Professional Documents
Culture Documents
الواقع والمأمول
د.مصطفى عيد مصطفى ابراهيم
Dr.mousteid@yahoo.com
موضوع الدراسة:
الستثمار هو تلك العملية التى يقوم بها أحد أطراف النشاط القتصادى )افراد-
مشروعات -دولة( والتى تتمثل فى خلق رأس مال أو زيادة حجم الموجود منه
بهدف الحصول على مزيد من الشباع فى المستقبل ،او خلق اموال انتاجية
لزيادة الدخل فى فترات لحقة .ويتخذ القرار الستثمارى بناءا على تقدير
التكاليف الحالية لعوامل النتاج وعلى تحقيق الشباع بعد فترة من الزمن حيث
يكون الستثمار منتجا اذا كان الشباع المتوقع منه أكبر من التكاليف الحالية ،
ول يعد منتجا اذا تغلبت التكاليف على الشباع المتوقع منه .وتشير الدراسات
الى أن مصر بحاجة الى نحو 30بليون دولر استثمارا اضافيا لتحقيق معدل
نمو سنوى قدره . %13-12وفى اشارة أخرى الى أن معدل النمو المستهدف
للحد من البطالة وخلق فرص عمل جديدة والحد من ظاهرة الفقر هو %8وان
هذا يتطلب استثمارات قدرها 10مليارات دولر سنويا ،ال أن معدل الدخار
الحالى ل يستطيع ال تحقيق معدل نمو )حقيقى( قدره .1%4ولكى يتم خلق بيئة
مواتية لجذب الستثمارات المحلية والجنبية لبد من توفر مجموعة من
المحددات ) العوامل (القتصادية وغير القتصادية ،وترتكز المحددات
القتصادية على مجموعة من السياسات النقدية )سعر الفائدة -سعر الصرف-
الئتمان والسيولة وسعر الخصم والحتياطى( والسياسات المالية ) الموازنة
العامة للدولة ( والسياسات التجارية التى تتعلق بالصادرات والواردات اما
المحددات غير القتصادية فتشمل مجموعة من السياسات المؤثرة على
-11مصطفى احمد مصطفى)دكتور( ،التحديات الدولية والقليمية امام مصر فى مواجهة القرن القادم ،معهد
التخطيط القومى ،القاهرة . 1994 ،وللمزيد راجع رسالة الباحث للدكتوراة " اثر ربط الستثمارات والمعونات
القتصادية الخارجية بالمعايير البيئية على التنمية المتواصلة بمصر ،معهد البيئة .
1
-1الستثمار ليس هدفا فى حد ذاته ،ولكن أهميته تأتى من دوره فى العملية النتاجية من خلل النهج
النمائى
-2للمزيد راجع رسالة الباحث للدكتوراه" اثر ربط الستثمارات والمعونات القتصادية الخارجية بالمعايير
البيئية على التنمية المتواصلة بمصر" ،معهد البيئة ،جامعة عين شمس . 2007 ،
المبحث الول
الستثمارومحدداته وأنواعه وعلقته بالنمو
رأس المال والستثمار فى الفكر القتصادى:1
يتعين التفرقة فى بادىء المر بين ثلثة مفاهيم لرأس المال :الول هو رأس
المال الفنى وهو مجموعة الموال التى سبق انتاجها والتى تستخدم فى عملية
النتاج من أجل خلق المنتجات بنوعيها الستهلكى والنتاجى وزيادة انتاجية
العمل.الثانى هو مجموعة القيم النقدية المسماه برأس المال المحاسبى والثالث هو
رأس المال القانونى ،وبالنسبة لمجال البحث يهتم الباحث برأس المال الفنى
وهو ما تقسمه النظرية القتصادية الى قسمين الول هو رأس المال الثابت
والثانى هو رأس المال المتداول ،حيث يستند معيار التفرقة الى طبيعة التحول
الفنى والقتصادى الذى يطرأ على رأس المال اثناء عملية النتاج ،فرأس المال
الثابت هو الذى يستخدم مرات عديدة فى النتاج دون أن يطرأ تحول على هيكله
الفنى ،أما المتداول فهو الذى ل يمكن أن يستخدم ال مرة واحدة فى النتاج يدخل
بعدها فى تركيبة السلعة او الخدمة المنتجة وبذلك يتغير الهيكل الفنى تماما.
وبهذا يتكون رأس المال الثابت ) الصول النتاجي( من اللت وأدوات العمل
والتجهيزات الفنية والمبانى والمنشات الصناعية .أما المتداول )رأس المال
الجارى( فيشمل المواد الولية والوسيطة والوقود والطاقة المحركة والسلع
خلل عملية النتاج والمخزون .ان رأس المال كعامل من عوامل النتاج -على
خلف العمل والموارد الطبيعية اللذان يعتبران عاملى انتاج أوليين -يتكون من
أموال سبق انتاجها وبمعنى اخر انه لم يخلق من العدم وهذا الخلق يتم عن طريق
- 1للمزيد راجع مؤلف الستاذ الدكتور احمد جامع " النظرية القتصادية " ،ومؤلف الستاذ الدكتور فرج
عزت " النظرية القتصادية" ودكتور راشد البراوى فى تطور الفكر القتصادى.
- 1يتضح خلل الفترة من -70الى الن ازدياد الستثمارات الموجهة تجاه الصناعات الملوثة فى مصر ،راجع
فى هذا تطور الصناعات الملوثة فى مصر من عام 2000-1970للدكتور محمد ابراهيم الشافعى.
- 1تم انشاء الهيئة العامة للستثمار العربى والمناطق الحرة فى عام 1971وصدر القانون رقم 65لسنة 1971
ثم توالت اصدارات القوانين المنظمة لعملية الستثمار فى مصر فصدرت قوانين فى اعوام ،1977 ، 1974
، 2000 ، 1999 ، 1997 ، 1995 ،1989 ،1981و . 2005
- 2راجع رسالة الباحث للدكتوراه بمعهد البيئة حول اثر ربط الستثمارات والمعونات القتصادية الخارجية
بالمعايير البيئية على التنمية المتواصلة بمصر ،ومؤلف حسين عبد المطلب السرج حول استراتيجية تنمية
الستثمار الجنبى المباشر الى مصر.
أما عن تطورات معدلت التضخم فلقد نجح برنامج التثبيت فى أوائل التسعينات
فى العمل على خفض معدل التضخم بعد ان قارب %20فى بداية التسعينات.
جدول) (1معدلت التضخم فى مصر ما بين 2006-1990
معدل التضخم السنة
8ر 16 1990
7ر 19 1991
- 1نشرة المؤشرات القتصادية لجمهورية مصر العربية يوليو 2007ومجلة اليكونوميست يونيو . 2007
- 2الركود التضخمى هو وصول ارتفاع اسعار السلع او الخدمات او هما معا الى حالة تؤدى الى انصراف
الناس عن شرائها ،المر الذى سيؤدى الى حدوث ركود فى تلك السلع والخدمات وعدم تصريفها او
استخدامها .ومكمن الخطورة فى التضخم الركودى هو انه يؤدى الى وقف الستثمارات او النخفاض الكبير
فيها كما يؤدى هذا بدوره الى انتشار البطالة وتدهور قيمة العملة والتوجه الى اكتناز الموال فى صورة مجمدة
كالعقارات مما يزيد من نسبة الفقر واستنزاف الحتياطى من العملت والموارد .للمزيد راجع فى هذا مؤلف
الدكتور السيد عطيه عبد الواحد فى السياسات المالية والتنمية ،كلية الحقوق ،جامعة عين شمس. 2005 ،
ويهدف هذا السيناريو الى تصور وضع اخر للنهوض بحجم ونوع الستثمارمن
خلل تفعيل النقاط المشار اليها بعاليه وبما ينعكس على ادوات السياسات
القتصادية المختلفة-:
سعر الفائدة:
الواقع المصرى يوضح ان هناك نسبة فقر مدقع تترواح ما بين %20من
اجمالى سكان مصر ) حوالى 14مليون ( وهو ما يعنى ان هناك 60مليون ما
بين متوسط وفوق المتوسط والميسور والغنى ( ،ومن ثم فانه بنظرة موضوعية
هناك قدر من الموال التى يمكن توجيها للدخار ،ولكى يتم استيعابها من خلل
الجهاز المصرفى لبد من رفع سعر الفائدة ) بجانب العمل على تغيير منظومة
القيم تدريجيا( لجذب اوسع دائرة ممكنة من المدخرين وتقليص عمليات
المضاربة والستثمار العقارى الذى بات لب العملية الستثمارية فى مصر فى
العقود الخيرة ومكون رئيسى فى ارتفاع السعار ،مع ضرورة تبنى سياسة
اسعار الفائدة التفاضلية ) انخفاض مع ارتفاع تدريجى ( بحيث يتم العمل على
توجيه السعر المنخفض ناحية القطاعات المنتجة والتى تعمل على توفير السلع
الساسية خاصة التى يتم استيرادها من الخارج والعمل على احللها مما يعمل
على توفير عملت اجنبية ويزيد من الطاقة والقوة النتاجية للقتصاد القومى.
فضل عن ضرورة انخفاض هامش الوساطة المالية للبنوك من خلل زيادة
كفاءة ادائها .
بالنسبة لسعر الفائدة ينبغى عند تحليلها التعرض بالتحليل للدخار العائلى واوجه
الستثمار المتاحة له والتى تتخذ احد الشكال التية-:
الستثمار فى
البورصة من خلل
شراء السهم
والسندات
الستثمار من خلل
اليداع فى البنوك
1ولكن ليس معنى هذا ان القتصاد القومى يستفيد دائما من التقدم التكنولوجى والتقنى ومستويات الدارة
والتنظيم ،حيث يتم قصر هذا على الخبراء الجانب وعدم نقل الخبرات الى العاملين المصريين ،والستعانة
بالعمالة المصرية فقط فى العمال التنفيذية سواء على المستوى الفنى او الدارى .
36 مصطفى عيد.د