Professional Documents
Culture Documents
31/12/2003
ليسانس حقوق )جامعة دمشق(؛ ماجستير ودكتوراه حقوق )جامعة القاهرة(؛ دكتوراه *
حقوق )جامعة برسيتول/بريطانيا(؛ أستاذ جامعة سابق؛ محاٍم ممارس )مركز القاهرة
والتحكيم ،عمان -الردن(؛ المين العام المساعد للتحاد العربي للتحكيم الدولي.
يقصد باتفاق التحكيم التفاق الذي يلتزم بموجبه الطرفان بإحالة نزاعهما المالي في
إطار القانون الخاص ،الناشئ عن العقد الصلي إلى التحكيم بدل من القضاء حسب أحكام
وشروط ذلك التفاق .وبوجه عام ،فان مثل هذا التفاق جائز وملزم لطرفيه في كل من
القانون المصري والردني والماراتي .((1والحكام المتعلقة باتفاق التحكيم كثيرة ومتعددة،
نكتفي لغايات هذا البحث المختصر بمعالجة موجزة لمسألتين هما :الكتابة في اتفاق التحكيم
من جهة ،وتفسير التفاق من جهة أخرى ،وذلك في مبحثين متتاليين:
تنص المادة ) (10/3من قانون التحكيم المصري على انه " .......يعتبر اتفاقا على
التحكيم كل إحالة ترد في العقد إلى وثيقة تتضمن شرط تحكيم إذا كانت الحالة واضحة في
اعتبار هذا الشرط جزءا من العقد" .((2وتنص المادة ) (12على ما يلي" :يجب أن يكون
اتفاق التحكيم مكتوبا وإل كان باطل .ويكون اتفاق التحكيم مكتوبا إذا تضمنه محرر وقعه
الطرفان أو إذا تضمنه ما تبادله الطرفان من رسائل أو برقيات أو غيرها من وسائل
التصال المكتوبة".((3
يجب أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا وإل كان باطل ،ويكون اتفاق التحكيم مكتوبا "أ-
إذا تضمنه مستند وقعه الطرفان أو إذا تضمنه ما تبادله الطرفان من رسائل أو
برقيات أو عن طريق الفاكس أو التلكس أو غيرها من وسائل التصال المكتوبة
والتي تعد بمثابة سجل للتفاق.
ويعد في حكم التفاق المكتوب كل إحالة في العقد إلى أحكام عقد نموذجي أو اتفاقية ب-
دولية أو أي وثيقة أخرى تتضمن شرط تحكيم إذا كانت الحالة واضحة في اعتبار
هذا الشرط جزءا من العقد.
(1
تم تنظيم أحكام التحكيم في مصر بموجب قانون التحكيم رقم 27لسنة ،1994وفي )
الردن بموجب قانون التحكيم رقم 31لسنة ،2001وفي المارات العربية المتحدة بموجب
الباب الثالث من قانون الجراءات المدنية رقم 11لسنة ) 1992المواد .(218-203
(2
انظر أيضا المادة ) (6من القانون وتنص على ما يلي" :إذا اتفق طرفا التحكيم على )
إخضاع العلقة القانونية بينهما لحكام عقد نموذجي أو اتفاقية دولية أو أية وثيقة أخرى وجب
العمل بأحكام هذه الوثيقة بما تشمله من أحكام خاصة بالتحكيم".
)
)(3
في القانون المصري بوجه عام حول هذا النص انظر ،محمود مختار بربري ،التحكيم التجاري
الدولي ،ط 3لسنة ،2004دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص 58وما بعدها؛ ابراهيم احمد
ابراهيم ،التحكيم الدولي الخاص ،ط 3لسنة ،2000دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص 78وما
بعدها.
إذا تم التفاق على التحكيم أثناء نظر النزاع من قبل المحكمة ،فعلى المحكمة ان ج-
تقرر إحالة النزاع إلى التحكيم ،ويعد هذا القرار بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب".
كما تنص المادة ) (203/2من قانون الجراءات المدنية الماراتي على انه " ....ل
يثبت التفاق على التحكيم إل بالكتابة".((4
ويتبين من هذه النصوص ان قوانين الدول العربية محل البحث تتفق على ضرورة
ان يكون اتفاق التحكيم مكتوبا .ولكن يختلف القانونان المصري والردني من جهة ،عن
القانون الماراتي من جهة أخرى ،من حيث ان الكتابة في القانونين المذكورين هي شرط
انعقاد ،في حين انها شرط إثبات في قانون المارات .((5لذلك ،يترتب على عدم كتابة
التفاق بطلنه في كل من القانونين المصري والردني ،في حين يكون التفاق الشفوي
صحيحا في قانون المارات ولكن ل يجوز إثباته إل كتابة .وحسب القواعد العامة في
الثبات في دولة المارات ،فانه يجوز الثبات بشهادة الشهود فيما كان يجب إثباته بالكتابة
في عدة حالت نصت عليها المادة ) (37من قانون الثبات التحادي .((6ولكننا نرى عدم
تطبيق هذه القاعدة العامة على الثبات في اتفاق التحكيم للعديد من السباب :الول :ما
جرى عليه العرف التحكيمي والتطبيق العملي سواء في التحكيم الداخلي أو الدولي من ان
كافة اتفاقيات التحكيم ،وبشكل خاص التجارية منها ،تكون كتابة إل في الحالت النادرة،
علمًا بان العرف هو المصدر الول بعد التشريع في المعاملت التجارية .((7الثاني :ان
العديد من نصوص قانون الجراءات المدنية أشارت إلى وثيقة التحكيم ،مما يعني انه يجب
ان يكون هناك وثيقة أي مستند خطي يثبت التفاق على التحكيم .((8الثالث :ان المادة )
(212/5من القانون المذكور ،اشترطت في حكم التحكيم ان يتضمن صورة من التفاق
(4
ولكن قبل صدور قانون الجراءات المدنية التحادي لسنة ،1992لم تكن الكتابة شرطا )
لثبات التفاق .وفي هذا المجال ،كان قد قضي في دبي بأنه ل يوجد في القوانين المعمول بها في دبي
ما يدل على اشتراط الكتابة لثبات اتفاق التحكيم .وحسب المادة ) (1من قانون المعاملت المدنية
التحادي ،يحكم بالشريعة السلمية في حال عدم وجود النص .والفقهاء المسلمون لم يشترطوا في
التفاق على التحكيم ان يكون مكتوبا ،بل أجازوا إثبات التفاق بشهادة الشهود وبالنكول عن اليمين
)طعن مدني رقم ،53تاريخ ،16/10/1991مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،2ص .(466
)
)(5
انظر أيضا من أبو ظبي طعن مدني رقم ،101تاريخ ،17/5/1998العدالة ،العدد ،20ص .522
)
)(6
من تطبيقات هذا النص ،انظر من دبي طعن مدني رقم ،345تاريخ ،14/12/1997مجلة
القضاء والتشريع ،العدد ،8ص .1092
(7
المادة ) (2من قانون المعاملت التجارية التحادي .وتجدر الشارة ايضا الى ان )
العرف احد مصادر القانون في المسائل المدنية ،حسب ما نصت عليه المادة ) (1من قانون
المعاملت المدنية التحادي.
)
)(8
ومن ذلك مثل المادة ) (213/1التي توجب ايداع حكم التحكيم مع اصل وثيقة التحكيم والمادة )
(215/1التي توجب على المحكمة الطلع على وثيقة التحكيم ،قبل المصادقة عليه ،والمادة )
/216/1أ( التي نصت على قابلية حكم التحكيم للبطلن اذا كان قد صدر بغير وثيقة تحكيم او
بناء على وثيقة تحكيم باطلة.
على التحكيم .وتطبيقًا لهذا النص ،ذهبت محكمة تمييز دبي في حكم حديث لها ،إلى ان عدم
التقيد بهذا الشرط يؤدي إلى بطلن الحكم.((9
وبطبيعة الحال ،فانه يتعذر الحديث عن وجوب تضمين الحكم صورة من اتفاق
التحكيم تحت طائلة البطلن ،دون ان يكون هذا التفاق مكتوبًا.
وتجدر التفرقة هنا بين التحكيم الذي يستند على شرط تحكيم مدرج في العقد
الصلي ،وبين التحكيم الذي يتم بناء على اتفاق مستقل عن ذلك العقد .((13وفي الحالة
الولى ،يفترض بداهة ان العقد الصلي ورد كتابة ،وبالتالي فان شرط التحكيم الوارد فيه
هو أيضا كتابي .وهذا بخلف ما إذا كان اتفاق التحكيم مستقل عن العقد الصلي .وفي هذه
الحالة ،فان شرط الكتابة في مختلف القوانين موضوع هذا البحث ،خاص باتفاق التحكيم ،
وليس بالعقد الصلي ،حيث يبقى هذا العقد من حيث صحته وإثباته خاضعا للقواعد العامة.
وبمعنى آخر ،فان العقد الصلي قد يجوز إبرامه شفويا ،بل وإثباته بالشهادة ،في حين ان
اتفاق التحكيم يجب ان يكون مكتوبا .ومثال ذلك ان يكون العقد عقد بيع تجاري .وفي كل
من القانون المصري والردني والماراتي ،فانه يجوز إبرام مثل هذا العقد شفويا ،تطبيقا
لمبدأ الرضائية في العقود ،((14دون حاجة لكتابته أو لي شكل آخر فيه .كما يجوز إثباته
بشهادة الشهود .((15ولكن لو فرضنا ان احد طرفيه ادعى بوجود اتفاق تحكيم لتسوية
(9
طعن مدني رقم ،88تاريخ ،29/4/2001مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،12ص .370 )
)
)(10
وهو القانون الذي اعدته لجنة المم المتحدة لقانون التجارة الدولية )اليونسترال (UNCITRALسنة
1985والذي كان احد المصادر الرئيسية لكل من القانونين المصري والردني.
)
)(11
في مفهوم الكتابة في اتفاقية نيويورك ،انظر Albert Jan van den Berg, The New York
. Arbitration Convention of 1958, Kluwer, 1981, p. 170
)
)(12
في شكل واثبات اتفاق التحكيم في التحكيم التجاري الدولي عموما ،انظر Fouchard, Gaillard and
Goldman on International Commercial Arbitration, ed. By Gaillard and Savage,
.1999, Kluwer, paras. 590 et seq
)
)(13
وقد اجازت القوانين العربية موضوع هذا البحث هاتين الصيغتين في اتفاق التحكيم )المادة
10/2مصري؛ والمادة /11اردني؛ والمادة 203/1اماراتي(.
)
)(14
وذلك حسب القواعد العامة في المعاملت المدنية )المادة /90مدني مصري؛ والمادة /93مدني
اردني؛ والمادة /132معاملت مدنية /اماراتي(.
)
(
المنازعات الناشئة عن هذا العقد ،فان هذا الدعاء ل يكون مقبول ما لم يكن التفاق مكتوبا
.(16
والتوجه الحديث في القوانين التي تنظم التحكيم ،هو التوسعة من مفهوم الكتابة،
بحيث يشمل ذلك وسائل التصال الحديثة ،مثل الفاكس والتلكس والبريد اللكتروني .ومثل
هذا التوجه ،اخذ به كل من القانون المصري والردني .ونرى أيضا الخذ به في دولة
المارات ،خاصة مع انتشار التجارة اللكترونية الدولية والمحلية على حد سواء ،والتي
أصبحت تعتمد أساسا على وسائل التصال الحديثة .((17ومن هذا المنطلق ،فان مصطلح
"الكتابة" في كل من القانونيين المصري والردني يشمل ما يلي:
التفاق الذي يرد في "محرر" حسب تعبير القانون المصري ،أو "مستند" حسب -1
تعبير القانون الردني وقّـعه الطرفان .وهذه هي الكتابة بمفهومها التقليدي ،حيث يتفق
الطرفان ،مثل ،في محرر أو مستند واحد على ان أي نزاع بينهما بشأن عقد معين
يحال إلى التحكيم ،ويوقعان على هذا المحرر أو المستند الذي قد يرد ،كما ذكرنا ،في
صيغة شرط تحكيم في العقد الصلي ذاته ،أو في صيغة اتفاق مستقل عن ذلك العقد
الصلي .ويكفي في الحالة الولى ان يرد التوقيع على العقد الصلي بما فيه شرط
التحكيم ،ول يشترط التوقيع بجانب هذا الشرط بصورة منفصلة عن التوقيع عن العقد
.((18
تبادل الطرفين لرسائل أو برقيات أو ،كما يقول القانون الردني ،عن طريق -2
الفاكس أو التلكس ،((19بحيث يرد في مراسلتهما عرض من احد الطرفين بإحالة
النزاع إلى التحكيم وقبول من الخر على ذلك .ومن نافلة القول انه ل يشترط ان
يكون قبول عرض التحكيم بوسيلة التصال ذاتها التي استخدمها الموجب في
ايجابه ،وهو ما تقضي به القواعد العامة .ومثال ذلك ،ان يرسل )أ( إلى )ب(
عرضه بإحالة النزاع إلى التحكيم برسالة عادية ،فيجيبه )ب( بالقبول عن طريق
الفاكس أو التلكس أو غير ذلك من وسائل التصال )الكتابية( الخرى.((20
)(15
المادة /69تجارة مصري؛ والمادة /51تجارة اردني؛ والمادة /94معاملت تجارية اماراتي.
)
)(16
وهو ،على أي حال ،فرض نظري يندر وجوده في الحياة العملية .انظر Corte di Appello Bari, 30
.November 1989, ICCA Yearbook, Vol.XXI (1996), p. 572
)
)(17
وتجدر الشارة إلى ان حكومة دبي أصدرت حديثا قانونا خاصا للمعاملت والتجارة اللكترونية ،هو
القانون رقم 2لسنة .2002
)
)(18
انظر Court di Cassazione (SEZ. UN.), 18 May 1978, ICCA Yearbook, Vol. V.
.(1980), p.267
)
)(19
ول يوجد في القانون المصري اشارة صريحة لهاتين الوسيلتين من وسائل التصال الحديثة ،ولكنهما بالتاكيد
مشمولتان بعبارة "او غيرها من وسائل التصال المكتوبة" التي سنشير اليها بعد قليل.
(20
وفي قضية من هونغ كونغ ارسل )أ( امرا بالشراء يتضمن شرط تحكيم ،الى )ب( الذي نفذ المر )
بتسليم البضاعة ولكن دون ان يوقع على امر الشراء .قضت المحكمة بانه ل يوجد اتفاق تحكيم خطي وردت
تبادل الطرفين لي وسيلة مكتوبة أخرى .وأضاف المشرع الردني لذلك عبارة -3
"والتي تعد بمثابة سجل للتفاق" .((21ومن الواضح ان المشرع بالنسبة لهذه الحالة،
واجه وسائل التصال الحديثة الموجودة حاليا والتي ستوجد مستقبل .ولكن يشترط في
ذلك ان تعّد وسيلة التصال بمثابة سجل للتفاق كما يقول النص الردني ،ومن أهمها
في الوقت الحاضر )غير التلكس والفاكس( ،التصال عن طريق البريد اللكتروني أو
ما يسمى بالحاسوب أو الكمبيوتر .بل يشمل ذلك ،كما نرى ،التصال بالرسائل عن
طريق الهاتف الجوال .المهم في هذه الحوال ومثيلتها ان يكون كل من اليجاب
والقبول قد أرسل خطيا ،وفي الوقت ذاته يمكن لكل من الطرفين استخلصه خطيا من
الجهاز الذي يحتوي عليه أو من أي جهاز آخر .ويستوي بعد ذلك ان يكون المرسل
طبع رسالته على الجهاز طباعة أو كتبها بخط اليد .أو لقنّـها للجهاز بصوته الذي يقوم
بدوره بتحويل الصوات إلى كتابة .كما يستوي في الشخص الذي يستقبل الرسالة
الخطية ان يكون استخلصها فعليا من جهازه أو قرأها وأبقاها فيه .فالعبرة في
الستقبال إمكانية استخلص الرسالة )كتابة( كما دّونت من المرسل ،وليس في
الستخلص الفعلي لتلك الرسالة.
ومن صور الكتابة أيضا إحالة طرفي العقد إلى أحكام عقد نموذجي أو اتفاقية دولية أو -4
أي وثيقة أخرى تتضمن شرط تحكيم .إذا كانت الحالة واضحة في اعتبار هذا الشرط
جزءا من اتفاق التحكيم .ومثال ذلك ،ان ينقل )أ( إلى )ب( بضاعة عن طريق البحر
بسعر معين وأجرة نقل معينة ،ويتفق الطرفان على أحكام وشروط العقد الخرى
بالحالة إلى عقد إجارة السفينة بين )أ( وبين مالك السفينة )ج( ،ويتضمن عقد الجارة
شرطا لتسوية النزاع بين )أ( وبين )ج( عن طريق التحكيم .في هذا المثال يسري
شرط التحكيم على علقة النقل البحري بين )أ( وبين )ب( ،إذا كانت الحالة واضحة
في اعتبار هذا الشرط جزءا من العقد .أي انه ل يكفي لذلك مجرد الحالة إلى عقد
إجارة السفينة ،بل يجب ان ترد في الحالة )مثل( عبارة "بما في ذلك شرط التحكيم
الوارد في عقد الجارة" ،أو عبارة أخرى مماثلة.((22
وسياق النص يدل على ان العقد المتضمن للحالة يجب ان يكون مكتوبا،((23
وبالتالي ،فان الحالة للعقد النموذجي يجب ان تكون كتابة أيضا ول يقبل الدعاء
بغير ذلك .ومن نافلة القول ان الكتابة هنا تفسر بالمعنى الواسع ايضا بحيث تشمل
وسائل التصال الحديثة بالمفهوم المذكور آنفا.
الدفع بذلك High Court of Hong Kong, 31 March 1994, in
..A/CN.9/SER.C/ABSTRACTS/4, Case No. 64
)
)(21
وردت ذات العبارة في المادة ) (7/2من القانون النموذجي التي تقولWhich provide a .…" :
."record of the agreement
)
)(22
قارن قضية من هونغ كونغ ،حيث كان هناك عقد مقاولة )رئيسي( يتضمن شرط تحكيم ،وعقد مقاولة فرعي ل
يوجد به شرط تحكيم ،ولكن العقد الخير نص على تطبيق عقد المقاولة الرئيسي بالتتابع "back to back
،"basisوبالتناسب " ."proportionalوكان قد تم تسليم المقاول الفرعي نسخة عن عقد المقاولة الرئيسي قبل
فترة طويلة .قضت المحكمة ان شرط التحكيم في المقاولة الرئيسية يطبق على العلقة بين المقاول )الرئيسي(
والمقاول الفرعي .انظر )High Court of Hong Kong, 18 August 1994, in A/CN.9/SER.
.(C/ABSTRACTS/5, Case No. 78
(23
يشير النص في القانون النموذجي الى ذلك صراحة )المادة .(7/2 )
ومن صور التفاق المكتوب أيضا ان يتم التفاق على التحكيم أثناء نظر النزاع من -5
قبل المحكمة ،فتقرر المحكمة إحالته إلى التحكيم .في هذه الحالة يعتبر قرار
المحكمة بحد ذاته بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب ،حتى ولو لم يوقّـع أطراف النزاع
على المحضر المتضمن لتفاقهم ولقرار المحكمة .وهذه الحالة منصوص عليها في
القانون الردني ول يوجد لها مقابل في القانون المصري بالرغم من كثرة تطبيقها
في الحياة العملية .ويستوي ان يصدر القرار بحضور أطراف النزاع أو غياب
احدهم عن الجلسة التي صدر فيها ،ما دام ان هذا القرار استند لتفاق الطراف
وفق ما هو مثبت في محضر المحاكمة.
وهناك حالة أخرى يمكن القول بشأنها بوجود اتفاق تحكيم مكتوب بالرغم من عدم -6
وجوده حرفيا .ومثال ذلك ان يعلن )أ( بأنه محكم لتسوية النزاع بين )ب( وبين
)ج( ويطلب من كل منهما ان يتقدم بلوائحه وبيناته .ويتم تبادل ذلك بين الطرفين
أمامه ،ويستمر )أ( بإجراءات التحكيم ويصدر حكمه النهائي دون اعتراض من أي
منهما طيلة الجراءات .في هذه الحالة نرى ان تبادل اللوائح دون اعتراض هو
بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب .ويضاف لهذه الحالة حالة مشابهة قد تحدث في الحياة
العملية .فقد يقع نزاع بين )أ( وبين )ب( ل يوجد بشأنه اتفاق تحكيم .ومع ذلك يتقدم
)أ( بطلب لمركز القاهرة القليمي للتحكيم التجاري الدولي ،أو لمركز دبي للتحكيم
الدولي لتسوية النزاع تحكيما عن طريقه .فيعرض المركز الطلب على )ب(
ويجيب عليه الخير دون اعتراض .وبعد ذلك يتم تعيين هيئة التحكيم التي تبدأ
بنظر النزاع وتصدر حكمها دون اعتراض من احد .في هذا الفرض أيضا يمكن
القول بوجود اتفاق تحكيم مكتوب ممثل في طلب التحكيم من )أ( والجابة عليه من
)ب( دون اعتراض.((24
بل ان هاتين الحالتين وما شابهما ،يمكن إدراجهما تحت المادة ) (12من القانون
المصري والمادة ) (10من القانون الردني المشار إليهما سابقا .فمن جهة ،يمكن
اعتبار تبادل اللوائح )المكتوبة( بين الطرفين من قبيل وسائل التصال المكتوبة،
والتي تعد بمثابة سجل للتفاق .ومن جهة أخرى ،يمكن القول أيضا ان تبادل
اللوائح والمذكرات ،يعتبر من قبيل تبادل الرسائل بين طرفي النزاع المنصوص
عليه في القانونين المصري والردني كما ذكرنا .ويستوي في كل الحالين ان يتم
مثل هذا التبادل بين الطرفين مباشرة ،أو عن طريق شخص ثالث مثل مركز
القاهرة أو مركز دبي ،الذي يكون في مثل هذه الحالة مجرد رسول أو وسيط
لتبادل الطلبات أو اللوائح أو المذكرات.
)
)(24
وفي قضية تحكيم من هنغاريا برقم VB/97142تاريخ 25/5/1999لدى هيئة التحكيم الملحقة بغرفة
التجارة والصناعة الهنغارية ،لم يكن هناك اتفاق تحكيم صحيح .ومع ذلك قدم البائع لئحة ادعائه ،وقدم
المشتري لئحة دفاعه دون اعتراض منه على صلحية هيئة التحكيم .قررت الهيئة صلحيتها في نظر
النزاع واعتبرت ذلك بمثابة اتفاق )خطي( على التحكيم )A/CN.9/SER.C/ABSTRACTS/25,
.(Case No. 266
ويبدو ان هذا الفهم متفق مع فهم الخبراء الذين ناقشوا المادة ) (7/2من القانون
النموذجي ،والذي يعتبر احد المصادر الساسية للقانونين المصري والردني كما
ذكرنا .((25ففي الجلسة رقم 311لليونسترال التي انعقدت بتاريخ ،6/6/1985نجد
ان خلصة المناقشات ،تشير بوضوح إلى ان تقديم لئحة الدعوى من المحتكم
وتقديم اللئحة الجوابية من المحتكم ضده لهيئة التحكيم ،يعتبر بمثابة تبادل للرسائل
في التفاق على الحالة للتحكيم بمفهوم المادة ) (7/2من القانون النموذجي.((26
لم ينص المشرع في القوانين العربية محل البحث على حكم خاص لتفسير اتفاق
التحكيم ،مما يعني وجوب الرجوع للقواعد العامة لبيان مدى انطباقها على مثل هذا
التفاق .والمبدأ الول في هذه القواعد في كل من القانون المصري والردني والماراتي
يقضي بأنه إذا كانت عبارة العقد واضحة فل يجوز النحراف عنها عن طريق تفسيرها
للتعرف على إرادة المتعاقدين .((27وقد تأكد هذا المبدأ في أحكام أخرى في كل من القانون
الردني والقانون الماراتي ،بقولهما ان الصل في العقد رضاء المتعاقدين وما التزماه في
التعاقد ،وانه ل عبرة بالدللة في مقابل التصريح .((28ونرى تطبيق هذه القاعدة على اتفاق
التحكيم ،بل يتوجب تطبيقها باعتبارها قاعدة عامة ما دام بالمكان تطبيقها ،وما دام انه ل
يوجد نص خاص يقضي بخلفها ،وهذا هو التطبيق العملي في القوانين المعنية.((29
ومثال ذلك ان يكون العقد عقد بيع ،ويرد فيه شرط تحكيم ينص على ان أي خلف
بين الطرفين ناجم عن العقد ،يحال للتحكيم وفق قواعد مركز القاهرة القليمي للتحكيم
التجاري الدولي ،أو قواعد مركز دبي للتحكيم الدولي .من الواضح في هذا المثال ان هناك
إحالة للتحكيم من جهة ،وان الحالة للتحكيم خاصة بعقد البيع الصلي وليس بغيره من
جهة أخرى ،وان الجهة المسؤولة عن إدارة العملية التحكمية هي مركز القاهرة أو مركز
(25
وذلك دون انكار ان المادة ) (7/2من القانون النموذجي نصت صراحة على انه يعتبر )
من قبيل التفاق الخطي " ...تبادل لوائح الدعاء والدفاع والتي تم فيها الدعاء بوجود اتفاق
تحكيم من قبل احد الطراف دون انكار من الطرف الخر ."....
)
)(26
انظر . A/CN.9/SR.305-333, UNICITRAL Yearbook, Vol.XVI (1985), P. 423
)
)(27
المادة )/150/1مدني مصري( ،والمادة )/239/1مدني اردني( ،والمادة )/265/1معاملت مدنية
اماراتي( .وذهبت محكمة النقض المصرية الى ان المقصود من "الوضوح" في النص هو وضوح
الرادة وليس وضوح اللفظ )نقض مدني رقم ،1463تاريخ ،27/12/1978المكتب الفني لسنة ،29
ص .(2053
)
)(28
المادتان ) 213و /215مدني اردني( ،والمادتان ) 257و /259معاملت مدنية اماراتي(.
)
)(29
ومثال ذلك في مصر نقض مدني رقم ،1646تاريخ ،28/3/1988المكتب الفني لسنة 39؛ وفي
دبي طعن مدني رقم ،19تاريخ ،21/11/1998مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،9ص 784؛ وفي
ابو ظبي طعن مدني ،412تاريخ ،17/11/1998العدالة ،العدد ،20ص 1172؛ وفي الردن
تمييز حقوق ،2112/99مجلة نقابة المحامين لسنة ،2002ص .749
دبي .وبناء عليه ،ليس للجهة المعنية بالتفسير ((30الخروج على هذه العبارات الواضحة
بحجة تفسير إرادة المتعاقدين.
ولكن قد ل تكون إرادة الطرفين واضحة على النحو المذكور ،وانما ينتابها
غموض بحيث يقتضي المر تفسير عبارات التفاق لزالة هذا الغموض .ومثال ذلك ان
ينص التفاق على تسوية النزاع حسب قواعد مركز التحكيم التجاري المصري في
القاهرة ،أو مركز التحكيم الدولي الماراتي في دبي .ويبدو الغموض هنا من ناحية انه ل
يوجد مركز للتحكيم في القاهرة باسم "مركز التحكيم التجاري المصري" ،ول في دبي
باسم "مركز التحكيم الدولي الماراتي" .وهذا يثير التساؤل عن قصد الطرفين من هذه
العبارات .كما ان هناك غموضا آخر يتعلق بنية الطرفين ،وما قصداه من العبارات الواردة
في اتفاقهما .فالطرفان اتفاق على إحالة النزاع لهذا المركز أو ذاك دون بيان ما اذا كانا
قصدا تسوية النزاع عن طريق التحكيم ،أم تسويته بطريقة أخرى مثل التوفيق!!!
ولحل هذا الشكال ،يقضي المبدأ الثاني من القواعد العامة في التفسير ،بأنه إذا
كان هناك محل لتفسير العقد فيجب البحث عن النية المشتركة للطرفين ،دون الوقوف عند
المعنى الحرفي لللفاظ ،مع الستهداء في ذلك بطبيعة التعامل ،وبما ينبغي ان يتوافر من
أمانة وثقة بين المتعاقدين وفقا للعرف الجاري في المعاملت ،وهو ما تنص عليه القوانين
العربية محل هذا البحث.((31
وبناء عليه ،قضي في الردن انه إذا كان هناك عقد بيع نص على إصدار سندات
سحب بالثمن ،وتضمن أيضا شرطا بإحالة الخلفات الناجمة عن عقد البيع إلى التحكيم،
فان هذا الشرط يشمل الخلف حول سندات السحب .((32وفي قضية أخرى نص العقد على
إحالة الخلف إلى "أشخاص تم تعيينهم من اجل الفصل فيه بموجب تقرير يقدمونه لذلك".
قررت محكمة التمييز بان هذا الشرط يعتبر اتفاق تحكيم بالمعنى المنصوص عليه في
قانون التحكيم ،وانه ل يغير من المر شيئا عدم وجود كلمة تحكيم في التفاق ،ما دام ان
العبرة في العقود للمقاصد والمعاني ل لللفاظ والمباني .وبالتالي ،فان أولئك الشخاص هم
محكّـمون بالمعنى الحقيقي لمفهوم المحكّـم.((33
وفي مصر قضي بأنه متى كانت محكمة الموضوع قد أخذت في تفسير مشارطة
التحكيم بالظاهر الذي ثبت لديها ،فأعملت مقتضاه ،فانه ل يكون عليها العدول عن هذا
)
)(30
وقد تكون هذه الجهة هيئة التحكيم ذاتها او المحكمة المختصة حسب الحوال .في هذه المسألة وفي تفسير اتفاق
التحكيم عموما ،انظر تفصيل .Fouchard, Gaillard and Goldman, op. cit, paras. 743 et seq
)
)(31
المادة /151/1مدني مصري؛ والمادة /239/2مدني اردني؛ والمادة /265/2معاملت مدنية اماراتي.
)
)(32
تمييز حقوق رقم ،491/94مجلة نقابة المحامين لسنة ،1995ص .2157قارن حكم من هونغ كونغ وجاء فيه
ان شرط التحكيم في عقد البيع ،ل يشمل الكمبيالت التي تم سحبها بباقي الثمن .واستند هذا الحكم الى ان القانون
الواجب التطبيق على النزاع )القانون الصيني( يعتبر الكمبيالت بمثابة عقد مستقل ،وبالتالي فان هذه السندات
غير مشمولة باتفاق التحكيم الوارد في عقد البيع )High Court of Hong Kong, 17 November 1994,
.(in A/CN.9/SER.C/ABSTRACTS/6, Case No. 89
)(33
تمييز حقوق ،2126/2002تاريخ ) 15/10/2002منشورات عدالة على الكمبيوتر /الحاسوب(.
الظاهر إلى سواه ،إل إذا تبين لها ان هناك أسبابا تدعو إلى هذا العدول .((34وفي قضية نص
عقد المقاولة على إحالة الخلفات الناشئة إلى التحكيم .تقدم المقاول من صاحب العمل
بمطالبة اقر بها الخير بمستحقات المقاول بموجب سند موقع عليه من صاحب العمل ،إل
انه مع ذلك لم يدفع مبلغ المطالبة .فأقام المقاول دعوى قضائية للمطالبة بقيمة الدين الوارد
في السند ،إل ان محكمة النقض أيدت محكمة الستئناف التي قررت عدم اختصاص
القضاء ولئيا بنظر الدعوى ،وانه يجب اللجوء إلى التحكيم لتسوية النزاع".((35
وهناك مبدأ ثالث في التفسير حسب القواعد العامة يقضي بان الشك يفسر لمصلحة
المدين ،وهو ما أخذت به القوانين العربية محل البحث .((36ومن وجهة نظرنا ،نرى عدم
تطبيق هذه القاعدة على اتفاق التحكيم .والسبب في ذلك ان هذا التفاق ،بطبيعته ،ل يوجد
فيه دائن ول مدين ،وانما هو اتفاق إجرائي يتعلق بالختصاص في نظر النزاع أو ،بمعنى
آخر ،هو اتفاق لنزع الختصاص من القضاء الرسمي صاحب الولية العامة في نظر
المنازعات ،وإحالته للتحكيم الخاص .والسؤال الذي يطرح نفسه عندئذ هو فيما إذا كان
يفسر الشك أو الغموض في اتفاق التحكيم لمصلحة التحكيم بحيث يحال النزاع للتحكيم ،أم
ضده بحيث ل يعتّد بالتفاق ويبقى الختصاص للقضاء .ومثال ذلك ان ينص التفاق على
إحالة النزاع لحد الفنيين لبيان رأيه الفني فيه ،أو لحد القانونيين لبيان وجهة نظر القانون
فيه .أو يتعلق النزاع بقياسات المبنى الذي أنشأه المقاول فيتفق الطرفان على إحالته
للمهندس لبيان هذه القياسات ،أو ينص التفاق على انه في حال وجود خلف بين الطرفين
فيفضل تسويته باللجوء إلى التحكيم بدل من القضاء.
وللجابة على هذا التساؤل ،اتجه القضاء في الدول العربية محل البحث إلى القول
بان اللجوء إلى التحكيم ،طريق استثنائي لفض المنازعات قوامه الخروج على طريق
التقاضي العادية .وعليه ،يتعين على المحكمة عند تفسير اتفاق التحكيم ان تلزم الحيطة
والحذر ،وان تفسره تفسيرا ضيقا .((37ويترتب على هذا التوجه نتيجتان هامتان:
)(34
نقض مدني رقم ،176المكتب الفني لسنة ،9ص .573
)
)(35
نقض مدني رقم ،52تاريخ ،27/2/994المكتب الفني لسنة ،45ص .447
)
)(36
المادة 151/1مدني مصري؛ والمادة 240/1مدني اردني؛ والمادة 266/1معاملت مدنية
اماراتي.
(37
على سبيل المثال في الردن تمييز حقوق ،1774/94مجلة نقابة المحامين لسنة 1995ص )
1985؛ ورقم ،350/90مجلة نقابة المحامين لسنة ،1991ص 1940؛ ورقم ،159/88مجلة نقابة
المحامين لسنة ،1990ص 1113؛ ورقم ،1902/2000المجلة القضائية لسنة ،2000ص 136/11؛
ورقم ،452/93مجلة نقابة المحامين لسنة ،1994ص 1241؛ ورقم ) 1386/2002منشورات مركز
عدالة على الحاسوب/الكمبيوتر( .وفي مصر نقض مدني ،رقم الطعن ،1029تاريخ ،6/11/1994
المكتب الفني لسنة ،45ص 1337؛ ورقم ،345تاريخ ،11/12/1997المكتب الفني لسنة ،48ص
1457؛ ورقم ،8547تاريخ ،22/5/1997المكتب الفني لسنة ،48ص 780؛ وفي دبي طعن مدني
رقم ،91مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،4ص 677؛ ورقم ،274تاريخ ،29/1/1994مجلة القضاء
والتشريع ،العدد ،5ص 83؛ ورقم ،173تاريخ ،16/3/1997مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،8ص
181؛ ورقم ،167تاريخ ،6/6/1998مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،9ص .464
إذا كان هناك شك في عبارة التفاق حول اللجوء إلى التحكيم من عدمه ،فيجب الولى:
تفسير هذا الشك لصالح عدم اللجوء إلى التحكيم ،كما هو الحال في المثلة
المذكورة.((38
إذا كان هناك شك في مدى خضوع نزاع معين للتحكيم ،فيفسر الشك لصالح الثانية:
عدم دخوله فيه ،ومن أمثلة ذلك ما يلي:
إذا نص شرط التحكيم في عقد الشركة على ان "أي خلف ناشئ عن -1
تطبيق العقد أو يتعلق به فيحال إلى التحكيم ،"...فان هذا التفاق ل
يشمل فسخ الشركة ول تصفيتها.((39
إذا نص الشرط على انه في حال وقوع خلف ناشئ عن تطبيق أحكام -2
هذا العقد ...يحق للفريق الول عرض الخلف على ثلثة
محكمين ،"....فان هذا الحق مقرر للفريق الول في العقد فقط ،ول
يشمل الفريق الثاني .كما ل يجبر الفريق الول على اللجوء إلى
التحكيم ،وانما يكون من حقه اللجوء للقضاء بدل من التحكيم ،وبالتالي
ليس للفريق الثاني التمسك بشرط التحكيم.((40
إذا نص شرط التحكيم في العقد بين المهندس وبين صاحب العمل على -3
إحالة الخلفات الناجمة عن تفسير العقد إلى التحكيم ،فل يشمل ذلك
الخلف حول أتعاب المهندس ،وينعقد الختصاص في الدعوى للقضاء
صاحب الولية العامة بالفصل في المنازعات.((41
إذا تعلق شرط التحكيم بتسوية النزاعات الناشئة عن "تفسير أو تنفيذ -4
العقد أو تطبيقه "...عن طريق التحكيم ،فان ذلك ل ينال من حق
ل وشيك الوقوع الخصوم باللجوء إلى القضاء المستعجل لدرء خطر حا ّ
)
)(38
قارن حكم من هونغ كونغ حيث كان هناك شرط تحكيم ينص على احالة الخلفات الى بلد ثالث وفقا
للنظام الداخلي لرابطة التحكيم التجاري الدولي .قدم المدعي دعواه للمحكمة بحجة بطلن اتفاق
التحكيم ،لنه يشير خطا الى بلد ثالث غير محدد ،او اعتباره غير نافذ لنه يشير الى منظمة وقواعد
تحكيم ل وجود لها .ال ان المحكمة رّدت هذا الدفع ،ورأت ان الشرط يشير بما فيه الكفاية الى نية
الطرفين اللجوء الى التحكيم )High Court of Hong Kong, 5 May 1993, in
.(A/CN.9/SER. C/ABSTRACTS/4, Case No. 57
)
)(39
من الردن تمييز حقوق رقم ،159/88مجلة نقابة المحامين لسنة ،1990ص 1113؛ ورقم
،1774/94مجلة نقابة المحامين لسنة ،1995ص .1985
(40
من الردن تمييز حقوق رقم ) 1386/2002منشورات مركز عدالة على الحاسوب / )
الكمبيوتر( .وقضي في دبي بانه اذا نص شرط التحكيم على تسوية الخلف حول تفسير العقد باللجوء
الى محاكم دبي ،ويمكن اللجوء للتحكيم بواسطة محكم منفرد ،"..فان هذا الشرط ل ينزع الختصاص
من محاكم دبي ،طعن مدني رقم ،65تاريخ ،7/12/1991مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،2ص
.562
)
)(41
من مصر نقض مدني رقم ،9تاريخ ،6/1/976المكتب الفني لسنة ،27ص .140
عن طريق اتخاذ إجراءات معينة .((42ول تكون هيئة التحكيم في هذه
الحالة مختصة باتخاذ الجراءات الوقتية أو التحفظية أو بالمسائل
المستعجلة ،ما لم يتفق الطرفان على ذلك صراحة.((43
إذا نص الشرط على انه "إذا نشأ نزاع أو أي خلف من أي نوع بين -5
صاحب العمل وبين المقاول فيما يتعلق بالعقد أو ينشأ عنه فيما يختص
بتنفيذ العمال ....يحال إلى التحكيم" ،فان الشرط ل يشمل المخالصة
النهائية التي تم التفاق عليها بين صاحب العمل وبين المقاول بشأن
العمال موضوع التفاقية.((44
إذا نص شرط التحكيم بين شركة التأمين وبين المؤمن له على انه في -6
حال وقوع الخطر المؤمن ضده يحال الخلف على مقدار التعويض
الذي يستحقه المؤمن له إلى التحكيم ،وادعت الشركة ان الحريق غير
مشمول بالتغطية التأمينية ،ونازعها المؤمن له في ذلك ،فان الشرط ل
(
يشمل هذا النزاع ويبقى الختصاص فيه للقضاء. (45
)
)(42
من دبي طعن مدني رقم ،91تاريخ ،23/10/1993مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،2ص .677
)
)(43
من دبي طعن مدني رقم ،274تاريخ ،29/1/1994مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،5ص 82؛ ورقم
،214تاريخ ،3/10/1999مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،10ص .38
(44
من دبي طعن مدني رقم ،295تاريخ ،3/1/1994مجلة القضاء والتشريع ،العدد ،4 )
ص .112
)
)(45
من الردن تمييز حقوق رقم ) 1773/2001منشورات مركز عدالة على الحاسوب /الكمبيوتر(.