You are on page 1of 36

‫الستثمار فى مصر‬

‫الواقع والمأمول‬
‫د‪.‬مصطفى عيد مصطفى ابراهيم‬
‫‪Dr.mousteid@yahoo.com‬‬
‫موضوع الدراسة‪:‬‬
‫الستثمار هو تلك العملية التى يقوم بها أحد أطراف النشاط القتصادى )افراد‪-‬‬
‫مشروعات‪ -‬دولة( والتى تتمثل فى خلق رأس مال أو زيادة حجم الموجود منه‬
‫بهدف الحصول على مزيد من الشباع فى المستقبل ‪ ،‬او خلق اموال انتاجية‬
‫لزيادة الدخل فى فترات لحقة ‪ .‬ويتخذ القرار الستثمارى بناءا على تقدير‬
‫التكاليف الحالية لعوامل النتاج وعلى تحقيق الشباع بعد فترة من الزمن حيث‬
‫يكون الستثمار منتجا اذا كان الشباع المتوقع منه أكبر من التكاليف الحالية ‪،‬‬
‫ول يعد منتجا اذا تغلبت التكاليف على الشباع المتوقع منه‪ .‬وتشير الدراسات‬
‫الى أن مصر بحاجة الى نحو ‪ 30‬بليون دولر استثمارا اضافيا لتحقيق معدل‬
‫نمو سنوى قدره ‪ . %13-12‬وفى اشارة أخرى الى أن معدل النمو المستهدف‬
‫للحد من البطالة وخلق فرص عمل جديدة والحد من ظاهرة الفقر هو ‪ %8‬وان‬
‫هذا يتطلب استثمارات قدرها ‪ 10‬مليارات دولر سنويا ‪ ،‬ال أن معدل الدخار‬
‫الحالى ل يستطيع ال تحقيق معدل نمو )حقيقى( قدره ‪ .1%4‬ولكى يتم خلق بيئة‬
‫مواتية لجذب الستثمارات المحلية والجنبية لبد من توفر مجموعة من‬
‫المحددات ) العوامل (القتصادية وغير القتصادية ‪ ،‬وترتكز المحددات‬
‫القتصادية على مجموعة من السياسات النقدية )سعر الفائدة‪ -‬سعر الصرف‪-‬‬
‫الئتمان والسيولة وسعر الخصم والحتياطى( والسياسات المالية ) الموازنة‬
‫العامة للدولة ( والسياسات التجارية التى تتعلق بالصادرات والواردات اما‬
‫المحددات غير القتصادية فتشمل مجموعة من السياسات المؤثرة على‬
‫‪ -11‬مصطفى احمد مصطفى)دكتور(‪ ،‬التحديات الدولية والقليمية امام مصر فى مواجهة القرن القادم‪ ،‬معهد‬
‫التخطيط القومى‪ ،‬القاهرة ‪ . 1994 ،‬وللمزيد راجع رسالة الباحث للدكتوراة " اثر ربط الستثمارات والمعونات‬
‫القتصادية الخارجية بالمعايير البيئية على التنمية المتواصلة بمصر‪ ،‬معهد البيئة ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫المدخلت الساسية للقتصاد من تعليم وصحة وسياسات التشغيل والجور‬
‫بجانب عوامل سياسية واجتماعية وثقافية ‪ ،‬ولكل منها تاثيراته على حجم ونوع‬
‫الستثمار بمصر ‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫يعد الستثمار‪ 1‬محددا رئيسيا لعملية التنمية ‪ ،‬لتأثيراته على الدخل القومى‬
‫والناتج والعمالة والهيكل القتصادى برمته‪ ،‬وتكمن المشكلة فى انخفاض‬
‫الستثمار المحلى نتيجة انخفاض الدخل والنتاج وعجز الموازنة وميزان‬
‫المدفوعات مما يميل بالدولة تجاه التمويل التضخمى او الدين العام ‪ ،‬وكذا‬
‫لنخفاض الستثمار الجنبى لتقلص الفرص الستثمارية والعائد على الستثمار‬
‫وانخفاض التنمية البشرية وغياب الشفافية وازدياد الفساد وغيره من المور التى‬
‫تقف عائقا امام المزيد من الستثمار الجنبى‪. 2‬‬
‫فروض الدراسة‪:‬‬
‫توجد أزمة استثمار فى مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السياسات القتصادية محدد للستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫يتضمن البحث خمسة مباحث ‪ ،‬الول يتضمن مفهوم الستثمار ومحدداته‬
‫وأنواعه وعلقة الستثمار بالنمو ‪ ،‬ومفهوم السياسات القتصادية ‪ .‬ثم المبحث‬
‫الثانى فى مطلبين ‪،‬الول‪ :‬يوضح العلقة المتبادلة بين السياسات القتصادية‬
‫والستثمار‪ ،‬والثانى نتعرض فيه لزمة الستثمار فى مصر ‪ .‬ثم المبحث الثالث‬
‫الذى يتعرض لسيناريو الوضع الحالى للسياسات القتصادية ‪Business As‬‬
‫‪ ، Usual‬فالمبحث الرابع الذى يتعرض لسيناريو الوضع الفضل ‪Best‬‬
‫‪ Case Scenario‬وتاثيراته المحتملة على وضع الستثمار ومسيرة التنمية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬الستثمار ليس هدفا فى حد ذاته ‪ ،‬ولكن أهميته تأتى من دوره فى العملية النتاجية من خلل النهج‬
‫النمائى‬
‫‪ -2‬للمزيد راجع رسالة الباحث للدكتوراه" اثر ربط الستثمارات والمعونات القتصادية الخارجية بالمعايير‬
‫البيئية على التنمية المتواصلة بمصر" ‪ ،‬معهد البيئة ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪. 2007 ،‬‬

‫‪2‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫المستدامة فى مصر‪ .‬وأخيرا فى المبحث الخامس نتعرض لمجوعة من النتائج‬
‫والتوصيات‪.‬‬

‫المبحث الول‬
‫الستثمارومحدداته وأنواعه وعلقته بالنمو‬
‫رأس المال والستثمار فى الفكر القتصادى‪:1‬‬
‫يتعين التفرقة فى بادىء المر بين ثلثة مفاهيم لرأس المال‪ :‬الول هو رأس‬
‫المال الفنى وهو مجموعة الموال التى سبق انتاجها والتى تستخدم فى عملية‬
‫النتاج من أجل خلق المنتجات بنوعيها الستهلكى والنتاجى وزيادة انتاجية‬
‫العمل‪.‬الثانى هو مجموعة القيم النقدية المسماه برأس المال المحاسبى والثالث هو‬
‫رأس المال القانونى ‪ ،‬وبالنسبة لمجال البحث يهتم الباحث برأس المال الفنى‬
‫وهو ما تقسمه النظرية القتصادية الى قسمين الول هو رأس المال الثابت‬
‫والثانى هو رأس المال المتداول‪ ،‬حيث يستند معيار التفرقة الى طبيعة التحول‬
‫الفنى والقتصادى الذى يطرأ على رأس المال اثناء عملية النتاج‪ ،‬فرأس المال‬
‫الثابت هو الذى يستخدم مرات عديدة فى النتاج دون أن يطرأ تحول على هيكله‬
‫الفنى‪ ،‬أما المتداول فهو الذى ل يمكن أن يستخدم ال مرة واحدة فى النتاج يدخل‬
‫بعدها فى تركيبة السلعة او الخدمة المنتجة وبذلك يتغير الهيكل الفنى تماما‪.‬‬
‫وبهذا يتكون رأس المال الثابت ) الصول النتاجي( من اللت وأدوات العمل‬
‫والتجهيزات الفنية والمبانى والمنشات الصناعية‪ .‬أما المتداول )رأس المال‬
‫الجارى( فيشمل المواد الولية والوسيطة والوقود والطاقة المحركة والسلع‬
‫خلل عملية النتاج والمخزون‪ .‬ان رأس المال كعامل من عوامل النتاج ‪ -‬على‬
‫خلف العمل والموارد الطبيعية اللذان يعتبران عاملى انتاج أوليين ‪ -‬يتكون من‬
‫أموال سبق انتاجها وبمعنى اخر انه لم يخلق من العدم وهذا الخلق يتم عن طريق‬

‫‪ - 1‬للمزيد راجع مؤلف الستاذ الدكتور احمد جامع " النظرية القتصادية " ‪ ،‬ومؤلف الستاذ الدكتور فرج‬
‫عزت " النظرية القتصادية" ودكتور راشد البراوى فى تطور الفكر القتصادى‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫ما يسمى بتكوين رأس المال أو بتراكم رأس المال أو بالستثمار‪،‬أى توجيه جزء‬
‫من الموارد القتصادية لخلق رأسمال بأشكاله المختلفة وعدم توجيها الى خلق‬
‫سلع وخدمات استهلكية مما يؤدى الى زيادة القدرة او الطاقة النتاجية للقتصاد‬
‫القومى مما يسمح بانتاج كميات من المنتجات الستهلكية فى المستقبل اكبر من‬
‫تلك التى حرم منها المجتمع فى الحاضر‪.‬‬
‫هناك ثلث أساليب لحقن الستثمارات الجديدة ‪ ،1‬اما الستثمار بمعدلت ثابتة‬
‫او بمعدلت متناقصة او بمعدلت متزايدة ‪ ،‬ويرى ‪ Hayek‬ان هناك مجموعة‬
‫من العوامل تتحكم فى هذا على المستوى الجزئى مثل تكلفة النقل والتسليم‬
‫وأسعار الموردين وتقلبات سعر الفائدة وتكلفة التمويل‪ ،‬أما ‪Heyenes -‬‬
‫‪1936‬فيرى أن القرار الستثمارى يعتمد على الجانب السلوكى والتوقعات ‪،‬وهو‬
‫ما يفسر الوضع الدخارى والستثمارى فى مصر الى حد كبير‪ ،‬أما النظرية‬
‫النيوكلسيكية فقدمت نموذج لمحددات الرصيد المثل لرأس المال ‪ ،‬ولم تقدم‬
‫نموذج لمحددات الستثمار) معدل سرعة المشروع الستثمارى فى النتقال من‬
‫الرصيد الحالى الى الرصيد المثل(‪ .‬وأكتشف النيوكلسيك ان الرصيد المثل‬
‫لرأس المال يتحدد عند تساوى النتاجية الحدية لرأس المال مع تكلفة رأس‬
‫المال)سعر الفائدة الحقيقى( وعند هذه النقطة تصبح الستثمارات الجديدة مساوية‬
‫صفر ‪ .‬أما نظرية ‪ Tobin‬فترى أنه اذا زادت القيمة السوقية للرصيد القائم‬
‫لرأس المال‪ /‬تكلفة أحلله عن الواحد الصحيح يعد الستثمار مربحا‪ .‬أما‬
‫الدبيات الحديثة فتدخل عنصر " عدم اليقين" ‪ 2 Uncertainty‬فى نظريات‬
‫الطلب على الستثمار بفعل عدم قابلية القرار الستثمارى للرجوع فيه‪ ،‬وأساس‬
‫هذه الحجة أن السلع الرأسمالية غالبا ما تمثل قرار المشروع وعادة ماتنخفض‬
‫قيمتها اذا ما تقرر اعادة بيعها ‪ ،‬لذلك فان الرجوع فى القرار الستثمارى بعد‬
‫‪ 1‬راجع فى هذا المطبوعات الصادرة عن المعهد العربى للتخطيط بالكويت والمنشورة على شبكة المعلومات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ *2‬تفسر هذه النظرية الى حد كبير اسباب تذبذب حجم الستثمار بمصر‪ ،‬كما تفسر ايضا اسباب ازدياد حالت‬
‫الندماج والستحواذ ‪ ،‬ففضل عن انخفاض اسعارها سواء من خلل السعر المعروض او بسبب انخفاض قيمة‬
‫العملة ‪ ،‬حيث يعتمد المستثمر على شراء سلع موجودة بالفعل بالسوق المصرى مستقرة وتم العتماد عليها‬
‫وحاجة السوق الى تطويرها‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫تحمل تكاليف بداية المشروع يكون أكثر كلفة من الستثمار اليجابى ولذلك‬
‫يجب أن تتعدى قيمة الوحدة من رأس المال تكلفة الشراء والتركيب لصعوبة‬
‫قرار تصفية المشروع ‪ ،‬وادخلت هذه النظرية ايضا عدم التيقن من السياسات‬
‫المتبعة والنتظار لحين توفر درجة كبيرة من التيقن‪.‬‬
‫محددات الستثمار‪:‬‬
‫الدافع للستثمار يحدده عوامل كثيرة منها مستوى التقدم الفنى ونوعية السكان‬
‫والدخل القومى والمقارنة بين سعر الفائدة والكفاية الحدية ونفقة الستبدال‬
‫وهيكل الضرائب ‪ ،‬وعموما فان هذه المحددات هى‪:‬‬
‫المحددات )العوامل ( القتصادية الداخلية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وهى مجموعة السياسات والقوانين المتصلة بالهيكل القتصادى من صادرات‬


‫وواردات وأستثمار وانتاج والسياسات المالية من ضرائب ونفقات واعفاءات‬
‫ومزايا والسياسات النقدية التى تؤثر على سعر الصرف والفائدة وسقوف‬
‫الئتمان وكمية النقود ومستويات السعار وهناك السياسات المرتبطة بالمداخل‬
‫الساسية بالقتصاد‪.‬‬
‫محددات )سياسات داخلية ( أخــــرى‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وتتمثل فى المحددات القانونية المتصلة بحقوق التملك والنتقال والحماية من‬


‫المصادرة والتأميم وحقوق الملكية الفكرية والتشريعات المحفزة على‬
‫الستثمار ‪ ،‬ومحددات سياسية تشير الى الستقرار السياسى والشفافية‬
‫والمشاركة وحرية التعبير والمركزية واللمركزية ودور المؤسسات المختلفة‬
‫فى اتخاذ القرارات‪ ،‬ومحددات اجتماعية وثقافية متمثلة فى منظومة القيم ذات‬
‫المرجعيات الدينية والعادات والتقاليد التى تؤثر على الميل للدخار والستثمار‬
‫والستهلك ‪ ،‬وأخيرا محددات بيئية من خلل المنع او المنح او الضريبة للحفاظ‬
‫على علقة النسان بالبيئة‪.‬‬
‫ج‪-‬محددات متعلقة بالمستثمر‪:‬‬

‫‪5‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫وهى عوامل ل ينبغى تجاهلها حيث توجد عوامل تتعلق بالمستثمر ذاته والبلد‬
‫التى يعيش فيها ‪ ،‬من حيث الفرص الستثمارية فى بلده ونسبة ارباحه بها‪،‬‬
‫والقيود البيئية والتشريعية ودور نقابات العمال ومستويات الجور والمزايا‬
‫العينية للعاملين ودرجة المنافسة وفائض السيولة والرغبة فى الختراق‬
‫والسيطرة وكسب السواق ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وعموما فأن القرار الستثمارى يتوقف على مقدار الفرص الستثمارية المتاحة‬
‫من ناحية‪ ،‬وعلى العائد المتوقع من الستثمار من ناحية اخرى‪ .‬فالفرص‬
‫الستثمارية تلعب دورا هاما وحاسما فى تحديد نمط واتجاهات الستثمار‪،‬‬
‫وكذلك على العائد المتوقع من الستثمار ويتمثل فى عائد المخاطرة نتيجة‬
‫استخدام راس المال‪ ،‬وعائد التفضيل النقدى والذى يعرف ايضا بجزاء التضحية‬
‫بالسيولة‪.‬‬
‫انواع الستثمار‪:‬‬
‫هناك الستثمار المنتج وغير المنتج‪ ،‬والستثمار من وجهة نظر الفرد او‬
‫القتصاد القومى‪ ،‬والستثمار الصافى والجمالى والستثمار للحلل‪،‬‬
‫والستثمارات المشتقة والمستقلة ‪ ،‬والعام والخاص الذى ينقسم بدوره الى‬
‫استثمار غير مباشر فى الوراق المالية والبورصة ول يزيد من الطاقة النتاجية‬
‫‪ ،‬والمباشر والذى يتمثل فى انتقال رؤوس الموال الجنبية مقترنة بعنصرى‬
‫التنظيم والدارة بالضافة الى توفير قدرات تسويقية لتعويض النقص فى هذه‬
‫العناصر فى البلدان التى ينتقل اليها فضل عن نقل اللت والمعدات‬
‫والتصميمات الهندسية والتركيبات الفنية والخدمات الفنية والمعارف الدارية‬
‫والتنظيمية والتسويقية‪.‬‬
‫ومن حيث السباب الدافعة للستثمار ‪ ،2‬هناك الستثمار الباحث عن السوق أو‬
‫الكفاءة او الموارد الطبيعية او الباحث عن اصول استراتيجية ‪ ،‬فالستثمار‬
‫‪ *1‬تتوقف الفرص الستثمارية على المكانيات الحالية والكامنة فى القتصاد ومدى القدرة على استغللها ‪،‬‬
‫ومدى القدرة على التعريف بها واظهارها للمستثمرين‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع فى هذا ‪ ،‬استراتيجية تنمية الستثمار الجنبىالمباشر الى مصر ‪ ،‬حسين عبد المطلب السرج‪ ،‬كتاب‬
‫القتصادى ‪ ،‬اغسطس ‪ 2005 ،‬وتقرير النكتاد عن الستثمار العالمى ‪.2006‬‬

‫‪6‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫الباحث عن السواق من شأنه أن يساهم فى ارتفاع معدلت النمو فى الدولة‬
‫المضيفة للستثمار عن طريق زيادة رصيد راس المال كما ان له اثارا توسعية‬
‫على التجارة فى مجالى النتاج والستهلك وذلك بزيادة صادرات الدولة‬
‫المضيفة وزيادة وارداتها من مدخلت النتاج والسلع الواردة اليها من الدول‬
‫المصدرة للستثمار‪ .‬وهناك الستثمار الباحث عن الكفاءة فى الداء ويتميز هذا‬
‫النوع من الستثمارات باثاره التوسعية على تجارة الدولة المضيفة كما يؤدى‬
‫الى تنويع صادراتها فضل عن اثاره التوسعية على الستهلك عن طريق‬
‫استيراد كثير من مدخلت النتاج ‪ .‬وهناك الستثمار الباحث عن الثروات‬
‫الطبيعية وخاصة فى مجال البترول والغاز والمواد الولية الخرى ويشجع هذا‬
‫النوع زيادة الصادرات من المواد الولية وزيادة الواردات من السلع الراسمالية‬
‫ومدخلت النتاج الوسيطة والمواد الستهلكية‪ .‬اما النوع الخير فهو الستثمار‬
‫الباحث عن اصول استراتيجية مثل الستثمار فى مجال البحوث والتطوير وهو‬
‫استثمار ذو اثر توسعى على التجارة من خلل التاثير على النتاج والستهلك‬
‫وله تاثيرات على مهارات العمالة وعلى صادرات الخدمات والمعدات من البلد‬
‫المصدر للستثمار‪.‬‬
‫تمويل الستثمار‪:‬‬
‫يتم خلق استثمارات جديدة اما من خلل المدخرات المحلية او المدخرات‬
‫الجنبية ‪ .‬أما المدخرات المحلية فهى متغيرات داخلية )المدخرات العائلية‬
‫ومدخرات قطاع العمال والهيئات القتصادية أضافة الى تنشيط أدوات ادخارية‬
‫جديدة مثل تنوع صناديق الستثمار وعدم اقتصارها على قطاع البنوك فقط ‪،‬‬
‫وتوسيع دائرة تطبيق التأمين الجتماعى فى قطاع المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والتامين الصحى والتمويل العقارى ( ‪ ،‬اما المدخرات الجنبية هى‬
‫متغيرات خارجية وتعادل صافى الصادرات بالسالب ‪ .‬وتشير البيانات الى‬
‫محدودية فجوة الموارد المحلية بصفة عامة والتى ل تتجاوز نسبتها للناتج‬
‫المحلى الجمالى ‪4‬ر ‪ %1‬فى عام ‪ 2005/2006‬ككككك ككك‬

‫‪7‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫كككك ككككككك كككككك ككككك كككك كك‬
‫كككككك ككككككك ككككككككك ككك ككك‬
‫ككككك ككككككك ككك كك ككك كككككككك‬
‫ككك ككككككك ككككككك كككك كككككك‬
‫ككككككك ككك كككك ككككك‬
‫الستثمار والنمو القتصادى‪:‬‬
‫الستثمار هو الشكل النهائى من مراحل تكوين رأس المال النتاجى‪ .‬كما أن‬
‫مستوى تكوين رأس المال له دوره الحاسم فى تحقيق النمو القتصادى‪ ،‬كما انه‬
‫معيارا من معايير التمييز بين الدول النامية والمتقدمة ‪ ،‬ويظهر هذا الدور‬
‫الحاسم من خلل التأثير على مستوى النتاج والدخل القومى ومستوى العمالة‪.‬‬
‫العلقة بين تكوين رأس المال والنتاج ‪ :‬وهى العلقة التى تتحدد باستخدام‬
‫معامل راس المال‪ ،‬ويوضح هذا المعامل العلقة بين رأس المال والنتاج‬
‫المحقق بالطبع خلل فترة زمنية معينة وفى شكل قيمة نقدية على الغلب ‪،‬‬
‫وهناك المعامل المتوسط لرأس المال الذى يشير الى العلقة بين رأس المال‬
‫المستخدم والناتج او الدخل المحقق‪ ،‬وهناك المعامل الحدى لراس المال الذى‬
‫يوضح العلقة بين مقدار الزيادة )التغير( فى راس المال المستخدم والذى يمكن‬
‫التعبير عنه بالستثمارات الضافية والزيادة المقابلة لذلك فى الناتج او الدخل ‪.‬‬
‫ويولى القتصاديون المعامل الحدى لرأس المال أهمية أكبر فى التعبير عن النمو‬
‫القتصادى ‪ ،‬فهو يحدد الستثمار الضرورى من أجل الوصول لمستوى انتاجى‬
‫معين‪ ،‬فضل عن أنه يوضح النتيجة أو الضافة التى ترتبت على وحدة‬
‫الستثمار الضافى‪.‬‬
‫الستثمار والدخل القومى‪ :‬وتحدد العلقة من خلل ما يعرف بمبدأى المضاعف‬
‫والمعجل ‪،‬فمضاعف الستثمار يوضح تأثير الزيادة فى النفاق الستثمارى على‬
‫الدخل القومى‪ ،‬وهو عبارة عن المعامل الرقمى الذى يحدد الزيادة فى الدخل‬
‫القومى الناتجة عن تزايد الستثمارات وهى زيادة متضاعفة وتتجاوز الزيادة فى‬

‫‪8‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫مقدار النفاق الستثمارى لما يؤدى اليه من حدوث موجات متتابعة من اعادة‬
‫النفاق على المنتجات الستهلكية‪ .‬أما فكرة المعجل وأثره على الدخل القومى‬
‫فهى مرتبطة بالستثمار المشتق او التابع من خلل تأثير التغير فى حجم الطلب‬
‫على المنتجات الستهلكية او النهائية على التغير الذى يحدث فى الطلب على‬
‫اموال النتاج اللزمة لنتاج هذه المنتجات)اى الستثمارات المشتقة كنتيجة‬
‫لتحول جزء من المدخرات الى الستثمار المنتج(‪ .‬وعليه يوضح تأثير تغير‬
‫الطلب الستهلكى والدخل القومى على التغير فى حجم الستثمار المشتق مع‬
‫توقف هذا على عوامل اخرى مثل الطاقة النتاجية واللت والمخزون‪.‬‬
‫الستثمار والتوظف‪ :‬وهنا يجب ان يتعدى مفهوم التوظف عنصر العمل فقط‬
‫ليشمل كافة الموارد القتصادية وهو ما يوطد العلقة بين الستثمار والعمالة‬
‫بمفهوم أوسع‪ ،‬ال ان المشكلة فى ان تحقيق هدف التوظف يتصارع مع تحقيق‬
‫أهداف أخرى خاصة التضخم ‪ ،‬وعموما فأن الستثمار ومايشمله من زيادة فى‬
‫النفاق العام والقيام بالمشروعات والتوسع فى الشغال العامة وانشاء المصانع‬
‫والتوسع فى النتاج والمساهمة فى زيادة مرونة الهيكل القتصادى ‪ ،‬كل هذا‬
‫يساعد أو يحقق حالة من التوظف الكامل المر الذى يزيد من عوائد عوامل‬
‫النتاج فيزيد الدخل القومى ‪.‬‬
‫أما السياسات القتصادية ‪ ،‬فهى مجموعة القواعد والقوانين والجراءات التى‬
‫ترتبط او تؤثر فى السياسات النقدية )سعر الصرف والفائدة والخصم ونسب‬
‫الحتياطى والسيولة( والسياسات المالية واداتها الموازنة العامة من نفقات‬
‫وايرادات ودورها فى استغلل الموارد الطبيعية وزيادة النتاج وعلج الكساد‬
‫وتحقيق التوظف والتنمية القتصادية ثم مجوعة السياسات المرتبطة بالصادرات‬
‫والواردات والنتاج والستهلك‪ .‬وكذلك مجموعة السياسات المرتبطة بالمداخل‬
‫الساسية للقتصاد مثل سياسة تنمية الموارد البشرية والتوظيف والجور‬
‫ومواجهة الفقروالتامين الجتماعى والسياسات الموجهة لزيادة انتاجية القطاع‬
‫الخاص وتاثير ذلك على الستثمار‬

‫‪9‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫المبحث الثانى‬
‫المطلب الول‬
‫العلقة المتبادلة بين السياسات القتصادية والستثمار‬
‫سعر الفائدة والستثمار‪:‬‬
‫تشير نظرية تكلفة التعديل الحدية ‪ Marginal Adjustment Costs‬أن‬
‫المشروعات تتبع أسلوب الوصول التدريجى الى الرصيد المثل لرأس المال‬
‫وتحكمها فى ذلك التكلفة الحدية لرأس المال)سعر السلع الستثمارية التى ترتبط‬
‫عكسيا مع الكفاءة الحدية للستثمار(‪ ،‬فكلما زاد الستثمار ارتفعت التكلفة الحدية‬
‫لرأس المال وانخفضت الكفاءة الحدية للستثمار حتى تصل الى مستوى سعر‬
‫الفائدة الحقيقى وعندها نصل الى المستوى المثل لراس المال‪ .‬أما الكفاءة الحدية‬
‫للستثمار فتتساوى مع معدل العائد على المشروع وهى تساوى ايضا الفارق ما‬
‫بين النتاجية الحدية لرأس المال والتكلفة الحدية لرأس المال‪ .‬وأن الفرق بين‬
‫النتاجية الحدية لرأس المال وسعر الفائدة يمثل القوة وراء نمو رصيد رأس‬
‫المال أو تراجعه ‪ .‬وهناك نموذج " الكبح والعمق المالى " حيث يعتمد هذا‬
‫النموذج على اسعار فائدة مرتفعة لتحفيز النمو القتصادى ) حيث ان‬
‫القتصاديات النامية بوجه عام تعانى من تحديد أسعار الفائدة اداريا عند‬
‫مستويات منخفضة( الناتجة من عدم وجود أوعية ادخارية متطورة وبالتالى فان‬
‫الستثمار يتوقف على قدرة الفراد على الدخار الذاتى)الستثمار والدخار‬
‫الذاتى( ‪ ،‬مما يعنى ان تحفيز الدخار والستثمار يستوجب تحرير أسعار الفائدة‬
‫مما يؤدى الى زيادة الدخار والئتمان والى التخصيص الكفء للموارد المالية‬
‫لدى القطاع المالى بما يسهم حتما الى معدلت نمو اقتصادى اعلى ‪ ،‬ولذلك فان‬
‫الستثمار يتناسب طرديا مع سعر الفائدة الحقيقى)عكس وجهة نظر الكلسيك(‪.‬‬

‫سعر الصرف والستثمار‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫المشكلة تكمن فى عدم الستقرار الذى يصيب سعر الصرف ‪ ،‬ويقال أن هناك‬
‫أزمة سعر صرف اذا حدث انخفاض كبير فى قيمة الصرف أو اجبار السلطات‬
‫النقدية للتدخل من خلل بيع العملت الجنبية لحماية سعر الصرف أو من خلل‬
‫رفع كبير فى سعر الفائدة ) لجذب العملة المحلية(‪ .‬ويرجع هذا اما للدور النفسى‬
‫والتوقعات ‪ ،‬او لعدم التساق بين أساسيات القتصاد الكلى وسعر الصرف نتيجة‬
‫ارتفاع فى عجز الميزانية يتم تمويله من خلل" خلق النقود" او مايسمى‬
‫بالتمويل عن طريق العجز التضخمى فيؤدى بدوره الى ارتفاع فى القيمة‬
‫الحقيقية لسعر الصرف وتدهور فى ميزان المدفوعات يستدعى تخفيض شديد‬
‫فى قيمة العملة ‪ ،‬وان هذا يهز ثقة المتعاملين سواء بالعملة المحلية او الجنبية‬
‫المر الذى يؤدى الى حدوث اهتزازات كبيرة فى حركة الستثمارات المحلية‬
‫والجنبية‪.‬‬
‫الئتمان والستثمار‪:1‬‬
‫سياسة الئتمان المحلى هى احد اهم انساق السياسة النقدية ‪ ،‬والبنوك التجارية‬
‫هى الجهة التى لديها القدرة على خلق الئتمان ولكن لخطورة هذا العمل فانها‬
‫تعمل فى اطار سياسة نقدية عامة يضعها البنك المركزى ومن ثم يكون الرتباط‬
‫فى اطار مدى ارتباط السياسة النقدية باستقرار السعار والتاثير فى الناتج‬
‫العينى‪ .‬فى ضوء تطور وظيفة النقود وعدم اقتصارها على تيسير المبادلت فقط‬
‫وذلك كما ذكرت النظرية الكمية مع التسليم ) كما اوضحت الثورة الكينيزية‬
‫ومساهمات هيكس وموديجيليلنى وفريدمان وباتنكين وسيرايوسكى ( بان النقود‬
‫ليست هى المتغير القتصادى الوحد الذى يؤثر فى المستوى العام للسعار‬
‫حيث ان هناك عوامل اخرى مثل التغير التكنولوجى وتغيرات الطلب الكلى‬
‫والعوامل النفسية ‪ .‬والواقع ان الئتمان له تاثيراته على مستويات السعار وعلى‬
‫ميزان المدفوعات وعلى الستثمار وعلى النمو ‪ .‬ويمكن دراسة الئتمان من‬
‫خلل معرفة حجم السيولة المحلية للناتج المحلىالجمالى ) هل هناك انكماش ام‬
‫‪ -1‬فرج عبد الفتاح فرج ) دكتور(‪ ،‬الئتمان المحلى واثره على بعض المتغيرات القتصادية الكلية فى ظل‬
‫القانون ‪ 88‬لسنة ‪ ، 2003‬الجمعية المصرية للقتصاد والحصاء والتشريع‪ ،‬القاهرة ‪. 2005 ،‬‬

‫‪11‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫توسع( ‪ ،‬ثم التعرض للهيكل النسبى لتوزيع الئتمان المحلى على القطاعات‬
‫المستفيدة ) مقدم للحكومة ‪ ،‬لقطاع العمال العام‪ ،‬لقطاع العمال الخاص‪،‬‬
‫للقطاع العائلى ( ‪ ،‬وقد يكون من الفضل خفض الوزن النسبى للئتمان الممنوح‬
‫للقطاع العام ) حكومة وقطاع اعمال عام( ‪ ،‬على ان يوجه ذلك الخفض الى‬
‫زيادة مماثلة فى الوزان بالنسبة للقطاع الخاص والعائلى‪ .‬كما يمكن العمل‬
‫بمنهج اسعار الفائدة التفاضلية بحسب طبيعة القطاع القتصادى الذى سيوجه اليه‬
‫الئتمان ‪ ،‬على ان يتم منح اسعار فائدة منخفضة للقطاعات النتاجية التى من‬
‫شانها تحقيق التوسع الراسمالى بما يمكن من طرح سلع وخدمات جديدة ويمكن‬
‫ايضا من فتح فرص عمل جديدة وتنوع القاعدة النتاجية‪.‬‬
‫الموازنة العامة والستثمار‬
‫‪ -‬هناك عدة مهام رئيسية للموازنة ومن اهمها الحد من الفقر ودعم الفقراء‬
‫‪ 1‬من خلل تحقيق الستقرار القتصادى الكلى وتحقيق معدل متسارع للنمو‬
‫القتصادى وتوفير الخدمات الجتماعية الساسية وعمل برنامج شامل‬
‫للتحويلت ولشبكات المان الجتماعى‪ ،‬وبهذا فان هذا الدور للموازنة‬
‫يستهدف تنفيذ منهج اقتصادى ومنهج راس المال البشرى ومنهج الرفاهة‬
‫الجتماعية ‪ ،‬حيث يمكن للنفاق العام ان يساهم فى تحقيق معدل مرتفع للنمو‬
‫القتصادى عن طريق النفاق الستثمارى ‪ ،‬وكذلك يقوم بتوفير الخدمات‬
‫الجتماعية من تغذية وتعليم وصحة وبنية اساسية ومساعدات اجتماعية ومن‬
‫ثم يجب اعادة تخصيص النفاق العام بما يحقق الهداف السابقة للحد من‬
‫الفقر وتحقيق التنمية البشرية لتوسيع الختيارات وزيادة المشاركة الفعالة‬
‫وهذه المور لها تاثيرات ايجابية على الستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬عجز الموازنة ‪ ،‬والعجز الهيكلى بالموازنة هو زيادة النفقات عن‬
‫اليرادات مما يؤدى الى الدين الداخلى والخارجى واصدار اذون الخزانة‬
‫مما يقلص من فرص الستثمار واتاحة الموال للقطاع الخاص‪ .‬او اللجوء‬
‫‪ - 1‬هدى صبحى )دكتور(‪ ،‬نيفين كمال)دكتور(‪ ،‬دور الموازنة العامة للدولة فى دعم الفقراء‪ ،‬مؤتمر ادارة‬
‫الموازنة العامة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪. 2002 ،‬‬

‫‪12‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫الىالتمويل التضخمى عن طريق اصدار مزيد من النقود مما يزيد من التدفق‬
‫النقدى امام التدفق السلعى فيزيد من السعار مما يقلص من الفرص‬
‫الستثمارية لرتفاع تكلفة عوامل النتاج ‪.‬‬
‫المطلب الثانى‬
‫أزمة الستثمار فى مصر‬
‫شهدت الفترة الخيرة تزايد تدفق رؤوس الموال الخارجية الى مصر وذلك‬
‫بسبب تزايد حجم السيولة المالية عالميا الناجمة عن تطبيق الحكومات لسياسات‬
‫مالية تتوافق وقواعد السوق والفوائض البترولية واتباع قطاع الشركات العالمى‬
‫لسياسات ادخار فعالة مع زيادة النمو والدخل فى بعض الدول النامية ‪ ،‬مما أدى‬
‫الى حدوث نوعا من الوفرة تضغط لفتح فرص لتوظيفها ‪ .‬كما كانت هناك بعض‬
‫التطورات التى شهدتها الساحة الداخلية منها التطورات اليجابية فى القتصاد‬
‫المصرى وزيادة الفرص الستثمارية نتيجة تطبيق برنامج الخصصة وبيع‬
‫شركات القطاع العام أو نشاط سوق المال‪ ،‬ولذلك زادت الستثمارات المباشرة‬
‫التى تقيم منشات جديدة او تستحوذ على منشات قائمة او غير مباشرة‬
‫كأستثمارات فى سوق المال ‪،‬كما أشار تقرير وزارة الستثمار الى ان صافى‬
‫الستثمار الجنبى المباشر فى مصر بلغ ‪2‬ر ‪ 3‬مليار دولر خلل الربع الول‬
‫من العام المالى ‪ 2007 -2006‬وكانت قيمة هذه الستثمارات قد ارتفعت من ‪1‬ر‬
‫‪ 2‬مليار دولر فى العام المالى ‪ 2004-2003‬الى نحو ‪1‬ر ‪ 6‬مليار دولر عام‬
‫‪ .2006-2005‬وان صافى الستثمارات الجنبية فى قطاع البترول بلغت ‪8‬ر ‪1‬‬
‫مليار دولر وفى القطاعات غير البترولية بلغت ‪27‬ر ‪ 4‬مليار دولر‪ .1‬ومع هذا‬
‫التطور فل يمكن انكار وجود أزمة استثمار فى مصر ‪ ،‬فى ظل تقلص حجم‬
‫المساعدات الجنبية الى مصر ككك كككك ككككك ككككك‬
‫ككككككك ككككككككك كككككككك كك ككك‬
‫‪ 2006‬ان مصر كانت فى المركز الثانى فى عام ‪ 1995-1994‬بصافى‬

‫‪ - 1‬تقرير الهيئة العامة للستثمار‪ -‬حالة الستثمار الجنبى فى مصر – ‪. 2006‬‬

‫‪13‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫مساعدات ‪2‬ر ‪ 2‬بليون دولر وهو ما يعادل ‪8‬ر ‪ % 3‬من صافى المساعدات‬
‫الثنائية عالميا ‪ ،‬ثم تراجعت الى المركز الخامس فى عام ‪ 2000-1999‬بقيمة‬
‫بلغت ‪2‬ر ‪ 1‬بليون دولر والمعادل ل ‪5‬ر ‪ %2‬من المساعدات الثنائية عالميا‬
‫وأخيرا أصبحت فى المركز الثامن عشر فى عام ‪ 2005-2004‬بقيمة واحد‬
‫بليون وبنسبة تعادل ‪3‬ر ‪ %1‬من المساعدات الثنائية عالميا ‪ ،‬وفى ظل تراجع‬
‫القدرة على القتراض لما حدث فى الساحة العالمية من أزمات عديدة من جراء‬
‫عدم القدرة على سداد القروض وظهور أزمة المديونية فضل عن ما تسببه‬
‫المديونيات من ارهاق للقتصاد المصرى من خلل القساط والفائدة )خدمة‬
‫الدين( ولهذا ظهرت أهمية الستثمارات المحلية والجنبية خاصة المباشرة منها‪.‬‬
‫ال أنه ومع هذا النتعاش الذى نلحظه فى الونة الخيرة فان القتصاد المصرى‬
‫ل يزال يعانى من أزمة استثمار أهم ملمحها هى ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬نظرة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشرات النكتاد‪ 1‬لمقارنة أوضاع الستثمار الجنبى المباشر من خلل "‬
‫مؤشر أداء القطر فى جذب الستثمار الجنبى المباشر" الذى يقيس الوضع القائم‬
‫للقطر من حيث حصته الفعلية من تدفقات الستثمار الجنبى المباشر الوارد‬
‫عالميا منسوبة الى حصة القطر من الناتج المحلى الجمالى للعالم‪ ،‬ويحتسب‬
‫بمتوسط ثلث سنوات‪ .‬أما المؤشر الثانى فهو " مؤشر امكانات القطر لجذب‬
‫الستثمار الجنبى المباشر" الذى يقيس قدرة القطر المستقبلية على جذب‬
‫الستثمار الجنبى المباشر وذلك من خلل ‪ 12‬مكونا يشمل معدل نمو الناتج‬
‫المحلى الجمالى ‪ ،‬متوسط دخل الفرد‪ ،‬نسبة الصادرات الى الناتج المحلى‬
‫الجمالى‪،‬انتشار خطوط الهاتف الثابت والنقال‪،‬متوسط استهلك الفرد من‬
‫الطاقة‪ ،‬نسبة النفاق على البحوث والتطوير للناتج المحلى الجمالى‪ ،‬نسبة‬
‫الملتحقين بالدراسات العليا لجمالى السكان‪ ،‬التصنيف السيادى للقطر ونسبة‬
‫القطر من صادرات الموارد الطبيعية للعالم ونسبة استيراد قطع الغيار للجهزة‬
‫‪ - 1‬راجع تقرير النكتاد " تقرير الستثمار العالمى ‪ 2006‬وايضا مناخ الستثمار فى الدول العربية ‪-2005‬‬
‫‪ ، 2006‬المؤسة العربية لضمان الستثمار‪ -‬الكويت ‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫الكهربائية والسيارات للعالم ونسبة صادرات القطر من الخدمات للعالم ونسبة‬
‫القطر من الرصيد التراكمى للستثمار الجنبى المباشر الوارد للعالم‪ .‬ومن ستة‬
‫عشرة دولة عربية من أصل ‪ 140‬دولة على مستوى العالم وكان ترتيب مصر‬
‫وفقا لمؤشر أداء القطر فى جذب الستثمار الجنبى ‪ 124‬لعام ‪ 2003‬و ‪108‬‬
‫لعام ‪ 2004‬أما وفقا للمؤشر الثانى فكانت مصر رقم ‪ 73‬لعام ‪ 2002‬ورقم ‪75‬‬
‫لعام ‪ . 2003‬وبناءا على تقاطع المؤشرين صنفت النكتاد مصر فى عام ‪2002‬‬
‫وفق مجموعة الدول دون امكاناتها والتى تتميز باداء منخفض وامكانات عالية‬
‫وفى عام ‪ 2003‬ضمن مجموعة الدول ذات الداء المنخفض والمكانات‬
‫المنخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسن هذا الوضع فى تقرير الستثمار العالمى لمؤتمر المم المتحدة للتجارة‬
‫والتنمية لعام ‪ 2006‬حيث احتلت مصر المركز رقم ‪ 66‬لعام ‪ 2005‬فى مؤشر‬
‫قياس نصيب الدولة الفعلى من تدفقات الستثمار الجنبى المباشر نسبة الى‬
‫نصيبها من الناتج المحلى الجمالى للعالم‪.‬‬
‫‪ -‬ان مستويات الستثمار المحققة ما زالت بعيدة كل البعد عن المستويات‬
‫المستهدفة لتحقيق معدلت نمو حقيقية تصل الى ‪ %10-%8‬بشكل يمكنها من‬
‫تلبية الحتياجات الضرورية للسكان فى مجالت الصحة والتعليم والسكان‬
‫والنقل وتشجيع الصناعات المتطورة وتضييق الفجوة المعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -‬أبرز تقرير البنك الدولى أربعة تحديات تواجه عملية الستثمار فى مصر وهى‬
‫الفساد والشكال الخرى من السلوك النفعى وتحول المال العام الى مال خاص‪،‬‬
‫الشكوك التى تثار حول مصداقية السياسات الحكومية‪ ،‬غياب المشاركة الشعبية‬
‫لخلق مجتمع أكثر انتاجية وذو قدرة على الختيار واتخاذ القرار‪ ،‬والحاجة الى‬
‫مرونة السياسات وملءمتها للوضاع المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل تعثر السداد بالبنوك والتى تصل الى اكثر من عشر الف حالة وما‬
‫يثيره من شكوك فى أداء الجهاز المصرفى والقيام بدوره فى عملية الستثمار‬

‫‪15‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫وهروب المدخرين الى وسائل اخرى كالمضاربات العقارية ومضاربات‬
‫البورصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الحجم‬
‫ان هذا التحسن يرجع بنسبة كبيرة الى زيادة تدفقات الستثمار الجنبى المباشر‬
‫عالميا ‪ ،‬حيث شهد عام ‪ 2005‬ارتفاعا بنسبة ‪ %29‬لكى يصل الى ‪ 916‬مليار‬
‫دولر تقريبا وكان نصيب الدول المتقدمة منه نحو ‪ 540‬مليار دولر والبلدان‬
‫النامية نحو ‪ 376‬مليار دولر‪ ،‬بل ان الستثمار الجنبى المباشر بين بلدان‬
‫الجنوب سجلت رقما قياسيا حيث تعدى ‪ 120‬مليار دولر‪ .‬وان افريقيا قد‬
‫حصلت على ‪ 31‬مليار دولر وبمعدل نمو بلغ ‪ %80‬فى عام ‪ 2005‬ولكن هذه‬
‫النسبة لم تتعدى ‪ %3‬من مجموع الستثمارات المباشرة فى العالم وظل هذا‬
‫الستثمار مقصور على عشرة دول تقدمتها جنوب اريقيا بحوالى ‪4‬ر ‪ 6‬مليار‬
‫دولر ومصر بحوالى ‪4‬ر ‪ 5‬مليار دولر‪.1‬‬
‫‪ -‬ورغم ارتفاع نسبة المدخرات المحلية ) حوالى ‪600‬مليار جنيه فى مايو‬
‫‪ (2007‬ال ان معدلت الدخار المحلية مازالت دون المستوى المستهدف‬
‫لتمويل الستثمار الذاتى ‪ ،‬فضل عن ان معظم هذه المدخرات يلتهمه الدين‬
‫الداخلى حيث تلجأ اليه الحكومة لتمويل عجز الميزانية مما يقلص فرصة‬
‫القطاع الخاص فى القتراض والستثمار‪ ،‬فضل عن عدم قدرة الجهاز‬
‫المصرفى ذاته على استثمار مالديه من ودائع‪.‬‬
‫‪ -‬ل يمكن ان تجاهل معدلت التضخم العالمية وانخفاض القوة الشرائية‬
‫لحجم الموال المتدفقة الى مصر وان العبرة بحجم العمال وليس بحجم‬
‫الموال‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث النوع‬
‫‪ -‬هناك فوائض كبيرة بالقتصاد المحلى ل توجه للستثمار المنتج فى مصر‬
‫ولكن تذهب للمضاربات والستثمار العقارى الذى يعد استثمارا من وجهة نظر‬

‫‪World Investment Report 2006 -1‬‬

‫‪16‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫الفرد او المشروع دون حدوث أى قيمة مضافة)متراكمة( على مستوى القتصاد‬
‫القومى‪ ،‬وانفاق اموال طائلة على التصالت غير الضرورية ) يساهم العلم‬
‫والعلن على هذا فى ظل العولمة وتلشى الحدود من خلل ثورة المعلومات‬
‫والتصالت( مما يمثل ضياع فرص حقيقية للستثمار وانعدام القدرة على زيادة‬
‫النتاج وتلبية الحتياجات الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬تقلص الستثمارات الحقيقية فى التنمية البشرية عبرالهتمام بالمداخل الرئيسية‬
‫للقتصاد من خلل الهتمام بالتعليم والصحة والسكان والنقل وهى مفاتيح‬
‫حقيقية لجذب وتشجيع الستثمارات المحلية والجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬مازال هناك تشوه فى هيكل الستثمار فى مصر حيث يتجه الى القطاعات‬
‫الولية وقطاعات الطاقة وقطاعات التصالت والعقارات وليس الى القطاع‬
‫الصناعى فى شكل اعادة توطن الصناعات فى مصر او خلق صناعات جديدة‬
‫واقتصر الى حد كبير على عمليات الدمج والستحواذ ) حوالى مليار دولر فى‬
‫‪ ( 2005‬او لصالح صناعات ملوثة للبيئة )مثل صناعة السمنت( او لتعميق‬
‫الحتكار وارتفاع السعار ومناهضة المنافسة)صناعة السمنت والصلب(‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتطور الستثمار الجنبى المباشر حسب النشاط ‪ ،1‬نجد استحواذ قطاع‬
‫البترول على نسبة تقترب من ‪ %75‬فى النصف الول من ‪ 2004/2005‬ونسبة‬
‫‪ %56‬من النصف الول من عام ‪ 2005/2006‬وان نسبة الستثمار الحنبى‬
‫المباشر فى النصف الول من عام ‪ 2004/2005‬للستثمار المحلى بلغت ‪%27‬‬
‫والى الناتج المحلى الجمالى بلغت ‪ %4‬وفى النصف الول من عام‬
‫‪ 2005/2006‬بلغت بالنسبة للستثمار المحلى ‪8‬ر ‪ %32‬والى الناتج المحلى‬
‫الجمالى ‪5‬ر ‪.%5‬‬

‫رابعا ‪ :‬من حيث التشريع‪:‬‬

‫‪ - 1‬يتضح خلل الفترة من ‪ -70‬الى الن ازدياد الستثمارات الموجهة تجاه الصناعات الملوثة فى مصر ‪،‬راجع‬
‫فى هذا تطور الصناعات الملوثة فى مصر من عام ‪2000-1970‬للدكتور محمد ابراهيم الشافعى‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫يلحظ – بسهولة‪ -‬تعدد التشريعات المتعلقة بالستثمار بمصر ‪ ،‬وهذا التعدد‬
‫سواء من الجهات التى يتم التعامل معها ‪ ،‬أو من خلل اصدار القوانين‬
‫والتشريعات ولكل اثاره على حجم ونوعية الستثمار ‪ ،‬حيث يسيطر عنصر عدم‬
‫التقين والنتظار حتى تستقر السياسات مما يقلص من حجم الستثمار‪ ،‬وعلى‬
‫صعيد اخر فان تعدد التشريعات وعدم استقرارها يجذب المستثمر غير الجاد‬
‫الذى يتبنى سياسة ‪.1HIT AND RUN‬‬
‫خامسا ‪ :‬من حيث قياس الهمية النسبية للستثمار الجنبى فى‬
‫مصر‪.‬‬
‫يمكن قياس هذا من خلل معرفة نسبة الستثمار الجنبى المباشر الى تكوين‬
‫راس المال الثابت والتى بلغت نحو ‪9‬ر ‪ % 8‬فى المتوسط خلل الفترة من ‪-92‬‬
‫‪ 1997‬ونحو ‪7‬ر ‪ %5‬عام ‪ 1999‬ثم انخفضت فى عام ‪ 2003‬لتبلغ نحو ‪ %2‬ال‬
‫انها عاودت الرتفاع مرة اخرى فى اعوام ‪ .2 2007-2005‬كما يمكن قياس‬
‫الهمية النسبية ايضا من خلل معرفة تطور نسبة تدفقات الستثمار الجنبى‬
‫المباشر الى الناتج المحلى الجمالى ولكن المشكلة هنا تكمن فى انخفاض الناتج‬
‫المحلى الجمالى ومن ثم قد ترتفع هذه النسبة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الوضع الحالى للسياسات القتصادية ‪Business As Usual‬‬
‫نحن أمام مجتمع نقدى يميل الى الحتفاظ بالموال ) هناك تحول ملحوظ فى هذا‬
‫المر ( ‪ ،‬ولدينا ضعف فى العمق المصرفى واهتزاز فى الثقافة المصرفية‬
‫مؤشرها حسابات مصرفية مفتوحة لدى البنوك تتراوح بين ‪ 10‬مليون حساب –‬
‫مقابل ‪ 30‬مليون حساب فى الدول المتقدمة ذات الكثافة السكانية القل ‪ ،‬كما‬

‫‪ - 1‬تم انشاء الهيئة العامة للستثمار العربى والمناطق الحرة فى عام ‪ 1971‬وصدر القانون رقم ‪ 65‬لسنة ‪1971‬‬
‫ثم توالت اصدارات القوانين المنظمة لعملية الستثمار فى مصر فصدرت قوانين فى اعوام ‪،1977 ، 1974‬‬
‫‪ ، 2000 ، 1999 ، 1997 ، 1995 ،1989 ،1981‬و ‪. 2005‬‬
‫‪ - 2‬راجع رسالة الباحث للدكتوراه بمعهد البيئة حول اثر ربط الستثمارات والمعونات القتصادية الخارجية‬
‫بالمعايير البيئية على التنمية المتواصلة بمصر ‪ ،‬ومؤلف حسين عبد المطلب السرج حول استراتيجية تنمية‬
‫الستثمار الجنبى المباشر الى مصر‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫تنخفض الخدمات التى تقدمها البنوك الى حوالى ‪ 35‬خدمة فى مقابل ‪ 450‬خدمة‬
‫بالبنوك بالدول المتقدمة ‪.‬‬
‫وعن اهم تطورات السياسة النقدية التى شهدها القتصاد المصرى منذ بداية‬
‫التسعينات كانت على الوجه التالى ‪-:‬‬
‫تحرير وتوحيد سعر صرف الجنيه المصرى تتحدد بشكل‬ ‫•‬
‫واقعى من خلل قوى العرض والطلب فى سوق الصرف الجنبى‪.‬‬
‫تحرير أسعار الفائدة المصرفية بهدف الوصول الى اسعار فائدة‬ ‫•‬

‫واقعية تتحدد من خلل قوى العرض والطلب ) تراوحت اسعار الفائدة‬


‫من ‪5‬ر ‪ %17‬عام ‪ 1999‬الى نحو ‪5‬ر ‪ %10‬عام ‪ 2006‬ونحو ‪5‬ر‬
‫‪ %9‬فى عام ‪.(2007‬‬
‫الغاء كافة السقوف الئتمانية‪.‬‬ ‫•‬
‫تم استخدام أذون الخزانة العامة منذ عام ‪ 1991‬كأداة لتفعيل‬ ‫•‬
‫دور السياسة النقدية حيث تم طرح أذون الخزانة العامة للكتتاب من‬
‫قبل البنوك وشركات التامين والهيئات والفراد بسعر فائدة يحدد وفقا‬
‫لقوى السوق وذلك لمتصاص فائض السيولة وتمويل عجز الموازنة‬
‫العامة للدولة بدل من الدوات الخرى التضخمية‪.‬‬
‫تم ربط سعر الخصم لدى البنك المركزى بأسعار الفائدة على‬ ‫•‬

‫أذون الخزانة لتشجيع الطلب على الئتمان وأتاحة المزيد من السيولة‪.‬‬


‫تم تخفيض نسبة الحتياطى النقدى بالعملة المحلية وتخفيض‬ ‫•‬

‫نسبة السيولة بهدف توفير فائض سيولة لدى البنوك‪.‬‬


‫تطوير أداء البورصة‪.‬‬ ‫•‬

‫أما عن تطورات معدلت التضخم فلقد نجح برنامج التثبيت فى أوائل التسعينات‬
‫فى العمل على خفض معدل التضخم بعد ان قارب ‪ %20‬فى بداية التسعينات‪.‬‬
‫جدول)‪ (1‬معدلت التضخم فى مصر ما بين ‪2006-1990‬‬
‫معدل التضخم‬ ‫السنة‬
‫‪8‬ر ‪16‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪7‬ر ‪19‬‬ ‫‪1991‬‬

‫‪19‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫‪6‬ر ‪13‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪1‬ر ‪12‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪1‬ر ‪8‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪8‬ر ‪15‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪2‬ر ‪7‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪6‬ر ‪4‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪1‬ر ‪3‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪4‬ر ‪2‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪7‬ر ‪2‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪3‬ر ‪2‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪7‬ر ‪2‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪2‬ر ‪4‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪5‬ر ‪16‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪8‬ر ‪4‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪7‬ر ‪7‬‬ ‫‪2006‬‬
‫نشرة المؤشرات القتصادية –العدد ‪ 175‬يوليو ‪2007‬‬
‫ويلحظ انخفاض معدلت التضخم من ‪ ، 2003-1997‬ثم ارتفاعه فى ‪2004‬‬
‫بسبب تعويم الجنيه المصرى وارتفاع سعر الدولر ثم معاودته النخفاض‬
‫النسبى بعد ذلك حتى وصل فى مايو ‪ 2007‬الى ‪ ، %10‬وهذا المعدل الذى‬
‫وصل اليه فى ما يو ‪ 2007‬هو العلى بين اقتصاديات الدول الصاعدة حيث يبلغ‬
‫فى اندونيسيا ‪ %6‬وفى تايلند ‪9‬ر ‪ %1‬وفى المكسيك ‪9‬ر ‪ %3‬وفى كوريا ‪3‬ر‬
‫‪ %2‬وفى الصين ‪4‬ر ‪ .1 %3‬والتضخم ل ينظر اليه على انه امر كله شر ‪ ،‬بل‬
‫قد يكون محمودا – طالما يمكن التحكم فيه‪ -‬لتشجيع المنتجين على انتاج المزيد‬
‫حيث يشجعهم فى هذا ارتفاع السعار‪ -‬النسبى‪ -‬وانتعاش السواق والرغبة فى‬
‫تحقيق المزيد من الرباح ‪ ،‬على ال يكون التضخم ناجم من خلل هيكلى وال‬
‫يحول الى نوعا من الركود التضخمى‪. 2‬ولكنه فى ذات الوقت يؤثر سلبا على‬
‫الدخار بالبنوك لنخفاض اسعار الفائدة مما يشجيع الفراد الى اللجوء الى‬
‫المضاربات وزيادة حجم الستثمار فى العقارات مما يقلص من فرص تحقيق قيم‬
‫مضافة فى المستقبل ‪.‬‬
‫بالنسبة لمعدل نمو الناتج المحلى الجمالى فان معدل النمو اتجه نحو النخفاض‬
‫منذ العام المالى ‪ 1999‬واستمر التباطؤ فى النمو حتى العام المالى ‪ 2003‬نتيجة‬

‫‪ - 1‬نشرة المؤشرات القتصادية لجمهورية مصر العربية يوليو ‪ 2007‬ومجلة اليكونوميست يونيو ‪. 2007‬‬
‫‪ - 2‬الركود التضخمى هو وصول ارتفاع اسعار السلع او الخدمات او هما معا الى حالة تؤدى الى انصراف‬
‫الناس عن شرائها ‪ ،‬المر الذى سيؤدى الى حدوث ركود فى تلك السلع والخدمات وعدم تصريفها او‬
‫استخدامها ‪ .‬ومكمن الخطورة فى التضخم الركودى هو انه يؤدى الى وقف الستثمارات او النخفاض الكبير‬
‫فيها كما يؤدى هذا بدوره الى انتشار البطالة وتدهور قيمة العملة والتوجه الى اكتناز الموال فى صورة مجمدة‬
‫كالعقارات مما يزيد من نسبة الفقر واستنزاف الحتياطى من العملت والموارد‪ .‬للمزيد راجع فى هذا مؤلف‬
‫الدكتور السيد عطيه عبد الواحد فى السياسات المالية والتنمية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عين شمس‪. 2005 ،‬‬

‫‪20‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫عدد من المعوقات مثل نقص النقد الجنبى والسياسة النقدية غير الفعالة وأرتفاع‬
‫اسعار الفائدة الحقيقية والركود الذى ساد البيئة القليمية والعالمية وأسهم كل ذلك‬
‫فى ابقاء معدل النمو الحقيقى للناتج المحلى الجمالى فى حدود ‪ %4-%3‬ولكنه‬
‫ارتفع الى ‪ %5‬خلل ‪ 2005-2004‬وحول معدل ‪ %6‬فى عام ‪ 2006‬بسبب‬
‫انتعاش السياحة وزيادة الصادرات ووصل الى ‪4‬ر ‪ % 7‬فى الربع الول من‬
‫‪ 2007‬وهو من المعدلت العالية بعد الهند ‪1‬ر ‪ %9‬والصين ‪1‬ر ‪ %11‬بالنسبة‬
‫للقتصاديات الصاعدة‪. 1‬وبالنسبة للوضع الخارجى فقد شهد تحسنا فى العام‬
‫المالى ‪ 1992‬حيث ساعد الفائض الذى تحقق فى ميزان الخدمات على تعويض‬
‫عجز الميزان التجارى وقد نمت حصيلة الصادرات من السلع والخدمات بشكل‬
‫اكبر فى عام ‪ 2004‬وارتفع الفائض فى الحساب الجارى الى ‪4‬ر ‪ %4‬من الناتج‬
‫المحلى الجمالى لعام ‪ 2003/2004‬وارتفعت الحتياطيات الدولية الرسمية‬
‫حتى بلغت ‪ 21‬مليار دولر فى نهاية العام المالى ‪ 2005‬ونحو ‪ 27‬مليار فى‬
‫‪ 2007‬وظل اجمالى الدين الخارجى مستقرا عند نحو ‪ 29‬مليار دولر‪ ،‬أى ما‬
‫يعادل ‪ %31‬من الناتج المحلى الجمالى فى نهاية عام ‪.22004‬‬
‫وبالنسبة للسياسات المالية ‪ ،‬فيلحظ استمرار ارتفاع حجم القتراض الحكومى‬
‫فمنذ اواخر التسعينات هناك ازدياد فى عجز الموازنة العامة مما يعنى ازدياد‬
‫النفاق الجارى وضعف أداء اليرادات وقد ارتفع العجز فى الموازنة العامة من‬
‫‪ %3‬من الناتج المحلى الجمالى فى العام ‪ 1999‬الى ‪6‬ر ‪ %6‬من الناتج المحلى‬
‫الجمالى فى ‪ 2003/2004‬وكان يتم تمويل معظم العجز عن طريق مصادر‬
‫محلية ‪ ،‬ومنها القتراض من بنك الستثمار القومى ومتاخرات الستثمار‬
‫وائتمان الموردين والقتراض من خلل سندات ذات قيمة اسمية ثابتة تم بيعها‬
‫الى المؤسسات المالية بما فى ذلك البنك المركزى المصرى‪ .‬كما أن هناك‬
‫أستمرار فى تصاعد حجم الدين العام والذى بلغ نحو ‪ 350‬بليون جنيه فى‬

‫‪ - 1‬نشرة المؤشرات القتصادية‪ -‬يوليو‪-2007 -‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ - 2‬راجع فى هذا خطة الدولة ‪ 2002/2007‬ومؤتمر العلمى السنوى الرابع والعشرون للقتصاديين المصريين‪،‬‬
‫الجمعية المصرية للقتصاد السياسى والحصاء والتشريع ‪ ،‬مايو ‪. 2005 ،‬‬

‫‪21‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫منتصف عام ‪ 2005‬وهو ما يشكل نحو ‪ %70‬من الناتج المحلى الجمالى‬
‫وأصبح اجمالى الدين المحلى يرتفع بمتوسط سنوى يبلغ ‪ %12‬فى المتوسط‬
‫تقريبا منذ عام ‪ ، 1998‬وعن هيكل الدين الحكومى فان معظمه محليا ) حوالى‬
‫‪3‬ر ‪ (%94‬فى مقابل ‪7‬ر ‪ %5‬تمثل الدين بالنقد الجنبى ومن ناحية اجال‬
‫الستحقاق فان الديون طويلة الجل تمثل حوالى ‪ %75‬ونسبة الديون القصيرة‬
‫الجل حوالى ‪ .%25‬كما أستمر الئتمان الممنوح للقطاع الخاص فى النخفاض‬
‫بالقيمة الحقيقية ‪ ،‬بينما الجزء الكبر من التوسع الملحوظ فى الئتمان يرجع الى‬
‫القتراض الحكومى كما أخذ حجم القروض المتعثرة يرتفع واستمر تكوين‬
‫المخصصات فى الهبوط ‪.1‬‬
‫وفيما يتعلق بالصلحات الهيكلية الرئيسية فانه قد تحسنت الشفافية فى‬
‫السياسات القتصادية وانخفض هيكل الرسوم الجمركية من متوسط مرجح كان‬
‫يبلغ ‪9‬ر ‪ % 13‬فى عام ‪ 2000‬الى ‪ %8‬فى عام ‪ 2004‬كما تم تخفيض عدد‬
‫فئات الرسوم من ‪ 27‬فئة الى ‪ 6‬فئات فقط مع الغاء كافة رسوم الستيراد‬
‫والرسوم الضافية فى ‪ ، 2004‬وصدر قانون جديد لضرائب الدخل فى ‪2005‬‬
‫لتبسيط هيكل اسعار الضريبة وتخفيض فى معدلت ضريبة الدخل المفروضة‬
‫على الفراد والشركات مع زيادة الحد الدنى للدخل الخاضع للضريبة والغاء‬
‫الحوافز الضريبية غير المستهدفة فى الستثمارات الجديدة‪ ،‬وفى سبيل اصلح‬
‫موازنات الهيئات القتصادية وتوجيهها نحو العمل بمبدأ أستعاضة التكلفة تم رفع‬
‫اسعار الوقود المدعم وتعريفة الكهرباء كما اعيد تبويب الموازنة الحكومية كى‬
‫تتوافق مع التبويب الدولى وانشاء حساب موحد للخزانة العامة‪.‬وكذلك دمج‬
‫البنوك وبيع حصة القطاع العام فى البنوك المشتركة وخصخصة بنك‬
‫السكندرية ‪ .‬وبالنسبة للجور فقد شهدت انخفاضا فيما بين ‪1991-1982‬‬
‫بمعدل سنوى بلغ فى المتوسط ‪4‬ر ‪ %5‬فى المنشات المملوكة للدولة وبمعدل ‪5‬ر‬
‫‪ %4‬فى القطاع الخاص المنظم ‪ ،‬وقد تم انشاء مجلس قومى جديد للجور‬

‫‪ - 1‬النشرة القتصادية وخطة الدولة – مراجع سبق ذكرهما ‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫لوضع الحد الدنى للجور والحد الدنى للزيادة السنوية فى الجور والمرتبات‬
‫على المستوى القومى)هناك سياسة ثابتة فى ظل تسعير الشهادات( ‪ ،‬وفيما يتعلق‬
‫بنظام التامين الجتماعى فان أرباب العمل يجبرون على تحمل معظم اشتراكات‬
‫العاملين لديهم )‪ %26‬من المرتب الساسى و ‪ %15‬من المرتبات المتغيرة(‬
‫ونتيجة ذلك ل تشترك ‪ %30‬من منشات القطاع الخاص تهربا منه مما يساهم‬
‫فى تقليل المدخرات فى هذا التجاه‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫سيناريو الوضع الفضل ‪ Best Case Scenario‬وتاثيراته المحتملة على‬
‫وضع الستثمارومسيرة التنمية المستدامة فى مصر‬
‫ان بيئة الستثمار النموذجية ل تقتصر فقط على مجرد منح العفاءات الضريبية‬
‫وتسهيل اجراءات التسجيل والترخيص‪ ،‬بل تتعداه لتشمل حزمة متكاملة من‬
‫العناصر الضرورية وهى‪-:‬‬
‫استقرار السياسات القتصادية الكلية )والستقرار القتصادى‬ ‫•‬

‫تكمن عناصره الداخلية فى التضخم والدين الداخلى واحكام الفلس‬


‫وعجز الموازنة واداء الجهاز المصرفى والمالى‪ ،‬اما عناصره‬
‫الخارجية فتكمن فى ميزان المدفوعات والدين الخارجى والحتياطيات‬
‫الدولية وتدفقات الستثمار(‪.‬‬
‫تكامل السياسات الصناعية والنقدية والمالية والتجارية‬ ‫•‬
‫والتشغيلية‪.‬‬
‫وجود قوانين فعالة ومرنة‪.‬‬ ‫•‬
‫تبسيط الجراءات الدارية‪.‬‬ ‫•‬
‫تكثيف وتعزيز الثقة فى البيئة الستثمارية‪.‬‬ ‫•‬
‫تقنين وترشيد الحوافز والعفاءات لتكون اداة لتوجيه وتحفيز‬ ‫•‬
‫الستثمار فى المشاريع النتاجية‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫ضرورة تدعيم القطاع المالى والمصرفى والتأمين وتنمية‬ ‫•‬
‫الموارد البشرية والبورصة والصلح السياسى‪.‬‬
‫التصدى لكافة اشكال الفساد ‪ ،‬ودمج القتصاد الموازى فى‬ ‫•‬
‫القتصاد الرسمى ‪.‬‬

‫ويهدف هذا السيناريو الى تصور وضع اخر للنهوض بحجم ونوع الستثمارمن‬
‫خلل تفعيل النقاط المشار اليها بعاليه وبما ينعكس على ادوات السياسات‬
‫القتصادية المختلفة‪-:‬‬
‫سعر الفائدة‪:‬‬
‫الواقع المصرى يوضح ان هناك نسبة فقر مدقع تترواح ما بين ‪ %20‬من‬
‫اجمالى سكان مصر ) حوالى ‪ 14‬مليون ( وهو ما يعنى ان هناك ‪ 60‬مليون ما‬
‫بين متوسط وفوق المتوسط والميسور والغنى ( ‪ ،‬ومن ثم فانه بنظرة موضوعية‬
‫هناك قدر من الموال التى يمكن توجيها للدخار ‪ ،‬ولكى يتم استيعابها من خلل‬
‫الجهاز المصرفى لبد من رفع سعر الفائدة ) بجانب العمل على تغيير منظومة‬
‫القيم تدريجيا( لجذب اوسع دائرة ممكنة من المدخرين وتقليص عمليات‬
‫المضاربة والستثمار العقارى الذى بات لب العملية الستثمارية فى مصر فى‬
‫العقود الخيرة ومكون رئيسى فى ارتفاع السعار ‪ ،‬مع ضرورة تبنى سياسة‬
‫اسعار الفائدة التفاضلية ) انخفاض مع ارتفاع تدريجى ( بحيث يتم العمل على‬
‫توجيه السعر المنخفض ناحية القطاعات المنتجة والتى تعمل على توفير السلع‬
‫الساسية خاصة التى يتم استيرادها من الخارج والعمل على احللها مما يعمل‬
‫على توفير عملت اجنبية ويزيد من الطاقة والقوة النتاجية للقتصاد القومى‪.‬‬
‫فضل عن ضرورة انخفاض هامش الوساطة المالية للبنوك من خلل زيادة‬
‫كفاءة ادائها ‪.‬‬
‫بالنسبة لسعر الفائدة ينبغى عند تحليلها التعرض بالتحليل للدخار العائلى واوجه‬
‫الستثمار المتاحة له والتى تتخذ احد الشكال التية‪-:‬‬

‫‪24‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫الحتفاظ بالموال‬
‫كنقدية او فى صورة‬
‫سبائك ذهبية‬

‫اللجوء الى الستثمار‬


‫فى العقارات وشراء‬
‫الراضى والقيام‬
‫بعمليات سمسرة‬

‫الستثمار فى‬
‫البورصة من خلل‬
‫شراء السهم‬
‫والسندات‬

‫الستثمار من خلل‬
‫اليداع فى البنوك‬

‫الستثمار من خلل القيام‬


‫بمشروعات شخصية‬
‫صغيرة او متوسطة الحجم‬

‫الستثمار من خلل صناديق‬


‫الستثمار‬

‫‪25‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫اما الحتفاظ بالنقود كاموال باليد سائلة او فى صورة سبائك ذهبية فدوافعه كثيرة‬
‫ومنها‪ :‬انخفاض الثقافة البنكية والستثمارية ‪ ،‬بواعث دينية‪ ،‬عدم تحمل‬
‫المخاطرة‪ ،‬غياب دور الدولة من خلل الموازنة العامة فى تامين المواطن‬
‫صحيا وتعلميا ومن خلل توفير المسكن الملئم‪.‬‬
‫اما اللجوء الى الستثمار العقارى ) من خلل التملك البسيط( فالهرولة عليه‬
‫تنجم من عدم وضوح السياسات العقارية وعدم ثباتها وتزايد دور السمسرة‬
‫وتهميش قدر وقيمة النتاج والعمل والعلم فى سلم اولويات القيم بالمجتمع مقابل‬
‫القيم المادية ‪ ،‬وقصور الجهاز الدارى والضريبى على ملحقة محققى الرباح‬
‫من جراء هذا النوع من الستثمار‪ ،‬مع القدرة على تحقيق ارباح هائلة فى وقت‬
‫قصير‪.‬‬
‫اما اللجوء الى البورصة ‪ ،‬فما زال تحكمه السعى الى عمليات اقرب الى‬
‫المقامرة ) ذات العوائد العالية( اكثر من كونها عملية تمويل للستثمار ذات‬
‫عوائد غير مغالى فيها كما ان هناك دور كبير للدعاية والعلن فى التوجه‬
‫لقطاع دون غيره وليس بناء على مراكز مالية وانتاجية وادارية قوية‪.‬‬
‫اما البنوك فهناك طفرة فى حجم الموال المودعة بها ‪ ،‬ومازال هناك امكانية‬
‫لمتصاص المزيد ‪ ،‬اما المشكلة فتكمن فى توجيها الى تمويل الدين الحكومى‬
‫العام ومن ناحية اخرى عدم قدرة الجهاز المصرفى على خلق فرص استثمارية‬
‫حقيقية قادرة على خلق قيمة مضافة وامتصاص قدر كبير من العمالة‪ ،‬فضل عن‬
‫ازدياد هامش الوساطة المالية ‪ ،‬وارهاق كل من المودع والمستثمر‪.‬‬
‫اما اللجوء الى المشاريع الصغيرة والمتوسطة ‪ SMEs‬فان هناك اوجه قصور‬
‫تتجلى فيما يلى ‪ :‬عدم وجود فلسفة واضحة المعالم لدور المشروعات الصغيرة‬
‫فى التنمية القتصادية والجتماعية للقتصاد المصرى وعدم وجود جهاز او‬
‫هيئة واحدة مسئولة عن الشراف والرقابة وتشجيع عمل تلك المشروعات‬
‫وغياب التسهيل فى عملية التمويل لتلك المشروعات وتفعيل دور البنوك‬

‫‪26‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫المتخصصة وتطوير دور الصندوق الجتماعى وعدم شفافية ووضوح الخطط‬
‫امام خريجى الجامعات او غيرهم لتوجيهم الى مثل هذه الصناعات وغياب‬
‫الدور المؤسسى فى حماية تلك الصناعات من المنافسة مع غياب روح المبادرة‬
‫والمخاطرة والتطوير للقصور فى السلوب والنظام التعليم وللمنظومة الثقافية‬
‫والقيمية بمجتمعنا واخيرا عدم وضوح او النتهاء بشكل جدى من تحديد‬
‫كاردونات المدن وعدم تحديد المناطق الصناعية المزمع تخصيصها للصناعات‬
‫الصغيرة وامدادها بالمرافق‪.‬‬
‫واخيرا تاتى صناديق الستثمار لمتصاص جزء من المدخرات بالمجتمع‬
‫وتنصب هى الخرى على البنوك بشكل كبير ول بد من العمل على تنويعها‬
‫وعدم ارتباطها بقطاع البنوك فقط‪.‬‬
‫وهذه هى محددات القطاع العائلى فى احتجاز جزء من دخله وتوجيه الى‬
‫الدخار لكى يتم استثماره من خلل الجهزة والهيئات المنوطة بذلك ‪ ،‬ومن هنا‬
‫تاتى اهمية الدراسة وحجم الموال المتجه الى كل قطاع من القطاعات التى تم‬
‫توضحيها عاليه ‪ ،‬وايهما مفيد اكثر للقتصاد القومى والتركيز عليه ومنح‬
‫المتيازات لجذب مزيد من المدخرات تجاهه ‪ ،‬هذا بجانب ضرورة النظر الى‬
‫سياسات الدخول ) زيادة الدخول – تسعير الشهادات ( ‪ -‬تفعيل دور الدولة فى‬
‫التامين الصحى والسكن والتعليم ‪ -‬القضاء على اختناقات السوق الحقيقية‬
‫والمفتعلة ‪-‬السعى نحو جعل السوق اكثر انضباطا والمضى نحو تحقيق منافسة‬
‫حقيقية لتحسين الجودة والسعر‪ .‬التغلب على النظرة قصيرة الجل والمصالح‬
‫النية والشخصية )هناك اتجاهات للستيراد ) خاصة من الصين( اكثر من‬
‫النتاج لتحقيق مكاسب لصالح فئات معينة(‪.‬‬
‫سعر الصرف‬
‫تحقيق الستقرار فى سعر الصرف حتى تبعث الثقة للمستثمر ‪ ،‬ولقد استطاعت‬
‫الحكومة ان تحقق قدر كبيرا من الستقرار فى سعر الدولر من ‪2007-2005‬‬
‫ولكن لم يحدث هذا وبنفس القدر بالنسبة لليورو ‪ ،‬كما ان هذا الستقرار لم يكن‬

‫‪27‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫كافيا ليدخل الثقة لدى المستثمر بان هناك عوامل قوية بالقتصاد القومى ساعدت‬
‫على هذا الستقرار ‪ ،‬والواقع ان اختلف سعر الفائدة على الجنية المصرى‬
‫والدولر وحالة الرواج التى يعيشها القتصاد المصرى فى السنتين الخرتين فى‬
‫مجال الستثمار العقارى وارتفاع ارباحه بصورة جنونية قلصت الى حد كبير‬
‫من الطلب على الدولر مما ساعد على استقرار سعره فى السوق ومن ثم فان‬
‫حالة استقراره مرهونة بحالة الرواج فى الستثمار العقارى الى حد كبير وعدم‬
‫الرغبة الحالية فى الستثمار فى الدولر ذاته لنخفاض العائد وكذلك انخفاض‬
‫رغبة المستوردين من السلع غير الضرورية فى القيام بعمليات الستيراد‬
‫لنخفاض العائد مقارنة بعمليات المضاربة فى السوق المحلى مما قلص من‬
‫عملية الدولرة مقارنة بالوضع قبل عام ‪.2003‬‬
‫السقوف الئتمانية‬
‫لبد من تغيير الوزن النسبى لصالح القطاع الخاص والقطاع العائلى واعطاء‬
‫ميزة تنافسية للقطاعات النتاجية خاصة التى توفر سلع وخدمات اساسية وبديلة‬
‫عن ما يتم استيراده وتحديد نسبة ما يتم اقتراضه من جانب الحكومة وقطاع‬
‫العمال العام‪.‬‬
‫الموازنة العامة ) العجز يؤثر على الستثمار الحكومى – توفير السلع‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫المشكلة الساسية هى العجز ) وسواء تم التقييم بالدفع الحالى او الجل ( حسبما‬
‫تم تقييم الموزانة الجديدة لعام ‪ 2007/2008‬تظل الفجوة ما بين النفقات الجارية‬
‫والستثمارية واليرادات الجارية والستثمارية هى المشكلة التى تؤدى الى‬
‫زيادة الدين الداخلى والخارجى‪ .‬ومن ثم فان علج العجز يظل هو الهم الكبر‬
‫الذى ينبغى حله من خلل زيادة الموارد السيادية للدولة وتوجيه النفقات تجاه‬
‫الضروريات والنظر لسياسة الدعم الناجم عن سوء الدارة وازدياد الفساد‬
‫وتقليص عدد الوظائف الحكومية واعتماد النظرة القتصادية للموازنة على نحو‬
‫اكبر من النظرة السياسية‪ ،‬كما يجب ان تؤدى الموازنة دورها فى توفير‬

‫‪28‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫الحتياجات الساسية من تغذية وتعليم وصحة وبنية اساسية مما يسمح للقطاع‬
‫العائلى بالتمتع بقدر من المان القتصادى والجتماعى وللقطاع الخاص بتوفير‬
‫قدر من الموال يسمح لهما بزيادة الستثمار‪.‬‬
‫الميزان الجارى‬
‫احد فروع ميزان المدفوعات الذى يحمل بين طياته الصادرات بشقيها المنظور‬
‫وغير المنظور وايضا الواردات المنظورة وغير المنظورة ‪ ،‬والسياسات‬
‫القتصادية من خلل الضرائب والرسوم الجمركية والمزايا والعفاءات‬
‫ومستويات السعار وسعر الصرف وحجم السيولة والئتمان يجب ان تساهم فى‬
‫زيادة شقى الصادرات بنحو ملحوظ وبشكل يقلص من العجز فى الميزان‬
‫المعاملت التجارية والجارية‪.‬‬
‫الهيكل النتاجى‪:‬‬
‫من اهم خصائص الدول النامية ضعف هيكلها النتاجى وعدم القدرة على التنوع‬
‫وتلعب السياسات القتصادية بادواتها المختلفة ) النقدية والمالية والتجارية( دورا‬
‫هاما ‪ ،‬ولكنه ليس الوحيد ) بجانب العوامل التكنولوجية و الجتماعية والثقافية‬
‫والسياسية ( دورا هاما فى تقوية الهياكل النتاجية وتقويتها من خلل ادوات‬
‫الضريبة والسياسات الجمركية والعفاءات والسياسات التفضيلية ‪.‬‬
‫التنمية البشرية‪.‬‬
‫يذكر الستاذ الدكتور فرج عزت ان مفهوم التنمية الن اصبح " التنمية بالبشر‬
‫وللبشر " ومن ثم فان التنمية البشرية هى الركن الساسى فى تحقيق اية تنمية‬
‫مستدامة ومن ثم يجب على السياسات القتصادية ان تعطى اولويات للستثمار‬
‫فى التنمية البشرية كقاطرة لعملية النمو ‪ . locomotive‬ولن يحدث هذا ال‬
‫بضخ المزيد من الستثمارات فى مجال التعليم والصحة " جناحى التنمية‬
‫البشرية" ‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫المبحث الخامس‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫‪ -‬ازمة القتصاد المصرى تكمن فى الستثمار والحقيقة ان الستثمار هنا‬
‫ل يعنى فقط ضخ اموال جديدة ‪ ،‬او احتجاز اموال انية لعادة استخدامها فى‬
‫عمليات انتاجية لحقة ‪ ،‬ولكن ايضا ازمة فى التفكير ‪ .‬لذا فالزمة فى الموال‬
‫والقدرة ايضا على توظيف هذه الموال ‪ .‬ومن هنا تاتى النداءات والعفاءات‬
‫والقرارات والجتماعات لتمهيد الطريق امام الستثمار الجنبى المباشر الذى‬
‫ياتى بالمال والعقل متمثل فى الدارة والتنظيم والتكنولوجيا‪ .1‬واذا ظل المر‬
‫هكذا فان القتصاد المصرى لن يتمكن من احداث طفرات تنعكس على المواطن‬
‫وتجعله يحصل على خدماته الساسية دون صراع واهدار طاقات ‪0‬‬
‫‪ -‬لبد وان تلعب السياسات القتصادية دورا فى زيادة الرغبة فى النتاج من‬
‫خلل التفكير فى ربط العفاءات الضريبية ومنح المتيازات ليس فقط بنوعية‬
‫النشاط ولكن ايضا بحجم النتاج وتزايده من خلل اليرادات المحققه والقدره‬
‫على غزو السواق الخارجية او توفير الستيراد ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بدراسات وافية وعلمية – تقوم بها الجامعات ومراكز البحوث‪-‬‬
‫لنشطة الشركات متعدية الجنسيات ‪ ،‬وكذلك دراسة لمكانات القتصاد‬
‫المصرى الحالية والمحتملة وتعريف هذه الشركات بفرص الستثمار بها‬
‫والعوائد النية والمستقبلية على ان يتم البدء بالصناعات الغذائية كحالة رائدة‬
‫‪ ، Show Case‬وايضا تعريف الشباب المصرى بها بدل من اللجوء الى‬
‫فرض رسوم تصدير لسد احتياجات السوق المحلى مثلما حدث فى يوليو‬
‫‪ 2007‬من فرض رسوم تصدير على مشروعات اعادة تدوير البلستيك لعدم‬
‫تصديرها الى الصين التى تستخدمها فى تصنيع المنسوجات‪ ،‬والعمل على‬

‫‪ 1‬ولكن ليس معنى هذا ان القتصاد القومى يستفيد دائما من التقدم التكنولوجى والتقنى ومستويات الدارة‬
‫والتنظيم ‪ ،‬حيث يتم قصر هذا على الخبراء الجانب وعدم نقل الخبرات الى العاملين المصريين ‪ ،‬والستعانة‬
‫بالعمالة المصرية فقط فى العمال التنفيذية سواء على المستوى الفنى او الدارى ‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫فتح مصانع جديدة تعمل فى هذا المجال وايضا خلق صناعات تكاملية تعتمد‬
‫على هذه المواد‪.‬‬
‫توسيع الفارق بين النتاجية الحدية لرأس المال وسعر الفائدة‬ ‫‪-‬‬

‫بحيث يشجع على عملية الستثمار المحلى والجنبى وعلى نحو‬


‫تفاضلى ووفقا لطبيعة النشاط ‪ ،‬مع زيادة كفاءة الجهاز المصرفى‬
‫وتقليص هامش الوساطة المالية‪.‬‬
‫أن تقوم السياسات المالية والموازنة العامة للدولة بدورها‬ ‫‪-‬‬
‫الحقيقى فى خدمة الستثمارات من خلل توفير البنية التحتية السليمة‬
‫والمستدامة وخدمة المداخل الساسية للقتصاد من خلل الستثمار‬
‫البشرى الحقيقى‪.‬‬
‫تشجيع الشركات العاملة فى مجال التصالت والخدمات‬ ‫‪-‬‬

‫باستثمار جزء من دخلها فى الستثمارات الصناعية من خلل منحها‬


‫اعفاءات على عوائدها المستخدمة فى هذا المجال‪.‬‬
‫التسريع بعجلة الستثمار من خلل زيادة التدفق السلعى والقيمة‬ ‫‪-‬‬

‫المضافة ‪ ،‬بحيث ل تزداد الفجوة ما بين الموارد والستثمارات ‪ ،‬فزيادة‬


‫الولى دون السراع بالثانية يعد عائقا للتنمية تماما كما يحدث فى حالة‬
‫انخفاض الولى عن الثانية ‪ ،‬بل ان انخفاض الستثمار حتى مع زيادة‬
‫حجم المدخرات يعنى تقلص الفرص الستثمارية وغياب المناخ‬
‫الستثمارى الملئم وبالتالى عدم القدرة على التوظيف المثل للموال‬
‫المتاحة فتنخفض سعر الفائدة ويتحول المدخرين الى اوعية اخرى‬
‫لستثمار اموالهم فى اعمال المضاربات والسمسرة واعمال القتصاد‬
‫الموازى الذى يتم التهرب فيه من الضرائب ويضر باسس المنافسة‬
‫العادلة وسيزيد من حجم المنتجات التى تضر بصحة المواطن ‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫ان التنمية البشرية والعوامل الجتماعية والثقافية والسياسية تعد‬ ‫‪-‬‬

‫عوامل محددة رئيسية لنجاح اية سياسات اقتصادية ومحور لجذب‬


‫المزيد من الستثمارات وضمان لتوليد قيمة مضافة حقيقية ‪.‬‬
‫ضرورة التغلب على الرتفاع المضطرد فى العقارات‬ ‫‪-‬‬

‫والراضى الفضاء والذى يجذب كميات كبيرة من المدخرات لرتفاع‬


‫الرباح ولكن دون اضافة قيم مضافة حقيقية مما يؤدى الى تزايد‬
‫الضغوط التضخمية‪ .‬خاصة وانه ل يمكن ان تجارى اسعار الفائدة‬
‫بالبنوك هذا الرتفاع ‪.‬‬
‫حث الستثمار من خلل السياسات القتصادية الى التوجيه‬ ‫‪-‬‬

‫بشكل اكبر الى استثمارات باحثة عن الكفاءة ورفع مستويات التنمية‬


‫الشرية والقضاء على البطالة النوعية التى ل ترفع من شأن حاملى‬
‫الشهادات العليا ولكن تطالبهم باعادة التاهيل لينخفض مستواهم مع ماهو‬
‫مطلوب منهم من اعمال يدوية بدائية‪ ،‬مع تفعيل المجلس القومى للجور‬
‫ورفع الحدود الدنيا للجور بما يتناسب ومستويات السعار وتفعيل‬
‫مظلة التامين الصحى فى القطاعات الستثمارية بما يولد نوعا من‬
‫النتماء من جانب العمالة للمنشاة‪.‬‬
‫مع هذا هناك عوامل تشير الى وجود مناخ ايجابى ولو بشكل نسبى للستثمار‬
‫فى مصر تتجلى صوره فى طرح سندات وبالجنيه المصرى فى السواق‬
‫العالمية ووجود اقبال عليها – وتظل المشكلة الرئيسية متمثلة فى عجز الموازنة‬
‫العامة ‪ 0‬كما تم قبول مصر وبالجماع فى لجنة الستثمار التابعة لمنظمة‬
‫التعاون والتنمية التى تضم فى عضويتها ‪ 30‬دولة‪ .‬كما تم التفاق بين مؤسسة‬
‫جنوب اسيا الهندية للبتروكيماويات مع مؤسسة مصرية لنتاج رقائق البوليستر‬
‫التى تستخدم فى انتاج المعلبات البلستيكية وزجاجات المياه المعدنية والغازية‬
‫بتكلفة تقدر بنحو مليون دولر على ان يبدأ النتاج عام ‪ 2009‬وهو اول مصنع‬
‫من نوعه فى الشرق الوسط وسيتم توجيه ‪ %70‬من النتاج للتصدير مع‬

‫‪32‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫مراعاة ان تشكل العمالة المصرية ‪ ، %90‬وعلى الصعيد العربى تم تفعيل‬
‫اتفاق اغادير الموقع بالمغرب عام ‪ 2004‬مع بحث انشاء مشروعات استثمارية‬
‫مشتركة بين دول التفاق)مصر‪-‬الردن‪-‬تونس‪-‬المغرب( لزيادة التصدير للتحاد‬
‫الوروبى للستفادة من قاعدة تراكم المنشأ والتى تتيح استخدام المكونات من‬
‫الدول الربع فى انتاج سلع وتصديرها للتحاد الوروبى بدون جمارك‪ .‬كما تم‬
‫انشاء وحدة مصرية خاصة للستثمار بالمملكة العربية السعودية لتتولى عرض‬
‫فرص الستثمار المتاحة فى مصر وكذا توفير كل السبل لمساعدة الشركات‬
‫السعودية الراغبة للستثمار فى السوق المصرى وتاتى اهمية هذه الخطوة من‬
‫احتلل السعودية للمرتبة الولى من حيث حجم الستثمارات فى مصر بين‬
‫الدول العربية ‪ ،‬والثانية على مستوى الستثمارات الجنبية وذلك وفقا‬
‫لحصائيات الهيئة العامة للستثمار فى شهر مارس ‪ ، 2007‬كما وقعت شركة‬
‫السويدى للكابلت مع شركة " جلينكور انترناشيونال" السويسرية على عقد‬
‫انشاء اول مصنع بمصر والشرق الوسط لنتاج النحاس ‪ ،‬حيث سيقام المصنع‬
‫بمنطقة العين السخنة باستثمارات مصرية سويسرية تصل الى ‪ 850‬مليون‬
‫دولر كما سيوفر المشروع ‪ 1200‬فرصة عمل وسيعمل على تغطية‬
‫الحتياجات المحلية بدل من استيرادها بالضافة الى تشجيع اقامة صناعات‬
‫تكاملية اخرى والجدير بالذكر ان قيمة صادرات الكابلت عام ‪ 2006‬بلغ نحو‬
‫‪3‬ر ‪ 5‬مليار جنيه منها ‪ %45‬لدول الخليج و ‪ %22‬لوروبا و ‪ %23‬لفريقيا‪.‬‬

‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬


‫احمد جامع ) دكتور(‪ ،‬النظرية القتصادية‪ ،‬الجزء الول‬ ‫‪-‬‬
‫والثانى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪. 1984 ،‬‬
‫السيد عطية عبد الواحد)دكتور(‪،‬السياسات المالية والتنمية‬ ‫‪-‬‬
‫القتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة عين شمس‪،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫حسنى مهران)دكتور(‪ ،‬الستثمار الجنبى المباشر فى مصر‬ ‫‪-‬‬

‫وامكانات تطوره فى ضوء التطورات المحلية والقليمية والدولية ‪،‬‬


‫المجلة المصرية للتنمية والتخطيط‪ ،‬يونيو ‪. 2000 ،‬‬
‫حسين عبد المطلب السرج‪،‬استراتيجية تنمية الستثمار‬ ‫‪-‬‬
‫الجنبى المباشر الى مصر‪،‬كتاب القتصادى‪،‬اغسطس‪. 2005،‬‬
‫راشد البراوى)دكتور(‪ ،‬تاريخ الفكر القتصادى‪،‬دار النهضة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫فرج عبد الفتاح فرج)دكتور(‪ ،‬الئتمان المحلى واثره على‬ ‫‪-‬‬
‫بعض المتغيرات القتصادية الكلية فى ظل القانون ‪ 88‬لسنة‬
‫‪،2003‬الجمعية المصرية للقتصاد والحصاء والتشريع‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪. 2005‬‬
‫فرج عبد العزيز عزت)دكتور(‪،‬النظرية القتصادية‪،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫محمد ابراهيم الشافعى)دكتور(‪،‬السياسات البيئية وتاثيرها على‬ ‫‪-‬‬
‫الوضع التنافسى للصادرات الصناعية المصرية‪،‬دار النهضة‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪. 2004،‬‬
‫مصطفى احمد مصطفى)دكتور(‪،‬التحديات الدولية والقليمية‬ ‫‪-‬‬
‫امام مصر فى مواجهة القرن القادم‪،‬معهد التخطيط القومى‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪. 1994‬‬
‫هدى صبحى)دكتور(‪،‬نيفين كمال)دكتور(‪ ،‬دور الموازنة العامة‬ ‫‪-‬‬
‫للدولة فى دعم الفقراء ‪ ،‬مؤتمر ادارة الموازنة العامة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪،‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫تقارير الهيئة العامة للستثمار عن حالة الستثمار فى مصر‬ ‫‪-‬‬
‫من ‪. 2006-2003‬‬
‫تقرير النكتاد عن الستثمار العالمى ‪. 2006‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪34‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


‫تقرير منظمة التعاون القتصادى والتنمية ‪. 2006‬‬ ‫‪-‬‬
‫البيان الحصائى السنوى‪ ،‬الهيئة العامة للستثمار‪ ،‬التقرير‬ ‫‪-‬‬

‫السنوى‪ ،‬القاهرة‪. 2006- 2003 ،‬‬


‫مناخ الستثمار فى الدول العربية ‪ ، 2006-2005‬المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية لضمان الستثمار‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫خطة الدولة‪ -‬الهيئة العامة للستعلمات‪. 2007-2002 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجلة الشئون العربية‪،‬دور الستثمار الجنبى المباشر فى دعم‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة التكنولوجية للبلد العربية‪،‬عدد ‪،79‬سبتمبر‪. 1994،‬‬
‫العفاءات الضريبية بقصد تشجيع الستثمار والنتاج‪،‬مجلة‬ ‫‪-‬‬
‫مصر المعاصرة‪،‬العدد ‪ ،34‬القاهرة‪.1971،‬‬
‫مصطفى عيد مصطفى‪،‬اثر ربط الستثمارات والمساعدات‬ ‫‪-‬‬
‫الجنبية الخارجية بالمعايير البيئية على التنمية المتواصلة بمصر‪،‬رسالة‬
‫دكتوراة‪،‬معهد الدراسات والبحوث البيئية‪،‬جامعة عين شمس‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫المراجع باللغة النجليزية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Maurice Bye: The role of Capital in Economic‬‬
‫‪Development 1962.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Musgrave Richard Abel, 1959: Theory of‬‬
‫‪Public Finance, A study in Public Economy, Hill,‬‬
‫‪New York.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Seriol. Schmukler and Pablo. Sobton" financial‬‬
‫‪globalization: opportunities and challenges for‬‬
‫‪developing countries, world bank, Washington, 2001.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪UNEP,Environmental and Trade . A hand‬‬
‫‪book , CANADA,2000.‬‬

‫‪35‬‬ ‫د‪.‬مصطفى عيد‬


- World Investment Report 2006.

36 ‫مصطفى عيد‬.‫د‬

You might also like