Professional Documents
Culture Documents
س. نا لل ت رج أخخير أ ُمة ُ قال اللـه لها ُ :
ِ ّ ِ ْ ِ كنُتم َ َ ّ ِ
طا ل ِت َ ُ س ً ك جعل َْناك ُ ُ
كوُنوا و َة َ م ً مأ ّ ْ وك َذَل ِ َ َ َ قال اللـه لها َ :
دا ] البقرة
هي ً ش ِ م َ عل َي ْك ُ ْ ل َ سو ُ ن الّر ُ كو َ وي َ ُ
س َ على الّنا ِ
داءَ َ َه َ ُ
ش َ
. [143 :
وفـى الحديـث الذى رواه الترمذى وأحـمـد وابـن ماجـة بسند
حسن قال المصطفى )) : أنتم موفون سبعون أمة أنتم
خيرها وأكرمها على اللـه جل وعل (( ). (1
أنتم خير المم ..أنتم أكرم المم على اللـه جل وعل .
بل وفى صحيح البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى أن الحبيب
النبى قال )) :يدعى نوح يوم القيامة فيقال له يا نوح
هل بلغت قومك ؟ فيقول :نعم يا رب .فيدعى قومه
ويقال لهم :هل بلغكم نوح ؟ فيقول قوم نوح :ل ما
أتانا من نذير ،وما أتانا من أحد ،فيقول الحق جل وعل:
وهو أعلم ،من يشهد لك يا نوح ؟ فيقول نوح :يشهد لى
محمد وأمته ،يقول المصطفى :فتدعون فتشهدون له
بالبلغ ثم أدعى فأشهد عليكم ((
)(2
()1رواه البخارى رقم ) (136فى الوضوء ،باب فضل الوضوء والغر المحجلون ،ومسلم رقم )(249
فى الطهارة ،باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء ،والموطأ ) (30 -1/28والنسائى )
(1/93/95فى الطهارة .
فى رحاب الدار الخرة "علمات الساعة الكبرى" )(121
كو َ َ
خب ًْرا : ه ُ ما ل َدَي ْ ِ حطَْنا ب ِ َ قد ْ أ َ ك َذَل ِ َ َ
أى علم اللـه عز وجل كل ما يدور فى قلبه وفى نفسه .
وتبدأ الرحلة الثالثة التى هى محل الشاهد فى موضوعنا :
ن والسدين :الجبلين العظيمين . سدّي ْ ِ ن ال ّ غ ب َي ْ َ ذا ب َل َ َ حّتى إ ِ َ َ
ول . ق ْ ن َ هو َ ق ُ ف َ ن يَ ْ دو َ كا ُ ما ل ي َ َ و ً ق ْ ما َ ه َدون ِ ِ ن ُ م ْ جد َ ِ و ََ
ل يعرفون لغة ذى القرنين أو ل يستطيعون أن ينفتحوا على
غيرهم من المم ،فهم قوم منعزلون على أنفسهم ،تعرضوا إلى
أشد الهجمات وأعنف الضربات على يدى يأجوج ومأجوج ،فلما
رأوا ذى القرنين الملك الفاتح العادل توسلوا إليه وانطلقوا وقوفا
بين يديه وقالوا :
قرن َين إن يأ ْجوج و ْ
في ن ِ دو َ س ُ ف ِ م ْ ج ُ جو َ مأ ُ ذا ال ْ َ ْ ْ ِ ِ ّ َ ُ َ َ َ َ يا َ
َ ا َ
م
ه ْوب َي ْن َ ُل ب َي ْن ََنا َ ع َ ج َ ن تَ ْ عَلى أ ْ جا َ خْر ً ك َ ل لَ َ ع ُ ج َ ل نَ ْ ه ْ ف َلرض َ
دا . س ّ َ
هؤلء القوم يقولون لذى القرنين هل نبذل لك من أموالنا ما
تشاء وما تريد على أن تبنى لنا سدا منيعا يحمينا من يأجوج
ومأجوج .
ه َرّبي في ِ مك ّّني ِ ما َ ل َ قا َ فرد عليهم بزهد وورع وقال َ :
خي ٌْر . َ
لقد أعطانى اللـه عز وجل من وسائل التمكين ما أغنانى به عن
مالكم ولكنه لمح فيهم الكسل ،فأراد أن يشركهم فى هذا
المشروع العظيم وفى هذا العمل الضخم ،فقال لهم ولكن !
قو َ فأ َ ِ
ما أى قال م َردْ ً ه ْ وب َي ْن َ ُم َ ل ب َي ْن َك ُ ْ ع ْ ج َ ةأ ْ عيُنوِني ب ِ ُ ّ ٍ َ
بلغة العصر :التخطيط الهندسى والمعمارى والنفاق المادى لبناء
هذا السد ولقامة هذا المشروع ،سنتكفل نحن بذلك ،ولكننا فى
حاجة إلى العمال ،فى حاجة إلى عمالة يحملون ويبنون ويقيمون
قو َ فأ َ ِ
ما . م َردْ ً ه ْ وب َي ْن َ ُم َ ل ب َي ْن َك ُ ْ ع ْ ج َ ةأ ْ عيُنوِني ب ِ ُ ّ ٍ هذا العمل َ ،
وبدأ ذو القرنين المهندس البارع الذى سبق علماء الهندسة
المعاصرين بعدة قرون .
فى رحاب الدار الخرة "علمات الساعة الكبرى" )(125
فى صحيح البخارى من حديث زينب بنت جحش رضى اللـه عنها
" أن النبى دخل عليها يوما فزعا وهو يقول )) ل إله إل اللـه ،
ل إله إل اللـه ويل للعرب من شر قد اقترب ،فتح اليوم
من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (( وحلق بأصبعه السبابة
ك وفينـاوالبهام فقالت زينب بنت جحش :يا رسول اللـه َأنهل ِ ُ
الصالحون فقال المصطفى )): نعم إذا ك َث َُر الخبـث (( )(1يهلك
الصالح والطالح ويبعث اللـه الصالحين والطالحين على نيـاتهـم .
وتدبر معى هذا الحديث :الذى رواه أحمد والترمذى وابن ماجة
وابن حبان والحاكم فى المستدرك وصحح الحاكم الحديث على
شرط الشيخين وأقر الحاكم الذهبى واللبانى فى السلسلة من
حديث أبى هريرة أن الصادق المصدوق الذى ل ينطق عن الهوى
قال )) :إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم ،حتى
()1رواه البخارى رقم ) (3346فى أحاديث النبياء ،باب قصة يأجوج ومأجوج ،ومسلم رقم )
(2880فى الفتن ،باب اقتراب الفتن ،والترمذى رقم ) (2188فى الفتن .
فى رحاب الدار الخرة "علمات الساعة الكبرى" )(127
ُينزل اللـه تعالى عيسى عليه السلم كما فى حديث الّنواس بن
سمعان الذى رواه مسلم قال المصطفى )) :فبينما هو كذلك )
أى الدجال( إذ أنزل اللـه عز وجل عيسى بن مريم عند
المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين أى ثوبين
فيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه مصبوغين واضعا ً ك َ ّ
در منه جمان كاللؤلؤ (( إذا رفع نبى اللـه قطر وإذا رفعه تح ّ
عيسى رأسه تقطر منها الماء كحبات اللؤلؤ البيض .
يقول المصطفى )) فيطلب عيسى بن مريم الدجال
حتى يدركه بباب ل ُدّ )مدينة بفلسطين( (( فيقتل عيسى بن
مريم الدجال عليه لعنة اللـه
)) ثم يأتى عيسى بن مريم قوم قد عصمهم اللـه منه
فيمسح عن وجوههم ويبشرهم بدرجاتهم فى الجنة
فبينما هو كذلك إذ أوحى اللـه إلى عيسى إنى قد
أخرجت عبادا ً لى ل يدان لحد بقتالهم فحرز عبادى إلى
الطـور (( ) أى ل طاقـة ول قـدرة لحـد بقتـالـهم ( يقـول
المصطقى )) : ويبعث اللـه يأجوج ومأجوج ،وهم من
كل حدب ينسلون (( ينتشرون ،يغطون وجه الرض من فوق
المرتفعات والجبال .
فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ،ويمر آخرهم
مرةً ماُُء ويحصر نبى اللـه عيسى عليهفيقولون :لقد كان بهذه ّ
فى رحاب الدار الخرة "علمات الساعة الكبرى" )(129
زلل أو نسيان فمنى ومن الشيطان واللـه ورسوله منه براء وأعوذ
باللـه أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة وُيلقى به فى جهنم
ثم أعوذ باللـه أن أذكركم به وأنساه.
وصلى اللـهم وسلم وزد وبارك على محمد صلى اللـه عليه
وسلم.
وأقم الصـلة