مفهوم فجوة التوقعات في التدقيق Audit Expectations Gap Concept لقد تسبب اعتقاد مستخدمي التقارير المالية في تقرير مراقب الحسابات النظيف )غير المتحفظ( كونه ل يشير إلى احتمالت وجود صعوبات تواجه الوحدات القتصادية التي صدر التقرير عنها قد يكون من شأنها التأثير على ديمومتها في الجل القريب ،إلى الشك في مصداقية مراقبي الحسابات وتزايد عدم الثقة فيما يبدونه من آراء ،وأكثر من ذلك إلى حد مقاضاتهم ومطالبتهم بالتعويض عن أموالهم ومدخراتهم المهدورة نتيجة قراراتهم المبنية على نتائج التقرير النظيف رامين بذلك إلى إهمال مراقبي الحسابات للنهوض بواجباتهم وفشلهم في الكشف عن الغش وسوء إدارة الوحدة القتصادية وتلعبها . ء على ظنون رسمها مجتمع المغامرين بأن مراقبيإن الشك في مصداقية مراقبي الحسابات بناً الحسابات ل يؤدون واجباتهم على النحو الذي يودون أن يحصلوا منه ـ مراقب الحسابات ـ ـ توقعاتهم ـ بالتأكيد سوف يخلق ثغرة بين ما يطلبه الطرف الثالث ـ المغامرون عليه ـ من خدمات عملية التدقيق ,وبين ما يحصلون عليه فعلً من خلل أداء مراقب الحسابات Audit Expectationوتقريره ,هذه الثغرة أضحت تعرف بـ )) فجوة التوقعات في التدقيق Gap ((. تشير معظم أدبيات التدقيق إلى أن أول ظهور لهذا المفهوم ـ فجوة التوقعات ـ كان على يد (( إذ أشار في مقال له إلى أن المحاسبة والتدقيق تتعرضان منذ أواخر الستينيات))Liggio إلى هجوم بصدد نوعية أدائهما المهني ،ثم تطرق إلى هذا التباين في المطلوب والنجاز فأورد )) ...الفرق بين مستويات الداء المهني للتدقيق كما يتوقعها مستخدمو التقارير المالية ومستويات الداء المهني وفق ما يراه مراقبي الحسابات أنفسهم ،هذا الفرق يعرف ( والتي شكلها معهدCohen Commissionبفجوة التوقعات(( ، .ثم جاءت لجنة كوهين ) في سنة 1978كي ُ تعنى بمسؤوليات مراقبي الحسابات AICPAالمحاسبين القانونيين المريكي لتؤكد من خلل دراستها فيما إذا كانت فجوة التوقع موجودة نتيجة ما يتوقعه المجتمع المالي أو ما يحتاجونه من مراقب الحسابات وما يستطيع أن يتوقعه المجتمع المالي من مراقبي الحســابات أداؤه بصورة معقولة ,فأوضحت أن هذه الفجوة موجودة بالفعل ،وأوضحت ( في العام نفسه )) إن أنماط السلوك المتبعة من قبل مراقبي)Metcalfلجنة ميتكالف( ) الحسابات المستقلين ونطاق الخدمات التي يقدمونها يجب أن يعاد فحصها لتحديد ما إذا ( المشكلة في عام Adam1988كانت منسجمة مع توقعات الجمهور(( ،بعدهما كانت لجنة آدم ) قد توصلت إلى ما ذهبت إليه لجنة كوهينCICAعن معهد المحاسبيين القانونيين الكندي ))يبدو إن هنالك فجوة بين ما يتوقعه الجمهور وما يفعله مراقبو الحسابات(( . ينجز وتعرف فجوة التوقعات على أنها )) تعبير عن الحساس بأن أداء مراقبي الحسابات لم ُ بما يحقق المنفعة الكاملة للتدقيق(( وتعرف ايضا فجوة التوقعات بأنها "ما هي أل الختلفات أو الفروقات في المعتقدات بين مراقبي الحسابات والجمهور بصدد الواجبات والمسؤوليات المطلوبة من مراقبي الحسابات والخطاب المبلغ إليهم عبر التقارير". ويجد الباحثون أن دراسة السيدة بورتر تعتبر مفيدة إذ اعتمدت في دراستها على هيكل يحدد العناصر المختلفة بفجوة التوقع ،ولقد عبرت عن تلك الفجوة بكونها ))الختلفات بين توقعات المجتمع من مراقبي الحسابات وبين أدائهم ـ مراقبي الحســابات ـ كما يفهمه أو يدركه المجتمع(( لذا اقترحت أن نطلق عليها تسمية )فجوة توقعات أداء عملية التدقيق( . هناك من يقول إن هذه الفجوة قد تحدث بسبب تقويم مراقبي الحسابات بذاتهم عناصر القوائم ولى إذ كيف ( يتسنى لهم الحكم على َ المالية من حيث الهمية النسبية للعنصر فكيف )والْ مادية العنصر من عدمها ؟ . يستنتج أن إيضاح مفهوم فجوة التوقع قد تباين بين من يراه إنه اختلفات توقعات مما تقدم ُ الطرفين عما يطلبه كل طرف ،وبين من يقول تباين الداء عن المتوقع منه – أداء مراقب الحسابات وتوقعات المستخدمين ، -في الحقيقة يرى البعض أن الرأي الثاني يعكس وجهة نظر مهنية محدودة في محاولة منها للتملص من مسؤوليتها عن نشوء الفجوة أو زيادتها واستمرارها ،بإلقاء اللوم على جمهور المستخدمين بحجة جهلهم وعدم معرفتهم بطبيعة خدمات التدقيق ومحدداتها ،إن هذا الرأي المتطرف تحد منه بل تنقضه الدراسات اللحقة ( التي افترضت إن العنصر الشائع في التعريفاتHumphreyله لسيما دراسة الستاذ ) المختلفة للفجوة هو في قيام مراقبي الحسابات بأداء عملية التدقيق بطريقة معينة من شأنها أن تتم بشكل يتذبذب ومعتقدات ورغبات الخرين الذين يمثلون الطراف المستفيدة من عملية التدقيق ،فمراقب الحسابات ليس له أن يتوقع إنما عليه واجبات يفترض به أداؤها ً إذا كان التدقيق ـ طبعا ً ً سلوكية رسمت له مقدماً وأنماطا وفق معايير حُّ ددت له مسبقا المالي ـ ،نعم له أن يجتهد وليس له بهدف إبداء الرأي الفني المحايد حول سلمة الوضع أن يتوقع أو يعتقد ،وما اجتهاده إل في ثنايا عمله لجل الوصول إلى حقيقة يبتغيها ، ً فيها ،ول الدارة ـ رغم أنها أول مستخدمإذن ففجوة التوقع ليشكل مراقب الحسابات طرفا يقال شريعة للتقارير المالية ـ لكونها قد التزمت مع مراقب الحسابات بعقد ،والعقد كما ُ المتعاقدين ،في الخير نصل إلى نتيجة مفادها أن فجوة التوقع تنبع من الطرف الثالث من مستخدمي التقارير المالية وتصب فيهم ،إلّ أن تيارها يطرق مراقب الحسابات والدارة .
Expectation Gap Compositionمكونات فجوة التوقع كثرت
الجتهادات في توليفة فجوة التوقعات ،فترى بورتر أن فجوة التوقعات يمكن أن تحصل من فجوة المعقولية أو من فجوة الداء أو من فجوة المعايير بينما يراها آخرون أنها فجوة المسؤولية القانونية وفجوة تقرير مراقب الحسابات بينما يجد آخرون أن فجوة المسؤولية القانونية وحدها هي ما تمثل فجوة التوقع . كن من تحديد المكونات المختلفةيم ّ في أدناه الشكل ) (1-3والذي وضعته ))بورتر(( ،إذ أنه ُ ُخِذ َ عليه كونه التي تشكل فجوة التوقعات في التدقيق ،مع العرض فان الشكل المذكور قد أ ا في نطاقه إذ انه لم يدرس كافة عناصر فجوة توقعات التدقيق ،وليست هنالك محاولة محدودً لبيان جوانب الضغوط التي تجعل مكونات الفجوة متغيرة خلل الزمن )لطفي. (36 :2005 ،
شكل ) (1-3هيكل عناصر فجوة توقعات أداء التدقيق
نف وفق السباب المحتملة
بينما يذهب آخرون إلى أن مكونات فجوة التوقعات يمكن أن تصّ لحدوثها إلى مجموعتين من الفجوات الرئيسي تتفرع عنها مجموعة الفجوات الجزئية وكالتي-:
.1الفجوات المتعلقة بمراقبي الحسابات
يعزى سبب حدوثها إلى مراقبي الحسابات ،ومنوهي الفجوات التي ُ أهمها : Auditor's Report Gapأ .فجوة التقرير يمثل التقرير المنتج المادي الساسي لعملية التدقيق ،فهو يمثل معلومات مراقب الحسابات إلى غالب مستخدمي التقارير المالية ،عليه فمن المهم توفير كافة المعلومات اللزمة بهذا دا ًوفق النموذجمع ّ ً ومختصرً ا وُ التقرير كلما أمكن ذلك ،ولجل ذلك وجب أن يكون واضحا المتبع عادة بمهنة التدقيق. إذن فالتقرير هو الوثيقة التي على ضوئها يستنير مستخدمو التقارير المالية بشأن ا منوضع الوحدة القتصادية المالي والتشغيلي ،ولعله – التقرير – أضحى اليوم جزءً القوائم المالية. ً ً من أية تحفظات أو ملحظات ،وقد يكون التقرير متضمنا ً أي خالياقد يصدر التقرير نظيفا لبعض التحفظات أو الملحظات التي يتراءى لمراقب الحسابات– بحسب رأيه – إدراجها فيه ، ويبدو أن عدم إدراج مراقب الحسابات لبعض التحفظات أو الملحظات التي قد يكون من شأنها ا في عملية اتخاذ القرار لبعض من مستخدمي التقارير المالية ،إن ا كبيرً أن تؤثر تأثيرً ذلك سوف يحدث ثغرة بين مراقب الحسابات ومستخدمي التقارير المالية تعرف بـ)) فجوة تعزى إلى رغبة مستخدمي التقارير المالية التقرير(( ،بينما يرى آخرون أن فجوة التقرير ُ في الحصول على تأكيد مطلق من مراقبي الحسابات بدقة القوائم المالية ،يتزامن مع ذلك تواضع ثقتهم في رأي مراقب الحسابات لسيما في حالة تعثر الوحدة القتصادية دون إنذار مبكر منه ،فضلً عن غموض التقرير وصعوبة فهمه . Auditor's Performance Gapب .فجوة أداء مراقب الحسابات ولعل البعض أطلق عليهاDeficient Performanceأو ما يصطلح عليها فجوة الداء المعيب ،وهناك إجماع عند التعرض لهذا النوعRotten Auditing Gapوصف فجوة الروتين التدقيقية من الفجوات على إيضاح مفهومها ،فكلهم يعتمد ما جاءت به الستاذة بورتر من تعريف لها.فهم يتفقون على إنه قصور في أداء مراقبي الحسابات عند تنفيذهم لعملية التدقيق إذ ً لمعايير)) الختلف بين الداء المتوقع لمراقب الحسابات طبقا تعرف على إنها التدقيق وبين الداء الفعلي له (( ،وبذلك فهي تعبر عن الداء غير الكفء لبعض مراقبي ً الحسابات بسبب النقص أو القصور في الكفاية المهنية أو إهماله في أداء واجباته طبقا لمعايير التدقيق المقبولة والمتعارف عليها دوليً ا. Auditor's Independence Gapجـ .فجوة الستقلل أهمية الحياد والموضوعية في بيئة مراقب الحسابات المهنية ضرورية لداء العمال باستقللية ،فالستقللية من المبادئ الساسية في مهنة التدقيق ،وإن مراقبي الحسابات على يقين أن في استقللهم ونزاهتهم وموضوعيتهم إنما ذخيرتهم ومبرر وجودهم المهني مما يدفعهم إلى الحرص على مصلحتهم الشخصية ناهيك عن حث قواعد السلوك المهني إياهم للحفاظ على استقلليتهم مهما تكلف المر بعضهم يعزو أسباب فجوة الستقلل إلى ) (1المنافسة بين مراقبي الحسابات فيما يتعلق بأجورهم والحصول على العملء وتقديم الخدمات الستشارية (2) ،الخضوع لضغوط ونفوذ إدارة الوحدة القتصادية محل التدقيق والمجاملة المتبادلة بينهما . .2فجوات التوقع المتعلقة ببيئة التدقيق ويعزى سبب هذه الفجوات إلى البيئة الخارجية المحيطة بمراقب الحسابات وهذه يمكن أن تتوزع إلى -: Reasonableness Gapأ .فجوة المعقولية وة منها وإلّ ستكون -عملية من الطبيعي أن تتوافق مخرجات عملية التدقيق مع الهداف المرجُّ التدقيق -ضياعا ً للوقت والجهد وهدرا ً للموال ،ويبدو أن بعضا من مستخدمي التقارير ً ،وحين تطرق بورترالىالمالية يجنحون بتوقعاتهم مقارنة بما توفره عملية التدقيق فعليا ية للمجتمع من مراقبي الحسابات بر عنها بكونها ))الختلف بين التوقعات الكلّهذه الفجوة عّ وبين توقعاتهم المعقولة كما يدركها مراقبو الحسابات(( ،مما تقدم يتضح أن توقعات الطرف الثالث منها المعقول ومنها غير المعقول ،وهذه الخيرة يمكن تحديدها بالتي: • دة من قبل الوحدة القتصادية محلضمان الدقة المطلقة للقوائم المالية المع ّ التدقيق. • التنبيه والرشاد في حال التنبؤ بفشل الوحدة القتصادية المستقبلي أو عدم قدرتها على الستمرار. • اكتشاف جميع حالت التحريفات بالوحدة القتصادية . • إبلغ السلطات التشريعية بحالت الغش والتصرفات غير القانونية .
Audit Standards Gapب .فجوة معايير التدقيق
يعتمد مراقب الحسابات في أدائه لمهمته عند تدقيق القوائم المالية لبيان الرأي الفني الموضوعي ،على المبادئ المحاسبية المتعارف عليها ومعايير التدقيق المقبولة عمومً ا، ومع ذلك فقد توجد رغبات غير مشبعة لدى مستخدمي التقارير المالية ،هذا التباين بين أداء مراقبي الحسابات وفق المعايير والتشريعات وبين توقعات مستخدمي التقارير المالية دمت بورتر هذه الفجوة بأنهايطلق عليه ما يسمى بـ ) فجوة المعايير( .وبهذا المفهوم ق ّ )) الفرق بين التوقعات المعقولة لمستخدمي القوائم المالية من مراقبي الحسابات وبين ً لمعايير التدقيق((،الداء المتوقع من مراقبي الحسابات طبقا Legal Responsibility Gapجـ .فجوة المسؤولية القانونية أن في قصور فهم مستخدمي التقارير المالية ـ وحتى رجال القضاء ـ لنطاق المسؤولية القانونية والمهنية لمراقب الحسابات يمثل السبب الساس في الدعاوى المرفوعة ضد مراقبي الحسابات ،ولقد تفاوتت الراء حول أسباب تلك الفجوة ،ولعل أكثرها جدلً الخلط الحاصل بين نظرية خصوصية عقد مراقب الحسابات بمسؤوليته أمام عميله فقط ،وبين نظرية عمومية العقد بمسؤوليته أمام الطرف الثالث أيضا. إن تصنيف فجوة التوقعات في التدقيق وفق ما تقدم والذي بني على أساس أسباب حدوثها إنما ً للتهرب من أووضع بهدف سهولة تحديد المتسبب في إحداث كل فجوة توقع على حدة وتجنبا تمييع المسؤولية عنها بين الطراف المتعددة المشتركة في إحداث فجوة التوقعات. يمكن توضيح مكونات فجوة التوقعات بعد الخذ بنظر العتبار طبيعتها والسباب التي تفضي إليها بالشكل التي-: