Professional Documents
Culture Documents
1
كمية النقود المتداولة مع ثبات النتاج فإن ذلك يئدي إلى إرتفاع المستوى
العام للسعار.ثم جاءت المرحلة الثانية بظهور الفكر الكينزي إثر أزمة
1929ومع ظهور الفكار الكينزية بدأ الهتمام أكبر بالسياسة المالية ليؤكد
أن السياسة المالية هي الكثر فعالية من خلل التمويل بعجز الميزانية
وفي المرحلة الثالثة خلل مطلع الخمسينيات ) ( 1951أخذت السياسة
النقدية مكانها في الطليعة بين السياسات القتصادية الكلية على يد "
ميلتون فريدمان " القتصادي المريكي زعيم المدرسة النقدية الحديثة أي
صعد من الخلف بين أنصار السياسة النقدية وأنصار السياسة المالية،هذا
الخلف أدى إلى ظهور مذهب ثالث بزعامة القتصادي المريكي " والتر
هيللر " الذي نادى بعدم التعصب لسياسة معينة ،بل طالب بضرورة عمل
مزج لكل من أدوات السياسة النقدية وأدوات السياسة المالية حتى
يتسنى التأثير على النشاط القتصادي.إل أن سياسات التثبيت الهيكلي
تجعل من السياسة النقدية أكثر إيقاعا في خدمة السياسات التي يضمها
برنامج الصلح القتصادي الذي يطرحه صندوق النقد الدولي وخاصة تلك
السياسات الهادفة إلى علج التضخم وتحقيق الستقرار
2
القتصادي.والجزائر بدورها مرت فيها السياسة النقدية بعدة مراحل
إنطلقا من سياسة نقدية في ظل إقتصاد مخطط إلى إقتصاد السوق.
أهمية البحث:
تكمن أهمية هذا البحث في كون أن السياسة النقدية من الدوات
الضرورية في رسم السياسات القتصادية الكلية.
هدف البحث:
نهدف من خلل هذا البحث إلى:
?تعميق المفاهيم المتعلقة بالسياسة النقدية
?إبراز دور السياسة النقدية في التأثير على الكتلة النقدية في المجتمع
?التعريف بمراحل السياسة النقدية في الجزائر
وفي هذا اليطار يمكن طرح الشكالية التالية:
الشكالية :
كيف تؤثر السياسة النقدية في القتصاد الوطني ككل؟..
وللجابة عن هذا السؤال إرتأينا إلى طرح السئلة الفرعية التالية:
السئلة الفرعية:
?ما مفهوم السياسة النقدية وما أهدافها وفيما تتمثل أدواتها ؟..
3
?ما هي مختلف مراحل السياسة النقدية في الجزائر ؟..
وللجابة عن هذه السئلة تم طرح الفرضيات التالية:
الفرضيات:
?السياسة النقدية تعبر عن تلك الجراءات الهادفة إلى ضبط الكتلة النقدية
بواسطة عدة أدوات.
?مرت السياسة النقدية في الجزائر بعدة مراحل إبتداءا من إقتصاد
مخطط إلى إقتصاد السوق
حدود الدراسة:
تقتصر دراستنا هذه على مفهوم السياسة النقدية ومختلف أدواتها وكذا
أهميتها،مع الشارة إلى مراحل السياسة النقدية في الجزائر.
منهج الدراسة:
اعتمدنا في هذا البحث المنهج الستنباطي وأداته التحليل وهذا لتحليل
مختلف الجوانب المتعلقة بالسياسة النقدية.
أقسام البحث:
4
تم تقسيم هذا البحث إلى فصلين،إذ تم التطرق في الفصل الول إلى
مفاهيم عامة عن السياسة النقدية،أما في الفصل الثاني فتم التعرض إلى
مراحل السياسة النقدية في الجزائر وكانت أقسام البحث بالتفصيل على
النحو التالي:
الفصل الول :مفاهيم عامة عن السياسة النقدية
المبحث الول :السياسة النقدية وأهدافها وأنواعها
المبحث الثاني :أدوات السياسة النقدية
المبحث الثالث :فعالية السياسة النقدية
الفصل الثاني :مراحل السياسة النقدية في الجزائر
المبحث الول :السياسة النقدية خلل المرحلة ] [1970 -1962
المبحث الثاني :السياسة النقدية في ظل إصلحات ] [1982-1970
المبحث الثالث :السياسة النقدية خلل المرحلة ][1988-1986
المبحث الرابع :السياسة النقدية خلل المرحلة ] [ 2003 -1990
تمهيد:
إن السياسة النقدية هي تلك الجراءات التي تستهدف التأثير على حجم
الكتلة النقدية من أجل تحقيق أهداف السياسة القتصادية وذلك بإستخدام
5
أدوات السياسة النقدية سواء كانت كمية أو كيفية،لكن ما نلحظه أن
السياسة النقدية نجدها أكثر فعالية في الدول المتقدمة منها في الدول
النامية وهذا لعدة إعتبارات منها غياب قنوات إبلغ السياسة النقدية،ومن
هنا كان على تلك الدول العمل على تفعيل السياسة النقدية في
إقتصادياتها.
المبحث الول :السياسة النقدية وأهدافها وأنواعها
المطلب الول :تعريف السياسة النقدية
تعددت التعاريف للسياسة النقدية فقد عرفها القتصادي G.LBachعلى
أنها " ما تقوم به الحكومة من عمل يؤثر بصورة فعالة في حجم وتركيب
الموجودات السائلة التي يحتفظ بها القطاع غير المصرفي سواء كانت
عملة أو ودائع أو سندات حكومية"
أما القتصادي George Prienteفيعرفها على أنها " مجموع التدابير المتخذة
من قبل السلطات النقدية قصد إحداث أثر على القتصاد ،ومن أجل
ضمان إستقرار أسعار الصرف"
وحسب فوزي القيسي هي " التدخل المباشر المعتمد من طرف السلطة
النقدية بهدف التأثير على الفعالية القتصادية ،عن طريق تغيير عرض
6
النقود وتوجيه الئتمان بإستخدام وسائل الرقابة على النشاط الئتماني
للبنوك" ).(1
إذا تعبر السياسة النقدية عن الجراءات اللزمة التي تمكن السلطات
النقدية من ضبط عرض النقود أو التوسع النقدي ليتماشى وحاجة
المتعاملين القتصاديين وهي هدف البنك المركزي في ممارسته للرقابة
على النقود
المطلب الثاني :أنواع السياسة النقدية
في هذا الصدد يمكن التمييز بين نوعين من السياسات النقدية هما :
أ .السياسة النقدية التوسعية
ب .السياسة النقدية النكماشية
8
وتعتبر من أهم أهداف السياسة النقدية حيث تسعى كل دولة إلى تفادي
التضخم ومكافحته وفي نفس الوقت علج حالة الكساد والركود القتصادي
.2تحقيق الستقرار النقدي والقتصادي
إذ من الضروري أنى تسعى السياسة النقدية إلى تكييف عرض النقود مع
مستوى النشاط القتصادي ؟،أي التحكم في كمية النقود بما يتلءم مع
مستوى النشاط القتصادي وبالتالي تفادي حدوث الزمات النقدية
والقتصادية مما يؤدي إلى الستقرار القتصادي حيث أن تحقيق الستقرار
النقدي من شأنه أن يحقق الستقرار القتصادي
.3المساهمة في تحقيق توازن في ميزان المدفوعات وتحسين قيمة
العملة
يمكن أن تساهم السياسة النقدية في إصلح وتخفيض العجز في ميزان
المدفوعات عن طريق قيام البنك المركزي برفع سعر إعادة الخصم
فيؤدي بدوره إلى قيام البنوك التجارية برفع أسعار الفائدة على القروض
مما يؤدي إلى تقليل الئتمان والطلب المحلي على السلع والخدمات مما
يخفض من حدة إرتفاع السعار المحلية وبالتالي تشجيع الصادرات
وتخفيض الواردات .
9
ومن ناحية أخرى يؤدي إرتفاع أسعار الفائدة داخليا إلى إقبال المتعاملين
الجانب على إيداع أموالهم بالبنوك الوطنية وبالتالي دخول المزيد من
رؤوس الموال إلى الدولة مما يساعد على تقليل العجز في ميزان
المدفوعات .
وهكذا نجد أن تقليل حجم النقود الئتمانية داخل القتصاد الوطني من
خلل رفع أسعار الفائدة يلعب دورا كبيرا في خفض العجز في ميزان
المدفوعات .
.4المساهمة في تحقيق هدف التوظيف الكامل
وتشترك في ذلك مع السياسة المالية وتقوم على زيادة عرض النقود في
حالة البطالة والكساد لتزيد من الطلب الفعال فيزداد الستثمار والتشغيل
في القتصاد القومي.
.5مكافحة التقلبات الدورية
من بين الهداف الرئيسية هدف علج التقلبات الدورية التي يتعرض لها
القتصاد القومي من تضخم و انكماش والتخفيف من حدتها حتى ل يتأثر
القتصاد الوطني لهزات عنيفة تنعكس سلبا على مستوى التوازن
10
القتصادي العام ) النتاج والتوظيف والدخل ( وبعبارة أخرى الحفاظ على
الستقرار النقدي وذلك من خلل التعادل بين الدخار و الستثمار.
المبحث الثاني :أدوات السياسة النقدية
تتدخل الدولة في النشاط القتصادي بطريقة غير مباشرة من خلل
السياسة النقدية التي تتبعها ،ويعتبر التأثير على حجم وسائل الدفع في
المجتمع من أهم جوانب السياسة النقدية وذلك بإمتصاص الفائض من
الكتلة النقدية وتوفير أرصدة نقدية جديدة وذلك من خلل إستعمال أدوات
السياسة النقدية والتي تتمثل أساسا في:
المطلب الول :الدوات الكمية
ويشمل هذا النوع من الدوات ما يلي :
.1سياسة سعر الخصم
1.1تعريف سعر الخصم
سعر الخصم هو عبارة عن سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي
تقديم القروض وخصم الوراق التجارية إذ أن البنوك التجارية غير على
إعطاء القروض بصورة مستقلة دون توافر السيولة اللزمة ،ولذا فهي
مضطرة إلى اللجوء إلى البنك المركزي لعادة خصم ما لديها من أوراق
11
تجارية وكمبيالت ،بمعنى أن يحل محلها البنك المركزي في الدائنية
مقابل ما يقدمه من السيولة اللزمة لتأدية نشاطها .ومن الطبيعي أن
يتقاضى منها ثمن هذا القتراض في صورة سعر فائدة .وتعتبر هذه الداة
من أقدم الدوات التي لجأ إليها البنك المركزي في التأثير على السيولة
والئتمان ،حيث إستعملت في سنة (1) 1839
.2.1أثر سياسة سعر إعادة الخصم
في حالة التضخم يرفع البنك المركزي معدل إعادة الخصم ليحد من قدرة
البنوك على التوسع في الئتمان بغية مجابهة الوضاع التضخمية ،ومن ثم
يلجأ البنك المركزي إلى سياسة الحد من الئتمان لدى البنوك التجارية
فيقوم برفع تكلفة الئتمان المتمثلة في معدل الفائدة فترتفع تكلفة
التمويل مما يدفع المستثمرين بالمتناع عن القتراض ،فيتقلص حجم
الكتلة النقدية وينكمش.
أما في حالة إتباع البنك المركزي لسياسة توسعية ،فإنه يقوم بخفض
معدل إعادة الخصم حتى تسنى للبنوك خصم ما لديها من أوراق تجارية أو
القتراض منه للتوسع في عملية منح الئتمان وبالتالي سيقبل
المستثمرون على البنوك التجارية للحصول على المزيد من الئتمان
12
بتكلفة منخفضة.مما يؤدي إلى زيادة حجم الكتلة النقدية المتداولة في
المجتمع.
والملحظ أن العلقة بين معدل إعادة الخصم وأسعار الفائدة هي علقة
طردية بمعنى أنهما في إتجاه واحد ،إذ أن زيادة معدلت إعادة الخصم
تؤدي إلى زيادة معدلت الفائدة في لسواق المالية والعكس صحيح.
.3.1فعالية سعر إعادة الخصم
تتوقف فعالية هذه السياسة على تحقيق عدة شروط أهمها:
أول :أن تقوم البنوك التجارية بتغيير أسعار فائدتها مع تغير سعر الخصم
وفي نفس التجاه
وهذا الشرط ل يتحقق في كل الحوال والواقع أن فعالية هذه السياسة
تستدعي أل تكون هناك مصادر أخرى للسيولة أو الئتمان سواء في
السوق النقدية ذاتها أو في السواق الجانبية بخلف البنك المركزي من
شأنها أنم تقلل من أهمية قروض الخير وتكلفة هذا الخير .فإذا فرض
وكان لدى المشروعات المختلفة الحتياطات النقدية السائلة المخصصة
للتمويل الذاتي ،أو وردت للقتصاد القومي رؤوس أموال أجنبية بغرض
التوظيف ،فغن رفع سعر الخصم ل يؤثر في مقدرة السوق النقدية على
13
تقديم الصول النقدية السائلة وعلى زيادة حجم الئتمان .وحتى بالنسبة
للبنوك التجارية كوحدات مستقلة فالتجاه إلى البنك المركزي إعادة خصم
ما لديها من أوراق تجارية وسندات يفترض الحاجة إلى التمويل من جانب
هذه البنوك ونقص السيولة اللزمة لها .وهو ما ل يكون متوافرا بالضرورة
فقد تتمتع البنوك التجارية بسيولة مرتفعة ،وتستطيع مواردها الذاتية أن
تغطي القروض الممنوحة.ومن مظاهر التناقض في هذا المجال ،أن رفع
سعر الفائدة يزيد من إيداعات الفراد والمؤسسات للحصول على عائد
مرتفع ،مما يزيد من سيولة البنوك التجارية ويرفع من قدرتها على إعطاء
القروض دون العتماد على البنك المركزي.
ثانيا :أن يكون الطلب على القروض حساس للتغير في سعر الفائدة
بمعنى أنه يزيد إذا إنخفض وينقص إذا إرتفع لكن هذه الحساسية ليست
كبيرة في جميع الوقات .فمجرد رفع سعر الخصم من طرف البنك
المركزي ليس كافيا لن يجعل البنوك التجارية تحجم عن تقديم الئتمان
والتوسع في القروض بحجة نفقات القروض .حتى ولو كانت هذه البنوك
تنقصها السيولة ،فهي تلجأ بالرغم من ذلك إلى البنك المركزي لخصم ما
لديها من أوراق تجارية وسندات حتى ولو تحملت نفقة أكبر مادام يمكنها
14
أن تمتص الزيادة في سعر الخصم من النفقة الكلية للدين ،بحيث تظل
أرباحها ثابتة ويتحمل الزيادة في الواقع العميل الراغب في الحصول على
القرض .ويؤكد ذلك أن الطلب على القروض من طرف المتعاملين
القتصاديين ل يتأثر بزيادة نفقة الدين بإعتبار أن هذه النفقة ل تمثل سوى
جزءا ضئيل من نفقة النتاج ككل ،ما دام يستطيع تعويض هذه الزيادة عن
طريق رفع النتاجية ،أو رفع أسعار السلع التي ينتجها.
ومع لذلك فإن لسياسة سعر إعادة الخصم تأثيرا نفسيا،إذ ترى البنوك في
تغييره إيعازا لها من البنك المركزي بإتخاذ سياسة معينة ،وتهديدا بإتخاذ
إجراءات فعالة أخرى إذا لم تفلح هذه السياسة.
الوحدة %
الدول الوليات المتحدة كندا اليابان ألمانيا فرنسا إسبانيا بلجيكا
4.50 7.38 1.50 4.50 1.75 7.00 4.75 1994
4.00 8.50 9.50 4.00 1.00 8.00 5.25 1995
المصدر FMI.IFS.Juin.1995:
جدول يوضح معدلت إعادة الخصم في بعض الدول الصناعية لـ
.1994/19952سياسة السوق المفتوحة ) ( OPEN MARKET
15
.1.2تعريف سياسة السوق المفتوحة
تعني عمليات السوق المفتوحة إمكانية لجوء البنك المركزي إلى السوق
النقدية بائعا أو مشتريا للوراق المالية من جميع للنواع وعلى الخص
السندات الحكومية وقد ظهرت هذه الداة بعد 1930بعد إكتشاف
محدودية أداة معدل إعادة الخصم ).(1
وتتميز سياسة السوق المفتوحة عن سياسة سعر إعادة الخصم من ناحية
مجال التطبيق وطبيعة العلقة بين البنوك التجارية والبنك المركزي .ففي
سياسة سعر إعادة الخصم يحاول البنك المركزي التأثير في سيولة البنوك
التجارية وبالتالي التأثير في سيولة السوق النقدية ،لمحاولة تقييد أو
توسيع الئتمان بحسب الهداف القتصادية .أما في حالة سياسية السوق
المفتوحة فيحاول البنك المركزي التأثير في سيولة السوق النقدية في
هيكل هذه السوق،بهدف التأثير في سيولة وقدرة البنوك التجارية على
خلق الئتمان .وعلى خلف سياسة سعر الخصم التي يتم إجراءها داخل
البنك المركزي فإن في سياسة السوق المفتوحة يتم التعامل خارج البنك
المركزي أي في السوق ومن هنا أطلق على هذا التعامل سياسة السوق
المفتوحة).(2
16
.2.2أثر سياسة السوق المفتوحة
تؤثر سياسة السوق المفتوحة على حجم الئتمان عن طريق التغيير في
كمية وسائل الدفع ) السيولة( وفي سعر الفائدة،فإذا ما قام البنك
المركزي بشراء الوراق المالية من السوق النقدية فإنه سيزيد من سيولة
القطاع المصرفي وغير المصرفي،أما القطاع المصرفي فعندما تزيد
سيولته فإنه يرفع من قدرته على القراض.وهذا ما يظهر جليا في حالة
مرور القتصاد الوطني بحالة ركود أو إنكماش إقتصادي
أما في حالة التضخم يتدخل البنك المركزي بصفته بائعا للوراق المالية
التي بحوزته المر الذي من شأنه أن يمتص الفائض من الكتلة النقدية
نتيجة قيام البنوك بشراء تلك الوراق المالية كبدائل للنقود فيتقلص حجم
السيولة وتنخفض قدرة البنوك التجارية على التوسع في منح الئتمان.
أما فيما يتعلق بسعر الفائدة فل شك أن قيام البنك المركزي بشراء
الوراق المالية من السوق النقدية سيزيد من الطلب عليها مما يؤدي إلى
إرتفاع قيمتها السوقية وبما أن العلقة بين سعر الوراق المالية وأسعار
الفوائد علقة عكسية فهذا من شأنه أن يؤدي إلى إنخفاض معدلت
الفائدة،ومن ثم تحفيز المستثمرين على المزيد من طلب الئتمان.
17
.3.2فعالية سياسة السوق المفتوحة
تتحدد فعالية سياسة السوق المفتوحة بقدر نجاحها في تحقيق سيولة أو
عدم سيولة السوق النقدية ككل .فيجب توافر كميات كافية من الصكوك
تتمثل في أذونات الخزينة والوراق المالية والتجارية التي يمكن تداولها
في السوق .ففعالية هذه السياسة تتحقق بتلقي إرادتين :البنك المركزي
من جانب،والبنوك التجارية والمشروعات الخرى من جانب آخر.كما أن
فعالية هذه الوسيلة تتوقف على وجود أسواق مالية متقدمة،فإذا لم توجد
هذه السوق أصل أو كانت سوقا بدائية وغير مندمجة تماما في القتصاد
القومي بحيث ل تؤثر في سلوك الفراد،فمن الواضح أن عمليات السوق
المفتوحة ستكون عديمة الثر أو على القل محدودة جدا وهذا هو الغالب
في كثير من البلدان خاصة النامية منها.ما يمكن أن نقوله هو أن سياسة
السوق المفتوحة تستطيع تحقيق هدفها في حالة توفر الشرطين التاليين:
18
ل من توافر عدد معتبر من الوراق المالية لدى البنك المركزي للبيع إذا ما
أراد الحد من الئتمان،أو توفر هذه الوراق المالية في السوق النقدية
ليشتريها البنك المركزي في حالة رغبته في زيادة قدرة البنوك التجارية
على خلق الئتمان أي الرفع من الطلب على النقود.
ب.عدم عرقلة البنوك التجارية لهدف البنك المركزي من هذه السياسة
عند قيام البنك المركزي ببيع أصوله المالية في السوق النقدية فإنه بذلك
يريد أن يقلل من حجم الئتمان،فل ينبغي للبنوك التجارية أن تعرقل هدف
البنك المركزي،وذلك بإقدامها على خصم أوراقها التجارية لدى البنك
المركزي.
.3سياسة الحتياطي القانوني
.1.3تعريف سياسة الحتياطي القانوني
إن نسبة الحتياطي القانوني عي تلك النسبة التي من النقود التي يجب
على البنوك التجارية أن تحتفظ بها لدى البنك المركزي من حجم الودائع
تصب في تلك البنوك،إذ يلتزم كل بنك تجاري بالحتفاظ بجزء أو نسبة من
أصوله النقدية وودائعه في شكل رصيد دائم لدى البنك المركزي.
19
وتعتبر الوليات المتحدة المريكية أول دولة في العالم تطبق هذه الداة
منذ ،1933لينتشر بعد ذلك إستعمالها في باقي دول العالم،ففي فرنسا لم
تعتمد هذه الداة إل في سنة ،1967وفي الجزائر لم يكن ذلك ممكنا إل
بعد ظهور القانون 90/10المتعلق بالنقد والقرض الصادر بتاريخ 14
أفريل 1990إذ نص على ما يلي « :يحق للبنك المركزي أن يفرض على
البنوك أن تودعه لديه حساب مجمد ينتج فوائد أو ل ينتجها إحتياطا يحسب
على مجموع ودائعاها أو على بعض أنواع الودائع أو على بعض
التوظيفات،و ذلك بالعملة الوطنية أو بالعملت الجنبية .يدعى هذا
الحتياط بـ الحتياطي القانوني.ل يمكن أن يتعدى الحتياطي اللزامي
ثمانية وعشرين بالمائة %28من المبالغ المعتمدة كأساس لحتسابه.إل
أنه يجوز للبنك المركزي أن يحدد نسبة أعلى في حالة الضرورة المثبتة
قانونا.كل نقص في الحتياطي اللزامي يخضع البنوك والمؤسسات المالية
حكما لغرامة تساوي %1من المبلغ المنقوص ويستوفي البنك المركزي
هذه الغرامة ».
وتقدر هذه النسبة بـ %6.5وذلك حسب التعليمة رقم 04-01بتاريخ 13
ماي 2004المتعلقة بنسبة الحتياطي الجباري(1).
20
.2.3أثر سياسة الحتياطي القانوني
.2تخصيص التمويل
يعني إتجاه السلطات النقدية إلى التأثير على توزيع القروض في إتجاه
القطاعات الكثر حيوية بالنسبة العملية التنمية،أو التي تتطلب موارد مالية
كبيرة.كتمويل القطاعات الصغيرة الزراعية أو التجارية أو الصناعية.
فبالنسبة للجزائر تنص المادة 71من قانون النقد والقرض على أنه «
يجب أن تهدف القروض المتوسطة الجل إلى إحداث الغايات التالية :
?تطوير وسائل النتاج
?تمويل الصادرات
?إنجاز السكن
يجب أن تتوفر في هذه القروض الشروط التي يفرضها المجلس لتقبل
لدى البنك المركزي ».
22
.3قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية
تستعمل البنوك المركزي هذا السلوب في البلدان التي تكون فيها أدوات
السياسة النقدية محدودة الثر.حيث تقوم البنوك المركزية بمنافسة
البنوك التجارية بأدائها لبعض العمال المصرفية بصورة دائمة أو إستثنائية
كتقديمها القروض لبعض القطاعات الساسية لما تمتنع أو تعجز البنوك
التجارية عن ذلك.
.4القناع الدبي
هو عبارة عن مجرد قبول البنوك التجارية بتعليمات البنك المركزي أدبيا
بخصوص تقديم القروض وتوجيهها حسب الستعمالت المختلفة.حيث
يستطيع البنك المركزي التأثير على البنوك التجارية بالقناع الدبي لكي
تتصرف حسب السياسة النقدية المراد تطبيقها،فإذا كان هدف البنك
المركزي هو أن تتوسع البنوك التجارية في منح الئتمان فإنه يمكنه أن
يطلب ذلك منها بإستعمال القناع الدبي وبطرق ودية.ويعتمد نجاح هذه
السياسة على طبيعة العلقة القائمة بين البنوك التجارية والبنك المركزي.
23
فتلتزم البنوك التجارية بهذا السلوب نظرا للعلقة الوطيدة التي تربطها
بالبنك المركزي،فهو بنك البنوك والملجأ الخير الذي تلجأ إليه البنوك
التجارية للقراض.المبحث الثالث :فعالية السياسة النقدية
المطلب الول :ماهية فعالية السياسة النقدية
في هذا الصدد يمكن دراسة فعالية السياسة النقدية في كل من
القتصاديات الرأسمالية المتقدمة والقتصاديات النامية.
.1فعالية السياسة النقدية في القتصاديات الرأسمالية المتقدمة
تتبلور السياسة النقدية في القتصاديات الرأسمالية في إستخدام الدوات
الكمية والكيفية للتأثير على عرض النقود،وبالتالي على الئتمان،ويعتمد
نجاحها على التعاون التام والثقة المتبادلة بين البنوك التجارية والبنوك
المركزية من ناحية،ومن ناحية أخرى يعتمد على موجود أسواق نقدية
ومالية منتظمة ومتقدمة.وبالتالي يؤدي التجاوب بين البنوك التجارية
والبنوك المركزية إلى تحقيق الهداف المرسومة للسياسة النقدية.مما
يؤدي إلى زيادة فعالية السياسة النقدية في التأثير على النشاط
القتصادي.حيث يؤدي وجود سوق نقدية كاملة ومنتظمة تتعامل في قبول
وخصم الوراق التجارية إلى زيادة فعالية سعر إعادة الخصم في التأثير
24
على الئتمان عن طريق ما يحدثه من أثر على تكلفة خصم الوراق
التجارية.كذلك يؤدي وجود سوق مالية كبيرة مرنة تتعامل بالوراق المالية
إلى زيادة فعالية عمليات السوق المفتوحة في التأثير على الئتمان وفق
الطريقة التي سبق ذكرها.
وهذا ما نلحظه في القتصاديات الرأسمالية التي بها أسواق مالية ونقدية
متطورة وكبيرة التي تزيد من فعالية الدوات الكمية للسياسة النقدية،التي
إذا ما دعمت بالدوات الكيفية يتبين لنا الدور الفعال الذي يمكن أن تقوم
به السياسة النقدية في التأثير على عرض النقود ومن ثم التأثير على
النشاط القتصادي في القتصاديات الرأسمالية.
. 2فعالية السياسة النقدية في القتصاديات النامية
يمكن إعتبار السياسة النقدية في القتصاديات النامية عموما أقل فعالية
منها في القتصاديات الرأسمالية بسبب الختللت الهيكلية التي يعاني
منها القتصاد القومي.لذلك نجد أن بعض الدوات الكمية للسياسة
النقدية،مثل سعر الخصم وعمليات السوق المفتوحة ل يكون لها تأثير كبير
بل يكاد يكون ضعيفا بل ل يذكر في بعض الحالت.وأن العتماد كله ينصب
كله على نسبة الحتياطي القانوني من جهة وعلى الدوات الكيفية من
25
جهة أخرى وهناك العديد من العوامل التي تحد من سلطة البنك المركزي
في القيام بدوره المطلوب.
المطلب الثاني :عوامل ضعف السياسة النقدية في الدول النامية
يمكن تلخيص أسباب ضعف السياسة النقدية في الدول النامية في النقاط
التالية:
?عدم وجود أسواق نقدية ومالية منظمة،وفي حالة وجودها فهي تتميز
بضيق نطاقها وهذا ما يؤدي إلى ضعف فعالية سياسة معدل إعادة الخصم
وإستحالة تطبيق سياسة السوق المفتوحة
?ضعف الدور الذي يقوم به البنك المركزي في التأثير على البنوك
التجارية من شأنه أن يحول دون قيام البنوك التجارية بأي دور فعال في
التأثير على النشاط القتصادي
?تتجه البنوك التجارية في الدول النامية إلى تقديم القروض لتمويل قطاع
التجارة ) تمويل قصير الجل (،مقارنة بالتمويل المقدم لتمويل القطاع
النتاجي ) تمويل طويل لجل ( الذي يعتبر أحد دعامات التنمية القتصادية
26
?ضعف الوعي النقدي والمصرفي،حيث يتجه لفراد في الدول النامية إلى
الحتفاظ بأموالهم في شكل سيولة وليست ودائع أو أوراق مالية،المر
الذي يقلل من دور البنوك التجارية لهذه الدول مقارنة بالدول المتقدمة
?ضآلة مرونة الستثمارات لتغير أسعار الفائدة بسبب إرتفاع درجة
المخاطر وإنخفاض الكفاية الحدية لرأس المال،ولذلك فإن أي محاولة
لزيادة الستثمار يستلزم تخفيض كبير لسعر الفائدة وهو ما تحول دونه
عدة إعتبارات )(1
?عدم وجود إستقرار في المناخ السياسي،وتقلب في موازين مدفوعات
تلك الدول،وتخلف النظمة الضريبية مم ل يشجع على الستثمار الجنبي
وبالتالي عدم تحقيق أهداف التنمية القتصادية
?يتم التداول النقدي في الدول النامية على أساس النقود المادية خاصة
الورقي،أما النقود المصرفية فما زال دورها محدودا كأداة لتسوية
المدفوعات بإستثناء تلك المعاملت التي تتم بين المؤسسات
?تنامي دور القتصاد غير الرسمي الذي من شأنه أن يستقطب أموال
معتبرة ل يتم التصريح بها و بالتالي حدوث تسرب نقدي كبير وفي هذا
الصدد نشير إلى أن حجم هذه السوق يمثل مابين
27
% 20إلى % 30من الناتج المحلي الخام في الجزائر أي ما يمثل 14
مليار دولر)(2
?إنخفاض مستوى الدخل وإنتشار عادة الكتناز،وعدم إنتشار البنوك
والمؤسسات المالية في مختلف أرجاء الوطنالمطلب الثالث :شروط
نجاح السياسة النقدية
إن نجاح السياسة النقدية في أي دولة يتوقف على مجموعة من العوامل
والشروط أهمها:
?تحديد أهداف السياسة النقدية بدقة وهذا نظرا لتعارض الكثير من
الهداف المسطرة
?لبد من ضرورة تنمية الوعي الدخاري لدى مختلف العوان القتصاديين
?لبد من توافر أسواق مالية ونقدية منظمة ومتطورة
?العمل على محاربة ظاهرة القتصاد الغير الرسمي
?العمل على إستقللية البنك المركزي عن الحكومة
?لبد من إعادة تأهيل البنوك التجارية من خلل التفتح على الشراكة
بمختلف أساليبها
28
? تكثيف البيئة المصرفية ،بمضاعفة عدد المصارف الخاصة والعمومية
المحلية والجنبية لتشجيع اقتصاد السوق القائم على المنافسة والتنافسية
? يجب إعادة العتبار لدور البنوك ،بإعادة النظر في العلقة التي تربط
هذه المؤسسات بالدولة ،وذلك في حدود ما للدولة من حقوق وما عليها
من واجبات كباقي المساهمين )احترام الدولة لقواعد السوق كأساس
لهذه العلقة(
? تحسين وتنويع الخدمات المقدمة للمدخرين وإتباع سياسة أكثر ديناميكية
فيما يتعلق بجمع الموارد ،مع تكوير وسائل الدفع وتعميم استعمالهاالفصل
الثاني:السياسة النقدية بالجزائر
تمهيد
ورثت الجزائر نظاما مصرفيا قائما على أساس ليبرالي) (1كون فرنسا
المستعمرة من دعاة الرأسمالية،ولكن بعد الستقلل إنتهجت السلطات
الحاكمة أنذاك سياسة التخطيط المركزي،فلم تكن السياسة النقدية
منفردة عن بقية البرامج التنموية الوطنية.فقد كان إصدار النقود خاضع
لحتياجات مختلف القطاعات دون دراسة دقيقة للنتائج المترتبة عن
ذلك.كان أهمها حدوث إختلل هيكلي على مستوى الجهاز المصرفي وعلى
29
هذا الساس كان على السلطات الجزائرية وضع سياسة إقتصادية تتماشى
ومتطلبات العصر،وتجديد سياسة نقدية قوية ومستقلة ومكملة للسياسة
المالية.
المبحث الول :السياسة النقدية خلل المرحلة ][1970-1962
المطلب الول :بناء المنظومة المصرفية
تم في هذا الصدد إنشاء البنوك التالية:
.1البنك المركزي الجزائري : BCA
يعتبر إنشاء بنك الجزائر حدثا تاريخيا ومكسبا عظيما للجزائر بعد
إستقللها،وبالنسبة للمهام التي أسندت له فهي ل تختلف عن المهام
التقليدية للبنوك المركزية ).(1وهو مؤسسة عمومية تقع في قمة الجهاز
المصرفي.
.2الصندوق الجزائري للتنمية : CAD
إن الفراغ الذي أحدثه تحفظ ورفض البنوك الجنبية تمويل القتصاد
الوطني،أدى إلى التعجيل بإنشاء " الصندوق الجزائري للتنمية " بغرض
تمويل المؤسسات الوطنية.وقد أوكلت له مهام منها على وجه الخصوص
إنجاز وتنفيذ برامج الستثمارات المخططة من فبل إدارة التخطيط،تسيير
30
ميزانية التجهيز المخصصة من قبل الخزينة العامة،منح القروض القصيرة
والطويلة وكذا متوسطة الجل.
31
والمتوسطة للصناعات التقليدية،التجارية والسياحية بالضافة إلى تمويل
العمليات المتعلقة بالتجهيزات وتقديم القروض الشخصية بالتقسيط.
.5البنك الخارجي الجزائري :(BEA(2
إن التعامل مع العالم الخارجي جعل السلطات الجزائرية تنشئ البنك
الخارجي الجزائري بموجب المرسوم رقم 67/204الصادر بتاريخ
،01/10/1967وورث خمسة بنوك أجنبية هي :قرض ليون،الشركة
العامة،البنك الصناعي للجزائر،بنك البحر البيض.وهذا لدعم وترقية
المبادلت التجارية والمالية التي تربط الجزائر بالعالم الخارجي.إذ تخصص
منذ إنشائه في ضمان التفاقيات المتعلقة بالستيراد والتصدير وكذا
المساهمة في تمويل و تشجيع العمليات التجارية مع الخارج.
.6الصندوق الوطني للتوفير والحتياط : (CNEP(3
جاء هذا الصندوق ليحل محل صندوق التضامن للبلديات والوليات
الجزائرية،وكلف بمهام صناديق الدخار الفرنسي،إذ يعتبر هذا الصندوق
مؤسسة إدخارية وليس مؤسسة نقدية.
32
إن هذا الصندوق يدير ثلثة أنوع من الموارد هي :أموال الدخار،أموال
الهيئات المحلية،وأموال المستشفيات،فهو يتحصل على هذه الموارد من
مختلف القطاعات منها العام والخاص
المطلب الثاني :دور الخزينة وعلقتها بالبنك المركزي
بقيت الخزينة العمومية تتبع الخزينة الفرنسية إلى حدود )29/08/1962
(4أين تم الفصل بينهما ،وقد لعبت دورا كبيرا في إقراض المؤسسات
العمومية،كما أنه يمكن القول بأنها حلت في كثير من الحيان محل البنك
المركزي في لعب دور الضابط للسياسة النقدية.
ووفقا لقانون المالية لسنة ،1965فغن البنك المركزي قد وضع كليا
لخدمة الخزينة العمومية،يمنحها من التسبيقات والئتمان غير المنتهية
وبدون شروط وعلى ذلك كان البنك المركزي ل يخرج عن كونه محاسبا
بسيطا للخزينة العمومية،الشيء الذي قلل من دوره في القتصاد
الجزائري،ونجم عن ذلك الكثير من اللمبالت في الصدار النقدي وبدون
مقابل من السلع والخدمات مما أدى إلى ظهور الختللت النقدية.تقييم
السياسة النقدية خلل هذه المرحلة
33
النتيجة أن هذه المرحلة كانت من أصعب مراحل إنشاء الجهاز المصرفي
الكفيل بالنهوض بالتنمية القتصادية والجتماعية المتخلفة التي ورثتها
الجزائر عن الستعمار ،فما كان على الحكومة آن ذاك إل أن تقيم جهاز
مصرفي قوي وبسرعة –خاصة -أمام التقاعس والرفض المتعمد للبنوك
الجنبية في تمويل النشاطات القتصادية .أضف إلى ذلك عدم وجود
تنسيق بين هذه المؤسسات المصرفية الجنبية ،والهداف التي رسمتها
الحكومة الجزائرية خلل المرحلة النتقالية للقتصاد الوطني ،أي عدم
وجود تجاوب بين متطلبات القتصاد الشتراكي ،ونظام تسيير وأهداف
هذه المصارف ،مما اضطر بالحكومة إلى وضع هياكل وطنية لضمان
الستقلل المالي والنقدي ووقف النزيف المالي الذي أصاب البلد ،عن
طريق إقامة مؤسسات مالية جديدة أو تأميم المؤسسات المالية
والمصرفية الجنبية التي تعمل داخل التراب الجزائري.
35
اللزمة للقيام بعملية المراقبة؟ وهل لهذه المؤسسات القدرة على تسديد
القروض التي تحصلت عليها؟.
إن الصلح الذي أدخلته الدولة على النظام المصرفي سواء تعلق المر
بتمويل الستثمارات المخططة أو إنشاء الهيئة الفنية للمؤسسات
المصرفية والهيئة العامة النقد والقرض أو إلغاء الصندوق الجزائري للتنمية
وتعويضه بالبنك الجزائري للتنمية ،كل هذه الجراءات كانت تهدف إلى
ضرورة ضمان المساهمة الفعلية لكل موارد الدولة لتمويل الستثمارات
المبرمجة سواء في المخطط الرباعي الول] [1973-70أو المخطط
الرباعي الثاني].[1977-74
المطلب الثاني :إعادة هيكلة المؤسسات المصرفية لسنة 1982
انطلقت الصلحات الهيكليـة للقطاع القتصادي مع بداية
الثمانينات،وتزامنت مع المخطط الخماسي الول ]، [1984-80حيث تم
في سنة 1983إعادة هيكلة 102مؤسسة عموميـة ،ليصبح عددها 400
مؤسسة ،مع تغييـر نظام اتخاذ القرار الذي كان مركزيا إلى نظام ل
مركزي.ولم يقتصر الصلح على القطاع الحقيقي فحسب ،كما عرفت
هذه المرحلة إعادة هيكلة كل من البنك الوطني الجزائري والقرض
36
الشعبي الجزائري حيث انبثق عنهما مصرفان هما :البنك الفلحي للتنمية
الريفية ،BADRوبنك التنمية المحلي ،BDLفأصبح النظام المصرفي يضم
خمسة بنوك تجارية ،ولكن هذا لم يحدث أي تغيير فيما يتعلق بالدور
الحقيقي لوظائف المصارف.
تقييم التجربة
المرحلة الثانية] :[1979 -71أدخلت خلل هذه المرحلة بعض الصلحات
والتعديلت على النظام المصرفي وظهور الهيئة الفنية للمؤسسات
المصرفية والهيئة العامة للقرض والنقد ،والبنك الجزائري للتنمية لتعويض
الصندوق الجزائري للتنمية ،فأسندت له مهمة تمويل الستثمارات النتاجية
المبرمجة في المخططات الوطنية –خاصة – المخطط الرباعي الول
والمخطط الرباعي الثاني.
المرحلة الثالثة] :[1985-82عرفت هذه المرحلة إعادة هيكلة العديد من
المؤسسات الوطنية النتاجية والمالية ،منها البنك الوطني الجزائري الذي
انبثق عنه البنك الفلحي للتنمية الريفية اختص في تمويل القطاع الزراعي
العام و القطاع الخاص ،وإعادة هيكلة القرض الشعبي الجزائري بإنشاء
بنك التنمية المحلي المختص بالدرجة الولى في تمويل المشاريع العمومية
37
للجماعات المحلية الولئية والبلدية.كما عرف القتصاد الوطني في نهاية
هذه المرحلة 1985صعوبات مالية نتيجة انخفاض إيرادات الدولة من
العملة الصعبة بسبب تدهور أسعار المحروقات وانخفاض قيمة الدولر،
المر الذي أدى إلى توقف معظم المخططات التنموية ،والدخول في
مرحلة التفكير في إعادة النظر في مبادئ تسيير القتصاد .في النهاية
يمكن القـول أن الجهاز المصرفي الجزائري،خلل هذه المرحلة كان بمثابة
جهاز محاسب ومسير إداري بحت أكثر مـن أنـه جهاز مصـرفي حقيقي ،أو
بتعبير آخر الجهاز المصرفي الجزائري كان جهاز وسيط –حيادي -بين
السلطات النقدية )البنك المركزي والخـزينة العامة( وبين الـمؤسسات
القتصادية ،دون أن يكون له رأي أو قرار،رغم اجتهاد المشـرع الجزائري
في إدخال بعـض التعـديلت والصلحات –خاصة -في المرحلة الثانية
والثالثة.فالنظام المصرفي و المالي الجزائري المتكون نظريا من قناتين،
الخزينة العامة والبنوك الولية ،إل أنه من الناحية العملية فل يعرف إل
قناة واحدة هي الخزينة العامة ،فالفيض النقدي راجع أساسا إلى نشاط
الخزينة .بالضافة إلى هذا هناك قناة غير رسمية تمثل جهازا حقيقيا
38
ومؤثرا على القتصاد الوطني ،هو الجهاز المصرفي الغير الرسمي)السوق
السوداء(المبحث الثالث :السياسة النقدية خلل المرحلة ][1988-1986
المطلب الول :قانون القرض والبنك لسنة 1986
تحت ضغط أزمة النفط الخانقة ،فإن أول إجراء قامت به الحكومة
الجزائرية ضمن سلسلة من الجراءات التي كانت تهدف الى التحول
بالنظام القتصادي مبادئه و مؤسساته نحو اقتصاد يقوم على أسس
وقواعد السوق ،هو إصدارها لقانون بنكي جديد ،هدفه الساسي إصلح
جذري للمنظومة المصرفية ،محـددا بوضـوح مهام ودور البنك المركزي
والبنوك التجارية كما تقتضيه قواعد و مبادئ النظام المصرفي ذو
المستويين ،مع إعادة العتبار لدور و أهمية السياسة النقدية في تنظيمها
لحجم الكتلة النقدية المتداولة ،ومراقبتها تماشيا و تحقيق أهداف السياسة
القتصادية الكلية.
وهكذا أصبحت سياسة الئتمان المصرفي تخضع لمتطلبات و حاجات
القتصاد الكلي وليس لحتياجات المؤسسات ،المر الذي نتج عنه نوع من
الستقللية و المرونة في تعديل هيكل أسعار الفائدة السمى المطبقة من
39
طرف المصارف ،مع ضبط و تعديل إجراءات التعامل مع المؤسسات فيما
تعلق بشروط منح الئتمان.
وبموجب قانون 86/12المتعلق بنظام البنك والقرض ،تم إدخال تعديلت
جذرية على الوظيفة المصرفية ،حيث تقوم فلسفة هذا القانون في اتجاه
إرساء المبادئ العامة والقواعد التقليدية للنشاط المصرفي .أما من
الناحية التطبيقية فينص التشريع صراحة على توحيد الطار القانوني الذي
سير النشاط الخاص بكل المؤسسات المصرفية والمالية مهما كانت ي ّ
طبيعتها القانونية .
ودون الخوض في تفاصيل بنود ومواد هذا القانون ،يمكن إيجاز أهم
المبادئ و القواعد الساسية التي تضمنها القانون في النقاط التالية :
?تقليص دور الخزينة المتعاظم في تمويل الستثمارات واشراك الجهاز
المصرفي في توفير الموارد المالية الضرورية للتنمية القتصادية ،إل أن
القانون لم يضع آليات تنفيذ ذلك .
?أعاد القانون للبنك المركزي وظائفه التقليدية و دوره كبنك البنوك ،وإن
كانت هذه المهام تعوزها الليات و الدوات التنفيذية ،ومن ثم تبدو في
أحيان كثيرة مقيدة .
40
? بموجب هذا القانون تم الفصل بين البنك المركزي كمقرض أخير وبين
نشاطات البنوك التجارية ،المر الذي سمح بإقامة نظام مصرفي على
مستويين.
? أعاد القانون للمصارف ومؤسسات التمويل دورها في تعبئة الدخار
وتوزيع القروض في إطار المخطط الوطني للقرض ،كما سمح للبنوك
إمكانية تسلم الودائع مهما كان شكلها ومدتها ،وأصبح أيضا بإمكانها القيام
بإحداث الئتمان دون تحديد لمدته أو للشكال التي يأخذها ،كما استعادت
المصارف حق متابعة استخدام القرض وكيفية استرجاعه ،و الحد من
مخاطره ،خاصة عدم السداد
?تنص مراسيم القانون على إنشاء هيئات رقابة وهيئات استشارية على
النظام المصرفي .
و في النهاية فالخروج من مرحلة كان فيها القتصاد الوطني تحت احتكار
مبادئ نظام يتميز بالتخطيط المركزي الشديد ،جاء قانون المصارف
والقرض بتأسيس المخطط الوطني للقرض ،باعتبار هذا الخير يحدد
الهداف الواجب بلوغها فيما يخص تعبئة الموارد والولويات التي يجب
41
مراعاتها في توزيع القروض،و تحديد مستوى تدخل البنك في تمويل
الستثمارات.المطلب الثاني :قانون إستقللية البنوك لسنة 1988
لم يخل قانون 1986من النقائص و العيوب،فلم يستطيع التكيف مع
الصلحات التي قامت بها السلطات العمومية،خاصة بعد صدور القانون
التوجيهي للمؤسسات العمومية سنـة .1988
وعليه ،فإن بعض الحكام التي جاء بها لم تعد تتماش وهذه القوانين ،كما
أنه لم يأخذ بالعتبار المستجدات التي طرأت على مستوى التنظيم الجديد
للقتصاد .وكان من اللزم أن يكيف القانون النقدي مع هذه القوانين
بالشكل الذي يسمح بانسجام البنوك كمؤسسات مع القانون ،وفي هذا
الطار بالذات جاء القانون 88/06المعدل والمتمم للقانون .86/12و على
هذا الساس يمكن تحديد المبادئ و القواعد التي قام عليها قانون
1988في النقاط التالية :
?إعطاء الستقللية للبنوك في إطار التنظيم الجديد للقتصاد
والمؤسسات.
? دعم دور البنك المركزي في ضبط و تسيير السياسة النقدية لحداث
التوازن في القتصادي الكلي.
42
? يعتبر البنك شخصية معنوية تجارية تخضع لمبدأ الستقللية المالية
والتوازن المحاسبي .وهذا يعني أن نشاط البنك يخضع ابتداء من هذا
التاريخ إلى قواعد التجارة ويجب أن يأخذ أثناء نشاطه بمبدأ الربحية
والمردودية ،ولكي يحقق ذلك ،يجب أن يكيف نشاطاته في هذا التجاه.
?يمكن للمؤسسات المالية غير المصرفية أن تقوم بتوظيف نسبة من
أصولها المالية في اقتناء أسهم أو سندات صادرة عن مؤسسات تعمل
داخل التراب الوطني أو خارجه.
?يمكن لمؤسسات القرض أن تلجأ إلى الجمهور من أجل القتراض على
المدى الطويل ،كما يمكنها أن تلجأ إلى طلب ديون خارجية.
والنتيجة أن الصلحات القتصادية و المالية عرفت مرحلة نوعية هامة سنة
، 1988فبعد إصدار النصوص القانونية المتعلقة باستقللية المؤسسات
العمومية ،بما فيها البنوك ،التي أصبحت تسير وفقا للمبادئ التجارية
والمردودية ،على أساس أن هذا قانون يعتبر مؤسسات القرض هي
مؤسسات عمومية اقتصادية ،وهذا ما يدرج البنوك ضمن دائرة المتاجرة
لتحفيزها قصد النظر في علقتها مع المؤسسات العمومية القتصادية التي
تحددها القواعد التقليدية ،كما يسمح هذا القانون لمؤسسات القرض
43
والمؤسسات المالية باللجوء إلى القروض متوسطة الجل في السوق
الداخلية و السوق الخارجية ،وفي ذات الوقت ألغي التوطين الجباري
الوحيد ،كما تخلت الخزينة العامة عن تمويل استثمارات المؤسسات
العمومية القتصادية،ليوكل ذلك للنظام المصرفي ،فكان هذا انطلقا
لظهور قواعد جديدة في التسيير القتصادي تفصل بين دور العوان
القتصادية ودور الدولة في تعبئة وتمويل وتراكم راس المال.و من هنا
يمكن القول أن استقللية البنوك بصفتها مؤسسات اقتصادية عمومية قد
تمت فعل في سنة .1988المبحث الرابع :السياسة النقدية خلل المرحلة
] [ 2003 -1990
المطلب الول :قانون القرض والنقد 10/90
وضع قانون 90/10المتعلق بالقرض والنقد النظام المصرفي الجزائري
على مسار تطور جديد ،تميز بإعادة تنشيط وظيفة الوساطة المالية وإبراز
دور النقد والسياسة النقدية ،ونتج عنه تأسيس نظام مصرفي ذو
مستويين،و ُأعيد للبنك المركزي كل صلحياته في تسيير النقد والئتمان
في ظل استقللية واسعة،وللبنوك التجارية وظائفها التقليدية بوصفها
أعوانا اقتصادية مستقلة .كما تم فصل دائرة ميزانية الدولة عن الدائرة
44
النقدية من خلل وضع سقف لتسليف البنك المركزي لتمويل عجز
الميزانية ،مع تحـديد مدتها ،واسترجاعها إجباريا في كل سنة ،وكذا إرجاع
ديون الخزينة العمومية تجاه البنك المركزي المتراكمة لغاية /04 /14
1990وفق جدول يمتد على 15سنة .وإلغاء الكتتاب الجباري من طرف
البنوك التجارية لسندات الخزينة العامة ،ومنع كل شخص معنوي أو طبيعي
غير البنوك والمؤسسات المالية من أداء هذه العمليات .
45
بأهـم الحكام التي جاء بها قانـون الصلح النقدي لسنة 1986والقانون
المعدل و المتمم لسنة .1988
حمل هذا القانون في طياتـه أفكارا جـديدة فيما يتعلق بتنظيم النظام
المصرفي وأدائه ،كما أن المبادئ التي يقـوم عليها وآليات العمل التي
يعتمـدها ،تعكس إلى حد كبـير الصـورة التي سيكون عليها هـذا النظام في
المستقبل .
و من أهم مبادئ قانون القرض و النقد هو الفصل بين دائـرة الميزانية
ودائـرة الئتمان فقد كانت الخزينة في النظام الموجه تلعب الـدور
مش الساسي في تمـويل استثمارات المـؤسسات العمومية،حيث هُ ّ
النظام المصرفي وكان دوره يقتصـر على تسجيل عبـور الموال من دائرة
الخزينة إلى المؤسسات،وخلق مثل هـذا المر غموضا كبيرا على مستوى
نظام التمويل ،فجاء قانـون النقـد والقـرض ليضع حدا لذلك ،فأبعـدت
الخزينة عن منح القـروض للقتصاد ،ليبقى دورها يقتصر على تمـويل
الستثمارات العمومية المخططة من طـرف الدولة.
46
و عليه أصبح النظام المصرفي هو المسؤول عن منح القروض في إطار
مهامه التقليدية ،ويسمح الفصل بين هاتين الدائرتين ببلوغ الهـداف
التالية:
? استعـادة البنـوك والمؤسسات المالية ،لوظائفها التقليـدية و المتمثلة
في منـح القروض.
? تراجع التزامات الخزينة في تمويل القتصاد.
? أصبح تـوزيع القـروض ل يخضع إلى قـواعد إدارية ،وإنما يـرتكز أساسا
على مفهوم الجدوى القتصادية للمشروع.
كما وضع قانون 90/10النظام المصرفي على مستـويين ،فميز بين
نشاط البنـك المركزي كسلطة نقـدية ،ونشاط البنـوك التجارية كمـوزع
للقـرض ،و بموجب هذا الفصل اصبـح البنك المركزي يمثل فعـل بنك
البنـوك يـراقب نشاطاتها و يتابع عملياتها ،كما أصبح بإمكانه أن يـوظف
مركزه كملجأ أخير للقراض في التأثير على السياسـة الئتمانية للبنـوك
وفقـا لما يقتضيـه الـوضع النقـدي .فبإمكانه أن يحدد القواعد العامة
للنشاط المصرفي و تحديد معايير تقييم هذا النشاط في اتجاه خـدمة
أهدافه النقدية وتحكمه في السياسة النقدية.و في الخير فقد نص القانون
47
صراحة بمنح رخص إنشاء البنوك و المؤسسات المالية الجزائرية و
الجنبية ،أو الكتتاب في رأسمال البنوك الوطنية القائمة ،بغية إحداث
منافسة حقيقية بين البنوك لتحسين خدمات القطاع المصرفي.
و منه يمكن القول أن قانون القرض و النقد وضع و بشكل تام المنظومة
المصرفية والنظام النقـدي في مسار النتقال من اقتصاد مسير مركزيا
إلى اقتصاد موجه بآليات السوق .
المطلب الثاني المرية 11/03الصادرة بتاريخ 26أوت 2003
-5واقع استقللية بنك الجزائر حسب المر :11-03
جاء هذا القانون بعد أن لحظت السلطات الضعف الذي ل زال يتخبط فيه
أداء الجهاز البنكي ،وخاصة بعد الفضائح المتعلقة ببنك الخليفة وبنك
الصناعة والتجارة الجزائري ،والذي كشف على ضعف آليات الرقابة
والتحكم من طرف البنك المركزي باعتباره المسئول كسلطة نقدية وربما
تقرير المجلس القتصادي والجتماعي كان واضحا في ذلك حينما حدد
طبيعة الصلح بإتباع الخطوات التالية :
? وضع نصوص تشريعية و تنظيمية لتأطير هذه الوظيفة:
وهذا من خلل تطهير محافظ البنوك العمومية؛
48
? إعادة تنظيم الجهاز البنكي بعد تطهيره مباشرة:
وهذا حتى يتكيف مع كل النشاطات والوظائف التي نجدها في البنوك
عالميا ،من خلل إستراتيجية طموحة تعتمد على تكوين الموارد البشرية
وإدخال وسائل المعلوماتية وسياسة تسويق مصرفي اتجاه العملء تسمح
بتعبئة ادخار العائلت وتوفير القروض اللزمة لتمويل الستثمارات
المنتجة.كما يتحتم على الجهاز البنكي التوجه إلى التخصص وإضفاء
التنافسية ،من خلل مختلف المنتجات المالية التي يطرحها في السوق
لتلبية كل الحتياجات التمويلية للقتصاد ،وهذا ما يعني فتح المجال
للمشاركة الخاصة سواء الوطنية أو الجنبية.
? إعادة تنظيم النظام البنكي بالستناد على نواة صلبة من البنوك
العمومية المطهرة ماليا والعصرية :
ذلك أنها ستتحمل عبء إعادة الهيكلة القتصادية والصناعية للمشاركة في
إعادة انطلق القتصاد الوطني .
? أهمية إيجاد بورصة للقيم باعتبارها مرحلة مالية مهمة في مواكبة إعادة
البناء القتصادي :إذ أن البلد الذي هو في حاجة كبيرة إلى أموال للتنمية
القتصادية يصبح لوجود مؤسسات فيه ،مثل البورصة والسوق المالية
49
أهمية بالغة في استيعاب الموال المدخرة الضرورية للستثمارات
والهياكل القاعدية الحيوية.
? العمل على وضع منتجات مالية جذابة :وهذا يسمح باحتواء الموال
المكتنزة ،خاصة عند القطاع الخاص وتكثيف المجهودات اتجاه أسواق
البورصات الجنبية.
أهداف المر رقم : 03/11
.1السماح للبنك المركزي باستخدام أفضل لصلحياته:
و يتم ذلك من خلل:
? الفصل بين الدارة ومجلس النقد والقرض داخل بنك الجزائر؛
? توسيع صلحيات مجلس النقد والقرض؛
? تقوية استقللية اللجنة البنكية وهذا بإضافة أمانة عامة.
. 2تكثيف التشاور بين بنك الجزائر و الحكومة في المسائل المالية:
و هذا بعد أن طرح القانون الجديد:
? إثراء محتوى وشروط المناقصات للعلقات القتصادية والمالية وتسيير
بنك الجزائر؛
50
? إنشاء لجنة مختلطة بين البنك ووزارة المالية لتسيير اليرادات الخارجية
والمديونية؛
? تمويل إعادة العمار المرتبطة بالحداث المأساوية داخل البلد؛
? سيولة المعلومات المالية وتأمين مالي أحسن للبلد.
.3السماح بحماية أحسن للبنوك فيما يخص توظيف وادخار الجمهور:
وهذا من خلل النقاط التالية:
? تقوية شروط ومعايير اعتماد البنوك ومسيري البنوك والجزاءات اللزمة
للمخالفين؛
? مضاعفة الجزاءات بالنسبة للنحرافات المتعلقة بالنشاطات البنكية؛
? منع تمويل نشاطات المؤسسات العائدة لمؤسسي ومسيري البنك؛
? تقوية صلحيات جمعية البنوك والمؤسسات المالية ABEFواعتماد
قوانينها الساسية من طرف بنك الجزائر؛
? تقوية وتوضيح شروط عمل إدارة الخطر.
كما حدد القانون الجديد الشروط اللزمة لنجاح ما جاء به وهي:
? العتماد على التكوين والسماح للقدرات والكفاءات التي يحوزها بنك
الجزائر على البروز؛
51
?ضرورة توافر نظام معلومات فعال يستند إلى عملية تحويل كفؤة سريعة
ومؤمنة للمعلومات؛
? العمل على تمويل القتصاد بواسطة موارد السوق والتي تتطلب نظاما
بنكيا قويا وبعيدا عن كل الضغوط.المرية 11-03الصادرة بتاريخ 26أوت
2003
ما جاءت به هذه المرية بخصوص البنك المركزي نذكر :
* السماح للبنك المركزي بممارسة افضل لمهامه و ذلك :
-الفصل على مستوى البنك الجزائر ما بين مجلس الدارة و مجلس النقد
و القرض
-توسيع مهام مجلس النقد و القرض .
-تدعيم استقللية لجنة البنوك
* تدعيم التشاور و التنسيق ما بين البنك الجزائري و الحكومة ببما يتعلق
بالجانب المالي و ذلك :
-إثراء مضمون و شروط التقارير القتصادية ،المالية ،و تسيير بنك
الجزائر ,
52
-إنشاء لجنة مشتركة بين بنك الجزائر /ووزارة المالية لتسيير الحقوق و
الدين الخارجي .
-تمويل إعادة البناء الناجمة عن الكوارث التي تقع للبلد .
-انسياب أحسن للمعلومات المالية و ضمان مالي أفضل للبلد .
السلطة النقدية في الجزائر التي تدير النظام البنكي بموجب هذه
التشريعات و بالخص قانون النقد و القرض و المرية الصادرة في 2003
تحصر هذه السلطة في هيئتين هما :
-وزارة المالية
-بنك الجزائر ( البنك المركزي )
مهام وزارة المالية تتمثل في وضع سياسة نقدية على مستوى الحكومة و
بالتحديد الوزارة المكلفة بالمالية الوصية على النظام البنكي و المالي .و
على مستوى وزارة توجد مديرية الخزينة التي تعد الدرة المكلفة بشؤون
البنوك و الشؤون المالية .
-بنك الجزائر ( البنك المركزي ) يعمل تحت وصاية وزارة المالية ،محافظ
البنك ،و ثلث مساعديه يعينون من طرف رئيس الجمهورية .يتلقى من
طرف الدولة الشراف على العملة و القرض و على هذا الساس فهو
53
مسئول على السير الحسن للعملة القرض .و يشارك في هذا الساس
في تحضير ووضع سياسة تخص المالية و النقد المقررة من الحكومة
.بوظيفته هذه فان البنك الجزائر يمثل :
* هيئة الصدار و هو بهذا الساس الهيئة الوحيدة المكلفة باصدار النقود
التي تعتمد كنقود قانونية ،وهو يراقب و ينظم الكتلة النقدية و يدير
احتياطي الصرف للبلد و يسوي العلقات ما بين الدينار والعملت
الجنبية .
* هو بعد ذلك بنك الدولة فهو يقوم بنفس الدور الذي تقوم به البنوك
اتجاه زبائنها .
-فهو يعطيها القروض و يمسك الحساب الجاري للخزينة و يقوم لحسابها
بكل عمليات الصندوق .
* وهو أخيرا بنك البنوك لنه يمول البنوك في حدود السياسة النقدية و
القرض و عمليات المقاصة و الصكوك الغير مسددة .1...د.عبد المجيد
قدي " المدخل إلى السياسات القتصادية الكلية " ديوان المطبوعات
الجامعية الجزائر 2003
54
.2د.عبد المطلب عبد المجيد " السياسات القتصادية تحليل جزئي وكلي
" مكتبة زهراء الشرق
.3د.بلعزوز بن علي " محاضرات في النظريات والسياسات النقدية "
ديوان المطبوعات الجامعية 2004
.4د.زينب عوض الله،د.أسامة محمد الفولي " أساسيات القتصاد النقدي
والمصرفي" منشورات الحلبي بيروت 2002
.5د .يعدل بخراز فريدة " تقنيات وسياسات التسيير المصرفي " ديوان
المطبوعات الجامعية 2000
) (2جريدة الخبر الصادرة بتاريخ .13/05/2002
Banque d'Algérie (2001) « Instruction n004/2001 modifiant n0 01/2001.1
relative au régime de réserve obligatoire » Revue Media Bank n053
55