Professional Documents
Culture Documents
كان السبق لرواد مدرسة الطبيعيين فى ربط القتصاد بالعلوم الطبيعية ,حيث رأى روادها ان
علم القتصاد يخضع لقوانين طبيعية لا دخل لرادة النسان فى ايجادها .وان كان رواد تلك
المدرسة قد غاب عنهم أن تلك القوانين مطلقة ل استثناء فيها ,وأنها عالمية بصرف النظر عن
ظروف كل بلد وخصائصه .كما غاب عنهم فهم قوانين المادة وحفظ المواد وادارة المخلفات
وربطها بالقتصاد .واهتمت تلك المدرسة بالمنفعة الشخصية ورأت أنها الحافز الذى يحث
الناس على النشاط القتصادى فى اطار من المنافسة .أما عن الثروة والنتاج ,فرواد تلك
المدرسة رأوا أن الثروة ليست فى الذهب والفضة ولكن فى الإنتاج ,والإنتاج هو كل عمل يخلق
ناتجًا صافيًا ,بأن يضيف مقدارًا من المواد أكثر من تلك التى بذلت فى عملية الإنتاج ذاتها .
واستخلصوا من ذلك أن الزراعة هى وحدها النشاط القتصادى الذى يعد منتجًا لنها تؤدى
للحصول على كمية من الحاصلت أكبر من البذور .أما التجارة والصناعة فهما يقتصران على
تحويل أو نقل المواد التى كانت موجودة من قبل دون أن تضيف ناتجا صافيًا جديدًا .ورأت –
المدرسة -ضرورة أن يكون النشاط القصادى حرًا وأل تتدخل الدولة فى الحياة القتصادية.
وبالطبع لم تول تلك المدرسة المسألة البيئية إهتمامًا يذكر ول حتى الصناعة التى هى المصدر
الرئيسى للمخلفات .ولكنها أعطت تصريحًا بالإستخدام الإكبر والوسع للرض الزراعية دون
أية مراعاة لنفادها ,وفى ذات الوقت لم يكن هناك موقفا من وسائل زيادة النتاج الزراعى أو
مشاكل الراضى الزراعية من تجريف وتبوير وخلفه .
ل فيما سمى بالنظرية البيجوفية – نسبة إلى القتصادى أما أول أهتمام بيئى مباشر كان ممث ً
"أرثر بيجو" عام 1922فى كتابه اقتصاديات الرفاهية وذلك فى أول تحليل اقتصادى للتلوث
البيئى على إعتبار أنه أحد أهم المتغيرات القتصادية .بحيث كان يرى فى الضريبة الداة
الكثر كفاءة لإستيعاب النفقات الخارجية والوصول إلى الوضع المثالى الذى تتساوى فيه
النفقات الخاصة الإجمالية والنفقات الإجتماعية أو على القل محاولة تضييق الفجوة بينهما.
وكانت المحاولة الثانية على يد هوتلنج عام 1931والذى تعرض فيه للتلوث البيئى والمشكلت
البيئة والثار الثانوية واثاره على عملية النمو .وفى عام 1944اظهر كارل بولنى مخاطر
مثالية السوق التى تقود الى تخريب للبشرية والطبيعة .وهو نفس ما أشار اليه "شيجيتو
تسورو" من وهم النمو غير المقيد والذى يؤدى الى تدمير البيئة .وفى نهاية عقد الستينات بدأ
يظهر اهتمام كبير فى الدول المتقدمة من العالم من جراء التأثير الذى أحدثه النمو القتصادى
على البيئة فى هذه الدول ,وهو ما عبر عنه MICHANعام 1967حيث عدد مواطن
الضعف للنمو القتصادى .وبعدها ظهرت موضوعات مماثلة لـ SCHUMACHERفى عام
1973ولـ HIRSHMANفى عام . 1977وبشكل جماعى ومنهجى بدأت المسالة البيئية
تستحوذ على اهتمام القتصاديين الذى أنعكس فى شكل مؤتمرات ومعاهدات واتفاقيات دولية
ايمانا بأن المسألة البيئية لتعرف الحدود وأنها دولية بطبيعتها ,وكان أول شكل رسمى يعكس
هذا الهتمام مؤتمر ستكهولم عام 1972والذى نجم عنه ظهور برنامج المم المتحدة للبيئة
, UNEPوبدأت مفاهيم اقتصادية تحوى أبعاد بيئية تحتل حيزا كبيرا من التحليل القتصادى
مثل مفهوم التنمية المستدامة والتى نبهت النظار والتحليلت الى ضرورة مراعاة نضوب
ونفاد الموارد القتصادية الطبيعية عند تحقيق او التخطيط لعملية التنمية حتى ليكون هناك
جورا على حقوق الجيال القادمة ,وحتى تكون هناك استراتيجية سليمة تضمن العدالة
واستخدام الموارد الطبيعية لطول فترة ممكنة مما يساعد بالفعل على تحقيق تنمية حقيقية
ومستدامة .والحقيقة ان اهتمام الفكر القتصادى الغربى والذى لزمه اهتمام من السياسيين