يحمل على أن ذلك بالنسبة‬
‫للمصلي )إل الصبح( للخبر الصحيح فيه وحكمته أن الفجههر يههدخل‬
‫وفي النههاس الجنههب‪ ،‬والنههائم فجههاز نههدب تقههديمه ليتهيئوا لدراك‬
‫فضيلة أول الوقت ول تقدم القامة علههى وقتههها بحههال وهههو إرادة‬
‫الدخول في الصلة حيث ل جماعة وإل فأذان لمام ولههو بالشههارة‬
‫فإن قدمت عليه اعتد بها وقيل ل يشترط أن ل يطول الفصههل أي‬
‫عرفا بينهما كما في المجموع وفيه أيضا يسههن بعههد القامههة لكههل‬
‫أحد‪ ،‬والمام آكد المر بتسوية الصفوف بنحو استووا رحمكم الله‬
‫وأن يلتفت بذلك يمينا‪ ،‬ثم شمال فإن كبر المسجد أمر المام من‬
‫يأمر بالتسوية فيطههوف عليهههم‪ ،‬أو ينههادي فيهههم ويسههن لكههل مههن‬
‫حضر أن يأمر بذلك من رأى منه خلل في تسوية الصف‪ ،‬والولههى‬
‫خلفا لبي حنيفة ترك الكلم بعد القامة وقبل الحرام إل لحاجة ا‬
‫هه ملخصا وبه يعلم أن الكلم لحاجة ل يؤثر في طول الفصل وأن‬
‫الطول إنما يحصل بالسكوت‪ ،‬أو الكلم غير المندوب ل الحاجة‬
‫وقد قال الذرعي يظهر أن الجماعة إذا كههثرت كههثرة مفرطههة‬
‫وامتههدت الصههفوف إلههى الطرقههات أن ينتظههر فههراغ مههن يسههوي‬
‫صفوفهم أو تسههتثنى هههذه الصههورة‪ ،‬لن فههي وقههوف المههام عههن‬
‫التكبير ومن معه قياما إلههى تسههويتها بههأمر طههائف ونحههوه تطههويل‬
‫كثيرا وإضههرارا بالجماعههة وكلم الئمههة محمههول علههى الغههالب ا ه‬
‫وفي شرحي للعباب‪ ،‬والذي يتجههه مهها بحثههه أول وهههو مهها اقتضههاه‬
‫إطلقهم انتظار المام تسويتها وإن فرض أن في ذلك إبطاء لكههن‬
‫إن لم يفحش بأن لم يمض زمن يقطع نسبة القامة عههن الصههلة‬
‫من كل وجه‪ ،‬لن ذلك من مصلحتها فلم يضر البطهاء لجلهه فهإن‬
‫فحش بأن مضى ذلك أعادها وظههاهر أن الكلم فههي غيههر الجمعههة‬
‫لوجوب الموالة فيها ويحتاط للواجب ما ل يحتاط لغيره ومهن ثهم‬
‫ينبغي أن يضبط الطول المضر فيهها بقهدر ركعهتين بهأخف ممكهن‬
‫أخذا من نظيره في جمع تقديم ول يضبط الطههول هنهها بههذلك لمهها‬
‫تقرر مههن الفههرق بيههن الههواجب‪ ،‬والمنههدوب )فمههن نصههف الليههل(‬
‫كالدفع من مزدلفة ولن العرب تقول حينئذ انعههم صهباحا وصههحيح‬
‫الرافعي أنه في الشتاء حين يبقى سبع وفهي الصهيف حيهن يبقهى‬
‫نصف سبع لخههبر فيههه رده المصههنف بههأن الحههديث باطههل واخههتير‬
‫تحديده بالسحر وهههو السههدس الخيههر وأذان الجمعههة الول ليههس‬
‫كالصبح في ذلك خلفا لما في الرونق‪ ،‬لنه ل مجال للقيههاس فههي‬
‫ذلك على أنه نوزع في نسبة الرونق للشيخ أبي حامد‬
‫)ويسن مؤذنان للمسجد( وكههل محههل للجماعههة )يههؤذن واحههد‬
‫قبل الفجر( من نصف الليل وينبغي أن الفضل كونه مههن السههحر‬
‫لما تقرر )وآخر بعده( للتباع وحكمته تميز مههن يههؤذن قبههل ممههن‬
‫يههؤذن بعههد‪ ،‬والزيههادة عليهمهها ل تسههن إل لحاجههة ول يقههال يسههن‬
‫عدمها‪ ،‬والقول بسن عدم الزيادة على أربعة مردود بههأن الضههابط‬
‫الحاجة‪ ،‬والمصلحة ثم إن اتسع الوقت ترتبوا ويبهدأ الراتهب منههم‬
‫وإل أقرع للبتداء فإن ضاق تفرقوا إن اتسع المسجد وإل اجتمعوا‬
‫ما لم يؤد لختلط الصوات وإل فواحد فلو لم يوجد إل واحههد أذن‬
‫المرتين خلفا للغزالي ومن تبعه فإن اقتصر فهالولى بعهده فممها‬
‫في المتن للفضل ولو أذن الراتب وغيههره أقههام الراتههب أو غيههره‬
‫فقط أقام فإن تعدد فالول )ويسن لسامعه( كالقامة بههأن يفسههر‬
‫اللفظ وإل لم يعتد بسماعه نظير ما يههأتي فههي السههورة للمههأموم‬
‫ولو جنبا وحائضا )مثل قوله( بأن يأتي بكل كلمة عقب فراغه منها‬
‫كذا اقتصروا عليه لكن بحث السنوي العتداد بابتدائه مههع ابتههدائه‬
‫فرغا معا أم ل وتبعه في موضههع كجمههع لكنههي خههالفته فههي شههرح‬
‫العباب فبينت أنه ل تكفي المقارنة كما يدل عليه كلم المجمههوع‪،‬‬
‫ثم رأيت ابن العماد قال ردا عليه الموافق للمنقول أنههها ل تكفههي‬
‫للتعقيب في الخبر وكما لو قههارن المههام فههي أفعههال الصههلة بههل‬
‫أولى‪ ،‬لن ما هنا جههواب وهههو يسههتدعي التههأخر ومههراده مههن هههذا‬
‫القيههاس أن المقارنههة ثههم مكروهههة فلتمنههع هنهها العتههداد وإن لههم‬
‫تمنعه‪ ،‬ثههم‪ ،‬لنههها ثههم خارجيههة وهنهها ذاتيههة كمهها أشههار إليههه تعليلههه‬
‫للولوية وحاصله أن ما هنا جواب وذاته تقتضي التههأخر فمخههالفته‬
‫ذاتية وما هناك أمر بمتابعة لتعظيم المام ومخالفته مضادة لههذلك‬
‫فهي خارجية وذلك لخبر الطههبراني بسههند رجههاله ثقههات إل واحههدا‬
‫فمختلف فيه وآخر قال الحافظ الهيتمي ل أعرفه }أن المههرأة إذا‬
‫أجابت الذان‪ ،‬أو القامههة كههان لههها بكههل حههرف ألههف ألههف درجههة‬
‫وللرجل ضعف ذلههك{ وللخههبر المتفههق عليههه }إذا سههمعتم النههداء‬
‫فقولوا مثل ما يقول المؤذن{ وأخذوا من قوله مثل ما يقول ولم‬
‫يقل مثل مهها تسههمعون أنههه يجيههب فههي الههترجيع وإن لههم يسههمعه‬
‫ويؤخذ من ترتيبه القول على النههداء الصههادق بالكههل‪ ،‬والبعههض أن‬
‫قولهم عقب كل كلمة للفضل فلو سههكت حهتى فههرغ كهل الذان‪،‬‬
‫ثم أجاب قبل فاصل طويل عرفا كفى في أصل سنة الجابة كمهها‬
‫هو ظاهر وبهذا الذي قررته في الخبر يعلم وهههم مههن اسههتدل بههه‬
‫لمقالة السههنوي ويقطهع للجابهة نحههو القههراءة‪ ،‬والههدعاء‪ ،‬والههذكر‬
‫وتكره لمن فههي الصههلة إل الحيعلههة أو التثههويب‪ ،‬أو صههدقت فههإنه‬
‫يبطلها إن علهم وتعمهد ولمجهامع وقاضهي حاجهة بهل يجيبهان بعهد‬
‫الفههراغ كمصههل إن قههرب الفصههل واختههار السههبكي أن الجنههب‪،‬‬
‫والحائض ل يجيبان لخههبر }كرهههت أن أذكههر اللههه إل علههى طهههر{‬
‫ولخبر }كان يذكر الله على كل أحيانه إل لجنابة{ وهما صههحيحان‬
‫ووافقه ولده التاج في الجنب لمكان طهره حال ل الحائض لتعههذر‬
‫طهرها مع طول أمد حدثها ويجيب مؤذنين مترتههبين سههمعهم ولههو‬
‫بعد صلته والول آكد قهال غيهر واحهد إل أذانهي الفجهر‪ ،‬والجمعهة‬
‫فإنهمهها سههواء ولههو سههمع البعههض أجههاب فيمهها ل يسههمعه )إل فههي‬
‫حيعلتيه( وهما حي على الصلة وحي على الفلح )فيقههول( عقههب‬
‫كل )ل حههول( أي تحههول عههن المعصههية‪) .‬ول قههوة( علههى الطاعههة‬
‫ومنها ما دعوتني إليه )إل بالله( فجملة ما يأتي به في الذان أربههع‬
‫وفي القامة ثنتان لما في الخبر الصحيح }من قههال ذلههك مخلصهها‬
‫من قلبههه دخههل الجنههة{ )قلههت وإل فههي التثههويب فيقههول صههدقت‬
‫وبررت( بكسر الههراء وحكههي فتحههها )واللههه أعلههم(‪ ،‬لنههه مناسههب‬
‫وقول ابن الرفعة لخبر فيه رد بأنه ل أصل له وقيههل يقههول صههدق‬
‫رسول الله صلى اللهه عليهه وسهلم ويقهول فهي كهل مهن كلمهتي‬
‫القامة أقامها الله وأدامها ما دامت السههموات‪ ،‬والرض وجعلنههي‬
‫من صالحي أهلها لخبر أبي داود به وبحمل السنوي أنه في قههوله‬
‫}في الليلة الممطرة‪ ،‬أو نحو المظلمة عقهب الحيعلهتين أل صهلوا‬
‫في رحالكم{ يجيبه بل حههول ول قههوة إل بههالله وقههوله ذلههك سههنة‬
‫تخفيفا عنهم )و( يسن )لكههل( مههن المههؤذن‪ ،‬والمقيههم وسههامعهما‬
‫)أن يصلي( ويسلم )على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه(‬
‫من الذان‪ ،‬أو القامة للمر بالصلة عقب الذان فههي خههبر مسههلم‬
‫وقيس بذلك غيره )ثم( يسن له أن يقول عقبهما )اللهم رب هههذه‬
‫الدعوة التامة( هي الذان سمي بذلك لكماله وسلمته من تطرق‬
‫نقههص إليههه ولشههتماله علههى جميههع شههرائع السههلم وقواعههده‬
‫مقاصههدها بههالنص وغيرههها بالشههارة )والصههلة القائمههة( أي الههتي‬
‫ستقوم )آت محمدا الوسيلة( هي أعلى درجة في الجنههة ل تكههون‬
‫إل له صلى الله عليه وسلم وحكمة طلبها له مع تحقق وقوعها له‬
‫بالوعد الصادق إظهار الفتقههار‪ ،‬والتواضههع مههع عههود عههائدة جليلههة‬
‫للسائل أشار إليها بقوله صلى الله عليه وسههلم‪} ،‬ثههم سههلوا اللههه‬
‫لي الوسيلة فمن سأل الله لي الوسههيلة حلههت لههه شههفاعتي{ أي‬
‫وجبت كما في رواية }يوم القيامة{ أي بالوعد الصادق‪ ،‬وأما فههي‬
‫الحقيقة فل يجب لحد على الله شيء تعالى الله عههن ذلههك علههوا‬
‫كبيرا )والفضيلة( عطف تفسير‪ ،‬أو أعم وحذف من أصله وغيههره‪،‬‬
‫)والدرجة الرفيعة( وختمه بيا أرحم الراحميههن‪ ،‬لنههه ل أصههل لهمهها‬
‫)وابعثههه مقامهها محمههودا( وفههي روايههة صههحيحة أيضهها }المقههام‬
‫المحمههود{ )الههذي( بههدل مههن المنكههر‪ ،‬أو عطههف بيههان‪ ،‬أو نعههت‬
‫للمعرف ويجوز القطع للرفع أو النصب )وعههدته( بقولههك }عسههى‬
‫أن يبعثك ربك مقامهها محمههودا{ وهههو هنهها اتفاقهها مقههام الشههفاعة‬
‫العظمى في فصل القضاء يحمهده فيهه الولهون‪ ،‬والخههرون‪ ،‬لنهه‬
‫المتصدي له بسجوده أربع سههجدات أي كسههجود الصههلة كمهها هههو‬
‫الظاهر تحت العرش حتى أجيب لما فزعوا إليه بعد فزعهههم لدم‪،‬‬
‫ثم لولي العزم نوح فإبراهيم فموسى فعيسى واعتذار كل صههلى‬
‫الله عليهم وسلم واختلفوا فيه في الية‪ ،‬والشهر كما هنهها وقههول‬
‫مجاهد هو أن يجلسه معه على العههرش أطههال الواحههدي فههي رده‬
‫لغة إذ البعث ل يطلق حقيقة على القعود‪ ،‬بل هو ضده سيما وقههد‬
‫أكد ب )مقاما( على أنه يوهم ما تعالى الله عنه علوا كههبيرا وإنمهها‬
‫سن هذا الدعاء لخبر البخاري }من قال ذلههك حيههن يسههمع النههداء‬
‫حلههت لههه شههفاعتي يههوم القيامههة{ ويسههن الههدعاء بيههن الذان‪،‬‬
‫والقامة‪ ،‬لنه ل يرد كما في حديث حسن ويكههره للمههؤذن وغيههره‬
‫الخروج من محههل الجماعههة بعههده وقبههل الصههلة إل لعههذر ويسههن‬
‫تأخيرها قدر ما يجتمع النهاس إل فهي المغهرب أي للخلف القهوي‬
‫في ضيق وقتها ومن ثم أطبق العلماء علههى كراهههة تأخيرههها عههن‬
‫أوله كما مر‪.‬‬
‫فصل( في بيان استقبال الكعبة‪ ،‬أو بدلها وما يتبع ذلك(‬
‫))استقبال( عين )القبلة‬
‫أي الكعبة وليس منها الحجر‪ ،‬والشاذروان‪ ،‬لن ثبوتهما منها ظنههي‬
‫وهو ل يكتفههى بههه فههي القبلههة وفههي الخههادم ليههس المههراد بههالعين‬
‫الجدار‪ ،‬بههل أمههر اصههطلحي أي وهههو سههمت الههبيت وهههواؤه إلههى‬
‫السههماء‪ ،‬والرض السههابعة والمعتههبر مسههامتتها عرفهها ل حقيقههة‬
‫وكونها بالصدر في القيام‪ ،‬والقعود وبمعظههم البههدن فههي الركههوع‪،‬‬
‫والسجود ول عبرة بالوجه إل فيمهها يههأتي فههي مبحههث القيههام فههي‬
‫الصلة ول بنحو اليد كما يعلم مما يأتي )شرط لصلة القادر( على‬
‫ذلك لكن يقينا بمعاينة‪ ،‬أو مس‪ ،‬أو بارتسام أمارة في ذهنههه تفيههد‬
‫ما يفيده أحد هذين في حق من ل حائل بينه وبينها‪ ،‬أو ظنهها فيمههن‬
‫بينه وبينها حائل محترم‪ ،‬أو عجز عن إزالته كما يأتي لقوله تعههالى‬
‫}فول وجهك شطر المسجد الحرام{ أي عين الكعبة بدليل }أنههه‬
‫صلى الله عليه وسلم ركع ركعههتين فههي وجههه الكعبههة وقههال هههذه‬
‫القبلة{ فالحصر فيها دافع لحمل الية على الجهة وخبر }مهها بيههن‬
‫المشههرق‪ ،‬والمغههرب قبلههة{ محمههول علههى أهههل المدينههة ومههن‬
‫سامتهم وقول شريح من أصحابنا من اجتهههد فأخطههأ إلههى الحههرم‬
‫جاز لحديث }البيت قبلة لهل المسجد‪ ،‬والمسههجد لهههل الحههرم‪،‬‬
‫والحرم لهل مشارق الرض ومغاربها{ مردود بأن ما ذكره حكما‬
‫وحديثا ل يعرف وصحة صلة الصف المستطيل من المشرق إلههى‬
‫المغرب محمول على انحراف فيه‪ ،‬أو على أن المخطئ فيه غيههر‬
‫معين‪ ،‬لن صغير الجرم كلمهها زاد بعههده اتسههعت مسههامتته كالنههار‬
‫الموقدة من بعد وغرض الرماة فاندفع ما قيل يلزم أن من صههلى‬
‫بإمام بينه وبينههه قههدر سههمت الكعبههة أن ل تصههح صههلته‪ ،‬والمههراد‬
‫بالصههدر جميههع عههرض البههدن كمهها بينتههه فههي شههرح الرشههاد فلههو‬
‫استقبل طرفها فخرج شيء من العرض بخلف غيره كطرف اليد‬
‫خلفا للقونوي عن محاذاته لم تصح بخلف استقبال الركههن‪ ،‬لنههه‬
‫مستقبل بجميع العرض لمجموع الجهتين ومن ثههم لههو كههان إمامهها‬
‫امتنع التقدم عليه في كل منهما أما العههاجز عههن السههتقبال لنحههو‬
‫مرض‪ ،‬أو ربط قال الشارح‪ ،‬أو خوف من نزولههه عههن دابتههه علههى‬
‫نحههو نفسههه‪ ،‬أو مههاله‪ ،‬أو انقطاعهها عههن رفقتههه إن اسههتوحش بههه‬
‫فيصلي على حسب حاله‪ ،‬أو يعيد مههع صههحة صههلته لنههدرة عههذره‬
‫ولو تعارض هو‪ ،‬والقيام قدمه‪ ،‬لنه آكد إذ ل يسقط فههي النفههل إل‬
‫لعذر بخلف القيام )إل في( صلة )شههدة الخههوف( ومهها ألحههق بههه‬
‫مما يأتي في بابه فليس التوجه شرطا فيههها نفل كههانت‪ ،‬أو فرضهها‬
‫للضرورة ولههو أمههن راكبهها نههزل واشههترط ببنههائه بعههد نزولههه أن ل‬
‫يستدبر القبلة‬
‫]تنههبيه[ مهها ذكههره ذلههك الشههارح مشههكل بههأنه يلههزم عليههه أن‬
‫استثناء شدة الخوف منقطع وفيه نظر‪ ،‬بل الوجه أنه متصههل وأن‬
‫كل من الخائف من نزوله ومن شدة الخوف قادر حسا لكنه ليس‬
‫بآمن فأبيح له تههرك السههتقبال ووجههوب العههادة علههى الول دون‬
‫الثاني إنما هو لما علم من كلمهم في الههتيمم مههن الفههرق بينهمهها‬
‫)و( إل في )نفل السفر( المباح الذي تقصهر فيهه الصهلة لهو كهان‬
‫طههويل )فللمسههافر( لمقصههد معيههن مههع بقيههة الشههروط إل طههول‬
‫السفر )التنفل( ولو نحو عيد وكسوف صههوب مقصههده كمهها يههأتي‬
‫)راكبهها( للتبههاع رواه البخههاري وإعانههة النههاس علههى الجمههع بيههن‬
‫مصلحتي معاشهم ومعههادهم إذ وجههوب السههتقبال فيههه مههع كههثرة‬
‫الحاجة إليه تستدعي ترك الورد‪ ،‬أو المعههاش )وماشههيا( كههالراكب‬
‫ويشترط ترك فعل كثير كعدو‪ ،‬أو إعداء وتحريك رجل لغير حاجههة‬
‫وترك تعمد وطء نجس مطلقا وإن عهم الطريهق فهإن نسهيه ضهر‬
‫رطب غير معفو عنه ل يههابس ودابههة لجامههها بيههده كههذلك كمهها لههو‬
‫تنجههس فمههها‪ ،‬لنههه بإمسههاكه حامههل لممههاس‪ ،‬أو ممههاس ممههاس‬
‫النجاسة وهو مبطل بخلف مس المماس بل حمل كما يههأتي فههي‬
‫شروط الصلة ول يكلف ماش التحفظ عن النجس‪ ،‬لنه يختل بههه‬
‫خشههوعه ودوام سههيره فلههو بلههغ المحههط المنقطههع بههه السههير‪ ،‬أو‬
‫طرف محل القامة أو نواها ماكثهها بمحههل صههالح لههها نههزل وأتمههها‬
‫بأركانها للقبلة مهها لههم يمكنههه ذلههك عليههها ويجههب اسههتقبال راكهب‬
‫السفينة إل الملح وهو من له دخل في تسييرها فإنه يتنفل لجهههة‬
‫مقصده ول يلزمه السههتقبال إل فههي التحههرم إن سهههل ول إتمههام‬
‫الركههان وإن سهههل‪ ،‬لنههه يقطعههه عههن عملههه )ول يشههترط طههول‬
‫سفره على المشهور( لعموم الحاجههة مههع المسههامحة فههي النفههل‬
‫بحل العقود فيه مطلقا وغيره نعم يشترط أن يكون مقصده على‬
‫مسافة ل يسمع منها النداء بشههروطه التيههة فههي الجمعههة ويفههرق‬
‫بين هذا وحرمة سفر المرأة‪ ،‬والمدين بشرطهما فإنه يكفههي فيههه‬
‫وجههود مسههمى السههفر بههأن المجههوز هنهها الحاجههة وهههي تسههتدعي‬
‫اشتراط ذلههك وثههم تفههويت حههق الغيههر وهههو ل يتقيههد بههذلك )فههإن‬
‫أمكن( أي سهل )اسههتقبال الراكههب فههي مرقههد( كمحفههة )وإتمههام‬
‫ركههوعه وسههجوده( وحههدهما‪ ،‬أو مههع غيرهمهها )لزمههه( السههتقبال‪،‬‬
‫والتمام لما قدر عليه من الكل‪ ،‬أو البعهض كراكهب السهفينة إذ ل‬
‫مشقة )وإل( يمكنه ذلك كلههه )فالصههح أنههه إن سهههل السههتقبال(‬
‫المذكور وهههو اسههتقبال الراكههب لنحههو وقوفههها وسهههولة انحرافههه‬
‫عليها‪ ،‬أو تحريفها‪ ،‬أو سههيرها وزمامههها بيههده وهههي ذلههول )وجههب(‬
‫لتيسره )وإل( يسهل لنحو جموحها‪ ،‬أو سيرها وهي مقطهورة ولهم‬
‫يسهل انحرافه عليههها ول تحريفههها )فل( يجههب لعسههره )ويختههص(‬
‫وجوب الستقبال حيث سهل )بالتحرم( فل يجههب فيمهها بعههده وإن‬
‫سهل‪ ،‬لنه تابع له نعم المعتمد في الواقفة أي طويل على ما عبر‬
‫به الشارح وعليه يظهر أن المراد به ما يقطع تواصل السير عرفا‬
‫أنها ما دامت واقفة ل يصلى عليههها إل إلههى القبلههة لكههن ل يلزمههه‬
‫إتمام الركان‪ ،‬ثم إن سههار بسههير الرفقههة أتههم لجهههة مقصههده أول‬
‫لغرض امتنع حتى يتم على ما فيه مما بينتههه فههي شههرح الرشههاد‪،‬‬
‫لنه بالوقوف لزمه فرض التوجه وظاهر صنيع المتن أنههه ل يجههب‬
‫الستقبال في الجميع وإتمام الركههان كلههها‪ ،‬أو بعضههها إل أن قههدر‬
‫عليهما معا وإل لم يجب التمام مطلقا ول الستقبال إل في تحرم‬
‫سهل وفي كلم غيره ما يؤيد ذلك والكلم فههي غيههر الواقفههة لمهها‬
‫مر فيها )وقيل يشترط( الستقبال )فههي السهلم أيضهها( كهالتحرم‪،‬‬
‫لنه طرفها الثاني ويرد بأنه يحتاط للنعقاد مهها ل يحتههاط للخههروج‬
‫ومن ثم وجب اقتران النيههة بههالول دون الثههاني )ويحههرم انحرافههه‬
‫عن( استقبال صوب مقصده عامدا عالما مختارا ل مطلقهها لجههواز‬
‫قطع النفل‪ ،‬والتنظير فيههه ليههس فههي محلههه‪ ،‬بههل مههع مضههيه فههي‬
‫الصلة لتلبسه بعبادة فاسدة لبطلنههها بههذلك النحههراف‪ ،‬لن جهههة‬
‫مقصده صارت في حقه بمنزلة القبلة فعلم أنههه ل يلزمههه سههلوك‬
‫)طريقة( بل أن ل يعدل عن جهة المقصد كذا أطلقوه وقضيته أنه‬
‫فههي منعرجههات الطريهق بحيههث يبقههى المقصههد خلهف ظههره مثل‬
‫ينحرف لستقبال جهة المقصد أو القبلههة لكنههه مشههق ثههم رأيتهههم‬
‫أطلقوا أنه ل يضر سلوك منعطفههات الطريههق‪ ،‬وظههاهره‪ :‬الطلق‬
‫ومن ثم عدل غير واحد إلى التعههبير بصههوب الطريههق ليفهههم ذلهك‬
‫)إل إلى القبلة( وإن كههانت خلههف ظهههره علههى المنقههول المعتمههد‬
‫خلفا لما بحثه جمههع‪ ،‬لنههها الصههل فههاغتفر لههه الرجههوع إليههها وإن‬
‫تضمن استقبال غير المقصد ولو قصد غيههر مقصههده انحههرف إليههه‬
‫فورا‪ ،‬لنه صار قبلته بمجرد قصده أما إذا‪ .‬انحرف ناسيا أو جاهل‪،‬‬
‫أو لغلبههة الدابههة فل بطلن إن عههاد عههن قههرب كمهها لههو انحههرف‬
‫المصههلي علههى الرض ناسههيا وإل بطلههت فيحههرم اسههتمراره ولههو‬
‫أحههرف قهههرا بطلههت مطلقهها لنههدرته )ويههومئ( إن شههاء )بركههوعه‬
‫وسجوده( حال كونه )أخفض( من ركوعه وجوبا إن أمكنههه ليتميههز‬
‫عنه ول يلزمه وضع الجبهة على نحو السههرج ول بههذل وسههعه فههي‬
‫النحنههاء للمشههقة )والظهههر أن الماشههي يتههم ركههوعه وسههجوده(‬
‫لسههولة ذلهك عليهه وبحهث الذرعهي أنهه يهومئ فهي نحهو الثلهج‪،‬‬
‫والوحل )ويستقبل فيهما وفي إحرامه( وجلوسههه بيههن السههجدتين‬
‫وجوبا لما ذكر )ول يمشي إل في قيامه( ومنههه العتههدال لسهههولة‬
‫مشي القائم فسقط عنه التوجه فيه ليمشي فيههه بقههدر ذكههره ول‬
‫يجوز بين السههجدتين لقصههره مههع إحههداث قيههام فيههه وهههو ممتنههع‬
‫ويؤخذ منه أنه لو كان يزحف‪ ،‬أو يحبو جاز له فيه )وتشهههده( ولههو‬
‫الول وسههلمه لطههوله )ولههو صههلى( شههخص قههادر علههى النههزول‬
‫)فرضا( ولو نذرا‪ ،‬وكذا صلة جنازة على المعتمد ويفرق بيههن هههذا‬
‫وإلحاقها بالنفل في الههتيمم بههأن المعنههى السههابق المجههوز للنفههل‬
‫على الدابة من كثرته مع تكرر الحتياج للسههفر غيههر موجههود فيههها‬
‫فبقيت على أصلها من عدم إلحاقها بالنفل وهذا أولى من الفههرق‬
‫بههأن الجلههوس يمحههو صههورتها‪ ،‬لنههه منتقههض بامتنههاع فعلههها علههى‬
‫السائرة على المعتمد مع بقاء القيام )على دابة واستقبل( القبلههة‬
‫)وأتم ركوعه وسجوده( وسائر أركههانه لكههونه بنحههو محفههة )وهههي‬
‫واقفة جاز( وإن لم تكن معقولة كما لو صلى على سرير‪ ،‬أو غيههر‬
‫مستقبل‪ ،‬أو لم يتم كل الركان )أو سائرة( وإن لم تمش إل ثلث‬
‫خطوات فقط متوالية )فل( يجوز إل لعذر كمهها مههر لنسههبة سهيرها‬
‫إليه بدليل صههحة الطههواف عليههها فلههم يكههن مسههتقرا فههي نفسههه‬
‫وفارقت السههفينة بأنههها تشههبه الههبيت للقامههة فيههها شهههرا ودهههرا‬
‫والسرير الذي يحمله رجال بأن سيره منسوب إليهم وسير الدابة‬
‫منسوب إليه وبأنها ل تراعي جهة واحدة ول تثبههت عليهها بخلفهههم‬
‫قاله المتولي قهال حهتى لهو كهان لهها مهن يلهزم لجامهها بحيهث ل‬
‫تختلف الجهة جاز ذلك وعليه يدل كلم جمع متقدمين وهو صههريح‬
‫في صحة الفرض في نحو محفة سائرة‪ ،‬لن من بيده زمام الدابة‬
‫يراعي القبلة‬
‫قال الشارح وهي مسههألة عزيههزة نفيسههة يحتههاج إليههها أي لههو‬
‫خلت عن نزاع ومخالفة لطلقهم أما العاجز عن النزول عنها كأن‬
‫خشي منه مشقة ل تحتمل عادة‪ ،‬أو فوت الرفقة وإن لههم يحصههل‬
‫له إل مجرد الوحشة على ما اقتضاه إطلقهم فيصلي عليهها علهى‬
‫حسب حاله قال القاضي ول إعادة عليه وعليههه فيفههرق بيههن هههذا‬
‫بعد تعين فرضه فيما لو استقبل وأتم الركان عليها ومهها مههر آنفهها‬
‫بأن ترك القبلة أخطر كما مر وأطلقا العادة ويحمل علههى مهها إذا‬
‫لم يستقبل‪ ،‬أو لم يتم الركان وكأن شيخنا أشار لذلك بفرضه أنه‬
‫صلى لمقصده ولو خاف الماشي ذلههك لههو أتههم ركههوعه وسههجوده‬
‫أومأ بهما وأعاد )ومن صلى( فرضا‪ ،‬أو نفل )في( داخههل )الكعبههة(‬
‫من كعبته ربعته‪ ،‬والكعبة كل بيت مربع كههذا فههي القههاموس وفههي‬
‫كلمهم أن إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسههلم بنههى الكعبههة‬
‫مربعة ول ينافيه اختلف بعد ما بيههن أركانههها‪ ،‬لنههه قليههل ل ينههافي‬
‫التربيع وهذا أعني أن سبب تسميتها كعبة تربيعها أوضح من جعههل‬
‫سببها ارتفاعها كما سمي كعب الرجل بذلك لرتفاعه وأصوب من‬
‫جعلههه اسههتدارتها إل أن يريههد قههائله بالسههتدارة الههتربيع مجههازا أو‬
‫يكون أخذ الستدارة في الكعب سببا لتسميته لكنه مخههالف لكلم‬
‫أئمة اللغة )واستقبل جدارها‪ ،‬أو بابها( حال كونه )مردودا( وإن لم‬
‫ترتفع عتبته إن سامت بعض الباب كما هو ظاهر )أو( حههال كههونه‬
‫)مفتوحا( لكن )مع ارتفاع عتبته ثلثي ذراع( بههذراع الدمههي تقريبهها‬
‫)أو( صلى )على سطحها(‪ ،‬أو فههي عرصههتها لههو انهههدمت‪ ،‬والعيههاذ‬
‫بالله تعالى )مستقبل من بنائها(‪ ،‬أو ما ألحق به كعصا مسمرة‪ ،‬أو‬
‫ثابتة وشجرة ثابتة وتراب منها مجتمع )ما سبق جاز( لتوجهه إلههى‬
‫جزء من البيت وإن بعد عنه‪ ،‬أكثر مههن ثلثههة أذرع‪ ،‬أو خههرج بعههض‬
‫بدنه عن هواء الشاخص‪ ،‬لنه متوجه ببعضه جزءا وببههاقيه هواءههها‬
‫لكن تبعا فل ينافيه ما يأتي وقضية كلمهم أن الشجرة الجافة هنهها‬
‫كالرطبة وحينئذ فيشههكل بمهها يههأتي فههي الصههول‪ ،‬والثمههار أنههها ل‬
‫تكون مثلها إل إن عههرش عليههها مثل ويجههاب بههأن الثبههوت يختلههف‬
‫عرفا المراد به هنا وثم أل ترى أنه ثم في الوتد بمجرد الغرور هنا‬
‫بزيادة الثبوت فإن قلت هذا مقهو للشهكال قلهت ل‪ ،‬لن الملحهظ‬
‫هنا ثبوت يصيره كالجزء في الشرف‪ ،‬واليابسة فيها ذلههك بزيههادة‪،‬‬
‫لنها ليست أجنبية بخلف الوتد المغروز وثم ثبوت يصيره كههالجزء‬
‫المنتفع به بالقوة‪ ،‬أو بالفعل‪ ،‬والوتههد كههذلك بخلف اليابسههة الههتي‬
‫ليس عليها نحو تعريش ونقل بعضهم اشههتراط وقههف نحههو العصهها‬
‫الثابتة وقد يؤيده ما قررته من الفرق لكههن ظههاهر كلمهههم خلفههه‬
‫ويوجه بأنه يعد منها باعتبار الظاهر وإن استحق الزالههة مههن وجههه‬
‫آخر وصح }أنه صلى الله عليه وسلم صههلى فيههها النفههل{ وروايههة‬
‫}لم يصل فيها{ أي فهي مهرة أخهرى كمها صهح إذ المثبهت مقهدم‬
‫على النافي وإذا ثبت جواز النفل فيها جاز لههه الفههرض أيضهها إذ ل‬
‫فارق بين الستقبال فيهما في الحضر ومن ثههم لههم يراعههوا خلف‬
‫المانع فيهما لكنههه ظههاهر فههي النفههل لصههريح المخالفههة فيههه دون‬
‫الفرض‪ ،‬لن القياس المذكور قابل للمنههع بههأن النفههل اغتفههر فيههه‬
‫حصرا أيضا مهها لههم يغتفههر فههي الفههرض إل أن يجههاب بههأن الصههل‬
‫استواء الفرض‪ ،‬والنفل في الشروط إل إذا ورد دليل بالفرق ولههم‬
‫يرد هنا وأيضا فعلة المنع لم تتضح وما لم تتضههح العلههة فيههه ل بههد‬
‫مههن نههص صههريح فيههه إذ المههور التعبديههة ل تثبههت إل بالنصههوص‬
‫الصريحة فكان الخلف فيه ضعيف المدرك جدا وما ضعف مدركه‬
‫كذلك ل يراعى‪ ،‬بل النفل داخلها أفضل منه ببقية المسجد بخلف‬
‫البيت فإنه فيه أفضل منه حتى من الكعبة كما شمله الحديث‪ ،‬بل‬
‫نقل الجماع على أنه فيههه أفضههل منههه فههي غيههره حههتى المسههجد‬
‫الحههرام‪ ،‬وكههذاك الفههرض أفضههل فههي الكعبههة إل إذا رجهها جماعههة‬
‫خارجها‪ ،‬لن الفضيلة المتعلقة بههذات العبههادة أولههى مههن الفضههيلة‬
‫المتعلقة بمحلها أما إذا لم يستقبل مهها ذكههر فل يصههح‪ ،‬لنههه صههلى‬
‫فيه ل إليه وإنما جاز استقبال هوائها لمن هههو خارجههها هههدمت‪ ،‬أو‬
‫وجدت‪ ،‬لنه يسمى عرفا مستقبل لها بخلف مههن فيههها‪ ،‬لنههه فههي‬
‫هوائهها فل يسهمى عرفها مسهتقبل لهه فانهدفع مها شهنع بهه بعهض‬
‫الحنفية غفلة عن رعاية العرف المناط به ضابط الستقبال اتفاقا‬
‫)ومن أمكنه علم القبلة( بأن كان بالمسجد الحرام‪ ،‬أو خههارجه ول‬
‫حائل أو وثم حائل أحدثه لغير حاجة أو أحدثه غيره تعههديا وأمكنتههه‬
‫إزالته فيمهها يظهههر )حههرم عليههه التقليههد( وهههو الخههذ بقههول الغيههر‬
‫الناشئ عن الجتهاد وأراد به هنا الخذ بقول الغيهر ولهو عهن علهم‬
‫ويفرق بين هذا واكتفاء الصحابة رضوان الله عليهم بالخبههار عنههه‬
‫صلى الله عليه وسههلم مههع إمكههان اليقيههن بالسههماع منههه‪ ،‬والخههذ‬
‫بقول الغير في المياه ونحوها بأن المدار في القبلههة لكونههها أمههرا‬
‫حسيا علههى اليقيههن بخلف الحكههام ونحوههها )والجتهههاد( كمجتهههد‬
‫وجد النص فعلههم أن مههن بالمسههجد وهههو أعمههى أو فههي ظلمههة ل‬
‫يعتمد إل المس الذي يحصل له بههه اليقيههن أو إخبههار عههدد التههواتر‬
‫وكذا قرينة قطعية بأن كان قد رأى محل فيه من جعل ظهههره لههه‬
‫مثل يكون مستقبل‪ ،‬أو أخبره بذلك عدد التواتر )وإل( يمكنههه علههم‬
‫عينها‪ ،‬أو أمكنه وثم حائل ولو حادثا بفعله لحاجة لكن إن لم يكههن‬
‫تعدى بإحداثه‪ ،‬أو زال تعديه فيما يظهههر فيهمهها )أخههذ( وجوبهها فههي‬
‫الولههى‪ ،‬وكههذا فههي الثانيههة إن لههم يتكلههف المعاينههة ول يجههوز لههه‬
‫الجتهاد )بقول ثقة( في الرواية يصير ولهو أمهة ل كهافر قطعها ول‬
‫فاسق وغير مكلف على الصح ويجههب سههؤاله إن سهههل بههأن لههم‬
‫تكن فيه مشقة عرفا كما هو ظاهر )يخبر عن علههم( كقههوله هههذه‬
‫الكعبة‪ ،‬أو رأيت الجم الغفير يصلون لهههذه الجهههة أو القطههب مثل‬
‫هنا وهو عالم بدللته وكمحهراب وههو بقريهة نشهأ بهها قهرون مهن‬
‫المسلمين بشرط أن يسلم من الطعن ل ككثير من قههرى أريههاف‬
‫مصر وغيرها أو بجادة يكثر طارقوها مههن المسههلمين‪ .‬نعههم يجههوز‬
‫الجتهاد فههي المحههراب المههذكور بأقسههامه يمنههة ويسههرة لمكههان‬
‫الخطأ فيهما مع ذلههك ول يجههب خلفهها للسههبكي‪ ،‬لن الظههاهر أنههه‬
‫على الصواب وبه يعلم أن المراد بالعلم هنهها مهها يشههمل الظههن ل‬
‫جهة لسههتحالته فيههها وجعههل بعضهههم إخبههار صههاحب المنههزل عههن‬
‫القبلة من ذلك حتى يجب الخذ به ويحرم الجتهههاد ويتعيههن حملههه‬
‫على ما إذا لم يعلم أن سبب إخباره اجتهههاده وإل لههم يجههز لقههادر‬
‫على الجتهاد الخذ بخبره كما هو ظاهر وما ثبت }أنه صههلى اللههه‬
‫عليه وسلم صلى إليه{ ومثله محاذيه كما هو واضح يمتنع الجتهاد‬
‫فيه ولو يمنة ويسرة‪ ،‬لنه ل يقر على خطأ وليس مثلههه مهها نصههبه‬
‫الصحابة رضي الله عنهم كقبلة البصرة‪ ،‬والكوفة )فإن فقد( الثقة‬
‫المخبر عن علم ومن في معنههاه )وأمكنههه الجتهههاد( لعلمههه بأدلههة‬
‫القبلة )حههرم( عليههه )التقليههد(‪ ،‬لن المجتهههد ل يقلههد مجتهههدا‪ ،‬بههل‬
‫يجتهد وجوبهها بالدلههة وأضههعفها الريههح وأقواههها القطههب الشههمالي‬
‫بتثليث القاف وهو مشهور وتختلف دللته باختلف القاليم فبمصر‬
‫يجعله المصلي خلف أذنه اليسرى وبالعراق وما وراء النهههر خلههف‬
‫أذنه اليمنى وباليمن قبالته مما يلي جانبه اليسههر وبالشههام وراءه‬
‫وقيل ينحرف بدمشق ومهها قاربههها إلههى الشههرق قليل )وإن تحيههر(‬
‫المجتهد فلم يظهر له شيء لنحو غيم‪ ،‬أو تعارض أدلههة )لههم يقلههد‬
‫في الظهر( وإن ضاق الوقت‪ ،‬لنه مجتهد‪ ،‬والتحير عههارض يههزول‬
‫عن قرب )وصلى كيف كان( لحرمة الوقت‪ ،‬وكذا لو ضاق الههوقت‬
‫عن الجتهاد )ويقضي( إذا ظهرت له القبلة بعد الوقت‪ ،‬لنههه نههادر‬
‫ويؤدي إن ظهرت له فيه‬
‫)ويجب( حيث لم يكههن ذاكههرا للههدليل الول )تجديههد الجتهههاد(‬
‫وسؤال المجتهد حيث جوزنا تقليده )لكل صههلة( أي فههرض عينههي‬
‫مؤداة أو فائتة ولو منذورة ومعادة مع جماعة )تحضههر( أي يحضههر‬
‫فعلها بأن يدخل وقته فل اعتراض عليههه )علههى الصههحيح( وإن لههم‬
‫يفارق محله سعيا في إصابة الحق مهها أمكههن‪ ،‬لن الظههن الول ل‬
‫ثقة ببقائه فالجتهاد الثاني إن وافق فهو زيادة وإل فهو غالبهها إنمهها‬
‫يكون لقوى‪ ،‬والخذ بالقوى واجب )ومن عجز عن الجتهاد وتعلم‬
‫الدلة( وهي كثيرة فيها تصانيف متعددة )كههأعمى( بصههر أو بصههير‬
‫)قلد( وجوبهها )ثقههة( فههي الروايههة كأمههة ل غيههر مكلههف ول فاسههق‬
‫وكافر إل إن علمههه قواعههد صههيرت لههه ملكههة يعلههم القبلههة بحيههث‬
‫يمكنه أن يبرهن عليها وإن نسي تلك القواعد كما هو ظاهر وكلم‬
‫الماوردي المخهالف لهذلك ضهعيف )عارفها( بالدلهة كالعهامي فهي‬
‫الحكام يقلد مجتهدا فيها فههإن صههلى بل تقليههد قضههى وإن أصههاب‬
‫وإن اختلف عليه مجتهدان أخذ بقول أعلمهما وأوثقهما ندبا وقههال‬
‫جمع وجوبا )وإن قدر( على تعلم الدلههة )فالصههح وجههوب التعلههم(‬
‫عينا لظواهرها دون دقائقها إن كان بحضر‪ ،‬أو أراد سفرا يقل فيه‬
‫العارفون وليس بين قرى متقاربة بها محههاريب معتمههدة كمهها هههو‬
‫ظاهر لكثرة الشتباه حينئذ مهع نهدرة مهن يرجهع إليهه بخلف مهن‬
‫بحضر وسفر يكثر عارفوه‪ ،‬أو بين قههرى كههذلك بههأن يسهههل عههادة‬
‫رؤية عارف‪ ،‬أو محراب معتمد قبل ضيق الوقت فإن التعلم حينئذ‬
‫فرض كفاية فيصههلي بالتقليههد ول يقضههي وإنمهها وجههب تعلههم بقيههة‬
‫الشروط عينا مطلقا‪ ،‬لنه لم ينقههل أنههه صههلى اللههه عليههه وسههلم‪،‬‬
‫والسههلف بعههده ألزمههوا آحههاد النههاس بههذلك مطلقهها بخلف بقيههة‬
‫الشروط‬
‫]تنبيه[ إلحاق الحضر بالسفر فيما ذكر ظاهر وتفرقتهم بينهما‬
‫إنما هي باعتبار غلبة وجود العارف‪ ،‬أو ما يقوم مقامه في الحضر‬
‫دون السفر وإذا لزمه التعلم عينا عصههى بههتركه )فيحههرم التقليههد(‬
‫وإن ضاق الوقت عن تعلمها فيصههلي علههى حسههب حههاله ويقضههي‬
‫)ومن صلى باجتهاد( منه‪ ،‬أو مههن مقلههده )فههتيقن( هههو‪ ،‬أو مقلههده‬
‫)الخطههأ( معينهها ولههو يمنههة‪ ،‬أو يسههرة بمشههاهدة الكعبههة‪ ،‬أو نحههو‬
‫المحراب السابق‪ ،‬أو بإخبار ثقة عن أحد هذين فههالقول بههأنه إنمهها‬
‫تيقن بقرب مكة ممنوع )قضى( إن بان لههه بعههد الههوقت وإل أعههاد‬
‫فيه وجوبا فيهما )في الظهر( كالحاكم يجههد النههص بخلف حكمههه‬
‫وسواء أتيقهن الصهواب أم ل لكنهه إنمها يفعهل المقضهي إذا تيقهن‬
‫الصواب أو ظنه أما إذا لم يتيقن الخطأ فل قضاء جزمهها وإن ظنههه‬
‫باجتهاد ل ينقض بالجتهاد وعلى الظهر )فلو تيقنه فيها( ولو يمنة‪،‬‬
‫أو يسرة إن كان بإخبار ثقة عن علم كما يههأتي )وجههب اسههتئنافها(‬
‫لعدم العتداد بما مضى وخههرج بههتيقن الخطههأ ظنههه ففيههه تفصههيل‬
‫مذكور في قوله )وإن تغير اجتهاده( ثانيا فيها إلى أرجح بأن ظهههر‬
‫له الصواب في جهة أخرى‪ ،‬أو أخبره عههن اجتهههاد بههه أعلههم عنههده‬
‫من مقلده )عمههل بالثههاني( وجوبهها‪ ،‬لنههه الصههواب فههي ظنههه لكههن‬
‫يشترط مقارنة ظهوره لظهور الخطأ وإل بطلت لمضي جزء منها‬
‫إلى غير قبلة محسوبة أما لو كان اجتهاده الثاني أضعف فكالعدم‪،‬‬
‫وكههذا المسههاوي علههى المعتمههد خلفهها للمجمههوع وغيههره وإطلق‬
‫الجمهور وجوب التحول محمههول علههى مهها إذا كههان الثههاني أوضههح‬
‫وخرج بالعلم عنههده الدون‪ ،‬والمثههل‪ ،‬والمشههكوك فيههه وإنمهها لههم‬
‫يجب الخذ بقههول الفضههل ابتههداء كمهها مههر‪ ،‬لنههه هنهها الههتزم جهههة‬
‫بدخوله فههي الصههلة إليههها فل يتحههول عنههها إلههى أخههرى إل بأرجههح‬
‫بخلفه قبلها فيخير مطلقا فإن قلت غاية اللتزام لجهة أنه يستمر‬
‫عليها إل أنه يتحول لغيرها ولو أرجح فكههان المناسهب تخييههره هنهها‬
‫كالبتداء‪ .‬قلت المراد بالتزام الجهة أنه بدخوله في الصههلة لجهههة‬
‫التزم ترجيح أحد الظنين بالجري عليه بالفعل فإذا أخبره مههن هههو‬
‫مظنة لكون الصواب معه لزمه الرجوع إليه وقبلها لم يلتزم شههيئا‬
‫فبقي على تخييره بإخباره عن اجتهاد إخباره عن عيههان كههالقطب‬
‫فيجب قطعها وإن كان مقلده أرجح وبقولي فيها ما لو تغير قبلههها‬
‫فإن تيقن الخطأ اعتمد الصواب وإن ظنه وظن صواب جهة أخرى‬
‫اعتمد أوضح الدليلين عنده ويفرق بينهه وبيهن مها مهر فهي العلم‬
‫بأن الظن المستند لفعل النفس أقههوى مههن المسههتند للغيههر فههإن‬
‫تساويا تخير زاد البغوي‪ ،‬ثم يعيد لتردده حالة الشروع وما لو تغير‬
‫بعدها فل أثر له إل إن تيقن الخطأ كما مههر )ول قضههاء( لمهها فعلههه‬
‫أول‪ ،‬لن الجتهههاد ل ينقههض بالجتهههاد‪ ،‬والخطههأ غيههر معيههن وأراد‬
‫بالقضاء ما يشمل العادة )حتى لو صلى أربع ركعات( بنية واحدة‬
‫)لربع جهات بالجتهاد( أربع مرات بأن ظهر له الصههواب فههي كههل‬
‫مقارنا للخطأ وكان الثاني أقههوى مههن الول )فل قضههاء(‪ ،‬لن كههل‬
‫واحدة مؤداة باجتهاد ولم يتعين فيها الخطأ وقيل يقضي لشههتمال‬
‫صلته على الخطأ قطعا فليس هنا نقض اجتهههاد باجتهههاد واختههاره‬
‫جمع لظهور مدركه‪ ،‬والتعليل إنما يتضح في أربع صلوات‪.‬‬
‫)تم الجزء الول ويليه الجزء الثاني أوله باب صفة الصلة(‬

You might also like