Professional Documents
Culture Documents
على
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
للمام
شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي
وبهامشه
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
الجزء العاشر
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
كتاب اليمان
بالفتح جمع يمين ،لنهم كانوا يضعععون أيمععانهم بعضععها ببعععض
عند الحلععف ،وأصععل اليميععن القععوة فلتقويععة الحلععف الحععث علععى
الوجود أو العدم سمي يمينا ،ويرادفه اليلء والقسم .وهي شععرعا
بالنظر لوجوب تكفيرها تحقيق أمر محتمععل >ص <3 :بمععا يععأتي
وتسععمية الحلععف بنحععو الطلق يمينععا شععرعية الععتي اقتضععاها كلم
الرافعي غير بعيد ،وإن نوزع فيه ويؤيد تصععريحهم بمرادفععة اليلء
لليمين مع تصريحهم بأن اليلء ل يختص بععالحلف بععالله ،نعععم مععر
قولهم الطلق ل يحلف به أي :ل يطلععب ،وإن كععان فيععه التحقيععق
المذكور ،فلذا سمي يمينا بهذا العتبار ،وحينئذ فذكر النظر لوجود
التكفير إنما هو لبيان اليمين الحقيقية ل لمنع إلحععاق مععا ل تكفيععر
فيه بها في التحقيق المذكور فخرج بععالتحقيق لغععو اليميععن التععي،
وبالمحتمل نحو :لموتن أو لصعدن السععماء لعععدم تصععور الحنععث
فيععه بععذاته فل إخلل فيععه بتعظيععم اسععمه تعععالى ،بخلف لمععت
ولصعدن السماء ولقتلن الميت فإنه يمين يجب تكفيرها حال مععا
لم يقيد بوقت كغد ،فيكفر غدا وذلك لهتكه حرمة السععم ،ول تععزد
هذه على التعريف لفهمها منه بالولى إذ المحتمل لعه فيعه شعائبة
عذر باحتمال الوقوع وعدمه ،بخلف هذا فععإنه عنععد الحلععف هاتععك
لحرمة السم لعلمه باستحالة البر فيه وأبدل محتمععل بغيععر ثععابت
ليعدخل فيعه الممكعن والممتنعع وأجمععوا علعى انعقادهعا ووجعوب
الكفارة بالحنث فيها ،وشرط الحالف يعلععم ممععا مععر فععي الطلق
وغيره ،بل ومما يأتي من التفصيل بين القصد وعدمه ،وهو مكلف
أو سكران مختععار قاصععد فخععرج صععبي ومجنععون ومكععره ولغ .ل
تنعقد اليميععن إل بععذات اللععه تعععالى إلععخ) .ل تنعقععد( اليميععن )إل
بذات الله تععالى( >ص <4 :أي :اسعم دال عليهعا ،وإن دل علعى
صفة معها وهي في اصطلح المتكلمين الحقيقععة والنكععار عليهععم
بأنها ل تعععرف إل بمعنععى صععاحبة مععردود بتصععريح الزجععاج وغيععره
بالول بل صرح بذلك خبيب رضي الله عنه عند قتله بقوله وذلععك
في ذات الله )أو صفة له( وستأتي فالول بقسميه )كقوله :والله
ورب العالمين( أي :مالك المخلوقات ،لن كل مخلوق علمة على
وجود خالقه) ،والحي الذي ل يموت ومن نفسي بيده( أي :قععدرته
يصرفها كيف شاء ومن فلق الحبة )وكععل اسععم مختععص بععه( اللععه
)سععبحانه وتعععالى( غيععر مععا ذكععر ولععو مشععتقا ومععن غيععر أسععمائه
الحسععنى كععالله ومالععك يععوم الععدين والععذي أعبععده أو أسععجد لععه
ومقلب القلوب فل تنعقد بمخلوق :كنبي وملك للنهي الصحيح عن
الحلف بالباء ،وللمععر بععالحلف بععالله .وروى الحععاكم خععبر } :مععن
حلف بغير الله فقد كفر{ ،وفععي روايععة} :فقععد أشععرك{ وحملععوه
على ما إذا قصد تعظيمه كتعظيم الله تعالى ،فإن لم يقصععد ذلععك
أثم عند أكثر أصحابنا أي :تبعا لنععص الشععافعي الصععريح فيععه ،كععذا
قاله شارح.
والذي في شرح مسلم عن أكثر الصحاب الكراهة وهععو المعتمععد
وإن كان الدليل ظاهرا في الثم ،قال بعضععهم :وهععو الععذي ينبغععي
العمل به في غالب العصار لقصععد غععالبهم بععه إعظععام المخلععوق
ومضاهاته لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .وقععال ابععن الصععلح:
يكره بماله حرمة شرعا كالنبي ويحرم بما ل حرمة لععه كععالطلق،
وذكر الماوردي أن للمحتسب التحليف بالطلق دون القاضي ،بععل
يعزله المام إن فعله ،وفي خبر ضعيف }ما حلف بالطلق مععؤمن
ول استحلف به إل منافق{ ،وإدخاله الباء على المقصور بناء على
ما تقرر في محلعه الععذي سععلكه شعارح ل ينععافيه إدخععاله لهععا فععي
الروضة على المقصور عليه في قوله :يختص بععالله لمععا مععر أنهععا
تدخل على المقصور والمقصور عليه وبه يندفع تصويب من حصر
دخولها على المقصور فقط للمتععن ،لن معنععاه ل يسععمى بععه غيععر
الله وهو المراد ،وإفساد ما في الروضة بأن معناه يسمى الله بععه
ول يسمى بغيره وليس مرادا ومر أول القسم والنشوز ما يوضععح
ما ذكرته> .ص <5 :وأورد على المتن اليمين الغموس وهععي أن
يحلف علعى مععاض كاذبعا عامععدا فإنهععا يميعن بععالله ول تنعقعد ،لن
الحنث اقترن بها ظاهرا وكذا باطنا على الصح ،ويرد بأنه اشععتباه
نشأ من توهم أن المحصور الخيععر والمحصععور فيععه الول وليععس
كذلك ،بل المقرر أن المحصور فيه هو الجزء الخير فانعقادها هععو
المحصور واسم الذات أو الصفة هو المحصععور فيععه ،فمعنععاه كععل
يمين منعقدة ل تكون إل باسم ذات أو صفة .وهذا حصر صحيح ل
أن كل ما هو باسم الله أو صفته يكععون منعقععدا فتععأمله ،علععى أن
جمعا متقدمين قالوا بانعقادها )ول يقبل( ظاهرا ول باطنععا )قععوله:
لم أرد به اليمين( يعني لم أرد بما سععبق مععن السععماء والصععفات
الله تعالى ،لنها نص في معناها ل تحتمل غيره .أمعا لعو قععال فعي
نحو بالله أو والله :لفعلن أردت بهععا غيععر اليميععن كبععالله أو واللععه
المستعان أو وثقت أو استعنت بالله ،ثععم ابتععدأت بقععولي :لفعلععن
فإنه يقبل ظاهرا كما في الروضة وأصلها ،لكن بالنسبة لحق اللععه
تعالى دون طلق وإيلء وعتق >ص <6 :فل يقبععل ظععاهر التعلععق
حق الغير به) .وما انصرف إليه سبحانه عند الطلق( غالبععا وإلععى
غيععره بالتقييععد )كععالرحيم والخععالق والععرازق( والمصععور والجبععار
والمتكععبر والحععق والقععاهر والقععادر )والععرب تنعقععد بععه اليميععن(،
لنصراف الطلق إليه تعالى ،وأل فيها للكمال) .إل أن يريععد( بهععا
)غيره( تعععالى بععأن أراده تعععالى أو أطلععق بخلف مععا لععو أراد بهععا
غيره ،لنه قد يستعمل فععي ذلععك كرحيععم القلععب وخععالق الكععذب.
واستشكل الرب بأل بأنه يسععتعمل فععي غيععر اللععه تعععالى فينبغععي
إلحاقه بالول ويرد بأن أصل معناه يستعمل في غيره تعالى فصح
قصده به ،وأل قرينة ضعيفة ل قوة لهععا علعى إلغععاء ذلععك القصعد.
)وما استعمل فيه وفي غيره( تعععالى )سععواء كالشععيء والموجععود
والعالم( بكسر اللم )والحي( والسميع والبصير والعليععم والحليععم
والغني )ليس بيمين إل بنية( ،بععأن أراده تعععالى بهععا بخلف مععا إذا
أراد بها غيره أو أطلق ،لنهععا لمععا أطلقععت عليهمععا سععواء أشععبهت
الكنايات ،والشتراك إنما يمنع الحرمة والتعظيم عنععد عععدم النيععة،
ثم رأيت ابععن أبععي عصععرون أجععاب بععه ويقععع مععن العععوام الحلععف
بالجناب الرفيع ويريدون به الله تعالى مع استحالته عليه إذ جناب
النسان فناء داره فل ينعقد وإن نوى به ذلك كما قاله أبععو زرعععة،
لن النية ل تؤثر مع الستحالة ،ولو سلمنا أن الرفيع مععن أسععمائه
تعالى بناء على أخذها من نحو رفيععع الععدرجات ومععر مععا فيععه فععي
الردة
)و( الثاني ويختص من الصفات بمععا ل شععركة فيععه وهععو )الصععفة(
الذاتية >ص <7 :وهي )كوعظمععة اللععه وعزتععه وكبريععائه وكلمععه
وعلمه وقدرته ومشيئته( وإرادته ،والفرض أنه أتى بالظععاهر بععدل
الضمير في الكل )يميععن( ،وإن أطلععق ،لنععه تعععالى لمععا لععم يععزل
موصوفا بها أشبهت أسماءه المختصة به ،وأخذ من كون العظمععة
صفة منع قول الناس سبحان من تواضع كل شععيء لعظمتععه ،لن
التواضع للصفة عبادة لها ،ول يعبد إل الذات ورد بأن العظمة هععي
المجموع من الذات والصععفات ،فععإن أريععد بععذلك هععذا فصععحيح أو
مجرد الصفة فممتنع ،ولم يبينوا حكم الطلق ويظهععر أنععه ل منععع
فيه ،وعلم مما فسر به الصفة أن المععراد بالسععم جميععع السععماء
الحسنى التسعة والتسعين وما في معناها مما مععر ،سععواء اشععتق
من صععفة ذاتعه كالسععميع أو فعلعه كالخععالق) ،إل أن ينععوي بععالعلم
المعلوم وبالقدرة المقدور( >ص <8 :وبالعظمة وما بعدها ظهور
آثارها كأن يريد بالكلم الحععروف الدالععة عليععه ،وإطلق كلم اللععه
تعالى عليها حقيقة شائعة في الكتاب والسنة فل يكون يمينععا ،لن
اللفظ محتمل لذلك وتنعقد بكتاب الله وبنحو التععوراة مععا لععم يععرد
اللفاظ كما هو ظاهر ،ثم رأيت الزركشي قال :لو حلف المسععلم
بآية منسوخة من القرآن أو بنحو التععوراة تنعقععد يمينععه ،لنععه كلم
الله ومن صفات الذات قاله القاضي ،وينبغي أن تكون المنسوخة
على الخلف في أنه هل يحرم على المحدث مسه ؟ وهععل تبطععل
الصععلة بقراءتععه ؟ والصععحيح ل يحععرم وتبطععل ،وبععه يقععوى عععدم
النعقاد ا ه .ويرد تخريجه بأن المدار هنا علععى المعنععى وهععو كلم
الله النفسي بل شك وثم على اللفاظ ،ول حرمة لها بعععد نسععخها
فالوجه ما ذكرته من النعقاد ما لم يرد اللفظ وبالقرآن ما لم يرد
به نحو الخطبة وبالمصحف ما لم يرد به ورقععه وجلععده ،وإن نععازع
فيه السنوي ،لنه عند الطلق ل ينصععرف عرفععا إل لمععا فيععه مععن
القرآن ،ومنه يؤخذ أنه ل فرق بين أن يقول :والمصععحف أو وحععق
المصحف
)ولو قال :وحق الله( أو وحرمته لفعلن أو ما فعلت كذا )فيمين(،
وإن أطلق لغلبة استعماله فيها ،ولن معناه وحقيقة اللهيععة ،نعععم
قال جمع :ل بد مع الطلق من جر حق وإل كان كناية ويفرق بينه
وبين ما يأتي أنه ل فرق بين الجر وغيره بأن تلك صرائح فلم يؤثر
فيها الصرف بخلف هذا كما قال) :إل أن يريد( بالحق )العبععادات(
فل يكون يمينا قطعا ،لنه يطلق عليها ،وقضية كلمهم التععي فععي
الععدعاوى أن الطععالب أي الغععالب المععدرك المهلععك صععرائح فععي
اليمين ،واعترض بأن أسماء الله تعالى توقيفية على الصععح ،ولععم
يرد شيء منها فل يجوز إطلقها عليه كما قععاله الخطععابي وغيععره،
وإن اعتعذر عنهعم بعأنهم إنمععا استحسععنوها لمعا فيهععا مععن الجللععة
والردع للحالف عن اليمين الغموس ويجاب بأنهم جروا فععي ذلععك
على مقابل >ص <9 :الصح للمصلحة المذكورة
)و حروف القسم( المشهورة) :بععاء( موحععدة )وواو وتععاء( فوقيععة
)كبالله ووالله وتالله( فهعي صعريحة فيعه جعر أو نصعب أو رفعع أو
سكن ،لن اللحن ل يمنع النعقاد ،وزيععد رابععع وهععو :اللععه أي :بنععاء
على أن اللف هي الجارة .أما علععى الصععح أن الجععار المحععذوف،
وتلك عوض عنه فل زيادة وبدأ بالباء ،لنها الصل في القسم لغععة
والعم لدخولها علععى المظهععر والمضععمر ثععم بععالواو لقربهععا منهععا
مخرجا بل قيل إنها مبدلة منهعا ،ولنهعا أععم معن التعاء ،لنهعا وإن
اختصت بالمظهر تعم الجللة وغيرها ،ولنه قيل إن التاء بدل منها
)وتختص التاء( الفوقية )بالله( أي بلفظ الجللة وشذ ترب الكعبععة
وتالرحمن ،ويظهر أنها ل تنعقد بهما إل بنيععة فمععن أطلععق النعقععاد
>ص <10 :بهما وجعله واردا على كلمهم فقد أبعد ،ويكفي فععي
احتياجه للنية شذوذه ،ومثلهما بالله بالتحتيععة وفععالله بالفععاء وآللععه
بالستفهام قيل :صععوابه ويختععص اللععه بالتععاء ،لن البععاء مععع فعععل
الختصاص إنما تدخل على المقصور فيقتضي أن الجللة ل تععدخل
عليها الواو والباء وهو مناقض لما قدمه ا ه .وليس في محله لمععا
مر أنها تدخل على المقصور عليه أيضا بل هو الصل السالم مععن
المجاز أو التضمين كما مر.
)ولععو قععال :اللععه مثل لفعلععن كععذا( ويجععوز مععد اللععف وعععدمه إذ
حكمهما واحد) ،ورفع أو نصععب أو جععر( أو سععكن ،أو قععال :أشععهد
بالله أو لعمر الله أو علي عهد الله وميثاقه وذمته وأمانته وكفالته
لفعلن كذا )فليس بيمين إل بنية( للقسم ،لحتماله لغيره احتمععال
ظاهرا ول ينافيه في الولى صحة ذلك نحوا إذ الجر بحععذف الجععار
وإبقاء عمله والنصب بنزع الخافض والرفع بحذف الخبر أي :اللععه
أحلف به والسكون بإجراء الوصععل مجععرى الوقععف علععى أن هععذه
كلها ل تخلو من شذوذ ،بل قيل :الرفع لحن لكنه غير صععحيح كمععا
تقرر ،وقيل :يفرق بين نحوي وغيره ويرد بأنه حيث لم ينو اليمين
ساوى غيره في احتمال لفظه ،وبله بتشععديد اللم وحععذف اللععف
لغععو ،وإن نععوى بهععا اليميععن ،لن هععذه كلمععة غيععر الجللععة إذ هععي
الرطوبة ذكره في الروضة وهو متجععه ،وإن اعععترض معنععى ونقل،
لنا وإن سلمنا أنها لغة هي غريبة جدا في الستعمال العرفي ،فل
يعول عليهععا وزععم أنهعا شعائعة المععراد منعه شعيوعها فعي ألسععنة
العوام ،كما صرح به غير واحد ول عععبرة بالشععيوع فععي ألسععنتهم.
)ولو قال :أقسمت أو أقسم أو حلفت أو أحلف( أو آليت أو أولععي
)بالله لفعلن( كذا )فيمين إن نواهععا( لطععراد العععرف باسععتعمالها
يمينا وأيده بنيتها) ،أو أطلق( للعرف المذكور وبه فارق شهدت أو
أشهد بالله فإنه محتاج لنية اليمين به ،لنه لم يشتهر في اليميععن،
نعم هو في اللعان صريح كما مر ،أما مع حععذف بععالله فلغععو ،وإن
نوى اليمين) .ولو قال :قصدت( بما ذكرت )خبرا ماضيا( في نحععو
أقسمت )أو مستقبل( في نحععو أقسععم )صععدق باطنععا( ،فل تلزمععه
كفارة) ،وكذا ظاهرا( >ص <11 :ولو في نحو :أقسععمت بععالله ل
وطئتك )على المذهب( لحتمال ما يدعيه ،بل ظهوره ولو عرفععت
له يمين سابقة قبل في نحو أقسمت جزما
)ولو قال لغيره :أقسمت عليك بالله أو أسألك بالله لتفعلععن( كععذا
)وأراد يمين نفسه فيمين( لصلحية اللفظ لها مععع اشععتهاره علععى
ألسنة حملة الشرع ،وكأنه في الخيرة ابتععدأ الحلععف بقععوله بععالله
ويندب للمخاطب إبراره في غير معصية ،ويظهر إلحععاق المكععروه
بها ،ثم رأيته مصرحا به فإن أبععى كفععر الحععالف وقععال أحمععد :بععل
المخععاطب )وإل( يقصععد يميععن نفسععه ،بععل الشععفاعة أو يميععن
المخعاطب أو أطلعق )فل( تنعقعد اليميعن ،لنعه لعم يحلعف هعو ول
المخاطب وظاهر صنيعه حيث سوى بين حلفت وغيرها فيمععا مععر
ل هنا أن حلفت عليك ليست كأقسمت وآليت عليععك ،ويععوجه بعأن
هععذين قععد يسععتعملن لطلععب الشععفاعة بخلف حلفععت ويكععره رد
السائل بالله أو بوجهه في غير المكروه والسؤال بذلك كما مر
)ولو قال :إن فعلت كذا فأنا >ص <12 :يهععودي( أو نصععراني )أو
بريء من السلم( ،أو من اللععه أو مععن النععبي أو مسععتحل الخمععر
)فليس بيمين( ،لنتفاء السم والصفة ول كفارة ،وإن حنععث ،نعععم
يحرم ذلك كما في الذكار كغيره ول يكفر به إن قصد تبعيد نفسه
عن المحلوف عليه أو أطلععق ،فععإن علععق أو أراد الرضععا بععذلك إذا
فعل كفر حال ،ولو مات مثل ولم يعرف قصده حكم بكفره حيععث
ل قرينة تحمله على غيره على مععا اعتمععده السععنوي ،لن اللفععظ
بوضعه يقتضيه ،وقضية كلم الذكار خلفه وهو الصععواب ،وإذا لععم
يكفر سن له أن يستغفر الله ويقول :ل إله إل الله محمععد رسععول
الله وأوجب صاحب الستقصاء ذلك لخبر الصحيحين } :من حلف
باللتي والعزى فليقل ل إله إل الله {.وحذفهم أشععهد هنععا ل يععدل
علععى عععدم وجععوبه فععي السععلم الحقيقععي ،لنععه يغتفععر فيمععا هععو
للحتياط ما ل يغتفر في غيره ،على أنه لو قيععل :الولععى أن يععأتي
هنا بلفظ أشهد فيهمععا لععم يبعععد ،لنععه إسععلم إجماعععا بخلفععه مععع
حذفه.
)ومن سبق لسانه إلى لفظها( أي اليمين )بل قصععد( كبلععى واللععه
ول والله في نحو غضب أو صلة كلم )لم تنعقد( لقععوله تعععالى }:
ل يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم{ اليععة ،وعقععدتم فيهععا قصععدتم
لية } :ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم {،وصح أنه صععلى اللععه
عليه وسلم فسر لغوها بقول الرجل :ل والله وبلى والله ،وفسره
ابن الصلح بأن المراد بهمععا البععدل ل الجمععع حععتى ل ينععافي قععول
الماوردي لو جمع انعقدت الثانية ،لنها استدراك فكانت مقصودة،
وهو ظععاهر إن علععم أنععه قصععدها وكععذا إن شعك ،لن الظععاهر أنععه
قصدها ،أما إذا علم أنه لععم يقصععدها فواضععح أنععه لغععو ولععو قصععد
الحلف على شيء فسبق لسانه لغيره فهو من لغوها .وجعل منععه
صاحب الكافي ما إذا دخل على صاحبه فأراد أن يقوم لععه فقععال:
والله ل تقم لي ،وأقره إنه ممععا تعععم بععه البلععوى ا ه> .ص<13 :
وليس بالواضح ،لنه إن قصد اليمين فواضح أو لم يقصدها فعلععى
ما مر في قوله :لم أرد به اليميععن ول تقبععل ظععاهرا دعععوى اللغععو
في طلق أو عتق أو إيلء كما مر.
)وتصح( اليمين )على ماض( كما فعلت كعذا أو فعلتعه إجماععا )و(
على )مستقبل( كلفعلن كذا أو ل أفعله ،للخبر الصععحيح } :واللععه
لغزون قريشا{) ،وهي( أي اليمين )مكروهة( } :ول تجعلععوا اللععه
عرضة ليمانكم{ أي :ل تكثروا من الحلف بععه ،وروى ابععن مععاجه:
}إنما الحلف حنث أو ندم{ ،وهذا هو الصل فيها كما أفاده قععوله.
)إل في طاعة( من فعل واجب أو مندوب وترك حععرام أو مكععروه
فطاعة اتباعا للخبر السابق} :والله لغزون قريشععا{ ،وإل لحاجععة
كتوكيد كلم كقوله صلى اللععه عليععه وسععلم }فععوالله ل يمععل اللععه
حتى تملوا{ أو تعظيععم أمععر كقعوله }واللعه لعو تعلمعون معا أعلعم
لضحكتم قليل ولبكيتم كثيرا{ ،وإل في دعوى عند حاكم فل يكره،
بل قال بعضهم :يسن ،وإنما يتجه الندب في الولين إن كانا دينين
كما في الحديثين ،وفي الخير إن قصد صون المستحلف لععه عععن
الحرام لورد عليه ومع ذلك فتعففه عن اليمين وتحليله أكمل كمععا
هو ظاهر) .فعإن حلعف علعى تعرك واجعب أو فععل حعرام عصعى(
بالحلف ،نعم ل يعصي من حلف على ترك واجب على الكفاية لم
يتعين عليه أو يمكن سقوطه كععالقود يسععقط بععالعفو كمععا بحثهمععا
البلقيني واستدل لثانيهما بقول أنس بععن النضععر :واللععه ل تنكسععر
ثنية الربيع) ،ولزمه الحنث( ،لن القامة على هذه الحالععة معصععية
)وكفارة( ،ومثله لو حلف بالطلق ليصومن العيععد فيلزمععه الحنععث
ويقع عليه الطلق ،لكن مع غروبه لحتمال موته قبله ،ولو كان له
طريععق غيععر الحنععث كل ينفععق علععى زوجتععه لععم يلزمععه إذ يمكنععه
إعطاؤها من صداقها >ص <14 :أو قرضها ثم إبراؤها )أو( علععى
)ترك مندوب( كنافلة )أو فعل مكروه( كاستعمال متشمس )سععن
حنثه وعليه كفارة( ،لنه صلى الله عليه وسلم قععال} :مععن حلععف
على يمين ورأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عععن
يمينه{ رواه الشيخان ،وإنما }أقر صلى الله عليه وسلم العرابي
على قوله :والله ل أزيد على هذا ول أنقص{ ،لن يمينععه تضععمنت
طاعة وهو امتثال المععر )أو( علععى فعععل منععدوب أو تعرك مكععروه
كره حنثه ،أو على )ترك مباح أو فعلععه( كععدخول دار وأكععل طعععام
كل تأكله أنت وكل آكله أنا ،وقول البغوي يسن الكععل فععي الثانيععة
ضعيف ،وذكر ل تأكله أنت هو ما وقع لشارح ،وهو غفلة عمععا مععر
أنه يندب إبرار الحععالف بشععرطه) ،فالفضععل تععرك الحنععث( إبقععاء
لتعظيم السم ،نعم إن كان من شأنه تعلق غرض دينععي بفعلععه أو
تركه كل يأكل طيبا أو ل يلبس ناعما فإن قصععد التأسععي بالسععلف
أو الفععراغ للعبععادة فهععي طاعععة فيكععره الحنععث فيهععا ،وإل فهععي
مكروهة فيندب فيهععا الحنععث) ،وقيععل( :الفضععل )الحنععث( لينتفععع
المساكين بالكفارة .وبحث الذرعي أنه لو كان فععي عععدم الحنععث
أذى للغير كأن حلععف ل يععدخل أو ل يأكععل أو ل يلبععس كععذا ،ونحععو
صديقه يكرهه ،كان الفضل الحنث قطعا.
)تنبيه( قال المام ل يجععب اليميععن مطلقععا ،واعترضععه الشععيخ عععز
الدين بوجوبهعا فيمعا ل يبعاح بالباحعة كعالنفس والبضعع إذا تعينعت
للدفع عنه ،قال :بل الذي أراه وجوبها لدفع يمين خصمه الغموس
علععى مععال ،وإن أبيععح بالباحععة ا ه .والوجععه فععي الخيععر عععدم
الوجوب) .وله( أي :الحالف بعد اليمين )تقديم كفععارة بغيععر صععوم
على حنث جععائز( أي :غيععر حععرام> .ص <15 :ليشععمل القسععام
الخمسة الباقية للخبر الصحيح }فكفر عن يمينك ثم ائت الذي هو
خير{ ،لن سبب وجوبها اليميععن والحنععث جميعععا ،والتقععديم علععى
أحد السببين جائز كما مر آخر الزكاة ،نعم الولى تأخيرهععا عنهمععا
خروجا من الخلف ،ومر أن من حلف على ممتنع البر يكفععر حععال
بخلفه على ممكنه ،فإن وقععت الكفععارة فيععه يععدخل بععالحنث ،أمععا
الصوم فيمتنع تقديمه على الحنث ،لنه عبادة بدنية )قيل و( علععى
حنث )حرام قلت هذا أصح والله أعلم( ،فلو حلف ل يزنععي فكفععر
ثم زنى لم تلزمه كفارة أخرى ،لن الحظر في الفعععل ليععس مععن
حيث اليميععن لحرمععة المحلععوف عليععه قبلهععا وبعععدها ،فععالتكفير ل
يتعلق به استباحة وشرط إجزاء العتق المعجل كفععارة بقععاء العبععد
حيععا مسععلما إلععى الحنععث بخلف نظيععره فععي تعجيععل الزكععاة ،ل
يشترط بقاء المعجل إلى الحول ،قيل :فيحتععاج للفععرق ا هععع.وقععد
يفرق بأن المستحقين ثم شركاء للمالك وقد قبضععوا حقهععم ،وبععه
يزول تعلقهم بالمال ناجزا ،وإن تلف قبل الحول ،لنهم عنععده لععم
يبق لهم تعلق ،وأما هنا فالواجب في الذمععة وهععي ل تععبرأ عنععه إل
بنحو قبض صحيح ،فإذا مات العتيق أو ارتد بان بععالحنث المععوجب
للكفارة بقاء الحق في الذمة ،وأنها لععم تععبرأ عنععه بمععا سععبق ،لن
الحق لم يتصل بمستحقه وقت وجوب الكفععارة ،ولععو قععدمها ولععم
يحنث استرجع كالزكاة أي :إن شرط أو علم القابض التعجيل وإل
فل قال البغععوي :ولععو أعتععق ثععم مععات >ص <16 :أي :مثل قبععل
حنثه وقع العتق تطوعا ،لتعذر السترجاع فيه أي :لنه لما لم يقععع
هنا حنث بان أن العتق تطوع من غير سبب.
)و( يجوز تقديم )كفارة ظهار على العود إذا كفر بغير صوم كععأن(
ظاهر من رجعية ثم كفععر ثععم راجعهععا ،وكععأن طلععق رجعيععا عقععب
ظهاره ثم كفر ثم راجع ،أما عتقععه عقععب ظهععاره فهععو تكفيععر مععع
العود ،لن اشتغاله بالعتق عود ،وذلك لوجععود أحععد السععببين ومععن
ثم امتنع تقديمها على الظهار.
)و( يجوز تقديم كفارة )قتل على الموت( وبعععد وجععود سععببه مععن
جرح أو نحوه) .و( يجوز تقديم )منذور مالي( على ثاني سببيه كما
إذا نذر تصععدقا أو عتقععا إن شععفي مريضععه أو عقععب شععفائه بيععوم
فأعتق أو تصدق قبل الشفاء ووقععع لهمععا فععي الزكععاة خلف هععذا،
واعتمد البلقيني وغيره هذا ،لن القاعععدة فععي ذي السععببين يجععوز
تقديمه على أحدهما ل عليهما صريحة فيه.
)فصل( في بيان كفارة اليمين )يتخير( الرشيد الحر ولو كافرا
)في كفارة اليمين بين عتععق كالظهعار( أي :كعتععق يجععزأ فيعه بععأن
تكون رقبة كاملة مؤمنة بل عيب يخل بالعمل أو الكسب ولو نحععو
غائب علمت حياته أو بانت كما مععر ،وهععو أفضععلها ولععو فععي زمععن
الغلء خلفا لمععا بحثععه ابععن عبععد السععلم أن الطعععام فيععه أفضععل
)وإطعام عشرة مسععاكين ،كععل مسععكين مععد حععب( أو غيععره ممععا
يجزئ في الفطرة )من غالب قوت البلععد( فععي غععالب السععنة أي:
بلد المكفر ،فلو أذن لجنبي أن يكفر عنه اعتبر بلععده ل بلععد الذن
فيما يظهر ،فإن قلت :قياس ما مر في الفطرة اعتبار بلد المكفر
عنه قلت يفرق بأن تلك طهرة للبععدن ،فععاعتبر بلعده بخلف هععذه،
نعم في كثير من النسعخ بلعده ،وقضعيتها اعتبعار بلعد الحعالف وإن
كان المكفر غيره في غير بلده ،وهو محتمل لما ذكر مععن مسععألة
الفطرة ،ول ينافي ما تقرر جواز نقل الكفارة ،لنععه لملحععظ آخععر.
>ص <17 :وأفهم كلمه أنه ل يجععوز صععرف أقععل مععن مععد لكععل
واحد ول لدون عشرة ولو في عشرة أيام )أو كسوتهم بما يسمى
كسوة( ،ويعتاد لبسه بأن يعطيهم ذينععك علععى جهععة التمليععك ،وإن
فاوت بينهم في الكسوة )كقميص( ولععو بل كععم )أو عمامععة( ،وإن
قلت أخععذا مععن إجععزاء منععديل اليععد )أو إزار( أو مقنعععة أو رداء أو
منديل يحمععل فععي اليععد أو الكععم لقععوله تعععالى }فكفععارته إطعععام
عشرة مساكين{ اليععة) .ل( مععا ل يسععمى كسععوة ول مععا ل يعتععاد
كالجلود فععإن اعتيععدت أجععزأت فمععن الول نحععو )خععف وقفععازين(
ودرع من نحو حديد ومداس ونعل وجورب وقلنسوة وقبع وطاقية
)ومنطقة( وتكة وفصععادية وخععاتم وتبععان ل يصععل للركبععة وبسععاط
وهميان وثوب طويل أعطاه للعشرة قبل تقطيعه بينهم ،لنه ثوب
واحد وبه فارق ما لو وضع لهم عشرة أمداد وقععال :ملكتكععم هععذا
بالسوية أو أطلق ،لنها أمداد مجتمعععة ،ووقععع لشععيخنا فععي شععرح
المنهج أجزاء العرقية وهو مشكل بنحععو القلنسععوة ،وأجيععب بأنهععا
في عرف أهل مصر تطلق على ثوب يجعل تحت البرذعة ويرشد
إليه قرنععه إياهععا بالمنععديل ،وأفهععم التخييععر امتنععاع التبعيععض ،كععأن
يطعم خمسة ويكسو خمسة) .ول يشترط( كونه مخيطا ول ساترا
للعورة ،ول )صلحيته للمدفوع إليه فيجوز سراويل( ونحو قميععص
)صغير( أي دفعه )لكبير ل يصلح له( ،وإن نازع فيه جمععع )وقطععن
وكتععان وحريععر( وصععوف ونحوهععا )لمععرأة ورجععل( ،لوقععوع اسععم
الكسوة علععى الكععل ولععو متنجسععا لكععن عليععه أن يعرفهععم بععه لئل
يصلوا فيه ،وقضيته أن كل مععن أعطععى غيععره ملكععا أو عاريععة مثل
ثوبا به نجس خفي غيععر معفععو عنععه بالنسععبة لعتقععاد الخععذ عليععه
إعلمه به حذرا من أن يوقعه في صععلة فاسععدة ،ويؤيععده قععولهم:
من رأى مصليا به نجس غير معفو عنه أي :عنده لزمه إعلمه بععه
وفارق التبان السراويل الصغير بأن التبان ل يصلح ول يعععد لسععتر
عورة صغير فضل عن غيره ،فإن فرض أنه يعد لستر عورة صغير
فهو السروال الصغير) .ولبيس( أي :ملبوس كثيرا إن )لم تععذهب(
عرفععا )قععوته( بععاللبس كععالحب العععتيق بخلف مععا ذهبععت قععوته
كالمهلهل النسيج الذي ل يقوى على الستعمال ولو جديدا ومرقع
ل بلي ومنسوج من جلد ميتة أي :وإن اعتيد كما هو ظاهر.
)فععإن عجععز( بععالطريق السععابق فععي كفععارة الظهععار >ص<18 :
)عن( كل من )الثلثة( المذكورة )لزمه صوم ثلثععة أيععام( لليععة إذ
هي مخيرة ابتععداء مرتبععة انتهععاء) ،ول يجععب تتابعهععا فععي الظهععر(
لطلق الية ،وصح عن عائشة رضععي اللععه عنهععا كععان فيمععا أنععزل
ثلثة أيام متتابعات فسععقطت متتابعععات ،وهععو ظععاهر فععي النسععخ
خلفا لمن جعله ظاهرا في وجوب التتععابع الععذي اختععاره كععثيرون،
وأطالوا في الستدلل له بما أطععال الولععون فععي رده )وإن غععاب
ماله انتظره( ول يصم ،لنه واجد ،وفارق متمتعا له مال ببلده بأن
القدرة فيه اعتبرت بمكة ،لنها محععل نسععكه المععوجب للععدم فلععم
ينظروا لغيرها وهنا اعتبرت مطلقا فلم يفرقوا هذا بين غيبة مععاله
لمسافة القصر وأقل ،وبحث البلقينععي تقييععده بععدونها بخلف مععن
عليها ،لنه عد معسرا في الزكاة .وفسععخ الزوجععة والبععائع مععردود
بأنه إنما عد كذلك ثم للضرورة ول ضرورة ،بل ول حاجة هنعا إلعى
التعجيل ،لنها واجبععة علععى العتراخي أي :أصعالة ،وحيعث لعم يععأثم
بالحلف وإل لزمه الحنث والكفارة فورا كما هو ظاهر.
)ول يكفر( محجور عليه بسفه أو فلس بالمععال بععل بالصععوم ،لنععه
ممنوع من التبرع ولو زال حجره قبععل الصععوم امتنععع ،لن العععبرة
بوقت الداء ل الوجوب ول يكفر عن ميت بأزيد الخصال قيمة ،بل
يتعين أقلها أو إحداها إن استوت قيمها ول )عبد بمال( لعدم ملكه
)إل إذا ملكعه سعيده( أو غيعره )طعامعا أو كسعوة( ليكفعر بهمعا أو
مطلقا) .وقلنا( بالضعيف )إنه يملك( ،ثم أذن له في التكفير فععإنه
يكفر ،نعم لسيده بعد موته أن يكفر عنه على المعتمد بغير العتق
مععن إطعععام أو كسععوة ،لنععه حينئذ ل يسععتدعي دخععوله فععي ملكعه
بخلفه في الحياة ،ولزوال الرق بالموت ولسيد المكاتب أن يكفر
عنه بذلك بإذنه ،وللمكاتب بإذن سيده التكفير بذلك أيضا ،وفععارق
العتق بأن القن ليس من أهل الولء )بل يكفر( حتى فععي المرتبععة
كالظهععار )بصععوم( لعجععزه عععن غيععره) ،فععإن ضععره( الصععوم فععي
الخدمة )وكان حلف وحنث بإذن سععيده صععام بل إذن( .وليععس لععه
منعه لذنه في سببه ،فل نظر لكونها على الععتراخي )أو وجععدا( أي
الحلف والحنث )بل إذن لم يصم إل بإذن( ،لنه لم يأذن في سععببه
والفرض أنه يضره فإن شرع فيه جاز له تحليله> .ص <19 :أمععا
إذا لم يضره ول أضعفه ،فل يجوز له منعه منععه مطلقععا) .وإن أذن
في أحدهما ،فالصح اعتبار الحلف( ،لن إذنه فيه إذن فيما يترتب
عليه ،والصح في الروضة وغيرها اعتبار الحنععث ،بععل قيععل :الول
سبق قلم ،لن اليمين مانعة منه فليس إذنه فيها إذنععا فععي الععتزام
الكفارة ،وبه فارق ما مر أن الذن في الضمان دون الداء يقتضي
الرجوع بخلف عكسه ،وخرج بالعبد المة التي تحل لععه فل يجععوز
لها بغير إذنه صوم مطلقا تقديما لستمتاعه ،لنه ناجز ،أما أمععة ل
تحل لععه فكالعبععد فيمععا مععر ،وبحععث الذرعععي أن الحنععث الععواجب
كالحنث المأذون فيه فيما ذكر لوجوب التكفيععر فيععه علععى الفععور،
والذي يتجه ما أطلقوه ،لن السيد لععم يبطععل حقععه بععإذنه وتعععدي
العبد ل يبطله ،نعم لو قيل :إن إذنه في الحلف المحرم كإذنه في
الحنععث لععم يبعععد ،لنععه حينئذ الععتزام للكفععارة لوجععوب الحنععث
المستلزم لها فورا) .ومععن بعضععه حععر ولععه مععال يكفععر بطعععام أو
كسوة( ل صوم ،لنه واجد )ول عتق( لنقصه عن أهلية الولء ،نعم
إن علق سيده عتقععه بتكفيععره بععالعتق كععإن أعتقععت عععن كفارتععك
فنصيبي منك حر قبله أو معه صح لزوال المانع به ،أما إذا لم يكن
له مال فيكفر بالصوم أي :في نوبته بغير إذن وفي نوبة سيده ،أو
حيث ل مهايأة بالذن فيما يظهر.
)فرع( تتكرر الكفارة بتكععرر أيمععان القسععامة >ص <20 :كتكععرر
اليمين الغموس ،لن كل منها مقصود فععي نفسععه بخلف تكريرهععا
في نحو :ل أدخل ،وإن تفاصلت ما لم يتخللها تكفير وبتعدد الترك
في نحو لسلمن عليك كلما مررت ،عمل بقضية كلما ،ولعطينععك
كذا كل يوم ،وفي الجمع بين النفي والثبععات كععوالله لكلععن ذا ول
أدخل الدار اليوم ل يحنععث إل بععترك المثبععت وفعععل المنفععي معععا،
ويأتي حكم ل فعلت ذا وذا مع نظائره
)فصل( في الحلف علععى السععكنى والمسععاكنة وغيرهمععا ممععا
يأتي ،والصل في هذا وما بعده أن اللفاظ تحمل على حقائقها إل
أن يتعارف المجاز أو يريععد دخععوله فيععدخل أيضععا ،فل يحنععث أميععر
حلف ل يبني داره وأطلق إل بفعله ،بخلف ما لو أراد منععع نفسععه
وغيععره فيحنععث بفعععل غيععره أيضععا ،لنععه بنيتععه ذلععك صععير اللفععظ
مستعمل في حقيقته ومجازه بنععاء علععى الصععح عنععدنا مععن جععواز
ذلك ،أو في عموم المجاز كما هو رأي المحققين ،وكذا من حلععف
ل يحلق رأسه وأطلق فل يحنعث بحلعق غيعره لعه بعأمره علعى معا
رجحععه ابععن المقععري ،وقيععل :يحنععث للعععرف وصععححه الرافعععي،
واعتمده السنوي وغيره وفي أصل الروضة هنا الصل فععي الععبر،
والحنث اتباع مقتضى اللفظ ،وقد يتطرق إليه التقييد والتخصععيص
بنية تقترن به أو باصطلح خاص أو قرينة ا ه .وسيأتي مثععل ذلعك،
وهذا عكس الول> ،ص <21 :لن فيه تغليظا بالنية
)تنبيه( ما تقرر أن ابن المقري رجح ذلك هو ما ذكره شيخنا حيث
جعله من زيادته ،لكنه مشكل فععإن عبععارة أصععل الروضععة تشععمل
عدم الحنث في هذا أيضا ،وهي في الحلععق قيععل :يحنععث للعععرف،
وقيل :فيعه الخلف كعالبيع .وذكععر قبععل هعذا فيمععا إذا كعان الفععل
المحلوف عليه ل يعتاد الحالف فعله ،أو ل يجيء منه أنععه ل حنععث
فيه بالمر قطعا ،وهذا صريح فيما ذكره ابن المقععري فليععس مععن
زيادته ،وقد يجاب عن شيخنا بأنه فهم مععن إفععراد مسععألة الحلععق
بالذكر وعدم ترجيح شيء فيها أنها مستثناة من قوله :أو ل يجيء
منه .وهو محتمل ،فإن قلععت هععل لسععتثنائها وجععه ؟ قلععت يمكععن
توجيهه بأنه مع كونه يمكن مجيئه منه ل يتعاطى بعالنفس ،لنهعا ل
تتقن إحسانه المقصود ،فكان المقصود ابتداء منع حلق الغيععر لععه،
فإذا أمره به تناولته اليمين بمقتضى العرف .فحنث بععه فتععأمله إذ
)حلف ل يسكنها( أي :هذه الدار أو دارا )أو ل يقيم فيها( وهو فيها
عند الحلف) ،فليخرج( إن أراد السلمة مععن الحنععث بنيععة التحععول
في كل من مسألة القامة والسكنى فيما يظهر من كلمهم ،قععال
الذرعي إن كان متوطنععا فيععه قبععل حلفععه فلععو دخلععه لنحععو تفععرج
فحلف ل يسكنه لم يحتج لنيعة التحعول قطععا )فعي الحعال( ببعدنه
فقط ،لنععه المحلععوف عليععه ،ول يكلععف الهرولععة ول الخععروج مععن
أقرب البابين ،نعم قال الماوردي :إن عدل لباب من السععطح مععع
القدرة على غيره حنث ،لنعه بالصععود فعي حكعم المقيعم أي :ول
نظععر لتسععاوي المسععافتين ول لقربيععة طريععق السععطح علععى مععا
أطلقه ،لنه بمشيه إلى الباب آخععذ فعي سععبب الخعروج وبالععدول
عنه إلى الصعود غير آخذ فععي ذلععك عرفععا ،أمععا بغيععر نيععة التحععول
فيحنث على المنقول ،لنه مع ذلععك سععاكن أو مقيععم عرفععا )فععإن
مكث( ولو لحظة وهو مراد الروضة بساعة ،وقول الغزي :كما لععو
وقف ليشرب مثل يتعين تقييد مثاله بما إذا لم يكن شربه لعطش
ل يحتمل مثله عادة ،كما أفهمه قولهم) :بل عذر حنععث ،وإن بعععث
متاعه( وأهله ،لنه مع ذلك يسمى ساكنا ومقيما.
أما إذا مكععث لعععذر كععأن أغلععق عليععه البععاب أو طععرأ عليععه عقععب
الحلف نحو مرض منعه من الخروج ولم يجعد معن يخرجعه> .ص:
<22أو خاف على نحو ماله لو خرج فمكث ولو ليلععة أو أكععثر فل
حنث ،ويظهر ضبط المرض هنا بما مر في العجز عن القيععام فععي
فرض الصلة ،نعم يفهم مما يأتي عععن المصععنف أنععه مععتى أمكنععه
استئجار من يحمله بأجرة مثل وجدها فترك حنععث ،وقليععل المععال
ككثيره كمععا اقتضععاه إطلقهععم .ويععتردد النظععر فععي الخععوف علععى
الختصاص ،والقياس أنه عذر أيضا إن كان له وقع عرفا وكععذا لععو
ضاق وقت فرض بحيث لو خرج قبل أن يصليه فاته أي :لم يدركه
كامل في الوقت كما هععو ظععاهر ،لن الكععراه الشععرعي كالحسععي
كما مر ،ولو خرج ثم عاد إليها لنحو زيارة أو عيععادة لععم يحنععث مععا
دام يسععمى عرفععا زائرا أو عععائدا وإل حنععث وعلععى هععذا التفصععيل
يحمل إطلق الشيخين وغيرهما أنه ل حنث بالمكث للعذر ،وقععول
البغوي ومن تبعه إن طال المكث حنععث وخععرج بقولنععا وهععو فيهععا
عند الحلف ما لو حلف كذلك وهو خارجهععا فينبغععي حنثععه بععدخولها
مع إقامته لحظة أي :يحصل بها العتكاف فيمععا يظهععر فيهععا بغيععر
عذر) ،وإن( نوى التحععول لكنععه )اشععتغل بأسععباب الخععروج كجمععع
متاع وإخراج أهل ولبس ثوب( يليق بالخروج ل غيععر )لععم يحنععث(،
لنه ل يعد مع ذلك ساكنا وإن طال مقامه لجله ،ويراعى في لبثه
لذلك ما اعتيد مععن غيععر إرهععاق ،وقيععد المصععنف ذلععك بمععا إذا لععم
تمكنه الستنابة وإل حنث وبه صرح الماوردي والشاشععي ،ويظهععر
أنه لو وجد من ل يرضى بأجرة المثل أو يرضى بها ول يقدر عليها
بععأن لعم يكعن مععه >ص <23 :مععا يبقععى لعه ممعا معر فععي بععاب
التفليس ل يحنث لعذره.
)ولو حلف ل يساكنه في هذه الدار فخععرج أحععدهما( بنيععة التحععول
نظير ما مر )في الحال لم يحنث( ،لنتفاء المساكنة ،إذ المفاعلععة
ل تتحقق إل من اثنين وفععي المكععث هنععا لعععذر واشععتغال بأسععباب
الخروج ما مر) .وكذا لععو بنععي بينهمععا جععدار( مععن طيععن أو غيععره،
)ولكععل جععانب مععدخل فععي الصععح( ،للشععتغال برفععع المسععاكنة،
والصح في الروضة وغيرها ونقله عن الجمهور الحنععث ،لحصععول
المساكنة إلى تمام البناء من غير ضععرورة ،وفععارق المكععث لنحععو
جمع المتاع بأنه ثم رفع المساكنة بنية التحول وأخذه فععي أسععبابه
بخلفه هنا ،هذا إن كان البناء بفعل الحالف أو أمره وحععده أو مععع
الخر ،وإل حنث قطعا وإرخاء الستر بينهما وهما من أهععل الباديععة
مانع للمساكنة على مععا قععاله المتععولي وخععرج بهععذه الععدار مععا لععو
أطلق المساكنة ،فإن نوى معينا اختص به كأن نوى أنه ل يسععاكنه
في بلد كذا على أحد وجهين يظهر ترجيحععه .وقععول مقععابله ليععس
هذا مساكنة فل تؤثر فيه النية ،لنها ل تؤثر فيما ل يطععابقه اللفعظ
يجاب عنه بأن هذا فيما ل يحتمله اللفظ بوجه وليس ما نحن فيععه
كذلك ،لن المساكنة قد تطلق على ذلك ،وإن لم ينو معينععا حنععث
بها في أي موضع كان ،وليس منها تجاورهما ببيتين من خان ،وإن
صغر واتحد مرقاه ،ولو لم يكععن لكععل بععاب ول مععن دار كععبيرة إن
كان لكل باب وغلق ،وكذا لو انفرد أحدهما بحجرة انفردت بجميع
مرافقها ،وإن اتحدت الدار والممر.
)ولو حلف ل يدخلها( أي :الدار )وهو فيها أو ل يخععرج( منهععا )وهععو
خارج( قال ابن الصباغ أو ل يملك هذه العين وهو مالكها فاستدام
ملكها> .ص) <24 :فل حنث بهذا( ،لن حقيقة الدخول النفصال
من خارج لععداخل ،والخععروج عكسععه ولععم يوجععدا فععي السععتدامة،
ولنهما ل يتقدران بمدة ،نعم لو نوى بعدم الدخول الجتناب فأقام
أو بعدم الخروج أن ل ينقل أهله مثل فنقلهم حنععث) .أو( حلععف )ل
يتزوج( أو ل يتسرى كما بحثه أبو زرعة ،ورد ما يتوهم من الفععرق
أن التزوج إيجاب وقبول ،وهو منقض ل دوام له ،والتسععري فعععل،
وهو التحصين عن العيون والوطء والنزال ،وهذا مستمر بأن هععذا
إنما يأتي إن حمل التسري على مدلوله اللغوي ل العرفي إذ أهله
ل يطلقون التسري إل علععى ابتععدائه دون دوامععه ا ه .وفيععه نظععر،
والولى على رأي الرافعي منع أن التزوج هو ما ذكععر ل غيععر ،بععل
يطلععق لغععة وعرفععا علععى الصععفة الحاصععلة بعععد الصععيغة فسععاوى
التسري )أو ل يتطهر أو ل يلبس أو ل يركب أو ل يقوم أو ل يقعد(
أو ل يشععارك فلنععا أو ل يسععتقبل القبلعة )فاسععتدام هععذه الحععوال
حنث( ،لنها تقدر بزمان كلبست يوما وركبت ليلة وشاركته شععهرا
وكععذا البقيععة ،وإذا حنععث باسععتدامة شععيء ثععم حلععف أن ل يفعلععه
فاستدامه لزمه كفععارة أخععرى لنحلل اليميععن الولععى بالسععتدامة
الولى ،وقضيته أنه لو قال :كلما لبست فأنت طالق تكرر الطلق
بتكرر الستدامة ،فتطلق ثلثا بمضععي ثلث لحظععات وهععي لبسععة
وما قيل ذكر كلما قرينة صارفة للبتداء مردود بمنععع ذلععك ويععتردد
النظر في لبس مثل حلععف ل يلبععس إلععى وقععت كععذا ،هععل تحمععل
يمينه على أن ل يوجد لبسا قبععل ذلععك الععوقت فيحنععث باسععتدامة
اللبس ولو لحظة أو على الستدامة إلى ذلك الوقت فل يحنععث إل
إن اسععتمر لبسععا إليععه كععل محتمععل ،لكععن قضععية قععولهم :الفعععل
المنفي بمنزلة النكرة المنفية في إفادة العموم ترجيح الول فلذا
جرى عليه >ص <25 :بعضهم .وفي النوار :حلف ل يتختععم وهععو
لبس الخاتم فاستدامه لم يحنث وهو مشكل علععى مععا تقععرر فععي
اللبس إل أن يفرق بأن صيغة التفعل تقتضي إيجاد معاناة للفعععل،
والستدامة ليس فيها ذلعك فلعم يمكعن التقعدير هنعا بمعدة بخلف
صيغة أصل الفعل كاللبس ،وعليه فهل يختععص هععذا بععالنحوي أو ل
لن العامي يدرك الفرق بيععن الصععيغتين ،وإن لععم يحسععن التعععبير
عنه كل محتمل ،والثاني أقرب ،وبذلك يعلم أنه لو حلف ل يلبععس
هذا الخاتم وهو لبسه حنث بالسععتدامة) ،قلععت تحنيثععه باسععتدامة
التزوج والتطهر( على ما في أكععثر نسععخ المحععرر )غلععط لععذهول(
عما في شرحيه ،فإن الذي جزم به فيهمععا عععدم الحنععث كمععا هععو
المنقععول المنصععوص ،إذ ل يقععدران بمععدة كالععدخول والخععروج فل
يقال :تزوجت ول تسريت ول تطهرت شهرا مثل ،بععل منععذ شععهر،
وزعم البلقيني أنه يقال :ذلك مععردود ،ولععك أن تقععول :إن أريععد ل
يقال ذلك عرفا اتجه الرد ،لن كلمهم صريح في أنه ل يقال عرفا
وهم أحق بمعرفة العععرف مععن غيرهععم أو نحععوا اتجععه مععا قععاله إذ
النحو ل يمنعه ،لكن من الواضح أن المراد هو الول ومحععل عععدم
الحنث فيهما إن لم ينو استدامتهما وإل حنث بها جزما )واستدامة
طيب ليست تطيبا في الصح (،إذ ل يقدر عادة بمدة ومن ثععم لععم
يلزمه بها فدية فيما لو تطيب ثم أحرم واستدام.
)وكذا وطء( وغصب )وصععوم وصععلة( فل يحنععث باسععتدامتها فععي
الصح )والله أعلم( ،ونازع في هذه الربعة البلقيني وغيععره ،لنهععا
تقدر بزمان وليس كذلك ،فإن المراد في نحو نكح أو وطئ فلنععة
وغصب كذا وصام شهرا استمرار أحكام تلك ل حقيقتها لنقضععائها
بانقضاء أدنى زمن فععي الثلثععة الول وبمضععي يععوم ل بعضععه فععي
الصوم ،إذ حقيقته المساك من الفجر إلى الغروب وهذه الحقيقة
ل يمكن تقديرها بزمن إل حكما كما تقرر ،والصلة لم يعهد عرفععا
ول شرعا تقديرها بزمن ،بل بعدد الركعععات فععإن قلععت ينععافي مععا
ذكر في الوطء جعلهععم اسععتدامة الصععائم الععوطء بعععد الفجععر مععع
علمه وطئا مفسدا ،قلت :ل ينافيه ،لن ذاك لمعنععى آخععر أشععاروا
إليه بقولهم تنزيل لمنع النعقاد منزلة البطال قال الماوردي وكل
عقد أو فعل يحتاج لنية ل تكون استدامته كابتععدائه .وفيمععا أطلقععه
في العقد نظر لما مر في الشركة إل أن يحمل ذاك على الشركة
بغيععر عقععد كععالرث> ،ص <26 :أو ل يغصععب فاسععتدام فل كمععا
قععاله ،واعترضععه السععنوي بصععحة تقععديره بمععدة كغصععبته شععهرا
وبتصريحهم بأنه في دوام الغصب غاصب ويرد بمنع تقديره بمععدة
عرفا على أن المراد وأقام عندي شهرا ،ومعنععى قععولهم المععذكور
أنه غاصب حكما وليس الكلم فيه ،ثم رأيععت شععارحا أجععاب بنحععو
ذلك ،واستدامة السفر سفر ولو بالعود منه نعععم إن حلععف علععى
المتناع منه لم يحنث بالعود وعلم مما تقرر أن كل ما يقدر عرفا
بمدة من غير تأويل يكون دوامه كابتدائه فيحنث باستدامته وما ل
فل ،ولو حلف ل يقيم بمحل ثلثة أيام وأطلق فأقام به يععومين ثععم
سافر ثم عاد فأقام به يوما حنث كما أفتى بععه بعضععهم أخععذا مععن
كلمهم في نذر اعتكاف شععهر أو سععنة مثل ،قععالوا لصععدق السععم
بععالمتفرق والمتععوالي بخلف مععا لععو حلععف ل يكلمععه شععهرا ،لن
المقصود بععاليمين الهجععر ول يتحقععق بغيععر تتععابع ،واعععترض بقععول
الروضة :لو حلف ل تمكث زوجته في الضيافة أكثر من ثلثة أيععام
فخرجت منها الثلث فأقل ثم رجعععت إليهععا فل حنععث وفععرق بععأن
المعلععق عليععه وجععد هنععا لثععم ،لنععه المكععث أكععثر مععن ثلثععة أيععام
للضععيافة ،والرجععوع ولععو بقصععد الضععيافة ل يسععمى ضععيافة ،لنهععا
مختصة بالمسافر بعد قدومه وهو واضح إن تععم لععه هععذا التعليععل،
كيف والعرف قاض بأنها ل تختص بذلك
)ومععن حلععف ل يععدخل دارا( عينهععا ،ومثلهععا فيمععا ذكععر كمععا بحثععه
الذرعععي نحععو المدرسععة والربععاط أي والمسععجد )حنععث بععدخول
دهليععز( بكسععر الععدال ،وإن طععال كمععا اقتضععاه إطلقهععم ،وبحععث
الزركشي في مفرط الطععول عععدم الحنععث بععدخوله ،لنععه بمنزلععة
الرحبة قدام الباب يرد بمنععع كععونه بمنزلتهععا مطلقععا لطبععاق أهععل
العععرف علععى أن الجععالس فيععه يسععمى جالسععا بععدار فلن بخلف
الجالس في تلك الرحبة )داخععل البععاب أو بيععن بععابين( ،لنععه حينئذ
من الدار ومحله إن لم يكن فيه باب دار أخرى ،وإل فهععل ينسععب
إليهما معا ،لن المالكين لما جعل عليه بابا صار منسوبا عرفا لكل
منهما أو ل ينسب لواحدة منهما محل نظر ثم رأيت ما يععأتي فععي
الدرب أمام البععاب المسععقف الععذي عليععه بععاب وهععو يشععمل هععذا
فيعطى حكمه التي )ل بدخول طاق( معقود )قععدام البععاب( ،لنععه
ليس منها عرفا ،وإن كان مبنيا على تربيعها ويععدخل فععي بيعهععا إذ
هو ثخانة >ص <27 :لحائط المعقود له قدام أبواب دور الكععابر،
نعم إن جعل عليه باب حنث بدخوله ولو غير مسععقف كمععا شععمله
قول المتن أو بين بععابين ونقله عععن المتععولي وأقععراه ،وعبارتهمععا
وجعل المتولي الدرب المختص بالععدار أمععام البععاب إذا كععان داخل
في حد الدار ولم يكن في أوله باب كالطاق قعال :فعإن كعان فعي
أوله باب فهو من العدار مسعقفا كعان أو غيعره انتهعت ،واسعتبعده
الذرعي في غير المسقف واستشععكله الزركشععي بععأن العععرف ل
يعده منها مطلقا ويرد بمنع ذلك مع وجود الباب ،لنه يصيره منهععا
وإن لم يدخل في حدودها ،بل ول اختص بها بنععاء علععى أن ضععمير
قوله فإن كان في أوله باب لمطلق الدرب ل بقيععد المختععص ومععا
بعده وهو محتمععل ،لن المععدار علععى قرينععة تجعلععه منسععوبا لتلععك
الععدار ،والبععاب كععذلك بالنسععبة لكععل دار تععأخرت عنععه ،ول يحنععث
بدخول إصطبل خارج عن حدودها ،وكذا إن دخل فيها وليععس فيععه
باب إليها) ،ول( بدخول بستان بلصقها إن لم يعد من مرافقها ،ول
)بصعود سطح غير محوط( من خارجها ،لنه ليس من داخلها لغععة
ول عرفا ،وبه يعلم أنعه لعو حلعف ل يخعرج منهعا فصععده حنعث أو
ليخرجن فصعده بر) .وكذا محوط( من الجوانب الربعععة بحجععر أو
غيره )في الصح( لمععا ذكععر ،نعععم إن كععان مسععقفا كلععه أو بعضععه
ودخل تحت السقف كما أخذه البلقيني معن كلم المعاوردي حنعث
إن كان يصعد إليه منها ،لنه كبيت منها ول يشكل علععى مععا تقععرر
صحة العتكاف على سطح المسجد مطلقا ،لنه منه شرعا حكما
ل تسمية وهو المناط ثم ل هنا،
)ولععو أدخععل يععده أو رأسععه أو رجلععه( أو رجليععه غيععر معتمععد )لععم
يحنث( ،لنه ل يسمى داخل )فإن وضع رجليه فيها معتمدا عليهما(
أو رجل واحدة واعتمد عليها وحدها بأن كان لععو رفععع الخععرى لععم
يقع وباقي بدنه خارج )حنث( ،لنه يسمى داخل بخلف مععا إذا لععم
يعتمد كذلك كأن اعتمد علععى الداخلععة والخارجععة معععا ولععو أدخععل
جميع بدنه ،لكن لم يعتمععد علععى شععيء منهمععا لتعلقعه بنحععو حبععل
حنث أيضا .يقاس بععذلك الخععروج ولععو تعلععق بغصععن شععجرة فععي
الدار ،فإن أحاط >ص <28 :بععه بناؤهععا بععأن عل عليععه حنععث وإل
فل.
)ولو انهدمت الدار( المحلوف عليها بأن قال :هععذه الععدار )فععدخل
وقد بقي أساس الحيطان حنث( ،لنها منها فكأنه دخلهععا ،وقضععية
عبارة الروضة أن المراد بالساس شيء بارز منه ،وإن قل ،وفععي
مسودة شرح المهذب عن الصحاب :أنها متى صععارت سععاحة فل
حنث بخلف ما إذا بقي منها ما تسمى معه دارا وكالساحة مععا إذا
صارت تسمى طريقا ،وإن بقي بعض حيطانها كمعا دل عليعه نعص
الم واعتمده البلقيني وغيره أما لو قال :دارا فكذلك كما اقتضععاه
سياق المتن لكععن قضععية عبععارة الروضععة أنععه ل يحنععث فععي هععذه
بفضاء ما كان دارا ،وإن بقي رسومها ورده البلقينععي بععأن الخلف
والتفصيل السابق إنما هو في هععذه الععدار ،أمععا دارا فيحنععث فيهععا
مطلقا ،ولو قععال :هععذه حنععث مطلقععا )وإن صعارت( عطععف علععى
جملة وقد بقي )فضاء( بالمد وهو السعاحة الخاليععة مععن البنععاء )أو
جعلت مسجدا أو حماما أو بستانا فل( حنث لزوال مسععمى الععدار
بحدوث اسم آخر لها ،ومن ثم انحلععت اليميععن فلععو أعيععدت بآلتهععا
الولى أي :أعيد منها بها ولو الساس فقط فيما يظهر.
)ولو حلف ل( يأكل طعام زيد وأطلق فأضافه لم يحنث بناء علععى
الصح السابق >ص <29 :أن الضيف يتععبين بععازدراده أنععه ملكععه
به ،أو ل )يدخل دار زيد( أو حانوته )حنث بدخول ما يسكنها بملععك
ل بإعارة وإجازة وغصب( وإيصععاء بمنفعتهععا لععه ووقععف عليععه ،لن
الضافة إلى من يملك تقتضي ثبوت الملععك حقيقععة ،ومععن ثععم لععو
قععال :هععذه لزيععد لععم يقبععل تفسععيره بععأنه يسععكنها ،واعتمععد فععي
المطلب قول جمع الفتوى على الحنث بكل ما ذكر ،لنععه العععرف
الن قال :فالمعتبر عرف اللفظ ل عرف اللفعظ كمعا هعو معذهب
الئمة الثلثة )إل أن يريد مسكنه( فيحنععث بكععل ذلععك ،لنععه مجععاز
قريب ،نعم ذكر جمع متقدمون أنه ل تقبل إرادته هععذه فععي حلععف
بطلق وعتععاق ظععاهرا ،واعترضععوا بععأنه حينئذ مغلععظ علععى نفسععه
فكيف ل يقبل وأجيب بأنه مخفف عليها من وجععه آخععر وهععو عععدم
الحنث بما يملكه ول يسكنه فليقبل ظاهرا فيما فيععه تغليععظ عليععه
دون ما فيه تخفيف له )ويحنث بما يملكععه( جميعععه ،وإن طععرأ لععه
بعد الحلععف )ول يسععكنه( إل أن يزيععد مسععكنه فل يحنععث بععه عمل
بقصده ،ولو اشتهرت الضافة للتعريف في نحو دار أو سوق حنث
بععدخولها >ص <30 :مطلقععا كععدار الرقععم بمكععة وسععوق يحيععى
ببغداد لتعذر حمل الضافة علععى الملععك .وفععارق المتجععدد هنععا :ل
أكلععم ولععد فلن .فععإنه يحمععل علععى الموجععود دون المتجععدد ،لن
اليمين تنزل على ما للحالف قدرة على تحصيله واستشكل بقععول
الكافي :لو حلف ل يمس شعر فلن فحلقه ثم مس ما نبععت منععه
حنث ،وقد يجاب بأن إخلف الشعر لمععا عهععد مطععردا فععي أقععرب
وقت نزل منزلة المقدور عليه.
)ولو حلف ل يدخل دار زيد أو ل يكلععم عبععده أو( ل يكلععم )زوجتععه
فباعهما( أي :الدار والعبد بيعا بتا أو بشرط الخيار للمشتري وكذا
لهما إن أجيز البيع وهو مثال ،والمراد فأزال ملكععه عنهمععا أو عععن
بعضهما ،وإن قل )أو طلقهمععا( بائنععا ،إذ الرجعيععة زوجععة )فععدخل(
الدار) ،وكلمه( أي :العبععد أو الزوجععة )لععم يحنععث( تغليبععا للحقيقععة
لزوال الملك بالبيع والزوجية بالطلق ،وبحععث الزركشععي فععي دار
عرفت بالشؤم وعبد عرف بالشععر الحنععث مطلقععا ،لن إضععافتهما
لمجرد التعريف وفيه نظر إذ ما علل به قابل للمنععع ،ولععو اشععترى
بعد بيعهما غيرهما فإن أطلععق أو أراد أي دار أو عبععد ملكععه حنععث
بالثاني أو التقييععد بععالول فل) ،إل أن يقععول :داره هععذه أو زوجتععه
هذه أو عبده هذا( أو يريد أي دار أو عبعد جعرى عليعه ملكعه أو أي
امرأة جرى عليها نكاحه )فيحنث( تغليبععا للشععارة علععى الضععافة،
وغلبت التسمية عليها فيما مر آنفا ،لنها أقوى ،لن الفهععم يسععبق
إليها أكثر وعمل بتلك النية ،وألحق بالتلفظ بالشععارة نيتهععا ،وإنمععا
بطل البيع في بعتك هذه الشاة فإذا هي بقرة ،لن العقود يراعععى
فيها اللفظ ما أمكن ،ولو حلف ل يأكل لحم هذه السععخلة فكععبرت
وأكله لم يحنععث ،وفععارقت نحععو دار زيععد هععذه بععأن الضععافة فيهععا
عارضععة فلععم ينظععر إليهععا بععل لمجععرد الشععارة الصععادقة بالبتععداء
والدوام ،وفععي تلععك لزمععة للععزوم السععم أو الصععفة ،ولن زوالهععا
يتوقععف علععى تغييععر بعلج >ص <31 :أو خلقععة فععاعتبرت مععع
الشارة وتعلقت اليمين بمجموعتهما .فععإذا زال أحععدهما ككونهمععا
سخلة في ذلك المثال زال المحلوف عليه ،وبهذا يعلم أنه لو زال
اسم العبد بعتقه واسم الدار بجعلها مسجدا لم يحنععث ،وإن أشععار
فالمراد بقولهم السابق تغليبا للشارة أي :مع بقاء السععم )إل أن
يريد( الحالف بقوله هذه أو هذا )ما دام ملكه( بالرفع والنصب فل
يحنععث بععدخول أو تكليععم بعععد زوالععه بملععك أو طلق ،لنهععا إرادة
قريبة ،ويأتي في قبول هذا في الحلف بطلق أو عتق ما مر آنفععا،
ولو قال :ما دام في إجارته وأطلق فالمتبادر منه عرفا كمععا قععاله
أبو زرعة أنه ما دام مسععتحقا لمنفعتععه فتنحععل الديمومععة بإيجععاره
لغيره ثم استئجاره منه ،وأفتى فيمن حلععف ل يععدخل هععذا مععا دام
فلن فيععه فخععرج فلن ثععم دخععل الحععالف ثععم فلن بععأنه ل يحنععث
باسععتدامة مكثععه ،لن اسععتدامة الععدخول ليسععت بععدخول ويحنععث
بعوده إليه وفلن فيه لبقاء اليمين ،إن أراد بمدة دوامعه فيعه ذلعك
الدوام وما بعده ،أو أطلق أخذا مما قالوه فععي ل رأيععت منكععرا إل
رفعته للقاضي فلن وأراد ما دام قاضيا من أنه إذا رآه بعععد عزلععه
ل يحنث ول تنحل اليمين ،لنه قد يتولى القضاء فيرفعه إليععه ويععبر
فإن أراد ما دام فيه هذه المععرة انحلععت بخروجععه ا ه وفيععه نظععر.
والفرق بيععن مععا هنععا ومسععألة القاضععي ظععاهر ،لن الديمومععة ثععم
مربوطة بوصف مناسب للمحلوف عليعه يطععرأ ويعزول فععأنيط بعه
وهنا بمحل وهو ل يتطور فيه ذلععك فانعععدمت بخروجععه منععه .وإن
عععاد إليععه فالععذي يتجععه فععي حالععة الطلق عععدم الحنععث كالحالععة
الخيرة
)ولو حلف ل يدخلها من ذا الباب فنزع( بابها الخشب مثل )ونصب
في موضع آخر منها لم يحنعث بالثععاني( ،وإن سععد الول) ،ويحنعث
بععالول فععي الصععح( ،لن البععاب إذا أطلععق انصععرف للمنفععذ ،لنععه
المحتاج إليه في الدخول دون الخشب ،وقوله :ونصب إلععى آخععره
قيد للخلف ،إذ لععو طععرح أو أتلععف ودخععل مععن الثععاني لععم يحنععث
قطعا ،ولو أراد الخشب قبل قطعا ،أما لو لم يشر فقال :من بابها
فإنه يحنث بالثاني أيضا ،لنه يسمى بابا لها) .أو( حلععف )ل يععدخل
بيتا حنث بكل بيت من طين أو حجر أو آجععر أو خشععب( أو قصععب
محكم كما قاله الماوردي) ،أو خيمععة( أو بيععت شعععر أو جلععد ،وإن
كان >ص <32 :الحعالف حضعريا ،لن العبيت يطلعق علعى جميعع
ذلك حقيقة لغة .كمعا يحنعث بجميعع أنععواع الخععبز أو الطعععام ،وإن
اختص بعض النواحي بنوع أو أكثر منه ،إذ العععادة ل تخصععص عنععد
جمهور الصوليين ،وإنما اختص لفظ الرءوس أو البيض أو نحوهما
بما يأتي للقرينة اللفظية وهععي تعلععق الكععل بعه ،وأهععل العععرف ل
يطلقونه على ما عدا ما يععأتي فيهععا وفععرق بيععن تخصععيص العععرف
للفظ بنقله عن مدلوله اللغوي إلى ما هو أخص منععه وبيععن انتفععاء
استعمالهم له في بعض أفراد مسماه فععي بعععض النععواحي كغلبععة
اسععتعمال أهععل طبرسععتان للخععبز فععي خععبز الرز ل غيععر ،فهععذا ل
يوجب تخصيصا ول نقل عرفيا للفظ ،بل هو معه باق على عمومه
لضعف المعارض للعموم في هذا دون مععا قبلععه ،ويفععرق بيععن مععا
ذكر ومن حلف بنحو بغداد ل يركب دابة ،لععم يحنععث بالحمععار كمععا
في العزيز بأن الحمار عند هؤلء ل يسمى دابعة أصعل بخلف نحعو
الخيمة تسمى عند الحضر بيتا ،لكن مععع الضععافة كععبيت شعععر ول
ينافيه عدم اعتبارهم لنظيرها في قولهم :في نحععو المسععجد بيععت
الله ،لن هعذا حعدث لعه اسعم خععاص فلععم يععول معععه علعى تلعك
الضافة بخلف نحو بيت الشعر ،وإنما أعطي في الوصية الحمار،
لن المدار فيها على ما يصدق عليه اللفظ ،وإن لععم يشععتهر علععى
ما مر وقيد الزركشعي أخعذا معن كلمهعم الخيمعة بمعا إذا اتخعذت
مسكنا بخلفها لدفع أذى نحو مسافر ،ولو ذكععر الععبيت بالفارسععية
لم يحنث بنحو الخيمة ،لنهم ل يطلقونه إل علععى المبنععي ،ويظهععر
في غيعر الفارسعية والعربيعة أنعه يتبععع عرفهعم أيضعا) .ول يحنععث
بمسجد وحمام وكنيسة وغار جبععل( وبيععت الرحععا ،لنهععا ل تسععمى
بيوتا عرفا مع حدوث أسماء خاصة لها ،وبحععث البلقينععي فععي غععار
اتخععذ للسععكنى أنععه بيععت والذرعععي أن المععراد بالكنيسععة محععل
تعبدهم ،أما لععو دخععل بيتععا فيهععا فععإنه يحنععث ا ه .وقياسععه الحنععث
بخلععوة فععي المسععجد ثععم رأيتععه بحععث عععدم الحنععث بسععاحة نحععو
المدرسة والرباط وأبوابها بخلف بيت فيها ،وهو يؤيد ما ذكرته.
)تنبيه( يعلم مما تقرر أن البيت غيععر الععدار >ص <33 :ومععن ثععم
قالوا :لو حلف ل يدخل بيت فلن فدخل داره دون بيته لم يحنععث،
أو ل يدخل داره فدخل بيته فيها حنث.
)أو( حلف )ل يدخل على زيد فدخل بيتا فيه زيد وغيععره حنععث( إن
علم به ،وذكر الحلف واختار الععدخول ،كععذا قععاله شععارح هنععا وهععو
موهم ،لن ذلك شرط لكل حنث ،لكععن عععذره ذكععر المتععن بعععض
محترزات ذلك ،وخرج ببيتا دخوله عليععه فععي نحععو مسععجد وحمععام
مما ل يختص به عرفا .قال بعضهم :ومنه الحش ورد بأنه مختععص
به) ،وفي قول أنه إن نوى الدخول على غيره دونه لم يحنث( كما
يأتي في السلم عليه ،وفععرق الول بععأن القععوال تقبععل السععتثناء
بخلف الفعال ،ومن ثم صح سلم عليهم إل زيدا دون دخل عليهم
إل زيععدا) .ولععو جهععل حضععوره فخلف حنععث الناسععي( والجاهععل،
والصح عدم حنثهما كالمكره كما قدمه في الطلق ،نعم لو قععال:
ل أدخل عليه عالما ول جاهل حنث مطلقا ،وكذا في سائر الصععور.
)قلت ولو حلف ل يسلم عليه فسلم على قععوم هععو فيهععم( وكععان
بحيث يسمعه ،وإن لم يسمعه أو كععان بععه نحععو جنععون بشععرط أن
يكون بحيث يعلم بالكلم )واستثناه( ولو بقلبه )لم يحنث( ،لما مر
)وإن أطلق حنث( إن علم به )في الظهر والله أعلم( ،لن العععام
يجري على عمومه مععا لععم يخصععص ،وظععاهر كلم الرافعععي حنثععه
بالسلم عليه من الصلة ،وإن لم يقصععده ،واعتمععده ابععن الصععلح
وجزم به المتولي ،لكن نازع فيه البلقيني وتبعه الزركشي وغيععره
قال :ل سيما إذا بعد عنه بحيث ل يسمع سلمه.
)فصل( في الحلف على الكل والشععرب مععع ذكععر مععا يتنععاوله
بعض المأكولت ،لو )حلف ل يأكل( رءوس الشوى اختععص بععالغنم
كما قاله الذرعي أو ل يأكل >ص) <34 :الرءوس( أو ل يشتريها
مثل )ول نية له حنععث بععرءوس( ،بععل أو رأس أو بعضععه خلفععا لمععا
أفهمه كلمه ،وإن صرح به ابععن القطعان ،فقعد قعال الذرعععي :إن
ظاهر كلمهم أو صريحه أن المراد الجنس )تباع وحععدها( أي :مععن
شأنها ذلك وافق عرف بلد الحالف أو ل ،وهي رءوس الغنم وكععذا
البععل والبقععر ،لن ذلععك هععو المتعععارف )ل طيععر( وخيععل )وحععوت
وصيد( بري أو بحري كالظباء ،لنهععا ل تفععرد بععالبيع فل تفهععم مععن
اللفظ عند الطلق )إل( إن كان الحالف )ببلد( أي :مععن أهععل بلععد
علم أنها )تباع فيععه مفععردة( عععن أبععدانها ،وإن حلععف خععارجه كمععا
رجحه البلقيني ،لنه يسبق إلى فهمعه ععرف بلععده فيحنعث بأكلهععا
فيه قطعا ،لنها حينئذ كرءوس النعععام ل فععي غيععره ،كمععا صععححه
في تصحيح التنبيه >ص <35 :واعتمده البلقيني ،وصرح به جمععع
متقدمون ،لكن القوى في الروضة كالشرحين الحنععث ،وخععرج بل
نية له ما لو نوى شععيئا مععن ذلععك فععإنه يعمععل بععه ،وإنمععا اتبععع هنععا
العرف وفي العبيت اللغعة كمعا معر عمل بالقاععدة أن اللغعة معتى
شملت واشتهرت ولععم يعارضععها عععرف أشععهر منهععا اتبعععت ،وهععو
الصل فإن اختل أحد الولين اتبع العععرف إن اشععتهر واطععرد ،وإل
فقضية كلم ابن عبد السلم وغيره أنه يرجععع إلععى اللغععة ،ومحلععه
حيث ل قرينة ترشعد للمقصعود كمعا يعلعم معن كلمهعم هنعا وفعي
الطلق) .والبيض( إذا حلف ل يأكله ول نية له )يحمل على مزايععل
بائضه في الحياة( بأن يكون معن شعأنه أنعه يفعارقه فيهعا ،ويؤكعل
منفردا )كدجاج ونعام وحمام( وإوز وبط وعصافير ،لنععه المفهععوم
عند الطلق ،ول فرق بين مأكول اللحم وغيره ،لحل أكله مطلقععا
اتفاقععا علععى مععا فععي المجمععوع ،وإن اعععترض فعلععم أنععه يحنععث
بمتصلب خرج بعد الموت ،كما لو أكله مع غيره وظهر فيه صورته
بخلف الناطف ولو حلععف ليععأكلن ممععا فععي كمععه وحلععف ل يأكععل
البيض فكان ما في كمه بيضا فجعل في ناطف وهععو حلوة تعقععد
ببياضه وأكله بر .ولو قال :ليأكلن هذا الععبيض لععم يععبر بجعلععه فععي
ناطف )ل( بيض )سمك( ،لنه إنما يزايله بعد الموت بشق البطن،
وقيل :لنه ل يؤكل منفردا وأخذ منه الحنث به في بلد يؤكععل فيععه
منفردا كععالرءوس ورده الزركشععي بععأنه اسععتجد اسععما آخععر وهععو
البطارخ ا ه .وفيه نظر ،لن تجدد اسم آخر مععع بقععاء الول ل أثععر
له كما يعلم مما يأتي في الفاكهة .فالوجه رده بمنع تسميتة بيضععا
عرفا ولو في بلد يؤكل فيه منفردا) .وجراد( لنه ل يؤكل منفععردا،
أما إذا نوى شيئا فيعمل به
)تنععبيه( ظععاهر إفتععاء بعضععهم بععأن السععمك يععدخل فيععه الععدنيلس
السابق في الطعمة أنه يحمل هنا على جميع ما فععي البحععر ،وإن
لم يسم سمكا عرفا ،وفيه وقفة ظععاهرة ،لن العععرف اطععرد بععأن
نحو الدنيلس ل يسمى سمكا أصل ،فإن قيل :إنه يسماه لغة قلنععا
هععذا إن فععرض تسععليمه لععم يشععتهر وقععد اشععتهر العععرف واطععرد
بخلفه ،فلم يعول عليه كما علم مما مر آنفا) .واللحععم( إذا حلععف
ل يأكله يحمل عند الطلق نظير مععا قبلععه )علععى( مععذكى) ،نعععم(
وهععي البععل والبقععر والغنععم )وخيععل >ص <36 :ووحععش وطيععر(
لوقوع اسم اللحععم عليهععا حقيقععة دون مععا يحععرم أي :فععي اعتقععاد
الحالف فيما يظهر )ل سمك( وجععراد ،لنععه ل يسععمى لحمععا عرفععا
أي :من غير قيد ،وإن سميه لغة كمععا فععي القععرآن ،كمععا ل يحنععث
بالجلوس في الشمس المسععماة سععراجا وعلععى الرض المسععماة
بساطا في القرآن من حلف ل يجلس في سراج أو علععى بسععاط.
)و( ل )شحم بطن( وعين لمخالفهمععا اللحععم اسععما وصععفة )وكععذا
كرش وطحال وكبد وقلب( وأمعاء ورئة ومخ )فععي الصععح( ،لنهععا
ليست لحما حقيقة ،ول يحنث بقانصة الدجاجة قطعععا ول بجلععد إل
إن رق بحيث يؤكل غالبا على الوجه) ،والصح تناوله( أي :اللحععم
)لحم رأس ولسان( أي :ولحم لسان والضععافة بيانيععة أي :ولحمععا
هو لسان وحينئذ فل اعتراض عليه وخد وأكارع لصدق اسمه على
ذلك) ،وشحم ظهر وجنب( ،وهو البيض الذي ل يخععالطه الحمععر،
لنه لحم سمين ولهذا يحمععر عنععد الهععزال) ،و( الصععح )أن شععحم
الظهر ل يتناوله الشحم( ،لما تقرر أنععه لحععم بخلف شععحم العيععن
والبطن يتناوله الشحم) ،وأن اللية والسنام( بفتح أولهمععا )ليسععا(
أي :كععل منهمععا )شععحما ول لحمععا( ،لمخالفتهمععا كل منهمععا اسععما
وصفة) ،واللية( مبتععدأ إذ ل خلف فععي هععذا )ل تتنععاول سععناما ول
يتناولها( لختلفهما كذلك) .والدسم( وهو الودك إذا حلف ل يععأكله
وأطلق )يتناولهما و( يتناول )شحم ظهععر( وجنععب )وبطععن( وعيععن
)وكل دهن( حيواني أي :مأكول فيمععا يظهععر أخععذا ممععا مععر أنععه ل
حنث بغير المذكى لصدق اسمه بكل ذلك ،واستشكل ذكععر شععحم
الظهر هنا لما مر أنه لحم واللحم ل يدخل في الدسم ،ويرد بمنععع
هذه الكلية ،بل اللحم الذي فيه دسم يععدخل فيععه ،أمععا دهععن نحععو
سمسم ولوز فل يتناولهما على ما قاله البغوي ،وظاهر كلم غيره
أنه يتناول كل دهن مأكول ل نحو دهن خروع وبععه صععرح البلقينععي
وفي اللبن تردد ،لنه صلى اللععه عليععه وسععلم قععال :إن لععه دسععما
>ص <37 :والذي يتجه أنه ل يتناوله ،لنه ل يسمى دسما عرفععا.
)ولحم البقر يتناول( البقر الععراب والبقعر الوحشععي و )جاموسعا(
لصدق اسم البقر على الكل ،وإن نازع فيه البلقيني ،ويفععرق بيععن
تنعاول النسعي للوحشعي هنعا ل فعي الربعا ،لن المعدار هنعا علعى
مطلق التناول من غير نظر لختلف أصل أو اسم بخلفه ثم كمععا
يعلم من كلمهم في البابين ،وبهذا يتجه أن الضأن ل يتناول المعز
هنا وعكسه ،وإن اتحدا جنسا ،ثم لن اسم أحدهما ل يطلق علععى
الخر لغععة ول عرفععا ،وإن شععملهما اسععم الغنععم المقتضععي لتحععاد
جنسهما ثم.
)فرع( الزفر في عععرف العامععة يشععمل كععل لحععم ودهععن حيععواني
وبيض ولو من سعمك فينبغععي حملعه علععى ذلعك ،ول تتنععاول ميتععة
سمكا وجرادا ول دم كبد أو طحال) .ولو قال :مشيرا إلى حنطة ل
آكل هذه( ول نية له )حنث بأكلها علععى هيئتهععا وبطحنهععا وخبزهععا(
تغليبععا للشععارة ،واستشععكله الذرعععي فععي الطحععن والخععبز بععأن
كلمهم هنا وفي غيره مصرح بأنه إنما يحنث بأكل الجميع ،وقالوا:
في ل آكل هذا الرغيف ل يحنث متى بقي منه مععا يمكععن التقععاطه
وهو يفهم الحنث إذا بقي ما ل يمكن التقاطه ،ول شك أن الحنطة
إذا طحنت يبقى منها شيء في الرحا وجععدرها ومععن عجينهععا آثععار
في الناء واليد وهذا كلععه ممععا يععوجب التوقععف فععي الحنععث بأكععل
خبزها عند من ينظر إلى حقيقة اللفظ ويطرح العرف ،ثععم حكععي
عن الشاشي صاحب الحلية أنه كان يفتي من حلف ل يلبععس هععذا
الثوب بسل خيط منه مقععدار نحععو أصععبع ا ه .والععذي يتجععه أن مععا
أطلقوه هنا محمول على ما فصلوه في نحو هذا الرغيف ،وقععوله:
مقدار نحو أصبع غير قيد ،بل المدار على خيط يحس ويدرك لكن
الغالب أن ما كان طول أصبع يكون كذلك) .ولو قال :ل آكل هععذه
الحنطة( فصرح بالسم مع الشارة )حنث بها مطبوخة( إن بقيععت
حباتها )ونيئة ومقلية( لوجعود السععم ،كل آكععل هععذا اللحعم فجعلعه
شواء) ،ل( إذا هرست على ما قاله البلقيني ثم يحتمل أن مععراده
ل إذا جعلت هريسة ،ويؤيده أنه جعله في مساق المطبوخة الععتي
تبقى حباتها وأن مراده هرسها وهو دقها العنيف ،ويوجه بأنه يلزم
من دقها العنيف زوال صععورتها المسععتلزم لععزوال اسععمها ،وليععس
ببعيععد أن تفتععت ل إن زال قشععرها فقععط ،ول )بطحينهععا وسععويقها
وعجينها وخبزها( ،لزوال السم والصورة )ول يتنععاول رطععب تمععرا
ول بسرا( ول بلحا ول خلل ول طلعا )ول عنب زبيبععا( ول حصععرما.
)وكذا العكوس( لختلفها اسما وصفة.
)فائدة( أول التمر طلع ثم خلل بفتح المعجمة ثم بلح ثم بسر ثم
رطب ثم تمر .ولو حلف >ص <38 :ل يأكل رطبا ول بسرا حنث
بالمنصف أو رطبة أو بسععرة لععم يحنععث بمنصععفة ،لنهععا ل تسععمى
رطبة ول بسرة.
)ولو قال (:ول نية له )ل آكل هذا الرطب فتتمر فأكله ،أو ل أكلععم
ذا الصععبي فكلمععه( بالغععا شععابا أو )شععيخا فل حنععث فععي الصععح(،
لزوال السم كما في الحنطة ،وكذا ل أكلم هذا العبععد فعتععق أو ل
آكل لحم هذه السخلة فصارت كبشا ،أو هذا البسععر فصععار رطبععا،
ومر في شععرح قععوله :داره هععذه .إيضععاح ذلععك ومععا يشععكل عليععه
فراجعه.
)والخبز يتناول كل خبز كحنطة وشعير وأرز وبععاقل( بتشععديد اللم
مع القصر على الشهر )وذرة( بمعجمة وهاؤها عععوض عععن واو أو
ياء )وحمص( بكسععر ففتععح أو كسععر وسععائر المتخععذ مععن الحبععوب
>ص <39 :وإن لم يعهد ببلده كما لععو حلععف ل يلبععس ثوبععا فععإنه
يحنث بكل ثوب ،وإن لم يعهده ببلده ،وكععان سععبب عععدم نظرهععم
للعرف هنا بخلفه في نحععو الععرءوس والععبيض أنععه هنععا لععم يطععرد
لختلفعععه بعععاختلف البلد فحكمعععت فيعععه اللغعععة بخلف ذينعععك،
والبقسماط والرقاق خععبز لغععة دون البسععيس وهععو أن يلععت نحععو
دقيق أو سويق بنحو سمن ،نعم إن خععبز ثعم بععس حنعث بعه )فلععو
ثرده( بالمثلثة )فععأكله حنععث( ،لصععدق السععم ،نعععم لععو صععار فععي
المرقة كالحسو فتحساه لم يحنث ،كما لو دق الخععبز اليععابس ثععم
سفه كما بحثه ابن الرفعة ،لنه استجد اسععما آخععر ،ويؤيععده قععول
الصيمري لو جعله فتيتا وسفه أو عصيدا لم يحنث ،لنععه لععم يأكععل
خبزا )ولو حلف ل يأكل سويقا فسفه أوتناوله بأصبع( مثل )حنث(،
لن ذلك يعد أكل له ،وقضيته أن البتلع فععي نحععو خععبز وسععكر بل
مضغ أكل وبه صرحا في مواضع ،وهو المعتمععد لكنهمععا جريععا فععي
الطلق على خلف ونسب للكثرين ومر ما فيععه) .وإن جعلععه فععي
ماء فشربه فل( حنث إل إن خثر ،لنه ليس بشرب) ،أو( حلععف )ل
يشربه فبالعكس( فيحنث في الثانية بقيدها ل الولى ،ولو حلف ل
يذوق حنث بإدراك طعمه ،وإن مجععه ولععم ينععزل منععه شععيء إلععى
جوفه >ص <40 :أو ل يتناول أو ل يطعععم حنععث حععتى بالشععرب.
)أو( حلف )ل يأكل لبنا( حنث بكل أنععواعه معن مععأكول ولععو صععيدا
حتى نحو الزبد إن ظهر فيه ل نحو جبن وأقععط ومصععل) ،أو مائعععا
آخر فأكله بخبز حنث( ،لنه كذلك يؤكل )أو شربه فل( لعدم الكل
)أو( حلف )ل يشربه فبالعكس( فيحنععث فععي الثانيععة دون الولععى،
ولو حلف ل يأكل نحو عنب لعم يحنععث بشععرب عصعيره ول بمصعه
ورمي ثفله ،أو ل يشرب خمرا لم يحنث بالنبيذ وعكسه )أو( حلف
)ل يأكل سمنا فأكله بخبز جامدا( كان )أو ذائبععا حنععث( ،لنععه أتععى
بالمحلوف عليه وزيادة ،وبه فععارق عععدم الحنععث فععي ل آكعل ممعا
اشتراه زيد فأكل ممععا اشععتراه زيععد وعمععرو ،لنععه لععم يأكععل ممععا
اشتراه المحلوف عليه خاصة )وإن شربه ذائبا فل( يحنث ،لنه لم
يأكله )وإن أكلعه فعي عصعيدة حنعث إن كعانت عينعه ظعاهرة( أي:
مرئية متميزة في الحععس كمععا قععاله المععام ،لوجععود اسععمه حينئذ
بخلف ما إذا لم تكن متميزة كذلك
)ويدخل في الفاكهععة( حلععف ل يأكلهععا ول نيععة لععه) ،رطععب وعنععب
ورمان وأترج( بضم أولععه وثععالثه مععع تشععديد الجيععم ويقععال أترنععج
وترنج وتين ومشمش و )رطب ويابس( من كل ما يتناوله ،سععواء
استجد له اسم كتمر وزبيععب أم ل كععتين ،خلفععا للمععاوردي >ص:
،<41لوقوع اسمها على هذه كلهععا ،لنهععا ممععا يتفكععه أي :يتنعععم
بععأكله ليععس بقععوت ،وعطععف الرمععان والعنععب عليهععا فععي اليععة ل
يقتضي خروجهما عنها ،لنه من عطف الخاص على العام ،وزعععم
أنه يقتضععيه قععال الزهععري :والواحععدي خلف إجمععاع أهععل اللغععة،
ويدخل فيها موز رطب ل يابس على الوجه وظاهر قولهم رطععب
وعنب أنه ل حنث بما لم ينضج ويطب ،وهو ما صرح بععه الزبيععري
ويوافقه قول التتمة :ل يدخل فيهععا بلععح وحصععرم وقيععده البلقينععي
في البلح بغير ما حل من نحو بسر ومترطب بعضه
)قلععت وليمععون ونبععق( بفتععح فسععكون أو كسععر ونارنععج وقيععده
كععالليمون الفععارقي بععالطري ،فخععرج المملععح واليععابس واعتمععده
البلقيني ،بل نازع في عدهما وأطال وما قيل من أن صوابه ليمععو
بل نععون قععال الزركشععي غلععط) .وبطيععخ( أصععفر أو هنععدي )ولععب
فستق( بضععم ثععالثه وفتحععه )وبنععدق وغيرهمععا( كجععوز ولععوز )فععي
الصح( وتقوية الذرعي لمقابله بأنها ل تعد فاكهة ممنوعة.
)ل قثاء( بكسر أوله أشععهر مععن فتحععه وبمثلثععة مععع المععد) ،وخيععار
وباذنجان( بكسر المعجمة) ،وجزر( بفتح أوله وكسععره ،لنهععا تعععد
من الخضراوات ل الفواكه .وتعجب بعضهم من إسقاط الخيار مع
أنه يجعل في أطباق الفاكهة وعععد لعب نحععو البنععدق ،ويجععاب بععأن
الخيار دخل في نوع آخر اختص بععه وهععو كععونه مععن الخضععراوات،
وذلك اللب يعد من يابسها من غير مخرج له عنها) ،ول يدخل في
الثمععار( بالمثلثععة )يععابس واللععه أعلععم( ،لن الثمععر اسععم للرطععب،
واستشكل خروج اليابس من هذه ودخععوله فععي الفاكهععة ،ويجععاب
بأن المتبادر من كل ما ذكر.
)فائدة( قضية قول القاموس :القمعع بالكسعر والفتعح وكعنعب معا
التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما أن رأس التمر مععا ل يلععي
قمعها ،ووجهه بعضهم بأنه يخرج أول كما يخرج رأس الحيوان عند
ولدته أول ،وفيه نظر ظاهر .والذي يتجععه أن العععبرة هنععا بععالعرف
وهو قاض بأن رأسها مععا تحععت قمعهععا )ولععو أطلععق( فععي الحلععف
)بطيخ وتمر( بالمثناة )وجععوز >ص <42 :لععم يععدخل هنععدي( فععي
الجميع للمخالفة في الصورة والطعععم .والهنععدي مععن البطيععخ هععو
الخضر ونازع جمع فيه بأنه الن ل ينصرف البطيععخ إل إليععه ،وقععد
يجاب بأنه ل عبرة بالعرف الطععارئ كععالعرف الخععاص فععي تجديععد
اسم لم يكن وبه فارق ما مععر فيمععن حلععف بنحععو بغععداد ل يركععب
دابة ول يتناول الخيار خيار الشنبر) .والطعام يتناول قوتععا وفاكهععة
وأدمععا وحلععوى( ،لوقععوعه علععى الجميععع وإن أطععال البلقينععي فععي
النزاع فيه ،ل الدواء ،لنه ل يتناوله عرفا
)فرع( الحلو ل يتناول ما بجنسعه حععامض كعنععب وإجععاص ورمععان،
والحلوى تختص بععالمعمول مععن حلععو أي :بععالمعنى المععذكور فيمععا
يظهر
)ولو قال :ل آكل من هذه البقرة تناول لحمها( ،لنه المفهوم مععن
ذلك )دون ولد ولبن( ،ويؤخذ منه أن المراد باللحم هنا غير ما مر،
وهو ما عدا هذين ،فيتناول نحو شحم وكرش وسائر ما مر معهما،
كما صرح به البلقيني وسبقه إلى بعضععه جمععع متقععدمون ،ويععوجه
بأن الكل منها يشمل جميع ما هو من أجزائها الصلية التي تؤكععل
>ص <43 :أو( ل يأكل )من هذه الشجرة( قععال فععي القععاموس:
الشجر من النبات ما قام على ساق أو ما سما بنفسه دق أو جععل
قاوم الشتاء أو عجز عنه ا ه) .فثمر( لهعا معأكول فيمعا يظهعر هعو
الععذي يحنععث بععه )دون ورق وطععرف غصععن( حمل علععى المجععاز
المتعارف لتعذر الحقيقععة عرفععا ،وألحععق البلقينععي الجمععار بععالثمر
قال :وكذا ورق اعتيد أكله كبعض ورق شجر الهنععد أي :المسععمى
بالتنبل ونحوه ا ه .وعليه يحتمل أنها كرءوس تباع مفردة فيحنث،
وافق عرف بلده أو ل ،وأنها كرأس نحو حععوت فيعتععبر عععرف بلععد
الحالف ،ولعل هذا أقرب ،ويفرق بأن من شأن رءوس النعام مععا
مر فلم يعول فيها على بلد بخلف غيرها ،والورق ليس من شععأنه
ذلك فألحق ما اعتيد أكله منه بالثانية ،أمععا إذا لععم تتعععذر الحقيقععة
فيحمل عليها مع المجاز الراجح كما لو حلععف ل يشععرب مععن مععاء
النهر ،الحقيقععة الكععرع بععالفم وكععثير يفعلععونه ،والمجععاز المشععهور
الخذ باليد أو الناء فيحنث بالكل ،لنهما لما تكافآ إذ في كل قععوة
ليست في الخر استويا فوجب العمل بهما إذ ل مرجععح ،نعععم نقل
عن جامع المزني أنه ل حنث بلبس الخاتم في غير الخنصععر ،لنععه
خلف العادة ،واستدل له البغوي بما لو حلف ل يلبععس القلنسععوة
فلبسها في رجله ،ورده ابن الرفعة بأن الذي فيه حنععث المععرأة ل
الرجل ،لنه العادة فيها وانتصر له هو وغيره بأنه الموافق لما مععر
في الوديعة ،ورجح الذرعي قول الرويععاني عععن الصععحاب يحنععث
مطلقا لوجود حقيقة اللبس وصدق السم ،ثععم بحععث أنععه ل فععرق
بين لبسه في النملة العليا وغيرها ا ه وهععذا هععو القععرب لقاعععدة
الباب وليس كما ذكره البغوي ،لن ذاك لم يعتد أصل وهععذا معتععاد
في عرف أقوام وبلدان مشععهورة ،وممععا يؤيععد أنععه بغيععر الخنصععر
ليس من خصوصيات النساء ما مر من كراهته للرجل ،خلفا لمن
زعم حرمته محتجا بأنه من خصوصياتهن.
)فصل( .فععي صععور منثععورة ليقععاس بهععا غيرهععا لععو )حلععف( ل
يتغدى أو ل يتعشى فقد مر حكمه في فصععل العسععار بالنفقععة أو
)ل يأكل هذه التمرة فععاختلطت بتمععر فععأكله إل تمععرة( أو بعضععها،
وشك هل هي المحلوف عليها أو غيرهععا )لععم يحنععث( ،لن الصععل
براءة ذمته من الكفارة ،والورع أن يكفععر ،فععإن أكععل الكععل حنععث
لكن من آخر جزء أكلععه فتعتععد فععي حلععف بطلق مععن حينئذ ،لنععه
المتيقن )أو( حلف )ليأكلنها فاختلطت( بتمر وانبهمت )لععم يععبر إل
بععالجميع( أي :أكلععه لحتمععال أن المتروكععة هععي المحلععوف عليهععا
فاشترط تيقن أكلها ،ومن ثم لو اختلطت بجععانب مععن الصععبرة أو
بما هو بلونها وغيره لم يحتج إل إلى أكل مععا فععي جععانب الختلط
وما هو بلونها فقط) .أو ليأكلن هذه الرمانة فإنما يبر بجميع حبها(
أي :أكله لتعلق اليمين بالكل ،ولهذا لو قال :ل آكلها فترك حبة لم
يحنث ومر في فتات خبز يدق مدركه أنه ل عععبرة بععه فيحتمععل أن
مثله حبة رمانة يدق مدركها ويحتمل أن يفرق بأن من شأن الحبة
أنه ل يدق إدراكها بخلف فتات الخبز ،ومعن ثعم كعان الوجعه فععي
بعض الحبة التفصعيل كفتعات الخعبز) .أو ل يلبعس( هعذا أو الثعوب
الفلني أو قيل له :البسه فقال :والله ل ألبسه فسل منه خيط لم
يحنث كما مر عن الشاشععي بقيععده ،وفععارق ل أسععاكنك فععي هععذه
الدار فانهدم بعضها وساكنه في الباقي بأن المدار هنا على صععدق
المساكنة ،ولو في جزء مععن الععدار وثععم علععى لبععس الجميععع ولععم
يوجد أو ل أركب أو ل أكلم هذا فقطع أكثر بععدنه بععأن القصععد هنععا
النفس وفي اللبس جميععع الجععزاء ول ينععافي مععا تقععرر فععي سععل
الخيط تعبير شيخنا بقوله إن أزال منه القععوارة أو نحوهععا المععوهم
أنه ل يكفي سل الخيط وإن طال ،لن مراده مجرد التمثيل بدليل
قوله في فتاويه ل يحنث إذا سل خيطا منه أو ل يلبس أو ل يأكععل
أو ل يدخل مثل )هذين لم يحنث >ص <45 :بأحدهما( ،لنه حلف
عليهما فإن نوى ل ألبس منهما شيئا حنث بأحدهما )فععإن لبسععهما
معا أو مرتبا حنث( لوجود لبسهما المحلوف عليه
)أو ل يلبس هذا ول هذا حنععث بأحععدهما( ،لنهمععا يمينععان حععتى لععو
لبس واحععدا ثععم واحععدا لزمععه كفارتععان ،لن العطععف مععع تكععرر ل
يقتضي ذلك فإن أسقطه ل كان كهذين نحععو ل آكععل هععذا وهععذا أو
لكلن هذا وهذا أو اللحم والعنب ،فيتعلق الحنث في الولى والععبر
في الثانية بهما وإن فرقهما ل بأحدهما لتردده بينععه وبيععن هععذا ول
هذا لكن رجح الول أصععل بععراءة الذمععة وقععول النحععاة :النفععي بل
لنفي كل واحد وبدونها لنفي المجموع يوافق ذلك ثم ما تقرر من
أن الثبات كالنفي الذي لم يعد مععه حرفعه هعو معا اعتمعده جمعع
متأخرون ،ويشير لعتماده أنهما لما نقل عن المتولي أنععه كععالنفي
المعاد معه حرف حتى تتعدد اليمين لوجود حععرف العطععف توقفععا
فيه ،بل رداه حيث قال :لو أوجب حرف العطف تعدد اليميععن فععي
الثبات لوجبه في النفي أي غير المعاد معه حرفه وقععد بععالغ ابععن
الصلح في الععرد علععى المتععولي فقععال :أحسععب أن مععا قععاله مععن
تصرفه ،أو للبسن هذا أو هذا بععر بلبععس واحععد ،لن أو إذا دخلععت
بين إثباتين اقتضت ثبوت أحععدهما أو ل ألبععس هععذا أو هععذا فالععذي
رجحاه أنه ل يحنث إل بلبسهما وردا مقابله أنه يحنث بأيهما لبس،
لن أو إذا دخلت بين نفيين اقتضت انتفاءهما كما فععي} :ول تطععع
منهم آثمعا أو كفعورا{ .بمنعع معا علعل بعه أي ومعا فعي اليعة إنمعا
استفيد من خععارج ،لن أو إذا دخلععت بيععن نفييععن كفععى للععبر أن ل
يلبس واحدا منهما ول يضر لبسه لحدهما كما أنها إذا دخلععت بيععن
إثباتين كفى للعبر أن يلبععس أحعدهما ول يضعر أن ل يلبععس الخععر،
وانتصار البلقيني للمقابل مردود ،ولععو عطععف بالفععاء أو ثععم عمععل
بقضية كل من ترتب >ص <46 :بمهلة أو عدمها ،ولو غير نحوي
كما أطلقوه ،لكن قضية ما مععر لععه فععي أن دخلععت بالفتععح خلفععه
وعليه فيتجه في عامي ل نية له أن ل تعتبر ترتيب فضل عن قيده
)أو ليأكلن هذا الطعام( أو ليقضينه حقه أو ليسافرن )غدا فمععات(
بغير قتله لنفسه أو نسي )قبلععه( أي :الغععد ومثلععه كمععا يعلععم مععن
كلمه التععي مععوته أو نسعيانه بعععد مجيععء الغعد وقبععل تمكنعه )فل
شيء عليه( ،لنه لم يبلغ زمن البر والحنث.
)وإن مات( أو نسععي )أو تلععف الطعععام( أو بعضععه )فععي الغععد بعععد
تمكنه( من قضائه أو السفر أو )من أكله( بأن أمكنه إسععاغته وإن
كان شبعان أي حيث ل ضرر كما علم مما مر في مبحث الكععراه،
وأما ما اقتضاه إطلق بعضهم معن أن الشعبع ععذر فيتعيععن حملعه
على ما ذكرته )حنث( لتفويته البر حينئذ باختياره ،ومن ثععم ألحععق
قتله لنفسه قبل الغد بهذا >ص <47 :لنه به مفوت لععذلك أيضععا
وكذا لو تلف الطعععام قبلععه بتقصععيره كععأن أمكنععه دفععع آكلععه فلععم
يدفعه )و( في موته أو نسيانه )قبله( أي :التمكن مععن ذلععك جععرى
في حنثه )قولن كمكععره( والظهععر عععدمه لعععذره وحيععث أطلقععوا
قولي المكره أرادوا الكراه على الحنث فقط ،أما إذا أكععره علععى
الحلف فل خلف في عدم الحنث )وإن أتلفه( عامدا عالما مختارا
)بأكل أو غيره( كأدائه الدين في الصورة التي ذكرتهععا مععا لععم ينععو
أنه ل يؤخر أداءه عن الغد )قبل الغد( أو بعده وقبععل تمكنععه منععه.
)حنث( ،لتفويته البر باختياره ومر أن تقصيره في تلفه كإتلفه لععه
ثم الصح أنه إنما يحنث بعد مجيء الغد ومضي وقت التمكن فلععو
مات قبل ذلك لم يحنث وقيل بغروبه ،وقيل :حععال فعليععه لمعسععر
نية صوم الغد عععن كفععارته )وإن تلععف( الطعععام بنفسععه )أو أتلفععه
أجنبي( قبل الغد أو التمكن ولم يقصر فيهما كمععا مععر )فكمكععره(
فل يحنث لعدم تفويته البر وما ذكرته من إلحاق ليقضععينه حقععه أو
ليسافرن بمسألة الطعام فيما ذكر فيها ه و القياس كما لو حلععف
بالطلق الثلث ليسافرن في هذا الشهر ثم خالع بعععد تمكنععه مععن
الفعل فإنه يقع >ص <48 :عليه الثلث قبل الخلع ،لتفععويته الععبر
باختياره ،ومر في ذلك بسط في الطلق فراجعه
)تنبيه( .لم أر لهم ضابطا للتمكعن هنعا وفعي نظعائره معن كعل معا
علقوا فيه الحنث بالتمكن ،وقد اختلف كلمهم في ضععبط التمكععن
في أبواب فالتمكن من الماء فعي العتيمم بتعوهمه بحعد الغعوث أو
تيقنه بحد القرب وأمن مععا مععر وظععاهره أنعه يلزمععه مشععي لععذلك
أطاقه ل ذهاب لما فوق ذلععك ،ولععو راكبععا وفععي الجمعععة بالقععدرة
على الذهاب إليها ،ولو قبل الوقت إذا بعدت داره ولو ماشيا ،ولعو
بنحو مركوب وقائد قدر على أجرتهما وفي الحج بما مر فيععه فععي
مبحث الستطاعة ،ومنه أنه يلزمه مشي قععدر عليعه إذا كعان دون
مرحلتين وفي الرد بالعيب والخذ بالشفعة بما مععر فيهمععا ،وحينئذ
فما هنا يلحق بأي تلك المواضع حتى يجري فيه جميععع مععا ذكععروه
في ذلك من التمكن وأعذاره وقد علمت اختلفهما بععاختلف تلععك
المواضع ،وللنظر فععي ذلععك مجععال أي مجععال ،وواضععح أنععه حيععث
خشي من فعل المحلوف عليه مبيح تيمم لم يكن متمكنا منه فإن
لم يخش ذلك ،فالذي يتجععه أنععه ل يكفععي تععوهم وجععود المحلععوف
عليه بخلف الماء ،لن له بدل بل ل بد مععن ظععن وجععوده بل مععانع
مما مر في التيمم وأن المشي والركوب هنععا كالحععج وأن الوكيععل
إن لم يفعل بنفسه كمععا فععي الععرد بععالعيب فيعععد متمكنععا إذا قععدر
عليه ،ولو بأجرة مثل طلبها الوكيل فاضلة عمععا يعتععبر فععي الحععج،
وإن قععائد العمععى ونحععو محععرم المععرأة والمععرد كمععا فععي الحععج
فيجب ،ولو بأجرة وأن عذر الجمعة ونحو الرد بععالعيب أعععذار هنععا
فوجود أحدهما يمنع التمكن إل في نحو أكل كريععه ممععا ل أثععر لععه
هنا بخلفه في نحو الشهادة على الشهادة كمععا يععأتي ،ومععر قبيععل
العدد في أعذار تأخير النفي العواجب فعورا معا لعه تعلعق بمعا هنعا
ويفرق بين ما هنا وكل من تلك النظععائر علععى حععدته بععأن كل مععن
تلك المغلب فيه إما حععق اللععه أو حععق الدمععي فتكلمععوا فيععه بمععا
يناسبه ،وهنا ليس المغلب فيه واحدا من هذين وإنما المدار علععى
ما يأتي
وقد ذكروا في عد نحو الكراه والنسيان والعسار فيما لععو حلععف
ليوفينه يوم كذا أعذارا هنا ما يبين أن المععراد التمكععن فععي عععرف
حملة الشرع ويؤيده ما مر أنه حيععث تعععذرت اللغععة رجععع للعععرف
وأن العرف الشرعي مقدم على العرف العام فلذا أخذت ضععابط
التمكن هنا من مجموع كلمهم في تلك البواب وحينئذ متى وجععد
التمكن من المحلوف عليه بأن لم يكن له عذر مما مر يمنعه عنه
كمشي فوق مرحلتين ،وإن أطاقه لم يحنث بتلف المحلوف عليععه
وإل حنث فتأمععل ذلععك كلععه فععإنه مهععم محتععاج إليععه مععع أنهععم لععم
يتعرضوا لشيء منه هنععا مععع تخععالف تلععك النظععائر وعععدم مععدرك
مطرد يوجب إلحاق ما هنا به فلذلك أشكل المر لول ما ظهر مما
قضى به المدرك الصحيح كما ل يخفى علععى متأمععل) .أو لقضععين
حقك( ساعة بيعي لكذا فباعه مع غيبة الععدائن حنععث ،وإن أرسععله
إليه حال لتفويته البر باختياره للبيع مع غيبة الععدائن وإن لععم يعلععم
بغيبته كما هو ظاهر أو إلى زمن فمات لكن بعد تمكنه من قضائه
حنث قبيل موته ،لن لفظ الزمن ل يعين وقتا فكان جميععع العمععر
مهلته ،وإنما وقع الطلق بعد لحظة فععي أنععت طععالق بعععد أو إلععى
زمن ،لنه تعليق فتلعق بأول ما يسمى زمنا وما هنععا وعععد وهععو ل
يختص بأول ما يقع عليه السم وقضيته أنه ل فرق هنا بين الحلف
بالله والطلق أو إلى أيام فثلثة أو )عنععد( أو مععع )رأس الهلل( أو
أول الشهر )فليقض( ه >ص) <49 :عند غععروب الشععمس آخععر(
ظرف لغروب ل ليقضي ،لفساد المعنى المراد ول يصح كونه بدل
لبهامه إذ آخر الذي هو المقصود بالحكم أصالة يطلق على نصفه
الخر واليوم الخر وآخر لحظة منه )الشهر( الذي وقع الحلف فيه
أو الذي قبل المقارنة لقتضاء عند ومع المقارنة فاعتبر ذلك ليقععع
القضاء مع أول جزء من الشععهر والمععراد الوليععة الممكنععة عععادة،
لستحالة المقارنععة الحقيقيععة )فععإن قععدم( القضععاء علععى ذلععك )أو
مضى بعد الغروب قععدر إمكععانه( العععادي ولععم يقععض فيععه )حنععث(
لتفويته البر باختياره هذا إن لم تكععن لععه نيععة وإل كععأن نععوى أن ل
يأتي رأس الهلل إل وقد خععرج مععن حقععه أو بعنععد أو مععع إلععى لععم
يحنث بالتقديم )ولو شرع في( العد أو الذرع أو )الكيل( أو الععوزن
أو غير ذلك مععن المقععدمات )حينئذ( أي :حيععن إذ غربععت الشععمس
)ولم يفرغ لكثرته إل بعد مدة لم يحنععث( ،لنععه أخععذ فععي القضععاء
عند ميقاته وبحث الذرعي اعتبار تواصل نحو الكيل فيحنث بتخلل
فئران تمنع تواصله بل عذر ل بحمل حقه إليه من الغروب وإن لم
يصل منزله إل بعد ليلة ول بالتأخير للشك في الهلل) .أو ل يتكلم
فسبح( أو هلل أو حمد أو دعا بمععا ل يبطععل الصععلة كععأن ل يكععون
محرما >ص <50 :ول مشتمل على خطاب غير الله ورسوله )أو
قرأ( ولو خارج الصلة )قرآنا( ،ولو جنبا )فل حنث( بخلف ما عععدا
ذلك فإنه يحنث به أي إن أسمع نفسه أو كععان بحيععث يسععمع لععول
العارض كما هو قياس نظععائره ،لنصععراف الكلم عرفععا إلععى كلم
الدميين في محاوراتهم ،ومعن ثعم لعم تبطعل الصعلة بعذلك ،لنعه
ليس من كلمهم كما صرح به خبر مسلم لكن نازع فيه جمع بععأن
نحو التسبيح يصدق عليه كلم لغععة وعرفععا وهععو لععم يحلععف أنععه ل
يكلم الناس بل أن ل يتكلم ،ويرد بععأن عععرف الشععرع مقععدم وقععد
علم من الخبر أن هذا ل يسمى كلما عند الطلق على أن العادة
المطردة أن الحالفين كذلك إنما يريدون غير ما ذكر وكفى بععذلك
مرجحا ،وكذا نحو التوراة والنجيععل نعععم يتجععه أنععه إن قرأهععا مثل
كلها حنث لتحقق أن فيها مبدل كثيرا بل لو قيل :إن أكثرها ككلهععا
لم يبع)أو ل يكلمه فسلم عليه( ،ولو من صلة كما مر أو قععال لععه
قم :مثل أو دق عليه الباب فقال وقد علمه :من )حنث( إن سمعه
وهل يشترط حينئذ فهمه لما سمعه ،ولو بععوجه أو ل كععل محتمععل
وقضية اشتراطهم سمعه الول ويظهر أنه لو كان بحيععث يسععمعه
لكن منع منه عارض كلغط كان كما لععو سععمعه نعععم فععي الععذخائر
كالحلية أنه ل يحنث بتكليمه الصم ،وإنمععا يتجععه فععي صععمم يمنععع
السماع من أصله ،ولو عرض له كأن خاطب جدارا بحضرته بكلم
ليفهمه به لم يحنث ،وكذا لو ذكر كلما من غير خطاب أحد به كذا
أطلقه شارح ويرد مما يأتي من التفصيل فععي قععراءة اليععة >ص:
<51فليحمل هذا على ذلك التفصيل كما هو واضععح) .ولععو كععاتبه
أو راسله أو أشار إليه بيد أو غيرها فل حنث( عليه وإن كان أصععم
أو أخرس )في الجديععد( ،لن هععذه ليسععت بكلم عرفععا وإن كععانت
كلما لغة وبها جاء القرآن نعم إن نععوى شععيئا منهععا حنععث بععه ،لن
المجاز تقبل إرادته بالنية وجعلت نحو إشارة الخرس في غير هذا
كالعبارة للضرورة
)وإن قرآ آية أفهمه بها مقصوده وقصد قععراءة( ،ولععو مععع الفهععام
)لم يحنث( ،لنه لم يكلمه )وإل( بأن قصد الفهام وحده أو أطلقه
)حنث( ،لنه كلمه >ص <52 :ونازع البلقينععي فععي حالععة الطلق
بما يرده إباحة القراءة حينئذ للجنب الدالة علععى أن مععا تلفععظ بععه
كلم ل قرآن أو ليثنين على الله أفضل الثناء لم يبر إل بالحمد لله
حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيدة لثر فيه ،ولو قيععل :يععبر بيععا ربنععا
لك الحمد كما ينبغي لجلل وجهك ولعظيم سلطانك لكععان أقععرب
بل ينبغي أن يتعين ،لنه أبلغ معنى وصح به الخبر أو ليصلين على
النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلة بر بصلة التشهد فقععط
واعترض بأن وعلى آل محمد مسععتأنف كمععا قععاله الشععافعي ،لئل
يلزم تفضعيل إبراهيعم علعى نبينعا صعلى اللعه عليهمعا وسعلم عمل
بقضية التشبيه وحينئذ فلم يبععق منهععا إل اللهععم صععل علععى محمععد
فكيف فضل الكيفيععة الععتي ذكرهععا الرافعععي مععع أن فيهععا التكريععر
البدي بكلمععا ذكععرك إلععى آخععره وجععوابه أن هععذا السععتئناف غيععر
متعين في دفععع ذلععك اللزم ،لكععثرة الجوبععة عنععه بغيععر ذلععك كمععا
بسطته في كتاب الدر المنضود في الصلة والسلم على صععاحب
المقام المحمود ووجه أفضليتها أنه صلى الله عليه وسععلم علمهععا
لهم ،وهو ل يختار لنفسه إل الفضل ولئن سلمنا ذلععك السععتئناف
فوجه ما مر أن أفضليتها ل تتوقف علععى ذلععك التشععبيه بععل وقععوع
الصلة بعدها على الل على وجععه التشععبيه فيععه أعلععى شععرف لععه
صلى الله عليععه وسععلم ،وأن الخلععق يعجععزون عععن تشععبيه صععلته
بصلة مخلوق ،وأن تعين الصلة عليه موكول في كيفيتها وكميتهععا
إلى ربه تعالى يختار له مععا يشععاء ،وأنععه أرشععده إلععى تعليععم أمتععه
صلة ل تشابه صلة أحد وأن الصلة على آلعه إذا أشعبهت الصعلة
على إبراهيم وأبنائه النبياء فكيف حال صلته الععتي رضععيها تعععالى
له وذلك يستلزم خروجها عن الحصر فإن قلت :ظاهر كلمهم هنا
بره بها وإن لم تقترن بالسلم فينافي ما مر أنه يكره إفرادها عنه
وأنها إنما لم تحتج للسلم فيها ،لنه سبق في التشهد قلععت :نعععم
ظاهر كلمهم هنا ذلك ول منافاة لنها من حيث ذاتهععا أفضععل مععن
غيرها ،والكراهة إنما هي لمر خارج هو الفراد نظير كراهة ركعععة
الوتر إذ المراد أنه يكععره القتصععار عليهععا ل ذاتهععا )أو ل مععال لععه(
وأطلق أو عمم )حنث بكل نوع( مععن أنععواع المععال لععه )وإن قععل(
>ص <53 :ولو لم يتمول كما اقتضاه كلمهععم هنععا وفععي القععرار
خلفا للبلقيني كالذرعي )حتى ثوب بدنه( لصدق اسععم المععال بععه
نعععم ل يحنععث بملكععه لمنفعععة ،لنهععا ل تسععمى مععال عنععد الطلق
)ومدبر( له ل لمورثه إذا تأخر عتقه )ومعلق عتقه بصفة( وأم ولد
)وما وصى به( لغيععره ،لن الكععل ملكععه )وديععن حععال( ،ولععو علععى
معسر جاحد بل بينة قال البلقيني :إل إن مات ،لنه صار في حكم
العدم ا ه وفيه نظر لحتمال أن لععه مععال باطنععا أو يظهععر لععه بعععد
بنحو فسخ بيع ،وبفرض عدمه هو باق له من حيث أخذه لبدله من
حسععنات المععدين فععالمتجه إطلقهععم وكععونه ل يسععمى مععال الن
ممنوع )وكذا مؤجل في الصح( لثبوته في الذمة وصحة العتياض
والبراء عنه ولوجوب الزكاة فيه وأخذ منععه البلقينععي أنععه ل حنععث
بدينه على مكاتبه أي :لنه لم يوجد فيه شيء مععن هععاتين العلععتين
إذ ليس ثابتا فععي الذمعة >ص <54 :لعععدم صعحة العتيعاض عنعه
ولقدرة المكاتب على إسقاطه متى شاء ول زكاة فيه )ل مكععاتبه(
كتابة صحيحة )في الصح( ،لنه لعدم ملكه لمنافعه وأرش جنععايته
كالجنبي عرفا فل ينافي عده مال في الغصب ونحوه وبهععذا يعلععم
أنععه ل أثععر لتعجيععزه بعععد اليميععن وكععذا زوجععة واختصععاص بععل،
ومغصوب لم يقدر على نزعه ول على بيعه من قععادر علععى نزعععه
وغععائب انقطععع خععبره علععى الوجععه خلفععا للنععوار ويفععرق بيععن
المغصععوب المععذكور ومععا فععي ذمععة المعسععر بععأن هععذا ل يتصععور
سقوطه بخلف المغصوب يتصور بأن يرده غاصبه لقععاض فيتلععف
عنده من غير تقصير )أو ليضربنه فالبر( إنما يحصععل )بمععا يسععمى
ضربا( فل يكفي مجرد وضع اليد عليه
)ول يشترط إيلم( لصدق السععم بععدونه ووقععع فععي الروضععة فععي
الطلق اشتراطه لكنه أشار هنا إلى ضعفه )إل أن يقول( أو ينععوي
)ضربا شديدا( أو موجعا مثل فيشترط حينئذ اليلم عرفععا وواضععح
أنه يختلف بععالزمن وحععال المضععروب )وليععس وضععع سععوط عليععه
وعض( وقرض )وخنق( بكسر النون )ونتععف شعععر ضععربا( ،لنععه ل
يسععمى بععذلك عرفععا )قيععل ول لطععم( لععوجه ببععاطن الراحععة مثل
)ووكز( وهو الضرب باليد مطبقة أو الدفع ولو بغيععر اليععد كمععا دل
عليه كلم اللغويين ورفس ولكم وصفع ،لنها ل تسمى ضربا عادة
والصح أن جميعها ضرب وأنها تسماه عادة ،ومثلهععا الرمععي بنحععو
حجر أصابه كما بحثته وأفتيت به ثععم رأيععت الخععوارزمي جععزم بععه
واعتمده الذرعي وقد صح عن أبععي هريععرة رضععي اللععه عنععه أنععه
سمى الرجم في قصة مععاعز بعععد هربععه وإدراكهععم لععه ضععربا مععع
تسمية جابر له رجما )أو ليضربنه مائة سوط أو خشبة فشد مائة(
من السياط في الولى ،ومن الخشب في الثانية ول يقوم أحدهما
مقام الخر )وضربه بها ضععربة أو( ضععربه )بعثكععال( وهععو الضععغث
في الية )عليععه مععائة شععمراخ بععر إن علععم إصععابة الكععل أو( علععم
)تراكم بعض( منها )على بعض فوصله( بسبب هععذا الععتراكم )ألععم
الكل( عبارة الروضة :ثقل الكل قيل وهي أحسععن لمععا مععر أنععه ل
يشترط اليلم >ص <55 :ورد بأن ذكر العدد قرينة ظاهرة على
اليلم فهو كقوله ضربا شديدا
وصريح كلمه إجزاء العثكال في قوله :مائة سععوط وهععو مععا قععاله
كثيرون وصوبه السنوي لكععن المعتمععد مععا صععححاه فععي الروضععة
وأصلها أنه ل يكفي ،لنه أخشاب ل سععياط ول مععن جنسععها ونقلععه
المام عن قطع الجماهير ،وقععولهم ،لنععه أخشععاب يععرد علععى مععن
نازع في إجزائه عن مائة خشبة بأنه ل يسمى خشععبا) .قلععت ولععو
شك( أي :تردد باستواء أو مع ترجيح الصابة ل مع ترجيععح عععدمها
كما بحثه السنوي أخذا من كلمهم )فعي إصعابة الجميعع بعر علعى
النص والله أعلم( إذ الظاهر الصابة وفارق مععا لععو مععات المعلععق
بمشيئته ،وشك في صدورها منه فإنه كتحقق العدم علععى مععا مععر
فيه في الطلق بأن الضرب سبب ظاهر في النكبععاس والصععابة،
ول أمارة ثم على وجود المشيئة قال عععن البغععوي :ولععو قععال :إن
ضربتك فأنت طالق فقصد ضرب غيرها فأصابها طلقععت ول يقبعل
قوله ويحتمل قبوله .ا ه .وقول النوار هو ضرب لها لكن ل يحنث
للخطإ كالمكره والناسي يحمل على أنه ل حنث باطنا عند قصده
غيرها فل ينافي كلم البغوي ،لنه بالنسععبة للظععاهر وعليععه يحمععل
قول غيره ل يقبل قوله لم أقصدها إل ببينععة ،لن الضععرب محقععق
والدفع مشكوك فيه وقوله :إل ببينة ل يلئم ما قبله فليحمل على
أن المراد إل ببينة بقرينة على أنه لععم يقصععدها )أو ليضععربنه مععائة
مرة( أو ضربة )لم يبر بهذا( أي المشدودة أو العثكال ،لنععه جعععل
العدد مقصودا والوجه أنه ل يشععترط هنععا تواليهععا واشععتراط ذلععك
كاليلم في الحد والتعزير ،لن القصد بهما الزجر والتنكيل )أو ل(
أخليك تفعل كذا حمل على نفي تمكينه منه بععأن يعلععم بععه ويقععدر
على منعه منه.
أو ل )أفارقععك حععتى أسععتوفي حقععي( >ص <56 :منععك )فهععرب(
يعني ففارقه المحلوف عليه ،ولو بغير هرب كما يعلععم ممععا يععأتي
)ولم يمكنعه اتبعاعه لعم يحنعث( بخلف معا إذا أمكنعه اتبعاعه فعإنه
يحنث )قلت :الصحيح ل يحنث إذا أمكنه اتباعه والله أعلععم( ،لنععه
إنما حلف على فعل نفسه فلم يحنث بفعل الغريععم سععواء أمكنععه
اتبععاعه أم ل وفععارق مفارقععة أحععد البععائعين الخععر فععي المجلععس
وأمكنه اتباعه فإنه ينقطع خيارهما بأن التفريق يتعلععق بهمععا ثععم ل
هنا ،ومن ثم لو فارقه هنا بإذنه لم يحنث أيضا ،ولو أراد بالمفارقة
ما يعمهما حنث ،ولو حلف ل يطلق غريمه فهل هععو كل أفععارقه أو
كل أخلي سبيله حتى يحنث بإذنه له فععي المفارقععة وبعععدم اتبععاعه
المقدور عليه إذا هرب جزم بعضهم بالثاني وفيه نظر في مسععألة
الهرب ،لن المتبادر ل يباشر إطلقه وبالذن باشععره بخلف عععدم
اتباعه إذا هرب )وإن فارقه( الحالف بما يقطع خيار المجلس ،ولو
بمشيه بعد وقوف الغريم مختارا ذاكرا )أو وقععف( الحععالف )حععتى
ذهب المحلععوف عليععه وكانععا ماشععيين( حنععث لن المفارقععة حينئذ
منسوبة للحالف حتى في الثانية ،لنه الذي أحدثها بوقوفه ،أما إذا
كانا ساكنين فابتدأ الغريم بالمشي فل حنععث مطلقععا كمععا مععر )أو
أبرأه( حنث ،لنه فوت البر باختياره )أو احتععال( بععه )علععى غريععم(
لغريمه أو أحال به على غريمه )ثم فارقه( .أو حلف ليعطينه دينععه
يوم كذا ثععم أحععاله بععه أو عوضععه عنععه حنععث ،لن الحوالععة ليسععت
استيفاء ول إعطاء حقيقة وإن أشبهته ،نعم إن نوى أنععه ل يفععارقه
وذمته مشغولة بحقه لم يحنععث كمععا لععو نععوى بالعطععاء أو اليفععاء
براءة ذمته من حقه ،ويقبل في ذلك ظاهرا وباطنا على المعتمععد،
ولو تعوض أو ضععمنه لععه ضععامن ثععم فععارق لظنععه أن التعععويض أو
الضمان كاف حنث لما مر في الطلق أن جهله بالحكم ل يعذر به
)أو أفلس ففارقه ليوسر حنث( لوجود المفارقععة منععه وإن لزمتععه
كما لو قال ل أصعلي الفعرض فصعله فعإنه يحنعث نععم لعو ألزمعه
الحاكم بمفارقته >ص <57 :لم يحنث كالمكره وإنما أثععر الععذر
في نحو ل أسكن فمكث لنحو مرض ،لن الحنععث فيهععا باسععتدامة
الفعل ل بإنشائه وهي أضعف فتأثرت به بخلف ما هنا ،والحاصععل
أن من خص يمينه بفعل المعصية أو أتى بما يعمها قاصدا دخولهععا
أو قامت قرينة عليه حنث بها وإل فل كما مر فععي مبحععث الكععراه
في الطلق وأن من ذلك ما لو حلف ل يفارقه ظانععا يسععاره فبععان
إعساره فل يحنث بمفارقته ،لكن ظاهر المتععن ينععافي هععذه إل أن
يجاب بأن قرينة المشاحة والخصومة الحاملة على إطلق اليميععن
ظاهرة في إرادته حالععة اليسععر والعسععر ومععن ظععن يسععاره حالععة
الحلف ل قرينة على شمول كلمه للمعصية وإن سبقت خصععومة،
لن الظععن أقععوى فلععم يحنععث بالمفارقععة الواجبععة ،وأمععا قععول
الزركشي فمن ابتلع خيطا ليل ثم أصبح صائما ولم يجد من ينزعه
منه كرها أو غفلة ول حاكم يجععبره علععى نزعععه حععتى ل يفطععر لععو
قيل ل يفطر بنزعه هو له لم يبعععد تنععزيل ،ليجععاب الشععرع منزلععة
الكراه كما لو حلف ليطأن زوجته فوجدها حائضا فمردود لتعاطيه
المفطر باختياره فالقياس أنه ينزعه ويفطر كمريض خشععي علععى
نفسعه الهلك إن لعم يفطعر فيلزمعه تععاطي المفطععر ويفطععر بعه
وليععس هععذان كمععا نحععن فيععه ،لن مععدار اليمععان علععى اللفععاظ،
والوضععع الشععرعي أو العرفععي لععه فيهععا مععدخل بالتخصععيص تععارة
والتعميععم أخععرى فلععذا فرقععوا فيهععا بيععن المعصععية وغيرهععا علععى
التفصيل الذي ذكرناه ،والحاصععل أن الكععراه الشععرعي كالحسععي
هنا ل ثم فتأمله.
)فرع( سئلت عما لو حلف ل يرافقه من مكة إلععى مصععر فرافقععه
في بعض الطريق ،فهل يحنث ؟ وأجبت الظاهر أنه يحنث حيث ل
نية ،لن المتبادر من هذه الصععيغة مععا اقتضععاه وضعععها اللغععوي ،إذ
الفعل في حد النفي كالنكرة في حيزه من عدم وجععود المرافقععة
في جزء من أجزاء تلك الطريق وزعم أن مؤداها أننععا ل نسععتغرق
الطريق كلها بالجتماع ليس في محله كمععا هععو واضععح .وعمععا لععو
حلف ل يكلمه مدة عمره فأجبت بععأنه إن أراد مععدة معلومععة ديععن
وإل اقتضى ذلك استغراق المدة مععن انتهععاء الحلععف إلععى المععوت
فمتى كلمه >ص <58 :في هذه المدة حنث ،وأما إفتععاء بعضععهم
بأنه إن أراد في مدة عمععره حنععث بععالكلم فععي أي وقععت وإل لععم
يحنث إل بععالجميع فليععس فععي محلععه فاحععذره فععإنه ل حاصععل لععه
وبتسليم أن له حاصل فهو سفساف ل يعول عليععه )وإن اسععتوفى
وفارقه فوجده( أي :ما أخذه منععه )ناقصععا( نظععر )إن كععان جنععس
حقه لكنه أردأ( منععه )لععم يحنععث( ،لن الععرداءة ل تمنععع السععتيفاء
وقيده ابن الرفعة نقل عن الماوردي بمععا إذا قععل التفععاوت بحيععث
يتسامح به أي :عرفا نظير ما مر في الوكالة فيما يظهععر علععى أن
لك أن تنازع في التقييد من أصله بمنع أن ذلك ل يمنععع السععتيفاء
)وإل( يكن جنس حقه كأن كان دراهعم فخععرج المعأخوذ مغشوشععا
)حنث عالم( بذلك عند المفارقة ،لنه فارقه قبل الستيفاء )وفععي
غيره( وهو الجاهل به حينئذ )القولن( في حنث الجاهل أظهرهمععا
ل حنث وكأن بعضهم أخذ من هذا إفتاءه فيمن حلف ليعطينه دينه
فأعطاه بعضه وعوضه عن بعضه بأن الدائن إن خفععي عليععه ذلععك
لجهله به بنحععو قععرب إسععلمه لععم يحنععث وقععد تعععذر الحنععث .ا ه.
وليس في محله ،لن ما في المتن في جهل المحلوف عليه وهععذا
في جهل حكمه وقد مر مبسوطا في الطلق أنععه ليععس بعععذر مععع
الفرق بين الجهلين.
ولو حلف ليقضين فلنا دينه يوم كذا فأعسر ذلك اليوم لععم يحنععث
كما أفتى به كثيرون مععن المتععأخرين وكلمهمععا نععاطق بععذلك فععي
فروع كثيرة منها ما مر في لكلن ذا الطعععام غععدا ومععا يععأتي مععن
قول المتععن فععي إلععى القاضععي وإل فمكععره ويؤخععذ مععن تقييععدهم
الحنث في هذه المسائل بما إذا تمكن ،ومن قول الكافي فععي إن
لم تصل الظهر اليوم إن حاضت بعد مضععي إمكععان صععلتها حنععث
وإل فل أن محل عدم الحنث في مسألتنا أن ل يقدر علععى الوفععاء
بوجه من الوجععوه مععن أول المععدة الععتي حلععف عليهععا إلععى آخرهععا
كاليوم في مسألتنا
والوجه فيما لو سافر الدائن قبلها لو قد قال لقضينك أو لقضين
فلنا عدم الحنث لفوات الععبر بغيععر اختيععار >ص <59 :ول يكلععف
إعطاء وكيله أو القاضي ،لنه مجاز فل يحمل الحلف عليه من غير
قرينة ثم رأيت الجلل البلقيني رجح ذلك أيضا ول ينععافي ذلععك مععا
في التوسط عن فتععاوى ابععن الععبزري قععال :إن جععاء حععادي عشععر
الشهر وما أوفيتك أو لقضينك إلى الحادي عشععر فسععافر الععدائن
قبله فإن قصد كونه لنتهاء الغاية وتمكعن معن اليفعاء قبلعه حنعث
وإن جعله يعني الحععادي عشععر ظرفععا لليفععاء فسععافر قبلععه ففيععه
خلف مشععهور أي :والصععح منععه ل حنععث وإن أطلععق فععالولى أن
يراجع ا ه والذي يتجه ما يتبادر من اللفظ أن المدة كلها من حين
الحلف إلى تمام الحادي عشر ظرف لليفاء المحلوف عليععه فععإذا
سافر بعد التمكن من اليفاء حنععث الحععالف مطلقععا مععا لععم يقععل:
أردت أن الحععادي عشععر هععو الظععرف للسععتيفاء فيصععدق بيمينععه
لحتماله وبهذا يعلم وجه عدم المنافاة ،لن لقضععينك غععدا صععريح
في أن الغد هو الظرف لليفاء بخلف صورتي الحادي عشر ،فلم
يؤثر السفر قبل الغععد فععي تلععك وأثععر فععي هععاتين علععى مععا تقععرر
والوجه أيضا أن موت الدائن كسفره فيما مر فيه فععإن كععان بعععد
التمكععن حنععث وإل فل ول أثععر لقععدرته علععى الععدفع للععوارث ،لنععه
خلف المحلوف عليه ومن ثم كان الذي يتجه فععي لقضععين حقععك
أنه ل يفوت البر بالسفر والموت لمكععان القضععاء هنععا مععع غيبتععه،
وإبراء الدائن قبل التمكن مانع منه ،وأما ما فععي عقععارب المزنععي
أي :وسماه بذلك لصعوبته من أنه مع العجععز عععن القضععاء يحنععث
إجماعا فأشار الرافعي إلى رده كما مععر بععل إعععراض الئمععة عنععه
وإطباقهم على التفريع على خلفه مععن اعتبععار التمكععن أدل دليععل
على عدم صحته وأول بحمله على ما إذا تمكععن مععن قضععائه فععي
الغد فلم يقضه ،وتقبل دعواه بيمينه العجز لعسار أو نسععيان بععل
لو ادعى الداء فأنكره الدائن قبل بالنسبة لعععدم الحنععث كمععا مععر
في الطلق مع ما فيه.
)أو( حلف )ل رأى منكعرا( أو نحعو لقطعة )إل رفععه إلعى القاضعي
فرأى( منكرا )وتمكن( من رفعه له )فلععم يرفعععه( أي :لععم يوصععل
بنفسه أو غيره بلفظ أو نحو كتابة للقاضي خبره في محععل وليتععه
ل غيره إذ ل فائدة له )حتى مات( الحععالف )حنععث( أي مععن قبيععل
الموت كما هو ظاهر ،لنه فوت الععبر باختيععاره ويظهععر أن العععبرة
فععي المنكععر >ص <60 :باعتقععاد الحععالف دون غيععره وظععاهر أن
الرؤية من أعمى تحمل على العلم ،ومن بصير تحمل علععى رؤيععة
البصر )ويحمل( القاضي في لفظ الحالف حيععث ل نيععة لععه )علععى
قاضي البلد( أي بلد فعل المنكر ،لنه المعهود بالنسبة لزالته وبه
يفرق بين هذا وما مر في الرءوس نعم إنما يتجه ذلك فععي منكععر
محسوس ل نحو زنععا انقضععى وإل اعتععبر قاضععي البلععد الععتي فيهععا
فاعل المنكر حالة الرفع ،لن القصد من هذه اليمين إزالة المنكر
وهي في كععل بمععا ذكععر )فععإن عععزل فععالبر بععالرفع إلععى( القاضععي
)الثاني( ،لن التعريف بأل يعمه ويمنع التخصععيص بععالموجود حالعة
الحلف ،فإن تعدد في البلد تخير ما لم يختص كل بجععانب فيتعيععن
قاضي شق فاعل المنكر ،لنه الذي يلزمه إجابته إذا دعععاه ،ذكععره
في المطلب وتوقف فيه شيخنا بأن رفععع المنكععر للقاضععي منععوط
بإخباره به ل بوجععوب إجابععة فععاعله ويجععاب بمنععع ذلععك بععل ليععس
منوطا إل بما يتمكن من إزالته بعد الرفع ،ولو إليه وهذا ل يتمكععن
منها فالرفع إليه كالعدم ولو رآه بحضرة القاضي فالوجه أنه ل بد
من إخباره به ،لنه قد يتيقظ له بعد غفلته عنععه ،ولععو كععان فاعععل
المنكر القاضي فإن كان ثم قاض آخععر رفعععه إليععه وإل لععم يكلععف
كما هو ظاهر بقوله رفعت إليك نفسك ،لن هذا ل يراد عرفا مععن
ل رأيت منكرا إل رفعته إلى القاضععي )أو إل رفعععه إلععى قععاض بععر
بكل قاض( بأي بلد كان لصدق السم وإن كان وليته بعععد الحلععف
)أو إلى القاضي فلن فرآه( أي :الحالف المنكععر )ثععم( لععم يرفعععه
إليه حتى )عزل فإن نوى معا دام قاضعيا حنعث( بعزلعه )إن أمكنعه
رفعه( إليه قبله )فتركه( لتفويته البر باختياره ول فورية هنا ،وأمععا
لو لم يعزل ولم يرفع له حتى مات أحدهما فإنه يحنععث إن تمكععن
منه وتقييد جمع من الشعراح معا ذكعر فعي الععزل بمعا إذا اسعتمر
عزله لموت أحدهما وإل فل حنث ،لحتمال عوده مردود بععأن هععذا
إنما يتأتى فيما إذا قال وهو قاض أو نواه فإنه الععذي ل حنععث فيععه
بععالعزل مطلقععا لحتمععال عععوده وأمععا إذا قععال مععا دام أو مععا زال
قاضيا أو نواه فيتعين حنثه بمجرد عزله بعد تمكنه من الرفععع إليععه
سواء أعاد أم اسععتمر معععزول لمععوت أحععدهما لنقطععاع الديمومععة
بعزله فلم يبر بالرفع إليه بعععد ،فععإن قلععت :يمكععن أن يجععاب بععأن
الظرف في إل رفعععه إلععى القاضععي فلن مععا دام قاضععيا إنمععا هععو
ظرف للرفع ،والديمومة موجودة حيث رفعه إليه في حال القضاء
قلت كلمهم في نحو ل أكلمععه مععا دام فععي البلععد فخععرج ثععم عععاد
يقتضي أنه ل بد من بقاء الوصف المعلق بدوامه من الحلععف إلععى
الحنث فمتى زال بينهما فل حنث عمل بالمتبادر من عبارته >ص:
) .<61وإل( يتمكن منه لنحو مرض أو حبععس أو تحجععب القاضععي
ولم يمكنه مراسلة ول مكاتبة )فكمكره( فل يحنث )وإن لععم ينععو(
ما دام قاضيا )بر برفع( ه )إليععه بعععد عزلععه( نععوى عينععه أو أطلععق
لتعلق اليمين بعينه وذكر القضاء للتعريف فهععو كل أدخععل دار زيععد
هذه فباعها ثم دخلها حنععث تغليبععا للعيععن مععع أن كل مععن الوصععف
والضافة يطرأ ويزول وبعه فععارق مععا مععر فععي ل أكلععم هععذا العبععد
فكلمه بعد العتق ،لن الرق ليس من شأنه أنه يطرأ ويزول
)فرع( .حلف ل يسافر بحععرا شععمل النهععر العظيععم كمععا أفععتى بععه
بعضهم لتصريح الصحاح بأنه يسععمى بحععرا قععال :ويععبر مععن حلععف
ليسافرن بقصير السعفر بعأن يصعل لمحعل ل تلزمعه فيعه الجمععة
لكونه ل يسمع النداء منه .ا ه .وأخذ هذا من رأي من ضبط قصير
السفر الذي يتنفل فيه لغير القبلة ،وفيه نظععر بععل قضععية كلمهععم
بره بمجرد مجاوزة ما مر في صععلة المسععافر بنيععة السععفر ،لنععه
الن يسمى مسافرا لغة وشرعا وعرفععا وإنمععا قيععدوا نحععو التنقععل
على الدابة بالميل أو عدم سماع النععداء ،لن ذاك رخصععة تجوزهععا
الحاجة ول حاجة فيما دون ذلك فتأمله
)فصل( لعو )حلععف( ل يشععتري عينعا بعشعرة فاشععترى نصععفها
بخمسة ،ثم نصفها بخمسة اختلف فيه جمع متأخرون فقال جمععع:
يحنث وجمع ل والذي يتجه الثاني سواء أقععال :ل أشععتري قنععا مثل
أو ل أشتري هذا ،لنه لم يصدق عليه عند شراء كل جععزء الشععراء
بالعشرة وكونها استقامت عليه بعشععرة ل يفيععد ،لن المععدار فععي
اليمان غالبا عند الطلق على ما يصععدق عليععه اللفععظ فل يقععال:
القصد أنها ل تدخل في ملكععه بعشععرة وقععد وجععد أو )ل يععبيع أو ل
يشتري فعقد( عقدا صحيحا ل فاسدا )لنفسه أو غيععره( بوكالععة أو
ولية )حنعث( أمعا الول فواضعح ،وأمعا الثعاني فلن إطلق اللفعظ
يشمله نعععم الحععج يحنععث بفاسععده ولععو ابتععداء بععأن أحععرم بعمععرة
فأفسدها ثم أدخله عليها ،لنه كصحيحه ل بباطله ،وقضية فرقهععم
بين الباطل والفاسد في العاريععة والخلععع والكتابععة إلحاقهععا بالحععج
فيما ذكر من الحنث بفاسدها دون باطلها وفيه نظععر .ولععو قععال ل
أبيع فاسدا فباع فاسدا فوجهان ظاهر كلمهما ترجيح >ص<62 :
عدم الحنث ،وجزم به النوار وغيععره ورجععح المععام الحنععث ومععال
إليه الذرعي وغيره وينبغي أن يجمع بحمل الول على مععا إذا أراد
حقيقة العبيع أو أطلعق لنصعراف لفعظ العبيع إلعى حقيقتعه وقعوله
فاسععدا منععاف لمععا قبلععه فععألغي ،والثععاني علععى مععا إذا أراد بععالبيع
صورته ل حقيقته وإنمععا احتجنععا لهععذا ليتضععح وجععه الول وإل فهععو
مشكل جدا كيف وقد ذكروا في ل أبيع الخمر أنه إن أراد الصورة
حنث فتععأمله) .ول يحنععث بعقععد وكيلععه لععه( ،لنععه لععم يعقععد وأخععذ
الزركشي مععن تفريقهععم بيععن المصععدر وأن والفعععل فععي قععولهم:
يملك المستعير أن ينتفع فل يؤجر ،والمستأجر المنفعة فيؤجر أنه
لو أتى هنا بالمصدر كل أفعل الشراء أو الزرع حنععث بفعععل وكيلععه
وفيه نظر بل ل يصح ،لن الكلم ثععم فععي مععدلول ذينععك اللفظيععن
شرعا وهو ما ذكروه فيهما وهنععا فععي مععدلول مععا وقععع فععي لفععظ
الحالف وهو فععي ل أفعععل الشععراء ول أشععتري وفععي حلفعت أن ل
أشتري واحد وهو مباشرته للشراء بنفسه).أو( حلععف )ل يععزوج أو
ل يطلق أو ل يعتق أو ل يضرب فوكل من فعلعه لعم يحنعث( ،لنعه
إنما حلف على فعل نفسه ولععم يوجععد سععواء ألق بالحععالف فعععل
ذلك هنا وفيما قبله أم ل وسععواء أحضعر حعال فعععل الوكيععل أم ل،
وإنما جعلوا إعطاء وكيلها بحضرتها كإعطائها كمععا مععر فععي الخلععع
في إن أعطيتني ،لنه حينئذ يسمى إعطاء وأوجبععوا التسععوية بيععن
الموكل وخصععمه فععي المجلععس بيععن يععدي القاضععي ولععم ينظععروا
للوكيل لكسععر قلعب الخصععم بتميععز خصعمه حقيقعة وهععو الموكعل
عليه ،وتعليقه الطلق بفعلها فوجععد تطليععق بخلف تفويضععه إليهععا
فطلقت ،ومكاتبته مع الداء ليست إعتاقا على ما قاله هنا والذي
مر في الطلق أن تعليقه مع وجود الصفة تطليععق يقتضععي خلفععه
إل أن يفععرق )إل أن يريععد أن ل يفعععل هععو ول غيععره( >ص<63 :
فيحنث بالتوكيل في كل ما ذكر ،لن المجاز المرجوح يصععير قويععا
بالنية ،والجمع بين الحقيقععة والمجععاز قععاله الشععافعي وغيععره وإن
استبعده أكثر الصوليين
ولو حلف ل يبيع ول يوكل لم يحنث ببيع وكيلععه قبععل الحلععف ،لنععه
بعده لم يباشر ولم يوكل وأخذ منععه البلقينععي أنععه لععو حلععف أن ل
تخرج زوجته إل بإذنه وكان أذن لها قبل الحلف فععي الخععروج إلععى
موضع معين فخرجت إليه بعد اليمين لم يحنث وفي الخععذ نظععر.
وإن كان ما قاله محتمل وعليه فيظهر أن إذنه لها بععالعموم كععإذنه
في موضع معين فذكره تصوير فقط )أو ل ينكح( ول نية له )حنث
بعقد وكيله له( وإن نععازع فيععه البلقينععي وأطععال ،لن الوكيععل فععي
النكاح سفير محض ،ولهذا تجب إضافة القبععول لععه كمععا مععر .ولععو
حلفت ل تتزوج لععم تحنععث المجععبرة بتزويععج مجبرهععا لهععا وتحنععث
غيرها بتزويج وليها لها بإذنها قاله البلقينععي وأفععتى فيمععن حلععف ل
يراجع فوكل في الرجعة بعدم الحنث ،بناء على ما مر عنه فععي ل
ينكح وبالحنث بناء على ما فعي المتععن قععال :بعل هعذا أولعى ،لنعه
استمرار نكاح فالسععفارة فيععه أولععى ا ه وقععد يقععال اغتفععروا فيهععا
لكونها استدامة ما لم يغتفروه فععي البتععداء فل يبعععد أن هععذا مععن
ذلك )ل بقبوله هو لغيره( لما مععر أنععه سععفير محععض فلععم يصععدق
عليه أنه نكح نعم إن نوى ل ينكح لنفسه ول لغيره حنث كما علععم
مما مر ،أما إذا نوى الوطء فل يحنث بعقععد وكيلعه لعه لمععا مععر أن
المجاز يتقوى بالنية
)أو يبيع( >ص <64 :أو يؤجر مثل )مال زيد( أو لزيد مال كما في
الروضة ومنازعة البلقيني وفرقه بين الصورتين مردودة ،ومن ثععم
تعين في ل تدخل لي دارا أن لي حال من دارا قعدم عليهعا لكونهعا
نكرة وليس متعلقا بتدخل ،لن ذلك هو المتبادر من هععذه العبععارة
فيحنث بدخول دار الحالف وإن كان فيها ودخل لغيره ل دار غيععره
وإن دخل له )فباعه( عالما بأنه مال زيد )بإذنه( أو إذن نحععو ولععي
أو حاكم أو لظفععر )حنععث( لصععدق السعم )وإل( يبععع بععإذن صععحيح
)فل( حنععث لمععا مععر أن العقععد إذا أطلععق اختععص بالصععحيح ،وكععذا
العبادات إل الحج كما مر )أو ل( يبره وأطلق شمل كل تععبرع مععن
نحو صدقة وإبراء وعتق ووقف ل نحععو زكععاة أو ل )يهععب لععه( أي:
لزيد )فأوجب له( العقد )فلم يقبل لم يحنععث( ،لن الهبععة لععم تتععم
ويجري هذا في كل عقد يحتاج ليجاب وقبول )وكذا إن قبععل ولععم
يقبض في الصح( ل يحنث ،لن مقتضى الهبة المطلقععة والغععرض
منها نقل الملك ولم يوجد وأطال البلقيني فععي النتصععار للمقابععل
بما في أكثره نظر وأيده غيره بقولهم في إن بعت هععذا فهععو حععر
يعتق بمجرد بيعه وإن قلنا الملععك للبععائع مععع عععدم انتقععال الملععك
ويرد بأن البيع لما دخله الخيار المقتضي لنقل الملك تارة وعععدمه
أخرى كان الغرض منه لفظه بخلف الهبة فإنه لما لم يدخلها ذلك
كان الغرض منها معناها المقصودة هي لجله فلععم يكتععف بلفظهععا
وإنما لم يكن القرار بالهبة متضععمنا للقععرار بععالقبض ،لنععه ينععزل
على اليقيععن والقبععض قععدر زائد علععى مسععمى الهبععة فلععم يععدخل
بالحتمال على أنه ل قرينة على إرادته أصل بخلف مععا نحععن فيععه
كما تقرر.
)ويحنث( من حلععف ل يهععب )بعمععرى ورقععبى وصععدقة( مندوبععة ل
واجبة كزكاة وكفارة ونذر وبهدية مقبوضة ،لنها أنععواع مععن الهبععة
)ل إععارة( إذ ل ملعك فيهعا وضعيافة )ووصعية( لنهعا جنعس مغعاير
للهبة ،والتعليل بأنها إنما تملك بععالموت والميععت ل يحنععث قاصععر،
لنه ل يتأتى في نحو والله ل يهب فلن لفلن شععيئا فأوصععى إليععه
)ووقف( ،لن الملك فيه لله تعالى .وبحععث البلقينععي أنععه لععو كععان
في الموقوف عين حال الوقف كثمرة أو صوف حنععث ،لنععه ملععك
أعيانا بغير عوض وفيه نظر لنها تابعة ل مقصععودة )أو ل يتصععدق(
حنث بصدقة فرض وتطوع ،ولو علععى غنععي ذمععي وبعتععق ووقععف،
لنه يسمى صدقة ل تقتضي التمليك وإبععراء و )لععم يحنععث( بهديععة
وعارية وضيافة وقرض >ص <65 :وقراض وإن حصل فيععه ربععح
على الوجه ول )بهبععة فععي الصععح( ،لنهععا لتوقفهععا علععى اليجععاب
والقبول ل تسمى صدقة ،ولهذا حلت له صععلى اللععه عليععه وسععلم
بخلف الصدقة وفارق عكسه السععابق بععأن الصععدقة أخععص فكععل
صدقة هبة ول عكس نعم إن نوى بالصدقة الهبة حنث ،فإن قلععت
قد علم ممععا تقععرر أنهععم حملععوا الهبععة هنععا علععى مقابععل الصععدقة
والهدية وفيما مر على ما يشمل هذين وغيرهما فما وجهععه قلععت:
يوجه بأن الهبة لها إطلقان باعتبار السياق فأخذوا في كل سععياق
بالمتبادر منه
)أو ل يأكل طعاما اشتراه زيد لم ي حنث بمععا اشععتراه( زيععد )مععع
غيره( يعني هو وغيره معا أو مرتبا مشاعا ،ولو بعد إفععراز حصععته
على ما اقتضاه إطلقهم لن كل جزء منه لم يختص زيععد بشععرائه
واليمين محمولة على ما يتبادر منها مععن اختصععاص زيععد بشععرائه،
ومن ثم لو حلف ل يدخل دار زيد لم يحنث بدخول دار شركة بينه
وبين غيره وخرج بالفراز مععا لععو اقتسععما >ص <66 :قسععمة رد
كأن اشتريا بطيخة ورمانة فتراضيا برد أخععذ النفيسععة فيحنععث لن
هذه القسمة بيع فيصدق أن زيدا اشتراه وحده
)وكذا لو قال( فععي يمينععه :ل آكععل )مععن طعععام اشععتراه زيععد فععي
الصح( لما تقععرر )ويحنعث بمعا اشععتراه( زيععد )سعلما( أو توليععة أو
إشراكا لنها أنواع من الشراء ،وعدم انعقادها بلفظ إنمععا هععو لمععا
فيها من الخصوصيات ،وإن كانت بيوعا حقيقة إذ الخاص فيه قععدر
زائد على العام فل يصح إيراده بلفظ العام ،لفوات المعنى الععزائد
فيه على العام ،وصورته فعي الشعراك أن يشعتري بععده البعاقي،
ويأتي في الفراز هنععا مععا مععر وبمععا اشععتراه لغيععره بوكالععة ل بمععا
اشتراه له وكيله أو عععاد إليععه بنحععو رد بعيععب أو إقالععة أو صععلح أو
قسمة ليس فيها لفظ بيع كمععا هععو ظععاهر ،لنهععا ل تسععمى بيوعععا
على الطلق )ولو اختلط( فيمععا إذا حلععف ل يأكععل طعامععا أو مععن
طعام اشتراه زيد كما اقتضاه السياق ويوجه بأن التنكيععر يقتضععي
الجنسععية فلععم يشععترط أكععل الجميععع )مععا اشععتراه( زيععد وحععده
)بمشترى غيره( يعني بمملوكه ،ولو بغير شراء )لععم يحنععث حععتى
يتيقن( أي يظن )أكله من ماله( أي :مشترى زيععد بععأن يأكععل منععه
نحو الكف لظععن أن فيععه ممععا اشععتراه بخلف نحععو عشععر حبععات،
ويفرق بينه وبين تمععرة حلععف ل يأكلهععا واختلطععت بتمععر فععأكله إل
واحدة بأنه ل يقين هنا بل ول ظن ثم عادة ما بقيععت تمععرة بخلف
ما نحن فيه ولو نوى هنا نوعا مما ذكر اختص به )أو ل يععدخل دارا
اشععتراها زيععد لععم يحنععث ب( دخععول )دار أخععذها( زيععد أو بعضععها
)بشفعة( ،لن الخذ بها ل يسمى شراء عرفععا ول شععرعا ويتصععور
أخذ كلها بشفعة جوار ،ويحكم بها من يراهععا وبغيرهععا لكععن ل فععي
مرة واحععدة بععأن يملععك شععخص نصععف دار ،ويععبيع شععريكه نصععفه
فيأخذه بها ثم يععبيع مععا يملكععه بهععا لخععر ثععم يععبيعه الخععر فيأخععذه
الشريك بها فيصدق حينئذ أنه أخذ كلها بشفعة
)فرع( .أخذ بعض السلف من قوله تعالى }حععتى عععاد كععالعرجون
القديم{ >ص <67 :بناء على تفسععيره القععديم بمععا مضععى عليععه
سنة أن من له عبيد اختلف وقت ملكهم ،لو قال :أعتقععت القععديم
منكم لم يعتق إل مععن مضععى لععه فععي ملكععه سععنة وفععي التفسععير
المأخوذ منه ذلك نظر ظاهر ،إذ ل يعضده لغة ول عرف ،والظاهر
على قواعدنا أن من سمي منهم قديما عرفا عتق فإن لععم يطععرد
بذلك عرف عتق من قبل آخرهم ملكا ،لن الكععل يسععمون قععدماء
بالنسبة له ويجري ذلك في التعليق بنحو كلم القععديم منهععم ،ولععو
علق بإن خدمتني أو فلنعا ،فالعذي يظهعر أن المعدار فعي الخدمعة
على العرف لكنهععم ذكععروا فععي السععتئجار للخدمععة والوصععية بهععا
وتعليق العتق عليها ما يمكن مجيئه هنا فيكون بيانا للعععرف الععذي
هو المناط نعم يتردد النظر فيما لو خععدم خععادمه فيمععا يتعلععق بععه
كأن ناول طابخ طعامه حطبا ،لتمام طبخععه فهععل تسععمى منععاولته
هذه خدمة للحالف لعود النفع إليه أو ل ،لنه يسععمى فععي العععرف
خادما له بل للطابخ ،أو يفرق بين أن يقصععد بعذلك خدمعة الطابعخ
فل حنث أو الحالف فالحنث ،كل من الولين محتمل دون الثععالث،
لن مناط الخدمة التسمية ول دخل للنية فيها وليست نظيعرة لمعا
سبق في الجعالة في معين العامععل ،لن اسععتحقاق الجعععل يتععأثر
بنية التبرع فتأثر بنية إعانععة المالععك أو العامععل علععى أنهععم سععموا
فعله في حال قصده إعانة العامععل ردا فهععو يؤيععد الحتمععال الول
لول وضوح الفرق بين الرد المتعلق بالعبد الصادق بكل من وضععع
يده عليه لذلك والخدمة المتعلقة بالحالف المقتضية أنه ل بد مععن
مباشرة الخادم لخدمة الحالف بل واسطة وبهذا يقععرب الحتمععال
الثاني والله أعلم.
كتاب النذر
بالمعجمة عقب اليمان به لن كل يعقد لتأكيععد الملععتزم ،ولن
في بععض أنععواعه كفععارة كعاليمين وهععو لغعة الوعععد بخيععر أو شععر
وشرعا الوعد بخيععر بععالتزام القربععة التيععة علععى الععوجه التععي فل
يحصل بالنية وحعدها لكعن يتأكعد لعه إمضعاء معا نعواه للعذم >ص:
<68الشديد لمن نوى فعل خير ولم يفعله ،والصل فيععه الكتععاب
والسنة ،والصح أنه فععي اللجععاج التععي مكععروه وعليععه يحمععل مععا
أطلقه المجموع وغيره هنا قال :لصععحة النهععي عنععه وأنععه ل يععأتي
بخير إنما يستخرج به من البخيل وفي القربة المنجزة أو المعلقععة
مندوب وعلى المنجزة يحمل قوله فيه فععي مبطلت الصععلة :إنععه
مناجاة لله تعالى تشبه الدعاء فلععم تبطععل الصععلة بععه وممععا يؤيععد
أيضا أنه قربة بقسميه أنه وسيلة لطاعة ،ووسيلة الطاعععة طاعععة
كما أن وسيلة المعصية معصية ،ومن ثم أثيب عليه ثواب الواجب
كما قاله القاضي وقوله تعالى }ومععا أنفقتععم مععن نفقععة أو نععذرتم
من نذر فإن الله يعلمه{ أي :يجازي عليه علععى أن جمعععا أطلقععوا
أنه قربة وحملوا النهي على من ظن من نفسه أنه ل يفي بالنععذر،
أو اعتقد أن له تأثيرا ما وقد يوجه بأن اللجاج وسيلة لطاعة أيضععا
وهي الكفارة أو ما التزمه ويؤيععده مععا يععأتي أن الملععتزم بالنععذرين
قربة وإنما يفترقان في أن المعلق به في نذر اللجاج غير محبوب
للنفس وفي أحد نوعي نذر التبرر محبوب لها وقد يجاب بأن نععذر
اللجاج ل يتصور فيه قصد التقرب فلم يكن وسيلة لقربة من هذه
الحيثية.
أركان النذر
وأركانه ناذر ومنذور وصيغة .وشرط الناذر إسلم ،واختيار ،ونفععوذ
تصرفه فيما ينذره فيصح نذر سكران ل كافر لعدم أهليتععه للقربععة
وغير مكلف ومكره لرفع القلم عنهم ومحجور فلس أو سفه فععي
قربة مالية عينية ،وكذا القن فيصح نذره المال في ذمته ،ولو بغير
إذن سيده بخلف الضمان ،لن المغلب هنا حق الله تعععالى ،ومععن
ثم اختص بالقرب وزيععد إمكععان الفعععل فل يصععح نععذرهم صععوما ل
يطيقه ول بعيد عن مكة حجا هذه السنة كما يأتي أوائل الفصل.
والصيغة لفظ أو كتابة أو إشارة أخرس تدل أو تشعر باللتزام مع
النية في الكتابة وكذا إشارة لم يفهمهععا كععل أحععد ل النيععة وحععدها
كسائر العقععود ومععن الول نععذرت للععه أو لععك أو علععي لععك >ص:
<69كذا أو لهذا ومثله انتذرت أو أنذرت من عامي لغته ذلك كما
يعلم مما قدمته في زوجتك بفتح التاء ،إذ المعتمد الذي صععرح بععه
البغوي من اضطراب طويل في نععذرت لععك ،وإن لععم يععذكر معهععا
الله أنها صريحة ومما يصرح بذلك ويوضحه قول محصععول الفخععر
الرازي ل شك أن نحو نذرت ،وبعت صيغ أخبار لغة وقد تسععتعمل
له شرعا أيضا إنما النزاع في أنها حيث تستعمل لحداث الحكععام
كانت إخبارات أو إنشاءات ،والقرب الثععاني لوجععوه وسععاقها وقععد
حكما في نذرت لله لفعلععن كععذا ولععم ينععو يمينععا ول نععذرا وجهيععن
وجزم في النوار بما بحثه الرافعي أنه نذر أي :نععذر تععبرر ،وزعععم
شارح أن مخاطبة المخلوق بنحو نذرت لك تبطل صراحتها عجيب
مع قولهم :إن علي لك كذا أو إن شفى اللععه مريضععي فعلععي لععك
كذا صريحان في النذر مع أن فيهما مخاطبة مخلوق ،وزعم أنعه ل
التزام في نحو نذرت ممنوع نعم إن نوى به الخبار عن نذر سابق
عععرف أخععذا ممععا مععر فععي الطلق فواضععح أو اليميععن فععي نععذرت
لفعلن فيمين
)تنبيه( .قولهم :علي لك كذا صريح في النذر ينافيه أنه صريح في
القرار إل أن يقال ل مانع من أنه صريح فيهما وينصرف لحععدهما
بقرينة ونظيره ما مر فععي لفععظ السععلف أنععه صععريح فععي السععلم
والقرض لكن المميز ثم نفس الصيغة بخلفه هنا
)هو ضربان نععذر لجععاج( بفتععح اللم وهععو التمععادي فععي الخصععومة
ويسمى نذر ويمين اللجاج والغضب والغلق بفتععح المعجمععة واللم
وهو أن يمنع نفسه أو غيرهععا مععن شععيء أو يحععث عليععه أو يحقععق
خبرا غضبا بالتزام قربة )كععإن كلمتععه( أو إن لععم أكلمععه أو إن لععم
يكن المر كما قلته )فلله علي( أو فعلي )عتق أو صععوم( أو عتععق
وصوم وحج )وفيه( عند وجود المعلق عليععه )كفععارة يميععن( لخععبر
مسلم } :كفارة النععذر كفععارة يميععن{ ول كفععارة فععي نععذر التععبرر
قطعا فتعين حمله على نذر اللجاج ولقععول كععثيرين مععن الصععحابة
رضي الله عنهم به ول مخالف لععه ومععن ثععم أطععال البلقينععي فععي
النتصار له )وفي قول ما التزم( لخبر }من نذر وسمى فعليععه مععا
سمى{ )وفي قول :أيهما شاء( ،لنععه يشععبه النععذر مععن حيععث إنععه
التزم قربععة واليميععن مععن حيععث إن مقصععوده مقصععود اليميععن ول
سبيل للجمع بين موجبيهما ول لتعطيلهما فععوجب التخييععر )قلععت:
الثالث أظهر ورجحه العراقيون والله أعلم( لما قلنا ،أما إذا التزم
غير قربة كل آكل الخبز فيلزمه كفارة يمين بل نزاع ومنه ما يعتاد
على ألسععنة النععاس العتععق يلزمنععي أو يلزمنععي عتععق عبععدي فلن
>ص <70 :أو والعتق ل أفعل أو لفعلن كذا فإن لم ينو التعليععق
فلغو وإن نواه تخير كما نص عليععه فععي بعععض ذلععك ثععم إن اختععار
العتق وعتق المعيععن أجععزأه مطلقععا أو الكفععارة وأراد عتقععه عنهععا
اعتبر فيه صفة الجزاء ،ولو قال إن فعلت كذا فعبدي حععر ففعلععه
عتق قطعا كما في المجموع خلفا لمععا وقععع للزركشععي ،لن هععذا
محض تعليق ليس فيه التزام بنحو علي وقوله العتق أو عتق قني
فلن يلزمني أو والعتق ما فعلت كععذا لغععو ،لنعه ل تعليععق فيععه ول
الععتزام ،والعتععق ل يحلععف بععه إل علععى أحععد ذينععك وهمععا هنععا غيععر
متصورين.
)ولععو قععال إن دخلععت( الععدار مثل )فعلععي كفععارة يميععن أو( فعلععي
كفارة )نذر لزمه( في الصععورتين )كفععارة بالععدخول( تغليبععا لحكععم
اليمين في الولى ولخعبر مسععلم فعي الثانيععة ،أمععا إذا قعال فعلعي
يمين فلغو ،لنه لم يأت بصيغة نذر ول حلف وليست اليميععن ممععا
يلتزم فععي الذمععة أو فعلععي نععذر تخيععر بيععن قربععة مععا مععن القععرب
وكفارة يمين ولجل هذا تعين جر نذر في المتن عطفا على يميععن
وامتنع رفعه لمخالفته ما تقرر إذ تعين الكفعارة عنعد الرفعع وهعم،
وإنما الذي فيه حينئذ ما مر من التخيير ،وهو المعتمد وأنه ل يصح
ول يلزمه شيء وهو ما اقتضاه نص البويطي ويؤيد مععا تقععرر فععي
فعلي نذر أنه لو أتي به في نذر التععبرر كععإن شععفى اللععه مريضععي
فعلي نذر لزمه قربة من القرب والتعيين إليه ذكره البلقيني.
نذر تبرر
)ونذر تبرر( سمي به ،لنه لطلب البر أو التقرب إلععى اللععه تعععالى
)بأن يلتزم قربة( أو صفتها المطلوبعة فيهعا كمعا يعأتي آخعر البعاب
>ص) <71 :إن حدثت نعمة( تقتضي سععجود الشعكر كمعا يرشععد
إليه تعبيرهم بالحدوث )أو ذهبت نقمة( تقتضععي ذلععك أيضععا ،ومععر
بيانهمععا فععي بابهععا هععذا مععا نقلععه المععام عععن والععده وطائفععة مععن
الصحاب لكنه رجح قول القاضي :أنهما ل يتقيدان بذلك ويععوافقه
ضبط الصيمري لذلك بكل ما يجوز أي :من غير كراهععة أن يععدعى
الله تعالى به وهذا هو الوجه ،ومن ثم اعتمده ابن الرفعة وغيععره
وبه صرح القفال حيث قال لو قالت لزوجهععا :إن جععامعتني فعلععي
عتق عبد فإن قالته على سبيل المنع فلجاج أو الشععكر للععه حيععث
يرزقها الستمتاع بزوجها لزمها الوفععاء ا ه .والحاصععل أن الفععرق
بيععن نععذري اللجععاج والتععبرر أن الول فيععه تعليععق بمرغععوب عنععه
والثاني بمرغوب فيه ،ومن ثم ضبط بأن يعلق بما يقصععد حصععوله
فنحو إن رأيت فلنا فعلي صوم يحتمل النذرين ويتخصص أحدهما
بالقصد ،وكذا قول امرأة لخر إن تزوجتنععي فعلععي أن أبععرئك مععن
مهري وسائر حقوقي فهو تبرر إن أرادت الشكر على تزوجه
)تنبيه( .علم من هذا الحاصل أن من قال لبائعه :إن جئتنععي بمثععل
عوضي فعلععي أن أقيلععك أو أفسععخ الععبيع لزمععه أحععدهما إن نععدب
لندمه ،وكان يحب إحضار مثل عوضه >ص <72 :وإل كان لجاجا
وعلى ذلك يحمععل اختلف جمععع متععأخرين فيععه وقععد صععرحوا فععي
التعليق بالمباح بأنه يحتمععل النععذرين ول شععك أن إحضععار العععوض
كععذلك ،ثععم رأيععت بعضععهم أشععار إليععه بقععوله إن علقععه بطلبهععا
المرغوب له مع الندم فنذر تبرر وإل فلجاج ا ه ملخصععا لكععن فيععه
نظر يعرف مما قررته وحينئذ فينبغععي الكتفععاء بنععدبها وحععده وإن
استوى عنده الرغبة في إحضار العوض وعدمه ومحبتععه لحضععاره
وإن لم تندب لما تقرر أن المباح يتصور فيه النذران وفي الروضة
عن فتاوى الغزالي في إن خرج المبيع مستحقا فعلي لك كذا أنععه
لغو ووجه بأن الهبة وإن كانت قربة لكنها على هذا الععوجه ليسععت
قربععة ول محرمعة فكععانت مباحععة ويععوجه بعأنه جعلهعا فععي مقابلعة
الستحقاق المكروه له دائما وهي في مقابلععة العععوض غيععر قربععة
فلم يمكععن اللجعاج نظععرا لعععدم القربعة ،ول التععبرر نظعرا لكراهعة
المعلق عليه فاندفع ما قيععل أي فععرق بيععن هععذا وقععوله فعلععي أن
أصلي ركعتين وبما قررته علم أن هععذا ل يشععكل علععى مععا ذكرتععه
في مسألة القالة لوضوح الفرق بين الستحقاق الععذي هععو دائمععا
مكروه له وإحضار العوض المحبوب له تارة والمكععروه لععه أخععرى
فإذا جعله شرطا لمندوب هو القالة للنادم وإن لععم يطلبهععا تعيععن
فيه ما ذكرته من التفصيل.
وأفتى أبو زرعة فيمن نزل لخععر عععن إقطععاعه فنععذر لععه إن وقععع
اسمه بدله أن يعطيه كذا بأنه نذر قربة ومجععازاة فيلزمععه ،وفععرق
بينه وبين مسألة الغزالي بما يقرب مما ذكرته وإذا قلنا بلزوم نذر
القالة فقيدها بمدة فالقياس تقيد اللزوم بها فإن أخر عنهععا لغيععر
نحو نسيان وإكراه فالقياس كما يعلم مما مر فععي تعععاليق الطلق
إلغاء النذر مطلقا ،ويحتمل الفععرق بيععن المعععذور بععأي عععذر وجععد
وبين غيره وعليه ل يقبل قوله في العذر الذي ليس نحععو نسععيان،
لنه يمكن إقامة البينة عليععه )كععإن شععفي مريضععي فللععه علععي أو
فعلي كذا( أو ألزمت نفسي كذا أو فكذا لزم لعي أو واجعب علعي
ونحو ذلك من كل ما فيه التزام وما يصرح به كلمه من صععحة إن
شفي مريضي فلله علي ألف أو فعلي ألف أو لله علي ألف ،ولم
يذكر شيئا ول نواه غير مراد له لجزمه في الروضععة بععالبطلن مععع
ذكره صحة لله علي أو علي التصععدق أو التصععدق بشععيء ويجزيععه
أدنى متمول والفرق أنه في تلك لم يعين مصرفا ول ما يدل عليه
>ص <73 :من ذكر مسكين أو تصدق أو نحو ذلك فكععان البهععام
فيهععا مععن سععائر الوجععوه بخلف هععذه ،لن التصععدق ينصععرف
للمساكين غالبا ويؤخذ منه صحة نععذر التصععدق بععألف ويعيععن ألفععا
مما يريده وعلى هذا التفصيل يحمل ما وقع للذرعععي ممععا يععوهم
الصحة حتى في الولى وابن المقري مما هو ظععاهر فععي البطلن
حتى في نذر التصدق بععألف غفلععة عععن أن تصععوير أصععله لصععورة
البطلن بما إذا لم يذكر التصدق والصحة بما إذا ذكر ألفا أو شععيئا
مجرد تصوير إذ الفارق إنما هو ذكر التصدق وحذفه كما تقرر نعم
بحث بعضهم أن ذكر لله حيث لعم ينعو مجعرد الخلص يغنعي ععن
ذكر التصدق فيصرف للفقراء ،وفيه نظر لما مر أول الوصية مععن
الفرق بينهما وبين الوقف ومما يععرد عليععه إفتععاء القفععال فععي للععه
علي أن أعطي الفقععراء درهمععا ولععم يععرد الصععدقة أو هععذا درهمععا
وأراد الهبة بأنه لغو لكن نظر فيععه الذرعععي بععأنه ل يفهععم منععه إل
الصدقة ويجاب عن الهبة بعأن معراده بهعا مقابععل الصعدقة ،لقعول
الماوردي في إن هلك فلن فلله علي أن أهب مالي لزيد إن كان
فلن من أعداء الله وزيععد ممععن يقصععد بهبتععه الثععواب ل التواصععل
والمحبة انعقد نذره وإل فل.
ولو كرر إن شفي مريضي فعلي كذا تكرر إل إن أراد التأكيععد كععذا
ذكره بعضهم وفيه نظر ،وقياس ما مر في الطلق من الفرق بين
تكرير الظهار واليمين الغموس وتكريععر اليميععن فععي غيرهمععا بععأن
الولين حق آدمي بخلف الثالث أن ما هنععا كالثععالث فل يتكععرر إل
إن نوى الستئناف فإن قلت ما وجه كون هذا ليس حق آدمي مععع
أن الععواجب بععه يصععرف للدمععي قلععت المععراد بكععونه حععق آدمععي
وعدمه أن فيه إضرارا به أول ول إضرار هنا ول نظر لما يجععب بععه
فإن كل من الثلثة الول فيه كفارة ومع استوائهن فيه فرقعوا بمعا
مر فعلمنا أن المراد ما ذكرناه فتأمله> .ص <74 :ويجوز إبععدال
كافر أو مبتدع بمسلم أو سععني ل درهععم بععدينار ول موسععر بفقيععر
لنهما مقصودان ،ومن ثم لععو عيععن شععيئا أو مكانععا للصععدقة تعيععن
)فيلزمععه ذلععك( أي :مععا الععتزمه )إذا حصععل المعلععق عليععه( لخععبر
البخاري } :من نععذر أن يطيععع اللععه فليطعععه{ وظععاهر كلمععه أنععه
يلزمه الفور بأدائه عقععب وجععود المعلععق عليععه وهععو كععذلك خلفععا
لقضية ما يأتي عن ابن عبععد السععلم ثععم رأيععت بعضععهم جععزم بععه
فقععال فععي إن شععفي مريضععي فعلععي أن أعتععق هععذا فشععفي لععه
مطالبته ويجبر عليه فورا .ا ه .وفي نحو إن شععفي فعبععدي حععر ل
يطالب بشيء ،لنه بمجرد الشفاء يعتق مععن غيععر احتيععاج لعتععاق
بخلف فعلي أن أعتقه ويظهر أن المراد بالشفاء زوال العلعة معن
أصلها وأنه ل بععد فيععه مععن قععول عععدلي طععب أخععذا ممععا مععر فععي
المرض المخوف أو معرفة المريععض ،ولععو بالتجربععة وإنععه ل يضععر
بقاء آثاره من ضعف الحركة ونحوه
وأفتى البغوي في إن شفي فعلي أن أعتععق هععذا بعععد مععوتي بععأنه
يلزم قال غيره :الظاهر أن معنى لزومه منع بيعه بعد الشفاء وأنه
يجب على الوصععي فالقاضععي إعتععاقه بعععد مععوته أي :عقبععه قععال:
ومقتضى قوله لزم أن التعليق إذا كان في الصحة ل يحسععب مععن
الثلث وهو الظاهر كما إذا نذر بدار مستأجرة فلم تنقععض إجارتهععا
إل بعد الموت ،وقوله :بعد موته ليس فيه إل بيان وقت المطالبععة
بما تحقق لزومه قبل مرضه ا ه وفيععه نظععر ظععاهر وإنمععا يتععم مععا
ذكره إن لم يقل بعد موته ،وأما مع ذكره فل ينصععرف إل للوصععية
فليقتصر به على الثلث وبهذا يندفع قياسه وقوله :ليععس فيععه إلععخ
ول يؤيده ما مر أنه لو علق في الصحة العتق بصفة فوجععدت فععي
المرض ل باختياره خرج من رأس المال ،لنه هنععا لععم ينععص علععى
المرض ول وجد فيه باختياره بل هذا يرد عليه ،لنه إذا أوجده في
المرض باختباره حسب من الثلث فأولى إذا قال فععي المععرض أو
بعد الموت وقوله :أعتععق بعععد مععوتي ل تنععافي بينهمععا ،لن إسععناد
العتق إليه بمباشعرة نععائبه لعه مجعاز مشعهور فعلمنععا بعه لتشععوف
الشارع إليه وصععونا لكلم المكلععف عععن اللغععاء مععا أمكععن وخععرج
بيلتزم نحو إن شفي مريضي عمرت دار فلن أو مسجد كععذا فهععو
لغو ،لنه وعد ل التزام فيه >ص <75 :وبععه يععرد علععى مععن نظععر
في ذلك نعم إن نوى به اللتزام لم يبعد انعقاده.
وبحث البلقيني أنه لو نذر نذرا ماليا ثم حجر عليه بسفه لم يتعلق
بماله وإن رشد وفرق بينه وبين ما لو علق عتق عبععده بصععفة ثععم
حجر عليه ثم وجدت عتق بقوة العتق وفيه نظر ظاهر ،ولععو شععك
بعد الشععفاء فععي الملععتزم أهععو صععدقة أو عتععق أو صععوم أو صععلة
فالذي يتجه من احتمالين فيه للبغوي أنه يجتهد وفارق مععن نسععي
صلة من الخمس بتيقن شغل ذمته بالكل فل يخرج منه إل بيقيععن
بخلف ثم فإن اجتهد ولم يظهر لعه شعيء وأيععس مععن ذلعك اتجعه
وجوب الكل ،لنه ل يتم خروجه من الواجب عليععه يقينععا إل بفعععل
الكل وما ل يتم الواجب إل به واجب )وإن لم يعلقععه بشععيء كللععه
علي صوم( أو علي صوم أو صععدقة لفلن أو أن أعطيععه كععذا ولعم
يرد الهبة على ما مر عن القفال )لزمه( ما التزم حال ول يشترط
قبول المنععذور لععه بععل عععدم رده كمععا يععأتي )فععي الظهععر( للخععبر
السابق وهذا من نذر التبرر إذ هو قسمان معلق وغيره واشععتراط
الجواهر فيه التصريح بلله ضعيف ويسمى المعلععق نععذر المجععازاة
أيضا.
ولو قال لله علي أضحية أو عند نحو شفاء للعه علععي عتعق لنعمعة
الشفاء لزمه ذلععك جزمععا تنععزيل للثععاني منزلععة المجععازاة لوقععوعه
شكرا في مقابلة نعمة الشفاء ،وقضية المتن أن المنذور لععه فععي
قسمي النذر ل يشترط قبوله النذر وهو كذلك نعم الشععرط عععدم
رده وهو المراد بقول الروضة عن القفال في إن شععفي مريضععي
فعلي أن أتصدق على فلن بعشرة لزمته إل إذا لم يقبل فمععراده
بعدم القبول الرد ل غير على أنه مفروض كما ترى في ملتزم في
الذمة وما فيها ل يملك إل بقبض صحيح فأثر وبه يبطل النععذر مععن
أصله ما لم يرجع ويقبل كععالوقف علععى مععا مععر فيععه بخلف نععذره
التصدق بمعين فإنه يزول ملكه عنه بالنععذر ،ولععو لمعيععن فل يتععأثر
بععالرد كعإعراض الغعانم بعععد اختيععاره التملععك ،ومععر فععي الضععحية
الفرق بينه وبين نذر عتق قععن معيععن ،فععإن قلععت هععل يجععري هنععا
خلف الوقف في اشتراط القبععول قلععت الظععاهر ل ويفععرق بقععوة
النذر لقبوله من الغرر ،والجهالت أنواعا كععثيرة ل تنععافي انعقععاده
بخلف الوقف وبأنه مع الرد ل تتصور صحته اشترطنا قبععوله أم ل
بخلف نذر التصدق بمعين كما تقرر
)فروع( .يقع لبعض العوام جعلت هذا للنبي صلى الله عليه وسلم
فيصح كما بحث ،لنه اشتهر فععي النععذر >ص <76 :فععي عرفهععم
ويصرف لمصالح الحجرة النبوية بخلف متى حصل لي كذا أجيععء
له بكذا فإنه لغو ما لم يقترن به لفظ التزام أو نذر أي :أو نيته ول
نظر إلى أن النذر ل ينعقد بها ،لنه ل يلععزم مععن النظععر إليهععا فععي
التوابع النظر إليها في المقاصد ويأتي آخر الباب ما له تعلق بذلك
ول يشترط معرفة النععاذر مععا نععذر بععه كخمععس مععا يخععرج لععه مععن
معشر ذكره القاضي ككل ولد أو ثمرة تخععرج مععن أمععتي هععذه أو
شجرتي هذه وكعتق عبد إن ملكته وما في فتاوى ابن الصلح مما
يخالف ذلك ضعععفه الذرعععي ،والحاصععل أنععه يشععترط فععي المععال
المعين لنحو صدقة أو عتق أن يملكه أو يعلقه بملكععه مععا لععم ينععو
المتناع منه فهو نذر لجاج وذكر القاضي أنه ل زكاة فععي الخمععس
المنذور قال غيععره :ومحلعه إن نععذر قبعل الشعتداد وبحععث صععحته
للجنين كالوصية له بل أولى ،لنه وإن شاركها في قبععول التعليععق
والخطععر وصععحته بععالمجهول والمعععدوم لكنععه يتميععز عنهععا بععأنه ل
يشترط فيه القبول بل عدم الععرد ومععن ثععم اتجهععت صععحته للقععن
كهي والهبة فيععأتي فيععه أحكامهمععا فل يملععك السععيد مععا بالذمععة ل
بقبض القن ل للميت إل لقععبر الشععيخ الفلنععي وأراد بععه قربععة ثععم
كإسراج ينتفع به أو اطرد عرف بحمععل النععذر لععه علععى ذلععك كمععا
يأتي وجعل بعضهم من النذر بالمعدوم المجهول نذرها لزوجها بما
سيحدث لها من حقوق الزوجية ،والنذر في الصععحة بمثععل نصععيب
ابنه بعد موته فيوقف لموته ويخرج النذر من رأس المال ،لنه لم
يعلقه به وإنما المعلق به معرفة قععدر النصععيب ،ومععن ثععم لععو أراد
التعليق بالموت كان كالوقف المعلعق بعه فعي أنعه وصعية ووافقعه
على الولى بعض المحققين وقاسها على النذر له بثمععرة بسععتانه
مدة حياته فإنه يصح كما أفتى به البلقيني وقال في النذر بنصععيب
ابنه بعد موته إن كان بعد ظرفا لنصععيب فالنععذر منجععز ،والمقععدار
غير معلوم وهو ل يععؤثر ،أو ظرفععا للنععذر صععح وخععرج مععن الثلععث،
وجاز الرجوع فيه كوقفت داري بعد موتي على كذا بل أولععى ،لن
النذر يحتمل التعليق دون الوقف ولم يبين حكم ما إذا لععم يعععرف
مراده ،والذي يظهر حله عندي على الثاني لنه المتبادر.
ويبطل بالتأقيت كنعذرت لعه هعذا يومعا لمنافعاته لللعتزام السعابق
الذي هو موضوع النذر فإن قلت ينافي هذا قول الزركشععي التععي
من توقيت النذر بما قبل مرض الموت >ص <77 :الصععريح فععي
أن التأقيت ل يضر في النذر وكذا في الصععورة الععتي قبلععه والععتي
بعده قلت :ل ينافيه ،لن التأقيت يكون صريحا وما مثلت به فهععذا
هو المبطل لما ذكرته وقد يكون ضمنيا كما في صورة الزركشععي
والتي قبلها والتي بعدها وهو ل يؤثر ،لنه ل ينععافي اللععتزام وإنمععا
يرجع إلى شرط في النذر وهو يعمل فيه بالشروط التي ل تنععافي
مقتضاه كما في الوصية والوقف الواقع تشععبيهه بكععل منهمععا فععي
كلمهم فتأمله ،إل في المنفعة فيأتي في نذرها ما مر في الوصية
بها وإل في نذرت لك بهذا مدة حياتك فيتأبد كالعمرى ويصععح بمععا
في ذمة المدين ولو مجهععول لععه فيععبرأ حععال وإن لععم يقبععل خلفععا
للجلل البلقينععي وليععس كععبيعه ول هبتععه منععه ،لن النععذر ل يتععأثر
بالغرر بخلف نحو البيع ول يتوقف على قبض بخلف الهبة
وكلم الروضععة ل ينععافي ذلععك خلفععا لمععن زعمععه كمععا هععو واضععح
للمتأمل ،وبالتزام عتق قنه فله الطلب والدعوى به وإن لم يلزمه
فورا على ما ذكره ابن عبد السلم ،وفيه نظر ،لنععه حععق ثععابت ل
غاية له تنتظر بخلف المؤجل فليجبر على عتقععه فععورا ثععم رأيععت
الفقيه إسماعيل الحضرمي خالفه فقععال حيععث لععزم النععذر وجععب
وفععاؤه فععورا وهععو قيععاس الزكععاة وإن أمكععن الفععرق وعليععه فهععل
يتوقف وجوب الفورية على الطلعب كالعدين الحعال أو يفعرق بعأن
القصععد بالنععذر التععبرر وهععو ل يتععم إل بالتعجيععل بخلف الععدين كععل
محتمل وظاهر أن محل الخلف فيما لم يزل ملكه عنه بالنذر
ويعلم مما مر في العتكاف أنه لععو قععرن النععذر بععإل أن يبععدو لععي
ونحوه بطل لمنافاته اللتزام من كل وجه بخلف علي أن أتصدق
بمالي إل إن احتجته فل يلزمه ما دام حيا لتوقع حاجته فععإذا مععات
تصدق بكل ما كان يملكه وقت النذر إل إن أراد كل ما يكون بيده
إلى الموت فيتصدق بالكل قال الزركشي :وهذا أحسن مما يفعل
من توقيت النذر بما قبل مععرض المععوت وأخععذ مععن ذلععك بعضععهم
صحة النذر بماله لفلن قبل مرض موته إل أن يحدث لي ولد فهو
له أو إل أن يموت قبلي فهو لي
ولو نذر لبعض ورثته بماله قبل مرض معوته بيعوم ملكععه كلعه مععن
غير مشارك لزوال ملكه عنه إليه قبل مرضه ،قال بعضععهم وفععي
نذرت أن أتصدق بهذا على فلن قبععل مععوتي أو مرضععى ل يلزمععه
تعجيله أخذا مما مر عن ابن عبد السلم فيكون ذكره الموت مثل
غاية للحد الذي يؤخر إليه لكن يمتنععع تصععرفه فيععه وإن لععم يخععرج
عن ملكه ،لتعلق حق المنذور لععه اللزم بععه ول تصععح الععدعوى بععه
كالدين المؤجل .ولو مات المنذور له قبل الغاية بطل وقععد ينععازع
في ذلك كله أنه لو قال :أنت طالق قبل موتي وقع حععال فقياسععه
هنا صحته >ص <78 :حال فيملكه المنذور له كمععا فععي علععي أن
أتصدق بهذا على فلن وينعقد معلقا في نحو إذا مرضت فهو نععذر
له قبل مرضي بيوم وله التصرف هنا قبععل حصععول المعلععق عليععه
لضعف النذر حينئذ
وأفتى جمع فيمن أرادا أن يتبايعا فاتفقا علعى أن ينعذر كععل للخععر
بمتاعه ففعل صح وإن زاد المبتدئ إن نذرت لي بمتاعك وكثيرا ما
يفعل ذلك فيما ل يصح بيعه ويصح نذره .ويصععح تعجيععل المنععذور
المعلق بعععد التعليععق وقبععل وجععود الصععفة كمععا مععر .ويصععح إبععراء
المنذور لععه النععاذر عمععا فععي ذمتععه وإن لععم يملكععه حيععث جععاز لععه
المطالبة به كما يصح إسقاط حععق الشععفعة وسععيأتي أنععه ل يصععح
ممن ل يدري معناه ومحله إن جهله بالكليععة بخلف مععا إذا عععرف
أنه يفيد نوع عطية مثل.ونذر قراءة جععزء قععرآن أو علععم مطلععوب
كل يوم صحيح ول حيلة في حله ول يجوز لععه تقععديم وظيفععة يععوم
عليه فإن فاتت قضى.
ولو نذر عمارة هذا المسجد وكان خرابا فعمره غيععره فهععل نقععول
بطل نذره لتعذر نفوذه ،لنه إنما أشار إليه وهو خعراب فل يتنععاول
خرابععه بعععد ذلععك أو لععم يبطععل بععل يوقععف حععتى يخععرب فيعمععره
تصحيحا للفظ مععا أمكععن ؟ كععل محتمععل والقععرب الول وتصععحيح
اللفظ ما أمكن إنمععا يعععدل إليععه إن احتملععه لفظععه وقععد تقععرر أن
لفظه ل يحتمل ذلك ،لن الشارة إنما وقعت للخراب حععال النععذر
ل غير نعم إن نوى عمارته وإن خرب بعد لزمته
)ول يصح نذر معصية( لخبر مسععلم }ل نععذر فععي معصععية اللععه ول
فيما ل يملكه ابن آدم{ وكأن سبب انعقاد نذر عتق المرهون مععن
موسر مع حرمة إعتاقه له وإن نفذ أن الخلف في عععدم الحرمععة
قوي ،لن حععق الغيععر ينجععبر بالقيمععة والملععك للمعتععق فععأي وجععه
للحرمة حينئذ فاندفع ما لصاحب التوشيح هنا وبفرضها هععي لمععر
خارج وهي ل تمنع انعقععاد النععذر ،ومععن ثععم صععح نععذر المععدين بمععا
يحتاجه لوفاء دينه وإن حرم عليه التصععدق بععه ،لنهععا لمععر خععارج،
ووهم بعضهم في قوله :ل يصح النذر هنا.
وأفهم المتن أنه لو نععذر أن يصععلي فععي مغصععوب لععم ينعقععد وهععو
أقرب على ما قاله الزركشي من قول آخريععن :ي ينعقععد ويصععلي
في غيره ويؤيده ععدم انعقعاد نعذر صعلة ل سعبب لهعا فعي وقعت
مكروه وصلة في ثوب نجس إل أن يفرق بأن الحرمة فععي هععذين
لذات المنذور أو لزمها بخلفها في الولى ،وقد يوجه ما قاله فيها
بأن الحرمة >ص <79 :هنا مجمع عليها فألحقت بالذاتي بخلفها
في نذر التصدق والعتق المذكورين ،وكالمعصية المكروه لعذاته أو
لزمه كصوم الدهر التي ،وكنذر مععا ل يملععك غيععره وهععو ل يصععبر
على الضاقة ل لعارض كصوم يوم الجمعععة لمععا يععأتي فععي شععرح
قوله صام آخره وهو الجمعة وكنذره لحععد أبععويه أو أولده فقععط،
وقول جمع :ل يصععح ،لن اليثععار هنععا بغيععر غععرض صععحيح مكععروه
مردود بأنه لمر عارض هو خشية العقوق من الباقين.
قععال بعضععهم :وإذا صععرح الصععحاب بصععحة نععذر المزوجععة لصععوم
الدهر من غير إذن الزوج لكنها ل تصوم إل بإذنه مع حرمته فأولى
أن يصح بالمكروه ا ه على أن المكععروه هععو عععدم العععدل وهععو ل
وجود له عند النذر وإن نوى أن ل يعطي الباقين وإنمععا يوجععد بعععد
بترك إعطاء البععاقين مثععل الول ،ومععن ثععم لععو أعطععاهم مثلععه فل
كراهة وإن كان قد نوى عدم إعطائهم حال إعطاء الول فنتععج أن
الكراهة ليست مقارنة للنذر وإنما توجد بعععده فلععم يكععن لتأثيرهععا
فيه وجه وبهذا اندفع ما أطال به بعضهم للبطلن ،ومحععل الخلف
حيث لم يسن إيثار بعضهم ،أما إذا نذر للفقير أو الصععالح أو البععار
منهم فيصح اتفاقا وقول الروضة في :إن شفى الله مريضي فلله
علي أن أتصدق على ولدي لزمه الوفععاء ظععاهر فععي صععحته علععى
الطلق وحمله على ما إذا لم يكن له إل ولد واحد أو سوى بينهععم
أو فضله لو صف يقتضيه تكلف
)تنبيه( .اختلف مشايخنا في نذر مقترض مال معينا لمقرضععه كععل
يوم ما دام دينه في ذمته فقععال بعضععهم :ل يصععح لنععه علععى هععذا
الوجه الخاص غير قربة بععل يتوصععل بععه إلععى ربععا النسععيئة ،وقععال
بعضهم يصح ،لنه في مقابلة حدوث نعمععة ربععح القععرض إن اتجععر
فيه أو اندفاع نقمة المطالبة إن احتاج لبقائه في ذمته لعسععار أو
إنفععاق ،ولنععه يسععن للمقععترض أن يععرد زيععادة عمععا اقترضععه فععإذا
التزمها بنذر انعقععد ولزمتععه فهععو حينئذ مكافععأة إحسععان ،ل وصععلة
للربا إذ هو ل يكون إل في عقد كبيع ،ومن ثم لو شرط عليه النذر
في عقد القرض كان ربا ا ه وقد يجمععع بحمععل الول علععى مععا إذا
قصد أن نععذره ذلععك فععي مقابلععة الربععح الحاصععل لععه >ص<80 :
والثاني على مععا إذا جعلععه فععي مقابلععة حصععول النعمععة أو انععدفاع
النقمععة المععذكورين ويععتردد النظععر فععي حالععة الطلق والقععرب
الصحة ،لن إعمال كلم المكلف حيث كان له محمل صععحيح خيععر
من إهماله وما مر عن القفال فععي إن جععامعتني والحاصععل بعععده
يؤيد ما ذكرته من الجمع فتأمله
)ول( نذر )واجب( عيني كصلة الظهر أو مخير كأحد خصال كفارة
اليمين مبهما بخلف خصلة معينععة منهععا علعى مععا بحععث أو واجععب
على الكفاية تعين بخلف إذا لم يتعين فيصح نذره احتيج في أدائه
لمال كجهاد وتجهيز ميت أم ل كصلة جنازة وذلك ،لنه لععزم عينععا
بإلزام الشرع قبل النذر فل معنى للتزامه ،ولو نذر ذو ديععن حععال
أن ل يطالب غريمه فإن كان معسرا لغي ،لن إنظعاره واجعب ،أو
موسرا وفي الصبر عليه فائدة له كرجاء غلو سعر بضععاعته >ص:
<81لزمه ،لن القربة فيه ذاتية حينئذ أو ليس فيه ذلعك لغعا إذ ل
قربة فيه كذلك حينئذ هذا ما يظهر في ذلععك ،وإن أطلععق كععثيرون
أن الحال يتأجل بالنذر كالوصية وله فيما إذا قيد بأن ل يطععالبه أن
يحيل عليه وأن يوكل من يطالبه وأن يبيعه لغيره علععى القععول بععه
وأن يطالب ضامنه ،ولو أسقط المععدين حقععه مععن هععذا النععذر لععم
يسقط ،ولو نذر أن ل يطالبه مدة فمععات قبلهععا فلععوارثه مطععالبته
كما قاله أبو زرعة وغيره وردوا قول السنوي ومن تبعه بخلفه.
)ولو نذر فعل مباح أو تركه( كأكل ونوم من كل ما اسععتوى فعلععه
وتركه أي :في الصععل وإن رجععح أحععدهما بنيععة عبععادة بععه كالكععل
للتقوي على الطاعة )لم يلزمه( لخععبر أبععي داود }ل نععذر إل فيمععا
ابتغي به وجه الله تعالى{ وفي البخاري أنه صلى الله عليه وسلم
}أمععر أبععا إسععرائيل أن يععترك مععا نععذره مععن نحععو قيععام وعععدم
استظلل{ وإنما }قعال صعلى اللعه عليعه وسعلم :لمععن نعذرت أن
تضرب على رأسه بالدف حين قععدم المدينععة أوفععي بنععذرك{ لمععا
اقترن به من غاية سرور المسععلمين وإغاظععة المنععافقين بقععدومه
فكان وسيلة لقربة عامة ول يبعد فيما هو وسيلة لهذه أنه مندوب
للزمه علععى أن جمعععا قععالوا بنععدبه لكععل عععارض سععرور ل سععيما
النكاح ،ومن ثم أمر به فيه فععي أحععاديث وعليععه فل إشععكال أصععل
)لكن إن خالف لزمه كفارة يمين على المرجح( في المذهب كمععا
بأصله واقتضاه كلم الروضة وأصلها في موضع لكععن المعتمععد مععا
صوبه في المجموع وصححه في الروضة كالشرحين أنه ل كفععارة
فيععه مطلقععا كععالفرض والمعصععية والمكععروه وخععبر} :ل نععذر فععي
معصية وكفارته كفارة يمين{ ضعيف اتفاقا
)ولو نذر صوم أيام( وأطلق لزمه ثلثة كما يأتي وإن عيععن عععددها
فمععا عينععه وفععي الحععالين )نععدب تعجيلهععا( >ص <82 :مسععارعة
لبراءة ذمته نعم إن عرض له ما هو أهم كسفر يشق فيعه الصععوم
كان التأخير أولى ذكره الذرعي أو كان عليه صوم كفارة سععبقت
النذر سن تقديمها عليه إن كانت علععى الععتراخي وإل وجععب ذكععره
البلقيني )فإن قيد بتفريق أو موالة وجب( ما قيد بععه منهمععا عمل
بمععا الععتزمه ،أمععا المععوالة فواضععح ،وأمععا التفريععق فلن الشععارع
اعتبره فععي صععوم التمتععع فععإن نععذر عشععرة مفرقععة فصععامها ولء
حسب له منها خمسععة )وإل( يقيععد بتفريععق ول مععوالة )جععاز( كععل
منهما لكن الموالة أفضل.
)أو( نذر صوم )سنة معينة( كسنة كذا أو سنة من الغد أو من أول
شععهر أو يععوم كععذا )صععامها وأفطععر العيععد( الفطععر والضععحى
)والتشريق( وجوبا لحرمة صومها ،والمراد عدم نية صععوم ذلععك ل
تعاطي مفطر خلفا للقفععال )وصععام رمضععان عنععه( ،لنععه ل يقبععل
غيره )ول قضاء( لنها ل تقبل صععوما فلععم تععدخل فععي نععذره )وإن
أفطرت لحيض أو نفاس وجب القضععاء فععي الظهععر( وانتصععر لععه
البلقيني ،لقبول زمنهما للصوم في ذاتععه فععوجب القضععاء كمععا لععو
أفطرت رمضان لجلهما )قلت الظهر ل يجب( القضاء )وبه قطععع
الجمهور ،والله أعلم( ،لن أيام أحدهما لما لم تقبل الصععوم ،ولععو
لعروض ذلك المانع لم يشملها النععذر )وإن أفطععر يومععا( منهععا )بل
عذر وجب قضاؤه( لتفويته البر باختياره )ول يجب استئناف سععنة(
بل له القتصار على قضاء ما أفطععره ،لن التتععابع كععان للععوقت ل
لكونه مقصودا في نفسعه كمعا فعي قضعاء رمضعان ،ومعن ثعم لعو
أفطرها كلها لم يجب الولء في قضائها ويتجه وجوبه من حيث إن
ما تعععدى بفطععره يجععب قضععاؤه فععورا ،وخععرج بقععوله بل عععذر مععا
أفطره بعذر فل يجب قضاؤه نعم إن أفطر لعععذر مععرض أو سععفر
لزمه القضاء خلفا لما يقتضيه كلم المتن فيهما والروضة وأصلها
في المرض وعجيب قول من قال إن المتن وأصععله ذكععرا وجععوب
القضاء في المرض وذلك ،لن زمنهما يقبل الصوم فشععمله النععذر
بخلف نحو الحيض فإن قلت :فما محل قععوله بل عععذر حينئذ ،لن
العععذار الول ذكععر أن ل قضععاء فيهععا فلععم يبععق إل عععذر السععفر
والمرض وهما يجب القضاء بهما قلت ل تنحصر العذار فيما ذكععر
بععل منهععا الجنععون والغمععاء فل قضععاء فيهمععا كمععا أفهمععه كلمععه
والضابط المعلوم مما ذكععر أن كععل مععا قبععل >ص <83 :الصععوم
عن النذر فأفطره يقضيه وما ل فل.
)فإن شرط التتابع( في نذر السنة المعينة ،ولو في نيته كما قععاله
الماوردي )وجب( بفطره يوما ،ولو لعذر سفر ومععرض أخععذا ممععا
مر في الكفارة وإن كانت قضععية سععياق المتععن فرضععه فععي عععدم
العذر الستئناف )في الصح( ،لن التتابع صار مقصودا
)أو( نذر صوم سنة )غيععر معينععة وشععرط التتععابع( فععي نععذره ،ولععو
بالنية )وجب( التتابع وفاء بمععا الععتزمه )ول يقطعععه صععوم رمضععان
عن فرضه و( ل )فطر العيد والتشريق( لستثناء ذلك شرعا ومععن
ثم لم يدخل في المعينة كما مر وخرج بعن فرضه صومه عن نذر
أو قضاء أو تطوع فعإنه باطععل وينقطععع بعه التتععابع )ويقضععيها( أي:
رمضععان والعيععد والتشععريق ،لنععه الععتزم صععوم سععنة ولععم يصععمها
)تباعععا( أي متواليععة )متصععلة بععآخر السععنة( عمل بشععرطه التتععابع
وفارقت المعينة بأن المعين في العقد ل يبدل بغيره والمطلق إذا
عين قد يبدل ،أل ترى أن المعبيع المعيعن ل يبعدل لعيعب ظهعر بعه
بخلف ما في الذمة هذا إن أطلق ،فإن نوى ما يقبل الصععوم مععن
سنة متتابعة لم يلزمه القضاء قطعا وإن نوى عدد أيام سنة لزمععه
القضاء قطعا ويحمعل مطلقهعا علعى الهلليعة )ول يقطععه حيعض(
ونفاس لتعذر الحتراز عنهما )وفي قضائه القولن( السابقان فععي
المعينة ،وقضيته ترجيح عدم القضاء وجععزم بععه غيععره ونععازع فععي
ذلك البلقيني وأطال لظهور الفرق بين المعينععة وغيرهععا ممععا مععر
وسبقه ابن الرفعة لبعض ذلك فقال :الشبه قضععاء زمععن الحيععض
كما في رمضان بل أولى قال الزركشي ومثلععه النفععاس )وإن لععم
يشرطه( أي :التتابع )لم يجب( لعدم التزامه فيصوم سععنة هلليععة
أو ثلثمائة وستين يوما.
)أو( نذر صوم )يوم الثنين أبدا لم يقض أثععاني رمضععان( الربعععة،
لن النذر ل يشملها لسبق وجوبها ،وحذفه نععون أثععاني صععوبه فععي
المجموع ووقع له في الروضة ولغيره إثباتها وهو لغة قليلة خلفععا
لمععن أنكععره وزعععم أن حععذفها للتبعيععة ،لحععذفها مععن المفععرد أو
للصافة مردود بأن التبعية لذلك لم ،تعهد وبأن أثانين ليععس جمععع
مذكر سالما ول ملحقا به بل حععذفها وإثباتهععا >ص <84 :مطلقععا
لغتان والحذف أكثر استعمال )وكذا( الثنين الخامس من رمضععان
و )العيد والتشريق فععي الظهععر( إن صععادفت يععوم الثنيععن قياسععا
على أثاني رمضان ،وكون هذا قد يتفععق وقععد ل ل أثععر لععه بعععد أن
تعلم العلة السابقة وهي سععبق وجوبهععا وليععس مثلهععا يععوم الشععك
لقبوله لصوم النذر وغيره كما مر )فلو لزمه صععوم شععهرين تباعععا
لكفارة( أو نذر )صامهما ويقضي أثانيهما( ،لنه أدخل علععى نفسععه
صععوم الشععهرين )وفععي قععول ل يقضععي إن سععبقت الكفععارة( أي
موجبها أو سبق نذر الشهرين المتتابعين )النذر( للثاني بأن لزمععه
صوم الشهرين أول ثم نذر صوم الثنين ،لن الثاني الواقعععة فيهععا
حينئذ مستثناة بقرينة الحال كما ل يقضي أثاني رمضععان )قلععت ذا
القول أظهر والله أعلم( وانتصر للول جمع محققون وأطالوا في
النتصار له وفرق بينه وبيععن أثععاني رمضععان بععأنه ل صععنع لععه فيععه
بخلف الكفارة )وتقضي( المرأة )زمن حيععض ونفععاس( وقععع فععي
الثاني ،والناذر زمن نحو مرض وقع فيها )فععي الظهععر( ،لنععه لععم
يتحقق وقوعه فيه فلععم يخععرج عععن نععذرها ،وقضععية كلم الروضععة
وأصععلها والمجمععوع وغيرهععا أنععه ل قضععاء فيهمععا واعتمععده جمععع
متأخرون وأجاب بعضهم عن سكوته هنا على مععا فععي أصععله بععأنه
للعلم بضعععفه ممععا قععدمه فععي نظيععره ،فععإن قلععت علععى مععا فععي
المنهاج هل يمكن فرق بين مععا هنععا وثععم ؟ قلععت نعععم ،لن وقععوع
الحيض في يوم الثنين بعينه غير متيقن بالنسععبة لهععا إذ قععد يلععزم
حيضها زمنا ليس منه يوم الثنين بخلف نحو يوم العيد فكان هععذا
كالمستثنى بخلف ذاك.
)أو( نذر )يوما بعينه( أي :صومه )لم يصم قبله( فإن فعل أثم ولم
يصح كتقديم الصلة على وقتها ول يجوز تأخيره عنه بل عععذر فعإن
فعل صح وكان قضاء ولو نذر صععوم خميععس ولععم يعيععن كفععاه أي
خميس كان وإذا مضى خميس أي :يمكنه صومه أخذا مما مر في
الصوم استقر في ذمته حتى لو مععات فععدى عنععه) .أو( نععذر )يومععا
من أسبوع( بمعنى جمعة )ثم نسيه صام آخره وهععو الجمعععة فععإن
لم يكن( المنذور )هو( أي :يوم الجمعة )وقع قضاء( وإن كان فقد
وفى بما التزمه وهذا صريح في صععحة نععذر المكععروه ل لععذاته ول
لزمه كما مععر >ص <85 :إذ المكععروه إفععراده بالصععوم ل نفععس
صومه وبه فععارق عععدم نععذر صععوم الععدهر إذا كععره ،وفععي أن أول
السبوع السبت وهو صععريح خععبر مسععلم وإن تكلععم فيععه الحفععاظ
كابن المديني والبخاري وجعلوه من كلم كعب وأن أبا هريرة إنما
سمعه منه فاشتبه ذلك على بعض الرواة فرفعععه ،ونقععل الععبيهقي
أنه مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة إن أول بدء الخلق فععي
الحد ل السبت ودل له خبر }خلق الله الرض يوم الحد{ إسناده
صالح ومن ثععم كععان الكععثرون علععى أن أولععه الحععد وجععرى عليععه
المصنف في تحريععره وغيععره وعليععه فيصععوم السععبت لكععن الععذي
اعتمده كالرافعي الول
)ومن( نذر إتمام كععل نافلععة دخععل فيهععا لزمععه الوفععاء بععذلك ،لنععه
قربة ،ومن ثم لو )شرع في صوم نفل( بأن نوى ،ولو قبل الزوال
وإن نازع فيه البلقينععي )فنععذر إتمععامه لزمععه علععى الصععحيح( ،لن
صومه صحيح فصح التزامه بالنذر ولزمه التمععام )وإن نععذر بعععض
يوم لم ينعقد( ،لنععه ليععس بقربععة )وقيععل يلزمععه يععوم( ،لن صععوم
بعض اليوم ل يمكن شرعا فلزمه يوم كامل ويجري ذلك فععي نععذر
بعض ركعة )أو( نذر )يوم قععدوم زيععد فععالظهر انعقععاده( ،لمكععان
الوفاء به بأن يعلمه قبل فينويه ليل ونيته حينئذ واجبة
)فإن قدم ليل أو فععي يععوم عيععد( أو تشععريق )أو فععي رمضععان( أو
حيض أو نفاس )فل شيء عليه( ،لنه قيد باليوم ولم يوجد القدوم
في زمن قابل للصوم نعم يسععن فععي الولععى صععوم صععبيحة ذلععك
الليل خروجععا مععن خلف مععن أوجبععه قععال الرافعععي :أو يععوم آخععر
شكرا لله تععالى )أو( قعدم )نهعارا( قعابل للصعوم )وهعو مفطعر أو
صائم قضاء أو نذرا وجب يوم آخر عن هذا( أي :نذره لقدومه كما
لو نذر صوم يوم معين ففاته وخرج بقضاء وما بعده ما لععو صععامه
عن القدوم بأن ظن قدومه فيه أي :بإحدى الطرق السابقة فيمععا
لو تحدث برؤية رمضان ليل فنوى كما ه و ظاهر فبيت النية ليلتععه
فيصح ول شيء عليه ،لنه بناه على أصععل صععحيح )أو( قععدم ،ولععو
قبل الزوال )وهو صائم نفل فكذلك( يلزمععه صععوم يععوم آخععر عععن
نذره ،لنه لم يأت بالواجب عليه بالنذر )وقيل يجب تتميمه( بقصد
كونه عن النذر )ويكفيه( عن نذره بنععاء علععى أنععه ل يجععب إل مععن
وقت القععدوم والصععح أنعه بقععدومه يتعبين وجعوبه مععن أول النهعار
لتعذر تبعيضه ،وبه يفرق بين هذا وما لو نذر اعتكاف يععوم قععدومه
فإن الصواب في المجموع ونقله عن النص واتفاق الصععحاب أنععه
ل يلزمه إل من حين القدوم ،ول يلزمععه قضععاء مععا مضععى منععه أي
لمكان تبعيضه >ص <86 :فلم يجب غير بقية يوم قدومه
)ولو قال :إن قدم زيد فلله علي صوم اليوم التالي ليوم قععدومه(
من تلوته وتليته تبعتععه وتركتععه فهععو ضععد والتلععو بالكسععر مععا يتلععو
الشيء والمراد بالتالي هنا التابع من غير فاصل )وإن قدم عمععرو
فلله علي صوم أول خميس بعده( أي يوم قدومه )فقدما( معععا أو
مرتبا )في الربعاء( بتثليث الباء والمد )وجب صوم يععوم الخميععس
عن أول النذرين( لسبقه )ويقضععي الخععر( لتعععذر التيععان بععه فععي
وقته نعم يصح مع الثم صوم الخميس عن النععذر الثععاني ويقضععي
يوما آخر عن النذر الول وفي المجموع ،لو قال إن قدم فعلي أن
أصوم أمس يوم قدومه لم يصح نذره على المذهب ووقع لشععارح
أنه قال عنه :صح نذره على المذهب وغلط فيه ونظير ما ذكر مععا
لو قال إن شفى الله مريضي فعلععي عتععق هععذا ثععم قععال إن قععدم
غائبي فعلي عتقه فحصعل الشعفاء والقعدوم لكعن فعي هعذه آراء،
رأى القاضي كما فهمه في التوسط عنه عدم انعقاد النععذر الثععاني
ويعتق عن الول ورأى العبادي النعقععاد ويعتععق عععن السععابق كمععا
نقله القاضي عنه ول يوجب الخير شيئا فإن وقعا معا أقرع بينهما
وثمرة القراع أن أي نذر خرجت القرعة له أعتقه عنه
ورأى البغوي أنه موقوف فإن وجدت الولى عتععق عنهععا وإل فعععن
الثانية والذي يتجه ترجيحه هو الخير ،لن النذر يقبل التعليق حتى
بالمعدوم وحينئذ فإذا علق بالقدوم لم يمكن إلغاؤه ،لحتمال عدم
العتق عن الول ،والعتق يحتاط له ول صحته الن لمعارضة نععذره
الول له وهو أولى بسبقه فععوجب العمععل بقضععيته مععا أمكععن وإذا
تعارضا لزم القول بوقفه وقععف تععبين فععإن وجععد الول عتععق عنععه
مطلقا وإل عتق عن الثاني فععإن قلععت :صععحة بيععع المعلععق عتقععه
بدخول مثل ووقفه تؤيد صحة نذر الثاني حتى يترتب عليه ما ذكععر
عن العبادي قلت :يفرق بأن الدخول المعلق به أول ل التزام فيععه
فجاز الرجوع عنه بنحو البيع بخلف النععذر هنععا فععإنه تعلععق بععالول
وهو ل يجوز الرجوع عنه ،ول إبطاله وصحة نذر الثاني يلزمها ذلك
بخلف القول بالوقف فتعين ،لن فيه وفاء بكل من الول والثاني
في الجملة فتأمله .قيل ويؤخذ >ص <87 :من صحة النذر الثاني
صحة بيعه قبل وجود الصفة ا ه وفيه نظر ،لن النععذر الثععاني وإن
قلنا بصحته ل يبطل العتق المستحق من أصله بخلف البيع
)فصل( .في نذر النسععك والصععدقة والصععلة وغيرهععا إذا )نععذر
المشي إلى بيت الله تعالى( وقيده بكونه الحرام أو نععواه أو نععوى
ما يختص به كالطواف فيما يظهر ،ومن ثععم كععان ذكععر بقعععة مععن
الحرم كدار أبي جهل كذكر البيت الحرام في جميع مععا يععأتي فيععه
)أو إتيانه( أو الععذهاب إليععه مثل )فالمععذهب وجععوب إتيععانه بحععج أو
عمرة( أو بهما وإن نفععى ذلععك فععي نععذره ويفععرق بينععه وبيععن نععذر
التضحية بهذه الشاة على أن ل يفرق لحمها فإنه يلغععو النععذر مععن
أصله بأن النذر والشرط هنا تضادا في معين واحد من كععل وجععه،
لقتضاء الول خروجها عن ملكه بمجرد النذر ،والثاني بقاءها على
ملكه بعد النذر بخلفهما ثم فإنهما لععم يتععواردا علععى شععيء واحععد
كذلك ،لن التيععان غيععر النسعك فلععم يضععاد نفيععه ذات التيععان بععل
لزمه ،والنسك ،لشدة تشبثه ولزومه كما يعرف مما مر في بععابه
ل يتأثر بمثل هذه المضادة لضعفها ثععم رأيععت شععيخنا أشععار لععذلك
في شرح الروض وفرق فععي شععرح البهجععة بععأن التضععحية ماليععة،
وإتيان الحرم بدنيععة وهععي أضععيق وفيععه نظععر لنهععم ألحقععوا الحععج
بالمالية في كثير من أحكامها وذلك ،لنه ل قربة في إتيان الحععرم
إل بذلك فلزم حمل للنذر على المعهود الشرعي ،ومن ثم لو نععذر
إتيان مسجد المدينععة أو بيععت المقععدس لععم يلزمععه شععيء كسععائر
المساجد ،أما إذا ذكر البيت ولم يقيده بذلك ول نواه فيلغو نععذره،
لن المساجد كلها بيوت الله تعععالى وبحععث البلقينععي أن مععن نععذر
إتيان مسجد البيت الحرام وهو داخل الحرم ل يلزمه شععيء ،لنععه
حينئذ بالنسبة إليه كبقية المساجد وله احتمععال آخععر والععذي يتجععه
أنه يلزمه النسك هنا أيضا >ص ،<88 :لن ذكر البيت الحععرام أو
جزء من الحرم في النذر صار موضوعا شرعا على التزام حععج أو
عمرة ومن بالحرم يصح نذره لهما فيلزمععه هنععا أحععدهما وإن نععذر
ذلك وهو في الكعبة أو المسجد حولها )فإن نذر التيان لم يلزمععه
مشي( ،لنه ل يقتضيه فله الركوب
)وإن نذر المشي( إلى الحععرم أو جععزء منععه )أو( نععذر )أن يحععج أو
يعتمر ماشيا فالظهر وجوب المشي( من المكان التي بيانه إلععى
الفساد أو الفوات أو فراغ التحللين وإن بقي عليه رمي بعدهما أو
فراغ جميع أركان العمرة وله الركوب فععي حععوائجه خلل النسععك
وإنما لزمه المشي في ذلك ،لنه التزم جعله وصفا للعبادة كما لو
نععذر أن يصععلي قائمععا ،وكععون الركععوب أفضععل ل ينععافي ذلععك لن
المشي قربة مقصودة في نفسععها وهععذا هععو الشععرط فععي النععذر،
وأما انتفاء وجود أفضل من الملتزم فغير شرط اتفاقا فانععدفع مععا
للشارح هنا وعجيب ممن زعم التنافي بين كون المشي مقصععودا
وكونه مفضول وفي خبر ضعععيف علععى مععا فيععه } :مععن حععج مكععة
ماشيا حتى يرجع إليها كتب الله له بكععل خطععوة سععبعمائة حسععنة
من حسنات الحرم الحسنة بمائة ألف حسنة{ ومع كون الركععوب
أفضل ل يجزئ عن المشععي فيلععزم بععه دم تمتععع كعكسععه ،لنهمععا
جنسان متغايران فلم يجز أحععدهما عععن الخععر كععذهب عععن فضععة
وعكسه ويفرق بين هذا ونذر الصلة قاعدا فإنه يجزئه القيام بععأن
القيام أو القعود من أجزاء الصلة الملتزمععة فععأجزأ الفاضععل عععن
المفضول ،لنه وقع تبعا والمشععي والركععوب خارجععان عععن ماهيععة
الحج وسببان متغايران إليه مقصودان فلم يجز أحدهما عن الخععر
وأيضا فالقيام قعععود وزيععادة كمععا صععرحوا بععه فوجععد المنععذور هنععا
بزيادة ول كذلك في الركوب والذهب مثل نعم يشععكل علععى ذلععك
قولهم لو نذر شاة أجزأه بدلها بدنة ،لنها أفضععل وقععد يفععرق بععأن
الشارع جعل بعض البدنة مجزيا عن الشاة حتى فععي نحععو الععدماء
الواجبة فإجزاء كلها أولى بخلف الذهب عن الفضة وعكسه فععإنه
لم يعهد في نحو >ص <89 :الزكاة فلم يجز أحدهما عععن الخععر.
ولو أفسد نسكه أو فاته لم يلزمه فيه مشي بل في قضععائه ،لنععه
الواقع عن نذره )فإن كان قال أحج( أو أعتمر )ماشعيا( أو عكسعه
)ف( يلزمه المشي )من حيث يحرم( من الميقععات أو قبلععه وكععذا
من حيث عن له بعده فيما إذا جاوزه غير مريد نسكا ثععم عععن لععه
فإن جاوزه مريدا غير محرم راكبا ،فينبغي لزوم دميععن للمجععاوزة
والركوب تنزيل لما وجب فعله منزلة فعله ثم رأيت كلم البلقيني
التي وهو صريح فيما ذكرتععه )ولععو قععال :أمشععي إلععى بيععت اللععه(
بقيده السابق )ف( يلزمه المشي مع النسك )من دويرة أهله في
الصح( ،لن قضية لفظعه أن يخععرج معن بيتعه ماشعيا )وإذا أوجبنععا
المشي( كما هععو المعتمععد )فركععب لعععذر( يبيععح تععرك القيععام فععي
الصلة )أجزأه( نسكه عن نذره لما صح أنه صلى الله عليه وسلم
أمر من عجز عنه بالركوب )وعليه دم( كدم التمتع )فععي الظهععر(
لما صح أنه صلى الله عليه وسلم أمععر أخععت عقبععة بععن عععامر أن
تركب وتهدي هديا وحملوه على أنها عجزت كما هو الغععالب وقيععد
البلقيني وجوب الدم بما إذا ركب بعد الحرام مطلقا أو قبله وبعد
مجاوزة الميقات مسيئا وإل فل إذ ل خلل في النسععك يععوجب دمععا
وفارق ذلك ما لو نذر الصلة قائما فقعد لعجز بأنه لم يعهد جبرها
بمال )أو( ركب )بل عذر أجزأه على المشهور( وإن عصععى كععترك
الحرام من الميقات )وعليه دم( على المشهور أيضا كدم التمتععع،
لنه إذا وجب مع العذر فمع عدمه أولىولععو نععذر الحفععا لععم يلزمععه،
لنه ليس بقربة وبحث السنوي لزومه فيما يسن فيه كعند دخعول
مكة.
)ومععن نععذر حجععا أو عمععرة لزمععه فعلععه بنفسععه( إن كععان صععحيحا
ويخرج عن نذره الحج بالفراد والتمتع والقران كمععا فععي الروضععة
والمجموع ويجوز له كل من الثلثة ول دم >ص <90 :مععن حيععث
النذر كما بينته مع البسط فيععه فععي الفتععاوى )فععإن كععان معضععوبا
استناب( ولو بمال كما في حجة السلم فيأتي في استنابته ونائبه
ما ذكروه فيهما في الحج من التفصيل فل يستنيب من علععى دون
مرحلتين مععن مكععة ،ول عيععن مععن عليععه حجععة السععلم أو نحوهععا
)ويستحب تعجيله في أول سععني المكععان( مبععادرة لععبراءة الذمععة
فإن خشي نحو عضب أو تلف مال لزمته المبععادرة )فععإن تمكععن(
لتوفر شروط الوجوب السابقة فيه فيما يظهر ويحتمل أن المععراد
بالتمكن قدرته على الحج عادة وإن لم يلزمه كمشعي قعوي فعوق
مرحلتين ثم رأيت عبارة البحر صريحة في هذا الحتمال ،وهي لو
قال إن شفى الله مريضي فلله علي أن أحج فشفي وجععب عليععه
الحععج ول يعتععبر فععي وجععوبه وجععود الععزاد والراحلععة ،وهععل يعتععبر
وجودهما في أدائه ظاهر المذهب أنه يعتبر وقيل ل يعتبران أيضا،
لنه كان قادرا علعى اسعتثناء ذلعك فععي نععذره انتهعت ،فلععم يجععل
وجودهما شرطا في لزومه لذمته وإنما جعلهما شععرط لمباشععرته
بنفسه أي ،:لنه يحتاط له أكثر كما يعلم ممععا مععر فيععه ثععم رأيععت
المجموع ذكر التفاق علععى أن الشععروط معتععبرة فععي السععتقرار
والداء معا وهععو صععريح فيمععا ذكرتععه أول ،وأن كلم البحععر مقالععة
)فأخر فمات حج( عنه )من ماله( لستقراره عليه بتمكنه منه في
حياته بخلف ما إذا لم يتمكن.
)وإن نذر الحج( أو العمععرة )عععامه( أو عامععا بعععده معينععا )وأمكنععه
لزمه( في ذلعك العععام إن لعم يكععن عليععه حعج إسعلم أو قضعاء أو
عمرته تفريعا على الصح أن زمن العبادة يتعيععن بععالتعيين فيمتنععع
تقديمه عليه ،أما إذا لم يعين العام فيلزمه في أي عام شععاء وأمععا
إذا عينه >ص <91 :ولم يتمكن من فعله فيه كععأن لععم يبععق مععن
سنة عينها ما يمكن الذهاب فيععه ،ولععو بععأن كععان يقطععع أكععثر مععن
مرحلة في بعض اليام فيما يظهر أخذا مما مر في الحععج للنسععك
فل ينعقد نذره ،ولو حج عن النذر وعليه حجععة السععلم وقععع عنهععا
)فإن( تمكن من الحج ولكن )منعه( منه )مععرض( أو خطععأ طريععق
أو وقت أو نسيان لحدهما أو للنسك بعد الحععرام فععي الكععل أي:
بعد تمكنه منه فيما يظهر )وجب القضاء( لستقراره بتمكنععه منععه
بخلف ما إذا لم يتمكن بأن عرض له بعض ذلك قبل تمكنععه منععه،
لن المنذور نسك في ذلك العام ولم يقععدر عليععه ونععازع البلقينععي
وأطال في إيجاب القضاء مطلقا )أو( منعه قبل الحععرام أو بعععده
)عدو( أو سلطان أو رب دين ولم يمكنه الوفاء حتى مضى إمكان
الحج تلك السنة )فل( يلزمه القضاء )في الظهر( كمععا فععي نسععك
السلم إذا صد عنه في أول سني المكععان وفععارق نحععو المععرض
بجواز التحلل به من غير شرط بخلف نحو المرض.
)أو( نذر )صلة أو صوما في وقت( يصحان فيه )فمنعه مععرض أو
عدو( كأسير يخاف إن لم يأكل قتععل وكععأن يكرهععه علععى التلبععس
بمنافي الصلة جميععع وقتهععا )وجععب القضععاء( لوجوبهععا مععع العجععز
بخلف الحععج شععرطه السععتطاعة ،وبقولنععا :كأسععير يخععاف ينععدفع
استشكال الزركشي تصور المنع مععن الصععوم بععأنه ل قععدرة علععى
المنع من نيته ،والكل للكراه ل يفطععر >ص <92 :وبقولنععا كععأن
يكرهه إلى آخره يعلم الجواب عن قوله :إنععه يصععلي كيععف أمكععن
في الوقت المعين ثم يجب القضاء ،لن ذلك عععذر نععادر كمععا فععي
الواجب بالشرع ا ه فهم لم يسكتوا عن هذا إل لكون الغععرض مععا
ذكرناه فإن انتفى تعين ما ذكره ووقع لهما في العتكععاف أنهععا ل
تتعين في الوقت المعين بالنذر والمعتمد ما هنا من التعين نعععم ل
يتعين وقت مكروه عين لصلة ل تنعقد فيه ،لنه معصية )أو( نذر
)هديا( لنعم أو غيره مما يصح التصدق بعه >ص <93 :حعتى نحعو
دهن نجس وعينه في نذره أو بعععده كععذا وقععع فععي شععرح المنهععج
وفيه نظر ،لن التعيين بعد النذر إنما يكون في المطلععق وسععيأتي
أن المطلق ينصرف لما يجزي أضحية فل يصح تعييععن غيععره وبمععا
قررته في معنى هديا اندفع اعتراضه بأنه لو قال بدله :شععيئا كععان
أولى )لزمه حمله( إن كان مما يحمل ولم يكن بمحله أزيععد قيمععة
كما في الصورة التية )إلى مكة( أي حرمها إذ إطلقها عليه سائغ
أي :إلى ما عينه منه إن عين وإل فإليه نفسععه ،لنععه محععل الهععدي
قال تعالى }هديا بالغ الكعبة{ أو التصدق به )على من( هو مقيععم
أو مستوطن )بها( من الفقععراء والمسععاكين السععابقين فععي قسععم
الصدقات ويجب التعميم في المحصورين بأن سععهل عععدهم علععى
الحاد ويجوز في غيرهم القتصععار علععى ثلثععة ويجععب عنععد إطلق
الهدي كونه مجزيا فععي الضععحية ،لن الصععح أن النععذر يسععلك بععه
مسلك الواجب الشرعي غالبا وعليه إطعععامه ومؤنععة حملععه إليهععا
فإن لم يكن له مال بيععع بعضععه لععذلك سععواء أقععال أهععدي هععذا أم
جعلته هديا أم هديا للكعبة ثم إذا حصل الهدي في الحرم إن كععان
حيوانا يجزي أضحية وجعب ذبحعه وتفرقتععه عليهععم ويتعيععن الحععرم
لذبحه أو ل يجزي أعطاه لهم حيا فإن ذبحه فرقه وغرم مععا نقععص
بالذبح .ولو نععوى غيععر التصععدق كالصععرف لسععتر الكعبععة أو طيبهععا
>ص <94 :تعين صرفه فيما نواه ،وأطلق شارح في الشمع أنععه
يشعل فيها ،وفي الزيت أنه يجعععل فععي مصععابيحها ويتعيععن حملععه
على ما لو أضاف النذر إليها واحتيععج لععذلك فيهععا وإل بيععع وصععرف
لمصالحها كما هو ظععاهر ،ولععو عسععر التصععدق بعينععه كلؤلععؤ بععاعه
وفرق ثمنه عليهم ثم إن استوت قيمتععه ببلععده والحععرم تخيععر فععي
بيعه فيما شاء منهما وإل لزمه بيعه في الزيد قيمة وإن كان بيععن
بلده والحرم فيما يظهر ،أمععا مععا ل يمكععن حملععه أو يعسععر كعقععار
ورحى فيباع ويفرق عليهم ثمنه ،وتلف المعين في يععده ل يضععمنه
أي :إل إن قصر كما هو ظاهر وظاهر كلمهم أن المتععولي لجميععع
ذلك هو الناذر وأنه ليس لقاضي مكة نزعه منه وهو ظاهر ويظهر
ترجيح أنه ليس له إمساكه بقيمته ،لنه متهم فععي محابععاة نفسععه،
ولتحاد القابض والمقبض وأفتى بعضهم في إن قضى الله حاجتي
فعلي للكعبة كذا بأن يتعين لمصععالحها ول يصعرف لفقععراء الحععرم
كما دل عليه كلم المهذب وصرح به جمع متأخرون وخععبر مسععلم
}لول قومك حديثو عهد بكفر لنفقت كنز الكعبة في سبيل اللععه{
المراد بسبيل الله فيه إنفاقه في مصالحها
)أو( نذر )التصدق( أو الضحية وكذا النحر إن ذكععر التصععدق بععه أو
نواه بالنسبة لغير الحرم )على أهععل بلععد( ،ولععو غيععر مكععة )معيععن
لزمه( وتعيععن للمسععاكين المسععلمين منهععم وفععاء بععالملتزم >ص:
<95وقياس ما مر في قسم الصدقات أنه يعمم به المحصععورين
وله تخصيص ثلثة به في غيععر المحصععورين) .أو( نععذر )صععوما( أو
نحوه )في بلد( ،ولو مكة )لم يتعين( فيلزمععه الصععوم ويفعلععه فععي
أي محل شاء ،لنه قربة فيه في محل بخصوصععه ول نظععر لزيععادة
ثوابه فيها ولذا لم يجب صوم الدم فيهععا بععل لععم يجععز فععي بعضععه
)وكذا صلة( ومثلهععا العتكععاف كمععا مععر نععذرها ببلععد أو مسععجد ل
يتعين لذلك نعم لو عين المسععجد للفععرض لزمععه ،ولععه فعلععه فععي
مسجد غيره وإن لم يكن أكثر جماعة فيما يظهر خلفععا لمععن قيععد
به لنا إنما أوجبنا المسجد ،لنه قربعة مقصعودة فعي الفعرض معن
حيث كونه مسجدا فليجزئ كل مسجد لذلك ويظهععر أن مععا يسععن
فيه من النوافعل كعالفرض )إل المسعجد الحعرام( فيتعيعن للصعلة
بالنذر لعظيم فضله وتعلق النسك به وصح أن الصععلة فيععه بمععائة
ألف صلة ،بل استنبطت من الخبار كما بينته في حاشية مناسععك
المصنف أنها فيععه بمععائة ألععف ألععف ألععف صععلة فععي غيععر مسععجد
المدينة والقصى وبه يتضح الفرق بينها وبين الصعوم ،والمععراد بعه
الكعبة والمسجد حولها مع ما زيد فيه وقيععل جميععع الحععرم )وفععي
قول( إل المسجد الحرام )ومسجد المدينة والقصى( لمشاركتهما
له في بعض الخصوصيات للخبر الصحيح }ل تشد الرحال إل إلععى
ثلثة مساجد{ وبينت معناه في كتابي الجوهر المنظم فععي زيععارة
القبر المكرم )قلت الظهر تعينهما كالمسجد الحرام والله أعلععم(
ونازع فيه البلقيني نقل ودليل بما فيه نظععر ظععاهر ويقععوم مسععجد
مكة مقامهما ومسجد المدينة مقام القصى ول عكس فيهمععا ثععم
تلك المضاعفة إنما هي فععي الفضععل فقععط ل فععي الحسععبان عععن
منذور أو قضاء إجماعا >ص <96 :وبحث الزركشي تعين مسجد
قباء لصحة الخبر أن ركعتين فيه كعمرة) .أو( نذر )صوما مطلقععا(
بأن لم يقيده بعدد لفظا ول نية )فيوم( ،لنه أقععل مععا يتصععور فيععه
فهو المتيقن وإن وصفه بطويل أو كثيرا أو حينا أو دهرا وقد يجععب
اليوم الواحد استقلل في جزاء الصيد والبلوغ والفاقة قبيل فجععر
آخر يوم من رمضان )أو( نذر )أياما فثلثة( منها يجب صومها لنها
أقل الجمع ،ومر وجوب التبييت في كل صوم واجععب ويظهععر فععي
اليام ذلك أيضا واعتماد شارح قول السععنوي فععي التمهيعد يلزمعه
صوم الدهر بعيد ،ويلزمهما أنه لو نذر التصدق بالدراهم وماله كله
دراهم أن يتصدق بجميعها وكلمهم في القرار يرده ،أو أن يشععيع
الجنائز أو يعود المرضى لزمه عيادة كل مريض وتشييع كل جنازة
وهو بعيد وقياس كلمهم المذكور أنععه ل يلزمععه إل ثلثععة )أو( نععذر
)صدقة ف( يجزئه التصدق وإن قال بمععال عظيععم )بمععا( أي :بععأي
شيء )كان( وإن قل مما يتمول إذ ل يكفي غيععره لطلق السععم،
لن أحد الشركاء في الخلطة قد تجيء حصته كذلك
)فروع( .لو نذر التصدق بجميع مععاله لزمععه إل بسععاتر عععورته وإن
كان عليه دين مستغرق من غير حجر كمععا بينتععه فععي كتععابي قععرة
العين ببيان أن التبرع ل يبطله الععدين ،ومععر أنععه لععو نععذر التصععدق
بمال بعينه زال عن ملكه بمجرد النذر فلو قععال علععي أن أتصععدق
بعشعععرين دينعععارا >ص <97 :وعينهعععا علعععى فلن أو إن شعععفي
مريضي فعلي ذلك فشفي ملكها وإن لم يقبضها ،ول قبلهععا لفظععا
بل وإن رد كما مر فله التصرف فيها وينعقد حول زكاتها من حيععن
النذر ،وكذا إن لم يعينها ولم يردها المنذور له فتصير دينا له عليه
ويثبت لها أحكام الديون من زكاة وغيرها كالسععتبدال عنهععا وكععذا
البراء منها وقول ابن العماد :ل يصح البراء منها كمععا لععو انحصععر
مستحقو الزكاة وملكوها ليس لهم البراء معردود ،وقععد قعال ابععن
الرفعة القيععاس جععواز العتيععاض والبععراء فععي الزكععاة وإنمععا منععع
منهما التعبد وظاهر كلم المام جوازهما فيهععا ففععي النععذر أولععى،
وكذا له الدعوى والمطالبة بها خلفا للزركشععي والحلععف لعو نكععل
الناذر ويورث عنععه كمععا فععي مسععتحقي الزكععاة إذا انحصععروا قععال
السنوي :وإنما لم يجبر المستحق هنععا علععى القبععول بخلفععه فععي
الزكاة ،لن الناذر هو الذي كلف نفسععه ،والزكععاة أوجبهععا الشععارع
ابتداء فالمتناع منهععا يععؤدي إلععى تعطيععل أحععد أركععان السععلم ا ه
وفرق أيضا بأن مستحقي الزكاة ملكوهععا بخلف مسععتحقي النععذر
وفيه نظر بععل ل يصععح إطلقععه لمععا تقععرر مععن أنهععم ملكععوه أيضععا
بتفصيله المذكور .وأفتى بعضهم فيمن نذر لخر بالسععكنى بملكععه
مدة معلومععة فمععات المنععذور لععه لععم تسععتحق ورثتععه شععيئا لعععدم
شمول لفظ النذر لهم ،أو الناذر لم يبطل حق المنذور له ووافقععه
جمع على الشق الول فقالوا لو استأجر دارا فنذر لفلن كل سنة
بكذا ما دامت تحت يده ثم مات المنذور له لم تستحق ورثته ذلك
وخالف بعضهم ،لن النذر حق قد ثبت للمععورث فليثبععت للععوارث،
وإذا ورث وارث الموصى له الميت قبل القبععول فععوارث المنععذور
له أولى ،لن النذر ألزم من الوصية ،ولو مات النععاذر فععي مسععألة
الجارة لم يستحق المنذور له فضل عععن ورثتععه شععيئا ،لن النععاذر
قيد بما دامت الدار تحت يده وبموته زال كونها تحعت يعده فبطععل
النذر كما لو كان حيا وعادت لمالكها.
وأفتى بعضهم في مدين مات وله تركة فضمنه بعض أولده فنععذر
المستحق أنه ل يطالبه مدة معلومة بأنه ل يصح النذر ،لنه يععؤدي
إلى تأخير براءة ذمة الميت وهو غير جائز ،وفيه نظعر ل سعيما إن
قلنا بأن الميت برئ بمجرد الضمان على ما اقتضاه ظاهر حععديث
أبي قتادة المار مع الكلم عليه آخر الجنائز ،ولو كععان لععه فععي دار
نصف فنذر لفلن بنصفها نزل على الحصر كالوصية بجامع القربة
فيصح النذر بجميع نصفه ،وقال الذرعي التنزيل على نصععيبه فععي
الوصية ونحوها من القرب ظاهر من حيث المعنععى ل اللفععظ ا ه.
ولو سأل عامي دائنه أن يلقنه صيغة رهن داره بدينه فلقنه صععيغة
النذر بها له ثم ادعى بها عليه فقععال إنمععا رهنتهععا وأنععا جاهععل بمععا
لقنه لي قبل بيمينه إن خفي عليععه ذلععك لعععدم مخععالطته للفقهععاء
أخذا من قععول ابععن عبععد السععلم فععي قواعععده لععو نطععق العربععي
بكلمات غريبة ل يعرف معناها شرعا كأنت طالق للسنة كان لغوا
إذ ل شعور له بمدلول اللفععظ حععتى يقصععده بععه وكععثيرا مععا يخععالع
الجهال بين أغبياء ل يعرفون مدلول لفظ الخلع ويحكمون بصععحته
للجهل بهذه القاعدة ا ه .وبحثععه الذرعععي فععي العمععرى والرقععبى
لعدم استحضاره لذلك وجرى عليه الزركشععي وغيععره ،وفععي نحععو
إن شععفي مريضععي فعلععي عتععق هععذا ه ل يصععح نحععو بيعععه قبععل
الشفاء ؟ اختلف فيه المتأخرون والوجه كما علععم ممععا مععر أوائل
الباب وقبيل الفصل عدم الصحة لتعلق النذر الملععتزم بعه نععم إن
بان عدم الشفاء كأن مات فالذي يتجه تبين صحة البيع أخععذا ممععا
مر قبيل الفصل ،لن العبرة بما فععي نفععس المععر وحينئذ فمعنععى
عدم الصحة الذي ذكرته عععدمها الن نظيععر مععا مععر قبيععل الفصععل
وبهذا يجمع بين كلم المتأخرين المتنافي في نحو ذلععك .ولععو نععذر
التصدق بعشرين دينارا مثل في ذمتععه ولععم يعيعن المتصعدق عليععه
لزم المام مطالبته فقد قال الرافعي :لو علم المام من رجل أنه
ل يؤدي الزكاة الباطنة بنفسه فهل له أن يقول لععه إمععا أن تفععرق
بنفسك وإما أن تدفع إلي حتى أفرق وجهان يجريان في المطالبة
بالنذور والكفارات زاد المصنف الصععح وجععوب هععذا القععول إزالععة
للمنكر ونظر فيه ابن الرفعة بأنه ل يجب الوفععاء بهععذين فععورا ثععم
حملهما على كفارة عصى بسببها ونذر صرح فيه بالفور ،ومر فععي
هذا مزيد فراجعه
)أو( نذر )صلة فركعتععان( >ص <98 :تجزيععانه حمل علععى ذلععك
ويجب فعلهما بتسليمة واحدة أو صلتين وجععب التسععليم فععي كععل
ركعتين )وفي قول ركعة( حمل على جائزه ول يكفيه سجدة تلوة
أو شكر )فعلى الول يجب القيام فيهما مع القدرة( ،لنهما ألحقععا
بواجب الشرع )والثاني ل( إلحاقا بجائزه )أو( نععذر )عتقععا( عبععارة
أصله إعتاقا كالتنبيه قيل :وعجيب تغييرها مععع قععوله فععي تحريععره
إنكاره جهل لكنه أحسن ا ه ويجععاب بععأن فععي تغييرهععا الععرد علععى
المنكر فكان أهم من ارتكاب الحسن )فعلى الول( تجععب )رقبععة
كفارة( وهي رقبة مؤمنة سليمة مععن عيععب يخععل بالعمععل )وعلععى
الثاني رقبة( وإن لم تجز كمعيبة وكافرة حمل على جععائزه )قلععت
الثاني هنا أظهر والله أعلم( ،لن الصل براءة الذمة فععاكتفي بمععا
يقع عليه السعم ولتشععوف الشعارع إلعى العتععق مععع كععونه غرامععة
سععومح فيععه وخععرج عععن قاعععدة السععلوك بالنععذر مسععلك واجععب
الشرع) .أو( نذر )عتق كافرة معيبة أجزأه كاملة( ،لنها أفضل مع
اتحاد الجنس )فإن عين ناقصة( بنحو كفر أو عيب كعلي عتق هذا
أو هذا الكافر )تعينت( ولم يجز إبدالها ولو بخير منها لتعلععق النععذر
بعينها وإن لم يزل ملكه عنهععا بععه)أو( نععذر )صععلة قائمععا لععم تجععز
قاعدا( ،لنه دون ما التزم )بخلف عكسه( بأن نععذرها قاعععدا فلععه
القيام ،لنععه أفضععل مععع اتحععاد الجنععس ول يلزمععه وإن قععدر علععى
المعتمععد)أو( نععذر )طععول قععراءة الصععلة( المكتوبععة أو غيرهععا أو
تطويل نحو ركوعها أو القيام في نافلععة أو نحععو تثليععث وضععوء)أو(
نذر )سورة معينة( يقرؤها >ص <99 :فععي صععلته ،ولععو نفل )أو(
نذر )الجماعة( فيما تشرع فيه من فرض أو نفل )لزمه( ذلك ،لنه
قربة مقصودة وتقييدهما هععذه الثلثععة بععالفرض إنمععا هععو للخلف،
ومن ثم أخذ منه تغليط من أخذ منه تقييد الحكم بذلك
)تنبيه( .لععم أر ضععابطا للتطويععل الملععتزم بالنععذر هنععا فيحتمععل أن
يضبط بععالعرف وفيعه نظععر ،لنعه أمععر نسععبي فل يضععبطه العععرف
والذي يظهععر أنععه يجععزئه أدنععى زيععادة علععى مععا يسععن لمععام غيععر
محصععورين القتصععار عليععه ،وأمععا قععول البلقينععي محععل وجععوب
التطويل إذا لم يكن إمامععا فععي مكععان ل تنحصععر جمععاعته وإل لععم
يلزمه التطويل لكراهته فهو وإن كان فيه إشارة لما ذكرتععه إل أن
كراهة أدنى زيادة على ما يسن لمام غيععر المحصععورين القتصععار
عليه ممنوعة وحينئذ فيسقط ما بحثه).والصحيح انعقاد النذر بكععل
قربة ل تجب ابتداء كعيادة( لمريض تسن عيععادته )وتشععييع جنععازة
والسلم( أي :ابتدائه حيث شرع وكذا جوابه ما لم يتعيععن لمععا مععر
في فرض الكفاية قال :وحذفت قول المحرر علععى الغيععر ليهععامه
الحتراز عن سلمه علععى نفسععه عنععد دخععوله بيتععا خاليععا ول يصععح
فإنهما سواء انتهععى ونععازعه الذرعععي بععأن سععلمه علععى نفسععه ل
يفهم >ص <100 :من نذر السععلم قععال :فيتجععه أنععه ل يجععب إل
بنيععة أو بقرينععة تععدل عليععه وكتشععميت العععاطس وزيععارة القععادم
وتعجيععل مؤقتععة أول وقتهععا ،لن الشععارع رغععب فيهععا فكععانت
كالعبادات الذاتية ومنها التزوج فيصح نذره ،حيث سن له كمعا مععر
في بابه ومنهععا التصععدق علععى ميععت أو قععبره إن لععم يععرد تمليكععه
واطرد العرف بأن ما يحصل له يقسم على نحو فقراء هناك فععإن
لم يكععن عععرف هنععاك بطععل قععال السععبكي :والقععرب عنععدي فععي
الكعبة والحجرة الشريفة والمساجد الثلثة أن من خرج من مععاله
عن شيء لها واقتضى العرف صرفه في جهة من جهاتهععا صععرف
إليها واختصت به ا ه فإن لم يقتض العرف شيئا فالععذي يتجععه أنععه
يرجع في تعيين المصرف لرأي ناظرها ،وظاهر أن الحكععم كععذلك
في النذر إلى مسجد غيرها خلفا لما يوهمه كلمه ،ومنهععا إسععراج
نحو شمع أو زيت بمسجد أو غيره كمقبرة إن كان ثععم مععن ينتفععع
به ،ولو على نذور فيجب الوفاء به وإل فل وخععرج بل تجععب ابتععداء
ما وجب جنسه شرعا كصلة وصدقة وصععوم وحععج وعتععق فيجععب
بالنذر قطعععا >ص <101 :والععواجب العينععي والمخيععر ومععا علععى
الكفاية إذا تعين كما مر ول بد في الضابط من زيعادة أن ل يبطععل
رخصة الشرع ،ليخرج نذر عدم الفطععر فععي السععفر مععن رمضععان
ونذر التمام فيه إذا كان الفضل الفطر والقصر فإنه ل ينعقد.
كتاب القضاء
بالمد ،وهو لغة :إحكععام الشععيء وإمضععاؤه وجععاء لمعععان أخععر
كالوحي ،والخلق وشرعا :الولية التية أو الحكم المععترتب عليهععا،
أو إلزام من له اللزام بحكم الشرع فخععرج الفتععاء ،والصععل فيععه
الكتاب ،والسنة وإجماع المة في الخبر المتفععق عليععه }إذا حكععم
الحاكم أي :أراد الحكم فاجتهد ،ثم أصاب فلععه أجععران ،وإذا حكععم
فاجتهد ،ثم أخطأ فله أجر{ وفي رواية صحيحة بدل الولى }فلععه
عشرة أجور{ قال في شرح مسععلم :أجمععع المسععلمون علععى أن
هذا في حاكم عالم مجتهد ،أمععا غيععره فععآثم بجميععع أحكععامه ،وإن
وافق الصواب وأحكامه كلها مععردودة ،لن إصععابته اتفاقيععة ،وروى
الربعة ،والحاكم ،والبيهقي خبر }القضععاة ثلثععة قععاض فععي الجنععة
وقاضيان في النععار{ وفسععر الول بععأنه عععرف الحععق وقضععى بععه،
والخرين بمن عرف وجار ومععن قضععى علععى جهععل >ص<102 :
والذي يستفيده بالولية إظهار حكععم الشععرع وإمضععاؤه فيمععا رفععع
إليه بخلف المفتي فإنه مظهععر ل ممععض ،ومععن ثععم كععان القضععاء
بحقه أفضل من الفتاء ،لنععه إفتععاء وزيععادة )هععو( أي :قبععوله مععن
متعددين صالحين ففيععه اسععتخدام )فععرض كفايععة( بععل هععو أسععنى
فروض الكفايات حتى قال الغزالي :إنه أفضل مععن الجهععاد وذلععك
للجماع مع الضطرار إليه ،لن طباع البشر مجبولة على التظالم
وقل من ينصف مععن نفسععه ،والمععام مشععغول بمععا هععو أهععم منععه
فوجب من يقوم بعه فععإن امتنععع الصعالحون لعه منعه أثمعوا وأجعبر
المام أحدهم ،أما تقليده ففرض عين على المام فورا في قضععاء
القليم وعلى قاضي القليم فيما عجععز عنععه كمععا يععأتي ،ول يجععوز
إخلء مسافة العدوى عن قععاض ،أو خليفععة لععه ،لن الحضععار مععن
فوقها مشق وبه فارق اعتبار مسافة القصر بين كل مفععتيين قععال
البلقيني :وإيقاع القضاء بين المتنازعين فرض عيععن علععى المععام،
أو نائبه ،ول يحل له الدفع إذا كان فيه تعطيل وتطويل نزاع .ومن
صريح التولية وليتععك أو قلععدتك القضععاء ،ومععن كنايتهععا عععولت ،أو
اعتمدت عليك فيه ،ويشترط القبول لفظا ،وكذا فورا في الحاضر
وعند بلوغ الخبر في غيره هذا ما في الجواهر وغيرهععا ،لكععن لمععا
نقله عن الماوردي بحثا أنه يأتي هنععا مععا مععر فععي الوكالععة فعليععه
الشرط عدم الرد
)فإن تعين( له واحد بأن لم يصلح غيععره )لزمععه طلبععه( ولععو ببععذل
مال إن قدر عليه فاضل عما يعتبر في الفطععرة فيمععا يظهععر ،وإن
خاف الميل ،أو علم أن المام عالم به ولم يطلبععه منععه بععل عليععه
الطلب ،والقبععول ،والتحععرز مععا أمكنععه فععإن امتنععع أجععبره المععام،
وليس امتناعه مفسقا ،لنععه غالبععا إنمععا يكععون بتأويععل ،نعععم بحععث
الذرعي أنه لو ظن عدم الجابة لم يلزمه الطلب وفيه نظر قوله
فإن أوجبناه إلخ هكذا في النسخ ولعععل هنععا سععقطا فحععرر >ص:
<103وقولهم :يجب المر بالمعروف ،وإن علم أنهم ل يمتثلععونه
صريح فععي وجععوب الطلععب هنععا ،وإن علععم أنهععم ل يجيبععونه )وإل(
يتعين عليه نظر )فإن كان غيره أصلح( سن للصلح طلبه وقبععوله
إن وثععق بنفسععه فععإن سععكت )وكععان يتععوله( أي :يقبلععه إذا وليععه
)فللمفضول القبععول( إذا بععذل لعه مععن غيععر طلعب وتنعقععد تععوليته
كالمامة العظمى )وقيل ل( يجوز له القبول فل تنعقد توليته لخبر
البيهقي والحاكم }من استعمل عامل على المسلمين ،وهععو يعلععم
أن غيره أفضل منه{ وفي روايععة }رجل علععى عصععابة وفععي تلععك
العصععابة مععن هععو أرضععى للععه منععه فقععد خععان اللععه ،ورسععوله،
والمؤمنين{ واعتمده البلقيني إذا كان الفاضل مجتهععدا ،أو مقلععدا
عارفا بمدارك إمامه ،والمفضول ليس كذلك وخرج بيتععوله غيععره
فهو كالعدم ،ول يجبر الفاضل هنا ومحعل الخلف حيعث لعم يتميعز
المفضول بكونه أطوع في الناس ،أو أقرب إلى القلوب ،أو أقوى
في القيام في الحق ،أو ألزم لمجلس الحكم وإل جاز لععه القبععول
بل كراهة وانعقدت وليته قطعا) .و( على الول )يكره طلبععه( أي:
المفضول وقبوله مع وجود الفاضل الغير الممتنع لخطره وتقععدمه
على من هو أحق منه )وقيل يحرم( طلبه ،أما على الثاني فيحععرم
طلبه جزما فتفريع شارح هذا على الثاني غيععر صععحيح )وإن كععان(
غيره )مثلععه( وسععئل بل طلععب )فلععه القبععول( بل كراهععة بععل قععال
البلقيني :يندب له ،لنه من أهله وقد أتاه من غيععر مسععألة فيعععان
عليه أي :كما في الحديث ،نعم إن خاف على نفسه لزمه المتناع
كما في الذخائر ،ورجحه الزركشي
)ويندب( له القبول و )الطلب( للقضاء حيث أمن على نفسه منععه
كما هو ظاهر )إن كان خامل( أي :غير مشععهور بيععن النععاس بعلععم
)يرجععو بععه نشععر العلععم( ونفععع النععاس بععه )أو( كععان غيععر الخامععل
)محتاجا إلى الرزق( من بيت المال على الولية ،وكذا إن ضععاعت
حقوق الناس >ص <104 :بتولية جاهل ،أو ظالم فقصعد بطلبععه،
أو قبوله تداركها )وإل( يوجد أحعد هعذه السعباب الثلثعة )فعالولى
تركه( أي :الطلب كالقبول لما فيه من الخطر من غير حاجة وهذا
هععو سعبب امتنعاع أكععثر السعلف الصعالح منععه )قلععت :ويكععره( لعه
الطلععب ،والقبععول )علععى الصععحيح واللععه أعلععم( ،لععورود نهععي
مخصوص فيه وعليه حملت الخبار المحذرة منه كععالخبر الحسععن
}من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين{ كناية عن عظيم خطععره
المؤدي إلى فظيع هلكه ويصح كونه كناية عن علي رفعته بقيععامه
في الحق المؤدي إلى إيذاء الناس له بما هو أشد من ذلك الذبععح.
ويحرم الطلب على جاهل وعالم قصد انتقاما ،أو ارتشععاء ،ويكععره
إن طلبه للمباهاة ،والستعلء كذا قيل ،والوجعه أنعه حعرام بقصعد
هذين أيضا هذا كله حيث ل قاضي متول ،أو كععان المتععولي جععائرا،
أما صالح متول فيحرم السعي في عزله على كل أحد ولو أفضععل
ويفسق به الطالب ول يؤثر بذل مال مع الطلب ممن تعين عليععه،
أو ندب له لكن الخذ ظالم ،فععإن لععم يتعيععن ول نععدب حععرم عليععه
بذله ابتداء ل دواما ،لئل يعزل ،ويسن بذله لعزل غير صالح وينفععذ
العزل ،وإن أثم به العازل ،والتوليععة ،وإن حععرم الطلععب ،والقبععول
مطلقععا خشععية الفتنععة) .والعتبععار فععي التعيععن( السععابق )وعععدمه
بالناحية( ويظهر ضععبطها بععوطنه ودون مسععافة العععدوى منععه بنععاء
على أنه >ص <105 :يجب في كل مسافة عععدوى نصععب قععاض
فيجري في المتعين وغيره ما مر من أحكام التعييععن وعععدمه فععي
الطلب ،والقبول في وطنه ودون مسافة العدوى منه دون الععزائد
على ذلك ،لنه تعذيب لما فيه من ترك الوطن بالكليععة ،لن عمععل
القضاء ل غاية له ،بخلف سائر فععروض الكفايععات المحوجععة إلععى
السفر كالجهاد وتعلم العلم ،نعم لععو عيععن المععام قاضععيا وأرسععله
إليها لزمه المتثال ،والقبول ،وإن بعدت ،لن المام إذا عين أحععدا
لمصععالح المسععلمين تعيععن .وعلععى هععذا التفصععيل يحمععل قععول
الرافعي :إنما لم يكلف السفر لما فيه من التعذيب بهجر الوطن،
إذ القضاء ل غاية له واعتراض ابن الرفععة لعه بقععول ابععن الصعباغ
وغيره يلزم المام أن يبعث قاضيا لمن ليس عنععدهم قععاض .وقععد
جمع الذرعي بنحو ما ذكرته فقال :يتعين حمل ما ذكره الرافعععي
عن الئمة على وجود صالح للقضععاء فععي البلععد المبعععوث إليععه ،أو
بقربه وكلم ابن الصباغ وغيره على عكععس ذلععك ،إذ ل ريععب فععي
وجوب البعث حينئذ على المام ووجوب امتثال أمره ،وإل وهو مععا
اقتضاه كلم الرافعي لزم تعطيل الحقوق في البلد التي ل صععالح
فيها ،ومن ثم أبطل البلقيني كلم الرافعي نقل ودليل ،ومنععه }أنعه
صلى الله عليه وسلم أرسل عليا إلى اليمععن قاضععيا وأبععا موسععى
ومعاذا{ واستمر على ذلك عمل الخلفاء الراشدين ومن بعدهم.
التقليد
)فروع( في التقليد يضععطر إليهععا مععع كععثرة الخلف فيهععا وحاصععل
المعتمد من ذلك أنه يجوز تقليد كل من الئمة الربعة ،وكععذا مععن
عداهم ممن حفظ مذهبه فععي تلععك المسععألة ودون حععتى عرفععت
شروطه وسائر معتبراته فالجماع الذي نقله غير واحد علععى منععع
تقليد الصحابة يحمل على ما فقد فيه شععرط مععن ذلععك ويشععترط
لصحة التقليد أيضا أن ل يكون مما ينقض فيه قضاء القاضععي هععذا
بالنسبة لعمل نفسه ل لفتاء ،أو قضاء فيمتنععع تقليععد غيععر الربعععة
فيه إجماعا كما يعلم >ص <110 :مما يععأتي ،لنععه محععض تشععبه
وتغرير ،ومن ثم قال السبكي :إذا قصد به المفتي مصععلحة دينيععة
جاز أي :مع تبيينه للمستفتي قائل ذلك .وعلى ما اختل فيه شرط
مما ذكر يحمل قول السبكي :ما خالف الربعة كمخالف الجمععاع.
ويشعترط أيضعا اعتقعاد أرجحيععة مقلععده ،أو مسعاواته لغيعره لكععن
المشهور الذي رجحاه جواز تقليد المفضول مع وجود الفاضل ،ول
ينافي ذلك كونه عاميا جاهل بالدلة ،لن العتقععاد ل يتوقععف علععى
الدليل لحصوله بالتسامح ونحوه قال الهروي :مذهب أصععحابنا أن
العامي ل مذهب له أي :معين يلزمععه البقعاء عليعه وحيععث اختلععف
عليه متبحران أي :في مذهب إمععامه فكععاختلف المجتهععدين .ا ه.
وقضيته جواز تقليد المفضول >ص <111 :مععن أصععحاب الوجععه
مع وجود أفضل منه ،لكن في الروضة ليس لمفععت وعامععل علععى
مذهبنا فععي مسععألة ذات قععولين ،أو وجهيععن أن يعتمععد أحععدهما بل
نظر فيه بل خلف بل يبحععث عععن أرجحهمععا بنحععو تععأخره إن كانععا
لواحد .ا ه .ونقل ابن الصلح فيه الجماع لكن حمله بعضهم علععى
المفتي ،والقاضي ،لمععا مععر مععن جععواز تقليععد غيععر الئمععة الربعععة
بشرطه وفيه نظر ،لنه صرح بمساواة العامل للمفععتي فععي ذلععك
فالوجه حمله على عامل متأهل للنظر في الععدليل وعلععم الراجععح
من غيععره فل ينععافي مععا مععر عععن الهععروي ومععا يععأتي عععن فتععاوى
السبكي ،لنه في عامي ل يتأهل لذلك.
وإطلق ابن عبععد السععلم أن مععن لمععامه فععي مسععألة قععولن لععه
تقليده في أيهما أحب يرده ما تقرر وما مر في شرح الخطبة وما
في الروضة من الوجهين مفروض كما ترى فيمععا إذا كانععا لواحععد،
وإل تخير لتضععمن ذلععك ترجيععح كععل منهمععا مععن قععائله الهععل كمععا
اقتضاه قوله أيضعا :اختلف المتبحريعن كعاختلف المجتهعدين فعي
الفتوى .وقععد سععبق أن الرجععح التخييععر فيهمععا فععي العمععل وممععا
يصرح بجواز تقليد المرجوح قول البلقيني في مقلد مصحح الدور
فععي السععريجية ل يععأثم ،وإن كنععت ل أفععتي بصععحته ،لن الفععروع
الجتهادية ل يعاقب عليها .ول ينافيه قول ابن عبد السععلم :يمتنععع
التقليد في هذه ،لنه مبني على قوله فيها :ينقض قضععاء القاضععي
بصحة الدور .ومر أن ما ينقض ل يقلد .والحاصععل أن مععن ينقضععه
يمنع تقليده ومععن ل ينقضععه يجععوز تقليععده .وفععي فتععاوى السععبكي
يتخير العامل في القولين أي :إذا لم يتأهل للعلععم بأرجحهمععا كمععا
مر ،ول وجد من يخبره به ،لكن مر في شرح الخطبععة عنععه وعععن
غيره ما يخالف بعض ذلك فراجعه >ص <112 :بخلف الحاكم ل
يجوز له الحكم بأحدهما إل بعد علععم أرجحيتععه ،وصععرح قبععل ذلععك
بأن له العمل بالمرجوح في حق نفسه ،ويشترط أيضا أن ل يتتبععع
الرخص بععأن يأخععذ مععن كععل مععذهب بالسععهل منععه ،لنحلل ربقععة
التكليف من عنقه حينئذ ،ومن ثم كان الوجه أنه يفسق به .وزعم
أنه ينبغي تخصيصه بمن يتبع بغير تقليد يتقيد به ليس فععي محلععه،
لن هذا ليس من محل الخلف بل يفسق قطعععا كمععا هععو ظععاهر.
وقول ابن عبد السلم للعامل أن يعمل برخص المذاهب ،وإنكاره
جهل ل ينافي حرمة التتبع ،ول الفسق بععه خلفععا لمععن وهععم فيععه،
لنه لم يعبر بععالتتبع وليععس العمععل برخععص المععذاهب مقتضععيا لععه
لصدق الخذ بها مع الخذ بالعزائم أيضا وليس الكلم في هذا ،لن
من عمل بععالعزائم ،والرخععص ل يقععال فيععه أنععه متتبععع للرخععص ل
سيما مع النظر لضبطهم للتتبع بما مععر فتععأمله .والععوجه المحكععي
بجوازه يرده نقل ابن حزم الجماع على منع تتبععع الرخععص ،وكععذا
يرد به قول محقق الحنفية ابن الهمام :ل أدري ما يمنع ذلععك مععن
العقل ،والنقل مع أنه اتباع قول مجتهد متبعوع ،وقعد }كعان صعلى
الله عليه وسلم يحب ما خفعف علعى أمتعه{ ،والنعاس فعي عصعر
الصحابة ومن بعدهم يسألون من شاءوا من غير تقييد بذلك .ا ه.
وظاهره جواز التلفيق أيضا ،وهو خلف الجماع أيضععا فتفطععن لععه
ول تغتر بمن أخذ بكلمه هععذا المخععالف للجمععاع كمععا تقععرر وفععي
الخادم عن بعض المحتععاطين الولععى لمععن بلععي بوسععواس الخععذ
بالخف ،والرخص ،لئل يععزداد فيخععرج عععن الشععرع ولضععده الخععذ
بالثقل ،لئل يخععرج عععن الباحععة .ويشععترط أيضععا أن ل يلفععق بيععن
قولين يتولد منهما حقيقععة مركبععة ل يقععول بهععا كععل منهمععا وأن ل
يعمل بقول في مسألة ،ثم بضده في عينهععا كمععا مععر بسععط ذلععك
في شرح الخطبة مع بيان حكاية المدي التفاق علععى المنععع بعععد
العمل .ونقل غير واحععد عععن ابععن الحععاجب مثلععه فيععه تجععوز ،وإن
جريت >ص <113 :عليه ثم فإنه إنما نقععل ذلععك فعي ععامي لعم
يلتزم مذهبا قال :فإن التزم معينععا فخلف ،وكععذا صععرح بععالخلف
مطلقا القرافي وقيل :ولعل المععراد بالتفععاق اتفععاق الصععوليين ل
الفقهععاء فقععد جععوز ابععن عبععد السععلم النتقععال عمععل بععالول أو ل
وأطلق الئمة جععواز النتقععال .وقععد أخععذ السععنوي مععن المجمععوع
وتبعوه أن إطلقات الئمة إذا تناولت شيئا ،ثم صععرح بعضععهم بمععا
يخالف فيه فالمعتمد الخذ فيه بإطلقهم.
)فائدة( من ارتكب ما اختلف في حرمته من غير تقليد أثععم بععترك
تعلم أمكنه ،وكذا بالفعل إن كان ممععا ل يعععذر أحععد بجهلععه لمزيععد
شهرته قيل :وكذا إن علم أنه قيععل بتحريمععه ل إن جهععل ،لنععه إذا
خفي على بعض المجتهدين فعليه أولى ،أما إذا عجععز عععن التعلععم
ولو لنقلة ،أو اضطرار إلى تحصيل ما يسد رمقه ،أو رمععق ممععونه
فيرتفع تكليفه كما قبل ورود الشرع قاله المصنف كععابن الصععلح.
ومن أدى عبادة مختلفا في صحتها من غير تقليد للقائل بها لزمععه
إعادتها ،لن إقدامه على فعلها عبث وبه يعلم أنه حال تلبسععه بهععا
عالم بفسادها ،إذ ل يكون عابثا إل حينئذ فخععرج مععن مععس فرجععه
فنسي وصلى فله تقليد أبي حنيفة فععي إسععقاط القضععاء إن كععان
مذهبه صحة صلته مع عدم تقليده له عندها ،وإل فهو عابث عنده
أيضا ،وكذا لمن أقدم معتقدا صحتها على مععذهبه جهل ،وقععد عععذر
به) .فإن تعذر جمع هذه الشروط( ،أو لم يتعذر كما هو ظاهر مما
يععأتي فععذكر التعععذر تصععوير ل غيععر )فععولى سععلطان( ،أو مععن )لعه
شوكة( غيره بأن يكون بناحية انقطععع غععوث السععلطان عنهععا ولععم
يرجعوا إل إليه
)تنبيه( ظععاهر المتععن أن السععلطنة ل تسععتلزم دوام الشععوكة فلععو
زالت شوكة سلطان بنحو حبس ،أو أسر ولم يخلع نفذت أحكععامه
ومر في مبحث المامة قبيععل الععردة مععا لععه تعلععق بععذلك فراجعععه
)فاسقا ،أو مقلدا( ولو جاهل )نفذ قضاؤه( الموافق لمذهبه المعتد
به ،وإن زاد فسقه )للضرورة( ،لئل تتعطل مصالح النععاس .ونععازع
كثيرون فيما ذكر في الفاسق وأطالوا وصوبه الزركشي قال :لنه
ل ضرورة إليه ،بخلف المقلد .ا ه ،.وهو عجيععب فععإن الفععرض أن
المام أو ذا الشععوكة هععو الععذي وله عالمععا بفسععقه >ص<114 :
بل ،أو غير عالم به على ما جععزم بععه بعضععهم فكيععف حينئذ يفععرع
إلى عدم تنفيذ أحكععامه المععترتب عليععه مععن الفتععن مععا ل يتععدارك
خرقه ،وقد أجمعت المة كمععا قععاله الذرعععي علععى تنفيععذ أحكععام
الخلفاء الظلمة وأحكام مععن ولععوه ؟ ورجععح البلقينععي نفععوذ توليععة
امرأة وأعمى فيما يضبطه وقن وكافر ونازعه الذرعي وغيره في
الكافر ،والوجه ما قاله ،لن الغرض الضععطرار وسععبقه ابععن عبععد
السلم للمرأة وزاد أن الصبي كذلك قال الذرعي :والقول بتنفيععذ
قضاء عامي محععض ل ينتحععل مععذهبا ،ول يعععول علععى رأي مجتهععد
بعيد ل أحسب أحدا يقول به .ا ه .ول بعععد فيععه إذا وله ذو شععوكة
وعجز الناس عن عزله فينفذ منه ما وافععق الحععق للضععرورة ولععو
تعارض فقيه فاسق وعامي دين قدم الول عند جمع ،والثاني عند
آخرين ،ويتجه كما قاله الحسباني أن فسق العععالم إن كععان لحععق
الله تعالى فهو أولى ،أو بععالظلم ،والرشععا فالععدين أولععى ،ويراجععع
العلماء .وخرج بقوله سلطان القاضي الكبر فل تنفععذ تععوليته مععن
ذكر أي :إل إن كان بعلععم السعلطان كمعا هعو ظععاهر وتجععب عليعه
رعاية المثل فالمثل ،رعايععة لمصععلحة المسععلمين ومععا ذكععر فععي
المقلد محله إن كان ثم مجتهد ،وإل نفذت تولية المقلععد ولععو مععن
غير ذي شوكة ،وكعذا الفاسععق ،فععإن كعان هنعاك ععدل اشععترطت
شوكة ،وإل فل كما يفيد ذلك قول ابععن الرفعععة الحععق أنععه إذا لععم
يكن ثم من يصلح للقضععاء نفععذت توليععة غيععر الصععالح قطعععا .ا ه.
وبحث البلقيني مععا سععبقه إليععه البيضععاوي أن مععن وله ذو شععوكة
ينعععزل بععزوال شععوكة مععوليه لععزوال المقتضععي لنفععوذ قضععائه أي
بخلف مقلد ،أو فاسق مع فقد المجتهد ،والعدل فل تععزول وليتععه
بذلك ،لعدم توقفها على الشوكة كما مععر وصععرح جمععع متععأخرون
بأن قاضي الضرورة ،وهو من فقد فيععه بعععض الشععروط السععابقة
يلزمه بيان مسععتنده >ص <115 :فععي سععائر أحكععامه ،ول يقبععل
قوله :حكمععت بكععذا مععن غيععر بيععان لمسععتنده فيععه وكععأنه لضعععف
وليته .ومثله المحكععم بععل أولععى ،ومحلععه فععي الول إن لععم يمنععع
موليه من طلب بيان مسععتنده كمععا هععو ظععاهر .ويجععوز أن يخععص
النساء بقععاض ،والرجععال بقععاض وبحععث فععي الرجععل ،والمععرأة أن
العبرة بالطالب منهما.
)ويندب للمام( أي :ومن ألحق به كما هو ظععاهر )إذا ولععى قاضععيا
أن يععأذن لععه فععي السععتخلف( ليكععون أسععهل لععه وأقععرب لفصععل
الخصومات ويتأكد ذلك عنعد اتسعاع الخطعة )وإن نهعاه( عنعه )لعم
يستخلف( استخلفا عاما ،لنه لم يرض بنظر غيره ولو فععوض لععه
حينئذ ما ل يمكنه القيام بععه نفععذ فيمععا يمكنععه ،ول يسععتخلف علععى
المعتمد وظاهر أنه في بلععدتين متباعععدتين كبغععداد ،والبصععرة وله
إياهما له كما صرح به المععاوردي أن يختععار مباشععرة القضععاء فععي
إحداهما واعترضه البلقيني بما فيه نظععر .وعنععد اختيععاره إحععداهما
هل يكون ذلك مقتضيا لنعزاله عن الخععرى ،أو يباشععر كل مععدة ؟
وجهععان .ورجععح الزركشععي وجمععع أن التععدريس بمدرسععتين فععي
بلدتين متباعدتين ليس كععذلك ،لن غيبتععه عععن إحععداهما لمباشععرة
الخرى ليست عذرا ،ورجح آخرون الجواز ويستنيب وفعله الفخععر
بن عساكر بالشام ،والقدس ،أمععا الخععاص كتحليععف وسععماع بينععة
فقضية كلم الكععثرين منعععه أيضععا ،وقععال جمععع متقععدمون :يجععوز
واختاره الذرعي إل أن ينص على المنع منه ،نعم التزويج ،والنظر
فععي أمععر اليععتيم ممتنععع حععتى عنععد هععؤلء كالعععام) .وإن أطلععق(
الستخلف استخلف مطلقا ،أو التولية فيما ل يقدر إل على بعضه
)اسععتخلف( >ص) <116 :فيمععا ل يقععدر عليععه( لحععاجته إليععه )ل
غيره في الصح( تحكيما لقرينة الحال ولو طرأ ععدم القعدرة بععد
التولية لنحو مرض ،أو سفر استخلف جزما .قال الذرعععي :إل إن
نهي عنه ونظر فيه الغزي بأنه عجععز عععن المباشععرة ،والنسععان ل
يخلو عن ذلك غالبا فليكن مستثنى من النهي عععن النيابععة وينبغععي
حمل الول على ما إذا نهي عنه حتى للعذر ،والثععاني علععى مععا إذا
أطلق النهي عنعه وظعاهر قعول المتععن فيمععا ل يقععدر عليعه أن لعه
الستخلف خارج محل وليته وبه اغتر بعضهم لكن يععأتي رده فعي
شرح قوله كمعزول المبين لما هنا
)وشرط المسععتخلف( بفتععح اللم )كالقاضععي( ،لنععه قععاض )إل أن
يستخلف في أمر خاص كسماع بينة( وتحليف )فيكفي علمععه بمععا
يتعلق به( من شرط البينة ،أو التحليف مثل ولو عععن تقليععد ،ومععن
ذلك نائب القاضي فععي القععرى إذا فععوض لععه سععماع البينععة فقععط
يكفيه العلم بشروطها ولو عن تقليد كمععا قععاله وليععس مثلععه مععن
نصب للجرح ،والتعديل ،لنه حععاكم .ولععه اسععتخلف ولععده ووالععده
كما أن للمام توليتهما ،نعم لو فوض المام اختيار قاض ،أو توليته
لرجل لم يجز له اختيارهما ،لن التهمة هنا أقععوى للفععرق الواضععح
بين القاضي المستقل ،والنائب في التولية وإنمععا لععم يجععز لقععاض
سماع شهادتهما ،لنه يتضمن الحكم لهما بالتعععديل ،ومععن ثععم لععو
ثبتت عدالتهما عند غيره جاز له سماعها قال الذرعي :وكذا محل
صحة استخلفهما إذا ظهر فيه عند الناس اجتمععاع الشععروط .ا ه.
والذي يتجه أنه حيث صحت توليته وحمدت سيرته جاز له توليتهما
إن كانا كذلك
)ويحكم( الخليفة )باجتهاده ،أو اجتهاد مقلده( بفتح اللم )إن كععان
مقلدا( وسيأتي أنه ل يجوز لغير متبحر حكععم بغيععر معتمععد مععذهبه
ول لمتبحر إذا شرط عليه ذلععك ولععو عرفععا )ول يجععوز أن يشععترط
عليه خلفه( ،لنه يعتقده غير الحق ،والله تعالى إنما أمععر بععالحكم
بععالحق وقضععية كلم الشععيخين أن المقلععد ل يحكععم بغيععر مععذهب
مقلده ،وقال الماوردي وغيره :يجوز وجمع الذرعي وغيره بحمععل
الول على من لععم ينتععه لرتبععة الجتهععاد فععي مععذهب إمععامه ،وهععو
المقلد الصرف الععذي لععم يتأهععل لنظععر ،ول ترجيععح >ص<117 :
والثاني على من له أهلية ذلك ،ومنع ذلك الحسباني مععن جهععة أن
العرف جرى بأن تولية المقلد مشروطة بأن يحكم بمذهب مقلده
وهو متجه ،سواء الهل لما ذكر وغيععره ل سععيما إن قععال لععه فععي
عقد التولية :على عادة من تقدمك ،لنه لم يعتد لمقلد حكم بغيععر
مذهب إمامه .وقول جمع متقدمين :لععو قلععد المععام رجل القضععاء
على أن يقضي بمذهب عينه بطل التقليد يتعين فرضه فععي قععاض
مجتهد أو مقلد عين له غيععر مقلععده مععع بقععاء تقليععده لععه كمععا هععو
واضح ثم رأيت شارحا جزم بذلك قال :وهو الذي عليه العمل أنععه
يشترط على كل مقلد العمل بمذهب مقلده فل يجععوز لععه الحكععم
بخلفه .ا ه .ونقل ابن الرفعة عن الصحاب أن الحاكم المقلععد إذا
بان حكمه على خلف نص مقلده نقض حكمه .وصرح ابن الصلح
كما مر بأن نص إمعام المقلعد فعي حقعه كنعص الشعارع فعي حعق
المقلد ووافقه في الروضة وما أفهمه كلم الرافعي عن الغزالععي
من عدم النقض بناء على أن للمقلد تقليد من شاء وجزم به فععي
جمع الجوامع قال الذرعي :بعيد ،والععوجه بععل الصععواب سععد هععذا
الباب من أصله ،لما يلزم عليه من المفاسد الععتي ل تحصععى .ا ه.
وقال غيععره :المفععتي علععى مععذهب الشععافعي ل يجععوز لععه الفتععاء
بمذهب غيره ول ينفذ منه أي :لو قضى به لتحكيم ،أو توليععة ،لمععا
تقرر عن ابن الصلح ،نعم إن انتقل لمذهب آخععر بشععرطه وتبحععر
فيه جاز له الفتاء به.
)تنبيه( قيل :منصب سماع العدعوى ،والبينعة ،والحكعم بهعا يختعص
بالقاضي دون المام العظم كما هو ظععاهر الروضععة فععي القضععاء
على الغائب .ورد بمنع ما ذكر وبأن مرادهم بالقاضععي مععا يشععمله
بدليل أنهم لم ينبهوا على تخالف أحكامهما إل في بعض المسععائل
كانعزال القاضي بالفسق دون المام العظم ومر آخر البغععاة مععا
له ما تعلق بذلك) .ولو حكم خصمان( أو اثنعان معن غيعر خصعومة
كفي نكاح ،ويؤخذ منه أن من حلف ل يكلم أباه فحكما آخر فحكم
عليه بتكليمه لم يحنث ،لن الكراه الشععرعي كالحسععي ،ول شععك
أن المحكععم يكععره ،وإن لععم يتصععور منععه نحععو ضععرب ،ول حبععس.
فإفتاء بعضهم بعدم جواز التحكيم في ذلك فيه نظععر .وكععأنه أخععذ
ذلك من أن الحاكم ل يكون حكمه إكراهععا إل إن قععدر حسععا علععى
إجبار الحالف .ومر ما فيه في مبحث الكراه في الطلق فراجعه.
فإن قلت :نفوذ قضاء المحكم موقوف على رضا الحععالف فكيععف
يتصور إكراهه له ؟ قلت ليس الكلم فيمععا قبععل الحكععم بععل فيمععا
بعده ،وهو حينئذ له إكراهه على مقتضى حكمه ،وإن كان متوقفععا
أول على رضاه ،أو حكم أكعثر معن اثنيعن )رجل فعي غيعر حعد( ،أو
تعزير )لله تعالى جاز مطلقا( أي :مععع وجععود قععاض >ص<118 :
أهل وعدمه )بشرط أهلية القضاء( المطلقة ل في خصععوص تلععك
الواقعة فقط ،لن ذلععك وقععع لجمععع مععن الصععحابة ولععم ينكععر مععع
اشتهاره فكان إجماعا .أمععا حععد اللععه تعععالى ،أو تعزيععره فل يجععوز
التحكيم فيه ،إذ ل طالب له معين ،وأخذ منه أن حععق اللععه تعععالى
المالي الذي ل طالب له معيععن ل يجععوز التحكيععم فيععه ،وأمععا غيععر
الهل فل يجوز تحكيمععه أي :مععع وجععود الهععل ،وإل جععاز ولععو فععي
النكاح على ما مر فيه .ونععوزع فيععه بععأنه ل ضععرورة إلععى تحكيمععه
حيععث وجععد قاضععي ضععرورة ،لن الضععرورة تتقععدر بقععدرها قععال
البلقيني :ول يجوز لوكيل من غير إذن موكله تحكيم ،ول لععولي إن
أضر بموليه وكوكيل مأذون له في التجارة وعامل قراض ومفلس
إن ضر غرماءه ومكاتب إن أضر به .وتحكيم السفيه لغو ولو بإذن
وليه على ما اقتضاه إطلق بعضهم وفيه نظر.
)وفي قول ل يجوز( التحكيم ،لما فيععه مععن الفتيععات علععى المععام
ونوابه ،ويجاب بأنه ليس له حبس ،ول ترسيم ول اسععتيفاء عقوبععة
آدمي ثبت موجبها عنععده ،لئل تخععرق أبهتهععم فل افتيععات )وقيععل(:
إنما يجوز )بشرط عدم قاض في البلد( للضرورة )وقيل :يختععص(
الجواز )بمال دون قصاص ونكاح ونحوهما( كلعان وحد قذف) .ول
ينفذ حكمه إل على راض( لفظا ل سكوتا فيما يظهر ،ويعتبر رضععا
الزوجين معا في النكاح ،نعم يكفععي سععكوت البكععر إذا اسععتؤذنت
في التحكيم )به( أي :بحكمه الذي سيحكم به من ابتععداء التحكيععم
إلى صب الحكم ،لنه المثبت للولية ،نعم إن كان أحععد الخصععمين
القاضي الذي له الستخلف واسععتمر رضععاه لععم يععؤثر عععدم رضععا
خصععمه ،لن المحكععم نععائبه .وقععول ابععن الرفعععة نقل عععن جمععع:
التحاكم لشخص ليس تولية له ينبغي حملعه علعى معا إذا لعم يجعر
غير الرضا وحمل الول على ما إذا انضم له لفععظ يفيععد التفععويض
كاحكم بيننا مثل ،ثم رأيت الماوردي ذكععره حيععث قععال :إذا تحععاكم
المام وخصمه لبعض الرعية ولم يقلعده خصعوص النظعر اشعترط
رضا الخصم >ص <119 :ولو كان أحدهما بعضععه ،أو عععدوه نفععذ
حكمه على بعضه ولعدوه ،لعدم التهمة دون عكسععه علععى الوجععه
لوجودها مع عدم القدرة على رده ،لنه ل يفيد بعد الحكععم وكععونه
رضي به أول قععد يكععون لظععن عععدم التهمععة .وللمحكععم أن يحكععم
بعلمه كما شمله كلمهم خلفا لمن نازع فيه ،إذ ل وجه لمنعه منه
نعم الوجه أنععه ل بععد مععن بيععان مسععتنده كمعا مععر وكععونه مشععهور
الديانة ،والصيانة وإذا اشترط رضا المحكوم عليه) .فل يكفي رضا
قاتل في ضرب دية على عاقلته( بل ل بععد مععن رضععاهم ،لنهععم ل
يؤاخذون بإقراره فكيف برضاه.
)فإن رجع أحدهما قبل الحكم( ولععو بعععد اسععتيفاء شععروط البينععة.
)امتنععع الحكععم( ،لعععدم اسععتمرار الرضععا )ول يشععترط الرضععا بعععد
الحكم في الظهععر( كحكععم المععولى مععن جهععة المععام ،ول ينقععض
حكمه إل حيث ينقض حكععم القاضععي ،ولععه أن يشععهد علععى إثبععاته
وحكمه في مجلسه خاصة لنعزاله بالتفرق ،وإذا تولى القضاء بعد
سماع بينة حكم بها بعده من غير إعادتها) .ولو نصععب( المععام ،أو
نائبه )قاضيين( ،أو أكثر )ببلد وخص كل بمكان( منععه )أو زمععن ،أو
نوع( كأن جعل أحدهما يحكم في الموال ،أو بين الرجال ،والخععر
في الدماء ،أو بين النساء )جاز( ،لعدم المنازعة بينهما ،فععإن كععان
رجل وامرأة وليس ثم إل قاضي رجال ،أو قاضي نساء لععم يحكععم
بينهما ،بخلف ما إذا وجدا ،فإن العععبرة بالطععالب علععى مععا مععر )،
وكذا إن لم يخص فععي الصععح( كنصععب الوصععيين ،والععوكيلين فععي
شيء .وإذا كان في بلدة قاضيان ،فإن كععان أحععدهما أصععل أجيععب
داعيه ،وإل فمن سبق داعيه ،فإن جاءا معا أقرع ،فإن تنازعا فععي
اختيارهما أجيب المدعي ،فإن كان كل طالبا ومطلوبا كأن اختلفععا
فيما يقتضي تحالفا فأقربهما وإل فالقرعة .وقضية المتن أنه حيث
لععم يشععرط اجتماعععا ول اسععتقلل حمععل علععى السععتقلل وفععارق
نظيره في الوصيين >ص <120 :بأن الجتمععاع هنععا ممتنععع فلععم
يحمل عليه تصحيحا للكلم ما أمكعن ،والجتمعاع ثعم جعائز فحمعل
عليه ،لنه أحوط )إل أن يشرط اجتماعهما على الحكم( فل يجععوز
قطعا ،لختلف اجتهادهما غالبععا فل تنفصععل الخصععومات .وقضععيته
أنهما لو كانا مقلععدين لمععام واحععد ،ول أهليععة لهمععا فععي نظععر ،ول
ترجيح ،أو شععرط اجتماعهمععا علععى المسععائل المتفععق عليهععا صععح
شرط اجتماعهما ،لنه ل يؤدي إلى تخالف اجتهععاد ول ترجيععح ولععو
حكمععا اثنيععن اشععترط اجتماعهمععا ،بخلف مععا ذكععر فععي القاضععيين
لظهور الفرق قاله في المطلب.
)فرع( يشترط تعيين ما يولى فيه ،نعم إن اطرد عرف بتبعيععة بلد
لبلد في توليتها دخلت تبعا لها ويستفيد بتولية القضاء العام سععائر
الوليات وأمور الناس حتى نحو زكعاة وحسععبة لعم يفوضععا لغيعره،
والوجه فعي " احكعم بيعن النعاس " أنعه خععاص بععالحكم ل يتجععاوز
لغيره ،ويفرق بينه وبين " وليتك القضاء " بأنه فععي هععذا الععتركيب
بمعنى إمضاء المور وسائر تصرفات القاضي فيها إمضاء ،بخلف
الحكم.
)فصل( فيما يقتضي انعزال القاضي ،أو عزله وما يععذكر معععه
إذا )جن قععاض أو أغمععي عليععه( ولععو لحظعة خلفععا للشععارح وإنمععا
استثنى في نحو الشععريك مقععدار مععا بيععن صععلتين كمععا مععر ،لنععه
يحتاط هنا ما ل يحتاط ثم ،أو مرض مرضععا ل يرجععى زوالععه ،وقععد
عجز معه عن الحكم )أو عمي( ،أو صار كالعمى كما عععرف ممععا
مر في قوله :بصير )أو ذهبت أهلية اجتهاده( المطلععق ،أو المقيععد
بنحو غفلة )و( كعذا إن لعم يكعن مجتهعدا ،وصعححنا وليتعه فعذهب
)ضبطه بغفلة ،أو نسيان( بحيععث إذا نبععه ل ينتبععه )ل ينفععذ حكمععه(
لنعزاله بذلك ،وكذا إن خرس ،أو صم .وخالف ابن أبععي عصععرون
في العمى وصنف فيه لما عمي محتجععا بععأنه ل يقععدح فععي النبععوة
العتي هعي أعلعى معن القضعاء >ص <121 :وأخعذ منعه الذرععي
اختياره أن الغماء ل يؤثر ،لنععه مععرض ل يقععدح فععي النبععوة أيضععا
ومما يرد عليهما أن الملحظ هنا غيره ثم كما هو واضح .ثم رأيتععه
في القوت أشار لهذا على أنه لم يثبت عمى نبي كمععا حقععق فععي
موضعه .ومر رد الستدلل بقصة ابععن أم مكتععوم ولععو عمععي بعععد
ثبوت أمر عنده ولم يبق إل الحكم الذي ل يحتاج معه إلععى إشععارة
نفذ حكمه به) .وكذا لو فسق( أو زاد فسعق معن لعم يعلعم معوليه
بفسقه الصلي ،أو الزائد حال توليته كما هو ظاهر فل ينفذ حكمه
)في الصح( لوجود المنافي هذا إن قلنا :ل ينعزل بالفسق وإل لم
ينفذ جزما ،وبهذا يندفع ما أورد عليه من التكرار فععإنه إنمععا ذكععره
في الوصية بالنسبة للنعععزال ل لنفععوذ الحكععم .ول نظععر لفهععم أن
المععراد بعععدم النفععوذ عععدم الوليععة مععن قععوله) :فععإن زالععت هععذه
الحوال لم تعد وليته في الصح( إل بتولية جديععدة كالوكالععة ولن
ما بطل ل يعود إل بتجديد عقده.
)وللمام( أي :يجوز له )عزل قاض( لم يتعين )ظهر منععه خلععل( ل
يقتضي انعزاله ككثرة الشكاوى منه أو ظن أنععه ضعععف ،أو زالععت
هيبته في القلوب وذلععك ،لمععا فيععه مععن الحتيععاط ،أمععا ظهععور مععا
يقتضي انعزاله ،فإن ثبت انعزل ولم يحتج لعزل ،وإن ظن بقرائن
فيحتمل أنه كالول ،ويحتمععل فيععه نععدب عزلععه .وإطلق ابععن عبععد
السلم وجوب صرفه عند كثرة الشععكاوى منععه اختيععار لععه )أو لععم
يظهر( منه خلل )وهناك أفضل منه( فله عزله معن غيععر قيعد ممععا
يأتي في المثل ،رعاية للصلح للمسلمين ،ول يجععب وإن قلنععا :إن
ولية المفضول ل تنعقد مععع وجععود الفاضععل ،لن الفععرض حععدوث
الفضل بعد الوليععة فلععم يقععدح فيهععا )أو( هنععاك )مثلععه( ،أو دونععه
)وفي عزله به مصععلحة كتسععكين فتنععة( ،لمععا فيععه مععن المصععلحة
للمسلمين )وإل( يكن فيه مصععلحة )فل( يجععوز عزلععه ،لنععه عبععث
وتصرف المام يصان عنععه .واسععتغنى بععذكر المصععلحة عععن قععول
أصله معها :وليععس فععي عزلععه فتنععة ،لنععه ل تتععم المصععلحة إل إذا
انتفت الفتنعة و بعه ينععدفع قعول شعارح :ل يغنععي عنععه فقععد يكعون
الشيء مصلحة من وجععه ومفسععدة مععن جهععة أخععرى) .لكععن( مععع
الثععم علععى المععولي ،والمتععولي >ص) <122 :ينفععذ العععزل فععي
الصح( لطاعة السلطان ،أما إذا تعين بأن لم يكن ثععم مععن يصععلح
غيره فيحرم على موليه عزله ،ول ينفذ ،وكذا عزلععه لنفسععه حينئذ
بخلفه في غير هذه الحالة ينفذ عزله لنفسه ،وإن لم يعلم مععوليه
خلفا للماوردي كالوكيل .وللمستخلف عزل خليفته ولو بل موجب
ولو ولي آخر ولم يتعرض للول ،ول ظن نحو موته لم ينعزل على
المعتمد ،نعم إن اطردت العادة بأن مثل ذلك المحل ليس فيه إل
قاض واحد احتمل النعزال حينئذ.
)والمذهب أنه ل ينعزل قبل بلوغه خبر عزله( لعظععم الضععرر فععي
نقض أقضيته لو انعزل .ومر الفرق بينععه وبيععن الوكيععل فععي بععابه.
ومن علم عزله لم ينفذ حكمه له إل إن يرضى بحكمه فيما يجععوز
التحكيم فيه لعلمه أنه غير حاكم باطنا ذكره الماوردي .وإنما يتجه
إن صح ما قاله أنه غير حاكم باطنا ،أما على مععا اقتضععاه كلمهععم
أنه قبل أن يبلغه خبر عزله باق على وليته ظاهرا وباطنا فل يصح
ما قاله ،أل ترى أنه لو تصرف بعد العزل وقبل بلوغ الخبر بتزويج
من ل ولي لها مثل لم يلزم الزوج باطنا ول ظعاهرا انعزالهعا ،فعإن
قلت :الماوردي يخععص عععدم نفععوذه باطنععا بحالععة علععم الخصععم ل
مطلقا قلت :هو حينئذ بالتحكم أشبه فل يقبععل ،لمععا تقععرر أن مععن
بلغه ذلك معتقده أن وليته باقية قبل بلوغه هو خبر العزل .وبحث
الذرعي الكتفاء في العزل بخبر واحد مقبععول الروايععة ،والقيععاس
ما قاله الزركشي أنععه ل بععد مععن عععدلي الشععهادة ،أو الستفاضععة
كالتولية .ل يقال يتعيععن علععى مععن علععم عزلععه ،أو ظنععه أن يعمععل
باطنا بمقتضى علمه أو ظنه كما هععو قيععاس نظععائره ،لنععا نقععول:
إنما يتجه ذلك إن قلنا بعزله باطنا قبل أن يبلغه خبره ،وقععد تقععرر
أن الوجه خلفه .ول يكفععي كتععاب مجععرد ،وإن حفتععه قععرائن يبعععد
التزوير بمثلها كما يصرح به كلمهم ،ول قول إنسان :وليععت ،نعععم
الوجه أنه إن صععدقه المععدعي و المععدعى عليععه نفععذ حكمععه لهمععا
وعليهمععا كععالمحكم بععل أولععى ،بخلف مععا إذا صععدقه أحععدهما ،أو
صععدقه أهععل الحععل ،والعقععد ،لن تصععديقهم ل يثبععت توليععة عامععة
بخلف توليتهم فيما قدمته قبيل قوله :وشععرط القاضععي ،لن ذاك
جوزت للضرورة فتقدرت بقدرها ولزم عمومها ،ول كععذلك مجععرد
تصديقهم له .وعلى هذا التفصيل يحمل اختلفهم في أن التصديق
هل يفيد أول بحث البلقيني أنه إذا انعزل لم تنعععزل >ص<123 :
نوابه حتى يبلغهم خبر عزله كما ذكروا أنععه يسععتحق معلععومه ،لن
بقاء نوابه كبقائه ،وأن نائبه إذا بلغععه خععبر عععزل أصععله لععم ينعععزل
لبقاء ولية أصله ونظر فيه غير واحد ،والنظر فععي الثانيععة واضععح،
لن القيععاس يقتضععي انعزالهععم وإنمععا اغتفععر للضععرورة فليتقععدر
بقدرها في عدم انعزالهم بالنسبة للحكام ل بالنسبة لبقععاء وليتععه
ببقاء وليتهم ،وفي الثالثة إنما يتجه على ما قدمناه ل على ما مععر
عن المعاوردي .ويظهععر أن العععبرة فععي بلعوغ خعبر العععزل للنعائب
بمذهبه ل بمذهب منوبه.
)وإذا كتب المام إليه إذا قععرأت كتععابي فععأنت معععزول فقععرأه( أو
طالعه وفهم ما فيه ،وإن لم يتلفظ به ،والمراد سطر العزل نظير
ما مر في الطلق )انعزل( لوجود الشرط )وكعذا إن قعرئ عليعه(،
وإن كان قارئا )في الصح( ،لن القصد إعلمععه بععالعزل ل قراءتععه
وفارق ما مر في نظيره فععي الطلق بععأن عععادة الحكععام أن يقععرأ
عليهم فليععس النظععر إل علععى وصععول خععبر العععزل إليهععم ،بخلف
المرأة القارئة )وينعععزل بمععوته وانعزالععه مععن أذن لععه فععي شععغل
معين كبيع مال ميت( أو غائب وكسماع شهادة في معين كالوكيل
)والصععح انعععزال نععائبه( أي :القاضععي ولععو قاضععي القليععم علععى
المنقول .وقول القاضي قضاة والي القليم كقضعاة المععام محلعه
كما قاله الحسباني إذا صرح له المام بععذلك أي :التوليععة عنععه ،أو
اقتضاه العرف )المطلععق إن لعم يععؤذن لعه فععي السعتخلف( ،لن
القصد باستنابته معاونته ،وقد زالعت )أو( إن )قيعل لعه( معن جهعة
موليه) :استخلف عنك( لما ذكر )أو أطلق( لظهور غرض المعاونة
حينئذ وبه فارق ما مر فععي نظيععره مععن الوكالععة ،لن الغععرض ثععم
ليس معاونة الوكيل بل النظععر فععي حععق الموكععل فحمععل الطلق
على إرادته ،نعم إن عين له الخليفععة كععان قاطعععا لنظععره فيكععون
كما في قول )فععإن قععال( لععه مععوليه )اسععتخلف عنععي فل( ينعععزل
الخليفععة بمععوته ،لنععه ليععس نععائبه).ول ينعععزل قععاض( غيععر قاضععي
ضععرورة ،ول قاضععي ضععرورة >ص <124 :إذا لععم يوجععد مجتهععد
صالح ،ول من وليته عامة كنظر بيت المال ،والجيععش ،والحسععبة،
والوقععاف )بمععوت المععام( العظععم ول بععانعزاله ،لعظععم الضععرر
بتعطيل الحوادث ،ومن ثم لو وله للحكم بينه وبين خصمه انعععزل
بفراغه منه ولن المام إنما يولي القضععاة نيابععة عععن المسععلمين،
بخلف تولية القاضي لنععوابه فععإنه عععن نفسععه ،ومععن ثععم كععان لععه
عزلهم بغير موجب كما مر ،بخلف المام يحرم عليععه إل بمععوجب
وزعععم بعضععهم أن نععاظر بيععت المععال كالوكيععل غلععط كمععا قععاله
الذرعي .وبحث البلقيني أن قاضي الضرورة حيث انعععزل اسععترد
منه ما أخذه على القضاء .ونظععر الوقععاف ل يوافععق مععا مععر مععن
صحة توليته .وبحث غيره أنه ل ينعزل بوجود مجتهععد صععالح إل إن
رجي توليته وإل فل فائدة في انعزاله.
)تنبيه( العععادة فععي الزمنععة السععابقة أن توليععة الخليفععة العباسععي
للسلطان ،ثم السلطان يستقل بتولية القضاة وغيرهعا فهعل حينئذ
ينعزل القضاة بموت السلطان ،لنه نائب أو ل ،لنه مستقل وفععي
روضة شريح إذا مات الخليفة فهل ينعزل قضععاته ؟ وجهععان ،فععإن
قلنا ينعزلون فلععو مععات السععلطان هععل تنعععزل القضععاة ؟ وجهععان
ثانيهمععا ل ،لنهععم قضععاة الخليفععة ،لنععه نععائب عنععه .ا ه .قععال
الزركشي :ويشبه أن يأتي فيه ما مععر مععن الذن فععي السععتخلف
عنه ،أو عن المام أي :الخليفة ،أو يطلق .ا ه .وأقول في هذا كله
نظر ،والوجه بناؤه على ما مر آخر البغاة مععع بسععطه أن الخليفععة
إذا ضعف بحيث زالت شوكته بالكلية ولم يبق له إل رسم التوليععة
بإذنه تبركا به ،إذ لو امتنع منه أجبروه عليه ،أو أتوا بغيره من بني
عمه وولوه ،ثم يولي السلطان كما وقععع نظععائر لععذلك ،فععإن قلنععا
ببقاء عموم وليته مع ضعفه فالسلطان نائبه .ويأتي ذلك التفصيل
الذي ذكره الزركشي ،أو بعدم بقائها فالقضاة نععواب السععلطان ل
غيععر) .ول( ينعععزل )نععاظر يععتيم( ومسععجد )ووقععف بمععوت قععاض(
نصبهم ،وكذا بانعزاله ،لئل تختل المصععالح ،نعععم لععو شععرط النظععر
لحاكم المسلمين انعزل كما بحثععه الذرعععي وغيععره بتوليععة قععاض
جديد لصيرورة النظر إليععه بشععرط الواقععف ،) .ول يقبععل قععوله(،
وإن كان انعزاله بالعمى فيما يظهر خلفا للبلقيني )بعد انعزالععه(،
ول قععول المحكععم بعععد مفارقععة مجلععس >ص <125 :حكمععه:
)حكمت بكذا( ،لنه ل يملك إنشاء الحكم حينئذ )فإن شهد( وحععده
)أو مع آخعر بحكمعه لعم يقبعل علعى الصعحيح( ،لنعه يشعهد بفععل
نفسه .وفارق المرضعة بععأن فعلهععا غيععر مقصععود بالثبععات مععع أن
شهادتها ل تتضمن تزكية نفسها بخلف الحاكم فيها وخرج بحكمععه
شهادته بإقرار صدر في مجلسععه فيقبععل جزمععا )أو( شععهد )بحكععم
حاكم جائز الحكم( ظاهره أنه ل بد منه ويوجه بععأن حععذفه مععوهم
لحتماله حاكما ل يجوز حكمه كحاكم الشرطة مثل فقععول شععارح:
إنه تأكيد ،إذ الحاكم هو جائز الحكم فيه نظر بل الوجه ما ذكرته.
ومن عععبر بقععاض لععم يحتععج لععذلك ،فععإن قلععت :سععيأتي أن إطلق
الشععاهد ل يجععوز علععى مععا فيععه ،لن مععذهب القاضععي قععد يخععالف
مذهبه فكيف اكتفى بقوله هنا جائز الحكم ؟ قلت إنما لم ينظععروا
لذلك هنا لقلة الخلف فيه )قبلععت( شععهادته )فععي الصععح( لنتفععاء
الشهادة بفعل نفسه واحتمال المبطل ل أثر له ،ومن ثم لععو علععم
أنه حكمه لم يقبله .وقد يشكل عليه ما في فتاوى البغوي اشترى
شيئا فغصبه منه غاصب فادعى عليه به وشععهد لععه البععائع بالملععك
مطلقا قبلت شهادته ،وإن علم القاضععي أنععه البععائع لععه كمععن رأى
عينا في يد شخص يتصرف فيها تصععرف الملك لععه أن يشععهد لععه
بالملك مطلقا ،وإن علم القاضي أنععه يشععهد بظععاهر اليععد فيقبلععه،
وإن كان لو صرح به لم يقبل .ثم رأيت الغععزي نظععر فععي مسععألة
البيع ،وقد يجاب بأن التهمة في مسألة الحكم أقوى ،لن النسان
مجبول على ترويج حكمه ما أمكنه ،بخلف المسألتين الخرتين.
)ويقبل قوله قبل عزله :حكمت بكذا( ،وإن قععال :بعلمععي لقععدرته
على النشاء حينئذ حتى لو قععال :علععى سععبيل الحكععم نسععاء هععذه
القرية طوالق من أزواجهن قبل .وبحععث الذرعععي أن محلععه فععي
محصورات ،وإل فهو كاذب مجازف وفععي قععاض مجتهععد ولععو فععي
مذهب إمامه قال :ول ريب عندي في عدم نفععوذه مععن جاهععل ،أو
فاسق ،وقد أفتيت بوجوب بيان القاضععي لمسععتنده إذا سععئل عنععه
>ص <126 :لحتمال أن يظن ما ليس بمسعتند مسعتندا ،وأفعتى
غيره بأنه لو حكم بطلق امرأة بشاهدين فقال :إنما شهدنا بطلق
مقيد بصفة ولم توجد ،وقال :بل أطلقتمععا أنععه يقبععل قععوله إن لععم
يتهم في ذلك لعلمه وديانته )فإن كان في غير محل وليته( ،وهععو
خارج عمله ل مجلس حكمه خلفا لمععن وهععم فيععه إل أن يريععد أن
موليه قيد وليته بذلك المجلس )فكمعزول( ،لنععه ل يملععك إنشععاء
الحكععم حينئذ فل ينفععذ إقععراره بععه .وأخععذ الزركشععي مععن ظععاهر
كلمهم أنه إذا ولي ببلد لعم يتنعاول مزارعهعا وبسعاتينها فلعو زوج،
وهو بأحدهما من هي بالبلد أو عكسه لم يصح قيل :وفيععه نظععر .ا
ه .والنظر واضح بل الذي يتجه أخذا مما مر قبيل فصل جن قاض
أنه إن علمت عادة بتبعية ،أو عدمها حكم بها ،وإل اتجه ما ذكععره،
اقتصارا على ما نص له عليه وأفهم قوله كمعزول أنه ل ينفذ منععه
فيه تصرف استباحه بالولية كإيجععار وقععف نظععره للقاضععي ،وبيععع
مال يتيم ،وتقريععر فععي وظيفععة ،وهععو ظععاهر كتزويععج مععن ليسععت
بوليته وظاهر هذا أنه ل يصح استخلفه قبل وصوله لمحل وليتععه
من يحكم بها >ص <127 :فإفتععاء بعضععهم بصععحته بعيععد وقععوله:
الستخلف ليس حكما حتى يمتنع بل مجرد إذن فهو كمحرم وكل
من يزوجه بعد التحلل ،أو أطلععق يععرد بععأنه إذن اسععتفاده بالوليععة
بمحل مخصععوص فكيععف يعتععد منعه بعه قبعل وصععوله إليعه ؟ ويععرد
قياسععه المععذكور بععأنه ليععس قيععاس مسععألتنا ،لن المحععرم ليععس
ممنوعا إل من المباشععرة بنفسععه ،والقاضععي قبععل وصععوله لمحععل
وليته لم يتأهل لذن ول حكم وإنما قياسه أن يقيد تصرف الوكيل
ببلد فليس له كما هو ظاهر كلمهم فيه التوكيل ،وإن جوزنععاه لععه
بالذن لغيره ،وهععو فععي غيرهععا نعععم إن اطععردت العععادة باسععتنابة
المتولي قبل وصوله وعلم بها منيبه لم يبعد الجواز حينئذ.
)ولو ادعى شخص على معزول( أي :ذكر للقاضي وسماه دعععوى
تجوزا ،لنها إنما تكون بععد حضعوره )أنعه أخعذ معاله برشعوة( أي:
علععى سععبيل الرشععوة كمععا بأصعله وهععي أولععى ،ليهععام الولععى أن
الرشوة سبب مغاير للخذ وليس كذلك إل أن يجععاب بععأن المععراد
من الرشوة لزمهععا أي :بباطععل )أو شععهادة عبععدين مثل( وأعطععاه
لفلن ومذهبه أنه ل تجوز شهادتهما )أحضر وفصععلت خصععومتهما(
لتعذر إثبات ذلك بغير حضوره ،وله أن يوكل ول يحضر قال :ومععن
حضر لجديد وتظلم من معزول لعم يحضعره قبعل استفصعاله ععن
دعواه ،لئل يقصد ابتذاله )وإن قال :حكععم بعبععدين( >ص<128 :
أو نحو فاسقين قال ابن الرفعة :أي وهو يعلم ذلععك وأنععه ل يجععوز
وأنا أطالبه بالغرم .وقال غيره :ل يحتاج لذلك وإنما سععمعت هععذه
الدعوى مع أنها ليست على قواعد الععدعاوى الملزمععة ،إذ ليسععت
بنفس الحق ،لن القصد منها التدرج إلى إلزام الخصم )ولم يذكر
مال أحضر( ليجيب عن دعواه )وقيل :ل( يحضره )حتى تقوم بينععة
بدعواه( ،لنععه كععان أميععن الشععرع .والظععاهر مععن أحكععام القضععاة
جريانها على الصحة فل يعدل عن الظععاهر إل ببينععة ،صععيانة لععولة
المسلمين عن البذلة .ويرد بععأن هععذا الظععاهر ،وإن سععلم ل يمنععع
إحضاره لتعبين الحععال )فعإن حضعر( بععد البينعة ،أو مععن غيععر بينعة
)وأنكر( بأن قال :لم أحكععم عليععه أصععل ،أو لععم أحكععم إل بشععهادة
حرين عدلين )صدق بل يمين في الصح( صيانة عن البتذال ،ومن
ثم صوبه جمع متأخرون منهم الزركشي قععال :وهععذا فيمععن عععزل
مععع بقععاء أهليتععه فأمععا مععن ظهععر فسععقه وجععوره وعلمععت خيععانته
فالظاهر أنه يحلف قطعا وسععبقه إليععه الذرعععي كمععا يععأتي )قلععت
الصح( أنه ل يصدق إل )بيمين والله أعلم( لعموم خبر } ،واليمين
على من أنكر{ ولن غايته أنه أمين ،وهو كالوديع ل بد من حلفه.
)ولو ادعي على قاض( متول )جور في حكم لععم تسععمع( الععدعوى
عليه لجل أنه يحلف له ،وكذا لو ادعي على شاهد أنه شععهد زورا
وأراد تغريمععه ،لنهمععا أمينععا الشععرع )ويشععترط( لسععماع الععدعوى
عليهما بذلك )بينة( يحضرها بين يدي المدعى عنده لتخععبره حععتى
يحضره إذ لو فتح باب تحليفهمععا لكععل مععدع لشععتد المععر ،ورغععب
النععاس عععن القضععاء ،والشععهادة .وبمععا قععررت بععه المتععن انععدفع
العتراض عليه بأن اشتراطه البينة ينافي جزمه قبله بعدم سععماع
الدعوى فإن اعتماد البينععة فععرع سععماع الععدعوى .ونععازع السععبكي
فيما ذكر وأطال فيه في حلبياته ،لكن أطععال الحسععباني فععي رده
وتزييفه نقل ومعنى وتبعه الذرعي فععي بعضععه .ومععر أن هععذا فععي
قاض محمود السيرة ،ومن ثم اعترض الذرعععي التعليععل بالرغبععة
بأنه يقطع بأن غالب قضاة عصره لو حلععف أحععدهم سععبعين مععرة
في اليوم أنه لم يرتش ولم يجر لحلف ولم يععزده وغيععره ذلععك إل
حرصا وتهافتا على القضاء) .وإن( ادعي على متععول بشععيء )لععم
يتعلق بحكمه( كغصععب ،أو ديععن ،أو بيععع )حكععم بينهمععا خليفتععه ،أو
غيره( كواحد من الرعيععة يحكمععانه قععال السععبكي :هععذا إن ادعععي
عليه بما ل يقدح فيععه ،ول يخععل بمنصععبه ،وإل لععم تسععمع الععدعوى
قطعا ،ول يحلف ول طريق للمدعي حينئذ إل البينة قال :بل ينبغي
أنها ل تسمع ،وإن لععم يقععدح فيععه حيععث لععم يظهععر للحععاكم صععحة
الدعوى صيانة عن ابتذاله بالدعاوى ،والتحليف .ا ه .وفيععه مععا مععر
>ص <129 :وبفرضه يتعين تقييده بقاض مرضي السيرة ظععاهر
العفة ،والديانة وخرج بما ذكر الدعوى على متول في محل وليته
عند قاض أنه حكم بكذا فل تسمع بخلفه في غيععر محلهععا وبخلف
المعزول فتسمع الدعوى ،والبينة ول يحلف.
)فصل( فععي آداب القضععاء وغيرهععا )ليكتععب المععام( ،أو نععائبه
كالقاضي الكبير ندبا )لمن يوليه( كتابا بالتوليععة ،ومععا فوضععه إليععه،
وما يحتاج إليه القاضي ،ويعظمه فيه ويعظععه ،ويبععالغ فععي وصععيته
بالتقوى ومشاورة العلماء ،والوصية بالضعفاء اتباعا له صلى اللععه
عليه وسلم في " عمرو بن حزم لما وله اليمععن ،وهععو ابععن سععبع
عشرة سنة " رواه أصحاب السنن " واقتصر في معععاذ لمععا بعثععه
إليها على الوصية من غير كتابة " )ويشهد بالكتاب( يعني ل بد إن
أراد العمل بذلك الكتاب أن يشهد بما فيه من التوليععة )شععاهدين(
بصععفات عععدول الشععهادة )يخرجععان معععه إلععى البلععد( أي :محععل
التولية ،وإن قرب )يخبران بالحال( حععتى يلععزم أهععل البلععد >ص:
<130قضاؤه ،والعتماد على ما يشهدان به دون ما في الكتاب.
ول بد أن يسمع التولية مععن المععولي ،وإذا قععرئ الكتععاب بحضععرته
فليعلما أن ما فيه هو الذي قرئ ،لئل يقرأ غير ما فيه ،ثم إن كععان
في البلد قاض أديا عنده وأثبت ذلك بشروطه ،وإل كفى إخبارهما
لهل البلد أي :لهل الحععل ،والعقععد منهععم كمععا هععو ظععاهر وحينئذ
يتعين الكتفاء بظاهري العدالة لستحالة ثبوتها عند غير قععاض مععع
الضطرار إلى ما يشهدان بععه فقععولهم :بصععفات عععدول الشععهادة
إنما يتأتى إن كان ثم قاض واختار البلقيني الكتفاء بواحد.
)وتكفي الستفاضة( عن الشهادة )في الصح( لحصول المقصععود
ولنععه لععم ينقععل عنععه صععلى اللععه عليععه وسععلم ،ول عععن الخلفععاء
الراشععدين إشععهاد )ل مجععرد كتععاب( فل يكفععي )علععى المععذهب(
لمكععان تزويععره ،وإن احتفععت القععرائن بصععدقه ،ول يكفععي إخبععار
القاضي ،وإن صدقوه كما مر بمععا فيععه لتهععامه) .ويبحععث( بعالرفع
)القاضي( ندبا )عن حال علماء البلد( ،أي :محل وليته )وعععدوله(
إن لم يعرفهم قبل دخوله ،فإن تعسر فعقبععه ليعععاملهم بمععا يليععق
بهم )ويدخل( وعليه عمامة سععوداء " كمععا فعععل صععلى اللععه عليععه
وسلم لما دخل مكة يوم الفتععح " .والولععى دخععوله )يععوم الثنيععن(
صبيحته " ،لنه صلى الله عليه وسلم دخل المدينة فيه حين اشتد
الضحى " ،فإن تعسر فالخميس فالسبت وصح خبر }اللهم بععارك
لمتي في بكورها{ ،ومن ثم قععال المصععنف >ص <131 :ينبغععي
تحريها بفعل وظائف الععدين ،والععدنيا فيهععا ،وعقععب دخععوله يقصععد
الجامع فيصلي ركعتين ،ثم يأمر بعهده ليقرأ ،ثم بالنداء من كععانت
لععه حاجععة ،ليأخععذ فععي العمععل ويسععتحق الععرزق .وقضععيته أنععه ل
يستحقه من حين التوليععة وبععه صععرح المععاوردي )وينععزل( حيععث ل
موضع مهيأ للقضععاء )وسععط( بفتععح السععين علععى الشععهر )البلععد(
ليتساوى الناس في القرب منه )وينظر أول( نععدبا بعععد أن يتسععلم
من الول ديوان الحكم ،وهو الوراق المتعلقة بالناس ،وأن ينععادي
في البلد متكررا أن القاضي يريد النظر في المحععابيس يععوم كععذا
فمن كان له محبوس فليحضر) .في أهل الحبععس( حيععث ل أحععوج
بالنظر منهم هل يستحقونه ،أو ل ؟ لنه عذاب ،ويقرع في البداءة
فمن قرع أحضر خصمه ويفصل بينهما وهكذا )فمن قال :حبسععت
بحععق أدامععه( إلععى أدائه ،أو ثبععوت إعسععاره وبعععده ينععادي عليععه
لحتمال ظهور غريم آخر ثم يطلقه ،أو إلى استيفاء حد حبس له،
أو إلى ما يناسب جريمة مغزر إن لم ير ما مضى كافيا )أو( قععال:
حبست )ظلما فعلى خصمه حجععة( إن حضععر ،فععإن أقامهععا أدامععه
>ص <132 :وإل حلفععه وأطلقععه مععن غيععر كفيععل ،إل أن يععراه
فحسن .ونازع فيه البلقيني وأطال في أن الحجعة إنمععا هععي علععى
المحبوس ،إذ الظععاهر أنععه إنمععا حبععس بحععق )فععإن كععان( خصععمه
)غائبا( عن البلد )كتععب إليعه ليحضعر( لفصععل الخصععومة بينهمععا أو
يوكل ،لن القصد إعلمه ليلحن بحجته ،فإن علم ولععم يحضععر ،ول
وكل حلف وأطلق ،لتقصير الغائب .ونازع فيه وأطععال أيضععا )ثععم(
في )الوصياء( وكل متصرف على الغير بعد ثبوت وليتهععم عنععده،
لن ذا المال ل يملك المطالبة بماله فناب القاضي عنه ،لنه وليععه
العام إن كان ببلده ،وإن كان ماله ببلععد آخععر ،لمععا مععر أن الوليععة
العامة لصاحب بلد المالك.
)فمن ادعى وصاية سأل( النععاس )عنهععا( ألهععا حقيقععة ومععا كيفيععة
ثبوتها ؟ )وعن حاله( هل هو مستجمع للشروط ؟ )وتصرفه فمن(
قال :فرقت الوصية ،أو تصععرفت للموصععى عليععه لععم يعترضععه إن
وجده عدل ،وإن )وجده فاسقا أخذ المال منه( وجوبا أي :بدل مععا
فوته وعين غيره ومن شك في حاله ولم تثبت عععدالته عنععد الول
ينععتزعه منععه كمععا رجحععه البلقينععي وغيععره ،ورجععح الذرعععي عععدم
النتزاع قال :وهو القرب لكلم الشيخين ،والجمهور ،أما إذا ثبتت
عدالته عند الول فل يؤثر الشك ،وإن طال الزمن لتحععاد القضععية
وبععه فععارق شععاهدا زكععي ،ثععم شععهد بعععد طععول الزمععن ل بععد مععن
استزكائه )أو( وجده )ضعيفا( عن القيععام بهععا مععع أمععانته )عضععده
بمعين( ،ول ينزع المععال منعه ،ثعم بعععد الوصععياء ينظعر فعي أمنعاء
القاضي بما ذكر في الوصياء ،نعم له عزل من شاء منهم ولععو بل
جنحة ،لنهم صاروا نوابه بخلف الوصياء وليس له كشف عن أب
وجد إل بعد ثبوت موجب قادح عنده ،ثم ينظر في الوقاف العامة
ونحوها كاللقطات وعليه الحظ من بقائها مفععردة وخلطهععا بمععال
بيععت المععال وبيعهععا وحفععظ ثمنهععا> .ص) <133 :ويتخععذ( نععدبا
)مزكيا( بصفته التية وأراد به الجنس ،وكذا مععا بعععده ،إذ ل يكفععي
واحد )وكاتبا( ،لنه يحتاج إليه لكثرة أشغاله وكععان لععه صععلى اللععه
عليه وسلم كتاب فعوق الربعيعن وإنمعا ينعدب هعذا إن لعم يطلعب
أجرا ،أو رزق من بيت المال ،وإل لم يعينععه نععدبا .وقععال القاضععي:
وجوبععا ،لئل يغععالي فععي الجععرة ويععأتي ذلععك فععي المععترجمين،
والمسمعين) .ويشترط كونه( أي :الكاتب حرا ذكرا )مسلما عدل(
لتؤمن خيانته )عارفععا بكتابععة محاضععر وسععجلت( وسععيأتي الفععرق
بينهمععا ،وقععد يترادفععان علععى مطلععق المكتععوب وسععائر الكتععب
الحكمية ،لن الجاهل بذلك يفسد ما يكتبه )ويستحب( فيه )فتحه(
فيما يكتبه أي :زيادته من التوسععع فععي معرفععة الشععروط ومواقععع
اللفظ ،والتحرز عن الموهم ،والمختل ،لئل يؤتى من الجهل .ومن
اشترط فقهه أراد المعرفة بما ل بد منه من أحكام الكتابععة وعفععة
عن الطمععع ،لئل يسععتمال )ووفععور عقععل( اكتسععابي ليزيععد ذكععاؤه
وفطنتععه فل يخععدع )وجععودة خععط( وإيضععاحه مععع ضععبط الحععروف
وترتيبها وتضييقها ،لئل يقع فيها إلحاق ،وتبيينها حتى ل تشتبه نحععو
سبعة بتسعة ،ومعرفته بحساب المواريث وغيرها لضطراره إليععه
وفصاحته وعلمه بلغات الخصوم.
)و( يتخذ ندبا أيضا >ص) <134 :مترجما( ،لنه قد يجهععل لسععان
الخصوم ،أو الشهود )وشرطه عدالة وحرية وعدد( أي :اثنان ولععو
فععي زنععا ،وإن كععان شععهوده كلهععم أعجمييععن ،نعععم يكفععي رجععل
وامرأتان فيما يثبت بهما وقيس بهما أربع نسععوة فيمععا يثبععت بهععن
وذلك ،لنه ينقل للقاضي قول ل يعرفه فأشبه المزكععي ،والشععاهد
) ،والصح جواز أعمى( إن لععم يتكلععم غيععر الخصععم ،لن الترجمععة
تفسير ،لما يسمع فلم يحتج لمعاينة وإشارة ،بخلف الشععهادة .ول
يلزم من هذا أنهم غلبوا شععائبة الروايععة خلفععا لمععن ظنععه بععل هععو
شهادة إل في هذا ،لعدم وجود المعنى المشترط له البصععار هنععا.
)و( الصح )اشتراط عدد( ،ول يضر العمى هنا أيضععا )فععي إسععماع
قاض به صمم( لم يبطل سمعه كالمترجم فإنه ينقل عيععن اللفععظ
كمععا أن ذاك ينقععل معنععاه .وشععرطهما مععا مععر فععي المععترجمين.
وشرط كل من الفريقين التيان بلفظ الشهادة وانتفاء التهمة ،فل
يقبل ذلععك مععن نحععو أصععل أو فععرع إن تضععمن حقععا لهمععا .وخععرج
بإسماع القاضي الذي هو مصدر مضاف لمفعوله إسععماع الخصععم
ما يقوله القاضي ،أو خصمه ،فيكفي فيه واحد ،لنه إخبار محععض.
)ويتخذ( ندبا )درة( بكسر المهملة )للتععأديب( اقتععداء بعمععر رضععي
الله عنه ،نعم منع ابن دقيق العيععد نععوابه مععن ضععرب المسععتورين
بهععا ،لنععه صععار ممععا يعيععر بععه ذريععة المضععروب وأقععاربه ،بخلف
الراذل .وله التأديب بالسوط )وسجنا لداء حق وتعزير( كما فعله
عمر رضي اللععه تعععالى عنععه بععدار اشععتراها بمكععة وجعلهععا سععجنا.
وحكى شريح وجهين في تقييد محبوس لجوج .وقضية ما معر فععي
التفليس أنه إن عرف له مال وعائد عزره القاضي بمععا يععراه مععن
قيد وغيره ،وإل فل.
)ويستحب كون مجلسه( الذي يقضي فيه )فسيحا( ،لئل يتأذى بععه
الخصوم )بارزا( أي ظاهرا ليعرفه كل أحد ،ويكره اتخاذ حععاجب ل
مع زحمة ،أو في خلوة )مصونا مععن أذى( نحععو )حععر وبععرد( وريععح
كريععه وغبععار ودخععان )لئقععا بععالوقت( أي :الفصععل كمهععب الريععح
وموضع الماء في الصيف ،والكن في الشتاء ،والخضرة في الربيع
>ص <135 :ولم يجعل هذا نفس المصون كما صنعه أصععله بععل
غيره كأنه للشارة إلى تغايرهما ،لن الول لدفع المؤذي ،والثععاني
لتحصيل التنععزه ودفععع الكععدورة عععن النفععس ،فانععدفع استحسععان
شارح لعبارة أصله على عبارته )و( لئقا بوظيفععة )القضععاء( الععتي
هي أعظم المناصب وأجععل المراتععب بععأن يكععون علععى غايععة مععن
البهة ،والحرمة ،والجللة فيجلس مستقبل القبلة داعيا بععالتوفيق،
والعصمة ،والتسديد متعمما متطلسا على عال به فرش ووسععادة
ليتميععز بععه وليكععون أهيععب ،وإن كععان مععن أهععل الزهععد ،والتواضععع
للحاجة إلى قوة الرهبة ،والهيبة ،ومن ثم كره جلوسععه علععى غيععر
هذه الهيئة )ل مسجدا( أي :ل يتخذه مجلسا للحكععم فيكععره ذلععك،
لن مجلععس القاضععي يغشععاه نحععو الحيععض ،والععدواب ويقععع فيععه
اللغط ،والتخاصم ،والمسجد يصان عن ذلععك .نعععم إن اتفععق عنععد
جلوسه فيه قضية ،أو قضايا فل بأس بفصلها وعليه يحمل ما جععاء
عنه صلى الله عليه وسلم ،والخلفععاء بعععده ،وكععذا إذا جلععس فيععه
لعذر نحو مطر .وإقامة الحدود فيه أشد كراهععة وألحععق بالمسععجد
بيته ويتعين حمله على ما إذا كان بحيث يحتشم الناس دخوله بأن
أعده مع حاله فيعه يحتشعم النعاس العدخول عليعه لجلهعا ،أمعا إذا
أعععده وأخله مععن نحععو عيععال وصععار بحيععث ل يحتشععمه أحععد فععي
الدخول عليه فل معنى للكراهة حينئذ.
)ويكره أن يقضي فعي حعال غضععب( ل للعه تععالى )وجععوع وشععبع
مفرطين وكععل حععال يسععوء خلقععه( فيععه كمععرض ومدافعععة حععدث
وشدة حزن ،أو خوف ،أو هععم ،أو سععرور لصععحة النهععي عنععه فععي
الغضب .وقيس به الباقي ،ولختلل فكره وفهمه بذلك ومععع ذلععك
ينفذ حكمه .وقضية ذلك أن ما ل مجال للجتهاد فيه ل كراهة فيععه
كما أشار إليه في المطلب وجزم بععه ابععن عبععد السععلم ،ول يخلععو
عن نظر ،لنه ل يأمن التقصير في مقدمات الحكم ،أما إذا غضب
للععه تعععالى وكععان يملععك نفسععه فل كراهععة كمععا اعتمععده البلقينععي
وغيععره ،لنععه يععؤمن معععه التعععدي ،بخلف لحععظ نفسععه وترجيععح
الذرعي عدم الفرق وأطال له يحمل علعى معن لعم يملعك نفسعه
لتشويش الفكر حينئذ.
)ويندب أن يشاور( المجتهد ولو في الفتوى وغيره حيث ل معتمععد
متيقن في مذهبه في تلك الواقعة بسائر توابعها ومقاصععدها فيمععا
يظهععر عنععد تعععارض الدلععة >ص <136 :والمععدارك )الفقهععاء(
العععدول المععوافقين ،والمخععالفين لقععوله تعععالى }وشععاورهم فععي
المر{ ،ومنه أخذ رد قول القاضي :ل يشاور من هو دونععه .وأيضععا
قد يكون عند المفضول في بعض المسائل ما ليس عند الفاضععل.
وفي وجه تحرم المباحثة مع الفاسق ويتعين ترجيحه إن قصد بهععا
إيناسه ،لنه حرام كما صرحوا به )وأن ل يشععتري ويععبيع( ويعامععل
مع وجود من يوكله )بنفسه( في عمله بل يكره لعه ،لئل يحعابى )،
ول يكون له وكيل معروف( ،لئل يحابي أيضا) .فإن( كان وجه هععذا
التفريع أن مباشرته لنحو البيع وعلم وكيله لما كانا مظنة لمحاباته
التي هي في حكم الهدية فرع حكمها عليهما وحينئذ قد يؤخذ مععن
ذلك ما لم أر من تعرض له ،وهو أنه لو بيع لععه شععيء بععدون ثمععن
المثل حرم عليه قبوله ،وهو متجععه ،وإن كععان قععولهم :لئل يحععابي
تعليل للكراهة قععد يقتضععي حععل قبععول المحابععاة )أهععدى إليععه( ،أو
ضيفه ،أو وهبه ،أو تصدق عليه فرضا أو نفل على ما يأتي )من له
خصومة( ،أو من أحس منه أنه سيخاصععم ،وإن كععان بعضععه علععى
الوجه ،لئل يمتنع من الحكم عليه ،أو كان يهدي قبععل الوليععة )أو(
من ل خصومة له و )لم يهد( إليه شيئا )قبل وليته( ،أو كان يهدي
إليه قبلها لكنه زاد في القدر ،أو الوصف )حرم عليععه قبولهععا( ،ول
يملكها ،لنها فععي الولععى تععوجب الميععل إليععه وفععي الثانيععة سععببها
الولية .وقد صرحت الخبار الصععحيحة بتحريععم هععدايا العمععال بععل
صح عن تابعي أخذه الرشوة يبلغ به الكفر أي إن استحل ،أو أنهععا
سبب له ،ومن ثم جاء المعاصي يريد الكفر وإنما حلععت لععه صععلى
الله عليه وسلم الهدايا بالعصمة .وفي خبر أنه أحلها لمعععاذ ،فععإن
صح فهو من خصوصياته أيضا وسواء أكان المهدي من أهل عملععه
أم من غيره ،وقد حملها إليه ،لنه صار في عملععه فلععو جهزهععا لععه
مععع رسععوله وليععس لععه محاكمععة فوجهععان إن رجععح شععارح منهمععا
الحرمة .ول يحرم عليه قبولها في غيععر عملععه و إن كععان المهععدي
من أهل عمله ما لم يستشعر بأنها مقدمة لخصععومة .ومععتى بععذل
له مال ليحكم بغير حق ،أو ليمتنعع معن حكعم بحعق فهعو الرشعوة
المحرمة إجماعا .ومثله ما لو امتنععع مععن الحكععم بععالحق إل بمععال
لكنه أقععل إثمععا ،وقععد قععال صععلى اللععه عليععه وسععلم } :لعععن اللععه
الراشي ،والمرتشععي فععي الحكععم{ وفععي روايععة ،والععرائش ،وهععو
الماشي بينهما ومحله في راش لباطل >ص <137 :أما من علم
أخذ ماله بباطل لول الرشععوة فل ذم عليععه .وحكععم الععرائش حكععم
موكله ،فإن توكل عنهما عصى مطلقا
)تنبيه( محل قولنا :لكنه أقل إثما ،أما إذا كععان لععه رزق مععن بيععت
المال ،وإل وكان ذلك الحكععم ممععا يصععح السععتئجار عليععه وطلععب
أجرة مثل عمله فقط جاز له طلبهععا وأخععذها عنععد كععثيرين وامتنععع
عنععد آخريععن قيععل :والول أقععرب ،والثععاني أحععوط قععال السععبكي:
ولمفت لم ينحصر المر فيه المتناع مععن الفتععاء إل بجعععل ،وكععذا
المحكم وفارقا الحععاكم بععأنه نصععب للفصععل أي :فيتهععم ولععو قيععل
بأنهما مثله لععه لكععان مععذهبا محتمل .ا ه .وعلععى الول فمحلععه إن
كان مععا يأخععذ عليععه فيععه كلفععة تقابععل بععأجرة وحينئذ ل فععرق بيععن
العيني وغيره بناء على الصععح أن العينععي المقابععل بععالجرة لمععن
تعين عليه المتناع منه إل بالجرة .ولعل مععا قععاله السععبكي مبنععي
على الضعيف أن العيني ل يجوز أخذ الجععرة عليععه مطلقععا وكععأنه
بنى على هذا قوله أيضا :يجوز البذل لمن يتحدث له في أمر جائز
يقابل بأجرة عند ذي سلطان إن لم يكن المتحدث مرصدا لمثلهععا
بحيث يجب عليه فقوله :إن إلخ إنما يأتي على الضعععيف كقععوله ل
يجوز الخذ على شفاعة واجبة قال :وكذا مباحة بشرط عوض إن
جعل العوض جزاء لها.
)وإن كان( من عادته أنه )يهدي( إليه قبععل الوليععة ،والترشععح لهععا
لنحععو قرابععة ،أو صععداقة ولععو مععرة فقععط كمععا أشعععر بععه كلمهععم
واعتمده الزركشي وعليه فإشعار كععان فععي المتععن بععالتكرار غيععر
مراد )ول خصومة( له حاضرة ول مترقبععة )جععاز( قبععول هععديته إن
كانت )بقدر العادة( قيل :كالعادة ليعععم الوصععف أيضععا أولععى .ا ه.
وقد يجاب بأن القدر قد يستعمل في الكيف كالكم وذلععك لنتفععاء
التهمة حينئذ بخلفهععا بعععد الترشععح ،أو مععع الزيععادة فيحععرم قبععول
الكل إن كانت الزيادة في الوصف كأن اعتاد الكتععان فأهععدي إليععه
الحرير ،وكذا في القدر على الوجه الععذي اقتضععاه كلم الشععيخين
وغيرهما .ول يأتي فيه تفريق الصفقة ،لن محله إن تميز الحععرام،
ومن ثم قال البلقيني كمجلععي إذا تميععزت الزيععادة حرمععت فقععط.
وزعم أنه يلزم من زيادة القدر التميز ممنععوع ولععو أهععدي لععه بعععد
الحكم حرم القبول أيضا إن كان مجععازاة لععه ،وإل فل كععذا أطلقععه
شارح ويتعين حمله على مهعد معتعاد أهعدي إليعه بعععد الحكععم لعه.
وجوز له السبكي في حلبياته قبول الصدقة ممععن ل خصععومة لععه،
ول عععادة وخصععه فععي تفسععيره بمععا إذا لععم يعععرف المتصععدق أنععه
القاضي وعكسه واعتمده ولده ،وهو متجه ،وإل لشكل بمععا يععأتي
في الضيافة .وبحث غيره القطع بحل أخذه للزكاة وينبغي تقييععده
بما ذكر وألحق الحسباني بالعيععان المنععافع المقابلععة بمععال عععادة
كسكنى دار ،بخلف غيرها كاستعارة كتاب علم وأكله طعام بعض
أهل وليته ضيفا كقبول هديتهم كما علم مما مر .وتععردد السععبكي
في الوقف عليه من أهل عمله .والذي يتجه فيه وفي النذر أنه إن
عينه باسمه وشرطنا القبول كان كالهدية له ،وكذا لو وقععف علععى
تدريس هو شيخه ،فإن عين باسععمه امتنععع ،وإل فل ويصععح إبععراؤه
عن دينه ،إذ ل يشترط فيه قبول ،وكذا أداؤه عنه بغير إذنه بخلفه
بإذنه بشرط عدم الرجوع .وبحث التاج السععبكي أن خلععع الملععوك
أي :التي من أموالهم كما هو >ص <138 :ظاهر ليست كالهدية
بشرط اعتيادها لمثله وأن ل يتغيععر بهععا قلبععه عععن التصععميم علععى
الحق .وسائر العمال مثله فععي نحععو الهديععة ،لكنععه أغلععظ هععذا مععا
أفتى به جمع واعتمده السبكي .وقول البدر بن جماعة بالحل لهم
ضعيف جدا مصادم للحديث المشهور }هدايا العمال غلول{ ولمععا
سأل السبكي شيخه ابن الرفعة عن هذا التخالف فأجابه بأنهم إن
كافئوا عليها ولو بدجاجة لم يحرم قال :أتوهم أن الحامل له علععى
هذا الجعواب عععدم مععوافقته للطععائفتين ،أو عععدم إتقععانه للمسعألة
والله يغفر لنا وله .ا ه.
)والولى( لمن جاز لععه قبععول الهديععة )أن يععثيب عليهععا( ،أو يردهععا
لمالكها ،أو يضعها في بيت المال وأولى من ذلك سد باب القبععول
مطلقععا حسععما للبععاب) .ول ينفععذ حكمععه( ،ول سععماعه لشععهادة
)لنفسه( ،لنه متهم وإنما جاز له تعزير من أسععاء أدبععه عليععه فععي
حكمه كحكمت علي بالجور ،لئل يستخف ،ويستهان به ،فل يسععمع
حكمه .وله أيضا أن يحكم لمحجععوره ،وإن كععان وصععيا عليععه قبععل
القضاء كما في أصل الروضة ،وإن نازع فيه ابععن الرفعععة وغيععره،
وإن تضمن حكمه استيلءه على المال المحكوم به وتصرفه فيععه،
وكذا بإثبات وقععف شععرط نظععره لقععاض هععو بصععفته ،وإن تضععمن
حكمه وضع يده عليه وبإثبات مععال لععبيت المععال ،وإن كععان يععرزق
منه .وإفتاء العلم البلقيني بععأنه ل يصععح مععن القاضععي الحكععم بمععا
آجره هو ،أو مأذونه من وقف هععو نععاظره يحمععل علععى مععا فصععله
الذرعي حيث قال :الظععاهر منعععه لمدرسععة هععو مدرسععها ووقععف
نظره له قبل الولية ،لنه هو الخصععم >ص <139 :إل أن يكععون
متبرعععا فكالوصععي وهععذا أولععى مععن رد بعضععهم لكلم العلععم بععأن
القاضي أولى من الوصي ،لن وليته علععى الوقععف بجهععة القضععاء
تزول بانعزاله ،ول كععذلك الوصععي إذا تععولى القضععاء فالتهمععة فععي
حقه أقوى ،ومن ثم لو شععهد القاضععي بمععال للوقععف قبععل وليتععه
عليععه قبععل ،أو الوصععي بمععال لمععوليه قبععل الوصععية لععه لععم يقبععل
)ورقيقه( لذلك ،نعم له الحكم بجنايععة عليععه قبععل رقععه بععأن جنععى
ملتزم على ذمي ،ثم حارب وأرق ،ويوقف ما ثبععت لععه حينئذ إلععى
عتقه ،فإن مات قنا صار فيئا ذكره البلقيني قال :وكذا لمععن ورث
موصى بمنفعته الحكععم بكسععبه أي :لنععه ليعس لعه )وشععريكه( ،أو
شريك مكاتبه )في المشترك( لذلك أيضا ،نعم لو حكم له بشععاهد
ويمينه جاز ،لن المنصوص أنه ل يشاركه ذكره أيضا .ويؤخععذ مععن
علته أنه يشععترط أن يعلععم أنععه ل يشععاركه ،وإل فالتهمععة موجععودة
باعتبار ظنه وهي كافية )وكععذا أصععله وفرعععه( ولععو لحععدهم علععى
الخر )على الصحيح( ،لنهم أبعاضه فكانوا كنفسه ،ومن ثم امتنععع
قضاؤه لهم بعلمععه قطععا .أمععا الحكععم عليهععم كقنععه وشععريكه بععل
ونفسه فيجوز عكس العععدو .وحكمععه علععى نفسععه حكععم ل إقععرار
على الوجه وله على المعتمد تنفيذ حكم بعضععه ،والشععهادة علععى
شهادته ،إذ ل تهمععة )ويحكععم لععه( أي القاضععي )ولهععؤلء المععام أو
قاض آخر( مستقل ،إذ ل تهمة ) ،وكذا نائبه على الصععحيح( كبقيععة
الحكام.
)وإذا( ادعععي عنععده بععدين حععال ،أو مؤجععل ،أو بعيععن مملوكععة ،أو
وقععف ،أو غيععر ذلععك ،ثععم )أقععر المععدعى عليععه ،أو نكععل فحلععف
المدعي( أو حلف بل نكول بأن كانت اليمين في جهته لنحو لععوث،
أو إقامة شاهد مع إرادة الحلف معه )وسععأل( المععدعي )القاضععي
أن يشهد على إقراره عنده أو يمينه ،أو( سأل )الحكععم( لععه عليععه
)بما ثبت ،والشعهاد بعه لزمعه( إجعابته ،لمعا ذكعر ،وكعذا لعو حلعف
مدعى عليه ،وسأل الشهاد ليكون حجة له فل يطالبه مرة أخععرى
وذلك ،لنه قد ينكر بعد فيفوت الحق لنحو نسيان القاضععي >ص:
<140أو انعزالععه ولععو أقععام بينععة بععدعواه وسععأله الشععهاد عليععه
بقبولها لزمه أيضا ،لنه يتضمن تعديل البينة وإثبععات حقععه .وخععرج
بقوله :سأل ما إذا لم يسأله لمتناع الحكم للمدعي قبل أن يسأل
فيععه كامتنععاعه قبععل دعععوى صععحيحة إل فيمععا تقبععل فيععه شععهادة
الحسععبة .وصععيغة الحكععم الصععحيح الععذي هععو اللععزام النفسععاني
المسعتفاد معن جهعة الوليعة حكمععت ،أو قضعيت لعه بعه أو نفعذت
الحكم به ،أو ألزمت خصمه الحق .وأخذ ابن عبد السلم من كون
الحكم اللزام أنه إذا حكم في نفسععه فععي مختلععف فيععه لععم يتععأثر
بنقض مخالف له .وظاهره أنه بعععد حكععم المخععالف يقبععل ادعععاؤه
ذلك الحكم ،لنه ل يعرف إل من جهته وفيه نظر .والذي يتجه أنععه
إن كان أشهد به قبل حكم المخالف لم يعتد بحكععم المخععالف وإل
اعتد به ،وإذا عدلت البينة لم يجز الحكم إل بطلععب المععدعي كمععا
تقرر فإذا طلبه قال لخصمه :ألك دافع في هذه البينة أو قععادح ؟،
فإن قال :ل ،أو ،نعم ولم يثبته حكم عليه ،وإن وجد فيها ريبععة لععم
يجد لها مستندا خلفا لبي حنيفة .وقوله :ثبت عندي كعذا ،أو صعح
بالبينة العادلة ليس بحكم ،وإن توقف على الععدعوى أيضععا ،سععواء
أكعان الثعابت الحعق أم سعببه خلفعا لمعا أختعاره السعبكي لنتفعاء
اللزام فيه وإنما هععو بمعنععى سععمعت البينععة وقبلتهععا ويجععري فععي
الصحيح ،والفاسد إل في مسألة تسجيل الفسق عند عدم الحاجة
>ص <141 :إليه ،وإل كإبطال نظره فالوجه الجواز ،فععإن حكععم
بالثبوت كان حكما بتعععديلها وسععماعها فل يحتععاج حععاكم آخععر إلععى
النظر فيها كذا قاله الشارح.
وقضيته أن الثبوت بل حكم ل يحصل ذلك ،لكن قضععية كلم غيععره
بل صريحه خلفععه .وعبععارة شععيخنا :الثبععوت ليععس حكمععا بالثععابت
وإنمععا هععو حكععم بتعععديل البينععة وقبولهععا وجريععان مععا شععهدت بععه،
وفائدته عدم احتياج حاكم آخر إلى النظر فيها انتهت .قال :وفيمععا
إذا ثبت الحق كثبت عندي وقعف هعذا علعى الفقعراء هعو ،وإن لعم
يكن حكما ،لكنه في معناه فل يصح رجععوع الشععاهد بعععده ،بخلف
ثبوت سببه كوقف فلن لتوقفه علععى نظععر آخععر ،ومععن ثععم يمتنععع
على الحععاكم الحكععم بععه حععتى ينظععر فععي شععروطه ،وقععال أيضععا:
والتنفيذ بشرطه إل ما غلب في زمننا حكم وفائدته التأكيد للحكم
قبله .ويجوز تنفيذ الحكم في البلد قطعا من غير دعوى ،ول حلف
في نحو غائب ،بخلف تنفيذ الثبوت المجرد فيها ،فإن فيععه خلفععا،
والوجه جوازه بناء على أنه حكم بقبول البينة .والحاصل أن تنفيذ
الحكم ل يكون حكما من المنفذ إل إن وجدت فيه شروط الحكععم
عنده ،وإل كان إثباتا لحكم الول فقط .وفععي الفععرق بيععن الحكععم
بالموجب ،والحكم بالصحة كلم طويععل للسععبكي والبلقينععي وأبععي
زرعة ،وقد جمعته كله ،وما فيه من نقععد ،ورد وزيععادة فععي كتععابي
المستوعب في بيع الماء ،والحكم بععالموجب بمععا لععم يوجععد مثلععه
فععاطلبه فععإنه مهععم .ومنععه أن الحكععم بععالموجب يتنععاول الثععار
الموجودة ،والتابعة لها بخلفه بالصحة فإنه إنما يتنععاول الموجععودة
فقط فلو حكععم شععافعي بمععوجب الهبععة للفععرع لععم يكععن للحنفععي
الحكم بمنع رجوع الصل لشمول حكم الشععافعي للحكععم بجععوازه
>ص <142 :أو بصععحتها لععم يمنعععه مععن ذلععك ولععو حكععم حنفععي
بصحة التدبير لم يمنع الشافعي من الحكم بصععحة بيععع المععدبر ،أو
بموجبه منعه ،أو مالكي بصحة البيع لم يمنع الشافعي من الحكععم
بخيار المجلس مثل ،أو بموجبه منعه ومنععع العاقععدين مععن الفسععخ
به ،لستلزامه نقض حكم الحععاكم مععع نفععوذه ظععاهرا وباطنععا كمععا
يععأتي .ولععو حكععم شععافعي بمععوجب إقععرار بعععدم السععتحقاق منععع
الحنفي من الحكم بعدم قبععول دعععوى السععهو ،لن مععوجبه مفععرد
مضععاف لمعرفععة فيعععم فكععأنه قععال :حكمععت بكععل مقتضععى مععن
مقتضياته ،ومنها سععماع دعععوى السععهو ،أو بمععوجب بيععع فبععان أن
البائع وقفه قبععل الععبيع علععى نفسععه فضععمن حكمععه إلغععاء الوقععف
فيمتنع على الحنفي الحكم بصحته .ولو حكم شافعي بصحة الععبيع
لم يمنع الحنفي من الحكم بشفعة الجوار في المععبيع ،أو بمععوجبه
منعه أو مالكي بصحة قرض لم يمنع الشافعي مععن الحكععم بجععواز
رجوع المقرض في عينه ما دامت باقية بيد المقترض ،أو بمععوجبه
منعه وذلك ،لن الحكم بما ذكر بعد الحكععم بالصععحة فععي الكععل ل
ينافيه بل يترتب عليه ،فليس فيه نقض له بخلفه بالموجب ولهععذا
آثره الكثرون ،وإن كان الول أقوى من حيث إنه يسععتلزم الحكععم
بملك العاقد مثل ،ومن ثم امتنع على الحاكم الحكم بهععا إل بحجععة
تفيد الملععك ،بخلف الحكععم بععالموجب .وفععي فتععاوى القاضععي لععو
وهب آخر شقصا مشاعا فبععاعه المتهععب فرفعععه الععواهب لحنفععي
فحكم ببطلن الهبة فرفع المشتري البائع لشافعي وطالبه بالثمن
فحكم بصحة البيع نفذ وامتنع على الحنفي إلزام البائع بالثمن أي:
لن ما حكم به الشافعي قضية أخععرى لععم يشععملها حكععم الحنفععي
الول فلم يكن له نقض حكععم الشععافعي ولععو حكععم بالصععحة ولععم
يعلم هل استند لحجة بالملك ،أو ل ؟ حملنا حكمه علععى السععتناد،
لنه الظاهر ،نعم لو قيل بأن محله في قاض موثوق بدينه وعلمععه
لم يبعد .ويجري ذلك فععي كععل حكععم أجمععل ولععم يعلععم اسععتيفاؤه
لشروطه فل يقبل إل ممن ذكععر فيمععا يظهععر أيضععا ،ثععم رأيععت مععا
قدمته قبل العارية ،وهو صريح في ذلك
)تنبيه( من المشكل حكاية الرافعي وجهين في أنععه هععل يصععح أن
يلزم القاضي الميت بموجب إقراره في حيععاته ؟ ،إذ ل خلف أنععه
يجب إخراج ما أقر به من تركته عينا كان أو دينا وحملععه السععبكي
على ما إذا ادعي على رجل فأقر ثم مات قبععل الحكععم عليععه هععل
يحكم عليه بإقراره الول أو يحتاج إلى إنشاء دعوى على الععوارث
قال :فينبغي أن يكون هذا محل الععوجهين وليععس مععن جهععة لفععظ
الموجب.
)أو( سأله المدعي ومثله المدعى عليه نظير ما مر )أن يكتب له(
بقرطععاس أحضععره مععن عنععده حيععث لععم يكععن مععن بيععت المععال
)محضرا( بفتح الميم )بما جرى من غير حكم ،أو سجل بمععا حكععم
اسععتحب إجععابته( ،لنععه مععذكور وإنمععا لععم يجععب ،لن الحععق يثبععت
بالشهود ل بالكتاب )وقيععل :يجععب( توثقععة لحقععه ،نعععم إن تعلقععت
الحكومععة بصععبي ،أو مجنعون لعه ،أو عليعه وجعب التسععجيل جزمعا
وألحق بهما الزركشي الغائب >ص <144 - 143 :ونحو الوقف
مما يحتاط له .وأشار المتن إلى أن المحضر ما تحكى فيه واقعععة
الدعوى ،والجععواب وسععماع البينععة بل حكععم ،والسععجل مععا تضععمن
إشهاده على نفسه أنه حكم بكععذا ،أو نفععذه )ويسععتحب نسععختان(
أي :كتابتهما )إحداهما( تدفع )لععه( بل ختععم )والخععرى تحفععظ فععي
ديوان الحكععم( مختومععة مكتععوب عليهععا اسععم الخصععمين ،وإن لععم
يطلب الخصم ذلك ،لنه طريق للتذكر لو ضاعت تلك.
)وإذا حكم باجتهاد( وهو من أهله ،أو باجتهاد مقلععده )ثععم بععان( أن
ما حكم بعه )خلف نعص الكتعاب ،أو السععنة( المتعواترة ،أو الحعاد
)أو( بععان خلف )الجمععاع( ،ومنععه مععا خععالف شععرط الواقععف )أو(
خلف )قيععاس جلععي( ،وهععو مععا يعععم الولععى ،والمسععاوي قععال
القرافي :أو خالف القواعد الكلية قالت الحنفية :أو كععان حكمععا ل
دليل عليه أي :قطعا فل نظر ،لما بنوه على ذلك من النقععض فععي
مسائل كثيرة قال بها غيرهم لدلة عنده .قال السععبكي :أو خععالف
المذاهب الربعة ،لنه كالمخالف للجماع أي :لمععا يععأتي عععن ابععن
الصلح )نقضه( أي :أظهر بطلنه وجوبا ،وإن لععم يرفععع إليععه )هععو
وغيره( بنحو :نقضته أو أبطلتععه ،أو فسععخته إجماعععا فععي مخععالف
الجماع وقياسا في غيره ،والمراد بالنص هنا الظاهر على ما فععي
المطلب عن النص ل معنععاه الحقيقععي ،وهععو مععا ل يحتمععل غيععره،
ويؤيده قول السبكي :فمتى بان الخطأ قطعا ،أو ظنا نقض الحكم
قال :أما مجرد التعارض لقيام بينة بعد الحكععم ،بخلف مععا قععامت
به البينة التي حكم بها فل نقل فيه .والذي يترجح أنه ل نقض فيععه
وأطال في تقريره وكأن هذا مبني على ما يأتي عنععه قبيععل فصععل
القائف مع بيان أن الحق في ذلك أنه إن قطع بمععا يععوجب بطلن
الحكم الول أبطل وإل فل على أنهم صرحوا بتبين بطلنه إذا بععان
فسععق شععاهده أو رجععوعه ،أو نحععو ذلععك ،لكععن ل يععرد هععذا علععى
السبكي ،لن هذا ليس معارضا بل رافعا وشتان ما بينهما .ويدخل
في قوله :باجتهاد خلفا لمن أورده عليه ما لو حكم بنص ،ثم بععان
نسخه أو خروج تلك الصورة عنه بدليل .وينقض أيضا حكععم مقلععد
بما يخالف نص إمامه ،لنععه بالنسععبة إليععه كنععص الشععارع بالنسععبة
للمجتهد كما في أصععل الروضععة واعتمععده المتععأخرون وألحععق بععه
الزركشي >ص <145 :حكم غير متبحر بخلف المعتمد عند أهل
المذهب أي :لنه لم يرتق ععن رتبعة التقليعد وحكعم معن ل يصعلح
للقضاء ،وإن وافق المعتمد أي :ما لم يكن قاضي ضرورة ،لما مر
أنه ينفذ حكمه بالمعتمد في مذهبه .ونقل القرافععي وابععن الصععلح
الجماع على أنععه ل يجععوز الحكععم ،بخلف الراجععح فععي المععذهب.
وبعدم الجواز وصرح السبكي في مواضع من فتععاويه فععي الوقععف
وأطال وجعععل ذلععك مععن الحكععم ،بخلف مععا أنععزل اللععه ،لن اللععه
أوجب على المجتهدين أن يأخععذوا بالراجععح وأوجععب علععى غيرهععم
تقليدهم فيما يجب عليهم العمل بععه ،وبععه يعلععم أن مععراد الوليععن
بعدم الجواز عدم العتداد به فيجب نقضه كما علم ممععا مععر عععن
أصل الروضة قال ابن الصلح وتبعوه :وينفذ حكععم مععن لععه أهليععة
الترجيح إذا رجح قول ولو مرجوحا في مذهبه بدليل جيد وليس له
أن يحكععم بشععاذ ،أو غريععب فععي مععذهبه إل إن ترجععح عنععده ولععم
يشرط عليه التزام مذهب باللفظ ،أو العرف كقوله :على قاعععدة
من تقدمه قال :ول يجععوز إجماعععا تقليععد غيععر الئمععة الربعععة فععي
قضععاء ،ول إفتععاء ،بخلف غيرهمععا .ا ه .وسععبقه إلععى صععحة ذلععك
الستثناء الماوردي وخالفه ابن عبد السلم .ومر آنفا لععذلك مزيععد
قال البغوي :ولو حكم حاكم بالصحة في قضععية مععن بعععض وجععوه
اشتملت عليها فلمخالفه الحكم بفسادها من وجععه آخععر كصععغيرة
زوجها غير مجبر بغير كفء ويلزمععه التسععجيل بععالنقض إن سععجل
بالمنقوض قاله الماوردي قال السبكي :ومععتى نقععض حكععم غيععره
سئل عن مستنده وقولهم :ل يسأل القاضععي عععن مسععتنده محلعه
إذا لم يكن حكمه نقضععا أي ومحلععه أيضععا إذا لععم يكععن فاسععقا ،أو
جاهل كما مر أول الباب) .ل( ما بان خلف قياس )خفي( ،وهو ما
ل يبعد احتمال الفارق فيه كقياس الذرة على البر في الربا بجامع
الطعم فل ينقضه لحتماله.
)والقضاء( أي :الحكم الذي يستفيده القاضي بالولية فيمععا بععاطن
المععر فيععه ،بخلف ظععاهره تنفيععذا كععان أو غيععره )ينفععذ ظععاهرا ل
باطنا( فععالحكم بشععهادة كععاذبين ظاهرهمععا العدالععة ل يفيععد الحععل
باطنا لمال ،ول لبضععع لخععبر الصععحيحين }لعععل بعضععكم أن يكععون
ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع منه فمن قضععيت
له من حق أخيه بشيء فل يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار{
وخععبر }أمععرت أن أحكععم بالظععاهر واللععه يتععولى السععرائر{ جععزم
الحافظ العراقي بأنه ل أصل له ،وكذا أنكره المزي وغيععره ولعلععه
من >ص <146 :حيث نسبة هذا اللفظ بخصوصه إليه صلى الله
عليه وسلم ،أما معناه فهو صحيح منسوب إليععه صععلى اللععه عليععه
وسلم أخذا من قول المصنف في شرح مسلم في خبر }إني لععم
أومر أن أنقب عن قلوب الناس ،ول أشععق بطععونهم{ معنععاه إنععي
أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال صععلى اللععه
عليه وسلم .ا ه .وعبععارة الم عقععب حععديث الصععحيحين المععذكور
فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه إنما يقضي بالظععاهر وأن أمععر
السرائر إلععى اللععه بععل نقععل ابععن عبععد الععبر الجمععاع علععى معنععاه
وعبععارته أجمعععوا علععى أن أحكععام الععدنيا علععى الظععاهر وأن أمععر
السرائر إلى الله انتهت .وبهذا كله يتبين رد إطلق أولئك الحفععاظ
أنه ل أصل له .ويلععزم المحكععوم عليهععا بنكععاح كععاذب الهععرب بععل،
والقتل إن قدرت عليه كالصائل على البضع ،ول نظر لكونه يعتقععد
الباحة كما يجععب دفععع الصععبي عنععه ،وإن كععان غيععر مكلععف ،فععإن
أكرهت فل إثم .ول يخالف هذا قولهم :الكراه ل يبيح الزنا لشععبهة
سبق الحكم على أن بعضهم قيد عدم الثععم بمععا إذا ربطععت حععتى
لم يبق لها حركة ،لكن فيه نظر ،إذ لو كان هذا مععرادا لععم يفرقععوا
بين ما هنا ،والكراه على الزنا ،لن محل حرمته حيععث لععم تربععط
كذلك ،فإن وطئت فزنا عند الشيخ أبععي حامععد ووطععء شععبهة عنععد
غيره ،وهو الصح ،لن أبا حنيفة رضي اللععه عنععه يجعلهععا منكوحععة
بععالحكم ،ورجععح الزركشععي كععالذرعي الول قععال :والشععبهة إنمععا
تراعععى حيععث قععوي مععدركها ل كهععذه ،أمععا مععا بععاطن المععر فيععه
كظاهره ،فإن لم يكععن فععي محععل اختلف المجتهععدين كالتسععليط
على الخذ بالشفعة الذي لم يترتب على أصععل كععاذب نفععذ باطنععا
أيضا ،وكذا إن اختلف فيه كشفعة الجوار فينفذ باطنععا أيضععا علععى
المعتمد ،ومن ثم حل للشافعي طلبها من الحنفععي ،وإن لععم يقلععد
أبا حنيفة ،لن من عقيدة الشافعي أن النفوذ باطنا يستلزم الحععل
فلم يأخذ محرما في اعتقاده ،ومن ثم لم يجز للحنفي منعععه مععن
طلبهععا وجععاز للشععافعي الشععهادة بهععا ،لكععن ل بصععيغة أشععهد أنععه
يستحقها ،لنه كذب كما أن له حضور نكاح بل ولي إن قلد أو أراد
حفظ الواقعة ،نعم ليس له دعوى ،ول شهادة على مرتد عند مععن
ل يرى قبول توبته كما نص عليععه ،لن أمععر الععدماء أغلععظ .وجععاز
أيضا لحاكم شععافعي أنهععي إليععه مععا ل يععراه مععن أحكععام مخععالفيه
تنفيذها وإلزام العمل بها فلو فسخ نكاح امععرأة أو خععولعت مععرارا
وحكم حنبلي بصحة أحدهما ،ثم رفعت أمرهععا للشععافعي ليزوجهععا
في الولى من آخر و في الثانية من زوجها من غير محلععل >ص:
<147جاز ذلك خلفا لبن العماد في الثانية ،لما مر من أنه يرى
نفوذ حكم المخالف باطنا .و كحكم المخالف فيمععا ذكععر إثبععاته إن
كان معتقده أنه حكم كما هو ظاهر مما تقرر أن العبرة بعقيدته ل
بعقيدة من أنهي إليه حكم ويظهر أنه ل أثر لكون المخالف يعتقععد
أن الحكععم إنمععا ينفععد ظععاهرا فقععط بععل العععبرة فععي هععذا باعتقععاد
المنهي إليه كالشافعي .ويفرق بأن هذا هععو المبيععح للقععدام علععى
العمععل بقضععية حكععم المخععالف فنظععر لعتقععاد الثععاني فععي هععذا
بخصوصه دون ما عداه.
)ول يقضععي( أي :ل يجععوز لععه القضععاء )بخلف علمععه( أي :ظنععه
المؤكد على ما قاله شارح أخذا مما يأتي عقبععه ،ويحتمععل الفععرق
)بالجماع( على نزاع فيه منشؤه أن الوجوه هل تخرق الجمععاع ؟
والوجه أنا إن قلنا :لزم المذهب مذهب خرقتععه ،وإل وهععو الصععح
فل وذلك كما إذا شهدا برق ،أو نكاح ،أو ملك من يعلم حريتععه ،أو
بينونتها أو عدم ملكه ،لنه قاطع ببطلن الحكم به حينئذ ،والحكععم
بالباطل محععرم ،ول يجععوز لععه القضععاء فععي هععذه الصععورة بعلمععه،
لمعارضة البينة له مع عدالتها ظاهرا ،ول يلزم من علمه خلف ما
شهدا به تعمدهما المفسق لهما وبه فارق قولهم :لو تحقق جععرح
شاهدين ردهما وحكم بعلمه المعععارض لشععهادتهما .قيععل :صععواب
المتععن بمععا يعلععم خلفععه فععإن مععن يقتضععي بشععهادة مععن ل يعلععم
صدقهما ،ول كذبهما قاض ،بخلف علمععه ،وهععو نافععذ اتفاقععا .ا ه،.
وهو عجيب فإنه فرضه فيمن ل يعلم صدقا ،ول كذبا فكيععف يصععح
أن يقععال :إن هععذا قضععى ،بخلف علمععه حععتى يععرد علععى المتععن
فالصواب صحة عبارته .ثم رأيت البلقينععي رده بمععا ذكرتععه فقععال:
هذا العتراض غير صحيح ،لن الذي يقضي به هو ما يشععهدان بععه
ل صدقهما فلععم يقععض حينئذ ،بخلف علمععه ،ول بمععا يعلععم خلفععه
فالعبارتان مستويتان .ا ه.
)فرع( علم مما مر أن من قال :إن تزوجت فلنة فهي طالق ثلثا
فتزوجها وحكم له شافعي بصحة النكاح ،أو موجبه تضعمن الحكعم
إبطال ذلك التعليق ،وإن لععم يععذكره فععي حكمععه ،لن المعتمععد أن
الحكم بالصحة كالحكم بالموجب في تناول جميع الثععار المختلععف
فيها ،لكن إن دخل وقت الحكم بها كما هنا فععإن مععن آثارهمععا هنععا
أن الطلق السابق تعليقه على النكاح ل يرفعه .ولععو حكععم حنفععي
مثل قبل العقد بصحة ذلك التعليععق جععاز للشععافعي >ص<148 :
عقب العقد أن يحكم بإلغائه ،لنععه ليععس نقضععا لععه ،لعععدم دخععول
وقته ،لنه في الحقيقة فتوى ل حكم ،إذ الحكم الحقيقععي الممتنععع
نقضه إنما يكون في واقع وقته دون ما سيقع ،لعدم تصور دعععوى
ملزمة به .والحكم في غير الحسععبة إنمععا يعتععد بععه بعععدها إجماعععا
على ما حكاه غير واحد من الحنفيععة ،نعععم إن ثبععت مععا قيععل عععن
المالكية ،أو الحنابلة أنه قد ل يتوقف عليها وأنععه قععد يسععوغ علععى
قواعدهم مثل هذا الحكم لم يبعععد امتنععاع نقضععه حينئذ .ومععر فععي
الطلق ما له تعلق بذلك) .والظهر أنه( أي :القاضعي ولععو قاضعي
ضرورة على الوجععه )يقضععي بعلمععه( إن شععاء أي :بظنععه المؤكععد
الذي يجوز له الشععهادة مسععتندا إليععه ،وإن اسععتفاده قبععل وليتععه.
واشتراط القطع ومنع الكتفععاء بععالظن مطلقععا ضعععيف ،ومععن ثععم
مثله الئمة بأن يدعى عنده بمال ،وقععد رآه أقرضععه إيععاه قبععل ،أو
سمعه قبل أقر له به مع احتمال البراء ،أو غيره ولععو سععمع دائنععا
أبرأ مدينه فأخبره فقال :مع إبرائه دينه باق علي عمععل بععه >ص:
<149وليس على خلف العلم ،لن إقراره المتععأخر عععن البععراء
دافع له ،ول بد أن يصرح بمستنده فيقول :علمت أن له عليك مععا
ادعاه وقضععيت ،أو حكمععت عليععك بعلمععي ،فععإن تععرك أحععد هععذين
اللفظين لم ينفذ حكمععه كمععا قععاله المععاوردي وتبعععوه ولععم يبععالوا
باستغراب ابن أبي الدم له قال ابن عبد السلم :ول بد أيضععا مععن
كونه ظاهر التقوى ،والورع .ا ه .وهو احتياط ل بأس بععه .ويقضععي
بعلمه في الجرح ،والتعديل ،والتقويم قطعا ،وكععذا علععى مععن أقععر
بمجلسه أي واستمر على إقراره ،لكنه قضاء بالقرار دون العلم،
فإن أنكر كان قضععاء بععالعلم فل تنععاقض فععي كلمهمععا كمععا رد بععه
البلقيني على السععنوي .ولععو رأى وحععده هلل رمضععان قضععى بععه
قطعا بناء على ثبوته بواحد )إل في حدود( ،أو تعازير )الله تعالى(
كحد زنا ،أو محاربة ،أو سرقة ،أو شععرب لسععقوطها بالشععبهة مععع
ندب سترها في الجملة ،نعم من ظهر منه في مجلس حكمععه مععا
يوجب تعزيرا عزروه ،وإن كان قضاء بالعلم قال جمععع متععأخرون:
وقد يحكم بعلمه في حد لله تعالى كمععا إذا علععم مععن مكلععف أنععه
أسلم ،ثم أظهر الردة فيقضي عليه بمععوجب ذلععك قععال البلقينععي:
وكما إذا اعترف في مجلس الحكم بموجب حععد و لععم يرجععع عنععه
فيقضي فيه بعلمه ،وإن كان إقراره سرا ،لخععبر } ،فععإن اعععترفت
فارجمها{ ولم يقيد بحضرة الناس وكما إذا أظهر منه في مجلس
الحكععم علععى رءوس الشععهاد نحعو ردة وشععرب خمعر ،أمععا حععدود
الدميين فيقضي فيها ،سواء المال ،والقود وحد القذف.
)ولو رأى( إنسان )ورقة فيها حكمه ،أو شهادته ،أو شهد( عليه ،أو
أخبره )شاهدان أنك حكمت ،أو شهدت بهذا لم يعلم به( القاضععي
)ولم يشهد( به الشاهد أي :ل يجوز لكل منهما ذلك )حتى يتععذكر(
الواقعععة بتفصععيلها ،ول يكفععي تععذكره أن هععذا خطععه فقععط وذلععك
لحتمال التزوير .والمطلععوب علععم الحععاكم ،والشععاهد ولععم يوجععد
وخرج بيعمل به عمل غيره >ص <150 :إذا شهدا عنععده بحكمععه
)وفيهمععا وجععه( إذا كععان الحكععم ،والشععهادة مكتععوبين )فععي ورقععة
مصونة عندهما( ووثق بأنه خطه ولم يداخله فيععه ريبععة أنععه يعمععل
به .والصح ل فرق لحتمال الريبة .ول ينافي ذلك نععص الشععافعي
على جواز اعتماده للبينة فيما لو نسي نكول الخصعم ،لنعه يغتفعر
في الوصف ما ل يغتفر في الصل ،ويؤخذ منه أنه يلحععق بععالنكول
في ذلك كل ما في معناه )فائدة( كان السبكي فععي زمععن قضععائه
يكتب على ما ظهر بطلنه أنعه باطععل بغيععر إذن مععالكه ويقععول :ل
يعطى لمالكه بل يحفظ في ديوان الحكم ليراه كل قاض.
)وله الحلف على استحقاق حق أو أدائه اعتمادا على( إخبار عدل
وعلى )خط( نفسه على المعتمد من تناقض فيه وعلى خععط نحععو
مكاتبه ومأذونه ووكيلعه وشععريكه )مععورثه إذا وثععق بخطعه( بحيععث
انتفى عنه احتمال تزويره )وأمانته( بأن علعم منععه أنعه ل يتسععاهل
في شيء من حقوق الناس اعتضادا بالقرينة .ودليل حععل الحلععف
بالظن }حلف عمر رضي الله عنه بين يدي النبي صلى الله عليععه
وسلم أن ابن صياد هو الدجال{ ولم ينكر عليه مع أنه غيععره عنععد
الكثرين وإنما قال :إن يكنه فلن تسلط عليه .وفععارقت مععا قبلهععا
بأن خطرهما عام بخلفها لتعلقها بنفسه) .والصععحيح جععواز روايععة
الحديث بخط( كتبه هو ،أو غيره ،وإن لم يتذكر قراءة ،ول سععماعا
ول إجازة )محفوظ عنده( أو عنععد غيععره ،لن بععاب الروايععة أوسععع
ولذا عمل به السلف ،والخلف .ولو رأى خط شيخه له بالذن فععي
الرواية وعرفه جاز له العتماد عليه أيضا.
)فصععل( فععي التسععوية )ليسععو( >ص <151 :وجوبععا )بيععن
الخصمين( ،وإن وكل ،وكثير يوكل خلصا من ورطة التسوية بينععه،
وبيععن خصععمه ،وهععو جهععل قبيععح ،وإذا اسععتويا فععي مجلععس أرفععع،
ووكيلهما في مجلس أدون ،أو جلسععا مسععتويين ،وقععام وكيلهمععا
مستويين جاز كما بحثه الذرعي )في دخول عليه( بأن يعأذن لهمعا
فيه معا ل لحدهما فقط ،ول قبععل الخععر )وقيععام لهمععا( ،أو تركععه
)واسععتماع لكلمهمععا( ،ونظععر إليهمععا )وطلقععة وجععه( ،أو عبوسععة
)وجواب سلم( إن سلما معا )ومجلععس( بععأن يكععون قربهمععا إليععه
فيه على السواء أحدهما عن يمينععه ،والخععر عععن يسععاره ،أو بيععن
يديه ،وهو الولى لخبر فيه ،والولى أيضا أن يكععون علععى الركععب،
لنه أهيب نعم الولى للمرأة التربع ،لنه أستر ،ويبعد الرجل عنها،
وسائر أنواع الكرام فل يجوز له أن يؤثر أحدهما بشيء من ذلععك،
ول يمزح معه ،وإن شععرف بعلععم ،أو حريععة ،أو ،والععديه ،أو غيرهععا
لكسععر قلععب الخععر ،وإضععراره ،والولععى تععرك القيععام لشععريف،
ووضيع ،لنه يعلم أن القيام لجل الشريف ،ولو قام لمن لم يظنه
مخاصما فبان قام لخصمه ،أو اعتذر له أما إذا سلم أحدهما فقط
فليسكت حتى يسلم الخععر ،ويغتفععر طععول الفصععل للضععرورة ،أو
يقول للخر سلم حتى أرد عليكما ،واغتفر له هذا التكلععم بععأجنبي،
ولم يكن قاطعا للرد لذلك ،ومن ثم حكى المام عنهم أنهم جوزوا
له ترك الرد مطلقععا لكنععه اسععتبعده هععو والغزالععي ،وأفهععم قععوله:
ومجلس أنه ل يتركهما قائمين أي :الولى ذلك ،وعليه يحمل قول
الماوردي ل تسمع الدعوى ،وهما قائمان ،ولو قععرب أحععدهما مععن
القاضي ،وبعد الخر منه ،وطلب الول مجيء الخر إليه ،وعكععس
الثاني فالذي يتجه الرجوع للقاضي من غير نظر لشرف أحععدهما،
أو خسته فإن قلت أمره بنزول الشريف إلى الخسيس تحقيععر ،أو
إخافة له بخلف عكسه فليتعين قلت ممنععوع ،لن قصععد التسععوية
ينفي النظر لذلك نعم لو قيل :الولى ذلك لم يبعد
)والصح رفع مسععلم علععى ذمععي فيععه( أي :المجلععس وجوبععا عنععد
المععاوردي ،واعتمععده الزركشععي كالبععارزي ،وجععوازا عنععد سععليم،
وغيععره ،لن السععلم يعلععو ،ول يعلععى ،وفععي خععبر الععبيهقي فععي
مخاصمة علي كرم الله ،وجهعه ليهععودي فععي درع بيععن يععدي نععائبه
شريح أنه قال :وقد ارتفع علععى الععذمي لععو كععان خصععمي مسععلما
لقعدت معه بين يديك >ص <152 :ولكني سععمعت رسععول اللععه
صلى الله عليه وسلم يقول }ل تساووهم في المجالس{ ،وقضية
كلم الرافعي إيثار المسععلم فععي سععائر وجععوه الكععرام ،واعتمععده
البلقيني ،واعترض بأن طوائف صرحوا بوجوب التسوية بينهما.
)وإذا جلسا( ،أو قاما بين يديه )فله أن يسكت( لئل يتهععم )ولععه أن
يقول ليتكلم المدعي( منكما ،لنهما ربما هابععاه فععإن عععرف عيععن
المدعي قال له :تكلم )فإذا ادعى( دعوى صحيحة )طالب( جععوازا
)خصمه بالجواب( بنحو اخرج من دعواه ،وإن لم يسععأله المععدعي
لتنفصل الخصععومة ،وقضععية كلمهععم هنععا أنععه ل يلزمععه ذلععك ،وإن
انحصر المعر فيععه بعأن لعم يكععن بالبلععد قععاض آخعر ،ولعو قعال لعه
الخصم :طالبه لي بجواب دعواي ،ولو قيل :بوجوبه عليه حينئذ لم
يبعد ،وإل لزم بقاؤهما متخاصععمين ،وإذا أثععم بععدفعهما عنععه فكععذا
بهذا ،لن العلة واحدة )فععإن أقععر( حقيقععة >ص <153 :أو حكمععا
)فذاك( ظاهر فيلزمه ما أقر بععه لثبععوت الحععق بععالقرار مععن غيععر
حكم لوضوح دللته بخلف البينة ،ومن ثم لو كانت صورة القععرار
مختلفا فيها احتيج للحكم كما بحثه البلقيني ،وله أن يزن عن أحععد
الخصمين لعود النفع إليهما ،وأن يشفع لععه إن ظععن قبععوله ل عععن
حياء ،وإل أثم ،وإن تردد فيه الذرعي لتصريح الغزالي بععأن الخععذ
بالحياء كهو غصبا ،وتععردد أيضععا فععي قععوله :علععى ضععمانه لتهععامه
بالمدافعة ،والذي يتجه حرمته إن قويت قرينععة ذلععك التهععام )وإن
أنكر فله أن يقول للمدعي :ألك بينة( لخبر مسلم به } ،أو شععاهد
مع يمينك{ إن ثبت الحق بهما ،وإن كانت اليمين بجانب المععدعي
لنحو لوث قال له :أتحلععف )و( لععه ،وهععو الولععى )أن يسععكت( لئل
يتهم بميله للمدعي نعم إن سكت لجهل وجب إعلمععه ،ولععو شععك
هل سكوته مع علم ،أو جهل فالقول أولى ،وإنما لم يجز له تعليم
المدعي كيفية الدعوى ،ول الشاهد كيفيععة الشععهادة لقععوة التهععام
بذلك فإن تعدى ،وفعل فأدى >ص <154 :الشاهد بتعليمه اعتععد
به على ما بحثه الغزي،
ولو قيل :محله في مشهورين بالديانة لم يبعععد ،ول يلزمععه سععؤال
مععن التمععس منععه حضععور مععن بالبلععد عععن كيفيععة دعععواه إل فععي
المعزول كما مر ،ورجح الغزي مععا أفهمععه كلم شععريح أنعه يلزمععه
لحتمال طلبه بما ل يسمع فيبتذل ،أو يتضرر ،وعليه فمحله فيمن
يعد ذلك ابتذال ،أو إضرارا له )فإن قال :لععي بينععة ،وأريععد تحليفععه
فله ذلك( ،لنه إن تورع ،وأقر سهل المععر ،وإل أقععام البينععة عليععه
لتشتهر خيانته ،وكذبه ،وبحث البلقيني في متصرف عن غيععره ،أو
عن نفسه ،وهو محجور عليععه بنحععو سععفه ،أو فلععس تعيععن إقامععة
البينة لئل يحتاج المعر للعدعوى بيعن يعدي معن ل يعرى البينعة بععد
الحلف فيحصل الضرر )أو( قال) :ل بينة لي( ،وأطلق ،أو قععال :ل
حاضرة ،ول غائبة ،أو كل بينة أقيمها زور )ثم أحضرها قبلععت فععي
الصح( لحتمال نسيانه ،أو عدم علمععه بتحملهععا ،وقضععيته أن مععن
ادعى عليه بقرض مثل فأنكر أخذه من أصله ،ثعم أراد إقامعة بينعة
بأداء ،أو إبراء قبلت ،وجرى عليععه أبععو زرعععة لجععواز نسععيانه حععال
النكار كما لو أنكر أصل اليداع ،ثم ادعى تلفا ،أو ردا قبل الجحد،
وعليه فمحلععه فععي صععورة القععرض أن يععدعي أداء ،أو إبععراء قبععل
الجحد على أن شيخنا فرق بين الوديعة ،والبيع مرابحة بععأن مبنععى
الوديعة على المانة فاكتفي فيها بالبينة مطلقا بخلف البيع ،وهععذا
ظععاهر فععي الفععرق بينهععا ،وبيععن القععرض فالقيععاس المععذكور غيععر
صحيح ،ولو قال :شهودي فسقة ،أو عبيد ،ثم أحضر بينععة فععالوجه
أنه إن اعترف أنهم هم الذين قال عنهم ذلك اشترط مضي زمععن
يمكن فيه العتق ،والستبراء لمكععان قبععولهم حينئذ بإقامععة البينععة
بذلك ،وإن قال هؤلء آخرون جهلتهم ،أو نسيتهم قبلوا ،وإن قرب
الزمن فإن تعذرت مراجعته ،وقال الوارث :ل أعلععم بععذلك فالععذي
يظهر الوقف إلى بيان الحال ،لن قوله :فسقة ،أو عبيععد مععانع فل
بد من تيقن انتفائه ،واحتمال كون المحضرين غير المقععول عنهععم
ذلك ل يؤثر احتياطا لحق الغير
)وإذا ازدحم خصوم( أي :مدعون )قدم السبق( فالسبق المسلم
وجوبا إن تعين عليه فصل الخصومة ،لنه العععدل ،والعععبرة بسععبق
المدعي ،لنه ذو الحق ،وبحث البلقيني أنه لو جاء مدع وحده ،ثععم
مدع مع خصمه ،ثم خصم الول قدم مععن جععاء مععع خصععمه >ص:
<155أمععا الكععافر فيقععدم عليععه المسععلم المسععبوق كمععا بحثععه
البلقيني ،وسبقه إليععه الفععزاري ،وأمععا إذا لععم يتعيععن عليععه فصععلها
فيقععدم مععن شععاء كمععدرس فععي علععم غيععر فععرض ،ولععو كفايععة
كالعروض ،وزيادة التبحر على ما يشترط فععي الجتهععاد المطلععق،
وأما فيه فهو كالقاضي ،وكذا يقععال فععي المفععتي كمععا هععو ظععاهر:
)فإن جهل( السابق )أو جععاءوا معععا أقععرع( إذ ل مرجععح ،ومنععه أن
يكتب أسماءهم برقاع بين يديه ،ثععم يأخععذ رقعععة رقعععة فكععل مععن
خرج اسمه قدمه ،والولى لهم تقديم مريض يتضرر بالتأخير فععإن
امتنعوا قدمه القاضي إن كان مطلوبا ،لنعه مجبععور )ويقعدم( نععدبا
)مسافرون( أي :مريدون للسفر المبععاح ،وإن قصععر كمععا اقتضععاه
إطلقهم على مقيميععن )مسععتوفزون( مععدعون ،أو مععدعى عليهععم
بأن يتضرروا بالتأخر عن رفقتهم )ونسوة( كذلك على رجال ،وكذا
على خناثى فيما يظهر )وإن تأخروا( لععدفع الضععرر عنهععم )مععا لععم
يكثروا( أي :النوعان ،وغلب الذكور لشرفهم فإن كثروا بأن كععانوا
قدر أهل البلد ،أو أكععثر فكععالمقيمين كععذا قععاله ،وعبععارة غيرهمععا
تفهم اعتبار الخصوم بعضهم مععع بعععض >ص <156 :ل مععع أهععل
البلد كلهم قيل ،ولعله أولى ،والمسافرون فيمععا بينهععم ،والنسععوة
كذلك يقدم منهم بالسبق ،ثم يقرع ،ولو تعارض مسععافر ،وامععرأة
قدم علععى الوجععه ،لن الضععرر فيععه أقععوى ،وبحععث الزركشععي أن
العجوز كالرجل لنتفاء المحذور ،وفيه نظر ،ومععا علععل بععه ممنععوع
)ول يقدم سابق ،وقارع إل بدعوى( واحدة لئل يزيد ضرر البععاقين،
ويقدم المسافر بدعاويه إن خفت بحيعث لعم تضعر بغيعره إضعرارا
بينا أي :بأن لم يحتمل عادة كما هو ظععاهر ،وإل فبععدعوى واحععدة،
وألحق به المرأة.
)ويحرم اتخاذ شهود معينين ل يقبل غيرهم( لما فيه من التضييق،
وضياع كثير من الحقوق ،وله أن يعين معن يكتععب الوثععائق أي :إن
تبرع ،أو رزق من بيت المال ،وإل حرم كما مر عن القاضي ،لنععه
يؤدي إلى تعنت المعين ،ومغالته في الجععرة ،وتعطيلععه الحقععوق،
أو تأخيرهععا )وإذا شععهد شععهود( بيععن يععدي قععاض بحععق ،أو تزكيععة
)فعرف عدالة ،أو فسقا عمل بعلمه( قطعا ،ولم يحتععج لتزكيععة إن
علم عدالة ،وإن طلبها الخصم نعم أصله ،وفرعععه ل تقبععل تزكيتععه
لهما فل يعمل فيهما بعلمه )وإل( يعلععم فيهععم شععيئا )وجععب( عليععه
)الستزكاء( أي :طلب من يزكيهم ،وإن اعترف الخصععم بعععدالتهم
كما يأتي ،لن الحق للععه تعععالى نعععم إن صععدقهما فيمععا شععهدا بععه
عمل به من جهععة القععرار ل الشععهادة ،ولععو عععرف عدالععة مزكععي
المزكى فقط كفى خلفا لما وقع للزركشي ،ولععه الحكععم بسععؤال
المدعي عقب ثبوت العدالة ،والولى أن يقول للمدعى عليه :هععل
لك دافع في البينة ،أو غيرها ،ويمهله ثلثة أيععام فأقععل ،وفععي هععذا
المهال بغير رضا الخصم ،ول طلب المععدعى عليععه >ص<157 :
نظر ظاهر.
والفعرق بينعه وبيعن معا يعأتي فعي الحيلولعة بل طلعب غيعر خفعي،
ويجاب مدع طلب الحيلولة بعد البينة ،وقيععل :التزكيععة ،ولععه حينئذ
ملزمتععه بنفسعه ،أو بنععائبه ،وبعععد الحيلولععة ل ينفععذ تصععرف واحععد
منهما نعم من بان له نفوذ تصرفه كما هو ظاهر مما مر ،وللحاكم
فعلهععا بل طلععب إن رآه ،ول يجيععب طععالب اسععتيفاء ،أو حجععر ،أو
حبس قبل الحكم )بأن( بمعنى كأن )يكتب ما يتميععز بععه الشععاهد(
اسما ،وصفة ،وشهرة لئل يشععتبه ،ويكفععي مميععز )والمشععهود لععه،
وعليه( لئل يكون قريبا ،أو عدوا ،وهععذا ليععس مععن السععتزكاء ،بععل
مما يريح من النظر بعده في مانع آخر من نحو عععداوة ،أو قرابععة
)وكذا قدر الدين على الصحيح( ،لنه قد يغلب علععى الظععن صععدق
الشاهد في القليل دون الكثير ،ول بعد فععي كععون العدالععة تختلععف
بذلك ،وإن كانت ملكه فمن ثم ضعف المصنف الخلف ،وإن قواه
المام ،ونقععل المقابععل عععن معظععم الئمععة >ص <158 :فانععدفع
قول شارح ل يحسن التعبير بالصحيح ،بل بالصح )ويبعث به( أي:
المكتوب )مزكيععا( أي :اثنيععن مععع كععل نسععخة مخفيععة عععن الخععر،
وسعماه بعه ،لنعه سعبب فعي التزكيعة فل ينعافي قعول أصعله إلعى
المزكي خلفا لمن اعترضه ،وهؤلء المبعوثون ويسعمون أصعحاب
المسائل ،لنهم يبحثون ،ويسألون ،ويسن أن يكععون بعثهمععا سععرا،
وأن ل يعلععم كل بععالخر ،ويطلقععون علععى المزكيععن حقيقععة ،وهععم
المرسول إليهم )ثم( بعد السؤال ،والبعث )يشععافهه المزكععي بمععا
عنده( من جرح فيسن له إخفععاؤه ،ويقععول :زدنععي فععي شععهودك،
وتعديل فيعمل به ،ثم هذا المزكى إن كععان شععاهد أصععل فواضععح،
وإل اشترط في الصل عذر يجوز الشهادة علععى الشععهادة ،وقععال
جمع :ل يشترط ذلك للحاجة ،ولععو ولععي صععاحب المسععألة الحكععم
بالجرح ،والتعديل اكتفعي بقعوله :فيعه ،لنعه حعاكم )وقيعل :تكفععي
كتابته( أي :المزكي إلععى القاضععي بمععا عنععده >ص <159 :وأول
الذرعي كالحسباني هذا الوجه بما يرجع إلى المعتمد.
)وشرطه( أي :المزكي سواء صععاحب المسععألة ،والمرسععول إليععه
)كشاهد( في كل ما يشترط فيه أما من نصععب للحكععم بالتعععديل،
والجرح فشرطه كقاض ،ومحله إن لععم يكععن فععي ،واقعععة خاصععة،
وإل فكمععا مععر فععي السععتخلف )مععع معرفععة( المزكععي لكععل مععن
)الجرح ،والتعععديل( ،وأسععبابهما لئل يجععرح عععدل ،ويزكععي فاسععقا،
ومثله في ذلك الشاهد بالرشد فقول بعضهم :يكفيه أن يشهد بأنه
صالح لدينه ،ودنياه يحمل على من يعرف صععلحهما الععذي يحصععل
به الرشد في مذهب الحاكم نظيععر مععا يععأتي فععي هععو عععدل لكععن
سععيأتي فععي الشععهادات مععا يعلععم منععه أنععه ل يكتفععي بنحععو ذلععك
الطلق ،ولععو مععن الموافععق للقاضععي فععي مععذهبه ،لن وظيفععة
الشاهد التفصيل ل الجمال لينظر فيه القاضي ،وقد يجمع بحمععل
هذا على ما إذا كان ثععم احتمععال يقععدح فععي ذلععك الطلق ،والول
على خلفه.
>ص) <160 :و( مع )خبرة( المرسول إليه أيضا بحقيقععة )بععاطن
من يعدله( ،وجوز بعضهم رفع خععبرة عطفععا علععى خععبر )شععرطه(
)لصحبة ،أو جوار( بكسر أوله أفصح من ضمه )أو معاملة( قديمععة
كما قاله عمر رضي الله عنه لمن عدل عنده شععاهدا :أهععو جععارك
تعرف ليله ،ونهاره ،أو عاملعك بالعدينار ،والععدرهم اللعذين يسعتدل
بهما على الععورع ،أو رفيقععك فععي السععفر الععذي يسععتدل بععه علععى
مكععارم الخلق قععال :ل قععال :لسععت تعرفععه ،ويقبععل قععولهم فععي
خبرتهم بذلك كما يدل له الثر أما غيععر القديمععة مععن تلععك الثلثععة
كأن عرفه في أحدها من نحو شععهرين فل يكفععي اتفاقععا علععى مععا
قاله الماوردي ،ويغني عن خبره ذلعك أن تسعتفيض عنعده ععدالته
من الخبراء بباطنه ،وألحق ابن الرفعة بذلك ما إذا تكرر ذلك على
سمعه مرة بعد أخععرى بحيععث يخععرج عععن حععد التواطععؤ ل شععهادة
عدلين لحتمال التواطؤ إل إن شهد علعى شعهادتهما ،وخعرج بمعن
يعدله من يجرحه فل يشترط خبرة باطنه لشتراط تفسير الجععرح
) ،والصح اشتراط لفظ شهادة( من المزكي كبقية الشهادات )و(
الصح )أنه يكفععي( قععول العععارف بأسععباب الجععرح ،والتعععديل أي:
الموافق مذهبه لمذهب القاضي فيهما نظير ما تقرر بما فيه )هععو
عدل( ،لنه أثبت له العدالة التي هي المقصود )وقيل :يزيععد علععى
ولي( ،ونقل عن الكثر ،لنه قد يكون عدل في شععيء دون شععيء
يعني قد يظن صدقه في شيء دون شيء أخذا مما تقرر آنفا في
القليل ،والكثير ،وأما إثبات حقيقة العدالة في صورة ،ونفيهععا فععي
أخر فغير متصور شرعا ،وإذا تقرر أن ذلك الذي ذكرته هو المععراد
لم ينتج منه تأييد لذلك الوجه الضعيف ،لنه ،وإن قال :على ،ولععي
قد يريد في بعض الصور التي يغلب الظن فيها صدقه دون غيرهععا
فتععأمله فععإن الشععراح أغفلععوه بالكليععة ،ول يجععوز أن يزكععي أحععد
الشععاهدين الخععر ،ولععو عععرف الحععاكم ،والخصععم اسععم الشععاهد،
ونسبه ،وعينه جازت تزكيته في غيبته كما يأتي.
)ويجععب ذكععر سععبب الجععرح( صععريحا كععزان ،ول يكععون بععه قاذفععا
للحاجة مع أنه مسئول ،وبه فارق شهود الزنا إذا نقصععوا كمععا مععر
مع أنعه ينعدب لهعم السعتر >ص <161 :أو سعارق للختلف فعي
سببه فععوجب بيععانه ليعمععل القاضععي فيععه باعتقععاده نعععم لععو اتحععد
مذهب القاضي ،وشاهد الجرح لم يبعد الكتفاء منه بالطلق لكن
ظععاهر كلمهععم أنععه ل فععرق ،ويععوجه بمععا مععر آنفععا ،وقععال المععام
والغزالي علمه بسببه مغن عن تفسيره ،ولععو علععم لععه مجرحععات
اقتصر على واحد لعدم الحاجة لزيد منه ،بل قال ابن عبد السلم
ل يجوز جرحه بالكبر لستغنائه عنه بالصغر فإن لم يبين سببه لم
يقبل لكن يجب التوقف عن الحتجاج به إلى أن يبحععث عععن ذلععك
الجرح كما يأتي أما سبب العدالة فل يحتاج لذكره لكثرة أسععبابها،
وعسر عععدها قععال جمععع متععأخرون :ول يشععترط حضععور المزكععي
والمجعععروح ول الشعععهود لعععه أو عليعععه أي :لن الحكعععم بعععالجرح،
والتعديل حق لله تعالى ،ومن ثم كفت فيهما شهادة الحسبة نعععم
ل بد من تسمية البينة للخصم ليأتي بدافع إن أمكنه )ويعتمد فيععه(
أي :الجععرح )المعاينععة( لنحععو زنععاه ،أو السععماع لنحععو قععذفه )أو
الستفاضة( عنه بما يجرحه ،وإن لم يبلغ التواتر ،ول يجوز اعتمععاد
عدد قليل إل إن شهد على شهادتهم ،ووجد شرط الشععهادة علععى
الشععهادة ،والشععهر أنععه يععذكر معتمععده المععذكور ،والقيععس ل،
)ويقدم( الجرح )علععى التعععديل( لزيععادة علععم الجععارح )فععإن قععال
المعدل :عرفت سععبب الجععرح ،وتععاب منععه ،وصععلح قععدم( لزيععادة
علمه حينئذ
)تنبيه( قوله :وصلح يحتمل أن يكون تأكيدا ،والوجه أنه تأسيس إذ
ل يلزم من التوبة قبول الشهادة ،وحينئذ فيفيد أنععه مضععت >ص:
<162مدة السععتبراء بعععد التوبععة لكععن ظععاهر المتععن أنععه يكفععي
مجرد قوله :صلح ،وليس مععرادا ،بععل ل بععد مععن ذكععر مضععي تلععك
المدة إن لم يعلم تاريخ الجرح ،وإل لععم يحتععج لععذلك إذ ل بععد مععن
مضيها ،وكذا يقدم التعديل إن أرخ كل مععن البينععتين ،وكععانت بينععة
التععديل متعأخرة قعال ابعن الصعلح إن علعم المععدل جرحعه ،وإل
فيحتمل اعتماده على حاله قبل الجععرح قععال القاضععي ول تتوقععف
الشهادة به على سؤال القاضي ،لنه تسمع فيه شععهادة الحسععبة،
وقضيته أن التعديل كذلك لسماعها فيه أيضا ،ويقبل قول الشععاهد
قبل الحكم أنععا فاسععق ،أو مجععروح ،وإن لععم يععذكر السععبب خلفععا
للروياني ،وغيره نعععم يتجععه أن محلععه فيمععن ل يبعععد عععادة علمععه
بأسباب الجرح ،وفععي شععرح مسععلم يتوقععف القاضععي عععن شععاهد
جرحععه عععدل بل بيععان سععبب ،ويتجععه أن مععراده نععدب التوقععف إن
قويت الريبة لعل القادح يتضح فإن لم يتضح حكم لما يأتي أنععه ل
عبرة لريبة يجدها بل مستند
)والصح أنه ل يكفي في التعديل قععول المععدعى عليععه هععو عععدل،
وقد غلط( في شهادته علي لما مر أن الستزكاء حق للععه تعععالى،
ولهذا ل يجوز الحكم بشهادة فاسق ،وإن رضي الخصععم ،ومقععابله
الكتفاء بذلك في الحكم عليه ل في التعديل إذ ل قائل به ،وقوله:
وقد غلععط ليععس بشععرط ،بععل هععو بيععان ،لن إنكععاره مععع اعععترافه
بعدالته مستلزم لنسبته للغلط ،وإن لم يصرح به فععإن قععال عععدل
فيما شهد به علي كان إقرارا منه به ،ويسععن لععه ،ول يلزمععه .وإن
طلب الخصم إذا ارتاب فيهم لكن بقيده التي قبيل الحسبة ،وفي
المنتقبة ،وإل وجب أن يفرقهم ،ويسأل كل ،ويستقصي ،ثم يسأل
الثاني قبل اجتماع الول به ،ويستقصععي ،ويعمععل بمععا غلععب علععى
ظنه ،والولى كون ذلك قبل التزكية ،ولهم أن ل يجيبععوه ،ويلزمععه
حينئذ القضاء إن وجدت شروطه ،ول عبرة بريبة يجدها ،ولو قال:
ل دافع لي فيه ،ثم أتى ببينة بنحو عداوته ،أو فسععقه ،وادعععى أنععه
كان جاهل بذلك قبل قوله :بيمينه على ما ذكره بعضععهم فلععه بعععد
حلفه إقامة البينة بذلك فععإن قلععت :أطلقععوا >ص <163 :قبععوله
في ل بينة لي ،وما معه مما مر آنفا الظاهر ،أو الصريح في أنه ل
يمين عليه ،وهذا يرد علعى ذلعك البععض قلعت يمكعن الفعرق بعأن
التنافي هنا أظهر ،لنه نفى القادح علعى العمعوم ثعم أثبعت بعضعه
في شخص واحد فاحتاج ليمين تؤيد صدقه في ذلك الثبات ،وأمععا
ثم فإتيانه ببينة ل ينافي ل بينة لي من كل وجه ،لنهما لم يتععواردا
على شيء واحد ،وأمععا قععولهم قعد يكععون لعه بينعة ،ول يعلمهعا فل
فارق فيه ،لنه قد يكون عدوه مثل ،وهو ل يعلمه ،ولععو أقععام بينععة
على إقرار المدعي بأن شاهديه شربا الخمر مثل ،وقت كععذا فععإن
كان بينه ،وبين الداء دون سنة ردا ،وإل فل ،ولو لم يعينا للشععرب
وقتا سئل المقر ،وحكم بما يقتضيه تعيينه فععإن أبععى عععن التعييععن
توقف عن الحكم ،ولو ادعى الخصم أن المدعي أقر بنحععو فسععق
بينته ،وأقام شاهدا ليحلف معه بنى علععى مععا لععو قععال بعععد بينتععه:
شهودي فسقة ،والصح بطلن بينتععه ل دعععواه فل يحلععف الخصععم
مع شاهده ،لن الغرض الطعن في البينععة ،وهععو ل يثبععت بشععاهد،
ويمين ،ولو شهدا بأن هذا ملكه ،ورثه فشععهد آخععران بأنهمعا ذكععرا
بعد موت الب أنهما ليسععا بشععاهدين فععي هععذه الحادثععة ،أو أنهمععا
ابتاعا الدار منه ردا ،وإيهام الروضة خلف ذلك غير مراد.
)ولو حضر قاضي بلد الغائب( سواء المكتععوب إليععه ،وغيععره )ببلععد
الحاكم( ،ولو أمين الشرطة لكن بشععرط أن ينحصععر الخلص فععي
النهاء إليه نظير ما يأتي في الشهادة عنده )فشافهه بحكمه ففي
إمضعائه( أي :تنفيعذه )إذا ععاد إلعى( محعل )وليتعه خلف القضعاء
بعلمه( ،والصح جوازه ،لنه قادر على النشععاء ،وخععرج بععه مععا لععو
شافهه بسماع البينة دون الحكم فإنه ل يقضععي بهععا إذا رجععع إلععى
محععل وليتععه قطعععا ،لنععه مجععرد إخبععار كالشععهادة >ص<177 :
وبحث تقييععده بمععا يععأتي عععن المطلععب )ولععو نععاداه( كععاثنين )فععي
طرفي وليتهما( ،وقال له :إني حكمت بكععذا )أمضععاه( أي :نفععذه،
وكذا إذا كان في بلد قاضيان ،ولو نائبععا ،ومنيبععه ،وشععافه أحععدهما
الخععر بحكمععه فيمضععيه ،وإن لععم يحضععر الخصععم )فععإن اقتصععر(
القاضي الكاتب )على سماع بينة كتب سععمعت بينععة علععى فلن(،
ويصفه بما يميزه ليحكم عليععه المكتععوب إليععه )ويسععميها( وجوبععا،
ويرفع في نسبها )إن لم يعدلها( ليبحث المكتوب له عن عععدالتها،
وغيرها حتى يحكم بها ،وبحث الذرعي تعين تعععديلها إذا علععم أنععه
ليس له في بلد المكتوب له من يعرفها )وإل( بأن عدلها )فالصح
جواز ترك التسمية( ،ولو في غير مشعهوري العدالعة كمعا اقتضعاه
إطلقهم لكن خصه المععاوردي بمشععهوريها ،وذلععك اكتفععاء بتعععديل
الكاتب لها كما أنه إذا حكم استغنى عن تسععمية الشععهود نعععم إن
كانت شاهدا ،ويمينا ،أو يمينا مردودة ،وجب بيانها ،لن النهاء قععد
يصل لمن ل يرى قبولها ،والحكم بالعلم قععال بعضععهم :الصععح أن
له نقله ،وإن لم يبينه ،وفيه نظر لختلف العلماء فيه كالذي قبله،
ولو ثبت الحق بععالقرار لزمععه بيععانه ،ول يجععزم بععأنه عليععه لقبععول
القرار للسععقوط بععدعوى أنعه علععى رسععم القبالععة فيطلععب يميععن
خصمه فيردها فيحلف فيبطل القرار )والكتاب( ،والنهاء بل كتاب
)بالحكم( مععن الحععاكم ل المحكععم )يمضععي مععع قععرب المسععافة(،
وبعدها ،لن الحكم تم فلم يبق بعده إل الستيفاء )وبسماع البينععة
ل يقبل على الصحيح إل في مسافة قبععول شععهادة علععى شععهادة(
فيقبل من الحاكم ل المحكععم أيضععا ،وهععي فععوق مسععافة العععدوى
التية لسهولة إحضار الحجة مع القرب ،ومنععه أخععذ فععي المطلععب
أنه لو تعسر إحضارها مع القرب بنحو مرض قبل النهاء ،والعععبرة
فععي المسععافة بمععا بيععن القاضععيين ل بمععا بيععن القاضععي المنهععي،
والغريم
)فرع( قال القاضي وأقروه لو حضر الغريم ،وامتنع من بيععع مععاله
الغائب لوفاء دينه به عند الطلب ساغ للقاضي بيعه لقضاء الدين،
وإن لم يكن المال بمحل وليته ،وكذا إن غاب بمحععل وليتععه كمععا
ذكره التاج السبكي والغععزي قععال بخلف مععا لععو كععان بغيععر محععل
وليته ،لنعه ل يمكععن نيععابته عنععه فععي ،وفععاء الععدين >ص<178 :
حينئذ بخلفععه فععي الصععورتين الولععتين ،ونوزعععا بتصععريح الغزالععي
كإمامه ،واقتضاه كلم الرافعععي ،وغيععره بععأنه ل فععرق فععي العقععار
المقضي به بين كونه بمحل ولية القاضععي الكععاتب ،وغيرهععا قععال
المام فإن قيل :كيف يقضي ببقعة ليست في محععل وليتععه قلنععا:
هذا غفلة عن حقيقة القضاء على الغائب فكمععا أنععه يقضععى علععى
من ليس بمحعل وليتعه ففيمعا ليعس فيععه كعذلك ،وعععن هععذا قعال
العلماء بحقائق القضاء قععاض فععي قريععة ينفععذ قضععاؤه فععي دائرة
الفاق ،ويقضي على أهل الدنيا ثععم إذا سععاغ القضععاء علععى غععائب
فالقضاء بالدار الغائبة قضاء على غائب ،والععدار مقضععى بهععا .ا ه.
قال غيره ،وبيع الغائبة عن الغائب عععن محععل وليتععه قضععاء عليععه
بقضاء دينه بل شك ،بل ذلك أولى بالقضاء على غععائب عععن محععل
وليته بعين في غير محل وليتععه ،ويلععزم السععبكي والغععزي ،ومععن
تبعهما أن يمنعوا ذلك ،ول أظنهم يسععمحون بععه ،وتقييععد الرافعععي
بالحاضر في قوله :إذا ثبت علعى الغععائب ديعن ،ولعه معال حاضعر،
وفاه الحاكم منه إنما هو للغالب لندرة القدرة على تيسر القضععاء
من المال الغائب عن محل وليته .ا ه ،.وعلى هععذا يحمععل قععوله:
أيضا قععد يكععون للغععائب مععال حاضععر يمكععن التوفيععة منععه ،وقععد ل
فيسأل المدعي القاضي إنهاء الحكم إلى قاضي بلد الغععائب .ا ه.
فقوله :فيسأل إنما هو لكون هذا النهاء أسرع فععي خلص الحععق،
وأقوى عليه من حكم القاضي به مع كونه بغيععر عملععه ،وقععد قععال
القمولي في المفلس كابن عبد السلم باع الحاكم ماله ،وصععرفه
في دينه سواء أكان ماله في محل ولية هذا الحاكم ،أو في وليععة
غيره ،ونقله الزرق عن فتاوى القاضي فثبت أن هذا هو المنقععول
المعتمد ،ولك أن تقول :ل شععاهد فععي هععذا ،لن الغريععم فيععه فععي
محل وليته ،ول كلم حينئذ في بيع ماله ،وإن كان خارجهععا ،وإنمععا
محل الكلم إذا كان كل من المال ،والخصم في غير محل وليته،
ول شاهد أيضا في كلم الغزالي ،وما بعده ،لنه ليس فيه تصععريح
بغيبتهما معععا عععن محععل وليتععه فليحمععل علععى أن النهععاء يخععالف
غيره ،أو على ما إذا كان الخصم الغائب بمحل وليتععه ،والولويععة،
وحمل كلم الرافعي المذكوران ممنوعان إذ ل دليل يصرح بععذلك،
وقد اعتمد بعضهم كلم السبكي والغزي فارقا بين إنهععاء القاضععي
إلى قاضي بلد المال فيجوز مطلقا ،وبين بيعه للمال فل يجععوز إل
إن كان أحدهما في محل عمله فقال ما حاصله قععال ابععن قاضععي
شهبة ،وإنما يمتنع البيع إذا غاب هععو ومععاله عععن محععل وليتععه أي:
فينهيه إلى حاكم بلد هو فيها ،أو ماله كما ذكععره الئمععة ،ول يجععوز
أن يبيع إذا خرجا عنها ،وقول بعضهم يجوز سهو ،لنه إذا لععم يجععز
له إحضاره للدعوى عليه ،وإن قرب فكيف يبيع ماله قهرا عليععه .ا
ه .وما علل به السهو هو السهو إذ ل ملزمة بين الحضار ،والبيع،
وخالف شيخنا في فتاويه ذلععك فمنععع بيععع مععا ليععس بمحععل وليتععه
مطلقا قال كمعن زوج امعرأة ليسعت بمحعل وليتعه >ص<179 :
بمن هو فيها .ا ه .ول شاهد فيما ذكره ،لن العععبرة فعي التصععرف
في المال بقاضععي بلععد مععالكه ل بقاضععي بلععد المععال ،لنععه تععابع ل
مستقل بخلف الزوجة فإنها مستقلة فاعتبرت بلدها ل غير.
)فصل في غيبة المحكوم به عن مجلس القاضي( سواء أكان
بمحل وليته أم ل ،ولهععذا أدخلععه فععي الترجمععة لمناسععبته لهععا ،ول
فرق فيما يأتي بين حضور المدعى عليه ،وغيبته )ادعى عينا غائبة
عن البلد( ،ولو في غير محل وليته على ما مععر )يععؤمن اشععتباهها
كعقار ،وعبد ،وفرس معروفععات( ،ولععو للقاضععي ،وحععده إن حكععم
بعلمه ،أو بالشهرة ،أو بتحديد الول )سمع( القاضي )بينتععه( الععتي
ليست ذاهبة لبلد العين كما مر )وحكم بها( علععى حاضععر ،وغععائب
)وكتب إلى قاضي بلد المال ليسلمه للمدعي( كما يسععمع البينععة،
ويحكم على الغععائب فيمععا مععر قععال جمععع :صععوابه معروفيععن ،لن
القاعدة عند اجتماع العاقل مع غيره تغليب العاقل .ا ه .وتعبيرهم
بالصواب غير صواب ،بل ذلك قد يحسن كما أنه قد يحسن تغليب
غير العاقل لكثرته كما في }سبح لله ما في السموات ،ومععا فععي
الرض{ ،وزعم البلقيني أن الصواب قول أصله وغيععره معروفيععن
نعتا لغير العقار اكتفاء فيه بقوله) :ويعتمععد فععي( معرفععة )العقععار،
وحدوده( ،ويرد بأن المعرفة فيه ل تتقيد بحععدوده ،بععل قععد يعععرف
بالشهرة التامة فل يحتاج لذكر حععد ،ول غيععره ،وهععذا اسععتفيد مععن
كلمععه الول ،وقععد ل فيحتععاج لععذكر حععدوده الربعععة ،ول يجععوز
القتصار على أقل منها ،وقول الروضععة ،وأصععلها ككععثيرين يكفععي
ثلثة محله إن تميز بها ،بل قععال ابععن الرفعععة إن تميععز بحععد كفععى
>ص <180 :ويشترط أيضا ذكععر بلععده ،وسععكنه ،ومحلععه منهععا ل
قيمتععه لحصععول التمييععز بععدونها )أو ل يععؤمن( اشععتباهها كغيععر
المعروف من نحو العبيد ،والدواب )فالظهر سماع( الععدعوى بهععا
اعتمادا علععى الوصععاف أيضععا لقامععة )البينععة( عليهععا ،لن الصععفة
تميزها ،والحاجة داعية إلى إقامة الحجععة عليهععا كالعقععار )ويبععالغ(
وجوبا )المدعي فعي الوصععف( للمثلععي بمعا يمكعن الستقصعاء بعه
ليحصل التمييز به الحاصل غالبععا بععذلك ،واشععترطت المبالغععة هنععا
دون السلم ،لنها ثم تؤدي لعععزة الوجععود المنافيععة للعقععد )ويععذكر
القيمة( في المتقوم وجوبا أيضا إذ ل يصير معلوما إل بها أما ذكععر
قيمة المثلي ،والمبالغة في وصف المتقععوم فمنععدوبان كمععا جريععا
عليه هنا ،وقولهما في الدعاوى يجب وصف العيععن بصععفة السععلم
دون قيمتها مثلية كانت ،أو متقومععة محمععول علععى عيععن حاضععرة
بالبلد يمكن إحضارها مجلس الحكم .وقد أشاروا لععذلك بتعععبيرهم
هنا بالمبالغععة فععي الوصععف ،وثععم بوصععف السععلم فمععن عععبر فععي
البابين بصفات السلم فقد ،وهم )و( الظهر )أنه ل يحكم بها( أي:
بما قامت البينة عليععه ،لن الحكععم مععع خطععر الشععتباه ،والجهالععة
بعيععد ،والحاجععة تنععدفع بسععماع البينععة بهععا اعتمععادا علععى صععفاتها،
والكتابة بها كما قال) :بل يكتب إلى قاضي بلد المال بما شععهدت
به( البينة فإن أظهر الخصم هناك عينا أخرى مشاركة لها بيده ،أو
يد غيره أشكل الحال نظير ما مر في المحكوم عليه ،وإن لم يأت
بدافع عمل القاضي المكتوب إليه بالصفة الععتي تضععمنها الكتععاب،
وحينئذ )فيأخذه( ممن هو عنععده )ويبعثععه إلععى( القاضععي )الكععاتب
ليشععهدوا علععى عينععه( ليحصععل اليقيععن )و( لكععن )الظهععر أنععه( ل
)يسلمه للمدعي( إل )بكفيل( >ص <181 :ويظهر وجععوب كععونه
ثقة مليا قادرا ليطيق السفر لحضاره ،وليصدق في طلبه )ببععدنه(
احتياطا للمدعى عليه حتى إذا لم يعينه الشهود طولب بععرده نعععم
المة التي تحرم خلوته بها ل ترسل معه ،بل مععع أميععن معععه فععي
الرفقة ،وظاهره أنه ل يحتاج هنا إلععى نحععو محععرم ،أو امععرأة ثقععة
تمنع الخلوة ،ولو قيل :به لعم يبعععد إل أن يجعاب بععأن اعتبعار ذلعك
يشق فسومح فيه مسارعة لفصل الخصومة ،وفيه ما فيه ،ويسن
أن يختم على العين ،وأن يعلق قلدة بعنق الحيوان بختم لزم لئل
يبدل بغيره )فإن( ذهب به إلى القاضي الكاتب و )شععهدوا( عنععده
)بعينه كتععب بععبراءة الكفيععل( بعععد تتميععم الحكععم ،وتسععليم العيععن
للمدعي ،ولععم يحتععج لرسععال ثععان ) ،وإل( يشععهدوا بعينععه )فعلععى
المدعي مؤنة الرد( كالذهاب لظهور تعديه ،وعليه معع ذلعك أجععرة
تلك المدة إن كانت له منفعة ،لنه عطلها على صاحبها بغير حق
)أو( ادعى عينا غير معروفة للقاضي ،ول مشهورة للنععاس )غائبععة
عن المجلس ل البلد( .قال الذرععي أو قريبععة مععن البلععد ،وسععهل
إحضععارها ،وسععبقه إليععه فععي المطلععب فقععال :الغائبععة عععن البلععد
بمسافة العدوى أي :وهي في محل ولية القاضي كالتي في البلد
لشتراكهما في وجوب الحضار )أمر بإحضار ما يمكن( أي :يتيسر
من غير كععبير مشععقة ل تحتمععل عععادة كمععا هععو ظععاهر )إحضععاره(
ليدعي و )ليشهدوا بعينه( لتوصله به لحقه فوجب كما يجب علععى
الخصم الحضور عند الطلب )ول تسمع( حينئذ )شهادة بصفة( كما
في الخصم >ص <182 :الغائب عن المجلس في البلععد ،ونحععوه
لعدم الحاجة إلى ذلك بخلفه في الغائب عن ذلك إما مشععهور ،أو
معروف للقاضععي ،وأراد الحكععم فيععه بعلمععه فيحكععم بععه مععن غيععر
إحضاره بخلف ما إذا لم يحكم بعلمه ل بد من إحضاره لمععا تقععرر
أن الشهادة ل تسمع بصفة ،وأما ما ل يسهل إحضاره كالعقار فإن
اشتهر ،أو عرفه القاضي ،وحكم بعلمه ،أو ،وصف ،وحدد فتسععمع
البينة ،ويحكم به فإن قالت البينععة :إنمععا نععرف عينعه فقعط تعيعن
حضور القاضي ،أو نائبه لتقع الشععهادة علععى عينععه فععإن كععان هععو
المحععدود فععي الععدعوى حكععم ،وإل فل >ص <183 :وأمععا ثقيععل،
ومثبت ،وما يورث قلعه ضررا أي :له ،وقع عرفا فيما يظهر فيأتيه
القاضي ،أو نائبه للدعوى على عينه بعد وصف مععا يمكععن وصععفه،
وقععد تسععمع البينععة بالوصععف بععأن شععهدت بععإقرار المععدعى عليععه
باستيلئه على عين صفتها كذا ،ومؤنة الحضار على المدعى عليه
إن ثبت للمدعي ،وإل فهي ،ومؤنة الرد على المععدعي كمععا يععأتي،
وعلم مما تقرر قبول الشهادة على العين ،وإن غابت عن الشهود
بعد التحمل ،وزعم بعض معاصري أبععي زرعععة اشععتراط ملزمتهععا
لها من التحمل إلى الداء أطال أبو زرعة في رده بما حاصله أنععه
لم ير أحدا ذكر ذلك فيطالب بنقله ،أو الصععل الععذي خرجععه عليععه
إن تأهل للتخريج ،وهل يقول بذلك في كل مثلي ،أو ومتقععوم ،ثععم
قععال :والععذي ل أشععك فيععه أن الشععاهد إن كعان مععن أهععل الععدين،
واليقظة التامة قبلت شهادته بها ،وتشخيصه لها ،ول يقال له :من
أين علمتها ،لنه قد يحصل له بعينها مميز لهععا عععن مشععاركها فععي
وصفها مععن قععرائن ،وممارسععة بهععا ،وإن لععم يكععن كععذلك فينبغععي
للقاضي أن يسأله فإن ذكر أنه لزمها من تحمله إلععى أدائه قبععل،
وإن قععال :غععابت عنععي لكنهععا لععم تشععتبه علععي فينبغععي للقاضععي
امتحععانه بخلطهععا بمشععابهها مععن جنسععها فععإن ميزهععا حينئذ علععم
صدقه ،وضبطه قال :وهذا كما يفرق القاضي الشهود للريبة فععإن
لم يععر منهععم مععوجب الععرد أمضععى الحكععم ،ولععو مععع بقععاء الريبععة،
والشاهد أمين ،والقاضي أسيره فإذا ادعى معرفة ما شهد به فهو
مؤتمن عليه فإن اتهمه حرر المر كما ذكرنا من التفريععق ،وخلععط
المشهود به ،أو عليه ،أو له مع مشابهه ليتحرر له ضبط الشاهد .ا
ه .وقوله :ينبغي الول ،والثاني يحتمل الوجععوب ،والنععدب ،والععذي
يظهر أنه يععأتي هنععا مععا يععأتي قبيععل الحسععبة ،وفععي المنتقبععة مععن
التفصيل المفيد للوجوب تارة ،وللندب أخرى
)وإذا ،وجب إحضار فقال (:عندي عيععن بهععذه الصععفة لكنهععا غائبععة
غرم قيمتهععا للحيلولعة ،أو )ليعس بيععدي عيعن بهععذه الصعفة صععدق
بيمينععه( علعى حسعب جععوابه ،لن الصععل معععه ) ،ثععم( بعععد حلععف
المدعى عليه )للمدعي دعوى القيمة( في المتقععوم ،والمثععل فععي
المثلي لحتمال أنها هلكت )فإن نكل( المدعى عليععه عععن اليميععن
)فحلف المدعي ،أو أقام بينة( بأن العين الموصععوفة كععانت بيععده،
وإن قععالت :ل نعلععم أنهععا ملععك المععدعي )كلععف الحضععار( ليشععهد
الشهود على عينه كما مر )وحبس عليه( لمتناعه مععن حععق لزمععه
ما لم يبين عععذرا لععه فيععه )ول يطلععق إل بإحضععار( للموصععوف )أو
دعوى تلف( له مع الحلف عليعه >ص <184 :وحينئذ فيأخععذ منععه
القيمة ،أو المثععل ،ويقبععل دعععواه التلععف ،وإن نععاقض قععوله الول
للضرورة نعم بحث الذرعي أنه لو أضاف التلف إلى جهة ظععاهرة
طولب ببينة بها ،ثععم يحلععف علععى التلععف بهععا كععالوديع )ولععو شععك
المدعي هل تلفت العين فيدعي قيمة أم( الفصح ،أو )ل فيععدعيها
فقال :غصععب منععي كععذا فععإن بقععي لزمععه رده ،وإل فقيمتععه( فععي
المتقوم ،ومثله في المثلي )سععمعت دعععواه( ،وإن كعانت مععترددة
للحاجة ،ثم إن أقر بشيء فذاك ،وإل حلف أنه ل يلزمه رد العيععن،
ول بدلها ،وإن نكل حلف المدعي كما ادعى على الوجه )وقيععل(:
ل تسمع دعواه للتردد )بل يدعيها( أي :العين )ويحلفه( عليها )ثععم
يععدعي القيمععة( إن تقععوم ،وإل فالمثععل )ويجريععان( أي :الوجهععان
)فيمن دفع ثوبه لدلل ليععبيعه فجحععده ،وشععك هععل بععاعه فيطلععب
الثمن أم أتلفه ف( يطلب )قيمته أم هو باق فيطلبه( فعلععى الول
الصح تسمع دعواه مترددة بين هذه الثلثة فيدعي أن عليععه رده،
أو ثمنه إن باعه ،وأخذه ،أو قيمته إن أتلفه ،ويحلف الخصععم يمينععا
واحدة أنععه ل يلزمععه تسععليم الثععوب ،ول ثمنععه ،ول قيمتععه فععإن رد
حلف المدعي كما ادعى ثم يكلف المدعى عليععه البيععان ،ويحلععف
إن ادعى التلععف فععإن رد حلععف المععدعي أنععه ل يعلععم التلععف ،ثععم
يحبس له )وحيث أوجبنا الحضار فثبتت للمدعي اسععتقرت مععؤنته
على المدعى عليه( ،لنه المحوج إلى ذلك )وإل( تثبت لععه )فهععي(
أي :مؤنة الحضار )ومؤنة الرد( للعين إلى محلها )على المدعي(،
لنه المحوج للغرم ،وعليه أيضا أجرة مثععل منععافع تلععك المععدة إن
كانت غائبة عن البلد ل المجلس فقط >ص <185 :ونفقتها إلععى
أن تثبت في بيت المال ،ثم باقتراض ،ثم على المدعي
)فرع( غاب إنسان من غير وكيل ،وله مال فأنهى إلى الحاكم أنه
إن لم يبعه اختل معظمه لزمه بيعه إن تعين طريقا لسلمته ،وقد
صرح الصحاب بأنه إنما يتسلط على أموال الغععائبين إذا أشععرفت
على الضياع ،أو مست الحاجة إليها في استيفاء حقوق ثبتت على
الغائب قالوا :ثم في الضياع تفصيل فإن امتدت الغيبة ،وعسععرت
المراجعة قبل وقوع الضععياع سععاغ التصععرف ،وليععس مععن الضععياع
اختلل ل يؤدي لتلف المعظم ،ولم يكععن سععار بالمتنععاع بيععع مععال
الغائب لمجرد المصلحة ،والختلل المؤدي لتلععف المعظععم ضععياع
نعم الحيوان يباع بمجرد تطرق اختلل إليععه لحرمععة الععروح ،ولنععه
يباع على مالكه بحضرته إذا لم ينفقه ،ومتى أمكن تدارك الضععياع
بالجارة اكتفى بها ،ويقتصر على أقل زمن يحتاج إليععه ،ولععو نهععي
عن التصرف في ماله امتنع إل فععي الحيععوان .ا ه .ملخصععا ،وفععي
فتاوى القفال للقاضي بيع مال الغائب بنفسه ،أو قيمععه إذا احتععاج
إلى نفقة ،وكذا إذا خاف فوته ،أو كان الصلح في بيعععه ،ول يأخععذ
له بالشفعة ،وإذا قدم لم ينقض بيع الحاكم ،ول إيجاره ،وإذا أخععبر
بغصب ماله ،ولو قبل غيبته ،أو بجحد مععدينه ،وخشععي فلسععه فلععه
نصب من يدعيه ،ول يسترد ،وديعته ،وأفتى الذرعي فيمن طععالت
غيبته ،ولعه ديععن خشععي تلفعه بعأن الحعاكم ينصعب معن يسعتوفيه،
وينفق علععى مععن عليععه مععؤنته ،وقععد تنععاقض كلم الشععيخين فيمععا
للغائب مععن ديععن ،وعيععن فظععاهره فععي موضععع منععع الحععاكم مععن
قبضهما ،وفي آخر جوازه فيهما ،وفي آخر جوازه في العين فقط،
وهو ،أوجه ،لن بقاء الدين في الذمععة أحععرز منععه فععي يععد الحععاكم
بخلف العين قععال الفععارقي :والكلم فععي مععدين ثقععة مليععء ،وإل
وجب أخذه منه قطعا ،وبه يتأيد مععا ذكععر عععن القفععال والذرعععي،
والذي يتجه أن ما غلب على الظن فواته علععى مععالكه لفلععس ،أو
جحد ،أو فسق يجب أخذه عينا كان ،أو دينعا ،وكععذا لعو طلعب معن
العين عنده قبضها منه لسفر ،أو نحوه ،وما ل يجوز فععي العيععن ل
يجوز في الدين ،والكلم في قاض أميععن كمععا علععم ممععا مععر فععي
الوديعة قال الزركشي وقد أطلق الصحاب أنه يلزم الحاكم قبض
دين حاضر ممتنع من قبوله بل عععذر ،وقياسععه فععي الغععائب مثلععه،
ولو مات الغائب ،وورثه محجور ،وليه القاضي لزمه قبض ،وطلب
جميع ماله من >ص <186 :عين ،ودين ،والله أعلم
)فصل الغائب الذي تسمع( الدعوى و )البينععة( عليععه )ويحكععم
عليه من بمسععافة بعيععدة( ،لن القريععب يسععهل إحضععاره ،وقضععية
المتن أنه لو حكم على غائب فبان كونه حينئذ بمسافة قريبة بععان
فساد الحكم ،وهو كذلك ،وزعم أن المتبععادر مععن كلمهععم الصععحة
ممنوع ،ويجري ذلك في صبي ،أو مجنععون ،أو سععفيه بععأن كمععاله،
ولو قدم الغائب ،وقال :ولو بل بينة كنت بعت ،أو أعتقت قبل بيععع
الحاكم بان بطلن تصرف الحاكم كما مر ،ولو بان المععدعى مععوته
حيا بعد بيع الحاكم ماله في دينه قال أبععو شععكيل بععأن بطلنععه إن
كان الدين مؤجل لتبين بقائه ل حال ،لن الدين يلزمه ،وفاؤه حال.
ا ه .وإنما يتم لععه ذلععك فععي الحععال إن بععان معسععرا ل يملععك غيععر
المبيع إذ لو رفع للقاضععي بععاع مععاله حينئذ بخلف مععا إذا لععم يكععن
كذلك فينبغي بيان بطلن البيع ،لنه ل يلزمه الوفاء من هذا المبيع
بعينه ،ولو بان أن ل دين بان أن ل بيع كما هو ،واضععح )وهععي( أي:
البعيدة )التي ل يرجع منها( متعلق بقوله) :مبكر( أي :خارج عقب
طلوع الفجر أخذا مما مر في الجمعة أن التبكير فيها يدخل وقتععه
من الفجر ،ويحتمل الفععرق ،وأن المععراد المبكععر عرفععا ،وهععو مععن
يخرج قبيل طلوع الشمس )إلى موضعه ليل( أي :أوائله ،وهي مععا
ينتهي إليه سفر الناس غالبا قاله البلقيني ،وذلك ،لن فععي إيجععاب
الحضور منها مشقة بمفارقععة الهععل ،والععوطن ليل ،ويتعلععق منهععا
بمبكر المتعين لتوقف صحة المراد عليه مع جعل إلى موضعه من
إظهععار المضععمر أي :ل يرجععع مبكععر منهععا لبلععد الحععاكم إليهععا أول
الليل ،بل بعده اندفع قول البلقيني تعبيره غير مستقيم ،لن منهععا
يعود للبعيدة ،وهي ليست الععتي ل يرجععع منهععا ،بععل الععتي ل يصععل
إليها ليل من يخرج بكرة من موضعه إلععى بلععد الحععاكم فلععو قععال:
التي لو خرج منها بكرة لبلد الحاكم ل يرجع إليها ليل لععو عععاد فععي
يععومه بعععد فععراغ >ص <187 :المحاكمععة لععوفى بالمقصععود .ا ه.
وظاهر أن العبرة في ذلك باليوم المعتدل ،ويظهر أن المراد زمن
المحاكمة المعتدلة من دعوى ،وجععواب ،وإقامععة بينععة حاضععرة ،أو
حلف ،وتعديلها ،وأن العبرة بسير الثقال ،لنه المنضععبط المعععول
عليه في نحو مسافة القصر ،وأنه لععو كعان لمحععل طريقععان ،وهعو
بأحدهما على المسافة ،وبالخر على دونها فععإن كععانت القصععيرة،
وعرة جدا لم تعتبر ،وإل اعتبرت ،وقدمت في صلة المسافر فععي
شرح قوله :ولو كان لمقصده طريقان ما له تعلق بععذلك فراجعععه
)وقيل (:هي )مسافة القصر( ،لن الشععرع اعتبرهععا فععي مواضععع،
ويرد بوضوح الفرق هذا كله حيث كان فععي محععل وليععة القاضععي،
وإل سمع الدعوى عليه ،والبينة ،وحكم ،وكععاتب ،وإن قربععت قععاله
الماوردي ،وغيره ،وقضيته أنه لو تعععددت النععواب ،أو المسععتقلون
في بلد ،وحد لكل واحد حد فطلب من قععاض منهععم الحكععم علععى
من ليس في حده قبل حضوره حكم ،وكاتب ،لنه غععائب بالنسععبة
إليه ،وفيه نظر ظاهر ل سيما إن لم تفحش سعة البلععد ،والظععاهر
أن هذا غير مراد للماوردي ،وغيره
)ومن ب( مسافة )قريبة( ،ولو بعععد الععدعوى عليععه فععي حضععوره،
وهو ممن يتععأتى حضععوره )كحاضععر فل تسععمع( دعععوى ،ول )بينععة(
عليه )ول يحكم بغير حضوره( ،بل يحضره وجوبا لسهولة إحضاره
لئل يشتبه علععى الشععهود ،أو ليععدفع إن شععاء ،أو يقععر فيغنععي عععن
البينة ،والنظر فيها ،أو لتمتنع الشهود إن كانوا كذبة حياء ،أو خوفا
منه ،ومحل ما ذكر في منع سماع البينة إذا تيسر إحضار المععدعى
عليه ،ولم يضععطر الشععهود إلععى السععفر فععورا ،وإل فينبغععي حينئذ
جععواز سععماعها فععي غيبتععه للضععرورة ،وإن أمكععن أن يشععهد علععى
شهادتها أخذا من قولهم إذا قام بالشاهد عذر منعه من الداء جاز
للقاضي أن يرسل من يشهد على شهادته ،أو من يسععمعها أي :أو
يسمعها هو كما فهم بالولى فإذا جاز لععه سععماعها هنععا مععع تيسععر
الشهادة على شععهادته فكععذا فععي مسععألتنا ،بععل قضععية قععولهم ،أو
يرسل من يسمعها أنه ل يحتاج لحضور الخصم حينئذ فيتأيد به مععا
ذكرته ،وإذا سمعت في غيبته ،وجب أن يخععبر بأسععمائهم ليتمكععن
من القدح )إل لتواريه( ،ولو بالذهاب لنحو السلطان زعما منه أنه
يخاف جور الحاكم عليه كما هو ظاهر ،لن الخصععم لععو مكععن مععن
ذلك تعذر القضاء فوجب أن ل يلتفت لهذا العذر منه ،وإن اشععتهر
جور قاضي الضرورة ،وفسقه ،أو حبسه بمحل ل يمكععن الوصععول
إليه ،أو هربه من مجلس الحكم )أو تعززه( أي :تغلبععه ،وقععد ثبععت
ذلععك عنععد القاضععي فتسععمع البينععة >ص <188 :ويحكععم بغيععر
حضوره من غير يمين للستظهار علعى المنقعول المعتمعد تغليظعا
عليه ،وإل لمتنع الناس كلهععم فععإن لععم يكععن للمععدعي بينععة جعععل
الخر في حكم الناكل فيحلف المدعي يمين الرد خلفا للمععاوردي
ومن تبعه ،ثم يحكم له لكععن ل بععد مععن تقععديم النععداء بععأنه إن لععم
يحضععر جعععل نععاكل قععاله المععاوردي والرويععاني ) ،والظهععر جععواز
القضاء علععى غععائب فععي قصععاص ،وحععد قععذف( ،لنععه حععق آدمععي
كالمععال )ومنعععه فععي حععد( ،أو تعزيععر )للععه تعععالى( لبنائهمععا علععى
المسامحة ،والدرء ما أمكن ،وما فيه الحقان كالسرقة يقضى فيه
بالمال ل القطع.
)ولو سمع بينة على غائب فقدم( ،ولو )قبل الحكم لععم يسععتعدها(
أي :لم يلزمه لوقوع سماعها صحيحا لكنه علععى حجتععه مععن إبععداء
قادح ،أو دافع )بل يخبره( بالحال فيتوقف حكمه على إخباره كمععا
في المطلب ،وقول البلقينععي اعتراضععا عليعه العععذار غيععر شععرط
عنععدنا لصععحة الحكععم رده تلميععذه أبععو زرعععة بععأنه فععي غيععر هععذه
لحضوره الدعوى والبينة فهو متمكن من الدفع ،وأما هنا فلم يعلم
فاشترط إعلمه )ويمكنه من الجرح( ،أو نحوه كإثبات نحو عداوة،
ولو بعد الحكم أخذا من قولهم يقبععل الجععرح بعععده ،ويمهععل ثلثععة
أيام ،ول بد أن يؤرخ الجرح بيوم الشهادة ،أو قبلهععا ،وقبععل مضععي
مدة الستبراء وقد استطرد بععذكر مسععائل لهععا نععوع تعلععق بالبععاب
فقال) :ولو عزل( ،أو انعزل )بعد سماع بينة ثم ،ولي( ،ولععم يكععن
حكم بقبولهععا كمععا بحثععه البلقينععي )وجبععت السععتعادة( ،ول يحكععم
بالسماع الول لبطلنععه بععالنعزال بخلف مععا لععو خععرج عععن محععل
وليته ،ثم عاد لبقاء وليته ،وبخلف ما لععو حكععم بقبولهععا فععإن لععه
الحكم بالسماع الول ،ول أثر لشعاره على نفسععه بالسععماع ،لن
الرجح أنه غير حكم
)وإذا استعدى( بالبناء للمفعول )على حاضععر بالبلععد( ،ولععو يهوديععا
>ص <189 :يوم سبته أهل لسماع الدعوى ،وجوابها أي :طلععب
منه إحضاره ،ولم يعلم كذبه ،ول كان أجير عين ،ول نحععو معاهععد،
ول أراد التوكيل )أحضره( وجوبا ،وإن أحالت العادة ما ادعاه عليه
كوزير ادعى عليه وضيع أنه اسععتأجره سائسععا ،أو نععازح قععذر ،وإن
اختار جمع خلفه ،ومما يرد عليهم ما يأتي من تمكنه من التوكيععل
أما إذا علم كذبه فل يحضره كمععا ذكععره المععاوردي ،وغيععره ،وكععذا
أجيععر عيععن ،وحضععوره يعطععل حععق المسععتأجر فل يحضععره حععتى
تنقضي مدة الجارة ذكره السبكي ،وغيره ،ويظهر ضبط التعطيل
المضر بأن يمضي زمن يقابل بأجرة ،وإن قلت ،وكذا مععن الحكععم
بينهما غير لزم له كمعاهد على مثله ،وكذا من ،وكل فيقبل وكيله
إن كععان مععن ذوي الهيئات ذكرهمععا البلقينععي ،والععذي يتجععه قبععول
وكيله ،ولو من غير ذوي الهيئات ،ثم رأيت شارحا اعترضه بتجويز
ابن أبي الدم التوكيعل مطلقعا ،ويلزمعه إذا لعزم مخعدرة يميعن أن
يرسل إليها من يحلفها كما يععأتي ،وقععول الجععواهر عععن الصععيمري
بسن ذلك مردود )بدفع ختم طين رطععب ،أو غيععره( مكتععوب فيععه
أجب القاضي فلنا ،وكان ذلك معتادا فهجععر ،واعتيععد الكتابععة فععي
الورق قيل :وهو أولى )أو بمرتععب لععذلك( ،وهععو العععون المسععمى
الن بالرسول ،ولم يرتض الشيخ أبو حامد التخييععر فقععال :يرسععل
الختم أول فإن امتنع فالعون ،وأقراه قال البلقيني ،وفيه مصععلحة،
لن الطالب قد يتضرر بأخذ أجرتععه منععه .ا ه .ومعنععاه أن الععترتيب
الذي جريا عليه في الروضة ،وأصععلها فيععه مصععلحة للطععالب ،لن
القاضي إذا عمل به ل يزن الطالب أجره من أول وهلة بخلف ما
إذا تخير فإنه قد يرسل إليه العون ،أو ل فيأخذ أجرته من الطالب
مع احتمال أنه لو أرسل له الختم أول جاء ،وتوفرت على الطالب
الجرة حينئذ ،وإنما يتجه هععذا للبلقينععي إن كععان يقععول بععأن أجععرة
العون على الطالب أرسل القاضععي العععون ،أول ،أو بعععد المتنععاع
من الحضور بالختم ،وحينئذ فالظععاهر مععن كلم البلقينععي هععذا أنععه
يقععول بععأن الجععرة علععى الطععالب سععواء أقلنععا بععالتخيير ،واختععار
القاضععي العععون ،أو ل أم بععالترتيب ،ولععم يعمععل بععه القاضععي بععأن
أرسله ،أول >ص <190 :وفيه ما فيه ،وبالولى إذا عمل بععه بععأن
لم يحضره إل بعد المتناع من الختم ،ويؤيد هذا الطلق إطلقهععم
أن أجععرة الملزم علععى الطععالب ،وهععو المععدعي بخلف أجععرة
الحبس ،واعتمد أبو زرعة ما أطلقه شيخه أول فقال :الجرة على
الطالب مطلقا ،وإن امتنع مععن الحضععور معععه إل برسععول ،لنععه ل
يلزمه الحضور لمجلس الشرع إل بطلب أي :من القاضي ،وقععد ل
يوافق الطالب على أن له عليععه حقععا ،ويععراه مبطل .ا ه ،.ويؤخععذ
منه تقييد إطلق شيخه بما إذا لععم يكععن طلععب مععن القاضععي ،وإل
لزمت المطلوب لتعديه بامتناعه بعد طلب القاضي لععه ،ومععن ثععم
جاز للقاضي ،أو لزمه إرسال عون الحاكم ،وعزره إن رآه دون ما
أطلقه ثانيا فجعل أجرة الملزم بإذن الحععاكم علععى المععدين قععال:
لتقصععيره بتععأخير الوفععاء مععع القععدرة ،ول يلععزم الععدائن ملزمتععه
بنفسه .ا ه .وبتأمل كلمه يعلم أن الجرتين أجرة العععون ،وأجععرة
الملزم حكمهما واحد ،وهو أنه إن كان المتناع بعد طلب الحععاكم
لزمت المطلوب ،وإل فالطالب ،وقضية قوله :مع القدرة أنه ل بد
من ثبوت يساره ،والذي يتجه التعععبير بمععع عععدم ثبععوت إعسععاره،
والكلم في عون من ليس له رزق من بيت المال ،وإل فل شععيء
له على واحد منهما
)تنبيه( ما ذكره أبو زرعة من أنه ل يلزمه حضور مجلس القاضععي
إل بطلبه دون طلب الخصم هو الذي صرح بععه المععام كععالمراوزة
قالوا ،:لن الواجب إنما هو أداء الحق إن صدق ،وقال العراقيون:
بل يجب ،ولو بطلب الخصعم ،وجمعع ابعن أبعي العدم بحمعل الول
على ما إذا قال :لي عليك كذا فاحضر معي ،والثاني علععى مععا إذا
قال بيني ،وبينك خصومة فاحضر معي ،وله ،وجه ،ومر أنععه مععتى،
وكل لم يلزمه الحضور بنفسه )فإن امتنع( من الحضور بنفسه ،أو
وكيله من محل تلزمععه الجابععة منععه >ص) <191 :بل عععذر( مععن
أعذار الجمعة ،وثبت ذلك عنععده ،ولععو بقععول عععون ثقععة كمععا قععاله
المععاوردي ،وغيععره )أحضععره بععأعوان السععلطان( ،وأجرتهععم عليععه
حينئذ )وعزره( إن رأى ذلك لتعديه ،ولععو اسععتخفى نععودي متكععررا
بباب داره إن لم يحضر إلععى ثلث سععمر بععابه ،أو ختععم ،وسععمعت
الدعوى عليه ،وحكم بها فععإن لععم يحضععر بعععدها ،وسععأل المععدعي
أحدهما ،وأثبت أنه يأوي داره أجابه ،وواضح أن التسمير فيععه نععوع
نقص فل يفعله إل في مملوك له بخلف الختم ،ثععم تسععمع البينععة
عليه ،ويحكم بها كما لو هرب قبل الدعوى ،أو بعدها ،وبعد الحكم
عليه يزال التسععمير ،أو الختععم قععال الذرعععي ،ول تسععمر إذا كععان
يأويها غيره ،ول يخرج الغير فيما يظهر .ا ه ،.ومحله كما هو ظاهر
في ساكن بأجرة ل عارية ،ولو أخبر أنه بمحععل نسععاء أرسععل إليععه
ممسوحا ،أو مميزا ،وبعد الظفر يعزره بحبس ،وغيععره ممععا يععراه،
والمعذور يرسل إليه مععن يسععمع الععدعوى بينععه ،وبيععن خصععمه ،أو
يلزم بالتوكيل ،وله الحكم عليه بالبينة كالغائب كما قععاله البغععوي،
واعتمده جمع
)أو( ادعى على )غائب في غير( محل )وليته فليس له إحضاره(
إذ ل ولية له عليه ،بل يسمع الدعوى ،والبينة ،ثععم ينهععي كمععا مععر
>ص) <192 :أو فيهما ،وله هناك نائب( ،ومثلععه متوسععط يصععلح
بين الناس ،وإن لم يصلح للقضاء )لم يحضره( للمشقة مع تيسععر
الفصل )بل يسمع بينته( عليه )ويكتب إليه( في المسافة السابقة
لسهولة الفصل حينئذ )أو ل نائب له فالصععح( أنععه )يحضععره( بعععد
تحرير الدعوى ،وصحة سماعها )من مسافة العدوى فقععط ،وهععي
التي يرجع منها مبكر( إلى محله )ليل( كما علم مما مععر مبسعوطا
فإن كان فوقها لم يحضععره لكععن مقتضععى كلم الروضععة ،وأصععلها
إحضاره مطلقا ،وانتصر له كثيرون ،ومر أن أوائل الليععل كالنهععار،
وحينئذ فل تنافي بيععن قععوله :هنععا ليل ،وقععوله :فععي الروضععة قبععل
الليل ،وسععميت بععذلك ،لن القاضععي يعععدي أي :يعيععن مععن طلععب
خصما منها على إحضاره )و( الصح )أن المخدرة ل تحضر( صرفا
للمشقة عنها كععالمريض ،وحينئذ فيرسععل القاضععي لهععا لتوكععل ،أو
مععن يفصععل بينهمععا >ص <193 :ويغلععظ عليهععا بحضععور الجععامع
للتحليف ،ول تحضر برزة مععن خعارج البلععد إل مععع نحععو محععرم ،أو
نسوة ثقات ،أو امععرأة احتياطععا لحععق الدمععي )وهععي مععن ل يكععثر
خروجها لحاجعات( متكععررة كشععراء قطعن بععأن ل تخععرج أصعل ،أو
تخرج نادرا لنحو عزاء ،أو حمام ،أو زيارة ،لنهععا غيعر مبتذلعة بهععذا
الخروج بخلفه لنحو مسجد.
باب القسمة
أدرجععت فععي القضععاء لحتيععاج القاضععي إليهععا ،ولن القاسععم
كالقاضي علععى مععا يععأتي وهععي تمييععز بعععض النصععباء مععن بعععض،
وأصلها قبل الجماع }وإذا حضر القسععمة{ اليععة وقسععمته صععلى
اللععه عليععه وسععلم للغنععائم والحععديث السععابق أول الشععفعة )قععد
يقسم( المشترك )الشركاء( الكاملون ،أما غير الكامل فل يقسععم
له وليه إل إن كععان لععه فيععه غبطععة )أو منصععوبهم( أي وكيلهععم )أو
منصوب المام( أو المام نفسه وإن غاب أحدهم ،لنه ينععوب عنععه
أو المحكععم لحصععول المقصععود بكععل ممععن ذكععر ول يجععوز لحععد
الشريكين قبععل القسععمة أن يأخععذ حصععته إل بععإذن شععريكه .قععال
القفال :أو امتناعه من المتماثل فقط بنعاء علعى الصعح التعي أن
قسمته إفراز وما قبض من المشععترك مشععترك نعععم للحاضععر أن
ينفععرد بأخععذ نصععيبه >ص <194 :مععن مععدع ثبععت لععه منععه حصععة
فكأنهم جعلوا غيبة شريكه عذرا في تمكنععه منععه كامتنعاعه وأفععتى
جماعة منهم المصنف في دراهم جمعععت لمععر وخلطععت ،ثععم بععدا
لهم تركه بأن لحدهم أخذ قدر حصته بغير رضاهم ،وخالفهم التاج
الفزاري قال الذرعععي :وقععوله أي المصععنف بغيععر رضععاهم يشعععر
بامتناعهم فالجواز حينئذ هو المعتمد كما في فتععاوى القفععال .ا ه.
ويؤيده ما مر في الغيبة إذ ل فععرق بينهععا وبيععن المتنععاع ،ومثلهمععا
جهل الشريك لقول المجموع لعو اختلطعت دراهعم أو دهعن حعرام
بحلل فصل قدر الحرام فيصرفه مصرفه أي :من حفظ المام له
إن تععوقعت معرفععة صععاحبه ،وإدخععاله بيععت المععال إن لععم تتوقععع
ويتصرف في قدر ماله كيف شاء .قال :وكذا لععو اختلطععت دراهععم
أو حنطة جماعة أو غصبت وخلطت أي :ولم يملكها الغاصععب لمععا
مر ثم فيقسم الجميع بينهم .وقيل :يجععوز النفععراد بالقسععمة فععي
المتشابهات مطلقا
)وشرط منصوبه( أي :المام ومثله محكمهم ما تضمنه قوله )ذكر
حر عدل( تقبل شهادته ،ومن لزمععه التكليععف والسععلم وغيرهمععا
مما يأتي أول الشهادات من نحو سمع وبصر وضبط ونطق ،لنهععا
ولية وفيها إلزام كالقضاء إذ القسام مجتهد مسععاحة وتقععديرا ثععم
يلعزم بعالقراع )يعلعم( إن نصعب للقسعمة مطلقعا أو فيمعا يحتعاج
لمساحة وحساب )المساحة( بكسر الميععم وهععي علععم يعععرف بععه
طرق استعلم المجهولت العددية العارضة للمقععادير وهععي قسععم
من الحساب فعطفه عليها من عطف العععم )والحسععاب( ،لنهمععا
آلتها كالفقه للقضاء واشترط جمع كونه نزها قليل الطمععع وخععرج
بمنصوبه منصوبهم فيشترط تكليفه فقط ،لنه وكيل ويجععوز كععونه
قنا وفاسقا أو امرأة نعم إن كان فيهم محجورا عليععه اشععترط مععا
مر >ص) <195 :فإن كان فيهععا تقععويم وجععب( حيععث لععم يجعععل
حاكما في التقععويم )قاسععمان( أي :مقومععان يقسععمان بأنفسععهما،
لن التقععويم ل يثبععت إل بععاثنين فاشععتراط التعععدد إنمععا هععو لجععل
التقويم ل القسمة )وإل( يكن فيها تقععويم )فقاسععم( واحععد يكفععي
وإن كان فيها خرص ،لنه حاكم ،لن قسمته تلزم بنفس قععوله ول
يحتاج وإن تعدد للفظ الشهادة ،لنها تستند إلععى عمععل محسععوس
)وفي قول( يشترط )اثنان( بناء على الضعيف أنه شاهد ل حععاكم
وانتصر له البلقيني هذا في منصوب المام ،أما منصوبهم فيكفععي
اتحاده قطعا وفارق الخععرص القسععمة بععأنه يعتمععد الجتهععاد وهععي
تعتمد الخبار بأن هذا يساوي كذا
)وللمام جعل القاسعم حاكمعا فعي التقعويم( وحينئذ )فيعمعل فيعه
بعدلين( ذكرين يشهدان عنده به ل بأقل منهمععا )ويقسععم( بنفسععه
وله العمل فيه بعلمه كما علم من كلمه في القضععاء ،وعلععم مععن
كلمه أنه ل يشترط معرفته بالقيمة ،فيرجع لعدلين خبيرين وقيل:
يشترط ورجحه البلقيني في غير قسععمة الفععراز والمعتمععد الول
نعم يستحب ذلك خروجا من الخلف )ويجعل المععام( وجوبععا كمععا
هو ظاهر )رزق منصوبه من بيت المال( من سهم المصععالح ،لنععه
من المصالح العامة )فإن لم يكن( فيه مال ،أو ثم مصرف أهم أو
منع ظلما ،ولهذا العموم الذي قد يستفاد من عبععارته حععذف قععول
أصله فيه مال )فأجرته على الشععركاء( إن اسععتأجروه ل إن عمععل
ساكتا وذلك ،لنه يعمل لهم مع التزامهم له عوضععا وليععس للمععام
حينئذ تعيين قاسم أي :يحرم عند القاضععي ويكععره عنععد الفععوراني
وذلك ،لنه يتغالى في الجرة أو يععواطئه بعضععهم فيحيععف أمععا لععو
اسععتأجره بعضععهم >ص <196 :فالكععل عليععه وإنمععا حععرم علععى
القاضي أخذ أجرة على الحكم مطلقا ،لنه حق الله تعالى وما هنا
حق متمحض للدمي ومن ثم كععان القضععاء فرضععا دون القسععمة،
ونظر ابععن الرفععة فععي عععدم فرضععيتها ثععم فععرق بمععا يقتضععي أن
للقاضي أخذ الجرة إذا قسم بينهم ونظر فيه أيضا وليععس النظععر
بالواضح ،لنه لم يأخذها من حيث القضاء بل من حيععث مباشععرته
للقسمة الغير المتوقفة على القضاء )فإن استأجروه( كلهععم معععا.
)وسمى كل منهم قدرا( كاستأجرناك لتقسم هذا بيننا بدينار علععى
فلن ،ودينارين على فلن ،وثلثة على فلن أو وكلوا من عقد لهم
كذلك )لزمه( أي :كل ما سماه ولو فوق أجرة المثل ساوى حصته
أم ل أما مرتبععا فيجععوز علععى المنقععول المنصععوص ومععن ثععم قععال
السنوي وغيره :أنه المعروف فجزم النوار وغيععره بعععدم الصععحة
إل برضا الباقين ،لن ذلك يقتضي التصرف فععي ملععك غيععره بغيععر
إذنه ضعيف نقل ،وإن كان قويا مدركا ومععن ثععم اعتمععده البلقينععي
وعليه له ذلك في قسمة الجبار من الحاكم )وإل( يسم كل منهععم
قدرا بل أطلقوه )فالجرة موزعة على الحصص( ،لنها مععن مععؤن
الملك كنفقة المشترك هذا في غير قسمة للتعديل ،أما فيها فإنها
توزع بحسب المأخوذ قلة وكثرة ل بحسب الحصص الصععلية ،لن
العمل في الكثير أكثر منه في القليل هذا إن صععحت الجععارة وإل
وزعت أجرة المثل على قدر الحصص مطلقععا >ص <197 :كمععا
لععو أمععر القاضععي مععن يقسععم بينهععم إجبععارا )وفععي قععول علععى
الرءوس( ،لن العمل في النصيب القليل كهو في الكثير
)ثم ما عظم الضرر في قسمته كجععوهرة وثععوب نفيسععين( وذكععر
النفاسة في الجوهرة قد يحترز بععه عععن جععوهرة ل نفاسععة لهععا إذ
الجوهرة الكبيرة من اللؤلؤ قد يكون لها من الضعاءة وععدمها مععا
يقتضي نفاستها وخستها بالنسبة لبقية جنسها )وزوجي خععف( أي:
فردتيه )إن طلب الشركاء كلهم قسععمته لععم يجبهععم القاضععي( إن
بطلت منفعته أي :المقصودة منععه أخععذا ممععا يععأتي >ص<198 :
بالكلية بل يمنعهم من القسمة بأنفسهم ،لنه سفه ونازع البلقيني
وأطال في صورة زوجي خف إذ ليس في قسمتهما إبطال منفعة
بل نقصها ويرد بأنهما إن كانا بيععن أكععثر مععن اثنيععن كانععا مععن هععذا
القسم أو بين اثنين فقط كانا من القسعم التعي فل اععتراض )ول
يمنعهععم إن قسععموا بأنفسععهم إن لععم تبطععل منفعتععه( المععذكورة
بالكلية بأن نقصت )كسيف يكسر( ،لمكان النتفاع بما صععار إليععه
منه على حاله أو باتخاذه سكينا مثل ول يجيبهم إلى ذلك ،لما فيععه
من إضاعة المال وكان قضية هععذا أنععه يمنعهععم لكععن رخععص لهععم
فعلها بأنفسهم تخلصا مععن سععوء المشععاركة ومععع النظععر لععذلك ل
إضاعة ،لن إتلف المال للغرض الصحيح جائز وبه ينظر في بحث
جمع أخذا مما مر من بطلن بيع جزء معين من نفيس أن مععا هنععا
في سيف خسيس وإل منعهم وبما قلناه علم الفععرق بيععن مععا هنععا
وثم إذ ل محوج للععبيع ثععم بخلف القسععمة هنععا )ومععا يبطععل نفعععه
المقصود( منه )كحمام وطاحونة صغيرين( لو قسم كل لععم ينتفععع
به من الوجه الذي كان ينتفع به قبل القسمة ولو بإحداث مرافععق
ولم يعتبروا هنا مطلق النتفاع لعظم التفاوت بين أجناس المنافع
وفي صغيرين تغليب المذكر وهععو الحمععام وكععذا فععي نفيسععين )ل
يجاب طالب قسمته( إجبارا )في الصح( ،لما فيه من ضرر الخععر
ول يمنعهم منها لما مر )وإن أمكععن جعلععه حمععامين( أو طععاحونين
)أجيب( وأجبر الممتنع لنتفاء الضرر وإن احتاج إلععى إحععداث نحععو
بئر ومستوقد لتيسر التدارك وإنما بطععل بيععع مععا ل ممععر لهععا وإن
أمكن تحصيله بعد ،لن شرط المبيع النتفاع به حال )ولو كععان لععه
عشر دار( أو حمام أو أرض )ل يصلح للسكنى( أو كونه حمامععا أو
لما يقصد من تلك الرض لو قسم )والباقي لخعر( وإن تععدد كمعا
يأتي بسطه قبيل التنبيه التععي وهععو يصععلح لععذلك )فالصععح إجبععار
صاحب العشر( >ص <199 :وإن بطل نفععع حصععته بالكليععة كمععا
يصرح به كلمهم )بطلب صاحبه( لنتفاعه بحصته من الوجه الذي
كان ينتفع به قبل القسمة فهو معذور وضرر صعاحب العشعر إنمعا
نشأ مععن قلععة نصععيبه ل مععن مجععرد القسععمة )دون عكسععه( ،لنععه
مضيع لماله متعنت نعم إن ملك أو أحيا ما لو ضععم لعشععره صععلح
أجيب ويظهر أن يأتي هنا ما يأتي قريبا فيمععا لععو طلععب أن يكععون
نصيبه إلى جهة أرضه
)فرع( .قال الماوردي والروياني :لو كان بععأرض مشععتركة بنععاء أو
شجر لهما فأراد أحدهما قسمة الرض فقط لم يجبر الخععر وكععذا
عكسه لبقاء العلقة بينهما إما برضاهما فيجععوز ذلععك ولععو اقتسععما
الشععجر وتميععزت حصععة كععل ثععم اقتسععما الرض فععإن كععان فيمععا
خصهما أو أحدهما شجر للخر فهل نكلفه قلعه مجانا أو يأتي فيععه
ما مر آخر العارية ؟ للنظر فيه مجال والوجه الثععاني بجععامع عععدم
التعدي قال الشيخان :ولو كانوا ثلثة فاقتسم اثنان على أن تبقى
حصة الثالث شائعة مع كل منهما لم تصح ونقععل غيرهمععا التفععاق
عليه وإنما أجبر الممتنع علععى قسععمتها >ص <200 :مععع غععراس
بها دون زرع فيها ،لن له أمدا ينتظر وإذا تنععازع الشععركاء فيمععا ل
يمكن قسعمته فععإن تهععايئوا منفعتععه مياومعة أو غيرهعا جععاز ولكعل
الرجوع ولو بعد الستيفاء فيغرم بدل ما استوفاه قال ابن عجيل:
ويد كل يد أمانععة كالمسععتأجر وإن أبععوا المهايععأة أجععبرهم الحععاكم
على إيجاره أو آجره عليهم سنة وما قاربها وأشهد كمععا لععو غععابوا
كلهم أو بعضهم فإن تعدد طععالبو اليجععار آجععره وجوبععا لمععن يععراه
أصلح وهل له إيجاره من بعضهم ؟ تردد فيه فععي التوشععيح ورجععح
غيره أن له ذلك إن رآه أي :بأن لم يوجععد مععن هععو مثلععه كمععا هععو
ظاهر وأنه لو طلب كل منهم استئجار حصععة غيععره فععإن كععان ثععم
أجنبي قدم وإل أقرع بينهم فإن تعذر إيجععاره أي :ل لكسععاد يععزول
عن قرب عادة كما بحثه بعضععهم قععال ابععن الصععلح :بععاعه لتعينععه
واعتمععده الذرعععي ويؤخععذ مععن علتععه أن المهايععأة تعععذرت لغيبععة
بعضهم أو امتناعه فعإن تععذر العبيع وحضعره كلهعم أجعبرهم علعى
المهايأة إن طلبها بعضهم كما بحثه الزركشي >ص <201 :فععإن
قلت قياس ما مر في العارية أنه يعرض عنهم حتى يصععطلحوا ول
يجبرهم على شيء مما ذكر قلت القياس غيععر بعيععد إل أن يفععرق
بأن الضععرر هنععا أكععثر ،لن كل منهمععا ثععم يمكععن أن ينتفععع بنصععيبه
بخلفه هنا ثم رأيت بعضهم فععرق بععأن الضععرر ثععم إنمععا هععو علععى
الممتنع فقط وهنا الضرر على الكل فلم يمكن فيه العراض
)وما ل يعظم ضرره قسمته أنواع( ثلثة )أحدها بالجزاء( وتسمى
قسمة المتشابهات وقسمة الجععزاء )كمثلععي( متفععق النععوع فيمععا
يظهر ومر بيانه في الغصب ومنه نقد ولو مغشوشا على المعتمععد
لجواز المعاملة به ،أما إذا اختلف النوع فيجب حيث ل رضا قسمة
كل نوع وحده ،ثععم رأيععت غيععر واحععد أشععاروا لععذلك )ودار متفقععة
البنية( بأن يكون ما بشرقيها من بيت وصفة كما بغربيهععا )وأرض
مشععتبهة الجععزاء( ونحوهععا ككربععاس ل ينقععص بععالقطع )فيجععبر
الممتنع( عليها استوت النصباء أم ل للتخلص من سوء المشععاركة
مع عدم الضرر نعم ل إجبار في قسمة الزرع قبل اشتداده وكععان
وجهه عدم كمال انضباطه ،فععإن اشععتد ولععم يععر أو كععان إلععى الن
بذرا لم تصح قسمته للجهععل بععه )فتعععدل( أي :تسععاوى )السععهام(
أي :عند عدم التراضي ،أو حيث كععان فععي الشععركاء محجععور كمععا
يعلم مما سأذكره في التنععبيه التععي )كيل( فععي المكيععل )أو وزنععا(
في الموزون )أو ذرعا( في المععذروع أو ععدا فعي المعععدود )بععدد
النصباء إن استوت( فإذا كانت بين ثلثة أثلثا جعلت ثلثة أجععزاء،
ويؤخذ ثلث رقاع متساوية )ويكتب( مثل هنا وفيما يأتي مععن بقيععة
النواع )في كل رقعة( إما )اسم شريك( إن كتب أسماء الشركاء
لتخرج على السهام )أو جزء( بالرفع كما تصرح به عبارة الروضععة
أي :هو مع مميزه كما يأتي إن كتب السهام لتخععرج علععى أسععماء
الشركاء )مميز( عن البقية )بحد أو جهة( مثل )وتدرج( الرقع )في
بنادق( ويندب كونها في بنععادق )مسععتوية( وزنععا وشععكل مععن نحععو
طين أو شععمع إذ لععو تفععاوتت لسععبقت اليععد للكععبيرة وفيععه ترجيععح
لصاحبها ول ينحصر في ذلك بل يجوز بنحو أقلم ومختلععف كععدواة
وقلم ،ثم توضع في حجر من لم يحضر ،وكونه مغفل أولى.
)ثم يخرج من لم يحضرها( >ص <202 :أي :الواقعة ويظهععر أن
كونه لم يحضرها ندب أيضا إل إن علم من حاضرها أنه ميزهععا فل
يجععوز التفععويض إليععه )رقعععة( إمععا )علععى الجععزء الول إن كتععب
السماء( في الرقاع )فيعطى من خرج اسمه( ،ثععم يععؤمر بععإخراج
أخرى على الجزء الذي يليه ،ويعطى من خرج اسمه ويتعين الخر
للخر من غير قرعة ،وكذا فيما يأتي )أو( يخرج )على اسععم زيععد(
مثل )إن كتب الجزاء( أي :أسماؤها في الرقاع فيخرج رقعة على
اسم زيد وأخرى على اسم عمرو وهكذا ومن به البتداء هنا وفيما
قبله من السماء والجزاء منوط بنظر القاسم إذ ل تهمة ول تميز
)فإن اختلفت النصباء كنصف وثلث وسدس( فععي أرض أو نحوهععا
)جزئت الرض( أو نحوها )علععى أقععل السععهام( كسععتة هنععا لتععأدي
القليل والكععثير بععذلك مععن غيععر حيععف ول شععطط )وقسععمت كمععا
سبق( لكن الولى هنا كتابة السماء ،لنه لو كتب الجععزاء وأخععرج
علععى السععماء فربمععا خععرج لصععاحب السععدس الجععزء الثععاني أو
الخامس فيتفرق ملك من له الثلث أو النصف )و( هععو ل يجععوز إذ
يجب عليه أنه )يحترز عن تفريق حصة واحد( والمجععوزون لكتابععة
الجععزاء احععترزوا عععن التفريععق بقععولهم ل يخععرج اسععم صععاحب
السدس أول ،لن التفريق إنما جاء من قبله بل يبدأ بععذي النصععف
فإن خرج علععى اسععمه الجععزء الول أو الثععاني أعطيهمععا .والثععالث
ويثنى بععذي الثلععث فععإن خععرج علععى اسععمه الجععزء الرابععع أعطيععه
والخامس وعلى هذا القياس وأخذ من ذلك أنه لو كان لهمععا أرض
مسععتوية الجععزاء ولحععدهما أرض بجنبهععا فطلععب قسععمتها >ص:
<203وأن يكون نصيبه إلععى جهععة أرضععه ليتصععل ول ضععرر علععى
الخر أجيب وقععد يشععمله قععولهم فععي الصععلح يجععبر علععى قسععمة
عرضه ولو عرضا في الطول ليختص كل بما يليه قبل البناء أو بعد
الهدم ويوافقه قولهم لععو أراد جمععع مععن الشععركاء بقععاء شععركتهم
وطلبوا من الباقين أن يتميزوا عنهم بجانب ،ويكون حق المتفقين
متصل فإن كان نصيب كععل لععو انفععرد لععم ينتفععع بععه بعععادة الرض
أجيبوا بل بحث بعضهم إجابتهم ،وإن أمكن كل النتفععاع لععو انفععرد
لكن هذا مردود بأنه خلف كلمهم مع أنه ل حاجة إليععه بخلف مععا
مر لتوقف تمام النتفاع عليه وفي الروضععة وأصععلها وغيرهمععا لععو
كان نصف الدار لواحد ،والخر لخمسة أجيععب الول وحينئذ فلكععل
من الخمسة القسمة تبعا له وإن كان العشر الععذي لكععل منهععم ل
يصلح مسكنا له ،لن في القسمة فائدة لبعض الشركاء ،ولو بقي
حق الخمسة مشاعا لم يجب أحدهم للقسمة ،لنهعا تضعر الجميعع
وإن طلععب أول الخمسععة إفععراز نصععيبهم مشععاعا أو كععانت الععدار
لعشرة فطلب خمسة منهم إفراز نصععيبهم مشععاعا أجيبععوا ،لنهععم
ينتفعون بنصيبهم كما كانوا ينتفعون به قبل القسمة .ا ه.
)تنبيه( .قد يفهم مما ذكره في حالتي تسععاوي الجععزاء ،واختلفهععا
أن الشركاء الكاملين لععو تراضععوا علععى خلف ذلععك امتنععع وليععس
مرادا بل يجوز التفاوت برضا الكل الكاملين ولو جزافا فيما يظهر
ولو في الربوي بناء على أن هذه القسمة إفراز ل بيع والربععا إنمععا
يتصور جريانه في العقد دون غيره وبهععذا يعلععم أن القسععمة الععتي
هي بيع ل يجوز فيها في الربوي أخذ أحد أكثر من حقه وإن رضوا
بذلك فيأتي فيه هنا جميع ما مر في باب الربا في متحدي الجنس
ومختلفيه وفي قاعدة مد عجوة ودرهم وتصح قسمة الفراز فيما
تعلقت الزكاة به قبل إخراجها ،ثم يخرج كل زكععاة مععا آل إليععه ول
تتوقف صحة تصرف من أخرج على إخراج الخر ،ثم رأيت المعام
نقل عن الصحاب أنهما لو رضيا بالتفاوت جععاز ،ثععم نععازعهم بععأن
الوجه منعه في الفراز وليس كما قال كما هو ظععاهر ممععا ذكرتععه
ووقع لبعضهم هنا اشتباه فاجتنبه وقد صرحوا بجواز قسمة الثمععر
على الشجر ولو مختلطععا مععن نحععو بسععر ورطععب ومنصععف وتمععر
جاف خرصا بناء على أنها إفراز ،وهعو صعريح فيمعا ذكرتعه> .ص:
<204النععوع )الثععاني( القسععمة )بالتعععديل( بععأن تعععدل السععهام
بالقيمة )كأرض تختلف قيمة أجزائهععا بحسععب قععوة إنبععات وقععرب
ماء( ونحوهما مما يرفع قيمة أحد الطرفيععن علععى الخععر كبسععتان
بعضه نخيل وبعضه عنب ،ودار بعضها من حجر وبعضععها مععن لبععن
فيكون الثلث لجودته كالثلثين قيمة فيجعل سهما وهمععا سععهما إن
كانت نصفين فععإن اختلفععت كنصععف وثلععث وسععدس جعلععت سععتة
أجزاء بالقيمة ل بالمساحة فعلم أنععه ل بععد مععن علععم القيمععة عنععد
التجزئة )ويجبر( الممتنع منهععا )عليهععا( أي :قسععمة التعععديل )فععي
الظهر( إلحاقا للتساوي في القيمة به في الجزاء نعععم إن أمكععن
قسمة الجيد وحده ،والرديء وحده لم يجبر عليهععا فهمععا كأرضععين
تمكن قسمة كل منهما بالجزاء فل يجبر على التعععديل كمععا بحثععه
الشععيخان وسععبقهما إليععه جمععع متقععدمون ول يمنععع الجبععار فععي
المنقسم الحاجة إلى بقاء طريق ونحوها مشععاعة بينهععم يمععر كععل
فيها إلى ما خرج له إذا لم يمكن إفراد كععل بطريععق ولععو اقتسععما
بالتراضي السفل لواحد والعلعو لخععر ولععم يتعرضعا للسعطح بقعي
مشتركا بينهما كما أفتى به بعضهم ومر عن المععاوردي والرويععاني
ما يصرح به وكأنه إنما لم ينظر لبقاء العلقععة بينهمععا ،لن السععطح
تابع كالطريق
)ولو اسععتوت قيمععة داريععن أو حععانوتين( متلصععقين أو ل )فطلععب
جعععل كععل لواحععد فل إجبععار( لتفععاوت الغععراض بععاختلف المحععال
والبنية نعم لو اشتركا في دكاكين صغار متلصقة مستوية القيمة
ل تحتمل آحادها القسمة فطلب أحدهما قسمة أعيانهععا أجيععب إن
زالت الشركة بها >ص <205 :قال الجيلي :ما لم تنقص القيمععة
بالقسمة .ا ه .وفيه نظر ظاهر وظاهر كلمهم كالصععريح فععي رده
وخرج بقوله كععل لواحععد مععا لععو لععم يطلععب خصععوص ذلععك فيجععبر
الممتنع )أو( استوت قيمة متقععوم نحععو )عبيععد أو ثيععاب مععن نععوع(
وصنف واحد فطلب جعل كل لواحععد كثلثععة أعبععد مسععتوية كععذلك
بين ثلثة وكثلثة يساوي اثنععان منهععا واحععدا بيععن اثنيععن )أجععبر( إن
زالت الشركة بها لقلة اختلف الغراض فيها )أو( من )نععوعين( أو
صنفين كتركي وهندي وضائنتين شامية ومصرية استوت قيمتهمععا
أم ل وكعبد وثوب )فل( إجبار لشدة تعلق الغرض بكل نععوع وعنععد
الرضا بالتفاوت في قسمة هي بيععع قععال المععام :ل بععد مععن لفععظ
البيع ،لن لفظ القسمة يدل على التساوي واستحسنه غيره .قال
بعضهم :وهو فقه ظاهر لكن نازعه البلقيني إذا جععرى أمععر ملععزم
وهو القبض بالذن أي :ويكععون الععزائد عنععد العلععم بععه كععالموهوب
المقبوض .هذا والذي في أصل الروضة أن قسمة الرد ل يشعترط
فيها لفظ بيععع ول تمليععك وإن كععانت بيعععا وعععبر فععي الععروض بمععا
يصرح بأن ما عدا قسمة الجبار .قال شععيخنا فععي شععرحه :سععواء
قسمة الرد وغيرها ل يشترط فيها ذلك وعليه فكلم المام مقالععة
ولمستأجري أرض تناوبها بل إجبععار وقسععمتها أي :حيععث لععم تععؤثر
القسمة نقصا فيها كما هو ظععاهر وهععل يععدخلها الجبععار ؟ وجهععان
وقضية الجبار فععي كععراء العقععب الجبععار هنععا إل أن يفععرق بتعععذر
الجتماع على كل جزء من أجزاء المسافة ثم فتعينت القسععمة إذ
ل يمكن استيفاؤهما المنفعة إل بهععا بخلفهععا هنععا وهععو ظععاهر ولععو
ملكا شعجرا دون أرضعه فالععذي يظهععر أنهمععا إن اسععتحقا منفعتهععا
دائما بنحو وقف لم يجبر على القسمة أخذا مما مر عن الماوردي
والرويععاني ،لن اسععتحقاق المنفعععة الدائمععة كملكهععا فلععم تنقطععع
العلقة بينهما وإن لم يستحقاها كذلك أجبرا ،وإن كععانت إفععرازا أو
تعديل ،ول نظععر لبقععاء شععركتهما فععي منفعععة الرض ،لنهععا بصععدد
النقضععاء وكمعا ل تضععر شععركتهما فععي نحععو الممععر ممععا ل يمكععن
قسمته ويأتي في قسمتهما المنفعة هنا الوجهان السععابقان ووقععع
لجمع هنا خلف ما تقرر فاجتنبه.
النوع )الثالث( القسمة )بععالرد( وهععي الععتي يحتععاج فيهععا لععرد أحععد
الشريكين للخر مال أجنبيا )بأن( أي :كأن )يكون فععي أحععد >ص:
<206الجانبين( ما يتميز به عن الخر وليس في الخر ما يعادله
إل بضم شيء من خارج إليععه ومنععه )بئر أو شععجر( مثل )ل يمكععن
قسمته فيرد من يأخعذه قسعط قيمتعه( أي :نحعو العبئر أو الشعجر
فإذا كانت قيمة كل جانب ألفا ،وقيمة نحو البئر ألفععا رد مععن أخععذ
جانبها خمسمائة قيل :وما اقتضته عبارة الروضة كأصلها والمحرر
من رد اللف خطأ .ا ه .وصوابه غير مراد ومععا تمكععن قسععمته ردا
وتعديل فطلععب أحععدهما الععرد ،والخععر التعععديل أجيععب مععن طلععب
قسمة فيها الجبار وإل اشترط اتفاقهمععا علععى واحععدة بعينهععا )ول
إجبار فيه( أي :هذا النوع ،لنه دخله ما ل شععركة فيععه وهععو المععال
المردود )وهو( أي :هذا النوع وهو قسمة الرد )بيع( لوجود حقيقته
وهو مقابلة المال بالمال فتثبت أحكامه من نحو خيار وشفعة نعم
ل يفتقر للفظ نحو بيع أو تمليك وقبول بل يقععوم الرضععا مقامهمععا
ولهما التفاق على مععن يأخععذ النفيععس ويععرد ،وأن يحكمععا القرعععة
ليرد من خرج له )وكذا التعديل( أي :قسمته بيع )على المععذهب(،
لن كل جزء مشترك بينهما وإنما دخلها الجبار للحاجة )وقسععمة
الجزاء( بالجبار والتراضععي )إفععراز( للحععق أي :يتععبين بهععا أن مععا
خرج لكل هو الذي ملكععه كالععذي فععي الذمععة ل يتعيععن إل بععالقبض
)في الظهر( إذ لو كععانت بيعععا لمععا دخلهععا إجبععار ،ولمععا جععاز فيهععا
العتماد على القرعة كذا قالوه وهو مشكل ،لن قسععمة التعععديل
بيع وقد دخلها الجبار وجاز العتماد فيها على القرعععة وجععوابه أن
كل منهما لما انفرد ببعض المشترك بينهما صار كأنه بععاع مععا كععان
له بما كان للخر ولم نقل بالتبين كما قلنا في الفراز للتوقف هنا
على التقويم وهو تخمين قد يخطئ ،ومن ثععم كععانت قسععمة الععرد
بيعا لذلك وإنما وقع الجبار في قسمة التعععديل للحاجععة إليععه كمععا
يبيع الحاكم مال المدين جبرا ولم يقع في الععرد ،لنععه إجبععار علععى
دفع مال غير مستحق وهو بعيد .وقيل :الفراز بيع فيمععا ل يملكععه
من نصيب صاحبه إفععراز فيمععا كععان يملكععه قبععل القسععمة ودخلععه
الجبار للحاجة وهذا أوجه فععي المعنععى ومععن ثععم جريععا عليععه فععي
مواضع لكن المعتمد الول ،ول تتأثر القسمة بشرط فاسععد إل إذا
كانت بيعا ،وقسمة الوقف من الملك ل تجوز إل إذا كععانت إفععرازا
>ص <207 :ول رد فيهمععا مععن المالععك وإن كععان فيهععا رد مععن
أرباب الوقف بخلف ما إذا كانت بيعا فإنها تمتنع مطلقا وفيهععا رد
من المالك ،لنه حينئذ يأخععذ بععإزاء ملكععه جععزءا مععن الوقععف وهععو
ممتنع وإن نعازع فعي ذلعك السعبكي وغيعره سعواء أكعان الطعالب
المالك أم الناظر أم الموقععوف عليهععم وفععي شععرح المهععذب فععي
الضحية إذا اشترك جمع في بدنععة أو بقععرة لععم تجععز القسععمة إن
قلنا أنها بيع على المذهب.
وهذه نظيرة مسألتنا وبيععن أربععابه تمتنععع مطلقععا ،لن فيععه تغييععرا
لشرطه نعم ل منع مععن مهايععأة رضععوا بهععا كلهععم إذ ل تغييععر فيهععا
لعدم لزومها وجزم الماوردي بأن الواقف لو تعدد جازت القسععمة
كما في قسمة الوقف عن الملك واعتمده البلقيني وعليه فيظهععر
أن محلععه حيععث ل رد فيهععا مععن أحععد الجععانبين لسععتلزامه حينئذ
استبدال جزء وقف بجزء آخر وقف وهو ممتنع مطلقا وبععه يفععرق
بين هذا وما مر في قسمة الوقف عن الملك من جواز رد أربععاب
الوقف ،لنه ل يلزم عليه ذلك ويؤخذ من هذا أن الواقف لو تعععدد،
واتحد الموقوف عليهم جازت إفرازا بشرط عععدم الععرد مععن أحععد
الجانبين هنا أيضا لستلزامه السعتبدال ولعو معع اتحعاد المسعتحق
بخلف ما لععو اتحععد الواقععف واختلععف الموقععوف عليهععم فل يجععوز
مطلقا ،لن فيها تغييرا لشرطه ووقع لشيخنا في شرح الروض ما
يخالف ذلك والوجه ما قررته
)ويشترط في( قسمة )الرد الرضا( باللفظ )بعد خععروج القرعععة(،
لنها بيع وهو ل يحصل بالقرعة فافتقر إلى التراضععي بعععده >ص:
) <208ولو تراضيا بقسمة ما ل إجبار فيه( كقسمة تعديل وإفراز
)اشترط( فيما إذا كان هناك قرعة )الرضا بعد القرعة في الصععح
كقولهما رضينا بهذه القسمة( أو بهذا )أو بما أخرجته القرعة( ،أما
في قسمة التعديل فلنها بيع كقسمة الرد ،وأما في غيرها فقياسا
عليها ،لن الرضا أمر خفي فعأنيط بظعاهر يعدل عليعه ول يشعترط
لفظ نحو بيعع فعإن لعم يحكمعا القرععة كعأن اتفقعا علعى أن يأخعذ
أحدهما أحد الجانبين ،والخر الخر ،أو أحدهما الخسععيس ،والخععر
النفيس ويرد زائد القيمة فل حاجععة إلععى تععراض ثععان ،أمععا قسععمة
الجبععار فل يعتععبر فيهععا الرضععا ل قبععل القرعععة ول بعععدها> .ص:
<209قيل :في كلمه خلعل معن أوجعه :أن معا ل إجبعار فيعه هعو
قسمة الرد فقط وقد جععزم باشععتراط الرضععا فيهععا فلععزم التكععرار
والجزم أول وحكاية الخلف ثانيا وأنه عععبر بالصععح وفععي الروضععة
بالصحيح وأنه عكس ما بأصله فإنه لععم يععذكر فيععه هععذا الخلف إل
في قسمة الجبار .قيل :فكأن المتن أراد أن يكتب مععا فيععه إجبعار
فكتب ما ل إجبار فيه ولعل عبارته ما الجبار فيععه فحرفععت وبهععذا
يععزول التكععرار والتنععاقض والتعععاكس وأنععه أطلععق الخلف ومحلععه
حيث حكموا قاسما فإن تولها حععاكم أو منصععوبه جععبرا لععم يعتععبر
الرضا قطعا ولو نصبوا وكيل عنهععم اشععترط رضععاهم بعععد القرعععة
قطعا ،وكذا لو قسموا بأنفسهم .ا ه .حاصل مععا أطععالوا بععه وكلععه
تعسف وحاصل ما يندفع به كل ما أبععدوه أن المععراد بمععا ل إجبععار
فيه كما دل عليه السياق أنععه ل إجبععار فيععه الن باعتبععار التراضععي
وإن كان فيه الجبار باعتبار أصله ،وعبارة المحرر القسمة التي ل
يجبر عليها إذا جرت بالتراضي والمراد بها ما ذكرتععه أيضععا فحينئذ
هما مسألتان ما يتعلق بالرد وما يتعلق بالتعديل والفراز والخلف
في الثانية بقسميها له وجه نظرا إلى الرضا العارض وإلى الجبار
الصلي كما أن الجزم في الولى له وجه وكونه قواه هنا وضعععفه
في الروضة فكثيرا ما يقع له ول اعتراض عليععه فيععه ،لن منشععأه
الجتهاد وهو يتغير
)ولو ثبت( بإقرار أو علم قاض أو يمين مردودة أو )ببينععة( ذكريععن
عدلين دون غيرهما على الوجه )غلط( ولو غير فاحش )أو حيف(
وإن قل )في قسمة إجبار نقضت( كما لو ثبت ظلم قاض أو كذب
شععاهد وطريقععه أن يحضععر قاسععمين حععاذقين لينظععرا أو يمسععحا
فيعرفا الخلل ويشهدا به أو يعرف أنه يسععتحق ألععف ذراع فمسععح
ما أخذه فإذا هو دون ذلك ،ول يحلف قاسم قاض واستشكل ابععن
الرفعة النقض بأنه رفع للشيء بمثله ول مرجح ويرد بععأن الصععل
المحقق الشيوع فترجح به قول مثبت النقض )فإن لععم يكععن بينععة
وادعععاه( أي :أحععدهما )واحععد( مععن الشععريكين ،أو الشععركاء علععى
شريكه وبين قدر ما ادعاه )فله تحليف شريكه( أنه ل غلععط أو أن
ل زائد معه أو أنه ل يستحق عليه ما ادعاه ول شيئا منه فإن حلف
مضت وإل وحلف المدعي نقضت كما لو أقععر ول تسععمع الععدعوى
على القاسععم >ص <210 :مععن جهععة الحععاكم ،لنععه لععو أقععر لععم
تنقض نعم بحعث الزركشعي سععماعها عليعه رجعاء أن يثبعت حيفعه
فيرد الجرة ويغرم كما لو قال قاض غلطت في الحكم أو تعمدت
الحيف )ولو ادعاه في قسمة تراض( في غير ربوي بأن نصبا لهما
قاسما أو اقتسما بأنفسهما ورضيا بعد القسععمة )وقلنععا هععي بيععع(
بأن كانت تعديل أو ردا )فالصح أنه ل أثععر للغلععط فل فععائدة لهععذه
الدعوى( وإن تحقق الغبن لرضا صاحب الحق بتركه فصار كما لو
اشترى شيئا وغبن فيه إما ربوي تحقععق غلععط فععي كيلععه ،أو وزنععه
فالقسمة باطلة ل محالة للربا )قلت وإن قلنععا إفععراز( بععأن كععانت
بالجزاء )نقضت إن ثبت( بحجة ،لنه ل إفععراز مععع التفععاوت )وإل(
يثبت )فيحلف شريكه والله أعلم( .نظير ما مر في قسمة الجبار
ولو أقرا بصحة القسمة وأن كل تسلم ما يخصه ،ثم ادعى أحدهما
أن شععريكه تعععدى بأخععذ أكععثر مععن حصععته ،لن الحععد هععذا وقععال
المععدعى عليععه :بععل الحععد هععذا اختععص هععذا بمععا وراء الحععد الول
والمدعي بما وراء الحد الثاني وقسم ما بين الحععدين علععى نسععبة
ما كان بينهما قبل القسمة ،لن الصل الشاعة فرجععع إليهععا عنععد
التنازع حيث ل مرجح كذا جزم به بعضععهم فععإن قلععت ينععافي هععذا
قول الروضة ولو تقاسما ،ثم تنازعا في قطعة مععن الرض فقععال:
كععل هععذا مععن نصععيبي ول مرجععح تحالفععا ،وفسععخت القسععمة
كالمتبايعين ورجععح أبععو حامععد باليععد إن وجععدت ،لن الخععر يععدعي
غصبه والصل عدمه قلت المنافاة ظاهرة لععول اعععتراف كععل فععي
تلك بأن كل تسلم ما يخصه ومع ذلك فالذي يتجه في تلك ما قاله
الشيخ أبو حامد معن أنعه ل يقبعل قعول معن ادععى تععدي صعاحبه
بتقديم الحد
)ولو استحق بعععض المقسععوم شععائعا( كععالربع )بطلععت فيععه وفععي
الباقي خلف تفريق الصفة( والظهر منععه أنععه يصععح ،ويتخيععر كععل
منهم وقيل :يبطل في الكل وأطال السنوي في النتصار لععه )أو(
استحق )من النصععيبين( شععيء )معيععن( فععإن كععان بينهمععا )سععواء
بقيت( القسمة في الباقي إذ ل تراجع بيععن الشععريكين )وإل( يكععن
سواء بأن اختص بأحد النصيبين أو عمهما لكنه فععي أحععدهما أكععثر
)بطلت( ،لن ما يبقى لكل ليس قدر حقه بل يحتاج أحععدهما إلععى
الرجوع على الخر وتعود الشععاعة ولععو بععان فسععاد القسععمة وقععد
أنفق أو زرع أو بنى مثل أحدهما أو كلهما جرى هنععا مععا مععر فيمععا
إذا بان فساد البيع وقععد فعععل ذلععك لكععن الوجععه أنععه ل يلععزم كععل
شريك هنا من أرش نحو القلع >ص <211 :إل قععدر حصععته ،لن
التغرير من جهته إنما هو فيه ل غير
)تنبيه( .قد يتوهم مععن المتععن أن القرعععة شععرط لصععحة القسععمة
وليععس مععرادا كمععا يفهمععه قععوله السععابق فيجععبر الممتنععع فتعععدل
السهام إلى آخره فلم يجعل التعديل إل عند الجبار ،ومفهومه أن
الشريكين لو تراضيا بقسمة المشترك جاز ولو بل قرعة كما فععي
الشامل والبيان وغيرهما فلو قسم بعضهم في غيبة الباقين وأخععذ
قسطه فلما علموا قرروه صحت لكن من حين التقرير قععاله ابععن
كبن
)فرع( .طلب أحععد الشععركاء مععن الحععاكم قسععمة مععا بأيععديهم لععم
يجبهم حتى يثبتععوا ملكهععم وإن لععم يكععن لهععم منععازع ،لن تصععرف
الحاكم في قضية طلب منه فصلها حكم وهععو ل يكععون بقععول ذي
الحق وسمعت البينة وهي هنا غير شععاهد ويميععن مععع عععدم سععبق
دعوى للحاجععة ،ولن القصععد منعهععم مععن الحتجععاج بعععد بتصععرف
الحاكم وأخذ البلقيني من هذا أنه ل يحكم بموجب بيع أقععرا بععه أو
أقاما بينة بمجرد صدوره منهما .ا ه .وإنمععا يتضعح إن كعان الحكععم
بالموجب يستلزم الحكم بالصحة المقتضية لثبععوت الملععك وليععس
كذلك كما مر
كتاب الشهادات
جمع شهادة وهي اصطلحا إخبعار الشععخص بحعق علعى غيععره
بلفظ خاص والصل فيها قبل الجماع قععوله تعععالى }واستشععهدوا
شععهيدين مععن رجععالكم{ }وأشععهدوا إذا تبععايعتم{ وهععو أمععر نععدب
إرشادي وخبر الصحيحين }ليس لك إل شاهداك أو يمينععه{ وخععبر
}أكرموا الشهود فإن الله تعالى يدفع بهم الحقوق ويستخرج بهععم
الباطععل{ ضعععيف بععل قععال الععذهبي :إنععه منكععر وأركانهععا شععاهد
ومشهود له ،وعليه ،وبه ،وصيغة وكلها تعلم من كلمعه إل الصعيغة
وهي لفظ أشهد ل غير كما يأتي
شروط الشاهد
)شرط الشاهد( أوصاف تضمنها قوله )مسلم حر مكلف عععدل ذو
مروءة غير متهم( نععاطق رشععيد مععتيقظ فل تقبععل شععهادة أضععداد
هؤلء ككافر ولو على مثله ،لنععه أخععس الفسععاق وخععبر }ل تقبععل
>ص <212 :شهادة أهععل ديععن علععى غيععر دينهععم إل المسععلمون
فإنهم عدول على أنفسهم وعلى غيرهععم{ ضعععيف وقععوله تعععالى
}أو آخران من غيركم{ أي :من غير عشيرتكم أو منسععوخ بقععوله
}وأشهدوا ذوي عدل منكم{ ول من فيه رق لنقصه ومععن ثععم لععم
يتأهل لولية مطلقا ول صبي ومجنون إجماعا ول فاسق لهذه الية
وقوله }ممن ترضون{ وهو ليس بعععدل ول مرضععي واختععار جمععع
منهم الذرعي والغزي وآخرون قول بعض المالكية أنه إذا فقععدت
العدالععة وعععم الفسععق قضععى الحععاكم بشععهادة المثععل فالمثععل
للضرورة ورده ابن عبععد السععلم بععأن مصععلحته يعارضععها مفسععدة
المشهود عليه ولحمد رواية اختارها بعض أئمة معذهبه أنعه يكفعي
ظاهر السلم ما لم يعلم فسقه ول غير ذي مععروءة ،لنععه ل حيععاء
له ومن ل حياء له يقول مععا شععاء للخععبر الصععحيح }إذا لععم تسععتح
فاصنع ما شئت{ ويعأتي تفسعير المعروءة ول متهعم لقعوله تععالى
}وأدنى أن ل ترتابوا{ والريبة حاصلة بالمتهم ول أخرس وإن فهم
إشارته كل أحد ،لنها ل تخلو عن احتمال ،ول محجور عليه بسععفه
لنقصه واعترض ذكره بأنه إما ناقص عقل أو فاسق فما مر يغنععي
عنه ويرد بأن نقص عقله ل يؤدي إلعى تسعميته مجنونعا ول مغفعل
ول أصم في مسموع ول أعمى في مبصر كما يأتي ومععن الععتيقظ
ضبط ألفاظ المشهود عليه بحروفها من غير زيادة فيهععا ول نقععص
ومن ثم يظهر أنه ل تجععوز الشععهادة بععالمعنى ول تقععاس بالروايععة
لضيقها ،ولن المدار هنا على عقيدة الحاكم ل الشاهد فقد يحذف
أو يغير ما ل يؤثر عند نفسه ويؤثر عند الحاكم نعععم ل يبعععد جععواز
التعبير بأحد الرديفين عن الخععر حيععث ل إيهععام كمععا يشععير لععذلك
قولهم لو قال شاهد وكله ،أو قال قال وكلته وقععال الخععر :فععوض
إليه ،أو أنابه قبععل ،أو قععال واحععد قععال وكلععت وقععال الخععر :قععال
فوضت إليه لم يقبل ،لن كل أسند إليه لفظا مغايرا للخععر ،وكععان
الغرض أنهما اتفقا على اتحاد اللفظ الصادر منععه وإل فل مععانع أن
كل سمع ما ذكره في مرة ويجععري ذلععك فععي قععول أحععدهما قععال
القاضي ثبت عندي طلق فلنة ،والخر قال ثبت عندي طلق هذه
فل يكفي بخلف قول واحد ثبت عنده طلق فلنة وآخر ثبت عنده
طلق هذه وهي تلك فإنه يكفي اتفاقا ،ثععم رأيععت شععيخنا كععالغزي
قال في تلفيق الشهادة ولو شهد واحد بإقراره بأنه وكله في كععذا
وآخر بإقراره بععأنه أذن لععه فععي التصععرف فيععه أو سععلطه عليععه أو
فوضععه إليععه انتفععت الشععهادة ،لن النقععل بععالمعنى كالنقععل >ص:
<213باللفظ بخلف ما لو شهدا كذلك في العقد أو شععهد واحععد
بأنه قال وكلتك في كذا وآخر بأنه قععال سععلطتك عليععه أو فوضععته
إليك أو شهد واحد باستيفاء الدين ،والخر بالبراء منه فل يلفقان.
ا ه .فقوله النقل بالمعنى كالنقععل بععاللفظ يتعيععن حملععه علععى مععا
ذكرته من أنه يجوز التعبير عن المسععموع بمرادفععه المسععاوي لععه
من كل وجه ل غير ،ويؤيد قولي وكأن الغرض إلى آخره قولهم لو
شهد له واحد ببيع ،وآخر بالقرار بععه لععم يلفقععا فلععو رجععع أحععدهما
وشععهد بمععا شععهد بععه الخععر قبععل ،لنععه يجععوز أن يحضععر المريععن
فتعليلهم هععذا صععريح فيمععا ذكرتععه فتععأمله ويؤخععذ ممععا يععأتي فععي
المتنقبععة أن محععل قبععوله هنععا إن كععان مشععهورا بكععونه مععن أهععل
الديانة والمعرفة ولو شهد له واحد بألف وآخر بألفين ثبععت اللععف
وله الحلف مع الشاهد باللف الععزائدة وبهععذا يظهععر اعتمععاد قععول
العبادي لو شهد واحد بأنه وكله ببيع هذا ،وآخر بأنه وكله ببيع هععذا
وهذه لفقتا فيه وأن استغراب الهععروي لععه غيععر واضععح ولععو أخععبر
عععدل الشععاهد بمضععاد شععهادته ففععي حععل تركهععا إن ظععن صععدقه
وجهان رجععح بعضععهم المنععع وبعضععهم الجععواز والععذي يتجععه أنععه ل
يكتفى بالظن ،لن الشهادة اختصت بمزيد احتيععاط بععل ل بععد مععن
العتقاد فإن اعتقد صدقه جاز وإل فل وعليه يحمل جععزم بعضععهم
بأنه لو أخبر الحاكم برجوع الشعاهد فعإن ظععن صععدق المخععبر أي:
اعتقده توقف عن الحكم وإل فل ومن شهد بإقرار مع علمه باطنا
بما يخالفه لزمه أن يخبر به
شرط العدالة
)وشععرط العدالععة اجتنععاب( كععل كععبيرة مععن أنععواع )الكبععائر( ،لن
مرتكب الكبيرة فاسق وهي وما في معناها كل جريمة تؤذن بقلة
اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة وهععذا لشععموله أيضععا لصععغائر
الخسة وللصرار على صغيرة التي أشمل مععن حععدها بمععا يععوجب
الحد ،لن أكثرها ل حد فيه أو بما فيه وعيد شديد بنص الكتععاب أو
السنة ،لن كثيرا مما عدوه كبائر ليععس فيععه ذلععك كالظهععار وأكععل
لحم الخنزير وكثيرا مما عدوه صغائر فيه ذلك كالغيبععة كمععا بينععت
ذلععك كلععه مععع تعععدادها علععى وجععه مبسععوط بحيععث زادت علععى
الربعمائة ومع أدلة كل >ص <214 :وما قيل فيععه وبحععث حمععل
ما نقل من الجماع على أن الغيبة كبيرة وما ورد فيها من الوعيععد
الشديد علعى غيعر الفاسعق بخلفعه فعإن ذكعره بمعا لعم يعلعن بعه
صععغيرة وفععي كتععابي الزواجععر عععن اقععتراف الكبععائر )و( اجتنععاب
)الصرار على صغيرة( أو صععغائر مععن نععوع واحععد أو أنععواع بعأن ل
تغلب طاعاته صغائره فمتى ارتكب كبيرة بطلت عدالته مطلقا أو
صغيرة أو صغائر داوم عليهععا أو ل خلفععا لمععن فععرق ،فععإن غلبععت
طاعاته صغائره فهو عععدل ومععتى اسععتويا أو غلبععت صععغائره فهععو
فاسق ويظهععر ضععبط الغلبععة بالنسععبة لتعععداد >ص <215 :صععور
هذه وصور هذه من غير نظر إلى تعععدد ثععواب الحسععنة ،لن ذلععك
أمر أخروي ل تعلق له بما نحن فيه ،ثم رأيت بعضهم ضععبط ذلععك
بالعرف ونص المختصر ضبطه بالظهر مععن حععال الشععخص وهمععا
صريحان فيما ذكرته ويجري ذلك فععي المععروءة والمخععل بهععا بنععاء
على اعتبار الغلبة ،ثم كما هنععا فععإن غلبععت أفرادهععا لععم تععؤثر وإل
ردت شهادته وصرح بعضهم بأن كععل صععغيرة تععاب عنهععا ل تععدخل
في العد وهو حسن ،لن التوبة الصحيحة تذهب أثرها بالكلية قيل
عطف الصرار من عطف الخاص على العام لما تقععرر أنععه ليععس
المراد مطلقه بل مع غلبة الصغائر ،أو مسععاواتها للطاعععات وهععذا
حينئذ كبيرة .ا ه .وفيه نظر ،لن الصرار ل يصير الصععغيرة كععبيرة
حقيقة وإنما يلحقها بها في الحكم فالعطف صحيح من غير احتياج
إلى تأويل ول ينععافي هععذا قععول كععثيرين كععابن عبععاس رضععي اللععه
عنهما ونسععب للمحققيععن كالشعععري وابععن فععورك والسععتاذ أبععي
إسحاق ليس في الذنوب صغيرة قال العمراني ،لنهم إنما كرهععوا
تسمية معصية الله صغيرة إجلل لععه مععع اتفععاقهم علععى أن بعععض
الذنوب يقدح في العدالة ،وبعضها ل يقدح فيها وإنمععا الخلف فععي
التسمية والطلق
)تنبيه( .ينبغي أن يكون مععن الكبععائر تععرك تعلععم مععا يتوقععف عليععه
صحة ما هو فرض عين عليه لكن من المسائل الظاهرة ل الخفية
نعم مر أنه لو اعتقد أن كل أفعال نحو الصععلة أو الوضععوء فععرض
أو بعضها فرض ولم يقصد بفرض معين النفلية صععح وحينئذ فهععل
ترك تعلم ما ذكر كبيرة أيضا أو ل ؟ للنظر فيه مجال والععوجه أنععه
غير كبيرة لصحة عباداته مع تركه ،وأما إفتاء شععيخنا بععأن مععن لععم
يعععرف بعععض أركععان أو شععروط نحععو الوضععوء أو الصععلة ل تقبععل
شهادته فيتعين حمله على غير هذين القسمين لئل يلزم على ذلك
تفسيق العوام وعدم قبول شهادة أحد منهععم وهععو خلف الجمععاع
الفعلي بل صرح أئمتنا بقبول الشهادة العامة كما يعلم ممععا يععأتي
قبيل شهادة الحسبة على أن كثيرين من المتفقهة يجهلععون كععثيرا
من شروط نحو الوضوء
)ويحرم اللعععب بععالنرد علععى الصععحيح( لخععبر مسععلم }مععن لعععب
بالنردشير >ص <216 :فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه{
وفي رواية لبي داود }فقععد عصععى اللععه ورسععوله{ وهععو صععغيرة
وفارق الشطرنج بأن معتمده الحسععاب الععدقيق والفكععر الصععحيح
ففيععه تصععحيح الفكععر ،ونععوع مععن التععدبير ومعتمععد النععرد الحععزر
والتخمين المؤدي إلى غاية من السفاهة والحمق .قععال الرافعععي:
وتبعوه ما حاصله ويقاس بهما كل ما في معناهما من أنواع اللهععو
فكل ما معتمده الحساب والفكر كالمنقلة حفععر أو خطععوط ينقععل
منها وإليها حصى بالحساب ل يحععرم ومحلععه فععي المنقلععة إن لععم
يكن حسابهما تبعا لما يخرجه الطاب التي وإل حرمععت ،وكععل مععا
معتمده التخمين يحرم ومن القسععم الثععاني كمععا رجحععه السععبكي
والزركشي وغيرهمععا الطععاب عصععى صععغار ترمععى وينظععر للونهععا
ليرتب عليه مقتضاه الذي اصطلحوا عليععه ومععن زعععم أنععه يحتععاج
إلى فكر فلم يعرف حقيقته بوجه إذ ليس فيه غير ما ذكرناه ومن
ذلك أيضا الكنجفة وهي أوراق فيهععا صععور ويجععوز اللعععب بالخععاتم
وبالحمام إن خليا عن مال والثاني عمععا عععرف لهلععه مععن خلعهععم
جلباب الحياء والمروءة والتعصب وإل ردت شهادتهم ويقاس بهععم
ما كثر ،واشتهر مععن أنععواع حععذقت مععن الجععري ،وحمععل الحمععال
الثقيلة ،والنطاح بنحو الكباش ،وغير ذلك من أنواع السفه واللهععو
)ويكره( اللعب )بشطرنج( بفتح أوله وكسره معجما ومهمل ،لنععه
يلهي عن الذكر والصلة في أوقاتها الفاضلة بل كثيرا ما يستغرق
فيه لعبه حتى يخرج به عن وقتها وهو حينئذ فاسععق غيععر معععذور
بنسيانه كما ذكره الصحاب ،واستشكله الشيخان بمععا جععوابه فععي
الم ولفظه فإن قيل >ص <217 :فهععو ل يععترك وقتهععا للعععب إل
وهو ناس قيل فل يعود للعب الععذي يعورث النسعيان فعإن عععاد لعه
وقد جربه أنه يورثه ذلك فذلك استخفاف .ا ه .وحاصله أن الغفلة
نشأت من تعاطيه للفعل الذي من شأنه أن يلهي عن ذلععك فكععان
كالمتعمد لتفويته ويجري ذلك في كل لهو ولعععب مكععروه مشععغل
للنفس ومععؤثر فيهععا تععأثيرا يسععتولي عليهععا حععتى تشععتغل بععه عععن
مصالحها الخروية .قععال بعضععهم :بععل يمكععن أن يقععال بععذلك فععي
شغل النفس بكل مباح ،لنه كما يجب تعععاطي مقععدمات الععواجب
يجععب تعععاطي مقععدمات تععرك مفوتععاته والكلم فيمععن جععرب مععن
نفسه أن اشتغاله بذلك المباح يلهيه حتى يفوت به الوقت فانعدفع
ما قيل شغل النفس بالمباح يفجؤها ول قدرة علععى دفعععه وعلععى
هذه الحالة أو ما ينشأ عنه وفيه من السبب وغيره من المعاصععي
يحمل ما جاء في ذمه من الحاديث والثار الكثيرة ومععن ثععم قععال
بتحريمه الئمة الثلثة لكن قال الحفاظ :لم يثبت منها حديث مععن
طريق صحيح ول حسن وقد لعبه جماعة من أكابر الصععحابة ومععن
ل يحصى من التابعين ومن بعدهم وممن كان يلعبه غبا سععيد بععن
جبير رضي الله عنه ونازع البلقيني في كراهته بأن قول الشافعي
ل أحبه ل يقتضيها وقيععدها الغزالععي بمععا إذا لععم يععواظب عليععه وإل
حرم والمعتمد أنه ل فرق نعم محلها إن لعب مع معتقععد حلععه وإل
حععرم كمععا رجحععه السععبكي والذرعععي والزركشععي وغيرهععم وهععو
ظاهر ،لنه يعينه على معصية حتى في ظن الشافعي ،لنععا نعتقععد
أنه يلزمه العمل باعتقاد إمامه وإنما اعتبر القاضي اعتقععاد نفسععه
دون الخصم ،لنه ملزم على أنه لو نظر لعتقععاده الخصععم تعطععل
القضاء ولنه أعني الشافعي يلزمه النكععار عليععه لمععا مععر أن مععن
فعل ما يعتقد حرمته يجب النكععار عليععه ولععو ممععن يعتقععد إبععاحته
وبهذا يندفع ما وقع لبعضهم من النزاع في ذلك.
)فإن شرط فيه مال من الجانبين فقمععار محععرم( إجماعععا بخلفععه
من أحدهما ليبذله إن غلب ويمسععكه إن غلععب فععإنه ليععس بقمععار
وإنما هو عقد مسابقة فاسدة ،لنه على غير آلة قتال ،ومععع كععونه
ليس قمارا هو محرم من جهععة أن فيععه تعععاطي عقععد فاسععد وهععو
صغيرة لكن أخذ المععال كععبيرة ،وعععبر بقمععار محععرم احععترازا عععن
اعتراض المام على إطلقهم التحريم بأن المحرم وهو ما اقععترن
بالشطرنج ل هو >ص <218 :فإنه ل يتغير بععذلك وتععرد الشععهادة
به إن اقترن به أخذ مال أو فحش أو داوم عليه .قععال المععاوردي:
أو لعبه على الطريق قال غيره أو كان فيه صورة حيوان ومن ثععم
قال بعضهم يحرم اللعب بكل ما في آلته صورة محرمة
)ويباح( بل قال في مناسكه يندب )الحداء وسععماعه( واسععتماعه،
لنه صلى الله عليه وسلم أقر فاعله بععل }قععال لنجشععة عبععد لععه
أسود حدا بأمهات المؤمنين يا أنجشة رويدك رفقا بالقوارير{ أي:
النسععاء رواه الشععيخان وذلععك أن البععل إذا سععمعته زاد سععيرها
وأتعبت راكبها ،والنساء يضعفن عن ذلععك فشععبهن بالزجععاج الععذي
يسرع انكساره ،واستدل للندب بأخبار صحيحة وبأن فيه تنشيطها
للسير ،وتنشيط النفوس وإيقاظ النوام .ا ه .ويتعين الجزم بععه إذا
كان السعير قربععة أو السععتيقاظ كععذلك ،لن وسعيلة القربعة قربععة
اتفاقا ،ثم رأيت ما يأتي قريبا عن الذرعي وهو موافق لما ذكرتععه
وهو بضم أوله وكسععره وبالععدال المهملععة وبالمععد مععا يقععال خلععف
البل من رجز وغيره وهذا أولى من تفسيره بأنه تحسين الصععوت
الشجي بالشعر الجائز )ويكره الغناء( بكسر أولععه وبالمععد )بل آلععة
وسماعه( يعني استماعه ل مجرد سماعه بل قصععد لمععا صععح عععن
ابععن مسعععود ومثلععه ل يقععال مععن قبععل الععرأي فيكععون فععي حكععم
المرفوع أنه ينبت النفاق في القلب كما ينبعت المعاء البقعل وجعاء
مرفوعععا مععن طععرق كععثيرة بينتهععا فععي كتععابي كععف الرعععاع عععن
محرمات اللهو والسماع دعاني إليه أني رأيت تهافت كثيرين على
كتاب لبعض من أدركناهم من صوفية الوقت تبع فيععه خععراف ابععن
حزم وأباطيل ابن طاهر وكذبه الشنيع في تحليععل الوتععار وغيرهععا
ولم ينظر لكونه مذموم السيرة مردود القول عند الئمة ،ومن ثم
بالغوا في تسفيهه وتضليله سيما الذرعي في توسطه ووقع بعض
ذلك أيضا للكمال الدفوي في تأليف له في السماع ولغيععره وكععل
ذلك يجب الكف عنه واتباع ما عليه أئمة المذاهب الربعة وغيرهم
ل ما افععتراه أولئك عععن بعضععهم >ص <219 :مععن تحريععم سععائر
الوتار والمزامير وبعض أنواع الغناء وزعم أنععه ل دللععة فععي خععبر
ابن مسعود على كراهته ،لن بعض المباح كلبس الثيععاب الجميلععة
ينبت النفاق في القلب وليس بمكععروه يععرد بأنععا ل نسععلم أن هععذا
ينبت نفاقا أصل ولئن سلمناه فالنفاق مختلف والنفاق الذي ينبتععه
الغناء من التخنث وما يترتب عليه أقبح وأشنع كمععا ل يخفععى ومععا
نقل منه عن جماعة من الصععحابة ومععن بعععدهم ليععس هععو بصععفة
الغناء المعروف فععي هععذه الزمنععة ممععا اشععتمل علععى التلحينععات
النيقة والنغمات الرقيقة التي تهيج النفععوس وشععهواتها كمععا بينععه
الذرعي كالقرطبي وبسطته ،ثم وقد جزم الشععيخان فععي موضععع
بأنه معصية وينبغي حمله على ما فيه وصف نحو خمععر أو تشععبيب
بأمرد أو أجنبية ونحو ذلععك ممععا يحمععل غالبععا علععى معصععية .قععال
الذرعي ،أمععا مععا اعتيععد عنععد محاولععة عمععل وحمععل ثقيععل كحععداء
العراب لبلهم وغناء النساء لتسكين صغارهم فل شك في جوازه
بل ربما يندب إذا نشط على سير أو رغب في خععبر كالحععداء فععي
الحج والغزو وعلى نحو هذا يحمل ما جاء عن بعض الصحابة .ا ه.
ومما يحرم اتفاقا سععماعه مععن أمععرد أو أجنبيععة مععع خشععية فتنععة،
وقضية قوله بل آلة حرمته مع اللة .قال الزركشي :لكن القيععاس
تحريم اللة فقط وبقاء الغناء علععى الكراهععة .ا ه .ويؤيععده مععا مععر
عن المام في الشطرنج مع القمار
)فرع( يسن تحسين الصععوت بقععراءة القععرآن ،وأمععا تلحينععه فععإن
أخرجه إلى حد ل يقول بععه أحععد مععن القععراء حععرم وإل فهععو علععى
المعتمد وإطلق الجمهور كراهة القسم الول مرادهم بهععا كراهععة
التحريم بل قال الماوردي :إن القععارئ يفسععق بععذلك ،والمسععتمع
يأثم به ،لنه عدل به عن نهجه القويم.
)ويحععرم اسععتعمال آلععة مععن شعععار الشععربة كطنبععور( بضععم أولععه
)وعود( ورباب وجنك وسنطير وكمنجععة )وصععنج( بفتععح أولععه وهععو
صفر يجعل عليه أو نار يضرب بها أو قطعتععان مععن صععفر تضععرب
إحداهما بالخرى وكلهما حععرام )ومزمععار عراقععي( وسععائر أنععواع
الوتار والمزامير )واستماعها( ،لن اللذة الحاصلة منها تدعو إلععى
فساد كشرب الخمر ل سيما مععن قععرب عهععده بهععا ،ولنهععا شعععار
الفسقة ،والتشبه بهم حرام وخععرج باسععتماعها سععماعها مععن غيععر
قصد فل يحععرم ،وحكايععة وجعه بحععل العععود ،لنععه ينفععع مععن بعععض
المراض مردودة بأن هذا لم يثبت عن أحد ممن يعتد به على أنععه
إن أريد حله لمن به ذلك المرض ولم ينفعععه غيععره >ص<220 :
بقول طبيبين عدلين فليس وجها بل هو المذهب كالتداوي بنجععس
غير الخمر وعلى هذا يحمل قول الحليمي يباح استماع آلععة اللهععو
إذا نفعت من مرض أي :لمن به ذلك المرض وتعيعن الشععفاء فععي
سماعه وحكاية ابن طاهر عن الشيخ أبي إسععحاق الشععيرازي أنععه
كان يسمع العود من جملة كذبه وتهوره كمععا بينتععه ،ثععم )ل يععراع(
وهو الشبابة سميت بذلك لخلو جوفها ومن ثم قالوا لمععن ل قلععب
له رجععل يععراع فل يحععرم )فععي الصععح( لخععبر فيهععا )قلععت الصععح
تحريمه والله أعلم( ،لنععه مطععرب بععانفراده بععل قععال بعععض أهععل
الموسيقى إنه آلة كاملة جامعة لجميع النغمععات إل يسععيرا فحععرم
كسائر المزامير ،والخبر المروي في شبابة الراعي منكر كما قاله
أبو داود وبتقدير صحته كما قاله ابن حبان فهو دليل للتحريم ،لن
ابن عمر سد أذنيه عن سماعها ناقل له عن النبي صلى الله عليععه
وسلم ،ثم استخبر من نافع هل يسمعها فيستديم سد أذنيععه فلمععا
لم يسمعها أخععبره فععترك سععدهما فهععو لععم يععأمره بالصععغاء إليهععا
بدليل قوله لععه أتسععمع ؟ ولععم يقععل اسععتمع ولقععد أطنععب خطيععب
الشام الدولعي وهو ممن نقل عنه في الروضععة وأثنععى عليععه فععي
تحريمها وتقرير أدلته ونسب من قال بحلها إلى الغلط وأنه ليععس
معدودا من المذهب ونقلت كلمه برمته وكلم غيره ثععم فراجعععه،
ونقل ابن الصلح أنها إذا جمعت مع الدف حرما بإجماع مععن يعتععد
به ورده التعاج السععبكي وغيعره ويععوافقه معا معر عععن المععام فعي
الشطرنج مع القمار وعن الزركشي في الغناء مع اللة وما حكععي
عن ابن عبد السلم وابن دقيق العيد من أنهما كانا يسمعان ذلععك
فكذب كما بينته ثم فاحذره.
)ويجوز دف( أي :ضربه )واستماعه لعرس( ،لنه صلى اللععه عليععه
وسلم أقر جويريات ضربن به حين بنعى علعي بفاطمعة كعرم اللعه
وجههما بل قال لمن قالت وفينا نبي يعلم ما فععي غععد ،دعععي هععذا
وقولي بالذي كنت تقععولين أي :مععن مععدح بعععض المقتععولين ببععدر
رواه البخاري وصح خبر }فصل مععا بيععن الحععرام والحلل الضععرب
بالدف{ وخبر }أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضععربوا
عليه بالدف{ سنده حسن وتضعيف الترمذي له مععردود ومععن ثععم
أخذ البغوي وغيره منه أنه سنة في العرس ونحععوه )وختععان( ،لن
عمر رضي الله عنه كان يقره فيععه كالنكععاح وينكععره فععي غيرهمععا
رواه ابن أبي شيبة )وكذا غيرهما( مععن كععل سععرور )فععي الصععح(
لخبر الترمذي وابن حبان }أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع إلى
المدينة من بعض مغازيه قعالت لعه جاريعة سعوداء إنععي نعذرت إن
ردك الله سالما أن أضرب بين يععديك بالععدف فقععال لهععا إن كنععت
نذرت أوفي بنذرك{ وهذا يشهد >ص <221 :لبحث البلقيني أن
ضربه لنحو قدوم عالم أو سلطان ل خلف فيه ويشهد أيضا لندبه
بقصد السرور بقدوم نحو عالم لنفع المسلمين إذ المباح ل ينعقععد
نذره ول يععؤمر بوفععائه لكععن مععر فيععه فععي النععذر زيععادة ل بععد مععن
استحضارها هنا ويباح أو يسن عند من قععال بنععدبه )وإن كععان فيععه
جلجل( لطلق الخبر وادعاء أنه لععم يكععن بجلجععل يحتععاج لثبععاته
وهي إما نحو حلق تجعل داخله كدف العرب أو صنوج عراض مععن
صععفر تجعععل فععي خععروق دائرتععه كععدف العجععم وبحععل هععذه جععزم
الحاوي الصغير وغيره ونازع فيه الذرعععي بععأنه أشععد إطرابععا مععن
الملهي المتفق على تحريمها ،وأطال ونقل عن جمععع حرمتععه ول
فرق بين ضربه من رجععل أو امععرأة وقععول الحليمععي يختععص حلععه
بالنساء رده السبكي
)ويحرم ضرب الكوبة( بضععم أولععه ويحععرم اسععتماعه أيضععا )وهععي
طبل طويععل ضععيق الوسععط( واسععع الطرفيععن لكععن أحععدهما الن
أوسع من الخر الذي ل جلد عليه للخععبر الصععحيح }أن اللععه حععرم
الخمععر والميسععر{ أي :القمععار والكوبععة ،ولن فععي ضععربها تشععبها
بالمخنثين فإنه ل يعتادها غيرهم وتفسيرها بذلك هو الصحيح خلفا
لمن فسرها بالنرد وقضية كلمه حل ما عععداها مععن الطبععول وهعو
كذلك وإن أطلععق العراقيععون تحريععم الطبععول واعتمععده السععنوي
فقال :الموجود لئمة المذهب تحريععم الطبععول مععا عععدا الععدف )ل
الرقص( فل يحرم ول يكره ،لنه مجرد حركات علععى اسععتقامة أو
اعوجععاج ،ولنععه صععلى اللععه عليععه وسععلم أقععر الحبشععة عليععه فععي
مسجده يوم عيد رواه الشيخان واستثنى بعضعهم أربعاب الحعوال
فل يكععره لهععم وإن قلنععا بكراهتععه الععتي جععرى عليهععا جمععع ورده
البلقيني بأنه إن كان باختيارهم فهم كغيرهم وإل فليسوا مكلفين،
ثم اعتمد القول بتحريمه إذا كثر بحيث أسقط المروءة وما ذكععره
آخرا فيه نظر وأول واضح جلي يجب طرده فععي سععائر مععا يحكععى
عن الصوفية مما يخالف ظواهر الشرع فل يحتج به ،لنه إن صدر
عنهم في حال تكليفهم >ص <222 :فهم كغيرهم أو مععع غيبتهععم
لم يكونوا مكلفين به وقد مر في الععردة فععي رد كلم اليععافعي مععا
يجب استحضاره هنا ونقل السنوي عن العز بن عبععد السععلم أنععه
كان يرقص في السماع يحمل على مجرد القيععام والتحععرك لغلبععة
وجد وشهود وارد أو تجل ل يعرفه إل أهله نفعنععا اللععه بهععم آميععن،
ومن ثم قال المام إسماعيل الحضرمي في موقف الشمس لمععا
سئل عن قوم يتحركون في السماع هؤلء قوم يروحععون قلععوبهم
بالصوات الحسنة حتى يصيروا روحانيين فهم بالقلوب مععع الحععق
وبالجساد مع الخلععق ومععع هععذا فل يععؤمن عليهععم العععدو فل يععرى
عليهم فيما فعلوا ول يقتععدى بمععا قععالوا .ا ه .وعععن بعضععهم تقبععل
شهادة الصوفية الذين يرقصععون علععى الععدف لعتقععادهم أن ذلععك
قربة كما تقبل شهادة حنفي شرب النبيذ لعتقاده إباحته وكذا كل
من فعل ما اعتقععد إبععاحته .ا ه .ورد بععأنه خطععأ قبيععح ،لن اعتقععاد
الحنفي نشأ عن تقليد صحيح ول كذلك غيره وإنما منشؤه الجهععل
والتقصير فكان خيال باطل ل يلتفت إليه )إل أن يكون فيععه تكسععر
كفعل المخنث( بكسر النون وهو أشهر وفتحها وهو أفصح فيحرم
على الرجععال والنسععاء وإن نععازع فيععه السععنوي وغيععره وهععو مععن
يتخلق بخلق النساء حركة وهيئة وعليه حملت الحاديث بلعنه ،أما
من يفعل ذلك خلقة من غير تكلف فل يأثم به
حكم إنشاء الشعر واستماعه
)ويباح قول( أي :إنشاء )شعر وإنشاده( واستماعه ،لنه صلى الله
عليه وسلم كان له شعراء يصععغي إليهععم كحسععان وعبععد اللععه بععن
رواحععة وكعععب بععن مالععك رضععي اللععه عنهععم وروى الخطيععب فععي
جامعه }أنه قرئ عند النبي صلى الله عليععه وسععلم قععرآن وأنشععد
شعر فقيل يا رسول الله قرآن وشعععر فععي مجلسععك قععال نعععم{
وأن }أبا بكرة قععال أتيععت النععبي صععلى اللععه عليععه وسععلم وعنععده
أعرابي ينشد الشعر فقلت يا رسول الله القرآن أو الشعععر فقععال
يا أبا بكرة هذا مرة وهذا مرة{ }واستنشد من شعر أمية بن أبععي
الصلت مائة بيت{ رواه مسلم أي :لن أكثر شعره حكععم وأمثععال
وتذكير بالبعث ولهذا }قال صلى الله عليه وسلم كاد أي :أمية أن
يسععلم{ وروى البخععاري }إن مععن الشعععر لحكمععة{ واسععتحب
الماوردي منه ما حذر عن معصية أو حث على خير ويؤيده ما مععر
من صحة إصداق تعليمه حينئذ )إل أن يهجو( في شعره معينا غيععر
حربي >ص <223 :وإن تأذى قريبه المسلم بخلف الذمي ،لنععه
معصوم ومقتضععى كلم بعضععهم إلحععاق كععل مهععدر بععالحربي وهععو
ظاهر في المرتد دون نحو الزاني المحصن وغير متجععاهر بفسععق
وغير مبتدع ببدعته فيحععرم وإن صععدق أو كععان بتعريععض كمععا فععي
الشرح الصغير وترد به شهادته لليذاء وأثم حاكيه دون منشععئه إل
أن يكون هو المذيع له فيكون إثمه أشد) .أو يفحععش( بضععم أولععه
وكسر ثالثه أي :يجاوز الحد فععي الطععراء فععي المععدح ولععم يمكععن
حمله على المبالغة فيحرم أيضا ،لنه حينئذ كذب وترد به الشهادة
إن أكثر منه وإن قصد إظهار الصنعة ل إيهام الصدق قال ابن عبد
السلم في قواعده :ول تكاد تجد مععداحا إل رذل ول هجععاء إل نععذل
)أو يعرض بامرأة معينة( بأن يذكر صفاتها من نحو طععول وحسععن
وصدغ وغيرها فيحرم أيضا وترد به شععهادته لمععا فيععه مععن اليععذاء
وهتك الستر إذا وصف العضاء الباطنة ومحلععه فععي غيععر حليلتععه،
أما هي فإن ذكر منها ما حقه الخفاء كما يتفق بينهما عند الخلععوة
حرم كما في شرح مسلم لكن جزما بكراهته وردت شهادته أيضا
وإل فل ،لن كعب بن زهير رضي الله عنه شبب بزوجته بنت عمه
سعاد في قصيدته بانت سعاد المشهورة وأنشدها بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليععه وخععرج بععالمرأة المععرد
فيحرم وإن لم يعينه على ما قاله الروياني ،لنه ل يحل بحععال بععل
يفسق إن ذكر أنه يعشقه لكن اعتبر البغععوي وغيععره تعيينععه أيضععا
ونازع ابن الرفعة الروياني في إطلق الفسق بأنه ليس مععن لزم
عشقه أن يكون بشهوة محرمة ولهذا عدوا مععن الشععهداء الميععت
عشقا وفيه نظر ،لن شرطه >ص <224 :أن يكتم ويعف .وهععذا
لم يكتم علععى أن الزركشععي وغيععره قيععدوا الشععهادة بعشععق غيععر
المرد وبالمعينة غيرها فل إثم فيه ول ترد به الشهادة ،لن غععرض
الشاعر تحسين صنعته ل تحقيق المذكور قيد ومحله إن لععم يكععثر
منععه لبنععاء الشععيخين الطلق علععى ضعععيف ويقععع لبعععض فسععقة
الشعراء نصب قرائن تدل على التعيين وهذا ل شك أنه معين
تعريف المروءة
)والمععروءة تخلععق بخلعق أمثعاله فععي زمععانه ومكعانه( ،لن المعور
العرفية تختلف بذلك غالبا بخلف العدالة فإنها ملكة راسععخة فععي
النفس ل تتغير بعروض مناف لها وهذه أحسن العبارات المختلفة
في تعريف المروءة لكن المراد بخلق أمثاله المباحة غير المزرية
به فل نظر لخلق القلندرية في حلق اللحى ونحوهععا )فالكععل فععي
سوق والمشي( فيه )مكشوف الععرأس( أو البععدن غيععر العععورة أو
كشف ذلك فيها وإن لم يمش ممن ل يليق به ذلك وإن كان الكل
ماشيا لتافه ما لم يكن خاليا فيما يظهر يسقطها لخععبر الطععبراني
بسند لين }الكل في السوق دناءة{ ومثله الشععرب إل إن صععدق
جوعه أو عطشه قال الذرعععي :أو كععان يأكععل حيععث وجععد لتقللععه
وبراءته من التكلف العادي قععال البلقينععي :أو أكععل داخععل حععانوت
مستترا ونظر فيه غيره وهو الحق فيمن ل يليق بععه ذلععك قلععت أو
كان صائما مثل فقصد المبادرة بسنة الفطر لعذره )وقبلععة زوجععة
أو أمة( في نحو فمها ل رأسععها أو وضععع يععده >ص <225 :علععى
نحو صدرها )بحضرة النععاس( أو أجنععبي يسعقطها بخلفععه بحضععرة
جواريه أو زوجاته وتوقف البلقيني في تقبيلهععا بحضععرة النععاس أو
الجنبيات ليلة جلئها ول وجه في التوقف في ذلععك ،لنععه ل يفعلععه
إل مععن ل خلق لععه كمععا فععي قععوله) .وإكثععار حكايععات مضععحكة(
للحاضرين أو فعل خيالت كذلك بأن يصير ذلك عادة لععه بععل جععاء
في الخبر الصحيح }من تكلم بالكلمة يضعحك بهعا جلسعاءه يهعوي
بها في النار سبعين خريفا{ ما يفيد أنه حرام بل كبيرة لكن يتعين
حمله على كلمة في الغير بباطل يضحك بها أعداءه ،لن في ذلك
من اليذاء ما يعادل ما في كبائر كثيرة منه وقضععية تقييععد الكثععار
بهذا أنه ل يعتبر فيما قبله وما بعده ونظر فيه ابن النقيب واعتمععد
البلقيني أنه ل بد من تكرار الكل تكرارا يععدل علععى قلععة المبععالة.
واستدل له بالنص وتبعه الزركشي فقال ظاهر النص الععذي جععرى
عليه العراقيون وغيرهم أن من وجد مععا فيععه بعععض مععا هععو خلف
المروءة قبلت شهادته إل أن يكون الغلب عليه ذلك فترد شهادته
لكن توقف شيخه الذرعي في إطلق اعتبار الكثار في الكل ،ثععم
بحث اعتباره في نحو الكععل بسععوق ومععد الرجععل بحضععرة النععاس
بخلف نحو قبلة حليلة بحضرة النععاس فععي طريععق واعععترض بمععا
صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قبععل أمععة خرجععت لععه مععن
السبي كان عتقها إبريق فضة بحضرة الناس ويرد بأنه مجتهععد فل
يعترض بفعله على غيره وليس الكلم في الحرمععة حععتى يسععتدل
بسكوت الباقين عليها بل في سقوط المروءة وسععكوتهم ل دخععل
له فيه على أنه يحتمل أنه إنما فعله ليععبين حععل التمتععع بالمسععبية
قبل الستبراء فهي واقعة حال فعلية محتملة فل دليل فيهععا أصععل
فالوجه ما فصله الذرعي )ولبس فقيه قباء وقلنسععوة( وهععي مععا
يلبس على الرأس وحده وتاجر ثوب نحو جمععال وهععذا ثععوب نحععو
قاض ونحو ذلك من كل ما يفعل )حيث( أي :بمحل )ل يعتاد( مثله
فيه )وإكباب علعى لععب الشعطرنج( أو فعلعه بنحعو طريعق >ص:
<226وإن قل كما مر وينبغي أن حضوره فيه هذا التفصععيل )أو(
على )غنععاء أو( علععى )سععماعه( أي :اسععتماعه أو اتخععاذ امععرأة أو
أمرد ليغني للناس ولو من غير إكبععاب )وإدامععة رقععص( أي :ممععن
يليق به ،أما غيره فيسقطها منععه مععرة كمععا هععو ظععاهر مععن قععوله
والمععر إلععى آخععره ومععد الرجععل بحضععرة مععن يحتشععمه بل عععذر
)يسقطها( لمنافاة ذلك كله لها ،وبحععث الرافعععي أن اتخععاذ الغنععاء
المباح حرفة ل يسقطها إذا لق به رده الزركشععي بععأن الشععافعي
نص على رد شهادته وجرى عليه الصحاب ،لنها حرفة دنيئة ويعد
فاعلها في العرف ممن ل حياء له وبما قررت بععه كلمععه علععم أن
الواو في عبارته بمعنى أو
)تنبيه( .اختلفوا في تعاطي خارم المععروءة علععى أوجععه :ثالثهععا إن
تعلقععت بععه شععهادة حععرم وإل فل وهععو الوجععه ،لنععه يحععرم عليععه
التسبب في إسقاط ما تحمله وصععار أمانععة عنععده لغيععره )والمععر
فيه( أي :جميع ما ذكر )يختلععف بالشععخاص والحععوال والمععاكن(،
لن المدار على العرف كما مععر فقععد يسععتقبح مععن شععخص وفععي
حال أو مكان ما ل يستقبح من غيره أو فيه ونازع الزركشععي فععي
التعميععم المععذكور بعأنه ل يطهعر فععي نحعو القبلعة وإكثعار الضععحك
والشطرنج أي :فهذه تسلبها مطلقا وهو ظاهر
)تنبيه( .يؤخذ من قولهم ،لن المدار إلى آخره أن مععن دخععل بلععدا
فتزيا بزي أهلها ل تنخرم مروءته به ومحلععه إن سععلم مععا إذا تزيععا
بزي أهل حرفته ولم يعد أهل ذلك المحل أن تزييه بزي غير بلععده
مععزر بععه مطلقععا )وحرفععة دنيئة( بععالهمز )كحجامععة وكنععس ودبععغ(
وحياكة وحراسة وقيامة حمام وجععزارة )ممععن ل تليععق( هععذه )بععه
تسععقطها( لشعععارها بقلععة مبععالته )فععإن اعتادهععا( أي :لقععت بععه
)وكانت( مباحة سواء أكانت )حرفة أبيه( أم لععم تكععن كمععا رجحععه
في الروضععة فععذكره هنععا ،لن الغععالب فععي الولععد أن يكععون علععى
حرفة أبيه )فل( تسقطها )في الصح( ،لنه ل يعتبر بععذلك ،أمععا ذو
حرفة محرمة >ص <227 :كمنجععم ومصععور فل تقبععل شععهادتهم
مطلقا قال الزركشي :ومما عمت به البلععوى التكسععب بالشععهادة
مع أن شركة البدان باطلة فيقدح في العدالععة ل سععيما إذا منعنععا
أخععذ الجععرة علععى التحمععل أو كععان يأخععذ ول يكتععب فععإن نفععوس
شركائه ل تطيب بذلك قال بعض المتأخرين :وأسععلم طريععق فيععه
أن يشتري ورق شركة ويكتب ويقسم على قدر ما لكل من ثمععن
الورق فععإن الشععركة ل يشععترط فيهععا التسععاوي فععي العمععل .ا ه.
)والتهمة( بضم ففتح في الشخص التي مر أنها تمنع الشهادة كمعا
في الخبر الصحيح )أن يجر( بشعهادته )إليععه( أو إلععى معن ل تقبعل
شهادته له )نفعععا أو يععدفع عنععه( أو عمععن ذكععر بهععا )ضععرا( ويضععر
حدوثها قبل الحكم ل بعده فلو شهد لخيه بمال فمات وورثه قبل
استيفائه فإن كان بعد الحكعم أخعذه وإل فل وكعذا لعو شعهد بقتعل
فلن لخيه الذي له ابن ،ثم مات وورثه فإن صار وارثه بعد الحكم
لم ينقض أو قبله لم يحكم له )فترد شععهادته لعبععده( المععأذون لععه
في التجارة وغيره خلفا لمععا يععوهمه تقييععد أصععله بععالول ،لن مععا
يشهد به هو له وقضععيته قبععوله لععه بععأن شخصععا قععذفه كمععا بحثععه
البلقيني )ومكاتبه( ،لنه ملكه وقد يعجز أو يعجزه فيعود لععه مععاله
وشريكه بالمشترك لكن إن قال لنا أو بيننا بخلف ما إذا قال لزيد
ولي فيصح لزيد ل له وشرطه تقدم الصحيح كما مععر فععي تفريععق
الصفقة وأن ل يعود له شيء مما يثبت لزيععد كععوارثين لععم يقبضععا
فإن ما ثبت لحدهما يشاركه فيه الخر ولو اقتسموا أرضا وانفععرد
كل بحد فتنازع اثنان في حد بينهما لم تقبل شهادة الخرين علععى
ما أفتى به بعضهم للشركة المتقدمة ودفع ضرر فسخ القسمة لو
وقع ويؤخذ منه أن كل من باع عينا ل تقبل شهادته فيها بما يععدفع
عنه ضرر فسخ البيع فيها لو وقع >ص) <228 :وغريم له ميععت(
وإن لم تستغرق تركته الععديون أو مرتععد كمععا بحثععه أبععو زرعععة )أو
عليه حجر فلس( ،لنه إذا أثبت له شيئا أثبت لنفسه المطالبععة بععه
حتى في المرتد ،لن ديونه تقضى من مععاله علععى جميععع القععوال
بخلف غريمه الحي ولو معسرا لم يحجر عليه لتعلق الحق بععذمته
)و( برضاع بين موليته وخاطبها الذي عضععل عنععه أو )بمععا( مععراده
فيما الذي بأصله )هو وكيل( أو وصي أو قيم )فيه( سواء أشهد به
نفسه لموكله أم بشيء يتعلق بععه كوقععوع عقععد فيععه وغيععره ،لنععه
يثبت لنفسه سلطنة التصرف في المشهود به وكذا وديع لمععودعه
ومرتهن لراهنه لتهمة بقاء يدهما ولو عزل نحو وكيعل نفسعه قبعل
الخوض فععي شععيء مععن المخاصععمة قبععل أو بعععدها فل وإن طععال
الفصل وظاهر إطلقهم أنه ل يعتبر فيهععا رفععع للقاضععي ول كونهععا
مما تقتضي العداوة المسقطة للشهادة وفيه نظععر ،أمععا مععا ليععس
وكيل أو وصيا أو قيما فيه فيقبل ومن حيل شععهادة الوكيععل مععا لعو
باع فأنكر المشتري الثمن أو اشترى فادعى أجنبي بالمبيع فله أن
يشهد لموكله بأن له عليه كذا وبأن هذا ملكه إن جاز له أن يشهد
به للبائع ول يذكر أنه وكيل وصوب الذرعععي حلععه باطنععا ،لن فيععه
توصل للحق بطريععق مبععاح ،ثععم توقععف فيععه لحملععه الحععاكم علععى
الحكم بما لو عرف حقيقته لم يحكم به ويجاب بأنه ل أثععر لععذلك،
لن القصععد وصععول المسععتحق لحقععه ويععأتي قريبععا عععن ابععن عبععد
السلم ما يؤيده بل صرح غير واحد بععأنه يجععب علععى وكيععل طلق
أنكره موكله أن يشهد حسبة أن زوجة هذا مطلقة .ويؤيععد الجععواز
قول أبي زرعة بنظيره فيمن له دين عجز عن إثباته فاقترض مععن
آخر قدره وأحاله به وشهد له ليحلعف مععه إن صعدقه فععي أن لعه
عليه ذلك الدين ونظير ذلك شهادة حاكم معععزول بحكمععه بصععيغة
أشهد أن حاكما جائز الحكم حكم به كما مر
)وببراءة من ضمنه( الشاهد أو نحو أصله أو فرععه أو عبعده ،لنعه
يدفع بها الغرم عن نفسه أو عمععن ل تقبععل شععهادته لععه واحتمععال
العبارة شهادة الصيل ببراءة مععن ضععمنه مععع كونهععا مقبولععة إذ ل
تهمععة فيهععا غيععر مععراد كمععا يععدل عليععه السععياق نعععم قععول أصععله
والضامن للصيل بالبراء أو الداء أصرح )وجراحععة مععورثه( >ص:
<229غير بعضه قبععل انععدمالها ،لنهععا تفضععي للمععوت الععذي هععو
السبب في انتقاله من المورث إليه وبععه فععارق قبولهععا فععي قععوله
)ولو شهد لمورث له مريض أو جريح بمععال قبععل النععدمال قبلععت
في الصح( لعدم التهمة كما تقرر ،لن الشهادة ل تجععر إليععه نفعععا
وكونه إذا ثبت لمورثه ينتقل إليه بعد بسبب آخععر ل يععؤثر نعععم لععو
مات مورثه قبل الحكم امتنع ،لنه الن شاهد لنفسه كما مر وفي
النوار لو شهد على مورثه بما يععوجب قتلععه لععم يقبععل وهععو غلععط
مبني على توهم أن الشاهد هنا يرث وليععس كععذلك كمععا مععر فععي
الفرائض على أنا وإن قلنا يععرث ل يصععح ذلععك أي :لمععا عللععوا بععه
القبول في مسألة المتن هذه وعدمه فيما قبلها فتأمله
)وترد شهادة عاقلة بفسق شهود قتععل( يحملععونه كمععا ذكععره فععي
دعوى الدم والقسامة وأعاده هنععا كالععذي قبلعه معععول فععي حععذف
قيده المذكور على ذكره ،ثم للتمثيل به للتهمة فل تكرار )و( تععرد
شهادة )غرماء مفلس( حجر عليه )بفسق شهود دين آخععر( ظهععر
عليه ،لنهم يدفعون مزاحمته لهم وأخذ منه البلقيني قبول شهادة
غريم له رهن يفي بدينه ول مال للمفلس غيره ،أو له مال ويقطع
بأن الرهععن يععوفي الععدين المرهععون بععه فتقبععل لفقععده دفععع ضععرر
المزاحمة وفيه نظر ،لن فيها مع ذلك دفعة بتقدير خععروج الرهععن
مستحقا وتبين مال له في الولى وتقبل شهادة مدين بموت دائنه
وإن تضمنت نقل ما عليه لوارثه ،لنه خليفته ل بعد مععوته عععن أخ
بععأن لععه ابنععا مجهععول >ص <230 :لنقلععه مععا اسععتحقه الخ عليععه
ظاهرا وأخذ منه أن من أثبت وصية له بما تحت يد الوصي فشهد
بأنه وصية لخر لم تقبععل ،لنععه ينقلععه عمععن ثبععت لععه مطععالبته بععه
وتقبل من فقيععر بوصععية أو وقععف لفقععراء ،ومحلععه إن لععم يصععرح
بحصرهم وللوصي إعطععاؤه قععاله البغععوي وخععالف ابععن أبععي الععدم
حيععث انحصععروا وإن لععم يصععرح بحصععرهم وهععو أوجععه لتهمععة
استحقاقه
)ولو شهد الثنين بوصية( مثل )فشهدا( أي :الثنان المشهود لهمععا
)للشاهدين بوصية من تلك التركة( ولو في عين واحدة ادعى كععل
نصفها )قبلت الشعهادتان فعي الصعح( لنفصعال كعل شعهادة ععن
الخرى مع أصل عدم المواطأة المانع منها عدالتهما وأخذ منه أنه
لو كانت عين بيد اثنين فادعاها ثالث فشهد كل للخر أنععه اشععترى
من المدعي قبل إذ ل يد لكل على ما ادعى بعه علععى غيععره حععتى
يدفع بشهادته الضمان عن نفسه بخلف مععن ادعععى عليععه بشععيء
فشهد به لخر وكععذلك تجععوز شععهادة بعععض القافلععة لبعععض علععى
القطاع بشرط أن ل يقول أخذ مالنا أو نحوه ويظهر أن مثله أخععذ
ماله ومالي للتهمة هنا أيضا ويحتمل هنا تفريق الصععفقة لنفصععال
كل عن الخرى فتقبل لغيره ل له ،وعلى الول يفرق بينه وبين ما
مر في الشريك بأنه هنا ذكر موجب العداوة ولععو منفصععل بخلفععه
ثم ولذلك لو كان هناك ذكر موجب عداوة كعان كمعا هنععا وشعهادة
غاصب بعد الرد والتوبة بما غصبه لجنبي كما في الجواهر وأفهععم
قوله بعد الرد أنععه ل بععد مععن رد العيععن وبععدل منافعهععا إذ ل توجععد
التوبة إل بذلك لمن قدر عليه ،وخرج بذلك ما إذا بقي للمغصععوب
منه شيء عليععه ،لتهععامه بععدفع الضععمان لععه عنععه كمععا تقععرر ولععو
اشترى فاسدا شيئا وقبضه لم تقبل منه لغير بائعه إل إن رده ولم
يبق عليه للبائع شيء أو صحيحا ،ثم فسخ فادعى آخر ملكه زمععن
وضع المشتري يده عليه لم يقبل منععه بععه لبععائعه لععدفعه الضععمان
عن نفسه وإبقائه الغلة لها
)ول تقبل( الشععهادة )لصععل( للشععاهد وإن عل )ول فععرع( لععه وإن
سفل ولو بالرشد أو بالتزكية لععه خلفععا لمععا نقلععه ابععن الصععلح أو
لشاهده ،لنه بعضه فكأنه شهد لنفسععه والتزكيععة وإن كععانت حقععا
لله تعالى ففيها إثبات ولية للفرع وفيها تهمة وقن أحعدهما >ص:
<231ومكاتبه مثله وقضية إطلق المتن كالصحاب أنها ل تقبععل
لبعض له على بعض له آخر وبه جزم الغزالي لكن جزم ابععن عبععد
السلم وغيره بالقبول ،لن الوازع الطبيعي قععد يعععارض فضعععفت
التهمة وقد يجاب على الول بمنع ذلك إذ كثيرا مععا يتفععاوتون فععي
المحبة ،والميل فالتهمة موجودة ،وقد تقبل شهادة البعععض ضععمنا
كأن ادعى على بكر شراء شيء من عمرو والمشتري له من زيد
صاحب اليد وطالبه بالتسليم فتقبل شهادة ابني زيد أو عمععرو لععه
بذلك ،لنهما أجنبيععان عنععه وإن تضععمنت الشععهادة لبيهمععا بالملععك
وكأن شهد على ابنه بإقراره بنسععب مجهععول فتقبععل مععع تضععمنها
الشهادة لحفيده ولو ادعى المام بشيء لبيت المال قبلت شهادة
بعضه به ،لن الملععك ليععس للمععام ومثلععه نععاظر وقععف ،أو وصععي
ادعى بشيء لجهة الوقععف أو للمععولى فشععهد بععه بعععض المععدعي
لنتفاء التهمة بخلفها بنفس النظر أو الوصاية ولو شهد لبعضععه أو
على عدوه أو الفاسق بما يعلمه الحق ،والحاكم يجهععل ذلععك قععال
ابن عبد السلم :المختار جوازه ،لنهععم لععم يحملععوا الحععاكم علععى
باطل بل على إيصال الحق لمستحقه فلم يأثم الحاكم لظنععه ،ول
الخصم لخذ حقععه ول الشععاهد لعععانته قععال الذرعععي :بععل ظععاهر
عبارة من جوز ذلك الوجوب )وتقبل( منه >ص) <232 :عليهما(
إذ ل تهمة ومحله حيث ل عداوة وإل فوجهان والععذي يتجععه منهمععا
عدم القبععول أخععذا ممععا مععر أن الب ل يلععي بنتععه إذا كععان بينهمععا
عداوة ظاهرة ،ثععم رأيععت صععاحب النععوار جععزم بععه )وكععذا( تقبععل
شهادتهما )على أبيهما بطلق ضرة أمهما( طلقا بائنا وأمهما تحته
)أو قععذفها( أي :الضععرة المععؤدي للعععان المععؤدي لفراقهععا )فععي
الظهر( لضعف تهمة نفع أمهما بذلك إذ له طلق أمهما متى شعاء
مع كون ذلك حسبة تلزمهما الشهادة به ،أما رجعي فتقبععل قطعععا
هذا كله في شهادة حسبة أو بعد دعععوى الضععرة فععإن ادعععاه الب
لعدم نفقة لم تقبل شهادتهما له للتهمة وكذا لو ادعته أمهما ومما
تقرر ويأتي من أن التهمة الضعيفة وغيععر المقصععودة ل تععؤثر أخععذ
بعضهم أنه يجوز إثبات الوكالة بشهادة بعض الموكل قال بعضععهم
أو الوكيل كما أفتى به ابععن الصعلح .ا ه .ومحلعه فعي وكيععل بغيعر
جعل على أن قضية ما مر من عدم قبول شهادته لبعضه بوصععاية
لما فيه من إثبات سعلطنته ضععفه ،لن الوكالعة فيهعا ذلعك ولعلعه
أراد بما نقله عن ابن الصلح قوله لو ادعى الفرع على آخر بععدين
لموكله فأنكر فشهد به أبو الوكيل قبل وإن كان فيه تصععديق ابنععه
كما تقبل شهادة الب وابنه في واقعة واحدة .ا ه .ومععا قععاله فععي
هذه متجه ،لن التهمة ضعيفة جدا
)وإذا شهد لفرع( أو لصل له )وأجنبي قبلت للجنبي في الظهععر(
تفريقا للصفقة ومحله كما علم مما مر فيه إن قععدم الجنععبي وإل
بطلت فيه أيضا) .قلت وتقبل لكل من الزوجيععن( مععن الخععر ،لن
النكاح يطرأ ويزول فهما كأجير ومستأجر نعم رجح البلقيني أنه ل
تقبل شهادته لها بأن فلنا قذفها أي :لنععه تعييععر لععه فععي الحقيقععة
ويتجه تقييده بزمن نكاحه وتقبل لكععل علععى >ص <233 :الخععر
قطعا إل شهادته بزناها ،لنه يشهد بجناية على محل حقععه فأشععبه
الجناية على عبده ولنها لطخت فراشععه وذلععك أبلععغ فععي العععداوة
من نحو الضرب )ولخ وصديق والله أعلم( لضعف التهمععة نعععم ل
تقبل على بقية الورثة ،لن فلنا أخوه ،لنها شهادة لنفسه بنسععب
المشهود له ابتداء ل ضمنا كععذا قععاله البلقينععي زاعمععا أن مععا فععي
الروضة من التصريح بخلفععه مععردود وليععس كمععا زعععم ،لن ذلععك
ضععمني والقصععد منععه إدخععال الضععرر علععى نفسععه بمشععاركته لععه
والضمني في ذلك ل يؤثر نظير ما مر في شهادة البعععض بععه وبععه
فارق منع قبول شهادتهما لمهمععا بالزوجيعة ،لنهعا شععهادة للصععل
ابتداء وكأن أبا زرعة أخذ من اغتفار الضمني إفتععاءه فععي تعععارض
بينتي داخل وخارج انضم إلى هذه بينععة أخععرى بععأن أحععد شععاهدي
الداخل كان باعه له بأن ذلك ل تبطل به شععهادته أي ،لن القصععد
من شهادته للداخل إثبات ملكه ابتداء وتضمنها إثبات ملك له قبل
ل أثر له ويتعين حمله على صورة لو ثبتت للخارج ل يرجع الداخل
بثمنه على البائع الذي هو أحد الشاهدين له بالملك وإل فهو متهم
بدفعه الضمان عن نفسه لو ثبتت للخارج
)ول تقبععل مععن عععدو( علععى عععدوه عععداوة دنيويععة ظععاهرة للخععبر
الصحيح فيه ولنه قد ينتقم منه بشهادة باطلة عليه ومن ذلععك أن
يشهدا على ميت بعين فيقيم الععوارث بينععة بأنهمععا عععدوان لععه فل
يقبلن عليه على الوجه من وجهين في البحععر ،لنععه الخصععم فععي
الحقيقة إذ التركة ملكه وبه يرد بحث التاج الفزاري أن ذلععك غيععر
قععادح وإن أفععتى شععيخنا بمععا يععوافقه محتجععا بععأن المشععهود عليععه
بالحقيقة الميت .ا ه وليس كما قال على أنه لو قيل ل يقبل عدوا
الميت ول عدوا الوارث عمل بكل من التعليلين المععذكورين لكععان
أظهر وليس هذا إحداث وجه ثالث ،لنه لم يخععرج عمععا يقععول بععه
كل من الوجهين
)تنبيه( .وظاهر كلمهم قبولها من ولد العععدو ويععوجه بععأنه ل يلععزم
من عداوة الب عداوة البن وزعم أنه أبلغ في العععداوة مععن أبيععه
وأنه ينبغي أن ل تقبل ولو بعد موت أبيه وإن كان الصح علععى مععا
قيل عند المالكية قبوله بعد موته ل فععي حيععاته ليععس فععي محلععه،
لن الكلم في ولد عدو لم يعلم حاله وحينئذ يبطل زعم أنععه أبلععغ
في العداوة من أبيععه بععإطلقه ،أمععا معلععوم الحععال مععن عععداوة أو
عدمها فحكمه واضح )وهو من يبغضععه بحيععث يتمنععى زوال نعمتععه
ويحزن بسروره ويفرح بمصيبته( لشهادة العرف بععذلك واعترضععه
البلقيني بأن البغض دون العداوة ،لنه بالقلب وهي بالفعل فكيف
يفسر الغلظ بالخف ويرد بأنه لم يفسرها بععالبغض فقععط بععل بععه
>ص <234 :بقيد ما بعده وهذا مساو لعععداوة الظععاهر بععل أشععد
منععه والذرعععي بأنهععا إذا انتهععت إلععى ذلععك فسععق بهععا ،لنععه حينئذ
حاسد ،والحسد فسق والفاسق مردود الشهادة حتى على صديقه
وقد صرح الرافعي بأن المراد العداوة الخاليععة عععن الفسععق وقععد
يجاب بععأن بعضععهم فععرق بععأن العععداوة أن يتمنععى مطلععق زوالهععا،
والحسد أن يتمنى زوالهععا إليععه أو أن المععراد أن يصععل فيهععا لتلععك
الحيثية بالقوة ل بالفعل فحينئذ هو لعم توجععد منععه حقيقععة الحسععد
المفسقة بل حقيقة العداوة الغير المفسقة فصح كونه عدوا غيععر
حاسد ،وحصر البلقيني العداوة في الفعل ممنوع وإنما الفعل قععد
يكون دليل عليها على أن جمعا نقلوا عن الصحاب أن المععراد بهععا
المفسقة فحينئذ ل إشكال قععال وقععد تمنععع العععداوة مععن الجععانبين
ومععن أحععدهما فلععو عععادى مععن يريععد أن يشععهد عليععه وبععالغ فععي
خصومته فلم يجبه قبلت شهادته عليه
)تنبيه( .حاصل كلم الروضععة وأصععلها أن مععن قععذف آخععر ل تقبععل
شهادة كل منهما على الخر وإن لم يطلب المقععذوف حععده وكععذا
من ادعى على آخر أنه قطع عليععه الطريععق وأخععذ مععاله فل تقبععل
شهادة أحدهما على الخر .ا ه .ويوجه بععأن رد القععاذف والمععدعي
ظاهر ،لنه نسبه فيهما إلى الفسق وهذه النسبة تقتضي العععداوة
عرفا وإن صدق ،ورد المقذوف والمدعى عليه كععذلك ،لن نسععبته
الزنععا أو القطععع تععورث عنععده عععداوة لععه تقتضععي أنععه ينتقععم منععه
بشهادة باطلة عليه وحينئذ يؤخذ من ذلك أن كل مععن نسععب آخععر
إلى فسق اقتضى وقوع عداوة بينهما فل يقبل مععن أحععدهما علععى
الخر نعم يتردد النظر فيمن اغتاب آخر بمفسق تجععوز لععه الغيبععة
به وإن أثبت السبب المجوز لذلك وقضعية معا تقعرر فعي العدعوى
بععالقطع مععن أنععه ل تقبععل شععهادة أحععدهما علععى الخععر وإن أثبععت
المدعي دعواه أنه كمععا هنععا وعليععه فيفععرق بععأن المعنععى المجععوز
للغيبة وهو أن المغتععاب هتععك عرضععه بظلمععه للمغتععاب فجععوز لععه
الشارع النتقام منه بالغيبة غيععر المعنععى المقتضععي للععرد وهععو أن
ذلك المر يحمل على النتقام بشهادة باطلة وذلععك جععائز وقععوعه
من كل منهما فلم تقبل شهادة أحععدهما علععى الخععر )وتقبععل لععه(
>ص <235 :حيث لععم تصععل إلععى حسععد مفسععق لنتفععاء التهمععة
)وكذا( تقبل )عليععه فععي عععداوة ديععن ككععافر( شععهد عليععه مسععلم
)ومبتدع شهد عليععه سععني( ،لنهععا لمععا كععانت لجععل الععدين انتفععت
التهمة عنها ومن أبغض فاسقا لفسقه أو قدح فيه بما هععو واجععب
عليه كفلن ل يحسن الفتوى قبلت شهادته عليه
)وتقبل شهادة( كل )مبتدع( هو من خععالف فععي العقععائد مععا عليععه
أهل السنة مما كان عليه أهل السنة مما كععان عليععه النععبي صععلى
الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعععدهم والمععراد بهععم فععي الزمنععة
المتأخرة إماماها أبععو الحسععن الشعععري وأبععو منصععور الماتريععدي
وأتباعهما وقد يطلق على كل مبتدع أمر لم يشهد الشرع بحسععنه
وليس مرادا هنا )ل نكفره( ببدعته وإن سب الصحابة رضوان الله
عليهم كما في الروضة وإن ادعى السبكي والذرعي أنععه غلععط أو
استحل أموالنا ودماءنعا ،لنعه علعى حعق فعي زعمعه نععم ل تقبعل
>ص <236 :شعععهادة داعيعععة لبعععدعته كروايتعععه إل الخطابيعععة
لمععوافقيهم مععن غيععر بيععان السععبب لعتقععادهم أنععه ل يكععذب ،لن
الكذب كفر عندهم وأبو الخطاب السدي الكوفي المنسوبون إليه
كان يقول بألوهية جعفر الصادق ،ثم ادعاها لنفسععه ول ينععافي مععا
تقرر في الستحلل ما مر من أنه مانع فععي البغععاة لمكععان حمععل
ذاك على أن منع تنفيذه لخصوص بغيهم احتقارا وردعععا لهععم عععن
بغيهم ،وأما من نكفره ببععدعته كمععن يسععب عائشععة بالزنععا وأباهععا
رضي الله عنهما بإنكععار صععحبته أو ينكععر حععدوث العععالم أو حشععر
الجسععاد أو علععم اللععه تعععالى بالمعععدوم أو بالجزئيععات فل تقبععل
شهادته لهداره )ل مغفل ل يضبط( أصل أو غالبا أو علععى السععواء
لعدم الثقععة بقععوله ككععثير الغلععط والنسععيان بخلف مععن ل يضععبط
نادرا ،لن أحدا ل يسلم من ذلك ومن بين السبب كالقرار وزمععن
التحمععل ومكعانه بحيعث زالعت التهمعة بعذلك قععال المععام :ويجعب
استفصال شاهد رابه فيه أمر كععأكثر العععوام ولععو عععدول فععإن لععم
يفصععل لزمععه البحععث عععن حععاله والمعتمععد نععدب ذلععك أي :فععي
مشععهوري الديانععة والضععبط وإل وجععب كمععا يعلععم ممععا يععأتي فععي
المتنقبععة )ول مبععادر( بشععهادته قبععل الععدعوى أو بعععدها وقبععل أن
يستشهده المدعي في غير شهادة الحسبة لتهمته حينئذ ومععن ثععم
صح أنه صلى الله عليه وسلم ذمه نعم لععو أعادهععا فععي المجلععس
بعد >ص <237 :الستشععهاد قبلععت ومععا صععح أنععه خععبر الشععهود
محمول على ما تسمع فيعه شععهادة الحسعبة كمععن شعهد ليعتيم أو
مجنون أو بزكاة أو كفارة أو على من عنده شهادة لمن ل يعلمهععا
فيسن له إعلمه ليستشهد به ،ولو قيل بوجععوبه إن انحصععر المععر
فيه لم يبعد
)تنبيه( .قضية إطلقه رد المبادر أنععه ل فععرق بيععن مععا يحتععاج فيععه
لجواب الدعوى وما ل فلو طلب من القاضي بيع مال مععن ل يعععبر
عععن نفسعه كمحجععور وغععائب وأخععرس ل إشععارة لععه مفهمععة فععي
حاجتهم ولهم بينة بهععا فعالوجه أنعه ينصععب مععن يعدعي لهعم ذلعك
ويسأل البينة الداء ول يجوز لهم الداء قبل الطلععب وكععذا مععدعي
الوكالة ل بد أن يقول أنا وكيل فلن ولععي بينععة ويسععأله الداء وإن
لم يحتج لحضور الخصم ويأتي قريبا زيادة لذلك
)فرع( .ل يقدح فيه جهله بفروض نحو صلة ووضوء يؤديهمععا كمععا
مر أول الباب ول توقفه في المشهود به إن عاد وجععزم بععه فيعيععد
الشهادة ول قوله ل شهادة لي في هععذا إن قععال نسععيت أو أمكععن
حدوث المشهود به بعد قوله وقد اشععتهرت ديععانته وينبغععي قبععول
دعوى من هذه صفته النسيان حيععث احتمععل فععي غيععر ذلععك كععأن
شهد بعقد بيع وقال ل أعلم كونه للبائع ،ثم قال نسيت بل هععو لععه
وحيث أدى الشاهد أداء صحيحا لم ينظر لريبة يجدها الحععاكم كمععا
بأصله وينععدب لععه استفسععاره وتفرقععة الشععهود ول يلععزم الشععاهد
إجابته عما سأله عنه نعم إن كععان بععه نععوع غفلععة توقععف القاضععي
وبحث بعضهم أن الولععى استفسععار شععاهد لععم يعلععم تثبتععه لقععول
الرافعععي كالمععام غععالب شععهادة العامععة يشععوبها جهععل يحععوج
للستفسار ،والععوجه مععا أشععرت إليععه آنفععا أنععه إن اشععتهر ضععبطه
وديانته لم يلزمه استفساره وإل لزمه
)وتقبل شهادة الحسبة( من احتسب بكععذا أجععرا عنععد اللععه اعتععده
ينوي به وجه الله قبل الستشهاد ولو بل دعوى بععل ل تسععمع فععي
الحدود أي :إل إن تعلق بها حق آدمي كسرقة قبل رد مالها .قععال
جمععع :ول فععي غيرهععا لعععدم الحتيععاج إليهععا وعليععه فهععل الحكععم
المترتب عليها باطل ،لن المترتب علعى الباطعل باطعل أو ل ،لن
بطلنها أوجب أنها كما لو لم تذكر فكععأنه حكععم بغيععر دعععوى وهععو
صحيح كل محتمل والوجه الثععاني وقععال البلقينععي وغيععره :تسععمع
وهو المعتمد ،لنه قد يقر فيحصععل المقصععود بععوجه أقععوى وكفععى
بهذا حاجة وقد تناقض في ذلك كلمهما في مواضععع )فععي حقععوق
الله تعالى( كصلة ،وزكاة ،وكفععارة ،وصععوم وحععج عععن ميععت بععأن
يشهد بتركها وحق لنحو مسجد )وفيما له فيه حق مؤكد( وهععو مععا
ل يتأثر برضا الدمي بأن يقععول حيععث ل دعععوى >ص <238 :أنععا
أشهد أو عندي شهادة على فلن بكذا وهو ينكععر فأحضععره لشععهد
عليه وإنما تسمع عند الحاجة إليها حال كأخيها رضاعا وهو يريد أن
ينكحها أو أعتقه وهو يريد أن يسترقه ،ول عبرة بقولهما نشهد لئل
يتناكحا بعد ونوزع في اشععتراط الحاجععة بقععول ابععن الصععلح تقبععل
بإعتاق نحو ميت قنه وإن لم يطلبها فيحكم بها وإن لععم يحلععف إذا
لحظ الحسععبة ،ويععرد بحمععل هععذا وأمثععاله كالمسععألة الععتي نقلهععا
الرافعي عن القفال فيمععن بععاع دارا فقععامت بينععة حسععبة أن أبععاه
وقفها علععى مععا إذا قعال والعوارث يريعد أن يسعترقه أو نحعو ذلعك
كقوله وهو منكر ذلك ،لنه مع تقدم البيع منه مستلزم لذكر حاجة
هي وهو يمنعها من الموقوف عليهم على أن قضععية كلم المنععازع
أنه إنما يرد اشتراط ذكر نحو السترقاق بالفعل وهذا أعنععي عععدم
اشتراط ذكره بالفعل ظاهر ل كلم فيه وإنمععا هععو فععي ذكععر وهععو
يريد كذا وهذا ل بد منه.
)كطلق( رجعي أو بععائن ولععو خلعععا لكععن بالنسععبة لععه دون المععال
)وعتق( بأن يشهد به أو بالتعليق مع وجود الصععفة أو بالتععدبير مععع
الموت أو بما يستلزمه كاليلد بخلفععه بمجععرد التععدبير أو التعليععق
بصععفة أو الكتابععة علععى أحععد وجهيععن رجحععه شععارح ورجععح غيععره
سماعها وهو الوجه ويؤيده ما يأتي قريبا عن البغوي والجععامع أن
المقصود بالشهادة مترقب في كععل منهمععا فععإن قلععت يؤيععد الول
قولهم السابق عند الحاجععة إليهععا حععال قلععت ينبغععي اسععتثناء نحععو
هاتين الصورتين كزنى بفلنة ،ويععذكر شععروطه ممععا ل يمكععن فيععه
ذكر ذلك لضرورة ثبوت الصل ليترتب عليه ما هو حق لله تعععالى
بعد فإن قلت هذا بعينه جار في نحو أخيها رضاعا مع عدم قبولهععا
فيه قلت يفرق بين هذا وأمثاله ،والزنا وأمثاله بأن اقتصار الشاهد
على أخيهععا رضععاعا غيععر مفيععد فععائدة يععترتب عليهععا حاجععة نععاجزة
فاحتيج إلى ضم ما يجعله مفيدا نحو وهو يريد نكاحها ،ونحو دبععره
وهو منكر متضمن لذكر وهو يريد أو وارثه بقاءه من جملة تركتععه
ول تسمع في شراء القريب ،لنها شهادة بالملعك ،والعتعق يعترتب
عليه وفارق مععا مععر فععي الخلععع بععأن الفرقععة ثععم هععي المقصععودة
والمال تبع والملك هنا هو المقصود والعتق تبع ولو ادعى قنان أن
سيدها أعتق أحدهما وقامت به بينععة سععمعت وإن كععانت الععدعوى
فاسدة لستغناء بينة الحسبة عن تقدم دعوى .قال بعضهم :ولعل
هذا إذا حضر السيد أو غاب غيبة شرعية وإل فل بد من حضوره .ا
ه .ويؤخذ من ذلك ترجيععح مععا قععدمته مععن أن كععل مععا قبلععت فيععه
شهادة الحسبة ينفذ الحكم فيه >ص <239 :بها وإن ترتب علععى
دعوى فاسدة )وعفو عن قصاص( ،لنها شهادة بإحياء نفععس وهععو
حق لله تعالى )وبقاء عدة وانقضائها( لما يععترتب علععى الول مععن
صيانة الفرج عن استباحته بغير حق ولما في الثاني من الصععيانة،
والتعفف بالنكاح ومثل ذلك تحريم الرضاع والمصاهرة )وحععد لععه(
تعالى كحد زنا وقطع طريق وسرقة ومثله إحصععان وسععفه وجعرح
بعد الشهادة وتعديل بعد طلب القاضي له ولو في غيبة معععدل أو
مجروح عرف اسمه ونسبه كما مر فيحجععر عليععه فععي الولععى إن
كان في عمله وبلععوغ وإسععلم وكفععر ووصععية أو وقععف لنحععو جهععة
عامة ولو في آخره كعلى ولده ،ثععم ولععد ولععده ،ثععم الفقععراء كمععا
أفتى به البغوي وأفتى القاضي بسماع دعوى أجنععبي علععى وصععي
خان فيحلفه الحاكم إن اتهمه واستحسنه الذرعي وغيره قال وإذا
كان له تحليفععه فلععه إقامععة البينععة بععل أولععى )وكععذا النسععب علععى
الصحيح( ،لن الشرع أكده ومنععع قطعععه فضععاهى الطلق والعتععق
وخرج بما مر حق الدمي المحض كقود وحد قذف وبيع وإقرار
)تنبيه( .قد تسععمع الشععهادة بل دعععوى صعحيحة فععي مسعائل أخععر
كتصرف حاكم في مال تحت وليته واحتاج لمعرفة نحعو قيمتعه أو
ملكه أو يده فله سماع البينة بذلك من غيعر دععوى اكتفعاء بطلبعه
كما في تعديل الشاهد أو جرحه وكذا في نحو مال محجور شععهدا
أن وصيه خانه ومععال غععائب شععهدا بفععواته إن لعم يقبضععه الحععاكم
ونظير ذلك قضاؤه لنحو صبي في عمله بعد الثبوت عنده من غير
طلب أحد لحكمه ،ومنازعة الغزي فععي بعععض ذلععك مععردودة وقععد
يتوقععف الشععيء علععى الععدعوى لكععن ل يحتععاج لجععواب خصععم ول
لحضععوره كععدعوى توكيععل شععخص لععه ولععو حاضععرا بالبلععد فيكفععي
لثبات الوكالة تصديق الخصم له وإقامة البينة في غيبته مععن غيععر
حلععف ،ول يلععزم الخصععم فععي الولععى التسععليم لععه ،لنعه لععو أنكععر
التسليم قبل وكدعوى قيم محجور احتاج لبيع عقاره فيثبتهععا ببينععة
في غيبته وكالدعوى على ممتنع ومن ل يعبر عن نفسععه كمحجععور
وغائب وميت ل وارث له خاص وإل لم تسععمع إل فععي وجععه وارث
له إن حضروا أو بعضهم واستحقاق وقععف بيععد الحععاكم فععإذا أقععام
بينة بدعواه كفى ،ويشترط في سماع الععدعوى علععى مععن ل يعععبر
عععن نفسععه أن يقععول ولععي بينععة تشععهد بععذلك ،أو وأنععت تعلمععه
وكالدعوى بأن فلنا حكم لي بكذا فنفذه لي فل يحتاج لدعوى في
وجه الخصم كما عليععه جمععع متقععدمون ،وأكععثر المتععأخرين وعليععه
العمل ،وقال آخرون :ل بد من حضععوره إن كععان فععي حععد القععرب
وعلععى الول ل يحتععاج ليميععن السععتظهار علععى الوجععه ومععر فععي
الحوالة أن للمحال عليععه إقامععة بينععة بععبراءته قبععل الحوالعة لععدفع
مطالبة المحتال له وإن كان المحيل بالبلد )ومتى حكم بشععاهدين
فبانععا كععافرين ،أو عبععدين أو صععبيين( أو بععان أحععدهما كععذلك عنععد
الداء ،أو الحكم والحاكم ل يرى قبولهما )نقضه هو وغيره( كما لو
حكم باجتهاد فبان خلف النص ومعنى النقض هنععا إظهععار بطلنععه
وأنه لم يصادف محل >ص) <240 :وكذا فاسععقان فععي الظهععر(
لما ذكر ول أثر لشهادة عدلين بالفسععق مععن غيععر تاريععخ لحتمععال
حدوثه بعد الحكم ومر في النكاح أنه لو بععان فسععق الشععاهد عنععد
العقد فباطل على المذهب وهو غير ما هنا إذ المؤثر ثم تبين ذلك
عنععد التحمععل فقععط وهنععا عنععد الداء أو قبلععه بععدون مضععي مععدة
الستبراء أو عند الحكم فل تكععرار ول تخععالف فععي حكايععة الخلف
خلفا لمن زعمه )ولو شهد كافر( معلن بكفره )أو عبععد أو صععبي(
فردت شهادته )ثم أعادهععا بعععد كمععاله قبلععت( إذ ل تهمععة لظهععور
مانعه )أو( شهد )فاسق( ولو معلنا أو كافر يخفععي كفععره وتنظيععر
ابن الرفعة فيه رده البلقيني أو عدو أو غيععر ذي مععروءة فععرد ،ثععم
)تاب( ،ثم أعادها )فل( تقبل شععهادته ،لن رده أظهععر نحعو فسععقه
الذي كان يخفيه ،أو زاد في تعييره بما أعلن به فهو متهععم بسعععيه
في دفع عار ذلك الرد ومن ثم لو لم يضع القاضي لشهادته قبلت
بعد التوبة وبحث إسماعيل الحضرمي أنه لععو شععهد بمععا ل يطععابق
الدعوى ،ثم أعادها بمطابقها قبل ،ويتعين تقييده بمشهور بالديانة
اعتيد بنحو سبق لسان أو نسيان )وتقبل شهادته بغيرها( أي :فععي
غير تلك الشهادة التي رد فيها إذ ل تهمة ومثله تائب مععن الكععذب
في الرواية كما اختاره فععي شععرح مسععلم) .بشععرط اختبععاره بعععد
التوبة مدة يظن بها( أي :بسععبب مضععيها خاليععا عععن مفسععق فيهععا
)صدق توبته( ،لنها قلبية وهو متهم بظهارها لترويج شهادته وعود
وليته فاعتبر ذلك لتقععوى دعععواه )وقععدرها الكععثرون بسععنة( ،لن
للفصول الربعة تأثيرا بينا في تهييج النفوس لشهواتها فإذا مضت
وهو على حاله أشعر ذلك بحسععن سععريرته وقععد اعتبرهععا الشعارع
في نحو العنة ،ومدة التغريب في الزنا >ص <241 :والصح أنها
تقريب ل تحديد وقد ل يحتاج لها كشاهد بزنا حععد لنقععص النصععاب
فتقبل عقب ذلك وكمخفي فسق أقر به ليستوفى منه فتقبل منه
حال أيضا ،لنه لم يظهر التوبععة عمععا كععان مسععتورا إل عععن صععلح
وكناظر وقف تاب فتعود وليته حععال كععولي النكععاح وكقععاذف غيععر
المحصن كما قاله المام :واعتمده البلقيني لكن قيععده غيععره بمععا
إذا لم يكن فيه إيذاء وإل فل بد من السنة وكمرتععد أسععلم اختيععارا
وكان عدل قبل الردة ،لنه لم يبق بعد إسلمه احتمال ول بععد مععن
السنة في التوبة من خارم المروءة كما ذكره الصحاب وكذا مععن
العداوة كما رجحه ابن الرفعة وإن خالفه البلقيني
)ويشترط في( صحة )توبة معصية قولية( من حيععث حععق الدمععي
)القول( قياسا على التوبة من الردة بالشععهادتين ،ووجوبهمععا وإن
كععانت الععردة فعل كسععجود لصععنم لكععون القوليععة هععي الصععل أو
لتضمن ذلك تكذيب الشرع وقضيته كععالمتن اشععتراط القععول فععي
كععل معصععية قوليععة كالغيبععة وبععه صععرح الغزالععي فيهععا ونععص الم
بقضععيته فععي الكععل وهععو ظععاهر .وإن قيععل ظععاهر كلم الكععثرين
اختصاصه بالقذف وعليه فرق في المطلب بينععه وبيععن غيععره بععأن
ضرره أشد ،لنه يكسب عارا وإن لم يثبت فاحتيط بإظهار نقيععض
ما حصل منه وهو العتراف بالكذب جبرا لقلب المقععذوف وصععونا
لما انتهكه من عرضه واشترط جمع متقدمون أنه ل بد في التوبععة
من كل معصية من الستغفار أيضا واعتمده البلقيني وأطععال فععي
الستدلل له لكن بما ل يرد عليه عند التأمل المقتضي لحمل تلك
الظواهر على الندم وخرج بالقولية الفعلية فل يشترط فيها قععول،
لن الحق فيها متمحض إلععى اللععه تعععالى فععأدير المععر فيهععا علععى
الصدق باطنا بخلف القذف لما تقرر فيععه )فيقععول القععاذف( وإن
كان قذفه بصورة الشهادة لكون العدد لم يتم )قذفي باطععل وأنععا
نادم عليه ول أعود إليه( أو ما كنت محقا في قذفي وقد تبت منععه
أو نحو ذلك ول يلزمه أن يتعرض لكذبه ،لنه قد يكون صادقا فععإن
قلت قد تعرض له بقوله قذفي باطل ولذا قيل الولى قول أصععله
كععالجمهور القععذف باطععل> .ص <242 :قلععت :المحععذور إلزامععه
بالتصريح بكذبه ل بالتعريض به وهذا فيه تعريض ل تصريح أل ترى
أنك تقول لمحاورك هذا باطل ول يجزع ولو قلت له كذبت لحصل
له غاية الجزع والحنق وسره أن البطلن قد يكععون لختلل بعععض
المقدمات فل ينافي مطلق الصععدق بخلف الكععذب ،وبهععذا يظهععر
أنععه ل اعععتراض علععى المتععن ،وأن عبععارته مسععاوية لعبععارة أصععله
والجمهور ثم إن اتصل ذلك بالقاضي بإقرار ،أو ببينععة اشععترط أن
يقول ذلك بحضرته وإل فل على الوجه قيل في جععواز إعلمععه بععه
نظر لما فيه من اليععذاء ،وإشععاعة الفاحشععة نعععم ل بععد أن يقععول
بحضرة من ذكره بحضرته أول وليس كالقذف فيما ذكر كما بحثععه
البلقيني قوله لغيره يا ملعون أو يا خنزير ونحوه فل يشععترط فععي
التوبة منه قول ،لن هذا ل يتصور إيهام أنه محق فيه حتى يبطلععه
بخلف القذف ونازع في اشتراط وأنا نادم وما بعده
)وكذا شهادة الزور( يشترط في صحة التوبعة منهعا قعول نحعو معا
ذكر كشهادتي باطلة ،وأنا نادم عليها ول أعود إليها ،ويكفي كععذبت
فيما قلت ول أعود إلى مثله ،ونازع البلقيني في إلحاقهععا بالقععذف
بأن ثبوت الزور بإقراره أو غيره كعلم القاضي وكأن شهد أنه رآه
يزني بحلب يوم كذا وثبت أنه ذلععك اليععوم كععان بمصععر كععاف فععي
ظهور كذبه ،ويرد بأن ذلك كلععه ل يمنععع بقععاءه علععى مععا شععهد بععه
متأول بخلفه مع اعترافه بكذبه ول يثبت الزور بالبينة لحتمال أنها
زور نعم يستفاد بها جرح الشاهد فتندفع شهادته ،لنه جرح مبهععم
فوجب التوقف لجله )قلت و( المعصية )غير القوليععة( ل يشععترط
فيها قول كما مر وإنما )يشترط( في صحة التوبععة منهععا كالقوليععة
أيضععا )إقلع( منهععا حععال ،وإن كععان متلبسععا بهععا ،أو مصععرا علععى
معاودتها )وندم( من حيث المعصية ل لخوف عقاب لو اطلع عليععه
أو لغرامة مال أو نحو ذلك وزعم أن هذا ل حاجععة لععه ،لن التوبععة
عبادة وهي من حيث هي شرطها الخلص مردود بأن فيه تسليما
للحتياج إليه )وعزم أن ل يعود( إليها ما عاش إن تصععور منععه وإل
كمجبوب بعد زناه لععم يشععترط فيععه العععزم علععى عععدم العععود لععه
اتفاقععا ،ويشععترط أيضععا أن ل يغرغععر وأن ل تطلععع الشععمس مععن
مغربها .قيل :وأن يتأهل للعبادة فل تصح توبة سكران في سكره،
وإن صح إسلمه .ا ه .وفرقه بينهما بعيد جدا وإن تخيل لععه معنععى
قيععل وأن يفععارق مكععان المعصععية ،ثععم صععرح بمععا يفهمععه القلع
للعتناء به فقال) :ورد ظلمععة آدمععي( يعنععي الخععروج منهععا >ص:
<243بأي وجه قدر عليه مال كانت أو عرضا نحو قود وحد قذف
)إن تعلقت به( سواء تمحضت له أم كان فيها مع ذلك حق مؤكععد
لله تعالى كزكاة وكذا نحو كفارة وجبت فورا )والله أعلععم( للخععبر
الصععحيح }مععن كععانت لخيععه عنععده مظلمععة فععي عععرض أو مععال
فليستحله اليوم قبل أن ل يكون دينار ول درهم ،فإن كان له عمل
يؤخذ منه بقدر مظلمته وإل أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليععه{
وشمل العمل الصوم وبه صرح حديث مسلم فمععن اسععتثناه فقععد
وهم ،ثم تحميله للسيئات يظهر من القواعد أنه ل يعاقب إل على
ما سببه معصية ،أما من عليعه ديعن لعم يععص بعه وليعس لعه معن
العمل ما يفي به فإذا أخععذ مععن سععيئات الععدائن وحمععل عليععه لععم
يعاقب به وعليه ففائدة تحميله له تخفيف ما علععى الععدائن ل غيععر
وبهذا إن صح يظهر أن قععوله تعععالى }ول تععزر وازرة وزر أخععرى{
أي :ل تحمل نفعس آثمعة إثعم نفعس أخعرى محمعول علعى أنهعا ل
تحملععه لتعععاقب بععه ،ثععم هععذا الحععديث وحععديث }نفععس المععؤمن
مرهونة بدينه حتى يقضى عنه{ ظاهر كلم الئمععة حيععث اختلفععوا
فععي تأويععل ذلععك وتخصيصععه وأبقععوا هععذا علععى ظععاهره أن حمععل
السيئات ل يستثنى منه شععيء بخلف الحبععس فععإن أفلععس لزمععه
الكسب كما مر فإن تعذر على المالك ووارثععه سععلمه لقععاض ثقععة
فإن تعذر صرفه فيما شاء من المصععالح عنععد انقطععاع خععبره بنيععة
الغرم له إذا وجده ،فععإن أعسععر عععزم علععى الداء إذا أيسععر فععإن
مات قبله انقطع عنه الطلب في الخرة إن لم يعص بالتزامه.
ويرجى من فضل الله تعالى تعويض المسععتحق وإذا بلغععت الغيبععة
المغتععاب اشععترط اسععتحلله فععإن تعععذر بمععوته أو تعسععر لغيبتععه
الطويلة استغفر له ول أثر لتحليل وارث ول مع جهل المغتاب بمععا
تحلل منه كما في الذكار وإن لم تبلغه >ص <244 :كفى النععدم
والستغفار له وكذا يكفي الندم والقلع عن الحسد ويسن للزاني
ككل من ارتكب معصية لله الستر على نفسه بأن ل يظهرها ليحد
أو يعزر ل أن ل يتحدث بها تفكها أو مجاهرة فإن هذا حرام قطعععا
وكذا يسن لمن أقر بشيء معن ذلعك الرجععوع عععن إقععراره بعه ول
يخالف هذا قععولهم يسععن لمععن ظهععر عليععه حععد أي :للععه أن يععأتي
المام ليقيمععه عليععه لفععوات السععتر ،لن المععراد بععالظهور هنععا أن
يطلع على زناه مثل من ل يثبت الزنا بشهادته فيسن له ذلك ،أمععا
حد الدمي أو القود له أو تعزيره فيجب القرار به ليسععتوفى منععه
ويسن لشاهد الول الستر ما لم ير المصلحة في الظهار ومحلععه
إن لم يتعلق بالترك إيجاب حد على الغير وإل كثلثة شهدوا بالزنععا
لزم الرابعع الداء ،وأثعم بععتركه وليعس اسععتيفاء نحععو القععود مععزيل
للمعصععية بععل ل بععد معععه مععن التوبععة وبععه صععرح الععبيهقي وحمععل
الحاديث في أن الحدود كفارة على ما إذا تععاب وجععرى المصععنف
على خلفه وجمع الزركشي >ص <245 :بحمل الثاني علععى مععا
إذا سلم نفسه طوعا لله تععالى والول علععى خلفععه والععذي يتجععه
الجمع بحمل إطلق السقوط على حق الدمي ،وعدمه على حععق
الله تعالى فإذا قيد منه ولم يتب عوقب على عدم التوبععة ،وتصععح
توبته من ذنب وإن كان مرتكبا لذنوب أخرى ومما تععاب منععه ،ثععم
عاد إليه ومن مات وله دين لم يستوفه ورثته يكون هعو المطععالب
به في الخرة على الصععح )فععائدة( .قيععل يسععتثنى أربعععة كفععار ل
تقبل توبتهم إبليس ،وهاروت ،ومععاروت ،وعععاقر ناقععة صععالح قععال
بعضهم لعل المراد أنهم ل يتوبون .ا ه .وأقول بل هو على ظاهره
في إبليس وليس بصحيح في هاروت وماروت بل الذي دلت عليه
قصتهم المسندة خلفا لمن أنكر ذلك أنهم إنما يعذبون في الععدنيا
فقعط ،وأنهعم فعي الخعرة يكونعون معع الملئكعة بععد ردهعم إلعى
صفاتهم.
)فصل( في بيان قدر النصاب في الشهود المختلععف بععاختلف
المشهود به ومستند الشهادة وما يتبع ذلك )ل يحكم بشاهد( واحد
)إل( منقطع لما مر أول الصوم )في هلل رمضععان( وتععوابعه دون
شهر نذر صومه )في الظهر( كما قدمه وأعاده هنا للحصر >ص:
<246وأورد عليه صور أكثرهععا علععى مرجععوح وبعضععها مععن بععاب
الرواية أو نحوها)ويشترط للزنا( واللععواط وإتيععان البهيمععة ووطععء
الميتة )أربعة رجال( بالنسبة للحد أو التعزير لقوله تعالى }ثم لععم
يأتوا بأربعة شهداء{ ولنه أقبح الفععواحش وإن كععان القتععل أغلععظ
منه على الصح فغلظت الشهادة فيه سترا من اللععه تعععالى علععى
عباده ويشترط تفسيرهم له كرأيناه أدخل مكلفا مختععارا حشععفته
أو قدرها من مقطوعها في فرج هذه أو فلنة ويذكر نسبها بالزنععا
أو نحوه والذي يتجه ترجيحه أنه ل يشترط ذكععر زمععان ومكععان إل
إن ذكععره أحععدهم فيجععب سععؤال البععاقين لحتمععال وقععوع تنععاقض
يسقط الشهادة ول يشترط كالمرود في المكحلععة لكنععه يسععن ول
يضر قولهم تعمععدنا النظععر لجععل الشععهادة أمععا بالنسععبة لسععقوط
حصععانته وعععدالته ووقععوع طلق علععق بزنععاه فيثبععت برجليععن ل
بغيرهما مما يأتي وقد يشكل عليه ما مر في باب حععد القععذف أن
شهادة دون أربعة بالزنا تفسقهم وتوجب حدهم فكيف يتصور هذا
؟ وقد يجاب بأن صورته أن يقععول نشععهد بزنععاه بقصععد سععقوط أو
وقوع ما ذكر فقولهما بقصد إلى آخره ينفي عنهما الحد والفسق،
لنهما صرحا بما ينفي أنه قد يكون قصدهما إلحاق العار به الععذي
هو موجب حد القذف كما مر ثم مععع مععا لععه تعلععق بمععا هنععا وكععذا
مقدمات الزنا >ص <247 :ووطء شبهة قصد به النسب أو شهد
بعه حسعبة يثبعت برجليعن أو المعال يثبعت بهمعا وبرجعل وامرأتيعن
وبشاهد ويمين ول يحتاج فيه لما مر فععي الزنععا مععن رأينععاه أدخععل
حشفته إلى آخره
)و( يشترط )للقرار بععه اثنععان( كغيععره )وفععي قععول أربعععة( ،لنععه
يترتب عليه الحد وفرق الول بأن حده ل يتحتعم )ولمعال( عيعن أو
دين أو منفعة )و( لكععل مععا قصععد بععه المععال مععن )عقععد( أو فسععخ
)مالي( ما عدا الشركة والقراض والكفالة )كععبيع وإقالععة وحوالععة(
عطف خاص على عام إذ الصح أنها بيع )وضععمان( ووقععف وصععلح
ورهن وشفعة ومسابقة وعوض خلع ادعاه الزوج أو وارثععه )وحععق
مالي كخيار وأجل( وجناية توجب مال )رجلن أو رجععل وامرأتععان(
لعموم الشخاص المستلزم لعموم الحوال إل ما خص بدليل فععي
قوله تعالى }فإن لم يكونا رجليععن فرجععل وامرأتععان{ مععع عمععوم
البلوى بالمداينات ونحوها فوسع في طرق إثباتهععا والتخييععر مععراد
من الية إجماعا دون الترتيب الذي هو ظاهرها والخنععثى كععالمرأة
أما الشركة والقراض والكفالة فل بد فيها من رجلين مععا لععم يععرد
في الولين إثبات حصته من الربععح كمععا >ص <248 :بحثععه ابععن
الرفعة )ولغير ذلك( أي ما ليس بمال ول يقصععد منععه المععال )مععن
عقوبة لله تعالى( كحد شرب وسععرقة وقطععع طريععق )أو لدمععي(
كقود وحد قذف ومنع إرث بأن ادعى بقية الورثة على الزوجة أن
الزوج خالعها حتى ل ترث منه )و ما يطلع عليه رجال غالبا كنكععاح
وطلق( منجععز أو معلععق )ورجعععة( وعتععق )وإسععلم وردة وجععرح
وتعديل وموت وإعسععار ووكالععة( ووديعععة )ووصععاية >ص<249 :
وشهادة علععى شععهادة رجليععن( ل رجععل وامرأتيععن لقععول الزهععري
مضت السنة من رسول الله صلى الله عليععه وسععلم أنععه ل تجععوز
شهادة النساء فععي الحععدود ول فععي النكععاح ول فععي الطلق وهععذا
حجة عند أبي حنيفة وهو المخالف ،ولنه تعععالى نععص فععي الطلق
والرجعة والوصاية على الرجلين وصح به الخبر في النكاح وقيععس
بها ما في معناها من كل ما ليس بمال ول هععو المقصععود منععه ول
نظر لرجععوع الوصععاية والوكالععة للمععال ،لن القصععد منهمععا إثبععات
الولية ل المال .نعم نقل الشيخان عن الغزالي وأقراه لكن نوزعا
فيه ولو ادعت أنه طلقها عنععد الععوطء وطععالبته بالشععطر أو بعععده
وطالبته بالكل أو أن هذا الميععت زوجهععا وطلبععت الرث قبععل نحععو
شاهد ويمين ،لن القصد المال كما في مسألتي السععرقة وتعليععق
الطلق بالغصععب فععإنه يثبععت المععال بشععاهد ويميععن دون السععرقة
والغصب ،والطلق ألحق به قبول شاهد ويمين بالنسب إلى ميععت
فيثبت الرث وإن لم يثبت النسب
)تنبيه( صورة ما ذكر في الوديعة أن يدعي مالكها غصب ذي اليععد
لها وذو اليد أنها وديعة فل بد من شعاهدين ،لن المقصعود بالعذات
إثبات ولية الحفععظ لععه وعععدم الضععمان يععترتب علععى ذلععك )ومععا
يختعص بمعرفتعه النسعاء أو ل يعراه رجعال غالبعا كبكعارة( وضعدها
ورتق وقرن )أو ولدة وحيض( ومرادهما بقولهما في محععل تتعععذر
إقامععة البينععة عليععه تعسععرها فععإن الععدم وإن شععوهد يحتمععل أنععه
استحاضة> .ص<250 :
)تنبيه( إذا ثبتت الولدة بالنساء ثبت النسععب والرث تبعععا ،لن كل
منهما لزم شرعا للمشهود به ول ينفك عنه ولن التابع من جنععس
المتبوع فإن كل من ذلك من المال أو اليل إليه ،ويؤخذ من ثبوت
الرث فيما ذكععر ثبععوت حيععاة المولععود وإن لععم يتعرضععن لهععا فععي
شهادتهن بالولدة لتوقععف الرث عليهععا أعنععي الحيععاة فلععم يمكععن
ثبوته قبل ثبوتها أمععا لععو لععم يشععهدن بععالولدة بععل بحيععاة المولععود
فظاهر أنهن ل يقبلن ،لن الحياة من حيععث هععي ممععا يطلععع عليععه
الرجال غالبا فإن قلت الصل عدم الحيععاة فكيععف مععع ذلععك تثبععت
الحياة تبعا للولدة قلععت لمععا نظععروا للععزوم الرث لهععا المسععتلزم
للحيععاة وجععب ثبوتهععا ليثبععت الرث وسععره أن ذكععر الععولدة فععي
الشهادة مع السكوت عليها قرينة ظاهرة في حيععاة المولععود ،لن
عدالة الشاهد تمنعه من إطلق الشهادة بالولدة مععع مععوت الولععد
فالحاصل أن الحياة وإن لم تكن لزما شرعا لكن اللزم الشرعي
يتوقف عليها فكان تقديرها ضروريا فعمل به )ورضاع( وقدمه في
بابه وذكر هنا علععى جهععة التمثيععل فل تكععرار ومحلععه إن كععان مععن
الثدي أما شرب اللبن من إناء فل يقبلن فيععه نعععم يقبلععن فععي أن
هذا لبن فلنة )وعيوب تحت الثياب( التي مععن النسععاء مععن بععرص
وغيره حتى الجراحة كما صوبه في الروضععة ورد اسععتثناء البغععوي
له نظرا إلى أن جنسه يطلع عليه الرجال غالبا وزعم أن الجمععاع
عليه وأنعه صعواب معردود )يثبعت بمعا سعبق( أي برجليعن وبرجعل
وامرأتين )وبأربع نسوة( وحدهن للحاجة إليهن هنا ول تثبت برجل
ويمين وخرج بتحت الثياب والمراد ما ل يظهر منها غالبا ومععن ثععم
كان التعبير بذلك أولى من تعبير الروضة وغيرها بما تحععت الزار،
لنه ما بين السرة والركبة فقط وليس مععرادا عيععب الععوجه واليععد
من الحرة فل يثبت حيث لم يقصععد بععه مععال إل برجليععن وكععذا مععا
يبدو عند مهنة المة إذا قصد به فسخ النكاح مثل أما إذا قصععد بععه
الرد في العيب فيثبت برجل وامرأتين وشاهد ويميععن ،لن القصععد
منه حينئذ المال ولو أقامت شاهدا بععإقرار زوجهععا بالععدخول كفععى
حلفها معه ويثبت المهععر أو أقععامه هععو علععى إقرارهععا بععه لععم يععف
الحلف معه ،لن قصده ثبوت العدة والرجعة وليسا بمال
)تنبيه( ما ذكر في وجه الحععرة ويععدها ومععا يبععدو فععي مهنععة المععة
>ص <251 :قيل :إنما يتأتى على حل نظره الضعععيف أمععا علععى
المعتمد من حرمتععه فليثبععت بالنسععاء ا ه .ولععك رده بععأنه مخععالف
لصريح كلمهم ل سيما ما يبدو في مهنععة المععة فععإن تخصيصععه ل
يأتي على قول المصنف إنها كالحرة ول على قول الرافعععي يحععل
ما عدا ما بين سرتها وركبتها فعلمنا بذلك أنهم أعرضوا عمععا ذكععر
ويوجه بأنهم هنا لم ينظروا لحل نظر ول لحرمته إذ للشاهد النظر
للشهادة ولو للفرج كما مر وإنما النظر لما مععن شععأنه أن يسععهل
اطلع الرجال عليه غالبا ول وما ذكر يسهل اطلعهم عليععه كععذلك
لعدم تحفظ النساء في ستره غالبا فلم يقبلن فيه مطلقععا )ومععا ل
يثبت برجععل وامرأتيععن ل يثبععت برجععل ويميععن( لنععه إذا لععم يثبععت
بالقوى فالضعف أولى )وما يثبت بهم( أي برجل وامرأتين وغلبه
لشرفه )يثبت برجععل ويميععن( لخععبر مسععلم أنععه صععلى اللععه عليععه
وسلم قضى بهما قال مسلم صح أنه صلى الله عليه وسلم قضى
بهما في الحقوق والموال ثم الئمة بعده ورواه البيهقي عن نيف
وعشرين صحابيا فاندفع قول بعععض الحنفيععة وهععو خععبر واحععد فل
ينسخ القرآن علععى أن النسععخ للحكععم وهععو ظنععي فليثبععت بمثلععه.
>ص) <252 :إل عيوب النساء ونحوها( فل يثبععت بهمععا لخطرهععا
نعم يقبلن في عيب فيهن يقتضي المال كما معر)ول يثبععت شععيء
بععامرأتين ويميععن( لضعععفهما )وإنمععا يحلععف المععدعي بعععد شععهادة
شاهده وتعديله( لن جانبه إنمععا يتقععوى حينئذ والصععح أن القضععاء
بهما فإذا رجع الشاهد غرم النصف وإنما لم يشترط تقدم شععهادة
الرجل على المرأتين لقيامهمععا مقععام الرجععل قطعععا )ويععذكر فععي
حلفه( على استحقاقه للمشهود به )صدق الشاهد( وجوبا قبلععه أو
بعده فيقول والله إن شاهدي لصععادق فيمععا شععهد لععي بععه أو لقععد
شهد بحق وإني أستحقه أو وإني أستحقه وإن شاهدي إلى آخععره،
لنهما مختلفععا الجنععس فععاعتبر ارتباطهمععا ليصععيرا كععالنوع الواحععد
)فإن ترك الحلف( مع شاهده )وطلععب يميععن خصععمه فلععه ذلععك(،
لنه قد يتععورع عععن اليميععن فععإن حلععف خصععمه سععقطت الععدعوى
فليس له الحلف بعد مع شاهد ،لن اليمين إليععه فل عععذر لععه فععي
تركها وبه فععارق قبععول بينتععه بععد وقضعية ذلعك أن حقععه ل يبطعل
بمجععرد طلبععه يميععن خصععمه لكععن الععذي رجحععاه بطلنععه فل يعععود
للحلف مع شاهده ولو في مجلس آخععر ،لنعه أسعقط حقععه >ص:
<253من اليمين بطلبه يميععن خصععمه كمععا يسععقط بردهععا علععى
خصمه بخلف البينة الكاملععة ل يسععقط حقععه منهععا بمجععرد طلععب
يمين خصمه) .فإن نكعل( المعدعى عليعه )فلعه( أي :المعدعي )أن
يحلف يمين الرد في الظهر( ،لنه غير التي امتنع عنهععا ،لن تلععك
لقوة جهته بالشاهد ويقضععى بهععا فععي المععال فقععط وهععذه لقوتهععا
بنكول الخصم ويقضى بها في كل حق
)ولو كان بيده أمة وولدها( يسترقهما )فقال رجل هذه مستولدتي
علقت بهععذا( منععي )فععي ملكععي وحلععف مععع شععاهد( أقععامه )ثبععت
الستيلد( يعني ما فيها من المالية وأما نفس الستيلد المقتضععي
لعتقها بالموت فإنما يثبت بإقراره فتنزع ممن هي في يده وتسلم
له ،لن أم الولد مال لسيدها .وبحعث البلقينعي أنعه ل بعد أن يزيعد
في دعواه وهي باقية على ملكي على حكم السععتيلد لجععواز بيععع
المستولدة في صور ،ومردود بأنه حيث جاز بيعها ألغي اسععتيلدها
فل يصدق معه قوله مستولدتي )ل نسب الولد وحريته( فل يثبتان
بهما >ص <254 :كما علم مما مر) .في الظهععر( فل ينععزع مععن
ذي اليد ،وفي ثبوت نسبه من المدعي بالقرار ما مر في بابه
)ولو كان بيده غلم( يسترقه وذكره مثععال )فقععال رجععل كععان لععي
وأعتقته وحلف مع شاهد فالمذهب انتزاعه ومصيره حرا( بإقراره
وإن تضمن استحقاقه الععولء ،لنععه تععابع لععدعواه الملععك الصععالحة
حجته لثباته والعتق إنما ترتب عليه بإقراره وبععه فععارق مععا قبلععه.
)ولععو ادعععت ورثععة( أو بعضععهم )مععال( عينععا أو دينععا أو منفعععة
)لمورثهم( الذي معات قبعل نكعوله )وأقعاموا شعاهدا( بالمعال بععد
إثباتهم لموته وإرثهم وانحصاره فيهم )وحلف معععه بعضععهم( علععى
استحقاق مورثه الكل ول يقتصر على قدر حصته وكععذا لععو حلفععوا
كلهم ،لنه إنما يثبت بيمينه الملك لمورثه )أخذ نصععيبه ول يشعارك
فيه( من جهة البقية ،لن الحجة تمت في حقه وحده وغيره قععادر
عليها بالحلف >ص <255 :ولن يمين النسان ل يعطى بها غيره
وبهذين فارق ما لو ادعيا دارا إرثا فصععدق المععدعى عليعه أحععدهما
في نصيبه وكذب الخر فإنهما يشعتركان فيعه وكعذا لعو أقعر بعدين
الميت فأخذ بعض ورثته قدر حصته ولو بغيععر دعععوى ول إذن مععن
حععاكم فللبقيععة مشععاركته فيععه ولععو أخععذ أحععد شععركاء فععي دار أو
منفعتها ما يخصه من أجرتها لعم يشعاركه فيعه البقيعة كمعا أفهمعه
التعليل الول ولو ادعى غريم من غرماء مدين مععات علععى وارثععه
أنك وضعت يدك من تركته على ما يفي بحقععي فععأنكر وحلععف لععه
أنه لم يضع يده على شيء منها لم تكفه هععذه اليميععن للبقيععة بععل
كل من ادعى عليه منهم بعدها بوضع اليد يحلف له هذا مععا أفععتى
به البلقينععي ورد بقععولهم لععو ادعععى حقععا علععى جمععع فععردوا عليععه
اليمين أو أقام شاهدا ليحلف معه كفته يمين واحععدة ،وقععولهم لععو
ثبت إعسار مععدين وطلععب غرمععاؤه تحليفععه أجيبععوا ويكفيععه يميععن
واحدة ولو ثبت إعساره بيمينه فظهر لعه غريعم آخعر لعم يكعن لعه
تحليفه وقد يجاب بأن ما عدا الخيرة قد ل يرد عليه ،لن الدعوى
وقعت منهم أو عليهم فوقعت اليمين لجميعهم بخلفه في مسألة
البلقينععي وأمععا الخيععرة فالعسععار فيهععا خصععلة واحععدة وقععد ثبععت
والظاهر دوامه فلم يجب الثاني للتحليف عليععه بخلف وضععع اليععد
فإنه إذا انتفى باليمين الولى ليس الظاهر دوامه فععوجبت اليميععن
على نفيه لكل مدع به بعد من الغرمععاء ويكفععي فععي دعععوى ديععن
على ميت حضور بعض ورثته >ص <256 :لكن ل يتعدى الحكععم
لغير الحاضر ولو أقر بدين لميت ثم ادعععى أداءه إليعه وأنعه نسععي
ذلك حالة إقراره سمعت دعواه لتحليف الوارث كمععا فععي القععرار
وتقبل بينته بالداء رعاية لحتمال نسعيانه كمعا أخعذه بعضعهم معن
قولهم لو قال ل بينة لي ثم أتى ببينة قبلععت لحتمععال نسععيانه لهععا
وفيه نظر والفرق ظاهر إذ كثيرا ما يكون للنسععان بينععة ول يعلععم
بها فل تناقض بخلف تلك) .ويبطل حق من لم يحلف( من اليمين
)بنكوله إن حضر( في البلد وقد شرع في الخصععومة أو شعععر بهععا
)وهو كامل( حتى لو مات لم يحلف وارثه ولععو مععع شععاهد يقيمععه،
لنه تلقى الحق عن مورثه وقد بطعل حقعه بنكعوله وخعرج بقعولي
من اليمين البينة فل يبطل حقه منها فله إقامة شاهد ثععان وضععمه
إلى الول من غير تجديد شهادته كالدعوى لتصير بينته كاملة كمععا
لو أقام مدع شاهدا ثم مات فلوارثه إقامة آخر وفععارق ذلععك غيععر
الوارث كباعني وأخي الغائب أو الصبي مورثك بكذا وأقام شععاهدا
أو حلف معه فععإنه إذا قععدم الغععائب أو كمععل الصععبي تجععب إعععادة
الدعوى والشهادة مع اليمين أو مع شاهد آخععر بععأن الععدعوى فععي
الرث لواحد وهو الميت ولهذا تقضى ديونه من المأخوذ وفي غير
الرث الحق لشخاص فلم تقع البينة والدعوى لغير المععدعي مععن
غير إذن ول ولية وخرج بقوله بنكوله توقفه عن اليمين فل يبطععل
حقه من اليمين حتى لو مات قبل النكول حلف وارثه على الوجه
الععذي أفهمععه كلم الرافعععي أمععا حاضععر لععم يشععرع أو لععم يشعععر
فكصبي ومجنون في قوله
)فإن كان( من لم يحلف )غائبا أو صبيا أو مجنونا فالمذهب أنععه ل
يقبععض نصععيبه( >ص <257 :بععل يوقععف المععر علععى علمععه أو
حضوره أو كماله )فإذا زال عذره( بأن علم أو قدم أو بلغ أو أفاق
)حلف وأخذ( حصععته )بغيععر إعععادة شععهادة( مععا دام الشععاهد باقيععا
بحاله واستئناف دعوى ،لنهما وجععدا أول مععن الكامععل خلفععة عععن
الميت ومن ثم لو كان ذلك في غير إرث كاشتريت أنا وأخي وهععو
غائب مثل أو أوصى لنعا بكعذا وجبععت إعادتهمععا أمعا لعو تغيععر حعال
الشاهد فل يحلف كما رجحه الذرعي وغيره ،لن الحكم لم يتصل
بشهادته إل في حق الحالف أول دون غيره وبحث هععو ومععن تبعععه
أن محل عدم العادة فيما ذكر إذا كان الول قد ادعى الكل فععإن
ادعى بقدر حصته فل بد من العادة جزما) .ول تجوز شهادة على
فعل كزنا وغصب( ورضاع )وإتلف وولدة( وزعم ثبوتها بالسععماع
محمول على ما إذا أريععد بهععا النسععب مععن جهععة الم )إل بإبصععار(
>ص <258 :لها ولفاعلها ،لنه يصل به إلععى اليقيععن قععال تعععالى
}إل من شهد بالحق وهم يعلمععون{ وفععي خععبر }علععى مثلهععا أي:
الشمس فاشهد{ نعم يأتي أن مععا يتعععذر فيععه اليقيععن يكفععي فيععه
الظن كالملك والعدالة والعسار وقد تقبل من العمى بفعل كمععا
يأتي ويجوز تعمد نظر فرج زان وامرأة تلد لجل الشهادة ،لن كل
منهما هتك حرمة نفسه) .وتقبل( الشهادة على الفعل )من أصم(
لحصول العلم بالمشاهدة واستفيد من المتععن أن الشععهادة بقيمععة
عيععن ل تسععمع إل ممععن رآهععا وعععرف أوصععافها جميعععا )والقععوال
كعقععد( وفسععخ وإقععرار )يشععترط سععمعها وإبصععار قائلهععا( حععال
صدورها منه ولو من وراء نحو زجععاج فيمععا يظهععر ثععم رأيععت غيععر
واحد قالوا تكفي الشهادة عليها من وراء ثوب خفيف يشف علععى
أحد وجهين كمعا اقتضععاه معا صعححه الرافعععي فععي نقعاب المعرأة
الرقيق فل يكفي سماعه من وراء حجاب وإن علم صوته ،لن مععا
أمكن إدراكه بإحدى الحععواس ل يجععوز أن يعمععل فيععه بغلبععة ظععن
لجواز اشتباه الصوات نعم لو علمه ببيت وحده وعلم أن الصعوت
ممن في البيت جاز له اعتماد صععوته وإن لععم يععره وكععذا لععو علععم
اثنين ببيت ل ثالث لهما وسمعهما يتعاقدان وعلم المععوجب منهمععا
من القابععل لعلمععه بمالععك المععبيع أو نحععو ذلععك فلععه الشععهادة بمععا
سمعه منهما
)ول يقبل أعمععى( ومععن يععدرك الشععخاص ول يميزهععا فععي مععرئي
لنسداد طريق التمييز عليعه معع اشعتباه الصعوات وإنمعا جعاز لعه
وطء زوجته اعتمادا على صوتها ،لنه أخف ومن ثم نص الشافعي
رضي الله عنه على حل وطئها اعتمادا على لمس علمععة يعرفهععا
فيها وإن لم يسمع صوتها وعلى أن لمن زفت له زوجته أن يعتمد
قول امرأة هذه زوجتك ويطأهععا ،وظععاهر كلمهععم أن لععه العتمععاد
على القرينة القوية أنها زوجته وإن لم يقععل لععه أحععد ذلععك )إل أن
تكون( شهادته بنحو استفاضة >ص <259 :أو ترجمععة أو إسععماع
ولم يحتج لتعيين ،أو يضع يععده علععى ذكععر بفععرج فيمسععكهما حععتى
يشهد عليهما بذلك عند قاض ،لن هذا أبلغ مععن الرؤيععة ،أو يكععون
جالسا بفراش لغيره فيغصبه آخر فيتعلق به حععتى يشععهد عليععه أو
)يقر( إنسان لمعروف السم والنسعب )فعي أذنعه( بنحعو طلق أو
مال أول في أذنه بأن كان يده بيععده وهععو بصععير حععال القععرار ثععم
عمي )فيتعلق به حتى يشهد عند قاض به على الصحيح( لحصععول
العلم بأنه المشهود عليه وإن لم يكن في خلوة) .ولو حملهععا( أي:
الشهادة )بصير ثم عمي شهد إن كععان المشععهود لععه و( المشععهود
)عليه معروفي السعم والنسعب( فقعال :أشعهد أن فلن بعن فلن
فعل كذا أو أقر به ،لنه في هذا كالبصير بخلف ما إذا لععم يعععرف
ذلك وبحث الذرعي قبوله إذا شهد على زوجتععه فععي حععال خلععوته
بها وكذا على بعضه إذا عرف خلوه به حينئذ للقطع بصععدقه حينئذ
ول يخلو عن وقفة والفرق بينه وبين ما مر في قولنا نعم لو علمه
ببيت إلى آخره ظاهر فإن البصير يعلم أنه ليس ثم من يشتبه بععه
بخلف العمى وإن اختلععى بععه )ومععن سععمع قععول شععخص أو رأى
فعله فإن عرف عينه واسمه ونسبه( أي :أباه وجععده )شععهد عليععه
في حضوره إشارة( إليه ول يكفي مجرد ذكر السم والنسععب )و(
شهد عليه )عند غيبته( المجوزة للدعوى عليه وقععد مععرت )ومععوته
باسمه ونسبه( معا لحصول التمييز بهما دون أحععدهما أمععا لععو لععم
يعرف اسم جده فيجزئه القتصار على ذكر اسمه واسععم أبيععه إن
عرفه القاضي بذلك وإل فل كما جمع به في المطلب بين كلمهععم
الظعاهر التنعافي >ص <260 :فعي ذلعك بعل يكفعي لقعب خعاص
كسلطان مصر فلن ولو بعد موته قال غيره :وبه يععزول الشععكال
في الشهادة على عتقاء السلطان والمراء وغيرهم فععإن الشععهود
ل يعرفون أنسابهم غالبا فيكفي ذكر أسمائهم مع ما يميزهععم مععن
أوصافهم وعليه العمل عند الحكام وارتضاه البلقيني وغيععره قععال
شارح وقد اعتمدت شهادة من شععهد علععى فلن المتععوفى التععاجر
بدكان كذا في سوق كذا إلى وقت وفاته وعلم أنه لم يسكنه فععي
ذلك الوقت غيره وحكمت بها.
)تنبيه( مهم كععثيرا مععا يعتمععد الشععهود فععي السععم والنسععب قععول
المشهود عليه ثم يشهد بهما في غيبته وذلك ل يجععوز اتفاقععا كمععا
قاله ابن أبي الدم وقول المتن التععي ل بالسععم والنسععب مععا لععم
يثبتا صريح فيه ويلزمه أن يكتب فيه أقر مثل مععن ذكععر أن اسععمه
ونسبه كذا ول يجععوز فلن بععن فلن نعععم لععو لععم يعرفهمععا إل بعععد
التحمل جاز له الجزم بهما ومععن طععرق معرفتهمععا أن تقععام بهمععا
بينة حسبة لما مر من ثبوته بها ل أن يسععمعهما مععن عععدلين قععال
القفال بل لو سمعه من ألف رجل لم يجز حتى يتكرر ويسععتفيض
عنده وكأنه أراد بذلك مجرد المبالغة وإل فهذا تععواتر مفيععد للعلععم
الضروري الذي ل تحصله الستفاضة وقععد تسععاهل جهلععة الشععهود
في ذلك حتى عظمت به البلية وأكلت بععه المععوال فععإنهم يجيئون
بمن واطئوه فيقر عند قاض بما يرومونه ويذكر اسم ونسععب مععن
يريدون أخذ ماله فيسجل الشهود بهما ويحكععم بععه القضععاة )تنععبيه
ثان( خطأ ابن أبي الدم من يكتب أو يقول وقععد شععهد علععى مقععر
أشهد على إقراره بأن إقععراره مشععهود بععه ل عليععه فالصععواب أن
يقول إن أشهده :أشهدني على نفسه بما أقععر بععه وأنععا أشععهد بععه
عليه فإن لم يشهد قال أقر عندي بكععذا فععإن سععمعه ولععم يحضععر
عنععده قععال أشععهد أنععي سععمعته يقععر بكععذا ذكععره المععاوردي وهععو
استحسان لفظي لصحة المعنى في أشهد على إقراره ومر أوائل
خيار النكاح قول المتن أو بينة على إقراره أي :يشهد على إقراره
>ص <261 :فهو مشهود بععه وعليععه باعتبععارين فالصععواب أنععه ل
خطأ في ذلك .ثم رأيت السبكي صوب صحة ذلك قععال كمععا تععدل
عليه عبارة الشافعي وغيره وقال تعالى }وشهد شععاهد مععن بنععي
إسرائيل على مثله{ قال ابن أبععي الععدم ومععن حضععر عقععد بيععع أو
نكاح شهد بما سمع ل باستحقاق ول ملك ونقل القمولي عنععه أنععه
يقول حضرت العقد الجاري بينهما أو مجلسه وأشهد به وهو أولى
من أشهد أني حضرته ونظر فيه بأنه ل يلزم من الحضور السععماع
ورد بأن جزمه به مع عدالته يمنعه من الشهادة به بععدون سععماعه
واختلف نقله ونقل غيره عنه في أشهد أني رأيععت الهلل ومععر أن
الراجح القبول ونقل الماوردي وجهين فيما لو سمعه يقععر بشععيء
ثم قال له المقر ل تشهد علععي بععه وبحععث بعضععهم أن القععرار إن
كان بحق لله كان قوله ل تشععهد علععي رجوعععا عنععه أو لغيععره لععم
يلتفت لقوله ا ه .وفيه نظر والوجه أنه ل يلتفت له مطلقععا وفععي
قول قديم ل بد في الشهادة معن إذن المشعهود عليعه فيهعا )فعإن
جهلهما( أي :السععم والنسععب أو أحععدهما) .لععم يشععهد عنععد مععوته
وغيبته( إذ ل فائدة بخلف ما إذا حضر وأشار إليه فإن مات أحضر
قبل الدفن ليشهد على عينه قال الغزالي وكذا بعده إن لععم يتغيععر
واشتدت الحاجة لحضوره واعتمده الزركشي ولععم يبععال بتضعععيف
الرافعي له
)ول يصح تحمل شهادة علععى منتقبععة( بنععون ثععم تععاء مععن انتقبععت
للداء عليها )اعتمادا على صوتها( كما ل يتحمل بصععير فععي ظلمععة
اعتمادا عليه لشتباه الصوات ول أثر لحائل رقيق كما مععر وأفهععم
قوله اعتمادا أنه لو سمعها فتعلق بها إلى قاض وشهد عليهععا جععاز
كالعمى بشرط أن يكشععف نقابهععا ليعععرف القاضععي صععوتها قععال
جمع ول ينعقد نكاح منتقبة إل إن عرفها الشاهدان اسما ونسبا أو
صورة وفيه بسط مهم أشرت إليه في النكاح وذكرته في الفتاوى
فراجعه أما ل للداء عليها كان تحمل أن منتقبة بوقت كذا بمجلس
كذا قالت كذا وشهد آخععران أن هععذه الموصععوفة فلنععة بنععت فلن
جاز >ص <262 :وثبت الحععق بععالبينتين ،ولععو شععهد علععى امععرأة
باسمها ونسبها فسألهم القاضي أتعرفون عينها أو اعتمدتم صوتها
لم يلزمهم إجابته قععاله الرافعععي ومحلععه كمععا علععم ممععا مععر فععي
مشهوري الديانة والضبط وإل لزمه سؤالهم ولزمهم الجابععة كمععا
قاله الذرعي والزركشععي وآخععرون )فععإن عرفهععا بعينهععا أو باسععم
ونسب جاز( التحمل عليها للداء ول يجوز كشف نقابها حينئذ إذ ل
حاجة إليه) .ويشهد عند الداء بما يعلم( مما مر من اسععم ونسععب
وإل أشار فإن لم يعرف ذلك كشععف وجههععا وضععبط حليتهععا وكععذا
يكشفه عند الداء )ول يجوز التحمل عليها( أي :المنتقبة )بتعريععف
عععدل أو عععدلين علععى الشععهر( الععذي عليععه الكععثرون بنععاء علععى
المذهب أن التسامع ل بععد فيععه مععن جمععع يععؤمن تواطععؤهم علععى
الكذب نعم إن قال نشهد أن هععذه فلنععة بنععت فلن كانععا شععاهدي
أصععل وسععامعهما شععاهد فععرع فيشععهد علععى شععهادتهما بشععرطه
)والعمل( من الشهود ل الصحاب كما قاله البلقيني )على خلفه(
وهو الكتفاء بالتعريف من عدل وجرى عليععه جمععع متقععدمون بععل
وسع غير واحد في اعتماد قععول ولععدها الصععغير وهععي بيععن نسععوة
هذه أم )ولو قامت بينة على عينه بحق( أو ثبت عليهععا بععوجه آخععر
كعلم القاضي )فطلب المععدعي( مععن القاضععي )التسععجيل( بععذلك
)سجل( له )القاضي( جوازا )بالحلية ل بالسم والنسب( فل يجوز
التسجيل بهما )ما لم يثبتا( عنده بالبينة ولو على وجععه الحسععبة أو
بعلمه لتعذر التسجيل على الغير فيكتب حضر رجل ذكر أنععه فلن
بن فلن ومن حليته كذا ويذكر أوصافه الظععاهرة ل سععيما دقيقهععا
ومر أنه ل يكفي فيهما قععول مععدع ول مععدعى عليععه فععإن نسععبه ل
يثبت بإقراره وإن نازع فيععه البلقينععي وأطععال>.ص) <263 :ولععه
الشهادة بالتسامع( الععذي لععم يعارضععه مععا هععو أقععوى منععه كإنكععار
المنسوب إليه أو طعن أحد في انتسابه إليه كععذا أطلقععوه ويظهععر
أنه ل بد من طعن لم تقم قرينة علعى كعذب قعائله )علعى نسعب(
لذكر أو أنثى كائن )من أب أو قبيلة( كهذا ولد فلن أو مععن قبيلععة
كععذا لتعععذر اليقيععن فيهمععا إذ مشععاهدة الععولدة ل تفيععد إل الظععن
فسععومح فععي ذلععك قععال الزركشععي أو علععى كععونه مععن بلععد كععذا
المستحق وقفا على أهلها ونحو ذلك )وكععذا أم( فيقبععل بالتسععامع
على نسب منها )في الصح( كالب وإن تيقن بمشاهدة الولدة
)و( كذا )موت على المذهب( ،لنه قد يتعذر إثباته بموته في قرية
مثل )ل عتق وولء و( أصل )وقف( مطلععق أو مقيععد علععى جهععة أو
معين صحيح وكذا فاسد كوقف على النفس أنهي لشافعي فثبععت
عنده بالستفاضة فله على ما يأتي من التصحيح إثباته بها على ما
اقتضاه إطلقهم لكن قال أبو زرعة :المدرك يقتضععي خلفععه ،لنععا
إنما أثبتنا الصحيح بها احتياطا والفاسد ليس كذلك )ونكععاح وملععك
فععي الصععح( لتيسععر مشععاهدتها )قلععت الصععح عنععد المحققيععن
والكثرين في الجميع( وفي نسخة في الوقف والثابت فععي خطععه
الول )الجععواز واللععه أعلععم( ،لن مععدتها إذا طععالت عسععر إثبععات
ابتدائها فمست الحاجة إلى إثباتهععا بالتسععامع وصععورة الستفاضععة
بالملك أن يستفيض أنه ملك فلن مععن غيععر إضععافة السععبب فععإن
استفاض سببه كالبيع لم يثبت بالتسامع إل الرث ،لنععه ينشععأ عععن
النسب والموت وكل منهما يثبت بالتسععامع وخععرج بأصععل الوقععف
شروطه وتفاصيله فل يثبتان بععه اسععتقلل ول تبعععا علععى المنقععول
على ما قاله الزركشي ردا على من فصل كابن الصلح ومن تبعه
كالسنوي وغيره لكن ذلعك المنقعول وهعو مععا أفععتى بعه المصعنف
وسبقه إليه ابن سراقة وغيره إنما هو إطلق فقععط >ص<264 :
وهو يمكن حمله على ذلك التفصيل وهو أن محل عدم القبول إن
شهد بالشروط وحدها بخلف ما إذا شهد بها مع أصل الوقف ،لن
حاصلها يرجع إلى بيان وصف الوقف وتبيين كيفيته وذلك مسموع
كما أفتى به ابن الصلح وغيره .وإذا لم تثبععت التفاصععيل قسععمت
الغلة على أربابها بالسوية فإن كان على مدرسة تعذرت شروطها
صرفها الناظر فيما يراه من مصالحها أهم كمععا مععر فععي الوقععف.
وبحث البلقيني ثبوت شرط يستفيض غالبا ككونه على حرم مكععة
قال ومحل الخلف في غير حدود العقار فهي ل تثبععت بععذلك كمععا
قاله ابن عبد السعلم وإن اقتضعى كلم الشعيخ أبعي حامعد خلفعه
وللسبكي إفتاء طويل حاصله أنه ل يرجع في الحدود إلى مععا فععي
المستندات مطلقا ،لن كتابهععا ل يعتمععدون فيهععا غالبععا علععى وجععه
صحيح صريح بل ل بد مععن بينععة صععريحة بععأن الحععد الفلنععي ملععك
لفلن قال :وشهادة الشهود بأن ملك الدار الفلنية وحيازتها لفلن
ل يثبت بها حدودها ،لنها ليست نصا في ذلك وإن ذكععروا الحععدود،
لنهم إنما يذكرونها على سبيل الصفة أو التعريف ل غير فل بد أن
يصرحوا بأنهم يشهدون بها وإل صععدق ذو اليععد عليهععا بيمينععه قععال
وكذلك ما يقع في المستندات من أقر مثل فلن بن فلن بكذا فل
تثبت بذلك بنوة فلن لفلن ،لنها لععم تقععع قصععدا صععريحة وأطععال
فعي هعذا أيضعا ولمعا ذكعرت ذلعك كلعه عنعه بطعوله فعي الفتعاوى
اعترضته بأن المنقول العذي جعرى عليعه ابنعه التعاج ثبعوت البنعوة
ضمنا خلفا لمالك وبعععض أصععحابنا وقياسععها أن الشععاهد لععو قععال
أشععهد أن الععدار المحععدودة بكععذا أقععر بهععا مثل فلن كععان شععهادة
بالحدود ضمنا وبالقرار أصل ومع ذلك ل يعتد بما في المسععتندات
من ذكر الحدود إل إن صرح الشاهد بأنه يشهد بها ولو ضععمنا كمععا
تقرر أو يشملها الحكم كععأن يقععول :حكمععت بجميععع مععا فيععه ولمععا
بسطت ذلك في الفتاوى قلت :نعم الحق أنه ل يقبععل فععي البنععوة
والحدود مععا مععر إل مععن شععاهد مشععهور بمزيععد التحععري والضععبط
والمعرفة بحيث يغلب على الظن أنه لم يذكر البنععوة والحععدود إل
بعععد أن اسععتند بهمععا إلععى وجععه صععحيح يجععوز لععه اعتمععاده فيهمععا
وكلمهم في مواضع دال على ذلك ومما يثبععت بععذلك أيضععا وليععة
قععاض واسععتحقاق زكععاة ورضععاع وجععرح وتعععديل وإعسععار ورشععد
وغصععب وأن هععذا وارث فلن أو ل وارث لععه غيععره قععال الرافعععي
وغيره وإنما تقبل الشهادة بكون المعال بيععد زيعد بالمشععاهدة دون
الستفاضة واعترضوا بأن المنصوص أنه تكفي وقال الهععروي إنععه
متفق عليه.
)تنبيه( نقل في المتوسط عن السنوي عن ابععن الصععلح مسععألة
وقال إنها كثيرة الوقوع وهي أن جماعععة شععهدوا بععأن النظععر فععي
الوقف الفلني لزيد ولم يزيدوا على ذلك ولم يكونوا شهدوا علععى
الواقف أي :لم يدركوه ول قالوا إن مستندهم الستفاضة وسععئلوا
عن مستندهم فلم يبدوه بل صععمموا علععى الشععهادة وأجععاب ابععن
الصلح بأن هذا محمول على استنادهم إلى الستفاضة والشروط
ل تثبت بمثععل ذلععك كمععا تقععدم قععال :وأيضععا فععإن إهمععال السععبب
مقتضاه لرد الشهادة بالرث ا ه .وأنت خبير من قولي التععي وإذا
أطلق >ص <265 :الشاهد وظهر للحععاكم إلععى آخععره وممععا مععر
في المنتقبة أنه ل يلزم بيان سبب معرفتها أنه ينبغي جريان ذلععك
التفصيل بيعن الععارف الضعابط وغيعره هنعا ويفهعم معن كلم ابعن
الصلح أنه بنى إطلقه المنع على أنه ل يمكن الستناد فيه إل إلى
الستفاضة وهذا الحصر ممنوع ،لنه قد يستند لتواتر مفيععد للعلععم
الضروري وابن الصلح ل يسعه أن يمنع ثبوت شروط الوقف بهذا
التععواتر العلععى مععن الستفاضععة وإذا لععم ينحصععر المععر فععي
الستفاضة فل وجه لرد الشهادة المحتمل استنادها لععوجه صععحيح
ل سيما مع اشتراطنا في الشاهد ما مر وقوله أيضععا فععإن إهمععال
السبب إلى آخره ل يلقي ما نحععن فيععه ،لن إهمععال سععبب الرث
يؤدي إلى الجهل بالصل المقصود ،وإهمال السبب في مسألتنا ل
يؤدي لذلك بل للجهل بطريقه وشتان ما بين الجهلين فتأمل ذلععك
كله فإنه مهم.
)وشرط التسامع( الذي يجوز الستناد إليه في الشععهادة بمععا ذكععر
)سماعه( أي :المشهود به فهو مصدر مضاف للمفعول )من جمععع
يؤمن تواطؤهم على الكذب( ويحصل الظن القوي بصدقهم وهععذا
لزم لما قبله خلفا لمن استدرك بععه ول يشععترط فيهععم حريععة ول
ذكورة ول عدالة وقضية تشبيههم لهذا بالتواتر أنه ل يشترط فيهم
إسلم وهو محتمل ثم رأيت بعضهم جزم باشتراطه وكأنه لضعف
هذا ،لنه قد يفيد الظن القوي فقط كما تقرر بخلف التواتر فععإنه
يفيد العلم الضروري وبعه فععارق الستفاضعة فهمععا مسععتويان فععي
الطريق مختلفان في الثمرة كما حقق فععي محلعه )وقيعل يكفععي(
التسامع )من عدلين( إذا سكن القلب لخبرهما وعلععى الول ل بععد
من تكرره وطول مدته عرفا كما يعلم مما يأتي وشرط ابععن أبععي
الدم أنه ل يصععرح بععأن مسععتنده الستفاضععة ومثلهععا الستصععحاب
>ص <266 :ثم اختار وتبعه السبكي وغيره أنعه إن ذكععره تقويعة
لعلمععه بععأن جععزم بالشععهادة ثععم قععال مسععتندي الستفاضععة أو
الستصحاب سمعت شهادته وإل كأشهد بالستفاضة بكععذا فل بععل
كلم الرافعي يقتضي أنععه ل يضععر ذكرهععا مطلقععا حيععث قععال فععي
شاهد الجرح :يقول سمعت النععاس يقولععون فيععه كععذا لكععن الععذي
صرحوا به هنععا أن ذلععك ل يكفععي ،لنععه قععد يعلععم خلف مععا سععمع
وعليه فيوجه الكتفاء بذلك في الجرح بأنه مفيد في المقصود منه
من عدم ظن العدالععة ول كععذلك هنععا .وإذا أطلععق الشععاهد وظهععر
للحاكم أن مستنده الستفاضة لم يلجئه إلى بيععان مسععتنده إل إن
كان عاميا على الوجه ،لنه يجهل شروطها ،وكيفيععة أدائهععا أشععهد
أن هذا ولد فلن أو وقفه أو عتيقه أو ملكه أو هععذه زوجتععه مثل ل
نحو أعتقه أو وقفه أو تزوجها ،لنه صورة كذب لقتضععائه أنععه رأى
ذلك وشاهده لما مر في الشهادة بالفعل والقول
)ول تجععوز الشععهادة علععى ملععك( لعقععار أو منقععول نقععد أو غيععره
)بمجرد يد ،لنها( ل تستلزمه نعم له الشهادة بها )ول بيد وتصرف
في مدة قصيرة( لحتمال أنه وكيل عععن غيععره )وتجععوز( الشععهادة
بالملععك إذا رآه يتصععرف فيععه وبععالحق كحععق إجععراء المععاء علععى
سطحه أو أرضه أو طرح الثلععج فععي ملكععه إذا رآه الشععاهد )فععي(
مدة )طويلة( عرفا )في الصح( حيث ل يعرف له منازع ،لن ذلك
يغلب على الظععن الملععك أو السععتحقاق نعععم إن انضععم للتصععرف
استفاضة أن الملك له جازت الشهادة بععه وإن قصععرت المععدة ول
يكفي قول الشاهد رأينا ذلك سنين ويستثنى من ذلك الرقيععق فل
تجوز الشهادة فيه بمجرد اليد والتصرف في المدة الطويلة إل إن
انضم لذلك السماع من ذي اليد والناس أنه له كمععا فععي الروضععة
في اللقيط >ص <267 :للحتياط فععي الحريععة وكععثرة اسععتخدام
الحرار) .وشرطه( أي :التصرف المفيععد لمععا ذكععر )تصععرف ملك
من سكنى وهدم وبناء وبيع( وفسخ وإجارة )ورهن( ،لن ذلك هععو
المغلب لظن الملك والواو بمعنى أو إذ كل واحد منها على حععدته
كاف قال ول يكفي التصرف مرة قععال الذرعععي بععل ومرتيععن بععل
ومرارا في مجلس واحععد أو أيععام قليلععة )وتبنععى شععهادة العسععار
على قرائن ومخايل( أي :مظان )الضر( بالضم وهععو سععوء الحععال
أما بالفتح فهعو خلف النفعع )والضعاقة( مصعدر أضعاق أي :ذهعب
ماله لتعذر اليقين فيه فاكتفي بما يدل عليه من قرائن أحواله في
خلوته وصبره على الضيق والضرر وهععذا شععرط لعتمععاد الشععاهد
وقععدم فععي الفلععس اشععتراط خععبرته الباطنععة وهععو شععرط لقبععول
شهادته أو أن ما هنا طريق للخبرة المشترطة ثم.
)فصل( في تحمل الشهادة وأدائها وكتابة الصععك وهععي أعنععي
الشععهادة تطلععق علععى نفععس تحملهععا وعلععى نفععس أدائهععا وعلععى
المشهود به وهو المراد في قوله )تحمل الشهادة( مصدر بمعنععى
المفعول أي :الحاطة بما سيطلب منه الشهادة به فيه وكنوا عععن
تلك الحاطة بالتحمل إشارة إلى أن الشهادة من أعلععى المانععات
التي يحتاج حملها أي :الدخول تحععت ورطتهععا إلععى مشععقة وكلفععة
ففيععه مجععازان لسععتعمال التحمععل والشععهادة فععي غيععر معناهمععا
الحقيقي )فرض كفاية في النكاح( لتوقف انعقاده عليه ولو امتنععع
الكل أثموا ولو طلب من اثنين لم يتعينا إن كععان ثععم غيرهمععا أي:
بصفة الشهادة قال الذرعي :وظععن إجابععة الغيععر وإل تعينععا )وكععذا
القرار والتصرف المالي( وغيره كطلق وعتق ورجعة وغيرهععا إل
لحدود التحمل فيه فرض كفاية )وكتابة( بالرفع عطفا على تحمععل
)الصك( في الجملة وهو الكتاب فرض كفايععة أيضععا )فععي الصععح(
>ص <268 :للحاجة إليهما لتمهيععد إثبععات الحقععوق عنععد التنععازع
وكتابة الصك لها أثر ظاهر في التععذكر وفيهععا حفععظ الحقععوق عععن
الضياع وقيععدت بالجملععة لمععا مععر أنععه ل يلععزم القاضععي أن يكتععب
للخصم ما ثبت عنده أو حكم به .ويظهر أن المشهود لععه أو عليععه
لو طلب من الشاهدين كتابة ما جععرى تعيععن عليهمععا لكععن بععأجرة
المثل كالداء وإل لععم يبععق لكععون كتابععة الصععك فععرض كفايععة أثععر
ويفرق بينهما وبين القاضي بأن الشهادة عليه تغني عن كتابته ول
كذلك هنا قال ابن أبععي الععدم :ويسععن للشععاهد أن يبجععل القاضععي
ويزيععد فععي ألقععابه أي :بععالحق ل الكععذب كمععا هععو الشععائع اليععوم،
والدعاء له بنحو أطال الله بقاءك ا ه ومععا ذكععره آخععرا ليععس فععي
محله بل هو مكروه مطلقا ول يلزمه الذهاب للتحمل إن كان غير
مقبول الشهادة مطلقا وكذا مقبولهععا إل إن عععذر المشععهود عليععه
بنحو مرض أو حبس أو كان مخدرة أو دعاه قععاض إلععى أمععر ثبععت
عنده ليشهده عليه قال الدارمي أو دعا الزوج أربعة إلى الشهادة
بزنععا زوجتععه بخلف دون أربعععة وبخلف دعععاء غيععر الععزوج ،قععال
البلقيني نقل عن جمع :أو لم يكن هناك ممن يقبل غيرهععم وقععدم
هذه فععي السععير >ص <269 :إجمععال فل تكرارولععه طلععب أجععرة
للكتابة وحبس الصك وأخذ أجرة للتحمل وإن تعين عليععه إن كععان
عليه كلفة مشي ونحوه ل للداء إل إن كان متذكرا له على وجه ل
يرد أي :لتقصير في تحمله ل لعقيدة القاضي مثل فيما يظهر وقععد
دعي له من مسافة العدوى فما فععوق فيأخععذ أجععرة مركععوبه وإن
مشى ونفقة طريقه وكذا من دونها وله كسب عطععل عنععه فيأخععذ
قدره نعم له أن يقول ل أذهب معك إلى فوق مسافة العععدوى إل
بكذا وإن كثر
)وإذا لم يكن في القضية إل اثنان( كأن لم يتحمل غيرهما أو قععام
بالبقية مانع >ص) <270 :لزمهما الداء( لقوله تعععالى }ول يععأب
الشهداء إذا ما دعوا{ أي :للداء وقيل له وللتحمل وقععوله }ومععن
يكتمها فإنه آثم قلبه{ ويجب في الداء حيث وجب الفور نعععم لععه
التأخير لفراغ حمام وأكل ونحوهما )فلو أدى واحد وامتنععع الخععر(
بل عذر )وقال( للمععدعي )احلععف معععه عصععى( وإن رأى القاضععي
الحكم بشاهد ويمين ،لن من مقاصد الشهاد التورع عععن اليميععن
وكذا لو امتنع شاهدا نحو وديعة وقال احلف على الرد )وإن كععان(
في الواقعة )شهود فالداء فرض كفاية( عليهععم لحصععول الغععرض
ببعضهم فإن شهد منهم اثنان وإل أثموا كلهم دعاهم مجتمعيععن أو
متفرقين والممتنع أول أكثرهم إثما ،لنععه متبععوع كمععا أن المجيععب
أول أكثرهم أجرا لذلك )فلععو طلععب( الداء )مععن اثنيععن( بأعيانهمععا
)لزمهما( وكذا لو طلب من واحد منهم ليحلف معه )فععي الصععح(
لئل يفضي إلععى التواكععل وفععارق التحمععل بععأنه حمععل أمانععة وهععذا
أداؤها وإنما لم يجب القضاء على من عين له وهنععاك غيععره ،لنععه
أخطر من الداء ولو علما إباء الباقين لزمهما قطعا )وإن لم يكن(
في القضية )إل واحد لزمه( الداء إذا دعي له )إن كان فيما يثبععت
بشاهد ويمين( والقاضي المطلوب إليه يرى الحكم بهما إذ ل عذر
له) .وإل( يكععن فععي ذلععك )فل( يلزمععه إذ ل فععائدة لدائه )وقيععل ل
يلزم الداء إل من تحمل قصدا ل اتفاقا( لنه لعم يلعتزم ،ورد بأنهعا
أمانععة حصععلت عنععده كثععوب طيرتععه الريععح إلععى داره والوجععه أن
النساء فيما يقبلن فيععه كالرجععال فيمععا ذكععر وإن كعان معهععن فععي
القضية رجال نعم المخدرة ل تكلف خروجا فيرسل لها من يشععهد
عليها على الوجه أيضا ولو دعي لشهادين واتحد الوقت فإن كان
أحدهما أخوف فوتا قدمه وإل تخير
)ولوجوب الداء( ولو عينا )شروط( أحدها )أن يدعى مععن مسععافة
العدوى( فأقل ومر بيانها للحاجة إلى الثبات مع تعععذره بالشععهادة
على الشععهادة إذ ل تقبععل حينئذ فععإن دعععي لمععا فوقهععا لععم يجععب
للضرر مع إمكان الشهادة على الشهادة وظاهر كلمهععم أنععه فععي
البلد يلزمه الحضور مطلقا وعبارة الشيخين كالصريحة فيععه لكععن
استثنى منه الماوردي >ص <271 :مععا إذا لععم يعتععد المشععي ول
مركوب له أو أحضر له مركوب وهو ممععن يسععتنكر الركععوب فععي
حقه فل يلزم الداء وخرج بيدعى ما إذا لم يطلب فل يلزمه الداء
إل في شهادة حسبة فيلزمه فورا إزالة للمنكر )وقيععل( أن يععدعى
من )دون مسافة القصر( ،لنه في حكم الحاضر أما مععن مسععافة
القصر فل يجب جزما لكن بحث الذرعي وجوبه إذا دععاه الحعاكم
وهو في عمله أو المام العظم مسععتدل بفعععل عمععر رضععي اللععه
عنه واستدلله إنما يتم في المام دون غيره والفرق بينهما ظععاهر
)و( ثانيها) .أن يكون عدل فإن دعي ذو فسق مجمع عليععه( ظععاهر
أو خفي لم يجب عليه الداء ،لنه عبث بل يحرم عليععه وإن خفععي
فسقه ،لنه يحمل الحاكم على حكم باطل لكن مر عععن ابععن عبععد
السلم أوائل الباب وتبعه جمع جوازه وهو متجه إن انحصر خلص
الحق فيه ثم رأيت بعضهم صرح به والماوردي ذكر ما يوافق ابععن
عبد السلم في الخفي ،لن في قبوله خلفا )قيل أو مختلف فيه(
كشرب ما ل يسكر من النبيذ )لم يجب( الداء عليععه ،لنععه يعععرض
نفسه لرد القاضي له بما يعتقده الشععاهد غيععر قععادح والصععح أنععه
يلزمه وإن اعتقد هو أنه مفسق ،لن الحاكم قد يقبله وهععو ظععاهر
في مجتهد أما غيره المعتقد لفسقه الممتنع عليه تقليد غير إمامه
بنحو شرط أو عادة من معوليه فيظهعر أنعه ل يلزمعه الداء عنعده،
لنه حينئذ كالمجمع عليه ول يلزم الععدل الداء معع فاسعق مجمعع
عليه إل إذا كان الحق يثبت بشاهد ويمين )و( ثالثها أن يدعى لمععا
يعتقده على أحد الوجهين فععي الروضععة لكععن الوجععه مقععابله بنععاء
على الصح أنه يجوز للشاهد أن يشهد بمععا يعتقععده الحععاكم دونععه
كشععفعة الجععوار ،لن العععبرة بعقيععدة الحععاكم ل غيععر ولععذا جععاز
للشافعي طلبها والخذ بها عند الحنفي لما مر من نفوذ الحكم بها
وبغيرها ظععاهرا أو باطنععا فلن يجععوز للشععاهد تحمععل ذلععك وأداؤه
بالولى فإن قلت إنما يظهر ذلك إن تحمله اتفاقا ل قصدا إذ كيف
يقصد تحمععل مععا يعتقععد فسععاده قلععت قععد تقععرر أنععه ل عععبرة هنععا
باعتقاده ومن ثم لم يجز >ص <272 :له النكععار علععى متعععاطي
غير اعتقاده فجاز له حضععوره إل نحععو شععرب النبيععذ ممععا ضعععفت
شبهته فيه كما مر في الوليمة .نعم ل يجوز له أن يشهد بصحة أو
استحقاق ما يعتقد فساده ول إن بتسععبب فععي وقععوعه إل إن قلععد
القائل بذلك .ورابعها )أن ل يكون معذورا بمرض ونحوه( من كععل
عذر يرخص في ترك الجمعة مما مر ونحوه نعم إنما تعععذر امععرأة
مخدرة دون غيرها كما مر ومر في كون نفي الولد على الفور ما
له تعلق بما هنا
)فإن كان( معذورا بععذلك )أشععهد علععى شععهادته( قععال الزركشععي
ظاهره لزوم الشععهاد لكععن قععال المععاوردي مععذهب الشععافعي أن
الععواجب الداء ل الشععهاد علععى شععهادته ثععم اختععار تفصععيل وقععال
شيخه الصيمري :ل بععأس بالشععهاد وفععي المرشععد ل يجععب إل أن
يخاف ضياع الحق المشهود بععه ا ه ملخصععا وقععوله ظععاهره لععزوم
الشهاد عليعه عجيعب معع قعول المتعن أو بععث والعذي يتجعه معن
الخلف الذي ذكره ما في المرشد لكن إن نزل به ما يخاف موته
منععه نظيععر مععا مععر فععي اليصععاء بالوديعععة )أو بعععث القاضععي مععن
يسمعها( دفعا للمشقة عنه وأفهم اقتصاره على هذه الثلثة أنه ل
يشترط زيادة عليها فيلزمه الداء عند نحو أمير وقاض فاسععق لععم
تصح توليته إن توقف خلص الحق عليه ويأتي أول الدعاوى أنه ل
يحتاج هنا لدعوى ،لن هذا إنما جاز لضععرورة توقععف خلص الحععق
على الداء عنده فهععو بمنزلععة إعلم قععادر بمعصععية ليزيلهععا وبهععذا
اتضح ما اقتضاه إطلقهم أنه ل فرق في نحععو الميععر بيععن الجععائر
وغيره ول بين من فوض المععام إليععه الحكععم أو المععر بععالمعروف
ومن لم يفوض له شيئا من ذلك ويؤيده ما تقرر في قاض فاسععق
لم تصح توليته وظاهر أن في معنى توقف خلص الحععق عليععه مععا
لو كان المتولي يخلص أيضا لكن برشوة له أو لبعض أتباعه ،لنععه
حينئذ في حكم العدم وعند قاض متعنت أو جائر أي :ما لم يخععش
منه على نفسه كما هو ظاهر .ولععو قععال :لععي >ص <273 :عنععد
فلن شهادة وهو ممتنع من أدائها من غير عذر لم يجبععه لعععترافه
بفسقه بخلف ما إذا لم يقل من غير عذر لحتمععاله ويتعيععن علععى
المؤدي لفظ أشهد فل يكفي مرادفه كأعلم ،لنه أبلغ في الظهور
ومر أوائل الباب حكم إتيان الشاهد بمرادف ما سمعه ولو عععرف
الشاهد السبب كالقرار فهل له أن يشععهد بالسععتحقاق أو الملععك
وجهان قال ابن الرفعة قال ابن أبي الدم أشهرهما ل وهععو ظععاهر
نص الم والمختصر وإن كان فقيها موافقا ،لنه قد يظن ما ليععس
بسبب سببا ولن وظيفته نقل ما سمعه أو رآه ثععم ينظععر الحععاكم
فيه ليرتب عليه حكمه ل ترتيب الحكام علععى أسععبابها وقععال ابععن
الصباغ كغيره بعد اطلعه علععى النععص تسععمع وهععو مقتضععى كلم
الشععيخين ولععك أن تجمععع بحمععل الول علععى مععن ل يوثععق بعلمععه
والثاني على من يوثق بعلمه لكن قولهم يندب للقاضي أن يسععأل
الشاهد عن جهة الحععق إذا لععم يثععق بكمععال عقلععه وشععدة حفظععه
يقتضععي بععل يصععرح بقبععول شععهادة غيععر الموثععوق بععه مععع إطلق
الستحقاق فيتأيد به كلم ابن الصباغ وغيره ومما يصرح بععه أيضععا
قول القاضي في فتاويه لو شهدت بينة بأن هذا غيععر كفععء لهععذه
لم تقبل ،لنها شهادة نفي فالطريق أن يشهدوا بأنهععا حععرام عليععه
إن وقع العقد ا ه .فتأمل إطلقه قبول قولهما حرام عليه من غير
ذكر السبب لكن يتعيععن حملععه علععى فقيهيععن مععتيقظين مععوافقين
لمذهب الحاكم بحيث ل يتطرق إليهما تهمععة ول جععزم بحكععم فيععه
خلف في الترجيح وكذا يقال في كل ما قلنا فيه بقبععول الطلق.
ويؤيده قول المتن التي فإن لععم يععبين ووثععق القاضععي بعلمععه فل
بأس ولو شهد واحد شهادة صحيحة فقال الخر أشهد بما أو بمثل
ما شهد به لم يكف حتى يقععول بمثععل مععا قععاله ويسععتوفيها لفظععا
كالول ،لنه موضع أداء ل حكاية قاله المععاوردي وغيععره واعتمععده
ابن أبي الدم وابن الرفعة لكن اعترضه الحسباني بأن عمععل مععن
أدركهم من العلماء على خلفه ومن ثععم قععال مععن بعععده والعمععل
على خلف ذلك .قال جمع :ول يكفي أشهد بما وضعت بععه خطععي
ول بمضمونه ونحو ذلععك ممععا فيععه إجمععال وإبهععام ولععو مععن عععالم
ويوافقه قول ابن عبد السلم واعتمده الذرعي وغيععره ول يكفععي
قول القاضي اشهدوا علي بما وضعت به خطي لكععن فععي فتععاوى
البغوي ما يقتضي أنه يكفي بما تضععمنه خطععي إذا عععرف الشععاهد
والقاضي ما تضمنه الكتاب ويقاس به بما وضعته به ومن ثم قععال
غير واحد إن عمل كثيرون على الكتفاء بذلك فععي الكععل ول نعععم
لمن قال له نشهد عليك بما نسععب إليععك فععي هععذا الكتععاب إل إن
قيل ذلك له بعد قراءته عليه وهو يسمعه وكذا المقر نعم إن قععال
أعلم ما فيه وأنا مقر به كفععى ولععو قععال اشععهدوا أو اكتبععوا أن لعه
علي كذا لم يشععهدوا ،لنععه ليععس إقععرارا كمععا مععر بمععا فيععه أوائل
القرار وإنما هو مجرد أمر بخلف اشهدوا لععه علععي أنععي بعععت أو
أوصيت مثل على ما ذكره بعضهم ويوجه بأن فععي إسععناده إنشععاء
العقد الموجب لنفسه صريحا فصح الشهاد به عليععه بخلف الول
ول يجوز لمن سمع نحو إقععرار أو بيععع أن يشععهد بمععا يعلععم خلفععه
وأفتى ابن عبد السلم بجواز الشهادة على المكس أي :مععن غيععر
أخذ شيء منه إذا قصد ضبط الحقوق لترد لربابها إن وقع عدل.
)تنبيه( يستثنى أي :بناء على ما مر آنفععا عععن ابععن الصععباغ وغيععره
مسائل يجب التفصيل فعي الشعهادة بهعا كالعدعوى منهعا :أن يقعر
لغيره بعين ثم يدعيها ل بد أن >ص <274 :يصعرح كعبينته بناقعل
من جهة المقر له ومنها الشهادة بإكراه أو سرقة أو نظر وقف أو
بأنه وارث فلن أو ببراءة مدين ممععا ادعععى بععه عليععه أو بجععرح أو
رشععد أو رضععاع أو نكععاح أو قتععل أو طلق أو بلععوغ بسععن بخلفهععا
بمطلق البلوغ أو بوقف فل بد مععن بيععان مصععرفه بخلف الوصععية
ويظهر أن محل ذلععك فععي الوقععف فععي غيععر شععاهد الحسععبة ،لن
القصد منها رفععع يععد المالععك فيحفظهععا القاضععي حععتى يظهععر لهععا
مستحق أو بأن المدعي اشترى ما بيد خصععمه مععن أجنععبي فل بععد
من التصريح بععأنه كععان يملكهععا أو مععا يقععوم مقععامه أو باسععتحقاق
الشفعة أو بععأنه عقععد زائل عقلععه فيععبين سععبب زوالععه أو بانقضععاء
العدة ،وشهادة البينة بأن أباه مات والمدعى به فععي يععده أو وهععو
ساكن فيه كالشهادة بالملك لتضمنها له بخلف مجرد مات فيه أو
كان فيه حتى مات أو مات وهو لبسه ،لنها لم تشهد بملك ول يد
ويكفي قول شاهد النكععاح أشععهد أنععي حضععرت العقععد أو حضععرته
وأشهد به ولو قال ل شهادة لنا في كذا ثم شهدا في زمن يحتمععل
وقوع التحمل فيه لم يؤثر وإل أثععر ولععو قععال ل شععهادة لععي علععى
فلن ثم قال كنت نسيت قبل على الوجه إن اشتهرت ديانته كمععا
مر.
)فصععل( فععي الشععهادة علععى الشععهادة )تقبععل الشععهادة علععى
الشهادة في غير عقوبة( لله تعالى مععن حقععوق الدمععي ،وحقععوق
الله تعالى كزكاة وحععد الحععاكم لفلن علععى نحععو زنععاه وهلل نحععو
رمضان للحاجة إلى ذلك بخلف عقوبة لله تعالى كحد زنا وشرب
وسرقة وكذا إحصان من ثبت زنععاه أو مععا يتوقععف عليععه الحصععان
لكععن بحععث البلقينععي قبولهععا فيععه إن ثبععت زنععاه بععإقراره لمكععان
رجوعه ويرد بأنهم لو نظروا لذلك لجازوهععا فععي الزنععا المقععر بععه
لمكان الرجوع عنه وليس كذلك فكذا الحصان وذلك ،لن مبناهععا
على الدرء ما أمكن )وفي عقوبة لدمي( كقود وحد قععذف )علععى
المذهب( لبناء حقه على المضايقة )وتحملها( العذي يعتعد بعه إنمعا
يحصل بأحد ثلثة أمور إما )بأن يسترعيه( الصل أي :يلتمس منععه
رعاية شهادته وضبطها حتى يؤديها عنععه ،لنهععا نيابععة فععاعتبر فيهععا
إذن المنوب عنععه أو مععا يقععوم مقععامه ممععا يععأتي نعععم لععو سععمعه
يسترعي غيره جاز له الشهادة على شهادته وإن لم يسععترعه هععو
بخصوصععه )فيقععول أنععا شععاهد بكععذا( فل يكفععي أنععا عععالم ونحععوه
)وأشهدك( أو أشهدتك )أو اشهد على شهادتي( أو إذا استشععهدت
على شهادتي فقد أذنت لك أن تشهد ونحو ذلك )أو( بأن )يسمعه
يشععهد( بمععا يريععد أن يتحملععه عنععه )عنععد قععاض( أو محكععم .قععال
البلقيني :أو نحو أمير >ص <275 :أي :تجوز الشهادة عنععده لمععا
مر فيه .قال :إذ ل يؤدي عنده إل بعد التحقق فأغناه ذلك عن إذن
الصل له فيه )أو( بأن يععبين السععبب كععأن )يقععول( ولععو عنععد غيععر
حاكم )أشهد أن لفلن على فلن ألفا من ثمن مبيع أو غيععره( لن
إسناده للسبب يمنع احتمال التساهل فلم يحتج لذنه أيضععا .وهععل
يتعيععن هنععا أن يسععمع منععه لفععظ أشععهد أو يكفععي مرادفععه بكععل
محتمل ؟ وقياس ما سععبق التعيععن وعليععه يعدل المتعن وإن أمكععن
الفرق بأن المدار هنا ليععس إل علععى تععبيين السععبب ل غيععر )وفععي
هذا( الخير )وجه( أنه ل بد من إذنه ،لنه قععد يتوسععع فععي العبععارة
ولو دعععي للداء لحجععم ويتعيععن ترجيحععه فيمععا لععو دلععت القععرائن
القطعية من حال الشاهد على تساهله وعدم تحريره للعبارة )ول
يكفي سماع قوله لفلن علععى فلن كععذا أو أشععهد بكععذا أو عنععدي
شهادة بكذا( وإن قال شهادة جازمة ل أتمارى فيها لحتمععال هععذه
اللفععاظ الوعععد والتجععوز كععثيرا )وليععبين الفععرع عنععد الداء جهععة
التحمل( كأشهد أن فلنا يشهد بكذا وأشهدني أو سمعته يشهد بععه
عند قاض أو يبين سععببه ليتحقععق القاضععي صععحة شعهادته إذ أكععثر
الشهود ل يحسنها هنا )فإن لم يبين( جهة التحمل )ووثق القاضععي
بعلمه( وموافقته له في هذه المسألة فيما يظهععر )فل بععأس( إذ ل
محذور نعم يسن له استفصاله
)ول يصح التحمععل علععى شععهادة مععردود الشععهادة( بمععانع قععام بععه
مطلقعا أو بالنسعبة لتلعك الواقععة لععدم الثقعة بقعوله ولن بطلن
الصل يستلزم بطلن الفععرع )ول( يصععح )تحمععل( الخنععثى مععا دام
إشكاله ول تحمل )النسوة( ولو علععى مثلهععن فععي نحععو ولدة ،لن
الشهادة علععى الشععهادة ممععا يطلععع عليععه الرجععال غالبععا وشععهادة
الفرع إنما تثبت شهادة الصل ل ما شهد به الصععل ومععن ثععم لععم
يصح تحمل فرع واحد عن أصل واحععد فيمععا يثبععت بشععاهد ويميععن
وإن أراد المدعي أن يحلف مع الفرع )فإن مات الصل أو غاب أو
مرض لم يمنع شهادة الفرع( لن ذلك غير نقص بععل هععو أو نحععوه
السبب في قبععول شععهادة الفععرع كمععا سععيذكره وإنمععا قععدمه هنععا
توطئة لقوله )وإن حدث( بالصععل )ردة أو فسععق أو عععداوة( بينععه
وبين المشهود عليه أو تكذيب الصل له كأن قال نسععيت التحمععل
أو ل أعلمه قبل الحكم ولو بعد أداء الفرع )منعت( شهادة الفععرع،
لن كل من غير الخيرة >ص <276 :ل يهجم دفعة فيورث ريبععة
فيما مضى إلى التحمل ولو زالت هذه المور اشترط تحمل جديد
أما بعد الحكم فل يؤثر إل إذا كان قبل استيفاء عقوبععة أخععذا ممععا
يأتي في الرجوع قال البلقيني )وجنونه كموته علععى الصععحيح( فل
يؤثر ،لنه ل يوقع ريبععة فععي الماضععي ومثلععه عمععى وخععرس وكععذا
إغماء إن غاب وإل انتظر زواله لقربععه أي :باعتبععار مععا مععن شععأنه
لكن يشكل عليه ما قععدمه فععي ولععي النكععاح مععن التفصععيل إل أن
يفرق بخلف نحو المرض ل ينتظر زواله ،لنه ل ينافي الشهادة.
)تنبيه( أطلقوا الجنون هنا وقيدوه في الحضانة كما مر فهل يتأتى
هنا ذلك التفصيل أو يؤدى عنه هنا حال الجنون مطلقا كل محتمل
والثاني أقرب وعليه فيفرق بينه وبين الغمععاء برجععاء زوالععه غالبععا
خلف الجنون وبين ما هنا والحضععانة بععأن الحععق ثععم ثععابت لععه فل
ينتقل عنه إل عند تحقق ضياع المحضون ،وجنون يوم في سععنة ل
يضيعه
)ولو تحمل فرع فاسق أو عبد( أو صبي )فأدى وهو كامععل قبلععت(
شهادته كالصل إذا تحمععل ناقصععا ثععم أدى كععامل )وتكفععي شععهادة
اثنين على( كل من )الشاهدين( كما لو شهدا على إقرار كعل معن
رجلين فل يكفي شهادة واحد على هذا وواحد على هععذا ول واحععد
على واحد في هلل رمضععان )وفععي قععول يشععترط لكععل رجععل أو
امرأة اثنان( لنهمععا إذا شععهدا علععى أصععل كانععا كشععطر البينععة فل
يجوز قيامهما بالشطر الثاني )وشرط قبولهععا( أي :شععهادة الفععرع
على الصل )تعسر( الصل )أو تعذر الصل بموت أو عمععى( فيمععا
ل يقبل فيه العمى >ص) <277 :أو مرض( غير إغمععاء لمععا مععر
فيه )يشق( معه )حضوره( مشقة ظاهرة بأن يجوز تععرك الجمعععة
كما قاله المام وإن اعترض ومن ثم كانت أععذار الجمععة أععذارا
هنا ،لن جميعها يقتضي تعسر الحضور قال الشيخان .وكذا سععائر
العذار الخاصة بالصل فإن عمت الفرع أيضا كالمطر والوحل لم
يقبل واعترضععه السععنوي وغيععره بععأنه قععد يتحمععل المشععقة لنحععو
صداقة دون الصل ويرد بأن المحل محل حاجة ومع شمول العذر
لهما ينتفي كونه محععل حاجععة كمععا هععو ظععاهر) .أو غيبععة لمسععافة
عدو( يعني لفوقها كما في الروضة وغيرها ،لن ما دونه في حكععم
البلد )وقيل( لمسافة )قصععر( لععذلك ويععرد بمنعععه فععي هععذا البععاب
وإنما اشترطوها فععي غيبععة ولععي النكععاح ،لنععه يمكنععه التوكيععل بل
مشقة بخلف الصل هنا ومر في التزكيععة قبععول شععهادة أصععحاب
المسائل بها عن آخرين في البلد وإن قلنا إنها شهادة على شهادة
في البلد لمزيد الحاجة لذلك ولو حضر الصل قبل الحكععم تعينععت
شهادته ،لن القدرة عليه تمنع الفرع ويتجععه أن الحكععم كععذلك لععو
عاده القاضي كما لو برئ مععن مرضععه .وإن فععرق ابععن أبععي الععدم
ببقاء العذر هنا ل ثم ،لنه بحضور القاضي عنده لم يبق هناك عذر
حتى يقال إنه باق وليس ما ذكرنا هنا تكرارا مع ما مر آنفا من أن
نحو موت الصل وجنونه وعماه ل يمنععع شععهادة الفععرع ،لن ذلععك
في بيان طريان العذر وهذا فععي مسععوغ الشععهادة علععى الشععهادة
وإن علم ذاك من هذا كما مرت الشارة إليه )وأن يسمي( الفععرع
)الصول( فععي شععهادته عليهععم تسععمية تميزهععم ليعععرف القاضععي
حالهم ويتمكن الخصم من القدح فيهم وفي وجوب تسععمية قععاض
شهد عليه وجهان وصوب الذرعي الوجوب في هععذه الزمنععة لمععا
غلب علععى القضععاة مععن الجهععل والفسععق )ول يشععترط أن يزكيععه
الفععروع( ول أن يتعرضععوا لصععدقه فيمععا شععهد بععه بععل لهععم إطلق
الشهادة والقاضي يبحث عن عدالته )فإن زكوهم قبل( ذلك منهم
إن تأهلوا للتعديل إذ ل تهمة وإنما لععم تقبععل تزكيععة أحععد شععاهدين
في واقعة للخر ،لنه قام بأحد شطري الشهادة فل يقععوم بععالخر
وتزكية الفرع للصل من تتمة شهادة الفععرع ولععذا شععرطت علععى
وجه.
)تنبيه( تفنن هنا بجمع الصععول والفععروع تععارة وإفععراد كععل أخععرى
>ص) <278 :ولععو شععهدوا علععى شععهادة عععدلين أو عععدول ولععم
يسععموهم لععم يجععز( أي :لععم يكععف ،لنععه يسععد بععاب الجععرح علععى
الخصم.
)فصل( في الرجوع عن الشهادة وشرط جريان أحكامه التية
أن ل يكون ثم حجة غيره أخذا من قععولهم لععو شععهدا علععى خصععم
فأقر بالحق قبل الحكم فالحكم بالقرار ل بالشهادة لكن مععر فععي
الرجوع عن القرار بالزنا وقععد قععامت بععه بينععة تفصععيل ينبغععي أن
يأتي هنا من أن الحكم إن أسند للبينة جرت أحكام الرجوع فيه أو
للقرار فل إذا )رجعوا( أو من يكمععل النصععاب بععه أو مععات مععورثه
الذي شهد له كما مر في مبحث التهمة )عن الشهادة( التي أدوها
بين يدي الحاكم )قبل الحكم( بشهادتهم ولو بعد ثبوتها بنععاء علععى
الصح السابق أنه ليس بحكم مطلقا خلفا للزركشي الباحث أنععه
كالرجوع بعد الحكم وإن قلنا إنععه ليععس بحكععم نعععم ل يبعععد قععوله
أيضا ،قولهم بعد الحكم محله فيما يتوقععف علععى الحكععم فأمععا مععا
يثبت وإن لم يحكم أي :كرمضان فالظاهر أنه كما بعد الحكم ا ه.
بأن صرحوا بالرجوع ومثله شععهادتي باطلععة أو ل شععهادة لععي فيععه
وفي أبطلتها أو فسختها أو رددتها وجهان ويتجه أنه غيععر رجععوع إذ
ل قدرة له على إنشاء إبطالها الذي هو ظاهر كلمه بخلف ما لععو
قال هي باطلة أو منقوضة أو مفسوخة ،لنه إخبععار بأنهععا لععم تقععع
صحيحة مععن أصععلها وبخلف مععا لعو قععال أردت بأبطلتهععا مثل أنهععا
باطلة في نفسها ثم رأيت من أطلق ترجيح أن ذلك رجوع ويتعين
حمله على ما ذكرته آخرا .وقوله للحاكم بعد شهادته عنده :توقف
عن الحكم .يوجب توقفه ما لعم يقععل لععه احكععم ،لنععه لععم يتحقععق
رجوعه نعم إن كان عاصيا وجب سؤاله عن سبب توقفه كما علم
مما مر) .امتنع( الحكم بها لزوال سببه كما لو طرأ مانع من قبول
الشهادة قبله إن كان نحو فسق أو عداوة أو صار المال له بموت
المشهود له وهو وارثه كما مر ل نحو موت أو جنون أو عمى كمععا
قاله الذرعي ولنه ل يدري أصدقوا في الول أو الثاني ويفسقون
ويعزرون إن قالوا تعمععدنا ويحععدون للقععذف إن كععانت بزنععا >ص:
<279وإن ادعععوا الغلععط وتقبععل البينععة بعععد الحكععم بشععهادتهما
برجوعهما قبله وإن كذباها كما تقبل بفسقهما وقته أو قبله بزمن
ل يمكن فيه الستبراء ول تقبل بعده برجوعهمععا مععن غيععر تعععرض
لكونه قبله أو بعده فيما يظهر ثم رأيت أبا زرعة قال فععي فتععاويه
ما ملخصه تقبل البينة بالرجوع ،لنه إما فاسق أو مخطععئ ثععم إن
كان قبل الحكم امتنع أو بعده فإن كانت بمال غرماه وبقي الحكم
ا ه .فعلم أنه ليس لهما بعد الرجوع وإن ثبت بالبينة وكذباها العود
للشهادة مطلقععا ،لنهمععا إمععا فاسععقان إن تعمععدا أو مخطئان وقععد
صرحوا بأن المخطئ ل تسمع منه إعادة الشععهادة لكععن بقيععد مععر
أوائل الباب ويظهر أنه ل يأتي هنا.
)أو( رجعوا )بعده( أي :الحكم )وقبععل اسععتيفاء مععال اسععتوفي( أو
قبل العمل بععإثر عقععد أو حععل أو فسععخ عمععل بععه ،لن الحكععم تععم
وليس هذا مما يسقط بالشبهة )أو( قبل استيفاء )عقوبععة( لدمععي
كقود وحععد قععذف أو للععه كحععد زنععا وشععرب )فل( تسععتوفى ،لنهععا
تسقط بالشبهة )أو بعععد( أي :بعععد اسععتيفائها )لععم ينقععض( لجععواز
كذبهم في الرجوع فقط وليس عكس هععذا أولععى منععه والثععابت ل
ينقض بأمر محتمل وبه يبطعل معا قيعل :بقععاء الحكععم بغيععر سعبب
خلف الجماع قال السبكي وليس للحاكم أن يرجع عن حكمه إن
كان بعلمه أو ببينة كما قاله غيره ووجهه أن حكمه إن كان بععاطن
المر فيه كظاهره نفذ ظاهرا وباطنا وإل بأن لم يتبين الحععال نفععذ
ظاهرا فلم يجز له الرجوع إل إن بين مستنده فيه كمععا علععم ممععا
مر في القضاء ،ومحل ذلععك فععي الحكععم بالصععحة بخلف الثبععوت
والحكععم بععالموجب ،لن كل منهمععا ل يقتضععي صععحة الثععابت ول
المحكوم به ،لن الشيء قد يثبت عنده ثم ينظر فععي صععحته ولن
الحكم بالصحة يتوقف على ثبوت اسعتيفاء شعروطها عنعده ومنهعا
ثبوت ملك العاقد أو وليته فحينئذ جاز له بل لزمععه أن يرجععع عععن
حكمه بها إن ثبت عنده ما يقتضي رجوعه عنه كعععدم ثبععوت ملععك
العاقد ويقبل قوله بان لي فسععق الشععاهد فينقععض حكمععه مععا لععم
يتهم وقوله أكرهت على الحكم قبل ولو بغير قرينة على الكراه ا
ه .وقضية النظائر أنه ل بد منها إل أن يفععرق بععأن فخامععة منصععب
القاضي اقتضت ذلك وعليه فمحله في مشهور بععالعلم والديانععة ل
كنت فاسقا أو عععدوا للمحكععوم عليععه مثل لتهععامه بععه )فععإن كععان
المستوفى قصاصا( في نفس أو طرف )أو قتل ردة أو رجععم زنععا
أو جلده( أي :الزنا ومثله جلد القذف )ومععات( >ص <280 :مععن
القود أو الحد ثم رجعوا) .وقالوا( كلهم )تعمدنا( وعلمنا أنععه يقتععل
بشهادتنا أو جهلنا ذلك وهو ممن ل يخفى عليهم أو ظننا أننا نجرح
بأسباب فيما يتجه لي وإن بحث الرافعي أنهم مخطئون ،لن هععذا
ل عذر لهم فيه بوجه إل إن كانت السباب أو بعضها ظععاهرة لكععل
أحد وعليه قد يحمل كلم الرافعي أو قععال كععل منهععم تعمععدت ول
أعلم حال صاحبي أو اقتصر كل على قوله تعمععدت )فعليهععم( مععا
لم يعترف ولي القاتل بحقيقة ما شهد به عليه )قصاص( بشععرطه
ومنه أن يكون جلد الزنا يقتل غالبععا ويتصععور بععأن يشععهدا بععه فععي
زمن نحو حر ومذهب القاضي يقتضي السععتيفاء فععورا وإن أهلععك
غالبا وعلما ذلك وبهذا يجاب عن تنظير البلقيني فيه كابن الرفعععة
وأفهم قوله قصاص أنه يراعى فيه المماثلة فيحدون فععي شععهادة
الزنا حد القذف ثم يرجمون )أو( للتنويع ل للتخييععر لمععا قععدمه أن
الواجب أول القود ،والدية بدل عنه ل أحععدهما )ديععة مغلظععة( فععي
مععالهم موزعععة علععى عععدد رءوسععهم لنسععبة إهلكعه إليهععم وخععرج
بتعمدنا أخطأنععا فعليهععم ديععة مخففععة فععي مععالهم إل إن صععدقتهم
العاقلة أما لو قال أحدهم تعمععدت وتعمععد صععاحبي وقععال صععاحبه
أخطأت أو قال تعمدت وأخطأ صاحبي أو قال أخطأنا فيقتل الول
فقط ،لنه أقر بموجبه دون الثاني ولو رجععع أحععدهما فقععط وقععال
تعمدنا قتل أو تعمدت فل واعترضه البلقيني بأنه كشععريك القاتععل
بحق ويجعاب بمنعع ذلعك >ص <281 :فعإن الشعاهد البعاقي غيعر
حجة فليس قاتل بحق بل الراجع حينئذ كشععريك المخطععئ بجععامع
أن كل ل قود عليه لقيام الشبهة في فعله ل ذاته كما علم مما مر
في الجراح وعلم منه أيضا أن محل هذا ما لم يقل الععولي علمععت
تعمدهم وإل فالقود عليه وحده.
)وعلى القاضي قصاص إن( رجع وحده و )قال تعمدت( لعععترافه
بمععوجبه فععإن آل المععر للديععة فكلهعا مغلظععة فععي مععاله ،لنعه قععد
يستقل بالمباشرة فيمععا إذا قضععى بعلمععه بخلف مععا إذا رجععع هععو
والشععهود فععإنه يشععاركهم كمععا يععأتي علععى أن الرافعععي بحععث
استواءهما )وإن رجع هعو وهعم فعلعى الجميععع قصععاص وإن قعالوا
تعمدنا( وعلمنا إلى آخره لنسبة هلكععه إليهععم كلهععم )فععإن قععالوا:
أخطأنا فعليه نصف ديععة( مخففععة )وعليهععم نصععف( كععذلك توزيعععا
على المباشرة والسبب )ولععو رجععع مععزك( وحععده أو مععع مععن مععر
)فالصح أنه يضمن( بالقود أو الدية ،لنه بالتزكيععة يلجععئ القاضععي
للحكم المقتضععي للقتععل ويفععرق بينععه وبيععن مععا يععأتي فععي شععاهد
الحصان بأن الزنا مع قطع النظر عن الحصان صالح لللجاء وإن
اختلف الحد والشهادة مع قطععع النظععر عععن التزكيععة غيععر صععالحة
أصل فكان الملجئ هععو التزكيعة وبعه ينععدفع معا لجمعع هنععا> .ص:
<282ولو رجع الصل وفرعه اختص الغرم بالفرع ،لنه الملجععئ
كالمزكي )أو( رجع )ولي وحده( دون الشععهود )فعليععه قصععاص أو
دية( كاملة ،لنه المباشر للقتل وبحث البلقيني أنه ل أثر لرجععوعه
في قطععع الطريععق ،لن السععتيفاء ل يتوقععف عليععه بععل ل يسععقط
بعفععوه كمععا مععر )أو( رجععع الععولي )مععع الشععهود( أو مععع القاضععي
والشهود )فكذلك( لنه المباشر فهم كالممسك مع القاتل )وقيععل
هو وهم شركاء( لكن عليه نصف الدية إن وجبععت لتعععاونهم علععى
القتل
)ولععو شععهدا بطلق بععائن( بخلععع أو ثلث ولععو لرجعيععة كمععا بحثععه
البلقيني )أو رضاع( محرم )أو لعان وفرق القاضي( بين المشهود
عليه وزوجته ويؤخذ منه أن الكلم فععي حععي فل غععرم فععي شععهود
ببائن على ميععت كمععا أفهمععه كلمهععم هععذا مععع علتهععم التيععة إذ ل
تفويت فقول البلقيني لم أر مععن تعععرض لععه أي :صععريحا )فرجعععا
دام الفراق( لما مر أن قولهما في الرجوع محتمل والقضاء ل يرد
بمحتمل وبحث البلقيني أنه ل يكفي التفريق بل ل بد من القضععاء
بالتحريم ويترتب عليه التفريق ،لنه قد يقضي بععه مععن غيععر حكععم
بتحريععم كمععا فععي النكععاح الفاسععد ويجععاب بمععا مععر أن الصععح أن
تصرف القاضي في أمر رفع إليععه وطلععب منععه فصععله حكععم منععه
كقسمة مال المفقود ول شك أن التفريق هنا مثلها فل يحتاج لمععا
ذكره قبل قوله :دام الفراق غير مستقيم في البائن فإنه ل يععدوم
فيه ا ه .وهو فاسد فإن المراد دوامه مععا لععم يوجععد سععبب يرفعععه
والبائن كذلك )وعليهم( حيث لم يصدقهم الزوج ول شهدوا بعوض
خلع يساوي مهر المثل بناء على ما في الروضة عععن ابععن الحععداد
وغيععره >ص <283 :ول كععان الععزوج قنععا كلععه ،لنععه ل ملععك لععه
والسيد ل تعلق له ببضع زوجة عبععده وإعععادة ضععمير الجمععع علععى
الثنين سائغ )مهر المثل( ساوى المسمى أو ل ،لنععه بععدل البضععع
الذي فوتاه عليه فإن كان مجنونععا أو غائبععا طععالب وليععه أو وكيلععه
)وفي قول( عليهم )نصفه( فقط )إن كععان( الفععراق )قبععل وطععء(
لنه الذي فوتاه وأجيب بأن النظر في التلف لبدل المتلف ل لمععا
قام به على المستحق ولهذا لو أبرأته عنه رجع بكله وخرج بالبائن
الرجعي فإن راجع فل غرم إذ ل تفويت والوجب كالبععائن وتمكنععه
من الرجعة ل يسقط حقه أل ترى أن مععن قععدر علععى دفععع متلععف
ماله فسكت ل يسععقط حقععه مععن تغريمععه لبععدله وبععه يجععاب عمععا
للبلقيني هنا )ولو شهدا بطلق وفرق( بينهما )فرجعا فقامت بينة(
أو ثبت بحجة أخرى )أنه( ل نكاح بينهما كأن ثبت أنه )كععان بينهمععا
رضاع محرم( أو أنها بانت من قبل )فل غرم( عليهما إذ لععم يفوتععا
عليه شيئا فإن غرما قبل البينة استردا
)ولو رجع شهود مال( عين ولو أم ولععد شععهدا بعتقهععا أو ديععن وإن
قالوا غلطنا )غرموا( للمحكوم عليه قيمة المتقععوم ومثععل المثلععي
بعد غرمه ل قبله .وهل يعتععبر فيهععا وقععت الشععهادة >ص<284 :
لنها السبب أو الحكم ،لنه المفوت ؟ حقيقة كل محتمل والقرب
الول فعي الشعاهد والثعاني فعي الحعاكم ول رجعوع فعي الشعهادة
بالستيلد إل بعد موت السيد وبالتعليق إل بعد وجود الصععفة )فععي
الظهر( لنهم أحالوا بينهم وبين ماله ومن ثم لو فوتوه ببدله كبيع
بثمععن يعععادل المععبيع لععم يغرمععوا كمععا قععاله المععاوردي واعتمععده
البلقيني وشذ ابن عبعد السععلم ومعن تبععه فععي قععوله مععن سععى
برجل لسلطان فغرمه شيئا رجع به علععى السععاعي كشععاهد رجععع
وكما لو قال هذا لزيد بل لعمرو ا ه .والفرق واضح إذ ل إلجاء من
الساعي شرعا )ومتى رجعوا كلهم وزع عليهم الغرم( بالسوية إن
اتحد نوعهم وإن ترتب رجوعهم أو زادوا علععى النصععاب )أو( رجععع
)بعضهم وبقي نصاب( كأحد ثلثععة فععي غيععر زنععا )فل غععرم( لبقععاء
الحجة )وقيل يغرم قسطه( لن الحكم مسععتند للكععل )وإن نقععص
النصاب ولم تزد الشهود عليه( كأن رجع أحد اثنين )فقسععط( مععن
النصاب وهو النصف يغرمه الراجع )وإن زاد( عععدد الشععهود علععى
النصاب كاثنين من ثلثععة )فقسععط مععن النصععاب( فعليهمععا نصععف
لبقاء نصف الحجة )وقيل من العدد( فعليهما ثلثان لستوائهم فععي
التلف )وإن شععهد رجععل وامرأتععان( فيمععا يثبععت بهععم ثععم رجعععوا
)فعليه نصف وهما نصف( على كل واحدة ربع ،لنهما كرجل وأخذ
منه أنهم يتوزعون الجرة كععذلك وفيععه نظععر والفععرق واضععح فععإن
مدار الجرة على التعب وهععو يختلععف بععاختلف الشععخاص ومععدار
الحكم على اللجاء وهو وليس كذلك والخنععثى كععالنثى )أو( شععهد
رجل )وأربع في رضععاع( ونحععوه ممععا يثبععت بمحضععهن ثععم رجعععوا
)فعليه ثلث وهن ثلثان( لما تقرر أن كل ثنتين برجل وهن ينفردن
بهذه الشهادة فلم يتعين الشعطر )فعإن رجعع هعو أو ثنتعان( فقعط
)فل غرم في الصععح( لبقععاء النصععاب )وإن شععهد هععو وأربععع( مععن
النساء )بمال( ورجععع الكععل )فقيععل كرضععاع( فعليععه الثلععث أو هععو
وحده فعليه النصف كما علم من قوله أول فقسط ويدل لعه أيضععا
قوله )والصح( أنه )هو( عليه )نصف وهععن( عليهععن )نصععف( لنععه
النصف وهن وإن كثرن كنصعف إذ ل يقبلعن منفعردات فعي المعال
)سواء رجعن معه أو( مر أن هععذا لغععة )وحععدهن( بخلف الرضععاع
يثبت بمحضهن )وإن رجع ثنتان إلخ( >ص <285 :الصح( أنععه )ل
غرم( عليهما لبقاء النصععاب ولععو شععهد رجلن وامععرأة ثععم رجعععوا
لزمها الخمس )و( الصح )أن شهود إحصان( مععع شععهود زنععا )أو(
شهود )صفة مع شهود تعليق طلق وعتق ل يغرمععون( إذا رجعععوا
بعد الرجم ونفوذ الطلق أو العتق وإن تأخرت شهادتهم عن الزنععا
والتعليق أما شهود الحصان فلما مر فيهم أول الفصل رجعوا مععع
شهود الزنا أو وحدهم وأما شهود الصفة فلنهم لم يشهدوا بطلق
ول عتق وإنما أثبتوا صفة فقط هي شععرط ل سععبب والحكععم إنمععا
يضاف للسبب ل للشرط
كتاب الدعوى
وهععي لغععة :الطلععب والتمنععي ومنععه قععوله تعععالى }ولهععم مععا
يدعون{ وجمعها دعاوى بفتح الواو وكسرها كفتاوى وشرعا قيل:
إخبار عن سابق حق أو باطل للمخبر على غيععره بمجلععس الحكععم
وقيل :إخبار عن وجوب حق للمخبر على غيره عند حععاكم ليلزمععه
به وهو الشهر وكأنهم إنما لم يذكروا المحكم هنا مععع ذكرهععم لععه
فيما بعد ،لن التعريف للدعوى حيث أطلقت وهععي ل يتبععادر منهععا
إل ذلك )والبينات( جمع بينة وهععم الشععهود ،لن بهععم يتععبين الحععق
وجمعععوا لختلف أنععواعهم كمععا مععر والععدعوى حقيقتهععا ل تختلععف
والصل فيها قععوله تعععالى }وإذا دعععوا إلععى اللععه ورسععوله ليحكععم
بينهم{ الية وخبر الصحيحين }لو يعطى النععاس بععدعواهم لدعععى
ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه{ وفي
رواية سندها حسن }البينة على المدعي واليمين على من أنكععر{
ومعناه توقف >ص <286 :استحقاق المدعي على البينة لضعف
جانبه بادعائه خلف الصل وبراءة المدعى عليه على اليمين لقوة
جانبه بأصل براءته ولما كان مدار الخصومة على خمسة الععدعوى
والجواب واليمين والنكول والبينة ذكرها كذلك
)تشترط الدعوى عند قاض( أو محكم أو سيد )في( غير مال ممعا
ل تسمع فيه شهادة الحسبة سععواء أكععان فععي غيععر عقوبععة كنكععاح
ورجعة وإيلء وظهار وعيععب نكععاح أو بيععع أو فععي )عقوبععة( لدمععي
)كقصاص وحد قععذف( ول يجععوز للمسععتحق السععتقلل بععه لعظععم
خطره أما عقوبة لله تعالى فهي وإن توقفت على القاضععي أيضععا
لكن ل تسمع فيها الدعوى ،لنها ليست حقا للمدعي نعععم لقععاذف
أريد حده الدعوى على المقذوف وطلب حلفه على أنععه لععم يععزن
ليسقط الحد عنععه إن نكععل ومععا يععوجب تعزيععرا لحععق اللععه تعععالى
تسمع الدعوى فيه إن تعلق بمصلحة عامة كطرح حجارة بطريععق
ومر أنه يجب الداء عند نحو وزيععر وقضععيته صععحة الععدعوى عنععده
كذا قيل وفيه نظر ،لن الذي مععر أنععه ل يلزمععه الداء عنععده إل إذا
توقععف اسععتيفاء الحععق عليععه وحينئذ فععالداء لهععذه الضععرورة ل
يستدعي توقفه على دعوى وبهذا يرد إيععراد شععارح لهععذا وجععواب
آخر عنه وقضية قوله يشترط أنه لو استوفاه بدون قاض لععم يقععع
الموقع وهو كذلك إل في صور مرت في اسععتيفاء القصععاص وكععل
ما تقبل فيه شهادة الحسبة ل يحتاج فيه لدعوى بل ل تسمع على
ما مر ومنه قتل من ل وارث لععه >ص <287 :أو قععذفه إذ الحععق
فيه للمسلمين وقتل قاطع الطريععق الععذي لععم يتععب قبععل القععدرة
عليه ،لنه ل يتوقف على طلب وخرج بالعقوبة ومععا معهععا المععال،
لن لمالكه ونحوه أخذه ظفرا من غير دعوى كما قال.
)وإن استحق( شخص )عينا( عند آخر بملععك وكععذا بنحععو إجععارة أو
وقف أو وصية بمنفعة كما بحثه جمععع أو وليععة كععأن غصععبت عيععن
لموليه وقدر على أخذها )فلععه أخععذها( مسععتقل بععه )إن لععم يخععف
فتنة( عليه أو على غيره كما هو ظاهر سواء أكانت يده عاديععة أم
ل كأن اشترى مغصوبا ل يعلمه نعم من ائتمنه المالك كوديع يمتنع
عليه أخذ ما تحت يده مععن غيععر علمععه ،لن فيععه إرعابععا لععه بظععن
ضياعها ومنه يؤخذ حرمة كل ما فيه إرعاب للغير ودليله أن }زيععد
بن ثابت نام في حفر الخندق فأخذ بعععض أصععحابه سععلحه فنهععى
النبي صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم{ من يععومئذ ذكععره
في الصابة لكن يشععكل عليععه مععا رواه أحمععد أن }أبععا بكععر خععرج
تاجرا ومعه بدريان نعيمان وسويبط فقال له أطعمنععي قععال حععتى
يجيء أبو بكر فذهب لناس ثم وباعه لهععم موريععا أنععه قنععه بعشععر
قلئص فجاءوا وجعلوا في عنقه حبل وأخععذوه فبلععغ ذلععك أبععا بكععر
رضي الله عنه فذهب هو وأصحابه إليهم فأخععذوه منهععم ثععم أخععبر
النبي صلى الله عليه وسلم فضحك هو وأصععحابه مععن ذلععك حععتى
بدا سنه{ وقد يجمع بحمل النهععي علععى مععا فيععه ترويععع ل يحتمععل
غالبا كما في القصة الولى والذن على خلفه كما في الثانية ،لن
نعيمان الفاعل لذلك معروف بأنه مضحاك مزاح كما في الحععديث
ومن هو كذلك الغالب أن فعله ل ترويع فيه كذلك عنععد مععن يعلععم
بحاله ورواية ابن ماجه أن الفاعل سععويبط ل تقععاوم روايععة أحمععد
السابقة فتأمل ذلك فإني لم أر معن أشعار لشعيء منععه مععع كععثرة
المزاح بالترويع وقد ظهر أنه ل بد فيه من التفصيل الععذي ذكرتععه،
ثم رأيت الزركشي قال في تكميله نقل عن القواعد :إن ما يفعله
الناس من أخذ المتععاع علععى سععبيل المععزاح حععرام وقععد جععاء فععي
الحديث }ل يأخذ أحدكم متاع صاحبه لعبا جادا{ جعله لعبععا مععن
جهة أنه أخذه بنية رده وجعله جادا ،لنه روع أخععاه المسععلم بفقععد
متاعه ا ه .وما ذكرته أولى وأظهر كما هو واضح وفي نحو الجارة
المتعلقة بالعين يأخذ العين ليسععتوفي المنفعععة منهععا وفععي الذمععة
يأخععذ قيمععة المنفعععة الععتي اسععتحقها مععن مععاله ويظهععر مععن كلم
بعضهم أنه ل يستأجر بها وقياس ما يأتي من شععراء غيععر الجنععس
بالنقد أنه يستأجر ويظهر أنه يلزمه القتصعار علعى مععا يععتيقن أنعه
قيمة لتلك المنفعة أو يسأل عدلين يعرفانها ويعمل بقولهما )وإل(
بأن خاف فتنة أي :مفسدة تفضي إلى محرم كأخذ ماله لعو اطلعع
عليه بأن غلب ذلععك علععى ظنععه وكععذا إن اسععتويا كمععا بحثععه جمععع
)وجب الرفع( ما دام مريععدا للخععذ )إلععى قععاض( >ص <288 :أو
نحوه لتمكنه من الخلص به
)أو دينا( حال )على غير ممتنع من الداء طععالبه( ليععؤدي مععا عليععه
)ول يحل أخذ شيء له( ،لن له الدفع من أي ماله شاء فععإن أخععذ
شيئا لزمه رده وضمنه إن تلععف مععا لععم يوجععد شععرط التقععاص )أو
على منكر( أو من ل يقبل إقراره على ما بحثه البلقيني ورد بقول
مجلي من له مال على صغير ل يأخذ جنسععه مععن مععاله اتفاقععا ا ه
ويجاب بحمل هذا إن صععح علععى مععا إذا كععان لععه بينععة يسععهل بهععا
خلص حقه )ول بينة( له عليه أو له بينة وامتنعوا أو طلبوا منه مععا
ل يلزمه أو كان قاضي محله جائرا ل يحكم إل برشوة فيما يظهععر
في الخيرتين )أخذ جنس حقه من ماله( ظفرا لعجععزه عععن حقععه
إل بذلك فإن كان مثليا أو متقوما أخععذ ممععاثله مععن جنسععه ل مععن
غيره) .وكذا غير جنسه( أي :غير جنس حقه ولعو أمعة )إن فقعده(
أي :جنس حقه )على المذهب( للضرورة نعم إن وجد نقععدا تعيععن
ولو أنكر كون ما وجده ملكه >ص <289 :لععم يجععز أخععذه قطعععا
ولو كان المدين محجورا عليه بفلس أو ميتا وعليه ديععن لععم يأخععذ
إل قدر حصته بالمضاربة إن علمها أي :وإل احتععاط )أو علععى مقععر
ممتنع( ولو مماطل )أو منكر وله بينة فكذلك( له السععتقلل بأخععذ
حقه لما في الرفع من المؤنة والمشقة )وقيععل يجععب الرفععع إلععى
قاض( لمكانه وأطال جمع في النتصار لععه وخععرج باسععتحق عينععا
الزكاة ،لنها وإن تعلقت بعين المال شائعة فيه كما مر فإذا امتنععع
المالك من أدائها لعم يكععن للمسعتحقين وإن انحصعروا إذا ظفععروا
بجنسها من ماله الظفر بهععا لتوقععف إجزائهععا علععى النيععة وقضععيته
أنهم لو علموه عزل قععدرها ونواهععا بععه جععاز للمحصععورين الظفععر
حينئذ والوجه خلفه ،لنه ل يتعين للزكاة بذلك إذ له الخععراج مععن
غيره
)وإذا جاز الخذ( ظفرا )فله( بنفسه ل بععوكيله وإن كععان الععذي لععه
تععافه القيمععة أو اختصاصععا كمععا بحثععه الذرعععي ولععو قيععل بجععواز
الستعانة به لعاجز عن نحو الكسر بالكليععة لععم يبعععد )كسععر بععاب
ونقب جدار( للمععدين وليععس مرهونععا ول مععؤجرا مثل ول لمحجععور
عليه وغيرهما مما )ل يصععل إلععى المععال إل بععه( لن مععن اسععتحق
شيئا استحق الوصول إليه ول يضمن ما فوته كمتلعف معال صعائل
تعذر دفعه إل بإتلفه ونازع جمع في جواز هععذا مععع إمكععان الرفععع
للحاكم ويرد بأن تعدي المالك أهدر ماله ومن ثم امتنععع ذلععك فععي
غير متعد لنحو صغر .قال الذرعععي وفععي غععائب معععذور وإن جععاز
الخععذ )ثععم >ص <290 :المععأخوذ مععن جنسععه( أي :جنععس حقععه
)يتملكععه( أي :يتمععوله ويتصععرف فيععه بععدل عععن حقععه وظععاهره
كالروضة والشرحين أنععه ل يملكععه بمجععرد الخععذ لكععن قععال جمععع
يملكه بمجرده واعتمده السنوي وغيره ،لن الشارع أذن لععه فععي
قبضه فكان كإقبععاض الحععاكم لععه وهععو متجععه وأوجععه منععه الجمععع
بحمله على ما إذا كان بصفته أو بصفة أدون فحينئذ يملكه بمجرد
أخذه بنية الظفر إذ ل يجوز له نية غيععره كرهنععه بحقععه وحمععل مععا
أفهمه كلمهما على غير الصفة بأن كان بصععفة أرفععع إذ هععو كغيععر
الجنس فيما يأتي فيععه فل يملكععه وإنمععا يملععك مععا يشععتريه بثمنععه
بمجرد الشراء فإذا كان دراهم مكسرة وظفر بصحاح لم يتملكهععا
ول يبيعها بمكسرة بل بدنانير ثععم يشععتري بهععا المكسععرة فيملكهععا
بمجرد الشراء وبهذا الجمع يظهر تأويل قولهما يتملكه بما ذكرنععاه
مع فرضه في الحالة الثانية بأن يقال معنى يتملكععه يتصععرف فيععه
أما الولى فل يحتاج فيها بعد الخذ ظفرا إلععى تملععك أي :تصععرف
ول لفظ.
)و( المأخوذ )من غيره( أي :الجنس أو منه وهو بصععفة أرفععع كمععا
تقععرر )يععبيعه( بنفسععه أو مععأذونه للغيععر ل لنفسععه اتفاقععا أي :ول
لمحجوره كما هو ظاهر لمتناع تولي الطرفين وللتهمة هذا إن لم
يتيسر علم القاضي به لعععدم علمععه ول بينععة أو مععع أحععدهما لكنععه
يحتاج لمؤنة ومشععقة وإل اشععترط إذنععه )وقيععل يجععب رفعععه إلععى
قاض يبيعه( مطلقا ،لنه غير أهل للتصرف في مال غيععره بنفسععه
ول يععبيعه إل بنقععد البلععد ثععم إن كععان مععن جنععس حقععه تملكععه وإل
اشترى جنس حقه ل بصفة أرفع وملكه )والمععأخوذ( مععن الجنععس
وغيره )مضمون عليععه( أي :الخععذ ،لنععه أخععذه لحعظ نفسععه )فععي
الصح فيضمنه( حيث لم يملكه بمجرد أخذه )إن تلف قبععل >ص:
<291تملكه( أي :الجنس )و( قبل )بيعععه( أي :غيععر الجنععس بععل
ويضمن ثمنه إن تلف بعد الععبيع وقبععل شععراء الجنععس بععه فليبععادر
بحسب المكان فإن أخر فنقصت قيمته ضمن النقص ولو نقصععت
وارتفعععت وتلععف ضععمن الكععثر قبععل التملععك لمععالكه )ول يأخععذ(
المستحق )فرق حقه إن أمكن القتصار( على قدر حقععه لحصععول
المقصود به فإن زاد ضمن الزيادة إن أمكن عدم أخععذها وإل كعأن
كان له مائة فرأى سيفا بمائتين لم يضمن الععزائد لعععذره ويقتصععر
فيما يتجزأ على بيع قدر حقعه وكععذا فععي غيععره إن أمكععن وإل بععاع
الجميع ثم يرد الزائد لمالكه بنحو هبة إن أمكنععه وإل أمسععكه إلععى
أن يمكنه
)وله أخذ مععال غريععم غريمععه( بععأن يكععون لزيععد علععى عمععرو ديععن
ولعمرو على بكر مثله فلزيد أخذ ما له على عمرو مععن مععال بكععر
وإن رد عمرو إقرار بكر له أو جحد بكر استحقاق زيد على عمععرو
وشرط المتولي أن ل يظفر بمال الغريم وأن يكون غريم الغريععم
جاحععدا ممتنعععا أيضععا .قععال الذرعععي أو ممععاطل ويلزمععه أن يعلععم
الغريم بأخذه حتى ل يأخذ ثانيا وإن أخذ كان هو الظالم ول يلزمععه
إعلم غريععم الغريععم >ص <292 :إذ ل فععائدة فيععه ومععن ثععم لععو
خشي أن الغريم يأخذ منه ظلما لزمه فيما يظهععر إعلمععه ليظفععر
من مال الغريم بما يأخذه منه ثم التصريح بععذلك اللععزوم وهععو مععا
ذكره شارح وهو زيادة إيضععاح وإل فالتصععوير المععذكور يعلععم منععه
علم الغريمين أما علم الغريم فمععن قععولهم وإن رد عمععرو إقععرار
بكر له أما علم غريمه فمن قولهم أو جحد بكر إلى آخععره فانععدفع
ما يقال الغريم قد ل يعلم بالخذ فيأخععذ مععن مععال غريمععه فيععؤدي
إلى الخذ منه مرتين وغريمه قد ل يعلم بذلك فيأخذ منععه الغريععم
فيؤدي إلى ذلك أيضا ووجه انععدفاعه أن المسععألة مصععورة بععالعلم
فل يرد ذلك.
)فرع( له استيفاء دين له على آخر جاحد له بشهود ديععن آخععر لععه
عليه قضى من غير علمهم وله جحد من جحده إذا كععان لععه علععى
الجاحد مثل ما له عليه أو أكثر منه فيحصل التقاص وإن لم توجععد
شروطه للضرورة فإن كان له دون ما للخر عليه جحد مععن حقععه
بقدره وفي النوار عن فتاوى القفال لو مات مدين فأخععذ غريمععه
دينه من بعععض أقععاربه ظلمععا فللمععأخوذ منععه الرجععوع علععى تركععة
الميت ،لن له مال على الظالم وللظالم ديععن فععي التركععة فيأخععذ
منها ما له على الظالم كمن ظفر بغير جنس حقه من مال مدينه
ا ه وفيه نظر كما قاله بعضهم ولعله من حيععث التشععبيه المععذكور
فلو قال كمن ظفر بمال غريم غريمه اتجه ما قععاله )والظهععر أن
المدعي( >ص <293 :وشرطه أن يكون معينا معصوما مكلفا أو
سكرانا وإن حجر عليه بسفه فيقول ووليي يستحق تسععلمه )مععن
يخالف قوله الظاهر( وهو براءة الذمة )والمدعى عليععه( وشععرطه
ما ذكر )من يوافقه( أي :الظاهر واستشكل بأن الوديععع إذا ادعععى
الرد أو التلف يخالف قوله الظععاهر مععع أن القععول قععوله ورد بععأنه
يدعي أمرا ظاهرا هو بقاؤه على المانععة ويععرده مععا فععي الروضععة
وغيرها أن المناء الذين يصدقون في الرد بيمينهم مدعون ،لنهععم
يدعون الرد مثل وهو خلف الظععاهر لكععن اكتفععي منهععم بععاليمين،
لنهم أثبتوا أيديهم لغرض المالك وقدم في دعوى الدم والقسامة
شرط المععدعي والمععدعى عليععه فععي ضععمن شععروط الععدعوى ول
يختلف الظهر ومقابله في أغلب المسائل وقد يختلفان كمععا فععي
قوله) .فإذا أسلم زوجان قبععل وطععء فقععال( الععزوج )أسععلمنا معععا
فالنكاح باق وقالت( الزوجععة بععل أسععلمنا )مرتبععا( فل نكععاح )فهععو
مععدع( لن إسععلمهما معععا خلف الظععاهر وهععي مععدعى عليهععا
لموافقتها الظاهر فتحلف هي ويرتفع النكاح وفععي عكععس ذلععك ل
نكاح أيضا ويصدق في سقوط المهر بيمينه)و( مععن )ادعععى نقععدا(
خالصعععا أو مغشوشعععا أو دينعععا مثليعععا أو متقومعععا >ص<294 :
)اشترط( فيه لصحة الدعوى وإن كان النقد غالب نقد البلد )بيععان
جنس ونوع وقدر وصحة و( هععي بمعنععى أو )تكسععر( وغيرهععا مععن
سائر الصفات )إن اختلفت بهما( يعني بكل واحعد معن المتقعابلين
ومقابله )قيمة( كألف درهعم فضعة خالصعة أو مغشوشعة أشعرفية
أطالبه بها ،لن شرط الدعوى أن تكون معلومة كما مر وما علععم
وزنه كالدينار ول يشترط التعرض لوزنه ول يشععترط ذكععر القيمععة
في المغشوش بناء على الصح أنه مثلي فقول البلقيني يجب فيه
مطلقا ممنوع ومر فيه أول البيع بسط فراجعه أما إذا لععم يختلععف
بهما قيمة فل يجب ذكرها إل في دين السلم.
)تنبيه( ل تسمع دعوى دائن مفلس ثبت فلسه أنه وجد مععال حععتى
يبين سببه كإرث واكتساب وقدره ومن لععه غريععم غععائب ل بععد أن
يقول لي غريم غائب الغيبة الشرعية ولي بينة تشهد بذلك ويععأتي
أن الدعوى إنما تسمع غالبا على من لو أقر بالمدعى به قبل )أو(
ادعى )عينا( حاضرة بالبلععد يمكععن إحضععارها بمجلععس الحكععم أمععا
غيرها فقد مر قبيل القسمة بما فيه )تنضبط( بالصععفات مثليععة أو
متقومة )كحيوان( وحبوب )وصفها( وجوبا )بصفة السععلم( ،لنععه ل
تتميز التميز الكامل إل بذلك >ص) <295 :وقيل يجب معها ذكر
القيمة( احتياطا وقضيته أنه ل تجب في متقوم ول مثلععي منضععبط
لكن ناقضاه في القضاء على الغائب فنقل عن الصععحاب وجوبهععا
في المتقوم دون المثلي ومر ما فيععه فععإن لععم ينضععبط بالصععفات
كجوهرة أو ياقوتة أو جععواهر أو يععواقيت وجععب ذكععر القيمععة قععال
الماوردي مع جنس ونوع ولون اختلف ول تسمع بأن له في ذمتععه
نحو ياقوتة ،لنه ل يثبت فيهععا نعععم إن ذكععر السععبب كأسععلمت لععه
دينارا في ياقوتعة أو أطعالبه بعه لفسعاد السعلم أو ادععى إتلفعا أو
حيلولة وطلب القيمة وقدرها سمعت واعترض الزركشععي وغيععره
زيادته على أصله معهععا بععأن الثععاني يكتفععي بهععا وحععدها كمععا بينععه
الرافعي ولو وجبت قيمة المغصوب للحيلولة كفى ذكرهععا وحععدها
علععى الوجععه ،لنهععا الواجبععة الن ول بععد أن يصععرح فععي مذبوحععة
وحامل بأن قيمتها مذبوحة أو حععامل كععذا ومععر فععي القضععاء علععى
الغععائب مععا يجععب فععي ذكععر العقععار والععدعوى فععي مععؤجر علععى
المستأجر وإن كان ل يخاصم ،لنه بيده الن دون مؤجره.
)فإن تلفت( العين )وهي متقومة( بكسر الواو )وجب ذكر القيمة(
مع الجنس كما بحثه جمع كعبد قيمته كععذا بععل قععال البلقينععي مععع
ذكر صفات السلم وبسطه لكن المعتمد الول ،لنها الواجبة حينئذ
بخلف المثلية ل بد مععن ذكععر صععفاتها ليجععب مثلهععا وقضععية ذلععك
الكتفاء فععي المتقومععة التالفععة بععذكر القيمععة وحععدها وقععد تسععمع
الدعوى بالمجهول في صور كثيرة كوصععية وإقععرار ،لن المقصععود
ثبوت الصل ل غير ودية وغرة لنضباطهما شرعا وممر أو مجععرى
ماء بملك الغير بل يكفي مجرد تحديده إن لععم ينحصععر حقععه فععي
جهة منه وعليه يحمل إطلق الهروي عدم وجوب تحديده أي :ذكر
قدره >ص <296 :وإل وجب بيان قدره وعليه حمل إطلق غيره
وجوب بيانه بل قد ل تتصور إل مجهولة وذلك فيما يتوقععف تعيينععه
على القاضي كغرض مهر ومتعة وحكومة ورضخ قال الغزي ومن
تبعه ودعوى زوجة أو قريب النفقة رد بأن واجب الزوجة مقععدر ل
اجتهععاد فيععه ونفقععة القريععب للمسععتقبل ل تسععمع الععدعوى بهععا
وللماضي ساقطة وبعد فرض القاضي معلومة ويجععاب بععأن نفقععة
الزوجة يتوقف تقديرها على النظر في إعسار الزوج وغيره وذلك
خاص بالقاضي فسمعت على أن منها نحععو الدم وهععو غيععر مقعدر
لنععاطته بالعععادة ونظععر القاضععي ومععا ذكععر فععي القريععب يتصععور
بمطالبته بنفقته الن فتسمع دعواه بأنه امتنع من إنفاقي الن مع
احتياجي له ويشترط للدعوى أيضا كونها ملزمة كما علم مما مععر
بأن يكون المدعى به لزما فل تسمع بدين حتى يقول وهو ممتنععع
من أدائه ول بنحو بيع أو هبة أو إقععرار حععتى يقععول وقبضععته بععإذن
الععواهب أو أقبضععنيه ويلععزم البععائع أو المقععر التسععليم إلععي ويزيععد
المشتري إن لم ينقد الثمن وها هو ذا أو والثمن مؤجل ول برهععن
بأن قال هذا ملكي رهنته منه بكععذا إل إن قععال وأحضععرته فيلزمععه
تسليمها إلي إذا قبضععه واعتمععد البلقينععي فععي فتععاويه وغيرهععا أن
دعوى المرتهن الرهن ل تسمع إل إن ادعى القبععض المعتععبر قععال
وذكر النووي في التحالف في القراض والجعالة ما يقتضععي خلف
ذلك والمعتمد ما ذكره هنا ا ه .وأخذ الغزي من ذلك أنه ل تسععمع
دعوى المؤجر على المستأجر بععالعين قبععل مضععي المععدة ،لنععه ل
يمكنه أن يقول ويلزمه التسليم إلععي ورد بععأنه قععد يريععد التصععرف
في الرقبة فيمنعه المستأجر بعدعوى الملعك فيتجعه صعحة دععواه
وأنه منعه من بيعهععا بغيععر حععق ويقيععم بينععة بععذلك وأن ل يناقضععها
دعوى أخرى وليس من ذلك مععن أثبععت إعسععاره وأنععه ل مععال لععه
ظاهرا ول باطنععا ثععم ادعععى علععى آخععر بمععال لععه ،لنععه إن أطلقععه
فواضح لحتمال حدوثه وإن أرخه بزمن قبل ثبععوت العسععار فلن
المععال المنفععي فيععه مععا يجععب الداء منععه وهععذا ليععس كععذلك ،لن
الغرض أن المدعى عليه منكر
ول تسمع دعوى دائن ميت على من تحت يده مال للميععت >ص:
<297مع حضور الوارث فإن غاب أو كان قاصرا والجنععبي مقععر
به فللحاكم أن يوفيه منه وعلى هذا حمل قععول السععبكي للوصععي
والدائن المطالبة بحقوق الميت أي :بالرفع للقاضي ليوفيهما ممعا
يثبت له ولو ادعععى ولععم يقععل سععله جععواب دعععواي أو نحععوه جععاز
للقاضععي سععؤاله ولعه أن يستفصععله عععن وصععف أطلقععه ل شععرط
أهمله بل يلزمه العراض عنه حتى يصحح دعواه كما مععر .وليععس
له سماع الدعوى بعقد أجمع على فساده إل لنحععو رد الثمععن ولععه
سماعها بمختلف فيه ليحكم فيه بما يراه بخلف الشفعة ل تسمع
دعواه إل فيما يراه ،لنها مجععرد دعععوى فتبطععل بععرده لهععا بخلف
العقد الفاسد ل بد من الحكم بإبطاله وبحث الغزي سعماعها فيهعا
إن قععال المشععتري :إن طالبهععا يعارضععني فيمععا اشععتريته بل حععق
فيمنعه من معارضته وحينئذ ليس له الدعوى بهععا عنععد مععن يراهععا
)أو( ادعى رجل ويأتي أن المرأة مثلععه فععي ذلععك وكععان القتصععار
عليه ،لنه الغععالب )نكاحععا( فععي السععلم )لععم يكععف الطلق علععى
الصح بل يقول نكحتها( نكاحا صحيحا )بولي مرشد( أو سععيد يلععي
نكاحهععا أو بهمععا فععي مبعضععة )وشععاهدي عععدل ورضععاها إن كععان
يشترط( لكونها غير مجبرة وبإذن وليي إن كان سععفيها أو سععيدي
إن كان عبدا ،لن النكاح فيه حق الله تعالى وحق الدمي فاحتيط
له كالقتل بجامع أنه ل يمكن استدراكهما بعد وقوعهمععا وإنمععا لععم
يشترط ذكر انتفاء الموانع كرضاع ،لن الصل عععدمها أمععا إذا لععم
يشترط رضاها كمجبرة فل يتعرض له بل لمزوجها من أب أو جععد
أو لعلمهععا بععه أنععه إن ادعععى عليهععا >ص <298 :قععال البلقينععي:
وقوله مرشد ليس صريحا في عدل فينبغي تعيينه ورده الزركشي
بأن المراد بمرشد من دخل في الرشد أي :صلح للولية وهو أعم
لتناوله العععدل والمسععتور والفاسععق إن قلنععا يلععي وفيععه نظععر بععل
المراد بمرشد عدل وإنما آثره ،لنه الواقع في لفعظ خعبر ل نكعاح
إل بولي مرشد وأما بحثه أنه ل يحتاج لوصف الشععاهدين بالعدالععة
لنعقاده بالمستورين وتنفيذ القاضي لما شهدا به ما لم يدع شععيئا
من حقوق الزوجية فل بد من التزكية ا ه .فيرد بأن ذلك إنمععا هععو
في نكاح غير متنازع فيه وأمععا المتنععازع فيععه فل يثبععت إل بعععدلين
فتعين ما قعالوه قععال القمعولي ول يشعترط تعييعن الشعهود إل إن
زوج الولي بالجبار ا ه وفيه نظر بعل ل يصعح كمعا هععو ظععاهر أمععا
نكاح الكفار فيكفي فيه القرار ما لم يذكر استمراره بعد السععلم
فيذكر شروط تقرير.
)فرع( ادعت زوجية وذكرت ما مر فععأنكر فحلفععت ثبتععت زوجيتهععا
ووجبت مؤنها وحل له إصابتها ،لن إنكار النكاح ليس بطلق قععاله
الماوردي وحل إصابتها باعتبععار الظععاهر ل البععاطن إن صععدق فععي
النكار )فإن كععانت( الزوجععة )أمععة( أي :بهععا رق )فالصععح وجععوب
ذكر( ما مر مع ذكر إسلمها إن كان مسلما و )العجز عععن طععول(
أي :مهر لحرة )وخوف عنععت( وأنععه ليععس تحتععه حععرة تصععلح ولععو
أجابت دعواه النكاح بأنها زوجته من منذ سنة فأقام آخر بينة بأنها
زوجته من شهر حكم بها للول ،لنه ثبت بإقرارها نكاحه فمععا لععم
يثبت الطلق ل حكم للنكاح الثاني )أو( ادعععى )عقععدا ماليععا كععبيع(
ولععو سععلما )وهبععة( ولععو لمععة >ص) <299 :كفععى الطلق فععي
الصح( ،لنه دون النكاح في الحتياط نعم ل بد في كل عقد نكععاح
أو غيره أريد إثبات صحته من وصفه بالصحة مع ما مر.
)فرع( بحث الذرعي أن الدعوى بنحو ريع الوقف علععى النععاظر ل
المستحق وإن حضر ففي وقف على معينين مشروط لكل منهععم
النظعر فعي حصعته ل بعد معن حضعورهم وإن كعان النعاظر عليهعم
القاضي المعدعى عنعده فالعدعوى عليهعم قعال ومعن هعذا القبيعل
الدعوى على بعض الورثة مع حضور البععاقين ونععازعه الغععزي بععأن
المتجه سماع الدعوى على البعض في المسععألتين لكععن ل يحكععم
إل بعد إعلم الباقين بالحال وللسبكي كلم طويل فيمععا إذا كععانت
الدعوى لميت أو غائب أو محجور عليه تحت نظر الحاكم أو لبيت
المال أو على أحد هؤلء ثم استقر رأيععه علععى أن القاضععي >ص:
<300ل يتوجه عليه دعوى أصل ول على نائبه بل ل بد أن ينصب
الشافعي من يدعي ومععن يععدعى عليععه عنععده أو عنععد غيععره فيمععا
يتعلق بوقف أو مال نحو يتيم أو بيت مال وتخصيصععه نصععب ذلععك
بالقاضي الشافعي إنما هو باعتبار ما كععان فععي تلععك الزمنععة مععن
اختصاصه بالنظر في هذه المور دون غيره من الثلثععة وأمععا الن
فالنظر في ذلك متعلق بالحنفي ل غير فليختص ذلك به
)ومن قامت عليه بينععة( بحععق )ليععس لععه تحليععف المععدعي( علععى
استحقاق ما ادعاه ،لنه تكليف حجة بعد حجة فهععو كععالطعن فععي
الشهود نعم له تحليف المدين مع البينة بإعساره لجواز أن له مال
باطنا وكذا لو شهدت له بينة بعين وقععالوا ل نعلمععه بععاع ول وهععب
فلخصمه تحليفه أنها ما خرجت عن ملكه بوجه أما المدعى عليععه
كأن أقام عليععه بينععة ثععم قعال ل تحكععم عليععه حععتى تحلفعه فبحععث
الرافعي بطلن بينته لعترافه بأنها ممعا ل يجعب الحكععم بهععا ورده
المصععنف بععأنه قععد يقصععد ظهععور إقععدامه علععى يميععن فععاجرة مثل
فينبغععي أن ل تبطععل ا ه .ول نظععر فيععه خلفععا لمععن زعمععه )فععإن
ادعى( عليه )أداء( لععه )أو إبععراء( منععه أو أنععه اسععتوفاه )أو شععراء
عين( منععه )أو هبتهععا وإقباضععها( أي :إنععه وهبععه إياهععا وأقبضععها لععه
)حلفه( أي :مدعي نحو الداء مقيم البينععة عليععه )علععى نفيععه( أي:
الداء وما بعده لحتمععاله هععذا إن ادعععى حععدوث شععيء مععن ذلععك
>ص <301 :قبععل قيععام البينععة والحكععم أو بينهمععا ومضععي زمععن
إمكانه وإل لم يلتفت إليه خلفععا لمععا اعتمععده الذرعععي والبلقينععي
والزركشي من تحليفه إذا ادعى بعد الحكم وقوع ذلك قبلععه ،لنععه
لو أقععر بععه نفعععه ولععم يكععن المععدعي حلععف مععع شععاهده أو يميععن
السععتظهار وإل لععم يحلععف كمععا صععوبه البلقينععي مععن وجهيععن
أطلقاهما ،لنه قد تعرض في يمينععه لسععتحقاقه الحععق فل يحلععف
بعدها علععى نفععي مععا ادعععاه الخصععم ول تسععمع دعععوى إبععراء مععن
الدعوى ،لنه باطل وتقبل دعوى أجيععر لععم يثبععت أنععه بغيععر عرفععة
يومها بحيث ل يمكنه وصععوله إليهععا عععادة الحععج مععن غيععر بينععة ول
يمين ،ومطلقة ثلثا أنها تحللت من غير بينة ول يمين أيضععا )وكععذا
لو ادعى( خصمه عليه )علمه بفسق شاهده( أو نحوه من كععل مععا
يبطل الشهادة )أو كذبه( فإنه يحلف على نفيه )في الصععح( ،لنععه
لو أقر به بطلت شهادته له وسيعلم مما يأتي أن كل ما لو أقر به
نفع خصمه لخصمه تحليفه علععى نفيععه نعععم ل يتععوجه حلععف علععى
شاهد أو قاض ادعى كذبه قطعا وإن كان لو أقر نفعه ،لنه يععؤدي
إلى فساد عام ولععو نكععل عععن هععذه اليميععن حلععف المععدعى عليععه
وبطلت الشهادة ومر في القرار أن للمقععر تحليععف المقععر لععه إذا
ادعى أنه إنما أشهد على رسم القبالة ولععو أجععاب المععدعى عليععه
بعين بل أمنعك منها لم يكن له المنع ولم تقبل بينتععه إل إذا حلععف
أنها حين قوله ذلك لم تكن بيده) .وإذا استمهل( من قععامت عليععه
البينععة أي :طلععب المهععال )ليععأتي بععدافع( وفسععره وإل وجععب
استفساره إن كان عاميا أي :أو مخالفا لمععذهب الحععاكم كمععا هععو
ظاهر ،لنه قد يعتقععد معا ليعس بععدافع دافععا )أمهععل( وجوبععا لكععن
بكفيل وإل فبالترسيم عليه إن خيف هربه )ثلثة أيام( ومكععن مععن
سفر ليحضره إن لم تزد المععدة علععى الثلث ،لنهعا مععدة قريبععة ل
يعظم الضرر فيها ولو أحضر بعععد الثلث شععهود الععدافع أو شععاهدا
واحععدا أمهععل ثلثععة أخععرى للتعععديل أو التكميععل كمععا صععرح بععه
الماوردي لكن ضعفه البلقيني ولو عين جهة ولععم يععأت ببينتهععا ثععم
ادعى أخرى عند انقضاء مدة المهلععة واسععتمهل لهععا لععم يمهععل أو
أثناءها أمهل بقيتها
)ولو ادعى رق بالغ( عاقل مجهول النسب ولو سكرانا )فقععال أنععا
حر( في الصل >ص <302 :ولم يكن قععد أقععر لععه بالملععك قبععل
وهو رشيد على ما مر قبيعل الجعالعة )فعالقول قععوله( بيمينعه وإن
تداولته اليدي بالبيع وغيره لموافقته الصل وهو الحرية ومععن ثععم
قدمت بينة الرق على بينة الحريععة ،لن الولععى معهععا زيععادة علععم
بنقلها عن الصل أما لو قال أعتقنععي هععو أو غيععره فيحتععاج للبينععة
وإذا ثبتت حريته الصلية بقوله رجع مشتريه على بائعه بثمنععه وإن
أقر له بالملك ،لنه بناه على ظاهر اليد )أو( ادعى )رق صغير( أو
مجنون كبير )ليس في يده( وكذبه صاحب اليد )لم تقبل إل ببينة(
أو نحوها كعلم قاض ويمين مردودة ،لن الصععل عععدم الملععك )أو
في يده( أو يد غيره وصدقه )حكم له بععه إن( حلععف لعظععم خطععر
الحرية و )لم يعرف استنادها( فيهما )إلى التقاط( ول أثر لنكععاره
إذا بلععغ ،لن اليععد حجععة بخلف المسععتندة لللتقععاط ،لن اللقيععط
محكوم بحريته ظاهرا كما مر في بابه وذكرت هنا تتميمععا لحععوال
المسععألة فل تكععرار )ولععو أنكععر الصععغير وهععو مميععز( كععونه قنععه
)فإنكاره لغو( ،لن عبارته ملغاة )وقيل كبالغ( ،لنه يعععرف نفسععه
وكذا ل يؤثر إنكاره بعد كماله ،لنه حكععم برقععه فل يرتفععع ذلععك إل
بحجة )ول تسمع دعوى ديععن مؤجععل فعي الصععح( إذ ل يتعلعق بهععا
إلزام ومطالبة فععي الحععال نعععم إن كععان بعضععه حععال ادعععى بكلععه
ليطععالبه ببعضععه وإن قععل ويكععون المؤجععل تبعععا قععاله المععاوردي
واستشكل بما ل يجدي وبحث البلقيني صحة العدعوى بقتعل خطعأ
أو شبه عمد على القاتل وإن استلزمت الدية مؤجلععة ،لن القصعد
ثبوت القتل ومن ثم صحت دعوى عقععد بمؤجععل قصععد بهععا إثبععات
أصل العقد قاله الماوردي وهو متجه ،لن المقصود منها مسععتحق
في الحال .ونقل بعضهم عن ابن أبي الدم أنه نازعه وبعضهم أنععه
استحسنه ولعل كلمه اختلف .ولو ادعى دينا علععى معسععر وقصععد
إثباته ليطالبه به إذا أيسععر فظععاهر كلمهععم أنهععا ل تسععمع مطلقععا
>ص <303 :واعتمععده الغععزي وقضععية مععا تقععرر عععن المععاوردي
سماعها ،لن القصد إثباته ظاهرا مععع كععونه مسععتحقا قبضععه حععال
بتقدير يساره القريب عادة ويجري ذلك فيمن له ديععن علععى عبععد
يتبع بععه بعععد العتععق هععل تسععمع الععدعوى عليععه بععه أو ل ثععم رأيععت
البلقيني قال :والقرب تشبيه هذه الدعوى بالدين على من تحقق
إعساره وقال قبل ذلك الذي يظهر أنه يعطععى حكععم الحععال أخععذا
من تصحيحهم الحوالة عليه به المستلزمة أن ما عليه مععن الععدين
له حكم الحال ل المؤجل للجهععل بععوقت اسععتحقاقه ومععر أن مععن
شروط الدعوى أن ل ينافيها دعوى أخرى ومنه أن ل يكذب أصععله
فلو ثبت إقرار رجععل بععأنه عباسععي فععادعى ولععده أنععه حسععني لععم
تسمع دعواه ول بينته كما أفتى به ابن الصلح.
)تنبيه( هذه الشروط الثلثة المعلومععة ممععا سععبق العلععم واللععزام
وعدم المناقضة معتبرة في كل دعوى ويزيععد عليهععا فععي الععدعوى
على من ل يحلف ول يقبل إقراره ولي بينععة أريععد أن أقيمهععا فلععو
طلق امرأة ثم نكحت آخر فادعى الول أنه نكحهععا فععي عععدته لععم
تسمع دعواه حتى يقول ولي بينة أريد أن أقيمها على أني طلقتها
يوم كذا فلم تنقض عدتي وفي الدعوى لعين بنحو بيع أو هبة على
مععن هععي بيععده واشععتريتها أو اتهبتهععا مععن فلن وكععان يملكهععا أو
وسلمنيها ،لن الظاهر أنه إنما يتصرف فيما يملكه وفععي الععدعوى
على الوارث بدين ومات المدين وخلف تركة تفي بالععدين أو بكععذا
منه وهي بيععد هععذا وهععو يعلععم الععدين أي :أو لععي بععه بينععة وتسععمع
الدعوى في عقد بيع فاسد قطعععا لععرد الثمععن وفععي مختلععف فيععه
ليحكم بما يراه كشفعة الجوار كما مر ولو ادعى عليه ألفا قرضععا
فقععال بععل ثمنععا مثل لزمععه اللععف لتفاقهمععا عليهععا فلععم ينظععر
لختلفهما في السبب ول تبطل دعععواه بقععوله شععهودي فسععقة أو
مبطلون فله إقامة بينة أخرى والحلف وقعول البعائع المعبيع وقعف
مثل مسموع كبينععة إن لععم يصععرح حععال الععبيع بملكععه وإل سععمعت
دعواه لتحليف المشتري أنه باعه وهو ملكه والله أعلم.
)فصل( في جواب الدعوى وما يتعلععق بععه إذا )أصععر المععدعى
عليه على السكوت عن جواب الدعوى( الصحيحة وهععو عععارف أو
جاهل أو حصلت له دهشة ونبه فلم يتنبه كما أفاد ذلك كلععه قععوله
أصر ،وتنبيهه عند ظهور كون سكوته لععذلك واجععب وعععرف بععذلك
بالولى أن امتناعه عنه كسكوته )جعععل كمنكععر ناكععل( فيمععا يععأتي
فيه بقيده وهو أن يحكم القاضي بنكوله أو يقعول للمعدعي احلعف
فحينئذ يحلف ول يمكن الساكت مععن الحلععف لععو أراده ويسععن لععه
تكريعر أجبعه ثلثعا وسعكوت أخعرس ععن إشعارة مفهمعة أو كتابعة
أحسنها كذلك ومثله أصم ل يسعمع أصعل وهعو يفهعم الشعارة وإل
فهو كمجنون على ما مر فيه في باب الحجر> .ص<304 :
)تنبيه( يقع كثيرا أن المدعى عليععه يجيععب بقععوله يثبععت مععا يععدعيه
فتطالب القضاة المدعي بالثبات لفهمهم أن ذلععك جععواب صععحيح
وفيه نظععر ظععاهر إذ طلعب الثبععات ل يسععتلزم اعترافععا ول إنكععارا
فتعين أن ل يكتفى منه بذلك بل يلزم بالتصريح بالنكار أو القرار
)فإن ادعععى( عليععه )عشععرة( مثل )فقععال ل يلزمنععي العشععرة لععم
يكف( في الجواب )حتى يقول ول بعضها وكذا يحلف( إن تععوجهت
اليمين عليه ،لن مدعي العشرة مععدع بكععل جععزء منهععا فل بععد أن
يطابق النكار واليمين دعععواه وإنمععا يطابقانهععا إن نفععى كععل جععزء
منها )فإن حلف على نفي العشرة واقتصر عليه فناكل( عمععا دون
العشرة )فيحلف المدعي على استحقاق دون عشععرة بجععزء( وإن
قل من غير تجديد دعوى )ويأخذه( لما يأتي أن النكول مع اليميععن
كععالقرار نعععم إن نكععل المععدعى عليعه عععن العشععرة وقععد اقتصععر
القاضي في تحليفه علععى عععرض اليميععن عليهععا فقععط لععم يحلععف
المدعي علععى اسععتحقاق مععا دونهععا إل بعععد تجديععد دعععوى ونكععول
الخصم ،لنه إنما نكل عنها فل يكون ناكل عن بعضععها هععذا إن لععم
يسند المدعى به لعقد وإل كأن ادعت أنه نكحها بخمسين وطالبته
بها كفاه نفي العقد بها والحلف عليه فإن نكل لم تحلف هي على
أنه نكحها بدون الخمسععين >ص <305 :لنععه ينععافي دعواهععا أول
وهو النكاح بالخمسين فيجععب مهععر المثععل ولععو ادعععى عليععه مععال
فأنكر وطلب منه اليمين فقال ل أحلف وأعطى المعال لعم يلزمععه
قبوله من غير إقرار وله تحليفه ،لنه ل يأمن أن يععدعي عليععه بمععا
دفعه بعد وكذا لو نكل عن اليمين وأراد المععدعي أن يحلععف يميععن
الرد فقال خصمه أنا أبذل المال بل يمين فيلزمه الحاكم بأن يقععر
وإل حلف المدعي.
)وإذا ادعى مال مضافا إلى سبب كأقرضتك كذا كفاه في الجواب
ل تستحق( أنت )علي شيئا( أو ل يلزمني تسليم شععيء إليععك )أو(
ادعى عليه )شفعة كفاه( في الجواب )ل تستحق علععي شععيئا( ول
نظر لكون العامة ل يعدون الشفعة مستحقة علععى المشععتري )أو
ل تستحق تسليم الشقص( ول يشترط التعرض لنفي تلك الجهععة،
لن المدعي قد يصدق فيها ولكن عرض ما أسقطها من نحععو أداء
أو إبراء أو إعسار أو عفو في الثانية فإن نفاها كذب وإن أقععر بهععا
لم يجد بينة فاقتضت الضرورة قبول إطلقه ،ومر في بابها كيفيععة
دعواها وجواب دعوى الوديعععة علععى تععودعني أو ل تسععتحق علععي
شعيئا أو هلكعت أو دفعتهعا دون قعوله لعم يلزمنعي دفعع أو تسعليم
شيء إليك ،لنه ل يلزمععه ذلععك بععل التخليععة وجععواب دعععوى ألععف
صداقا ل يلزمني تسليم شيء إليها إن لععم يقععر بالزوجيععة وإل لععم
يكفه وقضي عليه بمهر المثل إل إن ثبت خلفه وقد شععنعوا علععى
جهلة القضاة بمبادرتهم إلى فرض مهر المثل بمجرد عجزهععا عععن
حجة بما ادعته والصععواب سععؤاله فععإن ذكععر قععدرا غيععر مععا ادعتععه
تحالفا فإن حلفا أو نكل وجب مهر المثععل أو حلععف أحععدهما فقععط
قضي له بما ادعاه ويكفي في جواب دعوى الطلق أنت وزوجعتي
والنكاح لست زوجتي ول يكون طلقا فلو صدقها سععلمت لععه ولععو
أنكر وحلف حل له نحو >ص <306 :أختها وليس له تزوج غيععره
حتى يطلقها أو يموت وتنقضي عدتها وينبغي للحاكم أن يرفق بععه
ليقول إن كنت نكحتها فهععي طعالق )ويحلعف علعى حسععب جعوابه
هذا( ليتطابق الحلف والجواب )فإن أجاب بنفي السععبب المععذكور
حلععف عليععه( ليطععابق اليميععن الجععواب )وقيععل لععه حلععف بععالنفي
المطلق( كما لو أجاب به ويرده وضوح الفرق أو بالطلق فكععذلك
ول يكلف التعرض لنفي السبب فإن تعرض له جاز لكععن لععو أقععام
المدعي به بينة لم تسمع بينة المعدعى عليعه بععأداء أو إبعراء ،لنعه
كذبها بنفيه للسبب من أصله وعلم مما تقععرر أنععه لععو ادعععى دينععا
وهو مؤجل ولم يذكر الجل كفى الجواب بل يلزمني تسععليمه الن
ويحلف عليه ولو ادعى على مععن حلععف ل يلزمنععي تسععليم شععيء
إليك بأن حلفك إنما كععان لعسععار والن أيسععرت سععمعت دعععواه
ويحلف له ما لم تتكرر دعواه بحيث يظن منه التعنت.
)تنبيه( ما تقرر من الكتفععاء بل تسععتحق علععي شععيئا اسععتثنوا منععه
مسائل منها ما إذا أقر بأن جميع ما في داره ملك زوجته ثم مات
فأقامت بينة بذلك فقال الوارث هذه العيان لم تكن موجودة عند
القرار فإنه يحلف ل أعلم أن هذه ول شيئا منها كان موجودا فععي
البيت إذ ذاك ول يكفي حلفه على أنها ل تستحقها
)ولو كان بيده مرهون أو مكرى وادعاه مالكه كفاه( في الجععواب
)ل يلزمني تسليمه( ،لنه جواب مفيععد ول يلزمععه التعععرض للملععك
)فلععو اعععترف( لععه )بالملععك وادعععى الرهععن أو الجععارة( وكععذبه
المدعي )فالصحيح أنه ل يقبععل( فععي دعععوى الرهععن والجععارة )إل
ببينة( ،لن الصل عدمهما )فإن عجز عنها وخععاف أول إن اعععترف
بالملك( للمدعي )جحده( مفعول خاف )الرهن أو الجارة فحيلتععه
أن يقول( في الجواب )إن ادعيت ملكا مطلقا فل يلزمني تسليم(
>ص <307 :لمععدعاك )وإن ادعيععت مرهونععا( أو مععؤجرا عنععدي
)فاذكره لجيب(
)وإذا ادعى عليه عينا( عقارا أو منقععول )فقععال ليععس هععي لععي أو(
أضافها لمن ل تمكععن مخاصععمته كقععوله )هععي لرجععل ل أعرفععه أو
لبني الطفل( أو المجنععون أو السععفيه سععواء أزاد علععى ذلععك أنهععا
ملكه أو وقف عليه أو ل كما هو ظاهر) .أو وقف على الفقععراء أو
مسجد كذا( وهو ناظر عليععه )فالصععح أنععه ل تنصععرف الخصععومة(
عنه )ول تنزع العين( منععه ،لن الظععاهر أن مععا فععي يععده ملكععه أو
مستحقه وما صدر عنه ليس بمزيل ولععم يظهععر لغيععره اسععتحقاق
كذا قالوه هنا وقععد ينععافيه قولهمععا عععن الجععويني وأقععراه لععو قععال
للقاضي بيدي مال ل أعرف مععالكه فععالوجه القطععع بععأن القاضععي
يتولى حفظه ويجاب بحمعل هعذا علعى معا إذا قعاله ل فعي جعواب
دعوى وحينئذ يفرق بأن هنععا قرينععة تؤيععد اليععد وهععي ظهععور قصععد
الصرف بذلك عن المخاصمة فلم يقو هذا القععرار علععى انتزاعهععا
من يده بخلفه ثععم فععإنه ل قرينععة تؤيععد يععده فعمععل بععإقراره )بععل
يحلفه المععدعي( ل علععى أنهععا لنحععو ابنععه بععل علععى )أنععه ل يلزمععه
التسليم( للعين رجاء أن يقر أو ينكل فيحلعف المعدعي وتثبعت لعه
العين في الولييععن فعي المتععن والبععدل للحيلولعة فععي البقيعة ولعه
تحليفه كذلك )إن( كان للمدعي بينة أو )لم تكععن( لععه )بينععة( كمععا
سيعلم من كلمه التي وفيما إذا كان له بينة وأقامها يقضي له بها
كذا أطلقوه وسيأتي فيه تفصيل عن البغعوي ونعازع البلقينعي فعي
هذه الصور وأطال بما ليس هذا محل بسطه مع الجواب عنه.
)وإن أقر به( أي :المذكور )لمعين حاضر( بالبلد )تمكن مخاصمته
وتحليفه( >ص <308 :جمع بينهما إيضاحا وإل فأحدهما مغن عن
الخر لستلزامه له ثم التقييد لفادة أنه إذا أقر بععه لمععن ل تمكععن
مخاصمته وهو المحجور ل تنصرف الخصومة عنه بل تنصرف عنه
لععوليه وإنمععا هععو ليععترتب عليععه قععوله )سععئل فععإن صععدقه صععارت
الخصومة معه( لصيرورة اليد له )وإن كذبه تععرك فععي يععد المقععر(
لما مر في القرار أي :وحينئذ ل تنصرف الخصععومة عنععه كمععا هععو
ظاهر عمل بالظاهر نظير ما مر )وقيل يسلم إلععى المععدعي( إذ ل
طالب له سواه وزيفه المام بأن القضاء له بمجرد الدعوى محال
)وقيل يحفظه الحاكم لظهور مالك( له كما مر فععي القععرار وفععي
النوار عن فتاوى القفال لو ادعى دارا في يد آخععر وأقععام شععاهدا
ثم ثانيا فقععال المععدعى عليععه قبععل شععهادته هععي لزوجععتي سععمعه
القاضي وحكععم بهععا للمععدعي ثععم تععدعي الزوجععة عليععه قيععل وهععو
مشععكل ،لن المععدعى عليععه معععترف بأنهععا لغيععره فكيععف تتععوجه
الدعوى عليه ا ه ويرد بأنه مقصر بسكوته عن ذلك حععتى سععمعت
الدعوى وشهادة الول فلم يقبععل منععه الصععرف للغيععر وبهععذا يععرد
قول المستشكل فكيف تتوجه الدعوى عليه ؟ وبيانه أنها تععوجهت
وسعمعت هعي ثعم شعهادة الول فقبعول الثعاني والحكعم تتميعم ل
ابتداء دعوى عليه .وفععي فتععاوى البغععوي إن أقامهععا فععأقر ذو اليععد
بالعين لخر قبل الحكم للمدعي حكععم بهععا مععن غيععر إعادتهععا فععي
وجه المقر له إن علم أن المقر متعنت في إقراره وإل أعادها في
وجهه قال الذرعي :والظععاهر أنععه ل بععد مععن إعععادة الععدعوى فععي
وجهه أيضا
)وإن أقر( به )ل( معين )غائب فالصععح انصععراف الخصععومة عنععه
ويوقف المر حتى يقدم الغائب( ،لن المال بظاهر القرار للغائب
إذ لععو قععدم وصععدقه أخععذه وصععارت الخصععومة معععه )فععإن كععان
للمدعي بينة( ووجدت شروط القضععاء علععى الغععائب )قضععى( لععه
)بها( و سلمت له العين قيععل هععذا تهععافت ،لن الوقععف ينععافيه مععا
فرعه عليه وعبارة أصله سالمة منه ا ه .ول تهافت فيه ،لنعه بععان
بهذا التفريع أن قبله مقدرا هععو حيعث ل بينعة ومثعل هعذا ظعاهر ل
يعترض بمثله إل ليتنبه للمععراد المتبععادر مععن العبععارة بععأدنى تأمععل
)وهو قضاء على غائب فيحلف( المدعي )معها( يميععن السععتظهار
كما مر ،لن المال صار له بحكم القرار )وقيل( بل قضععاء )علععى
حاضر( >ص <309 :فل يمين.
)تنبيه( أطلقوا الغائب وقيدوا الحاضععر بالبلععد فاقتضععى أن المععراد
بالغائب الغائب عن البلد ولو لدون مسافة العدوى ثم قععالوا وهععو
قضععاء علععى غععائب فاقتضععى أنععه بمسععافة العععدوى وحينئذ تنععافى
مفهوما الحاضر والغائب فيمن بدون مسافة العدوى والععذي يتجععه
فيه أنه كالحاضر فإن سهل سؤاله وجب ورتب عليععه مععا مععر وإن
لم يسهل وقف المر إلى حضععوره ول تسععمع عليععه حجععة إل نحععو
تعععزز أو تععوار ثععم انصععراف الخصععومة عنععه فععي الصععور السععابقة
والوقف إلى قدوم الغعائب إنمعا هعو بالنسعبة للعيعن المعدعاة أمعا
بالنسبة لتحليفه فل إذ للمدعي طلب يمينه أنععه ل يلزمععه التسععليم
إليه فإن نكل حلف المدعي وأخذ بدل العيععن المععدعاة بنععاء علععى
الظهر السابق أواخععر القععرار أنععه لععو أقععر لععه بععه غععرم لععه بععدله
للحيلولععة بينهمععا بععإقراره الول ولععو أقععام المععدعي بينععة بععدعواه
والمدعى عليه بينة بأنها للغائب عمل بينته إن ثبتت وكالته وإل لم
تسمع بالنسبة لثبوت ملك الغائب .والحاصل أن المقر مععتى زعععم
أنه وكيل الغائب احتاج في ثبوت الملك للغائب إلى إثبععات وكععالته
وأن العين ملك الغائب فإن أقامها بالملك فقط لم تسمع إل لدفع
التهمة عنه >ص <310 :وكذا لو ادعى لنفسعه حقععا فيهععا كرهععن
مقبوض وإجارة فتسمع بينته أنهععا ملععك فلن الغععائب ،لن حقععه ل
يثبت إل إن ثبت ملك الغائب فيثبت ملكععه بهععذه البينععة ووقععع هنععا
لغير واحد من الشراح ما ل ينبغي فاحذره.
)تنبيهععان( الول :قععال المععدعى عليععه هععي لععي وفععي يععدي فأقععام
المدعي بينة وحكم الحععاكم لععه بهععا ثععم بععان أنهععا ليسععت فععي يععد
المدعى عليه فالذي يتجه أنه ل ينفذ إن كان ذو اليد حاضرا وينفعذ
إن كان غائبا ووجدت شروط القضاء علععى الغععائب .الثععاني :علععم
مما مر أن من يععدعي حقععا لغيععره وليععس وكيل ول وليععا ل تسععمع
دعواه ومحله إن كان يدعي حقا لغيره غير منتقل إليععه بخلف مععا
إذا كان منتقل منه إليه أي :أو كان عينا لمدينه لععه بهععا تعلععق كمععا
علم مما مر ويأتي في ضابط الحالف فمععن الول مععا لععو اشععترى
أمة ثم أراد أن يثبت على بائعه أنععه أقععر بأنهععا مغصععوبة مععن فلن
بخلف ما لو ادعى فساد البيع لقراره قبله بغصبها ،لنه هنا يثبععت
حقا لنفسه هو فساد البيع وإنما سمعت بينتععه بععإقراره قبععل الععبيع
أنها عتيقة ،لنه ل يثبت حقا لدمي ومنه دعععوى دائن ميتععة أن لهععا
مهرا على زوجها ودعوى زوجة دينا لزوجها فل تسمعان وإن كععان
لو ثبت ذلك تعلق به حق الدائن ونفقتها في الثانية ومن الثاني ما
لو اشترى سهما شعائعا معن ملعك وأثبعت فعي غيبعة البعائع أن معا
اشتراه منه هو الذي خصه مععن تركععة أبيععه فععادعى أخععوه أن أبانععا
وهبني ذلك الملك كله هبة لزمة وأقام بينة بذلك فأقام المشتري
شاهدا بأن الب رجع في الهبة سمعت دعواه وبينتععه فيحلععف مععع
شاهده ،لنه يدعي ملكا لغيره منتقل منه إليه كالوارث فيما يدعيه
لمورثه بخلف غريم الغريم قاله ابن الصلح >ص <311 :ومنععه
ما مر قبيل التنبيه الول في دعوى الرهعن والجعارة ومنعه معا لعو
أقر من له أخ بملك لبنه فلن ثععم مععات فععادعى الخ أنععه الععوارث
وأن المقر ببنوته ولد علععى فععراش فلن وأثبععت ذلععك ثبععت نسععب
المقر به ممن ولد على فراشه وبطل إقرار الميت ببنوته ومنه ما
لو ادعى دارا بيد بكر وأنععه اشععتراها مععن زيععد المشععتري لهععا مععن
عمرو المشتري لها من بكر فأنكر سمعت بينته بالبيعين
)وما قبل إقرار عبد( أي :قن )به كعقوبة( لدمي مععن قععود أو حععد
قذف أو تعزيز )فالدعوى عليه وعليه الجواب( ليرتب الحكم على
قوله لقصور أثره عليه دون سيده أما عقوبة لله تعالى فل تسععمع
الدعوى بها مطلقا كما مر )وما ل( يقبل إقراره به )كأرش( لعيب
وضمان متلف )فعلى السعيد( الععدعوى بعه والجععواب ،لن متعلقعه
الرقبة وهي حق السيد دون القععن فل تسععمع بععه عليععه ول يحلععف
كالمتعلق بذمته ،لنه في معنععى المؤجععل نعععم الععدعوى والجععواب
على الرقيق في نحو قتل خطأ أو شبه عمد بمحل اللوث مععع أنععه
ل يقبل إقراره به وذلك لتتعلق الدية برقبته إذا أقسم الععولي وقععد
يكونان عليهما كما في نكاحه ونكاح المكاتبععة لتوقععف ثبععوته علععى
إقرارهما
)فصل( في كيفية الحلععف وضععابط الحععالف ومععا يتفععرع عليععه
)تغلظ( ندبا ،وإن لم يطلبععه الخصععم ،بععل ،وإن أسععقط كمععا قععاله
القاضي )يمين مععدع( اليميععن المععردودة ومععع الشععاهد) .و( يميععن
)مدعى عليه( إن لم يسبق لحدهما حلف بنحو طلق أنه ل يحلف
يمينعا مغلظعة >ص <312 :ويظهعر تصعديقه فعي ذلعك معن غيعر
يمين ،لنه يلزم من حلفععه طلقععه ظععاهرا فسععاوى الثععابت بالبينععة
)فيما ليس بمال ول يقصد بععه مععال( كنكععاح وطلق وإيلء ورجعععة
ولعان وعتق وولء ووكالة ولو في درهم وسائر ما مر مما ل يثبت
برجل وامرأتين ،وذلك ،لن اليمين موضععوعة للزجععر عععن التعععدي
فغلظ مبالغة وتأكيدا للردع فيما هو متأكد في نظر الشرع وهو ما
ذكر ،وما فعي قعوله) :و( فعي )معال( أو حقعه كخيعار وأجعل )يبلعغ
نصاب زكاة( وهو كما قععاله مائتععا درهععم أو عشععرون دينععارا ،ومععا
عععداهما ل بععد أن تبلععغ قيمتععه أحععدهما ،واعععترض بععأن نععص الم
والمختصر أن العبرة بالععذهب ل غيععر واعتمععده البلقينععي ،ويجععاب
بأنه ل يظهر هنا لتعين الععذهب معنععى فلععذا أعرضععا عنععه أي :ومععا
أوهم التعين يحمل على أنه تصوير ل غير ل في اختصاص ول فيما
دون نصاب أو حقه كإن اختلف متبايعععان فععي ثمععن فقععال البععائع:
عشرون والمشتري عشرة ،لن التنازع إنما هو في عشرة وذلك،
لنه حقير في نظر الشرع ،ولهذا لم تجععب فيععه مواسععاة ،نعععم إن
رآه لنحو جراءة الحالف فعله وبحث البلقيني أن له فعله بالسماء
والصفات مطلقا )وسبق بيان التغليظ في اللعععان( بالزمععان وكععذا
المكان في غير نحو مريعض وحعائض ،ويظهعر أن يلحععق بععالمرض
سائر أعذار الجماعة ،وأن التغليععظ بععه حينئذ حععرام ،لكععن يشععكل
على ذلك أن المخدرة يغلظ عليها به ،وإن قلنا :ل تحضر للععدعوى
عليها ،وقد يفععرق بععأن نحععو المععرض عععذر حسععي بخلف التخععدير
وغيرهما ،نعم التغليظ بحضور جمع أقلهم أربعة وبتكرير اللفععظ ل
يعتبر هنا ويسن بزيادة السععماء والصععفات أيضععا ،وهععي معروفععة،
ومر أوائل اليمان أن ما يذكر فيها مععن الطععالب الغععالب المععدرك
المهلك معترض بأنه ل توقيف فيها وأسماء اللععه ل يجععوز إطلقهععا
إل بتوقيععف ،وإن هععذا ل يععأتي إل علععى كلم البععاقلني أو الغزالععي
المشترطين انتفاء الشعار بالنقص دون التوقيععف ،والجععواب بععأن
هذا من قبيل >ص <313 :اسم المفاعلة الذي غلب فيععه معنععى
الفعل دون الصفة فالتحق بالفعال التي ل تتوقععف إضععافتها علععى
توقيف ،ولذا توسع الناس فيها غير صععحيح ،أمععا أول فهععي ليسععت
من ذلك القبيل لفظا وهو واضح ،ول معنى وكونهععا تقتضععي تعلقععا
تؤثر فيه ل يختص بها بل أكثر السماء التوفيقية كذلك ،وأمععا ثانيععا
فمن الذي صرح على طريقة الشعري بععأن السععماء أو الصععفات
التي من باب المفاعلة ل تقتضي توقيفا ،بل الفعل ل بد فيععه مععن
التوقيف لكن الفرق بينه وبين السم والصفة أن هعذين ل بععد مععن
ورود لفظهما بعينه ول يجوز اشععتقاقهما مععن فعععل أو مصععدر ورد
كما صرحوا بععه بخلف الفعععل ل يشععترط ورود لفظععه ،بععل يكفععي
ورود معناه أو مرادفه ،بععل عععدم إشعععاره بععالنقص وإن لععم يععردا،
وهععذا وإن لعم أر مععن صععرح بعه كعذلك إل أنعه ظعاهر معن فحعوى
عبارات الصوليين فتععأمله .ويسععن أن تقععرأ عليععه آيععة آل عمععران
}إن الععذين يشععترون بعهععد اللعه وأيمععانهم ثمنعا قليل{ وأن يوضععع
المصحف في حجره ،ويحلف الذمي بما يعظمه مما نععراه نحععن ل
هو ول يجوز التحليف بنحو طلق أو عتععق ،بععل يلععزم المععام عععزل
من فعلععه أي :إن لععم يكععن يعتقععده كمععا هععو ظععاهر ،وقععد يختععص
التغليظ بأحد الجانبين كما إذا ادعى قن على سيده عتقا أو كتابععة
فأنكره السيد فتغلظ عليه إن بلغت قيمتععه نصععابا فععإن رد اليميععن
على القن غلظ عليه مطلقا ،لن دعواه ليست بمال
)ويحلف على البت( وهو الجزم فيما ليععس بفعلععه ول فعععل غيععره
كععإن طلعععت الشععمس أو إن كععان هععذا غرابععا فععأنت طععالق نعععم
المودع إذا ادعى الوديع التلف ورد اليمين وعليه يحلف على نفععي
العلم مع أن التلف ليس من فعل أحد و )في فعله( نفيععا أو إثباتععا
لحاطته بفعل نفسه أي :من شأنه ذلك ،وإن كان ذلك الفعل وقع
منه حال جنونه مثل كما أطلقوه )وكذا فعل غيععره إن كععان إثباتععا(
كبيع وإتلف وغصب لسهولة الوقععوف عليععه )وإن كعان نفيععا( غيععر
محصور )فعلى نفي العلم( كل أعلمه فعععل كععذا >ص <314 :ول
أعلمك ابن أبي لعسر الوقوف على العلم بععه ،ويفععرق بينععه وبيععن
عدم جواز الشهادة بالنفي غير المحصور بأنه يكتفععى فععي اليميععن
بأدنى ظن بخلف الشهادة فل بد فيها من الظععن القععوي القريععب
من العلم كما مر ،أما المحصععور فقضععية تجععويزهم الشععهادة بععه،
لنه كالثبات في سهولة الحاطة بذاته أنه يحلف عليه بتا بععالولى
قال البلقيني :وقد يكلف الحلف على البت في فعل غيععره النفععي
كحلف البائع أنه لم يأبق عبده مثل وكحلف مدعي النسب اليميععن
المردودة أنه ابنه وحلف مدين أنه معسر وأحععد الزوجيععن اليميععن
المععردودة أن صععاحبه بععه عيععب ورد الول بععأنه حلععف علععى فعععل
عبده ،والحلف فيه ولو نفيا يكون بتا ،والثاني يرجععع إلععى أنععه ولععد
على فراشه ،وهو إثبععات والحلععف فيععه بععت ،وإن لععم يكععن فعلععه،
والثالث نفي لملعك نفسعه علعى شعيء مخصعوص ،والرابعع فعلعه
تعالى فهو حلف على فعل الغير إثباتا قال :والضابط أنه يحلف بتا
في كل يمين إل فيما يتعلق بالوارث فيما ينفيه ،وكذا العاقلة بنععاء
علععى أن الوجععوب ل فععي القاتععل ويععرد عليععه مسععائل مععرت فععي
الوكيل في القضاء علععى الغععائب وفععي الوكالععة فيمععا لععو اشععترى
جارية بعشععرين ،وأن المشععتري لععو طلععب مععن البععائع أن يسععلمه
المبيع فادعى عجزه الن عنه فأنكر المشتري ،فععإنه يحلععف علععى
نفي العلم بعجزه
)ولو ادعى دينا لمورثه فقال :أبرأني( منه أو استوفاه أو أحال بععه
مثل )حلف على( البت إن شاء كما مر أو على )نفي ال بالبراءة(،
لنه حلف على نفي فعل الغير ويشترط هنا وفععي كععل مععا يحلععف
المنكر فيه على نفي العلم التعرض في الدعوى لكونه يعلم ذلععك
قال البلقيني :ومحله إن علم المععدعي أن المععدعى عليععه يعلمععه،
وإل لم يسعه أن يدعي أنه يعلمه .ا ه أي :لم يجععز لععه ذلععك فيمععا
بينه وبين الله تعالى إل أن يوجه إطلقهم بأنه قد يتوصل بععه إلععى
حقه إذا نكل المدعى عليه فيحلف هو فسومح له فيه
)ولو قال :جنى عبدك( أي :قنععك )علععي بمععا يععوجب كععذا فالصععح
حلفه على البت( إن أنكر ،لن قنه ماله ،وفعله كفعل نفسه ،ولذا
سمعت الدعوى عليه واعترضه الذرعي وغيره بأن الجمهور على
المقابل وفي قن مجنون أو يعتقد وجوب طاعععة المععر بحلععف بتععا
قطعا ،لنه كالبهيمة المذكورة في قععوله) :قلععت ولععو قععال :جنععت
بهيمتك( >ص <315 :على زرعي مثل )حلف علععى البععت قطعععا
والله أعلم( ،لنه إنما ضمن لتقصيره في حفظها ،فهععو مععن فعلععه
ومن ثم لو كانت بيد من يضمن فعلها كمسععتأجر ومسععتعير كععانت
الدعوى والحلف عليه فقط كمععا بحثععه الذرعععي وغيععره وسععبقهم
إليه ابن الصلح في الجير) .ويجوز البت بظن مؤكد يعتمععد( ذلععك
الظععن )خطععه( إن تععذكر ،وإل فل ،وعبععارة أصععل الروضععة مؤكععد
يحصل من خطه ،والمعنى واحد )أو خط أبيه( أو مععورثه الموثععوق
به بحيث يترجح عنده بسببه وقوع ما فيه ،وظاهر أن ذكر المورث
تصوير فقط فلععو رأى بخععط موثععوق بععه أن لععه كععذا علععى فلن أو
عنععده كععذا جععاز لععه اعتمععاده ليحلععف عليععه بخلف مععا إذا اسععتوى
المران ،ومن القرائن المجععوزة للحلععف أيضععا نكععول خصععمه أي:
الذي ل يتورع مثله عن اليمين ،وهو محععق فيمععا يظهععر ثععم رأيععت
البلقيني أشار لذلك )ويعتبر( في اليمين موالة كلماتهععا عرفععا ثععم
يحتمل أن المراد به عرفهم فيما بين اليجاب والقبععول فععي الععبيع
ويحتمل أن المراد به عرفهم في الخلع ،بل أوسع ولعله القععرب،
لن العقود يحتاط لها أكثر ،وطلب الخصم لها من القاضي وطلب
القاضي لها ممن توجهت عليه و )نية القاضي( أو نائبه أو المحكم
أو المنصوب للمظععالم وغيرهععم مععن كععل مععن لععه وليععة التحليععف
)المسععتحلف( وعقيععدته مجتهععدا كععان أو مقلععدا دون نيععة الحععالف
وعقيدته مجتهدا كان أو مقلدا أيضا لخبر مسلم }اليمين على نيععة
المستحلف{ وحمل على الحاكم ،لنه الذي له وليععة السععتحلف،
ولنه لو اعتبرت نية الحالف لضاعت الحقععوق أمععا لععو حلفععه نحععو
الغريم ممن ليس له ولية الستحلف أو حلف هو ابتداء ،فععالعبرة
بنيته ،وإن أثم بها إن أبطلت حقا لغيره ،وعليه يحمل خععبر مسععلم
}يمينك ما يصدقك عليه صاحبك{
)تنبيه( معنى يعتبر فععي غيععر الخيععرة يشععترط وفيهععا يعتمععد )فلععو
ورى( >ص <316 :الحالف بالله ولععم يظلمعه خصععمه كمعا بحثععه
البلقيني )أو تأول خلفها( أي :اليمين )أو استثنى( أو وصل باللفظ
شععرطا مثل )بحيععث ل يسععمعه القاضععي لععم يععدفع إثععم اليميععن
الفاجرة( وإل لبطلت فائدة اليميععن مععن أنععه يهععاب القععدام عليهععا
خوفا من الله تعالى ،أمععا مععن حلععف بنحععو طلق فتنفعععه التوريععة
والتأويل ،وإن رأى القاضي التحليف به على ما اعتمععده السععنوي
ونقله عن الذكار ورد بأنه وهم إذ ليس فيه الغاية المععذكورة ،بععل
كلمه يقتضي أن محله فيمن ل يراه ،وهو ظاهر ،وأما مععن ظلمععه
خصمه في نفس المر كأن ادعى على معسععر فحلععف ل يسععتحق
علي شيئا أي :تسليمه الن فتنفعه التوريععة والتأويععل ،لن خصععمه
ظالم إن علععم ومخطععئ إن جهععل ،وهععي قصععد مجععاز لفظععه دون
حقيقته ،كماله عندي درهم أي :قبيلة كذا قاله شارح ،والععذي فععي
القاموس إطلقه على الحديقة ،ولم يععذكر القبيلععة ،وهععو النسععب
هنا أو قميص أي :غشاء القلب أو ثوب أي :رجوع ،وهو هنا اعتقاد
خلف ظاهر لفظه لشبهة عنده واستشكل الستثناء بأنه ل يمكععن
في الماضععي إذ ل يقععال :أتلفععت كععذا إن شععاء اللععه ،وأجيععب بععأن
المراد رجوعه لعقد اليمين ومر عن السععنوي فععي الطلق مععا لععه
تعلق بععذلك وخععرج بحيععث ل يسععمع مععا إذا سععمعه فيعععزره ويعيععد
اليمين ولو وصل بها كلما لم يفهمه القاضي منعه وأعادها
)و( ضابط من تلزمه اليمين في جواب الدعوى أو النكول أنه كععل
)من توجهت عليه يمين( أي :دعوى صحيحة كما بأصععله أو المععراد
طلبت منه يمين ولو من غير دعععوى كطلععب قععاذف ادعععي >ص:
<317عليه يمين المقذوف أو وارثه أنه ما زنععى ،وحينئذ فعبعارته
أحسن من عبارة أصله فزعم أنها سبق قلم ليس فععي محلععه )لععو
أقر بمطلوبها( أي :اليمين أو الدعوى ،لن مؤداهما واحععد )لزمععه(
وحينئذ فإذا ادعى عليه بشيء كذلك )فأنكر( حلف للخبر السععابق
}واليمين على من أنكر{ ول ينافي هذا الضابط حكايتهما لععه فععي
الروضة وأصلها بقيل ،لنهما لم يريدا إل أنه أطععول ممععا قبلععه فل
يحتاج إليه ل أنه غير ما قبله ،بل هو شرح له ثم كل منهما أغلععبي
إذ عقوبععة اللععه تعععالى كحععد زنععا وشععرب ل تحليععف فيهععا ،لمتنععاع
الدعوى بها كما مر في شععهادة الحسععبة ،ولععو قععال :أبرأتنععي عععن
هذه الدعوى لم يلزمه يمين على نفيه ،لن البراء من الععدعوى ل
معنى له ولو علق طلقهععا بفعلهععا فعادعته وأنكععر فل يحلععف علععى
نفي العلم بوقوعه ،بل إن ادعت فرقة حلف على نفيهععا علععى مععا
مر في الطلق بما فيه أنه ل يقبععل قولهععا فععي ذلععك ،وإل فل ولععو
ادعى عليه شفعة فقال إنما اشتريت لبني لم يحلععف ،ولععو ظهععر
غريم بعد قسمة مال المفلس بين غرمائه فععادعى أنهععم يعلمععون
دينه لم يحلفوا ،ولو ادعت أمة الوطء وأميععة الولععد فععأنكر السععيد
أصل الوطء لم يحلف ومر في الزكععاة أنععه ل يجععب علععى المالععك
فيها يمين أصل ،ولو ادعى على أبيه أنه بلغ رشيدا ،وأنه كان يعلم
ذلك وطلب يمينه لم يحلف مع أنه لو أقر به انعزل ،وإن لم يثبععت
رشد البن بإقرار أبيه ،أو على قاض أنه زوجه مجنونععة فععأنكر لععم
يحلف مع أنه لو أقر قبل ،أو المام على الساعي أنه قبععض زكععاة
فأنكر لم يحلف أيضا،
ولو ثبت لزيد دين علععى عمععرو فععادعى علععى خالععد أن هععذا الععذي
بيدك لعمرو فقال :بل لي لم يحلف لحتمال رده اليمين على زيد
ليحلف فيؤدي لمحذور هو إثبات ملك الشخص بيميععن غيععره ،ولععو
قصد إقامة بينة عليه لم تسمع ونظر فيععه شععيخنا ،والنظععر واضععح
فقد قال ابن الصلح :لو أقر خالد أن الثوب لعمرو وبيع في الدين
>ص <318 :ولو كان له حق على ميت فأثبته وحكععم لععه بععه ثععم
جاء بمحضر يتضمن ملكا للميت وأراد أن يثبتععه ليععبيعه فععي دينععه،
ولم يوكله الوارث فععي إثبععاته ،فالحسععن القععول بجععواز ذلععك ا ه.
وصرح بمثله السبكي فقال :للععوارث والوصععي والععدائن المطالبععة
بحقوق الميت ا ه .ومر أن قولهم ليس للدائن أن يدعي على من
عليه دين لغريمه الغائب أو الميت ،وإن قلنا :غريم الغريععم غريععم
ل يخالف ذلك للفرق بين العين والدين ،وكذا يقال :فيمعا معر فعي
ثاني التنععبيهين السععابقين آنفععا ،لن ذاك فععي الععدين كمععا علمععت،
وخرج بلو أقر إلى آخره نائب المالععك كوصععي ووكيععل فل يحلععف،
لنه ل يقبل إقراره ،نعم لو جرى عقد بين وكيلين تحالفا كما مععر،
وهذا مستثنى أيضا ،وكالوصي فيما ذكععر نععاظر الوقععف فالععدعوى
على أحد هؤلء ونحوهم ،إنما هي لقامة البينة إذ إقرارهم ل يقبل
ول يحلفون إن أنكروا ،ولو على نفععي العلععم إل أن يكععون الوصععي
وارثا ،ولو أوصت غير زوجها فادعى آخر أنه ابن عمها ول بينععة لععه
لم تسمع دعواه على الوصي والزوج ،لنها إنما تسمع غالبععا علععى
من لو أقر بالمدعى به قبل وهنا لو صدقه أحدهما لععم يقبععل ،لن
النسب ل يثبت بقوله ،نعم إن كان الزوج معتقععا أو ابععن عععم أخععذ
بإقراره بالنسبة للمال ،وإن أنكر خصم وكالة مدع لم يحلفه علععى
نفي العلم بها ،لن له طلب إثباتها ،وإن أقر بها
)و( مما يستثنى أيضا من الضابط أنه )ل يحلف قععاض علععى تركععه
الظلم في حكمه ول شاهد أنه لم يكععذب( لرتفععاع منصععبهما عععن
ذلك ،وإن كانا لو أقرا انتفع المدعي به وعدل عععن تصععريح أصععله
بهذا الستثناء ،لنه غير صحيح لخروج هذا من قوله :توجهت عليععه
دعوى لما مععر أن هعذين ل تسعمع عليهمععا الععدعوى بعذلك ،وخعرج
بقوله في حكمه >ص <319 :غيره فهععو فيععه كغيععره )ولععو قععال
مدعى عليه :أنا صبي( فععي وقععت يحتمععل ذلععك )لععم يحلععف( ،لن
يمينه تثبت صباه ،والصبي ل يحلف )ووقف( المر )حتى يبلعغ( ثعم
يدعى عليه ،وإن كان لو أقر بالبلوغ في وقت احتماله قبل ،ومععن
ثم قيل :هذه المستثنيات من الضابط ،نعم لععو صععبي كععافر أنبععت
فادعى استعجال النبات بدواء حلف فإن نكل قتل )واليمين تفيععد
قطع الخصومة في الحال ل براءة( من الحق للخععبر الصععحيح أنععه
صلى الله عليه وسلم " أمر حالفا بالخروج من حق صععاحبه " أي:
كأنه علم كذبه كما رواه أحمد )فلو حلفه ثم أقام بينة( بمععدعاه أو
شاهدا ليحلف معه )حكم بها( ،وكذا لو ردت اليمين على المععدعي
فنكل ثم أقام بينة لحتمال أن نكععوله تععورع ولقععول جمععع تععابعيين
البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة رواه البخاري والحصر فععي
خبر }شاهداك أو يمينه ليس لك إل ذلك{ إنما هو حصر لحقه في
النوعين أي :ل ثالث لهما ،وأما منع جمعهما بععأن يقيععم الشععاهدين
بعد اليمين ،فل دللة للخبر عليه ،وقد ل تفيده البينة كما لو أجععاب
مدعى عليه بوديعة بنفي الستحقاق وحلف عليه فل يفيد المدعي
إقامة بينة بأنه أودعععه ،لنهععا ل تخععالف مععا حلععف عليععه مععن نفععي
الستحقاق ،ولو اشتملت الدعوى على حقوق فله التحليععف علععى
بعضها دون بعض ل على كل منها يمينا مستقلة إل إن فرقهععا فععي
دعاوي بحسبها كما قاله المععاوردي ول يكلععف جمعهععا فععي دعععوى
واحدة ،ولو أقام بينة ثم قال :هي كاذبة أو مبطلة سقطت هععي ل
أصل الدعوى ،ولو ثبت لجمع حق على واحد حلف لكععل يمينععا ول
تكفي يمين واحدة وإن رضوا بها بخلف مععا لععو أنكععر ورثعة ميععت
دعوى دين عليه وردوا اليمين على المدعي ،فإنه يحلف لهم يمينا
واحدة ،ويوجه بأن خصمه في الحقيقة إنما هو الميت وهو واحد
)ولو قال( من توجهت له يمين أبرأتك عنها سقط حقه منها ،لكععن
في هذه الدعوى ل غير فلععه اسععتئناف دعععوى وتحليفععه ،وإن قعال
)المدعى عليه( الذي طلب تحليفه) :قد حلفنععي مععرة( علععى هععذه
الدعوى عند قععاض آخععر أو أطلععق ،لكععن ينبغععي نععدب الستفسععار
حينئذ )فليحلف أنه لم يحلفني( عليها )مكن( من ذلك ما لععم تكععن
له بينة ويريععد إقامتهععا فيمهععل لععه >ص <320 :ثلثععة أيععام )فععي
الصح( ،لن ما قاله محتمل ول يجاب المدعي لو قال :قد حلفني
أني لم أحلفه فليحلف علععى ذلععك لئل يتسلسععل المععر فععإن نكععل
حلف المدعى عليه يمين الرد ،واندفعت الخصومة عنه ول يجععاب
لحلفه يمين الصل إل بعد استئناف دعوى ،لنهما الن في دعععوى
أخرى ،أما لو قال :حلفني عندك فإن تذكر منع خصععمه عنععه ولععم
تفده إل البينععة ،وإل حلفععه ول تنفعععه البينععة بععالتحليف لمععا مععر أن
القاضي ل يعتمد بينة بحكمه بدون تذكره ،ولو قععال للمععدعي :قععد
حلفت أبي أو بائعي على هذا مكععن مععن تحليفععه علععى نفععي ذلععك
أيضا فإن نكل حلف هو ،وكذا لو ادعى على مقر له بععدار فععي يععد
المقر فقال :هي ملكي ل ملك المقر لك فقال :قد حلفته فاحلف
أنك لم تحلفه فيمكن من تحليفه
)وإذا( أنكر مدعى عليه فأمر بالحلف فامتنع و )نكل( عععن اليميععن
)حلف المدعي( بعد أمععر القاضععي لععه اليميععن المععردودة إن كععان
مدعيا عن نفسه لتحول اليمين إليه )وقضى له( بععالحق أي :مكععن
منه إذ الذي فععي الروضعة وأصععلها أنععه ل يحتععاج بعععد اليميععن إلععى
القضاء له به )ول يقضى له بنكوله( أي :الخصععم وحععده ومخالفععة
أبي حنيفععة وأحمععد فيععه ردت بنقععل مالععك رضععي اللعه عنهععم فععي
موطئه الجماع قبلهما علععى خلف قولهمععا وصععح أنععه صععلى اللععه
عليه وسلم رد اليمين على طالب الحق ،وترد اليمين في كل حق
يتعلق بالدمي ،ولو ضمنا كما فععي صععورة القععاذف ل فععي محععض
حق الله تعالى كما ل يحكم القاضي فيه بعلمه
)والنكول( يحصل بأمور منها )أن يقول( بعد عرض اليميععن عليععه:
)أنععا ناكععل أو يقععول لععه القاضععي احلععف فيقععول> :ص <321 :ل
أحلف( لصراحتهما فيه ،ومن ثم لو طلب العود للحلف ولم يععرض
المدعي لم يجب كما اعتمداه ،وإن نازع فيه جمع ورجح البلقينععي
أنه ل بد من الحكم ،لنه مجتهد فيه وسيعلم مما يأتي في مسععألة
الهرب أن محل قولهما هنا لم يجب مععا إذا وجععه القاضععي اليميععن
على المدعي ولو بإقباله عليه ليحلفه فقول شيخنا كغيره هنا فإنه
يردها ،وإن لم يحكم بعه مرادهعم وإن لعم يصعرح بعالحكم بعه لمعا
صرحوا به في مسألة الهرب بقولهم للخصم بعد نكوله إلععى آخععر
ما يأتي الصريح في أنه ل يسقط حقه من اليمين بمجرد النكععول،
وحينئذ استوت هذه ومسألة السكوت التية في أنه ل بد من حكم
القاضي حقيقة أو تنزيل فإن قلت :بل يفترقان فععي أن هععذا قبععل
الحكععم التنزيلععي يسععمى نععاكل بخلف السععاكت قلععت :ليععس
لختلفهما في مجرد التسمية فائدة هنا فععإن قلععت :يمكععن تأويععل
قولهم التي بعد نكوله أي :بالسكوت ويبقى ما هنععا علععى إطلقععه
أنه ل يحتاج إلى حكم ،ولو تنزيليا قلت :يمكن لععول قععول الروضععة
ومقتضاه التسوية إلخ فتأمله .ومن النكول أيضا أن يقول له :قععل
بالله فيقول :بالرحمن كذا أطلقوه ويظهر تقييده أخععذا ممععا يععأتي
فيمن توسم فيه الجهععل بععأن يصععر عليععه بعععد تعريفععه بععأنه يجععب
امتثال ما أمر به الحاكم ،وكلمهم هنا صريح في الكتفاء بععالحلف
بالرحمن
وهو ظاهر خلفا للبلقيني وفععي قععل :بععالله فقععال :واللععه أو تععالله
وجهان والمعتمد أنه ليس بناكل ،وكذا في عكسه لوجععود السععم،
وإنما التفاوت في مجرد الصلة فلم يؤثر ،ولو امتنععع مععن التغليععظ
بشيء مما مر فناكل على المعتمد خلفا للبلقينععي )فععإن سععكت(
بعد عرض اليمين عليه ل لنحو دهشة )حكم القاضي بنكععوله( بععأن
>ص <322 :يقول له جعلتك ناكل أو نكلتععك بالتشععديد ،لمتنععاعه
ول يصير هنا ناكل بغير حكم ،ومنه ما يأتي ،لن ما صدر عنه ليس
صريح نكول ويسن للقاضي عرضها عليه ثلثا ،وهو فععي السععاكت
آكد ،ولو توسم فيه جهل حكم النكول عرفه به وجوبععا بععأن يقععول
له :إن نكولك يوجب حلف المدعي وأنه ل تسمع بينتك بعده بأداء
أو نحوه فإن حكم عليه ولم يعرفه نفذ ،لنه المقصر بعععدم تعلمععه
حكم النكول )وقوله( أي :القاضي )للمدعي( بعد امتنععاع المععدعى
عليه أو سكوته )احلف( أو أتحلف ولو بإقبععاله عليععه ليحلفععه ،وإن
لم يقل له احلف على المنقول المعتمد )حكم( منه )بنكععوله( أي:
نازل منزلة قوله حكمت بنكوله فليس للمدعى عليه أن يحلف إل
إن رضي المدعي ،وبما تقرر هنا وفيما مععر علععم أن للخصععم بعععد
نكوله العود إلى الحلف ،وإن كععان قععد هععرب وعععاد مععا لععم يحكععم
بنكوله حقيقة أو تنزيل ،وإل لم يعد له إل إن رضععي المععدعي فععإن
لم يحلف لم يكن للمدعي حلف المردودة لتقصيره برضاه بحلفه،
ولو هعرب الخصعم معن مجلعس الحكعم بععد نكعوله وقبعل ععرض
القاضي اليمين على المدعي امتنع على المدعي حلف المععردودة
كما علم مما تقرر ،وله طلب يمين خصمه بعد إقامة شاهد واحد،
وحينئذ ل ينفعععه إل البينععة الكاملععة فععإن حلععف الخصععم سععقطت
الدعوى ،وليس له تجديدها في مجلس آخر ليقيم البينة لتقصيره،
ولو نكل في جواب وكيل المدعي ثم حضر الموكل فله أن يحلفه
بل تجديد دعوى
)واليمين المردودة( من المدعى عليه أو القاضععي علععى المععدعي
)في قول( أنها )كبينة( يقيمها المدعي ،لنها حجة مثلهععا أي :غالبععا
)و( في )الظهر( إنها )كإقرار المدعى عليه( ،لنععه بنكععوله توصععل
للحق فأشبه إقراره >ص) <323 :ف( عليه يجععب الحععق بفععراغ
المدعي من يمين الرد من غير افتقار إلععى حكععم كمععا مععر ،و )لععو
أقام المدعى عليه بعدها بينة( أو حجععة أخععرى )بععأداء أو إبععراء( أو
نحوهما من المسقطات )لم تسمع( ،لتكذيبه لها بإقراره وقال في
محل آخر :تسمع وصحح السنوي الول والبلقينععي الثععاني وبسععط
الكلم عليه وتبعه الزركشي فصوبه ،لنه إقرار تقديري ل تحقيقي
فل تكذيب فيه واعترض بأن ظاهر كلم الشععيخين تفريععع السععماع
على الضعيف أنها كالبينة ،وهو متجه فالمعتمد ما في المتن ونقل
الدميري عععن علمععاء عصععره أنهععم أفتععوا بسععماعها فيمععا إذا كععان
المدعى عينا قال :وأشار إليه المتن بقوله :بععأداء أو إبععراء وأفععتى
ابن الصلح فيمن ادعى حصة من ملك بيد أخيه إرثا فأنكر فحلععف
المدعي المردودة وحكم له فأقام المدعى عليه بينة بأن أباه أقععر
له به وحكم له بععه بععأنه يتععبين بطلن الحكععم السععابق ونظععر فيععه
الغزي بأن قياس كون المردودة كإقرار المدعى عليه أن ل تسمع
بينته ا ه .ويرده ما تقرر عن الدميري ويوجه بأن العين أقوى مععن
الدين وأن القرار هنا ليس حقيقيا من كل وجععه )فععإن لععم يحلععف
المدعي ولم يتعلل بشيء( بععأن لععم يبععد عععذرا ول طلععب مهلععة أو
قال :أنا ناكل مطلقا أو سكت وحكععم القاضععي بنكععوله أخععذا ممععا
مععر ،نعععم يلععزم الحععاكم هنععا سععؤاله عععن سععبب امتنععاعه بخلف
المدعى عليعه ،لن امتنعاعه يثبعت للمعدعي حعق الحلعف والحكعم
بيمينععه فل يععؤخر حقععه بععالبحث والسععؤال بخلف امتنععاع المععدعي
وأيضا فالمدعى عليععه بمجععرد امتنععاعه مععن اليميععن يتحععول الحععق
للمدعي فععامتنع علععى القاضععي التعععرض لسععقاطه بخلف نكععول
المدعي فإنه ل يجب به حععق لغيععره فيسعأله القاضععي عععن سععبب
امتناعه )سقط حقه من اليمين( لعراضه فليععس لععه العععود إليهععا
في هذا المجلس وغيره ،وإل لضره ورفعععه كععل يععوم إلععى قععاض
)وليس له مطالبة الخصم( إل أن يقيم بينة كما لو حلععف المععدعى
عليه ،ومحله إن توقف ثبوت الحق علععى يميععن المععدعي ،وإل لععم
يحتج ليمينه كما إذا ادععى ألفعا معن ثمعن معبيع فقعال المشعتري:
أقبضتك إياها فأنكر البائع فيصدق بيمينه >ص <324 :فععإن نكععل
وحلف المشتري انقطعت الخصومة ،وإن نكل أيضا ألععزم بععاللف
ل للحكم بالنكول ،بل لقراره بلزوم المال بالشراء ابتععداء ،ومثلععه
ما إذا ولدت وطلقها ثم قال :ولدت قبل الطلق فاعتدي فقععالت:
بل بعده فيصدق بيمينععه فععإن نكععل وحلفععت فل عععدة ،وإن نكلععت
أيضا اعتدت ل للنكول ،بل لصل بقاء النكاح وآثاره فيعمل بععه مععا
لععم يظهععر دافععع )وإن تعلععل( المععدعي )بإقامععة بينععة أو مراجعععة
حساب( أو الفقهاء أو بإرادة ترو )أمهل( وجوبا على الوجه )ثلثععة
أيام( فقط لئل يضر بالمدعى عليه فيسقط حقه مععن اليميععن بعععد
مضععي الثلثععة مععن غيعر عععذر )وقيعل أبععدا( لن اليميعن حقععه فلعه
تأخيرها كالبينة ولتجاهه انتصر له بأن الجمهور عليععه ،لكععن فععرق
الولون بأن البينة قد ل تساعده ول تحضر واليمين إليه
)وإن اسععتمهل المععدعى عليععه حيععن اسععتحلف لينظععر حسععابه( أو
طلععب المهععال وأطلععق كمععا فهععم بععالولى )لععم يمهععل( إل برضععا
المدعي ،لنه مجبور على القرار أو اليمين بخلف المععدعي فععإنه
مختار في طلب حقه فله تأخيره )وقيل( يمهل )ثلثة( مععن اليععام
للحاجة وخرج بينظر حسابه ما لو استمهل لقامة حجة بنحععو أداء
فإنه يمهل ثلثا كما مر )ولو استمهل فععي ابتععداء الجععواب( لينظععر
في الحساب أو يسأل الفقهاء مثل )أمهل إلى آخععر المجلععس( إن
رآه القاضي كما اقتضاه كلمهما وجععرى عليععه جمععع والقععول بععأن
المراد إن شاء المدعي ،رده البلقيني بأن هععذا ل يحتععاج إليععه ،لن
للمدعي ترك الدعوى من أصععلها ا ه .وفيععه نظععر ،لن مععراد ذلععك
القول إن شاء المدعي إمهاله ،وإل لم يمهل ،وإنما الذي يععرده أن
هذه مدة قريبة جدا ،وفيها مصلحة للمدعى عليه من غيععر مضععرة
على المدعي فلم يحتج لرضاه ،وعلى الول يتجه أن محله ما لععم
يضر المهال بالمدعي لكون بينته على جناح سفر كما هو ظععاهر،
ويظهر أن المراد مجلس القاضي وكععالنكول مععا لععو أقععام شععاهدا
ليحلف معه فلم يحلف فإن علل امتنععاعه بعععذر أمهععل ثلثععة أيععام،
وإل فل
)تنبيه( ادعى عليه ولم يحلفه وطلب منه كفيل حتى يأتي ببينة لععم
يلزمه ،واعتياد القضاة خلفه حمله المام على ما إذا خيععف هربععه
أما بعد إقامة شاهد وإن لم يعدل فيطععالب بكفيععل >ص<325 :
فإن امتنع حبس للمتناع ل لثبوت الحق
)ومن طولب( بجزية بعد إسلمه فقعال :وقعد كعان غعاب أسعلمت
قبل تمام السنة وقال العامل :بل بعدها حلف المسعلم فعإن نكعل
أخذت منه لتعذر ردها فإن ادعى ذلك وهو حاضر لم يقبل وأخذت
منه أو )بزكاة فعادعى دفعهعا إلعى سعاع آخعر أو غلعط خعارص( أو
مسقطا آخر ندب تحليفه فإن نكل لم يطالب بشععيء) .و( أمععا إذا
)ألزمناه اليمين( علععى خلف المعتمععد السععابق )فنكععل وتعععذر رد
اليمين( لعدم انحصار المسععتحق ) ،فالصععح( علععى هععذا الضعععيف
)أنها تؤخذ منه( ل للحكم بالنكول ،بل لن ذلك هععو مقتضععى ملععك
النصاب والحول ،ولو ادعععى ولععد مرتععزق البلععوغ بععالحتلم ليثبععت
اسععمه حلععف فععإن نكععل لععم يعععط ل للقضععاء بععالنكول ،بععل ،لن
الموجب لثبات اسمه ،وهو الحلف لم يوجد ،ولو نكل مدعى عليه
بمال ميت بل وارث أو نحو وقف عام أو على مسععجد حبععس إلععى
أن يحلف أو يقر ،وكذا لو ادعى وصي ميت على وارثه أنه أوصععى
بثلث ماله للفقراء مثل فأنكر ونكل عععن اليميععن فيحبععس إلععى أن
يقر أو يحلف )ولو ادعى ولي صبي( أو مجنون ،ولو وصيا أو قيمععا
)دينا له( على آخر )فأنكر ونكل لم يحلف الولي( كما ل يحلف مع
الشاهد لبعد إثبات الحق لنسان بيمين غيعره فيوقعف إلعى كمعاله
)وقيل :يحلف( ،لنه بمنزلته )وقيل :إن ادعى مباشرة سععببه( أي:
ثبوته بمباشرته لسععببه )حلععف( ،لن العهععدة تتعلععق بععه وهععذا هععو
المعتمد ،لنه الذي رجحاه في الصداق واعتمععده السععنوي وغيععره
ورد بأن ما قاله ثم ل يخالف ما هنا ،لنععه إنمععا يحلععف علععى فعععل
نفسه ،والمهر يثبت ضمنا ل مقصودا ،وكذا الععبيع بخلف غيرهمععا،
وإن تعلق بمباشرته ،وهو ما هنا ويجاب بأنه حيث تعلقععت العهععدة
بمباشرته لتسببه مع عجز المععولى ععن إثبععاته سعاغ للعولي إثبعاته
بيمينه المتعلقة بفعل نفسه رعاية لمصلحة المولى ،بععل ضععرورته
ومر في القضاء على الغائب حكم ما لو وجب لمولى على مععولى
دين ،ولو ادعى لموليه دينا وأثبته فادعى الخصم نحو أداء أخذ منه
حال وأخرت اليمين على نفي العلم إلى كمال المولى كما مر
)فرع( علم مما قدمته في التنبيه الذي قبل الفصععل أنععه لععو أقععام
خارج بينععة تشععهد لععه بععالعين فععادعى ذو اليععد أنععه اشععتراها ممععن
اشتراها من المدعي وأقام شاهدا جاز له أن يحلف معععه ل سععيما
إن امتنع بائعه من الحلف ،لنه ،وإن أثبت بها ملكا لغيره لكنه لما
انتقل منه إليه كان بمنزلة إثباته ملك نفسه ،ونظيره الوارث فإنه
يثبت بها ملكا لغيره منتقل منه إليه بخلف غريم الغريم ،ونظيععره
قولهم :لو أوصى له بعين في يد غيره فللموصى له أن يدعي بهععا
ويحلف مع الشاهد أو اليمين المردودة
)فائدة( قد ل تسمع البينة من مدعى عليه كفت يمينععه كمععا يععأتي
في الداخل بقيده >ص<326 :
)فصل( في تعارض البينتين )ادعيا( أي :اثنان أي :كععل منهمععا
)عينا في يد ثالث( لم يسندها إلى أحععدهما قبععل البينععة ول بعععدها
)وأقام كل منهما بينة( بها )سقطتا( لتعارضهما ول مرجح فكععأن ل
بينة فيحلف لكل منهما يمينا فإن أقر ذو اليد لحدهما قبععل البينععة
أو بعدها رجحت بينته ،ولو زاد بعض حاضععري مجلععس قبععل إل إن
اختفت القرائن الظاهرة على أن البقية ضابطون له من أوله إلى
آخره وقالوا :لم نسعمعها معع الصعغاء إلعى جميعع معا وقعع وكعان
مثلهم ل ينسب للغفلععة فععي ذلععك ،فحينئذ يقععع التعععارض كمععا هععو
ظاهر ،لن النفي المحصور يعارض الثبات الجزئي كما صرحوا به
)وفي قول يستعملن( صيانة لهما عن اللغاء بقدر المكان فتنزع
من ذي اليد وحينئذ )ففي قول يقسم( المال بينهما نصععفين لخععبر
أبي داود بذلك وحمله الول علععى أن العيععن كععانت بيععدهما )وفععي
قول يقرع( بينهما ويرجح من خرجت قرعته لخبر فيه مرسععل لععه
شاهد ،وأجاب الول بحمله على أنه كان في عتق أو قسمة )وفي
قول يوقف( المر )حتى يتبين أو يصععطلحا( لشععكال الحععال فيمععا
يرجى انكشافه )و( على التساقط )لو كععانت( العيععن )فععي يععدهما
وأقاما بينتين( فشهدت بينة الول له بالكل ثم بينععة الثععاني لععه بععه
)بقيت( بيدهما )كما كانت( إذ ل أولوية لحدهما ،نعم يحتععاج الول
لعادة بينة للنصف الذي بيده لتقع بعد بينة الخارج بالنسععبة لععذلك
النصف ،ولو شهدت بينة كل منهما له بالنصععف الععذي بيععد صععاحبه
حكم له به وبقيت بيدهما ل بجهة سقوط >ص <327 :ول ترجيح
بيد لنتساخ يد كل ببينة الخر أما إذا لم يكن بيد أحد وشهدت بينة
كل له بالكل فيجعل بينهما ،ويحل التساقط إذا وقع تعارض حيععث
لم يتميز أحدهما بمرجح ،وإل قدم ،وهو بيان نقل الملك علععى مععا
يأتي قبيل قوله :وأنها لو شهدت بملكه أمس إلععى آخععره ثععم اليععد
فيه للمدعي أو لمن أقر له به أو انتقل لععه منععه ثععم شععاهدان مثل
على شاهد ويمين ثم سبق تاريخ ملك أحدهما بذكر زمععن أو بيععان
أنه ولد في ملكه مثل ثم بذكر سبب الملك وتقدم أيضا ناقلة عععن
الصل على مستصحبة لععه ومععن تعرضععت ،لن البععائع مالععك عنععد
البيع ومن قالت نقد الثمن أو هععو مالععك الن علععى مععن لععم يععذكر
ذلك ل بالوقف ول بينة انضم إليها الحكم بالملك على بينة ملك بل
حكم على المعتمد كما قاله السععنوي وغيععره خلفععا للبغععوي كمععا
يأتي
وممن جزم بالول أبو زرعة وغيره ،وظاهر كلمه في فتععاويه أول
الدعاوى أنه ل فرق بين الحكم بالصععحة والحكععم بععالموجب ،وهععو
ظاهر ،لن أصل الحكم ل يرجح به فععأولى حكععم فيععه زيععادة علععى
الخر ،أما لو تعارض حكمان بأن أثبت كل أن معه حكععم القاضععي
لكن أحدهما بالموجب والخر بالصحة ،فالوجه تقديم الثععاني ،لنععه
يستلزم ثبوت الملك بخلف الول ومر قبيععل العاريععة أن القاضععي
إذا أجمل حكما بأن لم يثبت استيفاءه بشروطه حمل حكمه علععى
الصحة إن كعان عالمعا ثقعة أمينععا ،وقعد ذكعر المصعنف أكععثر هعذه
المرجحات بذكر مثلها فقال:
)ولو كانت( العين )بيده( تصرفا أو إمساكا )فأقام غيععره بهععا( أي:
بملكها من غير زيادة )بينة و( أقععام )هععو( بهععا )بينععة( بينععت سععبب
ملكه أم ل أو قالت :كل اشتراها أو غصب بهععا مععن الخععر )قععدم(
من غير يمين )صاحب اليععد( ويسععمي الععداخل وإن حكععم بععالولى
قبل قيام الثانية ،لنه صلى الله عليه وسلم قضى بذلك كمععا رواه
أبو داود وغيره ولترجح بينته ،وإن كانت شععاهدا أو يمينععا والخععرى
شاهدين بيده ومن ثم لو شهدت بينة المدعي بأنه اشتراها منه أو
مععن بععائعه مثل أو أن أحععدهما غصععبها قععدم لبطلن اليععد حينئذ ول
يكفي قولهما :يد الداخل غاصبة على ما ذكععره جمععع ويععوجه بععأنه
مجرد إفتاء ،ولو قالت :غصبها منه ،والثانية اشععتراها منععه قععدمت
لبيانها النقل الصععحيح ،وكععذا لععو قععالت :يععده بحععق ،لنهععا تعععارض
الغصععب >ص <328 :فيبقععى أصععل اليععد هععذا مععا أفععتى بععه ابععن
الصلح في ميت عن دار ادعى ناظر بيععت المععال أنهععا لععه غصععبها
الميت وأقام به بينة ،والععوارث أن يعده بحععق كمععورثه إلععى مععوته،
وأقام به بينة صدق ،لن مع بينته زيادة علم ،وهو حصول الملععك ا
ه .وفيه نظر ،لن بينة الغصب معها زيادة علعم فهعي ناقلعة وتلعك
مستصحبة على أن قولها بحق أمر محتمل وسيأتي ومثله ل يقبععل
من الشاهد على ما مر بما فيه ،ولو أقام بينة بأن الداخل أقععر لععه
بالملك قدمت ولم تنفعه بينته بالملك إل إن ذكععرت انتقععال ممكنععا
من المقر له إليه وتقدم من قالت :اشتراه مععن زيععد وهععو يملكععه
على من قالت :وهو في يده أو وتسلمه منه وبحععث أن ذات اليععد
أرجح من قائلة وتسلمه منه ومن انتزع شيئا بحجة صار ذا يد فيععه
بالنسبة لغير الول فلو ادعى عليه آخععر وأقععام بينععة مطلقععة أعععاد
بينته ورجحت بيده ،ولو أجاب ذو اليععد باشععتريتها مععن زيععد فععأثبت
المدعي إقرار زيد له بها قبل الشراء فأثبت المدعى عليععه إقععرار
المدعي بها لزيد قبل الشراء ،وجهل التاريععخ أقععرب بيععد المععدعى
عليه ،لن يده لم يعارضها شعيء ،ولعو أقعامت بنعت واقعف وقعف
محكوم به بينة بأنه ملكها إياه وأقبضه لهععا قبععل وقفععه لععم يفععدها
شيئا لترجح الوقف باليد قبل وبحكم الحععاكم وإنمععا يتجععه هععذا إن
كان الترجيح من مجموع المرين أما إذا قلنا :أن حكم الحاكم غير
مرجح فالذي يتجه تقديم بينتها ول عععبرة باليععد ،لن بينععة التمليععك
نسختها وأبطلتها ول يعارضه ما يأتي عن شيخنا قبيل ما لععو مععات
عن ابنين مسلم ونصراني ،لن بينتها هنا رفعت يد الواقف صريحا
بخلفه فيما يأتي ،ولعو ادعيعا لقيطعا بيعد أحعدهما وأقعام كعل بينعة
اسععتويا ،لنععه ل يععدخل تحععت اليععد )ول تسععمع بينتععه إل بعععد( بينععة
)المدعي( ،وإن لم تعدل ،لن الحجة إنما تقام على خصععم وقيععل:
تسمع لغرض التسجيل قععال الزنجععاني :وعليععه العمععل اليععوم فععي
سائر الفاق وأفهم المتن أنها ل تسمع بعد الععدعوى وقبععل البينععة،
لن الصل في جانبه اليمين فل يعدل عنها ما دامت كافية وبحععث
البلقيني سماعها لدفع تهمة نحو سرقة ومع ذلك ل بد من إعادتها
بعد بينة الخارج
)فرع( اختلف الزوجان في أمتعة البيت ،ولو بعععد الفرقععة ول بينععة
لختصاص لحععدهما بيععد فلكععل تحليععف الخععر >ص <329 :فععإذا
حلفا جعل بينهما ،وإن صلح لحدهما فقط أو حلف أحععدهما فقععط
قضي له كما لو اختص باليد وحلف ،وكذا وارثاهما ووارث أحدهما
والخر )ولو أزيلت يده ببينععة( حسععا بععأن سععلم المععال لخصععمه أو
حكما بأن حكم عليه به فقط )ثم أقام بينة بملكه مستندا إلععى مععا
قبل إزالة يده( حععتى فععي الحالععة الثانيععة فيمععا يظهععر خلفععا لبععن
الستاذ ونظره لبقاء يده يرد بأنها بعد الحكم بزوالها لععم يبععق لهععا
أثر )واعتذر بغيبة شهوده( أو جهله بهععم أو بقبععولهم مثل )سععمعت
وقدمت( إذ لم تزل إل لعدم الحجة ،وقد ظهرت فينقض القضععاء،
واشترط العتذار هنعا مععع أنعه لعم يظهعر معن صعاحبه معا يخعالفه
ليسهل نقض الحكم )وقيل :ل( تسمع ول ينقض الحكم لزالة يععده
فل يعود وزيفه القاضي أبو الطيب بأنه خلف الجماع وليععس هنععا
نقض اجتهاد باجتهاد ،لن الحكععم إنمععا وقععع بتقععدير أن ل معععارض
فإذا ظهر عمل به ،وكأنه استثني من الحكم وخرج بمسععتندا إلععى
آخره شهادتها بملك غير مستند فل تسمع
)ولو قال الخارج هو ملكي اشتريته منك فقال( الداخل) :بل( هععو
)ملكي وأقاما بينتين( بما قاله )قععدم الخععارج( لزيععادة علععم بينتععه
بالنتقال ،ولذا قدمت بينته لو شهدت أنععه ملكععه ،وإنمععا أودعععه أو
آجره أو أعاره للداخل أو أنععه بععاعه أو غصععبه منععه وأطلقععت بينععة
الداخل ،ولو قال كل للخععر :اشععتريته منععك وأقععام بينععة ول تاريععخ
قدم ذو اليد ،ولو تداعيا دابة أو أرضا أو دارا لحععدهما متععاع عليهععا
>ص <330 :أو فيها أو الحمل أو الزرع باتفاقهما أو ببينة قدمت
على البينة الشاهدة بالملك المطلق لنفراده بالنتفععاع ،فاليععد لععه
وبه فارق ما لو كان لحدهما علععى العبععد ثععوب ،لن المنفعععة فععي
لبسه للعبد ل لصاحبه فل بد له فإن اختص المتاع ببيت فاليد فيععه
فقط
ولو قال أخذت ثوبي من دارك فقال :بععل هععو ثععوبي أمععر حيععث ل
بينة له برده إليه ،لنه ذو يد كما لو قال :قبضت منه ألفا لي عليه
أو عنععده فععأنكر فيععؤمر بععرده إليععه ،ولععو قععال :أسععكنته داري ثععم
أخرجته منها ،فاليد للساكن لقرار الول له بهععا فيحلععف أنهععا لععه،
وقوله :زرع لي إعانة أو إجارة ليس فيه إقرار له بيععد ،ولععو تنععازع
مكر ومكتر في متصل بالدار كرف أو سلم مسمر حلععف الول أو
في منفصل كمتاع حلف الثاني للعرف ،ومععا اضععطرب فيععه كغيععر
المسمر من الولين والغلق بينهمععا إذا تحالفععا إذ ل مرجععح وأفععتى
ابن الصلح في شجر فيها بأن اليد للمتصععرف فيععه ،ومععن ثععم لععو
تنازع خياط وذو الدار في مقص وإبرة وخيععط حلععف ،لن تصععرفه
فيها أكثر بخلف القميص فيحلف عليه صاحب الدار ،وبهععذا أعنععي
التصرف يفرق بين هذا وبين المتعة المتنازع فيهععا بيععن الزوجيععن
وإن صلح لحدهما
)ومن أقر لغيره بشيء( حقيقة أو حكما كأن ثبت إقراره بععه ،وإن
أنكره )ثم ادعاه لم تسمع( دعواه )إل أن يذكر انتقال( ممكنا مععن
المقر له إليه ،لن القرار يسري للمستقبل أيضا ،وإل لم يكن لععه
كبير فائدة وهل يجب بيان سبب النتقال فععي هععذا ونظععائره نقععل
فيه في المطلب تخالفا بين الصحاب ومال إلععى اشععتراط البيععان
تبعا للقفععال وغيععره للختلف فععي أسععباب النتقععال وبحععث غيععره
التفصيل بيععن الفقيععه الموافععق للقاضععي وغيععره كمععا ذكععروه فععي
الخبار بتنجس الماء ويرد بأنه يحتاط لما نحن فيه بمععا لععم يحتععط
بمثله ثععم ،بععل ل جععامع بيععن المحليععن إذ وظيفععة الشععاهد التعييععن
والقاضععي النظععر فععي المعينععات ليرتععب عليهععا مقتضععاها وقععال
الزركشي :نص في الم على أنه ل يشترط بيععان السععبب ،وعليععه
الجمهور ومر قبيل فصل الشهادة على الشهادة >ص <331 :ما
يعلم منه المعتمد في ذلك ودخل في قولي كأن إلى آخره مععا لععو
ادعى عليه صنيعة في يده فأنكر فأقام المدعي بينععة أنععه أقععر لععه
بها من شهر فأقام ذو اليد بينة أنها ملكععه فل تععدفع بينععة المععدعي
لعدم ذكر سبب النتقال ولحتمال اعتماد البينة ظاهر اليد فيقععدم
إقراره ومر في القرار أنععه لععو قععال :وهبتععه لععه وملكععه لععم يكععن
إقرارا بالقبض لجواز اعتقاده حصوله بمجرد العقععد وحينئذ فتقبععل
دعواه به بعد هذا القرار من غير ذكر انتقال
)ومن أخذ منه مال ببينة ثم ادعاه لعم يشعترط ذكعر النتقعال فعي
الصح( ،لن البينة لم تشهد إل على التلقي حال فلم يتسلط أثرها
على السععتقبال وبعه فععارق معا معر فععي المقعر ،وقضععيته أنهععا لعو
أضافت لسبب يتعلق بالمأخوذ منه كانت كالقرار ،وهععو مععا بحثععه
البلقيني )والمذهب أن زيادة عدد( أو نحو عدالة شهود )أحدهما ل
ترجح( بل يتعارضان لكمال الحجة من الطرفيععن ،و لن مععا قععدره
الشععرع ل يختلععف بالزيععادة والنقععص كديععة الحععر وبععه فععارق تععأثر
الرواية بذلك ،لن مدارها على أقوى الظنين ،ومنععه يؤخععذ أنععه لععو
بلغت تلك الزيادة عدد التواتر رجحت ،وهععو واضععح لفادتهععا حينئذ
العلم الضروري ،وهو ل يعارض قال البغوي ويرجح بحكم الحععاكم
فيما لو أقاما بينتين إحداهما محكوم بها ورده السنوي وغيره بأن
المعتمد خلفه فيتعارضان ول يعمل بواحدة منهما إل بمرجح آخر،
وهذا فائدة التعارض ،وليس منهععا نقععض الحكععم ،لنععه بععاق إذ لععم
يتعين الخطأ فيه ،وإنما العمل به متوقف على مرجح له ،وهذا هو
المراد من بحععث السععبكي ومععن تبعععه أنععه إذا قععامت بينععة بخلف
البينة التي حكععم بهعا لعم ينقعض حكمععه) .وكععذا لعو كعان لحععدهما
رجلن وللخععر رجععل وامرأتععان( أو أربععع نسععوة فيمععا يقبلععن فيععه
لكمال الحجة من الطرفين أيضا )فععإن كععان للخععر شععاهد ويميععن
رجح الشاهدان( والشاهد والمرأتان والربععع النسععوة فيمععا يقبلععن
فيععه )فععي الظهععر( للجمععاع علععى قبععول مععن ذكععر دون الشععاهد
واليمين ،نعم إن كان معهما يد قدما بيععن سععبب أو ل لعتضععادهما
بها كما مر وبحث شيخنا أنهما لو تعرضا لغصب هذا لمععا فععي يععده
والشاهدان لملكه قدم الشععاهد واليميععن ،لن معهمععا زيععادة علععم
قال :ويحتمل العكس ،لن الثانية حجة اتفاقا مع قوة دللععة اليععد ا
ه .ولعل هذا أقوى
)ولو شهدت( البينة )لحدهما( أي :متنازعين فععي عيععن بيععدهما أو
يعد ثعالث أو ل بيعد أحعد )بملعك معن سعنة و( شعهدت بينعة أخعرى
)للخر( بملكه لها )من أكثر( من سععنة ،وقععد شععهدت كععل بالملعك
حال أو قالت ل :نعلم مزيل له لما يأتي أن الشهادة ل تسمع بملك
سابق إل مع ذلك ) ،فالظهر ترجيح الكثر( ،لنها أثبتت الملك في
وقت ل تعارضها فيه الخرى وفي وقت تعارضها فيه فيتسععاقطان
في محل التعععارض ،ويعمععل بصععاحبة الكععثر فيمععا ل تعععارض فيععه
والصل في كععل ثععابت دوامععه أمععا إذا كععانت بيععد متقدمععة التاريععخ
>ص <332 :فيقدم قطعا أو متأخرته فسيأتي ،وقد ترجح بتععأخر
التاريخ وحده كأن ادعى شراء دار بيد غيععره وأقععام بععه بينععة ،وقععد
بانت مستحقة أو معيبة وأراد ردها واسترداد الثمن ،وأقام ذو اليد
بينة بأنه وهبها من المدعي ولم يؤرخععا تعارضععتا فلععو أرختععا حكععم
بععالخيرة علععى مععا أفععتى بععه القفععال )ولصععاحبها( أي :المتقدمععة
)الجرة والزيادة الحادثة من يومئذ( أي :من يوم ملكه بالشععهادة،
لنها فوائد ملكه ،نعععم لععو كععانت العيععن بيععد الععزوج أو البععائع قبععل
القبض لم تلزمه أجرة كما علم مما مر في بابيهما
)ولو أطلقت بينة( بأن لم تتعرض لزمن الملك )وأرخععت بينععة( ول
يد لحدهما واستويا فععي أن لكععل شععاهدين مثل ولععم تععبين الثانيععة
سبب الملك ) ،فالمذهب أنهما سواء( فيتعارضان ،ومجرد التاريععخ
ليس بمرجح ،لحتمال أن المطلقة لو فسرت فسرت بما هو أكثر
من الولى ،نعم لو شهدت إحداهما بععدين ،والخععرى بععالبراء مععن
قدره رجحت هذه ،لنه إنما يكون بعد الوجوب ،والصل عدم تعدد
الدين ،ولو أثبت إقرار زيد له بدين فأثبت زيد إقراره بأنه ل شيء
له عليه لم يؤثر ،لحتمال حدوث الدين بعد ،و لن الثبوت ل يرتفع
بالنفي المحتمل ومن ثم قال في البحر لو أثبت أنه أقععر لععه بععدار
فادعى أن المقر له قال :ل شععيء لععي فيهععا احتمععل تقععديم الول
وإن كانت اليد للثاني لرجوع القرار الثععاني إلععى النفععي المحععض،
أما إذا كان لحدهما يد أو شععاهدان وللخععر شععاهد ويميععن فتقععدم
اليد والشاهدان ،وكذا المبينة لسبب الملك كنتج أو أثمععر أو نسععج
أو حلب من ملكه أو ورثه من أبيه ول أثر لقولها :بنععت دابتععه مععن
غير تعرض لملكها،
)و( المذهب )أنه لو كان لصاحب متأخرة التاريخ يد( لم يعلم أنهععا
عادية )قدمت( سواء أذكرتا أو إحداهما النتقال لمن تشهد له من
معين أم ل ،وإن اتحد ذلك المعين >ص <333 :لتساوي البينععتين
في إثبات الملك حال فيتساقطان وتبقى اليععد فععي مقابلععة الملععك
السابق ،وهي أقوى سواء أشهدت كل بوقف أم ملك كما أفتى به
المصنف كابن الصلح واقتضاه قول الروضة :بينتا الملك والوقععف
يتعارضان كبينتي الملك قال البلقيني :وعلعى ذلعك العمعل معا لعم
يظهر أن اليد عادية باعتبار ترتبها على بيع صدر من أهععل الوقععف
أو بعضهم ا ه .واعتمده غيره وفي النوار عععن فتععاوى القفععال مععا
يؤيده وبه يعلم أنه لو ادعى في عين بيعد غيعره أنعه اشعتراها معن
زيد من منذ سنتين فأقام الداخل بينة أنععه اشععتراها مععن زيععد مععن
منذ سنة قدمت بينععة الخععارج ،لنهععا أثبتععت أن يععد الععداخل عاديععة
بشعرائه معن زيعد معا زال ملكعه عنعه ول نظعر ،لحتمعال أن زيعدا
استردها ثم باعها للخر ،لن هذا خلف الصل والظاهر ويؤيده ما
يأتي في شرح قول المتن :حكم للسبق ،نعم يؤخذ مما يأتي فععي
مسألة تعويض الزوجة أنه ل بد أن يثبت الخارج هنا أنها كانت بيععد
زيد حال شرائه منه ،وإل بقيت بيععد مععن هععي بيععده ،وسععيأتي فععي
التنعبيه فعي الفصعل التعي معا يعلعم منعه ذلعك فعإن ادععاه أعنعي
السترداد فعليعه البينعة بعه ،وأن محعل العمععل باليععد معا لعم يعلعم
حدوثها وإل كما هنا فهي في الحقيقة للول فهو الداخل ومععن ثععم
لو اتحد تاريخهما أو أطلقتاهما أو إحداهما قععدم ذو اليععد ،لنععه لععم
يثبت حدوث يده وعلى ذلك يعدل كلم غيععر البلقينعي أيضععا كجمعع
متقدمين لكن ظاهر كلم العزيز أو صععريحه كجمععع آخريععن تقععدم
ذي اليععد الصععورية هنععا ،وإن تععأخر تاريععخ يععده ،ويجععري ذلععك فععي
نظائره من دعواهما إجارة أو نحوها ،واعتمد شععيخنا كغيععره الول
فقال فيمن ابتاعا شيئا من وكيل بيت المال وأقام كععل بينععة الععبيع
الصحيح هو الول كما أفععاده كلم جمععع متقععدمين عععددهم لسععبق
التاريخ مع التفاق على أن الملععك لععبيت المععال >ص <334 :ول
عبرة بكون اليد للثاني وبهذا يقيد إطلق الروضة وأصلها وغيرهما
تقديم الداخل وإن كانت بينة الخارج أسععبق وقععول السععبكي إنمععا
يقدم سبق التاريخ على اليد إذا اعترف الداخل بععأن العيععن كععانت
بيد البائع حين بيعه للخارج أو قامت به بينة تفقه منه،
)و( المذهب )أنها لو شهدت بملكه أمس ولم تتعععرض للحععال لععم
تسمع حتى يقولوا :ولم يزل ملكععه أو ل نعلععم مععزيل لععه( أو تععبين
سععببه ،لن دعععوى الملععك السععابق ل تسععمع فكععذا البينععة ،ولنهععا
شهدت له بما لم يدعه ،وليس في قول الشععاهد :لععم يععزل ملكععه
شععهادة بنفععي محععض ،لن الشععيء قععد يتقععوى بانضععمامه لغيععره
كشهادة العشار ،وقد تسمع الشهادة ،وإن لم تتعرض للملك حال
كما يأتي في مسألة القععرار كععأن شععهدت أنهععا أرضععه وزرعهععا أو
دابته نتجت في ملكه أو هذا أثمرته نخلته في ملكه أو هذا الغععزل
من قطنه أو الطير من بيضه أمس أو بأن هذا ملكه أمس اشتراه
من المدعى عليه أو أقر له به أو ورثه أمس ،وكععأن شععهدت بععأنه
اشترى هذه من فلن ،وهو يملكها أو نحععوه فتقبععل ،وإن لععم تقععل
إنها الن ملك المدعي أو بأن مورثه تركه لععه ميراثععا أو بععأن فلنععا
حكم له به فتقبل وذلك ،لن الملك ثبت بتمععامه فيستصععحب إلععى
أن يعلم زواله بخلفها بأصله ل بد أن ينضم إليها إثباته حال ،وكععأن
ادعى رق شخص بيده فادعى آخر أنه كان له أمععس ،وأنععه أعتقععه
فتقبل بينته بذلك ،لن القصد بها إثبات العتق وذكر الملك السابق
وقع تبعا ،وكأن قال :عن عين بيد غيره هي لي ورثتها من أبي ول
وارث له غيري فشععهدا لععه بععذلك ،وقععال :نحععن مععن أهععل الخععبرة
الباطنة فيقضى له بها ،لنها إذا ثبتت إرثععا استصععحب حكمععه فععإن
سكتا عن :نحن من أهل الخبرة ولم يعلمهما الحاكم كذلك توقععف
ثم إن ثبت أنه وارث وأن الدار ميععراث أبيععه نزعععت مععن ذي اليععد
وتعرف الحاكم الحال حتى يتبين أنه لو كان لععه وارث آخععر لظهععر
فحينئذ يسلمها إليه ،ولو قال :لخصمه كانت بيدك أمععس لععم يكععن
إقرارا ،ولو قال من بيده عين :اشتريتها من فلن مععن منععذ شععهر
وأقام به بينة فقالت زوجة :البععائع ملكععي تعوضععتها منععه مععن منععذ
شهرين ،وأقامت به بينة فإن ثبت أنهععا بيعد الععزوج حعال التععويض
حكم بها لها ،وإل بقيت بيد من هي بيده الن
)تنبيه( قضععية قولنععا أو بععأن فلنععا حكععم لععه بععه إلععى آخععره >ص:
<335رد ما نقله الزركشي حيث قال :لو لم تشععهد بملععك أصععل
ولكن شهدت على حاكم في زمن متقععدم أنععه ثبععت عنععده الملععك
كعادة المكاتيب في هذا الزمان قال بعض المتأخرين :لععم أر فيععه
نقل ويحتمععل التوقععف ،لن الحكععم بهععا بغيععر مسععتند حاضععر ،بععل
اعتمادا على استصحاب ما ثبت في زمن ماض مع احتمال زوالععه
وظهور اليد الحاضرة على خلفه ا ه .فما علل به ممنوع لما تقرر
أن الملك حيث ثبت بتمامه ل يضر كونه في زمن ماض ول عععبرة
باحتمال يخالف الستصحاب فيه القوى من غيره كما يععومئ إليععه
قوله :باليد فضل عن الملك ،لن اليد قد تكون عادية بخلف كانت
ملكك أمس ،لنه صريح في القرار له به أمس فيؤاخذ به
)وتجوز الشهادة( ،بل تجب فيما يظهر إن انحصر المر فيععه علععى
أن الجواز قد يصدق بالوجوب )بملكععه الن استصععحابا لمععا سععبق
من إرث وشراء وغيرهما( اعتمادا علععى الستصععحاب لن الصععل
البقاء وللحاجة لذلك .وإل لتعسرت الشهادة على الملك السابقة
إذا تطاول الزمن ومحله إن لعم يصعرح بعأنه اعتمعد الستصعحاب،
وإل لم تسمع عند الكثرين ،نعم إن بت شهادته وذكر ذلععك تقويععة
لمستنده أو حكاية للحال لم يضر على ما مر ونبه الذرعععي علععى
أنه ل تجعوز الشعهادة بملعك نحعو وارث أو مشعتر أو متهعب إل إن
علم ملك المنتقل عنه قال الغزي :وأكععثر مععن يشععهد بهععذا يعتمععد
مجرد الستصحاب جهل) .ولو شهدت( بينة )بإقراره( أي :المدعى
عليه )أمس بالملك له( أي :المدعي )استديم( حكم القععرار ،وإن
لععم تصععرح بالملعك حععال إذ لععوله لبطلععت فععائدة القععارير وفعارق
الشهادة بالملك المتقدم بأن ذاك شهادة بأمر يقينععي فاستصععحب
وهذه بأمر ظني ،فععإذا لععم ينضععم لععه الجععزم حععال لععم يععؤثر )ولععو
أقامها( أي :الحجة )بملك دابة أو شجرة( مععن غيععر تعععرض لملععك
سابق )لم يستحق ثمرة موجودة( يعني ظاهرة )ول ولدا منفصل(
عند الشهادة ،لنهما ليسا من أجععزاء العيععن ،ولععذا ل يععدخلن فععي
بيعها ،ولن البينة ل تثبت الملك ،بل تظهععره فكفععى تقععدمه عليهععا
بلحظة فلم يستحق ثمرا ونتاجا حصل قبل تلك اللحظة )ويسعتحق
الحمل( والثمر غير الظاهر الموجععود عنععد الشععهادة )فععي الصععح(
تبعا للم والصل كما لو اشتراها ول عبرة باحتمال كون ذلك لغيععر
مالك الم والشجرة بنحو وصية ،لنه خلف الصل أما إذ تعرضععت
لملك سابق على حدوث ما ذكر فيستحقه فعلم أن حكععم الحععاكم
ل ينعطف على ما مضى لجواز أن يكون ملكععه لهععا >ص<336 :
حدث قبل الشهادة
)ولععو اشععترى شععيئا( وأقبععض ثمنععه )فأخععذ منععه بحجععة( أي :بينععة
)مطلقة( بأن لم تصرح بتاريخ الملك )رجع على بععائعه( الععذي لععم
يصدقه ول أقام بينة بأنه اشتراه من المدعي ،ولو بعععد الحكععم بعه
)بالثمن( لمسيس الحاجة لذلك في عهععدة العقععود مععع أن الصععل
أنه ل معاملة بين المشتري والمدعي ول انتقال منه إليععه فيسععتند
الملك المشهود به إلى ما قبععل الشععراء ،وخععرج بحجععة الععتي هععي
البينة هنا كما تقرر ما لو أخذ منه بإقراره أو بحلععف المععدعي بعععد
نكوله ،لنه المقصر ،وبمطلقة ما لو أسندت الستحقاق إلى حالععة
العقد فيرجع قطعا وقال البلقيني ل حاجة له بععل لععو أسععندت لمععا
بعد العقد رجع أيضا على مقتضى كلم الصحاب خلفععا للقاضععي،
لن المسندة لذلك الزمن حكمها بالنسبة لما قبله حكم المطلقة،
وببائعه بائع بععائعه فل رجععوع لععه عليععه ،لنععه لععم يتلععق منععه ،وبلععم
يصدقه ما لو صدقه على أنه ملكه فل يرجع عليه بشيء لعععترافه
بأن الظالم غيره ،نعم ل يضر قوله ذلك لععه فععي الخصععومة ول إن
قاله معتمدا فيه على ظاهر اليد وادعى ذلك فيرجع عليه مع ذلععك
لعذره ،ومن ثم لو اشععترى قنععا وأقععر بععأنه قععن ثععم ادعععى بحريععة
الصل وحكم له بها رجع بثمنه ولم يضر اعترافه برقه ،لنه معتمد
فيه على الظاهر ،ولو أقر مشتر لمدع ملك المبيع لم يرجععع علععى
بائعه بالثمن ول تسمع دعواه عليه بأنه ملك للمقر لعه حععتى يقيععم
به بينة ويرجع عليه بالثمن >ص <337 :نعم له تحليفه أنه ليععس
ملكا للمقر له فإن أقر أوخذ به )وقيل :ل( يرجععع المشععتري علععى
بائعه بالثمن )إل إذا ادعى( المدعي على المشععتري )ملكععا سععابقا
على الشراء( لينتفي احتمال النتقال مععن المشعتري إليعه وأطععال
البلقيني في النتصععار لععه ،وإن لععم يقلععه أحععد قبععل القاضععي ،وأن
الول يلزمه محال عظيم هععو أن المشععتري يأخععذ النتععاج والثمععرة
والزوائد المتصلة كلها وهو قضية صحة البيع ،ويرجععع علععى البععائع
بالثمن وهو قضية فساد البيع ،ويععرده مععا مععر مععن تعليععل الرجععوع
وليست الزوائد كالثمن ،بل هي كالعين ،وقد تقرر أول أن حكمهععا
غير حكم زوائدها قال :ومحل الخلف إن قبض المشتري المععبيع،
وإل رجع بالثمن قطعا تنزيل لذلك منزلة هلك المبيع قبل القبض
)ولو ادعى ملكا( لدار مثل بيد غيره )مطلقا( بأن لم يذكر له سببا
)فشهدوا له( به )مع( ذكر )سببه لم يضر( ما زادوه في شهادتهم،
لن سببه تابع له ،وهو المقصود وقد وافقت البينععة فيععه الععدعوى،
نعم ل يكون ذكرهم للسبب مرجحا ،لنهم ذكروه قبل الدعوى بععه
فإن أعاد دعوى الملك وسببه فشععهدوا بععذلك رجحععت حينئذ وفععي
النوار عن فتاوى القفال لو ادعى شععراء عيععن فشععهدت بينععة لععه
بملك مطلق قبلت ،لكن رد بأن الصحيح أنها ل تسمع حتى تصععرح
له بالشراء ،وفيه نظر ،بل الوجه الول إذ ل فععرق بيععن هععذه ومععا
في المتن من حيث إن الشاهدين في كل منهمععا لععم يصععرحا بمععا
يناقض العدعوى ،ويؤيعده قعولهم أن حعالف الشعاهد العدعوى فعي
الجنس أي :الشامل للنوع والصنف بل والصفة كما هو ظععاهر ردا
وفععي القععدر حكععم بالقععل مععن الععدعوى والبينععة مععا لععم يكععذبهما
المععدعي )وإن ذكععر سععببا وهععم سععببا آخععر ضععر( فععي شععهادتهم
لمناقضتها الدعوى ويفرق بين هذا ،وما لو قال له :علي ألف مععن
ثمن عبد فقععال :المقععر لععه ل ،بععل مععن ثمععن دار بععأنه يغتفععر فععي
القرار ما ل يغتفر في الشهادة المشترط فيها المطابقة للععدعوى
ل فيه.
)فرع( أقر الراهن بالرهن لجنبي فإن أرخععت بينععة المقععر لععه بمععا
قبل الرهن أخذه كله أو بما بعععده لععم يكععن لععه إل مععا فضععل عععن
الدين فإن أطلقععت بينععة القععرار وأرخععت بينععة الرهععن أو أطلقععت
تعارضتا ولم يثبت رهن ول إقرار كما أفتى بععه ابععن الصععلح ،لكععن
نازعه في القوت ،ول تقبل الشهادة بنفي إل إن حصععر كلععم يكععن
بمحل كذا وقت أو مدة كذا فتقبل ،وإن لم تكن لحاجة
)فصل فععي اختلف المتععداعيين( فععي نحععو عقععد أو إسععلم أو
عتق إذا اختلفا في قدر ما اكععترى مععن دار أو أجرتععه أو همععا كععأن
)قععال أجرتععك الععبيت( شععهر كععذا مثل )بعشععرة( مثل )فقععال :بععل(
آجرتنععي )جميععع الععدار( المشععتملة عليععه )بالعشععرة( أو بعشععرين
)وأقاما بينتين( أطلقتا أو إحداهما أو اتحد تاريخهمععا >ص<338 :
وكذا إن اختلف تاريخهما واتفقا علعى أنعه لعم يجعر إل عقعد واحعد
)تعارضععتا( فيسععقطان علععى الصععح لتناقضععهما فععي كيفيععة العقععد
الواحد فيتحالفان ثم يفسخ العقد كما علم مما مر في البيع )وفي
قول :يقدم المستأجر( ،لشتمال بينته على زيادة هي اكتراء جميع
الدار كما لو شهدت بينة بألف وبينة بألفين يجععب ألفععان ،وفرقععوا
بأنه ل تنافي بينهما بخلفه هنا فإن العقد واحد ،وكل كيفية تنععافي
الخععرى ،أمععا إذا اختلععف تاريخهمععا ولععم يتفقععا علععى ذلععك فتقععدم
السابقة ثم إن كانت هي الشاهدة بالكل لغععت الثانيععة أو بععالبعض
أفادت الثانيععة صععحة الجععارة فععي البععاقي ،وألحععق الرافعععي بحثععا
بالمختلفين في هذا المطلقتين أو إحداهما إذا لم يتفقا على ذلععك
لجواز الختلف حينئذ فيثبت الزائد بالبينة الزائدة ،ولك أن تقععول:
مجرد احتمال الختلف ل يفيد ،وإل لم يحكم بالتعارض فععي أكععثر
المسائل ،لكن يؤيده بععل يصععرح بععه قععول المتععن التععي :وكععذا إن
أطلقتا أو إحداهما إل أن يجاب بأن العقد الموجب للثمن تعدد ثععم
يقينا فساعد احتمععال اختلف الزمععن فعملععوا بععه لقععوة مسععاعده،
وأما هنا فليس فيه ذلك فلم يؤثر فيه مجرد جواز الختلف
)ولو ادعيا( أي :كل من اثنين )شععيئا فععي يععد ثععالث( فععإن أقععر بععه
لحدهما سلم إليه ،وللخر تحليفه إذ لو أقر بععه لععه أيضععا غععرم لععه
بدله ،وإن أنكر ما ادعياه ول بينة حلف لكل منهما يمينا وترك في
يده )و( إن ادعيا شيئا على ثالث و )أقام كل منهما بينة( إحععداهما
بأنه غصبه منه ،والخرى بأنه أقر أنعه غصععبه منعه قعدمت الولعى،
لنها أثبتت الغصب بطريق المشاهدة فكانت أقوى ول يغرم شععيئا
للمقر لععه ،لن الملععك للول إنمععا ثبععت بالبينععة فهععي الحائلععة بيععن
المقر له وبين حقعه بزعمعه أو )أنعه اشععتراه( >ص <339 :منععه،
وهو يملكه أو وسلمه إليه أو تسععلمه منععه والمععبيع بغيععر يععده ،وإل
كما هو الفرض المعلوم من قول المتن بيد ثععالث لعم يحتععج لععذكر
ذلك كما يأتي )ووزن له ثمنععه فععإن اختلععف تاريععخ حكععم للسععبق(
منهما تاريخا ،لن معها زيادة علم لن الثاني اشععتراه مععن الثععالث
بعد ما زال ملكه عنععه ،ول نظععر لحتمععال عععوده إليععه ،لنععه خلف
الصل ،بل والظاهر واستثنى البلقيني مععا لععو ادعععى صععدور الععبيع
الثاني في زمن الخيار وشهدت بينة به فتقدم ،وللول الثمععن ومععا
لو تعرضت المتأخرة لكونه ملك البائع وقت البيع ،وشهدت الولى
بمجرد البيع فتقدم المتأخرة أيضا أي :كما نقله وأقراه ،وحاصععله
أن من شهدت من البينععتين بملععك المععدعي للبععائع وقععت الععبيع أو
للمشتري الن أو بنقد الثمن دون الخرى قدمت ولو متأخرة ،لن
معها زيادة علم و لن التعرض للنقد يوجب التسععليم ،والخععرى ل
توجبه لبقاء حق الحبس للبائع فل تكفي المطالبة بالتسليم ويععأتي
أول التنبيه التي ما له تعلق بذلك أيضععا ،وخععرج بقععوله :ووزن لععه
ثمنه ما لو لم تذكره فإذا ذكرته إحداهما قدمت ولو متأخرة ،لنهععا
تعرضت لموجب التسليم كذا قاله ،لكن أطال البلقينععي فععي رده
)وإل( يختلف تاريخهما بأن أطلقتا أو إحداهما أو أرختا بتاريخ متحد
)تعارضتا( فيتساقطان ثععم إن أقععر لهمععا أو لحععدهما فواضععح ،وإل
حلف لكل يمينا ويرجعان عليه بالثمن ،لثبوته بالبينععة ،وسععقوطهما
إنما هو فيما تعارضتا فيه ،وهو العقد فقط ،ومحله إن لم يتعرضععا
لقبض المععبيع ،وإل قععدمت بينععة ذي اليععد >ص <340 :ول رجععوع
لواحد منهما بالثمن ،لن العقد قد استقر بالقبض وبما قررته فععي
هذه والععتي قبلهععا علععم أن حكمهمععا واحععد فععي التعععارض وتقععديم
السععبق ،وكععان المتععن إنمععا خععالف أسععلوبهما المععوهم لتخععالف
أحكامهما لجل الخلف ،ويجري ذلك في قول واحد اشتريتها مععن
زيد وآخر اشتريتها من عمرو على الوجه المععذكور ،وأقامععا بينععتين
كذلك فيتعارضان ويصدق من العين بيععده فيحلععف لكععل منهمععا أو
يقر.
)تنبيه( ل يكفي في الععدعوى كالشععهادة ذكععر الشععراء إل مععع ذكععر
ملك البائع إذا كان غير ذي يد أو مععع ذكععر يععده إذا كععانت اليععد لععه
ونزعت منععه تعععديا أو مععع قيععام بينععة أخععرى بأحععدهما يععوم الععبيع،
ويصيران كبينة واحدة ،وكذا كل معا ذكعره شععرط ،لعو تركتععه بينعة
وقامت به أخرى كأقرت امرأة لفلن وقت كذا بمحل كععذا فشععهد
آخران بأنهععا فلنععة وإنمععا تسععمع البينععة بالملععك المطلععق إن كععان
المدعى بيد المدعي أو بيد من لم يعلم ملكه ول ملك مععن انتقععل
منه إليه أو لم يكن بيد أحد ،وفيمععا عععدا ذلععك قععد تسععمع ،لكععن ل
يعمل بها كما لو انتزع خارج عينا مععن داخععل ببينععة فأقععام الععداخل
بينة بملكها مطلقععا فإنهععا تسععمع ،وفائدتهععا معارضععة بينععة الخععارج
فقط لترد العين إلى يده ،ولو أقام بينة بأن هذا رهننععي وأقبضععني
داره في ربيع الول سنة كذا وآخر بينة بأنه أقر لي بها تلك السنة
ولم يذكروا شععهرا قععال ابععن الصععلح :تعارضععتا ،لن الرهععن يمنععع
صحة القرار فل يثبت رهن ول إقرار كما مر آنفا بما فيه
)ولو قال كل منهما( والمبيع في يد المدعى عليععه )بعتكععه بكععذا(،
وهو ملكي ،وإل لم تسمع الدعوى فأنكر )وأقاماهما( أي :البينععتين
بما قاله وطالباه بالثمن )فإن اتحد تاريخهما تعارضتا( وتسععاقطتا،
لمتناع كونه ملكا في وقت واحد لكل وحده فيحلف لكل كمععا لععو
لم يكن لواحد منهما بينة ،وإن كان لحدهما بينة قضى لععه وحلععف
للخر )وإن اختلععف( تاريخهمععا )لزمععه الثمنععان( لمكععان دعواهمععا
ومععن ثععم اشععترط اتسععاع الزمععن للعقععد الول >ص <341 :ثععم
النتقال للبائع الثاني ثععم للعقععد الثععاني ،وإل حلععف لكععل ) ،وكععذا(
يلزمه الثمنان )إن أطلقتا أو( أطلقت )إحععداهما( وأرخععت الخععرى
)في الصح( ،لحتمال اختلف الزمن وحيث أمكععن السععتعمال فل
إسقاط وفارقت هذه ما قبلها بأن العيععن تضععيق عععن حقهمععا معععا
فتعارضععتا ،والقصععد هنععا الثمنععان والذمععة ل تضععيق عنهمععا فوجبععا
وشهادة البينتين على إقراره كهي علععى الععبيعين فيمععا ذكععر وفععي
النوار عن فتععاوى القفععال لععو شععهدا أنععه بععاع عععاقل وآخععران أنععه
مجنون ذلك اليععوم عمععل بععالولى أو أنععه بععاع مجنونععا قععدما وفععي
فتاوى القاضي نحوه وهو لو قالت بينة :أقر بكذا يوم كععذا فقععالت
أخرى :كان مجنونا في ذلك الوقت قدمت ،لن معهععا زيععادة علععم
وقيده البغوي بمن لم يعرف له أنععه يجععن وقتععا ويفيععق وقتععا ،وإل
تعارضتا ،ولو أقام بينة بأن هذه الدار التي بيدك وقفها أبععي علععي،
وهو مالك حائز يومئذ فأقام ذو اليد بينة بأنها ملكه قدم ما لم تقم
بينة أخرى بأنه غصبها من الواقف ،لنععه ذو اليععد حينئذ ،ولععو ظهععر
في موقععوف محكععوم بصععحته بعععد ثبععوت ملععك الواقععف وحيععازته
مكتوب محكوم بصحته يشهد بالملك والحيععازة لخععر قبععل صععدور
الوقف لم يبطل الوقف بمجرد ذلك كما أفتى به شيخنا قال :لنععه
يجوز بتقدير صحته أن يكون الملك انتقل من صاحبه إلى الواقععف
ل سيما واليد للواقف أو من قام مقامه كما هععو ظععاهر السععؤال ا
ه .ول يعارضه ما مر قبيل قععوله :وأنهععا لععو شععهدت بملكععه أمععس
لتحقق أن اليد عادية ثم فلم ينظر ،لحتمال النتقال بخلفععه هنععا،
ولو شهدت بينة على منكر الشععراء لععه بثمععن جععزاف قبل إن قععال
حلل ل إن جذفا ،لن الجعزاف حلل وحعرام ،ولعو أقعام بينعة بعأن
هذه التي بيدك ملكي فأخذها فأقام آخر أخرى بأنه اشتراها ممععن
كانت بيده ،وهي ملكه حينئذ حكم بها لهذا لزيادة علم بينته وتقدم
بينة قالت :ملك أبيه وقد ورثه على بينة قالت :ملععك أبععي خصععمه
وهو وارثه لجواز كععونه وارثععا ول يععرث المععدعي لععدين مسععتغرق،
فليس فيه تصريح بملكه بخلفه في وقد ورثه.
)تنبيه( الولى ،بل المتعيععن أن يقععال :بععدل لععدين مسععتغرق لنحععو
إقراره به لخر بعد موت أبيه ،وذلععك لمععا هععو معلععوم أن الععدين ل
يمنععع الرث ،وقععد يقععال فععي أصععل التعليععل :لن هععذا ليععس فيععه
التنصيص على تلقي ملك هذا عن الب ،لنه لم يشهد بإرث شيء
خاص بخلف وقد ورثه فإنه نص على أنه متلق ملكه من أبيععه فل
احتمال فيه بخلف ذاك
)ولععو مععات( إنسععان )عععن ابنيععن مسععلم ونصععراني >ص<342 :
فقال كل منهما مات على ديني( فععأرثه ول بينععة )فععإن عععرف أنععه
كان نصرانيا صدق النصراني( بيمينه ،لن الصل بقععاء كفععره )وإن
أقاما بينتين مطلقععتين( بمععا قععاله )قععدم المسععلم( ،لن مععع بينتععه
زيععادة علععم بالنتقععال ،والخععرى مستصععحبة ،وكععذا كععل ناقلععة
ومستصععحبة ،ومنععه تقععديم بينععة الجععرح علععى بينععة التعععديل )وإن
قيعععدت( إحعععداهما )أن آخعععر كلمعععه إسعععلم( أي :كلمتعععه ،وهعععي
الشهادتان )وعكسته الخععرى( فقيععدت أن آخععر كلمععه النصععرانية
كثالث ثلثة ويظهر أنه ل يكتفى هنععا بمطلععق السععلم والتنصععر إل
من فقيه موافق للحاكم على ما مر في نظائره بما فيه ثم رأيتهم
قالوا :يشترط في بينععة النصععراني أن تفسععر كلمععة التنصععر وفععي
وجوب تفسير بينة المسلم كلمة السلم وجهان ونقل ابن الرفعة
والذرعي عدم الوجوب عن جمع ثم رجععح الوجععوب ل سععيما مععن
شاهد جاهل أو مخالف للقاضي )تعارضتا( وتساقطتا لتناقضهما إذ
يستحيل موته عليهما فيحلف النصراني ،وكذا لو قيدت بينته فقط
وقيد البلقيني التعععارض بمععا إذا قععالت :كععل آخععر كلمععة تكلععم بهععا
ومكثنا عنده إلى أن مات ،وأما إذا اقتصرت على آخر كلمة تكلععم
بها فل تعارض فيه ،لحتمال أن كل اعتمدت ما سععمعته منععه قبععل
ذهابها عنه ثم استصحبت حععاله بعععدها ،ولععو قععالت بينععة السععلم:
علمنا تنصره ثم إسلمه قدمت قطعا )وإن لم يعرف دينه وأقععام(
كل منهما )بينة أنه مات على دينه تعارضتا( أطلقتا أم قيدتا لفظه
عنععد المععوت لسععتحالة أعمالهمععا ،فععإن قيععدت واحععدة وأطلقععت
الخععرى فهععل يتعارضععان أيضععا أو تقععدم بينععة المسععلم احتياطععا
للسلم ،لنه حيث ثبت ل يرفع إل بيقيععن ولععم يوجععد كععل محتمععل
وجرى شارح في تقييد بينة النصراني فقط علععى التعععارض وكععأنه
أخذه من نظيره في المسألة السععابقة ،لكععن الفععرق واضععح فععإن
تقييدها ثم قععوي بعلعم تنصععره قبععل فعععارض بينععة السععلم لقععوته
حينئذ ،وهععذا مفقععود فععي مسععألتنا ،ومععع ذلععك فظععاهر إطلقهععم
التعارض في الصععورتين وإذا تعارضععتا ،أو ل بينععة لحععدهما وحلععف
كععل للخععر يمينععا فععي الصععورتين ،والمععال بيععدهما أو بيععد أحععدهما
تقاسماه نصععفين إذ ل مرجععح ،أو بيععد غيرهمععا فععالقول قععوله ،ثععم
>ص <343 :التعارض إنما هعو بالنسعبة لنحعو الرث بخلف نحعو
الصلة عليه وتجهيزه كمسلم ودفنه في مقابرنععا ويقعول المصعلي
عليه في النية والدعاء :إن كععان مسععلما ،وظععاهر كلمهععم وجععوب
هذا القول ويوجه بأن التعارض هنا صيره مشكوكا في دينه فصععار
كالختلط السابق في الجنائز ،ولو قععالت بينععة :مععات فععي شععوال
وأخرى في شعبان قدمت ،لنها ناقلة ما لم تقل الولى رأيته حيععا
أو يععبيع مثل فععي شععوال ،وإل قععدمت علععى المعتمععد أو بععرئ مععن
مرضه الذي تبرع فيه وأخرى مات فيه قدمت الولى على الوجععه
خلفا لقول ابن الصلح بالتعارض ،لنها ناقلة
)ولو مات نصراني عععن ابنيععن مسععلم( حالععة الختلف )ونصععراني
فقال المسلم :أسلمت بعد موته( أي :الب )فالميراث بيننا فقععال
النصععراني :بععل( أسععلمت )قبلععه( فل إرث لععك )صععدق المسععلم
بيمينه( ،لن الصل استمراره على دينه فيحلف ويرث ،ومثله كما
بأصله وحذفه للعلم به مما ذكره ،المفهم أنه ل فرق في تصععديق
المسلم بين اتفاقهما على وقت موت الب وعدمه لو اتفقععا علععى
مععوت الب فععي رمضععان وقععال المسععلم :أسععلمت فععي شععوال
والنصراني فعي شععبان ) ،وإن أقاماهمعا( أي :البينعتين بمعا قعاله
)قدم النصراني( ،لن بينته ناقلة عن الصل الذي هو التنصععر إلععى
السلم قبل موت الب فهي أعلم وقيده البلقيني بما إذا لم تقععل
بينة المسلم علمنا تنصره حال موت أبيععه وبعععده ولععم تستصععحب
فإن قالت :ذلك قععدمت ،وإل لععزم الحكععم بردتععه عنععد مععوت أبيععه
والصل عدم الردة ،وفيه نظر ،وقياس ما يأتي في رأيناه حيا في
شوال التعارض فيحلف المسلم ثم رأيت غير واحد جزم بععه )فلععو
اتفقا( أي :البنان )على إسلم البن في رمضععان وقععال المسععلم:
مات الب في شعبان وقال النصراني (:مات )فععي شععوال صععدق
النصراني( بيمينه ،لن الصععل بقععاء الحيععاة )وتقعدم بينعة المسعلم
على بينتععه( إن أقامععا بينععتين بععذلك ،لنهععا ناقلععة مععن الحيععاة إلععى
الموت في شعبان والخرى مستصحبة الحياة إلى شوال ،نعم إن
قالت :رأيناه حيا في شوال تعارضتا كما قععاله فيحلععف النصععراني
أما إذا لم يتفقا على وقت السلم فيصدق المسلم كما مر لصل
بقائه على دينه >ص <344 :وتقدم بينة النصراني ،لنها ناقلة ما
لم تقععل بينععة المسععلم عاينععا الب ميتععا قبععل إسععلمه فيتعارضععان
ويحلف المسلم ،ونظير ما تقرر في رأيناه حيا وعايناه ميتا شهادة
بينة بأن أبا مدع مات يوم كذا فععورثه وحععده فأقععامت امععرأة بينععة
بأنه تزوجها يوم كذا اليوم بعد ذلععك اليععوم ثععم مععات بعععده فتقععدم
بينتها ،لن معها زيادة علم ومن ثم لو شهدا بموته وآخران بحيععاته
بعد ذلك قدمت بينة الحياة لزيادة علمها ،وقد يشععكل بععذلك قععول
ابن الصلح :لو شهدت بينة بأنه بععرئ مععن مرضععه الفلنععي ومععات
من غيره وأخرى بأنه مات منه تعارضتا بخلف ما لو شععهدت بينععة
بأنه مات في رمضان سنة كذا فأقام بعض الورثة بينة بأنه أقر له
بكذا سنة كذا لسنة بعد تلك فإن بينة موته في رمضععان مقدمععة ا
ه .فتقديم هععذه يشععكل بمععا تقععرر إل أن يجععاب بععأنه ل يلععزم مععن
شهادتها بإقراره رؤيته فليس معها زيادة علم ،بععل المثبتععة لمععوته
أعلم بخلف الشاهدة بالتزوج وبالحياة بعد المعوت ثعم معا أطلقعه
في الولى لو قيل فيه بناء على اعتماده محله في بينععتين اسععتوتا
أو تقاربتا في معرفة الطب ،وإل قدمت العارفة به دون غيرها لم
يبعد ،ولو مات عن أولد وأحدهم عععن ولععد صععغير فوضعععوا يععدهم
على المال فلما كمل ادعى بمال أبيه وبإرث أبيه من جده فقالوا:
مات أبوك في حياة أبيه فإن كان ثم بينة عمل بها وإل فععإن اتفععق
هو وهم على وقت موت أحدهما واختلفا في أن الخر مععات قبلععه
أو بعده حلف من قال بعععده ،لن الصععل دوام الحيععاة ،وإل صععدق
في مال أبيه ،وهم في مال أبيهم ول يرث الجد من ابنه ،وعكسععه
فإذا حلفا أو نكل جعل مال أبيه له ومال الجد لهم ذكره شيخنا
)ولو مات عن أبوين كافرين وابنين مسلمين( بالغين )فقععال كععل(
مععن الفريقيععن) :مععات علععى ديننععا صععدق البععوان بععاليمين( ،لنععه
محكوم بكفره ابتداء تبعا لهما فيستصحب حتى يعلم خلفه )وفععي
قول :يوقف( المر )حععتى يتععبين( الحععال )أو يصععطلحوا( لتسععاوي
الحالين بعد بلعوغه ،وبعه زالععت التبعيعة واعترضعه البلقينعي بمععا ل
يصح وفي عكس ذلك إن عرف للبوين كفععر سععابق وقععال أسععلما
قبل بلوغه أو أسلم هو أو بلغ بعد إسلمنا وأنكر البنان ولم يتفقوا
على وقت السلم في الثالثة صدق البنان لصل بقاء الكفر ،وإن
لم يعرف للبوين كفر أو اتفقععوا علععى وقععت السععلم فععي الثالثععة
صدق البوان عمل بالظاهر وأصل بقاء الصبا ،ولو شهدت بأن هذا
لحم مذكاة أو لحم حلل وعكست أخرى قدمت الولى كما أخععذه
بعضهم من قولهم :يقبل قول المسلم في لحم جاءه بععه المسععلم
إليه هذا لحم ميتععة ،لن اللحععم >ص <345 :فععي الحيععاة محععرم
الن فيستصحب حتى تعلم ذكاته فعلم أن الولى ناقلة عن الصل
فقدمت ،ومثععل ذلععك فيمععا يظهععر بينععة شععهدت بالفضععاء وأخععرى
بعدمه ولم يمض بينهما ما يمكن فيه اللتحام فتقععدم الولععى ،لن
معها زيادة بالنقل عن الصل وبه يرد على مععن أفععتى بتعارضععهما
)ولو شهدت( بينة )أنه أعتق في مرضه( الذي مععات فيععه )سععالما
وأخرى( أنه أعتق فيه )غانمععا ولكععل واحععد ثلععث مععاله( ولععم تجععز
الورثة )فععإن اختلععف تاريععخ( للبينععتين )قععدم السععبق( لمععا مععر أن
تصرفه المنجععز يقععدم السععابق منععه فالسععابق وهكععذا ،ولن معهععا
زيادة علم )وإن اتحد( التاريخ )أقرع( بينهما لعععدم مزيععة أحععدهما،
نعم إن اتحد بمقتضى تعليق وتنجيز كإن أعتقت سالما فغعانم حععر
ثععم أعتععق سععالما فيعتععق غععانم معععه بنععاء علععى تقععارن الشععرط
والمشروط ،وهو الراجح تعين السابق من غير إقراع ،لنه القوى
والمقدم في الرتبة كما مر في نكععاح المشععرك) .وإن أطلقتععا( أو
إحداهما )قيععل يقععرع( بينهمععا ،لحتمععال المعيععة والععترتيب وأطععال
البلقيني والزركشي وغيرهما في النتصار لععه نقل ودليل ومععن ثععم
صححه في الروضة في موضع )وقيععل :فععي قععول يعتععق مععن كععل
نصععفه قلععت :المععذهب يعتععق مععن كععل نصععفه ،واللععه أعلععم(،
لستوائهما ،والقرعة ممتنعة لئل تخرج بالرق علععى السععابق الحععر
فيلزم إرقاق حر وتحرير رقيق فوجب الجمععع بينهمععا ،لنععه العععدل
ول نظر للزوم ذلك في النصف ،لنه أسهل منه في الكل
)ولو شهد أجنبيان أنه أوصى بعتق سالم ،وهو ثلثه( أي :ثلث ماله
)ووارثان حائزان( أو غير حائزين ،وإنما ذلععك قيععد لمععا بعععده )أنععه
رجع عن ذلك ووصى بعتق غانم ،وهو ثلثععه ثبتععت( الوصععية الثانيععة
)لغانم( ،لنهما أثبتا للمرجعوع عنعه بعدل يسععاويه فل تهمعة ،وكععون
الثاني أهدى لجمع المال الذي يرثونه عنععه بععالولء بعيععد فل يقععدح
تهمة ،أما إذا كان دون ثلثه فل يقبلن فيما لم يثبتا له بدل للتهمععة
وفي الباقي خلف تبعيض الشهادة ،وقد مر )فعإن كعان الوارثعان(
الحائزان )فاسقين لععم يثبععت الرجععوع( ،لن شععهادة الفاسععق لغععو
)فيعتق سالم( بشععهادة الجنععبيين ،لن الثلععث يحتملععه ولععم يثبععت
الرجوع عنه )و( يعتق )من غانم( قدر ما يحتملععه )ثلععث مععاله بعععد
سالم( ،وهو ثلثاه بإقرار الوارثين الذي تضمنته شهادتهما له وكأن
سالما قد هلععك أو غصععب مععن التركععة مؤاخععذة للورثععة بععإقرارهم
>ص <346 :أما غير الحائزين فيعتق من غانم قدر ثلث حصتهما
)تتمة( في فروع يعلم أكثرها مما مر لو بععاع دارا ثععم قععامت بينععة
حسبة أن أباه وقفها ،وهو يملكها عليه ثم على أولده انتزعت من
المشتري ورجع بثمنه على البائع ،ويصرف له ما حصل في حيععاته
من الغلة إن صدق الشهود ،وإل وقفت فإن مععات مصععرا صععرفت
لقرب الناس إلى الواقف قاله الرافعي كالقفال ومععرت الشععارة
إليه في مبحث شهادة الحسبة ولو شعهدا بعدين وآخعران بععالبراءة
منععه وأطلقتععا أو إحععداهما قععدمت الععبراءة كمععا مععر ،وإن أرختععا
فالمتأخرة ،والوجه فيما لو شهد واحد بالمال وآخر به ثم بالبراءة
منه أن الشهادة بالمال تمت ،وهععذا شعاهد بععالبراءة فيحلععف معععه
مدعيها ،ويجب تفصيل سبب الشهادة في مسائل ،ولو مععن فقيععه
موافق على المعتمد لختلف أئمتنا أنفسهم في ذلك منها الكراه
وقول الغزالي وغيره :يكفي إطلقه من فقيه ل يشععتبه عليععه أي:
موافععق ضعععيف كمععا يعلععم ممععا مععر بمععا فيععه أواخععر الشععهادات
والسعرقة معا لعم يقصعد المسعروق منعه مجعرد التغريعم والرشعد
وانقضاء العدة والرضاع والقتل وكل مختلف في موجبه كالطلق،
والنكاح والبلوغ بالسن فععإن لععم يقععل بالسععن لععم يحتععج لتفصععيل،
وكونه وارث فلن أو يستحق وقف كععذا أو نظععره أو الشععفعة فععي
كذا وكون هذا وقفا أو وصية فل بد من بيان المصرف أي :إل فععي
شهادة الحسبة فيما يظهر وزعم الصبحي أنه ل يكفي هععذا وقععف
على مسجد كذا إل إن عينععا الواقععف ،وهععو بعيععد ،بععل ل وجعه لعه،
وكون نحو البائع زائل العقععل وبراءتععه مععن ديععن فلن كمععا رجحععه
الغزي ورجععح غيععره الكتفععاء بععإطلقه وقولهمععا :أوصععى لععه بكععذا
فيذكران أنه بيده حتى مات ومن عهععد لععه جنععون وعقععل فقععامت
بينة بأنه حال بيعه مثل عاقل وأخرى بأنه مجنون تعارضتا إن أرختا
بوقت واحد أو أطلقتا أو إحععداهما ،وكععذا إن جهععل حععاله ،والفعععل
يصدر من العاقل والمجنون فإن لم يعرف له إل عقل قدمت بينة
الجنون ،لنهععا ناقلععة أو إل جنععون قععدمت بينععة العقععل لععذلك ،ولععو
شهدت بينة بإعسععار مععن جهععل حععاله وأخععرى بيسععاره قععدمت إن
بينت ما أيسعر بعه وسعببه ،وأنعه بعاق مععه إلعى الن أمعا إذا علعم
أحدهما فتقدم الناقلة عنععه وكععذا بينععة السععفه والرشععد فععإن علععم
أحدهما قدمت الناقلة عنععه ،وإل كععأن شععهدت بسععفهه أول بلععوغه
والخرى برشده قدمت فإن لم تقيد بععأول بلععوغه قععدمت الولععى،
لن الصععل الغععالب الرشععد ،وعليععه يحمععل إطلق ابععن الصععلح
تقديمها قال :كالجرح قال ،ولو تكررت بينتععا يسععار وإعسععار كلمععا
شهدت واحدة بواحد منهما شهدت الخرى بضده قدمت المتأخرة
إل أن يظن أن بينة العسار مستصحبة إعساره الول ،ولو قععامت
بينة باحتياج نحو يتيم لبيع ماله ،وأن قيمته مائة وخمسععون فبععاعه
القيم به ،وحكم حاكم بصحة الععبيع ثععم قععامت أخععرى بععأنه بيععع بل
حاجة أو بأن قيمته مائتان نقض الحكم وحكم بفساد البيع عند ابن
الصلح قال ،لنه إنما حكم >ص <347 :بناء على سععلمة البينععة
من المعارض ولم تسلم فهو كما لو أزيلت يد داخل ببينة خارج ثم
أقام ذو اليد بينة فإن الحكم ينقض لععذلك وخععالفه السععبكي قععال،
لن الحكم ل ينقض بالشك إذ التقويم حدس وتخمين ،وقععد تطلععع
بينة القل على عيب فمعها زيادة علم ،وإنما نقععض فععي المقيععس
عليه لجل اليععد أي :الثابتععة قبععل ،ولقععولهم :لععو شععهدا بععأن قيمععة
المسروق عشرة وشهد آخران بأنهععا عشعرون وجععب القععل ،لنعه
المتيقن بخلف نظيره في الوزن ،لن مع بينة الكثر زيعادة علعم ا
ه.
وأطال غيرهما كولده التاج وأبي زرععة فععي فتععاويه فعي الجععارة
وغيرهععا الكلم فععي المسععألة حععتى زعععم التععاج أن المسععألة فععي
الرافعي فيها قولن من تخريج ابن سريج ،وهو عجيععب منععه فععإن
صورة الرافعي في أمرين محسوسين ،وهما الموت في رمضععان
أو شوال ومسألتنا في أمرين تخمينيين وشتان ما بينهما على أنععه
اختلف في الراجح من ذينك القولين فرجح الحجازي في مختصععر
الروضة أخذا من عبارتها النقض ونبه غيععره مععن مختصععريها علععى
أنه مبني على ضعععيف ،وأنععه علععى الصععحيح ل يتصععور فيععه نقععض
وعلى كل فل شاهد في واحد من هذين لما نحن فيععه لمععا علمععت
من بعد ما بين التخمينيات والمحسوسات ،ومما يتعجب منه أيضععا
زعم بعضهم أن المسألة في التنععبيه وغيععره ،وهععذا والععذي يتعيععن
اعتماده أخذا من تعليل السععبكي بالشععك وبععه يصععرح قععوله :فععي
فتاويه في الرهن ل يبطل بقيام البينة الثانيععة مهمععا كععان التقععويم
الول محتمل ووفاقععا لبععي زرعععة وغيععره ،وإن وافععق السععبكي
والسنوي والذرعي وغيرهما حمل الول على ما إذا بقيت العيععن
بصفاتها وقطع بكذب الولى والثاني على ما إذا تلفت ول تواتر أو
لم يقطع بكذب الولى واعتمد شععيخنا كلم ابععن الصععلح ورد كلم
السبكي فقال :ويجاب بأنععا ل نسععلم أن ذلععك نقععض بالشععك ،ومععا
قالوه قبل الحكم بخلف مسألتنا ،ولهذا لو وقع التعارض فيها قبل
البيع والحكم امتنعا كما صرح هو به أي :خلفا لبعضهم ا ه .ونفععي
تسليم ذلك بإطلقه غير متضح ،والفرق بين مععا قبععل الحكععم ومععا
بعده واضح كيف والععدوام يغتفععر فيععه مععا ل يغتفععر فععي البتععداء ؟
وأيضا فالتعارض قبل الحكم محرم له وعدمه موجب له فإذا وقععع
واجبا ثم عورض وجب أن ل ينظر لمعارضه إل إن كان أرجح على
أن السععبكي جععوز عنععد التعععارض قبععل الحكععم الععبيع بالقععل بعععد
إشهاره ما لم يوجد راغب بزيادة وبهذا يعلم ما في إطلق شععيخنا
عنه منع الععبيع عنعد التععارض ويجعري ذلعك كلعه فعي نظععائر هععذه
المسألة ،وبحث السبكي أن القول قول القيم في الشهار وأن ما
باع به ثمن المثل ،وكذا نحو وكيل وعامل قراض قال ،وإنما صدق
المولى إذا ادعى بعد كماله عليه البيع بل مصلحة ،لنها المسععوغة
للبيع كما يحتاج الوكيل لثبات الوكالععة ،وثمععن المثععل مععن صععفات
البيع فإذا ثبت جوازه له صدق في صفته لدعععائه الصععحة وادعععاء
غيره الفساد ا ه .وفيه نظر ظاهر ،بل الععذي يتجععه أنععه ل بععد مععن
إثباته الشهار وثمن المثل ،وليس كالوكيل وغيره لن نحو الوكيععل
ل يكلف إثبات مصلحة ،فثمن المثل أولى ،وأمععا القيععم أو الوصععي
فيكلفها ،لنه لم يتصرف بإذن المالععك ،فكععذا ثمععن المثععل وفرقععه
المذكور يرد بأن ثمن المثل مسوغ أيضا ،وكون هذا الشععيء يبععاع
لحاجة المولى من صفات البيع أيضا فجعله الثمن صععفة والحاجععة
مسوغة كععالتحكم >ص <348 :فتععأمله .ونظععره لدعععائه الصععحة
يلزم عليه أنه ل يكلف إثبات المصلحة لدعائه الصحة أيضا فمحل
تصديق مدعي الصحة حينئذ حيث لم يكلععف إثبععات مسععوغ الععبيع،
ولو شهدت بينة بأن فلنا حكم لهذا به وبينة بأن آخر حكم به لخر
فقيععل يحكععم بععالحكم الخيععر ،لنععه ناسععخ وقيععل :يتعارضععان
فيتساقطان أي :ويرجح بواحد مما مر مما يمكععن مجيئه هنععا فععإن
اتحد الحاكم فقيل :كذلك وقيل :يلغعى الثععاني والعذي يتجععه أنعه ل
فرق ،وأن الحكميععن حيععث اختلععف تاريخهمععا قععدم السععابق إل أن
يرجح الثاني بشيء مما مر نظير ما مر في البينتين ،وزعم النسخ
هنا مشكل جدا إل على القول المععردود أنععه ينفععذ باطنععا ،وإن لععم
يكن باطن المر كظاهره فإن لم يؤرخا كذلك تعارضا نظير ما مر
في البينتين أيضا
)فصل( في القائف الملحق للنسب عنععد الشععتباه بمععا خصععه
الله تعالى بععه ،وهععو لغععة متتبععع الثععر والشععبه مععن قفععوته تبعتععه،
والصل فيه خبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم }دخل على
عائشة رضعي اللعه عنهععا ذات يععوم مسعرورا فقععال :ألععم تععري أن
مجززا أي :بجيععم وزاءيععن معجمععتين المععدلجي دخععل علععي فععرأى
أسامة بن زيد وزيععدا عليهمععا قطيفععة قععد غطيععا رءوسععهما وبععدت
أقدامهما فقال إن هذه القدام بعضها من بعععض{ قععال أبععو داود:
كان أسامة أسود وزيد أبيض قال الشافعي رضي اللععه عنععه :فلععو
لم يعتبر قوله لمنعه من المجازفة ،لنه صلى الله عليععه وسععلم ل
يقر على خطأ ول يسر إل بحق )شرط القائف( معا تضعمنه قعوله:
)مسلم عدل( أي :إسلم وعدالععة وغيرهمععا مععن شععروط الشععاهد
السابقة ككونه بصيرا ناطقا رشيدا غير عععدو لمععن ينفععى عنععه ول
بعض لمن يلحق به ،لنه حاكم أو قاسععم قععال فععي المطلععب عععن
الصععحاب سععميعا ورده البلقينععي ،وهععو متجععه )مجععرب( للخععبر
الحسن }ل حكيم إل ذو تجربة{ وكما يشععترط علعم الجتهععاد فععي
القاضي ،وفسر أصله التجربة بأن يعرض عليه ولد في نسوة غيعر
أمه ثلث مرات ثم في نسوة هي فيهن فإذا أصاب في الكل فهععو
مجرب ا ه .وهو صريح في اشتراط الثلث واعتمداه في الروضععة
وأصلها ،وهو ظاهر ،وإن أطال البلقيني في اعتماد الكتفاء بمععرة،
وكونه مع الم غير شرط >ص <349 :بل للولويععة فيكفععي الب
مع رجال ،وكذا سائر العصبة والقععارب واستشععكل البععارزي خلععو
أحد أبويه من الثلثة الول بأنه قد يعلم ذلك فل يبقى فيهن فائدة،
وقد يصيب في الرابععة اتفاقعا قعال :فعالولى أن يععرض معع كعل
صنف ولد لواحد منهم أو في بعض الصناف ول يخص بععه الرابعععة
فإذا أصاب في الكل علمت تجربتععه حينئذ ا ه .وكععون ذلععك أولععى
ظاهر ،وحينئذ فل ينافي كلمهم )والصح اشتراط( وصفين آخرين
علما من العدالة المطلقة وصرح بهما للخلف فيهما وهما الحرية
والذكورة فل يكفي اللحاق إل من )حر ذكر( لما تقععرر أنععه حععاكم
أو قاسم )ل عدد( فيكفي على الصح قول واحععد لعذلك )ول كعونه
مدلجيا( أي :من بني مدلععج ،فيجععوز كععونه مععن سععائر العععرب بععل
العجم ،لن القيافة علم فمن علمه عمل به
)فإذا تداعيا مجهول( لقيطا أو غيره )عرض عليه( مععع المتععداعيين
إن كان صغيرا لما قدمه في القععرار أن العععبرة فععي الكععبير بمععن
صدقه )فمععن ألحقععه بععه لحقععه( كمععا مععر فععي اللقيععط والمجنععون
كالصغير قال البلقيني :وكذا مغمى عليه ونائم وسكران لم يتعععد،
وإل لم يعرض ،لنه كالصاحي ويصح انتسابه ،وكععون النععائم كععذلك
بعيد جدا ،وقضية كلمهما هنا أنه ل فععرق بيععن أن يكععون لحععدهما
عليه يد وأن ل لكعن العذي استحسعنه الرافععي أن يعد اللتقعاط ل
تؤثر ويد غيره مقدم صاحبها إن تقععدم اسععتلحاقه علععى اسععتلحاق
منازعة ،وإل استويا فيعرض عليه
)وكذا لو اشتركا في وطء( لمرأة وألحععق بععه البلقينععي اسععتدخال
مائهمععا أي :المحععترم )فولععدت ممكنععا منهمععا وتنازعععاه بععأن وطئا
بشبهة( كأن ظنها كل زوجته أو أمتععه وللشععبهة صععور أخععرى ذكععر
بعضها عطفا للخاص على العام فقال) :أو( وطئا )مشتركة لهمععا(
في طهر واحد ،وإل فهو للثاني كما يؤخذ من كلمععه التععي قياسععا
لتعذر عوده إلى هععذا ،لن بينهمععا صععورا ل يمكععن عععوده إليهععا )أو
وطئ زوجته فطلق فوطئها آخر بشبهة أو نكاح فاسد( كأن نكحها
في العدة جاهل بها )أو( وطئ )أمته فباعها فوطئها المشتري ولم
يستبرئ واحد منهما( فيعرض عليه ،ولو مكلفا ويلحق بمن ألحقععه
منهما ،وإن أنكععر ،لن الحععق فيععه للععه تعععالى أو أنكععرا ،لن الولععد
صععاحب حععق فععي النسععب فل يسععقط حقععه بإنكععار الغيععر بخلف
المجهول فإن لم يكععن قععائف أو تحيععر اعتععبر انتسععاب الولععد بعععد
كماله وعمل بإلحاق القائف لما مر في الخععبر ،ولسععتحالة انعقععاد
شخص من ماء شخصين كما أجمع عليه الطباء وبرهنوا عليه قال
البلقيني :ولو كان الشتباه للشتراك فععي الفععراش >ص<350 :
لم يعتبر إلحاق القائف إل بحكم حاكم ذكره الماوردي وحكاه فععي
المطلععب فععي ملخععص كلم الصععحاب )وكععذا لععو وطععئ( بشععبهة
)منكوحة( لغيره نكاحا صععحيحا كمععا بأصععله واسععتغنى عنععه بقععوله
التي :فععي نكععاح صععحيح )فععي الصععح( ول يتعيععن الععزوج لللحععاق
للشتباه ول يثبت ذلك حتى يعععرض علععى القععائف إل ببينععة بععوطء
الشبهة فل يكفي اتفاق الزوجين والواطئ ،لن الولد له حععق فععي
النسب ،وليس ذلك حجة عليه هذا مععا ذكععره الرافعععي هنععا ،لكععن
اعتمد البلقيني ما اقتضاه كلمه في اللعان أنه يكفي ذلك التفععاق
وكالبينة تصديق الولد المكلف لما تقرر أن له حقا )فإذا ولدت لما
بين ستة أشهر وأربع سنين من وطئيهمععا وادعيععاه( أو لععم يععدعياه
)عرض عليه( أي :القائف لمكانه منهما )فإن تخلل بين وطئيهمععا
حيضة ف( الولد )للثاني( ،وإن ادعاه الول لظهور انقطععاع تعلقععه
به ،إذ الحيض أمارة ظاهرة على البراءة منععه )إل أن يكععون الول
زوجا في نكععاح صععحيح( والثععاني واطئا بشععبهة أو نكععاح فاسععد فل
ينقطع تعلق الول ،لن إمكان الوطء مع فععراش النكععاح الصععحيح
قائم مقام نفس الوطء ،والمكان حاصل بعد الحيضة بخلف ملك
اليمين والنكاح الفاسععد فإنهمععا ل يثبتععان الفععراش إل بعععد حقيقععة
الوطء )وسواء فيهما( أي :المتنازعين )اتفقا إسلما وحريععة أم ل(
كما مر في اللقيط ،لن النسب ل يختلف مع صحة استلحاق العبد
هذا إن ألحقه بنفسه ،وإل كأن تداعيا أخوة المجهول فيقدم الحععر
لما مر أن شرط من يلحعق بغيعره أن يكععون وارثععا حعائزا ويحكععم
بحريته ،وإن ألحقه بالعبد لحتمال أنه ولععد مععن حععرة ،ولععو ألحععق
قائف بشبه ظاهر وقائف بشبه خفي قععدم ،لن معععه زيععادة حععذق
وبصيرة وقيل :يقدم الول وأبدى شارح احتمال أنععه يعععرض علععى
ثالث ويلحق بمن وافقه منهما كما قيل بمثله فععي اختلف جععواب
المفعتين ويعرد بعأن القعائف حعاكم بخلف المفعتي فل يقعاس بعه،
وفيما إذا ادعاه مسلم وذمي يقععدم ذو البينععة نسععبا >ص<351 :
ودينا ،وإل وقد ألحقه القائف بالذمي تبعه نسبا فقط فل يحضنه
كتاب العتق
أي :العتاق المحصل له ،وهو إزالة الرق عن الدمي من عتق
سبق أو استقل ومن عبر بإزالة الملك احتاج لزيادة ل إلععى مالععك
تقربا إلى الله تعالى ليخرج بقيد الدمي الطيععر والبهعائم فل يصععح
عتقهمععا علععى الصععح وقععال ابععن الصععلح :الخلف فيمععا يملععك
بالصععطياد ،أمععا البهععائم النسععية فإعتاقهععا مععن قبيععل سععوائب
الجاهلية ،وهو باطل قطعا ا ه .وروايععة أبععي نعيععم أن أبععا الععدرداء
كان يشتري العصافير من الصبيان ويرسلها تحمل إن صحت على
أن ذلك رأي له وبقيد ل إلى مالك الوقف ،لنه مملوك لععه تعععالى،
ولذا ضمن بالقيمة ،وما بعععده لتحقيععق الماهيععة ل لخععراج الكععافر
لصحة عتقه وإن لم يكن قربة على أن قصد القربة يصح منه وإن
لم يصح لعه معا قصعده ،وأصععله قبععل الجمععاع قعوله تععالى }فعك
رقبة{ ،وخبر الصحيحين }مععن أعتععق رقبععة مؤمنععة{ وفععي روايععة
}امرأ مسلما أعتق الله بكل عضو منهععا عضععوا مععن أعضععائه مععن
النار حتى الفرج بالفرج{ وصح خبر }أيما امرئ مسلم أعتق للععه
امرأ مسلما كان فكا له من النار وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين
مسلمتين كانتا فكا له من النار{ وبه يعلم أن عتععق الععذكر أفضععل
وفي رواية }من أعتععق رقبععة مؤمنععة كععانت فععداء لععه مععن النععار{
وخصت الرقبة بالععذكر ،لن الععرق كالغععل الععذي فيهععا ،وهععو قربععة
>ص <352 :إجماعا ولم يذكره اكتفاء بما سععيذكره فععي الكتابععة
بععالولى ويسععن السععتكثار منععه كمععا جععرى عليععه أكععابر الصععحابة
رضوان الله عليهم أجمعين وأكثر من بلغنا عنه ذلك عبد الرحمععن
بن عوف رضي الله عنه فإنه جاء عنه أنه أعتق ثلثين ألف نسمة
وعن غيره أنه أعتق في يوم واحد ثمانية آلف عبد،
أركان العتق
وأركانه ثلثة عتيق وصيغة ومعتق ،ولكععونه الصععل بععدأ بععه فقععال:
)إنما يصح من( حر كامل الحريععة مختععار )مطلععق التصععرف( ولععو
كافرا حربيا كسائر التصرف المالي فل يصح من مكععاتب ومبعععض
ومكره ومحجور عليه ،ولو بفلععس ،نعععم تصععح وصععية السععفيه بععه
وعتقه قن الغير بإذنه وعتق مشععتر قبععل قبضععه وإمععام لقععن بيععت
المال كما يأتي وولي لقن موليه عععن كفععارة مرتبععة علععى مععا مععر
وراهن موسر لمرهون ووارث موسر لقن التركة ،وبهععذا علععم أن
شرط العتيق أن ل يتعلق به حق لزم غير عتق يمنعع بيععه كرهعن
والراهن معسر بخلف نحو إجارة واستيلد ،ولو قال بائع لمشتري
قن منه شراء فاسدا :اعتقه فأعتقه لم يعتق على البائع علععى مععا
قاله الماوردي ،لنه إنما أذن بناء علععى أنعه ليععس بملكععه ورد بععأن
العتق ل يندفع بالجهل ،إذ العبرة فيه كسائر العقود بما في نفععس
المر ل بما في ظن المكلف ،ومن ثم صرحوا بأنه لو قال غاصععب
عبد لمالكه أعتق عبدي هذا فأعتقه جاهل نفذ على المالك ،وبهععذا
يزيد اتضاح ضعف كلم الماوردي )ويصح تعليقععه( بصععفة محققععة
ومحتملععة بعععوض وغيععره كجنععون السععيد لمععا فيععه مععن التوسعععة
لتحصيل القربة >ص <353 :نعم عقد التعليق ليس قربة بخلف
التدبير ،أما العتق نفسه فقربة مطلقا ويجري فععي التعليععق بفعععل
المبالي وغيره هنا ما مر في الطلق ،ول يشترط لصععحة التعليععق
إطلق التصرف لصحته من نحو راهن معسر ومفلس ومرتد قيل:
وقف المسجد تحرير ول يصح تعليقه ورد بأن حععد العتععق السععابق
يخرج هذا فل يرد علععى المتععن ،وأفهععم صععحة تعليقععه أنععه ل يتععأثر
بشرط فاسد كأن شرط لخيار له أو توقيته فيتأبد ،نعم إن اقععترن
بما فيه عوض أفسده ورجع بقيمته نظير ما مر في النكاح ،وليس
لمعلقه رجوع بقول بل بنحو بيع ول يعود بعععوده ول يبطععل تعليقععه
بصفة بعد الموت بموت المعلق ،فليس للوارث تصرف فيه إل إن
كععان المعلععق عليععه فعلععه ،وامتنععع منععه بعععد عرضععه عليععه >ص:
.<354
)فرع( أفتى القلعي في إن حافظت على الصععلة فععأنت حععر بععأنه
يعتق إن حافظ عليها أي :الخمس أداء ،وإن لم يصل غيرهععا فيمععا
يظهر سنة كاستبراء الفاسق ا ه .ويتردد النظر فيما لععو أخععل بهععا
لعععذر ،والقيععاس أن العععذر إذا أبععاح إخراجهععا عععن الععوقت كإنقععاذ
مشرف على هلك لم يؤثر ،وإل أثر
)و( تصح )إضافته إلى جزء( من الرقيق معين كيد ،ويظهر ضععبطه
بما مر في الطلق مما يقع بإضافته إليه أو مشععاع كبعععض أو ربععع
)فيعتق كله( الذي له من موسر ومعسر سراية نظير ما مععر فععي
الطلق ،وذلك لخبر أحمد وأبي داود بذلك وصععح عععن ابععن عبععاس
رضي الله عنهما ولم يعرف له مخالف من الصحابة ،وقد ل يعتععق
كله بأن وكل وكيل في إعتععاق عبععده فععأعتق نصععفه فيعتععق فقععط
واستشكله السنوي بأنه لو وكله شريكه في عتق نصععيبه فععأعتقه
الشريك سرى لنصيبه قال :فإذا حكم بالسراية إلى ملك الغير هنا
ففي ملك الموكل أولى ويجاب بأن الععذي سععرى إليععه العتععق هنععا
ملععك المباشععر للعتععاق فكفععى فيععه أدنععى سععبب وأمععا ثععم >ص:
<355فالذي يسري إليععه غيععر ملععك المباشععر فلععم يقععو تصععرفه
لضعفه على السراية ،إذ الصح فيها كما قاله الزركشي أن العتق
يقع على ما أعتقععه ثععم علععى البععاقي بهععا ،وهععو وجععه مععن ترجيععح
الععدميري لمقععابله أنععه يقععع علععى الجميععع دفعععة واحععدة إذ تفرقععة
الشيخين التي ذكرناها وأجبنا عنها تقتضععي ترجيحهمععا لمععا رجحععه
الزركشي أما إذا كان لغيره فسيأتي ،ويشترط في الصععيغة لفععظ
يشعر به أو إشععارة أخععرس أو كتابععة )وصععريحه( ،ولععو مععن هععازل
ولعب )تحرير وإعتاق( أي :ما اشتق منهما لورودهما في القععرآن
والسنة متكررين ،أما نفسععهما كععأنت تحريععر فكتابععة كععأنت طلق
وأعتقععك اللععه أو عكسععه صععريح علععى تنععاقض فيععه كطلقععك اللععه
وأبرأك الله ،وفارق نحو باعك الله وأقالك الله وزوجك الله فإنهععا
كنايات لضعفها بعدم استقللها بالمقصععود بخلف تلععك ،ولععو كععان
اسمها حرة قبل الرق عتقت بيا حرة ما لم ينو ذلك السم ،وقول
ابن الرفعة ل تعتق عند الطلق مردود بأن هذا فيمن اسمها ذلععك
عند النداء ،ولو زاحمته امرأة فقال :تأخري يا حرة فبانت أمته لم
تعتق كما أفتى به الغزالي ويشكل عليه مععا مععر فععي نظيععره مععن
الطلق إل أن يجاب بأن هنا معارضا قويا هو غلبة اسععتعمال حععرة
في نحو ذلك بمعنى العفيفة عن الزنا ول كذلك ثم ،ولو قيععل :لععه
أمتك زانية فقال :بل حرة وأراد عفيفة قبل ،وكذا إن أطلععق فيمععا
يظهر القرينة القوية هنا ،ولو قال لمكاس خوفا منه على قنه هذا
حر لم يعتق عليععه باطنععا قععال السععنوي :ول ظععاهرا كمععا اقتضععاه
كلمهم في أنت طالق لمن يحلها من وثاق بجععامع وجععود القرينععة
الصارفة فيهما ،وهو أوجعه معن تصعويب العدميري خلفعه كمعا لعو
قيل :له أطلقت زوجتك فقال :نعم قاصدا الكذب ويرد قياسه بأن
الستفهام منزل فيه الجواب على السععؤال كمععا صععرحوا بععه فلععم
ينظر فيه لقصده وبفرض المساواة >ص <356 :ليس هنا قرينة
علععى القصععد بخلف مسععألتنا وعنععد الخععوف ل فععرق بيععن قصععده
الكذب في إخباره وأن يطلق اكتفاء بقرينة الخوف وقول بعضهم:
يعتق عند الطلق يحمل على مععا إذا لععم يقلععه خوفععا إذ ل قرينععة،
وقوله لغيره أنت تعلم أنه حر إقرار بحريته بخلف أنت تظن ،ولو
قال لقنه افرغ من العمل قبل العشاء ،وأنت حر وقال :أردت حرا
من العمععل ديععن أي ،:لن القرينععة هنععا ضعععيفة بخلفهععا فععي حععل
الوثاق ،لن استعمال الطلق فيه شائع بخلف الحريععة فععي فععراغ
العمل أو أنت حر مثل هذا العبد ،وأشار إلى عبد آخععر عتععق الول
أو مثل هذا عتقا الول بالنشاء والثاني بالقرار ،ومن ثم لو كععذب
لم يعتق باطنا )وكذا فك رقبة( أي :ما اشتق منه فإنه صريح )في
الصح( لععوروده فععي القععرآن ،وترجمععة الصععريح صععريحة وإشععارة
الخرس هنا كهي في الطلق
)ول يحتاج( الصريح )إلى نية( كما هو معلوم وذكععر تععوطئة لقععوله
مع أنه معلوم أيضا لئل يتوهم من تشوف الشارع إليه وقععوعه بهععا
من غير نية )وتحتاج إليها كناية( ،وإن احتفت بها قرينة ،لحتمالها،
ويظهر أن يأتي في مقارنععة النيععة لهععا نظيععر مععا مععر فععي الطلق،
وهي أي :الكناية كثيرة ،وضابطها كل مععا أنبععأ عععن فرقععة أو زوال
ملك ،فمنها )ل ملك( أو ل يد أو ل أمر أو ل إمععرة أو ل حكععم أو ل
قدرة )لي عليك ول سلطان( لي عليك )ول سبيل( لي عليك و )ل
خدمة( لي عليععك زال ملكععي عنععك )أنععت( بفتععح التععاء أو كسععرها
مطلقا إذ ل أثر للحن هنا )سائبة أنت مولي( أي :سيدي أنت للععه
لشعارها بإزالة الملك مع اجتمالها لغيععر ،ووجهععه فععي مععولي أنععه
مشترك بين العتيق والمعتق ،وكععذا يععا سععيدي >ص <357 :كمععا
رجحه في الشرح الصغير ورجح الزركشي أنه لغو قال :لنه إخبار
بغير الواقع أو خطاب تلطف فل إشعار له بالعتق ا ه .وفيه نظععر،
وهل أنت سععيدي كععذلك أو يقطععع فيععه بععأنه كنايععة ؟ كععل محتمععل
وقوله :أنت ابني أو أبي أو بنتي أو أمي إعتاق إن أمكن من حيععث
السن ،وإن عرف كذبه ونسبه من غيععره ويععا ابنععي كنايععة ) ،وكععذا
كل( لفظ )صريح أو كناية للطلق( أو للظهار هو كناية هنا كما مر
مع ما يستثنى منه كاعتد واستبر رحمك للعبد فإنه لغو ،وإن نععوى
العتق لستحالته ،ومن ثم لو قال لقنه أعتق نفسك فقعال السعيد:
أعتقتك كان لغوا أيضا بخلف نظيره في الطلق وعلم ممععا تقععرر
أن الظهار كناية هنا ل ثم )وقوله :لعبده أنت حرة ولمته أنت حععر
صريح( تغليبا للشارة
)ولو قال( له) :عتقك إليك( عبارة أصله جعلت عتقك إليععك وكععأنه
حذفه لعدم الحتياج إليععه ،وهععو متجععه وفاقععا للبلقينععي لكنععه عععبر
بمحتمل ،وقول الزركشععي ل بععد منععه فيععه نظععر )أو خيرتععك( مععن
التخيير ،وقول أصله في بعض نسخه حررتععك مععردود بععأنه صععريح
تنجيععز كمععا مععر )ونععوى تفععويض العتععق إليععه فععأعتق نفسععه فععي
المجلس( أي :مجلس التخاطب أي :بأن ل يؤخر بقعدر معا ينقطعع
به اليجاب عن القبول كذا قيل :ويظهر ضبطه بما مر في الخلععع،
لن ما هنا أقرب إليه منه إليه إلى نحو البيع فهو كتفععويض الطلق
إليها )عتق( كما في الطلق فيأتي هنععا مععا مععر فععي التفععويض ثععم
وجعلت خيرتك إليك صريح في التفويض ل يحتاج لنية ،وكذا عتقك
إليك ،فقوله :ونوى قيد في خيرتك فقط ،ولو قال :وهبتك نفسععك
ناويا العتق عتق من غير قبول أو التمليك عتق إن قبل فععورا كمععا
في ملكتك نفسععك ،ولععو أوصععى لععه برقبتععه اشععترط القبععول بعععد
الموت )أو( قال) :أعتقتك على ألف أو أنت حر على ألععف فقبععل(
فورا )أو قال له العبد :أعتقني على ألف فأجابه عتععق فععي الحععال
ولزمه اللف( في الصور الثلث كالخلع ،بل أولى لتشوف الشارع
للعتق فهو من جععانب المالععك معاوضععة فيهععا شععوب تعليععق ومععن
جانب المستدعي >ص <358 :معاوضة فيها شععوب جعالععة ،وإن
كان تمليكا إذ يغتفر في الضمني ما ل يغتفر في المقصععود ويععأتي
في التعليق بالعطاء ونحوه هنا ما مر في خلع المععة قيععل :قععوله
في الحال لغو وإنما ذكره في أعتقتك على كععذا إلععى شععهر فقبععل
فإنه يعتق حال والعوض مؤجل فلعله انتقععل نظععره إلععى هععذه ا ه.
وليس بسديد ،بل له فائدة ظاهرة هععي دفععع تععوهم توقععف العتععق
على قبض اللف على أن ترجيه ما ذكر غفلة عن كععون المصععنف
ذكره عقب ذلك ،وحيث فسد بما يفسد به الخلع كأن قععال :علععى
خمر مثل أو على أن تخدمني أو زاد أبدا أو إلى صععحتي مثل عتععق
وعليه قيمته حينئذ أو تخدمني عشرين سنة مثل عتق ولزمه ذلععك
فلو خدمه نصف المدة ثم مات فلسيده فععي تركتععه نصععف قيمتععه
ول يشترط النععص علععى كععون المععدة تلععي العتععق خلفععا للذرعععي
لنصرافها إلى ذلك ول تفصيل الخدمة عمل بالعرف نظير مععا مععر
في الجارة
)ولو قال :بعتك نفسك بألف( في ذمتك حال أو مععؤجل تععؤديه بعععد
العتق )فقال :اشتريت ،فالمذهب صحة البيع( كالكتابة ،بل أولععى،
لن هذا ألزم وأسرع )ويعتععق فععي الحععال( عمل بمقتضععى العقععد،
وهو عقد عتاقة ل بيع فل خيار فيه وخرج بقوله بععألف قععوله :بهععذا
فل يصح ،لنه ل يملكه )والولء للسيد( لما تقرر أنه عقد عتاقععة ل
بيع وعليه لو باعه >ص <359 :بعض نفسه سرى عليععه ول حععط
هنا ،لضعف شبهه بالكتابة.
)تنبيه( أفتى بعض تلمذة ابن عبد السععلم بصععحة بيععع وكيععل بيععت
المال عبده لنفسه وخالفه الصفهاني شععارح المحصععول ،وصععوب
التاج السععبكي الول نظععرا إلععى أنععه ليععس مجانععا ،بععل بعععوض فل
تضييع فيه على بيت المال ،بل له العتععق بغيععر عععوض إذا أذن لععه
فيه المام ،وقد ذكرا أنه لو جاءنا قن مسععلم فللمععام دفععع قيمتععه
من بيت المال ويعتقه عن كافة المسلمين .ا ه ومععر فععي العاريععة
أن المعتمد المنع ومما يدل له قععولهم :أن المععام فععي مععال بيععت
المال كالولي في مال اليتيم ،والولي يمتنع عليه التبرع كما يعلععم
ممععا يععأتي فععي الكتابععة كهععذا الععبيع ولععو بأضعععاف قيمتععه ،لن مععا
يكتسبه قبل العتق ملك لبيت المال وبعد العتق ل يععدري حععاله ول
حجععة فيمععا ذكععر عنهمععا ،لن ذاك لضععرورة خععوف ارتععداده لععو رد
إليهم ،ولو قيل لسيد قن لمن هذا المال فقال لهععذا الغلم وأشععار
له لم يعتق
وإنما كان قوله لغيره :بعنععي هععذا إقععرارا لععه بالملععك ،لن إضععافة
الملك لمن عرف رقه تجوز يقع كثيرا بخلف البيع ،فععإنه ل يكععون
إل من مالك حقيقة
)ولو قال لحامل( مملوكة له هععي وحملهععا) :أعتقتععك( وأطلععق )أو
أعتقتك دون حملك عتقا( ،لنه جزء منها ،وعتقه بطريق التبعيععة ل
السععراية ،لنهععا فععي الشععقاص دون الشععخاص ،وإنمععا لععم يضععر
استثناؤه ولقوة العتق بخلف الععبيع )ولععو أعتقععه عتععق( إن نفخععت
فيه الروح ،وإل لغا على المعتمد )دونها( وفارق عكسه بأنه لكونه
فرعها تتصور تبعيته لها ول عكس ،وقوله :مضغة هذه المععة حععرة
إقرار بانعقاد الولد حرا فإن زاد علقت بهععا منععي فععي ملكععي كععان
إقرارا بكون المة أم ولد )ولو كانت لرجععل والحمععل لخععر( بنحععو
وصية )لم يعتق أحدهما بعتق الخر( ،لنععه ل اسععتتباع مععع اختلف
المالكين )وإذا كان بينهمععا عبععد( أو أمععة )فععأعتق أحععدهما كلععه أو
نصيبه( كنصيبي منعك حعر ،وكعذا نصعفك حعر ،وهعو يملعك نصعفه،
والخلف في هذه هل العتق انحصر في نصيبه أو شاع فعتق ربعه
ثم سرى لربعه ؟ ل فائدة له في غير نحو التعليععق )عتععق نصععيبه(
>ص <360 :مطلقا وفي عتق نصيب شريكه تفصيل
)فإن كان معسرا( عند العتاق )بقي الباقي لشععريكه( ول سععراية
لمفهوم الخبر التي ،نعم إن باع شقصا بشرط الخيار له ثم أعتق
بععاقيه ،والخيععار بععاق سععرى ،وإن أعسععر بحصععة المشععتري لكنععه
بالسراية يقع الفسخ فل شععركة حينئذ حقيقععة فل يععرد )وإل( يكععن
معسرا بأن ملك فاضل عن جميع ما يترك للمفلس ما يفي بقيمته
)سرى إليعه( أي :نصععيب شععريكه مععا لعم يثبعت لعه السعتيلد بعأن
اسععتولدها >ص <361 :مععالكه معسععرا لخععبر الصععحيحين }مععن
أعتق شركا له في عبد ،وكان له مال يبلغ ثمععن العبععد قععوم العبععد
عليه قيمة عدل وأعطى شركاءه حصصهم ،وعتق عليه العبد ،وإل
فقد عتق عليه ما عتق{ وقيس بما فيه غيره مما مر ويأتي وفععي
روايععة للععدارقطني }ورق منععه مععا رق{ قععال الحفععاظ :وروايععة
السعاية مدرجة فيه وبفرض ورودها حملععت جمعععا بيععن الحععاديث
على أنه يستسعععي لسععيده الععذي لععم يعتععق بمعنععى يخععدمه بقععدر
نصيبه لئل يظن أنه يحرم عليه استخدامه )أو إلى ما أيسر به( من
قيمته ليقرب حاله من الحرية ،ولو كان لثلثة فأعتق اثنععان منهععم
نصيبهما معا ،وأحدهما موسر فقط قوم جميع مععا لععم يعتععق عليععه
وحده )وعليه قيمة ذلك يوم العتاق( أي :وقته ،لنه وقت التلف
كجناية على قن سرت لنفسه تعتبر قيمته يومها ل يوم مععوته كععذا
أطلقه شارح ،وهو غفلة عما مر في المتن في الغصب من قوله:
فإن جنى وتلف بسراية ،فالواجب القصى وبما صععرح بععه مععن أن
الواجب هنا قيمة البعض ل بعض القيمة صرح بععه جمععع متقععدمون
ويظهر أن يأتي هنا ما مر في نظير ذلك من الصداق إل أن يفععرق
بأن الزوجة امتازت بأحكام في مقابلة كسرها ل تأتي فععي غيرهععا
فل بعد أن تجب هنا قيمة البعض ،لنه المتلف دون بعض القيمععة،
وإن أوجبناه ثم لما تقرر من التميز
تقع السراية بنفس العتاق
)وتقع السراية بنفس العتاق( للخبر الظاهر فيه ،و لن ما يععترتب
علععى السععراية فععي حكععم التلف والقيمععة تجععب بسععبب التلف
فيعطى حكم الحرار عقب العتق ،وإن لم يؤد القيمة )وفي قول(
ل يقع العتاق إل )بأداء القيمة( أو العتياض عنها لخبر الصحيحين
}إن كان موسرا يقوم عليه قيمة عدل ثم يعتق{ وأجابوا بأنه إنما
يدل على أن العتق بععالتقويم ل بالععدفع ،وحينئذ فيععدل للول ،لنععه
إنما تمم ،لنه صار متلفا ،وإنما يتلف بالسراية )وفي قول( يوقععف
المر رعاية للجانبين فعليه )إن دفعها( أي :القيمة )بععان أنهععا( أي:
السراية حصلت >ص) <362 :بالعتاق( ،وإل بععان أنععه لععم يعتععق
)واسععتيلد أحععد الشععريكين الموسععر يسععري( إلععى حصععة شععريكه
كالعتق ،بل أولى ،لنه فعل ،وهو أقوى ،ولذا نفذ من محجور عليه
دون عتقععه كمععا بحثععه الذرعععي ومععن مريععض مععن رأس المععال،
وإعتاقه من الثلث إما من المعسر فل يسري كالعتق إل من والععد
الشريك ،لنه ينفذ منه إيلدها كلها )وعليععه( أي :الموسععر )قيمععة(
ما أيسر بعه مععن )نصعيب شعريكه( ،لنعه أتلفعه بإزالعة ملكعه عنعه
)وحصته من مهر المثل( ،لستمتاعه بملك غيره إن تععأخر النععزال
عن تغييب الحشفة كما هو الغالب ،وإل لم تلزمه حصة مهععر ،لن
الموجب له تغييب الحشفة في ملك غيره ،وهو منتف لما يأتي أن
السراية تقع بنفس العلعوق ،واعتمععاد جمعع وجوبهعا مطلقعا مبنعي
على ضعيف كما يعلم من التعليل التي بوقوع العلععوق فععي ملكععه
وبذلك يندفع الفرق بين هذا وما مر في الب بأنه إنما قدر الملععك
فيه لحرمته ،ويجب مععع ذلععك فععي بكععر حصععته مععن أرش البكععارة
)وتجري القوال( السابقة )في وقت حصول السععراية( إذ العلععوق
هنععا كالعتععاق ثععم )فعلععى الول( ،وهععو الحصععول بنفععس العلععوق
)والثالث( ،وهو التبين )ل تجب قيمة حصته من الولد( ،لنععه علععى
الول انعقد حععرا لوقععوع العلععوق فععي ملكععه ،وعلععى الثععالث نععزل
استحقاق السراية منزلة حصول الملك ،وعلععى الثععاني تجععب )ول
يسري تدبير( لبعضه من مالك كل أو بعض إلى الباقي ،لنه ليععس
إتلفا لجواز بيع المدبر فيمعوت السعيد بعتععق مععا دبععره فقععط ،لن
الميت معسر ،وحصوله في الحمل ليس سععراية ،بععل تبعععا كعضععو
منها
ل يمنع السراية دين مستغرق
)ول يمنع السراية دين( حال )مستغرق( بدون حجر )في الظهر(،
لنه مالك لما في يده نافععذ التصععرف فيععه ولععذا نفععذ إعتععاقه قععال
البلقينععي :ول حاجعة لمسععتغرق فععي جريعان الخلف فعإذا أوجبععت
السراية مائة ،وهي عنده وعليه خمسون لم يسععر علععى الضعععيف
إل في خمسين ،ولو كان بالدين الحال رهععن لزم ليععس لععه غيععره
ول يفضل منه شيء لم يسر قطعععا ،ولععو علععق وهععو مسععتقل ثععم
وجدت الصفة ،وهو محجععور عليععه لععم يسععر بنععاء علععى الصععح أن
العبرة في نفععوذ العتععق بحالععة وجععود الصععفة )ولععو قععال لشععريكه
>ص <363 :الموسر أعتقت نصيبك فعليك قيمة نصيبي فععأنكر(
ول بينة )صدق المنكععر بيمينععه( إذ الصععل عععدم العتععق )فل يعتععق
نصععيبه( إن حلعف ،وإل حلعف المعدعي واسععتحق قيمععة نصععيبه ول
يعتق نصيب المنكر ،لن الدعوى إنما سمعت عليععه لجععل القيمععة
فقط ،وإل فهي ل تسمع على آخر أنك أعتقععت حععتى يحلععف ،نعععم
إن كان مع الشريك شاهد آخر قبل حسبة أي :إن كان قبل دعواه
القيمة كما بحثه الزركشي لتهمته حينئذ )ويعتععق نصععيب المععدعي
بإقراره إن قلنا :يسري بالعتاق( مؤاخذة لعه بعإقراره ،وتقييعدهما
له بما إذا حلف المنكر أو المدعي اليمين المردودة معععترض بععأنه
ل وجه له إذ لو نكل معا ،فالحكم كذلك لوجود العلة وهععي إقععراره
)ول يسري إلى نصيب المنكر( ،وإن أيسر المدعي ،لنه لم ينشئ
عتقا فهو كقول شريك لخر اشتريت نصيبي وأعتقتععه فععأنكر فععإنه
يعتق نصيب المدعي ول يسععري )ولععو قععال لشععريكه( المعسععر أو
الموسععر) :إن أعتقععت نصععيبك فنصععيبي حععر( فقععط أو زاد )بعععد
نصيبك فأعتق الشريك( المقول له نصيبه )وهو موسر سرى إلععى
نصععيب الول إن قلنععا :السععراية بالعتععاق( ،وهععو الصععح )وعليععه
قيمته( أي :نصيب المعلق ول يعتق بععالتعليق ،لن السععراية أقععوى
منه ،لنها قهريععة تابعععة لعتععق الول ل مععدفع لهععا ،والتعليععق قابععل
للدفع بععبيع ونحععوه ،وإذا اجتمععع سععببان ل يمكععن اجتماعهمععا قععدم
أقواهما ،وبهذا فارق ما وقع لهما في الوصايا قبيعل الركعن الرابعع
من التسوية بينهما لمكانها أما لو كان المعتق معسرا فيعتق على
كل نصفه تنجيزا فععي الول وبمقتضععى التعليععق فععي الثععاني )فلععو
قال( لشريكه :إن أعتقت نصيبك )فنصععيبي حععر قبلععه( أو معععه أو
حال عتقه )فأعتق الشريك( المخاطب نصفه )فععإن كععان المعلععق
معسرا عتق نصيب كل عنه( المنجز حال والمعلق قبله ول سراية
وخععص المعلععق بالعسععار ،لنععه ل فععرق فععي الخععر بيععن المعسععر
والموسر )والولء لهما( لشععتراكهما فععي العتععق ) ،وكععذا إن كععان
المعلق موسرا وأبطلنا الدور( اللفظي التي بيانه بالنسبة للقبليععة
إذ ل يتأتى إل فيها ،وهو الصح يعتق نصععيب كععل عنععه ول سععراية،
لن اعتبار المعية والحالية بمنعها والقبلية ملغععاة لسععتحالة الععدور
المستلزم هنا سد باب عتق الشريك فيصير التعليق معها كهو مععع
المعية والحالية) .وإل( نبطل الدور فععي صععورة القبليععة )فل يعتععق
شيء( على واحد منهما إذ لو نفذ إعتععاق المخععاطب عتععق نصععيب
المعلق قبله فيسري فيبطل عتقه فلزم من عتقععه عععدمه لتوقععف
الشيء على ما يتوقف عليه >ص <364 :ولكونه يععوجب الحجععر
على المالك المطلق التصرف في إعتاق نصععيب نفسععه مععن غيععر
موجب ،ول نظير له ضعفه الصحاب ،هذا كله إن لم ينجز المعلق
عتق نصيبه ،وإل عتق عليه قطعا وسععرى بشععرط )ولععو كععان( أي:
وجد )عبد لرجل نصفه ولخر ثلثه ولخر سدسه فععأعتق الخععران(
بكسر الخاء كما بخطععه لكععن ليوافععق كلم أصععله ل للتقييععد إذ لععو
أعتق اثنان منهم أي :اثنين كانا فعالحكم كعذلك كمعا فعي الروضعة
وغيرها )نصيبهما( بالتثنية )معا( بععأن لععم يفععرغ أحععدهما منععه قبععل
فععراغ الخععر أو علقععاه بصععفة واحععدة أو وكل وكيل فععأعتقه بلفععظ
واحد) .فالقيمة( للنصف الذي سرى إليععه العتععق )عليهمععا نصععفان
على المذهب( ،لن ضععمان المتلععف يسععتوي فيععه القليععل والكععثير
وكما لو مات من جراحاتهما المختلفععة ،وبهععذا فععارق مععا مععر فععي
الخذ بالشفعة ،لنه من فوائد الملك وثمراته فوزع بحسبه ،وهععذا
ضمان متلف كما تقرر هعذا إن أيسععرا بالكعل فععإن أيسعر أحععدهما
قوم عليه نصيب الثالث قطععا ،وإن أيسعرا بعدون الععواجب سعرى
لذلك القدر بحسب يسارهما فإن تفاوتا فععي اليسععار سععرى علععى
كل بقدر ما يجد
شرط السراية
)وشرط السراية( أمععور أحععدها اليسععار كمععا علععم ممععا مععر ثانيهععا
)إعتاقه( أي :مباشرته أو تملكه بععدليل التفريععع التععي )باختيععاره(،
ولو بتسببه فيه كأن اتهب بعض قريبه أو قبل الوصية لععه بععه نعععم
يأتي في تعجيز السيد آخر الفصل التي ما يعكر على ذلك ،وخرج
بذلك معا لعو عتعق عليعه بغيعر اختيعاره وزععم أنعه خعرج بعه عتعق
المكععره ،وهععم ،لن ذاك شععرط لصععل العتععق ،ومععا هنععا شععرط
للسراية مع وقوع العتق ثم عتقه عليه بغير اختياره له صور كثيرة
>ص <365 :منها الرث )فلو ورث بعض ولععده( مثل )لععم يسععر(
ما عتق منه إلى باقيه ،لما تقرر أن سبيل السععراية سععبيل غرامععة
المتلف ولم يوجد منه صنع ول قصد إتلف ،ومنها الرد بالعيب فلو
باع شقصا ممن يعتق على وارثه كأن باع بعععض ابععن أخيععه بثععوب
ومات ،ووارثه أخوه ثم اطلععع مشععتري الشععقص علععى عيععب فيععه
ورده فل يسععري كععالرث فععإن وجععد الععوارث بععالثوب عيبععا ورده
واسترد الشقص عتق عليه وسععرى علععى المعتمععد لختيععاره فيععه،
وقد تقع السراية من غير اختيار كأن وهب لقن بعض قريب سيده
فقبله فيعتععق ويسععري علععى مععا يععأتي وعلععى سععيده قيمععة باقيععة،
ويجاب بأن فعل عبده كفعله كما مر في الدعوى عليععه ثععم رأيععت
ما يأتي قريبا ،وهو صريح فيما ذكرته ثالثها قبول محلها للنقععل فل
يسري للنصيب الذي ثبععت لععه السععتيلد أو الموقععوف أو المنععذور
عتقه أو اللزم عتقععه بمععوت الموصععي أو المرهععون بععل لععو رهععن
نصف قن ل يملععك غيععره فععأعتق نصععفه غيععر المرهععون لععم يسععر
للمرهون ،رابعها أن يوجد العتق لنصيبه أو للكل فلو قال :أعتقععت
نصيب شريكي لغا ،نعم بحث في المطلب أنه كناية فإذا نععوى بععه
عتق حصته عتقت وسرت ،لنه يعتق بعتقها فصح التعبير به عنهعا،
خامسها أن يكون النصيب العتيق يمكن السريان إليه فلو اسععتولد
شريك معسر حصته ثم باشر عتقها موسرا لم يسر منهععا للبقيععة،
)والمريض( فععي عتععق التععبرع )معسععر إل فععي ثلععث مععاله( >ص:
<366فإذا أعتق في مرض موته نصععيبه ولععم يخععرج مععن الثلععث
غيره فل سراية ،وكذا إن خرج بعض حصة شععريكه أو كلهععا ،لكععن
قال الزركشي :التحقيق أنه كالصحيح فإن شفى سرى ،وإن مات
نظر لثلثه عند الموت فإن خرج بدل السراية من الثلث نفععذ ،وإل
بأن رد الزائد وفارق المفلس لتعلق حق الغرماء ،أما غيععر التععبرع
كأن أعتق بعض قنه عن كفععارة مرتبععة بنيععة الكفععارة بالكععل فععإنه
يسري ول يقتصر على الثلث )والميت معسر( مطلقععا فل سععراية
عليه ،لنتقال تركته لورثته بموته )فلو أوصى بعتق نصيبه( من قن
فأعتق بعد موته )لععم يسععر( ،وإن خععرج كلععه مععن الثلععث للنتقععال
المذكور ،ومن ثم لو أوصى بعتق بعض عبده لم يسععر أيضععا ،نعععم
إن أوصى بالتكميل سرى ،لنه حينئذ استبقى لنفسععه قععدر قيمتععه
من الثلث ،وقد يسري كما لو كاتبا أمتهما ثم ولععدت مععن أحععدهما
واختععارت المضععي علععى الكتابععة ثععم مععات ،وهععي مكاتبععة ،فيعتععق
نصيب الميت ويسري ويأخذ الشريك من تركة الميت القيمة ،ولو
أوصععى بصععرف ثلثععه فععي العتععق فاشععترى الموصععى منععه شقصععا
وأعتقععه سععرى بقععدر مععا بقععي مععن الثلععث ،لن الوصععية تنععاولت
السراية
)فصل( في العتق بالبعضية إذا )ملك( ولو قهرا >ص<367 :
)أهععل تععبرع أصععله( مععن النسععب ،وإن عل الععذكور ،والنععاث )أو
فرعه( ،وإن سفل كذلك )عتق( عليععه إجماعععا إل داود الظععاهري،
ول حجة له في خبر مسععلم }لععن يجععزي ولععد والععده إل أن يجععده
مملوكا فيشتريه فيعتقه{ ،لن الضمير راجع للشراء المفهوم مععن
يشتريه لرواية فيعتق عليه .والولد كالوالد بجععامع البعضععية ،ومععن
ثم قال صلى الله عليه وسلم} :فاطمععة بضعععة منععي{ ،أمععا بقيععة
القارب فل يعتقون بذلك .وخبر }مععن ملععك ذا رحععم محععرم فقععد
عتق عليه{ ضعيف .وخرج بأهل تبرع ،والمععراد بععه الحععر كلععه ،ول
يصح الحتراز عن الصععبي ،والمجنععون ،لمعا يععأتي أنهمعا إذا ملكععاه
عتق عليهما وكععذا مععن عليععه ديععن مسععتغرق كمععا علععم ممععا مععر.
مكاتب ملكه بنحو هبة ،وهو يكسب مؤنته فله قبععوله فيملكععه ،ول
يعتق عليه لئل يكون الولء له وهو محععال .ومبعععض ملكععه ببعضععه
الحر لتضمن العتق عنه الرث ،والععولء وليععس مععن أهلهمععا وإنمععا
عتقت أم ولد المبعض بموته ،لنه حينئذ أهل للولء لنقطاع الععرق
بالموت وما لو ملك ابن أخيه فمات وعليه ديععن مسععتغرق وورثععه
أخوه فقط وقلنا بالصح أن الععدين ل يمنععع الرث فقععد ملععك ابنععه
ولم يعتق عليه ،لنه ليس أهل للتبرع فيععه ،لتعلععق حععق الغيععر بععه،
وقد يملكه أهل التبرع ،ول يعتق في صور ذكرها شععارح ،ول تخلععو
عن نظر
)ول( يصح أن )يشتري( من جهة الولي )لطفل( ومجنععون وسععفيه
)قريبه( الذي يعتق عليه ،لنه ل غبطة له فيه )ولو وهب( القريععب
)له أو أوصى له >ص <368 :به فإن كان( الموهوب أو الموصى
بعه )كاسعبا( أي :لعه كسعب يكفيعه )فعلعى العولي( وجوبعا )قبعوله
ويعتق( علعى المعولى ،إذ ل ضعرر عليعه ول نظعر لحتمعال عجعزه
فتجب نفقته ،لنه خلف الصل مع أن المنفعععة محققععة ،والضععرر
مشكوك فيه )وينفق( عليه )من كسبه( لستغنائه عن قريبه )وإل(
يكن كسابا )فإن كان الصبي( ونحوه )معسرا وجب( علععى الععولي
)القبول( ،لن المولى لعسععاره ل نفقععة عليععه ،ول نظععر لحتمععال
يساره لما مر )ونفقته في بيت المال( إن كان مسلما ،وليس لععه
منفق غير المولى ،أما الذمي فينفق عليه منه ،لكععن قرضععا علععى
ما قاله في موضع وقال في آخر تبرعا )أو موسعرا حعرم( قبعوله،
ول يصح ،لتضرره بإنفاقه عليه هذا كله إذا وهب مثل لععه كلععه فلععو
وهب له بعضه ،وهو كسوب ،والمولى موسر لععم يقبلععه وليععه ،لئل
يعتق نصيبه ويسري فتلزمه قيمة شريكه ويفرق بينه وبيععن قبععول
العبد لبعض قريب سيده ،وإن سرى علععى مععا يععأتي بععأن العبععد ل
يلزمه رعاية مصلحة سيده من كل وجه فصح قبععوله إذا لعم تلععزم
السيد النفقة ،وإن سرى ،لتشوف الشارع للعتععق ،والععولي تلزمععه
رعاية مصلحة المولى مععن كععل وجععه فلععم يجععز لععه التسععبب فععي
سراية تلزمه قيمتها
)تنبيه( فرضه الكلم في الكاسب إنما هو على جهة المثال مع أنه
ل يتأتى إل في الفرع ،لن الصل تجععب نفقتععه ،وإن كععان كسععوبا،
والمراد أنععه مععتى لععم تلععزم المععولى نفقتععه لعسععاره ،أو لكسععب
الفرع ،أو لكون الصل له منفق آخر لزم الولي القبول وإل فل
)ولو ملك في مرض مععوته قريبععه( الععذي يعتععق عليععه )بل عععوض(
كإرث )عتق( عليه )من ثلثه( فلو لم يكن له غيره لم يعتق إل ثلثه
)وقيل( :يعتق )من رأس المال( وهو المعتمععد كمععا فععي الروضععة،
والشرحين واعتمده البلقيني وغيره فيعتق جميعه ،وإن لععم يملععك
غيره ،لنه لم يبذل مال ،والملك زال بغير رضاه )أو ملكععه بعععوض
بل محاباة( بأن كان بثمن مثله )فمن ثلثه( يعتق ما وفى بععه ،لنععه
فوت ثمنه على الورثة من غير مقابل )ول يرث( هنععا ،إذ لععو ورث
لكان عتقه تبرعا على وارث فيبطل ،لتعذر إجععازته لتوقفهععا علععى
إرثه المتوقف على عتقه المتوقف عليها فتوقف كععل مععن إجععازته
وإرثه على الخر فامتنع إرثععه بخلف مععن يعتععق مععن رأس المععال
لعدم التوقف) .فإن كان عليه( أي :المريض )ديععن( مسععتغرق لععه
عند موته )فقيل :ل يصععح الشععراء( ،لئل يملكععه مععن غيععر عتععق )،
والصح صحته( ،إذ ل خلل فيه )ول يعتق ،بععل يبععاع للععدين( >ص:
<369إذ موجب الشراء الملك ،والدين ل يمنع منه وعتقه معتععبر
من الثلث ،والدين يمنع منه وكذا يصح شععراء مععأذون عليععه ديععون
بعض سيده بإذنه ،ول يعتق إن أعسر سععيده بخلف مععا لععو أيسععر
كما في المطلب عن الصععحاب ،لنععه كععالمرهون بالععدين ،أمععا إذا
كان الدين غيععر مسععتغرق فيعتععق منععه مععا يخععرج مععن الثلعث بعععد
وفائه ،أو مستغرقا وسقط بنحو إبراء فيعتععق منععه مععا يفععي بثلععث
المال ،حيث ل إجازة فيهما )أو( ملكه )بمحاباة( من بائعه له كععان
اشتراه بخمسين ،وهو يساوي مائة )فقدرها( ،وهو خمسععون فععي
هذا المثال )كهبة( فيحسب نصفه من رأس المععال علععى المعتمععد
السابق )والباقي من الثلث(
)ولو وهب لعبد( أي :قن غير مكاتب ولو مبعضا )بعض( أي :جععزء
)قريععب( أي :أصععل وفععرع )سععيده فقبععل وقلنععا يسععتقل بععه( أي:
القبول من غير إذن السيد إذا لم تلزمه نفقته ،وهو الصععح )عتععق
وسرى وعلى سيده قيمة باقيه( ،إذ الهبة لععه هبععة لسععيده وقبععوله
كقبول سيده شرعا هذا ما جزم به الرافعي هنععا واستشععكله فععي
الروضة ثم بحث عدم السراية ،لنه دخل في ملكه قهععرا كععالرث
وجريا عليه في الكتابة قال الرافعي :وقول الغزالي بالسراية لععم
أجده فععي النهايععة ،ول غيرهععا واعتمععده البلقينععي وقععال :السععراية
غريبة ضعيفة ل يلتفت إليها رادا بذلك تصويب السنوي لها لما مر
أن فعل عبده كفعله ،وفععي الععرد نظععر لمععا قععدمته آنفععا أن العبععد
تصرفه كتصرف سيده من وجععه دون وجععه ،لنععه ليععس نائبععا عنععه
حتى تلزمه رعاية مصلحته من كل وجه ،ول مسععتقل حععتى يلزمععه
رعاية ذلك أصل .فراعوا مصلحة السيد من وجععه فمنعععوه القبععول
إذا لزمه النفقععة ومصععلحة القريععب مععن وجععه وهععو صععحة قبععوله،
والسراية إذا لم تلزمه النفقة ولتنزيلهععم فعععل العبععد منزلععة فعععل
السيد في الحلف وغيره مما مععر لععم يتمحععض فعلععه للقهععر علععى
السيد فاتضح ما في المتن ،والجواب عن بحث الروضععة المععذكور
فتأمله .أما إذا كععان السععيد بحيععث تلزمععه نفقععة البعععض فل يصععح
قبول العبد له جزما ،وأما المكاتب فيقبل ،ول يعتق علععى السععيد،
لن الملك له نعم إن عجز عتق البعععض ولععم يسععر ،لعععدم اختيععار
السيد مع استقلل المكاتب ،وإن كان هععو المعجععز لععه ،لنععه إنمععا
قصد التعجيز ،والملك حصل ضمنا ،وأما المبعض وثم مهايأة ففي
نوبته ل عتق ،وفي نوبة السيد كععالقن فععإن لععم تكععن مهايععأة فمععا
يتعلق به قن وبسيده فيه ما مر
)فصل( فععي العتععاق فععي مععرض المععوت وبيععان القرعععة فععي
العتق إذا )أعتق( تبرعا )في مرض موته عبدا ل يملك غيره( عنععد
موته )عتق ثلثه( ،لن المريض إنما ينفذ تبرعه مععن ثلثععه ،نعععم إن
مات في حياة السيد مات كله حرا على الصح ،ومن ثم لععو وهبععه
فأقبضه فمات ،والسيد حي مات على ملععك الموهععوب لععه ،ومععن
فوائد موته حرا >ص <370 :في الولععى انجععرار ولء ولععده مععن
موالي أمه إلى معتقععه )فععإن كععان عليععه ديععن مسععتغرق( وأعتقععه
تبرعا أيضا )لم يعتق منه شععيء( مععا دام الععدين باقيععا ،لن العتععق
حينئذ كالوصية ،والدين مقدم عليها ،ومن ثم لو أبرأ الغرماء منععه،
أو تبرع به أجنبي عتق ثلثه ،أمععا إذا كععان نععذر إعتععاقه فععي صععحته
ونجزه في مرضه فيعتق كلععه كمععا لععو أعتقععه عععن كفععارة مرتبععة.
وخرج بالمستغرق غيره فالباقي بعده كأنه كل المال فينفذ العتععق
في ثلثه
)ولو أعتق( في مرض موته )ثلثة( معا كقوله :أعتقتكم )ل يملععك
غيرهم قيمتهم سواء( ولم تجز الورثة )عتععق أحععدهم( يعنععي تميععز
عتقه )بقرعة( ،لنها شرعت لقطع المنازعة فتعينت طريقا ولخبر
مسلم }أن أنصاريا أعتق سععتة مملععوكين لععه عنععد مععوته ل يملععك
غيرهم فجزأهم صلى الله عليه وسلم أثلثا ثععم أعتععق اثنيععن وأرق
أربعة{ قال في البحر :والمراد جزأهععم باعتبععار القيمععة ،لن عبيععد
الحجاز ل تختلف قيمتهم غالبا .ويدخل الميععت منهععم فععي القرعععة
فإن قرع رق الخران وبان أنععه مععات حععرا فيتبعععه كسععبه ويععورث
وتتعين القرعة فل يجوز اتفاقهم على أنه إن طار غراب فهذا حععر
أو من وضع صبي يده عليه حر) .وكذا لععو قععال :أعتقععت ثلثكععم أو
ثلثكم حر( فيقرع لتجتمع الحرية في واحد ،لن إعتاق بعض القععن
كإعتاقه كله فصار كقوله :أعتقتكم )فلععو قععال :أعتقععت ثلععث كععل
عبد( منكم )أقرع( لما مر )وقيل :يعتق من كععل ثلثععه( ،ول إقععراع
لتصريحه بالتبعيض ،وهو القياس لول تشوف الشارع إلععى تكميععل
العتق المتوقف على القرعة ولو قال :ثلث >ص <371 :كل حععر
بعد موتي عتق ثلثه ،ول قرعة ،لن العتق بعد الموت ل يسععري )،
والقرعة( علمت مما مر فععي القسععمة وتحصععل فععي هععذا المثععال
بأحد شيئين :الول )أن تؤخذ ثلث رقاع متساوية( ثم )يكتععب فععي
ثنتين رق ،وفي واحدة عتق( ،لن الرق ضعف الحرية )وتدرج فععي
بنادق كما سبق( ثم )وتخرج واحدة باسم أحدهم فإن خرج العتععق
عتق ورق الخران( بفتح الخاء )أو الرق رق وأخرجت أخرى باسم
آخر( فععإن خععرج العتععق عتععق ورق الثععالث وإل فععالعكس .ويجععوز
القتصار على رقعتين في واحدة رق ،وفي أخرى عتق كما رجحه
البلقيني كالمام قال ،:إذ ليس فيه إل أن رقعععة الععرق إذا خرجععت
على عبد تدرج في بندقتها مرة أخرى فتكععون الثلث أرجععح فقععط
وقال ابن النقيععب :كلمهععم يععدل علععى وجععوب الثلث .ا ه .والول
أوجه )و( ثانيهما أنه )يجوز أن تكتب أسععماؤهم( فععي الرقععاع )ثععم
تخرج رقعة( والولى إخراجها )على الحرية( ل الععرق ،لنععه أقععرب
إلععى فصععل المععر )فمععن خععرج اسععمه عتععق ورقععا( أي :الباقيععان
لنفصال المر بهذا أيضا .وقضية عبارته أن الول أولى ،لكن الذي
صوبه جمععع متقععدمون أن الولععى الثععاني ،لن الخععراج فيععه مععرة
واحدة بخلفه في الول فإنه قععد يتكععرر) .وإن( لععم تكععن قيمتهععم
سواء كأن )كانوا ثلثة قيمة واحد مائة وآخر مائتان وآخععر ثلثمععائة
أقرع( بينهم )بسهمي رق وسهم عتق( بأن يكتب في رقعتين رق،
وفي واحدة عتق ويفعل ما معر )فعإن خعرج العتعق لعذي المعائتين
عتق ورقا( أي :الباقيان ،لنعه بعه يتععم الثلععث )أو( لععذي )الثلثمععائة
عتق ثلثاه( ،لنهما الثلث ورق باقيه ،والخران )أو( خرجت )للول
عتق ثم يقرع للخرين بسهم رق وسهم عتق( في رقعععتين )فمععن
خرج( العتق علعى اسععمه منهمعا )تمععم منععه الثلعث( فعإن خرجعت
للثاني عتق نصفه ،أو للثالث فثلثععه .وتجععوز الطريععق الخععرى هنععا
أيضا فإن خرج اسم الول عتق ثم تخرج أخععرى فععإن خععرج اسععم
الثاني عتق نصفه ،أو الثالث عتق ثلثه
)وإن كععانوا( أي :المعتقععون معععا )فععوق ثلثععة( ل يملععك غيرهععم
)وأمكععن تععوزيعهم بالعععدد ،والقيمععة( فععي جميععع الجععزاء )كسععتة
قيمتهم سواء( .ومثلهم ستة قيمة ثلثة مائة مائة وثلثععة خمسععون
خمسون فيضم كل خسيس لنفيس )جعلوا اثنين اثنين( أي :جعععل
كل اثنين جزءا وفعل كما مر فععي الثلثععة المسععتوين فععي القيمععة
)أو( أمكن توزيعهم )بالقيمة دون العدد( في كل الجزاء كخمسععة
قيمة أحدهم مائة واثنيععن مععائة واثنيععن مععائة جعععل الواحععد جععزءا،
والثنان جزءا ،والثنععان جععزءا ثالثععا ،أو فععي بعضععها )كسععتة قيمععة
أحدهم مائة وقيمععة اثنيععن مععائة و( قيمععة )ثلثععة مععائة جعععل الول
جزءا ،والثلثة جزءا( وأقرع كمععا سععبق >ص <372 :وفععي عتععق
الثنين إن خرج وافق ثلث العدد ثلععث القيمععة فقععوله :دون العععدد
صادق ببعض الجزاء في مقابلته للمثبت قبله فععي جميععع الجععزاء
فل اعتراض على المتن ،ول مخالفععة بينععه وبيععن مععا فععي الروضععة
وأصلها من جعل الستة المذكورة مثععال للسععتواء فععي العععدد دون
القيمة ،نظرا إلى أن القيمععة مختلفععة فل يمكععن التوزيععع بهععا فععي
الكل ،بخلف العدد فإنه يمكن الستواء فيه ،وإن كان للنظععر إلععى
القيمة في ذلك دخعل ،ومعن ثعم قعال الشعارح المحقعق :ل يتعأتى
التوزيع بالعدد دون القيمة أي :مع قطع النظر عنهععا أصععل وأجععاب
شيخنا عن هذا التناقض بين المتن وأصله ،والروضععة وأصععلها بععأن
مثال الستة المعذكور صعالح لمكعان التوزيعع بالقيمعة دون الععدد،
نظععرا إلععى عععدم تععأتي توزيعهععا بالعععدد مععع القيمععة >ص<373 :
ولعكسه ،نظرا إلى عدم تأتي توزيعها بالقيمة مع العدد وهو يرجع
لما قدمناه ،إذ عدم التأتي في كل من المرين إنما هو بالنظر لما
مر فتأمله .ولك أن تقول :ل منافاة بينهما من وجه آخععر ،وهععو أن
المتن وأصله عبرا بالتوزيع ،والروضة وأصلها إنما ععبرا بالتسععوية،
وبين التوزيع ،والتسوية فرق واضح لصدقها في السععتة المععذكورة
ولو مع قطع النظر عن القيمة ،بخلفه فصح جعل الروضة وأصلها
لها مثال لما ذكراه وجعل المتن وأصله لها مثال لما ذكراه فتععأمله
أيضا ليتضععح لععك أن قععول الشععارح :ل يتععأتى التوزيععع بالعععدد دون
القيمة ل ينافي قول الروضة وأصلها :وإن أمكععن التسععوية بالعععدد
دون القيمة كستة إلى آخره
)وإن تعععذر( تععوزيعهم )بالقيمععة( وبالعععدد بععأن لععم يكععن لهععم ول
لقيمتهم ثلث صحيح )كأربعة قيمتهععم سععواء ففععي قععول يجععزءون
ثلثة أجزاء واحد( جزء )وواحد( جزء )واثنان( جععزء ،لنععه القععرب
إلى فعله صلى الله عليه وسلم )فإن خععرج العتععق لواحععد( سععواء
أكتب العتق ،والرق أم السماء )عتق( كله )ثم أقرع( بيععن الثلثععة
الباقين بعد تجزئتهم أثلثا )ليتم الثلث( فمن خرج له سهم الحرية
عتععق ثلثععه هععذا مععا دلععت عليععه عبععارة الشععيخين وصععرح بععه فععي
التهذيب ،وهو يرد ما فهمه جمع من الشراح من بقاء الثنين على
حالهما ثم ترددوا فيما إذا خرجت للثنين هل يعتق من كل سدسه
أم يقرع بينهما ثانيا فمن قرع عتق ثلثه ؟ زاد الزركشععي أن الول
مقتضععى كلمهععم ،لنهععم جعلععوا الثنيععن بمثابععة الواحععد )أو( خععرج
العتق )للثنين( المجعولين جزءا )رق الخران ثم أقرع بينهمععا( أي
الثنين )فيعتق من خرج له العتععق وثلععث الخععر( ،لنععه بععذلك يتععم
الثلث) .وفي قول يكتب اسم كل عبد في رقعة( فالرقاع أربع ثعم
يخرج على العتق واحدة بعد أخرى إلى أن يتم الثلث )فيعتق مععن
خرج( أول )و( تعاد الرقعة بين الباقين فمن خرجععت لععه ثانيععا بععان
أن ثلثه هو الباقي من الثلث فيعتععق )ثلععث البععاقي( ،وهععو القععارع
ثانيا ،لن هذا أقرب إلى فصععل المععر ،وفععي بعععض النسععخ الثععاني
بالمثلثة ،والنون وصوبت )قلت :أظهرهما الول واللععه أعلععم( لمععا
مر أن تجزئتهم ثلثة أجزاء أقرب لما مر في الخبر )والقولن فععي
استحباب( ،لن المقصود يحصل بكل) .وقيل( وانتصر له بأنه نص
الم وقضية كلم الكثرين )في إيجاب( للقربية المذكورة ،أمععا إذا
أعتق عبيدا مرتبا فل قرعة بل يعتق الول فالول إلى تمام الثلث
)وإذا أعتقنا بعضهم( أي :الرقاء )بقرعة فظهر مال( آخععر للميععت
لم يعلم وقت القرعة )وخععرج كلهععم مععن الثلععث عتقععوا( أي :بععان
عتقهم وأنهم أحرار تجري عليهم أحكام الحرار مععن حيععن إعتععاقه
)و( من ثم كان )لهععم كسععبهم( ونحععوه كعأرش جنايععة ومهععر أمععة.
وتبعية ولدها لها )من يوم( أي :وقت )العتععاق( وبطععل نكععاح أمععة
زوجها الوارث بالملك ويلزمعه مهرهعا إن وطئهععا ويكمعل حععد معن
جلد كقن ويرجم إن كان محصنا )ول يرجع >ص <374 :الععوارث
بما أنفق عليهم( مطلقا وإن أطععال البلقينععي فععي ترجيععح تفصععيل
فيه ،لنه أنفق على أن ل يرجع كمن نكح فاسععدا يظععن الصععحة ل
يرجععع بمععا أنفععق قبععل التفريععق ويظهععر أنهععم يرجعععون عليععه بمععا
استخدمهم فيه ل بما خدموه له ،وهو سععاكت أخععذا ممععا مععر فععي
غصب الحر )وإن خرج( من الثلث )بمععا ظهععر عبععد( ،أو بعضععه ،أو
أكثر منه )آخر أقرع( بينه وبين من بقي منهم فمن قرع عتق أيضا
)ومن عتق( ولو )بقرعة حكم بعتقه من يوم العتععاق( ل القرعععة،
لنها مبينة للعتق ل مثبتة لععه ،بخلف الموصععى بعتقععه فععإنه يقععوم
وقت الموت ،لنه وقت الستحقاق )وتعتبر قيمته حينئذ( أي :حين
إذ عتق لما تقرر أنه بان بها أنه حر قبلها )وله كسبه( ونحععوه ممععا
مر )من يومئذ غير محسوب من الثلث( لحدوثه على ملكه )ومععن
بقي رقيقا قوم يوم الموت( ،لنه وقت استحقاق الععوارث هععذا إن
كانت القيمة يعومه أقعل ،أو لعم تختلعف ليوافعق معا فعي الروضعة
وأصلها من أنه يعتبر أقل قيمة من وقت الموت إلى قبض الورثععة
للتركة ،لنها إن كانت وقت الموت أقل فالزيادة علععى ملكهععم ،أو
وقت القبض أقل فما نقص قبععل ذلععك لععم يععدخل فععي ملكهععم فل
يحسب عليهععم كمغصعوب أو ضعائع مععن التركععة قبعل أن يقبضعوه
)وحسععب( علععى الععوارث )مععن الثلععثين هععو وكسععبه البععاقي قبععل
الموت( ظاهر لكسبه )ل الحادث بعده( فل يحسب عليه ،لحععدوثه
على ملكه فل يقضى دين المورث منه
)فلو أعتق ثلثة ل يملك غيرهععم قيمعة كعل( منهعم )معائة فكسعب
أحدهم مائة( قبل موت السيد )أقعرع فعإن خعرج العتعق للكاسععب
عتق وله المائة( ،لما مر أن من عتععق لععه كسععبه مععن حيععن عتقععه
)وإن خرج لغيره عتق ثم أقرع( بين الكاسب ،والخر ليتععم الثلععث
)فإن خرجت( القرعة )لغيره عتق ثلثه( وبقي ثلثاه مع المكتسععب
وكسبه للورثة وذلك ضعف ما فات عليهععم )وإن خرجععت لععه( أي:
للمكتسب )عتق ربعه وتبعه ربع كسبه( ،لنه يجععب أن يبقععى لهععم
ضعف ما عتق ،ول يحصل إل بذلك فجملة ما عتععق مععائة وخمسععة
وعشرون وما بقي مائتان وخمسون ،وأمععا الخمسععة ،والعشععرون
التي هي ربع كسععبه فغيععر محسععوبة كمععا مععر وحععذف مععن أصععله
طريقة ذلك بالجبر ،والمقابلة لخفائها >ص<375 :
)فصععل( فععي الععولء .بفتععح الععواو ،والمععد مععن المععوالة أي:
المعاونة ،والمقاربة ،وهو شرعا عصوبة ناشعئة ععن حريعة حعدثت
بعععد زوال ملععك متراخيععة عععن عصععوبة النسععب تقتضععي للمعتععق
وعصبته الرث وولية النكاح ،والصلة عليه ،والعقل عنه ،والصععل
فيه قبل الجماع الخبار الصحيحة نحو إنمععا }الععولء لمععن أعتععق{
}الععولء لحمععة كلحمععة النسععب{ بضععم اللزم وفتحهععا )مععن عتععق
عليه( خرج به من أقر بحريععة قععن ثععم اشععتراه فععإنه يحكععم عليععه
بعتقه ويوقف ولؤه ،ومن أعتععق عععن غيععره ،أو عععن كفععارة غيععره
بعوض ،أو غيره ،وقد قدر انتقال ملكه للغيععر قبيععل عتقععه فععولؤه
لذلك الغير .ووقع في شرح فصول ابن الهائم للمععارديني وشععيخنا
أنه إذا أعتق عن الغير بغير إذنه يكون الولء للمالك ،بخلف ما إذا
كان بإذنه ،أو بغير إذنه ،لكن في معرض التكفير فإنه يعتععق عمععن
أعتععق عنععه ،والمعتععق نععائب عنععه فععي العتععاق .ا ه .وهععو عجيععب
لتوقععف الكفععارة علععى النيععة المتوقفععة علععى الذن ،وقععد اتفقععت
عباراتهم على أن لغير المكفر التبرع عنه بالتكفير بإذنه فقععولهم:
بإذنه صريح في توقف التكفير عنه بالعتاق وغيره على إذنه وكذا
كل ما يحتاج للنية ل يفعل عن الغير إل بإذنه كإخراج زكاة الفطععر
وغيرها فاحفظ ذلك فإنه مهم .نعم يصح حمل كلمهما على عتععق
أجنبي عن كفارة الغير الميت إذا كانت مرتبععة بنععاء علععى مععا فععي
الروضة وأصلها في اليمععان وجععرى عليععه فععي شععرح الععروض أن
للجنبي العتق عنه فيها لكنه في شرح منهجه فرع مععا فيهععا علععى
تعليل المنع في المخيرة بسهولة التكفير بغيععر إعتععاق أي ،وليععس
المر كذلك وإنما السععبب اجتمععاع بعععد العبععادة عععن النيابععة وبعععد
الولء للميت وجزم بذلك في شرح البهجة فقال :ل يععؤدي أجنععبي
إعتاقا عنععه ولععو فععي مرتبععة وعللععه بمععا ذكععر ،فععإن قلععت :يحمععل
كلمهما على عتق الوارث عنه قلت :يمكن بل يتعين بدليل تعليععل
شيخنا بأن المعتق نائب عنه في العتاق ،ومن أعتقععه المععام مععن
عبيد بيت المععال فععإن ولءه للمسععلمين >ص <376 :كععذا قيععل،
وهو ضعيف لتصريحهم بأن المام ل يجععوز لععه العتععق ،لنععه كععولي
اليتيم ،ومن ثم كان الوجه من اضطراب أنه ليس له بيع عبد بيت
المال من نفسه كما مر ،نعم مععر آنفععا عتقععه فععي صععورة فيمكععن
حمل ذلك عليها )رقيق بإعتاق( منجز ،أو معلععق ،ومنععه بيععع العبععد
من نفسه لما مر أنه عقد عتاقة )أو كتابة ،أو تدبير( ولكون العتق
في هذه اختياريا وفيما بعدها قهريععا غععاير العععاطف علععى مععا فععي
نسخ ،وفي بعضها العطف بالواو في الكل وكثير منها العطف بهععا
فيما عدا الكتابة وكان وجهه أنه جعل المباشععرة الحقيقيععة قسععما
وما عداها أقساما أخر فقععال) :واسععتيلد وقرابععة وسععراية فععولؤه
لععه( ،للخععبرين المععذكورين )ثععم لعصععبته( المتعصععبين بأنفسععهم
القرب فالقرب كما مر في الفععرائض للخععبر السععابق ،والععترتيب
إنما هو بالنسبة لفوائد الولء المترتبة عليه من إرث وولية تزويععج
وغيرهما ل لثبوته فإنه يثبت لعصبته معه في حيععاته ،ومععن ثععم لععو
تعذر إرثه به دونهم ورثوا به كما لو أعتععق مسععلم نصععرانيا ومععات
في حياته وله بنون نصارى فإنهم الذين يرثونه ثم المنتقععل إليهععم
الرث بعه ل إرثععه فععإن الععولء ل ينتقععل كمععا أن نسععب النسععان ل
ينتقل بموته ،وسببه أن نعمععة الععولء تختععص بععه ،ومععن ثععم قععالوا:
الولء ل يورث بل يورث به ،أما العصععبة بغيععره كععالبنت مععع البععن
ومع غيره كهي مع الخت فل ترث به
)ومن ثععم ل تععرث امععرأة بععولء( ،لن الععولء أضعععف مععن النسععب
المتراخي وإذا تراخى النسب ورث الذكور فقععط أل تععرى أن ابععن
الخ ،والعم وبنيهما يرثون دون أخواتهم ! )إل مععن عتيقهععا و( كععل
منتععم إليععه بنسععب ،أو ولء نحععو )أولده( ،وإن سععفلوا )وعتقععائه(
وعتقاء عتقائه وهكذا ،لنه صلى اللععه عليععه وسععلم }جعععل الععولء
على بريرة لعائشة رضي الله عنهما{ ولن نعمة إعتاقها شععملتهم
كما شملت المعتق فاستتبعوه في الععولء وهععذه أبسععط ممععا فععي
الفععرائض >ص <377 :فل تكعرار .وخععرج بمنتعم مععن علقععت بعه
عتيقة بعد العتق من حر أصلي فإنه ل ولء عليه لحد )فععإن عتععق
عليها أبوها ثم أعتق عبدا فمات بعععد مععوت الب بل وارث( لعه ول
للب بأن مات عنها وحدها )فمععاله للبنععت( ل لكونهععا بنععت معتقععه
بل ،لنها معتقة معتقه ،أمععا إذا مععات عنهععا وعععن نحععو أخععي أبيهععا
فماله له ،ول شيء لها ،لنه عصبة نسب ،وهو مقدم علععى معتععق
المعتق وهذه التي يقال أخطأ فيهععا أربعمععائة قععاض ،لنهععم رأوهععا
أقرب مع أن لها عليه عصوبة فورثوها وغفلوا عن أن المقدم في
الولء المعتق فعصععبته فمعتقععه فعصععبته فمعتععق معتقععه فعصععبته
وهكذا وحكى المام غلط أولئك أيضععا فيمععا إذا اشععترى أخ وأخععت
أباهما فعتق عليهما ثم أعتق قنا ومععات ثععم مععات العععتيق فقععالوا:
ميراثه لهما لشتراكهما في الولء ،وهو غلط بععل الرث لععه وحععده
)والولء ل على العصععبات( كالنسععب فلععو مععات معتععق عععن ابنيععن
وثبت لهما ولء العتيق فمات أحدهما عن ابن فولء العتيق للبععن،
لنه لو قدر موت العتيق حينئذ لم يرثه إل البن ولو مععات المعتععق
عن ثلث بنين ثم مات أحدهم عن ابن وآخر عن أربعة وآخععر عععن
خمسععة فععالولء بيععن العشععرة بالسععوية فيرثععون العععتيق أعشععارا
لستواء قربهم )ومن مسععه رق( فعتععق )فل ولء عليععه إل لمعتقععه
وعصبته( ثععم بيععت المععال دون معتععق أصععوله ،لن ولء المباشععرة
لقوته يقطع ولء السترسال وهذا مستثنى مما مر أن الولء على
العتيق وفروعه ،وإن سفلوا وكذا من أبوه حر أصلي فل ولء عليه
لموالي أمه ،لن النتساب للب ،ومن ثععم لععو تععزوج عععتيق بحععرة
أصلية ثبت الولء على الولد لموالي أبيه
)ولو نكح عبد معتقة فأتت بولد فولؤه لموالي الم( ،لنهم أنعموا
عليه لعتقه بعتقها )فإن أعتق الب انجر( الولء أي :بطل وانقطععع
من حين عتق الب عن موالي الم )إلى مواليه( ،لن الععولء فععرع
النسععب إلععى مععواليه ،والنسععب إليععه ،وإن عل دونهععا وإنمععا ثبععت
لمواليها عند تعععذره مععن جهعة الب برقععه فععإذا أمكععن بعتقععه عععاد
لموضعععه >ص <378 :فععإن انقرضععوا فلععبيت المععال ول يعععود
لموالي الم ولو كان معتععق الب هععو البععن نفسععه فسععيأتي )ولععو
مععات الب رقيقععا وعتععق الجععد( أبععو الب ،وإن عل دون أبععي الم
)انجر( الولء )إلى مواليه( أي :الجد ،لنه كععالب ويسععتقر بعععدهم
لبيت المال )فإن أعتععق الجععد ،والب رقيقععا انجععر( لمععوالي الجععد
)فإن أعتق الب بعده( أي :بعد انجراره لموالي الجد )انجععر( مععن
موالي الجد )إلى مواليه( أي :الب ،لنه إنمععا انجععر لمععوالي الجععد
لرقه فإذا عتق عاد لمواليه ،لنه أقوى ثم بعد مواليه لععبيت المععال
)وقيل( :ل ينجر لموالي الجد بل )يبقى لمععوالي الم حععتى يمععوت
الب( رقيقا )فينجر إلى موالي الجد( ،لنه ما بقي مانع فإذا مععات
زال المانع ولو ملك هذا الولد( الذي من العبد ،والعتيقة )أباه جععر
ولء إخوته لبيه( من موالي الم )إليه( ،لن أباه عتق عليععه فثبععت
له الولء عليععه وعلععى أولده مععن أمععه وعتيقععة أخععرى )وكععذا ولء
نفسه( يجره إليه )في الصح( كإخوته )قلت :الصح المنصععوص ل
يجره والله أعلم( بل يبقى لموالي أمه وإل لثبت لععه علععى نفسععه
وهو محال ،ومن ثم ثبت للسععيد علععى قععن كععاتبه ،أو بععاعه نفسععه
وأخذ منه النجوم ،أو الثمن
كتاب التدبير
هو لغة :النظععر :فععي عععواقب >ص <379 :المععور وشععرعا:
تعليق عتق بالموت وحده ،أو مع شيء قبله من الدبر ،لن الموت
دبر الحياة ول يرد عليه العتق من رأس المال فععي إذا معت فععأنت
حر قبل موتي بشهر ،أو يوم مثل فمات فجععأة ،لنععه ليععس تعليقععا
بالموت وإنما يتبين به أنه عتق قبله فعلم أنععه مععتى علقععه بععوقت
قبل المععوت ،أو بعععده كععان محععض تعليععق ل تععدبير فل يرجععع فيعه
بالقول قطعا ويعتعق معن رأس المعال إن خل الععوقت ععن مععرض
الموت ،أو زاد على مدته كما يععأتي وأصععله قبععل الجمععاع تقريععره
صلى الله عليه وسلم لمن دبر غلما ل يملك غيره عليه .وأركعانه:
مالك وشرطه :تكليف إل في السكران واختيععار ،ومحععل ،وشععرط
كونه قنا غير أم ولعد كمعا يعلمعان معن كلمعه ،وصعيغة وشعرطها:
الشعار به لفظا كانت ،أو كتابة ،أو إشارة وهي صععريح أو كنايععة و
)صريحه( ألفاظ :منها )أنت حععر بعععد مععوتي ،أو إذا مععت ،أو مععتى
مت فععأنت حععر( ،أو عععتيق )أو أعتقتععك( ،أو حررتععك )بعععد مععوتي(
ونحو ذلك من كل ما ل يحتمل غيره .ونازع البلقيني فععي إذا مععت
أعتقتك ،أو حررتك بأنه وعد نحو إن أعطيتني ألف درهععم طلقتععك
ويجاب بأن ما بعد الموت ل يحتمل الوعد ،بخلف مععا فععي الحيععاة
على أن ما أطلقه في طلقتك مر فيه مععا يععرده )وكععذا دبرتععك ،أو
أنت مدبر على المذهب( ،لن التدبير معروف في الجاهلية وقرره
الشرع واشتهر في معناه فل يستعمل في غيره وبه فارق ما يأتي
في كاتبتك أنه ل بد أن يضم لععه فععإذا أديععت فععأنت حععر ،أو نحععوه.
ويصح تدبير نحو نصفه ،أو بعضه فيعينععه وارثععه ول يسععري ل نحععو
يده كما اقتضاه كلم الرافعي واعتمده الزركشععي وغيععره ويفععرق
بينه وبين العتق بأنه أقوى >ص <380 :فأثر التعبير فيه بععالبعض
عن الجملة ،بخلف التدبير ،ومن ثم لو قال :إن مععت فيععدك حععرة
فمات عتق كله ،لن هذا يشععبه العتععق المنجععز مععن حيععث لزومععه
بالموت ،بخلف دبرتها
)ويصح بكناية عتق( وهي ما يحتمل التدبير وغيره )مع نية كخليت
سبيلك بعد موتي( أو إذا مت فأنت حرام ،أو مسععيب ونحععو ذلععك،
لنه نوع من العتق فدخلته كنايته ،ومن الكناية هنا صععريح الوقععف
كحبستك بعد موتي ،فإن قلت :هععذا صععريح فععي الوصععية بععالوقف
من الثلث بعد الموت كما مر وما كان صريحا في بابه ووجد نفاذا
في موضوعه ل يكععون كنايععة فععي غيععره قلععت :الوصععية ،والتععدبير
متحدان ،أو قريبان من التحاد كمععا يعلععم ممععا يععأتي فصععحت نيععة
التدبير بصريح الوصية القريبة لذلك
)ويجوز( التدبير )مقيدا( بصفة )كإن مت في هذا الشععهر ،أو( هععذا
)المرض فأنت حر( فإن وجدت الصفة المذكورة ومععات عتععق وإل
فل .ونبه بقوله :في هذا الشهر على أنععه ل بععد مععن إمكععان حيععاته
المدة المعينة عادة فنحو إن مت بعد ألف سععنة فععأنت حععر باطععل
)ومعلقا( على شرط آخر غير الموت )كععإن دخلعت( الععدار )فععأنت
حر بعد موتي( ،لنه إما وصية ،أو تعليق عتععق بصععفة وكععل منهمععا
يقبل التعليق )فععإن وجععدت الصععفة ومععات عتععق وإل( توجععد )فل(
يعتق.
)ويشترط الدخول قبل موت السيد( كمععا هععو صععريح لفظععه فععإن
مات قبل الدخول بطل التعليق فعلععم أنععه ل يصععير مععدبرا إل بعععد
الدخول )فإن قال :إن( ،أو إذا )مععت ثععم دخلععت فععأنت حععر( كععان
تعليق عتق بصفة و )اشترط دخول بعد الموت( عمل بقضععية ثععم،
ومن ثم لو أتى بععالواو وأطلععق >ص <381 :أجععزأ الععدخول قبععل
الموت ،ومن جعلها كثم جععرى علععى الضعععيف أنهععا للععترتيب كمععا
أفاده كلمهما في الطلق )وهو( أي :الععدخول بعععد المععوت )علععى
التراخي( بمعنى أنه ل يشترط فيه الفور ل أنه يشععترط الععتراخي،
وإن كان قضية ثم .ويععوجه بععأن خصععوص الععتراخي ل غععرض فيععه
يظهر غالبا فألغوا النظر إليه ،بخلف الفور في الفععاء ،إذ لععو عععبر
بها اشترط اتصال الدخول بالموت ،ومن التدبير المقيد ل المعلععق
خلفا لبعضهم أن يقول :إذا مععت ،أو مععتى ،أو إن مععت فععأنت حععر
وإن ،أو إذا ،أو متى دخلت ،أو شئت مثل فإن نوى شععيئا عمععل بععه
وإل حمل على الدخول ،أو المشععيئة عقععب المععوت ،لنععه السععابق
إلى الفهععم هنععا مععن تععأخير المشععيئة عععن ذكععره وهنععا فععي شععرح
الرشاد الكععبير مععا يتعيععن الوقععوف عليععه .وأخععذت مععن اعتبععارهم
السابق إلى الفهم هنا ما أفتيت به فيمن قععال فععي مععرض مععوته:
عبدي مدبر على ،والدتي فإن السابق إلععى الفهععم منععه أنععه علععق
عتقه على خدمتها بعد موته إلى أن تموت فيعتق حينئذ.
)وليس للوارث بيعه( >ص <382 :ونحوه من كععل مزيععل للملعك
)قبل الدخول( وعرضه عليه ،إذ ليس له إبطال تعليق الميت ،وإن
كان للميت أن يبطله ،نعم له تنجيز عتقه كمععا صععوبه شععارح ،لن
القصد عتقه كيف كان وفيه نظر إذا كان يخرج كله من الثلث لمععا
يلزم عليععه مععن إبطععال الععولء للميععت وهععذا مقصععود أي مقصععود
فالذي يتجه حينئذ أنه ل ينفذ منه ،فععإن قلععت :لععو اسععتغرق ونععوى
بالعتق تنفيذ وصية الميت فلععم لععم ينفععذ لبقععاء الععولء علععى حععاله
للميت حينئذ ؟ قلت :ل يتصور وقوع العتق للميت إل إن عتق بمععا
علق عليه وعتق الوارث وإن نوى به ذلك أجنبي عمععا علععق عليععه
بكل تقدير فلغا ثم رأيت البغوي أطلععق أنععه ليععس لععه إعتععاقه ثععم
قال :ويمكن أن يقععال :يعتععق عععن الميععت ويمكععن بنععاؤه علععى أن
إجارة الوارث تنفيذ فيجوز ويكون عتقه عععن الميععت أو تمليععك فل
يجوز كما ل يجوز بيعه .ا ه .وهو صريح في أن الصحاب على منع
إعتاق الوارث وأن ما ذكره عقبه بحث له وفيععه نظععر ظععاهر كمععا
علم مما قررته ،لنه إن كعان يخعرج معن الثلعث كمعا هعو الغعرض
فليس هنا إجازة حتى يقال ببنائه على أنهععا تنفيععذ ،أو تمليععك ،وإن
لم يخرج منه لم يصح على ما قاله أيضا لما تقععرر أن العتععق إنمععا
يقع عن الميت إن عتق بالصفة التي علععق عليهععا ،وأمععا لععو علقععه
بصفة فنجزه الوارث فهذا عتق مبتدأ فل يجري فيه خلف التنفيذ،
والتمليك بل يكون لغوا لما مر أنه لو صح لم يمكن وقوعه للميت
وأنه يلزم عليه إبطال حقه مععن الععولء الععذي قصععده .فععإن قلععت:
سلمنا ضعف كلم البغوي بل وأنه ل وجه لععه ،لكععن مععا المععانع أن
تنجيز الوارث هنا كتنجيزه عتق المكاتب فععإنه ل يمنععع العتععق عععن
الكتابة بل يكون الولء للسيد كما سععيعلم ممععا يععأتي آخععر الكتابععة
فيما لو مات عن ابنين وعبد ؟ قلت :الفرق بين الصورتين واضح،
لن التعليق بصفة ل يمنع التصرف في رقبة القن لجواز رفعه من
أصله بنحو البيع ،بخلف المكاتب ،لن الكتابة لزمة فيه كالستيلد
وحينئذ يكون تنجيز العتق فيها موافقا للزومها فوقع تنجيز الوارث
مؤكدا لهععا ل رافعععا كتنجيععز المععورث ،بخلف المعلععق عتقععه فععإن
سبب عتقه ضعيف لجواز رفعه كما تقرر فلم يقععع تنجيععز الععوارث
مؤكدا بل رافعا ويلزم من كونه رافعا كونه إنشاء مبتدأ ،وقد تقرر
امتنععاع رفعععه لسععتلزامه رفععع ولء الميععت الععذي قصععده بتعليقععه
لعتقه .ولو خرج بعضه فقط من الثلث فظععاهر أنععه يصععح التنجيععز
منه فيما لم يخرج منه ولزمه قيمتععه ،ول يسععري عليععه لمععا يلععزم
عليه من إبطال حق الععولء للميععت فععي البعععض ،أمععا مععا ل يزيععل
الملك كإيجار فله ذلك ،وأما لو عرض عليه الدخول فامتنع فله ما
لم يرجع بيعه ل سيما إذا كان عاجزا ل منفعة فيه فيصير كل عليه
)ولو قال :إذا مت ومضى شهر( أي :بعد موتي )فععأنت حععر( فهععو
تعليق عتق بصفة أيضا )فللوارث استخدامه( وكسبه )في الشهر(
كما له ذلك فيمععا مععر قبععل الععدخول لبقععائه علععى ملكععه )ل بيعععه(
ونحوه لما مر >ص <383 :وسععبق مععا يعلععم منععه أن الصععورتين
ليستا تدبيرا ،لن المعلق عليه ليس هو الموت وحععده بععل مععع مععا
بعده
)ولو قال :إن( أو إذا )شئت( ،أو أردت مثل )فععأنت( حععر إذا مععت،
أو فأنت )مدبر ،أو أنت( مدبر إن ،أو إذا شئت ،أو أنععت )حععر بعععد
موتي إن شئت اشترطت المشيئة( أي :وقوعها فعي حيعاة السعيد
)متصلة( بلفظه في غيعر الخيعرة وقعد أطلعق بعأن يعأتي بهعا فعي
مجلس التواجب قبل موت السيد نظير ما مر في الخلععع لقتضععاء
الخطاب ذلك ،إذ هو تمليك كالبيع ،والهبة ،ومن ثم لو انتفععى ذكععر
المشيئة كأن ذكر بدلها نحو دخول ،أو انتفععى الخطععاب كععإن شععاء
عبدي فلن فهو مدبر لم يشترط فور ،وإن كان جالسععا معععه لنععه
مجرد تعليق ،أما لو صرح بوقوعها بعد المععوت ،أو نععواه فيشععترط
وقوعها بعده بل فور وبالموت في الخيرة ما لم يرد قبله لمعا مععر
في نظيرها آنفا في نحو :إن مت فأنت حر إن شئت ،لنهععا مثلهععا
في التبادر السابق >ص <384 :وفي نحو أنععت مععدبر إن دخلععت
إن مععت ل بععد مععن تقععدم المععوت كمععا هععو المقععرر فععي اعععتراض
الشرط على الشرط .وحمل المتععن علععى مععا قررتععه متعيععن كمععا
يتضععح بمراجعععة شععرحي للرشععاد الكععبير ،وإن لععم أر أحععدا مععن
شععراحه تعععرض لععذلك )فععإن قععال :مععتى( ،أو مهمععا مثل )شععئت
فللتراخي( ،لن نحو متى موضوع له ،لكن بشرط وقوع المشععيئة
قبل موت السيد ما لم يصرح بما مر ،أو ينوه
)ولو قال( أي :قال كل من شريكين )لعبععدهما إذا متنععا فععأنت حععر
لم يعتق حتى يموتا( لتوجد الصفتان ثععم إن ماتععا معععا كععان تعليععق
عتق بصفة ل تععدبيرا ،لنععه تعليععق بمععوتين ،أو مرتبععا صععار نصععيب
آخرهما موتا بموت أولهما مدبرا ،لنه حينئذ معلق بالموت وحععده،
بخلف نصيب أولهما )فإن مات أحدهما فليس لوارثه بيععع نصععيبه(
ونحوه من كععل مزيععل للملععك ،لنععه صععار مسععتحق العتععق بمععوت
الشريك وله نحو استخدامه وكسبه وفارق مععا لععو أوصععى بإعتععاق
عبد فإن الكسب بعد المععوت لععه ،لنععه يجععب إعتععاقه فععورا فكععان
مستحقه حال الكتساب )ول يصح تدبير( مكععره و )مجنععون( حععال
جنونه )وصبي ل مميز وكذا مميز في الظهععر( ،لن عبععارتهم لغععو
لرفع القلم عنهم )ويصح من( مفلس و )سفيه( ،وإن حجر عليهما
كما مر الثاني في بابه ،إذ ل ضرر فيه مععع صععحة عبارتهمععا ،ومععن
سكران )وكععافر أصععلي( ولععو حربيععا كمععا يصععح اسععتيلده وتعليقععه
العتق بصعفة لصععحة عبععارته وملكععه) .وتععدبير المرتععد مبنعي علعى
أقوال ملكه( كما مر في بابه فعلى الصح إن أسععلم بععانت صععحته
وإل فل )ولو دبر( قنا )ثم ارتد( السععيد )لععم يبطععل( تععدبيره )علععى
المذهب( فععإذا مععات مرتععدا عتععق العبععد ،لن الععردة ل تععؤثر فيمععا
سبقها مع الصيانة لحقه عن الضععياع ،وعتقععه مععن ثلثععه ،وإن كععان
ماله فيئا ل إرثا ،لن الشرط بقععاء الثلععثين لمسععتحقيهما ،وإن لععم
يكونوا ورثة )ولو ارتد المدبر لم يبطل( تدبيره ،لن إهداره ل يمنع
كونه مملوكا ولععو حععارب مععدبر لمسععلم أو ذمععي فسععبي لععم يجععز
استرقاقه ،لن فيععه إبطععال لحععق السععيد )ولحربععي حمععل مععدبره(
الكافر الصععلي مععن دارنععا )إلععى دارهععم( ،وإن دبععره عنععدنا وأبععى
الرجوع معه ،لن أحكام الرق جميعها باقية فيععه ،بخلف المكععاتب
ل يحمله إل برضاه لستقلله ،أما المسلم ،والمرتد >ص<385 :
فيمنع من حملهما كما ل يجوز له شراؤهما
)ولو كان لكافر عبد مسلم فدبره( بعد إسلمه ولم يزل ملكه عنه
)نقض( تدبيره )وبيع عليه( لما فععي بقععاء ملكععه عليععه مععن الذلل
وهذا عطف بيان للمراد بالنقض بين به حصوله بمجرد البيع عليععه
من غير توقفه على لفظعه )ولععو دبععر كعافر كعافرا فأسعلم( العبععد
)ولم يرجع السيد( في التدبير بأن لعم يعزل ملكعه عنعه )نعزع معن
سيده( واستكسب له في يد عدل دفعا للذل عنه ،ول يبععاع لتوقععع
حريته )وصرف كسبه إليه( أي :السيد كما لو أسععلمت مسععتولدته
)وفي قول يباع( ،لئل يبقى في ملك كععافر )ولععه( أي :السععيد غيععر
السفيه ولوليه )بيع المدبر( وكل تصرف يزيل الملععك ،لنععه صععلى
الله عليه وسلم }باع مدبر أنصاري في دين عليه{ رواه الشيخان
وروى مالك في الموطأ ،والشافعي ،والحاكم وصححه عن عائشة
أنها باعت مدبرة لها سحرتها ولم ينكر عليها ،ول خالفها أحععد مععن
الصحابة واحتمال البيع في الول للدين ردوه بعأنه لعو كعان كععذلك
لتوقف على طلب الغرماء ولم يثبت ،فإن قلت :كيععف يصععح هععذا
مع قول الراوي في دين عليه ؟ قلت :مجرد كون البيع فيه ل يفيد
أنه لجله فحسب لتوقفه حينئذ على الحجر عليه وسؤال الغرمععاء
في بيعه ولم يثبت واحد منهما على أن قضععية عائشعة كافيععة فععي
الحجية
)والتدبير تعليق عتق بصفة( ،لن صيغته صيغة تعليق )وفععي قععول
وصية( للعبد بالعتق نظرا إلى أن إعتععاقه مععن الثلععث )فلععو بععاعه(
مثل السيد )ثم ملكه لم يعد التععدبير علععى المععذهب( ،لن كل مععن
التعليق ،والوصععية يبطلععه زوال الملععك وكمععا ل يعععود الحنععث فععي
اليمين )ولو رجع عنه بقول( ومثله إشارة أخععرس مفهمععة وكتابععة
)كععأبطلته فسععخته نقضععته رجعععت فيععه صععح( الرجععوع )إن قلنععا(
بالضعف أنه )وصية( لما مر في الرجوع عنها )وإل( نقل وصية بل
تعليععق عتععق بصععفة كمععا هععو الصععح )فل( يصععح بععالقول كسععائر
التعليقات )ولو علق مدبر ،أو مكععاتب( أي :عتععق أحععدهما )بصععفة
صح( كما يصح تدبير وكتابة المعلق عتقه بصفة ،والتدبير ،والكتابة
بحالهما )و( من ثم )عتق بالسبق من( الوصفين )الموت( ،أو أداء
النجوم )والصفة( تعجيل للعتععق فععإن سععبقت الصععفة المعلععق بهععا
عتق بها ،أو الموت فبه عن التدبير ،أو الداء فيه عن الكتابة )ولععه
وطء مدبرة( لبقاء ملكه فيها كالمستولدة مععع أنععه لععم يتعلععق بهععا
حععق لزم >ص) <386 :ول يكععون( وطععؤه لهععا )رجوعععا( عععن
التدبير ،لنه قد يؤدي إلى العلوق المحصل لمقصود التععدبير ،وهععو
عتقها ،بخلف نحو البيع )فإن أولدها بطععل تععدبيره( ،لن السععتيلد
أقوى منه ،إذ ل يعتبر من الثلث ،ول يمنع منععه الععدين فرفعععه كمععا
يرتفع النكاح بملك اليمين
)ول يصح تععدبير أم ولععد( لمععا تقععرر أن اليلد أقععوى ،والضعععف ل
يدخل على القوى )ويصح تدبير مكععاتب( كمععا يصععح تعليععق عتقععه
بصفة )وكتابة مدبر( لموافقتها لمقصود التدبير فيكون كععل منهمععا
مدبرا مكاتبعا ويعتععق بالسعبق مععن الوصعفين :معوت السعيد وأداء
النجوم ويبطل الخر إل إن كان هو الكتابة فل تبطل أحكامهععا بععل
يتبع العتيق كسبه وولده كما قاله ابن الصباغ فععي الولععى مخالفععا
فيه أبا حامد وغيره .وقيس بها الثانية وفرق بعضهم واعتمده ابععن
المقري ويوجه بأن طروها أوجب ضعععفها فبطلععت أحكامهععا أيضععا
وسيعلم مما يأتي قريبا أنه إذا كان السبق الموت لععم يعتععق كلععه
إل إن وسعه الثلث وإل فقدر ما يسعه فقط
)فصل( في حكم حمل المدبرة والمعلق عتقها بصععفة وجنايععة
المدبر وعتقه إذا )ولدت مدبرة( ولدا )مععن نكععاح ،أو زنععا ل يثبععت
للولد حكم التدبير في الظهر( ،لنععه عقععد يقبععل الرفععع فل >ص:
<387يسععري للولععد الحععادث بعععده كععالرهن ،بخلف السععتيلد.
وخرج بولدت ما لو كانت حععامل عنععد مععوت السععيد فيتبعهععا جزمععا
)ولو دبر حامل( يملكها وحملها ولم يستثنه )ثبععت لعه( أي :الحمععل
وإن انفصل في حياة السيد )حكععم التععدبير علععى المععذهب( ،لنععه
كبعض أعضائها )فإن ماتت( الم في حياة السيد بعد انفصععاله ،أو
قبله ثم انفصل حيععا )أو رجععع فععي تععدبيرها( بالفعععل إن تصععور ،أو
)بالقول( على القول به )دام تدبيره( ،وإن اتصل )وقيل :إن رجع،
وهو متصل فل( يدوم تدبيره بل يتبعها في الرجوع كما يتبعها فععي
التدبير .وفرق الول بقوة العتق وما يئول إليه ولو خصص الرجوع
بها دام قطعا أما إذا استثناه فل يتبعها ويفرق بينه وبين ما مر في
العتق بقوته كما تقرر ومحل ذلك إن ولدته قبل الموت وإل تبعها،
لن الحرة ل تلد إل حرا أي :غالبا ويعرف كونها حامل حال التععدبير
بما مر أول الوصايا )ولو دبر حمل( وحده )صح( تدبيره كمععا يصععح
إعتاقه دونها ،ول يتعدى إليها ،لنه تابع )فإن مععات( السععيد )عتععق(
الحمععل )دون الم( لمععا تقععرر أنععه تععابع ) ،وإن باعهععا( مثل حععامل
)صح( البيع )وكان رجوعا عنه( أي :عن تدبيره كما لو بععاع المععدبر
ناسيا لتدبيره )ولو ولدت المعلق عتقها( بصفة ولدا مععن نكععاح ،أو
زنا )لم يعتق الولد( ،لنه عقد يلحقه الفسخ فلم يتعد له كععالرهن،
والوصععية )وفععي قععول إن عتقععت بالصععفة عتععق( كولععد أم الولععد
وجوابه ما تقرر أن هذا قابل للفسخ .وتعميععم جريععان الخلف هععو
ما صرح به المصنف في تصحيح التنبيه ،وهو قياس ما مر في ولد
المدبرة ،ومععن ثععم يععأتي هنععا علععى المعتمععد >ص <388 :نظيععر
تفصيله السابق ثم خلفا لقطع ابن الرفعة بالتبعية فيما إذا اتصععل
عند التعليق وقطع غيره بها أيضععا إذا اتصععل بوجععود الصععفة ،وقععد
عتقت بها وإن حدث بعععد التعليععق ،ومحععل مععا ذكععر فععي المتصععل
بالتعليق ما إذا بقي ،أو بطل بموتها قبل النفصال أو بغيره بعععده،
بخلف ما لو بطل بغيره قبلععه فل تبعيععة ولععم يععبين المصععنف هععذا
التفصيل على المعتمد للعلم به مما قدمه فععي ولععد المععدبرة كمععا
تقرر فل اعتراض عليه
)ول يتبع( عبدا )مدبرا ولده( قطعا وفارق الم بأنه يتبعها دونه رقا
وحرية فكذا في سبب الحرية )وجنايته( أي :المدبر )كجنايععة قععن(
فيما مر فيها من قتله ،أو بيعه ويبطل التدبير ،أو فععداء السععيد لععه
ويبقى التدبير ،والجناية عليه كهععي علععى قععن ،ول يلععزم سععيده أن
يشتري بما أخذه من قيمته من يدبره )ويعتق( المععدبر )بععالموت(
أي :موت السيد محسوبا )من الثلععث كلععه ،أو بعضععه بعععد الععدين(
غير المستغرق لخبر فيه الصح وقفه على راويه ابن عمععر رضععي
الله عنهما ولنه تبرع يلزم بالموت كالوصية ،أما إذا كان مستغرقا
فل يعتق منه شيء .وحيلة عتق كله أنععت حععر قبععل مععرض مععوتي
بيوم ،وإن مت فجأة فقبل مععوتي بيععوم فععإذا >ص <389 :مععات
بعد التعليقين بأكثر من يوم عتق من رأس المال ،وإن لم يكن له
غيره ولو كان عليه دين مستغرق ،لن عتقه وقع في الصحة )ولو
علق( في صحته )عتقا على صععفة تختععص بععالمرض كععأن دخلععت(
الدار )في مرض موتي فأنت حعر عتعق( عنعد وجعود الصعفة )معن
الثلث( كما لو نجععز عتقععه حينئذ )وإن احتملععت( الصععفة )الصععحة(
أي :الوقوع فيها كالمرض بأن لم يقيد الصفة به كأن دخلت فأنت
حر بعد موتي )فوجدت في المرض فمن رأس المال( يعتق )فععي
الظهر( نظرا لحالة التعليق ،لنه عنده لم يتهم بإبطال حق الورثة
هذا إن وجدت الصفة بغيععر اختيععاره أي :السععيد كطلععوع الشععمس
وإل فمن الثلث قطعا لختياره العتق في المرض ولو علقععه كععامل
فوجدت ،وهو محجور عليه بفلس فكما ذكر ،أو مجنون ،أو سععفيه
عتق قطعا وفارقا ذينك بأن الحجر فيهما لحق الغير ،بخلف هذين
)ولععو ادعععى عبععده التععدبير فععأنكره فليععس برجععوع( ،وإن جوزنععا
الرجععوع بععالقول كمععا أن جحععود الععردة ،والطلق ليععس إسععلما
ورجعة .وقال في موضع آخر :إنععه رجععوع ،والمعتمععد مععا هنععا )بععل
يحلف( السيد أنه ما دبره لحتمال أنه يقر ،فإن نكععل حلععف العبععد
وثبت تدبيره وله رفع اليمين بإزالة ملكه عنه )ولو وجد مععع مععدبر
مال( ،أو اختصاص )فقال :كسبته بعد موت السيد وقال الوارث(:
بل )قبله صدق المدبر بيمينه( ،لن اليد له ،ومن ثم لو قالت عععن
ولدها :ولدته بعد موت السععيد فهععو حععر وقععال الععوارث :بععل قبلععه
صدق ،لنها بدعواها حريته نفت أن يكون لها عليه يد ،لن الحر ل
يدخل تحت اليد وإنما سمعت دعواها لمصلحة الولععد) .وإن أقامععا
بينتين( بما قاله )قدمت بينته( لعتضادها باليععد ولععو شععهدت بينععة
الوارث أن ما بيده كان بها في حيععاة السععيد >ص <390 :وقععال
المدبر :كان بيدي لفلن صدق المدبر
كتاب الكتابة
من الكتب أي :الجمع لما فيها من جمع النجوم .وأصل النجععم
هنا الوقت الذي يحل فيععه مععال الكتابععة وهععي شععرعا :عقععد عتععق
بلفظها معلق بمال منجعم بوقععتين معلعومين فععأكثر وتطلعق علععى
المخارجععة السععابقة قبيععل الجععراح وهععي إسععلمية ،إذ ل تعرفهععا
الجاهلية
ومخالفة للقياس من وجوه :بيع ماله بماله ،وثبوت مال فععي ذمععة
قن لمالكه ابتداء ،وثبوت ملك للقن .وجععازت بععل نععدبت معع ذلعك
للحاجة ،إذ السيد قععد ل يسععمح بععه مجانععا ،والعبععد قععد ل يسععتفرغ
وسعه في الكسب إل بعدها لزالة رقه ،والصل فيها قبل الجماع
قوله تعالى }فكاتبوهم إن علمتم فيهععم خيععرا{ ،والخععبر الصععحيح
}من أعان مكاتبا في زمن كتابته في فععك رقبتععه أظلععه اللععه فععي
ظله يوم ل ظل إل ظله{ .وكانت كالمخارجة من أعظم مكاسععب
الصحابة رضي الله عنهم لخلوهما عععن أكععثر الشععبهات الععتي فععي
غيرهما .وأركانها :قن ،وسيد ،وصيغة ،وعععوض )هععي مسععتحبة إن
طلبها رقيق أمين قوي على كسب( يفي بمؤنته ونجومه كما يععدل
عليه السياق فساوى قول أصله :الكسب على أنععه محتمععل أيضععا
وذلك ،لن الشافعي رضي الله عنه فسر الخيععر فععي اليعة بهعذين
واعتبر أولهما ،لئل يضيع ما يحصله ،ومنه يؤخذ أن المراد بععالمين
هنا من ل يضيع المال ،وإن لم يكن عدل لنحو ترك صلة ويحتمععل
أن المراد الثقة ،لكن يشترط أن ل يعرف بكععثرة إنفععاق مععا بيععده
في الطاعععة ،لن مثععل هععذا ل يرجععى لععه عتععق بالكتابععة وثانيهمععا،
والطلب ليوثق منه بتحصيل النجعوم ولععم تجعب خلفعا لجمعع معن
السلف لظاهر المر في الية ،لنه بعععدم الحظععر ،وهععو بيععع مععاله
بماله للباحة وندبها من دليل آخععر )قيععل :أو غيععر قععوي( ،لنععه إذا
عرفت أمانته يعان بالصععدقة ،والزكععاة ورد بععأن فيععه ضععررا علععى
السيد ،ول وثوق بتلك العانة قيل :أو غير أمين ،لنه يبادر للحريععة
ورد بأنه يضيع ما يكسبه )ول تكععره بحععال( بععل هععي مباحععة >ص:
<391وإن انتفيا ،والطلععب ،لنهععا قععد تفضععي للعتععق لكععن بحععث
البلقيني كراهتها لفاسق يضععيع كسععبه فععي الفسععق ولععو اسععتولى
عليه السيد لمتنع من ذلك قال هو وغيععره :بععل قععد ينتهععي الحععال
للتحريم أي :وهو قيععاس حرمععة الصععدقة ،والقععرض إذا علععم مععن
آخذهما صرفهما في محرم ثم رأيت الذرعي بحثه فيمن علم منه
أنه يكتسب بطريق الفسععق ،وهععو صععريح فيمععا ذكرتععه ،إذ المععدار
على تمكنه بسببها من المحرم
صيغة الكتابة
)وصيغتها( لفظ ،أو إشارة أخرس ،أو كتابععة تشعععر بهععا وكععل مععن
الولين صريح ،أو كناية فمن صععرائحها )كاتبتععك( ،أو أنععت مكععاتب
)على كذا( كألف )منجما( بشرط أن يضم لذلك قوله) :إذا أديتععه(
مثل )فأنت حر( ،لن لفظها يصلح للمخارجة أيضا فاحتيج لتمييزها
بإذا وما بعدها ،والتعبير بالداء للغالب من وجود الداء في الكتابععة
وإل فيكفي كما قال جمع أن يقعول :فععإذا بععرئت أو فرغععت ذمتععك
منه فأنت حر أو ينوي ذلك .ويأتي أن نحو البراء يقوم مقام الداء
فالمراد به شرعا هنععا فععراغ الذمعة .وحععذف إلعى الععذي صعرح بعه
غيره ،لنه غير شرط ،نعم إن صرح به لم يكف الداء لوكيله فيما
يظهر ،لن الداء إليه نفسه مقصود فلم يقم الوكيععل فيععه مقععامه،
بخلف القاضي في نحو الممتنع ،لنه منزل منزلته شرعا )ويععبين(
وجوبا قدر العوض وصفته بما مر فععي السعلم كمععا يعأتي ،نععم إن
كععان بمحععل العقععد نقععد غععالب لععم يشععترط بيععانه كععالبيع و )عععدد
النجوم( استوت أو اختلفعت ،نعععم ل يجعب كونهععا ثلثعة كمععا يعأتي
)وقسط كل نجم( أي :ما يؤدي عنععد حلععول كععل نجععم ،لنهععا عقععد
معاوضة فاشترط فيه معرفة العوض كععالبيع وابتععداء النجععوم مععن
العقد .والنجم الوقت المضععروب ،وهععو المععراد هنععا ويطلععق علععى
المال المؤدى فيه كما يأتي في قوله :إن اتفقت النجوم
)تنبيه( مما يلغز به هنا عقد معاوضة يحكم فيععه لحععد المتعاقععدين
بملك العوض ،والمعوض معا ،وهو هذا >ص <392 :فععإن السععيد
يملك النجوم فيه بمجرد العقد مع بقاء المكاتب علععى ملكععه إلععى
أداء جميع النجوم وإلغاز بعضهم عنععه بمملععوك ل مالععك لععه مبنععي
على ضعيف أن المكاتب مع بقائه على الرق ل مالك له )ولو ترك
لفظ التعليق( للحريعة بعالداء )ونعواه( بمعا قبلعه )جعاز( لسعتقلل
السيد بالعتق المقصود ،نعم الفاسدة ل بد فيها من التلفظ به )ول
يكفي لفظ كتابة بل تعليق ،ول نية على المذهب( لما مر أنها تقععع
على المخارجة أيضا وبه فارق ما مر في التدبير ومر ثم فرق آخر
)ويقول( فورا نظير ما مر في البيع )المكععاتب( ل أجنععبي بععل ،ول
وكيل العبد فيما يظهر ،لنه ل يصير أهل للتوكيل إل بعد قبولهععا ):
قبلت( مثل كغيره من عقود المعاوضة ويكفي اسععتيجاب وإيجععاب
ككاتبني على كذا فيقول :كاتبتك .وإنمععا لععم يكععف الداء بل قبععول
كالعطاء في الخلع ،لن هذا أشبه بالبيع من ذاك وفرق شارح بما
فيه نظر وبما فرقت به بينهما يعلم الفرق بين عععدم صععحة قبععول
الجنبي هنا ل ثم قيل :قعول أصعله :العبعد أولعى ،لنعه إنمعا يصعير
مكاتبا بعد ،وهو غفلة عن نحو }إنععي أرانععي أعصععر خمععرا{ وعععن
اتفاق البلغاء على أن المجاز أبلغ )وشرطهما( أي :السيد ،والقععن
)تكليف( واختيار فيهما ولو أعميين وقيد الختيار يعلم مما مر في
الطلق )والطلق( للتصرف في السععيد لمععا تقععرر أنهععا كععالبيع فل
تصح من محجور عليه ولو بفلس >ص <393 :ولععو بععإذن الععولي
وزعم أنه مطلق التصرف في مال موليه فاسععد بععل تصععرفه فيععه
مقيد بالمصلحة ،ول من مكععاتب لعبععده ولععو بععإذن السععيد وكععذا ل
تصح من مبعض ،لعدم أهليتهما للولء ،وفي العبد فل تصععح كتابععة
عبد صغير ،أو مجنون ،نعم إن صععرح بععالتعليق بععالداء فععأدى إليععه
أحدهما عتق بوجود الصعفة ل ععن الكتابعة فل يرجعع السعيد عليعه
بشيء وكذا في سائر أقسام الكتابة الباطلععة ،ول مععأذون لععه فععي
التجارة حجر عليه الحاكم في أكسابه ليصرفها في دينه كالمؤجر،
والمرهون التيين وتصح كتابة عبد سفيه كما بحثه جمع واعترضوا
ما أوهمه المتن من عدم صحتها بأنه لم يذكره أحععد ونقلععوا الول
عن مقتضى كلمهم ووجهوه بععأن الداء لععم ينحصععر فععي الكسععب
فقد يؤدي من الزكاة وغيرها ويؤيده صعحة كتابعة عبعد مرتعد ،وإن
أوقفنا تصرفه ويصععح أداؤه فععي الععردة )وكتابععة المريععض( مععرض
الموت محسوبة )من الثلث( ولو بأضعاف قيمته ،لن كسبه ملععك
السيد )فإن كععان لععه مثله( أي :مثل قيمتععه عنععد المععوت )صععحت
كتابة كله( سععواء كععان مععا خلفععه ممععا أداه الرقيععق أم مععن غيععره
لخروجه من الثلث )فإن لم يملك غيره وأدى فععي حيععاته مععائتين(
كاتبه عليهما )وقيمته مععائة عتععق( كلععه لبقععاء مثليععه للورثععة وهععذا
كالمثال لما قبله )وإن أدى مععائة( كععاتبه عليهععا )عتععق ثلثععاه( ،لن
قيمة ثلثه مع المائة المؤداة مثل مععا عتععق منععه أمععا إذا لععم يخلعف
غيره ولم يؤد إل بعد موت السععيد ولععم تجععز الورثععة مععا زاد علععى
الثلث فيصح فععي ثلثععه فقععط فععإذا >ص <394 :أدى حصععته مععن
النجوم عتق
)ولو كاتب مرتد( قنه ولو مرتدا أيضا )بني على أقوال ملكه ،فععإن
وقفناه( ،وهو الظهر )بطلت على الجديد( المبطل لوقف العقود،
وهو الصح أيضا وعلى القديم ل تبطل بل توقف ،فإن أسععلم بععان
صحتها وإل فل هذا إن لم يحجر الحاكم عليععه وقلنععا ل حجععر عليععه
بنفس العردة وإل بطلعت قطععا وقيعل :ل فعرق ومعرت هعذه فعي
الردة ضمن تقسيم فل تكرار وتصح من حربي وغيره
)ول تصح كتابة( من تعلق به حق لزم نحو )مرهون( وجععان تعلععق
برقبته مال ،لنه معرض للبيع فينافيها وإنما صح عتقه ،لنه أقععوى
)ومكرى( أي :سواء استؤجرت عينه ،أو سلم عما في الذمة فيما
يظهععر ،وإن كعان للمععؤجر إبعداله ،نظععرا للحالعة الراهنعة ويحتمعل
التخصيص بالول ،لنه المتبادر من قولهم :مكععرى ،ومععن تعليلهععم
له بقولهم :لن منافعه مستحقة للمسععتأجر فينافيهععا أيضععا ومثلععه
موصععى بمنفعتععه بعععد مععوت الموصععي ومغصععوب ل يقععدر علععى
انتزاعه )وشرط العوض كونه دينا( ،إذ ل ملك له يرد العقععد عليععه
موصوفا بصفات السلم ،نعم الوجه أنععه يكفععي نععادر الوجععود هنععا
)مؤجل( ،لنه المأثور سلفا وخلفا ولنه عاجز حال ولم يكتف بهععذا
عما قبله قال ابن الصععلح :لن دللععة اللععتزام ل يكتفععى بهععا فععي
المخاطبات وهذان وصفان مقصودان .ا ه .وفيععه نظععر ،لن دللععة
المؤجل على الدين >ص <395 :من دللععة التضععمن ل اللععتزام،
لن مفهوم المؤجل شرعا دين تأخر وفاؤه فهو مركب من شيئين
ودللة التضمين يكتفى بها في المخاطبات فالحسن في الجععواب
أنه تصريح بما علم من المؤجل )ولو منفعة( في الذمة كما يجععوز
جعلها ثمنا وأجرة فتجوز على بناء دارين في ذمته موصوفتين في
وقتين معلومين ،لكن لما لم تخل المنفعة في الذمة من التأجيل،
وإن كان في بعض نجومها تعجيل كان التأجيععل فيهععا الععذي أفععاده
المتن وغيره شرطا في الجملة ل مطلقععا ل علععى خدمععة شععهرين
متصلين ،أو منفصلين ،وإن صرح بأن كل شهر نجععم ،لنهمععا نجععم
واحد >ص <396 :إذ المنافع المتعلقععة بالعيععان ل يجععوز شععرط
تأجيلها ،ومن ثم لم يصح على ثوب يؤدي نصفه بعد سععنة ونصععفه
بعد سنتين ،أما إذا لم يكن دينا ،فإن كان غير منفعة عين لم تصح
الكتابة وإل صحت على ما تقرر ويأتي )ومنجما بنجمين( ولععو إلععى
ساعتين ،وإن عظم المعال )فعأكثر( ،لنعه المعأثور أيضعا نظيعر معا
تقرر ولما مر أنها مشتقة من ضم النجوم بعضها إلى بعض وأقععل
ما يحصل به الضم اثنان
)وقيععل :إن ملععك( السععيد )بعضععه وبععاقيه حععر لععم يشععترط أجععل
وتنجيم( ،لنه قد يملك ببعضه الحر ما يععؤديه حععال ورد بععأن المنععع
تعبد اتباعععا لمععا جععرى عليععه الولععون ،لنهععا خارجععة عععن القيععاس
فيقتصععر فيهععا علععى مععا ورد ونقععل شععارح فععي هععذه وجهيععن عععن
الروضة وأصععلها بل ترجيععح ،وهععم )ولععو كععاتب قنععه >ص<397 :
على( منفعة عين مع غيرها مؤجل نحو )خدمة شهر( مثل من الن
)ودينار( في أثنائه ،وقد عينه كيوم يمضي منه )عنععد انقضععائه( ،أو
خياطة ثوب صفته كذا في أثنائه ،أو عند انقضائه )صحت( الكتابة،
لن المنفعة مستحقة حال ،والمدة لتقديرها ،والدينار إنما تستحق
المطالبععة بععه بعععد المععدة الععتي عينهععا لسععتحقاقه وإذا اختلععف
الستحقاق حصل تعدد التنجيععم ،ول يضععر حلععول المنفعععة لقععدرته
عليها حال فعلم أن الجل إنما هو شرط في غير منفعة يقدر على
الشععروع فيهععا حععال ،وأن الشععرط فععي المنععافع المتعلقععة بععالعين
اتصالها بالعقد ،بخلف الملتزمععة فععي الذمععة وإن شععرط المنفعععة
التي توصل بالعقد ويمكن الشروع فيهعا عقبعه ضعميمة نجعم آخعر
إليها كالمثال المذكور وأن شرطه تقععدم زمععن الخدمععة فلععو قععدم
زمن الدينار على زمن الخدمة لم تصح .ويتبع في الخدمة العععرف
فل يشترط بيانها )أو( كاتبه )على أن يبيعه كععذا( ،أو يشععتري منععه
كذا )فسدت( الكتابة ،لنعه كبيععتين فعي بيععة )ولعو قعال :كاتبتعك
وبعتك هذا الثوب بألف ونجم اللف( بنجمين فأكثر ككاتبتك وبعتك
هذا بألف إلى شهرين تؤدي منهما خمسععمائة عنععد انقضععاء الول،
والباقي عند انقضاء الثاني )وعلق الحريععة بععأدائه( وقبلهمععا العبععد
معا ،أو مرتبا )فالمذهب صحة الكتابة( بقدر ما يخص قيمععة العبععد
من اللف الموزعة عليها وعلى قيمة الثعوب تفريقععا للصعفقة وإن
أطال البلقيني في رد ذلك وما يخص العبد يؤديه في النجمين مثل
)دون الععبيع( >ص <398 :لتقععدم أحععد شععقيه علععى أهليععة العبععد
لمبايعة السيد
)ولو كاتب( عبععدين كمععا علععم بععالولى ،أو )عبيععدا( صععفقة واحععدة
)علععى عععوض( واحععد منجععم بنجميععن مثل )وعلععق عتقهععم بععأدائه(
ككاتبتكم على ألف إلى شهرين إلى آخر ما مععر )فععالنص صععحتها(
لتحاد مالك العوض مع اتحاد لفظععه فهععو كععبيع عبيععد بثمععن واحععد
)ويوزع( المسمى )على قيمتهم يوم الكتابة( ،لنه وقععت الحيلولععة
بينهم وبين السيد )فمن أدى( منهم )حصععته عتععق( لسععتقلل كععل
منهععم ،ول يقععال :علععق العتععق بععأدائهم ،لن المغلععب فععي الكتابععة
الصحيحة حكععم المعاوضععة ولهععذا يعتععق بععالبراء مععع انتفععاء الداء
)ومن عجز( منهم )رق( لذلك )وتصح كتابة بعض مععن بععاقيه حععر(
بأن قال :كاتبت مععا رق منععك ل بعضععه ،لمععا يععأتي وذلععك لفادتهععا
الستقلل المقصود بالعقد )فلو كاتب كلععه( ،أو تعععرض لكععل مععن
نصفيه وقدم الرق لما معر أن الشعرط تقعدم معا يصعح ،وإن علعم
حرية باقيه )صح في الرق في الظهر( تفريقععا للصععفقة فععإذا أدى
قسط الرق من القيمة عتق )ولو كععاتب بعععض رقيععق فسععدت إن
كان باقيه لغيره ولم يأذن( في كتابته ،لعدم استقلله حينئذ .وأفاد
تعبيره بالفساد أنها تعطى أحكام الكتابة الفاسدة فيما يأتي خلف
تعبير أصله بالبطلن ،إذ هذا الباب يفترق فيه الفاسد من الباطععل
)وكذا إن أذن( فيهععا )أو كععان لععه علععى المععذهب( ،لنععه حيععث رق
بعضه لم يستقل بالكسب سفرا وحضرا فينافي مقصععود الكتابععة،
وقد تصح كتابععة البعععض كععأن أوصععى بكتابععة عبععد ،أو كععاتبه ،وهععو
مريض ولم يخرج من الثلث إل بعضععه ولععم تجععز الورثععة وكععذا لععو
أوصى بكتابة البعض ،أو كان الباقي موقوفا على مسجد ،أو جهععة
عامة على ما بحثه الذرعي ،أو كاتب البعض في مرض موته وهو
ثلث ماله )ولو كاتباه( أي :عبدهما استوى ملكهما فيه أم اختلععف
)معا ،أو وكل( من يكاتبه ،أو وكل أحععدهما الخععر )صععح( ذلععك )إن
اتفقت النجوم( جنسا وصفة >ص <399 :وعععددا وأجل )وجعععل(
عطف علععى صععح )المععال علععى نسععبة ملكيهمععا( صععرحا بععذلك أم
أطلقا ،لئل يؤدي إلى انتفاع أحدهما بمال الخر ،فإن انتفى شرط
مما ذكر بأن جعله على غير نسبة الملكيععن فسععدت )فلععو عجععز(
المكاتب )فعجزه أحدهما( وفسخ الكتابة )وأراد الخر إبقاءه( أي:
العقد في حصته وإنظععاره )فكابتععداء عقععد( علععى البعععض أي :هععو
مثله فل يجوز ولو بإذن الشريك كما مر )وقيل :يجوز( ،لنه يغتفر
في الدوام ما ل يغتفر في البتداء )ولو أبرأ( أحد المكععاتبين العبععد
)من نصيبه( من النجوم )أو أعتقه( أي :نصيبه منه ،أو كلععه )عتععق
نصيبه( منه )وقوم( عليه )الباقي( وعتق عليه وكان الولء كله لععه
)إن كان موسرا( ،وقد عاد رقه بأن عجز فعجزه الخععر كمععا علععم
مما قدمته في مبحث السراية فل اعتراض عليه وذلك لما مر ثععم
ولنه لما أبرأه من جميع ما يسععتحقه أشععبه مععا لععو كععاتب جميعععه
وأبرأه من النجوم ،أما إذا أعسععر ،أو لععم يعععد الععرق وأدى نصععيب
الشريك من النجوم فيعتق نصيبه عن الكتابة ويكون الععولء لهمععا.
وخرج بالبراء ،والعتاق ما لو قبععض نصععيبه فل يعتععق ،وإن رضععي
الخر بتقديمه ،لنه ليس له تخصيص أحدهما بالقبض
)فصل( في بيان ما يلزم السيد ويسععن لععه ويحععرم عليععه ومععا
لولد المكاتبة ،والمكععاتب مععن الحكععام وبيععان امتنععاع السععيد مععن
القبض ،ومنع المكاتب من التزوج ،والتسععري وبيعععه للمكععاتب ،أو
لنجععومه وتوابععع لمععا ذكععر )يلععزم السععيد( >ص <400 :أو وارثععه
مقدما له على مؤن التجهيز )أن يحط عنه( في الكتابععة الصععحيحة
ل الفاسدة )جزءا من المال( المكاتب عليه )أو يدفعه( أي :جععزءا
من المعقود عليه بعد أخذه ،أو من جنسه ل من غيره كالزكععاة إل
إن رضي )إليه( لقوله تعالى }وآتوهم من مال الله الذي آتععاكم{،
والمر للوجوب ،إذ ل صارف عنه ،بخلف الكتابة كما مر ولو أبرأه
من الكل فل وجوب كما أفهمه المتن وكععذا لععو كععاتبه فععي مععرض
موته ،وهو ثلث مععاله أو كعاتبه علععى منفعتعه )والحععط أولعى( معن
الدفع ،لنه المأثور عن الصحابة رضي الله عنهم ولن العانة فيععه
محققة ،والمدفوع قد ينفقه في جهة أخرى ،ومن ثم كععان الصععل
هو الحط ،واليتاء إنما هو بدل عنه )و( الحط )فععي النجععم الخيععر
أليق( ،لنه أقرب إلعى تحصعيل مقصعود العتعق وحينئذ فينبغعي أن
أليق بمعنى أفضل ،) .والصح أنه يكفي( فيه )ما يقع عليه السم(
أي :اسم مال )ول يختلف بحسب المال( قلة وكثرة ،لنه لم يصح
فيه توقيف .وخبر أن المراد في الية ربع مال الكتابة الصح وقفه
على راويه علي كرم الله وجهه فلعله من اجتهاده .وادعاء أن هذا
ل يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع ممنععوع) .و( الصععح
)أن وقت وجوبه قبل العتق( أي :يدخل وقت أدائه بالعقد ويتضيق
إذا بقي من النجم الخير قدر ما يفي به من مال الكتابة ،لمععا مععر
>ص <401 :أنه ليس القصد به إل العانة على العتععق ،فععإن لععم
يؤد قبلعه أدى بعععده وكععان قضععاء )ويسععتحب الربععع( للخععبر المععار
ولقول ابن راهويه أجمع أهل التأويل أنععه المععراد مععن اليععة )وإل(
يسمح به )فالسبع( اقتداء بابن عمر رضععي اللععه عنهمععا )ويحععرم(
على السيد )وطء مكاتبته( كتابة صحيحة لختلل ملكععه كالرجعيععة
فلو شرط في الكتابة أن يطأها فسععدت .وكععالوطء كععل اسععتمتاع
حتى النظر ،ول يرد عليه ،لما مر في الحج أنه حيث حععرم الععوطء
للذات حرمت مقدماته ومثلها المبعضععة )ول حععد( لشععبهة الملععك،
لكن يعزر إن علم تحريمه كهعي إن طععاوعته )ويجععب مهعر( واحعد
ولععو فعي معرات ،وإن طعاوعته للشعبهة أيضعا )والولععد( منعه )حعر
نسيب( ،لنها علقت به في ملكه )ول تجب قيمته علععى المععذهب(
لنعقاده حرا على أن حق الملك في ولدها للسيد وإن حملععت بععه
مععن عبععدها علععى معا يعأتي )وصعارت( بعه )مسععتولدة مكاتبععة( ،إذ
مقصودهما واحد هو العتق )فإن( أدت النجوم عتقت عععن الكتابععة
وتبعها كسبها وولدها ،وإن )عجزت عتقععت بمععوته( عععن السععتيلد
وعتق معها ما حدث لها بعد الستيلد من الولد ،فععإن مععات قبععل
عجزها عتقت >ص <402 :لكن عن الكتابععة كمععا لععو نجععز عتععق
مكاتبته
)وولدها( أي :المكاتبة ل بقيد الستيلد الرقيق الحادث بعد الكتابة
وقبل العتق )من نكاح ،أو زنا مكاتب( أي :يثبت له حكم المكععاتب
)في الظهر يتبعها رقا وعتقا( ،لنه معن كسععبها فيتبعهععا فعي ذلععك
كولد المستولدة ،نعم ل يتبعها لو عتقت ل بجهة الكتابة بأن رقععت
ثععم عتقععت بجهععة أخععرى )وليععس عليععه( أي :الولععد )شععيء( مععن
النجوم ،إذ ل التزام منه )والحق( أي :حق الملك )فيه( أي :الولععد
)للسيد( ل للم ،ومن ثم لو وطئه السيد لو كععان أنععثى لععم يلزمععه
مهر وخولف .قضية هذا في أرش الجنايععة عليععه التععي ،لنععه بععدل
جزئه اليل للحرية فأعطي حكمه ،وفي حل معاملته لععه علععى مععا
بحثه كالذي قبله البلقيني ،لنه قد يكون سببا لعانته على العتععق،
ومن ثم وقف فاضل كسبه كما يأتي )وفي قول( الحق )لهععا( أي:
المكاتبععة ،لنععه مكععاتب عليهععا وقضععية كلم أصععل الروضععة >ص:
<403أن ولدها من عبدها ملك لها قطعا كولد مكاتب مععن أمتععه
ونازع فيه البلقيني بل قال :إنه وهععم وفععرق بععأن المكععاتب يملععك
أمته ،والولد يتبع أمه في الرق وولدها إنما جاءه الرق مععن جهتهععا
ل من جهة أبيه الذي هععو عبععدها )فلععو قتععل فقيمتععه( تجععب )لععذي
الحق( منهما ) ،والمععذهب أن أرش جنايععة عليععه( أي :الولععد فيمععا
دون النفس )وكسبه ومهره( إذا كان أنثى ووطئت بشبهة )ينفععق(
أراد بالنفقة ما يشمل سائر المؤن )منهععا( أي :الثلثععة )عليععه ومععا
فضل وقف ،فإن عتق فله وإل فللسيد( كما أن كسب الم لهععا إن
عتقت وإل فللسيد
)ول يعتق شيء من المكاتب حتى يؤدي الجميع( أي :جميع المععال
المكاتب عليه ما عدا ما يجب إيتاؤه ،أو يبرأ منه ،أو تقععع الحوالععة
به ل عليه للخبر الصحيح }المكاتب عبد ما بقي عليه درهم{ )ولو
أتى( المكاتب ومثله في جميع الحكام التية المععدين فبمععا يظهععر
)بمال فقال السيد :هذا حرام( ،أو ليس ملكك )ول بينة( له بععذلك
)حلععف المكععاتب( أنععه ليععس بحععرام أو )أنععه حلل( ،أو أنععه ملكععه
وصدق عمل بظاهر اليد ،نعم إن كان الصععل فيععه التحريععم كلحععم
قال له :هذا حرام وجب استفصاله علععى الوجععه ،فععإن قععال :إنععه
ميتععة فقععال :بععل حلل صععدق السععيد ،لن الصععل عععدم التذكيععة
كنظيره في السلم ويظهر أن محله ما لم يقل :ذكيتععه وإل صععدق
لتصريحهم بقبول خبر الفاسق ،والكافر عععن فعععل نفسععه كقععوله:
ذبحت هذه الشاة وعلى هذا يحمععل مععا بحععث أنععه ينبغععي تصععديق
العبد .وأما توجيه إطلقه بتشوف الشارع للعتق ففيه نظر ظععاهر
كما يعلم من كلمهم على قطعة اللحم المرمية مكشوفة ،أو فععي
إناء )ويقال للسيد :تأخذه ،أو تبرئه عنه( أي :عن قععدر ،وهععو خععبر
بمعنى النشاء لتعنته ،نعم فيما إذا أقر بحرمته إن عيععن لعه مالكععا
وقبضه لزمععه دفععه لعه مؤاخععذة لعه بعإقراره ،وإن لعم يعيععن أمععر
بإمساكه إلى تبين صاحبه ومنع من التصرف فيه ،فإن كذب نفسه
وقععال :هععو للمكععاتب قبععل ونفععذ تصععرفه فيععه )فععإن أبععى قبضععه
القاضي( وعتععق المكععاتب إن لععم يبععق عليععه شععيء ،أمععا إذا كععان
>ص <404 :له بينة بما يقععوله فل يجععبر علععى قبضععه وسععمعت،
وإن لم يعين المغصوب منه ،لن لععه غرضععا ظععاهرا بالمتنععاع مععن
الحرام )فععإن نكععل المكععاتب( عععن الحلععف )حلععف السععيد( وكععان
كإقامته البينة
)ولو خرج المؤدى( من النجوم )مسععتحقا( ،أو زيفععا )رجععع السععيد
ببدله( لفساد القبض )فإن كان( ما خععرج مسععتحقا ،أو زيفععا )فععي
النجم الخير( مثل )بان( ولععو بعععد مععوت المكععاتب ،أو السععيد )أن
العتق لم يقع( لبطلن الداء )وإن كان( السععيد )قععال عنععد أخععذه(
أي :متصل بالقبض) :أنت حر( أو أعتقتععك ،لنععه بنععاه علععى ظععاهر
الحال ،وهو صحة الداء ،وقد بان خلفه ،أما لو قال ذلععك منفصععل
عن القبض ،والقرائن الدالة على أنعه إنمععا رتبعه علععى القبعض فل
يقبل منه قععوله أنععه بنععاه علععى ظععاهر الحععال كمععا رجحععاه وقععول
الغزالي :ل فرق قيده ابن الرفعة بما إذا قصععد الخبععار عععن حععاله
بعد أداء النجوم فإن قصد إنشاء العتق برئ وعتق وتبعه البلقينععي
وزاد أن حالة الطلق كحالة قصععد النشععاء ونععوزع فيععه وأنععه فععي
الحالين يعتق عن جهة الكتابة ويتبعه كسععبه وأولده ولععو قععال لععه
المكاتب :قلته إنشاء فقال :بل إخبارا صععدق السععيد للقرينععة قععال
الرافعي :وهذا السععياق يقتضععي أن مطلععق قععول السععيد محمععول
على أنه حر بما أدى وإن لععم يععذكر إرادتععه .ا ه .ونظيععر ذلعك مععن
قيل له :أطلقت امرأتك ؟ فقال :نعم طلقتها ،ثم قععال :ظننععت أن
ما جرى بيننا طلق ،وقد أفععتيت بخلفععه فل يقبععل منععه إل بقرينععة
)وإن خرج معيبا فله رده( ،أو رد بدله إن تلف ،أو بقي ،وقد حدث
به عيب عنععده )وأخععذ بععدله( ،وإن قععل العيععب >ص ،<405 :لن
العقد إنما يتناول السليم وبرده أو بطلععب الرش يتععبين أن العتععق
لم يحصل ،وإن كان قال لععه عنععد الداء :أنععت حععر كمععا مععر ،فععإن
رضي به وكان فععي النجععم الخيععر بععان حصععول العتععق مععن وقععت
القبض )ول يتزوج( المكاتب )إل بإذن سيده( ،لنه عبد كما مر في
الخبر )ول يتسرى( يعنععي ل يطععأ مملععوكته ،وإن لععم ينععزل )بععإذنه
على المذهب( لضعف ملكه وما وقع لهما في موضع مما يقتضععي
جوازه بالذن مبني علععى الضعععيف أن القععن غيععر المكععاتب يملععك
بتمليك السيد ويظهر أنه ليس له الستمتاع بما دون الععوطء أيضععا
)وله شراء الجواري للتجارة( توسعا له في طرق الكتساب )فععإن
وطئها( ولم يبال بمنعنا له )فل حد( عليه
والولد( من وطئه )نسيب( لحق به لشبهة الملك ،ول مهععر ،لنععه
المالك ،وإن ضعف ملكععه )فععإن ولعدته فعي( حعال بقععاء )الكتابعة(
لبيه ،أو مع عتقه )أو بعد عتقععه( ،لكععن )لععدون سععتة أشععهر( منععه
)تبعه رقا وعتقا( ولم يعتق حال لضعف ملكععه ومععع كععونه ملكععه ل
يملك نحو بيعه ،لنه ولده ،ول يعتق عليه لضعف ملكه بل يتوقععف
عتقه على عتقه وهذا معنى قععولهم :إنععه تكععاتب عليععه )ول تصععير
مستولدة في الظهر( ،لنها علقت بمملوك )وإن ولدته بعد العتق
لفوق ستة أشهر( ،أو لستة أشهر من العتق كما في الروضععة ،ول
تخالف ،لنه ل بد من لحظة فالمتن اعتبرها في بعض الصور كمععا
يعلم مما قرره في قوله :وكععان يطؤهععا .والروضععة حععذفتها ،لنهععا
معلومة فتغليط المتععن هععو الغلععط )وكععان يطؤهععا( ولععو مععرة مععع
العتق ،أو بعده وأمكن كون الولد من الوطء بأن كان لستة أشععهر
فأكثر منه وبما تقرر من فرض ولدته بعد العتععق بسععتة أشععهر ،أو
أكثر يعلم أن التقييد بالمكان المذكور وإنما هو في صععورة الكععثر
فقط ،وأما إذا قارن الوطء العتق فيلزم المكان منه ،لن الغرض
أنه لستة بعد العتق فتأمله >ص) <406 :فهو حر وهععي أم ولععد(
لظهور العلوق بعد الحرية تغليبا لها فل ينظر لحتماله قبلهععا ،فععإن
انتفى شرط مما ذكر بأن لم يطأها مع العتعق ول بععده ،أو ولععدته
لدون ستة أشهر من الوطء لم تكن أم ولد لعلوقها بععه فععي حععال
عدم صحة إيلده )ولو عجل( المكاتب )النجوم( قبل وقت حلولهععا
أو بعضها قبل محله )لم يجبر السيد على القبول إن كععان لععه فععي
المتنعاع( معن قبضعها )غعرض( صعحيح نظيعر معا معر فعي السعلم
)كمؤنة حفظه( أي :مال النجوم إلى محلععه ،أو علفععه كمععا بأصععله
وما قبله يغني عنه ،لنععه مثععال )أو خععوف عليععه( لنحععو نهععب ،وإن
كاتبه في وقته ،لما فععي الجبععار حينئذ مععن الضععرر وكععذا لععو كععان
يؤكل عند المحل طريا قال البلقيني :أو ،لئل تتعلق به زكععاة )وإل(
يكععن لعه غعرض صععحيح فعي المتنععاع )فيجععبر( علعى القبععول ،لن
للمكاتب غرضا صحيحا فيه وهو العتق ،أو تقريبععه مععن غيععر ضععرر
على السيد ولم يقولوا هنا بنظيععر مععا مععر آنفععا مععن الجبععار علععى
القبض ،أو البراء فيحتمعل أن يكعون هعذا كعذلك ،وهعو معا رجحعه
البلقيني وحذف هنا للعلم به من ثم وعليه فارق ذلك مععا مععر فععي
السلم من عدم الجبار على البععراء بععأن الكتابععة موضععوعة علععى
تعجيل العتق ما أمكن لتشوف الشععارع إليععه فضععيق فيهععا بطلععب
البراء ويحتمل الفرق لحلول الحععق ثعم ل هنععا )فععإن أبععى( قبضععه
لعجز القاضي عن إجباره أو لكونه لم يجده )قبضه القاضي( عنععه
وعتق المكاتب إن حصل بالمؤدى شرط العتق ،لنه نائب الممتنع
كما لو غاب وإنما لم يقبض دين الغائب في غير هذا ،لن الغععرض
هنا العتق ول خيرة للسيد فيه وثم سقوط الدين عنه وبقععاؤه فععي
ذمة المدين أصلح للغائب من أخذ القاضي لععه ،لن يععده عليععه يععد
أمانة ولو أتى به في غير بلد العقد ولنقله إليها مؤنة ،أو كان نحععو
خوف لم يجبر وإل أجبر قاله المععاوردي) .ولععو عجععل بعضععها( أي:
النجععوم قبععل المحععل )ليععبرئه مععن البععاقي( أي بشععرط ذلععك مععن
أحدهما ووافقععه الخععر )فععأبرأه( مععع الخععذ )لععم يصععح الععدفع ،ول
البراء( للشرط الفاسد ،لنه يشبه ربععا الجاهليععة كععان أحععدهم إذا
حل دينه قال لمدينه :اقض ،أو زد ،فإن لم يقضه زاد فععي الععدين،
والجل فعلى السيد رد المععأخوذ ،ول عتععق ،نعععم لععو أبععرأه عالمععا
بفساد الدفع صح وعتق كما بحثه الزركشععي كععالذرعي أخععذا مععن
كلم المصنف ويجري ذلك في كل دين عجل بهذا الشرط
)فرع( أوصى بنجوم المكاتب فعجز فعجزه الموصى لععه لععم ينفععذ
وكان ردا منه للوصية أخذا من قول الماوردي :ما يؤديه بعد ذلععك
يكون للورثة )ول يصح بيع النجوم( ،لنععه بيععع مععا لععم يقبععض .ومععا
يتطععرق السععقوط إليععه كالمسععلم فيععه بععل أولععى ،للزومععه مععن
الطرفيععن )و( كععذا ل يصععح )العتيععاض عنهععا( مععن المكععاتب كمععا
صححاه هنا >ص <407 :لعدم استقرارها ،لكن اعتمععد السععنوي
وغيره ما جريا عليه فععي الشععفعة مععن صععحته للزومهععا مععن جهععة
السيد مع تشوف الشارع للعتق )فلو باع( ها السيد لخر )وأدا( ها
المكاتب )إلى المشتري لم يعتق فععي الظهععر( وإن تضععمن الععبيع
الذن فععي قبضععها ،لن المشععتري يقبععض لنفسععه بحكععم الشععراء
الفاسد فلم يصح قبضه فل عتععق )ويطععالب السععيد المكععاتب( بهععا
)و( يطالب )المكاتب المشتري بما أخذ منه( ،لما تقرر من فسععاد
قبضه .وفارق المشتري الوكيل بأنه يقبض لنفسه كما تقرر ،ومن
ثم لو علما فساد البيع وأذن له السععيد فععي قبضععها كععان كالوكيععل
فيعتق بقبضه
)ول يصح بيع رقبته( أي :المكاتب كتابة صحيحة بغيععر رضععاه )فععي
الجديد( كالمستولدة وفارق المعلق عتقه بصععفة بععأن ذلععك يشععبه
الوصية فجاز الرجوع عنه ،بخلف المكاتب .وشراء عائشة لبريرة
رضي الله عنهما مع كتابتها كان بإذن بريرة ورضاها فيكون فسخا
منها ويرشد له أمععره صععلى اللععه عليععه وسععلم بعتقهععا ولععو بقيععت
الكتابة لعتقت بها فإن الصععح علععى القععديم أن الكتابععة ل تنفسععخ
بععالبيع بععل تنتقععل للمشععتري مكاتبععا .وبحععث البلقينععي صععحة بيعععه
بشرط العتق وينازع فيه قولهما ل يصععح بيعععه بيعععا ضععمنيا ولكنععه
خالف في هذه أيضا وبحث أيضا جواز بيعه لنفسه كبيعه من غيره
برضاه فيكون فسخا للكتابة كما تقرر )فلو بععاع( ه السععيد )فععأدى
النجوم إلععى المشععتري ففععي عتقععه القععولن( السععابقان فععي بيععع
نجومه أظهرهما المنع )وهبته( وغيرها )كبيعه( فتبطل بغير رضععاه
أيضا وكذا الوصية به إن نجزها ل إن علقها بعدم عتقه )وليس لععه
بيع ما في يد المكاتب وإعتاق عبده( أي :عبععد المكععاتب )وتزويععج
أمته( وغير ذلك من التصرفات ،لنه معه في المعععاملت كععأجنبي
وذكر التزويج هنا لينبععه علععى امتنععاع غيععره بععالولى ،وفععي النكععاح
لغرض آخر فل تكرار )ولو قال( لععه )رجععل :أعتععق مكاتبععك( عنععك
وكذا إن أطلق فيما يظهر )على كذا( سواء أقال :علي أم ل خلفا
لمن قيد بالول )ففعل عتق ولزمه ما التزم( كما لو قال ذلك في
المستولدة ،وهو بمنزلة فداء السير ،أما لو قال :أعتقه عني على
كذا فقال :أعتقته عنك فل يعتق عن السائل بععل عععن المعتععق ،ول
يستحق المال ولو >ص <408 :علق عتقه علععى صععفة فوجععدت
عتق كما مر وبرئ عن النجوم فيتبعه كسبه
)فصل( في بيان لزوم الكتابة من جانب وجوازهععا مععن جععانب
وما يترتب عليهما وما يطرأ عليها من فسخ ،أو انفسععاخ وجنععايته،
أو الجنايععة عليععه ومععا يصععح مععن المكععاتب ومععا ل يصععح )الكتابععة(
الصحيحة كما يعلم من كلمه التي )لزمة من جهة السععيد( ،لنهععا
لحظ المكاتب فقط فكان كالمرتهن ،والسيد كالراهن .ويعلم مععن
لزومها من جهته أنه )ليس لععه فسععخها( ،لكععن صععرح بععه ليععترتب
عليه قوله) :إل أن يعجز عععن الداء( عنععد المحععل ولععو عععن بعععض
النجم فله فسخها فتنفسخ بغير حعاكم ،ول تنفسعخ بمجعرد عجعزه
من غير فسخ ،نعم ل أثععر لعجععزه عمععا يجععب حطععه فيرفععع المععر
للحاكم ليلزم السيد باليتاء ،والمكععاتب بععالداء أو يحكععم بالتقععاص
إن رآه للمصلحة وإنما لععم يحصععل التقععاص بنفسععه ،لعععدم وجععود
شرطه التي إل إن غاب كما يأتي ،أو امتنع مع القععدرة مععن الداء
فللسيد فسخها حينئذ )وجائزة للمكاتب فلعه تععرك الداء وإن كعان
معه وفاء( ،لن الحظ له >ص) <409 :فإذا عجز نفسه( بقععوله:
أنا عاجز عن كتابتي مععع تركععه الداء ولععو مععع القععدرة عليععه وهععذا
تصوير ،والمدار إنما هو على المتناع مع القدرة فمتى امتنععع مععن
الداء عند المحل )فللسيد( ولو علععى الععتراخي )الصععبر ،والفسععخ
بنفسه ،وإن شاء بالحععاكم( ،لنععه مجمععع عليععه فلععم يتوقععف علععى
حععاكم لكنععه آكععد فيمععا يظهععر )وللمكععاتب( ،وإن لععم يعجععز نفسععه
)الفسخ( لها )في الصح( كما أن للمرتهن فسععخ الرهععن وإذا عععاد
للععرق فأكسععابه كلهععا للسععيد إل اللقطععة كمععا مععر )ولععو اسععتمهل
المكاتب( السيد )عند حلول( النجم الخيععر ،أو غيععره لعجععزه عععن
الداء حينئذ )استحب( له استحبابا مؤكدا )إمهاله( إعانععة لععه علععى
العتق أول لعجز لزمه المهال بقدر إخراج المال من محله ووزنععه
ونحو ذلك ويظهر أنه يلزمه ،لما يحتععاج إليععه كأكععل وقضععاء حاجععة
وأنه ل تتوسع العذار هنا توسعها في الشفعة ،والرد بععالعيب ،لن
الحق هنععا واجععب بععالطلب فلععم يجععز تععأخيره إل للمععر الضععروري
ونحوه ،ومن ثم يظهر أن المدين فععي الععدين الحععال بعععد مطالبععة
الدائن له كالمكاتب فيما ذكر ،لنه يلزمه الداء فورا بعععد الطلععب
)فععإن أمهععل( ه )ثععم أراد( السععيد وفهععم أن الضععمير للعبععد غلععط
)الفسخ فله( ،لن الحال ل يتأجل )وإن كان( لععه ديععن ثععابت علععى
مليء ،أو )معه عروض أمهله( وجوبا ليستوفيه ،أو )ليبيعها( لقرب
مدتها وعظيم مصلحتها )فإن عععرض كسععاد( ،أو غيععره )فلععه أن ل
يزيد في المهلة على ثلثة أيام( لتضرره لو لزمه إمهال أكععثر مععن
ذلك ويفرق بينه وبين ضبط ما يليه بدون يومين بأن مععانع الععبيع ل
ضابط له فقد يزيد ثمنه وقد ينقص فععأنيط المععر فيععه بمععا يطععول
عرفا ،وهو ما زاد على الثلثة ،وأما الغائب فالمعدار فيعه علعى معا
يجعلععه كالحاضععر ومععا ل فل .وقععد تقععرر فيمععا مععر أن مععا دون
المرحلتين كالحاضر ،بخلف ما فوق ذلك وبهععذا يتجععه اعتمععاد مععا
في المتن دون ما اقتضاه كلم الروضة وأصلها أول أنه إنما يلزمه
إمهال دون يومين كما لو غاب ماله المذكور في قععوله )وإن كععان
ماله غائبا أمهله( وجوبا )إلى الحضار إن كان دون مرحلتين( ،لنه
بمنزلة الحاضر )وإل( بأن غاب لمرحلتين فأكثر )فل( يلزمه إمهال
لطول المدة وللسيد الفسخ )ولو حل النجم( ،ثععم غععاب بغيععر إذن
السيد ،أو حل )وهو( أي :المكاتب )غائب( عن المحل الذي يلزمه
الداء فيه إلى مسافة قصععر >ص <410 :ل دونهععا علععى الوجععه
الذي اعتمده الزركشي كما لو غاب ماله ونقله بعضععهم عععن ابععن
الرفعة في كفايته .فبحثه في مطلبه أنععه ل فععرق فيععه نظععر ،وإن
اعتمده شيخنا )فللسيد الفسخ( بل حاكم ،وإن غاب بإذنه أو عجععز
عن الحضععور لنحععو خععوف أو مععرض وذلععك ،لتعععذر الوصععول إلععى
الغرض وكععان مععن حقععه أن يحضععر أو يبعععث المععال ،والذن قبععل
الحلول ل يستلزم الذن له في اسععتمرار الغيبععة ولععو أنظععره بعععد
الحلول وسافر بإذنه ،ثم رجع لععم يفسععخ حععال ،لن المكععاتب غيععر
مقصر حينئذ بل حتى يعلمه بالحال بكتاب قاضي بلععد سععيده إلععى
قاضي بلده بعد ثبوت مقدمات ذلك ويحلععف أن حقععه بععاق ويععذكر
أنه ندم على الذن ،والنظار وأنه رجع عنهما ويظهر أن ذكر الندم
غير شرط .ومخالفة البلقيني في بعض ما ذكرته ضعيفة )ولو كان
له مال حاضر فليس للقاضععي الداء منععه( بععل يمكععن السععيد مععن
الفسخ حال ،لنه ربما لو حضر امتنع من الداء ،أو عجز نفسه
)ول تنفسخ( الكتابة ولو فاسدة )بجنون( ،أو إغماء )المكععاتب( ول
بالحجر عليه لسفه للزومها من أحد الطرفين كالرهن ،ثععم إن لععم
يكن له مال >ص <411 :جاز للسيد الفسععخ فيعععود قنععا وتلزمععه
مؤنته ما لم يبن له مال يفي فينقض فسععخه ويعتععق قععال المععام:
واستحسناه في يد السيد وإل مضى الفسخ كما لو غاب ماله ،ثععم
حضر ،وإن كان له مال أتى الحاكم وأثبععت عنععده الكتابععة وحلععول
النجم وطالب به وحلف يمين الستظهار على بقاء اسععتحقاقه )و(
حينئذ )يؤدي( إليععه )القاضععي( مععن مععاله )إن وجععد لععه مععال( ولععم
يستقل السيد بالخذ ولو من المحجور وظهرت المصلحة لععه فععي
العتق بأن لم يضع به على المعتمد ،لنه ينوب عنه ،لعععدم أهليتععه،
بخلف غائب له مال حاضر ،أما إذا لم تظهر المصلحة له فيععه فل
يجوز للحاكم الداء >ص <412 :عنه ول للسيد الستقلل بالخذ
)ول( تنفسععخ )بجنععون( ،أو إغمععاء )السععيد( ،ول بمععوته ،أو الحجععر
عليه للزومها من جهته )ويدفع( المكععاتب النجععوم )إلععى وليععه( إذا
جن ،أو حجر عليه ،أو وارثه إذا مات ،لنه قععائم مقععامه )ول يعتععق
بالدفع إليه( أي :المجنون ،لعدم أهليته فيسععترده المكععاتب لبقععائه
بملكه ،نعم ل يضمنه لععو تلععف فععي يععده لتقصععيره بالععدفع لععه بععل
للولي تعجيزه إذا لم يبق بيده شيء ،فإن قلععت :مععر فععي الطلق
أن الجنععون ل يععوجب اليععأس وإن اتصععل بععالموت ،لن ضععرب
المجنون كضرب العاقل فقياسه هنا العتداد بأخذ المجنون قلععت:
ممنوع ،لن المدار هنا على أخذ مملك ،والمجنون ليس من أهله،
بخلف نحو الضرب
)ولو قتل( المكاتب )سيده( عمدا )فلوارثه قصاص ،فإن عفا على
دية ،أو قتل خطأ( ،أو شبه عمد )أخذها( أي :الععوارث الديععة )ممععا
معه( ومما سيكسبه إن لم يختر تعجيزه ،لن السيد مععع المكععاتب
في المعاملة كأجنبي فكعذا الجنايعة .وقضعية المتعن وجعوب الديعة
بالغة ما بلغت واعتمده البلقيني ونقله عن الم وأطال فعي رد معا
اقتضاه كلم الروضة وأصلها من وجوب القععل مععن قيمتععه وأرش
الجناية كالجناية على أجنبي ويأتي الفرق بينهما علععى الول )فععإن
لم يكن( في يده شيء أصل ،أو يفي بععالرش )فلععه( أي :الععوارث
)تعجيزه في الصح( ،لنه يستفيد به رده إلى محض الرق وإذا رق
سقط الرش فل يتبع به إذا عتق كمن ملك عبدا له عليه ديععن )أو
قطع( المكاتب )طرفه( أي :السيد )فاقتصاصه ،والدية كما سبق(
في قتله له )ولو قتل( المكععاتب )أجنبيععا ،أو قطعععه( عمععدا وجععب
القود ،فإن اختار العفو )فعفا على مال ،أو كان( ما فعله )خطععأ(،
أو شبه عمد )أخذ مما معه ومما سيكسبه( إلى حين عتقععه وكععان
وجه ذكره لهذا هنا دون جنععايته علععى السععيد أن السععيد لمععا ملععك
تعجيزه عند العجز بنفسه من غير مراجعة قاض لععم يكلععف وارثععه
الصبر لكسابه المستقبلة ،بخلف الجنبي فإنه لععو لععم يتعلععق بهععا
لضاع حقه ،أو احتاج إلى كلفة الرفع للقاضي )القععل مععن قيمتععه،
والرش( ،لنه يملك تعجيز نفسععه >ص <413 :فل يبقععى للرش
تعلق سوى رقبته فلزمه القل من قيمتها ،والرش وفارق معا معر
في جنايته على سيده بأن حععق السععيد يتعلععق بععذمته دون رقبتععه،
لنها ملكه فلزمه كل الرش بما في يععده كععدين المعاملععة ،بخلف
جنايته على الجنبي إنما تتعلق برقبته فقععط كمععا تقععرر )فععإن لععم
يكن معه شيء( قدر الععواجب )وسععأل المسععتحق( ،وهععو المجنععي
عليه ،أو وارثه )تعجيزه عجزه القاضي( قععال القاضععي ،أو السععيد:
وبحث ابن الرفعة أخذا من كلم التنبيه ،ومن أن بيع المرهون في
الجناية ل يحتاج إلى فك الرهن أنه ل يحتاج هنا لتعجيععز بععل يتععبين
بالبيع انفساخ الكتابة .ا ه .ويععوجه إطلقهععم بععأن قضععية الحتيععاط
للعتق التوقف على التعجيز ،والفرق بينه وبين الرهن وإنما يعجزه
فيما يحتاج لبيعه في الرش فقط إل أن ل يتأتى بيععع بعضععه علععى
الوجه )وبيع( منه )بقدر الرش( فقط إن زادت قيمته عليععه ،لنععه
الواجب )فإن بقي منه شيء بقيت فيه الكتابععة( فععإذا أدى حصععته
من النجوم عتق ،ول سراية )وللسيد فداؤه( بأقل المريععن ويلععزم
المستحق القبععول لتشععوف الشععارع للعتععق )وإبقععاؤه مكاتبععا ولععو
أعتقه بعد الجناية ،أو أبععرأه( عععن النجععوم )عتععق( إن كععان السععيد
موسرا في مسألة العتاق أخذا من كلمهععم فععي إعتععاق المتعلععق
برقبته مال )ولزمه الفداء( بالقل ،لنه فوت رقبته ،بخلف ما لععو
عتق بالداء بعد الجناية
)ولو قتل المكععاتب بطلععت( كتععابته )ومععات رقيقععا( لفععوات محععل
الكتابة فللسيد ما يععتركه بحكععم الملععك ل الرث ويلزمععه تجهيععزه،
وإن لععم يخلععف وفععاء )ولسععيده قصععاص علععى قععاتله( العامععد
)المكافئ( له >ص <414 :لبقائه بملكه )وإل( يكافئه )فالقيمععة(
له هي الواجبة له عليه ،لنها جناية على قنه ،فإن قتله سععيده لععم
يلزمه إل الكفارة كما بأصله وحذفه للعلم به مما قدمه في بابهععا،
بخلف ما لو قطع طرفه فإنه يضمنه له ولو قطع المكاتب طرف
أبيه المملوك له قطع طرفه به ولم تراع شبهة الملك ،لن حرمععة
البوة أقوى منها
)ويستقل( المكاتب )بكل تصرف ل تبرع فيه ول خطععر( كمعاملععة
بثمن مثل ،لن في ذلك تحصيل للعتععق المقصععود )وإل( بععأن كععان
فيه تبرع كبيع بدون ثمن مثل ونحوه من كل محسوب معن الثلعث
لو وقع في مرض الموت ،أو خطععر كععالبيع نسععيئة ولععو بععأكثر مععن
قيمته ،وإن أخذ رهنا وكفيل على ما ذكععراه هنععا )فل( يسععتقل بععه،
لن أحكام الرق جاريععة عليععه .ونقععل البلقينععي عععن النععص امتنععاع
تكفيره بالمال مع أنععه ل تععبرع فيععه وأن مععا تصععدق بععه عليععه ممععا
يؤكل ،ول يباع عادة له التبرع به لخععبر بريععرة وبحععث أن لععه نحععو
قطععع السععلعة ممععا الغععالب فيععه السععلمة ،وإن كععان فيععه خطععر.
)ويصح( ما فيه تبرع وخطر )بإذن سيده فععي الظهععر( ،لن المنععع
إنما هو لحقه وكإذنه قبوله منه تععبرعه عليععه ،أو علععى مكععاتب لععه
آخر بأداء ما عليه ،نعم ليس له عتق ووطء وكتابة ولعو بعإذنه كمعا
يأتي
)ولو اشترى( كل ،أو بعض )من يعتق على سععيده صععح( ول يعتععق
على السيد لستقلل المكاتب بالملععك )فععإن عجععز وصععار لسععيده
عتق( عليه لدخوله في ملكه ،ول يسري البعض فععي صععورته إلععى
الباقي ،وإن اختار سيده تعجيزه ،لما مر فععي العتععق )أو( اشععترى
من يعتق )عليه( لو كان حرا )لععم يصععح بل إذن( مععن سععيده ،لنععه
تكاتب عليه كما يأتي )و( شراؤه له )بإذن( منه )فيه القولن( في
تبرعاته أظهرهما الصحة )فإن صح( الشراء )تكاتب عليه( فيتبعععه
رقا وعتقا ،وليس لععه نحععو بيعععه )ول يصععح إعتععاقه وكتععابته( لقنععه
)بإذن( من سيده )علععى المععذهب( لتضععمنهما الععولء ،وليععس مععن
أهله ،نعم لو أعتقه عن سيده ،أو غيععره بععإذنه صععح >ص<415 :
وكان الولء للسيد
)فصل( في بيان ما تفارق فيه الكتابععة الباطلععة الفاسععدة ومععا
توافق أو تباين فيه الفاسدة الصحيحة وتخالف المكععاتب وسععيده،
أو وارثه وغير ذلك )الكتابة الفاسدة لشرط( فاسد كأن شرط أن
كسبه بينهما ،أو تأخر عتقه عن الداء )أو عوض( فاسد كأن كععاتبه
على نحو خمر )أو أجل فاسد( كأن يؤجل بمجهول أو يجعله نجمععا
واحدا ،أو لغير ذلععك كععأن يكععاتب بعععض الرقيععق )كالصععحيحة فععي
استقلله( أي :المكاتب )بالكسب( ،لنه يعتععق فيهععا بععالداء أيضععا،
وهو إنما يحصل بالتمكن من الكتساب .وخرج بهععا الباطلععة وهععي
ما اختل بعض أركانها كععاختلل بعععض شععروط العاقععدين السععابقة
وكالعقد بنحو دم وكفقد إيجاب ،أو قبول فهي لغععو إل فععي تعليععق
عتق إن وقعت ممن يصح تعليقه وكععذا يفترقععان فععي نحععو الحععج،
والعارية ،والخلع )و( في )أخذ أرش الجناية عليه و( في أخععذ أمععة
ما وجب لها من )مهر( عقد صحيح عليها ،أو وطء )شبهة( ،لنهمععا
في معنى الكتساب )وفي أنه يعتععق بععالداء( للسععيد عنععد المحععل
بحكم التعليق لوجود الصفة ولكون المقصععود بالكتابععة العتععق لععم
تتأثر بالتعليق الفاسد ،ومن ثم لم يشاركه عقد فاسععد فععي إفععادة
ملععك أصععل )و( فععي أنععه )يتبعععه( إذا عتععق )كسععبه( الحاصععل بعععد
التعليق وولده من أمته ككسبه ،لكن ل يجوز له بيعه ،لنععه تكععاتب
عليه ويعتععق إذا عتععق وكععذا ولععد المكاتبععة كتابععة فاسععدة .وقضععية
كلمهما أن نفقته على السيد كفطرته ،لكن قال المام والغزالععي
>ص <416 :تسععقط عنععه وجععزم بععه غيرهمععا ولععه معععاملته
)وكالتعليق( بصفة )في أنه ل يعتق بإبراء( عععن النجععوم ،ول بععأداء
من الغيععر عنععه تبرعععا ،أو وكالععة ،ول بععالداء لوكيععل السععيد لتعععذر
حصول الصفة وأجزأ في الصحيحة ،لن المغلب فيهععا المعاوضععة،
والداء ،والبراء فيها واحد )و( في أن كتابته )تبطل بموت سععيده(
قبل الداء لجوازها من الجانبين ولعدم حصععول المعلععق عليععه ،ول
يعتق بالداء للوارث ،بخلف الصحيحة ،نعم إن قال :إن أديت لي،
أو لوارثي لم تبطل )و( في أنه )يصعح( نحعو بيععه وهبتعه وإعتعاقه
عععن الكفععارة و )الوصععية برقبتععه( ،وإن ظععن صععحة الكتابععة ،لن
العبرة بمععا فععي نفععس المععر )و( فععي أنععه )ل يصععرف إليععه سععهم
المكاتبين( ،لنها جائزة من الجانبين فالداء فيها غيععر موثععوق بععه،
وفي أنه يمنعه من السفر ،ول يطؤهععا ،ول يعتععق بتعجيععل النجععوم
وبما تقرر علم أن في كل من الصحيحة ،والفاسدة عقد معاوضععة
وأن المغلب في الصحيحة معنى المعاوضة وفععي الفاسععدة معنععى
التعليق
)وتخالفهمععا( أي :الفاسععدة الصععحيحة ،والتعليععق )فععي أن للسععيد
فسععخها( بالفعععل كععالبيع ،والقععول كأبطلتهععا فل يعتععق بععأداء بعععد
الفسخ ،لن تعليقها في ضمن معاوضة لم يسلم فيها العوض كمععا
يأتي فلم تلزم .وإطلق الفسخ فيها فيه تجوز ،لنه إنما يكون فععي
صحيح وقيد بالسيد ،لنه يمتنععع عليععه الفسععخ فععي الصععحيحة كمععا
قععدمه وكععذا فععي التعليععق ،وأمععا العبععد فيجععوز لععه الفسععخ فععي
الصحيحة ،والفاسدة دون التعليق )و( في أنها تبطععل بنحععو إغمععاء
السيد ،والحجر عليه بسفه كما يأتي ل فلععس ،بخلف نحععو إغمععاء
العبد ،والحجر عليه وفي )أنه ل يملك ما يأخذه( لفساد العقد )بل
يرجع( فيما إذا عتق بالداء )المكاتب به( أي :بعينه )إن( بقععي وإل
فبمثله في المثلععي وقيمتععه >ص <417 :فععي المتقععوم إن )كعان
متقوما( يعني له قيمة كما بأصله فليس المراد قسيم المثلي ،أما
ما ل قيمة له كخمر فل يرجع بعد تلفععه علععى سععيده بشععيء ،نعععم
بحث شارح أن له أخذ محععترم غيععر متقععوم كجلععد ميتععة لععم يععدبغ
)وهو( أي :السيد يرجع )عليععه( أي :المكععاتب )بقيمتععه( ،لن فيهععا
معنى المعاوضة وقد تلف المعقود عليععه بععالعتق ،إذ ل يمكععن رده
فهو كتلف مبيع فاسد في يد المشتري يرجع على البععائع بمععا أدى
ويرجع البائع عليه بالقيمة وتعتبر القيمة هنا )يوم العتق( ،لنه يوم
التلف .ولو كاتب كافر كافرة علععى فاسععد مقصععود كخمععر وقبععض
في الكفر فل تراجع كما علم مما مععر فععي نكععاح المشععرك )فععإن
تجانسا( أي :ما يرجع به العبد وما يستحقه السععيد عليععه بععأن كانععا
دينين نقدين واتفقا جنسا ونوعا وصفة واستقرارا وحلول )فأقوال
التقاص( التية )ويرجع صاحب الفضل بععه( إن فضععل شععيء ،لنععه
حقه ،أما إذا عتق ل بأداء بأن أعتقه السيد ل عن الكتابة ولععو عععن
كفارته ،ومثل ذلك لو بععاعه ،أو وهبععه ،أو رهنععه ،أو أوصععى برقبتععه
ولم يقيد بعجزه فإنه يصح ويكون فسخا لهععا فل يتبععه كسعب ،ول
ولد ومما تخالف الصععحيحة فيععه أنععه ل يجععب فيهععا إيتععاء ول تصععح
الوصية بنجومها ،ول تمنع رجععوع الصععل >ص ،<418 :ول تحععرم
النظر على السيد ،ول توجب عليه مهععرا بععوطئه لهععا ،وفععي صععور
أخرى تبلغ ستين صورة )قلت :أصح أقععوال التقععاص سعقوط أحععد
الدينين بالخر( أي :يقدره منه إن اتفقععا فععي جميععع مععا مععر وكانععا
نقدين )بل رضا( من صاحبهما ،أو من أحدهما ،لن طلععب أحععدهما
الخر بمثل ما له عليه عبث وهذا فيه شبه بيع تقديرا ،والنهي عن
بيع الدين بالدين إما مخصوص بغير ذلك ،لنه يغتفر في التقععديري
ما ل يغتفر في غيره ،وأما محلععه فععي بيععع الععدين لغيععر مععن عليععه
)والثاني( إنما يسقط )برضععاهما( ،لنععه يشععبه الحوالععة )والثععالث(
يسععقط )برضععا أحععدهما( ،لن للمععدين أن يععؤدي مععن حيععث شععاء
)والرابع ل يسقط( ،وإن تراضيا )والله أعلم( ،لنه يشبه بيع الدين
بالدين .أما إذا اختلفا جنسا ،أو غيره مما مر فل تقاص كما لو كانا
غير نقدين وهما متقومان مطلقا ،أو مثليان ل إن حصععل بععه عتععق
لتشوف الشارع إليه ،أما لععو اتفقععا أجل ففععي وجععه رجحععه المععام
وتبعه البلقيني واستشهد لععه بنععص الم التقععاص وفععي آخععر المنععع
ورجحه البغععوي كالقاضععي واقتضععاه كلم الشععرح الصععغير لنتفععاء
المطالبة ولن أجل أحدهما قد يحل بموته قبل الخر ولععو تراضععيا
بجعل الحال قصاصا عن المؤجل لم يجز كما رجحاه وحمعل علعى
ما إذا لم يحصل بععه عتععق وإل جععاز كمععا أفععاده كلم الم وقياسععه
تقييد الوجهين المذكورين بذلك أيضا
)فععإن فسععخها السععيد( >ص <419 :أو العبععد )فليشععهد( نععدبا
احتياطا ،لئل يتجاحدا )ولو أدى( المكاتب )المال فقال السععيد( لععه
) :كنت فسخت( قبل أن تؤدي )فأنكره( العبد أي :أصععل الفسععخ،
أو كونه قبل الداء )صدق العبد بيمينه( ،لن الصل عدم ما ادعععاه
السيد فلزمتععه البينععة )والصععح بطلن( الكتابععة )الفاسععدة بجنععون
السيد وإغمائه ،والحجر عليه( بالسفه )ل بجنون العبد( ،لن الحظ
له فإذا أفاق وأدى المسمى عتق وثبت التراجع )ولو ادعععى كتابععة
فأنكر( )سيده ،أو وارثه صدقا( أي :كل منهما باليمين ،لن الصل
عدمها )وحلف الوارث على نفي العلم( ،والسيد علععى البععت كمععا
علم مما مر ولو ادعاها السيد وأنكر العبد جعل إنكاره تعجيزا منه
لنفسه ،نعم إن اعترف السيد مع ذلك بأداء المععال عتععق بععإقراره
ويتجه أن محل ما ذكر في النكار إن تعمععده مععن غيععر عععذر )ولععو
اختلفا في قدر النجععوم( أي :الوقععات ،أو مععا يععؤدي كععل نجععم )أو
صفتها( أراد بها ما يشمل الجنس ،والنوع ،والصععفة وقععدر الجععل،
ول بينة ،أو لكل منهما بينة )تحالفا( كما مر في البيع ،نعم إن كان
خلفهما يؤدي لفسادها كأن اختلفا هل وقعت على نجم واحععد ،أو
أكثر ؟ صدق مععدعي الصععحة بيمينععه نظيععر مععا مععر ثععم )ثععم( بعععد
التحالف )إن لم يكن( السيد )قبض ما يععدعيه لععم تنفسععخ الكتابععة
في الصح( قياسا على البيع )بل إن لم يتفقا( على شععيء )فسععخ
القاضي( الكتابة ل هما ،لنه يحتاج لنظر واجتهععاد كالفسععخ بالعنععة
وبه فارق ما مر في نحو البيع ،لنه منصوص عليععه فانععدفعت كمععا
قاله الزركشي تسوية السنوي وغيره بيععن مععا هنععا ،والععبيع) .وإن
كان( السيد )قبضه( أي :ما ادعاه بتمامه )وقععال المكععاتب :بعععض
المقبوض( لم تقع به الكتابة وإنما هععو )وديعععة( أودعتععه إيععاه ولععم
أدفعه عن جهة الكتابععة )عتععق( لتفاقهععا علععى وقععوع العتععق علععى
التقععديرين )ويرجععع هععو( أي :العبععد )بمععا أدى( جميعععه )و( يرجععع
)السيد بقيمته( أي :العبد ،لنه ل يمكن رد العتق )وقععد يتقاصععان(
إن وجدت شروط التقاص السابقة بأن تلف المؤدى وكان هععو ،أو
قيمتععه مععن جنععس قيمععة العبععد وصععفتها )ولععو قععال :كاتبتععك وأنععا
مجنون ،أو محجور علي( بسفه طرأ )فأنكر العبد( وقال :بل كنت
عاقل )صدق السيد( بيمينه كما بأصله )إن عرف سبق ما ادعععاه(،
لن الصل بقاؤه فقوي جععانبه ،ومععن ثععم صععدق مععع كععونه يععدعي
الفساد على خلف القاععدة وإنمععا لعم يصعدق معن زوج بنتععه ،ثععم
ادعى ذلك ،وإن عهد له ،لن الحق تعلق بثالث ،بخلف هنععا )وإل(
يعرف ذلك )فالعبد( هو المصدق بيمينه ،لن الصل ما ادعاه )ولو
قععال( السععيد :) .وضعععت عنععك النجععم الول ،أو قععال( :وضعععت
)البعض فقال( المكععاتب ) :بععل( وضعععت )الخععر ،أو الكععل صععدق
السيد( بيمينه ،لنه أعرف بععإرادته وفعلععه ،والصععورة أن النجميععن
>ص <420 :اختلفا قدرا وإل لم يكن للخلف فععائدة )ولععو مععات
عن ابنين وعبد فقال( لهما وهمععا كععاملن ) :كععاتبني أبوكمععا ،فععإن
أنكرا( ذلك )صدقا( بيمينهما على نفي علمهمععا بكتابععة الب وهععذا
علععم معن قععوله آنفععا :أو وارثعه وأععاده ليرتععب عليععه قععوله) :وإن
صدقاه( أو قععامت بععذلك بينععة )فمكععاتب( عمل بقولهمععا ،أو البينععة
)فععإن أعتععق أحععدهما نصععيبه( أو أبععرأه عععن نصععيبه مععن النجععوم
)فالصح( أنه )ل يعتق( ،لععدم تمعام ملكعه )بعل يوقعف ،فعإن أدى
نصيب الخر عتق كلعه وولؤه للب( ،لنعه عتعق بحكعم كتعابته ثعم
ينتقل لهما سواء )وإن عجز قوم على المعتععق إن كععان موسععرا(
وقععت العجععز وولؤه كلععه لععه )وإل( يكععن موسععرا )فنصععيبه حععر،
والباقي قن للخععر قلععت :بععل الظهععر( الععذي قطععع بععه الصععحاب
)العتق( في الحال ،لمععا أعتقعه )واللعه أعلعم( كمععا لعو كاتبععا عبععدا
وأعتق أحدهما نصيبه ،لكن ل سراية هنا ،لن الوارث نائب الميت،
وهو ل سراية عليه ،ومن ثم لو عتق نصيب الخر بععأداء ،أو إعتععاق
أو إبراء كان الولء على المكاتب للب ،ثم لهما عصععوبة علععى مععا
مر ،وإن عجزه بشرطه عاد قنا ،ول سععراية لمععا تقععرر أن الكتابععة
السابقة تقتضي حصول العتق بهععا ،والميععت ل سععراية عليععه )وإن
صععدقه أحععدهما فنصععيبه مكععاتب( مؤاخععذة لععه بععإقراره .واغتفععر
التبعيض في الكتابة للضرورة كما لو أوصى بكتابة عبد فلم يخععرج
إل بعضه )ونصيب المكذب قن( إذا حلف على نفععي العلععم بكتابععة
أبيه استصحابا لصل الرق فنصععف الكسععب لععه ونصععفه للمكععاتب
)فإن أعتقه المصدق( أي :كله ،أو نصيبه منه )فالمذهب أنه يقععوم
عليه إن كان موسرا( لزعم منكر الكتابة أنه رقيق كله لهمععا فععإذا
أعتق صاحبه نصيبه سرى إليه عمل بزعمه كما لو قععال لشععريكه:
أعتقت نصيبك وأنععت موسععر فإنععا نؤاخععذه ونحكععم بالسععراية إلععى
نصيبه ،لكن لما ثبتت السراية في هذه بمحض إقرار ذي النصععيب
لم تجب له قيمة ،وأما في مسألتنا فهي إنما تثبت استلزاما لزعم
المنكر ل لقراره فكانت إتلفا لنصيبه فععوجبت قيمتععه لععه .وخععرج
بأعتق عتقه عليه بأداء ،أو إبراء فل يسري