You are on page 1of 1

‫أهمية اللتجاء الى التحكيم فى المنطقة العربية‬

‫ربما قد كتب الكثيرون فى بيان ماهية التحكيم وأهميته وضرورة اللجوء إليه ومزاياه ‪ ،‬تلك المور التى أفاض فى شرحها الكتاب ورجال القانون ‪،‬‬
‫ولكنى أود ان أقول أن التحكيم لم يعد ترفا حضاريا ‪ ،‬إنما هو ضرورة توجبها مقتضيات التطور والعولمة والحراك القتصادى ونشوء التكتلت‬
‫‪ .‬القتصادية فى كل أنحاء العالم‬

‫ذلك لن التطور القتصادى الذى فرضته الظروف العالمية و الصراعات الدولية والتكتلت السوقية ‪ .‬يقتضى اللجوء الى طرق أخرى غير تلك الطرق‬
‫‪ .‬التقليدية لحل النزاعات ‪ ،‬التى يمكن أن تنشأ كنتيجة لهذه المعاملت‬

‫فلم يعد مجديا ـ من الوجهة القتصادية البحتة ـ أن يقوم المستثمرين ورجال المال والشركات العملقة العابرة للقارات بل والفراد باللجوء الى ارتياد‬
‫القضاء الوطنى ‪ ،‬لن ذلك يتطلب وقتا وجهدا وإعمال لجراءات تضمنتها القوانين الوضعية ‪ ،‬بما قد يعوق بشكل او بأخر حل تلك المنازعات بالسرعة‬
‫‪ .‬والمرونة الكافية‬

‫ول غرو فى أن تلك المبررات السابق اللماح إليها هى التى دفعت الى ضرورة اللجوء للتحكيم كوسيلة ناجزة لوضع حلول عاجلة بالسرعة والمرونة‬
‫‪ .‬التى تقتضيها طبيعة التطور‬

‫فليس من المتصور ان نقوم بإجبار مستثمر أجنبى مثل على رفع دعوى أمام المحكمة المختصة واستهلك الوقت فى العلن والتأجيل والطلع‬
‫والتعقيب واللجوء الى الخبرة والطعن أمام محاكم الدرجات العلى واستخدام وسائل عديدة قد يتفتق عنها ذهن المتقاضين والحيل المشروعة للمحامين ‪،‬‬
‫‪ .‬ناهيك عن الثغرات التى من الممكن ان ينفذ منها من لحق له ابتغاء الحصول على حق ليس له‬

‫والمطالع لما يحدث على مستوى العالم يكتشف ‪ ،‬لول وهلة ‪ ،‬أن العالم قد فطن الى هذه الحقيقة وقام بإنشاء مراكز تحكيم عديدة على مستوى العالم فى‬
‫‪ .‬أمريكا وبريطانيا والصين ودول الكتلة الشرقية وشرق أسيا وأخيرا فى منطقتنا العربية‬

‫وقد انتشرت مراكز التحكيم فى كل الدول تخاطب الفراد والشركات والهيئات والحكومات ‪ ،‬تدفعهم دفعا الى النأى بمنازعاتهم عن القضاء العادى ‪،‬‬
‫واللجوء الى خيار التحكيم لمناسبته وسهولته ومرونته‬

‫وأصدرت معظم الدول قوانين خاصة بالتحكيم ‪ ،‬تحدد إجراءاته وآلياته ووسائل تنفيذ أحكامه ‪ ،‬مع مراعاة السرعة والمرونة واليجاز فى الوقت والجهد‬
‫‪ .‬والمال ‪ .‬ومن ذلك قانون التحكيم المصرى رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬بشأن التحكيم‬

‫وكم كان حكيما ‪ ،‬عروج رئيس الجمهورية فى خطابه أمام الجتماع المشترك لمجلس الشعب والشورى أن يتحدث عن إنشاء محاكم اقتصادية بما‬
‫‪ .‬يقتضيه ذلك التطور من فتح المجال أمام التحكيم بشكل أكثر رحابة وتطور‬

‫وكم كان عظيما ‪ ،‬افتتاح مركز العاصى للتحكيم بمدينة السماعيلية ‪ ،‬وهو أول مركز متخصص فى منطقة القناة وسيناء ‪ ،‬ساهم بل شك فى خلق نافذة‬
‫جديدة أكثر رحابة أمام الهيئات والشركات ورجال المال المستثمرين والفراد مما يعطى دفعة قوية لزيادة النمو القتصادى فى هذه المنطقة الستراتيجية‬
‫‪ .‬من مصر والعالم أجمع‬

‫بقلم‬

‫المستشار ‪ /‬عبد الرحيم أبو المجد أحمد‬

‫المحامى بالنقض والمحكم التجارى الدولى‬

‫هيئة قناة السويس بالسماعيلية‬

‫عضو أتحاد المحامين الفرو أسيوى‬

You might also like