تعد مسألة أحكام التحكيم ذات أهمية بالغة ،وتزايد الهمية العملية لحكام التحكيم يرجع إلى عاملين ،العامل الول :النتشار الكبير والنجاح غير العادي للتحكيم التجاري الدولي ،والعامل الثاني :عامل اقتصادي يتعلق بالوقت والجهد حيث يواجه الفراد والشركات عبر الدول صعوبات عديدة من تعقد إجراءات التحكيم ،واستئناف أحكام التحكيم الجنبية بطرق شتى ورفض تنفيذها بالتوسع في أسباب هذا الرفض ،مما أعطي لمسألة التحكيم أهمية .متعاظمة لذلك لم تكن مثل هذه الهمية تغيب عن المجتمع الدولي ،فتحرك نحو هذا التجاه ،وكان من جهوده المميزة في ذلك اتفاقية نيويورك للعتراف بأحكام التحكيم الجنبية وتنفيذها عام 1958م ،ولم تلفت تلك الهمية الشراح القانونين بنفس الدرجة التي لفتت بها المجتمع الدولي ،حيث لم يتناولوا التحكيم .إل في إطار التعريف بالتحكيم كنظام قانوني ،في شكل عموميات ،فلم يستأثر التحكيم بجميع مراحله بمؤلف مستقل إل في أحوال قليلة لذا وجدت أنه من الضروري التعرض بإيجاز مناسب للطبيعة القانونية للتحكيم لنه إذا كانت إرادة الخصوم ورغبتهم في نظام التحكيم هي التي تحرك النظام القانوني للتحكيم وتوضح معالمه وتحـدد خطواتـه ،إذ أنها هي التي يقع بناء عليها التفاق على التحكيم ،وّتكوين هيئة التحكيم ،وانتخاب أفرادها للفصل في النزاع ،ومن ثم تنفيذ قراراتهم ،إل أن هذه الرادة ليست مطلقة ،لنها مقيدة بنصوص القانون ،فل بد من وجود نص يجيز هذا التحكيم ويباركه ويسمح به في نطاق الشكل الذي تسمح به الجراءات بصورة عامه ،بالضافة إلى أن حكم التحكيم يكون خاضعًا لرقابة القضاء عن طريق المر بتنفيذه ،فليس لحكام التحكيم قوة تنفيذية إل عن طريق المر بتنفيذها من قبل القضاء ،ولن القاعدة المستقر عليها في نطاق القانون الدولي الخاص ،أن العبرة في تحديد ما إذا كان السند المراد تنفيذه حكمًا تحكيميًا أم ل ؟ هو بقانون الدولة التي يطلب فيها التنفيذ ،وإذا كان تحديد معنى الحكم ل يعدو أن يكون إل مسألة من مسائل التكيف التي تخضع لقانون القاضي كقاعدة عامة ،و من هنا وجدت أهمية بالغة في تحديد الطبيعة القانونية .للتحكيم لما لذلك من نتائج في تحديد طبيعة حكم التحكيم وإن كان البعض يرى أن كشف أغوار الطبيعة القانونية للتحكيم أمرًا ل ضرورة له ،فل حاجة لعرض أراء الفقهاء وانعكاساتها القضائية ،وإنما يجب أن نحدد موقفنا في هذه المسألة المبدئية بينما يري البعض الخر صعوبة النظر إلى نظام التحكيم ككل قبل الوقوف على طبيعته القانونية ،وأنا من جانبي أرى إضافة إلى ما ذكرته سابقًا أهمية تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم ،حيث أن ذلك التحديد ليس من المور النظرية التي يبدو فيها الجهد ضائعًا بل أنه يفيد في معرفة المعاملة التي سيلقاها حكم التحكيم عند إرادة تنفيذه سواء في الدولة التي صدر فيها أو في خارجها -فمعرفة الطبيعة القانونية للتحكيم ٌتِعين إلى حد كبير في تحديد الوصف القانوني لحكم التحكيم عند إرادة تنفيذه ومثال ذلك تحديد إجراءات البطلن الذي يمكن أن تشوب إجراءات التحكيم وحكم المحكم ،إذ القول بالطبيعة التعاقدية للتحكيم يغري بإعتماد أحكام بطلن التصرفات القانونية المنصوص عليها في القانونين المدنية ،بينما القول بالطبيعة القضائية للتحكيم يغري بإعتماد أحكام البطلن المنصوص عليها في قوانين المرافعات -وكذلك تحديد القوة الملزمة لحكم المحكم ،إذ القول بالطبيعة التعاقدية للتحكيم يؤدي إلى اعتبار حكم المحكم مجرد تطبيق لحكام عقد التحكيم يلتزم به طرفاه بمجرد صدوره ،بينما القول بالطبيعة القضائية للتحكيم يؤدي إلى اعتبار حكم المحكم حكمًا بالمعني الدقيق للحكام القضائية -كما أن تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم تفيدنا من حيث تحديد القانون الواجب التطبيق في مسألة ما وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بإجراءات التحكيم ،وتتجلى لنا أهمية هذا التحديد خاصة مع تنوع التجاهات التي ظهرت في هذا الشأن ،حيث أدى الختلف في تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم إلى اختلف أشكال وتقسيمات التحكيم ،والتي انعكست على موقف القضاء في مختلف الدول ،بل وفى الدولة الواحدة ،ففي فرنسا يوجد تمييز بين التحكيم الخاضع للقانون المدني وذلك الخاضع لقانون الجراءات ،وفي إيطاليا يوجد تمييز بين التحكيم الخاضع لقانون الجراءات والذي يطلق علية التحكيم الرسمي وبين التحكيم الخاضع للقانون المدني والذي تكون مهمة المحكم فيه تكملة أو تعديل عقد ما ويسمى بالتحكيم الحر أو غير الرسمي ،وفي إنجلترا يوجد تحكيم يكون فيه الجانب التعاقدي غالبًا ويسمي ل من الشكال القضائية ويسمي COMMON LAW ARBITRATION كما أن ARBITRATION STATATORY ،وبين تحكيم يعد شك ً مفهوم التحكيم من الوجهة الدولية ليس واحدًا في كل مكان في العالم وخاصة في النظم النجلوأمريكيه ،واللتينية ،والشتراكية مما سيؤثر بل شك .على المعاملة الجرائية لحكم التحكيم وتنفيذه ل النظام النجلو أمريكي عند رقابته للتحكيم و الظاهر أن اختلف النظر حول الطبيعة القانونية للتحكيم أوجد اختلفا في القيمة القانونية للتحكيم ،فمث ً ينتقص بل شك من قيمته القانونية ،فالمحاكم تشارك المحكمين عملهم ول يستطيع المحكمون أن يقرروا في مسائل القانون -كما أن المحكم ليس ملزم بتسبيب حكمه إل إذا أمرته المحكمة العليا بذلك ،خلفًا للنظام اللتيني الذي يوجب تسبيب المحكم لحكمه حتى لو كان المحكم مفوضًا بالصلح ،كما أنه .ل يتدخل بالرقابة في مسائل القانون والواقع وإنما رقابته إجرائية فقط ل :الطبيعة التعاقدية للتحكيم .أو ً يقول البعض أن التحكيم ذو طبيعة تعاقدية ،فالتحكيم ليس قضاًء بمعنى الكلمة لنه عقد رضائي ملزم للجانبين ،لذلك يبدو حكم التحكيم وفق أنصار هذا الرأي عنصر تبعي في عملية التحكيم لن اتفاق التحكيم يستغرق عملية التحكيم برمتها بحيث يعد مبدأ لتفسير كافة مراحلها حتى صدور قرار من المحكم يلتزم به طرفا النزاع ،فحكم التحكيم وفقًا لهذه الطبيعة التعاقدية للتحكيم مجرد تحديد لمحتوى عقد التحكيم بمعرفة غير المتعاقدين وهم هنا .المحكمون رغم أن حكم التحكيم هو الهدف من عملية التحكيم برمتها من حيث كونه يفصل في النزاع :-ويستند أنصار هذا الرأي على عدة حجج أهمها أن أساس التحكيم هـو إرادة الطراف في التصالح ،ولذا فإن أهمية تحديد طبيعته تتركز في رغبة الفراد في حل نزاعهم بطريق ودي ،ويكون 1- .ذلك عن طريق إحلل تقدير شخص ثالث )المحكم( محل تقديرهم وقبولهم لهذا التقدير أن الفراد باتفاقهم على التحكيم يتفقون ضمنًا على التنازل عن الدعوى ويخولون المحكم سلطه مصدرها إرادتهم ،وهذه السلطة ل يمكن أن تكون 2- سلطة قضائية إذ أنها تقوم على إرادة ذوي الشأن ،لنه إذا كانت طبيعة الرابطة القانونية مصدر الثر القانوني ،هي التي تحدد طبيعة هذا الثر ،فل يمكن اعتبار سلطة المحكم سلطة عامه لن الفراد الذين يعينون المحكمين ل يتمتعون بسلطة عامه ،ول يمنع من القول بالطبيعة التعاقدية للتحكيم أن .يتم تعيين المحكم أحيانا من جانب السلطة القضائية ،لن هذه الخيرة في تعيينها للمحكم ،إنما تحل محل الفراد في استعمال حقهم في اختيار المحكم أن التحكيم يختلف في هدفه عن القضاء ،فالقضاء يرمي إلى تحقيق مصلحة عامه ،أما التحكيم فإنه يرمي إلى تحقيق مصالح خاصة لطراف عقد 3- .التحكيم يفترض القضاء عدم إرادة أحد الطرفين المتثال للقاعدة القانونية التي تحمي مصلحة الطرف الخر في مواجهته ،في حين أنه في التحكيم يرغب 4- .الطراف بإرادتهم إبعاد كل شك حول نطاق حقوقهم :-أن القانون الوضعي يؤيد هذه الطبيعة حيث أنه 5- .أ -يمكن القول أن المحكم يكون وطنيًا أو أجنبيًا ،في حين أن الوظيفة القضائية ل يباشرها سوى وطني .ب -إذا لم يقم المحكم بواجبه فل تنطبق عليه قواعد إنكار العدالة .ج -إذا أخطأ المحكم فإنه ل يخضع لقواعد المخاصمة .د -يمكن رفع دعوى أصليه ببطلن حكم المحكم بعكس حكم القضاء وهناك نتائج هامة تترتب على الخذ بهذه النظرية تؤثر على مراحل التحكيم المختلفة كحرية الطراف في اختيار القانون الواجب التطبيق في التحكيم ، .وتحديد اختصاص المحكمين ومدى تدخل قضاء الدولة في تنظيم التحكيم وأدائه ،و العتراف بآثار التحكيم :-وقد وجه إلى هذا الرأي العديد من العيوب منها المبالغة في إعطاء الدور الساسي لرادة الطراف ،فالواقع أن الطراف ل يطلبون من المحكم الكشف عن إرادتهم هم ،وإنما الكشف عن إرادة 1- ل إلى ما قد تكون إرادة الطراف قد اتجهت إليه .القانون في الحالة المعنية ،فالمحكم وهو يقوم بالفصل في النزاع يطبق إرادة القانون ول يلقي با ً أنه إذا كان حكم التحكيم مصدره اتفاق الطراف ،فإن ذلك ل يضفي الطابع التعاقدي على التحكيم ،لن المحكم ملزم باحترام قواعد النظام العام 2- وكذلك العديد من القواعد الموضوعية والجرائية ،ومنها على سبيل المثال احترام حقوق الدفاع ،وأن يكون حكم المحكم على مقتضى قواعد القانون )فقد نص المشرع المصري في المادة 506مرافعات على أن " يصدر المحكمون حكمهم غير مقيدين بإجراءات المرافعات عدا ما نص عليه في هذا الباب ،ويكون حكمهم على مقتضى قواعد القانون ما لم يكونوا مفوضين بالصلح ،وتنص المادة 35من اللئحة التنفيذية لنظام التحكيم السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم 46وتاريخ 12/7/1403بأن " يصدر المحكمون قراراتهم غير مقيدين بالجراءات النظامية ،عدا ما نص عليه نظام التحكيم ولئحته التنفيذية ،وتكون قراراتهم بمقتضى أحكام الشريعة السلمية والنظمة المرعية " ،وهذا تقريبًا ما تنص عليه المادة 182من قانون المرافعات الكويتي والمادة 812من قانون المرافعات اليطالي والمادة 1474من قانون المرافعات الفرنسي الجديد ( ،باستثناء التحكيم بالصلح فل يتقيد بقواعد القانون الموضوعي إل ما كان منها متعلقًا بالنظام العام -ويبرر ذلك بأن المحكم المصالح إنما يجري صلحًا ،ومن ثم فهو ل يملك أن يجرد أحد الطراف من كل ما يتمسك به .إذ أنه ل يقضي بين الخصوم ،فالمحكمون وإن كانوا أفرادًا عاديين إل أنهم يملكون سلطة القضاء التي يملكها القضاة في خصوص النزاع المعروض عليهم لنهم يفصلون في حقوق والتزامات طرفي عقد التحكيم وفقًا للقانون ،ويملكون إصدار حكمهم ضد .واحد من الخصوم أو ضدهما معًا إن استناد أصحاب هذا الرأي إلى اختلف أحكام القانون بين التحكيم والقضاء يرجع في الواقع إلى عله واحدة وهي أن المحكم وهو يقوم بمهمته 2- وهي مهمة ذات طابع قضائي ل يمثل الدولة ،ولذلك فمن الطبيعي أن يختص القاضي "ممثل الدولة " ببعض الحكام القانونية التي تختلف على القاضي " " .المحكم إن امتثال الفراد للقانون واجب في جميع الحوال ،بل وكثيرًا ما نجد اتفاق الفراد على تحديد محكمة معينه لتختص بنظر دعواهم ،فهل يمكن 3- .القول حينئذ بأن الفراد لم يمتثلوا للقانون إن القول بالنظرية التعاقدية للتحكيم يثير الخلف بصدد تأصيل طبيعة العلقة التي تربط أطراف التحكيم بالمحكمين ،حيث أصلها البعض على 4- ل عن الخصوم ،باعتبار أن سلطة المحكم في التحكيم في النزاع ل تثبت إل باتفاق الطراف ،بينما أصلها أنها وكالة ،بمعني أن المحكم يعتبر وكي ً .البعض الخر بأنها إجارة عمل على أساس أن الفراد يتفقان مع المحكم على إجارة عمله ويترتب على ذلك حقوق والتزامات متبادلة ويثير موقف القانون المصري العديد من التساؤلت بخصوص الطبيعة القانونية للتحكيم حيث يفهم من نص المادة ) (501مرافعات الملغاة بالقانون رقم 27لسنة 1994م أن التحكيم يرتكز على إرادة الطراف ،وقد أشارت صراحة المذكرة اليضاحية لقانون المرافعات في معرض تعليقها على المادة ) ( 513إلى أن ) حكم المحكمين ليس حكمًا قضائيًا ( ،وبالتالي يمكن أن نستنتج من ذلك ميل القانون المصري للطبيعة التعاقدية للتحكيم ،وفى نفس الوقت يمكن أن نستنتج نفي هذه الطبيعة من نص المادة ) (299مرافعات التي تساوي بين حكم التحكيم الجنبي والحكم القضائي الجنبي من ناحية .تطبيق قواعد تنفيذ الحكام الجنبية علي كل منهما وقد أنعكس عدم وضوح نصوص القانون المصري في بيان الطبيعة القانونية للتحكيم على القضاء المصري ،فقد قررت محكمة النقض المصرية :أن التحكيم هو طريق استثنائي لفض الخصومات قوامه الخروج على طرق التقاضي العادية )حكم محكمة النقض في 16/2/1971م ،مجموعة أحكام النقض ،س 22ق ، 179 ،حكم محكمة النقض في 16/2/1978م ،مجموعة أحكام النقض ،س 29ق ، ( 472 ،فل يتضح لنا من عبارة المحكمة .أن التحكيم طريق اتفاقي أو أنه طريق قضائي عادى ،بل أن المحكمة بقولها هذا تعني أن التحكيم قضاء خاص لفض المنازعات أما في فرنسا فقد أكد الشراح الفرنسيون على أن التحكيم طريقًا خاصًا للتقاضي ذو أساس اتفاقي في صدد تعليقهم على نص المادة ) (1477من قانون المرافعات الجديد التي تعرف اتفاق التحكيم بأنه عقد تحكمه قواعد القانون المدني وقد أيد القضاء الفرنسي هذا الرأي سواء كان حكم التحكيم قد صدر في فرنسا أم خارجها ،فل يصبح حكم التحكيم حكم قضائي حتى في حالة إسباغ السلطة القضائية للبلد الذي صدر فيها ذلك الحكم القوة التنفيذية عليه ، .فأحكام التحكيم وفقًا لهذا القضاء تّكون وحدة مع اتفاق التحكيم وتنسحب عليهما الصفة التعاقدية ويلحظ أنه رغم ما أشتهر عن قضاء النقض الفرنسي اعتناقه للطبيعة التعاقدية للتحكيم ،إل أن ذلك لم يجد صدى واسع في أحكام القضاء الفرنسي إل .في القليل من الحكام ،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم وضوح ورسوخ هذه الطبيعة في فرنسا .وفي إيطاليا أكد الشراح اليطاليين على أن التحكيم ينشأ نتيجة لتفاق الخصوم عليه .ثانيًا :الطبيعة القضائية للتحكيم يري بعض الشراح أن التحكيم ذو طبيعة قضائية ،فالتحكيم قضاء إجباري يلزم الخصوم في حالة اتفاقهم على اللجوء إليه كوسيلة لحل خلفاتهم ،وأنه بهذه الصفة يحل محل قضاء الدولة الجباري ،وأن عمل المحكم وإن قام وتأسس على اتفاق التحكيم ،إل أن هذا التفاق ليس هو الساس الوحيد لعمل المحكم ،فعمل المحكم هو عمل قضائي شأنه شأن العمل القضائي الصادر من السلطة القضائية في الدولة ،فمهمة المحكم هي مهمة قضائية وحكمة يرتب نفس الثار التي يرتبها الحكم القضائي ،وأنه إذا كان التحكيم يبتدئ في مرحلته الولى بعمل إرادي وهو شرط أو اتفاق التحكيم ،فإن هذا العمل في رأي أنصار الطبيعة القضائية ل يعدو أن يكون مجرد فتيل لوضع هذا النظام موضع الحركة التي تهيمن عليها طبيعتها القضائية ويتحرك بذاتيته الخاصة ،وشأن هذا العمل الرادي للخصوم في اللتجاء إلى التحكيم لفض منازعاتهم ،يطابق شـأن ذلـك العمـل الرادي للخصوم في اللتجاء إلى .قضاء الدولة :-ويستند أصحاب هذا الرأي إلى الحجج التالية إن التحكيم قضاء استثنائي مستثنى من الصل العام في التقاضي أمام المحاكم التي نظمها القانون ،وإذا حدث ورفعت الدعوى أمام المحكمة 1- المختصة كان للطرف الخر الحق في الدفع بعدم الختصاص ،لن المحكمة تنظر دعوى هي من اختصاص هيئة المحكمين ،وذلك قياسًا على الثر ل ولكن يجوز ذلك استثناًء كما في الختصاص المحلي -وجدير ًا بالذكر أن الدفع الذي يترتب على رفع نزاع معين أمام محكمة معينه غير مختصة أص ً بوجود شرط التحكيم قد أثارت خلفًا بين الشراح فقال البعض أنه دفع بعدم الختصاص غير متعلق بالنظام العام يتعين أن يبدى قبل التكلم في الموضوع ،وقال البعض الخر انه يتعين أن يبدى قبل أي دفع شكلي ول يجوز للمحكمة أن تبديه من تلقاء نفسها ،ونري أن اعتبار هذا الدفع من قبيل الدفع بعدم الختصاص أمر بالغ الصعوبة ،لن شرط التحكيم ل ينزع اختصاص المحكمة وإنما يمنعها فقط من سماع الدعوى طالما الشرط قائماً ،كما أنه من المستحيل تحديد نوع عدم الختصاص ،هل هو اختصاص نوعي أو اختصاص مكاني ،وعليه يكون هذا الدفع بوجود شرط التحكيم هو من قبيل الدفع ل ،فل يقالبعدم القبول ،وشأن هذه الحالة شأن حالة طرح نزاع على محكمة مختصة بعد صدور حكم في ذات النزاع من محكمة غير مختصة أص ً هنا أن المحكمة غير مختصة بنظر الدعوى لسبق صدور الحكم فيها ،وإنما يقال أنها ممنوعة من نظر الدعوى ،وقد أوردت محكمة النقض المصرية رأيها في هذا المر في حكم لها حيث قالت :أن هذا الدفع دفع بعدم القبول ولكنه ليس من الدفوع الوارد ذكرها في المادة 115مرافعات ويجب التمسك ) به قبل التكلم في الموضع وإل سقط الحق فيه .نقض مدني ، 15/2/1972س 23ق ،نقض مدني ، 6/1/1976س 27ق إن حكم المحكم يحوز حجية الشيء المقضي به ،وينفذ تنفيذًا جبريًا بعد صدور المر بهذا التنفيذ ،شأنه شأن الحكم القضائي الصادر من السلطة 2- القضائية في الدولة -ونصت على ذلك معظم القوانين حيث نص القانون المصري في المادة ) (55من القانون رقم 27لسنة 1994م في شأن التحكيم في المواد المدنية التجارية على " تحوز أحكام المحكمين الصادرة طبقًا لهذا القانون حجية المر المقضي وتكون واجبة النفاذ بمراعاة الحكام المنصوص عليها في هذا القانون " ،و القانون الكويتي في المادة 186مرافعات ،وإن كان قد أجاز الستئناف إذا أتفق الخصوم على ذلك قبل صدور الحكم ،والقانون اليطالي في المواد من 827إلى ، 831وعلى العكس من ذلك ذهبت محكمة باريس في 1981 /6/ 9م بأن قوة الشيء المحكوم فيه هي قاعدة متعلقة بمصلحة خاصة وليست من النظام الداخلي إن التحكيم قضاًء لن جوهر القضاء هو تطبيق إرادة القانون ،فالتحكيم نوع من أنواع القضاء إلى جانب قضاء الدولة ،شأنه في ذلك شأن القضاء الجنبي الذي يعترف به القانون ،أو القضاء الذي تتوله هيئات دينية غير سلطة الدولة كما .هو الحال في مصر بالنسبة للمجالس الملية ومما يؤيد الطبيعة القضائية للتحكيم ما درجت عليه القوانين المختلفة من إطلق اصطلح الحكام على أحكام المحكمين والحكام القضائية ،وما 3- ذهب إليه القانون الفرنسي الجديد من إطلق لفظ محكمة التحكيم على المحكم أو المحكمين ،بالضافة إلى القواعد التفصيلية التي أوردتها القوانين ل للخصومة القضائية .لتنظيم الخصومة في التحكيم وإجراءات تسيرها وذلك بشكل يتطابق مع القواعد الموضوعية أص ً ولقد تطور موقف القضاء في هذا الشأن ووصل إلى أن تتراجع محكمة النقض الفرنسية عن اتجاهها باعتبار الطبيعة التعاقدية للتحكيم ،فقالت في 4- أحكام حديثة نسبيًا :أن أطراف الخصومة بالتجائهم إلى التحكيم إنما يعبرون عن إرادتهم بإعطاء الغير "المحكم" سلطة قضائية ،وقالت المحكمة العليا : أن التحكيم يعد قضاءًا استثنائيًا يكون للمحكمين فيه سلطة ذاتية مستقلة للفصل في المنازعات التي يطرحها الخصوم عليهم ،أما محكمة النقض المصرية .فلم تدلي بدلوها بعد وإن كانت قد نحت نحو تأييد الطبيعة التعاقدية ويترتب على القول بالطبيعة القضائية للتحكيم ،أنه يثور التساؤل حول وقت اكتساب حكم التحكيم للصفة القضائية ،فهل يكتسب ذلك الحكم الصفة القضائية بمجرد صدوره ،أم بعد المر بتنفيذه ؟ :لقد انقسم الشراح في الجابة على هذا التساؤل إلى اتجاهين التجاه الول :ويتزعمه الشراح اليطاليين ،وهو عدم اعتبار الصفة القضائية للحكم التحكيمي إل بصدور المر بالتنفيذ )وقد أخذ القانون اليطالي بهذا التجاه في إطار القانون رقم 28لسنة 1983م حيث أشتمل هذا القانون على تعليق مسألة تصحيح حكم المحكمين والطعن بالبطلن على صدور المر بالتنفيذ مما يمثل انتقاصا للقيمة القانونية لحكم التحكيم ،ولكن القانون اليطالي الجديد الصادر في يناير عام 1994م جاء خلوًا من ذلك سواء فيما يتعلق بتصحيح الحكم أو الطعن فيه ،حيث نص على أن بطلن حكم التحكيم يقدم خلل تسعين يومًا من تاريخ إعلن الحكم ،ودون حاجة لصدور المر .بالتنفيذ ( وقد أيد جانب من الشراح الفرنسيين هذا التجاه أما التجاه الثاني :وهو التجاه الغالب لدى الشراح الفرنسيين والعرب وهو عدم اشتراط صدور المر بالتنفيذ لسباغ الصفة القضائية على حكم التحكيم ل للتنفيذ -وهذا هو ما ،فحكم التحكيم يتمتع بالحجية وقوة المر المقضي منذ صدوره ،وأن إجراء المر بالتنفيذ ل يمنح الحكم الحجية وإنما يجعله قاب ً قررته محكمة النقض المصرية حيث قالت في أسباب أحد أحكامها :متي كان الثابت أن طرفي الخصومة لجأ إلى التحكيم فيما كان ناشبًا بينهما من منازعات متعددة بشأن زراعة الطيان المملوكة لهما ،وكان حكم المحكمين قد فصل بصفة نهائية في هذه المنازعات وقضي لحدهما بأحقيته في ل وقت صدور حكم المحكمين ،فإن أحقية المحكوم له استلم أطيان معينه بما عليها من الزراعة ،وكانت هذه الزراعة قائمة في تلك الرض فع ً للزارعة المذكورة تكون أمرًا مقضيًا له بموجب حكم المحكمين ضد الخصم الخر ،وتكون دعوى هذا الخير بطلب أحقته لهذه الزراعة مردودة ،من قوة المر المقضي لحكم التحكيم ومن حجيته قبله ،ول يقدح في ذلك أن يكون هو الزارع لتلك الزراعة ،ول يغير من ذلك أيضًا أل يكون الحكم قد تنفذ بالستلم ،فإن عدم تنفيذ الحكام ل يخل بما لها من حجية لم تنفض بأي سبب من السباب التي تنقض بها قانونًا .طعن رقم 93لسنة 23ق جلسة 14/3/1957 ) .م ،وأيضًا طعن رقم 521لسنة 44ق جلسة 15/2/1978م :-ورغم سلمة ومنطق الطبيعة القضائية للتحكم ،إل أنها لم تسلم من النقد ،فيعاب عليها بما يلي أنه يصعب أن نلحق أحكام التحكيم بأحكام القضاء جملة واحدة ،لن هناك خلف بين المحكم والقاضي ،لن الخير له وظيفة عامة ويتمتع بالدوام 1- والستقرار والحصانة فيما يقوم به من أعمال ،كما أن له سلطة المر والجبار ،ويعد منكرًا للعدالة إذا أمتنع عن الفصل في النزاع ،ول دخل .للخصوم في اختياره ،بعكس المحكم إن التشبيه بين نظامي التحكيم والقضاء ،رغم ما قد يبدو فيه من تقويه لمركز التحكيم إل أنه ليس في صالح التحكيم دائمًا ،لن التحكيم أسبق من 3- .القضاء في الوجود إن الدعوى ببطلن حكم المحكم تتصل في مجموعها بحالت تعيب عقد التحكيم أو تنكره وهي بهذا الوصف تثير الشك في الصفة القضائية لحكم 3- .التحكيم ،ومما يبرر ذلك وقف تنفيذ حكم المحكم عند رفعها ،وهي أيضًا بالوصف المتقدم تكفي وحدها كوسيلة للتظلم من الحكم .ثالثًا :الطبيعة المختلطة للتحكيم في كل من الطبيعة التعاقدية والطبيعة القضائية للتحكيم لحظنا أن كل منهما تحتكم إلى مرحلة واحدة من مراحل التحكيم اصطبغت بالوصف القانوني المصاحب لها سواء كان وصفًا عقديًا أو وصفًا قضائيًا لذلك يري بعض الشراح أن التحكيم ذو طبيعة مختلطة ،فهو ذو طبيعة مركبة ،لن الخذ بطبيعة واحدة سواء الطبيعة العقدية أو الطبيعة القضائية يثير العديد من المشاكل والصعاب في التطبيق ،فالتحكيم ذو طبيعة عقدية وقضائية معًا ،فالعنصر الرادي هو الجانب السائد في المرحلة الولي للتحكيم وهي مرحلة التفاق على التحكيم كأسلوب لحل المنازعات الناشئة أو التي قد تنشأ بين الطراف ،ثم يبدأ هذا العنصر في الفول تدريجيًا تاركًا الغلبة .منذ بدء مرحلة التداعي للخصائص التي يتسم بها العمل القضائي فالتحكيم وفقًا لهذا الرأي ليس اتفاقًا محضًا ول قضاءًا محضًا ،وإنما هو نظام يمر في مراحل متعددة يلبس في كل منها لباسًا خاصًا ويتخذ طابعًا مختلفًا .فهو من أوله اتفاق وفى وسطه إجراء وفي أخره حكم ل القانون الواجب ويترتب على الخذ بهذه الطبيعة نتائج هامة خاصة فيما يتعلق بتحديد القانون الواجب التطبيق ،وكذلك فيما يتعلق بتنفيذ الحكام فمث ً التطبيق يتم تحديده طبقًا للمرحلة التي يمر بها التحكيم ،ففي المرحلة الولي يتم تطبيق القانون الواجب التطبيق على التفاقيات والعقود ،وفى المرحلة التالية مرحلة التداعي يتم تطبيق القانون الواجب التطبيق على المسائل ذات الطابع القضائي ،أما فيما يتعلق بتنفيذ الحكام ،فإن هذه الحكام من قبل .العقود قبل صدور المر بالتنفيذ وتصير بمنزلة الحكم القضائي بعد صدور المر بالتنفيذ :-إل أن هذا الرأي ل يخلو من النقد ،حيث وجه إليه النقد التالي إنه رغم قيام هذه الطبيعة المختلطة للتحكيم على أساس تحليل ورصد لما يؤثر في التحكيم وهو أمر جدًا مهم ،فإن التحليل القانوني يجب أل يقف 1- عند القول بأن التحكيم ذو طبيعة مختلطة أو خليط غير متجانس ،فمثل هذا الوصف يعتبر بمثابة اعتراف بالعجز ومحاولة للهروب من مواجهة الحقيقة بأبعادها المتعددة ،فالواجب في مواجهة مثل هذه الحقائق المركبة محاولة تحليلها لردها إلى عناصرها المميزة ومحاولة تحديد دور كل عنصر .ومظاهرة في كل مرحلة من المراحل المختلفة إن القول بالطبيعة المختلطة للتحكيم يؤدي إلى خلط بين حجية حكم التحكيم وبين قوته التنفيذية ،فحجية المر المقضي تثبت لحكم التحكيم بمجرد 2- .صدوره وهي أمر أخر غير القوة التنفيذية التي ل يحوزها حكم التحكيم إل بصدور أمر قضائي بتنفيذه .رابعًا :الطبيعة المستقلة للتحكيم ذهب بعض الشراح إلى القول بأن التحكيم ذو طبيعة خاصة ،لن أصحاب الطبيعة العقدية للتحكيم لم يستطيعوا أن يتفقوا على طبيعة هذا العقد ،فهل هو عقد من عقود القانون العام أم عقد من عقود القانون الخاص ،وهل هو عقد ينظم الشكل أو ينظم الموضوع ،حتى الذين يقولون بأنه عقد من عقود القانون الخاص اختلفوا في تحديد ماهية ذلك العقد فتارة يقولون عقد عمل ،وتارة يقولون عقد وكالة ،كذلك أصحاب الطبيعة القضائية للتحكيم لم يستطيعوا الفكاك من اعتبارات النظام القضائي الداخلي ،فالبعض منهم يرى أنه مجرد بطانة للقضاء الوطني ،والبعض الخر يرى أنه تفويض صادر من الدولة للمحكم لقامة العدالة بين الخصوم ،أما أصحاب الطبيعة المختلطة للتحكيم فيكفي القول بأن موقفهم فيه نوع من الهروب للتصدي الجدي .لمشكلة تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم وإذا كان التحكيم يعني الرغبة في فض النزاع بطريقة ودية بين الفراد ،فإن ذلك يعنى أن نأخذ عند تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم بفكرة مستقلة عن النظم الداخلية ،فالتقسيمات والنظمة الداخلية ل تعد القوالب المناسبة لوضع نظام مميز للتحكيم في إطارها ،لن ذلك سيكون على حساب الحقائق .العلمية وفى تقديرنا أنه يجب أن ينصب البحث في هذه المسألة على حصر العناصر ذات الطابع الرادي "التعاقدي" للتحكيم وتميزها عن تلك العناصر ذات القضائي بحيث يمكن في النهاية تحديد مدى تداخل كل عنصر من العناصر التعاقدية والقضائية في تكوين نظام التحكيم وإعطائه طبيعته الذاتية ل دقيقًا يكشف عن المستقلة ،فالجهد يجب أل يتوقف على محاولة إذابة أحد العنصرين في الخر ،أو محاولة المزج بينهما وإنما تحليلهما تحلي ً .الخصائص المميزة لكل منهما فاتفاق التحكيم وإن كان عقدًا يتمتع بالخصائص العامة للعقود ،إل أنه يتميز عنها بهدفه وموضوعه ،فهدفه ليس إقامة علقة قانونية مبتدأه بين طرفين مالية كانت أو شخصية ،وإنما تسوية النزاع الناشئ عن علقة قانونية سابقة ،وموضوعه ليس التراضي على تسويه نهائية للنزاع محدده بذاتها ،وإنما ل عنهما .إقامة كيان عضوي ) فردًا كان أو هيئة ( ترفع إلية ادعاءات الطرفين لتولي الفصل فيها استق ً أما عن عمل المحكم فهو بالضرورة حسم النزاع وفقًا للمبادئ العامة التي يضعها النظام القانوني وأهمها مبدأ المساواة ومبدأ المواجهة إلى غير ذلك من المبادئ القضائية ،مع دخول اتفاق التحكيم في عداد التفاقات المطروح تطبيقها على المحكم أي أن المحكم عليه أن يطبق شروط اتفاق التحكيم مثله في ذلك مثل القاضي عندما يطبق شروط عقد معين متعلق بالنزاع المطروح عليه ،فالمحكم هنا يطبق اتفاق التحكيم للتعرف على حدود المنازعات التي تدخل في وليته وللتعرف على القواعد الجرائية والموضوعية الواجبة العمال في صدد النزاع وعلى ذلك يكون اتفاق التحكيم مصباحًا لداء الوظيفية .القضائية للمحكم وعلى ذلك نخلص إلى أن التحكيم قضاء اتفاقي يتقيد بنصوص اتفاق التحكيم وبالنصوص القانونية التي ‘يفترض على المحكم اللتزام بها ،لذلك يجب أن نبتعد عن القوالب التقليدية لتحديد طبيعة التحكيم ،فهو ظاهرة وإن سبقت القضاء في الوجود ،إل أنه ليس أحد السلطات العامة في الدولة مثل القضاء ،كما أنه ل يجوز في كل منازعة ،حيث يجب أن تكون المنازعة قابلة للتحكيم ،فربط التحكيم بفكرة تقليدية عقدية كانت أم قضائية ربما كان ذلك ذا فائدة في الماضي ولكن تلك الفكرة قد تقف الن عائقًا أمام التوصل إلى نظرة شاملة وواضحة لظاهرة التحكيم التي باتت تفرض نفسها على .منازعات التجارة الدولية كما أنه في ظل الطبائع المتعددة للتحكيم لن يكون مستبعدًا اللبس والخلط لنه يصعب وضع معيار واحد يمكن على أساسه تحديد طبيعة التحكيم ،وحتى إذا ما حاول البعض إفراد هذه الطبيعة في عدد محدود ،فلن يلبس أن يتحول نوع منها إلى أخر كما حدث في نظام التحكيم بالصلح فقد كان في الصل قريبًا من التوفيق حيث كان هناك اقتراح للطراف اختيار قبوله أو رفضه ،ولكن التطور لحق به فأعتبر هذا القتراح حكما وأصبح الطراف ملزمون .به ،المر الذي يجعنا نؤيد الطبيعة المستقلة للتحكيم ويثور التساؤل الن :من أين يستقى التحكيم هذا الطابع الخاص وهذه الذاتية المستقلة ؟ ويجيب بعض الشراح على هذا التساؤل ويقولون :أن التحكيم ل يجد أساسه في القوانين الداخلية للدول فحسب ،وإنما أيضًا في أنظمة ولوائح هيئات ).ومراكز التحكيم الدائمة المنتشرة في مختلف دول العالم والتي يلجأ إليها الطراف في صورة ما يعرف بالتحكيم النظامي ) وفق نظام معين وكذا ما تتضمنه المعاهدات الدولية المتعلقة بالتحكيم سواء كانت ثنائية أم جماعية ونماذج القوانين الدولية الموضوعة من قبل هيئات دولية وقرارات .المنظمات الدولية ،،،هذا وال الموفق