Professional Documents
Culture Documents
على
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
للمام
شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي
وبهامشه
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
الجزء الرابع
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
>ص<2 :
كتاب الحج
هو بفتح وكسر لغة القصد أو كششثرته إلششى مششن يعظششم وشششرعا
قصد الكعبة للنسك التي علششى مششا فششي المجمششوع وعليششه يشششكل
قولهم أركان الحج ستة إل أن يؤول أو هششو نفششس الفعششال التيششة،
وهو الظاهر ببادئ الششرأي لكششن يعكششر عليششه أن المعنششى الشششرعي
يجب اشتماله على المعنى اللغوي بزيادة وذلششك غيششر موجششود هنششا
>ص <3 :إل أن يقال إن ذلك أغلبي أو إن منها النية ،وهششي مششن
جزئيات المعنى اللغوي ونظيره الصلة الشرعية لشششتمالها علششى
الدعاء والصل فيه الكتاب والسششنة والجمششاع ،وهششو مششن الشششرائع
القديمة روي أن آدم صلى الله على نبينا وعليه وسلم حج أربعين
سششنة مششن الهنششد ماشششيا وأن جبريششل قششال لششه إن الملئكششة كششانوا
يطوفون قبلك بهذا البيت سبعة آلف سنة وقال ابششن إسششحاق لششم
يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إل حج والذي صرح به غيره أنه ما مششن
نبي إل حج خلفا لمششن اسششتثنى هششودا وصششالحا صششلى اللششه عليهششم
وسلم وفي وجوبه على من قبلنا وجهان قيل الصحيح أنه لم يجب
إل علينا واستغرب قال القاضي ،وهششو أفضششل العبششادات لشششتماله
على المال والبششدن ،وفششي وقششت وجششوبه خلف قبششل الهجششرة أول
سنيها ثانيها وهكذا إلى العاشرة والصح أنه في السادسششة }وحششج
صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعششدها وقبششل الهجششرة حججششا ل
يدرى عددها{ وتسمية هذه حججا إنما هو باعتبششار الصششورة إذ لششم
تكششن علششى قششوانين الحششج الشششرعي >ص <4 :باعتبششار مششا كششانوا
يفعلششونه مششن النسششيء وغيششره بششل قيششل فششي حجششة أبششي بكششر فششي
التاسعة ذلك لكن الوجه خلفه ،لنه صلى الله عليه وسلم ل يأمر
إل بحج شرعي وكذا يقال في الثامنششة الششتي أمششر فيهششا عتششاب بششن
أسيد أمير مكة وبعدها حجة الوداع ل غير )هو فرض( معلششوم مششن
الدين بالضرورة فيكفششر منكششره إل إن أمكششن خفششاؤه عليششه )وكششذا
العمرة ،وهي( بضم فسششكون أو ضششم وبفتششح فسششكون لغششة زيششارة
مكان عامر وشرعا قصد الكعبششة للنسششك التششي أو نفششس الفعششال
التية )في الظهر( للخبر الصحيح }حج عن أبيك واعتمششر{ وصششح
عن عائشة رضي الله عنها }هل على النسششاء جهششاد قششال جهششاد ل
قتال فيه الحج والعمششرة{ وخششبر الترمششذي بعششدم وجوبهششا وحسششنه
اتفق الحفاظ على ضعفه ول يغني عنها الحج ،لن كل أصل قصششد
منه ما لم يقصد من الخر أل ترى أن لهششا مششواقيت غيششر مششواقيت
الحج وزمنا غير زمن الحج وحينئذ فل يشكل بششإجزاء الغسششل عششن
الوضوء ،لن كل ما قصد به الوضوء موجود في الغسل ول يجبان
بأصل الشرع في العمر إل مرة وهما على التراخي
>ص <5 :بشرط العزم على الفعششل بعششد وأن ل يتضششيقا بنششذر أو
خوف عضب أو تلف مال بقرينة ولو ضعيفة كما يفهمششه قششولهم ل
يجوز تأخير الموسع إل إن غلب على الظن تمكنه منه أو بكونهمششا
قضاء عما أفسده ومتى أخر فمات تششبين فسششقه بمششوته مششن آخششر
سني المكان إلى الموت فيرد ما شششهد بششه وينقششض مششا حكششم بششه
وسيأتي أنه يستقر عليشه بوجشود مشال لشه لشم يعلمشه ومشع ذلشك ل
نحكم بفسقه لعذره )وشششرط صششحته( المطلقششة أي مششا ذكششر مششن
الحج والعمرة )السلم( فقط فل يصح مشن كشافر أصشلي أو مرتششد
بل لو ارتد أثناءه بطل ولم يجب مضي فششي فاسششده وبهششذا فششارق
بششاطله فاسششده بجمششاع كمششا يششأتي ول تحبششط الششردة غيششر المتصششلة
بالموت ما مضى أي ذاته حتى ل يجب قضاؤه بل ثششوابه كمشا نشص
عليه قيل عبارته ل تفي بقول أصله ل يشترط لصحته إل السششلم
ا ه .وليس في محله ،لن تعريف الجزأين يفيشد الحصشر علشى أنشه
اعترض بأنه يشترط أيضا الوقت والنية والعلم بالكيفيششة حششتى لششو
جرت أفعال النسك منه اتفاقشا لشم يعتشد بهشا >ص <6 :لكشن ورد
ذكر النية بأنها ركن ويرد ذكر الوقت ،لنه معلوم من صريح كلمه
التي في المواقيت وذكر العلم بأنه لو حصل بعششد الحششرام وقبششل
تعاطي الفعال كفى فليس شششرطا لنعقششاد الحششرام الششذي الكلم
فيه بل يكفي لنعقاده تصششوره بششوجه )فللششولي( علششى المششال ولششو
وصيا وقيما بنفسه أو مأذونه ولو لم يحج أو كان محرما بحششج عششن
نفسه ،وإن غاب المولى .وفارق الجير بششأنه يباشششر العبششادة عششن
الغير فاشترط وقوعها منه والولي ليس كذلك ومششن ثششم ل يرمششى
عنششه بشششرطه إل إن رمششى عششن نفسششه )أن يحششرم عششن الصششبي(
الشششامل للصششبية إذ هششو الجنششس )الششذي ل يميششز( أي ينششوي جعلششه
محرما أو الحرام عنه لخبر مسلم }أنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم
لقي ركبا بالروحاء فرفعت إليه امرأة صبيا فقالت يا رسششول اللششه
ألهذا حج قال نعم ولششك أجششر{ ،وفششي روايششة لبششي داود }فأخششذت
بعضد صبي فرفعته مششن محفتهششا{ ،وهششو ظششاهر فششي صششغره جششدا
ويكتب للصبي ثواب ما عمله أو عمله به وليه مششن الطاعششات كمشا
أفاده الخبر ول يكتب عليه معصششية إجماعششا )والمجنششون( الشششامل
للمجنونة لذلك قياسا على الصبي وأجابوا عمششا تقششرر مششن اعتبششار
ولية المال والم ليست كذلك باحتمال أنها وصية أو أن وليششه أذن
لها أن تحرم عنه أو أن الحاصل لها أجر الحمل والنفقة ل الحرام
إذ ليس في الخبر أنها أحرمت عنششه وحيششث صششار المششولى محرمششا
وجششب >ص <7 :أن يفعششل بششه مششا يمكششن فعلششه كإحضششاره عرفششة
وسائر المواقف .ومنها كما هو ظاهر الرمي فيلزمه إحضاره إيششاه
حالة رميه عنه ،وإن لم يتصور منه ،لن الششواجب شششيئان الحضششور
والرمي فل يسقط أحدهما بسقوط الخر والطواف والسششعي بششه،
وإن لم يفعل عنه ما ل يمكن كالرمي بعد رميه عن نفسششه إن لششم
يقدر لو جعل الحصاة بيده أن يرمي بها ويظهر في جعلها بيده أنه
ل يعتد به منه إل إن رمى عن نفسه ،لنه مقدمة للرمششي فيعطششى
حكمه ويؤيده أنه لو رفع الحصاة بيده غير الولي ومششأذونه ل يعتششد
به وكذا لو أحضره غيرهما كما شملهما كلمهم ويصلي عنششه سششنة
الطواف والحرام ويشششترط فششي الطششواف بششه طهششر الششولي وكششذا
الصبي على الوجه فيوضئه الولي وينوي عنه وخرج بالذي ل يميز
المميز فل يجوز له الحرام عنه على ما نقله الذرعي عششن النششص
والجمهور واعتمده لكن المصحح في أصل الروضششة الجششواز ،فششإن
شاء أحرم عنه أو أذن له أن يحرم عن نفسه فاعتراضه غفلة عن
أن المفهوم إذا كان فيه خلف قوي أو تفصيل ل يرد لفادة القيششد
حينئذ .وخششرج بالصششبي والمجنششون المغمششى عليششه >ص <8 :فل
يحرم أحد عنه إذ ل ولي له إل على مششا يششأتي أول الحجششر وللسششيد
أن يحرم عن قنششه الصششغير ل البششالغ علششى المعتمششد فيهمششا ويششتردد
النظر في المبعض الصغير فيحتمل أنه نظير ما يششأتي فششي النكششاح
وحينئذ فيحرم عنه وليه وسيده معا ل أحششدهما ،وإن كششانت مهايششأة
إذ ل دخل لها إل في الكساب وما يتبعهششا كزكششاة الفطششر لناطتهششا
بمن تلزمه النفقة ويحتمل صحة إحششرام أحششدهما عنششه وللسششيد إذا
كان المحرم الولي تحليله والول أقششرب ،فششإن قلششت ينششافي ذلششك
قول جمع وحكي عن الصحاب من بعضه حر له حكششم القششن فششي
تحليل السيد له إل في المهايأة إن أحرم في نوبته ووسعت نسكه
فله حينئذ حكم الحر قلت ل ينافيه ،لن التحليششل يتعلششق بالكسششب
أيضا فأثرت فيه المهايأة بخلف الحششرام ،لنششه صششفة ل تعلششق لهششا
بالكسب )وإنما تصح مباشرته( أي ما ذكر من الحج والعمرة )من
المسلم المميششز( ولششو قنششا ككششل عبششادة بدنيششة نعششم تتوقششف صششحة
إحرامه على إذن وليه كما مر أو سيده لحتيششاجه للمششال أي شششأنه
ذلك ،وهو محجور عليه فيه ويلزم الششولي كششل دم >ص <9 :لششزم
المولى وما زاد على مؤنته في الحضششر ومؤنششة قضششاء مششا أفسششده
بجماعه لوجود شروط جماع البالغ المفسد فيه ،لنه الذي ورطششه
في ذلك من غير حاجة ول ضرورة وبه فارق وجوب أجرة تعليمششه
ومؤن من يزوجها له في مال المششولى ،لنششه لششو لششم يعلمششه احتششاج
للتعلم بعششد بلششوغه وقششد يظششن الششولي أن تلششك الزوجششة الششتي فيهششا
المصلحة تفوت لو أخر للبلششوغ )وإنمششا يقششع( مششا أتششى بششه المحششرم
)عن( نذر إن كان مسششلما مكلفششا وعششن )حجششة السششلم( وعمرتششه
)بالمباشششرة( عششن نفسششه أو عششن ميششت أو معضششوب فانششدفع قششول
السنوي ومششن قلششده إنششه تقييششد مضششر )إذا باشششره المكلششف( فششي
الجملة ل بالحج أي البششالغ العاقششل )الحششر( ولششو بششالتبين ،وإن كششان
حال الفعل قنا ظششاهرا )فيجششزئ حششج الفقيششر( وعمرتششه عششن حجششة
السلم وعمرته أداء أو قضاء لما أفسششده كمششا لششو تكلششف مريششض
حضور الجمعة وغني خطر الطريق )دون الصبي والعبششد( فل يقششع
نسكهما عن نسك السلم إجماعا ولن الحج لكونه وظيفة العمششر
ول يتكرر اعتبر وقوعه حال الكمال هذا إن لم يدركا وقوف الحششج
وطواف العمششرة كششاملين وإل بششأن بلششغ >ص <10 :أو عتششق قبششل
الوقوف أو الطواف أو في أثنائهما أو بعد الوقششوف وعششاد وأدركششه
قبششل فجششر النحششر أجزأهمششا عششن حجششة السششلم وعمرتششه لوقششوع
المقصود العظم في حال الكمال .وبحششث السششنوي أنششه إذا كششان
عوده للوقوف بعد الطواف لزمه إعادته كالسعي بعده ليقعششا فششي
حال الكمال ومثلهما الحلق كما هششو ظششاهر ويؤخششذ مششن ذلششك أنششه
يجزئه عوده >ص <11 :ولششو بعششد التحلليششن ،وإن جششامع بعششدهما،
وهو محتمل فيعيد ما فعله بعد وقوفه ليقع في حال الكمال وعليه
فيظهر أنه ل يعيد إحرامه ،لن هذا من توابع الحرام الول ويفرق
بين هذا وتفصيلهم في سجود السهو بين أن يسلم سهوا فيعود أو
عمدا فل بأن تحصيل الحج الكامل صعب فسومح فيه باسششتدراكه
ولو بعد الخروج منه بالتحللين ما لم يسامح ثم ووقع فششي الكفايشة
أن إفاقة المجنون حكمها ما ذكر وجزم به السنوي وابن النقيششب.
واعتمده الزركشي والجلل البلقيني وغيرهم وتبعهم شيخنا ،وهششو
قياس ما ذكروه في الصشبي غيششر المميششز لكششن الشذي جششرى عليششه
الشيخان أنه يشترط إفاقته في الركان كلهششا حششتى عنششد الحششرام
ونقله في المجموع عن الصحاب وقال معنششاه أنششه يشششترط ذلششك
في وقوعه عن حجة السلم ونقل الزركشي ذلك عششن الصششحاب
أيضا وبكلم المجموع يندفع تأويل شيخنا لكلمهما بأن إفاقته عنششد
الحرام إنما هي شرط لسقوط زيادة النفقة عن الششولي علششى أن
صنيع الروضة يرد هششذا التأويششل أيضششا ،فششإن قلششت مششا الفششرق بيششن
الصبي غير المميز والمجنون قلت يفششرق بششأن فششي إحششرام الششولي
عن المجنون خلفا ول كذلك الصبي فلقوة إحرامه عنه وقششع عششن
حجة السلم بخلف المجنون .وذكرت في شرح العباب فرقا آخر
مع النتصار >ص <12 :للمنقول وأن أولئك غفلوا عنه ،وإن كان
ظاهر النص يؤيدهم ثم اشتراط الفاقة عند الحلششق هششو مششا بحثششاه
بناء على أنه ركن ونازع فيه شارح بأنهم إنما سكتوا عنششه ،لنششه ل
يشترط فيه فعل قال حتى لو وقع ،وهو نائم كفى فيما يظهر ا ه.
ويرد أن محل كونه ل يشترط فيه فعششل إذا كششان متششأهل ل مطلقششا
كما هو واضح فاتجه ما بحثاه وإذا اشترط لوقوع الوقوف الششذي ل
يشترط فيه فعل ول يؤثر فيه صششارف عششن حجششة السششلم إفششاقته
عنده فالحلق كذلك )وشرط وجوبه( أي ما ذكر من الحج والعمرة
)السلم( فل يجب على كافر أصلي إل للعقاب عليه نظير مشا مشر
فششي الصششلة وغيرهششا ول أثششر لسششتطاعته فششي كفششره أمششا المرتششد
فيخاطب به في ردته حتى لو استطاع ثم أسلم لزمششه الحششج ،وإن
افتقر ،فإن أخره حتى مات حج عنه من تركته )والتكليف والحرية
والستطاعة( بالجماع فل يجب على أضداد هؤلء لنقصهم .وعلششم
من كلمه مع ما مر فيه أن المراتب خمس صحة مطلقششة وصششحة
مباشرة فوقوع عن نذر فوقوع عشن فشرض السشلم فوجشوب وأن
الستطاعة الواحدة كافية للحج والعمرة كذا أطلقوه ومحلششه كمششا
هو واضح في استطاعة الحج أما استطاعة العمرة في غير وقششت
الحج فل يتوهم الكتفاء بها للحج )وهي نوعان أحششدهما اسششتطاعة
مباشرة ولها شروط( ظششاهره بششل صششريحه كسششائر كلمهششم أنششه ل
عشبرة بقشدرة ولشي علشى الوصشول إلشى مكشة وعرفشة فشي لحظشة
كرامة ،وإنما العبرة بالمر الظاهر العادي فل يخاطب ذلك الششولي
بالوجوب إل إن قدر كالعادة ثم رأيششت مششا يصششرح بششذلك ،وهششو مششا
سأذكره أواخر الرهن أنه ل بد في قبضه من المكان العادي نششص
عليه قال القاضي أبو الطيب .وهششذا يششدل علششى أنششه ل يحكششم بمششا
يمكن من كرامات الولياء ولهذا لم يلحق من تزوج بمصششر امششرأة
بمكة فولدت لستة أشهر من العقد وتعقبه الزركشششي بكلم لبششن
الرفعة أولته بما حاصششله حملششه علششى أن الششولي إذا فعششل الشششيء
كرامة ترتب عليه حكمه كما لو حج هنا أما أنه يكلف بفعششل يقششدر
عليه كرامة فل لطباقهم كمششا قششال اليششافعي علششى أنششه ينبغششي لششه
التنزه عن قصششد الكرامششة وفعلهششا مششا أمكنششه )أحششدها وجششود الششزاد
وأوعيتششه( حششتى السششفرة أي مثل )ومؤنششة( نفسششه >ص<13 :
وغيرها مما يحتاج إليه في )ذهابه وإيابه( أي أقل مدة يمكن فيهششا
ذلك بالسير المعتاد التي من بلده مع مدة القامة المعتادة بمكششة
وهذا عام بعد خاص وحكمة ذكر الخششاص وروده فششي الخششبر الششذي
صححه جمع وضعفه آخرون }أنه صلى الله عليه وسلم سئل عششن
السبيل في الية فقال :الزاد والراحلششة{) .وقيششل إن لششم يكششن لششه
ببلده أهل( هم ممن تجب نفقتهم )وعشيرة( هششي بمعنششى أو ،لن
وجود أحدهما كاف في الجزم باشتراط ذلك وهششم أقششاربه مطلقششا
)لم تشترط( في حقه )نفقة( عبر بها بعد تعبيره بمؤنششة ليششبين أن
المراد منهما واحد هو مفهوم المؤنة العم فانششدفع اعتراضششه بششأن
التعبير بالنفقششة قاصشر )اليشاب( أي قششدرته علششى مؤنشة مشن الشزاد
والراحلة لستواء كل البلد إليه حينئذ ،وردوه بما في الغربششة مششن
الوحشة ومشقة فراق الوطن المألوف بالطبع ويؤخذ من ذلك أن
الكلم فيمن له وطن ونوى الرجوع إليششه أو لششم ينششو شششيئا ويظهششر
ضبطه بما مر في الجمعة فمن ل وطن له وله بالحجاز ما يقيته ل
تعتبر في حقه مؤنة الياب قطعششا لسششتواء سششائر البلد إليششه وكششذا
من نوى الستيطان بمكة أو قربها) .ولششو( لششم يجششد مششا ذكششر لكششن
)كان يكسششب( فششي السششفر )مششا يفششي بششزاده( وغيششره مششن المششؤن
)وسفره طويل( أي مرحلتان أو أكثر )لم يكلف الحششج( ،وإن كششان
يكسب فشي كشل يشوم كفايشة أيشام ،لن فشي اجتمشاع تعشب السشفر
والكسب مشقة شديدة عليششه )وإن قصششر( سششفره بششأن كششان دون
مرحلتين من مكة )وهو يكسششب فششي يششوم( أول مششن أيششام سششفره
ووقع في نسخة في كل يوم ،وهي وهم )كفاية أيام كلف( السششفر
للحج مع الكسب فيه >ص <14 :وإن نازع فيه الذرعششي وأطششال
لنتفاء المشقة حينئذ فعد مستطيعا وبحث ابن النقيشب أن المششراد
بأيام أقل الجمع ،وهو ثلثة والسنوي أخذا من كلمهم .وصرح بششه
في الذخائر أن المراد أيام الحج وقدرها بما يقرب مما قششدرها بششه
في المجمششوع مششن أنهششا مششا بيششن زوال سششابع الحجششة وزوال ثششالث
عشرة أي في حق مششن لششم ينفششر النفششر الول وكششان وجششه اعتبششار
زوال السشابع ومششا بعششده أي إن أراد الفضششل أنششه يأخششذ حينئذ فششي
استماع خطبة المام وأسباب توجهه من الغدو إلى منششى والثششالث
عشر أنه قد يريد الفضل ،وهو إقامته بمنى وواضح أنشه ل بششد مششع
ذلك من قدرته على مؤنششة أيششام سششفره إلششى مكششة ذهابششا ورجوعششا
وخرج بقولنا أول قدرته على أن يكتسب بعده أو فششي الحضششر مششا
بقي في الكل فل يلزمه قصر السفر أو طال خلفا للسششنوي ،لن
تحصل سبب الوجوب ل يجب ومن ثم نقل الجوري الجماع علششى
أن اكتساب الزاد والراحلة ل يجب .فإن قلت لم يتضح الفرق بين
إلزامه الكسب في أول السششفر ل فششي الحضشر بششل قششد يتخيشل أن
إلزامه الكسب في الحضر أولى ،لنششه ل يجتمششع عليششه بششه مشششقتا
السفر والكسب بخلف ذاك قلت بل الفرق ظششاهر ،لنششه إذا قششدر
على الكسب أول سفره >ص <15 :عد مستطيعا لششه ول كششذلك
قدرته في الحضر ،لنه ل يعششد بهششا مسششتطيعا للسششفر بششل محصششل
لسبب الستطاعة بالسفر وقد تقرر أن تحصيل سبب الوجششوب ل
يجب فاتضح الفرق والجماع المششذكور وغلششط مششن أخششذ مششن هششذا
الجماع أنه ل يجب اكتساب نحو الزاد سفرا ول حضرا ويعتبر في
العمرة القدرة على مؤنة ما يسنها غالبا ،وهو نحو نصف يششوم مششع
مؤنة سششفره )الثششاني وجششود الراحلششة( بشششراء أو اسششتئجار بعششوض
المثل ل بأزيد منه ،وإن قل نظير ما مر في التيمم وصرح بششه هنششا
ابششن الرفعششة كالرويششاني .وكششون الحششج ل بششدل لششه بخلف الششتيمم
يعارضه أن الحج على التراخي فكما أنه غير مضطر لبذل الزيششادة
ثم للبدلية فكذا هنا للتراخي أو وقف عليششه أو إيصششاء لششه بمنفعتهششا
مدة يمكن فيها الحج أو على هذه الجهة أو إعطاء المام إياهشا لشه
من بيت المال ل من مششاله كمششا لششو وهبهششا لششه غيششره للمنششة وذلششك
للخبر السابق )لمن بينششه وبيششن مكششة مرحلتششان( >ص <16 :وإن
أطاق المشي بل مشقة ،لنها مششن شششأنه حينئذ نعششم هششو الفضششل
خروجا من خلف من أوجبششه والوجششه أن المششرأة الششتي ل يخشششى
عليها فتنة منه بوجه كالرجل في ندبه ،وهي الناقة التي تصلح لن
ترحل وأرادوا بها كششل مششا يصششلح للركششوب عليششه بالنسششبة لطريقششه
الذي يسلكه ولو نحو بغل وحمار ،وإن لم يلق به ركوبه وبقر بنششاء
على ما صرحوا به من حل ركوبه .ومعنى كونها لم تخلق لششه كمششا
في الخبر أنه ليس المقصود من منافعها واعتششبروا المسششافة مششن
مكة هنا ،وفي حاضري الحرم منه دفعا للمشششقة فيهمششا ولششو قششدر
علششى اسششتئجار راحلششة إلششى دون مرحلششتين وعلششى مشششي البششاقي
فظاهر كلمهم أنششه ل يلزمششه ،وهششو الوجششه خلفششا للزركشششي ،لن
تحصيل سبب الوجوب ل يجب )فششإن لحقششه( أي الششذكر )بالراحلششة
مشقة شديدة( ،وهي في هذا الباب ما يبيح الششتيمم أو يحصششل بششه
ضرر ل يحتمل عادة فيما يظهر )اشترط وجود محمل( بفتح ميمه
الولششى وكسششر الثانيششة وقيششل عكسششه دفعششا للضششرر ،فششإن لحقتششه
بالمحمل اشترط نحو كنيسة ،وهي المسماة الن بالمحششارة ،فششإن
لحقته بها فمحفة ،فإن لحقته بها فسرير يحمله رجال على الوجه
فيهما ول نظر لزيادة مؤنتهما ،لن الفرض أنها فاضلة عمششا يششأتي.
أما المرأة والخنثى فيشترط فششي حقهمششا القششدرة علششى المحمششل،
وإن اعتادا غيره كنساء العراب على الوجه ،لنششه أسششتر لهمششا ول
ينافيه ما مر من ندب المشي لها ،لنه يحتاط للواجب أكثر >ص:
) <17واشششترط شششريك يجلششس فششي الشششق الخششر( أي وجششوده
بشرط أن تليق به مجالسته بأن ل يكون فاسقا ول مشهورا بنحششو
مجون أو خلعة ،ول شديد العداوة له فيما يظهر أخششذا ممششا يششأتي
في الوليمة بل أولششى ،لن المشششقة هنششا أعظششم بطششول مصششاحبته
ومن ثم اشترط فيما يظهر أيضششا أن ل يكششون بششه نحششو بششرص وأن
يوافقه على الركوب بين المحملين إذا نزل لقضششاء حاجششة ويغلششب
على ظنه وفاؤه .بذلك وقضية المتن وغيششره تعيششن الشششريك ،وإن
قدر على المحمل بتمامه ،لن بذل الزيادة خسششران ل مقابششل لششه
لكن الوجه أنششه مششتى سششهلت معششادلته بمششا يحتششاج لستصششحابه أو
يريده منه تعينت هي أو الشريك )ومن بينه وبينها( أي مكششة )دون
مرحلتين( ،وإن كان بينه وبين عرفة مرحلتان كما اقتضاه كلمهششم
ومقتضاه أيضا أنه لو قرب من عرفة وبعد من مكة لم يعتبر )وهو
قوي على المشي يلزمه الحج( لعدم المشقة غالبا) .فإن ضششعف(
عن المشي بحيث يلحقه به المشقة السابقة )فكالعبشد( فيمشا مشر
وخششرج بالمشششي نحششو الحبششو فل يجششب مطلقششا لعظششم مشششقته
)ويشترط كون الزاد والراحلة( السابقين ومثلهمششا ثمنهمششا وأجششرة
خفارة ونحو محرم امرأة وقائد أعمى ومحمل اشترط وغير ذلششك
من كل ما يلزمه من مؤن السفر )فاضلين عن دينه( ولششو مششؤجل،
وإن رضي صاحبه أو كان لله تعالى كنذر ،لن المنيششة قششد تخششترمه
فتبقى الذمة مرتهنة وبفرض حياته قد ل يجد بعد صششرف مششا معششه
للحج ما يسد بششه وظششاهر كلمهششم أنششه ل فششرق بيششن تضششييق الحششج
وعدمه ،لكن قضية تعليلهم بأن الدين ناجز والحششج علششى الششتراخي
خلفه ،وهو محتمل كاجتماع الششدين والزكششاة أو الحششج فششي التركششة
قاله الذرعششي .وقششوله وهششو محتمششل فيششه نظششر ،لن المششدار علششى
التعليل السابق ولنهم مع ذلك صرحوا بأن الدين المؤجل كالحال
فدل على أن نجاز الششدين غيششر شششرط فكششذا تراخششي الحششج ،ودينششه
الحال على مليء >ص <18 :مقر به أو به بينة أو يعلمه القاضي
كالذي بيده وإل فكالمعدوم نعم ما يسهل عليه الظفر به بشششرطه
كالحاصل أيضا )و( عن دست ثششوب يليششق بششه نظيششر مششا يششأتي فششي
المفلس وعن كتب نحو الفقيه بتفصيله التي في قسم الصدقات
وخيل الجندي التي ثم ،وآلة المحششترف وثمششن المحتششاج إليششه ممششا
ذكر وغيره كهو وعن )مؤنة من عليه نفقتهششم مششدة ذهششابه وإيششابه(
وإقامته كما علم مما مر لئل يضيعوا وعدل عن قول أصششله نفقششة،
وإن كان قد يراد بها ما يراد بالمؤنة ومن ثم قششال نفقتهششم مششع أن
المراد مؤنتهم ،لنهم قد يقدرون على النفقة فل يلششزم المنفشق إل
المؤنة الزائدة لتشمل الكسوة والخدمة والسششكنى وإعفششاف الب
وثمن دواء وأجرة طبيب ونحوها ول يجوز له الخششروج حششتى يششترك
تلك المؤن >ص <19 :أو يوكل من يصرفها مششن مششال حاضششر أو
يطلق الزوجة أو يبيع القن) .والصح اشششتراط كششونه( أي المششذكور
الفاضل عمششا مششر )فاضششل( أيضششا )عششن مسششكنه وعبششد يحتششاج إليششه
لخدمته( لزمانة أو منصب أو عن ثمنهما الششذي يحصششلهما بششه كمششا
يبقيان في الكفارة هذا إن استغرقت حاجته الدار وكششانت مسششكن
مثله ولق به العبد وإل ،فإن أمكن بيع بعضها أو الستبدال عنها أو
عن العبد بلئق وكفى التفاوت مؤن الحج تعين ،وإن ألفهما قطعششا
هنا ل في الكفارة ،لن لها بدل أي مجزئا فل يعترض بششأن كل مششن
خصالها أصل برأسه في الجملة فل ينتقض بالمرتبة الخيششرة منهششا
وأمة الخدمة كالعبد فيما ذكر بخلف السرية ،فإن احتاج لها لنحششو
خوف عنت لم يكلف بيعهششا ،وإن تضششيق عليششه الحششج فيمششا يظهششر،
لكن يستقر الحج في ذمته أخذا مما قالوه فيمن ليس معه إل مششا
يصرفه للحج أو النكاح واحتاج إليه أنه يقششدمه ويسششتقر الحششج فششي
ذمته .فإن قلت كيف يؤمر بما يكون سببا لفسقه لششو مششات عقششب
سنة التمكن قلت لم يششؤمر بمششا هششو سششبب ذلششك إذ سششببه مطلششق
تراخيه >ص <20 :ل خصوص المأمور به فكأنه مأمور به بشرط
سششلمة العاقبششة ويؤخششذ مششن قششولهم التششي ل ينظششر فششي الحششج
للمستقبلت أن المكفية بإسكان زوج والساكن في بيششت مدرسششة
بحق ل يترك لهما مسكن ومخالفة السنوي في هذا والششذي قبلششه
مردودة وظاهر كلمهم أنه ل عبرة بما هو مستأجر له ،وإن طالت
مششدة الجششارة ،وهششو محتمششل ،لن هششذا لششه مششدة محششدودة مترقبششة
الششزوال فليششس كالمسششكن الصششلي بخلف ذينششك ثششم رأيششت عششن
السبكي أن من يعتاد السكن بالجرة ل يترك له مسكن ،وهو بعيد
جدا فالوجه خلفه نعم إن قصد أنه ،وإن اشتراه ل يسكن فيه بششل
فيما اعتاده فل يعتبر في حقه حينئذ كما هو ظاهر .ونقششل بعضششهم
عن السبكي ما هو قريب منه فليحمل عليه ومن ثم تبعه الذرعي
وغيره ويششتردد النظششر فششي الموصششى لششه بمنفعتششه مطلقششا أو مششدة
معلومة والذي يتجه فششي الول أنششه ل يشششترى لششه مسششكن بخلف
الثاني نظير ما مر في الموقوف والمسششتأجر ثششم رأيششت الذرعششي
أطلق أن المستحق منفعته بوصية كهو بوقششف ،وهششو ظششاهر فيمششا
ذكر به إذ القياس على الوقف يقتضي عدم تعيين المششدة والوجششه
فيمن ل يصبر على ترك الجماع أنه ل يشترط قدرته علششى سششرية
أو زوجة يستصحبها فيستقر الحج في ذمته) .و( الصح )أنه يلزمه
صرف مال تجارته( >ص <21 :وثمن مستغلته التي يحصل منها
كفايته )إليهما( أي الزاد والراحلة مع مششا ذكششر معهمششا كمششا يلزمششه
صرفه في دينه وفارق المسششكن والخششادم بششأنه يحتششاج إليهششا حششال،
وهو يتخذ ذخيرة للمستقبل والحج ل ينظشر فيشه للمسشتقبلت وبشه
يرد على من نظر لها فقال ل يلزمه صششرفه لهمششا إذا لشم يكششن لششه
كسب بحال ل سيما والحج على التراخي )الثششالث أمششن الطريششق(
ولو ظنا المن اللئق بالسفر دون الحضر على نفسششه ومششا يحتششاج
لستصحابه ل على ما معه من مال تجششارته ونحششوه إن أمششن عليششه
ببلده ول على مال غيره إل إذا لزمه حفظه والسفر به فيما يظهر
وذلك ،لن خششوفه يمنششع اسششتطاعة السششبيل ويشششترط أيضششا وجششود
رفقة يخرج معهم وقشت العشادة إن خشاف وحشده ول أثشر للوحششة
هنا ،لنه ل بدل له وبه فارق الوضششوء ولششو اختششص الخششوف بششه لششم
يستقر في ذمته كما بينته في الحاشية) .فلو خاف على نفسه( أو
بعضه )أو مششاله( ،وإن قششل )سششبعا أو عششدوا( مسششلما أو كششافرا )أو
رصديا( وهو من يرصد الناس أي يرقبهم فششي الطريششق أو القششرى
لخذ شيء منهم ظلمششا )ول طريششق( لششه )سششواه لششم يجششب الحششج(
لحصول الضرر نعم يسششن الخششروج وقتششال الكششافر إن أمكششن ولششم
يجششب هنششا ،وإن زاد المسششلمون علششى الضششعف ،لن الغششالب فششي
الحجاج عدم اجتماع كلمتهم وضعف جششانبهم فلششو كلفششوا الوقششوف
لهم كانوا طعمة لهم وذلك يبعد وجوبه ويكره بششذل مششال لششه ،لنششه
ذل بخلفه للمسلم بعد الحرام ،لنه أخف من قتاله نعم إن علششم
أنه به يتقوى على التعرض للناس كره أيضششا كمششا هششو ظششاهر ولششو
بششذل المششام للرصششد وجششب الحششج وكششذا أجنششبي >ص <22 :علششى
الوجه حيث ل يتصور لحوق منه لحد منهم في ذلك بوجه أمششا لششو
كان له طريق آخر سواه فيجب سلوكه ،وإن كان أطششول إن وجششد
مؤن سلوكه) .والظهر وجوب ركششوب البحششر( علششى الرجششل وكششذا
المرأة )إن( وجدت لها محل تنعزل فيه عن الرجال كما هو ظششاهر
وتعين طريقا ولو لنحو جدب البر وعطشششه كمششا هششو ظششاهر خلفششا
لقول الجوري ينتظر زوال عارض الششبر و )غلبششت السششلمة( وقششت
السفر فيه ،لنه حينئذ كششالبر المششن بخلف مششا إذا غلششب الهلك أو
استويا بالحرمة ركوبه حينئذ للحج وغيششره وظششاهر تعششبيرهم بغلبششة
السلمة أنه لو اعتيد في ذلك الزمن الذي يسششافر فيششه أنشه يغششرق
فيه تسعة ويسلم عشرة لزم ركوبه >ص <23 :ويؤيده إلحششاقهم
الستواء بغلبة الهلك ول يخلو عن بعد فلششو قيششل المعتششبر العششرف
فل يكتفي بتفاوت الواحششد ونحششوه لششم يبعششد ويؤيششده مششا يششأتي فششي
الفششرار عششن الصششف وعليششه فششالمراد السششتواء العرفششي أيضششا ل
الحقيقي وخرج به النهار العظيمة كجيحون والنيل فيجششب ركوبهششا
قطعا ،لن المقام فيها ل يطول والخوف ل يعظم ،وقول الذرعي
" محله إذا كان يقطعها عرضششا وإل فهششي فششي كششثير مششن الوقششات
كالبحر وأخطر " مششردود بششأن الششبر فيهششا قريششب أي غالبششا فيسششهل
الخششروج إليششه )و( الظهششر )أنششه تلزمششه أجششرة البذرقششة( بالمهملششة
والمعجمة معربة ،وهي الخفارة فإذا وجدوا مششن يحرسششهم بحيششث
يأمنون معهم ظنا لزمهم اسششتئجارهم بششأجرة المثششل ل بأزيششد ،وإن
قل ،لنها من أهب السفر كششأجرة دليششل ل يعششرف الطريششق إل بششه
)ويشترط( للوجوب أيضا )وجود الماء والزاد في المواضع المعتاد
حمله منها بثمن المثششل ،وهششو القششدر اللئق بششه فششي ذلششك الزمششان
والمكان( فلو خل بعض المنازل أو محال الماء المعتادة عششن ذلشك
فل وجوب ،لنه إن لم يحمششل ذلششك معششه خششاف علششى نفسششه ،وإن
حمله عظمت المؤنة .وكذا لو لم يجدهما أو أحدهما إل بأكثر مششن
ثمن المثششل ،وإن قلششت الزيششادة قششال الذرعششي وغيششره وكششان هششذا
كتمثيل الرافعي بحمل الزاد من الكوفششة إلششى مكششة وحمششل المششاء
مرحلتين أو ثلثا باعتبار عششادة طريششق العششراق وأمششا طريششق مصششر
والشام فاعتادوا حمل الزاد -إلى مكة -والمياه المراحششل الربششع
والخمس فينبغي اعتبار العرف المختلششف بششاختلف النششواحي ا ه،.
وإنما يتجه مع ما فيه إن اطرد عرف كل ناحيششة بششذلك وكششثير مششن
أهل مصر والشام ل يحملون ذلشك أصششل اتكششال علششى وجشوده فششي
مواضشع معروفشة فشي طريقهشم)و( وجشود )علشف الدابشة فشي كشل
مرحلة( >ص <24 :لن المؤنة تعظم في حمله لكثرته كذا نقله
عن جمع وأقراه ،لكن بحث في المجموع ما صششرح بششه غيششره مششن
اعتبار العادة فيه أيضا واعتمده الذرعي وغيره قالوا وإل لم يلششزم
آفاقيا الحج أصل )و( يشترط )في( الوجوب على )المششرأة( ل فششي
الداء فلو استطاعت ولم تجد من يأتي لم يقض من تركتهششا علششى
المعتمد )أن يخرج معها زوج( ولششو فاسششقا ،لنششه مششع فسششقه يغششار
عليها من مواقع الريب .وبه يعلم أن من علم منه أنه ل غيششرة لششه
كما هو شأن بعض من ل خلق لهم ل يكتفى به )أو محرم( بنسب
أو رضششاع أو مصششاهرة ولششو فاسششقا أيضششا بالتفصششيل المششذكور فششي
الزوج فيما يظهر فيهما ويكفي على الوجه مراهششق وأعمششى لهمششا
حششذق يمنششع الريبششة واشششترط البلششوغ فششي النسششوة علششى مششا يششأتي
احتياطا ولنهن مطموع فيهششن وكششونه فششي قافلتهششا ،وإن لششم يكششن
معها ،لكن بشرط قربه بحيث تمتنع الريبششة بوجششوده وألحششق بهمششا
جمع عبدها الثقة أي إذا كانت هي ثقة أيضا ،والجنششبي الممسششوح
إن كانا ثقتين أيضا لحل نظرهما لهششا وخلوتهمششا بهششا كمششا يششأتي )أو
نسوة( بضم أوله وكسره ثلث فأكثر )ثقات( أي بالغات متصششفات
بالعدالششة ولششو إمششاء .ويتجششه الكتفششاء بالمراهقششات بقيششده السششابق
وبمحارم فسقهن بغير نحو زنا أو قيادة ونحو ذلك لحرمة سششفرها
وحششدها ،وإن قصششر وكششانت فششي قافلششة عظيمششة كمششا صششرحت بششه
الحششاديث الصششحيحة لخششوف اسششتمالتها وخششديعتها ،وهششو منتششف
بمصاحبتها لمن ذكششر حششتى النسششوة ،لنهششن إذا كششثرن وكششن ثقششات
انقطعششت الطمششاع عنهششن ،لكششن نششازع جمششع فششي اشششتراط ثلث
المصرح به كلمهما وقالوا ينبغي الكتفاء بثنتين ويجاب بأن خطششر
السفر اقتضى الحتياط في ذلششك علششى أنششه قششد يعششرض لحششداهن
حاجة تبرز ونحوه فيذهب ثنتششان وتبقششى ثنتششان ولششو اكتفششى بثنششتين
لذهبت واحدة وحدها فيخشى عليها واعتبارهن إنمششا هششو للوجششوب
أما الجششواز فلهششا أن تخششرج >ص <25 :لداء فششرض السششلم مششع
امرأة ثقة كمششا فششي مواضششع مششن المجمششوع فهمششا مسششألتان .كمششا
يصرح به كلمه في شرح مسلم خلفا لمششن تششوهم تنششاقض كلمششه
ولها أيضا أن تخرج له وحدها إذا تيقنت المن على نفسها هذا كله
في الفرض ولو نذرا أو قضاء على الوجششه أمششا النفششل فليششس لهششا
الخروج له مع نسوة ،وإن كثرن حتى يحرم علششى المكيششة التطششوع
بالعمرة من التنعيم مع النساء خلفا لمن نازع فيششه نعششم لششو مششات
نحو المحرم ،وهي في تطوع فلهششا إتمششامه ويشششترط فششي الخنششثى
المشكل محرم رجل أو امرأة ويكفي نساء بناء علششى الصششح مششن
حل خلوة رجل بامرأتين ،وفي المرد أي الحسن أخششذا ممششا يششأتي
في نظيره أن يخرج معه سيد أو محرم يأمن به على نفسه علششى
الوجشششه )والصشششح أنشششه ل يششششترط وجشششود محشششرم( أو نحشششو زوج
)لحداهن( لما تقرر من انقطاع الطماع عنهن عند اجتماعهن )و(
الصح )أنه تلزمها أجرة( مثل )المحرم( أو الششزوج أو النسششوة )إذا
لم يخرج( من ذكر )إل بهششا( كششأجرة البذرقششة بششل أولششى ،لن هششذه
لمعنى فيها فأشبهت مؤنة المحمل وفائدة وجوبهششا تعجيششل دفعهششا
في الحياة إن تضيق بنذر أو خوف عضب ،أو الستقرار إن >ص:
<26قدرت عليها حتى يحششج عنهششا مششن تركتهششا وليششس لهششا إجبششار
محرمهششا إل إن كششان قنهششا ،ول زوجهششا إل إن أفسششد حجهششا ولزمششه
إحجاجها فيلزمه ذلك بل أجرة )الرابع أن يثبششت علششى الراحلششة( أو
نحششو المحمششل )بل مششقة ششديدة( ،فششإن لشم يثبششت أصشل أو ثبشت
بمشقة شديدة ومر ضابطها انتفت اسششتطاعة المباشششرة) .وعلششى
العمى الحج( والعمرة )إن وجد( مع ما مر )قائدا( يقوده لحششاجته
ويهديه عند ركوبه ونزولششه لسششتطاعته حينئذ ويظهششر أنششه يشششترط
فيه ما قدمته في الشريك )وهو( أي القششائد فششي حقششه )كششالمحرم
في حق المرأة( فيأتي فيه ما مر ثم ويشششترط فششي مقطششوع نحششو
أربعة وجود معين له)والمحجور عليشه لسشفه كغيشره( فشي وجشوب
الحج ،لنه مكلف حششر )لكششن ل يششدفع المششال( الششذي هششو مششن مششال
السفيه )إليه( ،لنه يتلفه وكذا مال نفسه إن علم أنه يصرفه فششي
معصية وواضح أنه لو دفع إليه مال نفسه وملكششه لششه لزمششه نزعششه
منه إن قدر عليه )بل يخرج معه الولي( إن شششاء ليحفظششه وينفششق
عليه ما يليق به) .أو ينصب شخصا له( ثقة ينوب عششن الششولي ولششو
بأجرة مثله من مال المولى كقائد العمى إن لم يجد ثقة متبرعا،
وإنما جاز له في الحضر أن يدفع له نفقششة أسششبوع فأسششبوع حيششث
أمن من إتلفه لها ،لنششه يراقبششه فيمتنششع بسششبب ذلششك مششن إتلفهششا
>ص <27 :بخلفه في السفر لتعسر المراقبة فيه وبقششي شششرط
خامس ،وهو أن يبقى بعد وجود الستطاعة ما يمكنششه السششير فيششه
لداء النسك على العادة بحيث ل يحتششاج لقطششع أكششثر مششن مرحلششة
شرعية ولو في يوم واحد أو ليلششة واحششدة ،وإن اعتيششد كمششا شششمله
كلمهم ،فإن انتفى ذلك لششم يجششب الحششج أصششل فضششل عششن قضششائه
خلفا لبن الصلح ،لن هذا عششاجز حسششا فكيششف يكششون مسششتطيعا،
وإنما وجبت الصلة بأول الوقت قبل مضششي زمششن يسششعها لمكششان
تتميمها بعده ول كذلك هنا وتظهششر فششائدة هششذا النششزاع فششي وصششفه
باليجاب فيوصف به عند ابن الصلح .ويجششوز السششتئجار عنششه بعششد
موته قطعا بخلفششه علششى مقشابله ،فششإنه ل يوصششف بششه وفشي جشواز
الستئجار عنه خلف ،وإن كان الصح منه الجواز أيضششا وسششادس،
وهو أن يوجد المعتبر في اليجاب في الششوقت ،فلششو اسششتطاع فششي
رمضان مثل ثم افتقر في شوال أو بعد حجهم وقبل الرجوع لمششن
هو معتبر في حقه فل وجوب وسابع وثامن وهما خروج رفقة معه
وقت العادة كما مر في الثالث المفهم لولهما
)تنبيه( استطاع ثم افتقر لزمششه الكسششب للحششج والمشششي إن قششدر
عليه ولو فوق مرحلتين وكذا السؤال على مششا فششي الحيششاء >ص:
<28واستبعد ويؤيششد اسششتبعاده أنششه ل يجششب السششؤال لوفششاء ديششن
آدمي عصى به كما يقتضيه كلمهم في باب التفليس فالحج أولششى
ويفرق بينه وبين الكسب بأن أكثر النفوس تسمح به ل سيما عنششد
الضرورة بخلف السؤال مطلقا )النوع الثشاني اسششتطاعة تحصشيله
بغيره فمن مات وفي ذمته حج( واجب بأن تمكششن مششن الداء بعششد
الوجوب أو عمرة واجبة كذلك )وجب( على الوصي ،فإن لم يكششن
فالوارث الكامل ،فششإن لششم يكششن فالحششاكم إن لششم يششرد فعششل ذلششك
بنفسه )الحجاج( أو العتمار )عنه من تركته( فورا لخبر البخششاري
}إن أمي نذرت أن تحششج فمششاتت قبششل أن تحششج أفأحششج عنهششا قششال
حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته قششالت نعششم
قال اقضششوا اللششه فششالله أحششق بالوفششاء{ شششبه الحششج بالششدين وأمششر
بقضائه فدل على وجوبه وخرج بتركه مششا إذا لششم يخلششف تركششة فل
يلزم أحدا الحج ول الحجاج عنششه ،لكنششه يسششن للششوارث وللجنششبي،
وإن لم يأذن له الوارث ويفرق بينه وبين توقف الصوم عنششه علششى
إذن القريب بأن هذا أشبه بالديون فأعطي حكمها بخلف الصششوم
ولكل الحج والحجاج عمن لم يسششتطع فششي حيششاته علششى المعتمششد
نظرا إلى وقوع حجة السلم عنه ،وإن لم يكششن مخاطبششا بهششا فششي
حياته ول ينافيه المتن ،لن قوله ،وفي ذمته قيششد للوجششوب وليششس
كلمنا فيه وبقوله في ذمته النفل فل يجوز حجه عنه إل إن أوصى
به .أما لو لم يتمكن بعد الوجوب بأن أخششر >ص <29 :فمششات أو
جن قبل تمام حج النششاس أي ،قبششل مضششي زمششن بعششد نصششف ليلششة
النحر يسع بالنسشبة لعشادة حشج بلشده فيمششا يظهششر مششا لشم يمكنهشم
تقديمه من الركان ورمى جمششرة العقبششة أو تلششف مششاله أو عضششب
قبل إيابهم لم يقض من تركته ولو لزمه الحج فارتد ومششات مرتششدا
لم يقض مششن تركتششه علشى أنشه ل تركشة لشه ،لنشه بششان زوال ملكششه
بششالردة) .والمعضششوب( بالمعجمششة مششن العضششب ،وهششو القطششع
وبالمهملة كأنه قطع عصبه ومن ثم فسششره بقششوله )العششاجز( فهششو
صفة كاشفة والخبر إن إلخ أو خبره عنه نظرا لتقييد العجز بكششونه
عن الحج والول أولى )عن الحج بنفسه( لنحو زمانششة أو مششرض ل
يرجى بششرؤه )إن وجششد أجششرة مششن يحششج عنششه( ولششو ماشششيا )بششأجرة
المثل( ل بأزيد ،وإن قل نظير ما مر آنفششا .وللمششام بحششث ضششعيف
في الزيادة على مهر مثل الحرة بحششث الزركشششي مجيئه هنششا مششع
وضوح الفرق بأن هناك التخلص من ورطة رق الولد فاحتمل فششي
مقابلته زيادة يسيرة بخلفه هنا )لزمه( الحجاج عششن نفسششه فششورا
إن عضب >ص <30 :بعد الوجوب والتمكششن وعلششى الششتراخي إن
عضب قبل الوجوب أو معه أو بعده ولم يمكنششه الداء وذلششك ،لنششه
مستطيع إذ السشتطاعة بالمشال كهشي بشالنفس ولخشبر الصشحيحين
}إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبششي شششيخا كششبيرا ل
يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم{ وذلششك فششي حجششة الششوداع
هذا إن كان بينه وبين مكة مسافة القصر وإل لششم تجششز لششه النابششة
مطلقا بل يكلفه بنفسه ،فإن عجز حج عنه بعششد مششوته مششن تركتششه
هذا ما اقتضاه إطلقهم وله وجه وجيه نظرا إلى أن عجز القريششب
بكل وجه نادر جدا فلم يعتبر .وإن اعتبره جمع متششأخرون فجششوزوا
له النابششة أخششذا مششن التعليششل بخفششة المشششقة وتبعتهششم فششي شششرح
الرشاد ولششو شششفي بعششد الحششج عنششه بششان فسششاد الجششارة ووقششوعه
للنائب ولزوم المعضوب الحج بنفسه بخلف ما لو حضر معششه ثششم
فات الحج ،وإن وقع للجير ،لكنه يستحق الجرة هنا ،لن التقصير
من المعضوب مع صحة الجارة ههنا )ويشترط كونها( أي الجششرة
)فاضششلة عششن الحاجششات المششذكورة فيمششن يحششج بنفسششه ،لكششن ل
يشترط( هنا )نفقة العيال( الذين تلزمه مؤنتهم )ذهابا وإيابا( ،لنه
مقيم عنششدهم فيحصششل مششؤنتهم ولششو بششاقتراض أو تعششرض لصششدقة
فاندفع قول السبكي في إلزام من ل كسششب لششه ويصششير كل علششى
الناس إذا خرج ما في يده بعد على أنششه ل نظششر هنششا للمسششتقبلت
كما مر) .ولو بذل( أي أعطى )ولده( أي فرعششه ،وإن سششفل ذكششرا
كان أو أنثى أو والده ،وإن عل كذلك )أو أجنبي مال( لششه )للجششرة(
لمن يحج عنه )لم >ص <31 :يجب قبوله فششي الصششح( لمششا فششي
قبول المال من المنة ومن ثم لو أراد الصل أو الفششرع العششاجز أو
القادر استئجار من يحج عنه أو قال له أحدهما استأجر وأنششا أدفششع
عنك لزمه الذن له في الولى أو الستئجار في الثانيششة كمششا بينتششه
في الحاشية ،لنه ليس عليه مع كون البششذل مششن أصششله أو فرعششه
كبير منة فيه بخلف بذله له ليستأجر هو به عن نفسششه أخششذا مششن
قولهم إن النسان يستنكف الستعانة بمششال الغيششر ،وإن قششل دون
بدنه ول شك أن أجيره كبدنه ومن ثم لو رضي الجير بدون أجششرة
المثل لزمه إنابته لضعف المنة هنا أيضا )ولو بذل الولششد الطاعششة(
للمعضوب بأن يحج عنه بنفسه )وجب قبششوله( بششأن يششأذن لششه فششي
الحج عنه لحصول الستطاعة حينئذ ،فإن امتنع من الذن لم يشأذن
الحششاكم عنششه ول يجششبره عليششه ،وإن تضششيق إل مششن بششاب المششر
بالمعروف فقط ولو توسم الطاعة ولو من أجنبي لزمه أمره نعم
ل يلزمششه الذن لفششرع أو أصششل أو امششرأة مششاش إل إن كششان بيششن
المطيششع وبيششن مكششة دون مرحلششتين وأطششاقه ول لقريبششه أو أجنششبي
معول على كسب إل إذا كان يكتسب في يوم كفاية أيام بشششرطه
السابق أو سؤال ،لنه يشق عليه مع أن لولي المششرأة منعهششا مششن
المشي فلم يعتد بطاعتها ويجب الذن هنا ،وفيما يأتي فششورا ،وإن
لزمه الحج على التراخي لئل يرجع البششاذل إذ ل وازع يحملششه علششى
الستمرار على الطاعة .والرجوع جائز له قبل الحرام وبششه يتششبين
عدم الوجوب على المعضوب إذا كان قبل إمكششان الحششج عنششه وإل
استقر عليه ل على المطيع >ص <32 :وإن أوهمه المجموع وقد
يؤخذ من قولهم والرجوع جائز له ،لنه لو لم يجز بأن نذر إطاعته
نذرا منعقدا لم يلزمه الفور ويحتمل الخذ بإطلقهم نظرا للصششل
وبما ذكر فارق هذا عدم وجوب المباشرة على المسششتطيع فششورا،
لن له وازعا يحمله على الفعل ،وهو وجوبه عليه ولو كان له مال
أو مطيع لم يعلم به استقر في ذمته والعلم وعششدمه إنمششا يششؤثران
في الثم وعدمه )وكذا الجنبي( ونحو الخ والب إذا بذل الطاعششة
يجششب قبششوله )فششي الصششح( ولششو ماشششيا لمششا مششر أنششه ل اسششتنكاف
بالسششتعانة ببششدن الغيششر ولن مشششي هششذين ل يشششق عليششه مطلقششا
وشرط الباذل الذي يجب قبوله أن يكششون حشرا مكلفششا موثوقششا بششه
أدى فرض نفسه وأن ل يكون معضوبا
)فرع( مات أجير العين قبل الحرام لم يستحق شيئا أو بعششده
اسششتحق ،لنششه أتششى ببعششض المسششتأجر عليششه ،وإن لششم يجششز عششن
المستأجر له بالقسط بأن توزع أجرة المثل على السير والعمال
ويعطى ما يخص عمله قال بعضهم مششن المسششمى وقششال بعضششهم
من أجرة المثل والذي يتجه الول أخذا مما يششأتي قبيششل مششا يحششرم
من النكاح ثم رأيت شيخنا جششزم بششه وسششيأتي فششي الجششارة أنهششا ل
تصح على زيارته صلى الله عليه وسششلم سششواء أريششد بهشا الوقششوف
عند القبر المكرم أو الششدعاء ثششم لعششدم انضششباطه وقضششيته أنششه لششو
انضبط كأن كتب له بورقششة صششحت ،وهششو متجششه وأمششا الجعالششة فل
تصح على الول ،لنه ل يقبششل النيابششة بششل علششى الثششاني وعليششه لششو
استعجل من جماعة علششى الششدعاء ثششم صششح فششإذا دعششا لكششل منهششم
استحق جعل الجميع >ص <33 :لتعدد المجاعل عليه ،وإن اتحششد
السير إليه كما لو استعجل على رد آبقين لملك من موضع واحششد
ويشهد لششذلك نششص الشششافعي رضششي اللششه عنششه علششى أن مششن مششر
بمتناضلين فقال لششذي النوبششة إن أصششبت بهششذا السششهم فلششك دينششار
فأصاب استحقه وحسبت له الصابة وما كان لشه عليهشا مشع اتحشاد
عمله .ول ينافيه ما لو كان ميتششان بقششبر فاسششتعجل علششى أن يقششرأ
على كل ختمة لزمه ختمتان ،لن لفظ القرآن مقصود فإذا شرط
تعدده وجب بخلف لفظ الششدعاء ولتفششاوت ثششواب القششراءة ونفعهششا
للميت وتفاوت الخشوع والتدبر فلم يمكن التداخل فيها فتأمله.
باب المواقيت
جمع ميقات ،وهششو لغششة الحششد وشششرعا هنششا زمششن العبششادة ومكانهششا
فإطلقه عليششه حقيقششي >ص <34 :إل عنششد مششن يخششص التششوقيت
بالحد بالوقت ،فتوسع )وقت( إحششرام )الحششج شششوال وذو القعششدة(
بفتح القاف أفصح من كسرها )وعشر ليال من ذي الحجة( بكسر
الحاء أفصح مششن فتحهششا أي مششا بيششن منتهششى غششروب آخششر رمضششان
بالنسبة للبلد الذي هو فيه فيصح إحرامه به فيه ،وإن انتقل بعششده
إلى بلد أخرى تخالف مطلع تلك ووجدهم صياما على الوجششه ،لن
وجوب موافقته لهم في الصوم ل يقتضي بطلن حجه الذي انعقد
لشدة تشبث الحج ولزومه بل قال فششي الخششادم نقل عششن غيششره ل
تلزمه الكفششارة لششو جششامع فششي الثانيششة ،وإن لزمششه المسششاك .قششال
وقياسه أنششه ل تجششب فطششرة مششن لزمتششه فطرتششه بغششروب شمسششه
>ص <35 :وعلى هذا يصح الحرام فيه إعطاء له حكششم شششوال ا
ه .وما ذكششره فششي الكفششارة قريششب ،لنهششا تسششقط بالشششبهة ،وفششي
الفطرة يتعين فرضه فيما إذا حدث المؤدى عنششه فششي البلششد الول
قبششل غششروب اليششوم الثششاني وإل فششالوجه لزومهششا ،لن العششبرة فيهششا
بمحل المؤدى عنششه وأمششا الحششرام فششي الثانيششة فالششذي يتجششه عششدم
صحته ،لنه بعد أن انتقل إليها صار مثلهم في الصوم فكذا الحششج،
لنه ل فارق بينهما ول ترد الكفارة لما علمششت ،وفجششر النحششر كششذا
فسر به جمع من الصحابة رضي اللششه عنهششم قششوله تعششالى }الحششج
أشششهر معلومششات{ أي وقتششه ذلششك وقششول جمششع مجتهششدين يجششوز
الحرام بالحج في جميع السنة ولكن ل يششأتي بشششيء مششن أعمششاله
قبششل أشششهره رده أصششحابنا بششأنهم وافقونششا علششى تششوقيت الطششواف
والوقوف فأي فارق بينهما وبين الحرام .فإن قلششت إذا كششان غيششر
الحرام مما ذكر مثله في التوقيت بذلك بالنسبة لمنع تقدمه فلششم
اقتصر عليه قلت :لنه المختلف فيه كما علمت بخلف غيره ولنه
يفهم من منع تقدم الحرام منع تقدم غيره بششالولى ،لنششه تبششع لششه
وبهذا يظهر اندفاع العششتراض عليششه بششأن القتصششار علششى الحششرام
موهم )وفي ليلة النحر( وهي ليلة عاشر الحجة )وجه( أنه ل يصح
الحرام فيها بالحششج ،لن الليششالي تبششع لليششام ويششوم النحششر ل يصششح
الحرام فيه به فكذا ليلته ويرده الخششبر الصششحيح المصششرح بخلفششه
وعلى الصح يصح الحششرام بششه فيهششا >ص <36 :وإن علششم أنششه ل
يدرك عرفة قبل الفجر فإذا فاته تحلل بما يأتي )فلو أحششرم( حلل
)به في غيششر وقتششه( المششذكور )انعقششد عمششرة( مجششزئة عششن عمششرة
السلم )على الصحيح( علم أو جهششل ،لن الحششرام شششديد التعلششق
فانصرف لما يقبله .ويظهر أنه ل يحرم عليه ذلك ،لنشه ليشس فيششه
تلبس بعبادة فاسدة بوجه ثم رأيت فششي المسششألة قششولين الحرمششة
والكراهششة وقششد علمششت أن الثششاني هششو الراجششح وعلششم مششن كلمششه
بالولى أنه لو أحرم به مطلقا في غير أشهره انعقد عمششرة أيضششا.
)وجميع السنة وقت لحرام العمرة( وغيره ممششا يتعلششق بهششا ،لنهشا
صحت عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره فششي أوقششات مختلفششة
ثلث مرات متفرقات في ثلث سنين في القعدة ومرة في شوال
ومرة في رمضان علششى مششا رواه الششبيهقي ومششرة فششي رجششب ،وإن
أنكرتها عائشة رضي الله عنها واعتمرت بأمره مششن التنعيششم رابششع
عشر ذي الحجة وصح} :عمرة فششي رمضششان تعششدل حجششة معششي{
وقد يمتنع الحرام بها لعارض كمحرم بها وكحاج لم ينفر من منى
نفرا صحيحا ،وإن لم يكن بهششا >ص <37 :لن بقششاء أثششر الحششرام
كبقاء نفس الحرام .ومن هذا علم بالولى امتناع حجتين في عام
واحد ونقل فيه الجماع وصششور تعششدده بصششور رددتهششا فششي حاشششية
اليضاح ول تنعقد كالحششج ممششن أحششرم بهششا ،وهششو مجششامع أو مرتششد
ويسن الكثار منها ل سيما في رمضششان للحششديث المششذكور ،وهششي
أفضل من الطواف على المعتمد إذا استويا في الزمن المصروف
إليهما ،لنها ل تقع من المكلف الحششر إل فرضششا ،وهششو أفضششل مششن
التطوع )والميقات المكاني للحج( ولو في حق القارن تغليبا للحج
)في حق من بمكة( ولو آفاقيا )نفس مكة( ل خارجها ولو محاذيها
على المعتمد للخبر التشي حششتى أهشل مكشة مشن مكششة )وقيششل كشل
الحرم( لستوائه معها في الحرمة ويرده تميزها عليه بأحكام أخششر
ول حجة له في خبر }فأهللنششا مششن البطششح{ لحتمششال أن العمششارة
كانت تنتهي إليه إذ ذاك بل هو الظاهر كما يدل له خششبر نزولشه بشه
على أن العمارة الن متصلة بأوله .فلو أحرم خارج بنيانها أي في
محل يجوز قصر الصلة فيه لمن سافر منهششا ولششم يعشد إليهشا قبشل
الوقوف أساء ولزمه دم على الول بخلف ما إذا عششاد ،لكششن قبششل
وصششوله لمسششافة القصششر >ص <38 :وإل تعيششن الوصششول إلششى
ميقات الفاقي كذا قالوه ،وهششو صشريح فششي أنشه ل تكفيششه مسششافة
القصر وظاهر أن محله ما إذا كان ميقات الجهة الششتي خششرج إليهششا
أبعد من مرحلتين فيتعين هنا الوصول للميقات أو محشاذاته بخلف
ما إذا كان ميقششات جهششة خروجششه علششى مرحلششتين أو لششم يكششن لهششا
ميقات فيكفي الوصول إليها ،وإن لم يصل لعيششن الميقششات ،وإنمششا
سقط دم التمتع بششالمرحلتين مطلقششا ،لن هششذا فيششه إسششاءة بششترك
الحرام من مكششة فشششدد عليششه أكششثر ولنششه يبعششده عنهششا مرحلششتين
انقطعششت نسششبته إليهششا فصششار كالفششاقي فتعيششن ميقششات جهتششه أو
محاذيه.
)تنبيه( علم مما تقرر أن الفاقي المتمتع لو دخل مكششة وفششرغ
من أعمال عمرته ثم خرج إلى محششل بينششه وبينهششا مرحلتششان لزمششه
الحرام بالحج من ميقاته على ما تقششرر أو دون مرحلششتين ثششم أراد
الحرام بالحج جاز له تأخيره إلى أن يدخلها بل لو أحرم من محله
لزمه دخولها قبل الوقوف أو الوصول إلى الميقات أو مثله ،وفششي
الروضة إذا كان ميقات المتمتع الفاقي في مكششة فششأحرم خارجهششا
لزمششه دم السششاءة أيضششا مششا لششم يعششد لمكششة أو للميقششات أو مثششل
مسافته >ص <39 :وهو صريح فيما ذكرتششه نعششم قششوله للميقششات
يحمل على ما حملششت عليششه قششولهم ميقششات الفششاقي).وأمششا غيششره
فميقات المتوجه من المدينة ذو الحليفة( تصغير الحلفة بفتح أوله
واحدة الحلفاء نبات معروف ،وهو المسمى الن بأبيار علششي كششرم
الله وجهه لزعم العامة أنه قاتل الجن فيها على نحششو ثلثششة أميشال
من المدينة )ومن الشششام( إذا لششم يسششلكوا طريششق تبششوك )ومصششر
والمغرب الجحفة( ،وهي بعيد رابغ شرقي المتوجه إلى مكة نحششو
خمشس مراحشل مشن مكشة والحشرام مشن رابشغ الشذي اعتيشد ليشس
مفضول لكونه قبل الميقات ،لنششه لضششرورة انبهششام الجحفششة علششى
أكثر الحجاج ولعدم مائها ،فإن قلت كيف جعلششت ميقاتششا مششع نقششل
حمى المدينة أنها أوائل الهجرة لكونها مسكن اليهود بدعائه صلى
الله عليه وسلم حتى لو مر بها طائر حم قلت ما علم من قواعششد
الشرع أنه صلى الله عليششه وسششلم ل يششأمر بمششا فيششه ضششرر يششوجب
حمل ذلك على أنها انتقلت إليها مدة مقششام اليهششود بهششا ثششم زالششت
بزوالهم من الحجاز أو قبله حين التوقيت بها) .ومن تهامششة اليمششن
يلملم ومن نجد اليمن ونجششد الحجششاز قششرن( >ص <40 :بإسششكان
الراء )ومششن المشششرق( العششراق وغيششره )ذات عششرق( ويسششن لهششم
الحرام من العقيق قبيلها لخبر فيه ضعيف وكل من الثلثششة علششى
مرحلتين من مكة وذلك للنص الصحيح في الكل حششتى ذات عششرق
وتششوقيت عمششر رضششي اللششه عنششه بهششا اجتهششاد وافششق النششص وعششبر
بالمتوجه ليوافق الخبر }هن لهن{ أي لهلهن }ولمن أتى عليهششن
مششن غيششر أهلهششن{ ممششن أراد الحششج والعمششرة ويسششتثنى ممششا ذكششر
الجير ،فإنه يحرم من مثل مسافة ميقات من أحرم عنششه إن كشان
أبعد من ميقاته ،فإن أحششرم مششن ميقششات أقششرب فوجهششان أحششدهما
عليه دم الساءة والحط ورجحه البغوي وآخرون والثاني ل شششيء
عليه وعليه الكثرون ونقل عن النص وأنه علله بأن الشرع سششوى
بين المواقيت ورجحه الذرعي ،لكن مفهوم قول الروضة وأصششلها
إذا عدل أجير عن ميقات معين لفظا أو شرعا إلى آخر مسششاو لششه
أو أبعد ل شيء عليه أنه إذا كششان أقششرب عليششه شششيء وبششه يترجششح
الوجه الول .قششال السششنوي وفششرع المحششب الطششبري >ص<41 :
على ذلك فرعا طويل في مكي استؤجر عن آفاقي بحج أو عمششرة
فأحرم من مكة وترك ميقات المسششتأجر عنششه فعلششى الششوجه الول
يلزمه ما مر بالولى وعلى مقابله يحتمل وجهين أحدهما ل شششيء
عليه ،لن مكة ميقات شرعي وأصحهما عليه دم الساءة والحشط،
وإن عينها له الولي في الجارة ولو شرط عليه ميقات أبعد لزمششه
منه اتفاقا) .والفضل أن يحرم( من هو فششوق الميقششات أو فيششه إل
المكشي لمشا يشأتي فيشه )مشن أول الميقشات( ليقطشع بشاقيه محرمشا
واستثنى السبكي ذا الحليفة فالحرام مششن عنششد مسششجدها أفضششل
للتبششاع قششال الذرعششي ،وهششو حششق إن علششم أن ذلششك المسششجد هششو
المسششجد الموجششود آثششاره اليششوم والظششاهر أنششه هششو ا ه) .ويجششوز(
الحرام )من آخره( لصدق السم عليه والعبرة بالبقعة ل بما بنششى
ولو قريبا منها) .ومشن سشلك طريقشا( فشي بشر أو بحشر ينتهشي إلشى
ميقات فهو ميقاته ،وإن حاذى غيره أو ل أو )ل ينتهي إلى ميقات،
فإن حاذى( بالمعجمة )ميقاتا( أي سامته بأن كششان علششى يمينششه أو
يساره ول عبرة بمششا أمششامه أو خلفششه )أحششرم مششن محششاذاته( ،فششإن
اشتبه عليه وضع المحاذاة اجتهد ويسن أن يسششتظهر >ص<42 :
ليتيقن المحاذاة ،فإن لم يظهر له شيء تعين الحتياط )أو( حاذى
)ميقاتين( بأن كان إذا مر على كل تكون المسافة منه إليه واحدة
)فالصح أنششه يحششرم مششن محششاذاة أبعششدهما( مششن مكششة ،وإن حششاذى
القرب إليها أول ليس له انتظار الوصول إلى محاذاة القرب إليها
كما ليس للمار على ذي الحليفة أن يششؤخر إحرامششه إلششى الجحفششة،
فإن استوت مسافتهما في القرب إلى طريقششه وإلششى مكششة أحششرم
من محاذاتهما ما لم يحاذ أحدهما قبل الخر وإل فمنه .أما إذا لششم
تستو مسافتهما إليه بأن كان بيششن طريقششه وأحششدهما إذا مششر عليششه
ميلن والخر إذا مر عليه ميل فهششذا هششو ميقششاته ،وإن كششان أقششرب
إلى مكة )وإن( لم يحاذ شيئا من المواقيت )أحرم على مرحلششتين
من مكة( ،لنه ل ميقات دونهما وبه يندفع ما قيل قياس مششا يششأتي
في حاضر الحرم أن المسافة منه ل من مكة أن يكون هنا كششذلك
ووجه انششدفاعه أن الحششرام مششن المرحلششتين هنششا بششدل عششن أقششرب
ميقات إلى مكة وأقرب ميقات إليهششا علششى مرحلششتين منهششا ل مششن
الحششرم فششاعتبرت المسششافة مششن مكششة لششذلك ل يقششال المششواقيت
مستغرقة لجهات مكة فكيف يتصور عدم محاذاته لميقات فينبغي
أن المراد عدم المحششاذاة فششي ظنششه دون نفششس المششر ،لنششا نقششول
يتصور بالجائي من سواكن إلشى جشدة مشن غيشر أن يمشر برابشغ ول
بيلملم ،لنهما حينئذ أمامه فيصل جدة قبل محاذاتهما ،وهي علششى
مرحلتين من مكششة فتكششون هششي ميقششاته )ومششن مسششكنه بيششن مكششة
والميقات فميقششاته مسششكنه( لقششوله صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي
حديث المواقيت }ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حششتى أهششل
مكة من مكة{ ،فلو جاوز مسكنه إلى جهششة مكششة بششأن أحششرم مششن
محل تقصر فيه الصلة أساء ولزمه دم >ص <43 :نظير ما مششر،
وإن كششان علششى دون مرحلششتين مششن مكششة أو الحششرم ،لن هششذا دم
إساءة فل يسقط عن حاضر ول غيره بخلف دم التمتع أو القران،
وفيمن مسكنه بين ميقاتين كأهل بدر والصفراء كلم مهششم ذكرتششه
في الحاشية وحاصل المعتمد منه أن ميقاتهم الجحفة وبششه ينششدفع
ما قيل بدر ميقات لهلهششا فكيششف أخششر المصششريون إحرامهششم عنششه
)ومن بلشغ ميقاتشا( منصوصشا أو محشاذيه أو جشاوز محلشه الشذي هشو
ميقاته )غير مريد نسكا ثم أراده فميقاته موضعه( ول يكلف العود
إلى الميقششات لمفهششوم قششوله صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي الخششبر
السابق ممن أراد الحج والعمششرة مششع قششوله ومششن كششان دون ذلششك
ومعلوم مما يأتي في العمرة أن مششن أرادهششا ،وهششو بششالحرم لزمششه
الخروج إلى أدنى الحل مطلقا ،وإن لم يخطششر لششه إل حينئذ) .وإن
بلغه مريدا( للنسششك ولششو فششي العششام القابششل مثل ،وإن أراد إقامششة
طويلة ببلد قبل مكة )لم تجز مجاوزته( إلى جهة الحششرم غيششر نششاو
العود إليه أو إلى مثله )بغير إحرام( أي بالنسك الششذي أراده علششى
أحد وجهين في المجموع فيمن أحرم بعمرة من الميقات ثششم بعششد
مجاوزته أدخل عليها حجا وقضية >ص <44 :تعليلششه لكششل منهمششا
تفصيل في ذلك جرى عليه السششبكي والذرعششي حاصششله أنششه مششتى
كان قاصدا للحرام بالحج عند المجاوزة فأحرم بالعمرة ثم أدخله
عليها بعد لزمه الدم ،وإن لم يطرأ له قصده إل بعد مجششاوزته فل.
ويقاس بذلك ما لو قصد الحرام بششالعمرة وحششدها عنششد المجششاوزة
فأحرم بالحج وحده أو عكسه هذا كله إن أمكن ما قصده وإل كأن
نششوى الحشج فشي العششام القابششل تعينششت العمششرة ،وفشي الول أعنششي
المريد ثم المدخل إشكال أجبت عنه في الحاشية حاصله أنه متى
أخر ما نواه عند المجاوزة لعدم إمكششانه كنيششة القششران قبششل أشششهر
الحج في صورتنا فل دم بخلف ما هنششا ،فششإن تششأخيره لششه مششع نيتششه
وإمكانه تقصير أي تقصير فلم يكششن يصششلح الدخششال لرفعششه وذلششك
للخبر السابق أما إذا جاوزه مريد العود إليه أو إلى مثششل مسششافته
قبل التلبس بنسك في تلك السنة ،فإنه ل يأثم بالمجاوزة إن عاد،
لن حكم الساءة ارتفع بعوده وتوبته بخلف ما إذا لششم يعششد وبهششذا
جمع الذرعي بين قول جمع ل تحرم المجاوزة بنية العششود وإطلق
الصحاب حرمتها >ص <45 :قول المحشششي :لششزوال إلششخ( لعلششه
علة لشيء سقط من العبارة وتعليله بما ذكر فيه نظر ،لنششه بنيششة
العود إليه بان أن ل إساءة أصل .ولعله مبني على أن العششود فيمششا
يأتي يرفع الثم من أصله والذي يتجه خلفه أخذا مما مر أن دفن
البصاق في المسجد المجعول كفارة له بالنص ل يرفششع إثمششه مششن
أصله بل يقطع دوامه واستمراره ومما يؤيد التقييششد قششولهم يجششوز
الحرام بالعمرة من مكة إذا أراد أن يخرج إلى أدنششى الحششل ،فششإن
قلت ينافي ما تقرر أن نيته العود ل تفيششده رفششع الثششم إل إن عششاد،
قولهم لو ذهب من الصف بنية التحرف أو التحيششن جششاز ول يلزمششه
تحقيق قصده بالعود قلت يفششرق بششأنه ثششم بنيششة ذلششك زال المعنششى
المحششرم للنصششراف مششن كسششر قلششوب أهششل الصششف أو خششذلن
المسلمين وأما هنا فالمعنى المحرم للمجاوزة ،وهو تأدي النسششك
بإحرام ناقص موجود ،وإن نوى العود فاشترط تحقيقششه لمششا نششواه
بالعود حيث ل عذر وإل فالثم باق عليه .وخششرج بقولنششا إلششى جهششة
الحرم ما لو جششاوزه يمنششة أو يسششرة فلششه أن يششؤخر إحرامششه ،لكششن
بشرط أن يحرم من محل مسشافته إلشى مكشة مثشل مسشافة ذلشك
الميقات كما قاله الماوردي وجزم به غيششره وبششه يعلششم أن الجششائي
من اليمن في البحر له أن يؤخر إحرامه مششن محششاذاة يلملششم إلششى
جدة ،لن مسافتها إلى مكة كمسافة يلملم كما صرحوا به بخلف
الجششائي فيششه مششن مصششر ليششس لششه أن يششؤخر إحرامششه عششن محششاذاة
الجحفة ،لن كل محل من البحر بعد الجحفة أقرب إلى مكة منهششا
فتنبه لذلك ،فإنه مهم وبششه يعلششم أيضششا أن مثششل مسششافة الميقششات
يجزئ العود إليها ،وإن لم تكن ميقاتا >ص <46 :لكن عششبر جمششع
متقدمون بمثل مسافته من ميقات آخر وأخذ بمقتضاه غير واحششد.
والذي يتجه هو الول بدليل تعبير بعض الصحاب بقوله من محششل
آخر ولم يعبر بالميقات ،وفي الخادم فيمن ميقاته علششى مرحلششتين
من مكة فسلك طريقششا ل ميقششات لهششا وجششاوز مسششيئا وقششدر علششى
العود إلى ميقششات فهششل يجششزئه العششود لمرحلششتين لششم أر فيششه نصششا
والوجه الكتفاء بأحدهما ا ه .وما ذكره واضششح ،لن مششا عششدل عنششه
غير مقصود عينه بخلف ما لو عدل عششن ميقششات منصششوص ،فششإنه
كان القياس أنه ل يجزئه وإل لم يكن للتعييششن معنششى فششإذا خولششف
هذا ،لن رعاية المعين قششد تعسششر فل أقششل مششن رعايششة مثششل ذلششك
المعين ول يحصل ذلك إل بمثل مسافته من ميقات آخر هذا غايششة
مششا يششوجه بششه كلم هششؤلء ومششع ذلششك الوجششه مششدركا إجششزاء مثششل
المسافة مطلقا ول نسلم أن التعيين لجل تعين عينششه ،وإنمششا هششو
لتعين مثل مسافته ل غير فتأمله) .فإن فعل( بأن جاوزه مريدا بل
إحرام ولو ناسيا أو جاهل )لزمه العود( ولو محرما كما سيعلم من
كلمه أو )ليحرم منه( تششداركا لثمششه أو تقصششيره .ول يتعيششن العششود
إلى عينه بل يجزئ إلى مثل مسافته حششتى لششو أخششر إحرامششه عمششا
أراده فيه بعد الميقات أجزأه العود إليه وإلششى مثششل مسششافته كمششا
شمله كلمهم ،لنه ميقاته ول نظر لخصوصه بششه ،لن القصششد مششن
العود تششدارك مششا فششوته ،وهششو >ص <47 :حاصششل بششذلك وسششاوى
الجاهل والناسي غيرهما في ذلششك ،لن المششأمور بششه يسششتوي فششي
وجششوب تششداركه المعششذور وغيششره نعششم استشششكل مششا إذا قيششل فششي
الناسي للحرام بأنه يستحيل أن يكون حينئذ مريدا للنسك وأجيب
بأن يستمر قصده إلى حين المجششاوزة فبسششهو حينئذ ،وفيششه نظششر،
لن العششبرة فششي لششزوم الششدم وعششدمه بحششاله عنششد آخششر جششزء مششن
الميقات وحينئذ فالسهو إن طرأ عند ذلششك الجششزء فل دم أو بعششده
فالدم )إل إذا( كان له عششذر كششأن )ضششاق الششوقت( عششن العششود بششأن
خشششي فششوت الحششج لششو عششاد )أو كششان الطريششق مخوفششا( أو خششاف
انقطاعا عن الرفقة والصح أن مجرد الوحشة هنا ل تعتبر ،أو كان
به مرض يشق معه العود مشششقة ل تحتمششل عششادة .أو خششاف علششى
محترم بتركه فل يلزمه في كل ذلك للضششرر بششل يحششرم عليششه فشي
الولى وكذا الخيرة إن أدى إلى تفويت محترم كعضششو .ولششو قششدر
على العود ماشيا بل مشقة أو بها ،لكنها تحتمششل عششادة لزمششه ولششو
فرق مرحلتين على الوجه وفارق ما مر بتعديه هنا )فإن لششم يعششد
لزمه دم( إن اعتمد مطلقا أو حج في تلششك السششنة أو فششي القابلششة
في الصورة السابقة ،لنها التي تأدت بإحرام ناقص بخلف مششا إذا
لم يحرم أصششل أو أحششرم بحششج بعششد تلششك السششنة ،لن الششدم لنقششص
النسك ل بدل عنه وفارقت العمرة الحج بأن إحرامه فششي سششنة ل
يصلح لغيرها بخلفها ،فإن وقت إحرامها ل يتأقت ولو جاوزه كافر
مريدا للنسك ثششم أسششلم وأحششرم ولششم يعششد لزمششه دم ،لنششه مكلششف
بالفروع أو قن >ص <48 :كذلك ثم عتق وأحرم ل دم عليه ،لنه
عند المجششاوزة غيششر أهششل للرادة ،لنششه محجششور عليششه لحششق غيششره
ومجاوزة الولي بموليه مريدا النسششك بشه فيهششا الشدم علشى الوجشه
بالتفصيل المذكور) .وإن أحرم ثم عششاد فالصششح أنششه إن عششاد قبششل
تلبسه بنسك سقط( عنه )الششدم( لقطعششه المسششافة مششن الميقششات
محرما وقضيته أن الدم وجب ثم سقط بالعود ،وهششو وجششه والششذي
صححه الشيخ أبو علي والبندنيجي أنه موقوف ،فإن عاد بششان أنششه
لم يجب عليه وإل بان أنه وجب عليه والماوردي أنه ل يجب أصششل
وتظهر فائدة الخلف فيما لو دفع الدم للفقير وشرط الرجششوع إن
لششم يجششب عليششه >ص) <49 :وإل( يعششد قبششل ذلششك بششأن عششاد بعششد
شروعه في طواف القدوم أي بعد مجاوزته الحجشر فل عشبرة بمششا
تقدم عليها أو بعد الوقوف )فل( يسششقط الششدم عنششه لتششأدي نسششكه
بإحرام ناقص )والفضل( لمششن فششوق الميقششات وليششس بحششائض ول
نفسششاء )أن يحششرم مششن دويششرة أهلششه( ،لنششه أكششثر عمل وقششد فعلششه
جماعة مششن الصششحابة والتششابعين )وفششي قششول مششن الميقششات قلششت
الميقات أظهر ،وهو الموافششق للحششاديث الصششحيحة واللششه أعلششم(،
فششإنه صششلى اللششه عليششه وسششلم }أخششر إحرامششه مششن المدينششة إلششى
الحليفة{ إجماعا في حجة الوداع وكذا فششي عمششرة الحديبيششة رواه
البخاري ولنه أقل تغرير بالعبادة لما في المحافظة على واجبششات
الحرام من المشقة وقد يجب قبل الميقات كأن نذره من دويششرة
أهله كما يجب المشي بالنذر ،وإن كان مفضول وكما مر في أجير
ميقات المحجوج عنه أبعد من ميقاته وقد يسششن كمششا لششو خشششيت
طرو حيض أو نفاس عند الميقات وكمششا لششو قصششده مششن المسششجد
القصى للخبر الضعيف }من أهششل بحجششة أو عمششرة مششن المسششجد
القصى إلى المسجد الحرام غفر الله له ما تقششدم مششن ذنبششه ومششا
تأخر أو وجبت له الجنة{ شك الراوي )وميقات العمششرة لمششن هششو
خارج الحرم ميقات الحج( لقوله صلى الله عليه وسلم في الخششبر
السابق }ممن أراد الحج والعمرة{ )ومن بششالحرم( مكيششا أو غيششره
بمكة أو غيرها )يلزمه الخروج إلى أدنى الحششل( يقينششا أو ظنششا بششأن
يجتهد ويعمل بما غلب على ظنه بالنسبة لما لم يتعرضششوا لتحديششد
الحرم فيه وكذا في سائر الحكام كما بينته في الحاشية ،فإن لششم
يظهر له شيء أو لم يجد علمة للجتهاد تعين عليه الحتيششاط بششأن
يصل إلى أبعد حد عن يمينه أو يساره )ولو بخطوة( مششن أي جهششة
شاء ،لنه صلى الله عليه وسششلم }أرسششل عائشششة مششع أخيهششا عبششد
الرحمن رضي الله عنهما فاعتمرت مششن التنعيششم{ ولششو لششم يجششب
ذلك لما أرسلها لضيق الوقت قبل قوله ولو بخطششوة يششوهم أنششه ل
يكفي أقل من خطوة وليس كذلك ا ه .ويرد بأن الخطششوة تصششدق
بمجرد نقل القدم عن محله إلى ملصقه ول أقل مششن ذلششك فصششح
ما ذكره وواضح من نظائره ،ذلششك أنششه إذا أخششرج رجل فقششط إلششى
الحل اشترط اعتماده عليها وحدها ولو أراد من بمكة القششران لششم
يلزمه ذلك تغليبا للحج كما مر قوله موافق كذا بخط الشيخ رحمه
الله تعالى والولى التأنيث ا ه .من هامش >ص ،) <50 :فإن لم
يخرج وأتى بأفعال العمرة( أثم اتفاقا كما علم مما مر و )أجزأته(
عن عمرة السلم وغيرهششا )فششي الظهششر( لنعقششاد إحرامششه اتفاقششا
ومن حكى فيه خلفا فمردود عليه كما لششو أحششرم بالحششج مششن غيششر
ميقاته )وعليه دم( لتركه الحششرام مششن الميقششات )فلششو خششرج إلششى
الحل بعد إحرامه( وقبل الشروع في طوافها )سقط الدم( أي لم
يجب )على المذهب( نظير ما مر فيمن جاوز الميقات وعششاد إليششه
)وأفضل بقاع الحششل( لمريششد العتمششار )الجعرانششة( بإسششكان العيششن
وتخفيف الراء على الفصح ،لنه صلى اللشه عليشه وسشلم }اعتمشر
منها ليل ثم أصبح كبائت رجوعه من حنين سنة ثمششان فتششح مكششة{
متفق عليه وحكششى الذرعششي عششن الجنششدي فششي فضششائل مكششة أنششه
اعتمر منها ثلثمائة نبي وبينها وبين مكة اثنا عشر ميل وقيل ثمانية
عشر وجزم به جمع ،وهو مردود بناء على الصح أن الميل ما مششر
في صلة مسافر )ثم التنعيم( ،لنه صلى الله عليششه وسششلم }أمششر
عائشششة بالعتمششار منششه{ كمششا مششر ،وهششو المسششمى الن بمسششاجد
عائشة بينه وبين مكة ثلثة أميال والمعتبر في حده مششا بششالرض ل
ما بأعلى الجبل )ثم الحديبية( بتخفيف الياء أفصششح مششن تشششديدها
بئر قريب حده بالمهملة بينها وبين مكة ما مر في الجعرانششة ،لنششه
}صلى الله عليه وسششلم صششلى بهششا وأراد الششدخول لعمرتششه منهششا{
ومن قال هم بالعتمار منهششا فقششد وهششم ،لنششه لمششا أحششرم مششن ذي
الحليفة كما مر.
الحرام
يطلق على نية الدخول >ص <51 :في النسك وبهذا العتبار
يعد ركنا وعلى نفس الدخول فيششه بالنيششة لقتضششائه دخششول الحششرم
كأنجد أي دخل نجدا وتحريم النواع التية وهذا هششو الششذي يفسششده
الجماع وتبطله الردة ،وهو المراد هنا )ينعقد معينا بأن ينششوي حجششا
أو عمرة( أو حجتين فأكثر ،وإنما لم تنعقد الثانيششة عمششرة لتعششذرها
حجا كهو في غير أشهره ،لنه ل مبطل ثم لصششل الحششرام لقبششوله
له وهنا انعقاد الحج يمنع انعقاد مثله معششه فوقششع لغششوا مششن أصششله
فلم يمكن صرفه للعمرة أو بعض حجة فتنعقد كاملة وكذا العمرة
)أو كليهما( بالجماع )ومطلقششا بششأن ل يزيششد علششى نفششس الحششرام(
لصحة الخبر به )والتعيين أفضششل( ليعششرف مششا يششدخل عليششه )وفششي
قول الطلق( ،لنه ربما عرض له عذر كمرض فيتمكن من صرفه
لما ل يخاف فوته >ص <52 :ورواية }أنه صلى الله عليه وسششلم
أحرم إحراما مبهما ثششم انتظششر الششوحي{ فششي تعييششن أحششد الوجششوه
الثلثة التية مردودة بأنها مخالفة للروايات الصشحيحة }أنشه أحشرم
معينا{ وممن روى ذلك عائشة فقولها }خششرج ل يسششمى حجششا ول
عمرة{ محمول على ما قبل إحرامه أو على أنه لم يسششمهما فششي
تلبيته أي في دوام إحرامه
)فإن أحرم مطلقا( بكسر اللم وفتحها حال أو مصدر )في أشششهر
الحج صرفه بالنية( ل بمجرد اللفظ )إلى ما شششاء مششن النسششكين(،
وإن ضاق وقت الحج أو فات على الوجه الششذي اقتضششاه إطلقهششم
خلفا لجمششع ويشوجه بششأنه بالصششرف يتششبين أنشه كشان كشالمحرم بمشا
صرفه إليه فإذا صرفه للحج فعل مششا يفعلششه مششن فششاته الحششج ممششا
يأتي ويسن له صرفه للعمششرة خروجششا مششن الخلف )أو إليهمششا ثششم
اشتغل بالعمال( ول يجششزئه العمششل قبششل الصششرف بالنيششة نعششم إن
طاف ثم صرفه للحج وقع عن طواف القششدوم ول يجششزئه السششعي
بعده قبل الصرف على الوجه ،لنششه يحتششاط للركششن مششا ل يحتششاط
للسنة )وإن أطلق في غير أشششهره فالصششح انعقششاده عمششرة( ،لن
الوقت ل يقبل غيرها )فل يصرفه إلى الحج فششي أشششهره ولششه( أي
مريششد النسششك )أن يحششرم كششإحرام زيششد( ،لن }أبششا موسششى أحششرم
كإحرام النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبره قال قششد أحسششنت
وكذا فعل علي رضي الله عنهما{ رواهما الشيخان )فإن لم يكششن
زيشد محرمشا( >ص <53 :أو كشان محرمشا إحرامشا فاسشدا )انعقشد
إحرامه( إحراما )مطلقا( ،لنششه قصششد الحششرام بصششفة خاصششة فششإذا
بطلت بقي أصششل الحششرام )وقيششل إن علششم عششدم إحششرام زيششد لششم
ينعقد( كما لو علق بإن أو إذا أو متى كششان محرمششا فأنششا محششرم أو
فقد أحرمت ولم يكن محرما ويرد بأنه هنا جازم بششالحرام بخلفششه
عند التعليق ،فإنه ليس بجازم به إل عنششد وجششوده مششن زيششد بخلف
إذا أو إن أو متى أحرم فأنا محرم ،فإنه ل ينعقد ،وإن كان محرما،
لنه هنا علق بمستقبل ،وهو أكثر غررا منه بحاضر فسومح فيه ما
لم يسامح في المستقبل ،لن النسك فيششه أقششوى وليششس منششه أنششا
محرم غدا أو رأس الشهر أو إذا دخششل فلن بششل إذا وجششد الشششرط
صار محرما ،لنه ل تعليق فيه ينافي الجزم بحاضششر ول مسششتقبل،
وإنما هو جششزم بششالحرام بصششفة وفششارق إن أحششرم فأنششا محششرم أنششا
محششرم إذا أحششرم بششأن الول ينششافي الجششزم بالكليششة بخلف الثششاني
ونظيره ما يأتي في تعقيب القرار بما يرفعه أنششه إن قششدم المششانع
بطل إقراره ،وإن أخره فل والوجه أن ذكر الحرام مثال ففي إن
كان في الدار فأنا محششرم ينعقششد إن كششان فيهششا وإل فل لن الششوارد
إنما هو في أحرمت كإحرام زيد فإذا استنبطوا منه مششا تقششرر فششي
غيره لزم جريانه في نظيره من التعليق بغير الحرام
)وإن كان زيد محرما انعقد إحرامه كإحرامه( من حج أو عمششرة أو
قران أو إطلق وفي هذه ل يلزمه أن يصرف لما صرف له زيد إل
إذا أراد إحراما كإحرامه بعد صرفه >ص <54 :وليس في معنششى
التعليق بمستقبل ،لنه هنا جازم حال أو يغتفششر ذلششك فششي الكيفيششة
دون الصل ولو أحرم زيد مطلقا ثم عين أو بعمرة ناويا التمتششع أو
ثم أدخل عليها الحج ثم أحرم هذا كإحرامه انعقششد لششه فششي الولششى
مطلقا وفي الثانية بعمرة اعتبارا بأصل الحرام ما لم ينو التشششبيه
به حال ويجب أن يعمل بما أخبره به زيد ولو فاسقا ،لنه ل يعرف
إل منه )فإن تعذر معرفة إحرامه بموته( أو جنونه المتصل به مثل
لم يتحر إذ ل مجال للجتهاد فيه ونوى الحج أو )جعل نفسه قارنا(
بأن ينوي القران كما لو شك في إحرام نفسه هششل هششو بقششران أو
بأحد النسكين والقران أولى )وعمل أعمششال النسششكين( أي الحششج،
لن عمرة القارن مغمورة في حجه ،لنه يخرج بذلك عششن العهششدة
بيقين ويجزئه عن الحج ولو حجة السلم إن نششوى قبششل أن يعمششل
شيئا من العمال إل العمرة ،لن الصح أنه ل يجوز إدخالهششا عليششه
ويحتمل أنه كششان أحششرم بالحششج ول يلزمششه دم القششران ،لن الصششل
براءة ذمته نعم يسن أما لو لششم يقششرن ول أفششرد بششل اقتصششر علششى
أعمال الحج من غير نية >ص <55 :فيحصل له التحلل ل البراءة
من شيء منهما ،وإن تيقن أنه أتى بأحششدهما ،لنششه مبهششم أو علششى
عمل العمرة لم يحصل التحلل أيضا ،وإن نواها لحتمال أنه أحششرم
بحج ولم يتم أعماله مع بقاء وقته هذا كلششه إن كششان عششروض ذلششك
قبل شيء من العمال وإل ،فإن كان بعد الوقوف وقبل الطواف،
فإن بقي وقت الوقوف فقرن أو نوى الحج ووقف ثانيا وأتى ببقية
أعمششال الحششج حصششل لششه الحششج فقششط ول دم لمششا مششر ،وإن فششات
الوقوف أو تركه أو فعله ولم يقرن ول أفرد لم يحصششل لششه شششيء
لحتمال إحرامه بها أو بعد الطواف وقبل الوقششوف أو بعششده ففيششه
تفصيل ليس هذا محل بسششطه وخششرج بقششولي المتصششل بششه مششا لششو
أفاق وأخبر بخلف ما فعله ،فإن المدار على ما أخبر بششه كمششا هششو
واضح
باب الحصار
وهو لغششة المنششع واصششطلحا المنششع عششن إتمششام أركششان الحششج أو
العمرة أو هما فلو منع من الرمي أو المبيت لم يجششز لششه التحلششل،
لنه متمكن منه بششالطواف والحلششق ويقششع حجششه مجششزئا عششن حجششة
السلم ويجبر كل من الرمي والمبيت بدم ،ونزاع ابن الرفعة فيه
بما مر أن المبيت يسقط بأدنى عذر يرد بأن الشدم هنشا وقششع تابعشا
ومشابها لوجوبه في أصل الحصار فلششم ينظششروا إلششى كششونه تششرك
المبيت لعذر كما لم ينظروا لذلك في أصل دم الحصار فإن قلت
من العذار المسقطة ثم الخوف علششى المششال ،والحصششار يحصششل
بالمنع إل ببذل مال ،وإن قل فمششا الفششرق ؟> .ص <201 :قلششت:
الفرق أن ذات المبيت ثم لم يتعرض لها المخوف منششه يمنششع ،لن
الفرض أنه أحصرهم عن الحج ل غير بخلفه هنا أعنششي فششي منعششه
من المبيت فإن العدو متعرض للمنع منه مثل إل ببذل مششال وهششذا
هو الذي توجد فيه المشابهة للحصار دون الول إذ ل تعششرض مششن
المخوف منه لمنع مششن نحششو المششبيت أصششل فتششأمله )والفششوات( أي
للحج إذ العمرة ل تفوت إل تبعا لحج القارن )من أحصششر( أي منششع
عن المضي في نسكه دون الرجوع أو معه وهم فششرق مختلفششة أو
فرقة واحدة سواء كافر ومسلم ،وإن أمكنه قتاله أو بذل مال لششه
ولم يجد طريقا آخر يمكنششه سششلوكه )تحلششل( جششوازا حاجششا كششان أو
معتمرا أو قارنا لنزول قوله تعالى }حين أحصروا بالحديبيششة وهششم
حرم فنحر صلى اللشه عليشه وسشلم وحلشق ،وأمرهشم بشذلك }فشإن
أحصششرتم فمششا استيسششر مششن الهششدي{{ أي ،وأردتششم التحلششل إذ
الحصار بمجرده ل يوجب هديا .والولى للمعتمر وحاج اتسع زمن
إحرامششه الصششبر إن رجششا زوال الحصششار نعششم إن غلششب علششى ظنششه
انكشاف العدو ،وإمكان الحج أو قبل ثلثة أيام في العمششرة >ص:
<202امتنششع تحللششه لقلششة المشششقة حينئذ أمششا إذا أمكنششه سششلوك
طريششق آخششر ولششو بحششرا غلبششت فيششه السششلمة ووجششدت شششروط
الستطاعة فيه فيلزمه سلوكه ،وإن علششم الفششوات ويتحلششل بعمششل
عمرة ،وأما إذا خشي فششوات الحششج لششو صششبر فششالولى التحلششل لئل
يدخل في ورطة لزوم القضاء له واستعماله أحصر في منششع العششد
وخلف الشهر إذ هو استعماله في نحو المرض وحصر في العششدو
كذا قيل ،ورد بالية الموافقة لما هنا فالشششهر أن الحصششار المنششع
من المقصود بعدو أو نحو مرض والحصر التضششييق وشششمل كلمششه
الحصر عن الوقوف دون البيت وعكسه لكن يلزمه فششي الول أن
يدخل مكة ويتحلل بعمل عمرة وفي الثاني أن يقف ثم يتحلل أي
ما لم يغلب على ظنه انكشاف العدو قبل ثلثششة أيششام فيمششا يظهششر
أخذا مما تقرر فششي العمششرة >ص <203 :ول قضششاء فيهمششا علششى
تفصيل فيه وفي لزوم دم الحصار ذكرته فششي شششرح العبششاب عششن
المجموع وغيره واستنبط البلقيني من الحصششار عششن الطششواف أن
من حاضت أو نفست قبل الطواف ولم يمكنها القامة للطهر أنها
تسافر فإذا وصلت لمحل يتعذر وصولها منه لمكششة لعششدم نفقششة أو
نحو خوف تحللت بالنية والذبح والحلق ،وأيده بقول المجموع عن
كثيرين من صد عن طريق ووجد طريقا أطول ولم يكن معه نفقة
تكفيه جاز له التحلل وسبقه البارزي إلى نحوه كما بسششطت ذلششك
في الحاشية وقد ينظر في قوله لعدم نفقة بما يأتي أن نحو نفششاد
النفقة ل يجوز التحلل من غير شرط وما في المجمششوع ل يؤيششده،
لن الذي فيه محصر ،لنه صششد عششن طريقششه وتعششذر عليششه سششلوك
الطريق الخرى فجاز له التحلل لبقاء إحصششاره فتششأمله) .وقيششل ل
تتحلل الشرذمة( القليلة التي اختص بها الحصر مششن بيششن الرفقششة
والصح أن الحصششر لخشاص ولشو لواحششد >ص <204 :كشأن حبششس
ظلما ولو بدين يعجز عنه كالعششام ،لن مشششقة كششل أحششد ل تختلششف
بتحمل غيره مثلها وعششدمه وفششارق نحششو المحبششوس المريششض بششأن
الحبس يمنعه إتمام نسكه حسا بخلف المششرض).ول تحلششل( جششائز
)بالمرض( إذا لم يشرطه بل يصششبر حششتى يششبرأ فششإن كششان محرمششا
بعمششرة أتمهششا أو بحششج وفششاته تحلششل بعمششرة ،لن المششرض ل يمنششع
التمششام كمششا تقششرر ول يزيلششه التحلششل )فششإن شششرطه( أي التحلششل
بالمرض وقد قارنت نية شرطه الذي تلفظ به عقب نيششة الحششرام
نية الحرام بأن وجدت قبل تمامها فيما يظهر نظير مششا يششأتي فششي
الستثناء في نحششو الطلق )تحلششل بششه( أي بسششبب المششرض )علششى
المشهور( لقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الصششحيح لوجعششة
}حجي واشترطي وقولي اللهم محلششي حيششث حبسششتني{ ،وألحششق
بالحج العمرة وبالمرض في ذلك غيره من العذار كضلل طريششق
ونفاد نفقة فل يجوز شرطه بل عذر أو حيث أراد ونحوه نظيششر مششا
مر أواخر العتكاف ويظهر أن المششراد بالعششذر هنششا مششا يشششق معششه
مصابرة الحرام مشقة ل تحتمل غالبا ثم إن شرط التحلل بهششدي
لزمه أو بل هدي أو أطلق فل وله شرط انقلب حجششه عمششرة عنششد
نحو المرض وتجزئه حينئذ عن عمرة السششلم وخششرج بشششرطه أي
التحلل شرط صيرورته حلل بنفس المششرض فششإنه يصششير بششه حلل
>ص <205 :من غير تحلل ول هدي ويظهششر ضششبط المششرض هنششا
بما يبيح ترك الجمعة) .ومششن تحلششل( أي أراد التحلششل بالحصششار أو
نحوه وهو حر أو مبعض ووقع في نوبته فيما يظهر أخششذا مششن أنششه
لو أحرم في نوبته وارتكب المحظششور فششي نوبششة سششيده أو عكسششه
اعتششبر وقششت ارتكششاب المحظششور فششإرادة التحلششل هنششا كارتكششاب
المحظور فيما ذكر ذبح وجوبا )شاة( تجزئ في الضششحية أو سششبع
بدنة أو بقرة كذلك للية السابقة ولو شرط التحلل بالحصر بل دم
وفارق ما مر في نحو المرض بأن هذا ل يتوقف على شششرط فلششم
يؤثر فيه الشرط بخلف ذاك ويتعين الذبح لذلك ككل ما معه مششن
دم وهدي )حيث أحصر( أو مرض مثل ولو فششي الحششل ،وإن تمكششن
من طرف الحرم ومنازعة البلقيني فيششه بششالنص ردهششا تلميششذه أبششو
زرعة كما بينتها في الحاشية ولو أمكنه إرسششاله لمكششة لششم يلزمششه
لكن يسن له بعثه لما يقدر عليه من الحرم أو مكة وواضششح أنششه ل
يحل حينئذ حتى يغلب على ظنششه ذبحششه ثششم بخششبر مششن وقششع بقلبششه
صدقه ل بمجرد طول الزمن وذلك ،لنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم
}ذبششح هششو ،وأصششحابه بالحديبيششة{ وهششي مششن الحششل ويفرقششه علششى
مساكين ذلك المحل ثم مساكين أقرب >ص <206 :محل إليششه،
لنه صار في حقه كالحرم ومن ثم حرم النقششل عنششه إذا كششان مششن
الحل إلى غيره من الحل بخلف ما إذا كششان مششن الحششرم ل يتعيششن
بالنسبة لبقية الحرم ،لنه كله كبقعة واحدة فإن قلت لم جششاز هنششا
النقل كما ذكر بخلفه إذا فقد مساكين الحرم قلت ،لن استحقاق
هؤلء بالنص بخلف مساكين محل الحصر وهذا هو الفرق بين مششا
هنا ونقل الزكاة كما يأتي) .قلت( ما أوهمه كلم المحششرر مششن أن
من أحصر له التحلششل بالذبششح وحششده غيششر مششراد بششل )إنمششا يحصششل
التحلل بالذبح ونية التحلل( مقارنة للذبح ،لنه يكون لغيششر التحلششل
فاحتاج لما يخصصه به وفارقت نية الخششروج مششن الصششلة لوقششوعه
في محله فهي كالتحلل هنا النحر بخلفه هنا فإن التحلل وقع فششي
غير محله وهو يقبل الصرف فوجبت النية )وكذا الحلق إن جعلناه
نسكا( وهششو المشششهور كمششا مششر ،لنششه ركششن أمكنششه فعلششه فل وجششه
لسقاطه ويجب قرن النية به وتقديم الذبششح عليششه فششإن قلششت لششم
اشترط الترتيب هنا بخلفششه فششي تحلششل الحششج ؟ .قلششت ،لن الحششج
يطششول زمنششه فوسششع فيششه بششأن جعششل لششه تحللن وبعششدم اشششتراط
الترتيب بخلف ما هنا فششإنه لمششا لششم يكششن إل بواحششد اشششترط فيششه
الترتيب لعدم المشقة فيه ونظيششر ذلششك العمششرة فإنهششا لمششا كششانت
كذلك اشترط الترتيب في تحللها )فإن فقد الدم( حسششا أو شششرعا
نظير ما مر في دم التمتع )فالظهر أن له بدل( كغيره )و( الظهر
)أنه( أي البدل )طعام( مع الحلق والنية >ص <207 :حيث عذر،
لنه أقرب للحيوان لكونهما مال من الصوم )بقيمة الشاة( بالنقششد
الغالب ثم فإن لم يكن به ذلك فأقرب البلد إليه )فإن عجششز عنششه
صام عن كل مد يوما( حيث شاء ويصوم عن المنكسر يوما أيضششا
)وله( حينئذ )التحلل( بالحلق مع النية )في الحال( من غير توقششف
على الصوم )في الظهر والله أعلم( لتضرره ببقششاء إحرامششه إلششى
فراغ الصوم وبه فارق توقف تحلل تششارك الرمششي علششى بششدله ولششو
صوما ،لن هذا لششه تحللن فل كششبير مشششقة عليششه لششو صششبر بخلف
المحصششر) .وإذا أحششرم العبششد( أي القششن ولششو مكاتبششا )بل إذن( مششن
سيده في الحرام ول في المضي أو بعششد الذن لكششن قبششل دخششول
وقته الذي عينه له ل بعده وكذا المكان أو بعد رجششوعه عششن الذن
قبل إحرامه ،وإن لم يعلم القن بالرجوع لكن ل يقبششل قششوله :فيششه
بل ل بد من بينة به )فلسيده( يعني مالك منفعته ،وإن كششان ملششك
الرقبة لغيره )تحليله( أي أمره بالحلق مع النية صيانة لحقه إذ قد
يريد منه ما يمتنع على المحرم كاصششطياد بسششلح وطيششب وقربششان
المة >ص <208 :ومن ثم حرم علششى القششن الحششرام بغيششر إذنششه
ولزمته المبادرة للتحلل بعد أمره به والولششى للسششيد أن يششأذن لششه
في إتمام النسك ولو لم يمتثل أمره فلششه أن يفعششل بششه المحظششور
والثم على القن فقط لبقششاء إحرامششه إذ ل يششزول إل بمششا مششر مششن
الحلق مع النية ومن ثم قال المام قششولهم لششه تحليلششه مجششاز عششن
المنع في المضي واستخدامه فيما يحرم على المحرم فششإن قلششت
قياس ما مر في الممتنعة عن الغسل مششن نحششو الحيششض مششن أنششه
يغسلها مع النية أو عدمها على ما مر أنه هنا إذا امتنع بحلق رأسه
مع النية أو عدمها فل يجوز له فعل المحظور به قبششل ذلششك ،قلششت
يفرق بأن الحلق هنششا صششورة محششرم فلششم يششؤمر بمباشششرته بخلف
الغسل ثم .وأفهم كلمه أن لششه أمششره بالذبششح ،وأن مششذبوحه حلل
بالنسبة لغير القن وهو ظاهر ول نظر لبقاء إحرامششه ،لنهششم نزلششوا
امتنششاعه منزلششة تحللششه حششتى أبيششح للسششيد إجبششاره علششى فعششل
المحرمات ،وأفهم المتن أن القششن ليششس لششه التحلششل إل بعششد أمششر
سششيده لششه بششه وهششو مششا اعتمششده السششنوي ،وأول عبششارة الروضششة
والمجموع المفهمة لخلفششه وليششس كمششا قششال بششل الششذي دل عليششه
كلمهم أن له التحلل مطلقا بل كان القياس وجوبه عليه لمششا فيششه
من الخروج عن المعصية لكن لما كان له شبهة التلبششس بالنسششك
مع شدة لزومه واحتمال أن السيد يأذن لششه فششي إتمششامه أبيششح لششه
البقاء إلششى أن يششأمره بششه السششيد لوجششوبه حينئذ وليششس لششه تحليششل
مبعض بينهما مهايأة وامتدت نوبته إلى فراغ نسكه ول من أذن له
في حج فاعتمر أو قرن ،لنه لم يزد على المأذون لششه فيششه بخلف
من أذن له في عمرة فحششج) .وللششزوج تحليلهششا( أي زوجتششه >ص:
<209ولو أمة أذن لهششا سششيدها )مششن حششج( أو عمششرة )تطششوع لششم
يأذن( لها )فيه( لئل يفوت تمتعه ومن ثم أثمت بذلك بخلف ما إذا
أذن لرضاه بالضرر والتحليل هنا المر بالتحلل كما مر في السششيد
لكنه في الحرة يكون بالذبح مششع مششا مششر فششي المحصششر فششإن أبششت
وطئها والثم عليها ويفششرق بيششن هششذا وحرمششة وطششء المرتششدة بششأن
حرمة المرتششد أقششوى ،لن الششردة تزلششزل العصششمة وتئول بهششا إلششى
الفراق ول كذلك الحرام فاندفع ما للرافعششي كالمششام هنششا وليششس
لها أن تتحلل حتى يأمرها به ،لن الحرام شديد التشبث والتعلششق
مع صلحيتها للمخاطبة بفرضششه فلششم تقتششض حرمششة ابتششدائه جششواز
الخروج منه وليس له تحليل رجعية نعم له حبسها كالبائن لنقضاء
عششدته )وكششذا لشه( تحليلهشا بششرطه ومنعهشا )مشن( الحششج والعمششرة
)الفرض( ،وإن كان محرما ،وإن طال زمن إحرامه على إحرامهششا
أو كانت صغيرة على ما اقتضاه إطلقهم ،وإن لششم تششأثم بششذلك إذا
يسن للحرة استئذانه ،وإن أطال جمع فششي وجششوبه )فششي الظهششر(
>ص <210 :لن حقه فششوري ،والحششج علششى الششتراخي أي باعتبششار
الصل فيهما فل نظر لتضيقه عليها بنحششو خششوف عضششب علششى مششا
اقتضاه إطلقهم أيضا ول لمتناع تمتعه لحرامه أو صغرها وشششمل
الفرض النذر ما لم يكن قبل النكاح أو بعده بإذنه ،والقضاء الششذي
لزمها ل بسبب من جهته وفي مسائل الزوجة هششذه بسششط ذكرتششه
أوائل الحاشية فراجعه فإنه مهم.
)تنبيه( قضية كلمهم في تفسيرهم التحليل بما ذكر أنه ليششس
له وطء المة ول الزوجة قبل المر بالتحلل فششي الفششرض والنفششل
ويوجه بأن له قدرة على إخراجها من أصل الحرام بالمر بالتحلل
فلم يجز له الوطء قبله حتى تمتنع ومع ذلك لو قيل بجوازه حيششث
حرم الحرام بغير إذنه لم يبعد ،لنها عاصية ابتداء ودوامششا فليششس
فعلها محترما ،وإن انعقد صحيحا حتى تمنعه من حقششه الثششابت لششه
قبششل ذلششك> .ص) <211 :ول قضششاء علششى المحصششر المتطششوع(
بحصر خاص أو عام ،وإن اقترن به فوات الحج إذ لم يرد المر بششه
وقششد }أحصششر معششه صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي الحديبيششة ألششف،
وأربعمائة ولم يعتمششر منهششم معششه فششي عمششرة القضششية فششي العششام
القابششل إل بعضششهم{ أكششثر مششا قيششل إنهششم سششبعمائة فعلششم أن تلششك
العمرة لم تكن قضاء ومعنى القضششية المقاضششاة أي الصششلح الششذي
وقع في الحديبية ول يرد عليه أن المحصر يلزمه القضاء في صور
بأن أخر التحلل من الحج مع إمكانه من غير رجاء أمن حتى فششاته
أو فاته ثم أحصر أو زال الحصر والوقت باق ولششم يتحلششل ومضششى
فششي النسششك ففششاته أو سششلك طريقششا آخششر مسششاويا للول ففششاته
الوقوف وذلك ،لن القضاء في هذه كلها للفوات ل للحصششر )فششإن
كان( مشا أحصشر عشن إتمشامه حصشرا عامشا أو خاصشا كمشا أطلقشوه
)فرضششا مسششتقرا( عليششه >ص <212 :كحجششة السششلم بعششد أولششى
سني المكان وكنذر قدر عليششه قبششل عششام الحصششر ومثلهمششا قضششاء
ونذر معين في عام الحصر )بقششي فششي ذمتششه( كمششا لششو شششرع فششي
صلة مفروضة ولم يتمها )أو( فرضا )غير مستقر( كحجة السششلم
في أولى سني المكان )اعتبرت( في استقرار عليه )السششتطاعة
بعد( أي بعد زوال الحصار نعم الولى له إن بقي مششن الششوقت مششا
يسع الحج أن يحرم ول يجششب ،وإن اسششتقر الوجششوب بمضششيه لكششن
بحث الذرعي في بعيد الدار إذا غلب على ظنه أنه لششو أخششر عجششز
عن الحج فيما بعد أنه يلزمه الحرام به في هذا العام) .ومن فاته
الوقوف( بعذر أو غيره )تحلششل( فششورا أو وجوبششا لئل يصششير محرمششا
بالحج في غير أشهره مع كونه لم يتحصل منششه علششى المقصششود إذ
الحج عرفة كما مر فلو استمر على إثمه ببقاء إحرامه إلششى العششام
القابل لم يجزئه ،لن إحرام سنة ل يصلح لحرام سنة أخرى قششال
الذرعي ل نعلم أحدا قال بالجواز إل رواية عن مالششك رضششي اللششه
عنه ثم إن لم يمكنه عمل عمرة تحلل بما مر فششي المحصششر ،وإن
أمكنه وجب >ص <213 :وله تحللن أولهمششا يحصششل بواحششد مششن
الحلق أو الطواف المتبوع بالسعي إن لم يقششدمه وسششقط الرمششي
بفوات الوقوف وثانيهمشا يحصشل )بطششواف وسششعي( بعششده ،إن لشم
يكن سعى بعد القدوم كما في المجموع )وحلق( مششع نيششة التحلششل
بها لما صح عن عمر رضي اللششه عنششه أنششه أفششتى بششذلك فششأمر مششن
فاتهم الحج أن يطوفوا ويسعوا وينحروا إن كششان معهششم هششدي ثششم
يحلقوا أو يقصروا ثم يحجوا من قابل ويهدوا فمششن لششم يجششد صششام
ثلثة أيام في الحج أي بعد الحششرام بالقضششاء كمششا مششر وسششبعة إذا
رجع إلى أهله واشتهر ذلك ولم ينكره أحد فكششان إجماعششا .وأفهششم
المتن والثر أنه ل يلزمه مبيت بمنى ول رمي وما أتى به ل ينقلب
عمرة ،لن إحرامه انعقد بنسك فل ينصششرف لغيششره وقيششل ينقلششب
ويجزئه عن عمرة السلم )وفيهما( أي السعي والحلق )قول( إنه
ل يحتاج إليهما ،لن السعي يجوز تقديمه عقب طواف القدوم فل
دخل له في التحلششل والحلششق اسششتباحة محظششور )وعليششه دم( ومششر
الكلم فيه )و( عليشه إن لشم ينششأ الفشوات مشن الحصشر )القضشاء(
للتطوع فورا لثر عمر رضي الله تعالى عنه المذكور بهما ولنه ل
يخلو عن تقصششير ومششن ثششم لششم يفرقششوا فششي وجششوب الفوريششة بيششن
المعذور وغيره بخلف الحصار .أما الفرض فهو باق في ذمته كما
كان من توسع وتضيق كما في الروضة ،وأصلها ،وإن نوزع فيه.
)تنبيه( هل يلزمه الحششرام بالقضششاء >ص <214 :مششن مكششان
الحرام بالداء على التفصيل السابق في قضاء الفاسششد أو يفششرق
بأن التقصير في الفسششاد أظهششر منششه فششي الفششوات أو يفششرق بيششن
التفويت فيكون كالفساد لتساويهما في تمام التعدي والفوات فل
يلزمششه إل مششن ميقششات طريقششه ول يراعششي الفششائت كششل محتمششل
والقرب إلى كلمهم الول بإطلقه ثم رأيششت المجمششوع قششال عششن
الصحاب وعلى القارن القضاء قارنا ويلزمه ثلثة دماء دم الفوات
ودم القران الفائت ودم ثالث للقران المششأتي بششه فششي القضششاء ول
يسقط هذا عنه بالفراد في القضاء ،لنه توجه عليه القران ودمششه
فل يسقط بتبرعه بالفراد .ا ه .فافهم ذلك أنه يتعيششن مراعششاة مششا
كان عليه إحرامه في الداء فلو أحرم بشه مشن الحليفشة ففشات ثشم
أتى على قرن لزمه أن يحرم مششن مثششل مسششافة الحليفششة ويؤيششده
توجيههم رعاية ذلك في الفساد بأن الصل في القضاء أن يحكشي
الداء وهششذا بعينششه موجششود فششي صششورة الفششوات ول نظششر للفششرق
السابق بمزيد التعدي بالفسششاد لمششا مششر أن الفششوات ل يخلششو عششن
تقصير ،وأما إذا نشأ الفوات عن الحصر كأن أحصر فسلك طريقا
آخر ففاته لصعوبة الطريق أو طششوله وقششد ألجششأه نحششو العششدو إلششى
سلوكها أو صابر الحرام متوقعا زوال الحصر فلم يزل حتى فششات
الحششج فتحلششل بعمششل عمششرة لششم يقششض ،لنششه بششذل مششا فششي وسششعه
كالمحصر مطلقا والله تعالى أعلم وصلى الله على سششيدنا محمششد
وعلى آله وصحبه وسلم.
كتاب البيع
قيل أفرده لرادته نوعا منه هو بيع العيان ويششرد بششأن إفششراده
هششو الصششل إذ هششو مصششدر ،وإرادة ذاك >ص <215 :تعلششم مششن
إفششراده السششلم بكتششاب مسششتقل ،وهششو لغششة مقابلششة شششيء بشششيء
وشرعا :عقد يتضمن مقابلة مال بمششال بشششرطه التششي لسششتفادة
ملك عين أو منفعة مؤبدة ،وهو المراد هنا ،وقد يطلق على قسيم
الشراء فيحد بأنه نقل ملك بثمن علششى وجششه مخصششوص والشششراء
بأنه قبوله على أن لفظ كل يقع على الخر .وأركانه عاقد ومعقود
عليه وصيغة.ولقوة الخلف فيها بششدأ بهششا ،وإن تقششدما عليهششا طبعششا
معبرا عنها بالشروط مجازا فقال )شرطه( الذي ل بد منه لوجششود
صششورته الشششرعية فششي الوجششود ولششو فششي بيششع مششاله لولششده >ص:
<216وكذا في البيع الضششمني لكششن تقششديرا كششأعتق عبششدك عنششي
بألف فيقبل فإنه يعتق به كما يذكره فششي الكفششارة لتضششمنه الششبيع،
وقبوله فل يرد )اليجاب( من البائع ولو هزل ،وهششو صششريحا مششا دل
على التمليك دللششة قويششة ممششا اشششتهر وتكششرر علششى ألسششنة حملششة
الششرع وسشتأتي الكنايشة لقشوله تعشالى }إل أن تكشون تجشارة عشن
تراض منكم{ مع الحديث الصحيح }إنما البيع عششن تششراض{ ،وهششو
خفي فأنيط بظاهر هو الصيغة فل ينعقد بالمعاطاة> .ص<217 :
وهي أن يتراضيا بثمن ولو مششع السششكوت منهمششا واختششار المصششنف
كجمع انعقاده بها في كل ما يعششده النششاس بهششا بيعششا وآخششرون فششي
محقر كرغيف ،والستجرار من بيششاع باطششل اتفاقششا أي إل إن قششدر
الثمن في كل مرة على أن الغزالي سششامح فيششه بنششاء علششى جششواز
المعاطاة وعلى الصح ل مطالبة بهششا أي مششن حيششث المششال بخلف
تعاطي العقد الفاسد إذا لم يوجد له مكفر كمششا هششو ظششاهر >ص:
<218في الخرة للرضا وللخلف فيها ويجري خلفها فششي سششائر
العقود المالية ثم الصريح هنششا )كبعتششك( ومششا اشششتق منششه ذا بكششذا،
وهو لك بكذا على أحد احتمالين ثانيهما ،وهو المعتمششد أنششه كنايششة،
وعلششى الول يفششرق بينششه وبيششن جعلتششه لششك التششي بششأن الجعششل ثششم
محتمششل ،وهنششا ل احتمششال )وملكتششك( ووهبتششك ذا بكششذا وكونهمششا
صريحين في الهبة إنما هو عند عدم ذكر ثمن وفارق أدخلتششه فششي
ملكششك فششإنه كنايششة باحتمششاله الملششك الحسششي وشششريت وعوضششت
ورضيت واشتر مني ونحو نعم ،وإي بالكسر وفعلششت جوابششا لقششول
المشششتري بعششت وكششذا بعنششي لكششن نحششو بعششت ل يغنششي عششن قبششول
المشتري تقدم أو تأخر بخلف بعني ولك علي وبعتك ولششي عليششك
وعلى أن لي عليششك أو علششى أن تعطينششي كششذا إن نششوى بششه الثمششن
واستفيد >ص <219 :من كاف الخطاب أنه ل بد فششي غيششر نحششو
نعم .ومسألة المتوسط التية منه كرضيت لك هذا بكششذا ولششو فششي
نحو وكيل ومن إسناده لجملة المخششاطب فل يكفششي بعششت موكلششك
ول نحو يدك أو نصفك بخلف نحو نفسك والفرق بيششن هششذا ونحششو
الكفالة واضح ،ولو باع ماله لولده محجوره لم يتششأت هنششا خطششاب
بل يتعين بعته لبني ،وقبلششت لششه )والقبششول مششن المشششتري( ،وهششو
صريحا ما دل على التملك دللششة قويششة كمششا مششر )كاشششتريت( ومششا
اشتق منه ويغتفر نحو فتح التاء ،وإبدال الكششاف ألفششا مششن العششامي
)وتملكت ،وقبلت( وابتعت واخترت ونحو نعم وفعلت جوابا لقششول
البائع اشتريت ،لنها بعشد اللتمشاس جششواب بخلفهشا بعششد اشششتريت
منك أو بعتك ورضيت ومع صراحتها يصدق في قوله لم أقصد بهششا
جوابا وبحث شارح أنه ل بد هنا من نظير ما يأتي في الطلق مششن
قصد اللفظ لمعناه >ص <220 :بقيده التي ثم واعتمششده غيششره،
وأجراه في سائر العقود
)تنششبيه( اختلششف أصششحابنا فششي السششبب القششولي كصششيغ العقششود
والحلول ،وألفاظ المر والنهي هل يوجد المسبب كالملك هنا عند
آخر حرف من حششروف أسششبابها أو عقبهششا علششى التصششال أو يتششبين
بششآخره حصششوله مششن أولششه قششال ابششن عبششد السششلم والمختششار عنششد
الشعرية وحششذاق أصششحابنا الول ،وقششال الرافعششي الكششثرون علششى
الثاني ،وأجروا الخلف في السبب الفعلششي ،وقششد حكششى الرافعششي
وجهين في التحريششم بالرضششاع هششل هششو مششع الرضششعة الخامسششة أو
عقبها هذا حاصل ما ذكره الزركشي في موضع وذكر في آخر أنه
إذا تعلق الحكم بعدد أو ترتب على متعششدد هششل يتعلششق بششالجميع أو
بالخر قال وكذا لو وقع عقب جملششة مركبششة مششن أجششزاء أو ترتششب
على لفظ ثم ذكر احتمال أن الخلف هنا لفظي ،لن الجزء الخير
متوقف الوجود على ما قبله فلما قبله دخل علششى كششل تقششدير ثششم
رده بأنه معنوي وبأن المعزو لمذهبنا أن المششؤثر هشو المجمششوع أي
غالبا لذكره فروعا تخالفه والوجه كما يشير إليه بعض كلمه حمل
ما في هذه علششى حكششم مششترتب علششى سششبب مركششب مششن أسششباب
متعاقبة إذ من مثلها الخلف بيننا وبين الحنفية في السكر بالقششدح
العاشر فنحن نسنده للكل ،وهم للخيشر فل يجشب الحشد بمشا قبلشه
وحينئذ ل ينافي هذا ما تقرر أول لنه في سبب واحد ل تركب فيششه
والفرق حينئذ متجه ،لن هذا لتحاده جرت فيه أوجه ثلثة ،والول
لتركبه لم يجر فيه إل وجهان وكششان الصششح أن المششؤثر المجمششوع،
لن هششذا هششو شششأن السششباب المجتمعششة فتششأمله فششإن كلمششه فششي
الموضعين ومثلهما ظششاهر فششي التنششاقض لششول تششأويله بمششا ذكرتششه.
المعلوم منه أن ترتبه على الخير فقط في مثل كثيرة هنا إنما هو
لمدرك يخصه كما يعلمه من أمعن تأمله فيه) .ويجوز تقششدم لفششظ
المشششتري( ولششو بقبلششت بيششع هششذا منششك بكششذا لصششحة معناهششا حينئذ
بخلف فعلت ونحو نعم إل في مسألة المتوسط للكتفاء بها فيهششا
منهما >ص <221 :وظاهر أنه ل يشششترط فيششه أهليششة الششبيع )ولششو
قال بعني( أو اشتر مني هذا بكذا )فقال بعتك( أو اشتريت )انعقد
البيع في الظهر( لدللته على الرضا فل يحتاج بعده لنحو اشتريت
أو بعتششك واحتمششاله لسششتبانة الرغبششة بعيششد بخلف بعتنششي وتششبيعني
واشششتريت منششي وتشششتري منششي ونحششو اشششتريت منششك إذا تقششدم ل
خلف في صحته )وينعقد( البيع من غير السكران الششذي ل يششدري،
لنه ليس من أهل النية على كلم يأتي فيه في الطلق )بالكنايششة(
مع النية مقترنة بنظير مششا يشأتي ثششم والفششرق بينهمششا فيششه نظششر ول
تغني عنها القششرائن ،وإن تششوفرت ،وهششي مششا يحتمششل الششبيع وغيششره
)كجعلته لك( أو خذه ما لم يقل بمثله ،وإل كان صريح قرض كمششا
يأتي أو تسلمه ،وإن لم يقل مني أو باعششك اللشه أو سشلطتك عليششه
وكذا بارك الله لك فيه في جواب بعنيه وليس منها أبحتكه ولو مع
ذكر الثمن كما اقتضاه إطلقهم ،لنه صريح فششي الباحششة مجانششا ل
غير فذكر الثمن مناقض له وبه يفششرق بينششه وبيششن صششراحة وهبتششك
هنا ،لن الهبة قد تكون بثواب ،وقد تكون مجانششا فلششم ينافهششا ذكششر
الثمششن بخلف الباحششة وإنمششا كششان لفششظ الرقششبى >ص<222 :
والعمرى كناية بل صريحا عنششد بعضششهم ،لنششه يششرادف الهبششة لكنششه
ينحششط عنهششا بإيهشامه المحششذور المششعر بشه لفظشه بخلف الباحشة
)بكذا( ل يشترط ذكره بل تكفي نيته على ما فيششه ممششا بينتششه فششي
شرح الرشاد ،وإنما انعقد بها مع النية )في الصششح( مششع احتمالهششا
قياسا على نحو الجارة والخلع وذكر الثمن أو نيته بتقششدير الطلع
عليها منه يغلششب علششى الظششن إرادة الششبيع فل يكششون المتششأخر مششن
العاقدين قابل ما ل يدريه ول ينعقد بها بيششع أو شششراء وكيششل لزمششه
إشهاد عليه بقول موكله له بششع بشششرط أو علششى أن تشششهد بخلف
بع ،وأشهد ما لم تتوفر القرائن المفيدة لغلبة الظن وفارق النكاح
بأنه يحتاط له أكثر والكتابة ل على مائع أو هواء كناية فينعقششد بهششا
مششع النيششة ولششو لحاضششر فليقبششل فششورا عنششد علمششه ويمتششد خيارهمششا
لنقضاء مجلس قبوله.
)تنبيه( سيأتي عششن المطلششب فششي الطلق فششي بحششث التعليششق
بالمشششيئة أن نحششو الششبيع بل رضششا ول إكششراه يقطششع >ص<223 :
بعدم حله وحمله الذرعي على البيع لنحو حياء أو رغبششة فششي جششاه
المشتري أي أو مصادرة بخلفه لضرورة نحو فقششر أو ديششن فيحششل
باطنا قطعا ،وظششاهر كلم الخششادم الميششل لنعقششاده باطنششا مطلقششا.
)ويشترط أن ل يتخلل( لفظ ل تعلق له بالعقد بششأن لششم يكششن مششن
مقتضششاه ول مششن مصششالحه ول مششن مسششتحباته >ص <224 :مششن
المطلوب جوابه ولو كلمة إل نحو قد )و( أن )ل يطول الفصل بين
لفظيهمششا( أو إشششارتيهما أو كتابتيهمششا أو لفششظ أحششدهما وكتابششة أو
إشارة الخر أو كتابة أحدهما ،وإشارة الخر والعششبرة فششي التخلششل
في الغائب بما يقع منه عقب علمه أو ظنه بوقوع البيع له كما هو
ظاهر بسكوت مريششد الجششواب أو كلم مششن انقضششى لفظششه بحيششث
يشعر بالعراض ،وإن كان لمصششلحة ولشششائبة التعليششق أو الجعالششة
في الخلع اغتفر فيه اليسير مطلقا ولو أجنبيا ويظهر أنه يضر هنششا
سكوته اليسير إذا قصششد بششه القطششع أخششذا ممششا مششر فششي الفاتحششة،
ويحتمل الفرق )وأن( يذكر الثمششن المبتششدئ ول تكفششي نيتششه >ص:
<225إل في الكناية على ما مر ،وأن تبقششى أهليتهمششا ،وأن يغيششر
شيئا مما تلفظ به إلى تمششام الشششق الخششر ،وأن يكششون تكلششم كششل
بحيث يسمعه مششن بقربششه عششادة ،وإن لششم يسششمعه الخششر ،وإل لششم
يصششح ،وإن حملتششه الريششح إليششه ،وأن يتمششم المخششاطب ل وكيلششه أو
موكله أو وارثه ولو في المجلس ،وأن ل يوقت ولو بنحو حياتك أو
ألف سنة الوجه ويفرق بينه وبين النكاح علششى مششا يششأتي فيششه بششأن
البيع ل ينتهششي بششالموت بخلف النكششاح ول يعلششق إل بالمشششيئة فششي
اللفظ المتقدم كبعتك إن شئت فيقششول اشششتريت مثل ل شششئت إل
إن نوى به الشراء والوجششه صششحة إن شششئت بعتششك >ص<226 :
بخلف بعتكما إن شئتما وبعتك إن شئت بعد اشششتريت منششك ،وإن
قبل بعده أو قال شئت ،لن ذلك تعليق محششض كشششئت ومرادفهششا
كأحببت ورضششيت ويظهششر امتنششاع ضششم التششاء مششن النحششوي مطلقششا
لوجود حقيقة التعليق فيه وبالملششك كششأن كششان ملكششي فقششد بعتكششه
ونحوه إن كنت أمرتششك بعشششرين فقششد بعتكهششا بهششا كمششا يششأتي آخششر
الوكالة ،وإن كان وكيلششي اششتراه لششي فقشد بعتكششه ،وقششد أخشبر بشه
وصدق المخبر ،لن إن حينئذ بمعنى إذ نظير ما يأتي فششي النكششاح،
ويصح بعتك هذا بكذا على أن لششي نصششفه ،لنششه بمعنششى إل نصششفه.
وأن )يقبل على وفق اليجاب( في المعنششى ،وإن اختلششف لفظهمششا
صريحا وكناية )فلو قششال بعتششك بششألف مكسششرة( أو مؤجلششة )فقششال
قبلششت بششألف صششحيحة( أو حالششة أو إلششى أجششل أقصششر أو أطششول أو
بألفين أو ألششوف أو قبلششت نصششفه بخمسششمائة )لششم يصششح( كعكسششه
المذكور بأصله بالولى ،لنه قبل غير ما خوطب به نعم في قبلت
نصفه بخمسمائة ونصفه بخمسمائة الذي يتجه أنه إن أراد تفصيل
ما أجمله البائع صح ل إن أطلششق لتعششدد العقششد حينئذ فيصششير قششابل
لغير ما خوطب به وفي بعتك هذا بألف ،وهذه بمائة فقبل أحدهما
بعينه تردد والذي يتجه الصحة ،لن كل عقد مستقل فهششو كمششا لششو
جمع بين بيع ونكاح مثل ثم رأيششت القاضششي قششال الظششاهر الصششحة.
>ص ،) <227 :وإشارة الخرس بالعقد( المشالي وغيششره وبالحشل
وبششالحلف والنششذر وغيرهششا إل مششا يششأتي )كششالنطق( بششه مششن غيششره
للضرورة ثم إن فهمها الفطن وغيششره فصششريحة أو الفطششن وحششده
فكناية كما سيذكره في الطلق ،وإذا كانت كنايششة تعششذر بيعششه مثل
بها باعتبار الحكم عليه به ظششاهرا كمششا هششو ظششاهر إذ ل علششم بنيتششه
وتوفر القرائن ل يفيد كما مر اللهم إل أن يقال إنه يكفي هنا نحششو
كتابة أو إشارة بأنه نششوى للضششرورة وزاد بالعقششد ولششم يبششال بإيهشام
الختصاص به لما سيذكره ثششم احششترازا مششن وقوعهششا فششي الصششلة
والشهادة وبعد الحلف على عدم الكلم فليست كالنطق ومن ثششم
صح نحو بيعه بها في صشلته ولشم تبطشل) .وششرط العاقشد( البشائع
والمشتري البصار كما سششيذكروه و )الرشششد( يعنششي عششدم الحجششر
عليه ليشمل من بلغ مصلحا لدينه وماله ثم اسششتمر أو فسششق بعششد
بل أو بذر ولم يحجر عليه ومششن جهششل رشششده فششإن الوجششه صششحة
عقده كمن جهل رقه وحريتششه ،لن الغششالب عششدم الحجششر كالحريششة
نعم لو ادعى والد بائع بقاء حجره عليه صدق بيمينه كما هو ظاهر
خلفا لبعضهم لصل دوامه حينئذ نعم ينبغي فيمششن اشششتهر رشششده
عدم سماع دعواه حينئذ ومن حجر عليه بفلس إذا عقد في الذمة
بخلف صبي ،وإن راهق ،وقصد اختبششار رشششده واختيششار صششحة مششا
اعتيد مششن عقششد المميزيششن ل يعششول عليششه ومجنششون ،وقششن بل إذن
ومحجور عليه بسفه مطلقا أو فلس بالنسبة لبيع عين ماله >ص:
<228وإنما صح بيع العبد من نفسه ،لن مقصوده العتششق ويصششح
بيع السكران المتعدي مع كونه غير مكلف ولوروده علششى مفهششوم
قول أصله التكليف كالسفيه على منطوقه أبدله بالرشششد ليشششمله
بالمعنى الذي قررته ول يرد عليه من زال عقله بما ل يأثم به فإنه
ملحق بالمحجور عليه) .قلت وعششدم الكششراه بغيششر حششق( فل يصششح
عقد مكره >ص <229 :في ماله بغير حششق لعششدم الرضششا وليششس
منه خلفا لمن زعمه قول مجششبر لهششا ل أزوجششك إل إن بعتنششي مثل
كذا بخلفه بحق كأن أكره قنه عليه أو تعين بيع ماله لوفاء دينه أو
شراء مال أسلم إليه فيه فأجبره الحششاكم عليششه بالضششرب وغيششره،
وإن صح بيع الحاكم له لتقصيره ومن أكره غيره ولو بباطل علششى
بيع مال نفسه صح منه ،لنه أبلششغ فششي الذن ويصششح بيششع المصششادر
مطلقا إذ ل إكراه ظاهرا) .ول يصح ششراء( يعنششي تملشك )الكشافر(
ولو مرتدا لنفسه بنفسه أو بوكيله ولو مسششلما )المصششحف( يعنششي
كما هششو ظششاهر >ص <230 :مششا فيششه قششرآن ،وإن قششل ،وإن كششان
ضمن نحو تفسير أو علم أو على نحو ثوب أو جدار ما عششدا النقششد
للحاجة ومن ثم لو اشششترى دارا بسششقفها قششرآن بطششل الششبيع فيمششا
عليه قرآن وصح في الباقي تفريقا للصفقة ومثله الحششديث أي مششا
هو فيه ولو ضعيفا فيما يظهر ،لنهما أولى من الثار التيششة وكتششب
العلم التي فيها آثار السلف وذلششك لتعريضششها للمتهششان وبحششث أن
كل علم شرعي أو آلة له >ص <231 :كذلك ويكره لغيششر حاجششة
بيششع المصششحف دون شششرائه )و( ل تملششك الكششافر ولششو بششوكيله
)المسلم( ولو بنحو تبعية والمرتد أو بعض أحششدهما ،وإن قششل ولششو
بشرط العتق )في الظهر( لما فيه من إذلل المسششلم وألحششق بششه
المرتد لبقاء علقة السلم فيه ففي تمكين الكافر منششه إزالششة لهششا
)إل أن يعتق( أي يحكم بعتقششه ظششاهرا )عليششه( بششدخوله فششي ملكششه
كبعضه ومن أقر أو شهد بحريته ومششن قششال لمششالكه أعتقششه عنششي،
وإن لم يذكر عوضا ،لن الهبة كالبيع )فيصح( بالرفع لفساد معنششى
النصب )في الصح( شراؤه لنتفاء إذلله بعتقه).ول( تملك الذمي
بغير دارنا وكذا بها إن خشي إرساله إليهم على ما بحث ويرده ما
يأتي في جعل الحديد سلحا فالمتجه أنه مثله ول تملك )الحربششي(
ولو مستأمنا >ص) <232 :سلحا( ،وهو هنا كل نافع في الحرب
ولششو درعششا وفرسششا بخلفششه فششي صششلة الخششوف لختلف ملحششظ
المحلين أو بعضه ،لنه يستعين بششه علششى قتالنششا فششالمنع منششه لمششر
لزم لذاته فألحق بالذاتي فششي اقتضششاء المنششع فيششه الفسششاد بخلف
الششذمي بششدارنا ،لنششه فششي قبضششتنا والبششاغي ،وقششاطع الطريششق أي
لسهولة تدارك أمرهما ،وأصل السلح كالحديد لحتمال أن يجعششل
غير سلح فإن ظن جعله سلحا حرم وصششح كششبيعه لبششاغ أو قششاطع
طريق )والله أعلم( .وللكافر التوكل في شراء كل ما مر لمسششلم
صششرح بشه أو نششواه ويجششوز بل كراهشة ارتهششان واسششتيداع واسششتعارة
المسلم نحو المصحف وبكراهة إيجار عينه ،وإعارته ،وإيداعه لكن
يؤمر بوضع المرهششون عنششد عششدل وينششوب عنششه مسششلم فششي قبششض
المصحف ،لنه محدث وبإيجار المؤجر لمسلم >ص <233 :كمششا
يؤمر بإزالة ملكه ولو بنحو وقف علششى غيششر كششافر أو بكتابششة القششن
عمن أسلم في يده أو ملكه قهرا بنحو إرث أو اختيارا بنحو فسششخ
أو إقالة أو رجوع أصل واهب أو مقرض فإن امتنع من رفششع ملكششه
باعه الحاكم عليه فإن لم يجد مشتريا استكسب له عند ثقة وكششذا
مستولدته ومدبره قبششل إسششلمه ويتجششه إلحششاق معلششق العتششق بششه،
والوجه إجباره على قبول >ص <234 :فداء أجنبي لها بمساوي
قيمتها ،وكذا لو تمحض الرق فيما يظهر ل على قبول فششداء القششن
لنفسه ،لنه ل يملك فيتأخر العوض) .وللمبيع( يعني المعقود عليه
ولو ثمنا )شروط( خمسة ويزيد الربوي بما يأتي فيه ول يششرد نحششو
جلد الضحية وحريم الملك وحده للعجز عن تسليمهما شرعا قبل
الملك يغني عن الطهارة ،لن نجس العين ل يملك .ا ه .ويرد بششأن
إغناءه عنها ل يستدعي عدم ذكرهششا لفششادته تحريششر محششل الخلف
والوفاق مع الشارة لرد ما عليه المخالف من عدم اشتراطها من
أصلها أحدها )طهارة عينه( شرعا ،وإن غلبت النجاسة فششي مثلششه،
وأراد بطهارة العين طهارتهششا بالفعششل أو المكششان لمششا يششذكره فششي
المتنجشششس )فل يصشششح بيشششع الكلشششب( ولشششو معلمشششا >ص<235 :
)والخمر( يعني المسكر وسائر نجس العين ونحوه كمشتبهين لششم
تظهر طهارة أحدهما بنحو اجتهاد لصحة النهشي عشن ثمشن الكلشب،
وأن اللششه حششرم بيششع الخمششر والميتششة والخنزيششر والصششنام ،وقششول
الجواهر ل يصح بيع لبن الرجل إذ ل يحل شربه بحال مششردود بششأنه
مبني على الضعيف أنه نجس )والمتنجس الذي ل يمكن تطهيششره(
بالغسل )كالخل واللبن وكذا الدهن في الصح( لتعذر تطهيره كما
مر بششدليله ،وأعششاده هنششا ليششبين جريششان >ص <236 :الخلف فششي
صحته بناء على إمكان تطهيره ،وإن كان الصشح منشه أنشه ل يصشح
فل تكرار خلفا لمششن زعمششه وكمششاء تنجششس ،وإمكششان طهششر قليلششه
بالمكاثرة وكثيره بزوال التغير كإمكان طهر الخمر بالتخلششل وجلششد
الميتة بالندباغ وكأجر عجن بزبششل ل دار بنيششت بششه >ص،<237 :
لنه فيها تابع ل مقصود ،وأرض سمدت بنجس ول قن عليه وشم،
وإن وجبت إزالته وما يطهره الغسششل كثششوب تنجششس بمششا ل يسششتر
شيئا منه ويصح بيع القز وفيه الدود ولو ميتششا ،لنششه مششن مصششلحته.
)الثششاني النفششع( بششه شششرعا ولششو مششآل كجحششش صششغير ،لن >ص:
<238بذل المال في غيششره سششفه وآخششذه آكششل لششه بالباطششل )فل
يصح بيع الحشششرات( ،وهششي صششغار دواب الرض كفششأرة ول عششبرة
بمنافعها المذكورة في الخواص ويستثنى نحششو يربششوع وضششب ممششا
يؤكل ونحل ودود قز وعلق لمنفعة امتصاص الدم )ول( بيشع )كشل(
طير و )سبع ل ينفششع( لنحششو صششيد أو قتششال أو حراسششة كالفواسششق
الخمششس ،وأسششد وذئب ونمششر ل يرجششى تعلمششه الصششيد لكششبره مثل
بخلف نحو فهد لصيد ولو بأن يرجى تعلمه له وفيل لقتششال ،وقششرد
لحراسة ،وهرة أهلية لدفع نحو فأر ونحو عنششدليب للنششس بصششوته
وطاوس للنششس بلششونه ،وإن زيششد فششي ثمنششه لجششل ذلششك أمششا الهششر
الوحشي فل يصح بيعه إل إن كان فيششه منفعششة كهششر الزبششاد ،وقششدر
علششى تسششليمه بحبسششه أو ربطششه مثل) .ول( بيششع )حبششتي( نحششو
)الحنطة( أو الزبيب ونحو عشرين حبة خردل وغير ذلششك مشن كششل
ما ل يقابل بمال عرفا في حالة الختيار لنتفاء النفششع بششذلك لقلتششه
ومن ثم لم يضمن ،وإن حششرم غصششبه ووجششب رده وكفششر مسششتحله
وعده مال يضمه لغيره أو لنحو غلء ل أثر له كالصطياد بحبة فششي
فخ >ص) <239 :وآلششة اللهششو( المحششرم كشششبابة وطنبششور وصششنم
وصورة حيوان ولو من ذهب وكتب علم محرم إذ ل نفع بها شرعا
نعم يصح بيششع نششرد صششلح مششن غيششر كششبير كلفششة فيمششا يظهششر بيششادق
للشطرنج كجارية غناء محرم وكبش نطاح ،وإن زيششد فششي ثمنهمششا
لذلك ،لن المقصود أصالة الحيششوان) .وقيششل يصششح فششي اللششة( أي
بيعها )إن عد رضاضها مال( ويرده أنها مششا دامششت بهيئتهششا ل يقصششد
منها غير المعصية وبه فارقت صحة بيششع إنششاء النقششد قبششل كسششره،
وإنما لم يصح بيع صنم من نقد مطلقا ،لنه ل يباح بحال وصح بيع
النقد الذي عليه الصششور ،لنهششا غيششر مقصششودة منششه بششوجه والمششراد
ببقائها بهيئتها أن تكون بحالششة بحيششث إذا أريششد منهششا مششا هششي لششه ل
تحتاج لصنعة وتعب أخذا مما يأتي في الغصب فتعبير بعضهم هنششا
يحل بيع المركبة إذا فششك تركيبهششا يتعيششن حملشه علششى فشك ل تعششود
بعده لهيئتها إل بما ذكرناه وفي إلحاق الصليب به أو بالصنم تششردد
ويتجششه الثششاني إن أريششد بششه مششا هششو مششن شششعارهم المخصوصششة
بتعظيمهم ،والول إن أريد به مششا هششو معششروف )ويصششح بيششع المششاء
على الشط والتراب بالصحراء( ممن حازهما )في الصح( لظهششور
النفع فيهما ،وإن سهل تحصيل مثلهما ولو اختصا بوصف زائد صح
قطعا ويصح بيع نصششف دار شششائع بمثلششه الخششر ومششن فششوائده منششع
رجوع الوالد أو بائع المفلس.
)فرع( من المنافع شششرعا حششق الممششر بششأرض أو علششى سششطح
وجاز كمششا يششأتي فششي الصششلح >ص <240 :تملكششه بششالعوض علششى
التأبيد بلفظ البيع مع أنه محض منفعة إذ ل تملك به عيششن للحاجششة
إليه على التأبيد ولذا جاز ذلك بلفظ الجارة أيضششا دون ذكششر مششدة
ول يصح بيع بيت أو أرض بل ممر بأن احتششف مششن جميششع الجششوانب
بملك البائع أو كان له ممر ونفاه أو بملك المشتري أو غيره لعدم
النتفاع به حال ،وإن أمكن اتخاذ ممر له بعد ويفرق بينه وبيششن مششا
مر في الجحش الصغير بأن هذا صالح للنتفاع به حال فلم يكتششف
فيششه بالمكششان بخلف ذاك وفششارق مششا ذكششر أول مششا لششو بششاع دارا
واستثنى لنفسه بيتا منها فإن له الممر إليششه إن لششم يتصششل الششبيت
بملكه أو شارع فإن نفاه صشح إن أمكشن اتخشاذ ممشر ،وإل فل بشأن
هذه استدامة ملكه وتلك فيها نقل له ويغتفر في السششتدامة مششا ل
يغتفر فششي البتشداء ،وإذا بيششع عقششار وخصششص المشرور إليشه بجششانب
اشششترط تعيينششه فلششو احتششف بملكششه مششن كششل الجششوانب وشششرط
للمشتري حششق المششرور إليششه مششن جششانب لششم يعينششه بطششل لختلف
الغرض باختلف الجوانب فإن لششم يخصششص بششأن شششرطه مششن كششل
جانب أو قال بحقوقها أو أطلق البيع ولم يتعرض للممر صح ومششر
إليه من كل جانب نعم في الخيرة محلششه إن لششم يلصششق الشششارع
>ص <241 :أو ملك المشتري وإل مر منه فقط وظششاهر قششولهم
فإن له الممر إليه أنه لو كان له ممران تخير البششائع ،وقضششية كلم
بعضهم تخير المشتري وله اتجاه فإن القصد مرور البششائع لملكششه،
وهو حاصل بكل منهما .وظاهر أن محله إن استويا سعة ونحوها،
وإل تعين ما ل ضرر فيه ويؤخذ من هذا ،وقولهم لختلف الغششرض
باختلف الجوانب أن من له حق المرور في محل معين من ملششك
غيره لشو أراد غيشره نقلشه إلشى محشل آخشر منشه لشم يجشز إل برضشا
المستحق ،وإن استوى الممران من سائر الوجوه ،لن أخذه بششدل
مستحقه معاوضة وشرطها الرضا من الجانبين ثششم رأيششت بعضششهم
أفتى بذلك فيمن له مجرى في أرض آخششر فششأراد الخششر أن ينقلششه
إلى محل آخر منها مساو للول مششن كششل وجششه ولمششا نقششل الغششزي
إفتاء الشيخ تاج الدين فيمن له طريق بملششك غيششره فششأراد المالششك
نقلها لموضع ل يضر بالجوار ونظر فيه قششال المششر كمششا قششال مششن
النظر ثم استدل للنظر ولو اتسع الممر بزائد على حاجششة المششرور
فهل للمالك تضييقه بالبناء فيه ،لنه ل ضرر حششال علششى المششار أول
لنه قد يزدحم فيه مع من له المرور غيره من المالك أو مار آخششر
كل محتمل والذي يظهر الجواز إن علم أنه ل يحصل للمار تضششرر
بذلك التضييق ،وإن فرض الزدحام فيه ،وإل فل) .الثالث إمكان(
يعني قدرة البائع حسا وشرعا على )تسليمه( للمشتري مششن غيششر
كششبير كلفشة واقتصششر عليشه هنششا ،لنشه محششل وفشاق وسشيذكر محشل
الخلف ،وهو قدرة المشتري على تسلمه ممششن هششو عنششده وذلششك
لتوقف النتفاع بششه علششى ذلششك ول تششرد صششحته فششي نحششو نقششد يعششز
وجوده لصحة الستبدال عنششه كمششا يششأتي وفششي بيششع نحششو مغصششوب
وضال ممن يعتق عليه >ص <242 :أو بيعششا ضششمنيا لقششوة العتششق
مع أنه يغتفر في الضششمني مششا ل يغتفششر فششي غيششره )فل يصششح بيششع
الضال( كبعير ند وطير سششائب غيششر نحششل ونحششل ليسششت أمششه فششي
الكوارة ونحو سمك ببركة واسعة يتوقششف أخششذه منهششا علششى كششبير
كلفشششة عرفشششا )والبشششق( ،وإن عشششرف محلشششه ويختشششص بشششالدمي
)والمغصوب( ولو لمنفعة العتق للعجز عن تسليمها وتسلمها حششال
>ص <243 :لوجود حائل بينه وبين النتفششاع مششع إمكششانه فل تششرد
صحة شراء الزمن لمنفعة العتق) .فإن باعه( أي المغصوب ومثله
الخران أو ما ذكشر فيششمل الثلثشة )لقشادر علشى انشتزاعه( أو رده
)صح على الصحيح( حيث ل مؤنششة لهششا وقششع تتوقششف قششدرته عليهششا
لتيسر وصوله إليه حينئذ ولو جهششل القششادر نحششو غصششبه عنششد الششبيع
واحتاج لمؤنة أو ل ،لنه يغتفر عند الجهل ما ل يغتفر عند العلم أو
طرأ عجزه بعده تخير للطلع على العيب في الولى وحدوثه قبل
القبض في الثانية فإن اختلفا في العجز حلف المشتري ولششو قششال
كنت أظن القدرة فبان عدمها حلف وبششأن عششدم انعقششاد الششبيع )ول
يصح بيع( ما يعجز عن تسليمه أو تسششلمه شششرعا كجششذع فششي بنششاء
وفص في خاتم و )نصف( مثل )معين( خرج الشائع لنتفاء إضشاعة
المششال عنششه )مششن النششاء والسششيف( ولششو حقيريششن لبطلن نفعهمششا
بكسرهما )ونحوهما( مما تنقص قيمته أو قيمة البششاقي بكسششره أو
قطعه نقصا >ص <244 :يحتفل بمثله كثوب غير غليششظ وكجشدار
أو أسطوان فوقه شيء أو كلششه قطعششة واحششدة مششن نحششو طيششن أو
خشب أو صفوف من لبن أو آجر ولم تجعل النهاية صفا واحششدا إذ
نقص الباقي حينئذ من جهة انفراده كأحششد زوجششي الخششف ،وهششو ل
يؤثر لمكان استدراكه وكخشبة معينة من سفينة وجزء معين مششن
حي ل مذكى وذلك للعجز عن تسليم كل ذلك شرعا لتوقفه علششى
ما ينقص ماليته ،وقد نهينا عن إضاعة المال وفارق بيششع نحششو أحششد
زوجي الخف وذراع معيششن مششن أرض لمكششان بششل سششهولة تششدارك
نقصهما إن فرض ضيق مرافق الرض بالعلمة.
)تنبيه( هل يضبط الحتفال هنا بما فششي نحششو الوكالششة والحجششر
من اغتفار واحد في عشرة ل أكثر إلى آخر ما يأتي أو يقال المر
هنا أوسع ويفرق بأن الضياع هناك محقق فاحتيط لششه بخلفششه هنششا
كل محتمل ،وهل المراد النقص بالنسبة لمحل العقد ،وإن خششالف
سعره سعر بقية أمثاله من البلششد أو بالنسششبة لغلششب محالهششا كششل
محتمل أيضا ولو قيل في الولى بالول ،وفششي الثانيششة بالثششاني لششم
يبعد) .ويصح( الششبيع للبعششض المعيششن )فششي الثششوب الششذي ل ينقششص
بقطعه( كغليظ الكرباس )في الصح( وفي النفيس بطريقششة هششي
مواطأتهما على شراء البعض ثم يقطع البششائع ثششم يعقششدان فيصششح
اتفاقا واغتفر له القطع مع كونه نقصششا واحتمششال أن ل يقششع شششراء
لنه لم يلجأ إليه بعقد ،وإنما فعل رجاء الربششح وبينهمششا فششرق )ول(
يصح بيع عين تعلق بها حق يفوت بالبيع للششه تعششالى >ص<245 :
كماء تعين للطهر أو لدمي كثششوب اسششتحق الجيششر حبسششه لقبششض
أجرة قصششره مثل أو إتمششام العمششل فيششه وكششأرض أذن مالكهششا فششي
زرعها فحرثها المأذون له ،وقلع شجرها ،وأقام زبرها فل يصح بيع
المالك لها ول رهنها قبل إرضائه في عمله بإعطششائه مقششابله ،وهششو
ما زاد من القيمة بسببه كما هو ظاهر ،وذلششك لتعششذر النتفششاع بهششا
بدون ذلك العمل المحترم المتعلق بها ونحو )المرهون( جعل بعششد
القبششض أو ششرعا مششن غيششر مرتهنشه )بغيششر إذن مرتهنششه ول( القشن
)الجاني المتعلق برقبته مال( لكششونه جنششى خطششأ أو شششبه عمششد أو
عمدا وعفي على مال أو أتلف مال أو أتلششف مششا سششرقه مثل لغيششر
المجني عليه بغير إذنه كما أرشد إليه ما قبله )في الظهر( لتعلق
حقهما بالرقبة ومحل الثاني إن بيع لغير غرض الجناية ولششم يفششده
السيد ولم يختر فداءه ،وهو موسر والصششح لنتقششال الحششق لششذمته
في الخيرة ،وإن جاز له الرجوع مششا دام القششن باقيششا بملكششه علششى
أوصافه فإن باعه بعد اختياره الفداء ،وقبل رجوعه عنه أجبر على
أداء أقل المرين مششن قيمتششه والرش فششإن تعششذر لفلسششه أو تششأخر
لغيبته >ص <246 :أو صبره على الحبس فسششخ الششبيع وبيششع فششي
الجناية )ول يضر( في صحة البيع )تعلقه بذمته( كأن اشششترى فيهششا
بغير إذن سيده ،وأتلفه أو كسبه كمؤنة زوجته لنتفاء تعلق الششدين
بالرقبة الششتي هششي محششل الششبيع )وكششذا( ل يضششر )تعلششق القصششاص(
برقبته )في الظهر( لرجاء السلمة بالعفو كرجاء عصمة الحربششي
والمرتد وشفاء المريض بل لششو تحتششم قتلششه كقششاطع طريششق قتششل،
وأخذ مال كان كذلك نظرا لحالة البيع أما تعلقه ببعض أعضائه فل
يضر قطعا) .الرابع الملك( في المعقود عليه التام فخرج بيع نحششو
المبيع قبل قبضه )لمن( يقششع )لششه العقششد( مششن عاقششد أو مششوكله أو
موليه فدخل الحاكم في بيششع مششال الممتنششع والملتقششط لمششا يخششاف
تلفه ،والظافر بغير جنس حقه والمراد أنه ل بد أن يكششون مملوكششا
لحد الثلثة) .فبيع الفضششولي( وشششراؤه وسششائر عقششوده فششي عيششن
لغيره أو في ذمة غيره بأن قال اشتريته له بألف في ذمتششه >ص:
<247وهو من ليس بوكيل ول ولي عششن المالششك )باطششل( للخششبر
الصحيح }ل بيع إل فيما تملك{ ل يقال عدوله عن التعبير بالعاقششد
إلى من له العقد أي الواقع كما علم مما تقرر ،وإن أفششاد مششا ذكششر
من أنه يشمل العاقد وموكله ومششوليه لكششن يششدخل فيششه الفضششولي
ومراده إخراجه فإن العقد يقع للمالك موقوفششا علششى إجششازته عنششد
من يقول بصحته ،لنا نقول المراد من يقع له العقد بنفسه وعلى
القديم ل يقع إل بالجازة فل يرد )وفي القديم( وحكى جديدا أيضا
عقده )موقوف( على رضا المالك بمعنى أنه )إن أجششاز مششالكه( أو
وليه العقد )نفذ ،وإل فل( ،وهو قوي من جهششة الششدليل ،لن حششديث
عروة ظاهر فيه ،وإن أجششابوا عنششه وظششاهر كلم الشششيخين هنششا أن
الموقوف الصحة ،وقششال المششام الصششحة نششاجزة ،وإنمششا الموقششوف
الملك وجرى عليه في الم وخرج بقولنا أو في ذمشة غيشره مشا لشو
قال في الذمة أو أطلق فيقع للمباشر وبالفضولي مششا لششو اشششترى
بمال نفسه أو في ذمته لغيششره ،وأذن لششه وسششماه هششو فششي العقششد
فيقع للذن ويكون الثمن قرضششا لتضششمن إذنششه فششي الشششراء لششذلك
بخلف نظيششره فششي السششلم ل يصششح ،لنششه ل بششد فيششه مششن القبششض
الحقيقي ول يكفي التقديري وما هنا منه إذ ل بد من تقدير دخششول
العوض في ملك المقترض فل تناقض بين المسششألتين خلفششا لمششن
زعموه ،وأطالوا فيه أما إذا لم يسمعه أذن له أو ل أو سششماه ولششم
يأذن له >ص <248 :فيقع للمباشر ،وإن نوى غيره وفي النششوار
لو قال لمدينه اشتر لي عبدا مما في ذمتك صح للموكل ،وإن لششم
يعين العبد وبرئ من دينه ورد ،وإن جرى عليه جمع متقدمون بأنه
مبني على ضعيف ،وهو جواز اتحاد القابض والمقبض ،وإنما اغتفر
في صرف المستأجر في العمارة ،لنه ،وقع تابعا ل مقصودا ولششك
أن تقول إنما يتجه تضعيفه إن أرادوا حسبان ما أقبضه من الششدين
المصرح به قوله :وبششرئ مششن دينششه أمششا وقششوع شششراء العبششد للذن
ويكون ما أقبضه قرضا عليه نظير ما مششر فيقششع التقششاص بشششرطه
فل وجه لرده.
)تنبيه( يرد على المتن وشارحيه قول المششاوردي يجششوز شششراء
ولد المعاهد منه ويملكه ل سبيه ،لنه تابع لمان أبيه .ا هش .ويجاب
بأن إرادته لبيعه متضمنة لقطع تبعيته لمشانه إن قلنششا :إن المتبششوع
يملك قطع أمان التابع وفيششه نظششر ظششاهر وبانقطاعهششا يملكششه مششن
استولى عليه فالمشتري لم يملكششه بشششراء صششحيح بششل بالسششتيلء
عليه فما بذله إنما هو في مقابلة تمكينه منه ل غير وبهذا يعلم أن
من اشترى من حربي ولده بدار الحرب لم يملكششه بالشششراء ،لنششه
حر إذ بدخوله في ملك البائع عند قصده الستيلء عليه يعتق عليه
بل بالستيلء فيلزمه تخميسه أو تخميس فدائه إن اختششاره المششام
بخلف شراء >ص <249 :نحو أخيه ممن ل يعتق عليه بذلك منه
ومسششتولدته إذا قصششد السششتيلء عليهمششا فششإنه يصششح فيملكهمششا
المشتري ول يلزمه تخميسهما) .ولو باع مال مششورثه( أو غيششره أو
زوج أمته أو أعتق قنه )ظانا حياته( أو عششدم إذن الغيششر لششه )فبششان
ميتا( بسكون الياء في الفصح أو آذن له )صح( البيع وغيششره )فششي
الظهر( ،لن العبرة في العقود لعدم احتياجها لنية بما فششي نفششس
المر فحسب فل تلعب وبفرضه ل يضر لصششحة بيششع نحششو الهششازل
والوقف هنا وقف تبين ل وقف صحة ،وإنما لم يصح على ما يششأتي
تزوج الخنثى ،وإن بان واضششحا ول نكششاح المشششتبهة بمحرمششه ،وإن
بانت أجنبية ،لن الشك فيه في حل المعقود >ص <250 :عليششه،
وهو يحتاط له في النكششاح مشا ل يحتشاط لوليشة العاقشد) .الخششامس
العلم به( أي المعقود عليه عينا في المعيششن ،وقششدرا وصششفة فيمششا
في الذمة كما يعلم من كلمه التي للنهي عن بيع الغرر ،وهششو مششا
احتمل أمرين أغلبهما أخوفهما ،وقد ل يشششترط ذلششك للضششرورة أو
المسامحة كما سيذكره في اختلط حمام البرجين وكمششا فششي بيششع
الفقاع وماء السقاء في الكوز قال جمع ولو لشرب دابة وكششل مششا
المقصود لبه ولو انكسر ذلك الكوز مششن يششد المشششتري بل تقصششير
ضمن قدر كفايته مما فيه ل ما زاد ول الكوز ،لنهما أمانة في يده
ومن أخذه بل عوض ضمنه ،لنه عارية ل ما فيه ،لنه غيششر مقابششل
بشيء والمراد بالعلم هنا ما يشمل الظن ،وإن لم يطششابق الواقششع
أخذا من شراء زجاجة بثمن كثير يظن أنها جوهرة نعششم ل بششد مششن
ذلك حال العقد ففي نحو سدس عشر تسششع ألششف ،وهمششا جششاهلن
بالحساب ل يصح ،وإن كان يعلم بعد .نعم ذكر الغزالي خلفا فششي
نظيره من القراض والفرق أن مششا هنششا معاوضششة ،وهششي تسششتدعي
العلم بالعوض ومقابله حال خروجه عن ملكه بخلف القراض فإن
الربح فيه مترقب فيمكن معرفة ذلك قبل حصششوله >ص<251 :
ويؤيده ما يأتي قريبا في صورة الكتابة من أن الحط محض تششبرع
ل معاوضة فيه ،وقول البغوي فيمن باع نصيبه من مشششترك ،وهششو
يجهل كميته ل يصح ،لنه مجهول لكن قطع القفال بالصحة وجرى
عليها في البحر فقال بششاع جميششع المشششترك ،وهششو ل يعلششم مقششدار
حصته ثم عرفه صح ،لن ما تنششاوله الششبيع لفظششا معلششوم ويششدل لششه
قول الصحاب لو ظهر استحقاق بعض عبد باعه صح فششي البششاقي
ولم يفصلوا بين أن يعلم البائع مقدار نصيبه فيه أو ل .ا ه .والششذي
يتجه ترجيحه كلم البغوي ومعرفة البائع قششدر حصششته بعششد الششبيع ل
تفيد لما تقرر أن الجهل عند البيع مؤثر ،وإن عرف بعد وما ذكششره
عن كلم الصحاب ل دليل فيه ،لنه حال البيع لم يكن جاهل بقششدر
حقه في ظنه ،وهو كاف ،وإن أخلف كما مر في مسشألة الزجاجشة
فإن قلت صرحوا بأنه لو قال بعتك الثمرة بألف إل قدر مششا يخششص
مائة ،وأراد بما يخصه نسبته مششن الثمششن إذا وزعششت عليششه الثمششرة
صح للعلم به حال البيع ،لن المنسششوب إليششه معلششوم ،وهششو الثمششن
ومن ثم كان ذلك اسششتثناء للعشششر قلششت قششد علمششت مششن تعليلهششم
الفرق بين ما هنا ومسألتنا ،وهو أن الثمن المنسوب إليششه معلششوم
حال العقد والستثناء منه لكونه تمكن معرفتششه ل يصششيره مجهششول
بخلفه في مسألتنا فإن الثمن فيها مجهول حال البيع ابتداء فكان
البهام فيه أفحش فتأمله) .فبيع( اثنين عبديهما لثششالث بثمششن مششن
غير تخصيص كل منه بقدر معين ،وبيع )أحششد الثششوبين( أو العبششدين
مثل ،وإن استوت قيمتهما )باطششل( كششالبيع بأحششدهما >ص<252 :
كذلك للجهل بعين المبيع أو الثمن ،وقد تغنششي الضششافة والشششارة
عن التعيين كداري وليس له غيرهشا وكهششذه الشدار ،وإن غلششط فشي
حدودها وفي البحر لو قال بعتك حقي من هذه الدار ،وهو عشششرة
أسهم من عشرين سهما ،وحقه منها خمسة عشر صح الششبيع فششي
عشرة .ا ه .وظاهره أنششه ل فششرق بيششن أن يعلششم أن حقششه ذلششك أو
يجهلششه ،لنششه يصششدق علششى العشششرة أنهششا حقششه فيطششابق الجملششة
التفصيل ،ومن ثم أفشتى ابشن الصشلح فشي صشك فيشه جملشة زائدة
وتفصيل أنقص منها بأنها إن تقدمت عمل بها لمكان الجمع بكون
التفصيل لبعضها ،وإن تأخرت فإن قيل فمجمششوع ذلششك كششذا حكششم
بالتفصيل ،لنه المتيقن أي ،وإن لم يقششل ذلششك حكششم بهششا كمششا هششو
ظاهر) .ويصح بيع صاع من صبرة( أو من جانب معين منها ،وهششي
طعام مجتمع والمراد منهششا هنششا كششل متماثششل الجششزاء بخلف نحششو
أرض وثوب )تعلم صيعانها( للمتعاقدين لعششدم الغششرر وتنششزل علششى
الشاعة فإذا تلف بعضها تلف بقدره من المبيع )وكششذا إن جهلششت(
صيعانها لهما أو لحدهما يصششح الششبيع )فششي الصششح( لعلمهمششا بقششدر
المبيع مع تساوي الجزاء فل غرر وينزل على صاع مبهم حشتى لشو
لم يبق منها غيششره تعيششن >ص <253 :وإن صششب عليهششا مثلهششا أو
أكثر كما قاله الرافعي ويظهر أن محلششه مششا لششم يتميششز المصششبوب
وذلك لتعذر الشاعة مع الجهل فللبائع تسششليمه مششن أسششفلها ،وإن
لم يكن مرئيا إذ رؤية ظاهر الصبرة كرؤية كلهششا وفششارق بيششع ذراع
من نحو أرض مجهولة الذرع وشاة من قطيع وبيع صاع منهششا بعششد
تفريق صيعانها بالكيل أو الوزن بتفششاوت أجششزاء نحششو الرض غالبششا
وبأنها بعد التفريق صششارت أعيانششا متمششايزة ل دللششة لحششداها علششى
الخرى فصار كبيع أحد الثوبين ومحل الصحة هنا حيششث لششم يريششدا
صاعا معينا منها أو لم يقل من باطنها أو إل صاعا منهششا ،وأحششدهما
يجهل كيلها للجهل بالمبيع بالكلية وحيث علم أنها تفي بالمبيع أمششا
إذا لم يعلم ذلك فل يصح البيع للشك في وجود ما وقع عليه صرح
به الماوردي والفارقي وغيرهما وفيه نظر ،لن العبرة هنا بما في
نفس المر فحسب فل أثر للشك في ذلششك إذ ل تعبششد هنششا فالششذي
يتجه أنه متى بان أكثر منها كبعتك منها عشرة فبششانت تسششعة بششان
بطلن البيع وكذا إذا بانا سواء ،لنه خلف صريح من التبعيضية بل
والبتدائيششة وفششي بيعهششا مطلقششا ل أن يكششون بمحلهششا ارتفششاع أو
انخفاض ،وإل فششإن علششم أحششدهما ذلششك لششم يصششح كسششمن بظششرف
مختلف الجزاء دقة وغلظا لم يره قبل الوضع فيششه لعششدم إحاطششة
العيان بها ،وإن جهل ذلك فإن ظن تسششاوي المحششل >ص<254 :
أو الظرف صح وخير من لحقششه النقششص قششال البغششوي وغيششره ولششو
كان تحتها حفرة صح البيع وما فيهششا للبششائع ،والفششرق بيششن الحفششرة
والنخفاض واضح) .ولو بششاع بملششء( أو ملششء ذا الششبيت حنطششة )أو
بزنششة( أو زنششة )هششذه الحصششاة ذهبششا أو بمششا بششاع بششه فلن فرسششه(،
وأحدهما يجهل قدر ذلك )أو بألف دراهم ودنانير لم يصح( للجهششل
بأصل القدر في غير الخيرة وبقدر كل مششن النششوعين فيهششا ،وإنمششا
حمل على التنصيف >ص <255 :نحششو والربششح بيننششا ،وهششذا لزيششد
وعمرو ،لنه المتبادر منه ثم ل هنا ومن ثششم لششو علمششا قبششل العقششد
مقدار البيت والحصاة وثمن الفرس صح ،وإن قال بما باع به ولم
يذكر المثل ول نواه ،لن مثل ذلششك محمششول عليششه نعششم إن انتقششل
ثمن الفرس للمشتري فقال له البائع العالم بأنه عنششده بعتششك بمششا
باع به فلن فرسه لم تبعد صحته وينششزل الثمششن عليششه فيتعيششن ول
يجوز إبداله وكما قدر لفظ المثل فيما ذكر كذلك تقدر زيادته فششي
نحششو عوضششتها عششن نظيششر أو مثششل صششداقها علششى كششذا فيصششح عششن
الصداق نفسه ،لنه اعتيدت زيادة لفظ نحو المثل فششي نحششو ذلششك
وخرج بحنطة وذهبا المشير إلى أن ذلششك فيمششا فششي الذمششة العيششن
كبعتك ملء أو بملء ذا الكششوز مششن هششذه الحنطششة أو الششذهب ،وإن
جهل قدره لحاطة التخمين برؤيته مع إمكان الخذ قبششل تلفششه فل
غرر) .ولو باع بنقد( دراهم أو دنانير وعين شيئا موجودا اتبششع ،وإن
عز أو معدوما أصل ولو مؤجل أو في البلد حال أو مؤجل إلى أجششل
ل يمكن نقله إليه >ص <256 :للبيع قبل مضي الجل بطل ،وإن
أطلق )وفي البلد( أي بلد البيع سواء أكششان كششل منهمششا مششن أهلهششا
ويعلم نقودها أم ل على ما اقتضاه إطلقهم )نقد غالب( من ذلششك
وغير غالب تعين غالب ولو مغشوشا أو ناقص الوزن ،لن الظاهر
إرادتهما له نعم إن تفاوتت قيمة أنواعه أو رواجهششا وجششب التعييششن
وذكر النقد للغالب أو المشراد بشه هنشا مطلشق العشوض إذ لشو غلشب
بمحل البيع عرض كفلوس وحنطة تعين ،وإن >ص <257 :جهششل
وزنه بل لو اطرد عرفهم بالتعبير بالدينار أو الشرفي الموضوعين
أصالة للذهب كما هو المنقششول فششي الول ،وقششاله غيششر واحششد فششي
الثاني عن عدد معلوم من الفضة مثل بحيث ل يطلقونه على غيششر
ذلك انصرف لذلك العدد علششى الوجششه كمششا اقتضششاه تعليلهششم بششأن
الظاهر إرادتهما للغششالب ولششو ناقصششا ومششن ثششم رد بحششث الذرعششي
حمل قولهم لو غلبت الفلوس حمل العقد عليها علشى مششا إذا عشبر
بششالفلوس ل الششدراهم ،وقششول ابششن الصششباغ ل يعششبر بالششدراهم عششن
الدنانير حقيقة ول مجازا يحمل على ما إذا لم يطرد عششرف بششذلك
ثم رأيت المجموع رد ما قاله بأنه مبنششي علششى ضششعيف ،وإنمششا لششم
يصح بعتك بمائة درهششم مششن صششرف عشششرين بششدينار للجهششل بنششوع
الدراهم ،وإنما عرفها بالتقويم ،وهو ل ينضبط ومن ثم صششح بمششائة
درهم من دراهم البلد التي قيمة عشرين منهششا دينششار لنهششا معينششة
حينئذ ول ينافي ذلك ما صشرحوا بشه فشي الكتابشة الشتي بشدراهم أن
السيد لو وضع عنه دينارين ثم قال أردت ما يقابلهما من الششدراهم
صح >ص <258 :وإن جهله .ويجري ذلك في سائر الديون ،لن
الحط محض تبرع ل معاوضششة فيششه فششاعتبرت فيششه نيششة الششدائن )أو
نقدان( أو عرضان آخران )ولششم يغلششب أحششدهما( وتفاوتششا قيمششة أو
رواجا )اشترط التعيين( لحدهما في العقششد لفظششا ول يكفششي نيششة،
وإن اتفقا فيها بخلف نظيره في الخلششع ،لنششه أوسششع نعششم يشششكل
عليه الكتفاء بنية الزوجة في النكششاح كمششا يششأتي إل أن يفششرق بششأن
المعقود عليه ثم ضرب من المنفعة ،وهنا ذات العوض فاغتفر ثششم
ما لم يغتفر هنا .وإن كان مبنى النكاح على التعبد والحتياط أكششثر
من غيره فإن اتفقا قيمة ورواجششا لششم يشششترط تعييششن إذ ل غششرض
يختلف بششه فيسششلم المشششتري مششا شششاء منهمششا ،وإن كششان أحششدهما
صحيحا والخر مكسرا ولو أبطل السلطان ما وجب بعقد نحو بيع،
وإجارة بالنص أو الحمل بأن كان هشو الغشالب حينئذ أو مشا أقرضشه
مثل ،وإن كان أبطله في مجلس العقد لم يكن له غيره بحششال زاد
سششعره أو نقششص أو عششز وجششوده فششإن فقششد ولششه مثششل وجششب ،وإل
اعتبرت قيمته وقت المطالبة ويجوز التعامل بالمغشوشة المعلوم
قدر غشها أو الرائجة في البلد ،وإن جهل قشدرها سشواء كشانت لشه
قيمة لو انفرد أم ل استهلك فيهششا أم ل ولششو فششي الذمششة قششال فششي
المجمششوع ،لن المقصششود رواجهششا فتكششون كبعششض المعششاجين أي
المجهولة الجزاء أو مقاديرها ،وإنما لم يصششح بيششع تششراب المعششدن
نظرا إلى أن المقصود منه النقد ،وهو مجهول >ص ،<259 :لنه
ل رواج ثم حتى يخلف الجهل بالمقصود وكذا يقال في عدم صحة
بيع اللبششن المخلششوط بالمششاء ونحششو المسششك المختلششط بغيششره لغيششر
تركيب نعم بحث أبو زرعة أن الماء لو قصششد خلطششه بششاللبن لنحششو
حموضته وكان بقدر الحاجة صح ،لنه حينئذ كخلط غير المسك به
للتركيب وفي عدم صحة السلم والقرض فششي الجششواهر والحنطششة
المختلطة بشعير مع صحة بيعها معينشة ،وإذا جشازت المعاملشة بهشا
حمل المطلق عليها إذا كشانت هششي الغششالب ،وهششي مثليششة فتضششمن
بمثلها حيث ضمنت بمعاملة أو إتلف ل بقيمتهششا علششى المعتمششد إل
إن فقششد المثششل وحينئذ فششالمعتبر فيهششا يششوم المطالبششة إل إن علششم
سببها الموجب لها كالغصب فيجب أقصى قيمهششا والتلف فتجششب
قيمة يوم التلف وحيث وجبت القيمة أخششذت قيمششة الششدراهم ذهبششا
وعكسششه) .ويصششح بيششع لصششبرة( مششن أي نششوع كششانت )المجهولششة
الصيعان( والقطيششع المجهششول العششدد والرض أو الثششوب المجهولششة
الذرع )كل( بالنصب على القطع لمتناع البدليششة لفظششا ومحل ،لن
البدل يصح الستغناء >ص <260 :عنه أما بدل الشتمال فواضح
بل شرطه عدم اختلل الكلم لششو حششذف البششدل ،وأمششا بششدل الكششل
فلجواز حذف المبدل منه عند ابن مالك وغيره كالخفش ،وهنششا ل
يصح الستغناء عن الول ول عن الثاني ،لن الشرط ذكر كل مششن
الصبرة وكل صاع بدرهم وحينئذ فالتقدير على القطششع ويصششح بيششع
الصبرة المذكورة مع ذكره كل صاع بششدرهم عقششب ذكرهششا .ووجششه
التقييد بهذه المعية رد ما يتوهم من عدم الصحة لجهالتها وجهالششة
الثمن كما يفيده تعليلهم التي.
)تنششبيه( بمششا قششررت بششه وجششه النصششب ينششدفع زعششم أنششه علششى
المفعولية لبيع ووجه اندفاعه استلزامه أنشه مفعشول ثشان ،وواضشح
أنه ل يصلح له ،لنه عيششن المفعششول الول الششذي هششو الصششبرة فششي
الحقيقة ،وإنما غايته أنه تفصششيل لششه .واعلششم أنششه يششترتب علششى مششا
تقرر أنه ل بد من ذكرهما أعني الصبرة وكل صاع بششدرهم أنششه لششو
اقتصر على بعتك كل صاع بدرهم أي ،وأشششار إلششى الصششبرة بنحششو
يده لم يصح ،وهو متجه ويؤيده فرقهششم بيششن الصششحة هنششا وعششدمها
في بعتك من هذه كل صاع بدرهم وكل صاع بدرهم من هذه بششأنه
في هذه لم يضف البيع لجميع الصبرة بل لبعضها المحتمل للقليل
والكثير فل يعلم قدر المبيع تحقيقا ول تخمينا بخلفششه فششي مسششألة
المتن وحينئذ فبحث بعضهم الصحة في صورة القتصار المذكورة
غير صحيح ل سيما مع حذفه قولي أي ،وأشار إلخ ،لنششه فيهششا لششم
يضف البيع لجميع الصبرة فكان قوله :كل صاع بدرهم غيششر مفيششد
لتعيين المبيع ومثل تلك الشارة هنا غير مفيششد تعيينششا لششه كمششا هششو
واضح ويؤخذ من الفرق المششذكور صششحة بعتششك هششذه الصششبرة كششل
صاع منها بدرهم ،ول يضر ذكر مششن هنششا ،لن إضششافة الششبيع لجميششع
الصبرة تلغي النظر للتبعيض الشذي تقيشده ويؤيشده مشا أفشاده ذلشك
الفرق أيضا أن محل البطلن في بعتك منها كششل صششاع بششدرهم إن
نوى بمن التبعيض أو أطلق بخلف مششا لششو أراد بهششا البيششان فيصششح،
لن التقدير حينئذ شششيئا هششو هششذه فتششأمله )صششاع( أو رأس أو ذراع
)بدرهم( لمشاهدة المبيع وجهالشة الثمششن زالشت بتفصشيله فل غششرر
كالبيع بجزاف مشاهد ويتجه فيما إذا خرج بعض صاع صششحة الششبيع
فيه بحصته من الدرهم وفارق بيع القطيع كل شششاة بششدرهم فبقششي
بعض شاة بأن خرج باقيها لغيره فإن البيع يبطل فيه بأنه يتسششامح
في التوزيع علششى المثلششي لعششدم النظششر فيششه إلششى القيمششة بمششا لششم
يتسامح به في التوزيع على المتقوم ومن ثششم لششو قششال بعتششك هششذا
القطيع أو الثياب مثل كل اثنين مثل بدرهم بطششل ،لن فيششه توزيششع
الدرهم على قيمتهما ،وهي مختلفششة غالبششا فيششؤدي للجهششل> .ص:
<261وخرج ببيع الصبرة بيع بعضها كما لششو بششاع منهششا كششل صششاع
بدرهم فل يصح للجهل) .ولو باعها( أي الصبرة ومثلهشا مشا ذكرنشاه
)بمائة درهم كل صششاع( أو رأس أو ذراع )بششدرهم صششح( الششبيع )إن
خرجت مائة( لموافقة الجملة التفصيل فل غرر )وإل( تخشرج مششائة
بل أقششل أو أكششثر )فل( يصششح الششبيع )علششى الصششحيح( لتعششذر الجمششع
بينهما واعترض حكما وخلفا بأن الكثرين على الصحة وبأنها هششي
الحق إذ ل تعذر بل إن خرجت زائدة فالزيادة للمشششتري ول خيششار
للبششائع لرضششاه بششبيع جميعهششا أو ناقصششة خيششر المشششتري فششإن أجششاز
فبالقسط ويؤيده ما لو باع صششبرة بششر بصششبرة ششعير مكايلششة فششإن
الششبيع يصششح ،وإن زادت إحششداهما ثششم إن توافقششا فششذاك ،وإل فسششخ
وفرق الولون بأن الثمن هنا عينششت كميتششه فششإذا اختششل عنهششا صششار
مبهما بخلفه ثم ويفرق أيضا بأن مكايلة وقششع مخصصششا لمششا قبلششه
ومبينا أنه لم يبع إل كيل في مقابلة كيل ،وهذا ل تنافيه الصحة مع
زيادة إحداهما بخلف ما هنشا فشإن الزيششادة أو النقشص يلغشي قشوله
بمائة أو كل صاع بدرهم >ص <262 :فأبطل ويتخيششر البششائع فششي
الزيادة والمشتري في النقص أيضا في بعتك هششذا علششى أن قششدره
كذا فزاد أو نقص والمشتري فقط إن زاد فشإن نقشص فعلشي ،وإن
زاد فلك فإن أجاز فبكشل الثمشن ،وإنمشا لشم يتخيشر البشائع هنشا فشي
الزيادة ،لنها داخلة في المبيع كما دل عليه كلمه ويؤيششده مششا مششر
في على أن لي نصفه أنه بمعنى إل نصفه فكذا المعنى هنا بعتششك
هذا الذي قدره كذا وما زاد عليه.
)فرع( لو اعتيد طرح شيء عند نحو الوزن من الثمن أو الششبيع
لم يعمل بتلك العادة ثم إن شششرط ذلششك فششي العقششد بطششل وعليششه
يحمل كلم المجموع ،وإل فل ،ومر صحة بعتك هذا بكششذا علششى أن
لي نصفه ،لنه بمعنى إل نصفه فيششأتي نظيششره هنششا ول يصششح بيعششه
ثلثة أذرع مثل من أرض ليحفرها ويأخذ ترابها ،لنششه ل يمكششن أخششذ
تراب الثلثة إل بأكثر منها ويأتي في اختلف المتبايعين أن الششذراع
يحمل على ماذا) .ومتى كان العوض( الثمن أو المثمن )معينا( أي
>ص <263 :مشاهدا )كفت معششاينته( ،وإن جهل قششدره ،لن مششن
شأنه أن يحيششط التخميششن بشه نعشم يكششره بيششع مجهششول نحششو الكيششل
جزافا ،لنه يوقع في الندم لتراكم الصبر بعضها على بعض غالبا ل
المذروع ،لنه ل تراكم فيه) .والظهر أنششه ل يصششح( فششي غيششر نحششو
الفقاع كما مر )بيع الغششائب( الثمششن أو المثمششن بششأن لششم يششره أحششد
العاقدين ،وإن كان حاضرا في مجلس البيع وبالغششا فششي وصششفه أو
سمعه بطريق التواتر كما يأتي أو رآه ليل ولو فششي ضششوء إن سششتر
الضوء لونه كورق أبيض فيما يظهر فإن قلششت صششرح ابششن الصششلح
بأن الرؤية العرفية كافية ،وهذا منها وعبارته لو طلب الششرد بعيششب
في عضو ظاهر قال لم أره إل الن فله الششرد ،لن رؤيششة المششبيع ل
يشترط فيها التحقق بل تكفي الرؤية العرفية قلت ليششس العششرف
المطرد ذلك على أن كلمه مقيد بمششا إذا لششم يكششن العيششب ظششاهرا
بحيششث يششراه كششل مششن ينظششر إلششى المششبيع وحينئذ فششالمراد بالرؤيششة
العرفية هي ما يظهر للناظر من غير مزيد تأمل ورؤية نحو الورق
ليل في ضوء يستر معرفة بياضه ليسششت كششذلك أو مششن وراء نحششو
زجاج وكذا ماء صششاف إل الرض والسششمك >ص ،<264 :لن بششه
صلحهما وصحت إجارة أرض مستورة بماء ولو كدرا ،لنها أوسششع
لقبولها التأقيت وورودها على مجرد المنفعة وذلك للنهي عن بيششع
الغرر ولن الرؤية تفيد ما لم تفششده العبششارة كمششا يششأتي) .والثششاني(
وبه قال الئمة الثلثة )يصح( البيع إن ذكششر جنسششه ،وإن لششم يريششاه
)ويثبت الخيار( للمشتري وكذا البائع على خلف فيه )عند الرؤية(
لحديث فيششه ضششعيف بششل قششال الششدارقطني باطششل وكششالبيع الصششلح
والجششارة والرهششن والهبششة ونحوهششا بخلف نحششو الوقششف) .و( علششى
الظهر )تكفي( في صحة البيع )الرؤية قبشل العقششد فيمششا ل( يظششن
أنه )يتغير غالبا إلى وقت العقد( كأرض وآنية وحديد ونحاس نظرا
لغلبة بقائه على ما رآه عليه نعم ل بد أن يكون ذاكششرا حششال الششبيع
لوصافه التي رآها كششأعمى اشششترى مششا رآه قبششل العمششى ،وإل لششم
يصح كما قاله الماوردي ،وأقره المتأخرون ،وقششول المجمششوع إنششه
غريب أي نقل على أن غيره صرح بششه أيضششا ل مششدركا إذ النسششيان
يجعل ما سبق كالمعدوم فيفوت شششرط العلششم بششالمبيع فل ينششافي
تصحيح غيره له وجعله تقييدا لطلقهم .وانتصر بعضششهم لتضششعيفه
بجعلهم النسيان غير دافع للحكم السابق في مسائل منها لو أنكر
الموكل الوكالة لنسيان لم يكن عزل ولو نسي فأكششل فششي صششومه
أو جامع في إحرامه لم يفسد وبأنه لو رأى المبيع ثم التفششت عنششه
واشتراه غافل عن أوصافه صح ويششرد بششأن مششدار العششزل علششى مششا
يشششعر بعششدم الرضششا بالتصششرف وبطلن الصششوم والحششج علششى مششا
ينافيهما مما فيه تعد ولم يوجد ذلك ومدار البيع على عششدم الغششرر
وبالنسيان يقع فيه >ص <265 :وما ذكر فششي الفششرع الخيششر هششو
من محل النزاع فل يستدل به وبفرض أن المنقششول فيششه مششا ذكششر
فالغرر فيه ضعيف جدا فل يلتفت إليه .وبحث بعضهم أنششه لششو رأى
الثمرة قبل بدو الصلح ثم اشتراها بعده ولم يرهششا لششم يصششح ،وإن
قربت المدة أي ،لنه يتغيششر بنحششو اللششون فكششان أولششى ممششا يغلششب
تغيره فإنه يبطل ،وإن لم يتغير لعارض كما يأتي ،وإذا صح فوجده
متغيرا عما رآه عليه تخير فإن اختلفا في التغير صششدق المشششتري
وتخير ،لن البائع يدعي عليه أنه رآه بهششذه الصشفة الموجششودة الن
ورضي به والصل عدم ذلك ،وإنما صدق البائع فيما إذا اختلفا في
عيب يمكن حدوثه لتفاقهما على وجوده في يد المشتري والصل
عدم وجوده في يد البائع )دون ما( يظن أنه )يتغيششر غالبششا( لطششول
مدة أو لعروض أمر آخر كالطعمششة الششتي يسششرع فسششادها ،لنششه ل
وثوق حينئذ ببقائه حال العقششد علششى أوصششافه المرئيششة قيششل تنششافى
كلمه فيما يحتمل التغير وعدمه على السشواء كشالحيوان إذ قضشية
مفهوم أوله البطلن وآخره الصششحة والصششح فيششه الصششحة كششالول
بشرطه ،لن الصل بقاء المرئي بحاله وما ذكر مششن التنششافي غيششر
مسلم بل هو داخل فششي منطششوق أول كلمششه ومفهششوم آخششره ،لن
القيد هنا للمنفي ل للنفي أي ما ل يغلب تغيره سواء أغلششب عششدم
تغيره أم استويا دون ما يغلب تغيره فهو داخل في منطششوق الول
ومفهوم الثاني فل تنافي وجعل الحيوان مثال هو ما درجششوا عليششه،
وهو ظاهر فما وقع لصاحب النوار ومن تبعشه مششن أنششه قسششيم لشه
وحكمهما واحد فيه نظر ،وإن أمكن توجيهه بأنه لما شك فيه هششل
هو مما يستوي فيه المران أو ل ألحق بالمستوي لن الصل عدم
المانع وجعل قسيما له ،لنه لم يتحقق فيه الستواء فتأمله.
)تنبيه( قضية إناطتهم التغير وعدمه بالغالب ل بوقوعه بالفعل
أنه ل ينظر لهذا حتى لو غلب التغير فلم يتغير أو عششدمه فتغيششر أو
استوى فيه المران فتغير أو لم يتغير لم يؤثر ذلك فيما قالوه في
كل مششن القسشام مششن البطلن فششي الول >ص <266 :والصششحة
في الخيرين ،ويوجه بأنا إنما نعتبر الغلبة وعدمها عند العقششد دون
ما يطرأ بعده.
)تنبيه آخر مهم جدا( ما ذكرته في القيششد والنفششي مبنششي علششى
قاعدة استنبطتها من كلم غير واحششد مشن المحققيشن تبعششا للششيخ
عبد القاهر وحاصلها أنك إن اعتبرت دخول النفي على كلم مقيششد
كان نفيا لذلك القيد دائمششا لسششتحالة كششون القيششد هنششا للنفششي ،لن
الفرض دخوله علششى كلم مقيشد فتمحشض انصشرافه للقيششد ل غيشر،
وإن اعتششبرت اشششتمال الكلم علششى قيششد ونفششي فالرجششح المتبششادر
انصراف النفي إلى القيد هنششا أيضششا ليفيششد نفيششه وعليهمششا صششح مششا
ذكرتششه فششي تقريششر المتششن الششدافع للعششتراض عليششه المبنششي علششى
المرجوح أن القيد للنفي أي انتفششاء التغيششر غششالب فل تعششرض فيششه
لغلبة التغير ول لعدمها بوجه بل لكون هششذا النفششي غالبششا أو غيششره.
ووجه مرجوحية هذا ،وأرجحية الول لفظا أن العامل القوي ،وهششو
الفعل أولى بأن يجعل عامل في المفعول له أي مثل مششن العامششل
الضعيف ،وهو حرف النفي فتقدير ذلك بل يغلب تغيره أولششى منششه
بما انتفاء تغيره غالب ومعنى أن المتبادر هو انصراف النفششي إلششى
القيد واحتمال عكسه مرجوح بل جعلشه بعششض المحققيششن كالعششدم
فجزم بالول .ووجششه تبششادر ذلششك أن الغششالب فششي الثبششات والنفششي
توجههما إلى القيد أل ترى أنك إذا قلت جئتني راكبا كان المقصود
بالخبار إنما هو كونه راكبا فششي المجيششء ل نفششس المجيششء فعلششى
الرجح يتوجه الثبات أو النفي للقيد أول ليفيد إثباته أو نفيه وعلى
المرجوح ل يتوجه إليه فيكون قيدا للثبات أو النفي ل غيششر فعلششى
الول يعتبر القيد أول ثم الثبات أو النفششي وعلششى الثششاني بششالعكس
وبهذا يندفع زعم أن هذا المرجوح هو الكثر الراجح ،وإل كان ذكر
القيد ضائعا عن غرض ذكره للتقييد بل لغرض آخر كمناقضة مششن
أثبته وكالتعريض كما في الية فإن الغرض من ذكر اللحاف فيهششا
التعريض بالملحفين توبيخا لهم.ووجه اندفاعه منع ما ذكره بقوله،
وإل إلى آخره وسند المنع أن تقييششد المنفششي لششه فششوائد وكفششى بششه
غرضا في جوازه بل حسنة هذا كله حيث لم يعلششم قصششد المتكلششم
فل ينافي ما تقرر ما قيل كثيرا ما يقصدون نفششي المحكششوم عليششه
بانتفاء صششفته كمششا دل عليششه السششياق أو دليششل آخششر كقششول امششرئ
القيس]:على لحب ل يهتدى بمناره[لم يششرد كمششا قششاله أبششو حيششان
وغيره إثبات منار انتفى عنه الهتششداء بششل نفششي المنششار مششن أصششله
وكقوله تعالى }ل يسألون الناس إلحافا{ لم يششرد إثبششات السششؤال
ونفي اللحاف عنه بل نفي السؤال مششن أصششله بششدليل }يحسششبهم
الجاهل{ إلى آخره إذ التعفف ل يجامع المسألة ومما له تعلق بما
هنا قول الفخر الرازي نفششي الحقيقششة مطلقششة أعششم >ص<267 :
من نفيها مقيدة لفادة الول سلبها مششع القيششد بخلف الثششاني فششإن
انتفاءها مقيدة بقيد مخصوص ل يستلزمه مع قيد آخر) .وتكفششي(
فششي صششحة الششبيع )رؤيششة بعششض المششبيع إن دل علششى بششاقيه كظششاهر
الصبرة( من نحو الحب والجوز والدقة والمسك والتمر العجوة أو
الكبيس في نحو قوصرة والقطن في عشدل والشبر فششي بيششت ،وإن
رآه من كوة ،لن الغالب استواء ظاهر ذلششك وبششاطنه فششإن تخالفششا
تخير وكذلك تكفي رؤية أعلى المائعات في ظروفها ول يصشح بيشع
نحو مسك في فارته معها أو دونهششا إل إن فرغهششا ورآهمششا أو رآهششا
فارغة ثم رأى أعله بعد ملئها منه ويصح بيع نحششو سششمن رآه فششي
ظرفه معه موازنة إن علما زنة كل وكششان للظششرف قيمششة ،وقيششده
بعضهم بما إذا قصدا الظششرف أخششذا مششن تعليلهششم البطلن بشششرط
بذل مال في مقابلة غير مال ويششرد بششأن ذكششره يشششعر بقصششده فل
نظر لقصده المخالف له ل بيششع شششيء موازنششة بشششرط حششط قششدر
معين منه بعششد >ص <268 :الششوزن فششي مقابلششة الظششرف بخلف
شرط وزن الظرف وحط قششدره لنتفششاء الجهالششة حينئذ وبحششث أن
اطراد العرف بحط قدر كشششرطه غيششر صششحيح كمششا مششر ،وإن أيششد
بكلم ابن عبد السلم وغيره ،وخرج بدل صبرة نحو رمان وبطيششخ
وعنب فل بد من رؤية جميع كل واحششدة ،وإن غلششب عششدم تفاوتهششا
وكذا تراب الرض ومن ثم لششو بششاعه قششدر ذراع طششول وعمقششا مششن
أرض لم يصح ،لن تراب الرض مختلف) .وتكفي( في صحة البيع
)رؤية بعض المبيع إن دل علششى بششاقيه كظششاهر الصششبرة( مششن نحششو
الحب والجوز والدقة والمسك والتمر العجوة أو الكبيس في نحو
قوصرة والقطن في عدل والبر في بيششت ،وإن رآه مششن كششوة ،لن
الغالب استواء ظاهر ذلك وباطنه فإن تخالفا تخير وكششذلك تكفششي
رؤية أعلى المائعات فششي ظروفهششا ول يصششح بيششع نحششو مسششك فششي
فارته معها أو دونها إل إن فرغهششا ورآهمششا أو رآهششا فارغششة ثششم رأى
أعله بعد ملئها منشه ويصشح بيشع نحشو سشمن رآه فشي ظرفشه معشه
موازنة إن علما زنة كل وكان للظرف قيمة ،وقيده بعضهم بما إذا
قصدا الظرف أخذا مششن تعليلهششم البطلن بشششرط بششذل مششال فششي
مقابلة غير مال ويرد بششأن ذكششره يشششعر بقصششده فل نظششر لقصششده
المخالف له ل بيع شيء موازنة بشرط حط قششدر معيششن منششه بعششد
>ص <268 :الششوزن فششي مقابلششة الظششرف بخلف شششرط وزن
الظرف وحط قدره لنتفاء الجهالة حينئذ وبحث أن اطراد العششرف
بحط قدر كشرطه غير صششحيح كمششا مششر ،وإن أيششد بكلم ابششن عبششد
السلم وغيره ،وخرج بدل صبرة نحو رمان وبطيششخ وعنششب فل بششد
من رؤية جميع كششل واحششدة ،وإن غلششب عششدم تفاوتهششا وكششذا تششراب
الرض ومن ثم لو باعه قدر ذراع طول وعمقا من أرض لم يصششح،
لن تراب الرض مختلف) .وتعتبر رؤية كل شششيء علششى مششا يليششق
به( عرفا وضبطه فشي الكشافي بشأن يشرى منشه مشا يختلشف معظشم
الماليششة بششاختلفه فيششرى فششي الششدار والبسششتان والحمششام كششل مششا
اشتملت عليه حتى البالوعة والطريق ومجرى ماء تدور بششه الرحششا
وفي السفينة رؤية جميعها >ص <270 :حتى ما في المششاء منهششا
كما شمله كلمهم ،لن بقاءها فيه ليس من مصلحتها ،وفي المششة
والعبد ما عدا ما بين السرة والركبشة كالشششعر وفششي الدابشة جميشع
أجزائها ل لسان حيوان ولو آدميا ،وأسنانه ،وإجراء نحو فرس قال
غير واحد وباطن حافر ،وقدم خلفا للزرق ومن ثم أطلقوا أنششه ل
يشترط قلع النعل ويشترط في ثوب مطوي نشره ،ورؤية وجهيششه
إن اختلفا كبساط وكل منقش ،وإل ككرباس كفششت رؤيششة أحششدهما
)والصح إن وصفه( أي المعين الذي يششراد بيعششه )بصششفة السششلم ل
يكفي( عن رؤيته ،وإن بالغ فيششه ووصششل إليششه مششن طريششق التششواتر
المفيد للعلم الضروري ،لن الملحظ في اشتراط الرؤية الحاطششة
بما لم تحط به العبارة من دقيق الوصاف التي يقصر التعبير عششن
تحقيقها ،وإيصالها للشذهن ،ومشن ثشم ورد }ليشس الخشبر كالعيشان{
بكسر العين وروى كثيرون منهم أحمششد وابششن حبششان خششبر }يرحششم
الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخششبره ربششه تبششارك وتعششالى أن
قومه فتنوا بعده فلم يلق اللواح فلما رآهم وعاينهم ألقى اللواح
فتكسر منها ما تكسر{ وبقولي المعين علم أن هذا ل يخششالف مششا
يأتي له أول السلم في ثوبا صششفته كششذا ،لنششه فششي موصششوف فششي
الذمة وعلم مما تقرر أن كل عقد اشششترطت فيششه الرؤيششة ل يصششح
من العمى قال الزركشي إل شراء من يعتششق عليششه وبيعششه عبششده
من نفسه ،لن مقصوده العتششق وفيششه وقفششة لقتضششائه أن البصششير
مثله في ذلك على أنه ل ضرورة به إليه لمكان توكيله ،وأن مششا ل
يشترط فيششه يصششح منششه> .ص) <271 :و( مشن ثشم )يصششح سشلم
العمى( مسلما كان أو مسلما إليه ،لنه يعرف الوصاف ،والسلم
يعتمد الوصف ل الرؤية ومحله حيششث لششم يكششن رأس المششال معينششا
ابتششداء وحينئذ يوكششل مششن يقبششض لششه أو عنششه ،وإل لششم يصششح منششه
لعتماده الرؤية حال العقد قيل ول تصح إقالته لنص الم على أنه
ل بد فيها من العلم بالمقايل فيه لكششن الششذي نقله ،وأقششراه جششواز
الفسخ بالخيار ممن جهل الثمن وبه يعلم أن النص مبني على أنها
بيع )وقيششل إن عمششي قبششل تمييششزه( >ص <271 :بيششن الشششياء أو
خلق أعمى )فل( يصح سلمه وله شششراء نفسششه ،وإيجارهششا ،لنششه ل
يجهلها وبيع ما رآه قبل العمى إن ذكر أوصافه ،وهو ممششا ل يتغيششر
غالبا كما مر.
)فرع( في الجواهر يشترط ذكر حششدود الششدار الربعششة ويكفششي
ثلثة إن تميزت بها ونظر فيه بأنها إن رئيت لم يحتج لششذكر شششيء
من الحدود ،وإل لم يكف إل ذكر كلها ويرد بأن يرى له جملششة دور
ثم يريد أن يبيعه بعضها فل بد من ذكششر مميزهششا ولششو حششدين علششى
الوجه وللشيخين وغيرهما في بيع المششاء وحششده أو مششع قششراره مششا
يوهم التناقض في أبششواب متعششددة ،وقششد بينششت مششا فششي ذلششك فششي
تأليف مستقل ،والحاصل أنه ل يصح بيع الماء من نحو نهششر أو بئر
وحده مطلقا للجهل به ،وأن محل نبع المششاء إن ملششك ووقششع الششبيع
على قراره أو بعض منه معين صح ودخل الماء كلششه أو مششا يخششص
ذلك المعين >ص <272 :وإن لم يملك هو بل ما يصششل إليششه لششم
يدخل الماء ملكا بل استحقاق الرض الشرب منه ومر فششي زكششاة
النبات ما له تعلق بذلك.
باب الربا
بكسر الراء والقصر وبفتحها والمد وألفه بدل من واو ويكتششب
بهما وبالياء وهششو لغششة الزيششادة وشششرعا قششال الرويششاني عقششد علششى
عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقششد
أو مع تأخير في البدلين أو أحدهما والصل في تحريمششه وأنششه مششن
أكبر الكبائر الكتاب والسنة والجماع قيل ولششم يحششل فششي شششريعة
قط ولم يؤذن الله تعالى في كتابه عاصيا بالحرب غير آكلششه ومششن
ثم قيل إنه علمة على سوء الخاتمة كإيذائه أولياء الله فششإنه صششح
فيها اليذان بذلك وتحريمه تعبدي وما أبدى له إنما يصلح حكمة ل
علة وهو إمار بأفضل بأن يزيد أحد العوضين ومنه ربا القرض بأن
يشرط فيه ما فيه نفع للمقرض >ص <273 :غير نحو الرهششن أو
ربا يد بأن يفارق أحدهما مجلس العقد قبل التقابض أو ربششا نسششاء
بأن يشرط أجل في أحد العوضين وكلها مجمع عليها والقصد بهذا
الباب بيان ما يعتبر في بيع الربوي زيادة على ما مر ثم العوضششان
إن اتفقا جنسا اشترط ثلثة شروط أو علة وهي الطعشم والنقديشة
اشترط شرطان وإل كبيع طعام بنقششد أو ثششوب أو حيششوان بحيششوان
ونحوه لم يشترط شيء من تلك الثلثة إذا علمت ذلك علمت أنه
)إذا بيع الطعام بالطعام( أو النقششد بالنقششد كمششا يششأتي )إن كانششا( أي
الثمن والمثمن ووقع في بعض النسخ بل ألف وهو فاسد )جنسششا(
واحدا بأن جمعهما اسم خاص من أول دخولهما في الربا واشتركا
فيه اشتراكا معنويششا كتمششر معقلششي وبرنششي وخششرج بالخششاص العششام
كالحب وبما بعده الدقشة فإنهشا دخلشت فششي الربشا قبشل طششرو هشذا
السم لها فهي أجناس كأصولها وبالخير البطيخ الهنششدي والصششفر
فإنهمششا جنسششان والتمششر والجششوز الهنششديان مششع التمششر والجششوز
المعروفين فإن إطلق السم عليهما ليششس لقششدر مشششترك بينهمششا
أي ليس موضوعا لحقيقششة واحشدة بشل لحقيقشتين مختلفشتين وهشذا
الضابط مع أنه أولششى مششا قيششل منتقششض بششاللحوم واللبششان لصششدقه
عليها مع أنهششا أجنششاس كأصششولها )اشششترط الحلششول( مششن الجششانبين
إجماعا لشتراط المقابضة في الخششبر ومششن لزمهششا الحلششول غالبششا
فمتى اقترن بأحدهما تأجيل ولو للحظة فحل وهما فششي المجلششس
لم يصح )والمماثلة( مع العلم بها وكان فيها خلف لبعض الصحابة
رضششي اللششه تعششالى عنهششم انقششرض وصششار الجمششاع علششى خلفششه
)والتقابض( يعني القبششض الحقيقششي فل يكفششي >ص <274 :نحششو
حوالة نعم يكفي هنا قبض مششن غيششر تقششدير ومششع اسششتحقاق البششائع
للحبس وإن لم يفد صحة التصرف كما يأتي )قبششل التفششرق( حششتى
لو كان العوض معينا كفى الستقلل بقبضه ويكفي قبض وارثيهما
في مجلس العقد بعد موتهما وهما فيه >ص <275 :ومأذونيهمششا
ل غيرهما ول سيدا وموكل لنه يقبض عن نفسششه قبششل تفرقهمششا ل
بعده لقدرتهما على القبض قبل تفرق الذنين بخلف الوارث ولششو
قبضا البعض صح فيه تفريقا للصفقة) .أو جنسين كحنطة وشششعير
جاز التفاضل( بينهمششا )واشششترط الحلششول( مششن الجششانبين كمششا مششر
)والتقابض( يعني القبض كما تقرر للخبر الصششحيح أنششه صششلى اللششه
عليه وسلم قششال }الششذهب بالششذهب والفضششة بالفضششة والششبر بششالبر
والشعير بالشعير والتمر بششالتمر والملششح بالملششح مثل بمثششل سششواء
بسواء يدا بيد فإذا اختلفت هذه الجناس فبيعوا كيششف شششئتم{ إذا
كان يدا بيد أي مقابضة ومن لزمها الحلول غالبا كما مششر بششل فششي
رواية مسلم }عينا بعين{ وهي صريحة في اشتراط الحلششول ومششا
اقتضاه من اشتراط المقابضة ولو مع اختلف العلشة أو كشون أحشد
العوضين غير ربوي غيششر مششراد إجماعششا والولن شششرطان للصششحة
ابتشداء والتقشابض ششرط للصشحة دوامشا ومشن ثشم ثبشت فيشه خيشار
المجلس نعشم التفششرق هنششا مششع الكششراه مبطششل لضششيق بششاب الربششا
بخلف الجازة على تناقض فيها حاصل المعتمششد منششه أنهمششا مششتى
تقابضا بعدها وقبل التفرق بشان دوام صشحته وإل بشان بطلنشه مشن
حين الجازة فعليهما إثم تعاطي عقد الربششا إن تفرقششا عششن تششراض
فإن فارق أحدهما أثم فقششط )والطعششام( >ص <276 :الششذي هششو
باعتبار قيام الطعم به أحد العلتين في الربا لخبر مسلم }الطعام
بالطعششام مثل بمثششل{ وتعليششق الحكششم بمشششتق إذ الطعششام بمعنششى
المطعوم يدل على تعلقه بمششا منششه الشششتقاق )مششا قصششد للطعششم(
بضم أوله مصدر طعم بكسر العين أي لطعششم الدمششي بششأن يكششون
أظهر مقاصده تناول الدمي له وإن لم يأكله إل نششادرا كششالبلوط أو
شاركه فيه البهائم غالبا.
)تنششبيه( فششي عبششارته هششذه دور لتوقششف معرفششة الطعششام علششى
الطعم مع رجوعهمششا لمعنششى واحششد وقشد يحشل بششأن يششراد بالطعشام
أفراده التي يجري فيها الربا أي والعيان الربوية ما قصدت لطعم
الدمي )اقتياتا( كبر وحمص وماء عششذب إذ ل يتششم القتيششات إل بششه
وتسميته طعاما جششاءت فششي الكتششاب والسششنة قيششل المششراد بششه مششا
ينساغ وإن كانت فيه ملوحة ليخششرج مششاء البحششر فقششط وفيششه نظششر
والذي يتجه إناطته بعرف بلد العقد) .أو تفكها( كتمر وزبيب وتيششن
وغير ذلك مما يقصد به تأدم أو تحل أو تحششرف أو تحمششض كسششائر
الفواكه التي كثير منها في اليمششان والبقششولت )أو تششداويا( كملششح
وكششل مصششلح مششن البششازير والبهششارات وسششائر الدويششة كزعفششران
وسقمونيا وطين أرمني أو مختوم وزعم تنجسه ممنوع ودهن نحو
خروع وورد ولبان وصمغ وحب حنظل للخبر السابق فإنه نص فيه
على هذه القسام بذكر مثلها كالملح فإنه مصلح للغششذاء ول فششرق
بينه وبين مصلح البدن إذ الغذيششة لحفششظ الصششحة والدويششة لردهششا
وإنما لم يتنششاول الطعششام فششي اليمششان الششدواء لنششه ل يسششماه فششي
العششرف المبنيششة هششي عليششه وخششرج بقصششد إلششخ نحششو خششروع >ص:
<277وورد ومائه وعود وصندل وعنششبر ومسششك وجلششد وإن أكششل
تبعششا مششا لششم يقصششد للكششل غالبششا ودهششن نحششو سششمك وكتششان وحبششه
وحشيش يؤكل رطبا كقت وقضبان وعنششب ممششا يؤكششل ول يقصششد
تناوله له ومطعوم جن كعظم وإن جاز لنا أكل طريه الذي يسششتلذ
به ول يضر كما هو ظاهر ومطعوم بهائم إن قصد لطعمهششا وغلششب
تناولها له كعلششف رطششب قششد يتنششاوله الدمششي فششإن قصششد للنششوعين
فربوي إل إن غلب تناول البهائم لششه علششى الوجششه فعلششم مششن هششذا
كقولنا السشابق بشأن يكشون أظهشر مقاصشده إلشى آخشره أن الفشول
ربوي بل قال بعض الشارحين إن النص على الشعير يفهمششه لنششه
فشي معنشاه )وأدقشة الصشول المختلفشة الجنشس وخلولهشا وأدهانهشا
أجناس( لنها فروع أصول مختلفة ربويششة فششأعطيت حكششم أصششولها
ثم كل خلين ل ماء فيهما واتحد جنسهما يشششترط فيهمششا المماثلششة
وكل خلين فيهمششا مششاء ل يبششاع أحششدهما بششالخر مطلقششا لنهمششا مششن
قاعدة مد عجوة وكل خلين في أحدهما ماء إن اتحششد الجنششس لششم
يبع أحدهما بالخر لمنع المشاء المماثلشة وإل بيشع وخشرج بالمختلفشة
الجنششس المتحششدة الجنششس كأدقششة أنششواع الششبر فهششي جنششس واحششد
وأدهانها دهن نحو الورد والبنفسج فكلهششا جنششس واحششد لن أصششلها
>ص <278 :الشيرج وقول شارح يجوز بيع دهن البنفسج بششدهن
الورد متفاضل ينبغي حمله على دهنين مختلفين طيبا بهما وإن لم
يعهششد ذلششك فششي غيششر الشششيرج) .واللحششوم واللبششان( والسششماك
والششبيوض كششل منهششا )كششذلك( أي أجنششاس )فششي الظهششر( كأصششولها
فيجوز بيع لحم أو لبن البقر بلحششم أو لبششن الضششأن متفاضششل ولحششم
ولبششن الجششواميس مششع البقششر أو الضششأن مششع المعششز جنششس وبحششث
الزركشي في متولد بين جنسين أنه معهما جنس واحد فيحرم بيع
لحمه بلحم كل احتياطا لباب الربا )والمماثلة تعتششبر فششي المكيششل(
كلوز في قشره أو ل نعم محله إن لم يختلف قشره على الوجششه
ولبن بسائر أنواعه وإن تفاوت بعضشها وزنششا كحليششب بششرائب كشالبر
الصلب بالرخو وحب وتمر وخل وعصير ودهن مائع ل جامششد علششى
الوجه نعم قطع الملح الكبار المتجافية في المكيششال موزونششة وإن
أمكن سحقها )كيل( ولو بما ل يعتاد كقصششعة) .و( فششي )المششوزون(
كنقد وعسل ودهن جامششد ومششا يتجششافى فششي المكيششال )وزنششا( ولششو
بقبان للنص علششى ذلششك فششي الخششبر الصششحيح فل يجششوز بيششع بعششض
مششوزون ببعضششه كيل وهششو ظششاهر ول عكسششه وإن كششان أضششبط لن
الغالب في باب الربا التعبد ومن ثم كفى الششوزن بالمششاء فششي نحششو
الزكاة وأداء المسلم فيه ل هنا ول يضر مششع السششتواء فششي الكيششل
التفاوت وزنا ول عكسه ويؤثر قليششل نحششو تششراب فششي وزن ل كيششل
)والمعتبر( في كششون الشششيء مكيل أو موزونششا )غششالب عششادة أهششل
الحجاز في عهد رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم( لظهششور أنششه
اطلع عليه وأقره فل عبرة بما أحدث بعده )وما جهل( كششونه مكيل
أو موزونا أو كون الغالب فيه أحدهما في عهشده صشلى اللشه عليشه
وسلم أو وجوده فيه بالحجاز أو علم وجوده بغيره أو حدوثه بعششده
أو عدم استعمالهما فيه أو الغالب فيه ولششم يتعيششن أو نسششي يعتششبر
فيه عرف الحجاز حالة البيع فإن لم يكن لهم عرف فيه فإن كششان
أكبر جرما من التمر المعتدل فموزون جزما إذ لم يعلم فششي ذلششك
العهد الكيل في ذلك وإل فششإن كششان مثلششه كششاللوز أو دونششه فششأمره
محتمل لكن قاعدة أن ما لم يحد شرعا يحكم فيه العششرف قضششت
بأنه )يراعى فيه عادة بلد البيع( حالششة الششبيع فششإن اختلفششت فالششذي
يظهر >ص <279 :اعتبار الغلششب فيششه فششإن فقششد الغلششب ألحششق
بالكثر شبها فإن لشم يوجشد جشاز فيشه الكيشل والشوزن ويظهشر فشي
متبايعين بطرفي بلدين مختلفي العادة التخيير أيضا.
)تنبيه( قولي هنا كاللوز تبعت فيه شيخنا ول ينافيه ما مششر أنششه
مكيل لن المراد مجرد التمثيل لمماثل جششرم التمشر ل غيششر بشدليل
تبعه للشيخين آخر الباب على أنه مكيل )وقيل الكيل( لنه الغلب
فيما ورد )وقيل الوزن( لنه أضبط )وقيل يتخير( للتساوي )وقيششل
إن كششان لششه أصششل( معلششوم المعيششار )اعتششبر( أصششله فعليششه دهششن
السمسم مكيششل ودهششن اللششوز مششوزون كششذا وقششع لغيششر واحششد مششن
الشراح وهو بناء على أنه موزون وقد مر أن الذي عليه الشششيخان
خلفه).والنقد( أي الذهب والفضة ولو غيششر مضششروبين وتخصيصششه
بالمضروب مهجور فششي عششرف الفقهششاء وعلششة الربششا فيششه جوهريششة
الثمن فل ربا في الفلوس وإن راجت )بالنقد كطعام بطعششام( فشي
جميع ما مر ففي ذهب بمثلششه أو فضششة بمثلهششا تعتششبر الثلثششة وفششي
أحدهما بالخر يعتشبر ششرطان وهشذا يسشمى صشرفا ول فشرق فيشه
وفيما مر بين كون العوضين معينين أو في الذمة أو أحدهما معينا
والخر في الذمة كبعتك هذا بما صششفته كششذا فششي ذمتششك ثششم يعيششن
ويقبض قبل التفرق ويجششوز إطلق الششدرهم والششدينار إذا كششان فششي
البلد غالب منضبط ل بعتك ما بذمتك بما في ذمتي لنششه بيششع ديششن
بدين ول نظر في هذا الباب لتميز أحد العوضشين بزيشادة قيمشة ول
صنعة) .ولو باع( طعاما أو نقدا بجنسه وقد ساواه في ميزان مثل
ونقص عنه في أخرى أو )جزافا( بتثليث الجيم )تخمينششا( أي حششزرا
للتساوي وإن غلب على ظنه ذلك بالجتهاد )لششم يصششح وإن خرجششا
سواء( للجهل بالمماثلة حال العقد وخرج بتخمينا ما لو باع صششبرة
بر مثل صغرى بكيلها مششن كششبرى أو صششبرة بششأخرى مكايلششة أو كيل
بكيششل أو صششبرة دراهششم بششأخرى موازنششة أو وزنششا بششوزن فيصششح إن
تسششاويا وإل فل ويكفششي قبضششهما قبششل كيلهمششا ووزنهمششا كمششا علششم
>ص <280 :ممششا مششر ومششا لششو علمششا ولششو بإخبششار ثششالث لهمششا أو
أحدهما للخر وقد صدقه تماثلهمششا قبششل الششبيع ثششم تبايعششا وتقابضششا
جزافا فإنه يصح وقضية قولهم قبششل الششبيع أنششه ل بششد مششن علمهمششا
بذلك عند ابتداء التلفظ بالصيغة واعلششم أن المماثلششة ل تتحقششق إل
في كاملين وضابط الكمال أن يكون الشيء بحيث يصلح للدخششار
كسمن أو يتهيأ لكثر النتفاعششات بششه كلبششن) .و( مششن ثششم ل )تعتششبر
المماثلة( في نحششو حششب ولحششم وتمششر إل )وقششت الجفششاف( ليصششير
كامل ويشترط مع ذلك عدم نزع نوى التمر لنششه يعرضششه للفسششاد
غالبا فل عبرة بخلفه في بعض النواحي إل على ما يأتي عن جمع
في نحو القثاء ول يؤثر ذلك في نحو خوخ ومشششمش وفششي اللحششم
انتفاء عظم وملح يؤثر في وزن وتناهي جفافه لنه موزون وقليل
الرطوبة يؤثر فيه بخلف نحو التمر ومن ثم بيع جديده الذي ليس
فيه رطوبة تؤثر في الكيل بعتيقه ل بر ببر ابتل أو أحدهما ولو بعد
الجفاف )وقد يعتبر الكمال( المقتضي لصحة بيع الشيء بمثله )أو
ل( هذا مما اختلف الشراح في فهمه هل المراد منه أنششه يسششتثنى
مما مر المقتضي للنظر إلى آخر الحوال مطلقا العرايا التية لن
الكمال فيها بتقدير جفاف الرطب اعتبر أول أحواله عنششد الششبيع أو
نحو عصير الرطب أو العنب لعتبار كماله عند أول خروجه منهمششا
وإن كانا غير كاملين أو اللبن الحليب لنه كامل عنششد خروجششه مششن
الضرع آراء قال بكل منها جمع بل غلط بعضهم بعضا فيها والحششق
صحة كل منها ولكن أقر بها الولن كمال الخيرين وتعششدده بتعششدد
أحوالهما معلوم من المتن في هذا الباب فل يحتاج لششذكره بخلف
العرايا وأيضا فهي رخصة أبيحت مع عدم الكمال فيهششا عنششد الششبيع
بخلفهما فكانت أحق بالستثناء بل ربما إذا نظرنششا لهششذا لششم يصششح
استثناء غيرها فتأمله .وإذا تقرر اشتراط المماثلششة وقششت الجفششاف
>ص) <281 :فل يبششاع( خلفششا للمزنششي كالئمششة الثلثششة )رطششب
برطب( بفتح الراءين وضمهما وعليششه يششدل السششياق )ول بتمششر ول
عنب بعنب ول بزبيب( ول بسر ببسر ول برطب ول بتمر ول طلششع
إناث بأحدها ول بمثله للجهششل الن بالمماثلششة وقششت الجفششاف وقششد
صح }أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال
أينقص الرطب إذا يبس قشالوا نعشم فنهشى عشن ذلشك أششار بقشوله
أينقص{ إلخ إلى اعتبار المماثلة عند الجفاف وإل فشالنقص أوضشح
من أن يسأل عنه )ممال جفاف له كالقثاء( بكسر أولششه وبالمثلثششة
والمد )والعنب الذي ل يتزبب( والحصرم والبلششح وإن نششوزع فيهمششا
)ل يبششاع( بعضششه ببعششض )أصششل( لتعششذر العلششم بالمماثلششة فيششه نعششم
الزيتون يباع بعضه ببعض حال اسوداده ونضششجه لنششه كامششل علششى
أنه قيل ل يستثنى لن رطوبته زيته وليس فيه مائية أصل وظششاهر
المتن أنه ل عبرة بما يجششف مششن نحششو القثششاء ويششوجه بششالنظر فيششه
للغالب لكن اعتبره جمع متقدمون ورجحه السششبكي )وفششي قششول(
مخرج )تكفي مماثلته رطبا( كاللبن ويجاب بوضوح الفششرق فعليششه
يباع بعضه ببعض وزنا وإن أمكن كيله) .ول تكفي مماثلة( المتولد
من الحششب نحششو )الششدقيق والسششويق( وهششو دقيششق الشششعير والنشششا
)والخششبز( فل يبششاع شششيء منهششا بمثلششه ول بأصششله لتفششاوت نعومششة
الششدقيق وتششأثير نششار الخششبز بخلفششه بنخششالته لنهششا ليسششت ربويششة
كمسوس لم يبق فيه لب أصل )بل تعتشبر المماثلشة فششي الحبشوب(
المتناهي جفافها المنقاة من نحو تبن >ص <282 :وزؤان )حبششا(
لتحققها فيها حينئذ )و( تعتبر )في حبوب الدهن كالسمسم( بكسر
سينيه )حبا أو دهنا( أو كسبا خالصا من نحو ملح ودهن فله حالت
كمال فيباع كل بمثله ل سمسم بشيرج وطحينة بطحينششة وكسششب
به دهن بمثله أو بطحينة أو شيرج لنه من قاعششدة مششد عجششوة )و(
تعتبر )في العنب زبيبا أو خل عنب وكذا العصير( مشن نحشو رطشب
وعنب ورمان وغيرها )في الصح( لن ما ذكر حالت كمال فيجوز
بيع بعض كل منها ببعضه إل نحو خل التمر أو الزبيب لن فيششه مششا
يمنع العلم بالمماثلة كما مر قال السبكي ومما أجزم بششه وإن لششم
أره امتناع بيع الزبيب بخل العنششب وإن كانششا كششاملين ا ه وهششو بعششد
تسليمه وإل فتجششويز الشششيخين بيششع عصششير العنششب بخلششه متفاضششل
لنهما جنسان لفراط التفاوت في السم والصفة والمقصود يرده
عجيب فإن هذا معلوم من قششولهم ل يبششاع الشششيء بمششا اتخششذ منششه
الشامل للكامل وغيره والعنب والزبيب جنس واحد فالمتخششذ مششن
أحششدهما كالمتخششذ مششن الخششر> .ص) <283 :تنششبيه( يؤخششذ مششن
كلمهما المذكور أن محل امتناع بيع الشيء بما اتخذ منششه مششا لششم
يكونا كاملين أو يفرط التفشاوت بينهمشا فيمشا ذكشر )و( تعتشبر )فشي
اللبن( أي في ماهية هذا الجنس المشتمل على لبششن وغيششره )لبنششا
أو سمنا أو مخيضا( بشرط أن يكون كل منها )صششافيا( مششن المششاء
مثل فيجوز بيع بعض أنواع اللبن الششذي لششم يغششل بالنششار ببعششض كيل
بعد سكون رغوته وإن كان الخاثر أثقل وزنششا أمششا مششا فيششه مششاء فل
يباع بمثله ول بخالص وقيده السبكي وغيره بغير ماء يسير ويظهر
حمله على يسشير ل يششؤثر فششي الكيششل .قششال ويعتششبر فششي المخيشض
الخالي من الماء أن ل يكون فيه زبد وإل لم يبع بمثله ول زبششد ول
بسمن لنه من قاعدة مد عجوة ل لعدم كماله ا هش >ص<284 :
وفيه نظر إذ المخيض اسم لما نزع زبده فل يحتاج لما ذكره على
أن كمون الزبد فششي اللبششن بششاللبن ل يعتششبر ككمششون الشششيرج فششي
السمسم بالسمسم ثم جعل المتن له قسيما للبن مششع أنششه قسششم
منه المراد أنه باعتبار ما حدث له من المخششض صششار كششأنه قسششيم
وإن كان في الحقيقة قسما فانششدفع اعششتراض جمششع مششن الشششراح
بذلك )ول تكفي المماثلششة فششي سششائر( أي بششاقي )أحششواله كششالجبن
والقط( والمصل والزبد >ص <285 :لمخالطة النفحة أو الملح
أو الدقيق أو المخيششض فل يجششوز بيششع كششل منهششا بمثلششه ول بخششالص
للجهل بالمماثلة ول بيع زبد بسمن ول لبن بما اتخششذ منششه كسششمن
ومخيض.
)ول تكفي مماثلة ما أثرت فيه النشار بالطبشخ( كشاللحم )أو القلشي(
كالسمسم )أو الشي( كالبيض أو العقد كالدبس والسكر والفانيششد
واللبا فل يباع بعض منها بمثله للجهل بالمماثلة باختلف تأثير النار
فيها وإنمشا صششح السشلم فشي نحشو هشذه الربعشة للطافشة نارهشا أي
انضباطها لنه أوسع وخرج بالطبخ وما بعده الغلي في الماء فيباع
ماء مغلي بمثله )ول يضر تأثير تمييز( بالنششار )كالعسششل والسششمن(
يميزان بها عن الشمع واللبن فيباع كل منهما بمثله بعد التمييششز ل
قبله للجهل بالمماثلة وفي الجواهر لو عقدت النار أجزاء السششمن
أي إن تصور ذلك لم يبع بعضه ببعششض )وإذا جمعششت الصششفقة( أي
عقد البيع سمي بذلك لن كل من العاقدين كان يصششفق يششد الخششر
عند البيع وخرج بهذا تعددها بتفصيل الثمششن >ص <286 :كبعتششك
هذا بهذا وهذا بهذا فل تجري فيه القاعدة التية بخلفه بتعدد البائع
أو المشتري وبحث بعضهم أن نية التفصيل كذكره وفيه نظر وإن
أقره جمع لما مر أنششه لششو كششان نقششدان مختلفششان لششم تكششف نيتهمششا
أحدهما ول يششرد علششى ذلششك صششحة الششبيع بالكنايششة لنششه يغتفششر فششي
الصيغة ما ل يغتفر فششي المعقششود عليششه) .ربويششا( واحششدا أي متحششدا
الجنس )من الجانبين( ولو ضمنيا كسمسم بششدهنه لن بششروز مثششل
الكامن فيه يقتضي اعتبار ذلك الكامن بخلفه بمثلششه فششإنه مسششتتر
فيهما فل داعي لتقدير بروزه ومر أن المششاء ربششوي لكنششه بالنسششبة
لمقصود دار بها بئر ماء عذب بيعت بمثلها مقصود تبعششا فلششم تجششر
فيه القاعدة التية لذلك وإن كان مقصودا في نفسششه كمششا ذكششروه
في باب بيع الصول والثمار أنه يشترط التعرض لدخوله فششي بيششع
دار بها بئر ماء وإل لم يصح لختلط الماء الموجود للبائع بالحادث
للمشتري .ومن زعم أن كلمهم ثششم إنمششا هششو فششي بئر مششاء مبيعششة
وحدها لن ماءها حينئذ مقصود فقد وهم بششل صششرحوا بمششا ذكرنششاه
المعلوم منه أن التابع هنا وهشو مششا ل يقصششد بالمقابلشة معنششاه غيشر
التابع ثم وهو ما يكون >ص <287 :جزءا أو منزل منزلتششه ومثششل
ذلك بيع بر بشعير وفي كل حبات من الخر قليلة بحيششث ل تقصششد
بالخراج وبيع دار فيهششا معششدن ذهششب مثل جهله بششذهب لنششه حينئذ
تابع لمقصودها فصح وقولهم ل أثر للجهل بالمفسد في باب الربششا
محله في غير التابع بخلف ما إذا علما أو أحدهما به أو كششان فيهششا
تمويه بذهب يتحصل منه شيء فششإنه المقصششود بالمقابلششة فجششرت
القاعدة كبيع ذات لبن بذات لبن وإن جهل لنشه يقصشد منهشا غالبشا
بخلف المعدن من الرض وإنما لم تجر في بيع فرس لبون بمثلها
لن لبنها ل يقصد بالمقابلة وإن قصششد فششي نفسششه بششدليل أنششه يششرد
بدله في المصراة صاع تمر على ما اقتضاه إطلقهم وإن نوزعششوا
فيه )واختلششف الجنششس( أي جنششس المششبيع سششواء أكششان المضششموم
للربوي المتحد الجنششس مششن الجششانبين ربويششا أم غيششر ربششوي وقششدر
بعض الشراح الجنس هنا بالربوي فششأوهم الصششحة فششي بيششع درهششم
وثوب بمثلهما لن جنس الربوي لم يختلف وليششس كششذلك بششل هششو
مششن القاعششدة لن جنششس المششبيع اختلششف وإن لششم يختلششف الجنششس
الربوي )منهما( جميعهما بأن اشتمل أحدهما على جنسين اشتمل
عليهما الخششر )كمششد عجششوة ودرهششم بمششد عجششوة ودرهششم( وكثششوب
ودرهم بثوب ودرهم أو مجموعهما بأن لم يشتمل الخششر إل علششى
أحدهما كثوب مطرز بذهب أو قلدة فيها خرز وذهب بيع أو بيعششت
بذهب فإن كان الثمن فضة اشترط تسليم الذهب وما يقابله مششن
الثمن فشي المجلشس )وكمشد ودرهشم بمشدين أو درهميشن( وبقولنشا
واحدا الذي هو في أصله واستغنى عنه قيل بششالتنكير فششإنه مشششعر
بالتوحيد وقد يقال بل إنما استغنى عنه بما علم من أول الباب أنه
حيث اختلف العلة ل ربا اندفع ما أورد عليه من بيع ذهب أو فضششة
ببر وحده أو مع شعير فإنه لم يتحد جنس من الجانبين.
)أو( اختلف )النوع( يعني غيششر الجنششس سششواء أكششان نوعششا حقيقيششا
كجيد ورديء بهما أو بأحدهما بشرط تميزهمششا إذ ل يتششأتى التوزيششع
إل حينئذ بخلف ما إذا لم يتميزا بشرط أن تقل حبات الخر بحيث
لو ميزت لم تظهر في الكيل وإنمشا لشم يضشر كمشا مشر خلشط أحشد
الجنسين بحبات من الخر بحيث ل يقصد إخراجهششا لتسششتعمل بششرا
أو شعيرا وإن أثرت في الكيششل لن التسششاوي بيششن الجنسششين غيششر
معتبر أم صفة من الجانبين أو أحدهما )كصحاح ومكسرة بهمششا أو
بأحدهما( >ص <288 :أي بصحاح فقط أو مكسرة فقششط وقيمششة
المكسر دون قيمة الصحاح في الكل كمششا هششو الغششالب أو عكسششه
لن التوزيع التي إنما يتششأتى حينئذ وجعششل الطششبري مششن ذلششك بيششع
ذهششب بششذهب وأحششدهما خشششن أو أسششود مششردود بششأن الخشششونة أو
السواد ليس عينا أخرى مضمومة لذلك الطرف بل هو عيششب فششي
العوض وظاهر أن مراد الطبري أن أحششد الطرفيششن اشششتمل علششى
عينين من الذهب إحداهما خشنة أو سوداء وكذا لو بششانت أحششدهما
مختلطة بنحو نحاس ومن قال في هذه بتفريق الصفقة فقد وهششم
لن شرط الصحة علششم التسششاوي حششال العقششد فيمششا يسششتقر عليششه
وذلك مفقود هنا فالصواب أنه من القاعدة )فباطلة( ول يتأتى هنا
تفريق الصفقة لن الفساد للهيئة الجتماعية كالعقد علششى خمششس
نسوة معا وذلك لما في الحديث الحسششن أو الصششحيح }أنششه صششلى
الله عليه وسلم نهى عن بيع قلدة فيها حرز وذهششب بششذهب حششتى
يميششز >ص <289 :بينهمششا فقششال المشششتري إنمششا أردت الحجششارة
فقال ل حتى تميز بينهما{ قال الراوي :فرده أي الششبيع حششتى ميششز
بينهما ولن قضية اشتمال أحد طرفي العقد على مالين مختلفيششن
أن يوزع ما في الطرف الخر عليهما باعتبار القيمة والتوزيع هنا -
لكونه ناشئا عن التقويم الذي هو تخميششن والتخميششن قششد يخطششئ -
يؤدي -وإن اتحدت شجرة المدين وضرب الششدرهمين -للمفاضششلة
أو عدم العلم بالمماثلة في بيع مد ودرهم بمششدين إن زادت قيمششة
المد على الدرهم الذي معه أو نقصت تلزم المفاضلة وإن سششاوته
لزم الجهل بالمماثلششة وقششس البششاقي وكششذا يقششال فششي بيششع صششحيح
ومكسر بهما أو بأحدهما والكلم فششي المعيششن لصششحة الصششلح عششن
ألف درهم وخمسششين دينششارا بششألفي درهششم كمششا يششأتي بسشطه فششي
الستبدال بما يعلم منه أنه لو عوض دائنه عن دينه النقد نقدا من
جنسه وغيره مع الجهل بالمماثلة صح.
)تنبيه( ينبغي التفطن لدقيقة يغفل عنها وهي أنششه يبطششل كمششا
عرف مما تقرر بيع دينار مثل فيه ذهب وفضششة بمثلششه أو بأحششدهما
ولو خالصا وإن قشل الخليششط >ص <290 :لنشه يشؤثر فششي الشوزن
مطلقا فإن فرض عدم تأثيره فيه ولم يظهر به تفاوت في القيمة
صح والحيلة المخلصة من الربا مكروهة بسائر أنواعه خلفا لمششن
حصر الكراهة في التخلص من ربا الفضل) .ويحرم( ويبطششل )بيششع
اللحم( ولو لحم سمك وهو هنا يشششمل نحششو أليششة وقلششب وطحششال
وكبد ورئة وجلد صغير يؤكل غالبا )بششالحيوان( ولششو سششمكا وجششرادا
نعم بحث جمع حل بيع الحيوان بالسمك الميششت وفيششه نظششر )مششن
جنسه وكذا بغير جنسششه مششن مششأكول وغيششره( حششتى الدمششي )فششي
الظهر( للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسششلم نهششى عششن بيششع
اللحم بالحيوان{ وإرسششاله مجبششور بإسششناد الترمششذي لششه ومعتضششد
بالنهي الصحيح عن بيع الشاة باللحم وبأن أكثر أهششل العلششم عليششه
على أنه مرسل ابن المسيب وهو بمنزلة المسند على نششزاع فيششه
لكن صحح في المجموع أنه ل فرق حتى عند الشافعي رضي الله
عنه وما اشتهر عنه من الفرق لم يصششح وبششأن أبششا بكششر قششال وقششد
نحرت جزور في عهده فجاء رجل بعناق يطلب بها لحمششا ل يصششلح
هذا ولششم يخششالفه أحششد مششن الصششحابة ويصششح بيششع نحششو بيششض ولبششن
بحيوان بخلف لبن شاة بشاة فيها لبن
باب( بالتنوين )في البيوع المنهي عنها وما
يتبعها(
ثم النهي إن كان لذات العقد أو لزمه بأن فقششد بعششض أركششانه
أو شروطه اقتضى بطلنه وحرمته لن تعششاطي العقششد الفاسششد أي
مع العلم بفساده أو مع التقصير فششي تعلمششه لكششونه ممششا ل يخفششى
كبيع الملقيح وهو مخالط للمسلمين بحيث يبعد جهله بذلك حرام
على المنقول المعتمد سواء ما فساده بالنص والجتهاد وقيد ذلك
الغزالششي واعتمششده الزركشششي بمششا إذا قصششد بششه تحقيششق المعنششى
الشرعي دون إجراء اللفظ من غير تحقيق معناه فششإنه باطششل ثششم
إن كان له محمل كملعبة الزوجة بنحو بعتك نفسك لم يحرم وإل
حرم إذ ل محمل له غيشر المعنششى الششرعي وقششد يجششوز لضشطرار
تعاطيه كأن امتنع ذو طعام من بيعه منه إل بأكثر مششن قيمتششه فلششه
الحتيال بأخذه منه ببيع فاسد حتى ل يلزمه إل المثل أو القيمة أو
الخارج عنه اقتضى حرمته فقششط فمششن الول أشششياء منهششا })نهششي
رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم عششن عسششب({ >ص<292 :
بفتح فسكون للمهملتين )}الفحل{( رواه الشيخان )وهو ضششرابه(
أي طروقه للنثى و هذا هو الشهر ومن ثم حكششى مقششابليه بيقششال
)ويقال ماؤه( وكل من هذين ل يتعلق به نهي فالتقششدير عششن بششدل
عسبه من أجرة ضرابه وثمششن مششائه أي عششن إعطششاء ذلششك وأخششذه
)ويقال أجرة ضرابه( والفرق بين هذا والول أن الجرة ثم مقدرة
وهنا ظاهرة )فيحرم ثمن مائه( ويبطل بيعششه لنششه غيششر معلششوم ول
متقششوم ول مقششدور علششى تسششليمه )وكششذا أجرتششه( للضششراب )فششي
الصح( لن فعل الضراب غير مقدور عليه للمالك وفششارق اليجششار
لتلقيح النخل بأن المستأجر عليه هو فعشل الجيشر الششذي هششو قشادر
عليششه ويجششوز الهششداء لصششاحب الفحششل بششل لششو قيششل بنششدبه >ص:
<293لم يبعد وتسن إعششارته للضششراب}) .وعششن حبششل الحبلششة({
رواه الشيخان )وهو( بفتح الموحدة فيهما وغلط من سششكنها جمششع
حابل وقيل مفرد وهاؤه للمبالغة )نتاج النتاج( بفتح أوله أو كسششره
وهو الذي في خط المصنف وعليه عرف الفقهاء وهو من تسششمية
اسم المفعول بالمصدر وفي هششذا تجششوز مششن حيششث إطلق الحبششل
على البهائم وهششو مختششص بالدميششات ومششن حيششث إطلق المصششدر
على اسم المفعول أي المحبول )بأن يبيع نتاج النتششاج( كمششا عليششه
اللغويون )أو بثمن إلى نتاج النتششاج( كمششا فسششره روايششة ابششن عمششر
رضي الله عنهما أي إلى أن تلد هذه الدابة ويلد ولدها مششن نتجششت
الناقة بالبناء للمفعششول ل غيششر ووجششه البطلن ثششم انعششدام شششروط
البيع وهنا جهالة الجل )}وعن الملقيح{ وهششي مششا فششي البطششون(
من الجنة }والمضامين{ جمششع مضششمون أو مضششمان أي متضششمن
ومنه مضمون الكتاب كذا )وهي ما في أصلب الفحول( من الماء
رواه مالششك مرسششل والششبزار مسششندا وانعقششد عليششه الجمششاع لفقششد
شروط البيع وإطلق الملقيح على مششا فششي بطششون البششل وغيرهششا
الذي يصرح به كلمه سائغ لغة أيضا خلفا للجوهري.
)و( عششن )الملمسششة( رواه الشششيخان )بششأن يلمششس( بضششم الميششم
وكسرها )ثوبا مطويا( أو في ظلمة )ثم يشششتريه علششى أن ل خيششار
له إذا رآه( أو علششى أنششه يكتفششي بلمسششه عششن رؤيتششه )أو يقششول إذا
لمسته فقد بعتكه( اكتفاء بلمسشه عشن الصشيغة أو علشى أنشه مشتى
لمسششه انقطششع خيششار المجلششس أو الشششرط }و عششن المنابششذة{
بالمعجمة رواه الشيخان )بأن يجعل النبذ( أي الطرح )بيعا( اكتفاء
به عن الصيغة بعد قوله أنبذ إليك ثوبي هذا بعشششرة مثل أو يقششول
إذا نبذته فقد بعتكه أو متى نبذته انقطع الخيار أو على أنك تكتفي
بنبذه عن رؤيته وبطلنه لعدم الرؤيششة أو الصششيغة >ص <294 :أو
للشرط الفاسد }و عن )بيششع الحصششاة{( رواه مسششلم )بششأن يقششول
بعتك من هذه الثواب ما تقع هذه الحصاة عليششه أو يجعل الرمششي(
لها )بيعا أو بعتك( معطوف على بعتك الولى فقوله أو يجعل شبه
اعتراض ومثله سششائغ ل يخفششى )ولششك( أو لششي أو لنششا )الخيششار إلششى
رميها( لنحو ما مر في الذي قبله} .وعن بيعششتين فششي بيعششة{ رواه
الترمذي وصححه )بأن( أي كأن )يقول بعتك بششألف نقششدا أو ألفيششن
إلششى سششنة( فخششذ بأيهمششا شششئت أنششت أو أنششا أو شششاء فلن للجهالششة
بخلفه بألف نقدا وألفين لسنة وبخلف نصفه بألف ونصفه بألفين
)أو بعتك ذا العبد بألف علششى أن تششبيعني( أو فلنششا )دارك بكششذا( أو
تشتري مني أو من فلن كذا بكذا للشرط الفاسد وتسمية ما في
الول بيعتين تجوز إذ التخيير يقتضي واحدا فقط والثاني كششذلك ل
بيعششا وشششرطا مبنششي علششى أن المششراد بالشششرط مششا اقششترن >ص:
<295بلفظه دون معناه ولو جعله مثال له ليبين أنه ل فرق فششي
الشرط بيشن اللفظشي والمعنشوي لكشان أفشود وأحسشن )وعشن بيشع
وشرط كبيع بشرط بيع( كما مر )أو( بيششع لششدار مثل بششألف بشششرط
)قرض( لمائه رواه جماعة وصششححه بعضششهم ووجششه بطلنششه جعششل
اللف ورفق العقد الثاني ثمنا واشتراطه فاسد فبطل مقابله مششن
الثمن وهو مجهول فصششار الكششل مجهششول ثششم إذا عقششدا الثششاني مششع
علمهما بفساد الول صح وإل فل كما صششححه فششي المجمششوع ومششا
وقع في الروضة وأصلها من صحة الرهن فيما لو رهن بدين قديم
مع ظن صحة شرطه في بيع أو قرض بششأن فسششاده ضششعيف أو أن
الرهن مستثنى لنه مجرد توثق فلششم يششؤثر فيششه ظششن الصششحة إذ ل
جهالة تمنعه بخلف ما هنا وإنما بطل الرهن مع البيع فيما إذا قال
لدائنه بعني هذا بكذا على أن أرهنك علششى الول والخششر كششذا لنششه
شرط الرهن على لزم هو الول وغير لزم وهششو الخششر الششذي هششو
ثمن البيع الفاسد فبطل للجهالة بمششا يخششص كل مششن الششدينين مششن
الرهن.
)ولو اشترى زرعا بشرط أن يحصده( بضم الصاد وكسرها )البائع
أو ثوبا و( البائع )يخيطه( الظاهر أن ذكر الواو غير شششرط بششل لششو
قال ثوبا يخيطه كان كذلك أو بشرط أن يخيطه كما بأصله وعششدل
عنه ليبين أنششه ل فششرق بيششن التصششريح بالشششرط والتيششان بششه علششى
صورة الخبار وبه صرح في مجموعه وفي كلم غيره مششا يقتضششي
>ص <296 :أن خطه بالمر ل يكون شرطا ويؤيششده مششا مششر أول
البيع في بع واشهد لكن ينبغششي حملششه فيهمششا علششى مششا إذا أراد بششه
مجرد المر ل الشرط ويفرق بين خطه وتخيطه بأن المر بشششيء
مبتدأ غير مقيد بما قبله بخلف الثششاني فششإنه إمششا صششفة أو مشا فشي
معناه وهي مقيدة لمششا قبلهششا فكششانت فششي معنششى الشششرط )تنششبيه(
قدرت ما مر قبل يخيطشه ردا لمشا يقششال ظشاهر كلمشه أنهشا جملشة
حالية وهو ممتنع لن المضارعية المثبتة ل تدخل عليها واو الحششال
)فالصح بطلنه( أي الشراء لشتماله على شششرط فاسششد لتضششمنه
إلزامه بالعمل فيما لم يملكه بعد وقضششيته أنششه لششو تضششمن إلزامششه
بالعمل فيما يملكه كأن اشترى بيتا بشششرط أن يبنششي حششائطه صششح
وليس مششرادا بششل ينبغششي البطلن هنششا قطعششا كمششا علششم مششن قششوله
بشرط بيع أو قرض إذ هما مثالن فبيع بشرط إجششارة أو إعششارة أو
غيرهما باطل كذلك سواء أقدم ذكر الثمن على الشرط أم أخششره
عنه وإنما جرى الخلف في صورة المتششن لن العمششل فششي المششبيع
وقع تابعا لبيعه فاغتفر على مقابل الصح.
)تنششبيه( وقششع لكششثيرين مششن علمششاء حضششرموت فششي بيششع العهششدة
المعروف في مكة ببيع الناس آراء واضحة البطلن ل تتششأتى علششى
مذهبنا بشوجه لفقوهشا مشن حدسشهم تشارة ومشن أقشوال فشي بعشض
المذاهب تارة أخرى مع عدم إتقانهم لنقلها فيجب إنكارهششا وعششدم
اللتفات إليها والحاصل أن كل شرط مناف لمقتضششى العقششد إنمششا
يبطل إن وقع في صلب العقد أو بعششده وقبششل لزومششه ل إن تقششدم
عليه ولو في مجلسه كما يأتي وحيث صح لم يجششبر علششى فسششخه
بوجه وما قبض بشراء فاسد مضشمون بشدل وأجشرة ومهشرا وقيمشة
ولد كالمغصوب ويقلع غششرس وبنششاء المشششترى هنششا >ص<297 :
مجانا على ما في موضع من فتاوى البغششوي ورجحششه جامعششا لكششن
صريح ما رجحه الشيخان من رجششوع مشششتر مششن غاصششب بششالرش
عليه الرجششوع بششه هنششا علششى البششائع بششالولى لعششذره مششع شششبهة إذن
المالك ظاهرا فأشبه المستعير وتطيين الدار كصبغ الثوب فيرجششع
بنقصه إن كلف إزالته وإل فهو شريك به.
)ويستثنى( من النهي عن بيع وشرط )صور( تصح لمششا يششأتي فيهششا
في محالها )كالبيع بشرط الخيار أو البراءة من العيششب أو بشششرط
قطع الثمر و( كالبيع بشششرط )الجششل( فششي غيششر الربششوي لول آيششة
الدين وشرطه أن يحدد بمعلوم لهمششا كشإلى العيششد أو شششهر كششذا ل
فيه ول إلى نحو الحصاد كما يأتي في السلم بتفصيله المطرد هنششا
كما هو ظاهر وأن ل يبعد بقاء الششدنيا إليششه كششألف سششنة وإل أبطششل
البيع للعلم حال العقد بسقوط بعضه وهششو يششؤدي إلششى الجهششل بششه
المستلزم للجهل بالثمن لن الجل يقابله قسط منه وقشول بعشض
أصحابنا يجوز إيجار الرض ألف سنة شاذ ل يعول عليششه وإذا صششح
كان أجله بما ل يبعد بقاء الدنيا إليه وإن بعششد بقششاء العاقششدين إليششه
كمائتي سنة انتقل بموت البائع لوارثه وحششل بمششوت المشششتري ول
يضر السقوط بموته لنه أمر غير متيقن عند العقد فلم ينظر إليه
وإل لم يصح البيع بأجل طويل لمن يعلم عادة أنششه ل يعيششش بقيششة
يومه وقد صرحوا بخلفه فاندفع بما قررته ما وقع هنششا لكششثير مششن
الشراح وغيرهم) .والرهن( للحاجة إليه في معاملة مششن ل يعششرف
حاله وشرطه العلم به بالمشاهدة أو الوصف بصششفات السششلم ول
ينافيه ما مر إنها ل تجزئ عن الرؤية لنششه فششي معيششن ل موصششوف
في الذمة وما هنا كذلك فاستويا خلفا لمن وهم فيششه وكششونه غيششر
المبيع فيفسد >ص <298 :بشرط رهنه إياه ولو بعد قبضششه لنششه
ل يملكششه إل بعششد الششبيع ولنششه بمنزلششة اسششتثناء منفعششة فششي الششبيع
)والكفيل( للحاجة إليه أيضا وشرطه العلم به بالمشاهدة ول نظر
إلى أنها ل تعلششم بحششاله لن تششرك البحششث معهششا تقصششير أو باسششمه
ونسبه ل بوصفه بموسر ثقة لن الحششرار ل يمكششن الششتزامهم فششي
الذمة مع اختلفهم في اليفاء وإن اتفقششوا يسششارا وعدالششة فانششدفع
بحث الرافعي أن الوصف بهذين أولى من مشاهدة مششن ل يعششرف
حششاله .وعلششم ممششا تقششرر أن الكلم فششي الجششل والرهششن والكفيششل
)المعينات( بما ذكرناه وإل فسد البيع وغلب غير العاقل لنه أكششثر
إذ الكثر في الرهن أن يكون غير عاقل وأنث نظرا في الجل إلى
أنه مدة و في الرهن إلى أنه عيششن وفششي الكفيششل إلششى أنششه نسششمة
فاندفع قول السنوي صوابه المعينين على أن ما جمع بششألف وتششاء
قد يكون مفرده مذكرا فتصويبه ليس في محله وشرط كل منهما
أن يكون )بثمن في الذمة( لن العيان ل تؤجل ثمنا ول مثمنششا ول
يرتهن بها ول تضمن أصالة كمشا يششأتي فاششتريت علشى أن أسشلمه
وقت كذا أو أرهن به كذا أو يكلفني بششه زيششد فاسششد لن تلششك إنمششا
شرعت لتحصيل ما في الذمة والمعين حاصل ويأتي صحة ضمان
العين المبيعة والثمن المعين بعد القبض فيهما وكذا سائر العيان
المضمونة ول يرد ذلك عليه للعلم به من كلمه التي في الضمان
ول يصح بيعه سلعة من اثنين على أن يتضامنا >ص <299 :لنششه
شرط على كششل ضششمان غيششره ولششو قششال اشششتريته بششألف علششى أن
يضمنه زيد إلى شهر صح وإذا ضمنه زيششد مششؤجل تأجششل فششي حقششه
وكذا في حق المشتري على أحد وجهين.
ومقتضى قاعدة الشافعي رضي الله عنه أن القيششد وهششو هنششا إلششى
شهر يرجع لجميع ما قبله وهو بألف ويضمن ترجيحه ويصح شرط
الثلثة أيضا في مبيع في الذمة ول يرد عليه لن ذكر الثمششن مثششال
على أنه قد يطلق على ما يشمل المبيع )والشهاد( للمر بششه فششي
قوله عز قائل }وأشهدوا إذا تبايعتم{ )ول يشترط تعييششن الشششهود
في الصح( لثبوت الحق بأي عدول كانوا ومششن ثششم لششو عينهششم لششم
يتعينوا ولو امتنعوا لم يتخير ول نظششر لتفششاوت الغششراض بتفششاوتهم
وجاهة ونحوها لنه ل يغلب قصششده ول تختلششف بشه الماليششة اختلفششا
ظششاهرا بخلف مششا مششر فششي الرهششن والكفيششل )فششإن لششم يرهششن(
المشتري أو جاء برهن غير المعين ولو أعلى قيمة منه كما شمله
إطلقهم أن العيان ل تقبل البدال لتفاوت الغراض بذواتها أو لم
يشهد )أو لم يتكفل المعين( وإن أقششام لششه المشششتري ضششامنا آخششر
ثقة )فللبائع الخيار( لفوات ما شرطه وهو علششى الفششور لنششه خيششار
نقص ويتخير فورا أيضا فيما إذا لم يقبضه الرهن لهلكششه أو غيششره
كتخمره أو تعلق برقبته أرش جناية أو ظهر به عيششب قششديم >ص:
<300كولد للمشروط رهنها وكظهور المشروط رهنه جانيششا وإن
عفي عنه مجانا أو فدي ولو قاب على الوجه لن نقششص قيمتششه ل
ينجبر بما حدث بعد جنايته من نحو عفو وتوبة كما يأتي ل إن مات
بمرض سششابق أو كششان عينيششن وتسششلم إحششداهما فمششاتت أو تعينششت
وامتنع الراهن من تسليم الخرى.
)ولو باع عبدا( أي قنا )بشرط إعتاقه( كله عن المشتري أو أطلق
)فالمشششهور صششحة الششبيع والشششرط( لقصششة بريششرة المشششهورة
ولتشوف الشارع للعتق على أن فيه منفعة للمشتري دنيا بششالولء
وأخرى بالثواب وللبائع بالتسبب فيه وخرج بإعتاقه كله شرط نحو
وقفه وإعتاق غيره أو بعضه قيل ومحلششه إن اشششترى كلششه بشششرط
إعتاق بعضه قال بعضهم ما لم يعين ذلششك البعشض وفيشه نظششر بشل
الذي يتجه صحة شراء الكششل >ص <301 :بشششرط عتششق البعششض
المعين والمبهم لنه كشرط عتق الكل مششن حيششث أداؤه للسششراية
إلى عتق الكل من غير فارق بينهما فمنعه مع أدائه للمقصود مششن
كل وجه ل معنى له وكون الول هو محل النص ل يؤثر لمششا تقششرر
أن الثاني مساو له في تحصيل غرض الشارع من عتق الكل حششال
منجزا لجعله قول مالك قن أعتقت بعضه كقوله أعتقت كله فششإن
قلت ل يتضح هذا إل على أنه من باب التعبير بالبعض عن الكششل ل
على السراية لنها تقتضي تأخرا ما قلت لو سلمنا ذلششك لششم يضششر
لنه مع ذلك يسمى عتقا للكل حال منجزا وهو المقصود ومششن ثششم
لششم ينظششر إليششه فششي قششولي التششي أو لغيششره وهششو موسششر لحصششول
السراية إلخ أما لو اشترى بعضه بشرط إعتاق ذلك البعض فيصح
من غير نزاع لكن إن كان بششاقيه حششرا أو لششه ولششم يتعلششق بششه مششانع
كرهن أو لغيره وهو موسششر لحصششول السششراية فيحصششل المقصششود
مششن تخليششص الرقبششة مششن الششرق مششع كششون المشششروط كششل المششبيع
فالحاصل أن في محل النششص شششيئين ل بششد مششن اعتبارهمششا :كششون
الشرط لجميع المبيع نصا أو استلزاما ،وكششون العتششق الملششتزم بششه
يؤدي حال لعتق كل الرقبة وبما بعده شرط إعتششاقه عششن البششائع أو
أجنبي وشمل كلمه شرطه فيمن يعتق عليه بالشراء كششأبيه ومششن
أقر أو شهد بحريته فيصح ويكون تأكيششدا مششا لششم يقصششد بششه إنشششاء
عتق لتعذر الوفاء به حينئذ وعلى هذا يحمل إطلق من منع.
)تنبيه( الشرط المؤثر هنا هو ما وقع في صلب العقد من المبتدئ
به ولو المشتري سواء أكان هناك محابششاة مششن البششائع لجلششه أم ل
فيما يظهر من كلمهم ويظهر أنه ل يأتي هنا ما ذكروه في جواب
إشكال الرافعي شرط تششرك الششزوج الششوطء منششه أو منهششا لن ذاك
في إلزام أو التزام تششرك مششا يششوجبه العقششد بخلف مششا هنششا فتششأمله
ويلحق بالواقع في صششلب العقششد >ص <302 :الواقششع بعششده فششي
زمن خياره مجلسا أو شرطا إن كان من البائع ووافقه المشششتري
عليه أو عكسه كأن ألحق أحدهما حينئذ زيادة أو نقصا فششي الثمششن
أو المبيع أو الخيار أو الجل ووافقه الخششر بقششوله قبلششت مثل لكششن
في غير الحط من الثمن لنه إبششراء وهششو ل يحتششاج لقبششول ويكفششي
رضينا بزيادة كذا فإن لم يوافقه بأن سكت بقي العقد وإن قال ل
أرضى إل بذلك بطل ول يتقيد مششا ذكششر بالعاقشدين بششل يجششري فششي
الموكل ومن انتقل له الخيار كالوارث.
)والصح أن للبششائع( ويظهششر إلحششاق وارثشه بششه )مطالبششة المشششتري
بالعتاق( لنه وإن كان حقا لله تعالى لكن له غرض فششي تحصششيله
لثابته على شرطه وبه فارق الحاد وأما قول الذرعي لم ل يقال
للحاد المطالبة به حسبة فل يتضح إل بعد تمهيد شششيئين :أحششدهما
أن الحسششبة هششل تتوقششف علششى دعششوى وطلششب أو ل بششل يقششول
الشاهدان للقاضي لنششا علششى فلن شششهادة بكششذا فأحضششره لنشششهد
عليه ،والثاني هو ما أطبقوا عليه وإنما اختلفوا في أنشه لشو وقعشت
دعوى حسبة هل يصشغي إليهشا القاضشي أو ل وبكشل قشال جماعشة،
ثانيهما أن هذا هل هو من الحسبة قياسا على الستيلد بجششامع أن
كل يترتب عليه العتق يقينا أو ل قياسا علششى شششراء القريششب فششإنه
ليس مششن الحسششبة لن القصششد بإثبششاته الملششك وترتششب العتششق مششن
لششوازمه الششتي قششد تقصششد وقششد ل وكششذا هنششا القصششد إثبششات الملششك
المترتب عليه الوفششاء بالشششرط اختيششارا أو قهششرا للنظششر فششي ذلششك
مجال والقرب سماع دعشوى الحسشبة وإلحشاق هششذا بالسشتيلد ول
نظر لكون العتق قد يتخلف هنا بفسشخ الشبيع بنحشو عيشب أو إقالشة
لن الستيلد قد يتخلف العتق عنه في الصور الكششثيرة الششتي تبششاع
فيها أم الولد وحينئذ فيحمل قولهم ليششس للحششاد المطالبششة بششه أي
غيششر حسششبة فششي مكلششف لنششه يمكنششه المطالبششة بخلفششه حسششبة
لتصريحهم بجريانها في عتق مكلف لششم يششدعه وسششيأتي فششي نحششو
شهادة القريب لقريبه الفرق بين قصد الحسبة وعششدمه وبششه يتأيششد
ما ذكرته هنا من الفرق بين قصد دعششوى الحسششبة وعششدمه فتأمششل
ذلك كله فإنه نفيس مهم ،ول يلزمه عتقه فورا إل بالطلب أو عند
ظن فواته فإن امتنع أجبره الحاكم عليه وإن لم يرفعه إليه البششائع
بل وإن أسقط هو أو القن حقه فإن أصر أعتقه عليششه كمششا يطلششق
على المولى والولء مشع ذلشك للمشششتري ولشه قبشل عتقششه وطؤهششا
واسششتخدامه وكسششبه وقيمتششه إن قتششل >ص <303 :ول يلزمششه
صرفها لشراء مثله كما ل يلزمه عتق ولد الحامل لششو أعتقهششا بعششد
ولدته لنقطاع التبعية بالولدة ل نحو بيع ووقف وإجارة ويظهر أن
الوارث المشتري حكمه في جميع ما ذكر.
)و( الصح )أنه( أي البائع )لو شرط مع العتق الولء لششه أو شششرط
تدبيره أو كتابته( مطلقششا )أو اعتششاقه بعششد شششهر( >ص <304 :أو
لحظة أو وقفه ولو حال كما علم مما مر )لم يصح البيع( لمخالفششة
الول ما استقر عليه الشرع أن الولء لمن أعتششق والبقيششة لغششرض
الشارع من تنجيز العتق )ولو شرط مقتضى العقد كالقبض والششرد
بعيب( صح يعني لم يضره إذ هششو تصششريح بمششا أوجبششه الشششارع ثششم
رأيته في الروضة كأصلها عبر بلم يضر وهو الولى على أنه يصششح
رجوع ضمير صح للعقد المقرون بهذا الشرط بل يتعين ذلشك لنشه
المراد في الذي بعده كما يأتي وحينئذ فهششو بمعنششى لششم يضششر مششن
غيششر تأويششل ونقششل عششن بعضششهم صششحة الشششرط هنششا وبنششى عليششه
الزركشي ردا علششى مششن قششال الخلف لفظششي مششا لششو تعششذر قبششض
المبيع لمنع البائع منه فيتخير إن قلنا بصحته ل فساده والذي يتجه
أنه لمجرد التأكيد استغناء بإيجاب الشششارع فل خيششار بفقششده خلفششا
لما يوهمه قول شارح :صح العقد فيهما ولغا الشششرط فششي الثششاني
إل أن يريششد مششا قلنششاه أن الثششاني لششم يفششد شششيئا أصششل والول أفششاد
التأكيد )أو( شرط )مشا ل غشرض فيشه( أي عرفشا فل عشبرة بغشرض
العاقدين أو أحدهما فيما يظهر ثم رأيت مششا يصششرح بششه كمششا يششأتي
)كشرط أن ل يأكششل( أو ل يلبششس )إل كششذا( إن جششاز )صششح( العقششد
وكان الشرط لغوا .قال جمع :ومحله إن كان تأكششل بالفوقيششة لن
هذا هو الذي ل غرض فيه البتة بخلفه بالتحتيششة لختلف الغششراض
حينئذ فيفسد به العقد ا ه والصحيح أنه ل فرق إذ ل غششرض للبششائع
بعد خروجه من ملكه في تعيين غذاء مع أنه يحصل الواجب عليششه
من إطعامه ومن ثم لو شرط ما ل يلزم أصل كجمعه بيششن أدميششن
أو صلته للنوافل وكذا للفرض أول وقته فسد العقششد كششبيع سششيف
بشرط أن يقطع به الطريق بخلف بيع ثوب حريششر بشششرط لبسششه
من غير زيادة علششى ذلششك لنششه لششم تتحقششق المعصششية فيششه لجششوازه
لعذار وبه ينششدفع مششا للزركشششي هنششا> .ص) <305 :ولششو شششرط
وصفا يقصد ككون العبد كاتبا أو الدابة( الدمي أو غيره )حششامل أو
لبونا( أي ذات لبن )صششح( الشششرط لمششا فيششه مششن المصششلحة ولنششه
الششتزام موجششود عنششد العقششد ل يتوقششف الششتزامه علششى إنشششاء أمششر
مستقبل الششذي هششو حقيقششة الشششرط فلششم يشششمله النهششي عششن بيششع
وشرط )وله الخيار( فورا )إن أخلف( الشرط الششذي شششرطه إلششى
ما هو أدون لفوات شرطه فلشو تعشذر الفسشخ لنحشو حشدوث عيشب
عنده فلششه الرش بتفصششيله التششي ولششو مششات المششبيع قبششل اختبششاره
صدق المشتري بيمينه في فقد الشرط لن الصششل عششدمه بخلف
مشا لشو ادعشى عيبشا قشديما لن الصشل السشلمة .وبهشذا يشرد إفتشاء
بعضششهم بششأن البششائع يصششدق بيمينششه فششي كونهششا حششامل إذا شششرطاه
وأنكره المشتري ول ينافيه تعبيرهم فيما ذكر بالموت لنه محششض
تصوير وإنما المدار على تعذر معرفة المشروط بنحو بينة فيصدق
المشتري في نفيه لما تقرر أن الصل عششدمه وسششيعلم ممششا يششأتي
أنه يتيقن وجود الحمل >ص <306 :عنده بانفصششاله لششدون سششتة
أشهر منه مطلقا أو لدون أربع سنين منه بشرط أن ل توطأ وطئا
يمكن كونه منه ويششأتي فششي الوصششية أن حمششل البهيمششة يرجششع فيششه
لقول أهل الخبرة فكذا هنا فيما يظهر أمششا مششا ل يقصششد كالسششرقة
فل خيار بفواته لنه من البائع إعلم بعيبه ومن المشتري رضششا بششه
وأما إذا أخلف إلى ما هو أعلى كأن شرط ثيوبتهششا فخرجششت بكششرا
فل خيار أيضا ول نظششر إلششى غرضششه نفسششه لنحششو ضششعف آلتششه لن
العبرة في العلى وضده بالعرف ل بغيره ومن ثم قالوا لو شششرط
أنششه خصششي فبششان فحل تخيششر لنششه يششدخل علششى الحششرم ومرادهششم
الممسوح لنه الذي يباح له النظر إليهن فاندفع تنظير شارح فيششه
ويكفي أن يوجد من الوصف المشروط ما ينطلق عليه السششم إل
إن شرط الحسن في شيء فإنه ل بد أن يكششون حسششنا عرفششا وإل
تخير ولو قيد بحلب أو كتابة شششيء معيششن كششل يششوم أو فششي بعششض
اليام بطل وإن علم قدرته عليه كما اقتضاه إطلقهم ول يأتي هنا
بحث السبكي التي في الجمع فششي الجششارة بيششن العمششل والزمششن
فتأمله )وفي قول يبطل العقد في الدابة( إذا شرط فيها مششا ذكششر
لنه مجهول ويجاب بأنه يعطى حكششم المعلششوم علششى أنششه تششابع ثششم
رأيتهم أجابوا بنحوه وهو أن القصشد الوصشف بشذلك ل إدخشاله فشي
العقد لنه داخل فيه عند الطلق.
)فرع( اختلف جمع متأخرون فيمن اشترى حبا للبذور بشششرط أنششه
ينبت والذي يتجه فيه أنه إن شهد قبل بذره بعششدم إنبششاته خششبير إن
تخير رده ول نظر لمكان علم عدم إنباته ببذر قليل منششه ل يمكششن
العلم بدونه وليس كما لو اشترى بطيخششا فغششرز إبششرة فششي واحششدة
منها فوجدها معيبة يرد الجميع لنه ثم لم يتلششف مششن عيششن المششبيع
شيء >ص <307 :وكذا لو حلف المشتري أنه ل ينبت لما تقششرر
أنه يصدق بيمينه في فقد الشرط فإن انتفى ذلك كلششه بششأن بششذره
كله فلم ينبت شيئا مع صلحية الرض وتعذر إخراجه منها أو صششار
غير متقوم أو حدث به عيب فله الرش وهششو مششا بيششن قيمتششه حبششا
نابتا وحبا غير نابت كما لو اشترى بقرة بشرط أنها لبششون فمششاتت
في يده ولم يعلم أنها لبون وحلف على أنها غيششر لبششون لششه الرش
والمبيع تلف من ضمان المشتري وأما إطلق بعضششهم أنششه إذا لششم
ينبت يلزم البائع جميع مششا خسششره المشششتري عليششه كششأجرة البششاذر
ونحو الحراثة وبعضهم أجرة البشاذر فقشط فبعيشد جششدا والشوجه بششل
الصواب أنه ل يلزمه شيء من ذلك وليس مجششرد شششرط النبششات
تغريرا موجبا لذلك كما يعلم مما يأتي فششي بششاب خيششار النكششاح ثششم
رأيت شيخنا أفتى في بيع بذر على أنه بذر قثاء فزرعه المشششتري
فششأورق ولششم يثمششر بششأنه ل يتخيششر وإن أورق غيششر ورق القثششاء فلششه
الرش )ولو قال بعتكها وحملها( أو بحملها أو مع حملها )بطل في
الصح( لن ما ل يصح بيعه وحده ل يصح بيعه مقصششودا مششع غيششره
وفارق صحة بعتك هشذا الجشدار وأسشه أو بأسشه أو مشع أسشه علشى
المعتمد بأنه داخل في مسماه لفظا فلم يلزم على ذكره محششذور
والحمل ليس داخل في مسششمى البهيمششة كششذلك فلششزم مششن ذكششره
توزيع الثمن عليهما وهو مجهول وإعطاؤه حكم المعلششوم إنمششا هششو
عند كونه تبعششا ل مقصششودا وكالجششدار وأسششه الجبششة وحشششوها) .ول
يصح بيع الحمل وحده( كمششا علششم مششن بطلن بيششع الملقيششح وإنمششا
ذكره توطئة لقوله )ول( بيع )الحامل دونه( لتعششذر اسششتثنائه إذ هششو
كعضو منها وأورد على مفهومه بعششض الشششراح مششا يظهششر فسششاده
بأدنى تأمل فليحذر )ول( بيع )الحامل بحر( ورقيق لغير مالششك الم
وإن كان للمشتري بنحو إيصاء أو الحامل بغير متقوم كأن حملششت
آدمية أو بهيمة >ص <308 :مششن مغلششظ لمششا مششر أن الفششرع يتبششع
أخس أبويه في النجاسة فعلششم أنهششم حيششث أطلقششوا حكششم الحمششل
أرادوا به غير هذا على أنه نادر جدا فل يرد عليهم وذلك لسششتثنائه
شرعا فكان كاستثنائه حسا ومثله لبون بضرعها لبن لغيششر مالكهششا
وإنما صح بيع الدار المستأجرة لن المنفعة ليسششت عينششا مسششتثناة
والحمل جزء متصل فلم يصح استثناؤه وأيضا فالمنفعة يصح إيراد
العقد عليها وحدها فصح استثناؤها بخلف الحمل )ولششو بشاع حششامل
مطلقا( من غير تعرض لدخول أو عدمه )دخل الحمل فششي الششبيع(
إن اتحد مالكهما إجماعا وإل بطل ولو وضششعت ثششم باعهششا فولششدت
آخر لدون ستة أشهر من الول كان للمشتري كما قاله الشششيخان
في الكتابة لنفصاله في ملكه وعن النص للبائع لنهما حمل واحد
ويجاب بأن المدار على الستتباع حالة البيع وما انفصل ل استتباع
فيه بخلف ما اتصل فأعطي كل حكمه.
باب الخيار
هو اسم من الختيار الذي هو طلب خير المرين من المضششاء
والفسخ وهو لكششون أصششل الششبيع اللششزوم أي أن وضششعه يقتضششيه إذ
القصد منه نقل الملك وحل التصرف مع المن من نقششض صششاحبه
له وهما فرعا اللششزوم رخصششة شششرع إمششا لششدفع الضششرر وهششو خيششار
النقص التي وإما للتروي وهو المتعلق بمجرد التشهي وله سببان
المجلس والشرط وقد أخذ في بيانهما مقدما أولهمششا لقششوة ثبششوته
بالشرع بل شرط وإن اختلف فيه وأجمع على الثاني فقال )يثبششت
خيار المجلس في( كل معاوضششة محضششة وهششي مششا تفسششد بفسششاد
عوضه نحو )أنواع البيع( كبيع الجمد في شششدة الحششر وبيششع الب أو
الجد مال طفله لنفسششه وعكسششه لخششبر الصششحيحين >ص<333 :
}البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول أحدهما للخر اختر{ بنصب
يقول بأو بتقدير إل أن أو إلى أن ل بالعطف وإل لقال يقل بالجزم
وهو ل يصح لن القصد استثناء القول مششن عششدم التفششرق أو جعلشه
غاية له ل مغششايرته لششه >ص <334 :الصششادقة بوجششود القششول مششع
التفرق ولم يبال بهششذا اليهششام شششراح البخششاري حيششث جششوزوا فششي
رواية }ما لم يتفرقا أو يخير أحدهما الخر{ نصشب الشراء وجزمهشا
وخالف فيه أئمة تعلقا بما أكثره تشغيب ل أصل له قاله ابششن عبششد
البر ومن ثم ذهشب كششثيرون مشن أئمتنششا إلششى نقشض الحكششم بنفيششه،
وزعم النسخ لعمل أهل المدينة بخلفه ممنوع لن عملهم ل يثبت
به نسخ كما حقق في الصول على أن ابن عمر مششن أجلهششم وهششو
راوي الحديث كان يعمل بششه )كالصششرف والطعششام بالطعششام( وبمششا
قدمته من أن القصد بثبوت الخيار هنششا مجششرد التشششهي انششدفع مششا
قيل كيف يثبت مع أن المماثلة شرط فل أفضل حتى يختاره على
أن هذا غفلة عما مر فيهششا المعلششوم منششه أنهششا ل تمنششع أن أحششدهما
أفضل )والسلم والتولية والتشريك( ول يرد بيششع القششن مششن نفسششه
فإنه ل خيار فيه للقن وكذا لسيده على الوجه لتصريحهم بأن هذا
عقد عتاقة ل بيع ومثله البيع الضمني >ص <335 :وكقسمة الرد
بخلف غيرها ولو بالتراضي لن الممتنششع منششه يجششبر عليششه )وصششلح
المعاوضششة( بخلف صششلح الحطيطششة فششإنه فششي الششدين إبششراء وفششي
العين هبة نعم صلح المعاوضة علششى المنفعششة إجششارة ول يششرد لنششه
سيصرح بعدم الخيار فيها وعلى دم العمد معاوضششة ول يششرد أيضششا
لنه معاوضة غير محضة وقد علم من سياقه أنه ل خيار فيها
)ولو اشترى من يعتق عليه( كأصله أو فرعه )فششإن قلنشا( فيمششا إذا
كان الخيار لهما )الملك في زمن الخيششار للبششائع أو موقششوف( وهششو
الصح )فلهمششا الخيششار( إذ ل مششانع )وإن قلنششا( الملششك )للمشششتري(
على الضعيف )تخير البائع( إذ ل مانع هنا أيضا بالنسبة إليه )دونه(
لن قضية ملكه له أن ل يتمكن من إزالته وأن يترتب عليه العتششق
فورا فلما تعذر الثاني لحق البائع بقي الول وباللزوم يتبين عتقششه
عليه وإن كان للبائع حق الحبس
)ول خيار في( مششا ل معاوضششة فيششه >ص <336 :كوقششف ول فششي
عقد جائز ولو من جانب كرهن نعم إن شرط في بيع وأقبضه قبل
التفرق أمكن فسخه بأن يفسخ الششبيع فينفسششخ هششو تبعششا ،وضششمان
ووكالة وشركة وقرض وقراض وعارية إذ ل يحتاج له فيششه ول فششي
)البراء( لنه ل معاوضششة فيششه )والنكششاح( لن المعاوضششة فيششه غيششر
محضة )والهبة بل ثواب( لعدم المعاوضة )وكذا ذات الثواب( لنهششا
ل تسمى بيعا والمعتمد ثبوته فيها ولو قبل القبض لنها بيع حقيقي
)والشفعة( أمششا المشششتري فلن الشششقص مششأخوذ منششه قهششرا وأمششا
الشفيع فلنه يبعد تخصيص خيار المجلششس بأحششد العاقششدين ابتششداء
)والجارة( بسائر أنواعها على المعتمد لنها ل تسمى بيعا ولفششوت
المنفعة بمضي الزمن فألزمنا العقد لئل يتلف جششزء مششن المعقششود
عليه ل في مقابلة العوض ولنها لكونها على معششدوم هششو المنفعششة
عقششد غششرر والخيششار غششرر فل يجتمعششان ويفششرق بيششن إجششارة الذمششة
والسلم بأنه يسمى بيعا بخلفها وبأن المعقود عليه يتصور وجششوده
في الخارج غير فائت منه شيء بمضي الزمن فكان أقوى وأدفششع
للغرر منه في إجارة الذمة وبينها وبين البيع الوارد علششى المنفعششة
كحق الممر بأنه لما عقد بلفظ الششبيع أعطششي حكمششه ومششن ثششم لششو
عقد بلفظ الجارة ل خيار فيه فيما يظهششر )والمسششاقاة( كالجششارة
)والصداق( لن المعاوضة فيه غير محضة مشع أنشه ليششس بمقصشود
بالذات ومثله عوض الخلششع )فششي الصششح( فششي المسششائل الخمششس
ومرت الشارة إلى رد المقابل في كل منها
)وينقطششع( خيششار المجلششس )بالتخششاير بششأن يختششارا( أي العاقششدان
)لزومششه( أي العقششد صششريحا >ص <337 :كتخايرنششاه وأجزنششاه
وأمضيناه وأبطلنا الخيار وأفسدناه لنه حقهما فسقط بإسقاطهما
أو ضمنا بأن يتبايعا العوضين بعد قبضهما في المجلس فششإن ذلششك
يتضمن الرضا بلزوم الول فإيراد هذه الصورة على مفهوم المتن
غير صحيح )فلو اختار أحدهما( لزومه )سقط حقه وبقششي( الخيششار
)للخر( كخيار الشرط وقول أحدهما اختر أو خيرتك يقطششع خيششاره
لنششه رضششا منششه بلزومششه ل خيششار المخششاطب إل إن قششال اخششترت إذ
السكوت ل يتضمن رضا وإل إذا كان القششائل البششائع والمششبيع يعتششق
على المشتري لنه باختيار البائع يعتق على المشششتري لن الملششك
صار له وحده أو فسخه ولو بعششد الجششازة انفسششخ وإن لششم يششوافقه
الخر وإل بطلت فائدة الخيششار وفششارق الفسششخ الجششازة بششأنه يعيششد
المر لما كان قبل العقد ومن ثم لو أجاز واحد وفسخ الخششر قششدم
الفسخ
)و( ينقطع أيضششا بمفارقششة متششولي الطرفيششن بمجلسششه )وبششالتفرق
ببدنهما( >ص <338 :أي العاقدين وإن وقششع مششن أحششدهما فقششط
ولو نسيانا أو جهل ل بروحهما لمششا يششأتي فششي المششوت وذلششك لخششبر
البيهقي }البيعان بالخيار حتى يتفرقا من مكانهما{ وصح عن ابششن
عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا باع قام فمشى هنيهششة ثششم رجششع
وقضيته حل الفراق خشية من فسخ صاحبه ،وخششبر }ول يحششل لششه
أن يفارق صاحبه خشششية أن يسششتقيله{ محمششول الحششل فيششه علششى
الباحة المستوية الطرفين ومحله إن تفرقا عن اختيار فلششو حمششل
أحدهما مكرها بقي خياره ل خيششار الخششر إن لششم يتبعششه إل إذا منششع
وإن هرب بطل خيارهما لن غير الهارب يمكنه الفسخ بالقول مع
عدم عذر الهششارب بخلف المكششره فكششأنه ل فعششل لششه ويؤخششذ مششن
التعليل بتمكنه من الفسخ أن غير الهارب لو كان نائما مثل >ص:
<339لم يبطل خياره وهو محتمل ،وعند لحوقه ل بششد أن يلحقششه
قبل انتهائه إلى مسافة تحصل بمثلهششا المفارقششة عششادة وإل سششقط
خياره لحصششول التفششرق حينئذ ويبطششل الششبيع بششانعزال الوكيششل فششي
المجلس على ما في البحر لبطلن الوكالة قبل تمام البيع ويششوجه
بشأن لمجلشس العقشد حكمشه بشدليل إلحشاقهم الششرط الواقشع فشي
مجلسه بالواقع فيه فكان انعزاله في مجلسه كانعزاله قبششل تمششام
الصيغة وبه يعلم أن خيار الشرط في ذلششك كخيششار المجلششس إذ ل
فرق بينهما في إلحاق الشرط كما صرحوا به )فلو طال مكثهمششا(
في المجلس )أو قاما وتماشيا منششازل( ولششو فشوق ثلثششة أيششام )دام
خيارهما( لعدم تفرق بدنهما.
)ويعتبر في التفرق العرف( فما يعده الناس فرقة لششزم بششه العقششد
وما ل فل إذ ل حد له شششرعا ول لغششة ففششي دار أو سششفينة صششغيرة
بالخروج منها أو رقي علوها وكبيرة بخروج من محششل لخششر كمششن
بيت لصفة وبمتسع كسششوق ودار تفاحشششت سششعتها بتوليششة الظهششر
والمشي قليل ول يكفي بناء جدار وإرخاء سششتر بينهمششا إل إن كششان
بفعلهما أو أمرهما فإن كان من أحدهما فقط بطل خياره ل خيششار
الخر إل إن قدر على منعه أو لم يتلفظ بالفسخ فيمششا يظهششر كمششا
لو هرب وفي متبايعين من بعد بمفارقششة محششل الششبيع ل إلششى جهششة
الخر ول بالعود لمحله بعد المضي إلى الخر هششذا مششا بحثششه جمششع
واعترض بأن القياس انقطاعه بمفارقششة أحششدهما مكششانه ووصششوله
لمحل لو كان الخر معه بمجلس العقد عد تفرقا وقد يجششاب بششأن
ما بينهما من التباعد حالة العقد صار كله حريششم العقششد فلششم يششؤثر
مطلقا ومر أول البيع بقاء خيار الكاتب إلى انقضاء خيار المكتوب
إليه بمفارقته لمجلس قبوله
)ولو مات( في المجلس كلهما أو )أحدهما >ص <340 :أو جن(
أو أغمي عليه )فالصح انتقاله إلشى الشوارث( ولشو عامشا )والشولي(
والسيد في المكاتب والمأذون والموكل كخيشار الششرط وإن كشان
أقوى للجماع عليه ولثبوته لغير المتعاقدين .ومششن ثششم جششرى هششذا
الخلف هنا ل ثم وإذا انتقل للولي فعل الصششلح أو للششوارث الغيششر
الهل نصب الحششاكم عنششه مششن يفعششل الصششلح أو الهششل المتحششد أو
المتعدد فإن كان بمجلس العقد امتد خياره كالحي إلى التخششاير أو
التفرق نعم ل عبرة بمفارقة بعض الورثة أو غائبا عنه امتد خيششاره
على المعتمد إلى مفارقته أو مفارقة المتأخر فراقه منهم مجلس
بلوغ الخبر وبانقطاع خيارهم ينقطع خيار الحي >ص <341 :وإن
لم يفارق مجلسه ،وينفسخ فششي الكششل بفسششخ بعضششهم ولششو فسششخ
قبل علمه بموت مورثه نفذ وكذا لششو أجششاز علششى الوجششه ولششو بلششغ
المولى رشيدا وهو بالمجلس لم ينتقل إليششه الخيششار ويششوجه بعششدم
أهليته حين البيع وفي بقائه للولي وجهان وكذا في خيششار الشششرط
والوجه بقاؤه له استصحابا لما كان )ولو( جاءا معا )وتنازعا فششي(
أصل )التفرق( قبل مجيئهما )أو( معا أو مرتبا واتفقا على التفششرق
ولكن تنازعا في )الفسخ قبله صدق النشافي( للتفشرق فشي الولشى
وللفسخ في الثانية بيمينه لن الصل دوام الجتماع وعدم الفسخ.
باب التولية
أصلها تقليد العمل ثم استعملت فيما يأتي )والشراك( مصدر
أشششركه صششيره شششريكا )والمرابحششة( مششن الربششح ،وهششو الزيششادة
والمحاطششة مششن الحششط ،وهششو النقششص ،ولششم يششذكرها لششدخولها فششي
المرابحة ،لنها في الحقيقة ربح للمشتري الثاني ،أو اكتفششاء عنهششا
>ص <424 :بالمرابحة ،لنها أشرف إذا )اشترى( شخص )شيئا(
بمثلي )ثم( بعد قبضه ولزوم العقد وعلمه بالثمن وبقششائه ،أو بقششاء
بعضه كما يعلم مما يأتي) .قال لعششالم بششالثمن( قششدرا وصششفة ،وإن
طرأ علمه له بعد اليجاب وقبل القبول بإعلمه ،أو غيششره وظششاهر
أن المراد بالعلم هنا الظن )وليتك هذا العقششد( ،وإن لششم يقششل بمششا
اشتريت أو وليتكه ،وإن لم يذكر العقد كمششا صششرح بششه الجرجششاني،
وهذا وما اشتق منه صرائح في التولية ونحو جعلته لشك كنايشة هنشا
كالبيع )فقبل( بنحو قبلته وتوليته )لزمه مثل الثمن( جنسششا وقششدرا
وصفة ،ومن ثم لو كان مششؤجل ثبششت فششي حقششه مششؤجل بقششدر ذلششك
الجل من حين التولية ،وإن حل قبلها على ما رجحه ابن الرفعششة،
ويرده أن المغلب فيها بناء ثمنها على العقد الول فيحسب الجل
من حينه على الوجه أمششا المتقششوم فل تصششح التوليششة معششه إل بعششد
انتقششاله للمتششولي لتقششع علششى عينششه نعششم لششو قششال >ص<425 :
المشتري بالعرض قام علي بكذا ،وقد وليتك العقد بما قام علششي،
وذكر القيمة مع العرض جاز على الوجه ،وكذا لو ولت امرأة فششي
صداقها بلفظ القيام ،أو الرجل في عوض الخلع إن علم العاقدان
في الصورتين مهر المثل على الوجه لوجوب ذكره ،وقولهم :مششع
العرض شرط للسلمة من الثم ،إذ يشدد في البيع بالعرض مششا ل
يشدد في البيع بالنقد كما يأتي ل لصحة العقد لما يأتي أن الكذب
في المرابحة ،أو في غيرها ل يقتضي بطلن العقد ،وتصح التولية،
وما معها في الجارة كما هو ظاهر بشروطها ثششم إن وقعششت قبششل
مضي مدة لها أجرة فظاهر ،وإل فإن قال :وليتك مششن أول المششدة
بطلت فيما مضى ،لنه معدوم ،وصحت في البششاقي بقسششطه مششن
الجرة ،أو وليتك ما بقي صحت فيه بقسطه كما ذكر
)وهو( أي :عقد التولية )بيع في شرطه( أي :شروطه كلها كقششدرة
تسليم وتقابض الربوي )وترتب أحكشامه( كتجششدد الشششفعة إن عفشا
الشفيع في العقد الول )لكششن ل يحتششاج( عقششد التوليششة )إلششى ذكششر
الثمن( لظهور أنها بششالثمن الول )ولششو حششط عششن المششولي( بكسششر
اللم من البائع ،أو وارثه ،أو وكيله كما أفهمه بناؤه هنششا للمفعششول
فقششوله فششي الروضششة :ولششو حششط البششائع للغششالب ل للتقييششد خلفششا
للذرعي نعم الظاهر أنه ل عبرة بحششط موصششى لششه بششالثمن >ص:
<426ومحتال ،لنهما أجنبيان عن العقد بكل تقدير ،وبه يعلم رد
ما قيل :التعبير بالسقوط أولى ليشمل إرثه للثمن ،ووجششه رده أن
التعبير به كالحط يرد عليه حط ذينك فإنه سقط وحط عنششه ،ولششم
يسقط عن المتولي فكل من التعبيرين مدخول )بعض الثمن( بعد
التولية ،أو قبلها بعد اللزوم ،أو قبله )انحط عن المششولى( بفتحهششا،
إذ خاصة التولية ،وإن كانت بيعا جديدا التنزيل علششى الثمششن الول،
أو جميعه انحط أيضا إن كان بعد لزوم التوليششة ،وإل بطلششت ،لنهششا
حينئذ بيع بل ثمن ،ومن ثم لو تقايل بعد حطه بعد اللزوم لم يرجششع
المشتري على البائع بشيء والوجه أن للمششولي بالكسششر مطالبششة
المولى ،وإن لم يطالبه بائعه ،لن الصل عدم الحششط ،وأنششه ليششس
للبائع مطالبششة المششولى بالفتششح ،إذ ل معاملششة بينهمششا وسششيأتي فششي
الجارة صحة البراء من جميع الجرة ،ولو في مجلس العقششد مششع
الفششرق بينهششا وبيششن الششبيع >ص <427 :وحينئذ فل يلحششق ذلششك
المتولي )والشراك في بعضه( أي :المبيع )كالتولية في كله( فششي
الحكام المششذكورة )إن بيششن البعششض( كمناصششفة ،أو بالنصششف ،وإل
كأشركتك في بعضه ،أو شيء منه لم يصح جزما للجهل فإن قششال
في النصف فله الربع مششا لششم يقششل بنصششف الثمششن فششإنه يكششون لششه
النصف وإدخششال أل علششى بعششض صششحيح ،وإن كششان خلف الكششثر -
)فلو أطلق( الشراك كأشركتك فيه )صششح( العقششد )وكششان( المششبيع
)مناصفة( بينهما ،لن ذلك هو المتبادر من لفظ الشراك ،وكما لو
أقر بشيء لزيد وعمرو نعم لو قال :بربع الثمششن مثل كششان شششريكا
بالربع فيما يظهر أخذا مما تقرر في أشششركتك فششي نصششفه بنصششف
الثمن بجامع أن ذكر الثمن في كل مبين للمراد مششن اللفششظ قبلششه
لحتماله ،وإن نزل لو لم يذكر هذا المخصص علششى خلفششه وتششوهم
فرق بينهما بعيد ،وقضية كلم الشششيخين وغيرهمششا أنششه ل يشششترط
ذكر العقد كما مثلناه ،ويؤيده ما مر عششن الجرجششاني فششي التوليششة،
وهو أوجه من قول جمع ،وإن اعتمده صاحب النوار يشترط كفى
بيع هذا ،أو في هذا العقد فعليه أشركتك في هذا كناية )وقيششل ل(
يصح للجهالة -
بيع المرابحة
)ويصح بيع المرابحة( من غير كراهة لعموم قششوله تعششالى }وأحششل
الله البيع{ نعم بيع المسششاومة أولششى منششه فششإنه مجمششع علششى حلششه
وعدم كراهته ،وذاك قال فيه ابنا عمر وعبششاس رضششي اللششه عنهششم
إنه ربا وتبعهما بعض التابعين ،وقال بعضهم :إنه مكروه )بأن( هي
بمعنى كأن )يشتريه بمائة ثم يقول( مع علمه بها لعالم بها )بعتششك
بما اشتريت( >ص <428 :أي :بمثله ولمبششادرة فهششم المثششل فششي
نحو هذا لم يحتج فيه لذكره ،ول نيته )وربح درهم لكل عشرة( ،أو
فيها ،أو عليها )أو ربح ده( بفتح المهملة ،وهي بالفارسششية عشششرة
)ياز( واحد )ده( فهي بمعنى ما قبلهششا فكششأنه قششال بمششائة وعشششرة
فيقبله المخاطب إن شاء وآثروها بالششذكر لوقوعهششا بيششن الصششحابة
رضي الله عنهم واختلفهم في حكمها كما علمت ،ول يصششح ذلششك
فششي دراهششم معينششة غيششر موزونششة كمششا يششأتي بششل فششي أحششد عينيششن
اشتراهما بثمن واحد وقسط الثمن علششى قيمتهمششا وقششت الشششراء
>ص <429 :ول يقول اشتريت بكششذا إل إن بيششن الحششال ودراهششم
الربح حيث أطلقت مششن نقششد البلششد الغششالب وإن كششان الصششل مششن
غيره
)تنششبيه( لششو قشال اشششتريته بعشششرة وبعتششه بأحشد عشششر ،ولششم يقشل
مرابحة ،ول ما يفيدها لششم يكششن عقششد مرابحششة كمششا قششاله القاضششي
وجزم به في النوار حتى لو كششذب فل خيششار ،ول حششط كمششا يششأتي،
وهذا غير ما يأتي عنه ،لن ذاك فيه ما يفيد المرابحة ،وهششو وربششح
كذا ويأتي قبيل البششاب مششا يصششرح بششذلك )و( يصششح بيششع )المحاطششة
كبعت( ك )بما اشتريت وحط( درهم لكل ،أو في أو عن ،أو علششى
كل عشرة ،أو حط )ده يازده( المراد من هششذا الششتركيب أن الحششد
عشر تصير عشرة )و( من ثم )يحط مششن كششل أحششد عشششر واحششد(،
لن الربح جزء من أحد عشر كما مر فليكن الحط كششذلك )وقيششل(
يحط )من كل عشرة( واحد كما زيد ثم علششى كششل عشششرة واحششد،
فإن كان الثمن مششائة ،أو مششائة وعشششرة عششاد علششى الول لتسششعين
وعشرة أجزاء مششن أحششد عشششر جششزءا مششن درهششم أو لمششائة وعلششى
الثاني لتسعين ،أو لتسعة وتسعين ،ولو قال من كل عشششرة تعيششن
هذا الثاني )وإذا قال :بعتك بما اشتريت( بششه ،أو بثمنششه ،أو بششرأس
مالي )لم يدخل فيه سوى الثمن( ،وهو ما استقر عليه العقد عنششد
اللزوم فيعتبر ما لحقه قبله >ص <430 :من زيادة ونقص ،وكششذا
يعتبر ذلك لو باع بلفششظ القيششام ،لن العقششد لششم يقششع إل بششذلك أمششا
الحط بعد اللزوم للبعض فمششع الشششراء ل يلحششق ومششع نحششو القيششام
يخير بالباقي أو للكل فل ينعقد بيعه مرابحة مع القيام ،إذ لم يقششم
عليه بشيء بل مششع الشششراء ،ول يلحششق حششط بعششد عقششد المرابحششة
بخلف ما مر ،لن ابتناءهما علششى العقششد الول أقششوى ،إذ ل يقبلن
الزيادة بخلفها )ولو قال( بعتك )بما قام( ،أو ثبت )علششي( ،أو بمششا
وزنته فيه ،وإن نازع فيه الذرعي بششأن المتبششادر منششه الثمششن فقششط
)دخششل مششع ثمنششه أجششرة( حمششال وختششان وتطييششن دار وطششبيب إن
اشتراه مريضا و )الكيال( للثمن المكيل )والدلل( للثمن المنششادى
عليه إلى أن اشششتري بششه المششبيع وعششبرت بششالثمن ،لن أجششرة ذلششك
ونحوه على الموفي ،وهو في المبيع البائع ،وفي الثمن المشششتري
وصور أيضا في المبيع بأن يلزم المشتري بذلك فيه مششن يششراه ،أو
يقول :اشتريته بكذا ودرهم دللة >ص <431 :مثل ،أو جدد نحششو
كيله ليرجع بنقصه ،وما قيل :إن هششذا ل يقصششد للسششترباح مششردود
بأنه كالحارث وللزركشي هنششا مششا ل يصششح فليحششذر أو ليخششرج عششن
كراهة بيعه جزافشا ،أو للقسشمة ليتجشر كشل فشي حصشته ،ولشو وزن
أحدهما دللة ليست عليه كان متبرعا مششا لششم يظششن وجوبهششا عليششه
فيما يظهر فحينئذ يرجع بها على الدلل ،وهو يرجع على مششن هششي
عليه ،ول يدخل ما تحمله عن بائعه إل إن ذكره ،وكذا ما تششبرع بششه
كأن أعطاه لمعروف بالعمل من غير استئجاره ،ول إجبار حاكم له
بناء على الصح التي أنه شيء له.
قاله الذرعي ،واعترض بأن هذا معتاد معلوم لكل أحد فل خديعششة
فيه ،ويؤيده دخول المكس إل أن يفرق بأنه مجبور علششى المكششس
دون ذاك )والحارس والقصار والرفاء( بالمششد )والصشباغ( كششل مششن
الربعة للمبيع )وقيمة الصبغ( له ،وكششذا الدويششة والطيششن ونحوهمششا
)وسششائر المششؤن المششرادة للسششترباح( أي :طلششب الربششح كششالعلف
للتسمين بخلف ما قصد به بقاء عينه فقط كنفقة وكسوة وعلششف
>ص <432 :لغيششر تسششمين وأجششرة طششبيب وقيمششة دواء لمششرض
حدث عنده وفداء جناية ،وما استرجع المبيع به إن غصب ،أو أبششق
لوقوعه في مقابلة ما اسششتوفاه مششن زوائد المششبيع ومعنششى دخششول
ذلك أنه يضمه للثمن ،ويخبره بقدر الجملة ثم يقول بما قام علششي
وربح كذا كما يفيده قوله :التي وليعلمشا ثمنشه ،ومشا قشام بشه ومشر
الكتفاء بعلمه قبل القبول فقياسه صحة بعتكه بما قام علي ،وهو
كذا فإن قلت :إذا شرطوا أنه ل بد من تعيين ما قام عليه به فمششا
فائدة قولهم مع ذلك يدخل كذا إل كذا قلت :فائدته لشو أخشبر بشأنه
قام عليه بعشرة ثم تبين أنها في مقابلة ما ل يدخل وحششده أو مششع
ما يدخل حطت الزيادة وربحها كما يأتي ،هششذا إن لششم ينششص علششى
دخول ما ل يدخل ،وإل كبعتك بما قام علي ،وهو كذا ،ومششا أنفقتششه
عليه ،وهو كذا جاز قطعا بل لو ضم للثمن ،أو لمششا قششام بششه أجنبيششا
عن العقد بالكلية ثششم بشاعه مرابحشة ،أو محاطششة كاشششتريته بمشائة،
وقششد بعتكششه بمششائتين وربششح ده يششازده صششح وكششأنه بششاعه بمششائتين
وعشرين )ولو قصر بنفسه ،أو كال ،أو حمل( ،أو طيششن ،أو صششبغ،
أو جعله بمحل يسششتحق منفعتششه )أو تطششوع شششخص بششه لششم تششدخل
أجرته( مع الثمن في قوله بما قششام علششي ،لن عملششه ومحلششه ومششا
تطوع به غيره لم يقم عليه ،وطريقه أن يقول :لي أو للمتبرع لي
عمل ،أو محل أجرته كذا ويضمه للثمن )وليعلمششا( أي :المتبايعششان
وجوبا )ثمنه( أي :المبيع قدرا وصفة في بعت بما اشتريت )أو مششا
قام به( في بما قام علي )فلو جهلششه أحششدهما بطششل( الششبيع )علششى
الصحيح( ،وخرج بقششدر أو صششفة المعاينششة فل تكفششي هنششا مشششاهدة
دراهم مثل معينة غير معلومششة الششوزن ،وإن كفششت فششي نحششو الششبيع
والجارة لعدم تأتي الششبيع مرابحششة مششع الجهششل بقششدرها ،أو صششفتها
)وليصدق البائع( مرابحة >ص <433 :ومحاطة وجوبا )فششي( كششل
ما يختلف الغششرض بششه ،لن كتمششه حينئذ غششش وخديعششة نحششو )قششدر
الثمن( الذي استقر عليه العقد ،أو قام به المبيع عليه عند الخبششار
وصفته إن تفاوتت )والجل( ظاهره أنه ل بد من ذكر قدره كأصله
والثاني واضح والول أطلق اشتراطه الذرعششي وقيششده الزركشششي
بما إذا زاد على المتعارف أي :أو لششم يكششن هنششاك متعششارف أي :أو
تعدد المتعارف ،ول أغلب فيما يظهر >ص <434 :وذلك ،لن بيع
المرابحة مبني على المانة لعتماد المشتري نظششر البششائع ورضششاه
لنفسششه بمششا رضششيه البششائع مششع زيششادة أو حششط ،ولششو واطششأ صششاحبه
فاشترى منه بعشرين ما اشتراه بعشرة ثم أعاده بعشرين ليخيششر
بها :كره ،وقيششل :يحششرم واختششاره السششبكي ،لنششه غششش ،ول يتخيششر
المشتري لكن قوى المصششنف تخيششره ،واعششترض بششأن تخيششره إنمششا
يتششأتى علششى التحريششم ل الكراهششة ،وفيششه نظششر لمششا مششر فششي تلقششي
الركبان وفصل التصرية مما يعلششم منششه أنششه ل يلششزم مششن الحرمششة
التخير ،ول من الكراهة عدمه بل قد يتخير معها دون الحرمة ،ولو
اشترى شيئا بمائة ثم خرج عن ملكه ثششم اشششتراه بخمسششين أخششبر
بها وجوبا
) -والشراء بالعرض( فيقول بعرض قيمتششه كششذا ،ول يقتصششر علششى
ذكششر القيمششة ،وإن بششاعه بلفششظ القيششام كمششا قششاله ،وإن نششازع فيششه
السنوي ،لنه يشدد فيه فوق ما يشدد بالنقد ،ولو اختلفت قيمتششه
اعتششبرت يششوم السششتقرار ل العقششد علششى الوجششه وجششزم السششبكي
كالماوردي بأن المششراد بششالعرض التقششوم فششالمثلي يجششوز الششبيع بششه
مرابحة ،وإن لم يقدره ،وقال المتولي :ل فرق ،وهو الوجه للعلششة
المذكورة )وبيششان( الغبششن والشششراء مششن محجششوره ،أو مششن مششدينه
المعسر ،أو المماطل بدينه ،ومششا أخششذه مششن نحششو لبششن ،أو صششوف
موجود حالة العقد و )العيب( الذي فيه >ص <435 :مطلقا حتى
)الحادث عنده( كتزوج المة ،وترك الخبار بشيء من ذلششك حششرام
يثبت الخيار للمشتري ) -فلو( لم يبين نحو الجل تخيششر المشششتري
لتدليس البائع عليششه ،ول حششط هنششا علششى المعتمششد لنششدفاع الضششرر
بالخيار ،وإن )قال( اشتريته )بمائة( وباعه بها وربششح ده يششازده مثل
)فبان( بحجة كبينششة أو إقششرار أنششه اشششتراه )بتسششعين فششالظهر أنششه
يحط الزيادة وربحها( بقي المبيع أو تلف لكششذبه أي :يتششبين انعقششاد
العقد بما عداهما فل يحتاج لنشاء حط )و( الظهر على الحط أنه
)ل خيار للمشتري( لرضاه بششالكثر فبالقششل أولششى ،ول للبششائع ،وإن
عذر قال جمششع محققششون نقل عششن القاضششي ،واعتمششدوه وردوا مششا
يخالفه ومحل هذا في بعتك برأس مالي ،وهششو مششائة وربششح كششذا ل
في اشتريته بمائة وبعتكه بمششائة وربششح كششذا ،لن المشششتري فششرط
حيث اعتمد قششوله لكنششه عششاص ،وكششذا لششو قششال أعطيششت فيهششا كششذا
فصدقه واشتراه ثم بان خلفه ،وفيه نظر أي :نظر بل الوجششه مششا
في النهاية مما يخالفه ،لنه صدقه أيضا في قوله :رأس مالي كذا
فششأي فششرق بينهمششا علششى أنششه معششذور فششي تصششديقه ،لن النششاس
موكولون إلى أماناتهم ،ولو توقششف النسششان علششى ثبششوت مششا وقششع
الشراء به لعز البيع مرابحة ،لن الغالب أن ذلك ل يعششرف إل مششن
البائع ،فإن قلت :يمكن الفرق بأنه في الولى أتششى بلفششظ يشششمل
ثمنه الذي بان النعقاد به ،قوله :وهو مائة وقع تفسيرا لما وقع به
العقد فإذا خالف الواقع ألغي ،وفي الثانية لم يأت بذلك بششل أوقششع
العقد بالمائة فيتعذر وقوعه بالتسعين قلت :لو كان هذا هو المراد
لم يختلششف الششيخان فششي الصشحة التيشة ،ولمششا فششرق بيشن حششالتي
التصديق والتكذيب بما يأتي فتأمله
)ولو زعم أنه( أي :الثمن الذي اشترى بششه مرابحششة )مششائة ،قششوله:
فلو قال :إلخ( هكذا في الصول الششتي بأيششدينا ،ولعششل فيهششا سششقطا
تاما> ،ص) <436 :وعشرة( وأنه غلشط فششي قششوله أول أنشه مششائة
)وصدقه المشتري( في ذلك )لششم يصششح الششبيع( الششذي وقششع بينهمششا
مرابحة )في الصششح( لتعششذر قبششول العقششد للزيششادة بخلف النقششص
بششدليل الرش )قلششت الصششح الصششحة ،واللششه أعلششم( كمششا لششو غلششط
بالزيادة ،وتعليل الول يرده عدم ثبوت الزيادة لكن يتخيششر البششائع،
وإنمششا روعششي هنششا مششا وقششع بششه العقششد الول ل الثششاني حششتى يثبششت
النقص ،لنه ثم لما ثبت كذبه ألغششي قششوله :فششي العقششد مششائة ،وإن
عذر ورجع إلى التسعين وهنا لما قوي جانبه بتصديق المشتري له
جبرناه بالخيار والمشترى بإسقاط الزيادة )وإن كششذبه( المشششتري
)ولم يبين( البائع )لغلطه( الذي ادعاه )وجها محتمل( بفتششح الميششم
أي :قريبششا )لشم يقبششل قشوله :ول بينتششه( الشتي يقيمهشا علششى الغلشط
لتكذيب قوله الول لهما ،ويفرق بين هذا وما لو باع دارا ثم ادعى
أنها وقف أو أنها كانت غير ملكه ثم ورثها فإن بينته تسششمع إذا لششم
يكن صرح حال البيع بأنها ملكه ،وكذا إذا أقششام بينششة الوقششف غيششره
حسبة أنها وقف على البائع وأولده ثم الفقراء ،وتصرف له الغلششة
إن كذب نفسه وصدق الشهود بأن العذر هناك أوضح فإن الوقششف
والموت الناقل له ليسا من فعله فإذا عارضا قوله ،وأمكن الجمششع
بينهما بأن لم يصرح حششال الششبيع بالملششك سششمعت بينتششه ،وأمششا هنششا
فالتناقض نشششأ مششن قششوله :فلششم يعششذر بالنسششبة لسششماع بينتششه بششل
للتحليف كما قال )وله تحليف المشششتري أنششه ل يعششرف ذلششك( أي:
أن الثمن مائة وعشششرة )فششي الصششح( ،لنششه قششد يقششر عنششد عششرض
اليمين عليه فإن حلف >ص <437 :فذاك ،وإل ردت على البششائع
بناء على الصح أن اليمين المردودة كششالقرار وللمشششتري الخيششار
بين إمضاء العقد بما حلف عليه وبين فسششخه كششذا أطلقششوه ونششازع
فيه الشيخان بأن مقتضى الظهر أن اليمين المردودة كالقرار أن
يأتي فيه ما مر فششي حالششة التصششديق أي :فل يتخيششر المشششتري بششل
البائع لعدم ثبوت الزيادة ،واعتمده فششي النششوار ونقلششه عششن جمششع،
وقد يوجه ما قالوه بأنها ليست كالقرار مششن كششل وجششه كمششا يعلششم
من كلمهم التششي فششي الششدعاوى )وإن بيششن( لغلطششه وجهششا محتمل
كتزوير كتاب على وكيلشه ،أو انتقشال نظشره مشن متششاع لغيشره فششي
جريدته )فله التحليف( أي :تحليف المشتري كما ذكر ،لن ما بينشه
يحششرك ظششن صششدقه فششإن حلششف فششذاك ،وإل ردت وجششاء مششا تقششرر
)والصح سماع بينته( بأن الثمن مائة وعشرة لظهور عذره وأفهم
قوله :فلو قال تفريعا على ما قبله أن هذا كلششه إنمششا هششو فششي بيششع
المرابحة فلو وقع ذلك في غيرها بأن لم يتعرض لها لم يكششن فيششه
سوى الثم إن تعمد الكذب والفرق ما مر أن بيع المرابحششة مبنششي
على المانة إلى آخره وبهششذا فششارق مششا هنششا أيضششا إفتششاء ابششن عبششد
السلم فيمن باع بالغا مقرا له بالرق ثم ادعى أنه حر ،وأقام بينششة
بأنه عتيق قبششل الششبيع بأنهششا تسششمع أي :وإن لششم يششذكر لقششراره لششه
بالرق عذرا كما اقتضاه إطلقه ،لن العتيق قد يطلق على نفسششه
أنه عبد فلن ومملوكه وقضيته أنه ل تقبل بينته بكونه حششر الصششل
ويتعين حمله بتقدير تسششليمه علششى مششا إذا لششم يبششد عششذرا كسششبيت
طفل> .ص<438 :
)ولو باع أرضا مع بذر أو زرع( بها )ل يفرد( أفرد ،لن العطف بششأو
)بالبيع( أي :ل يجوز وروده عليه كبذر لم يره ،أو تغير بعششد رؤيتششه،
أو تعذر عليه أخذه كما هو الغششالب وكفجششل مسششتور بششالرض وبششر
مستور بسنبله )بطل( البيع )في الجميع( للجهل بأحد المقصودين
المششوجب لتعششذر التوزيششع بنششاء علششى الصششح السششابق فششي تفريششق
الصفقة أن الجازة بالقسط أما مششا يفششرد كقصششيل لششم يسششنبل ،أو
سنبل ورآه كذرة وشعير وبذر رآه ،ولششم يتغيششر وقششدر علششى أخششذه
فيصح جزما )وقيششل فششي الرض قششولن( أحششدهما يصششح فيهششا بكششل
الثمن بناء على الضعيف ثم إن الجشازة بكشل الثمشن ،والكلم فشي
بذر ما ل يدخل في بيششع الرض والصششح الششبيع فيهمششا قطعششا وكششان
ذكره تأكيدا وفارق بيششع المششة وحملهششا بششأنه غيششر متحقششق الوجششود
بخلف هذا فاغتفر فيه ما لم يغتفر في الحمل
)ويدخل في بيع الرض الحجارة المخلوقة( والمثبتة )فيهششا( ،لنهششا
من أجزائها ثم إن قصدت الرض لزرع أو غرس فقط فهي عيششب
)دون المدفونة( من غيششر إثبششات كششالكنوز )ول خيششار للمشششتري إن
علششم( هششا وإن ضششر قلعهششا كسششائر العيششوب >ص <445 :نعششم إن
جهل ضرر قلعها ،أو ضرر تركها ،ولم يششزل بششالقلع ،أو كششان لنقلهششا
مدة لها أجرة تخير كما قاله في الولى والمتولي في الثانية قششال
في المطلب :وهو الذي ل يجوز غيره ،وكلمهم يشهد لششه ا ه وبششه
يقيد ما اقتضاه كلمهما أنه لو جهل ضرر تركهششا دون ضششرر قلعهششا
لم يتخير ،وقول جمع قد يطمع في أن البائع يتركها له مردود بششأن
هذا الطمع ل يصلح علة لثبات الخيار.
)ويلزم البائع( حيث لم يتخيششر المششتري ،أو اختششار القلشع )النقششل(
وتسوية الرض بقيديهما التيين ،وله النقل من غير رضا المشتري
وللمشتري إجباره عليه ،وإن وهبها له >ص <446 :تفريغا لملكه
بخلف الزرع ،لن له أمدا ينتظر ،ول أجرة لششه مششدة نقششل طششالت،
ولو بعد القبشض كشدار بهشا أقمششة )وكشذا( ل خيشار للمششتري )إن
جهل( ها )ولم يضر( ه )قلعها( بأن قصششرت مششدته ولشم تتعيشب بشه
سواء أضره تركها أم ل لزوال ضرره بالقلع وللبائع النقششل ،وعليششه
التسوية وللمشتري إجباره عليه ،وإن لششم يضششر تركهششا )وإن ضششر(
قلعها بأن نقصها ،وإن طال زمنه مع التسوية مدة لها أجششرة )فلششه
الخيار( ضر تركها أو ل دفعا لضرره نعششم لششو رضششي بتركهششا لششه ول
ضرر فيه سقط خياره ،وهو إعراض حيث لششم يوجششد فيششه شششروط
الهبة فله الرجوع فيها ،ويعود خيشار المششتري )فشإن أجشاز( العقشد
)لزم البائع النقل( على العادة فل يكلف خلفها على الوجه نظيششر
ما مر في الرد بالعيب ،وذلك ليفرغ ملكه )وتسششوية الرض( ،لنششه
أحدث الحفر لتخليص ملكه ،وهي هنا وفيمششا مششر أن يعيششد الششتراب
المزال بالقلع من فوق الحجارة إلى مكانه ،ول يلزمششه أن يسششويها
بتراب منها ،لن فيه تغيير المبيع ،ول من خارجها ،لن فيه إيجششاب
عين لم تدخل في البيع )وفي وجوب أجرة المثل لمدة النقل( إذا
خير المشتري )أوجششه أصششحها( أنهششا )تجششب إن نقششل بعششد القبششض(
لتفويته على المشششتري منفعششة تلششك المششدة )ل قبلششه( ،لن جنششايته
قبله كالفة كما مر ،ومن ثم لو باعها لجنبي لزمه الجرة مطلقشا،
لن جنايته مضمونة مطلقا قال :وكلزوم الجرة لششزوم أرش عيششب
بقي فيها بعد التسوية >ص) <447 :و( يدخل )في بيششع البسششتان
الرض والشجر( والعرش وما له أصششل ثششابت مششن الششزرع )ل نحششو
غصن يابس( وغصن خلف وشششجر وعششروق يابسششين )والحيطششان(
لدخولها في مسماه ،وكذا الجدار المسششتهدم لمكششان البنششاء عليششه
)وكذا البناء( الذي فيه يدخل )على المذهب( لثباته
)و( يدخل )في بيع القرية البنية( لتبعهششا لهششا )وسششاحات( ومششزارع
)يحيط بهششا السششور( والسششور نفسششه والبنيششة المتصششلة بششه وشششجر
وسششاحات فششي وسششطها علششى الوجششه )ل المششزارع( الخارجششة عششن
السششور والمتصششلة بششه فل تششدخل )علششى الصششحيح( لخروجهششا عششن
مسماها وما ل سور لها يدخل ما اختلط ببنائها ويدخل أيضا حريششم
القرية وما فيه قياسا علششى حريشم الشدار ولكشون الملحشظ هنششا مششا
يشمله السم وعدمه ،وفي القصر محل القامة المؤبششدة وعششدمه
افترقا ،والسماد بكسر أوله ما يفرش به الرض من نحو زبششل ،أو
رمششاد ،وفششي الجششواهر البششائع أحششق بششه إل إن بسششط >ص<448 :
واستعمل ونظر بعضهم في اشتراط الستعمال ويجاب بأن مجرد
بسطه يحتمل أنه لتجفيفه فلم ينقطع حق البائع فيه إل باستعماله
)و( يششدخل )فششي بيششع الششدار الرض( إجماعششا إن ملكهششا البششائع ،وإل
كمحتكرة وموقوفة فل تدخل لكن يتخير مشتر جهل )وكششل بنششاء(،
ولو من نحو سعف وشجر رطب فيها ويابس قصد دوامششه كجعلششه
دعامة مثل لدخوله في مسماها وأخششذ منششه بعضششهم دخششول بيششوت
فيها ،وإن كان لها أبواب خارج بابها ل يدخل إليها إل منهششا وخششالفه
غيششره ،والششذي يتجششه أن تلششك الششبيوت إن عششدها أهششل العششرف مششن
أجزائها المشتملة هي عليهششا دخلششت لششدخولها حينئذ فششي مسششماها
حقيقشششة ،وإل فل ،والجنحشششة والرواششششن وسشششاباط جشششذوعه مشششن
الطرفين على حائطها ،وليس من البناء فيها نقض المنهدم منهششا،
لنه بمنزلة قماش فيها ،ولو باع علوا على سقف لششه فهششل يششدخل
السششقف ،لنششه موضششع القششرار كششأرض الششدار ،أو ل يششدخل ولكنششه
يستحق النتفاع به على العادة أي :لن نسبته إلى السششفل أظهششر
منها للعلو أفتى بعضهم بالول ،وبعضهم بالثششاني ،وفصششل بعضششهم
بين سششقف علششى طريششق فيششدخل ،لنششه ل يمكنششه النتفششاع بششه هنششا
فقويت التبعية فيه وسقف على بعششض دار البششائع أي :أو غيششره فل
يششدخل ،إذ ل مقتضششى للتبعيششة هنششا ،وهششذا أوجششه) .حششتى حمامهششا(
المثبت فيها يدخل في بيعها ،لنه من مرافقها دون المنقول لكونه
من نحو خشب وقششدرت الخششبر ،لن الحسششن أن حششتى ابتدائيششة ل
عاطفة ،لن عطف الخاص على العام إنما يكون بالواو كما ذكششره
ابن مالك ويصح جعله مغايرا بأن >ص <449 :يششراد بالحمششام مششا
يشششمل الخشششب المسششمر الششذي ل يسششمى بنششاء فيكششون العطششف
صحيحا )ل المنقول كالدلو والبكرة( بفتح الكششاف وسششكونها مفششرد
بكر بفتحها )والسرير( والدرج والرفوف التي لم تسششمر لخروجهششا
عن اسمها )وتدخل البشواب المنصشوبة( دون )المقلوعشة وحلقهشا(
بفتح الحاء )والجانات( المثبتة كمششا بأصششله ،وهششي بكسششر الهمششزة
وتشششديد الجيششم مششا يغسششل فيششه )والششرف والسششلم( بفتششح اللم
)المسمران ،وكذا السفل من حجري الرحا( إن كان مثبتا فيدخل
)علششى الصششحيح( ،لن الجميششع معششدود مششن أجزائهششا لتصششالها بهششا،
واعترض قوله :كذا بجريان الخلف فششي الثلثششة أيضششا كمششا بأصششله
وأجيب بأنه فهم اختصاصه بما ذكره والولششى أن يجششاب بششأنه إنمششا
فعل ذلك لينبه به على فائدة دقيقة هي أن ضششعف الخلف خششاص
بالخير ل غير.
)والعلى( منهما )ومفتاح غلق( بفتح اللم )مثبت( فيششدخلن )فششي
الصح( ،لنهما تابعان لمثبت ،وفششي معناهمششا كششل منفصششل توقششف
عليه نفع متصل كغطاء التنور وصندوق الطاحون والبئر ودراريششب
الدكان وآلت السفينة قال الدميري عن مشايخ عصره :ومكتوبهششا
ما لم يكن للبائع فيه بقية حق ثششم رده بششأن المنقششول أنششه ل يلششزم
البششائع تسششليمه ،لنششه ملكششه وحجتششه عنششد الششدرك ،وخششرج بششالمثبت
القفال المنقولة فل تدخل هي ومفاتيحها ،ول يدخل ماء بئر الششدار
إل بالنص >ص <450 :ومن ثم وجب شششرط دخششوله لئل يختلششط
بماء المشتري فيقع تنازع ل غاية له كما مششر وبحششث بعضششهم فششي
دار مشتملة على دهليز بششه مخزنششان شششرقي وغربششي بششاع مالكهششا
الشرقي أول وأطلق دخل فيه الجدار الذي بينه وبيششن الششدهليز ،أو
الدهليز أول دخل ذلك الجدار أي :وجدار الغربي أيضا ،أو هما معششا
لرجلين وقبل كل ما بيع منه بطل لستحالة وقوع جميع ما أوجششب
لكل فلم يتوافششق اليجششاب والقبششول ،وفيمششا ذكششره آخششرا نظششر ،إذ
تفريق الصفقة لم يتوافقا فيه إل لفظا وصششح فششي الحششل بقسششطه
فكذا هنا وحينئذ فالشذي يتجشه صشحته لكشل منهمشا فيمشا عشدا ذلشك
الجدار تفريقا للصفقة فيه لتعذر وقوعه لحششدهما ،ول يششدخل وتششر
في قوس ولؤلؤة وجدت ببطن سمكة بل هي للصششياد إل إن كششان
فيها أثر ملك كثقب فتكششون لقطششة أي :للصششياد فيمششا يظهششر ،لنششه
واضع اليد عليها أول ويد المشتري مبنية على يده )و( يدخل )في
بيع الدابة نعلها( ووبرتها لتصالهما بهششا إل إن كانششا مششن نقششد لعششدم
المسامحة بهما )وكذا ثياب العبد( يعني القن التي عليه حالة البيع
تدخل )في بيعه في الصح( للعشرف )قلشت الصشح ل تشدخل ثيشاب
العبد( في بيعه ،ولو ساتر عششورته )واللششه أعلششم( ،إذ ل عششرف فششي
ذلك مطرد وكما ل يدخل سرج الدابششة فششي بيعهششا ول تششدخل نعلششه
وحلقتششه وخششاتمه قطعششا ونششازع السششبكي فششي النعششل بششأنه كششالثوب
وظاهر دخول نحو أنفه وأنملته مششن النقششد ،لنششه مششن أجششزائه كمششا
علم مما مر في الوضوء
)فرع( إذا )باع شجرة( رطبة وحدها ،أو مع نحششو أرض صششريحا ،أو
تبعا كمششا مششر )دخششل عروقهششا( ،وإن امتششدت وجششاوزت العششادة كمششا
شمله كلمهم >ص) <451 :وورقها( ولو يابسين على ما اقتضاه
إطلق الرافعي لكن قضية كلم الكفاية أن الورق كالغصششن ،وهششو
متجه بجامع اعتياد قطع يابس كل منهمششا بخلف العششروق وأوعيششة
نحو طلع وقياسها العرجون تبعا لها ثم رأيت الزركشي بحششث فششي
الشماريخ أنها للبائع قال ،لن العادة قطعها مع الثمرة ا ه وشيخنا
قال :ومثلها أي :أوعية نحو الطلع العرجون فيما يظهر خلفا لمششن
قال إنه لمن له الثمرة ا ه وما علل به الزركشششي مششن أن قطعهششا
مع الثمرة لما اعتيد صيرها مثله وجيه ،وبه يعلم الفرق بينها وبين
الوعية ،لنهششا تنفصششل عنهششا الثمششرة عششادة فتكششون بالغصششن أشششبه
بخلف العرجون وشماريخه ويششأتي فششي أن ذلششك فششي المسششاقات
للعامل ،أو المالك ما يستأنس به لما هنا ،إذ مششا للعامششل كششالثمرة
وما للمالك كالصل فينبغي أن ما صرحوا فيه بشأنه للعامشل يشدخل
هنا وما ل فل) .وفي ورق التوت( البيض النثى المبيعششة شششجرته
في الربيع ،وقد خرج )وجه( أنشه ل يششدخل ،لنششه يقصششد لتربيششة دود
القز ويرد بأنه حيث كششان للشششجرة ثمششر غيششر ورقهششا كششان تابعششا ل
مقصودا فدخل في بيعها ،ومن ثم دخل ورق السدر علششى الصششح،
ويؤيد ذلك أحد احتمالي البيان المنقول عن المششاوردي والرويششاني
في ورق الحناء ونحوه عششدم الششدخول وعللشه بششأنه ل ثمششر لششه غيششر
الورق بخلف الفرصاد ،وبه يعلم أن مششا لششه ثمششر كالفاغيششة يششدخل
ورقه ول يدخل ورق النيلة ،إذ ل ثمر غيره )تنششبيه( نقششل الحريششري
عن أهل اللغة أن التوت اسم للشجر والفرصاد اسم للثمر وغيره
عن الجوهري أن الفرصاد التوت الحمر فقول السبكي أنه التوت
وعبر عنه به ،لنه أشهر ل يوافق شيئا مششن ذلششك إل أن يثبششت أنششه
مشترك ثم رأيت القاموس صرح بما يوافق هذا فإنه قششال التششوت
الفرصاد وقال في الفرصششاد هششو التششوت ،أو حملششه ،أو أحمششره ا ه
فكششل منهمششا مشششترك بيششن الثلثششة )وأغصششانها إل اليششابس( >ص:
<452منها وعوده للثلثشة الشذي أوهمشه المتشن غيشر مشراد وذلشك
لعتياد الناس قطعششه فكششان كششالثمرة أمششا الجافششة فيتبعهششا غصششنها
اليابس ،وفي الخلف بتخفيف اللم ،وهو البششان وقيششل الصفصشاف
خلف منتشر ورجح ابن الستاذ قول القاضي أن منه نوعششا يقطششع
من أصله فتدخل أغصانه ونوعششا يششترك سششاقه ويؤخششذ غصششنه فهششو
كالثمرة وكلم الروضة مشير لذلك
)ويصششح بيعهششا( رطبششة ويابسششة )بشششرط القلششع ،أو القطششع( ويتبششع
الشرط ،فعروقها في الول للمشتري ،وفي الثششاني باقيششة للبششائع،
ونحو ورقها وأغصانها يششدخل مششع شششرط أحششد هششذين وعششدمه ،ولششو
أبقاها مدة مع شششرط أحششد ذينششك لششم تلزمششه الجششرة إل إن طششالبه
البائع بالمشروط فامتنع ،ولو سقط ما قطعه ،أو قلعه على شجر
البائع فأتلفه ضمنه إن علم سقوطه عليشه ،وإل فل ،كشذا أفشتى بشه
بعضهم ،وفيه نظر ظششاهر ،لن التلششف مششن فعلششه فليضششمنه >ص:
<453مطلقا ،والعلم وعدمه إنما يؤثر فششي السششم وعششدمه ،ولششو
أراد مشترط أحد ذينك استئجار المغرس ليبقيها فيه فللقفال فيه
جوابان ،والشذي اسشتقر رأيشه عليششه المنشع بخلف غاصشب اسشتأجر
محل غرسه ليبقيه فيه ،لن المحل هنا بيد المالك وثششم بيششد البششائع
فل يمكن قبضه عن الجارة قبل أحد ذينششك ،وقياسششه أنششه ل يصششح
شراؤه له أيضا فإن قلت لم لم يكن شغله بالشجرة كشغل الدار
بأمتعة المشتري قلت قد يفرق بششأن تلششك يتششأتى التفريششغ منهششا فل
تعد حائل بخلف هذه ،لن القصد باستئجار أو شراء محلهششا إدامششة
بقائها.
)وبشرط البقاء( إن كانت رطبة كما يفهمه قوله :التي ولو كانت
يابسة إلى آخره ،وإل بطل البيع بشرط إبقائها ما لم يكششن غششرض
صششحيح فششي بقائهششا لنحششو وضششع جششذع عليهششا كمششا بحثششه الذرعششي
)والطلق يقتضي البقاء( في الرطبة كما يفهمه ذلك أيضششا ،لنششه
العرف وإن كانت تغلظ عمششا هششي عليششه ،وفيمششا تفششرخ منهششا ،ولششو
شجرة أخرى بناء على دخوله كما يأتي لكن لو أزيل المتبششوع هششل
يزال التابع كما هو شششأن التششابع أو ل ،لنششه بوجششوده صششار مسششتقل
رجح بعضهم الول وبعضهم الثاني ولعله القرب ،لنششه يغتفششر فششي
الدوام في مثل ذلك ما ل يغتفششر فششي البتششداء ولن البششائع مقصششر
بعدم شرط القطع نظير ما يأتي هذا كله إن استحق البائع البقاء،
وإل كأن غصب أرضا وغرسها ثم باعه وأطلششق فقيششل يبطششل الششبيع
وقيششل يصششح ،ويتخيششر مشششتر جهششل ،وهششو الوجششه واختلششف جمششع
متأخرون فششي أولد الشششجرة الموجششودة والحادثششة بعششد الششبيع هششل
تدخل في بيعها ،والذي يتجه الدخول حيششث علششم أنهششا منهششا سششواء
أنبتت من جذعها ،أو عروقها التي بششالرض ،لنهششا حينئذ كأغصششانها
بخلف اللصق بها مع مخالفة منبته لمنبتها ،لنه أجنششبي عنهششا وإذا
دخلت استحق إبقاءها كالصل كما رجحه السبكي مششن احتمششالت
قال ابن الرفعششة ومششا علششم اسششتخلفه كشششجر المششوز ل شششك فششي
وجوب إبقائه وتوقف فيه الذرعي أي :من حيث الجششزم ل الحكششم
كما هو ظاهر >ص <454 :ثم قال وشجر السششماق يخلششف حششتى
يمل الرض ويفسدها ،وفشي لشزوم هشذا بعشد ا ه .ويششرد بششأن البششائع
بتركه شرط القطع مقصر
)والصششح( فيمششا إذا اسششتحق إبقاءهششا )أنششه ل يششدخل( فششي بيعهششا
)المغرس( بكسر الششراء أي :محششل غرسششها ،لن اسششمها ل يتنششاوله
)لكن يستحق منفعته( بل عوض ،وهو ما سششامتها مششن الرض ومششا
يمتد إليه عروقها فيمتنع عليه أن يغرس في هذا ما يضششر بهششا ،ول
يضر تجدد استحقاق للمشتري لم يكن له حالة البيع ،لنششه متفششرع
عن أصل استحقاقه والممتنع إنما هو تجدد استحقاق مبتد فانششدفع
ما لجمع هنا من الشكال ،ولم يحتج لجواب الزركشي الششذي قيششل
فيه إنه ساقط )مششا بقيششت الشششجرة( حيششة هششذا إن اسششتحق البششائع
البقاء ،وإل جاء >ص <455 :ما مششر وبحششث ابششن الرفعششة وغيششره
في بيع بناء في أرض مسششتأجرة معشه ،أو موصششى بمنفعتهششا لششه أو
موقوفة عليه أنه يستحق البقششاء بقيششة المششدة لكششن بششأجرة المثششل
لباقي المدة في الول إن علم ل في الخيرين ،لن المنفعة فيهما
لم يبذل البائع فيها شيئا وأفهم قوله :ما بقيت أنهششا لششو قلعششت لششم
يجز له غششرس بششدلها بخلفهششا إن بقيششت ،ول يششدخل المغششرس فششي
شششجرة يابسششة قطعششا لبطلن الششبيع بشششرط إبقائهششا كمششا مششر فل
يسششتحق إبقاءهششا ،ومششن ثششم قششال )ولششو كششانت( الشششجرة المبيعششة
)يابسة( ،ولم تدخل لكونها غير دعامة مثل )لزم المشتري القلششع(
للعرف
)وثمرة النخل( مثل وذكر ،لنه مورد النشص )المششبيع( بعشد وجودهششا
وكالبيع غيره على ما يأتي في أبوابه مفصل )إن شرطت( كلهششا أو
بعضها المعين كششالربع )للبششائع أو للمشششتري عمششل بششه( تششأبر أم ل،
وكذا لو شرط الظاهر للمشتري وغيششره ،وقششد انعقششد للبششائع وفششاء
بالشرط وإنما بطل البيع بشرط استثناء البششائع الحمششل ،أو منفعششة
شهر لنفسه ،لن الحمل ل يفرد بالبيع ،والطلع يفرد به ولن عششدم
المنفعة يؤدي لخلو المبيع عنها ،وهشو مبطشل )وإل( يششرط ششيء
)فإن لم يتأبر منهشا ششيء فهششي للمشششتري( ،وإن كشان طلششع ذكشر
)وإل( بأن تأبر بعضها ،وإن قل ،ولششو فششي غيششر وقتششه كمششا اقتضششاه
إطلقهم خلفا للماوردي ،وإن تبعه ابن الرفعششة )فللبششائع( جميعهششا
المتأبر وغيره حتى الطلع الحادث بعد خلفا لبن أبي هريرة وذلك
لحديث الشيخين }مششن بششاع نخل قششد أبششرت فثمرتهششا للبششائع إل أن
يشترطها المبتاع{ أي :المشششتري دل منطششوقه علششى أن المششؤبرة
للبائع إل أن يشترطها المشتري ومفهشومه علشى أن غيشر المشؤبرة
للمشتري إل أن يشترطها البائع وكونها لواحششد ممششن ذكششر صششادق
بأن تشرط لشه ،أو يسشكت عشن ذلشك كمشا علشم ممشا تقشرر >ص:
<456وافترقا بالتأبير وعدمه ،لنها في حالششة السششتتار كالحمششل،
وفي حالة الظهور كالولد وإنما دخل قطن ل يتكرر أخذه ،وقد بيع
بعد تشقق جوزه على المعتمششد خلفششا للذرعششي ومششن تبعششه ،لنششه
المقصود بالبيع بخلف الثمششرة الموجششودة فششإن المقصششود بالششذات
إنما هو شجرتها لثمار جميع العوام ،ومن ثم كان ما يتكرر أخششذه
للبائع ،لنه حينئذ كالثمرة وألحق غير المؤبر به لعسر إفراده ،ولم
يعكس ،لن الظاهر أقوى ،ومن ثم تبع باطن الصبرة ظاهرها فشي
الرؤية والتأبير لغة وضع طلع الذكر في طلع النثى لتجيء ثمرتهششا
أجود واصطلحا تشقق الطلع ،ولو بنفسه ،وإن كان طلع ذكر كما
أفاده تعبيره بتأبر خلفا لما توهمه عبششارة أصششله والعششادة الكتفششاء
بتأبير البعض والباقي يتشقق بنفسه وينبث ريح الذكور إليششه ،وقششد
ل يششؤبر شششيء ويتشششقق الكششل وحكمششه كششالمؤبر اعتبششارا بظهششور
المقصود
)وما يخرج ثمره بل نور( بفتح النون أي :زهر بأي لون كان )كششتين
وعنب إن برز ثمره( أي :ظهششر )فللبششائع ،وإل فللمشششتري( إلحاقششا
لبروزه بتشقق الطلع ،ولو ظهر بعض الششتين كشان للبشائع مششا ظهششر
وللمشتري غيره وفارق النخل بأنه ل يتكرر حمله في العام عششادة
فكل ما ظهر من حمل الول فإن فرض تحقششق حمششل ثششان ألحششق
النادر بالعم الغلب والتين يتكرر وإلحاق العنب بششالتين فششي ذلششك
الواقع في كلم الشيخين نقل عن التهششذيب ثششم توقفششا فيششه حملششه
بعضهم على ما يتكرر حمله منه ،وإل فهو كالنخل ،وفيه نظر فششإن
حمله في العام مرتين نادر كالنخل فليكششن مثلششه وقششال المششاوردي
منه ما يورد ثم ينعقد فيلحق بالمشمش وما يبششدو منعقشدا فيلحشق
بالتين )وما خرج في نور ثم سقط( نوره أي :كان من شششأنه ذلششك
بدليل قوله التي ،ولم يتناثر النور ثششم قششوله :وبعششد التنششاثر وتعششبير
أصله بيخرج سالم من ذلك وحكمة عدوله عنه خشية إيهام اتحششاد
هذا مع ما قبله في أن لكل نورا قد يوجد ،وقششد ل ،وليششس كششذلك،
إذ نفي النور عن ذاك نفي له عنه من أصششله كمششا تفهمششه مغششايرة
السششلوب )كمشششمش( بكسششر ميميششه )وتفششاح فللمشششتري إن لششم
تنعقد الثمرة ،وكذا إن انعقدت ،ولم يتناثر النور في الصح( إلحاقا
لها بالطلع قبل تشققه >ص) <457 :وبعد التنششاثر( ،ولششو للبعششض
تكون )للبائع( لظهورها
)ولو باع( نخلة من بستان ،أو )نخلت بستان مطلعة( بكسششر اللم
أي :خرج طلعها )وبعضها( من حيث طلعهششا )مششؤبر( وبعضششها غيششر
مؤبر ،ومؤبر هنا بمعنى متأبر كما علم مما قدمه )فللبائع( جميعها
المؤبر وغيره وإن اختلف النوع لعسر التبع كمششا مششر )فششإن أفششرد(
بالبيع )ما لم يؤبر( من بستان واحد )فللمشتري فششي الصششح( لمششا
مر قيل قضية قوله مطلعة أن غيششر المششؤبر ل يتبششع إل بعششد وجششود
الطلع والصح أنه يتبع مطلقا متى كان من ثمر ذلك العام فحذف
مطلعة بل المسألة من أصششلها للعلششم بهششا ممششا قششدمه أحسششن ا ه
ويرد بأن هششذا تفصششيل لطلق قششوله السشابق فششإن لششم يتششأبر منهششا
شيء إلخ وذاك لم يتعششرض فيششه للطلق فششأفهم أنششه غيششر شششرط
وفششائدة ذكششره بيششان أن الطلع ل يسششتلزم التششأبير )ولششو كششانت(
النخلت المششذكورة )فششي بسششتانين( المششؤبرة بواحششد وغيرهششا بششآخر
)فالصششح إفششراد كششل بسششتان بحكمششه( وإن تقاربششا ،لن مششن شششأن
اختلف البقاع اختلف وقت التأبير ،وكذا ل تبعية إن اختلف العقد،
أو الحمششل ،أو الجنششس والحاصششل أن شششرط التبعيششة اتحششاد >ص:
<458بستان وجنس وعقد وحمل زاد شششارح ومالششك ،وهششو غيششر
محتاج إليه ،إذ يلزم من اختلفه في الصورة التي ذكرها ،وهي أن
يبيع نخله ،أو بستانه المؤبر مششع نخششل ،أو بسششتان لغيششره لششم يتششأبر
تفصيل الثمن ،وهو مقتض لتعدد العقد ويستثنى الورد فل يتبع مششا
لم يظهر منه الظاهر ،وإن اتحدا فيما ذكر ،لن ما ظهر منه يجنى
حال فل يخاف اختلطه ومر أن التين والعنب على ما مر فيه مثله
في ذلك وألحق به الياسمين أي :ونحوه
)وإذا بقيت الثمششرة للبشائع( بشششرط ،أو تشأبير )فششإن ششرط القطشع
لزمه( وفاء بالشرط قال الذرعي وإنما يظهر هذا فششي منتفششع بششه
كحصششرم ل فيمششا ل نفششع فيششه ،أو نفعششه تششافه أي :فالقيششاس حينئذ
بطلن الششبيع بهششذا الشششرط ،لنششه يخششالف مقتضششاه )وإل( يشششترط
القطع بأن شرط البقاء ،أو أطلق )فله تركها إلششى الجششذاذ( نظششرا
للشرط في الولششى والعششادة فششي الثانيششة ،وهششو القطششع أي :زمنششه
المعتاد فيكلف حينئذ أخذها دفعة واحدة ،ول ينتظششر نهايششة النضششج
>ص <459 :وقد ل تبقى إليه كأن تعذر السششقي لنقطششاع المششاء
وعظم ضرر النخل ببقائها وكأن أصابها آفة ،ولششم يبششق فششي تركهششا
فائدة على أحد قولين أطلقاهما ورجحه ابن الرفعة وغيششره وكششأن
اعتيد قطعها قبل نضجها لكن هذه ل تششرد ،لن هششذا وقششت جششذاذها
عادة
)ولكششل منهمششا( أي :المتبششايعين إذا بقيششت )السششقي إن انتفششع بششه
الشجر والثمر( يعني إن لم يضر صاحبه )ول منع للخر( منششه ،لن
المنششع حينئذ سششفه ،أو عنششاد وقضششيته أنششه ليششس للبششائع تكليششف
المشتري السقي ،وبه صرح المام ،لنه لم يلششتزم تنميتهششا فلتكششن
مؤنته على البائع وظاهر كلمهششم تمكينششه مششن السششقي بمششا اعتيششد
سقيها منه وإن كان للمشتري كبئر دخلت في العقد ،وليششس فيششه
أنه يصير شارطا لنفسه النتفاع بملششك المشششتري ،لن اسششتحقاقه
لذلك لما كان من جهة الشرع ،ولو مع الشرط اغتفروه نعم يتجه
أنه ل يمكن من شششغل ملششك المشششتري بمششائه ،أو اسششتعماله لمششاء
المشششتري إل حيششث نفعششه ،وإل فل وإن لششم يضششر المشششتري ،لن
الشرع ل يبيح مال الغير إل عند وجود منفعة بششه ،وكششذا يقششال فششي
ماء للبائع أراد به شغل ملك المشتري من نفششع لششه بششه فششإطلقهم
أنه ل منع مع عدم الضرر يحمل على غير ذلك )وإن ضرهما( كان
لكل منع الخر ،لنه يضر صاحبه من غير نفع يعود إليه فهششو سششفه
وتضييع و )ولم يجز( السقي لهما ،ول لحدهما )إل برضاهما( ،لن
الحق لهما ،واعترضه السبكي بأن فيه إفسشاد المششال ،وهشو حشرام
ثم أجاب بأن المنع لحق الغير ارتفع بالرضا ويبقى ذلششك كتصششرفه
في خالص ملكششه وأجششاب غيششره بحمششل كلمهششم علششى مششا إذا كششان
يضرهما من وجه دون وجه ،وهو أوجه ،لن الجواب الول ل يششدفع
الشكال لن إتلف المال >ص <460 :لغير غرض معتششبر حششرام
سواء ماله ومال غيره بإذنه
)وإن ضر أحششدهما( أي :الثمششر دون الشششجر ،أو عكسششه )وتنازعششا(
أي :المتبايعان في السقي )فسخ العقد( أي :فسخه الحششاكم كمششا
جزم به فششي المطلششب ورجحششه السششبكي خلفششا للزركشششي لتعششذر
إمضائه إل بضرر أحدهما ،وليس أحدهما أولى مششن الخششر ويفششرق
بين هذا وما يأتي آخر الباب أنه ل يحتاج للحاكم بششأن الختلط ثششم
أورث نقصا في عين المبيع فكان عيبا محضا بخلفه هنا فشإن ذات
المبيع سليمة وإنما القصد دفع التخاصم ل إلى غاية ،وهو مختششص
بالحاكم فإن قلت يششرد عليششه مششا يششأتي فششي اختلف المتبششايعين أن
الفاسح أحدهما كالحاكم فقياسه هنا كذلك قلت يفرق بأن التنازع
هنا سببه ضرر متيقن ،وهو إنمششا يزيلششه الحششاكم وثششم سششببه مجششرد
اختلف فمكن كل من الفسششخ لحتمششال أنششه الصششادق ،ويؤيششده أن
فسششخ الكششاذب ل ينفششذ باطنششا )إل أن يسششامح( المالششك المطلششق
التصرف )المتضرر( فل فسخ ،وفيه ما مر من الشكال والجششواب
ومنششع بعضششهم مجيششء ذلششك هنششا لمششا فششي هششذا مششن الحسششان
والمسامحة ،وواضح أن في رضاهما فيما مر ذلك أيضا ،وبه يتضح
ما قدمته )وقيل( يجششوز )لطششالب السششقي أن يسششقي( ،ول مبششالة
بالضرر لدخوله في العقششد عليششه )ولششو كششان الثمششر يمتششص رطوبششة
الشجر لزم البائع أن يقطع( الثمر )أو يسقي( الشجر دفعا لضششرر
المشتري ولو كان السقي يضر أحدهما وتركشه يمنششع زيششادة الخششر
العظيمة فسخ العقد كما أفهمه كلم السبكي ورجحه غيره
)فصل( في بيان بيع الثمر والزرع وبششدو صششلحهما )يجششوز بيششع
الثمر بعد بدو صلحه مطلقا( أي :من غير شششرط قطشع ول تبقيششة،
وهنششا كشششرط البقششاء يسششتحق البقششاء إلششى أوان الجششذاذ للعششادة
)وبشرط قطعه وبشرط إبقائه( >ص <461 :للخبر المتفق عليه
}أنه صلى الله عليه وسلم نهى المتبايعين عششن بيششع الثمششرة حششتى
يبدو صلحها{ ومفهومه الجواز بعد بدوه في الحوال الثلثة لمششن
العاهة حينئذ غالبا )وقبل( بدو )الصلح( في الكششل )إن بيششع( الثمششر
الذي لم يبد صلحه وإن بدا صلح غيششره المتحششد معشه نوعششا ومحل
)منفردا عن الشجر( ،وهو على شجرة ثابتشة )ل يجشوز( الشبيع ،لن
العاهة تسششرع إليششه حينئذ لضششعفه فيفششوت بتلفششه الثمششن مششن غيششر
مقابل )إل بشرط القطششع( للكششل حششال للخششبر المششذكور فششإنه يششدل
بمنطوقه على المنع مطلقا ،خرج المششبيع المشششروط فيششه القطششع
بالجماع فبقي ما عداه على الصل ،ول يقوم اعتياد القطع مقششام
شرطه وللبائع إجباره عليه ومتى لم يطالبه به فل أجرة له ويوجه
بغلبة المسامحة في ذلششك أمششا بيششع ثمششرة علششى شششجرة مقطوعششة
دونها فيجوز من غير شرط قطع ،لن الثمرة ل تبقى عليها فنششزل
ذلك منزلة شرط القطع ومثلها شششجرة جافششة عليهششا ثمششرة بيعششت
دونها ،وورق التوت قبل تناهيه كالثمر قبل بدو الصلح وبعده كهششو
بعده ،وخرج بقوله :إن بيع ما لو وهب مثل فل يجب شرط القطششع
فيه ،وكذا الرهن كما يأتي قبيششل بحششث مششن اسششتعار شششيئا ليرهنششه
وبقوله الثمر بيع بعضه قبل بدو صلحه ،أو بعده لشريكه ،أو غيره
شائعا فيبطل >ص <462 :بشششرط قطعششه إن قلنششا القسششمة بيششع
للربا ،أو مع قطع الباقي لمنافاته لمقتضى العقد
)و( يشترط )أن يكون المقطوع منتفعا بششه( كالحصششرم واللششوز )ل
ككمثرى( وجوز ،وذكر هذا هنا ،لنه قد يغفل عنه ،وإل فهو معلوم
مما مر في البيع فإن قلششت ل نسششلم علمششه منششه ،لنششه يكفششي ثششم
المنفعة المترقبة كما في الجحششش الصششغير ل هنششا قلششت إنمششا لششم
يكف هنا لعدم ترقبها مع وجششود شششرط القطششع فلششذلك اشششترطت
حال والحاصل أن الشرط هنا وثم أن يكون فيششه منفعششة مقصششودة
لغرض صحيح وأما افتراقهما في كون المنفعششة قششد تششترقب ثششم ل
هنا فغيششر مششؤثر للسششتحالة الششتي ذكرناهششا فتششأمله )وقيششل إن كششان
الشجر للمشتري( والثمششر للبششائع كششأن وهبششه ،أو بششاعه لششه بشششرط
>ص <463 :القطع ثم اشتراه منه ،أو باعه الموصى له بششه مششن
الوارث )جاز( بيع الثمرة لششه )بل شششرط( للقطششع لجتماعهمششا فششي
ملك شخص واحد فأشبه ما لو اشتراهما معششا وصششححه الشششيخان
في المساقاة ولكن الصح ما هنا لعموم النهي والمعنى ،إذ المبيع
الثمرة ،ولو تلفت لم يبق في مقابلة الثمن شيء )قلت فإن كششان
الشجر للمشتري وشرطنا القطع( أي :شرطه كما هو الصح )لششم
يجب الوفاء به والله أعلم( ،إذ ل معنشى لتكليفششه قطشع ثمششره عشن
شجره )فإن بيع( الشجر دون الثمر وأمن الختلط ،أو الثمر )مششع
الشجر( بثمن واحششد )جششاز بل شششرط( ،لن المششبيع فششي الول غيششر
متعرض للعاهة والثمرة مملوكة له بحكم الششدوام ولن الثمششر فششي
الثاني تابع للشجر الذي ل تتعرض لششه عاهششة ،ومششن ثششم لششو فصششل
الثمن وجب شرط القطع لششزوال التبعيششة ،ونحششو بطيششخ وباذنجششان
وقثاء كذلك على المنقول المعتمد فل يجب شرط القطع فيششه إن
بيششع مششع أصششله وإن لششم يبششع مششع الرض )ول يجششوز( بيعششه )بشششرط
قطعه( عند اتحششاد الصششفقة ،لن فيششه حجششرا علششى المشششتري فششي
ملكه وفارق بيعها من صاحب الصل بأنها هنا تابعة فاغتفر الغششرر
كأس الجدار )ويحرم( ،ول يصح )بيع الزرع الخضر( ،ولو بقل لششم
يبد صلحه )في >ص <464 :الرض إل بشرط قطعششه( ،أو قلعششه
جميعه للنهي في خبر مسلم عن ذلك فششإن بششاعه وحششده مششن غيششر
شرط قطع ،أو قلع ،أو بشرط إبقائه أو بشرط قطع أو قلع بعضه
لم يصح الشبيع ويشأثم لتعشاطيه عقشدا فاسشدا )فشإن بيشع معهشا( أي:
الرض )أو( بيع وحده بقل بعد بششدو صششلحه ،أو زرع )بعششد اشششتداد
الحب( ،أو بعضه ،ولو سنبلة واحدة كاكتفائهم فششي التششأبير بطلعششة
واحدة ،وفي بدو الصلح بحبة واحدة )جاز بل شرط( كبيع الثمششرة
مع الشجرة في الول وكبيع الثمرة بعد بدو الصلح في الثاني وما
أفهمه المتن من جواز بيعه معها بشرط قطعه ،أو قلعه غير مراد
كما علم من قوله قبيله ،ول يجوز بشششرط قطعششه وسششيأتي أن مششا
يغلب اختلطه أو تلحقه ل بد في صششحة بيعششه مششن شششرط قطعششه
مطلقا )ويشترط لبيعه( أي :الزرع بعد الشتداد )وبيششع الثمششر بعششد
بدو الصلح ظهور المقصود( منه لئل يكون بيع غائب )كتين وعنب
وشعير( وسشلت وكششل مشا يظهششر ثمششره ،أو حبششه كنششوع مششن الششذرة
لحصول الرؤية )وما ل يرى حبه كالحنطة( ونوع من الششذرة ،وكششذا
الدخن نوعان أيضا قال بعضهم والمرئي إنما هو بعض حباته ومششع
ذلك القياس الصحة كما يصشح بيششع نحششو بصششل ظهششر بعضشه ذكشره
القاضي ،وفيششه وقفششة بششل القيششاس فيهمششا تفريششق الصششفقة >ص:
<465فيصح في المششرئي فقششط إن عششرف بقسششطه مششن الثمششن،
وكون رؤية البعض هنششا تششدل علششى البششاقي غششالب ممنششوع نعششم إن
فرض ذلك في نوع بخصوصه لم تبعد الصحة في الكششل نظيششر مششا
يأتي في قصب السكر )والعدس( بفتح الدال )في السنبل( وجوز
القطن قبل تشققه )ل يصح بيعه دون سنبله( لسششتتاره )ول معششه
في الجديد( لستتار المقصود بما ليس من مصششلحته والنهششي عششن
بيع السنبل حتى يششبيض أي :يشششتد كمششا فششي روايششة محمششول علششى
سنبل نحو الشعير جمعا بين الدلة ،وفي النوار ل يجوز بيع الجوز
في القشرة العليششا مششع الشششجر وقياسششه امتنششاع بيششع القطششن قبششل
تشققه ،ولو مع شجره) .ول بأس بكمام( ،وهو بكسششر أولششه وعششاء
نحو الطلع )ل يزال إل عند الكششل( بفتششح الهمششزة وأمششا مضششمومها
فهو المأكول كرمان وطلع نخل وموز وبطيخ وباذنجان ،لن بقششاءه
فيه من مصلحته ومثل ذلك ما يكون بقاؤه فيه سببا لدخاره كأرز
وعلس ومن زعم أن الرز كالشعير إنما هو باعتبار نوع منه كذلك
وإنما لم يصح السلم في الرز والعلس في قشرته >ص<466 :
لما يأتي فيه )وما له كمامان( مثنى كمام استعمال له في المفرد
مجازا ،إذ هو جمع كمامة ،أو كم بكسر أوله فقياس مثنششاه كمششان،
أو كمامتان )كالجوز واللوز والباقل( أي :الفول )يبششاع فششي قشششره
السفل( ،لن بقاءه فيه من مصلحته )ول يصح في العلششى( علششى
الشجر أو الرض لستتاره بما ليس من مصلحته وفارق صحة بيع
قصب السكر في قشره العلى بششأن قشششره سششاتر لكلششه ،وقشششر
القصب لبعضه غالبا فرؤية بعضه دالة على بششاقيه وأيضششا فقشششره
السفل كثيرا ما يمص معه فصار كأنه فششي قشششر واحششد كالرمششان
ويظهر أن الكلم في باقل ل يؤكل معششه قشششره العلششى ،وإل جششاز
كبيع اللوز في قشره العلى قبل انعقاد السفل ،لنه مأكول كلششه
)وفي قول يصح( بيعه في العلى )إن كان رطبا( لحفظه رطوبته
فهو من مصلحته ورجحه كثيرون في الباقل بل نقله الروياني عن
الصحاب والئمة الثلثة والجماع الفعلششي عليششه وحكايششة جمششع أن
الشافعي أمر الربيع بشششرائه لششه ببغششداد معترضششة بششأن الربيششع لششم
يصحبه بها وبفرض صحته فهو مذهبه القششديم ،وقششد بششالغ فششي الم
في تقرير عدم صحة بيعه وسيأتي في إحياء المششوات الكلم علششى
الجماع الفعلي قيل ومثله اللوبيششا ورد بأنهششا مأكولششة كلهششا كششاللوز
قبششل انعقششاد السششفل )وبششدو صششلح الثمششر ظهششور مبششادئ النضششج
والحلوة( بأن يتموه ويلين أي :يصششفو ويجششري المششاء فيششه )فيمششا(
متعلق ببدو وظهور )ل يتلششون ،وفششي غيششره( ،وهششو مششا يتلششون بششدو
صلحه )بأن يأخذ في الحمرة ،أو السواد( ،أو الصششفرة نعششم يؤخششذ
مما قرروه أن المدار على التهيؤ لمششا هششو المقصششود منششه أن نحششو
الليمششون ممششا يوجششد تمششوهه المقصششود منششه قبششل صششفرته يكششون
مستثنى مما ذكششر فششي المتلششون ،وبششدوه فششي غيششر الثمششر باشششتداد
الحب بأن يتهيأ لما هو المقصود منه وكبر القثاء بحيث يجنى غالبا
للكل وتفتح الورد وتناهي نحو ورق التوت والضششابط بلششوغه صششفة
يطلب فيها غالبا وأصل ذلك تفسير أنس الراوي للزهششو فششي خششبر
}نهي عن بيع الثمششرة حششتى تزهششى{ بششأن >ص <467 :تحمششر أو
تصفر )ويكفي بدو صلح بعضه( أي الجنس الواحششد ،وإن اختلفششت
أنواعه )وإن قل( كحبة واحدة ،لن الله تعالى امتششن علينششا بطيششب
الثمار على التدريج ليطول زمن التفكششه فلششو شششرط طيششب الكششل
لدى إلى حرج شديد )ولو باع ثمر بستان ،أو بسششتانين بششدا صششلح
بعضه فعلى ما سبق في التأبير( فل يتبع ما لششم يبششد مششا بششدا إل إن
اتحد الجنس وإن اختلف النششوع واتحششد البسششتان والعقششد والحمششل،
فإن اختلف واحد من هذه لم يصح فيما لم يبد صششلحه إل بشششرط
قطعه )ومن باع ما بدا صلحه( من ثمششر ،أو زرع مششن غيششر شششرط
قطعه ،أو قلعه والصل ملششك للبششائع )لزمششه سششقيه( إن كششان ممششا
يسقى إلى أوان الجذاذ )قبل التخلية وبعدها( قدر ما ينميه ويقيششه
التلف ،لنه من تتمة التسششليم الششواجب فشششرطه علششى المشششتري
مبطل للبيع ،أما مع شرط قطع أو قلع فل يجب سششقي كمششا بحثششه
السبكي إل إذا لم يتأت قطعه إل في زمن طويل يحتاج فيششه إلششى
السقي فيكلفه على الوجه أخذا مششن تعليلهششم المششذكور وإن نظششر
فيه الذرعي ،وأمششا إذا لششم يملششك الصششل بششأن بششاع الثمششرة لمالششك
الشجرة فل يجب أيضا لنقطاع العلق بينهمششا )ويتصششرف مشششتريه
بعدها( أي :التخلية لحصول القبض بها كما مشر مشع بيشان أن بيعهشا
بعششد أوان الجششذاذ يتوقششف القبششض فيششه علششى نقلهششا) .ولششو عششرض
مهلك( ،أو معيب )بعدها( من غير ترك سقي واجب )كششبرد( بفتششح
الراء وإسكانها كما بخطه )فالجديد أنه من ضمان المشتري( لمششا
تقرر من حصول القبض بهششا لخششبر مسششلم }أنششه صششلى اللششه عليششه
وسلم أمر بالتصششدق علششى مششن أصششيب فششي ثمششر اشششتراه{ >ص:
<468ولم يسقط مششا لحقششه مششن ثمنهششا ،فخششبره أنششه أمششر بوضششع
الجوائح إما محمول على الولى ،أو على ما قبل القبض جمعا بين
الدليلين أما إذا عرض المهلششك مششن تششرك البششائع للسششقي الششواجب
عليه فهو من ضمانه ،ولو كان مشتري الثمر مالك الششجر ضشمنه
جزما كما لو كان المهلك نحو سششرقة ،أو بعششد أوان الجششذاذ بزمششن
يعد التأخير فيه تضييعا ،أما ما قبلها فمن ضمان البششائع فششإن تلششف
البعض انفسخ فيه فقط )فلو تعيب( الثمر المبيع منفردا مششن غيششر
مالك الشجر )بششترك البششائع السششقي( الششواجب عليششه بششأن كششان مششا
يسقى منه باقيا بخلف ما إذا فقد )فله( أي :للمشششتري )الخيششار(،
لن التعيب الحادث بترك البائع مششا لزمششه كالسششابق علششى القبششض
>ص <469 :ومن ثم لو تلف به انفسخ العقد كما تقرر )ولو بيششع
قبل( ،أو بعد بدو )صلحه بشششرط قطعششه ،ولششم يقطششع حششتى هلششك
فششأولى بكششونه مششن ضششمان المشششتري( ممششا لششم يشششرط قطعششه
لتفريطه ،ومن ثم قطع بعضهم بكششونه مششن ضششمانه ،وقطششع بعششض
آخر بكششونه مششن ضششمان البششائع قششال الذرعششي ل وجششه لششه إذا أخششر
المشتري عنادا )ولو بيع ثمر( ،أو زرع بعد بدو الصششلح ،وهششو ممششا
يندر اختلطه ،أو يتساوى فيه المران أو يجهل حشاله صشح بشششرط
القطع والبقاء ومع الطلق ،أو مما )يغلب تلحقه واختلط حادثششة
بالموجود( بحيث ل يتميزان )كتين وقثاء( وبطيخ )لششم يصششح إل أن
يشششترط المشششتري( يعنششي أحششد العاقششدين ويششوافقه الخششر )قطششع
ثمششره( ،أو زرعششه عنششد خششوف الختلط فيصششح الششبيع حينئذ لششزوال
المحذور فإن لم يتفق قطششع حششتى اختلششط فكمششا فششي قششوله )ولششو
حصششل الختلط فيمششا ينششدر( فيششه الختلط ،أو فيمششا يتسششاوى فيششه
المران ،أو جهل فيه الحال )فششالظهر أنششه ل ينفسششخ الششبيع( لبقششاء
عين المبيع وتسليمه ممكن بالطريق التي فزعم المقابششل تعششذره
ممنششوع ،وإن صششححه المصششنف فششي بعششض كتبششه وأطششال جمششع
متأخرون في أنه المذهب )بل يتخير المشششتري( إذا وقششع الختلط
قبل التخلية ،لنه كعيب حدث قبل التسليم ،ومنه يؤخذ اعتماد مششا
دل عليه كلم الرافعي أنه خيششار عيششب فيكششون فوريششا ،ول يتوقششف
على حاكم لصدق حد العيششب السششابق عليششه فششإنه بششالختلط صششار
ناقص القيمة لعدم الرغبة فيه حينئذ وقال كثيرون :على الششتراخي
ويتوقف على الحاكم ،لنه لقطع النزاع ل للعيب )فإن سمح( بفتح
الميم )له البائع بما حدث( بهبة ،أو إعششراض ويملششك بششه أيضششا هنششا
بخلفه عن الفعل لتوقع عودها للبششائع ،وإن طششالت المششدة )سششقط
خياره في الصح( لزوال المحششذور ،ول أثششر للمنششة هنششا ،لنهششا فششي
ضمن عقد ،وفي مقابلة عدم فسخه.
وقضششية كلمششه كأصششله والروضششة وأصششلها >ص <470 :تخييششر
المشتري أول حششتى تجششوز لشه المبششادرة بالفسششخ فششإن بششادر البششائع
وسششمح سششقط خيششاره قششال فششي المطلششب ،وهششو مخششالف لنششص
الشافعي والصحاب على أن الخيششار للبششائع أول ورجحششه السششبكي
وغيره ويوجه بأن الخيار مناف لوضع العقد فحيث أمكن الستغناء
عنه لم يصر إليه ،ووجبت مشاورة البائع أول لعله يسمح فيسششتمر
العقد ،ويجري ما ذكر في شراء زرع بشششرط القطششع ،ولششم يقطششع
حتى طال ونحو طعام ،أو مائع اختلط بمثله بما ل يتميز عنه قبششل
القبض بخلف نحو ثوب أو شاة بمثله فإن العقد ينفسخ فيه ،لنششه
متقوم فل مثل له يؤخذ بدله أما لو وقع الختلط بعششد التخليششة فل
انفساخ أيضا ،ول خيار بل إن اتفقا على شششيء فششذاك ،وإل صششدق
المشتري ،إذ اليد بعدها له في قدر حق الخر ،ولو اشترى شجرة
عليها ثمر للبائع ففي وجشوب ششرط القطشع عنشد خشوف أو وقششوع
الختلط ما مر نعم إن تشاحا هنششا فسششخ العقششد ويششوجه بششأن اليششد
للبائع على ثمرته وللمشتري على ما حششدث فتعارضششتا ،ول مرجششح
فلم يصدق أحدهما في قدر حق الخر هنششا فتعيششن انفسششاخ العقششد
>ص <471 :بخلفه فيما مر )تنبيه( ما ذكر فششي الششزرع إذا طششال
هو ما جزم به غير واحد تبعا للمتولي قال ،لن زيادة الزرع زيششادة
قدر ل صفة فكانت حتى السنابل للبائع بخلف ما لو شرط القلششع
فإن الزيادة للمشتري ،لنه ملك الكل ا ه وهو وجيششه مششدركا لكششن
الذي يصرح به كلم المام وغيره أن الزيادة للمشتري في شششرط
القطع أيضا ،ويؤيده قول الشيخين أن القطن الذي ل يبقششى أكششثر
من سنة كالزرع فششإذا بششاعه قبششل خششروج الجششوزق ،أو بعششده وقبششل
تكامل القطن وجب شششرط القطششع ثششم إن لششم يقطششع حششتى خششرج
الجوزق فهو للمشتري لحدوثه على ملكه قال الذرعي ،وهذا هششو
المختار وإن نششازع فيششه ظششاهر النششص )ول يصششح بيششع الحنطششة فششي
سششنبلها بصششافيه( مششن التبششن )وهششو المحاقلششة( مششن الحقششل بفتششح
فسكون جمع حقلششة ،وهششي السششاحة الششتي تششزرع سششميت محاقلششة
لتعلقها بزرع في حقل )ول( بيع )الرطب على النخششل بتمششر ،وهششو
المزابنة( من الزبن ،وهو الدفع سميت بذلك لبنائها على التخميششن
الموجب للتدافع والتخاصم وذلششك لنهيششه صششلى اللششه عليششه وسششلم
عنهما رواه الشيخان وفسرا في رواية بما ذكششر ،ووجششه فسششادهما
ما فيهما من الربا مع عدم الرؤيششة فششي الولششى ،ومششن ثششم لششو بششاع
زرعا غير ربوي بحب ،أو برا صافيا بشعير وتقابضششا فششي المجلششس
جاز ،إذ ل ربا وصرح بهذين لتسميتهما بما ذكر ،وإل فقد علما مما
مر في الربششا وتششوطئة لقششوله )ويرخششص فششي( بيششع )العرايششا( جمششع
عرية ،وهي ما يفرد للكل لعروها عن حكم بششاقي البسششتان >ص:
) <472وهو( أي :بيعهششا المفهششوم مششن السششياق كمششا قششدرته )بيششع
الرطب( وألحق به الماوردي وغيره البسر ،لن الحاجة إليه كهششي
إلى الرطششب )علششى النخششل بتمششر( ل رطششب )فششي الرض ،أو( بيششع
)العنب( وإلحاق الحصرم به الذي زعمه شارح قياسا على البسششر
غلط كما قاله الذرعي لبدو صلح البسر وتنششاهي كششبره فششالخرص
يدخله بخلف الحصرم فيهمششا ونقششل السششنوي لششه عششن المششاوردي
مردود بأن الصواب عنه البسر فقششط )فششي الشششجر بزبيششب( لخششبر
الصحيحين }أنه صلى الله عليه وسلم نهششى عششن بيششع الثمششر{ أي:
بالمثلثة ،وهو الرطب بالتمر أي بالفوقية }ورخص في بيع العريششة
أن تباع بخرصها{ أي :بالفتح ويجوز الكسر مخروصها يأكلها أهلها
رطبا وقيششس بششه العنششب بجششامع أنششه زكششوي يمكششن خرصششه ويششدخر
يابسششه ،وزعششم أن فيششه نصششا باطششل ومنششع القيششاس فششي الرخششص
ضششعيف ،وذكششر الرض للغششالب لصششحة بيششع ذلششك بتمششر ،أو زبيششب
بالشجر كيل ل خرصا وأخذ شششارح بمفهششومه فقششال وأفهششم كلمششه
المتناع إذا كان كل من الرطب ،أو التمر على الشششجر أو الرض،
وهو كذلك ا ه وإنما يجوز بيع العرايا في تمر لششم تتعلششق بششه زكششاة
كأن خرص عليه وضمن ،أو كان دون النصاب ،أو مملوكا لكششافر و
)فيما دون خمسة أوسق( بتقدير جفافه المششراد بخرصششها السششابق
في الحديث بمثله تمرا مكيل يقينا لخبرهما أيضا }رخص فششي بيششع
العرايا في خمسة أوسششق ،أو دون خمسششة أوسششق{ ودونهششا جششائز
يقينا فأخذنا به ،لنها للشك مع أصل التحريم وأفهم الششدون إجششزاء
أي نقص كان والصح أنه ل بد من نقص قدر يزيد على ما يقع بششه
التفاوت بين الكيليششن غالبشا كمششد فلششو بيششع رطشب ،وهشو دون ذلشك
باعتبششار الخششرص لششم يجششب انتظششار تتمششره ،لن الغششالب مطابقششة
الخرص للجفاف فإن تتمر وظهر فيه التفاوت أكثر ممششا يقششع بيششن
الكيليششن بششان بطلن العقششد .ومحششل البطلن فيمششا فششوق الششدون
المذكور إن كان في صششفقة واحششدة )و( أمششا )لششو زاد( عليششه )فششي
صفقتين( وكل منهما دون الخمسشة فل بطلن وإنمشا )جشاز( ذلشك،
لن كل عقد مستقل ،وهو دون الخمسة وتتعششدد الصششفقة هنششا بمششا
مر فلو باع ثلثة لثلثششة كششانت فششي حكششم تسششعة عقششود )ويشششترط
التقابض( في المجلس ،لنه بيع مطعوم بمثلششه ويحصششل )بتسششليم
التمر( ،أو الزبيب إلى البششائع ،أو تسششلمه >ص <473 :لششه )كيل(،
لنه منقول ،وقد بيع مقدرا فاشترط فيه ذلك كما مر فششي مبحششث
القبض )والتخلية في النخل( الذي عليه الرطششب ،أو الكششرم الششذي
عليه العنب وإن لششم يكششن النخششل بمجلششس العقششد لكششن ل بششد مششن
بقائهما فيه حتى يمضي زمن الوصول إليه ،لن قبضه إنما يحصل
حينئذ فإن قلت هذا ينششافيه مششا مششر فششي الربششا أنششه ل بششد فيششه مششن
القبض الحقيقي قلت ممنوع بل هذا في غير المنقول ،وهو قبضه
الحقيقي وما وقع في أصل الروضة مما يوهم اشتراط حضورهما
عند النخل غير مراد وذلك ،لن غرض الرخصة بقششاء التفكششه بأخششذ
الرطب شيئا فشيئا إلى الجذاذ فلو شرط فششي قبضششه كيلششه فششات
ذلك )والظهر أنه( أي :البيع المماثل لما ذكر )ل يجوز فششي سششائر
الثمار( لتعذر خرصها باستتارها غالبشا ،وبشه فشارقت العنشب )وأنشه(
أي :بيع العرايا )ل يختص بالفقراء( ،وإن كانوا هم سششبب الرخصششة
لشكايتهم له صلى الله عليه وسلم أنهم ل يجدون شششيئا يشششترون
به الرطب إل التمر ،لن العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السششبب
وبششأن ذلششك حكمششة المشششروعية ،ثششم قششد يعششم الحكششم كالرمششل
والضطباع وهم هنا من ل نقد بأيديهم