You are on page 1of 13

‫بسم اللـه الرحمن الرحيم‬

‫مجئ الرب جل‬


‫جلله‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من‬
‫شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده اللـه فل مضل له ومن‬
‫يضلل فل هادى له ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل اللـه وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً‬
‫عبده ورسوله ‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫موت ُ ّ‬ ‫ول ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قات ِ ِ‬ ‫ق تُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫قوا اللـه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫ءا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫} َياأي ّ َ‬
‫ن { ‪ ] .‬آل عمران ‪. [ 102 -‬‬ ‫إل َ‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ف ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫} َياأي ّ َ‬
‫ساءً‬ ‫ون ِ َ‬ ‫جال ك َِثيًرا َ‬ ‫ر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ث ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ج َ‬‫و َ‬‫ها َز ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫خل َ َ‬‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن اللـه َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫قوا اللـه ال ّ ِ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫حا َ‬ ‫والْر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫َ‬
‫قيًبا { ‪ ] .‬النساء ‪. [ 1-‬‬ ‫م َر ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬‫َ‬
‫قوُلـوا َ‬ ‫َ‬
‫دا )‬‫دي ً‬ ‫س ِ‬‫ول َ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫قوا اللـه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫ءا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫} َياأي ّ َ‬
‫ن‬
‫مـ ْ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬ ‫كـ ْ‬ ‫م ذُُنوب َ ُ‬ ‫كـ ْ‬ ‫فــْر ل َ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مـال َك ُ ْ‬ ‫م أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫كـ ْ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫‪ (70‬ي ُ ْ‬
‫ما { ‪.‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫وًزا َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فـاَز َ‬ ‫قــدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سوَلـ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ع اللـه َ‬ ‫طـ ِ‬ ‫يُ ِ‬
‫] الحزاب ‪. [ 71 ، 70-‬‬
‫أما بعـــد ‪...‬‬
‫فإن أصدق الحديث كلم اللـه وخير الهدى هدى محمد‪ ‬وشر‬
‫المور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة فى‬
‫النار ثم أما بعد‬
‫أحبتى فى اللـه ‪:‬‬
‫هذا هو لقاءنا الثانى عشر من لقاءات هذه السلسلة الكريمة‬
‫المباركة وكنا قد توقفنا فى اللقاء السابق مع البشرية كلها ‪ ،‬وهى‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حسان‬ ‫)‪(102‬‬

‫فى أرض المحشر وقد أصابها من الكرب ‪ ،‬والهم ‪ ،‬والغم مال‬


‫يستطيع بليغ على وجه الرض أن يجسده ‪ ،‬الشمس فوق الرؤوس‬
‫تكاد تذيب الجماجم بل والعظام ‪ ،‬والزحام وحده يكاد يخنق‬
‫النفاس ‪ ،‬فالبشرية كلها منذ أن خلق اللـه آدم إلى آخر رجل‬
‫قامت علية الساعة تقف فى موقف واحد فى أرض واحدة ‪.‬‬
‫ل بحسب عمله فى عرقه ‪ ،‬والهوال‬ ‫العرق يكاد يغرق الناس ك ُُ‬
‫تزداد شدة عندما ي ُأ َْتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام‬
‫سبعون ألف ملك يجرونها ‪ُ ،‬يأتى بها إلى أرض المحشر فإذا ما‬
‫رأت جهنم الخلئق زفرت وزمجرت غضبا ً منها لغضب ربها جل‬
‫وعل ‪ ،‬حينئذ تجثوا جميع المم على الركب من هول الموقف ‪ ،‬بل‬
‫ول يتكلم يومها إل النبياء ودعوتهم يومئذ اللـهم سلم سلم !!‬
‫اللـهم سلم سلم !!!‬
‫ويزداد الكرب والهم على الخلق فيقول بعضهم لبعض أل ترون‬
‫ما نحن‬
‫فيه أل ترون ما قد بلغنا أل تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ‪،‬‬
‫ويذهبون إلى صفوة اللـه من خلقه إلى النبياء والمرسلين فيقول‬
‫كل نبى ‪ :‬إن ربى قد غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن‬
‫يغضب بعده مثله ثم يقول كل نبى نفسى ‪ ،‬نفسى ‪ ،‬نفسى !!! إل‬
‫المصطفى‪ ‬محمد بن عبد اللـه إنه التجارة الرابحة ‪ ..‬إنه صفوة‬
‫اللـه من خلقه ‪ ، ..‬وأكرم الخلق على اللـه ‪.‬‬
‫يقول الحبيب ‪ :‬فيأتونى فيقولون يارسول اللـه ‪ ،‬أل ترى ما نحن‬
‫فيه ؟ ! أل ترى ما قد بلغنا ؟ ! أل تشفع لنا إلى ربك ؟ !‬
‫فأقوم وأقول ‪ :‬أنا لها ‪ ،‬أنا لها ‪ ،‬ويخر ساجدا ً تحت عرش‬
‫الرحمن جل جلله ويثنى على اللـه سبحانه وتعالى بمحامد لم يفتح‬
‫اللـه به على أحد من قبله فينادى عليه ربه ويقول ‪ :‬يامحمد ارفع‬
‫رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيقول المصطفى‪ : ‬يارب ‪..‬‬
‫أمتى ‪ .‬أمتى ‪ .‬أمتى ‪.‬‬
‫وفى حديث الصور الطويل الذى خرجناه فى اللقاء الماضى مع‬
‫فى رحاب الدار الخرة "مجئ الرب جل جلله"‬ ‫)‪(103‬‬

‫حديث الشفاعة الذى ذكرت الن يقول اللـه جل وعل لنبيه‬


‫المصطفى ما شأنك ؟ وهو أعلم ‪ ،‬فيقول الحبيب‪ :‬يارب قد‬
‫وعدتنى الشفاعة ‪ .‬فشفعنى فى خلقك ‪ ،‬فأقضى بينهم ‪ ،‬فيقول‬
‫اللـه جل جلله ‪ :‬قد شفعتك ‪ ،‬أنا أتيكم لقضى بينكم ‪ .‬فيرجع‬
‫الحبيب المصطفى‪ ‬ليقف مع الناس فى أرض المحشر لينظروا‬
‫جميعا ً مجئ الرب جل جلله لفصل القضاء بين العباد‬
‫وهذا هو لقاءنا مع حضراتكم فى هذا اليوم المبارك ‪ ،‬وكما تعودنا‬
‫حتى ل ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعا ً فسوف أركز‬
‫الحديث مع حضراتكم فى العناصر التالية ‪.‬‬
‫‪ :‬مجئ الرب جل جلله ‪.‬‬ ‫أول ً‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أول من يكلمهم اللـه يوم القيامة ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬العرض على اللـه جل وعل وأخذ الكتب ‪.‬‬
‫فأعيرونى القلوب والسـماع فإن هذه الكلمات تكاد تخلع‬
‫القلوب ورب الكعبة ‪.‬‬

‫أول ً ‪ :‬مجئ الرب جل جلله‬

‫أحبتى فى اللـه ‪:‬‬


‫هل منكم من أحد قد حضر يوما ً محكمة من محاكم الدنيا ؟ !‬
‫يوم يأتى بالمتهمين ليقفوا وراء هذا القفص الحديدى وفجأة وقد‬
‫امتلت قاعة المحكمة بأهل المتهمين وبالمحامين ‪ ،‬يدخل القضاة‬
‫مت‬ ‫ليجلسوا على منصة القضاء ويصرخ الحاجب )) محكمة (( فَت َ ْ‬
‫ص ُ‬
‫النفاس ‪ ،‬وتتقطع وتكاد القلوب أن تقفز من الصدور ‪ ،‬ويبدأ‬
‫المحامون فى المرافعات ‪ ،‬والمجادلت والمعازير وتسمع هيئة‬
‫القضاء ‪ ،‬ويردون ‪ ،‬ويترافعون ‪ ،‬ويتناقشون ثم يسدل الستار على‬
‫هيئة القضاء ليتناقش القضاة فى إبرام الحكم وفى النطق به ‪،‬‬
‫وفى المرة الثانية يدخل القضاة ليصدروا الحكم فى هذه القضية ‪.‬‬
‫أسألك باللـه انظر إلى وجوه الناس فى قاعة المحكمة ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حسان‬ ‫)‪(104‬‬

‫العيون تبكى ‪ ..‬والقلوب تكاد تقفز من الصدور ‪ ..‬والنفاس‬


‫متقطعة الكلم همس ‪ ..‬والسؤال تخافت ‪ ..‬الكل ينظر بأى شئ‬
‫سيحكم ؟!! وما الذى سينطق به القاضى ؟! وهو العبد الحقير‬
‫الفقير إلى اللـه الملك القدير ‪.‬‬
‫تصور هذا المشهد الذى يكاد يخلع القلب بل تكاد القلوب أن‬
‫تقفز إلى الحناجر لتقف على حجم الهول والخلق جميعا ً فى أرض‬
‫المحشر ومن بينهم النبيــاء يقفــون وينظرون إلى السماء وهم‬
‫ينظرون مجئ الملك العدل جل جلله‬
‫يقول الحق جل وعل ‪:‬‬
‫َ‬
‫ت‬
‫وا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ش َ‬ ‫خ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫يل ِ‬ ‫ع َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عو َ‬ ‫ذ ي َت ّب ِ ُ‬‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫} يَ ْ‬
‫ة‬
‫ع ُ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ذ ل ت َن ْ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫سا)‪(108‬ي َ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ِإل َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِللّر ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ول)‪(109‬ي َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ي لَ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫وَر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬
‫ه الّر ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ن أِذ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِإل َ‬
‫أَ‬
‫ت‬ ‫عن َ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ما)‪َ (110‬‬ ‫عل ْ ً‬ ‫ه ِ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ول ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫ما{‬ ‫ْ‬
‫ل ظل ً‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫خا َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫و َ‬ ‫قّيوم ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ي ال َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫جوهُ ل ِل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫] طه ‪. [ 111 - 108 :‬‬
‫تنشق السماء وينزل أهل السماء الولى من الملئكة بضعف من‬
‫فى الرض من النس والجن ‪.‬‬
‫قال اللـه تعالى ‪:‬‬
‫زيل{‬ ‫ة ت َن ْ ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ون ُّز َ‬ ‫مام ِ َ‬ ‫غ َ‬ ‫ماءُ ِبال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫م تَ َ‬ ‫و َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫} َ‬
‫]الفرقان‪.[25:‬‬
‫يقول ابن عباس ‪ :‬ينزل أهل السماء الولى من الملئكة بضعف‬
‫من فى الرض من الجن والنس فتحيط الملئكة بالخلئق فى‬
‫أرض المحشر ‪ ،‬فإذا ما نظـرت الخـلئق إلـى الملئكـة قالـوا‬
‫أفيكـم ربنـا ؟! فتقـول الملئكة ‪ :‬ل وهو آت ‪.‬‬
‫قال اللـه تعالى ‪:‬‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مام ِ‬ ‫غ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫في ظُل َ ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫ن ِإل أ ْ‬ ‫ل ي َن ْظُُرو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫} َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫موُر {‬ ‫ع اْل ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ت ُْر َ‬ ‫وإ َِلى الل ّ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫] البقرة ‪.[ 210 :‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة "مجئ الرب جل جلله"‬ ‫)‪(105‬‬

‫فا)‬ ‫ص ّ‬ ‫فا َ‬ ‫ص ّ‬‫ك َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫جاءَ َرب ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ويقول الحق سبحانه } َ‬
‫‪(22‬وجيءَ يومئ ِذ بجهن ّم يومئ ِذ يت َذَك ّر الن ْسان َ‬
‫وأّنى ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ِ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ٍ ِ َ َ َ َ ْ َ ٍ َ‬ ‫َ ِ‬
‫ذل‬ ‫مئ ِ ٍ‬‫و َ‬ ‫في َ ْ‬ ‫حَياِتي)‪َ (24‬‬ ‫ت لِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قدّ ْ‬ ‫ل َيال َي ْت َِني َ‬ ‫قو ُ‬ ‫الذّك َْرى)‪(23‬ي َ ُ‬
‫ق َ‬ ‫ذاب َ‬
‫د{‬ ‫ح ٌ‬ ‫هأ َ‬ ‫وَثا َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ول ُيوث ِ ُ‬ ‫د)‪َ (25‬‬ ‫ح ٌ‬‫هأ َ‬ ‫ع َ َ ُ‬
‫ب َ‬ ‫عذّ ُ‬
‫يُ َ‬
‫] الفجر ‪. [ 26 - 22 :‬‬
‫اللـهم سلم سلم ‪ ..‬اللـهم سلم سلم ياأرحم الراحمين ‪.‬‬
‫يأتى الحق جل وعل إتيانا ً يليق بكماله وجلله ‪.‬‬
‫ل تعطل صفة المجىء ول تكيف صفة المجئ ‪ ،‬ول تشبه صفة‬
‫المجئ ‪ ،‬ول تشبه اللـه بأحد من خلقه ‪ ،‬فكل ما دار ببالك ‪ ،‬فاللـه‬
‫بخلف ذلك ‪.‬‬
‫جل ربنا عن الشبيه والنظير وعن المثيل ‪ ،‬ل ند له ‪ ،‬ول كفء له ‪،‬‬
‫هو الل ّ َ‬
‫د)‪(1‬الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ٌ‬ ‫هأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ل ُ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ول شبيه له ‪ ،‬ول صاحبة له ‪ ،‬ول ولد له } ُ‬
‫َ‬
‫د{‬ ‫ح ٌ‬ ‫وا أ َ‬ ‫ف ً‬‫ه كُ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ول َ ْ‬‫د)‪َ (3‬‬ ‫م ُيول َ ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م ي َل ِدْ َ‬‫د)‪(2‬ل َ ْ‬‫م ُ‬‫ص َ‬‫ال ّ‬
‫] سورة الخلص [ ‪.‬‬
‫] طه ‪:‬‬ ‫ى{‬ ‫سَتو َ‬ ‫شا ْ‬ ‫عر ِ‬ ‫عَلى ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫قال جل جلله } الّرح َ‬
‫‪.[5‬‬
‫استوى كما أخبر وعلى الوجه الذى أراد وبالمعنى الذى قال ‪.‬‬
‫استواًء منزها ً عن الحلول والنتقال‬
‫بل العرش وحملته والكرسى‬ ‫فل العرش يحمله ول الكرسى‬
‫وعظمته‬ ‫يسـنده‬
‫مقهور بجلل قبضتـــــــه‬ ‫الكـــل محمول بلطــف‬
‫قـدرته‬
‫‪ ..‬سبحانه وتعالى ‪ .‬فالستواء معلوم والكيف مجهول واليمان به‬
‫واجب والسؤال عنه بدعة ‪.‬‬
‫ع‬
‫مي ٌ‬
‫س ِ‬
‫هو ال ّ‬
‫و ُ‬ ‫ئ َ‬‫ش ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫كمث ْل ِ ِ‬ ‫قال جل جلله ‪َ } :‬لي َ‬
‫س َ‬
‫صيٌر {‬
‫الب َ ِ‬
‫] الشورى ‪. [ 11 :‬‬
‫ما { ] طه ‪. [ 110 - :‬‬ ‫عل ً‬‫ه ِ‬‫ن بِ ِ‬
‫طو َ‬ ‫ول ُيحي ُ‬‫قال جل جلله ‪ِ } :‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حسان‬ ‫)‪(106‬‬

‫ل { ] النحل ‪:‬‬ ‫مَثا َ‬ ‫َ‬ ‫رُبوا ل ِل ّ ِ‬ ‫قال جل جلله ‪َ } :‬‬


‫ه ال ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫فل ت َ ْ‬
‫‪. [ 74‬‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مام ِ‬ ‫غ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫في ظُل َ ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫ن ِإل أ ْ‬ ‫ل ي َن ْظُُرو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫} َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫موُر { ‪:‬‬ ‫ع اْل ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ت ُْر َ‬ ‫وإ َِلى الل ّ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫وال ْ َ‬
‫َ‬
‫ثم يتنزل أهل السماء الثانية من الملئكة بضعف من فى الرض‬
‫من ملئكة السماء الولى والجن والنس فيحيط أهل السماء الثانية‬
‫بأهل الرض من الملئكة والنس والجن ‪.‬‬
‫وهكذا أهل السماء الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة‬
‫والسابعة على قدر ذلك من التضعيف ‪.‬‬
‫ثم يتنزل حملة عرش الملك جل وعل وهم يحملون العرش‬
‫يسبحون اللـه سبحانه ويقولون ‪ :‬سبحان ذى الملك والملكوت ‪..‬‬
‫سبحان ذى العزة والجبروت ‪ ..‬سبحان من كتب الموت على‬
‫الخلئق ول يموت ‪ .‬سبوح قدوس ‪ ..‬قدوس ‪ ..‬قدوس ‪ ..‬رب‬
‫الملئكة والروح ‪.‬‬
‫اسمع لربك جل وعل وهو يقول ‪:‬‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫مل َ ِ‬ ‫ر نَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫} َ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ة)‪َ (13‬‬ ‫حد َ ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫صو ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ذا ن ُ ِ‬
‫ة)‬ ‫ع ُ‬‫ق َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫و َ‬ ‫ذ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫في َ ْ‬ ‫ة)‪َ (14‬‬ ‫حد َ ً‬ ‫وا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫فدُك َّتا دَك ّ ً‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫عَلى‬ ‫ك َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ة)‪َ (16‬‬ ‫هي َ ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫ذ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ماءُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫وان ْ َ‬ ‫‪َ (15‬‬
‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫ش َرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫ة)‬ ‫مان ِي َ ٌ‬ ‫ذ ثَ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫عْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫جائ ِ َ‬ ‫أْر َ‬
‫ة { ] الحاقة ‪:‬‬ ‫في َ ٌ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫فى ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ل تَ ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫عَر ُ‬ ‫ذ تُ ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫‪(17‬ي َ ْ‬
‫‪[ 13،18‬‬
‫ويضع الحق جل جلله كرسيه حيث شاء من أرضه ويقول ‪ :‬يا‬
‫معشر الجن والنس إنى قد أنصت إليكم منذ خلقتكم ‪ ،‬أسمع‬
‫ى ‪ ،‬فإنما هى أعمالكم‬ ‫قولكم ‪ ،‬وأرى أعمالكم ‪ ،‬فأنصتوا اليوم إل ّ‬
‫وصحفكم ُتقرأ عليكم فمن وجد خيرا ً فليحمد اللـه ‪ ،‬ومن وجد غير‬
‫ذلك فل يلومن إل نفسه ‪.‬‬
‫َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مأ ْ‬ ‫ءادَ َ‬ ‫م َياب َِني َ‬ ‫هدْ إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ثم يقول الحق جل جلله ‪} :‬أل َ ْ‬
‫عدو مبين)‪َ (60‬‬
‫دوِني‬ ‫عب ُ ُ‬‫نا ْ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬ ‫م َ ُ ّ ُ ِ ٌ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫ل تَ ْ‬
‫فى رحاب الدار الخرة "مجئ الرب جل جلله"‬ ‫)‪(107‬‬

‫م‬ ‫جِبل ك َِثيًرا أ َ َ‬


‫فل َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫قدْ أ َ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫م)‪َ (61‬‬ ‫قي ٌ‬‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٌ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ن)‬ ‫دو َ‬ ‫ع ُ‬‫م ُتو َ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫ذ ِ‬‫ه ِ‬
‫ن)‪َ (62‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ع ِ‬‫كوُنوا ت َ ْ‬ ‫تَ ُ‬
‫عَلى‬ ‫م َ‬ ‫خت ِ ُ‬‫م نَ ْ‬ ‫و َ‬‫ن)‪(64‬ال ْي َ ْ‬ ‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫و َ‬‫ها ال ْي َ ْ‬ ‫و َ‬‫صل َ ْ‬‫‪(63‬ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫كاُنوا‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جل ُ ُ‬‫هدُ أْر ُ‬ ‫ش َ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬‫مَنا أي ْ ِ‬ ‫وت ُك َل ّ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬‫وا ِ‬
‫ف َ‬
‫ن{‬ ‫سُبو َ‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫] يس ‪. [ 65 - 60 :‬‬
‫أتدرون من هم أول من يكلمهم اللـه فى هذا الموقف‬
‫العصيب ؟ !!‬
‫هذا هو عنصرنا الثانى من عناصر اللقاء ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬أول من يكلمهم اللـه جل وعل‬

‫أول من يكلمه اللـه جل وعل يوم القيامة فى هذا الموقف‬


‫العصيب هو آدم عليه السلم ينادى عليه الحق سبحانه كما ثبت فى‬
‫الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى رضى اللـه عنه أن‬
‫المصطفى‪ ‬قال ‪ )) :‬يقول اللـه تعالى ‪ :‬ياآدم فيقول ‪:‬‬
‫لبيك ! وسعديك ! والخير كله فى يديك ! فيقول اللـه‬
‫جل وعل ! أخرج بعث النار فيقول آدم ‪ :‬وما بعث النار ؟‬
‫فيقول اللـه جل وعل ‪ :‬من كل ألف تسعمائة وتسعة‬
‫وتسعين قال ‪ :‬فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات‬
‫سكارى‬ ‫حمل حملها ‪ ،‬وترى الناس سكارى وما هم ب ِ ُ‬
‫ولكن عذاب اللـه شديد (( فاشتد ذلك على أصحاب الحبيب‬
‫محمد‪ ‬فقالوا ‪ :‬يارسول اللـه ! أينا ذلك الرجل فقال المصطفى‬
‫‪ )) :‬أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة‬
‫ل(( ثم قال ‪ )) :‬والذى نفسى بيده إنى‬ ‫وتسعين ومنكم رج ُُ‬
‫لطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة (( فحمدنا اللـه وكبرنا ثم‬
‫قال ‪ )) :‬والذى نفسى بيده إنى لطمع أن تكونوا ثلث‬
‫أهل الجنة (( فحمـدنـا اللـه وكبرنـا ثـم قـال ‪ )) :‬والذى‬
‫نفسـى بيـده إنـى لطمـع أن تكونـوا شطر أهل الجنة ‪،‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حسان‬ ‫)‪(108‬‬

‫إن مثلكم فى المم كمثل الشعرة البيضاء فى جلد الثور‬


‫السود أو كالرقمة فى ذراع الحمار (( )‪. (1‬‬
‫خيَر‬‫كنُتم َ‬ ‫قال اللـه سبحانه وتعالى مخاطبا ً أمة المصطفى ‪ُ } :‬‬
‫س{‪.‬‬ ‫أ ُم ُ‬
‫جت ِللّنا ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ة أخ ِ‬ ‫ّ ٍ‬
‫اللـهم لك الحمد يامن خلقتنا موحدين وجعلتنا من أمة سيد‬
‫النبيين ‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك ينادى رب العزة تبارك وتعالى ‪ :‬يا نوح ‪ ..‬يقول لبيك‬
‫وسعديك ‪ ،‬فيقول اللـه سبحانه هل بلغت قومك ؟ ! فيقول نوح ‪:‬‬
‫نعم يارب واللـه أعلم فيقول الحق جل جلله ‪ :‬ياقوم نوح هل‬
‫بلغكم نوح ؟! فيقولون ل ما أتانا من نذير وما آتانا من أحد ‪ ،‬فيقول‬
‫من يشهد لك يانوح؟!! فيقول نوح ‪ :‬محمد وأمته !‬
‫)) فتدعون فتشهدون أنه قد بلغ أمته ثم أدعى فأشهد‬
‫عليكم (()‪ (2‬وفى لفظ ابن ماجة بسند صححه شيخنا اللبانى يقول‬
‫المصطفى‪ : ‬فيقول اللـه لمتى ما الذى أخبركم أن نوح قد بلغ‬
‫قومه ؟!‬
‫فتقول المة الميمونة لربها جل وعل ‪ :‬جاءنا نبينا محمد‪‬‬
‫فأخبرنا أن الرسل جميعا ً قد بّلغوا قومهم فصدقناه ‪.‬‬
‫وك َذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫يقول المصطفى‪ ‬فذلك قــول اللـه تعالى ‪َ } :‬‬
‫ن‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫س ً‬ ‫جعل َْناك ُم أ ُ‬
‫كو َ‬ ‫س َ‬‫ِ‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫دا‬‫َ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ش‬ ‫نوا‬
‫ُ‬ ‫كو‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫دا {‬ ‫هي ً‬ ‫ش ِ‬‫م َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫] البقرة ‪. [ 143 -‬‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ثم يدعى عيسى عليه السلم ويقال له ياعيسى ‪ } :‬ءَأن ْ َ‬
‫ذوِني وأ ُ‬
‫ه{‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ي إ ِل َ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫خ ُ‬‫س ات ّ ِ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫قل ْ َ‬‫ُ‬
‫] المائدة ‪. [ 116 :‬‬
‫لماذا خص اللـه عيسى من بين سائر الرسل بهذا السؤال ؟!!‬
‫لنه ما من رسول بعث فى قومه إل وقد آمن به من آمن من‬
‫‪ ()1‬رواه البخارى رقم ) ‪ (6530‬فى الرقاق باب قوله عز وجل‪ ‬إن زلزلة الساعة شىء عظيم‬
‫‪ ، ‬ومسـلم رقـم ) ‪ (222‬فى اليمـان ‪ ،‬باب قوله ) يقول الله لدم ‪ :‬أخـرج ‪ ( ....‬واللفظ له ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ()2‬رواه البخارى رقم ) ‪ (4487‬فى التفسير ‪ ،‬باب قوله تعالى ‪ } :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا {‪،‬‬
‫والترمذى رقم )‪ (2965‬فى التفسير ‪ ،‬باب ومن سورة البقرة ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة "مجئ الرب جل جلله"‬ ‫)‪(109‬‬

‫قومه ‪ ،‬وكفر من كفر ‪ ،‬إل قوم عيسى فمنهم من قال ‪ :‬إن عيسى‬
‫هو اللـه !! ومنهم من قال أن عيسى هو ابن اللـه !! ومنهم من‬
‫جعل عيسى وأمه إلهين من دون اللـه !!‬
‫فهل هناك إله يأكل ؟! إله يشرب ؟! إله يتزوج ؟! إله يقضى‬
‫حاجته؟!!‬
‫ولله در ابن القيم يقول ‪:‬‬
‫نريد جوابه ممـــن‬ ‫يا عباد المسيح لنــا‬
‫عــاه‬
‫وَ َ‬ ‫سـؤال‬
‫أماتوه فهـل هــــذا‬ ‫إذا مـات الله بصنـع‬
‫إله ؟!‬ ‫قـوم‬
‫وأعجـب منه بطن قد‬ ‫ويا عجـبا ً لقبر ضــم ربـا ً‬
‫واهُ‬ ‫ح َ‬
‫َ‬
‫لدى الظلمات من حيض‬ ‫أقام هنـاك تسعا ً مـن‬
‫غ ََزاه ُ‬ ‫شهور‬
‫ضعيفـــا ً فاتحا ً للثدى‬ ‫ج مولودا ً‬
‫فْر َ‬
‫شـقّ ال َ‬ ‫و َ‬
‫فـاه ُ‬ ‫صغيرا ً‬
‫بــلزم ذاك فهل هـذا إله‬ ‫ويـأكل ثـم يشرب ثـم‬
‫؟!‬ ‫يأتى‬
‫سيســـألوا كلهـم عما‬ ‫تعالى الله عن إفك‬
‫افتراه‬ ‫النصارى‬
‫َ‬
‫ت‬
‫م ءَأن ْ َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ه َيا ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫وإ ِذْ َ‬ ‫قال تعالى ‪َ } :‬‬
‫ذوِني ُ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫هي ْ ِ‬ ‫ي إ ِل َ َ‬‫م َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬ ‫خ ُ‬ ‫س ات ّ ِ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫ن ك ُن ْ ُ‬ ‫ق إِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ِلي ب ِ َ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قو َ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ِلي أ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫حان َ َ‬‫سب ْ َ‬ ‫ُ‬
‫في‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ول أ َ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫في ن َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫عل ِ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬‫قل ْت ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ك إن ّ َ َ‬
‫ما‬ ‫م ِإل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ب)‪َ (116‬‬ ‫غُيو ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عل ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫س َ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ت َ َ‬ ‫أ َمرت َِني ب َ‬
‫ما‬
‫دا َ‬‫هي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫وك ُن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وَرب ّك ُ ْ‬ ‫ه َرّبي َ‬ ‫دوا الل ّ َ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫هأ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ْ‬
‫عل َيهم َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫وأن ْ َ‬ ‫ب َ ْ ِ ْ َ‬ ‫قي َ‬ ‫ت الّر ِ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫في ْت َِني ك ُن ْ َ‬ ‫و ّ‬‫ما ت َ َ‬ ‫فل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫في ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ُ‬ ‫دُ ْ‬
‫د { ] المائدة ‪. [ 117-116 :‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حسان‬ ‫)‪(110‬‬

‫م‬
‫ه ْ‬ ‫عذّب ْ ُ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫ثم يقول عيسى عليه السلم لربه الرحمن } إ ِ ْ‬
‫فإن ّ َ َ‬
‫م{‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫م َ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فْر ل َ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫عَبادُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫] المائدة ‪. [ 118 :‬‬
‫فيرد اللـه جل وعل على عبده المصطفى ونبيه عيسى عليه‬
‫السلم يقول ‪:‬‬
‫ت‬ ‫جّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫صدْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫م ي َن ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫} َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫دا َر ِ‬ ‫ها أب َ ً‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫م{‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ه ذَل ِ َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫] المائدة ‪. [ 119 :‬‬
‫ه‬‫ع الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ثم يدعى جميع الرسل قال تعالى ‪ } :‬ي َ ْ‬
‫عل ْم ل ََنا إن ّ َ َ‬ ‫ل ما َ ُ‬
‫م‬‫عل ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫قاُلوا ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫جب ْت ُ ْ‬ ‫ذا أ ِ‬ ‫قو ُ َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫الّر ُ‬
‫ب { ] المائدة ‪.[ 109 :‬‬ ‫غُيو ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫واسمع لله جل وعل وهو يقول ‪:‬‬
‫ل إل َيهم ول َن َ َ‬ ‫ُ‬ ‫فل َن َ َ‬
‫ن{‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سأل َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫س َ ِ ْ ِ ْ َ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سأل َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫} َ‬
‫] العراف‪. [6 :‬‬
‫يجمع اللـه سبحانه وتعالى الرسل بجلل العبودية بل وجلل‬
‫العبودية فى جواب الرسل على اللـه جل جلله وهم يقولون ‪} :‬‬
‫ب{‪.‬‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عل ْم ل ََنا إن ّ َ َ‬
‫غُيو ِ‬ ‫عل ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل ِ َ‬
‫أيها الخيار ‪ :‬يسأل الرسل والملئكة بل والنبياء بل والشهداء ؟‬
‫فهل ُنترك بعد هؤلء ؟!!‬
‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ع َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ر َ‬ ‫صو ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ون ُ ِ‬ ‫قال اللـه تعالى ‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫ه‬
‫في ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ض ِإل َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ر‬
‫ض ب ُِنو ِ‬ ‫ت الْر ُ‬
‫َ‬ ‫ق ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫ن)‪َ (68‬‬ ‫م ي َن ْظُُرو َ‬ ‫قَيا ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫خَرى َ‬ ‫أُ ْ‬
‫ي‬
‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ء َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫جيءَ ِبالن ّب ِّيي َ‬ ‫و ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ع ال ْك َِتا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫و ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ها َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ما‬‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫في َ ْ‬ ‫و ّ‬ ‫و ُ‬ ‫ن)‪َ (69‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ي ُظْل َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ب َي ْن َ ُ‬
‫] الزمر ‪. [ 70 - 68 :‬‬ ‫ن{‬ ‫عُلو َ‬ ‫ف َ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫ويبدأ العرض على اللـه جل وعل وكيف يبدأ الحساب ؟‬
‫هذا ما سوف نتعرف عليه بإيجاز بعد جلسة الستراحة‬
‫فى رحاب الدار الخرة "مجئ الرب جل جلله"‬ ‫)‪(111‬‬

‫وأقول قولى هذا واستغفر اللـه لى ولكم‬


‫الخطبة الثانية ‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين وأشهد أن ل إله إل اللـه وحده ل شريك‬
‫له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ‪ ،‬اللـهم صلى وسلم وزد وبارك‬
‫عليه وعلى أصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه‬
‫واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ‪ ،‬أما بعد ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬العرض على اللـه جل وعل وأخذ الكتب‬

‫أيها الحبة الكرام ‪:‬‬


‫بعد ذلك يبدأ الحساب وسنقف مع الحساب وقفات ‪ ،‬فالحساب‬
‫يبدأ بالعرض على اللـه جل جلله بالوقوف بين يدى الحق الملك‬
‫العدل سبحانه فأنت فى أرض المحشر ستستمع إلى نداء‬
‫الملئكة ‪ :‬أين فلن بن فلن ؟‬
‫هــذا هو اسمى ‪ ..‬ماذا تريدون يا ملئكة اللـه ؟!‬
‫أقبل للعرض على اللـه جل وعــل !!‬
‫وقد وكلت الملئكة بأخذك ‪ ،‬وسوقك فى أرض المحشرعلى‬
‫رؤوس الشهاد ‪ ،‬والخلئق كلها تنظر إليك ‪ ،‬فيقرع النداء قلبك‬
‫ويصفر وجهك وترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك وترى نفسك‬
‫بين يدى الحق جل جلله ليكلمك ليس بينك وبينه ترجمان كما فى‬
‫الصحيحين من حديث عدى بن حاتم أنه‪ ‬قال ‪:‬‬
‫)) ما منكم من أحد إل سيكلمه ربه ‪ ،‬ليس بينه وبينه‬
‫ُترجمان ‪ ،‬فينظر أيمن منه )أى عن يمينه ( فل يرى إل ما‬
‫قدم ) أى فى هذه الحياة الدنيا ( وينظر أشأم منه ) أى عن‬
‫شماله ( فل يرى إل مــا قــدم ‪ ،‬وينظر بين يديه فل يرى‬
‫إل النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشـــق تمـــرة((‬
‫)‪(1‬‬

‫أى ولو بنصف تمره تتصدقون بها إلى اللـه جل وعـــل ‪.‬‬
‫‪ ()1‬رواه البخارى رقم ) ‪ (7512‬فى التوحيد‪ ،‬باب كلم الرب عز وجل ‪ ،‬ومسلم رقم )‪ (1016‬فى‬
‫الزكاة ‪ ،‬باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ‪ ،‬والترمذى رقم ) ‪ (2427‬فى صفه القيامة ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حسان‬ ‫)‪(112‬‬

‫يقرع النداء القلب ويأمر اللـه تبارك وتعالى بالصحف وبالكتب‬


‫فيأخذ كل إنسان صحيفته ‪.‬‬
‫تلك الصحيفة التى ل تغادر بلية كتمتها ول مخبأة أسررتها ‪ .‬فكم‬
‫من معصية قد كنت نسيتها ‪ ..‬ذكرك اللـه إياها ‪ .‬وكم من مصيبة قد‬
‫كنت أخفيتها ‪ ..‬أظهرها اللـه لك وأبداها ‪ ..‬فيا حسرة القلب‬
‫ساعتها على ما فرطنا فى دنيانا من طاعة موالنا ‪.‬‬
‫اسمع لربك جل وعل ‪ ،‬وهو يقول ‪:‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫شْرَنا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫رَزةً َ‬ ‫ض َبا ِ‬ ‫وت ََرى الْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا َ‬ ‫سي ُّر ال ْ ِ‬ ‫م نُ َ‬ ‫و َ‬
‫وي َ ْ‬‫} َ‬
‫فا ل َ َ‬ ‫عَلى َرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫ص ّ‬
‫ك َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬‫و ُ‬‫دا)‪َ (47‬‬ ‫ح ً‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫غاِدْر ِ‬ ‫م نُ َ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫قَناك ُ َ‬
‫ل ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م أل ّ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َز َ‬ ‫ة بَ ْ‬ ‫مّر ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫خل َ ْ‬‫ما َ‬ ‫موَنا ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫شــ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬‫فت ََرى ال ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ع ال ْك َِتا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫و ِ‬ ‫و ُ‬‫دا)‪َ (48‬‬ ‫ع ً‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫غاِدُر‬ ‫ب ل يُ َ‬ ‫ذا ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫مـــا ِ‬ ‫وي ْل َت ََنا َ‬ ‫ن َيا َ‬ ‫قـــوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫مُلوا‬ ‫َ‬
‫ع ِ‬ ‫ما َ‬ ‫دوا َ‬ ‫جـــ ُ‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫صــــا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ول ك َِبــــيَرةً ِإل أ ْ‬ ‫غيـــَرةً َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫دا {‬ ‫ح ً‬‫كأ َ‬ ‫م َرب ّ َ‬ ‫ول ي َظْل ِ ُ‬ ‫ضًرا َ‬ ‫حا ِ‬ ‫َ‬
‫] الكهف ‪. [ 49 - 47 :‬‬
‫أيها المسلم ‪:‬‬
‫مستوحشا ً قلـق الحشــاء‬
‫ُ‬ ‫تذكر وقوفـك يوم العرض‬
‫حيرانا‬ ‫عُْريانا‬
‫على العصاة ورب العرش‬ ‫والنار تلهب مـ‪ ،‬غيظ ومن‬
‫غضبانا‬ ‫ق‬‫حن ٍ‬
‫فهل تـرى فيه حرفا ً غيـر ما‬ ‫إقـرأ كتابـك ياعبــد ُ على‬
‫كانا‬ ‫ل‬
‫مه ٍ‬
‫إقرار مــن عرف الشياء‬ ‫فلما قرأت ولــــم تنكر‬
‫عرفانا‬ ‫قراءته‬
‫وأمضـوا بعبد عصى للنار‬ ‫نادى الجليــل خـذوه يا‬
‫عطشانا‬ ‫ملئكتى‬
‫والمـؤمنون بـدار الخلــد‬ ‫المشركـون غـدا ً فى النار‬
‫سكانا‬ ‫يلتهبوا‬
‫فى رحاب الدار الخرة "مجئ الرب جل جلله"‬ ‫)‪(113‬‬

‫أقف عند هذا القدر مع ) العرض على اللـه جل وعل ( لنواصل‬


‫الحديث إن قدر اللـه لنا البقاء واللقاء لنتعرف على ‪:‬‬
‫كيفية العرض ؟ ‪ ،‬كيفية الحساب ؟! كيف يحاسب اللـه المؤمن‬
‫يوم القيامة ؟! وكيف يقرأ المؤمن كتابه ؟! وهل تظهر الحسنات‬
‫أول ً أم تظهر السيئات ؟! وما الذى يقوله اللـه للمؤمن ؟!‬
‫وكيف يحاسب اللـه الكافر يوم القيامة ؟! وكيف يقرأ الكافر‬
‫صحيفته وكتابه ؟!‬
‫أسأل اللـه العظيم رب العرش الكريم أن يحسن خاتمتنا ‪ .‬إنه‬
‫ولى ذلك والقادر عليه ‪.‬‬
‫‪ ..........‬الدعــــــــــاء‬

You might also like